Professional Documents
Culture Documents
TANQIH AL-QAUL AL-HATSITS تنقيح القول PDF
TANQIH AL-QAUL AL-HATSITS تنقيح القول PDF
يف
شرح لباب احلديث
تأليف العالمة
الشيخ محمد بن عمر النووي البنتني
الرحمن الرحيم
بسم اهلل ٰ
الحمد هلل الذي جعل أحاديث النبي المصطفى في االهتداء مثل النجوم ،وأشهد أن ال إله
إال اهلل ،وأن محمدا رسوله الذي أعطاه أسرار العلوم ،والصالة والسالم على أفضل خلقه محمد
المبعوث بالمعجزات ،وعلى آله مصابيح الدالالت ،وأصحابه أنجم الهدايات.
أما بعد :فهذا شرح على لباب الحديث للشيخ العالمة الفهامة جالل الدين ابن العالمة
أبي بكر السيوطي تغمده اهلل برحمته وأسكنه فسيح جنته .سميته:
"تنقيح القول الحثيث في شرح لباب الحديث"
واهلل أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ،وسببا للفوز بجنات النعيم ،وأن يختم لكاتبه
بخير آمين آمين.
واعلم أن الباعث في كتابة هذا الشرح حاجة المحتاجين إليه ،فإن هذا الكتاب كثير
التحريف والتصريف لعدم الشرح عليه ،ومع ذلك كثر تداول الناس من أهل جاوة عليه .وإني
لم أجد نسخة صحيحة فيه ،ولم أقدر على تصحيحه ،واستيفاء مراده لقصوري ،إال أن بعض
الشر أهون من بعض .وهذا الكتاب إن كان فيه حديث ضعيف ال ينبغي أن يهمل ،ألن
الحديث الضعيف يعمل به في فضائل األعمال كما قال ابن حجر في تنبيه األخيار ،والضعيف
حجة في الفضائل باتفاق العلماء ،كما في شرح المهذب وغيره ،واهلل المستعان ،وعليه التكالن
وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم.
(بسم اهلل الرحمن الرحيم) أي أؤلف فالباء بارىء البرايا ،والسين ستار الخطايا ،والميم
المنان بالعطايا ،وقيل :اهلل كاشف الباليا ،والرحمن معطي العطايا ،والرحيم غافر الخطايا
(الحمد هلل رب العالمين) فالحمد لغة الثناء باللسان على الجميل االختياري على جهة التعظيم،
سواء كان في مقابلة نعمة أم ال ،فدخل في الثناء الحمد وغيره ،وخرج باللسان الثناء بغيره
كالحمد النفسي ،وخرج باالختياري المدح ،فإنه يعم االختياري وغيره ،والحمد عرفا فعل ينبىء
عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره ،وسواء كان باللسان أم بالجنان أم
باألركان ،والشكر لغة هو هذا الحمد ،وعرفا صرف العبد جميع ما أنعم اهلل به عليه من السمع
وغيره إلى ما خلق ألجله ،والمدح لغة الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جهة التعظيم،
وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل ،أفاد ذلك شيخ اإلسالم زكريا
األنصاري في رسالته (والعاقبة) أي المحمودة (للمتقين) أي المطيعين والمنزعين لقلوبهم عن
الذنوب (وال عدوان) أي ال ظلم (إال على الظالمين) أي بارتكاب المعاصي (والصالة والسالم
على خير خلقه) كلهم من اإلنس والجن والمالئكة (محمد) المنزل عليه تعظيما له قوله
شرا ونَ ِذيرا و َد ِ
اعيا إلى اهلل بإ ْذنِ ِه َو ِس َراجا اك َش ِ
اهدا َوُم ْب ِّ سبحانه وتعالى{ :يَا أيُّ َها النَّبِ ُّي إنَّا ْأر َسلْنَ َ
َ
ُمنِيرا} [األحزاب ]46 :ويبشر المؤمنين بأن لهم من اهلل فضالً كبيرا (وعلى آله) أي أقاربه
المؤمنين من بني هاشم والمطلب ،أو أتقياء أمته (وصحبه) والصحابي هو من اجتمع مؤمنا
بنبينا محمد صلى اهلل عليه وسلم بعد نبوته (أجمعين) توكيد لآلل والصحب
(أما بعد) أي بعد ما تقدم (فإني أردت أن أجمع كتابا لألخبار) أي األحاديث (النبوية) أي
المنسوبة للنبي ألنها أقواله صلى اهلل عليه وسلم (واآلثار) أي المنقوالت (المروية) أي عن
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم (بإسناد صحيح) فالصحيح هو ما اتصل سنده ،وعدلت نقلته،
واإلسناد هو حكاية طريق المتن ،والسند هو الطريق الموصلة إلى المتن فقولك أخبرنا فالن إلى
اآلخر إسناد ،ونفس الرجال سند ،والمتن هو ألفاظ الحديث الذي تقوم بها المعاني .وقال ابن
