You are on page 1of 26

‫فضل كلمة التوحيد‬

‫فضل كلمة االخالص " ال اله اال هللا " وتحقيق معناها‬

‫بسم هللا‬
‫والحمد هلل‬
‫والصالة والسالم على رسول هللا‬

‫ما جاء في الكهان ونحوهم‬


‫^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^‬

‫الكاهن هو الذي يأخذ عن مسترق السمع ‪ ،‬وكانوا قبل المبعث كثيرا ً ‪ .‬وأما بعد المبعث فإنهم قليل ‪ .‬ألن‬
‫هللا تعالى حرس السماء بالشهب ‪ .‬وأكثر ما يقع في هذه األمة ما يخبر به الجن أولياءهم من اإلنس عن‬
‫األشياء الغائبة بما يقع في األرض من األخبار ‪ ،‬فيظنه الجاهل كشفا ً وكرامة ‪ ،‬وقد اغتر بذلك كثير من‬
‫الناس يظنون المخبر لهم بذلك عن الجن وليا ً هلل ‪ .‬وهو من أولياء الشيطان ‪ ،‬كما قال تعالى ‪: 6 ' :‬‬
‫‪ " ' 128‬ويوم يحشرهم جميعا ً يا معشر الجن قد استكثرتم من اإلنس وقال أولياؤهم من اإلنس ربنا‬
‫استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إال ما شاء هللا إن ربك‬
‫‪ " .‬حكيم عليم‬

‫روى مسلم في صحيحه‪،‬‬


‫عن بعض أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪:‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‬
‫عرافًا ً فسأله عن شيء فصدقه‪ ،‬لم تقبل له صالة أربعين يوما (‬
‫ً‬ ‫‪ ).‬من أتى َّ‬
‫وعن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ ( :‬من أتى كاهنا ً فصدقه بما يقول‪،‬‬
‫‪.‬رواه أبو داود ) فقد كفر بما أنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم‬

‫وظاهر هذا الحديث أن الوعيد مرتب على مجيئه وسؤاله ‪ ،‬سواء صدقه أو شك في خبره ‪ .‬فإن في ‪.‬‬
‫‪ " .‬بعض روايات الصحيح "من أتى عرافا ً فسأله عن شئ لم تقبل له صالة أربعين ليلة‬

‫‪ :‬ولألربعة‪ ،‬والحاكم وقال‪ :‬صحيح على شرطهما‪ ،‬عن أبي هريرة‬


‫‪ ) .‬من أتى عرافا ً أو كاهنا ً فصدقه بما يقول‪ ،‬فقد كفر بما أنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم (‬

‫‪.‬وألبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفا ً‬


‫‪:‬وعن عمران بن حصين رضي هللا عنه مرفوعا ً‬
‫سحر له‪ ،‬ومن أتى كاهنا ً فصدقه بما (‬ ‫ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو َ‬
‫سحر أو ُ‬
‫يقول‪ ،‬فقد كفر بما أنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد‪ ،‬ورواه الطبراني في‬
‫‪.‬األوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله‪" :‬ومن أتى‪ "..‬الخ‬

‫‪ .‬قوله ‪ :‬ليس منا فيه وعيد شديد يدل على أن هذه األمور من الكبائر وتقدم أن الكهانة والسحر كفر‬
‫قوله ‪ :‬من تطير أي فعل الطيرة أو تطير له أي قبل قول المتطير له وتابعه كذا معنى أو تكهن أو تكهن‬
‫‪ .‬له كالذي يأتي الكاهن ويصدقه ويتابعه ‪ ،‬وكذلك من عمل الساحر له السحر‬
‫فكل من تلقى هذه األمور عمن تعاطاها فقد بريء منه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لكونها إما شركا ً‬
‫‪ ،‬كالطيرة ‪ ،‬أو كفرا ً كالكهانة والسحر ‪ ،‬فمن رضي بذلك وتابع عليه فهو كالفاعل لقبوله الباطل‬
‫واتباعه‬

‫من أتى كاهنا ً أو ساحرا ً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم وفيه دليل ‪:‬‬
‫على كفر الكاهن والساحر ألنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر ‪ ،‬والمصدق لهما يعتقد ذلك ويرضى به‬
‫‪ .‬وذلك كفر أيضا ً‬

‫قال البغوي‪ :‬العراف‪ :‬الذي يدعي معرفة األمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة‬
‫ونحو ذلك وقيل‪ :‬هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل ‪ :‬الذي يخبر عما‬
‫‪.‬في الضمير‬
‫وقال أبو العباس ابن تيمية‪ :‬العراف‪ :‬اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة‬
‫‪.‬األمور بهذه الطرق‬
‫وقال ابن عباس –في قوم يكتبون ( أبا جاد) وينظرون في النجوم ‪ :-‬ما أرى من فعل ذلك له عند هللا‬
‫‪.‬من خالق‬

‫قوله ‪:‬وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد إلى آخره هذا األثر رواه الطبراني عن ابن عباس‬
‫مرفوعا ً ‪ .‬وإسناده ضعيف ‪ .‬ولفظه " رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند هللا‬
‫خالق يوم القيامة " ورواه حمد بن زنجويه عنه بلفظ رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد‬
‫‪ .‬ليس له عند هللا خالق‬
‫‪ :‬فيه مسائل‬

‫‪.‬األولى ‪ :‬ال يجتمع تصديق الكاهن مع اإليمان بالقرآن‬


‫‪.‬الثانية ‪ :‬التصريح بأنه كفر‬
‫‪.‬الثالثة ‪ :‬ذكر من تُكهن له‬
‫‪.‬الرابعة ‪ :‬ذكر من تُطير له‬
‫‪.‬الخامسة ‪ :‬ذكر من سحر له‬
‫‪.‬السادسة ‪ :‬ذكر من تعلم أبا جاد‬
‫‪.‬السابعة ‪ :‬ذكر الفرق بين الكاهن والعراف‬

‫__________________‬

‫البحث عن مواضيع لنفس العضو‬


‫المكتبة اإللكترونية‬ ‫)كتاب التوحيد (كلمة اإلخالص‬ ‫شرح الشيخ عبد‬
‫فضائل كلمة التوحيد الرحمن بن ناصر البراك‬
‫‪ 544‬الكتاب ‪ 77‬المقطع ‪ 73‬المتن ‪ 83‬الشرح عدد مرات التحميل‬

‫فضائل كلمة التوحيد (تابع)‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫‪.‬أجمعين‬

‫قال ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ :-‬ومن أجلها أمرت الرسل بالجهاد‪ ،‬ومن قالها عصم ماله ودمه‪،‬‬
‫‪.‬ومن أباها فماله ودمه هدر‪ ،‬وهي مفتاح دعوة الرسل‪ ،‬وبها كلم هللا موسى كفاحا‬

‫وفي مسند البزار وغيره‪ ،‬عن عياض األنصاري‪ ،‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه‬

‫‪:‬قال‬ ‫إن "ال إله إال هللا" كلمة حق على هللا كريمة‪ ،‬ولها من هللا مكان‪ ،‬وهي كلمة‬
‫جمعت وشركت‪ ،‬فمن قالها صادقا أدخله هللا الجنة‪ ،‬ومن قالها كاذبا أحرزت ماله‪ ،‬وحقنت‬

‫قاله الحسن‬ ‫‪.‬دمه‪ ،‬ولقي هللا فحاسبه‪ ،‬وهي مفتاح الجنة ‪-‬كما تقدم‪ -‬وهي ثمن الجنة‬

‫‪:‬وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة‬ ‫من كانت آخر كالمه دخل الجنة‪ ،‬وهي نجاة من‬

‫وسمع النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬مؤذنا يقول‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا‪.‬‬ ‫النار‬

‫خرجه مسلم‬ ‫‪.‬فقال‪ :‬خرج من النار‬

‫‪:‬وهي توجب المغفرة‪ ،‬في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت‬ ‫أن النبي ‪-‬‬
‫ارفعوا أيديكم وقولوا‪ :‬ال إله إال هللا‪ .‬فرفعنا أيدينا ‪:‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال ألصحابه يوما‬
‫ساعة‪ ،‬ثم وضع رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يده‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬اللهم بعثتني بهذه‬
‫أبشروا؛ فإن ‪:‬الكلمة‪ ،‬وأمرتني بها‪ ،‬ووعدتني الجنة عليها‪ ،‬وإنك ال تخلف الميعاد‪ ،‬ثم قال‬

‫قال أبو ذر‪ :‬قلت يا رسول هللا‪ ،‬علمني‬ ‫هللا قد غفر لكم وهي أحسن الحسنات‬
‫عمال يقربني من الجنة ويباعدني من النار‪ ،‬قال‪ :‬إذا عملت سيئة فاعمل حسنة‪ ،‬فإنها عشر‬
‫أمثالها‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ال إله إال هللا من الحسنات‪ ،‬قال‪ :‬هي أحسن الحسنات وهي‬

‫وفي سنن ابن ماجه‪ ،‬عن أم هانئ عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫تمحو الذنوب والخطايا‬

‫‪:‬وسلم‪ -‬أنه قال‬ ‫‪".‬‬ ‫ال إله إال هللا " ال تترك ذنبا‪ ،‬وال يسبقها عمل‬

‫ال إله إال هللا " "رئي بعض السلف بعد موته في المنام‪ ،‬فسئل عن حالهم فقال‪ :‬ما أبقت‬
‫شيئا‪ .‬وهي تجدد ما درس من اإليمان في القلب‪ .‬وفي المسند أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬

‫‪:‬وسلم‪ -‬قال ألصحابه‬ ‫جددوا إيمانكم‪ ،‬قالوا‪ :‬كيف نجدد إيماننا؟ قال‪ :‬قولوا "ال إله‬

‫" إال هللا‬ ‫وهي التي ال يعدلها شيء في الوزن‪ ،‬ولو وزنت بالسماوات واألرض‬
‫‪.‬رجحت بهن‬

‫‪-‬وفي المسند عن عبد هللا بن عمرو‪ ،‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‬ ‫أن نوحا قال‬
‫البنه عند موته‪ :‬آمرك بال إله إال هللا‪ ،‬فإن السماوات السبع واألرضين السبع لو كن حلقة‬

‫‪ ".‬مبهمة قصمتهن "ال إله إال هللا‬ ‫‪.‬‬

‫‪-.‬نعم‪-‬‬

‫وفيه أيضا عن عبد هللا بن عمرو ‪-‬رضي هللا تعالى عنهما‪ ،-‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬

‫‪:‬وسلم‪ -‬أنه قال‬ ‫إن موسى ‪-‬عليه السالم‪ -‬قال‪ :‬يا رب‪ ،‬علمني شيئا أذكرك به‬
‫وأدعوك به‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬قل‪" :‬ال إله إال هللا " قال‪ :‬يا رب‪ ،‬كل عبادك يقولون هذا‪،‬‬
‫قال‪ :‬قل‪" :‬ال إله إال هللا " فقال‪ :‬ال إله إال أنت‪ ،‬إنما أريد شيئا تخصني به‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى‪،‬‬
‫لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري‪ ،‬واألرضين السبع في كفة‪ ،‬و"ال إله إال هللا " في‬

‫‪ ".‬كفة مالت بهن "ال إله إال هللا‬ ‫‪.‬‬

‫ولذلك ترجح بصحائف الذنوب‪ ،‬كما في حديث السجالت والبطاقة‪ ،‬وقد خرجه أحمد‬
‫والنسائي والترمذي‪ ،‬وأيضا من حديث عبد هللا بن عمرو‪ ،‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫‪-.‬وسلم‪ ،-‬وهي التي تخرق الحجب كلها‪ ،‬حتى تصل إلى هللا ‪-‬عز وجل‬

‫وفي الترمذي عن عبد هللا بن عمرو ‪-‬رضي هللا تعالى عنهما‪ ،-‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬

‫‪:‬وسلم‪ -‬أنه قال‬ ‫وفيه‬ ‫ال إله إال هللا ليس لها دون هللا حجاب حتى تصل إليه‬
‫‪:‬أيضا عن أبي هريرة ‪-‬رضي هللا تعالى عنه‪ ،-‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه قال‬

‫ما قال عبد‪" :‬ال إله إال هللا" مخلصا‪ ،‬إال فتحت له أبواب السماء‪ ،‬حتى تفضي إلى‬

‫‪.‬العرش‪ ،‬ما اجتنبت الكبائر‬ ‫‪.‬‬

‫ما من شيء إال وبينه‬ ‫ويروى عن ابن عباس‪ -‬رضي هللا تعالى عنهما‪ -‬مرفوعا‬
‫وبين هللا حجاب‪ ،‬إال قول‪" :‬ال إله إال هللا " كما أن شفتيك ال تحجبها‪ ،‬كذلك ال يحجبها‬

