You are on page 1of 13

‫كلمة التوحيد مبنى ومعنى الشيخ صالح بن محمد األسمري‬

‫‪http://www.saaid.net/Doat/asmari/m/4.htm‬‬

‫[مقدمة]‬

‫الحمد هلل وحده ‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نبي بعده ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أما بعد ‪:‬‬

‫فإن لكلمة التوحيد منزلة عظيمة ‪ ،‬ومكانة جليلة ؛ إذ هي مفتاح الجنة كما جاء في الحديث عن نبي األمة‬

‫صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬إال أن كثيرين من الناس في زماننا هذا جهلوا أشياء تتعلق بمبناها ‪ ،‬وما دَ َروا ما‬

‫يحويه معناها ‪ ،‬فما كان من فضيلة الشيخ الفقيه صالح بن محمد بن حسن األسمري ـ حفظه المولى‬

‫ورعاه ‪ ،‬ومن كل مكروه وقاه ـ إال أن ألقى محاضرة مباركة في ذلك ؛ سدا ً للثغر ‪ ،‬وبيانا ً للحق ‪ ،‬ونفعا ً‬

‫للخلق ‪.‬‬

‫ول ِع َ‬
‫ظ ِم ما احتوته من فوائد مهمة تعين تلخيصها ‪ ،‬ومن ث َّم نشرها في هذه الصفحة المباركة ‪ ،‬ونسأل هللا‬

‫الكريم أن يع َّم بنفعها الجميع ‪.‬‬

‫[أهمية كلمة التوحيد]‬

‫لكلمة التوحيد أهمية عظيمة ‪ ،‬وبتقريرها جاءت الرسل ؛ إذ بها يعتق اإلنسان من النار ويكون مآله إلى‬

‫الجنة بإذن هللا تعالى ‪ ،‬ولذا فقد "صحيح مسلم"‪[ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم سمع مناديا ً يؤذن‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫أشهد أال إله إال هللا‪ ،‬فقال صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬خ ََر َج من النار ]‪ ،‬وفي حديث الشفاعة‪ ،‬قال هللا َّ‬
‫عز وج َّل‬

‫كما في "الصحيحين"‪( :‬وعزتي وجاللي وكبريائي وعظمتي ‪ ،‬أل ُ ْخ َّ‬


‫رجن منها ‪-‬أي النار‪ ، -‬من قال ال إله‬
‫إال هللا‪).‬‬

‫[العناية بشأنها]‬

‫وقد صرح األئمة ـ يرحمهم هللا ـ بتعيُّن االعتناء بها مبنى ومعنى ‪ ،‬وأن االتصاف بمضمونها من‬

‫ي القاري ‪ -‬رحمه هللا – في كتابه "التجريد في إعراب‬


‫الواجبات العُ ُمرية ‪ ،‬كما صرح بذلك اإلمام عل ٌّ‬

‫كلمة التوحيد ‪" .‬‬

‫[الكالم حول مبنى كلمة التوحيد]‬

‫‪-‬أما مبنى ال إله إال هللا‪ ،‬فإنه يبحث من جهتين عادة ً ‪:‬‬

‫•الجهة األولى‪ :‬تتعلق بنطق ( ال إله إال هللا ) ‪ ،‬ولها مخرج وأداء‪.‬‬

‫أما المخرج ‪ :‬فال بد أن يخرج الحرف عند النطق به من مخرجه العربي المعروف ‪.‬‬

‫وأما األداء ‪ :‬فهو أن تؤدَّ على وجهها بِ َمدَّة و َ‬


‫شدَّة وغير ذلك‪.‬‬

‫فمن نطق ال إله إال هللا ‪ ،‬فأتى بأحرفها على غير وجهها لم ينتفع بذاك‪ ،‬وكذا من أداها على غير وجهها‪.‬‬

‫[التنبيه إلى جملة أمور تتعلق بالمبنى]‬

‫و ينبه هنا على أمور تتعلق بذلك‪:‬‬

‫ـ األمر األول ‪ :‬أن األلف في ( ال ) ال بد أن تمدَّ عند اللفظ بها بمقدار أقله حركتان ‪ ،‬وما دون ذلك إخال ٌل‬

‫‪ ،‬وللمرء أن يطيل فوق ذلك إلى أربع و إلى ست ‪ ،‬بمقدار عقدة اإلصبع ومدها على وجه َ‬
‫طبَ ِعي ٍّ ‪ ،‬كما‬

‫قرره أهل التجويد واإلقراء ‪ ،‬وكذا أهل علم األصوات ‪ ،‬وممن قرر ذلك ‪ :‬ابن عرفة الدسوقي – رحمه‬