‫‪-‬شيء حتى تنتهي إلى هللا ‪-‬عز وجل‬ ‫‪.‬‬

‫وقال أبو أمامة‪ :‬ما من عبد يهلل تهليلة فينهنهها شيء دون العرش‪ .‬وهي التي ينظر هللا‬
‫‪.‬إلى قائلها ويجيب دعاءه‬

‫خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫‪:‬عليه وسلم‪ -‬أنه قال‬ ‫من قال‪" :‬ال إله إال هللا وحده‪ ،‬ال شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه‪ ،‬مصدقا بها قلبه ولسانه‪ ،‬إال فتق هللا‬
‫له السماء‪ ،‬حتى ينظر إلى قائلها من أهل األرض‪ ،‬وحق لعبد نظر هللا إليه أن يعطيه سؤله‬

‫‪.‬‬

‫‪. .‬هذا عند النسائي‬

‫‪.‬إي نعم‬

‫‪.‬نعم‬

‫وهي الكلمة التي يصدق هللا قائلها‪ ،‬كما خرجه النسائي والترمذي وابن حبان‪ ،‬من حديث‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه ‪ -‬أبي هريرة وأبي سعيد ‪-‬رضي هللا تعالى عنهما‪-‬عن النبي‬

‫‪:‬قال‬ ‫إذا قال العبد‪ :‬ال إله إال هللا وهللا أكبر‪ ،‬صدقه ربه وقال‪ :‬ال إله إال أنا‪ ،‬وأنا‬
‫أكبر‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ال إله إال هللا وحده‪ ،‬يقول هللا‪ :‬ال إله إال أنا وحدي‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ال إله إال هللا‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬قال هللا‪ :‬ال إله إال أنا وحدي ال شريك لي‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ال إله إال هللا وحده‬
‫ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬قال هللا‪ :‬ال إله إال أنا‪ ،‬لي الملك ولي الحمد‪ ،‬وإذا قال‪ :‬ال‬
‫‪.‬هللا ال إله إال أنا وال حول وال قوة إال بي ‪:‬إله إال هللا وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬قال‬

‫وكان يقول‪ :‬من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار‪ ،‬وهي أفضل ما قاله النبيون‬

‫‪.‬‬

‫تقدم أن المؤلف ‪-‬رحمه هللا ‪-‬رأى أن يختم هذا الدرس‪ ،‬وأقول الدرس؛ ألن الذي يظهر أنه‬
‫لم ينشئها على وجه التأليف؛ ألنه لم يصدرها بتقدمة‪ ،‬إنما‪ . .‬استهلت بذكر األحاديث‪،‬‬
‫أحاديث فضل التوحيد وفضل "ال إله إال هللا" واستدالل المرجئة بها إلى آخر ما تقدم‪،‬‬
‫‪ -.‬رحمه هللا‪-‬وكأنه درس ألقاه وأماله‬

‫يختم هذا الدرس بالذكر وبالتنويه بفضل كلمة التوحيد "ال إله إال هللا " وال ريب أنها كلمة‬
‫عظيمة؛ ألنها مشتملة على أمر عظيم‪ ،‬فإنها الشهادة التي شهد هللا بها لنفسه‪ ،‬وشهدت‬

‫َّللاُ أَنههُ َال ِإلَهَ ِإ هال ه َُو َو ْال َم َالئِكَةُ َوأُولُو ْال ِع ْل ِم قَائِ ًما‬
‫ش ِهدَ ه‬
‫َ‬ ‫بذلك مالئكته وأولو العلم‬

‫"ال إله إال هللا‬ ‫يز ْال َح ِكي ُم‬


‫ْط َال إِلَهَ إِ هال ه َُو ْالعَ ِز ُ‬
‫كم نجد في القرآن من لفظها " بِ ْال ِقس ِ‬

‫" ومن معناها؟ نجد في القرآن "ال إله إال هللا‬ ‫َال ِإلَهَ ِإ هال أ َ ْنتَ ُ‬
‫س ْب َحانَكَ ِإ ِني ُك ْنتُ ِمنَ‬

‫‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫ظا ِل ِمينَ‬

‫‪.‬ال إله إال هو‪ ،‬سبحانه عما يسيئون‪ ،‬ال إله إال هو‪ ،‬ال إله إال أنت‪ ،‬ال إله إال هللا‬

‫هذا كله بلفظ كلمة التوحيد‪ ،‬نجد معناها أيضا مبثوثا في آيات القرآن بالمعنى‪ ،‬ففيها قول‬
‫"ما لكم من إله غيره" هو معنى "ال‬ ‫َّللاَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه َغي ُْرهُ‬
‫ا ْعبُد ُوا ه‬ ‫األنبياء‬

‫"إله إال هللا‬ ‫‪.‬‬ ‫َو َما ِم ْن إِلَ ٍه إِ هال إِلَهٌ َو ِ‬


‫احدٌ‬ ‫َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه َغي ُْرهُ‬

‫بل فيها‪ -‬أيضا‪ . .-‬في "ال إله إال أنا" باالسم الظاهر و بالضمير‪ ،‬ضمير المتكلم يقول ‪-‬‬

‫‪-:‬سبحانه وتعالى‬ ‫هذا مما قاله لموسى ‪-‬عليه السالم‪-‬‬ ‫َال ِإ َلهَ ِإ هال أَنَا َفا ْعبُ ْدنِي‬
‫وأشار المؤلف إلى أن هللا خاطب بها موسى يقول‪ :‬كفاحا‪ ،‬إن أراد يقول كفاحا‪ ،‬يعني‪ :‬بال‬
‫‪.‬واسطة‬

‫كلمه بال واسطة منه إليه من وراء حجاب‪ ،‬فنعم‪ ،‬فهو حق‪ ،‬وهذه خصوصية موسى أن هللا‬
‫كلمه بال واسطة‪ ،‬ولكن لفظ "كفاحا" تشعر بالرؤية‪ ،‬وهذا المعنى من قصده فهو غالط‬
‫ومخطئ‪ ،‬والمؤلف ‪-‬قطعا‪ -‬أنه ال يريد ذلك المؤلف‪ ،‬ال يمكن أن يريد أن موسى كلم هللا‬
‫‪.‬كفاحا‪ ،‬أي‪ :‬من غير حجاب‪ ،‬بل كلمه من وراء حجاب‬

‫وجاء في شأن عبد هللا بن حرام والد جابر‪ ،‬الذي استشهد في وقعة أحد‪ ،‬ورد فيه أنه ‪-‬‬

‫‪:‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال‬ ‫كلمه كفاحا‪ ،‬يعني‬ ‫أما علمت أن هللا كلم أباك كفاحا‬
‫‪.‬معناها أنه كلمه من غير حجاب‪ ،‬وهذا في عالم اآلخر‪ ،‬كلمه كفاحا‬

‫أقول‪ :‬هذه الكلمة جاءت في القرآن بهذا التركيب‪ ،‬بتركيب النفي واالستثناء‪ ،‬وهو أسلوب‬

‫ال إله إال هللا‪ ،‬ال إله إال أنت‬ ‫ِإيهاكَ نَ ْعبُد ُ‬ ‫‪.‬الحصر‪ ،‬و‬

‫فقوله‬ ‫ِإيهاكَ نَ ْعبُد ُ‬ ‫‪:‬وجاءت أيضا بأساليب أخرى من أساليب الحصر‪ ،‬مثل‬

‫معناها‪ :‬ال نعبد غيرك‪ ،‬ال نعبد إال إياك‪ ،‬فهو بمعنى‪ :‬ال إله إال هللا‪،‬‬ ‫إِيهاكَ نَ ْعبُد ُ‬

‫أي‪ :‬ال إله إال أنت‪،‬‬ ‫إِيهاكَ نَ ْعبُد ُ‬ ‫تساوي‪ :‬ال إله إال أنت‪،‬‬ ‫إِيهاكَ نَ ْعبُد ُ‬
‫‪.‬ال نعبد غيرك‬

‫وفي معناها قوله‪ :‬دعوة األنبياء أن يعبدوا هللا ويجتنبوا الطاغوت‪ ،‬هذا هو معنى "ال إله‬

‫‪:‬وقول إبراهيم لقومه "إال هللا‬ ‫ِين‬


‫سيَ ْهد ِ‬ ‫إِنهنِي بَ َرا ٌء ِم هما تَ ْعبُد ُونَ إِ هال الهذِي فَ َ‬
‫ط َرنِي فَإِنههُ َ‬

‫هذه هي الكلمة‪ ،‬ونفس الكلمة هذه أيضا‪ ..‬ذكرت بمعناها في قوله‬ ‫َو َج َعلَ َها َك ِل َمةً بَاقِيَةً‬

‫‪:‬سبحانه‬ ‫س َواءٍ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ْم أ َ هال َن ْعبُدَ إِ هال ه‬


‫َّللاَ َو َال‬ ‫قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ‬
‫ب تَعَالَ ْوا إِلَى َك ِل َم ٍة َ‬

‫‪.‬‬ ‫ُون ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ضا أَ ْربَابًا ِم ْن د ِ‬ ‫ش ْيئًا َو َال َيت ه ِخذَ بَ ْع ُ‬
‫ضنَا بَ ْع ً‬ ‫نُ ْش ِركَ بِ ِه َ‬

‫وورد في فضلها من األحاديث الصحيحة الشيء الكثير‪ ،‬وفي مشروعية اللهج بها "ال إله‬

‫‪ -:‬إال هللا " فهي إحدى الكلمات األربع التي قال بها الرسول ‪-‬عليه الصالة والسالم‬
‫ألن أقول سبحان هللا والحمد هلل وال إله إال هللا وهللا أكبر أحب إلى مما طلعت عليه‬
‫‪.‬الشمس‬ ‫ال إله إال هللا‪ ،‬ال إله إال هللا‪ ،‬وهي أفضلهن‪ ،‬ال ريب أن ال إله إال هللا هي‬
‫‪.‬أفضل هذه الكلمات األربع‬

‫كان‬ ‫وورد يعني استحباب ذكر هللا بها في مواضع‪ ،‬يعني كالذكر بعد الصالة‪،‬‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يقول‪ :‬ال إله إال هللا دبر كل صالة‪ ،‬ال إله إال هللا وحده ال‬

‫مع أذكار أخرى أيضا في نفس‬ ‫شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‬
‫هذه الكلمة‪ ،‬ال إله إال هللا وال نعبد إال إياه‪ ،‬ال إله إال هللا مخلصين له الدين ولو كره‬
‫‪.‬الكافرون‬

‫‪:‬وذكر هللا فيها مطلقا ومقيدا‪ ،‬يعني‪ :‬كثير‪ ،‬كما ورد‬ ‫من قال‪ :‬ال إله إال هللا في يوم‪،‬‬
‫ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ -‬من قال‬
‫ذلك مائة مرة‪ ،‬كتبت له مائة حسنة وحط به عنه مائة خطيئة‪ ،‬وكانت له حرزا من‬

‫‪.‬الشيطان يومه ذلك‪ ،‬ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به‪ ،‬إال من زاد عليه‬ ‫أو كما جاء‬
‫‪.‬في الحديث‬

‫ال إله إال هللا‪ .‬وتقدم أنها كلمة التقوى‪ ،‬هي كلمة التقوى‪ ،‬التقوى تقوم عليها‪ ،‬فبها يُتقى‬
‫الشرك باهلل‪ ،‬وتتقى جميع المعاصي‪ ،‬من قالها وتحقق بها‪ ،‬تحقق بالتقوى‪ ،‬فمن حقق‬
‫‪.‬التوحيد فقد حقق التقوى التي هي امتثال األوامر واجتناب النواهي‪ ..‬المناهي‬

‫وفضائلها كثيرة؛ ألنها تتضمن التوحيد‪ ،‬توحيد هللا في إلهيته‪ ،‬وهي تتضمن أيضا توحيده‬
‫في ربوبيته؛ فإن توحيد العبادة أو توحيد األلوهية يتضمن توحيد الربوبية‪ ،‬وتوحيد‬
‫‪.‬األسماء والصفات‬

‫إذن فكلمة التوحيد‪ :‬ال إله إال هللا متضمنة ألنواع التوحيد الثالثة‪ ،‬وإن المقصود األول‬
‫واألعظم منها هو توحيد العبادة؛ ألنه الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم‪ ،‬وهو‬
‫‪.‬التوحيد الذي وقع فيه االنحراف من سائر األمم‬

‫ومن عظيم شأنها أنها يعني أنها هي التي خلق الخلق من أجلها كما تقدم‪ :‬خلق هللا‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬وخلق الموت والحياة‪ ،‬وخلق ما على األرض‪ ،‬وخلق الجنة والنار‪،‬‬
‫كل ذلك من أجل توحيده ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬الذي هو معنى ال إله إال هللا‪ ،‬وهللا خلق الثقلين‬