‫هللا‪- .‬‬

‫ـ األمر الثاني ‪ :‬أن الهمزة في كلمة ( إله) همزة قطع ‪ ،‬فال بد من إظهارها‪ ،‬وال يصح إبدالها ياء ‪ ،‬كمن‬
‫يقول ‪( :‬ال ياله) فإنه لم ينطق بالكلمة نطقا ً صحيحا ً ‪ ،‬وال تحقق نفعها وثمرتها المرجوة منها في جملة‬

‫أحكامها الشرعية ‪ ،‬كذا األصل‪.‬‬

‫س ْكت َانِ ُّ‬


‫ي ـ يرحمه هللا ـ ‪ :‬وهو لحن فاحش يغير‬ ‫وممن قرر ذلك ابن عرفة الدسوقي ـ يرحمه هللا ـ ‪ ،‬وقال ال َّ‬

‫المعنى‪.‬‬

‫ـ األمر الثالث ‪ :‬ال بد من اإلفصاح عن الهمزة في كلمة ( إال ) مع تشديد الالم بعدها ‪ ،‬فال يصح قلبها يا ًء‬

‫( ال ياله إالَ هللا ) وهو لحن ‪ ،‬وممن أشار إلى ذلك اإلمام السنوسي – يرحمه هللا – ‪ ،‬وقال الدسوقي ـ‬

‫يرحمه هللا ـ ‪ ( :‬وهذا لحن فاحش أيضا ً ؛ ألنه يغير المعنى ‪) .‬‬

‫ـ األمر الرابع ‪ :‬ال بد من تفخيم الالم في لفظ الجاللة ( هللا ) ‪ ،‬فال يصح ترقيقها‪ ،‬وينبغي أن ال يطيل مدة‬

‫( هللا ) عند النطق بها ‪ ،‬فال يقولن ‪( :‬الل~ه )كذا األصل ‪ .‬مع أن جماعة من األئمة استحسنوا ال َمدَّة فيها ؛‬

‫ألنه يدل على شيئين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن المرء مشتغل بذهنه في إيراد النفي َم ْو ِرده ‪ ،‬واإلثبات محله ‪ ،‬فهو عندما يقول ( ال إله ) يتذكر‬

‫جميع المفردات التي يُنسب إليها أنها معبودة ٌ بحق ؛ لينفيها ‪ ،‬وكذا عندما يقول (إال هللا) فينشغل ذهنه‬

‫باإلثبات ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أن في هذه المدة نوع تعظيم ‪ ،‬فهو يأتي بِ َمد ٍّة ُم ْست َ ْشعرا ً فيها عظمة هللا عز وجل ‪.‬‬

‫ي الكبير في كتابه ( كنز السعادة في بيان ما يحتاج إليه من نطق بكلمة‬


‫وممن ذكر ذلك اإلمام ال ِهب ِْط ُّ‬

‫الشهادة‪) .‬‬

‫إال أن األصل أن يأخذ الحرف مأخذه من اإلخراج والصفة على المقنن في علم اللغة وعند المجودين ‪،‬‬

‫ولكن لو وقعت المدة على وفق ما حكي آنفا ً ‪ ،‬فإن ذلك متسامح فيه ‪ ،‬وله وجهه‪.‬‬

‫•الجهة الثانية ‪ :‬تتعلق بـإعراب ( ال إله إال هللا ) ‪ ،‬والمراد نسبة األحكام النحوية إليها ‪ ،‬سواء أكان‬

‫إعرابا ً أم بنا ًء‪.‬‬

‫وإعراب ال إله إال هللا فيه أمور ينبه إليها‪:‬‬


‫أولها ‪:‬‬

‫(ال ) نافية للجنس ‪ ،‬وهي حرف مبني على السكون ‪ ،‬وعلى هذا إجماع النحويين ‪ ،‬حكى ذلك جماعة ‪،‬‬

‫س ِمين الحلبي – يرحمه هللا – في " الدر النضيد ‪" .‬‬


‫ومن أولئك ‪ :‬ابن ال َّ‬

‫وثانيها‪:‬‬

‫(إله ) لفظ مبني على الفتح على المشهور ؛ لتضمنه معنى ( ِمن ) التي للتنصيص على العموم ‪،‬والتقدير‬

‫‪ :‬أن ( ال إله إال هللا ) هي في األصل جواب لسؤال تقديره ‪:‬هل من إله غير هللا ؟ فيكون التقدير ‪ :‬ال ِم ْن‬

‫إله إال هللا‪.‬‬

‫(من ) ولم تذكر مع نيتها هنا ‪ ،‬ولذا كان البناء على الفتح فيه ‪،‬‬
‫ولما تضمن اسم اإلله معنى ( ِمن) حذفت ِ‬

‫فدل على ما حذف في الجملة ‪.‬‬

‫وخبر ( إله ) مقدر بأشياء ‪ ،‬اشتهر عند النحاة تقديره بقولهم ‪ :‬ال إله كائن في الوجود ‪ ،‬أو ال إله موجود‬

‫ي‬
‫في عالم الوجود ‪ ،‬والنحاة عند تقديرهم هنا ينشغلون بالصنعة النحوية عن التقرير الشرعي ‪ ،‬فيقدرون أ َّ‬

‫خبر يصلح تقديره في (علم النحو واإلعراب‪) .‬‬


‫ٍّ‬

‫وإال فتقرير الكلمة الشرعي‪ :‬إدخال استحقاق العبادة فقط ‪ ،‬فيكون التقدير ‪ :‬ال إله يستحق العبادة إال هللا‬

‫ي – يرحمه هللا – في " اإلتقان في علوم القرآن"‬


‫ي ‪ :‬السيوط ُّ‬
‫سبحانه وتعالى ‪ .‬وممن ذكر التقرير الشرع َّ‬

‫‪ ،‬وقال ‪ ( :‬قد توجب الصناعة النحوية التقدير ‪ ،‬وإن كان المعنى غير متوقف عليه في التقرير ‪،‬وإنما‬

‫يقدر النحوي ليعطي القواعد حقها ‪،‬وإن كان المعنى مفهوما ً ) كذا قال ‪ ،‬وعليه فإن كثيرين من األئمة عند‬

‫إعرابهم لهذه اللفظة في كتب التفسير أو النحو ينصرفون عن التقرير الشرعي لمفهوم الكلمة ومعناها ‪،‬‬

‫والمرء وهو في صدد تقرير علم ما ينشغل به عن غيره ‪ ،‬وال يأخذ في تقرير سواه عادة‪.‬‬

‫ولذا لم ينكر جمع كثير من األئمة على النحاة هذا التقدير ؛ ألنه ليس محله ‪.‬‬

‫وذهب أئمة كثيرون إلى أنه ال يجوز ذلك مطلقا ً ‪ ،‬ال في الصنعة النحوية ‪ ،‬وال في غيرها ‪ ،‬وممن قرر‬

‫ذلك الشيخ ‪ :‬سليمان بن عبد هللا آل الشيخ – رحمه هللا – في كتابه " تيسير العزيز الحميد شرح كتاب‬
‫التوحيد " ‪ ،‬وذكر أن هذا التقدير فاسد في األصل ‪ ،‬والتقدير الحق شرعا ً في المسألة هو ما سبق ‪ ،‬وهذا‬

‫معلوم قطعا ً من الدين ‪ ،‬وعليه اإلجماع دون خالف بين األئمة والفقهاء ‪ ،‬وال يخالف في ذلك األشعري أو‬

‫الماتوريدي وال المعتزلي وال الرافضي فكلهم يقولون ‪ :‬إن المستحق للعبادة أصالة هو الرب سبحانه‬

‫وتعالى وحده دون غيره‪.‬‬

‫وعليه فال يجوز شرعا ً أن يكون الخبر هو ( كائن في الوجود أو ممكن في الوجود أو نحوها ) ؛ ألن‬

‫تقدير اإلمكان تجويز لوقوع الممكن ‪ ،‬وتجويز وقوع الممكن كوقوعه ‪ ،‬فكونك تقدر جواز وقوع استحقاق‬

‫غير هللا بالعبادة ‪ ،‬كقولك إن هناك موجودا ً مع هللا يستحق العبادة وهذا باطل ‪ ،‬وكذلك إذا قلت إن غير هللا‬

‫موجودٌ ‪ ،‬يستحق العبادة ‪ ،‬فإن هذا باطل أيضا ً ‪ .‬وأشار السيوطي وجماعة إلى ذلك ‪.‬‬

‫وممن قرره اإلمام الرازي في "تفسيره" ‪ ،‬وقال ‪ ":‬بل يكون الخبر هو قولنا في نفس األمر" أي ‪ :‬أن هللا‬

‫مستحق للعبادة دون غيره في نفس األمر ‪ ،‬أي ‪ :‬ليس هناك آخر ممكن أن يستحق بل في نفس األمر‬

‫حقيقة ال وجود لشيء يستحق العبادة ال إمكانا ً وال وجودا ً إال هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫وإذا نفينا وجود من يستحق العبادة مع هللا وإمكان وجوده في نفس األمر فإنه ال يعنينا بعد ذلك ما وقع من‬

‫الكفار في جعلهم مناة تستحق العبادة مع هللا أو جعلهم غيرها من اآللهة مستحقة للعبادة مع هللا ‪ ،‬ففرق بين‬