‫س إِ هال‬ ‫َو َما َخلَ ْقتُ ْال ِج هن َو ْ ِ‬


‫اإل ْن َ‬ ‫الجن واإلنس لهذه الكلمة‪ " :‬ال إله إال هللا"؛ ليعبدوه‬

‫‪.‬‬ ‫ُون‬
‫ِل َي ْعبُد ِ‬

‫وما ساقه المؤلف مما مر علينا منه ما هو من القسم الصحيح‪ ،‬ومنه ما هو من قسم‬
‫الحسن‪ ،‬ومنه ما هو قسم يعني من الضعيف‪ .‬وقلت لكم‪ :‬إن أهل العلم من منهجهم‬
‫‪.‬االستشهاد بالحديث الضعيف وباآلثار في تأييد األمر الثابت بالدليل الصحيح‬

‫فقول‪" :‬ال إله إال هللا" ثابت باألدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬وهي رأس األمر‪ ،‬وهي أصل دين‬

‫وحي إِلَ ْي ِه أَنههُ َال‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ ِم ْن َر ُ‬


‫سو ٍل إِ هال نُ ِ‬ ‫َو َما أ َ ْر َ‬ ‫الرسل كلهم من أولهم آلخرهم‪،‬‬
‫قُ ْل إِنه َما أَنَا بَش ٌَر‬ ‫إال أن نوحي إليه ال إله إال أنا فاعبدون‬ ‫إِلَهَ إِ هال أَنَا فَا ْعبُد ِ‬
‫ُون‬

‫…اآلية‬ ‫ي أَنه َما إِلَ ُه ُك ْم إِلَهٌ َو ِ‬


‫احد ٌ‬ ‫‪.‬مثْلُ ُك ْم يُو َحى إِلَ ه‬
‫ِ‬

‫فال غضاضة إذا حشد المؤلف هذه المأثورات وهذه األحاديث في فضل ال إله إال هللا‪،‬‬
‫‪.‬ومن ذلك حديث أبي سعيد وعزاه هنا أو نسبه أو جعله من رواية عبد هللا بن عمرو‬

‫حديث ابن سعيد في فضل ال إله إال هللا‪ ،‬وهو ما أورده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في‬

‫‪":‬باب" فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب‬ ‫وأن موسى ‪-‬عليه السالم‪ -‬قال‪ :‬يا رب‪،‬‬
‫علمني شيئا أدعوك وأذكرك به‪ ،‬قال‪ :‬قل يا موسى‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬قال‪ :‬يا رب كل عبادك‬

‫‪.‬‬ ‫يقولون هذا‬

‫تخصني به‪ ،‬كل عبادك‬ ‫معناه كما في اللفظ الذي ساقه المؤلف‪ :‬أنه أراد‪ ..‬أريد شيئا‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى لو أن السماوات السبع ‪:‬المؤمنين الموحدين كلهم يقول‬
‫وعامرهن غيري‪ ،‬واألرضين السبع في كفة‪ ،‬وال إله إال هللا في كفة‪ ،‬مالت بهن ال إله إال‬

‫‪.‬‬ ‫هللا‬

‫فمثل هذا إذا نظر إلى‪ ..‬يعني في ال إله إال هللا ينظر إلى الكالم يعني من وجهين‪ ،‬من جهة‬
‫معناها‪ ،‬من حيث معناها ومدلولها‪ ،‬فهي تدل على أعظم المعاني على أن هللا العظيم‬
‫الموصوف بكل كمال المنزه‪ ،‬عن كل نقص أنه هو اإلله الحق الذي ال يستحق العبادة‬
‫سواه‪ ،‬وأنه سبحانه رب كل شيء ومليكه‪ ،‬فهو العظيم الذي ال أعظم منه‪ ،‬وهو الكبير‬
‫‪.‬المتعال‪ ،‬وهو الموصوف بكل كمال‬

‫فلهذا االعتبار هذا المعنى يرجح بكل شيء‪ ،‬هذا المعنى العظيم الذي تدل عليه هذه الكلمة‬
‫يرجح بالسماوات واألرض‪ ،‬السماوات واألرض ومن فيهن ليست شيئا في جانب هذا‬
‫‪.‬المعنى العظيم الذي تدل عليه هذه الكلمة‬

‫أما من حيث إنها عمل وقول يقوله العباد‪ ،‬العباد يقولون‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فإن وزنها يختلف‪،‬‬
‫فيقولها المنافق وال وزن لها هذه الكلمة من المنافق‪ ،‬من حيث إنها يعني قولة له يقولها‪ ،‬ال‬
‫إله إال هللا‪ ،‬هل لها وزن؟ ليست لها وزن‪ ،‬ويقولها سائر الموحدين الصادقين لكن مع‬
‫‪.‬التفاوت العظيم‬

‫فهي من األنبياء والمرسلين والكمل من المؤمنين‪ ،‬غير وزنها وثقلها ممن دونهم‪ ،‬فهل هذه‬
‫الكلمة‪ ،‬كلمة التوحيد من حيث إنها عمل من أعمال العباد وأقوالهم التي توزن‪ ،‬هذا‬
‫‪.‬تتفاوت تفاوتا عظيما‬

‫فالذين يدخلون الجنة ممن يقولونها‪ ،‬ال ريب أن وزنها لم يرجح بسيئاتهم‪ ،‬لو كان وزنها‬

‫رجح بسيئاتهم ما دخلوا ما دخلوا النار‪ ،‬لو رجح‪ ،‬لكن صاحب البطاقة له حال‪،‬‬
‫صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة وتسعون سجال من السيئات فيبهت‪ ،‬يقال‪ :‬لك حسنة‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬ال يا رب أو يبهت‪ ،‬يقال‪ :‬بل لك عندنا حسنة‪ ،‬فإنك ال تظلم‪ ،‬فتخرج له بطاقة فيها‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬فتوضع البطاقة في كفة‪ ،‬والسجالت في كفة‪ ،‬قال‪ :‬فطاشت السجالت‪ ،‬وثقلت‬
‫‪.‬‬ ‫البطاقة‬

‫هذه لها حال أخرى‪ ،‬لها ثقل يختلف عن حال اآلخرين‪ ،‬فال بد من مالحظة هذا المعنى‪،‬‬
‫‪.‬وهللا أعلم‬

‫هذا المعنى يستفاد من النظر لمجموع النصوص‪ ،‬ال تقف عند دليل واحد وتنسى كل األدلة‬
‫وتفهمها‪ ،‬يكون الفهم قاصرا‪ ،‬لكن افهم األدلة مضموما بعضها إلى بعض‪ ،‬فتخرج‬
‫‪.‬بالنتيجة‪ ،‬وهللا أعلم‬

‫‪-:‬وهكذا القول في المأثور عن نوح ‪-‬عليه السالم‬ ‫أن السموات السبع واألرضين لو‬

‫‪-‬كلها حلقة هذا التصوير لبيان عظم وزنها‬ ‫‪-‬كانت حلقة‬ ‫مبهمة فصمتهن أو‬

‫‪.‬‬ ‫قصمتهن ال إله إال هللا‬

‫وهي كلمة التوحيد من الكلم الطيب‪ ،‬إي وهللا الكلم الطيب‪ ،‬هي في ذاتها من الكلم الطيب‪،‬‬
‫وهي أطيب الطيب‪ ،‬لكن يختلف أيضا حكمها بحسب قائلها وما صدرت عنه من أحوال‬

‫‪.‬‬ ‫صعَدُ ْال َك ِل ُم ال ه‬


‫طيِبُ‬ ‫إِلَ ْي ِه يَ ْ‬ ‫القلوب‪ ،‬من الكلم الطيب‬

‫إذن هذه الكلمة تصعد إلى هللا‪ ،‬وهل صعودها خاص بها؟ ال‪ ،‬بل كل الكلم الطيب يصعد‬
‫إليه‪ ،‬يصعد الكالم الطيب من التسبيح والتهليل والتكبير وتالوة القرآن‪ ،‬كل كلم يقوله‬

‫‪:‬اإلنسان من الكالم الطيب الذي يحبه هللا‪ ،‬ويأمر به‪ ،‬فإنه يدخل‪ ،‬ويشمله عموم‬ ‫إِلَ ْي ِه‬

‫‪.‬‬ ‫ط ِيبُ َو ْال َع َم ُل ال ه‬


‫صا ِل ُح َي ْرفَعُهُ‬ ‫ص َعد ُ ْال َك ِل ُم ال ه‬
‫َي ْ‬

‫ومتى صعد إليه فإنه ال يحجب‪ ،‬فاهلل يقبله ‪ -‬سبحانه وتعالى‪ -‬من عبده المؤمن المخلص‬
‫‪.‬الذي ذكر هللا صادقا‪ ،‬معظما لربه‪ ،‬مسلما‬

‫هذه الكلمة أقول يعني كلمة مجملة عما أورده المؤلف‪ ،‬وما استشهد به في فضل ال إله إال‬
‫‪.‬هللا‪ .‬نعم‪ ،‬اتفضل يا شيخ‬

‫مسابقات |حلقات تحفيظ القرآن الكريم|الدروس والمحاضرات الدورية |جامع شيخ اإلسالم ابن تيمية |الصفحة الرئيسية‬
‫اتصل بنا | حفظ المتون العلمية‬
‫‪http://www.taimiah.org/Display.asp?f=2twhd00023.htm‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬توحيد » الباب الثاني‪ :‬اإليمان باهلل وتوحيده » الكتاب الثالث‪ :‬أركان اإليمان » الموسوعة العقدية‬
‫» المبحث الثالث‪ :‬كلمة التوحيد » ‪:‬العبادة (أو) توحيد الطلب والقصد (أو) التوحيد العملي (أو) توحيد األلوهية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األحاديث الواردة في فضل كلمة التوحيد نوعان وأقوال أهل العلم في المراد منها‬