‫نفس األمر وبين دعوى الغير ‪ ،‬فإنها تكون باطلة مردودة عليه ‪.‬‬

‫وثالثها ‪:‬‬

‫أن جملة ( إال هللا ) هي على البدلية ‪ ،‬وهو المشهور الجاري على ألسنة المعربين ‪ ،‬وهو رأي ابن مالك‬

‫وجماعات من المحققين من المتأخرين من النحاة ‪ ،‬واألقرب أنه بدل عن الضمير الذي قُدر في الخبر‬

‫الذي سبق ؛ ألن الضمير المقدر في الخبر هو أقرب شيءٍّ إليه‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬بل لفظ الجاللة هنا مرفوع للخبرية ‪ ،‬فتكون في محل رفع ابتداء ‪ ،‬وهذه خبر عنها ‪ ،‬فيكون إعرابا ً‬

‫ص ْرفا ً ‪.‬‬
‫ِ‬

‫ـ أما معنى ( ال إله إال هللا ‪) :-‬‬


‫وهو األهم من حيث االستفادة الحقيقة من الكلمة ‪ ،‬وقد نص العلماء على أنه البد من فهم معناها ‪ ،‬وإال لم‬

‫ينتفع بها صاحبها في اإلنقاذ من الخلود في النار ‪.‬‬

‫ومعنى ( ال إله إال هللا ) يُتَنَاول من جهتين ‪:‬‬

‫ض ِمن كلمة‬
‫•الجهة األولى ‪ :‬جهة تتعلق بالوجوب لعامة المكلفين ‪ ،‬وهو أن يعلم النفي واإلثبات الذي ُ‬

‫التوحيد ‪ ،‬وهو نفي استحقاق العبادة عن غير هللا عز وجل في نفس األمر ‪ ،‬وحصره فيه سبحانه وتعالى ‪،‬‬

‫وال يجب عليه معرفة دقائقها ‪ ،‬وإعرابها ‪ ،‬ومفهوم كل لفظة عند اللغويين‪.‬‬

‫وقد قرر ذلك ‪ :‬اإلمام ال ِهبْطي الكبير في " كنـز السعادة " وحكى االتفاق عليه ‪ ،‬وكذا جماعات كثيرون‬

‫كالقرافي – يرحمه هللا – في شرحه على األصول ‪ ،‬والموفق ابن قدامة –يرحمه هللا‪ -‬في "المغني" ‪،‬‬

‫وابن عبد البر في " التمهيد" وشيخ اإلسالم ابن تيمية في " مجموع الفتاوي " وابن القيم في " مفتاح‬

‫السعادة " في آخرين ‪.‬‬

‫وهذا المعنى هو المفهوم العام لـ ( ال إله إال هللا‪) .‬‬

‫•الجهة الثانية ‪ :‬هي الجهة العلمية الصناعية ‪ ،‬ومعرفتها فرض كفاية على جملة األمة ‪ ،‬فال بد أن يعرفها‬

‫صة ممن عندهم األهلية ‪ ،‬وقد قرر ذلك الحكم على القاعدة المعروفة في ذلك جماعة ‪ ،‬ومن أولئك‬
‫الخا َّ‬

‫ابن عبد البر في " االستذكار "و"التمهيد " ‪ ،‬وكذا الموفق ابن قدامة في " المغني " في آخرين ‪.‬‬

‫وعليه فإن لـ( ال إله إال هللا ) معنى تقوم على شيئين ‪:‬‬

‫الشيء األول ‪ :‬النفي ‪ ،‬وهو جزئها األول نطقا ً ‪ ،‬وهو ( ال إله ) ‪ :‬وهذا النفي يقوم على ثالثة أركان ‪ ،‬إذا‬

‫سقط ركن منها اخت َّل توحيد المرء في النفي ‪.‬‬

‫[أركان النفي]‬

‫الركن األول ‪ :‬معنى ( اإلله ) ‪ ،‬إذ إنه بمعنى اإلله ( أَله يَأله إلهةً ) المعبود بحق ‪ ،‬حيث قرر ذلك‬

‫اللغويون َّ‬
‫كالز َّجاج وجماعة‪.‬‬
‫وعليه فما سواه من المعاني باطل ‪ ،‬كالموجود أو القادر على االختراع ‪ ،‬وال ينتفع اإلنسان بال إله إال هللا‬

‫معنى باطل ‪.‬‬


‫ً‬ ‫إذا جعلها على‬

‫ودلل الشيخ سليمان بن عبد هللا آل الشيخ في " تيسير العزيز الحميد " في نفي المعنى الباطل بداللتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬أنه ال يعرفه أحد من علماء الشريعة وأئمة اللغة الذين يعَول عليهم ‪.‬‬

‫والثانية ‪ :‬أن القادر على االختراع والخالق هو الزم لإلله الحق ؛ فإنه القديم ( الذي لم يسبق بعدم ) ‪،‬‬

‫وهو المخترع لألشياء القادر عليها ‪.‬‬

‫الركن الثاني ‪ :‬العموم في النفي ‪ ،‬بحيث يكون مستغرفا ً لجميع معناه الكلي ‪ ،‬والمعنى الكلي االستغراقي‬

‫هو الذي ال يمنع تصوره من وقوع ال َّ‬


‫ش ِركة فيه ‪ ،‬كذا عرفه أهل الصناعة ‪.‬‬

‫وعليه فإن قولك ‪ ( :‬ال إله ) ‪ :‬هو نفي يشمل ك َّل ُم ْف َردَةٍّ تدخل في ذلك المعنى الكلي وهو استحقاق العبادة‬

‫‪ ،‬فال بد أن يكون النفي واقعا ً هذا الموقع ‪ ،‬وإذا قَ َ‬


‫ص ْرت النفي على جزء من مفردات هذا المعنى الكلي‬

‫الذي نَفَيْتَ فيه فإنه ال يكون نفيا ً صحيحا ً ‪ ،‬وال يكون نفي توحيد الذي هو مفهوم كلمة ( ال إله إال هللا )‬

‫شرعا ً ‪.‬‬

‫الركن الثالث ‪ :‬نية االستثناء في الذهن هلل عز وجل عند النفي مع العموم فيه ‪ ،‬ومن أطلق دون استثناء‬

‫فإنه يكفر ‪ ،‬ولذلك قيل ‪ ( :‬كم من ناطق كلمة التوحيد كفر بطرفها األول ) ؛ ألنه لم يستحضر استثناء هللا‬

‫عز وجل عند نفيه ‪ ،‬ومعلوم ( أن ورود الكفر على الذهن مع إقرار لحظة ‪ ،‬كوروده على الجوارح‬

‫ي مقدم نطقا ً في ال إله إال‬


‫وإقراره ولو لحظة ) ‪ ،‬فيكون الكفر سيان هنا وهناك ‪ ،‬ولذلك قيل ‪ ( :‬ال إله نف ٌ‬

‫هللا و إال هللا إثباتٌ مقدم حقيقة‪) .‬‬

‫[تنبيهات مهمات]‬

‫وعليه ينبه إلى أمرين ‪:‬‬

‫بعض من أن النفي متعلق بالمعبودات الباطلة ‪ ،‬وال ريب أنها جميعا ً ليست‬
‫ٌ‬ ‫أولها ‪ :‬أن من الخطأ ما يظنه‬
‫مستحقة للعبادة في نفس األمر ‪ ،‬فكونه يزيل النفي عليها باطل وخطأ ‪ ،‬وال يُحدث مفهوم النفي المراد في‬

‫كلمة التوحيد ‪ ،‬وهو واقع في اإلبطال من جهتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬جهة الشرع ‪ ،‬إذ إن الشرع أثبت وجود معبود مع هللا لكن بباطل كمناة والعزى ‪ ،‬فمن قال‬

‫بخالف ذلك فقد كذب الشرع ‪ ،‬ومن كذب قطعي الثبوت والداللة كفر ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬جهة الحس ؛ إذ إن الحس المشاهد يخالف ذلك ‪ ،‬فهناك نصارى يثلثون ‪ ،‬وهناك وثنيون لغير هللا‬

‫يعبدون ‪ ،‬وهكذا ‪،‬ومن نفى الحس َكذَ َ‬


‫ب ‪ ،‬واألصل أن ينطق المرء بكلمة التوحيد بصدق ‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن إطالق اسم ( اإلله ) على الذي يعبد (ولو بباطل) ‪ :‬إطالق باطل ؛ ألنها متمحضة للمعبود‬

‫بحق فقط ‪ ،‬وعليه فال ينفعه هذا النطق ‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬ليس المراد من النفي في االستغراق الكلي وجود آلهة أو إله يستحق العبادة مع هللا نفينا عنهم‬

‫أنهم يستحقون العبادة ‪ ،‬ومحضنا العبادة هلل ؛ إذ إن النفي الكلي قد يكون على محل ال يقبل إال واحدا ً ‪،‬‬

‫ومن أمثلته اتفاقا ً وإجماعا ً ( ‪:‬اإلله ) عند نفيه عن غيره سبحانه ‪ ،‬فكأن النفي تأكيد لإلثبات حتى يتمحض‬

‫اإلثبات صرفا ً نقيا ً ‪ ،‬كذا قال جماعة من األئمة ‪ ،‬ومنهم الدماميني – يرحمه هللا‪ -‬في آخرين ‪.‬‬