‫أخبرنا عن خطأ‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األحاديث الواردة في فضل كلمة التوحيد نوعان وأقوال أهل‬
‫العلم في المراد منها‬
‫اعلم أن األحاديث الدالة على أن الشهادتين سبب دخول الجنة والنجاة من النار ال تناقض بينها وبين أحاديث الوعيد‬
‫التي فيها‪ :‬من فعل ذنب كذا فالجنة عليه حرام‪ ,‬أو ال يدخل الجنة من فعل كذا‪ ,‬إلمكان الجمع بين النصوص بأنها جنان‬
‫كثيرة كما أخبر النبي صلى هللا عليه وسلم وبأن أهل الجنة أيضا متفاوتون في دخول الجنة في السبق وارتفاع المنازل‪,‬‬
‫فيكون فاعل الذنب ال يدخل الجنة التي أعدت لمن لم يرتكبه‪ ,‬أو ال يدخلها في الوقت الذي يدخل فيه من لم يرتكب ذلك‬
‫الذنب‪ ,‬وهذا واضح مفهوم للعارف بلغة العرب وكذلك ال تناقض بين األحاديث التي فيها تحريم أهل هاتين الشهادتين‬
‫على النار وبين األحاديث التي فيها إخراجهم منها بعد أن صاروا حمما إلمكان الجمع بأن تحريم من يدخلها بذنبه من‬
‫أهل التوحيد بأن تحريمه عليها يكون بعد خروجه منها برحمة هللا ثم بشفاعة الشافعين‪ ,‬ثم يغتسلون في نهر الحياة‬
‫ويدخلون الجنة‪ ,‬فحينئذ قد حرموا عليها فال تمسهم بعد ذلك أو يكون المراد أنهم يحرمون مطلقا على النار التي أعدت‬
‫للكافرين التي ال يخرج منها من دخلها‪ ,‬وهي ما عدا الطبقة العليا من النار التي يدخلها بعض عصاة أهل التوحيد ممن‬
‫شاء هللا تعالى عقابه وتطهيره بها على قدر ذنبه‪ ,‬ثم يخرجون فال يبقى فيها أحد وهذه إشارة كافية في هذا الموضع‪,‬‬
‫وسنذكر إن شاء هللا تعالى بسط ذلك في موضعه عند ذكر الشفاعات‪ ,‬ونذكر األحاديث التي فيها هذا وهذا‪ ,‬واألحاديث‬
‫التي يكون بها الجمع بين ذلك‪ ,‬وقد ذكر الحافظ بن رجب رحمه هللا تعالى في هذا الباب كالما حسنا بعد سياقه حديث‬
‫معاذ وحديث عتبان وحديث أبي ذر وحديث عبادة وقد تقدمت مع غيرها من األحاديث وأحاديث هذا الباب نوعان‪:‬‬
‫أحدهما ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها‪ ,‬وهذا ظاهر‪ ,‬فإن النار ال يخلد فيها أحد من أهل‬
‫التوحيد الخالص‪ ,‬بل يدخل الجنة وال يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار‪ ,‬وقد يعفو هللا عنه فيدخله الجنة بال عقاب‬
‫وليس فيه أن ال ‪,‬قبل وحديث أبي ذر معناه أن الزنا والسرقة ال يمنعان دخول الجنة مع التوحيد‪ ,‬وهذا حق ال مرية فيه‬
‫من قال ال إله إال هللا نفعته يوما (( ‪:‬يعذب عليها مع التوحيد‪ ,‬وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي هللا عنه مرفوعا‬
‫))من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه‬ ‫الثاني فيه أنه يحرم على النار‪ ,‬وقد حمله بعضهم على الخلود فيها أو على ما‬
‫يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك األعلى من النار‪ ,‬فإن الدرك األعلى يدخله كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم‬
‫إن هللا تعالى يقول‪ :‬وعزتي وجاللي ألخرجن (( ‪:‬يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين وفي الصحيحين‬
‫))من النار من قال ال إله إال هللا‬ ‫وقالت طائفة من العلماء‪ :‬المراد من هذه األحاديث أن ال إله إال هللا سبب لدخول‬
‫الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك‪ ,‬ولكن المقتضى ال يعمل عمله إال باستجماع شروطه وانتفاء موانعه‪ ,‬فقد يتخلف‬
‫عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع‪ ,‬وهذا قول الحسن ووهب بن منبه وهو أظهر وقال الحسن‬
‫للفرزدق وهو يدفن امرأته‪ :‬ما أعددت لهذا اليوم؟ قال‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا منذ سبعين سنة قال الحسن‪ :‬نعم العدة‪,‬‬
‫‪,‬لكن لال إله إال هللا شروطا‪ ,‬فإياك وقذف المحصنات وقيل للحسن‪ :‬إن أناسا يقولون من قال ال إله إال هللا دخل الجنة‬
‫فقال‪ :‬من قال ال إله إال هللا فأدى حقها وفرضها دخل الجنة وقال وهب بن منبه لمن سأله‪ :‬أليس مفتاح الجنة ال إله إال‬
‫‪:‬هللا؟ قال‪ :‬بلى‪ ,‬ولكن ما من مفتاح إال له أسنان‪ ,‬فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك‪ ,‬وإال لم يفتح لك وهذا الحديث‬
‫أخرجه اإلمام أحمد بإسناد منقطع عن معاذ رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى ))إن مفتاح الجنة ال إله إال هللا((‬
‫ويدل على هذا كون النبي صلى هللا عليه ))إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل‪ :‬ال إله إال هللا(( ‪:‬هللا عليه وسلم‬
‫وسلم رتب دخول الجنة على األعمال الصالحة في كثير من النصوص‪ ,‬وكما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجال‬
‫تعبد هللا ال تشرك به شيئا‪ ,‬وتقيم الصالة وتؤتي الزكاة وتصل (( ‪:‬قال‪ :‬يا رسول هللا أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال‬
‫))الرحم‬ ‫أن رجال قال‪ :‬يا رسول هللا دلني على عمل إذا عملته ((وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي هللا عنه‬
‫دخلت الجنة قال‪ :‬تعبد هللا ال تشرك به شيئا وتقيم الصالة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان فقال‬
‫الرجل‪ :‬والذي نفسي بيده ال أزيد على هذا شيئا وال أنقص منه‪ ,‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من سره أن ينظر‬
‫أتيت النبي صلى هللا عليه (( ‪:‬وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال ))إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا‬
‫وسلم ألبايعه‪ ,‬فاشترط علي شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا وأن أقيم الصالة وأن أوتي الزكاة وأحج حجة‬
‫اإلسالم وأن أصوم رمضان وأن أجاهد في سبيل هللا‪ ,‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ,‬أما اثنتين فوهللا ما أطيقها‪ ,‬الجهاد والصدقة‪,‬‬
‫‪,‬فقبض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يده ثم حركها وقال‪ :‬فال جهاد وال صدقة ! فبم تدخل الجنة إذا؟ قلت‪ :‬أبايعك‬
‫))فبايعته عليهن كلهن‬ ‫ففي الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصالة‬
‫أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال هللا (( ‪:‬والصيام والحج ونظير هذا أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‬
‫ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى الشهادتين امتنع من عقوبة ))وأن محمدا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫الدنيا بمجرد ذلك‪ ,‬فتوقفوا عن قتال مانعي الزكاة‪ ,‬وفهم الصديق رضي هللا عنه أنه ال يمتنع قتاله إال بأداء حقوقها لقوله‬
‫وقال‪ :‬الزكاة حق ))فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها وحسابهم على هللا(( ‪:‬صلى هللا عليه وسلم‬
‫المال وهذا الذي فهمه الصديق رضي هللا عنه قد رواه عن النبي صلى هللا عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة‪,‬‬
‫أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال هللا وأن (( ‪:‬منهم ابن عمر وأنس وغيرهما رضي هللا عنهم‪ ,‬وأنه قال‬
‫صالَة َ َوآت َُواْ { ‪:‬ودل على ذلك قوله تعالى ))محمدا رسول هللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة‬ ‫فَإِن ت َابُواْ َوأَقَا ُمواْ ال ه‬
‫اآلية وال تثبت إال بأداء الفرائض مع التوحيد‪ ,‬ولما قرر أبو بكر رضي هللا عنه هذا للصحابة ]التوبة‪ [5:‬ه‬
‫}الزكَاةَ‬
‫رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا‪ ,‬فإذا علم أن عقوبة الدنيا ال ترتفع عمن أدى الشهادتين مطلقا‪ ,‬بل يعاقب بإخالله بحق‬
‫فكذلك عقوبة اآلخرة وقد ذهب طائفة إلى أن هذه األحاديث المذكورة أوال وما في معناها كانت قبل ‪,‬من حقوق اإلسالم‬
‫وهذا بعيد جدا‪ ,‬فإن كثيرا منها كانت بالمدينة بعد نزول ‪,‬نزول الفرائض والحدود‪ ,‬منهم الزهري والثوري وغيرهما‬
‫وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬وهؤالء ‪,‬الفرائض والحدود‬
‫منهم من يقول‪ :‬هذه األحاديث منسوخة‪ ,‬ومنهم من يقول هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط‪ ,‬ويلتفت هذا إلى أن زيادة‬
‫النص هل هي نسخ أم ال؟ والخالف في ذلك بين األصوليين مشهور‪ ,‬وقد صرح الثوري بأنها منسوخة‪ ,‬وأنه نسختها‬
‫الفرائض والحدود وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان واإليضاح‪ ,‬فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا‬
‫ويكون مرادهم أن آيات الفرائض والحدود تبين توقف دخول أهل الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب‬
‫المحارم فصارت النصوص منسوخة أي مبينة مفسرة‪ ,‬ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسرة لمعنى تلك‬
‫من قال (( ‪:‬النصوص موضحة لها وقالت طائفة تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخرى‪ ,‬ففي بعضها‬
‫))ال إله إال هللا مخلصا دخل الجنة‬ ‫))مستيقنا((وفي بعضها‬ ‫))يقولها من قلبه(( ‪:‬وفي بعضها‬ ‫وهذا كله‬
‫إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين‪ ,‬فتحققه بمعنى شهادة أن ال إله إال هللا أن ال يأله قلبه غير هللا حبا‬
‫ورجاء وخوفا وطمعا وتوكال واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا وتحققه بشهادة أن محمدا رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أن ال يعبد بغير ما شرعه على لسان نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد (ال‬
‫إله إال هللا) يقتضي أن ال إله غير هللا‪ ,‬واإلله الذي يطاع وال يعصى هيبة وإجالال ومحبة وخوفا ورجاء وتوكال عليه‬
‫وسؤاال منه ودعاء له‪ ,‬وال يصلح ذلك كله لغير هللا عز وجل‪ ,‬فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه األمور التي هي من‬
‫خصائص اإللهية كان ذلك قدحا في إخالصه في قوله ال إله إال هللا ونقصا ً في توحيده‪ ,‬وكان فيه من عبودية المخلوق‬
‫بحسب ما فيه من المعاصي التي منشأها من طاعة غير هللا عز وجل أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه أو العمل‪ ,‬كما‬
‫ورد إطالق الكفر والشرك على الربا وعلى الحلف بغير هللا عز وجل وعلى التوكل على غير هللا واالعتماد عليه‬
‫وعلى من سوى بين هللا وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول ما شاء هللا وشاء فالن‪ ,‬وكذا قوله‪ :‬مالي إال هللا وأنت‪,‬‬
‫وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرد هللا بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة وإتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون‬
‫وكذلك اتباع هوى النفس فيما نهى هللا عنه قادح في تمام التوحيد وكماله‪ ,‬ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب‬
‫التي منشأها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمر في‬
‫ولهذا قال السلف‪ :‬كفر دون كفر‪ ,‬وشرك دون شرك‪ ,‬وقد ورد ‪,‬المرة الرابعة وإن كان ذلك ال يخرجه من الملة بالكلية‬
‫قال الحسن رحمه هللا تعالى‪ :‬هو ]الفرقان‪} [43:‬أ َ َرأَيْتَ َم ِن ات ه َخذَ إِلَ َههُ ه ََواهُ{ ‪:‬إطالق اإلله على الهوى المتبع قال تعالى‬
‫هو الذي كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه ال يحجزه عن ذلك ‪:‬الذي ال يهوى شيئا إال ركبه ‪ ,‬وقال قتادة‬
‫تعس عبد الدينار‪ ,‬تعس عبد الدرهم‪ ,‬تعس عبد ((ويشهد لهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬ورع‬
‫فدل هذا على أن من أحب شيئا وأطاعه وكان ‪)) ,‬القطيفة‪ ,‬تعس عبد الخميصة‪ ,‬تعس وانتكس‪ ,‬وإذا شيك فال انتقش‬
‫من غاية قصده ومطلوبه‪ ,‬ووالى ألجله وعادى ألجله‪ ,‬فهو عبده‪ ,‬وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه ويدل عليه أيضا أن‬
‫أَلَ ْم أ َ ْع َهدْ ِإلَ ْي ُك ْم يَا بَنِي آدَ َم أَن ال ت َ ْعبُد ُوا { ‪:‬هللا تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان كما قال تعالى‬
‫طانَ ِإنههُ لَ ُك ْم َ‬
‫عد ٌُّو ُّم ِب ٌ‬
‫ين‬ ‫ش ْي َ‬
‫ت ال ت َ ْعبُ ِد { ‪:‬وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه الصالة والسالم ]يس‪} [60:‬ال ه‬ ‫َيا أَ َب ِ‬
‫صيًّا‬ ‫طانَ َكانَ ِل ه‬
‫لرحْ َم ِن َع ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫طانَ ِإ هن ال ه‬ ‫ش ْي َ‬‫فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان ]مريم‪} [44:‬ال ه‬
‫ْس لَكَ َعلَ ْي ِه ْم { ‪:‬بطاعته‪ ,‬ولم يخلص من عبادة الشيطان إال من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم‬ ‫إِ هن ِعبَادِي لَي َ‬
‫ط ٌ‬
‫ان‬ ‫ْ‬
‫سل َ‬ ‫فهم الذين حققوا قول ال إله إال هللا وأخلصوا في قولها وصدقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير ]الحجر‪ُ } [42:‬‬
‫هللا محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكال‪ ,‬وهم الذين صدقوا في قول ال إله إال هللا‪ ,‬وهم عباد هللا حقا فأما من قال ال إله‬
‫إال هللا بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية هللا ومخالفته فقد كذب قوله فعله‪ ,‬ونقص من كمال توحيده بقدر‬
‫َّللاِ{ ‪:‬معصية هللا في طاعة الشيطان والهوى‬ ‫َوال تَته ِبعِ { ]القصص‪َ } [50:‬و َم ْن أ َ َ‬
‫ض ُّل ِم هم ِن ات ه َب َع ه ََواهُ ِبغَي ِْر ُهدًى ِمنَ ه‬
‫سبِي ِل ه‬
‫َّللاِ‬ ‫ه‬
‫ُضلكَ َعن َ‬ ‫ْ‬
‫ثم قال رحمه هللا تعالى‪ :‬فيا هذا كن عبدا هلل ال عبدا للهوى‪ ,‬فإن الهوى يهوي ]ص‪} [26:‬ال َه َوى فَي ِ‬
‫ار{بصاحبه في النار‬ ‫احد ُ ْالقَ هه ُ‬
‫))تعس عبد الدرهم‪ ,‬تعس عبد الدينار(( ‪] ,‬يوسف‪} [39:‬أَأ َ ْر َبابٌ ُّمتَفَ ِرقُونَ َخي ٌْر أَ ِم َّللاُ ْال َو ِ‬
‫وهللا ال ينجو غدا من عذاب هللا إال من حقق عبودية هللا وحده ولم يلتفت إلى شيء من األغيار‪ ,‬من علم إلهه ومعبوده‬
‫فرد فليفرده بالعبودية وال يشرك بعبادة ربه أحدا انتهى كالمه رحمه هللا تعالى‬
‫معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم األصول لحافظ بن أحمد الحكمي ‪ -‬ص‪515‬‬

‫‪http://www.dorar.net/enc/aqadia/972‬‬
‫¯ط§ظ„طهظˆطظٹط > الصفحة الرئيسة‬

‫من ‪20 68‬ناتج البحث‪ 1 :‬إلى‬


‫أثر تحقيق التوحيد‬
‫صالح آل الشيخ ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪1611:‬‬
‫أهمية التوحيد وفضله‪ -2 .‬التوحيد سبب نجاة العبد يوم القيامة ومغفرة ذنوبه‪ -3 .‬التوحيد سبب في صرف البالء ‪1-‬‬
‫‪.‬والفتن‪ -4 .‬النار مصير أهل الشرك‪ -5 .‬أهمية تعلم التوحيد والشرك بأنواعه‪ -6 .‬دعوة للقراءة في كتب التوحيد‬
‫إن الحكم إال هلل‬
‫صالح بن حميد ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪4:‬‬
‫أثر اإلسالم في توحيد األمة وإنقاذها من مهاوي الرذيلة إلى العزة والكرامة – الشريعة هي المنهج الذي يصون‬
‫اإلنسان من الزيغ والشر – منبع الشريعة الكتاب والسنة وفيهما أصول الشريعة وقواعدها في العقائد واألخالق‬
‫والحالل والحرام – السنة ُمفسِرة للقرآن دالة عليه مبينة له – اإلسالم عقيدة وشريعة ‪ ,‬تهيمن على الحياة في جميع‬
‫‪-‬أشكالها – من لوازم اإليمان اإلقرار بحق التشريع هلل وحده ‪ -‬صد المنافقين والكافرين األمة عن التحاكم لشريعة هللا‬
‫حقيقة اإليمان ‪ ,‬وارتباطها بالخضوع والرضا بحكم هللا‬
‫أهمية اإلخالص‬
‫علي عبد الرحمن الحذيفي ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪4138:‬‬
‫غنى هللا تعالى عن خلقه‪ -2 .‬بيان هللا تعالى للعبادة الحقة‪ -3 .‬حقيقة العبادة‪ -4 .‬اإلخالص روح العبادة وأساسها‪1- .‬‬
‫‪-‬معنى اإلخالص‪ -7 .‬تفاوت األعمال بحسب النية‪ -8 .‬وعيد من فسدت نيته‪ -5- 9 .‬أمر هللا تعالى باإلخالص‪6 .‬‬
‫‪.‬اإلخالص حرز من الشيطان‪ -10 .‬اإلخالص في المباحات‬
‫أهمية التوحيد‬
‫صالح آل طالب ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3044:‬‬
‫نعمة قضاء النسك‪ -2 .‬أيام الشكر والذكر‪ -3 .‬أعظم الواجبات التوحيد وأعظم المحرمات الشرك‪ -4 .‬الحج كله ‪1-‬‬
‫دعوة النبي إلى التوحيد‪ -7 .‬وجوب إخالص جميع أنواع العبادات ‪. 6-‬توحيد‪ -5 .‬الحاجة إلى المراجعة والمحاسبة‬
‫هلل تعالى‪ -8 .‬الواقع المر‪ -9 .‬مرض األمة وداؤها‪ -10 .‬ميزان النصر‪ -11 .‬داء ضعف الثقة باهلل والتوكل عليه‪-12 .‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإليمان بقضاء هللا تعالى وقدره‪ -13 .‬التحذير من اليأس والقنوط‪ -14 .‬العاقبة ألمة محمد‬
‫أهمية التوحيد وخطورة الشرك‬
‫عبد الرحمن بن علي العسكر ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3870:‬‬
‫دعوة األنبياء إلى التوحيد ونهيهم عن ‪-‬وجوب معرفة التوحيد والشرك‪ -2 .‬ال نجاة إال بالتوحيد ومجانبة الشرك‪1- 3 .‬‬
‫الشرك‪ -4 .‬فساد العالم بانتشار الشرك‪ -5 .‬سد ذرائع الشرك‪ -6 .‬الشرك طارئ على التوحيد‪ -7 .‬نشأة الشرك‬
‫‪.‬وتطوره‬
‫آيات هللا الدالة عليه‬
‫محمد الصالح العثيمين ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪427:‬‬
‫قصص القرآن في ‪. 4-‬خلق السماوات واألرض في ستة أيام‪ -2 .‬مراحل خلق اإلنسان‪ -3 .‬ميالد عيسى المعجز ‪1-‬‬
‫‪.‬إحياء هللا الموتى بقدرته‪ -5 .‬من هان عليه الخلق هان عليه البعث واإلعادة‬
‫احذروا نواقض التوحيد‬
‫عبد المحسن القاسم ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪2396:‬‬
‫ـ فضل كلمة التوحيد وبيان شروطها‪ 2 .‬ـ الدعاء عبادة‪ 3 .‬ـ دعاء األموات شرك‪ 4 .‬ـ الذبح لغير هللا شرك‪ 5 .‬ـ ‪1‬‬
‫الطواف باألضرحة والقبور شرك‪ 6 .‬ـ الحلف بغير هللا شرك‪ 7 .‬ـ تعليق الحروز والتمائم شرك‪ 8 .‬ـ التوكل على هللا‪.‬‬
‫‪ 9.‬ـ تحريم إتيان السحرة والمشعوذين‪ 9 .‬ـ أهمية الصالة‪ 10 .‬ـ مجانبة األوزار ولزوم االستغفار‪ 11 .‬ـ الدعوة إلى هللا‬
‫اإلخالص وحقيقته وأنواعه‬
‫صالح الونيان ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪696:‬‬
‫– ‪4‬اختالف األجر لعلم واحد بإختالف المقاصد والنيات – ‪3‬معنى النية – ‪2‬مدار األعمال على النيات – ‪1‬‬
‫اول من تسعر بهم النار المراءون – ‪5‬اإلخالص في العبادات‬
‫التذكير بخطورةِ التكفير‬
‫حسين آل الشيخ ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3382:‬‬
‫مراعاة األولويات وترتيب المهمات‪ -2 .‬خطورة مسألة التكفير‪ -3 .‬مفاسد المسارعة في التكفير‪ -4 .‬نصوص ‪1-‬‬
‫الوعيد في تكفير المسلم‪ -5 .‬أقوال العلماء في التحذير من المسارعة في التكفير‪ -6 .‬التكفير حق هلل تعالى ولرسوله‬
‫‪ -. 7‬ضوابط التكفير‪ -8 .‬ضرورة االحتياط في قضية التكفير‪ -9 .‬التحذير من مسلك اإلرجاء‪ -10 .‬ضرورة تحكيم‬
‫‪.‬الكتاب والسنة‬
‫التحذير من أصناف الشرك‬
‫صالح بن محمد البدير ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪2269:‬‬
‫أعظم الظلم الشرك‪ -4 .‬وقوع بعض ‪. 3-‬تعظيم هللا تعالى والتفكر في آالئه ومخلوقاته‪ -2 .‬دالئل عظمة هللا تعالى ‪1-‬‬
‫‪-‬المسلمين اليوم في الشرك‪ -5 .‬التحذير من الحلف بغير هللا ومن األلفاظ الشركية‪ -6 .‬التحذير من التمائم والعزائم‪7 .‬‬
‫التحذير من السحرة والعرافين‪ -8 .‬حماية جناب التوحيد‪ -9 .‬التحذير من التبرك غير المشروع‪ -10 .‬التحذير من‬
‫‪.‬دعاء غير هللا‪ -11 .‬بدعة البناء على القبر‪ -12 .‬وجوب تحكيم الشريعة‪ -13 .‬التحذير من الشؤم والطيرة‬
‫التحذير من المضللين والمشعوذين‬
‫صالح فوزان الفوزان ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪70:‬‬
‫العقيدة الصحيحة تكون بالتوحيد واالبتعاد عن الشرك ومعرفتهما – تخطيط األعداء إلفساد عقيدة التوحيد – وجوب‬
‫التحاكم إلى شرع هللا وأنه من لوازم التوحيد – نماذج من انحراف المسلمين عن دينهم ‪ ,‬والتحذير من األئمة المضلين‬
‫‪ ,‬وخطورتهم – التحذير من الدجالين والمشعوذين والسحرة والرد على من يشجعهم – الحث على التداوي بالمباح‬
‫وأنه ال ينافي التوكل والحذر من إتيان الكهنة والسحرة‬
‫التحذير والتحصين من السحرة والمشعوذين‬
‫عبد العزيز آل الشيخ ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪2748:‬‬
‫أنواع العالج‪ -4 .‬العالج الضار‪- -5 .‬الحكمة من االبتالء باألمراض‪ -2 .‬األخذ باألسباب ال ينافي التوكل‪1- 3 .‬‬
‫تلبيس السحرة والمشعوذين‪ -6 .‬التحذير من إتيان الكهان والعرافين‪ -7 .‬أضرار أهل الشعوذة‪ -8 .‬وجوب التثبت من‬
‫‪.‬المدعين للعالج‪ -9 .‬الحصن الحصين من السحرة والمشعوذين‬
‫التفكر في عظمة هللا وقدرته‬
‫عبدالباري الثبيتي ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3244:‬‬
‫حاجة الناس في هذا الزمان إلى التفكر في عظمة هللا تعالى‪ -2 .‬اإليمان باهلل مبني على التعظيم واإلجالل هلل تعالى‪1- .‬‬
‫‪ -3‬إثبات الصفات هلل تعالى طريق التدبر‪ -4 .‬نصوص في بيان عظمة هللا عز وجل وقدرته‪ -5 .‬أكثر الناس معرفة‬
‫باهلل أخشاهم له‪ -6 .‬من التفكر في عظمة هللا النظر إلى مخلوقاته البديعة بعين التدبر‪ -7 .‬ما عرف هللا حق قدره من‬
‫‪.‬أصر على العصيان والفجور‪ -8 .‬معرفة هللا عز وجل تورث العبد الثقة المطلقة به وبقدرته‬
‫التفكر في عظمة هللا وقدرته‬
‫عبدالباري الثبيتي ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3244:‬‬
‫حاجة الناس في هذا الزمان إلى التفكر في عظمة هللا تعالى‪ -2 .‬اإليمان باهلل مبني على التعظيم واإلجالل له ‪1-‬‬
‫سبحانه‪ -3 .‬إثبات الصفات هلل تعالى طريق التدبر‪ -4 .‬نصوص في بيان عظمة هللا عز وجل وقدرته‪ -5 .‬أعرف‬
‫الناس باهلل أخشاهم له‪ -6 .‬التفكر في عظمة هللا بالنظر في مخلوقاته‪ -7 .‬ما قدر هللا حق قدره من أصر على العصيان‬
‫‪.‬والفجور‪ -8 .‬ثمرات استشعار عظمة هللا عز وجل‬
‫التنفير من خوض غمار التكفير‬
‫صالح بن حميد ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪3275:‬‬
‫مقصد جمع الكلمة‪ -2 .‬فتنة التكفير‪ -3 .‬كالم العلماء في التحذير من تكفير المسلم‪ -4 .‬التكفير حق هلل تعالى‪1- -5 .‬‬
‫‪.‬متى يكون الرجل كافرا؟ ‪ -6‬مفاسد التكفير‪ -7 .‬مفهوم خاطئ‬
‫)التوحيد أوال (لو كانوا يعلمون‬
‫سعود الشريم ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪173:‬‬
‫إبراهيم يبني البيت العتيق لحماية جناب التوحيد‪ -2 .‬بعثة الرسول لتطهير البيت من الشرك والوثنية‪ -3 .‬عبادة ‪1-‬‬
‫الحج مدرسة في غرس التوحيد‪ -4 .‬التوحيد دعوة جميع األنبياء‪ -5 .‬معنى كلمة التوحيد‪ -6 .‬ضعف التوحيد ضعف‬
‫ألمة اإلسالم‪ -7 .‬من صور الشرك سؤال الموتى وعبادتهم وتعليقاتهم ومعرفة الغيب عن طريق األبراج‪-8 .‬‬
‫‪.‬النصوص تدعو التحرر من الشرك‬
‫التوكل‬
‫صالح بن حميد ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪45:‬‬
‫أهمية التوكل وبواعثه ‪-‬طلب الرزق غريزة عند كل األحياء – مزالق السعي وراء الكسب والرزق ‪,‬والمخرج من ذلك‬
‫ومصادره وفضله – حقيقة التوكل والفرق بينه وبين التواكل وهديه صلى هللا عليه وسلم في ذلك – حاجة الدعاة إلى‬
‫التوكل – كيف يقوى التوكل ويصح‬
‫الجاهلية الجهالء‬
‫سعود الشريم ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪185:‬‬
‫نظرة إلى المجتمع الجاهلي قبل اإلسالم‪ -2 .‬الحج في الجاهلية مزيج بين التوحيد والوثنية والفضائل والرذائل‪1- -3 .‬‬
‫خطبة حجة الوداع‪ -4 .‬لفظة الجاهلية في القرآن‪ -5 .‬أمر هللا المسلمين بمخالفة مسائل الجاهلية‪ -6 .‬من مسائل‬
‫‪.‬الجاهلية المنبوذة الشرك والفرقة والتفاخر وتحاكم إلى غير شرع هللا‬
‫الخوف والرجاء‬
‫صالح فوزان الفوزان ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪67:‬‬
‫حال العبد بين الخوف والرجاء ‪ ,‬ومنهج القرآن في ذلك ‪ ,‬و ِس ُّره – األمر بالخوف والخشية من هللا ‪ ,‬وما هو الخوف‬
‫المحمود – أنواع الرجاء ‪ ,‬وعالمة الرجاء المحمود – األمور الجالبة للخشية من هللا ‪ ,‬وعالمة ذلك – وجوب المبادرة‬
‫بالتوبة واالستغفار‬
‫الخوف والرجاء‬
‫عبد العزيز آل الشيخ ‪:‬الخطيب‬
‫رقم الخطبة‪2286:‬‬
‫حقيقة الرجاء‪ -4 .‬ضرورة اقتران ‪-‬تقلب المؤمن بين الخوف والرجاء‪ -2 .‬مصير المؤمنين ومصير الكافرين‪1- 3 .‬‬
‫‪.‬سؤال هللا الجنة واالستعاذة به من النار ‪. 6-‬الرجاء بالعمل الصالح‪ -5 .‬خصال المؤمنين‬
‫‪http://alminbar.al-‬‬
‫‪islam.com/Default.aspx?Action=displaySpeach&MainSubjectId=3&MainSubjectName=%D8%A7‬‬
‫‪%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF‬‬