‫الشيء الثاني ‪ :‬اإلثبات ‪ ،‬وهو الطرف الثاني نطقا ً ‪ ،‬وهو المقدَّم حقيقة ‪ ،‬وهو إثبات كون هللا عز وجل هو‬

‫المستحق للعبادة دون غيره‪.‬‬

‫[أركان اإلثبات ]‬

‫وله ركنان ‪:‬‬

‫ص َّورا ً في الذهن ال‬


‫الركن األول ‪ :‬إثبات وجود هللا سبحانه وتعالى إثباتا ً حقيقيا ً ‪ ،‬فليس اإلله خياالً أو ُمت َ َ‬

‫وجود له في الحقيقة خارج الذهن ‪ ،‬كمن يثبت إلها ً ليس له حقيقة يسميه بالنور ‪.‬‬

‫الركن الثاني ‪ :‬تو ُّحد هذا اإلله فال يَ ْش َركه في استحقاقه العبادة أحد أيا ً كان ‪.‬‬
‫[تنبيهان مهمان ]‬

‫وينبه هنا إلى أمرين يتعلقان بذلك ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬أن المراد بلفظة ( هللا ) ‪ :‬الوصف العَلَ ِمي ‪ ،‬أي الخاص بالذات اإللهية سبحانه ‪ ،‬وهذا اللفظ في‬

‫األصل مشتق من ألَه يأله إلهةً ‪ ،‬فهو تصريف اشتقاقي لـ( ألَه ) ‪ ،‬فعاد إلى كلمة ( إله ) المذكورة في‬

‫النفي ‪ ،‬من حيث االتفاق في االشتقاق ‪ ،‬ولكن فُرق بينهما في الرسم كما هو التفريق في النطق‪.‬‬

‫ففي جملة ( ال إله إال هللا ) إشارة إلى أن المستثنى في اإلثبات صفة َعلَ ِميَّة لفرد واحد ال للمعنى الكلي‬

‫للوصف‬
‫الذي أدخل عليه النفي في لفظ ( إله ) ‪ ،‬فكلمة ( إله )هي للمعنى الكلي ‪ ،‬وكلمة ( هللا ) هي َ‬

‫العَلَ ِمي ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أن كلمة التوحيد قضية خبرية ‪ ,‬والقضية الخبرية عند أهل الصناعة ال بد أن تشتمل على ‪:‬‬

‫تصور ‪ ،‬وتصديق (أي على ماهية وحقيقة وعلى حكم يناط بها‪).‬‬

‫فأما التصور فهي مركبة من أربع كلمات ‪ ،‬ال ‪ ،‬إله ‪ ،‬إال ‪ ،‬هللا ‪.‬‬

‫رف المعنى لك ٍّل بـ (ال َحدِ) ‪ ،‬كذا هو المعروف عند أولي النظر ‪.‬‬
‫ويُ ْع ُ‬

‫فـ (ال) ‪ :‬حرف موضوع للنفي المختص بالنكرات ‪ ،‬ومعنى النفي العدم ‪ ،‬ومعنى العدم أال يكون في‬

‫العيان‪.‬‬

‫و ( إله )‪ :‬اسم موضوع لمعنى المعبود بحق ‪.‬‬

‫و( إال ) ‪ :‬حرف موضوع لإلثبات ‪ ،‬ومعنى اإلثبات الوجود ‪ ،‬وهو الكون في العيان ضد النفي الذي سبق‬

‫‪.‬‬

‫ولفظ الجاللة ( هللا ) ‪ :‬هو االسم الموضوع على ذات موالنا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫صل هذا الحكم بالبرهان ‪،‬‬


‫وأما التصديق (الذي هو الحكم) فهو نفي استحقاق غير هللا للعبادة ‪ ،‬ويُ َح َّ‬

‫والبرهان بالنفي ُم َك َّو ٌن من مقدمتين يقينيتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬أن كل فَ ْرد من أفراد حقيقة (اإلله) غير موالنا سبحانه وتعالى ‪ ،‬مستحيل الوجود عقالًََ وشرعا ً‬
‫‪.‬‬

‫والثانية ‪ :‬أن كل مستحيل الوجود عقالً ‪ ،‬وكذا بالتبعة نقالً البد أن يكون منفيا ً‪.‬‬

‫وأخذ من هاتين المقدمتين القطعيتين نتيجة وهي ‪ :‬أن كل فرد من أفراد حقيقة اإلله غير موالنا سبحانه‬
‫ِ‬

‫وتعالى منفي الوجود ‪ ،‬فليس هناك شيء يستحق العبادة له وجود خارج الذهن ألبتة ‪ ،‬وليس له وجود‬