‫فضل كلمة التوحيد‬


‫فضل كلمة التوحيد‬

‫كلمات‬
‫دروس‬
‫الحمد هلل الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزا ً وحصناً‪ ،‬وجعل‬
‫بحوث ومقاالت‬
‫البيت العتيق مثابة للناس وأمناً‪ ،‬وأكرمه بالنسبة إلى نفسه‬
‫خطب‬
‫تشريفا ً وتحصينا ً ومناً‪ ،‬وجعل زيارته والطواف به حجابا ً بين‬
‫العبد وبين العذاب ومجناً‪ ،‬والصالة على محمد نبي الرحمة‪ ،‬وسيد‬ ‫اإلمام والمأموم‬
‫األمة‪ ،‬وعلى آله وصحبه قادة الحق‪ ،‬وسادة الخلق‪ ،‬وسلم تسليما ً‬ ‫أحكام المسجد‬
‫كثيراً‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫إدارة المسجد‬
‫األذان والمؤذن‬
‫فمن المعلوم من الدين بالضرورة عند كل مسلم أن كلمة التوحيد‬
‫هي ال إله إال هللا‪ ،‬وهي التي يدخل اإلنسان بها في اإلسالم‪ ,‬وهي‬
‫كلمة اإلخالص والتقوى‪ ،‬هي كلمة طيبة‪ ،‬ودعوة الحق‪ ،‬والعروة‬
‫الوثقى‪ ،‬وهي ثمن الجنة‪ ,‬ومفتاح دار السالم؛ قيل لوهب بن منبه‬
‫‪ -‬رحمه هللا ‪" :-‬أليس ال إله إال هللا مفتاح الجنة؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن‬
‫ليس مفتاح إال له أسنان‪ ،‬فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك‪ ،‬وإال‬
‫لم يفتح لك"‪.1‬‬

‫ال إله إال هللا هي التي من أجلها أرسل هللا ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬الرسل‬
‫وحي إِلَ ْي ِه أَنَّهُ َال إِلَهَ إِ َّال أَنَا‬‫سو ٍل إِ َّال نُ ِ‬ ‫{و َما أ َ ْر َ‬
‫س ْل َنا ِمن قَ ْب ِلكَ ِمن َّر ُ‬ ‫َ‬
‫ُون}‪ ,2‬وقال ‪ -‬تعالى ‪{ :-‬يُنَ ِز ُل ا ْل َمآلئِكَةَ بِا ْل ُّروحِ ِم ْن أ َ ْم ِر ِه‬ ‫فَا ْعبُد ِ‬
‫ون}‪,3‬‬ ‫علَى َمن يَشَاء ِم ْن ِعبَا ِد ِه أ َ ْن أَنذ ُِرواْ أَنَّهُ الَ ِإلَهَ ِإالَّ أَنَا ْ فَاتَّقُ ِ‬ ‫َ‬ ‫القائمة البريدية‬
‫ومن أجلها وضعت الموازين‪ ,‬ومن أجلها جردت سيوف الجهاد‬
‫في سبيل الملك العالم‪ ,‬ومن أجلها حقت الحاقة‪ ,‬ووقعت الواقعة‪,‬‬
‫وصار الناس فريقين‪ :‬فريق في الجنة‪ ،‬وفريق في السعير‪.‬‬

‫ق أو بحق إال هللا‪،‬‬ ‫وال إله إال هللا كلمة لها معنى هو أنه ال معبود ح ٌّ‬
‫فكل معبودات عُبدت فإن ذلك يكون بغير الحق قال هللا ‪ -‬تبارك‬
‫ُون ِمن دُو ِن ِه ُه َو‬ ‫َّللاَ ُه َو ا ْلحَقُّ َوأ َ َّن َما َي ْدع َ‬ ‫وتعالى ‪{ :-‬ذَ ِلكَ ِبأ َ َّن َّ‬
‫ير}‪ ,4‬وفي هذا تنبيه لمن فسر هذه‬ ‫اط ُل َوأ َ َّن َّ َ‬
‫َّللا ُه َو ا ْلعَ ِل ُّي ا ْل َك ِب ُ‬ ‫ا ْلبَ ِ‬
‫الكلمة بأن معناها أنه‪ :‬ال إله في الوجود إال هللا‪ ،‬فهذا ليس صحيحا ً‬
‫بإطالقه‪ ،‬وذلك ألن هللا أخبر في كتابه الكريم عن وجود آلهة كثيرة‬
‫{و َما‬
‫للمشركين اتخذوها من دون هللا فقال ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪َ :-‬‬
‫س ُه ْم فَ َما أ َ ْغ َنتْ َ‬
‫ع ْن ُه ْم آ ِل َهت ُ ُه ُم الَّتِي يَ ْدع َ‬
‫ُون‬ ‫ظلَ ُمواْ أَنفُ َ‬ ‫ظلَ ْمنَا ُه ْم َولَ ِكن َ‬
‫َ‬
‫ب}‪5‬‬ ‫ُون َّللاِ ِمن ش َْيءٍ ِل َّما َجاء أَ ْم ُر َر ِبكَ َو َما َزادُو ُه ْم َ‬
‫غ ْي َر تَتْ ِبي ٍ‬ ‫ِمن د ِ‬
‫فسماها ‪ -‬عز وجل ‪ -‬آلهة؛ لكنها آلهة باطلة كما في اآلية‬
‫المتقدمة‪ ,‬وتبين أن اإلله الحق والمعبود بالحق هو هللا سبحانه‬
‫وحده ال شريك له‪.‬‬

‫وفي هذا المقام سنذكر بعض ما ورد في فضل هذه الكلمة‪:‬‬

‫‪ .1‬أنها هي القول الثابت الذي يثبت هللا به الذين آمنوا قال هللا‬
‫ت فِي‬ ‫ِين آ َمنُواْ ِبا ْل َق ْو ِل الثَّا ِب ِ‬ ‫‪ -‬تبارك وتعالى ‪{ :-‬يُث َ ِبتُ َّللاُ الَّذ َ‬
‫ين َو َي ْفعَ ُل َّللاُ َما‬ ‫ظا ِل ِم َ‬ ‫اآلخ َر ِة َويُ ِض ُّل َّللاُ ال َّ‬
‫ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي ِ‬
‫َيشَاء}‪ ،6‬وعن البراء بن عازب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪(( :‬المسلم إذا سئل‬
‫في القبر؛ شهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمدا ً رسول هللا‪،‬‬
‫ت فِي ا ْل َحيَا ِة‬ ‫ِين آ َمنُواْ ِبا ْلقَ ْو ِل الثَّا ِب ِ‬‫فذلك قوله‪{ :‬يُثَ ِبتُ َّللاُ الَّذ َ‬
‫اآلخ َر ِة}))‪ ,7‬وقال ابن عباس ‪ -‬رضي هللا‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّد ْنيَا َوفِي‬
‫عنهما ‪" :-‬هو ال إله إال هللا"‪ ,8‬وعن طاوس بن كيسان‬
‫ت‬ ‫ِين آ َمنُواْ ِبا ْل َق ْو ِل الثَّا ِب ِ‬ ‫في قوله ‪ -‬تعالى ‪{ :-‬يُثَ ِبتُ َّللاُ الَّذ َ‬
‫فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا} قال‪" :‬ال إله إال هللا‪ ,"9‬وقال هللا ‪ -‬تبارك‬
‫ش َجر ٍة‬ ‫ط ِي َبةً َك َ‬
‫ب َّللاُ َمثَالً َك ِل َمةً َ‬ ‫ض َر َ‬‫ف َ‬ ‫وتعالى ‪{ :-‬أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫س َماء}‪ ,10‬وقال علي بن‬ ‫ع َها فِي ال َّ‬ ‫صلُ َها ثَا ِبتٌ َوفَ ْر ُ‬ ‫طيِبَ ٍة أ َ ْ‬‫َ‬
‫َّللاُ َمثَال َك ِل َم ًة‬ ‫ض َر َب َّ‬ ‫أبي طلحة في قوله ‪ -‬تعالى ‪َ { :-‬‬
‫ط ِيبَ ٍة} قال‪ :‬المؤمن‪،‬‬ ‫ش َجر ٍة َ‬ ‫ط ِيبَة}‪" :‬ال إله إال هللا" { َك َ‬ ‫َ‬
‫صلُ َها ثَابِتٌ } ال إله إال هللا ثابتة في قلب المؤمن"‪,11‬‬ ‫{أ َ ْ‬
‫وقال العالمة ابن سعدي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬في قوله ‪ -‬تعالى ‪:-‬‬
‫طيِبَة}‪" :‬هي شهادة أن‬ ‫َّللاُ َمثَال َك ِل َمةً َ‬
‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ف َ‬ ‫{أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫ط ِي َبةٍ} وهي النخلة‪،‬‬ ‫ش َج َر ٍة َ‬‫ال إله إال هللا وفروعها‪َ { ،‬ك َ‬
‫ع َها} منتشر {فِي‬ ‫{وفَ ْر ُ‬‫صلُ َها ثَا ِبتٌ } في األرض‪َ ،‬‬ ‫{أ َ ْ‬
‫اء}‪ ،‬وهي كثيرة النفع دائماً"‪ ،12‬وقال ابن عباس ‪-‬‬ ‫س َم ِ‬‫ال َّ‬
‫رضي هللا عنهما ‪" :-‬كلمة التوحيد ال شيء أحلى منها‪،‬‬
‫كشجرة طيبة وهي النخلة‪ ،‬وليس في الثمار أحلى من‬
‫الرطب‪ ،‬ولذلك شبه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫المؤمن في حالوته ولينه وقوته وثبات أصله بالنخلة فقال‪:‬‬
‫((ال يسقط ورقها‪ ،‬مثلها كمثل المؤمن))‪.14"13‬‬

‫‪ .2‬أن من أتى بها ال يخلد في النار حتى ولو كان عمل من‬
‫الخير قليالً ما دام أنه موحد لحديث أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪(( :‬يخرج من النار‬
‫من قال ال إله إال هللا وفي قلبه وزن شعيرة من خير‪،‬‬
‫ويخرج من النار من قال ال إله إال هللا وفي قلبه وزن برة‬
‫من خير‪ ،‬ويخرج من النار من قال ال إله إال هللا وفي قلبه‬
‫وزن ذرة من خير)) قال أبو عبد هللا البخاري ‪ -‬رحمه هللا ‪-‬‬
‫‪" :‬قال أبان‪ :‬حدثنا قتادة حدثنا أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬من إيمان)) مكان ((من‬
‫خير))"‪ ،15‬أي أنه يعذب على قدر معاصيه‪ ،‬ثم يكون في‬
‫نهاية األمر إلى الجنة‪ ،‬والبد من اإلخالص في ذلك لقول‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬فإن هللا قد حرم على‬
‫النار من قال ال إله إال هللا يبتغي بذلك وجه هللا))‪16‬؛ وقال‬
‫النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬يخرج من النار من قال‬
‫ال إله إال هللا وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة‪ ،‬ثم‬
‫يخرج من النار من قال ال إله إال هللا وكان في قلبه من‬
‫الخير ما يزن برة‪ ،‬ثم يخرج من النار من قال ال إله إال هللا‬
‫وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة))‪ ,17‬وعن أبي سعيد‬
‫الخدري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬يقول‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪(( :‬يوضع الصراط بين ظهري جهنم‬
‫عليه حسك كحسك السعدان‪ ،‬ثم يستجيز الناس فناج مسلم‪،‬‬
‫ومجدوح به‪ ،‬ثم ناج ومحتبس به منكوس فيها‪ ،‬فإذا فرغ‬
‫هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬من القضاء بين العباد يفقد المؤمنون‬
‫رجاالً كانوا معهم في الدنيا يصلون بصالتهم‪ ،‬ويزكون‬
‫بزكاتهم‪ ،‬ويصومون صيامهم‪ ،‬ويحجون حجهم‪ ،‬ويغزون‬
‫غزوهم‪ ,‬فيقولون‪ :‬أي ربنا عباد من عبادك كانوا معنا في‬
‫الدنيا يصلون صالتنا‪ ،‬ويزكون زكاتنا‪ ،‬ويصومون صيامنا‪،‬‬
‫ويحجون حجنا‪ ،‬ويغزون غزونا؛ ال نراهم‪ ،‬فيقول‪ :‬اذهبوا‬
‫إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه؛ قال‪ :‬فيجدونهم‬
‫قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم‪ ،‬فمنهم من أخذته إلى‬
‫قدميه‪ ،‬ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه‪ ،‬ومنهم من‬
‫أخذته إلى ركبتيه‪ ،‬ومنهم من أزرته‪ ،‬ومنهم من أخذته إلى‬
‫ثدييه‪ ،‬ومنهم من أخذته إلى عنقه‪ ،‬ولم تغش الوجوه‪,‬‬
‫فيستخرجونهم منها فيطرحون في ماء الحياة‪ ،‬قيل‪ :‬يا‬
‫رسول هللا وما الحياة؟ قال‪ :‬غسل أهل الجنة‪ ،‬فينبتون نبات‬
‫الزرعة‪ ,‬وقال مرة فيه‪ :‬كما تنبت الزرعة في غثاء السيل‪،‬‬
‫ثم يشفع األنبياء في كل من كان يشهد أن ال إله اال هللا‬
‫مخلصا ً فيخرجونهم منها‪ ،‬قال‪ :‬ثم يتحنن هللا برحمته على‬
‫من فيها فما يترك فيها عبدا ً في قلبه مثقال حبة من إيمان‬
‫إال أخرجه منها))‪ ,18‬وعن أبي ذر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪:‬‬
‫"أتيت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وعليه ثوب‬
‫أبيض‪ ،‬فإذا هو نائم‪ ،‬ثم أتيته أحدثه فإذا هو نائم‪ ،‬ثم أتيته‬
‫وقد استيقظ‪ ،‬فجلست إليه فقال‪(( :‬ما من عبد قال ال إله إال‬
‫هللا ثم مات على ذلك إال دخل الجنة)) قلت‪ :‬وإن زنى‪ ،‬وإن‬
‫سرق‪ ,‬قال‪(( :‬وإن زنى وإن سرق)) قلت‪ :‬وإن زنى‪ ،‬وإن‬
‫سرق‪ ,‬قال‪(( :‬وإن زنى وإن سرق ثالثاً‪ ،‬ثم قال في‬
‫الرابعة‪ :‬على رغم أنف أبي ذر))‪ ,‬فخرج أبو ذر يجر إزاره‬
‫وهو يقول‪ :‬وإن رغم أنف أبي ذر‪ ,‬فكان أبو ذر يحدث بهذا‬
‫بعد ويقول‪" :‬وإن رغم أنف أبي ذر"‪.19‬‬

‫‪ .3‬أنها سبب في عصمة الدم لحديث أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا‬


‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال سول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬أمرت‬
‫أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا‪ ،‬فمن قال ال إله إال‬
‫هللا فقد عصم مني نفسه وماله إال بحقه‪ ،‬وحسابه على‬
‫هللا))‪ ،20‬وعن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪" :‬لما‬
‫توفي رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واستخلف أبو‬
‫بكر بعده‪ ،‬وكفر من كفر من العرب؛ قال عمر ألبي بكر‪:‬‬
‫كيف تقاتل الناس وقد قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪(( :-‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا‪،‬‬
‫فمن قال ال إله إال هللا عصم مني ماله ونفسه إال بحقه‪،‬‬
‫وحسابه على هللا))‪ ،21‬وفي رواية لمسلم‪" :‬لما توفي‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واستخلف أبو بكر‬
‫بعده‪ ،‬وكفر من كفر من العرب‪ ،‬قال عمر بن الخطاب ألبي‬
‫بكر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ :-‬كيف تقاتل الناس وقد قال رسول‬
‫هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪(( :-‬أمرت أن أقاتل الناس حتى‬
‫يقولوا ال إله إ ال هللا‪ ،‬فمن قال ال إله إال هللا فقد عصم منى‬
‫ماله ونفسه إال بحقه‪ ،‬وحسابه على هللا)) فقال أبو بكر ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪" :-‬وهللا ألقتلن من فرق بين الصالة‬
‫والزكاة‪ ،‬فإن الزكاة حق المال‪ ،‬وهللا لو منعوني عقاالً كانوا‬
‫يؤدونه إلى رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لقاتلتهم‬
‫على منعه"‪ ,‬فقال عمر بن الخطاب‪" :‬فوهللا ما هو إال‬
‫رأيت هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت‬
‫أنه الحق"‪.22‬‬

‫‪ .4‬حصول شفاعة النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لحديث أبي‬


‫هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه قال‪ :‬قيل يا رسول هللا من‬
‫أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول هللا ‪ -‬صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪(( :-‬لقد ظننت ‪ -‬يا أبا هريرة ‪ -‬أن ال‬
‫يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك‬
‫على الحديث‪ ،‬أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ال‬
‫إله إال هللا خالصا ً من قلبه أو نفسه))‪.23‬‬

‫‪ .5‬أن كلمة التوحيد من أفضل أنواع الذكر هلل ‪ -‬تبارك وتعالى‬


‫‪ -‬لحديث جابر بن عبد هللا ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬يقول‪:‬‬
‫سمعت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪(( :‬أفضل‬
‫الذكر ال إله إال هللا‪ ،‬وأفضل الدعاء الحمد هلل))‪ ,24‬وعن‬
‫أبي هريرة رضي هللا عنه ‪ :-‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قال‪(( :‬من قال ال إله إال هللا وحده ال شريك له‬
‫له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير في يوم مائة مرة‬
‫كانت له عدل عشر رقاب‪ ،‬وكتبت له مائة حسنة‪ ،‬ومحيت‬
‫عنه مائة سيئة‪ ،‬وكانت له حرزا ً من الشيطان يومه ذلك‬
‫حتى يمسي‪ ،‬ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إال أحد عمل‬
‫أكثر من ذلك))‪ ,25‬وعن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ :-‬أن‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪(( :‬من قال ال إله إال‬
‫هللا وحده ال شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل‬
‫شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب‪،‬‬
‫وكتبت له مائة حسنة‪ ،‬ومحيت عنه مائة سيئة‪ ،‬وكانت له‬
‫حرزا ً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي‪ ،‬ولم يأت أحد‬
‫بأفضل مما جاء به إال رجل عمل أكثر منه))‪ 26‬قال العالمة‬
‫ابن رجب ‪ -‬رحمه هللا تبارك وتعالى ‪" :-‬فأما كلمة التوحيد‬
‫فإنها تهدم الذنوب‪ ،‬وتمحوها محواً‪ ،‬وال تبقي ذنباً‪ ،‬وال‬
‫يسبقها عمل‪ ،‬وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق‬
‫من النار"‪.27‬‬

‫نسأل هللا ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬أن يجعلنا من عباده الموحدين الذين‬


‫أخلصوا القول والعمل‪ ،‬وأن يجنبنا الزلل في جميع أقوالنا‬
‫وأعمالنا‪ ,‬ونسأله رضاه والجنة‪ ،‬ونعوذ به من سخطه والنار‪،‬‬
‫بمنَّه وكرمه‪ ،‬وسالم على المرسلين‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر صحيح البخاري (‪.)415/1‬‬

‫‪ 2‬سورة األنبياء (‪.)25‬‬

‫‪ 3‬سورة النحل (‪.)2‬‬

‫‪ 4‬سورة الحج (‪.)62‬‬

‫‪ 5‬سورة هود (‪.)101‬‬

‫‪ 6‬سورة إبراهيم (‪.)27‬‬

‫‪ 7‬رواه البخاري برقم (‪.)4422‬‬

‫‪ 8‬تفسير القرطبي (‪.)362/9‬‬

‫‪ 9‬تفسير ابن كثير (‪)502/4‬؛ وتفسير الطبري (‪.)602/16‬‬

‫‪ 10‬سورة إبراهيم (‪.)24‬‬

‫‪ 11‬تفسير القرطبي (‪.)362/9‬‬

‫‪ 12‬تفسير السعدي (‪.)425/1‬‬

‫‪ 13‬رواه البخاري برقم (‪ ،)62‬و(‪ ,)131‬و(‪)5771‬؛ ومسلم برقم (‪.)2811‬‬

‫‪ 14‬قوت القلوب (‪.)120‬‬

‫‪ 15‬رواه البخاري برقم (‪)44‬؛ ورقم (‪)6975‬؛ ومسلم برقم (‪.)193‬‬

‫‪ 16‬رواه البخاري في صحيحه برقم (‪.)1130‬‬

‫‪ 17‬رواه البخاري في صحيحه برقم (‪)6975‬؛ ومسلم برقم (‪.)325‬‬

‫‪ 18‬رواه أحمد في المسند برقم (‪ ،)11096‬وقال شعيب األرناؤوط‪ :‬إسناده حسن؛‬


‫والحاكم في المستدرك برقم (‪ )8738‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم‬
‫يخرجاه‪.‬‬

‫‪ 19‬رواه أحمد في المسند برقم (‪ ،)21504‬وقال شعيب األرناؤوط‪ :‬إسناده صحيح على‬
‫شرط الشيخين‪.‬‬

‫‪ 20‬رواه البخاري في صحيحه برقم (‪)2786‬؛ ومسلم برقم (‪.)21‬‬

‫‪ 21‬رواه البخاري في صحيحه برقم (‪.)6855‬‬

‫‪ 22‬رواه مسلم في صحيحه برقم (‪.)20‬‬

‫‪ 23‬رواه البخاري في صحيحه برقم (‪.)99‬‬

‫‪ 24‬رواه الترمذي برقم (‪ ،)3383‬وقال أبو عيسى‪ :‬هذا حديث غريب ال نعرفه إال من‬
‫حديث موسى بن إبراهيم؛ وابن حبان في صحيح ابن حبان برقم (‪ ،)846‬وقال شعيب‬
‫األرناؤوط‪ :‬إسناده حسن؛ والحاكم في المستدرك برقم (‪ )1834‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح‬
‫اإلسناد ولم يخرجاه؛ وحسنه األلباني في صحيح الترمذي برقم (‪.)2694‬‬

‫‪ 25‬رواه البخاري برقم (‪.)3119‬‬

‫‪ 26‬رواه البخاري برقم (‪.)6040‬‬

‫‪ 27‬لطائف المعارف (‪.)232‬‬


‫جميع الحقوق محفوظة لموقع إمام المسجد ‪© 2004‬‬
‫‪http://www.alimam.ws/ref/1948‬‬