‫مطلقا ً‪.‬‬

‫وأما برهان اإلثبات ‪ ،‬فهو مأخوذ من مقدمتين قطعيتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬أن هللا واجب الوجود لذاته (لم يسبقه بعدم وال يطرأ عليه عدم ‪) .‬‬

‫والثانية ‪ :‬كل واجب الوجود هو ُمثْبَتٌ قطعا ً ‪.‬‬

‫وأ ُ ِخذ من هاتين المقدمتين القطعيتين نتيجة إثبات توحيد هللا عز وجل بالوجود واالستحقاق للعبادة ‪.‬‬

‫[أحكام تتعلق بكلمة التوحيد]‬

‫وهناك أحكام تتعلق بكلمة التوحيد ‪:‬‬

‫الحكم األول ‪ :‬االنتفاع بـ ( ال إله إال هللا ) ‪ ،‬في جملة األحكام الشرعية الفرعية له شرطان ‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬النطق بها ‪ ،‬وال بد أن يكون صحيحا ً ‪ ،‬فيشمل شيئين ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬أن يكون بصوت أقله إسماع النفس ‪ ،‬ال في جوف ذاته دون إسماع أذنيه صوته‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬النطق بها بأحرفها من مخارجها المعروفة‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أهلية األداء ‪ ،‬بحيث يأتي بشروط األداء الثالثة المشهورة ‪:‬‬

‫أولها ‪ :‬أن يكون ذا عقل‪.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬أن يأتي بها على اإلسالم‪.‬‬

‫وثالثها ‪ :‬أن يكون مختارا ً ‪ ،‬إذ إن المكره ال يعتبر تلفظه بها ‪.‬‬

‫الحكم الثاني ‪ :‬أن االنتفاع بها له شروط ‪ ،‬وقد جمعها جماعة في سبعة شروط‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬العلم ‪ ،‬لقوله سبحانه ‪ { :‬فاعلم أنه ال إله إال هللا ‪}.‬‬

‫وثانيها ‪ :‬اليقين ‪ ،‬وضدُّ اليقين عدمه ‪ ،‬ومنه الشك والتردد ‪ ،‬وليس الوسواس شكا ً ‪ ،‬بل بينهما فرق ‪،‬‬

‫فالوسواس ليس حكما ً ‪ ،‬وإنما هو حالة مرضية تجعل النفس تورد على ذاتها وذهنها موارد باطلة‪ ،‬وأما‬

‫الشك فهو حكم نحو الشيء بالتردد وعدم رجحان طرفيه‪ ،‬فمن أتى عليه الوسواس فال شيء عليه ‪ ،‬وقد‬

‫نطق بها حقا ً ‪.‬‬

‫ولليقين أدلة كثيرة ‪ ،‬ومنها ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬

‫[من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن ال إله إال هللا مستيقنا ً بها قلبه فبشره بالجنة‪].‬‬

‫وثالثها ‪ :‬القبول ‪ ،‬وضده الرفض ‪ .‬وفي الحديث عند الشيخين من حديث أبي موسى األشعري أن النبي‬

‫صلى هللا عليه وسلم قال ‪[ :‬مثل ما بعثني هللا به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير ‪...‬الحديث ] ‪ ،‬وهذا‬

‫فيه داللة على القبول تشبها ً للفؤاد باألرض التي قبلت الماء‪.‬‬

‫ورابعها ‪ :‬االنقياد للكلمة ظاهرا ً وباطنا ً ‪،‬والمراد أدنى االنقياد المصحح لذلك وليس تمامه الذي يدخل في‬

‫األحكام الشرعية الفرعية ‪ ،‬فإن ذلك شيء زائد عن ذلك ‪ ،‬وقد جاء في الحديث أن النبي صلى هللا عليه‬

‫وسلم قال ‪ [:‬والذي نفسي بيده ال يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا ً لما جئت به ]‪ ،‬قال النووي في‬

‫األربعين (حديث حسن صحيح‪) .‬‬

‫وإن كان الحديث أعل إسناده ابن رجب ‪ -‬يرحمه هللا ‪ -‬بعلل ثالث وتبعه جماعة ‪ ،‬لكن المعنى صحيح‪.‬‬

‫وخامسها ‪ :‬الصدق ‪ ،‬وضده الكذب ‪ ،‬يقول هللا عز وج َّل ‪ { :‬والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم‬

‫المتقون }‪.‬قال ابن عباس ‪ :‬هي ال إله إال هللا ‪ ،‬خرجه ابن جري الطبري في تفسيره عنه‪.‬‬

‫وسادسها ‪ :‬اإلخالص ‪ ،‬وضده الرياء والتسميع وما إلى ذلك من شوائب ‪ ،‬جاء في البخاري من حديث‬

‫أبي هريرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ [ :‬أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ال إله إال هللا‬