‫فضل كلمة التوحيد‬


‫"أي عم‪ :‬قل ال إله إال هللا كلمة أحاج لك بها عند هللا‬

‫‪:‬الحمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪ ،‬أما بعد‬

‫فقد روى البخاري في صحيحه (‪ )4772‬ومسلم (‪ )24‬عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال‪:‬لما حضرت أبا طالب الوفاة‬
‫أي عم قل ال إله ‪ ،:‬فقال*جاءه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فوجد عنده أبا جهل وعبد هللا بن أبي أمية بن المغيرة‬
‫إال هللا كلمة أحاج لك بها عند هللا ‪ ،‬فقال أبو جهل وعبد هللا بن أبي أمية‪ :‬أترغب عن ملة عبد المطلب‪ ،‬فلم يزل رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يعرضها عليه‪ ،‬ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم‪ :‬على ملة عبد المطلب‪،‬‬
‫وأبى أن يقول ال إله إال هللا‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬وهللا ألستغفرن لك ما لم أنه عنك‪ ،‬فأنزل هللا‬
‫"‪ ،‬وأنزل هللا في أبي طالب فقال لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم)ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين(‬
‫‪).‬إنك ال تهدي من أحببت ولكن هللا يهدي من يشاء(‬

‫هذا الحديث الصحيح فيه فوائد كثيرة يحتاجها طالب العلم فأحببت أن أذكر منها ما تيسر لعل هللا أن ينفع بها الكاتب‬
‫‪:‬والقارئ فاقول وباهلل أستعين‪ ،‬وعليه أتوكل وإليه أنيب‬

‫إن الهداية فضل من هللا تعالى يتفضل بها على من يشاء من عباده وهو أعلم بالمهتدين فيهدي برحمته من هو أهل ‪1:‬‬
‫‪.‬للهداية‬
‫وفيه بيان فضل هللا عليك يا مسلم يا من تشهد أن ال إله إال هللا بمحض إرادتك ومن غير إكراه‪ ،‬فإن أبا طالب عم ‪2:‬‬
‫ومات على ملة عبد المطلب ـ على عبادة األصنام ـ بينما أنت "ال إله إال هللا"النبي صلى هللا عليه وسلم أبى أن يقول‬
‫‪.‬تقولها بانشراح صدر والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‬

‫وفيه أن النسب ولو اتصل بالرسول صلى هللا عليه وسلم ال ينفع صاحبه عند هللا تعالى ما لم يعمل العبد صالحا‪3: ،‬‬
‫من بطأ به عمله لم يسرع به ‪"....‬كما في حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫رواه مسلم] (‪ )2699‬فأبو طالب لم يدخل الجنة مع أنه عم النبي صلى هللا عليه وسلم وكان شقيقا لوالده "عبد [ "نسبه‬
‫‪.‬هللا" وهو الذي تولى النبي صلى هللا عليه وسلم بعد وفاة جده عبد المطلب‬

‫أن أبا طالب مات مشركا ً وأبى أن يقول ال إله إال هللا وأنه في النار‪ ،‬كما قال النبي صلى هللا عليه وسلم لما سأله ‪4:‬‬
‫نعم‪ ،‬هو في « ‪:‬العباس رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال‬
‫‪".‬ضحضاح من نار ولوال أنا لكان في الدرك األسفل من النار‬

‫ومن العجائب ـ والعجائب كثيرة ـ أن أهل األهواء يقولون بإسالم أبي طالب وأنه في الجنة!! بينما يقولون بكفر أبي‬
‫كبرت كلمة ( !!بكر الصديق رضي هللا عنه وأرضاه وأنه قد ارتده بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم وأنه في النار‬
‫ومن لم يجعل هللا له ( الكهف ـ ‪ ،]5‬ال أجد تعليقا على هؤالء إال قول هللا تعالى[ )تخرج من أفواههم إن يقولون إال كذبا‬
‫‪].‬النورـ ‪) [40‬نوراً فما له من نور‬

‫ومنها أن تصديق ابي طالب للنبي صلى هللا عليه وسلم ودفاعه عنه لم ينجه من الكفر ولم يدخله في اإلسالم ألنه لم ‪5:‬‬
‫‪.‬يقل ال إله إال هللا ولو أقر بها في قلبه‬
‫‪:‬ومما أثر عنه كما في كتب السيرة أنه قال‬

‫ولقد علمت بأن دين محمد‬


‫من خير أديان البرية دينا‬
‫لوال المالمة أو مخافة سبة‬
‫لوجدتني سمحا بذاك مبينا‬
‫وهللا لن يصلوا إليك بجمعهم‬
‫حتى أوسد في التراب دفينا‬
‫فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة‬
‫ابشر وقر بذاك منك عيونا‬

‫إِ هنكَ ال تَ ْهدِي ( أن هداية التوفيق ال يملكها إال هللا وحده ولم يجعلها حتى لنبيه محمد صلى هللا عليه وسلم قال تعالى ‪6:‬‬
‫َّللاَ َي ْهدِي َم ْن َيشَا ُء َوه َُو أ َ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهتَدِينَ‬
‫القصص ـ ‪ ]56‬أما هداية الداللة واإلرشاد فقد جعلها هللا [ ) َم ْن أَحْ َببْتَ َولَ ِك هن ه‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم ( تعالى لنبيه صلى هللا عليه وسلم كما في قوله‬ ‫‪].‬الشورى ـ ‪َ ) [52‬وإِنهكَ لَت َ ْهدِي إِلَى ِ‬

‫وفيه بيان اجتهاد النبي صلى هللا عليه وسلم في الدعوة إلى هللا تعالى وحرصه على دعوة عمه إلى آخر لحظة من ‪7:‬‬
‫‪.‬حياته‬
‫ء وفيه تلطف الرسول صلى هللا عليه وسلم في الدعوة واختيار األلفاظ واأللقاب الراقية فكان يقول ألبي طالب "يا ‪8‬‬
‫!!عم" "يا عم" ويخبره أنه إذا قال كلمة التوحيد "ال إله إال هللا" فإنه سيحاج له بها عند هللا تعالى‬

‫‪.‬فضل كلمة التوحيد "ال إله إال هللا" وأن أبا طالب لو قالها في آخر لحظة من حياته لنفعته عند هللا تعالى ‪9:‬‬

‫خطورة الصحبة السيئة فإن أبا جهل صده أبا طالب عن قول " ال إله إال هللا" حتى كلفه ذلك أن خسر آخرته وفي ‪10:‬‬
‫رواه ابو داود (‪ )4833‬والترمذي (‪ 237‬وحسنه األلباني [ "الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل"الحديث‬
‫‪].‬في الصحيحة (‪ )927‬من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه‬

‫فائدة‪ :‬عبد هللا بن أبي أمية بن المغيرة صهر النبي صلى هللا عليه وسلم وابن عمته عاتكة وأخو أم سلمة وهو *‬
‫المذكور في الحديث اسلم رضي هللا عنه يوم الفتح واستشهد في تلك السنة في غزة حنين‪ ،‬وقد ذكر الحافظ ابن حجر‬
‫‪.‬في اإلصابة (‪ )4546‬أن له صحبة مع النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫رواه مسلم (‪ )916‬عن أبي سعيد [ "لقنوا موتاكم ال إله إال هللا"في الحديث بيان معنى قوله صلى هللا عليه وسلم ‪11:‬‬
‫أي من حضرته الوفاة ال من مات وخرجت روحه‪ ،‬فإن النبي صلى "الخدري رضي هللا عنه]‪ ،‬فإن المراد "بموتاكم‬
‫‪:‬هللا عليه وسلم لم يقل لعمه أبي طالب بعدما مات قل‪" :‬ال إله إال هللا" وإنما عرضها عليه قبل وفاته فلما مات قال‬
‫‪".‬ألستغفرن لك"‬

‫وهذا بخالف أهل البدع الذين يقولون للميت قل ال إله إال هللا‪ ،‬وإذا سألك الملكان فقل ربي هللا وديني اإلسالم ورسولي‬
‫!!محمد عليه الصالة والسالم‬
‫إنك ال تسمع ( فاطرـ ‪ ،]22‬وقال[ ) َو َما أ َ ْنتَ بِ ُمس ِْمعٍ َم ْن فِي ْالقُب ِ‬
‫ُور ( ومن المعلوم أن الميت ال يسمع كما قال تعالى‬
‫‪].‬النمل ـ ‪) [80‬الموتى‬

‫القصص ـ ‪ ،]56‬وأنها [ )إنك ال تهدي من أحببت ولكن هللا يهدي من يشاء( وفيه بيان سبب نزول قوله تعالى ‪12:‬‬
‫‪.‬نزلت في أبي طالب عم النبي صلى هللا عليه وسلم وهذا بإجماع أهل التفسير‬

‫َو َكذَلِكَ َما ( أن سبب ضالل وكفر كثير من الناس هو التمسك بما كان عليه اآلباء واألجداد كما في قوله تعالى ‪13:‬‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ‬ ‫ِير إِال قَا َل ُمتْ َرفُوهَا إِنها َو َجدْنَا آبَا َءنَا َعلَى أ ُ هم ٍة َوإِنها َ‬
‫علَى آثَ ِ‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ فِي قَ ْريَ ٍة ِم ْن نَذ ٍ‬
‫‪].‬الزخرفـ ‪) [23‬أ َ ْر َ‬

‫ليس بالضرورة أن يستجيب المدعو للداعي‪ ،‬فها هو رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد استكمل جميع صفات ‪14:‬‬
‫الكمال البشري من العلم والحلم والصبر والحرص واالستقامة والبالغة وحسن البيان وبشاشة الوجه وطيب الرائحة‬
‫وحسن المنظر والشفقة على المدعو والصدق والنصح وغير ذلك ويأتي ألبي طالب وجها لوجه ومع ذلك لم يستجب‬
‫!!له‬

‫الصبر في الدعوة إلى هللا تعالى وتحمل األذى في سبيل هللا تعالى‪ ،‬فإن النبي صلى هللا عليه وسلم استمر في دعوة ‪15:‬‬
‫عمه أبي طالب نحو عشر سنين منذ أن بعثه هللا إلى آخر لحظة من حياته حيث مات في آخر السنة العاشرة من المبعث‬
‫ال إله إال هللا" كلمة أحاج لك بها عند "ولم يتوقف عن دعوته لما حضرته الوفاة‪ ،‬بل أخذ يكرر عليه‪ :‬يا عم يا عم قل‬
‫!!هللا‬
‫وفيه بر النبي صلى هللا عليه وسلم بعمه الذي هو صنو أبيه‪ ،‬إذ لم يتخل عن دعوته ونصحه إلى آخر لحظة من ‪16:‬‬
‫‪.‬حياته‬

‫وفيه أن أبا طالب لو قال ال إله إال هللا لنفعته ولو لم يصل ويصم ولم يعمل شيئا من األعمال لعدم تمكنه من العمل ‪17:‬‬
‫‪.‬في مثل هذه الحال‬

‫إنما عرض النبي صلى هللا عليه وسلم على عمه أن يقول "ال إله إال هللا" قبل أن يدخل في الغرغرة التي ال تنفع ‪18:‬‬
‫‪.‬بعدها التوبة‬

‫هذا الحديث الصحيح يعارض كل األحاديث الواهية والموضوعة الدالة على إسالم أبي طالب التي ال يثبت منها ‪19:‬‬
‫‪.‬شيء البتة‬

‫ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أن نزول قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‪20: )....‬‬
‫[اآلية] فيه نظر ويظهر أن المراد أن اآلية المتعلقة باالستغفار نزلت بعد أبي طالب بمدة وهي عامة في حقه وفي حق‬
‫‪.‬غيره‬

‫وذكر الحافظ أيضا (تكملة) فقال‪ :‬من عجائب االتفاق أن الذين أدركهم اإلسالم من أعمام النبي صلى هللا عليه ‪21:‬‬
‫وسلم أربعة‪ :‬لم يسلم منهم اثنان‪ ،‬وأسلم اثنان‪ ،‬وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين‪ ،‬وهما أبو طالب واسمه‬
‫‪.‬عبد مناف وأبو لهب واسمه عبد العزى‪ ،‬بخالف من أسلم وهما حمزة والعباس‬

‫قال النووي في شرح الحديث «‪ :»24‬وقوله (أما وهللا الستغفرن لك) فيه جواز الحلف من غير استحالف وكان ‪22:‬‬
‫‪.‬الحلف هنا لتوكيد العزم على االستغفار وتطييبا ً لنفس أبي طالب‬

‫وقال النووي أيضا‪ :‬مات أبو طالب ولرسول هللا تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما ً وتوفيت ‪23:‬‬
‫‪.‬خديجةـ رضي هللا عنها ـ بعد موت أبي طالب بثالثة أيام‬

‫‪.‬والحمد هلل أوال وآخرا‪ ،‬وصلى هللا وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬

‫الشيخ سالم بن سعد الطويل‬


‫تاريخ النشر‪ :‬االثنين ‪2008/7/28‬‬
‫)جريدة الوطن (الكويت‬
‫__________________‬

‫راية اإلصالح‬

‫‪http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=17416‬‬

You might also like