‫خالصا ً من قلبه ‪ -‬أو قال‪ :‬من نفسه‪- ].‬‬

‫وسابعها ‪ :‬المحبة لها ‪ :‬أي الرضا بها ُودا ً ‪ ،‬وكذا يتبع ذلك المحبة ألهلها في الجملة ‪ ،‬أي ألصل من أتى‬
‫بها ‪ ،‬وهذا مقعَّد على عقيدة الوالء والبراء المعروفة ‪ ،‬وأدلتها متواترة قطعية مشهورة ‪.‬‬

‫الحكم الثالث ‪ :‬أن من قال ( ال إله إال هللا ) بشروطها فإن مآله إلى الجنة قطعا ً ال ظنا ً ‪ ،‬مالم يأت بناقض‬

‫من نواقض اإلسالم ‪ ،‬وقد عدها بعض إلى أربعمائة ناقض ‪ ،‬جاء عند أحمد في المسند وأبي داود في‬

‫السنن وصحح سنده الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي ‪ ،‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬من كان‬

‫آخر كالمه ال إله إال هللا دخل الجنة ) ‪ ،‬وجاء في صحيح مسلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬من‬

‫شهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا ً رسول هللا حرم هللا عليه النار ) وقد اختلف األئمة في التوفيق بين‬

‫النصوص الموجبة لدخول الجنة والتحريم على النار مع النصوص التي جاءت في دخول أهل الكبائر في‬

‫النار وما إليه ‪ ،‬ولهم في ذلك مذاهب ‪ ،‬وهناك مذهبان مشهوران ُم ْرت َ َ‬
‫ضيَان ‪:‬‬

‫المذهب األول ‪ :‬أن هذه الكلمة تنفع صاحبها بشروطها ‪ ،‬وترك موانعها ‪ ،‬فيدخل الجنة مباشرة ‪ ،‬وهذا هو‬

‫مذهب الحسن البصري ووهب بن منبه ‪ ،‬وقال ابن رجب في " كلمة اإلخالص " ‪" :‬هو األظهر" ‪ ،‬وينبه‬

‫إلى أن جنس أصحاب الكبائر ال بد أن يعاقب بعضهم قبل دخول الجنة ‪ ،‬وأما أعيانهم وآحادهم فقد يعفو‬

‫هللا عنهم بداءة ً ‪.‬‬

‫ق ‪ ،‬لكن إن‬
‫وإخالص وصد ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫بإيقان‬
‫ٍّ‬ ‫المذهب الثاني ‪ :‬هو أنها تنفع صاحبها أن يدخل الجنة مطلقا ً ‪ ،‬إذا كان‬

‫أصر على ما يخالفها كالمعاصي والكبائر فإنه يعاقب ويكون مآل الموحد إلى الجنة ‪ ،‬وهذا قول ذهب إليه‬

‫جماعة ‪ ،‬واعتمده ابن قيم الجوزية – يرحمه هللا – في آخرين ‪.‬‬

‫الحكم الرابع ‪ :‬أن من أتى بكلمة التوحيد بشروط األداء سوى اإلسالم ‪ ،‬مع النطق الصحيح ‪ ،‬فإنه يدخل‬

‫بذلك في اإلسالم ‪ ،‬وأما األخرس ونحوه فيصح إسالمه ؛ النتفاء القدرة ‪.‬‬

‫ويصح عند جماعة الفقهاء الدخول في اإلسالم بالصالة إذا نوى الدخول في اإلسالم بذلك‪.‬‬

‫وكذا على قو ٍّل ‪ :‬اإلقامة واألذان ‪ ،‬إذا أتى بها ناويا ً الدخول في اإلسالم ‪.‬‬

‫الحكم الخامس ‪ :‬ما يتعلق بشهادة محمد صلى هللا عليه وسلم رسول هللا ‪ ,‬فإنها صنو ( ال إله إال هللا ) في‬

‫الشهادة ‪ ،‬فيأتي اإلنسان بها ولها ما لها من أصل شروط سبقن ‪ ،‬وتوحيد النبي محمد بالخاتمية في‬
‫الرسالة ‪ :‬واجب مصحح للشهادة ‪ ،‬فهو آخر الرسل في التشريع قطعا ً ‪ ،‬وآخرهم موتا ً هو عيسى عليه‬

‫السالم ‪.‬‬

‫وصلى هللا وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫محاضرة ( كلمة التوحيد ‪ ..‬مبنى ومعنى )‬

‫الشيخ صالح بن محمد األسمري‬

‫)‬

‫ومعنى الشيخ صالح بن محمد األسمري‬ ‫كلمة التوحيد مبنى‬


‫‪http://www.saaid.net/Doat/asmari/m/4.htm‬‬

You might also like