جماعة :هو ما ينتهي إليه غاية السند أفاد ذلك إبراهيم الشبرخيتي (وثيق) أي ضابط ناقل عن
مثله إلى المنتهى (فحذفت األسانيد) أي روما لالختصار ،وهو جمع إسناد قال البدر بن
جماعة :اإلسناد هو اإلخبار عن طريق المتن ،والسند هو رفع الحديث إلى قائله .قال النووي:
السند سالح المؤمن ،فإذا لم يكن معه سالح فبم يقاتل؟ وقال الشافعي رضي اهلل عنه :الذي
يطلب الحديث بال سند ،كحاطب ليل يتحمل الحطب ،وفيه أفعى وهو ال يدري (وجعلته
أربعين بابا في كل باب) منها (عشرة أحاديث) فمجموع األحاديث أربعمائة (وسميته) أي هذا
المجموع (لباب الحديث) واللباب خالف القشر (وأستعين باهلل العظيم) أي الكامل ذاتا وصفة
(على القوم الكافرين) في إقامة الدين .ولما أراد المصنف إتيان المقصود أتى أوالً باألبواب
األربعين على سبيل السرد ليكون عنوانا لهذا الكتاب تسهيالً للمتناولين فقال:
(الباب األول في فضيلة العلم والعلماء) قال اهلل تعالى{ :فَ لَ ْوالَ نَ َف َر ِم ْن ُكلِّ فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُهم
طَائَِفةٌ لِيَتَ َف َّق ُهوا فِي الدِّي ِن} [التوبة( ]222 :الباب الثاني في فضيلة ال إله إال اهلل) قال الفخر
الرازي :وقد ذكرت هذه الكلمة في القرآن في سبعة وثالثين موضعا ،اثنان في البقرة وأربعة في
آل عمران ،وواحد في النساء واثنان في األنعام ،وواحد في األعراف واثنان في التوبة ،وواحد
في يونس وفي هود وفي الرعد وفي النحل وثالثة في طه ،واثنان في األنبياء وواحد في المؤمنين
وفي النمل ،واثنان في القصص ،وواحد في فاطر وفي الصافات وفي الزمر ،وثالثة في المؤمن
وواحد في الدخان ،وفي محمد واثنان في الحشر ،وواحد في التغابن وفي المزمل (الباب
الثالث في فضيلة بسم اهلل الرحمن الرحيم) وقد قال صلى اهلل عليه وسلم« :الَ يُ َر ُّد ُد َعاءٌ َّأولُهُ
الرِح ِ
يم الر ْح ٰمن َّ القيَ َام ِة َو ُه ْم يَ ُقولُو َن بِ ْس ِم اهلل َّ
إن أمتي يأتُو َن ي وم ِ
يم قالَ :و َّ ّ َ َ ْ َ الرِح ِ بِ ْس ِم اهلل َّ
الر ْح ٰم ِن َّ
ين َّأم ِة ُم َح َّم ٍد صلى اهلل عليه وسلم؟ ِ ِ
فَ تَتَثَاقَ ُل َح َسنَاتُ ُه ْم في الم َيزان فَ تَ ُقو ُل األَُم ُم :ما َر َّج َح َموا ِز َ
ِ
أسماء اهلل أس َم ِاء ِم ْن ٍ ول األَنْبِياء لَهم :كا َن مبتَ َدأُ َك ِ ِ
الم َّأمة ُم َح َّمد صلى اهلل عليه وسلم ثَالثَةَ ْ ُْ فَ تَ ُق ُ َ ُ ُ ْ
الكف ِة األُ ْخ َرى
الخل ِْق َج ِميعا في َّ ات َ ت َسيِّئَ ُ ض َع ْان ،وو ِ
ُ
الميز ِ ِ
ت في َك ّفة ِ َ
ضع ْ ِ ِ
الكر ِام ،لَْو ُو َتَ َعالَى َ
سنَاتُ ُه ْم قالَ :و َج َع َل اهلل تَ َعالَى ٰه ِذهِ اآلية ِش َفاءً ِم ْن ُك ِّل َد ٍاءَ ،و ِغنًى ِم ْن ُك ِّل فَ ْق ٍرَ ،و ِس ْترا ت َح َ لََر َج َح ْ
اءتِها»( .الباب الرابع في فضيلة ِ ِ ِمن النَّا ِر ،وأمانا ِمن َ ِ
والم ْس ِخ َوال َق ْذف ما َد ُاموا َعلَى ق َر َ الخ ْسف َ ْ َ
اجتَ َم َع قَ ْوٌم
الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم( :ما ْ
ت َولَ ْم يَغْ ِسلْوهُ) (الباب الخامس فرقُوا َك َقوٍم تَ َف َّرقوا َعن م ْي ٍ
ص َّل َعلَ َّي ِف ِيه إالَّ تَ َّ في َم ْجلِ ٍ
ْ َ ْ س َولَ ْم يُ َ
في فضيلة اإليمان) قال القطب الرباني سيدي الشيخ عبد القادر الجيالني ،ونعتقد أن من
أدخله اهلل تعالى النار بكبيرته مع اإليمان ،فإنه ال يخلد فيها بل يخرجه منها ،ألن النار في حقه
كالسجن في الدنيا يستوفى منه بقدر جريمته ،ثم يخرجه برحمة اهلل تعالى وال يخلد فيها ،وال
تلفح وجهه النار ،وال تحرق أعضاء السجود منه ،ألن ذلك محرم على النار ،وال ينقطع طمعه
من اهلل تعالى في كل حال ما دام في النار حتى يخرج منها ،فيدخل الجنة ،ويعطى الدرجات
على قدر طاعته التي كانت له في الدنيا (الباب السادس في فضيلة الوضوء) روي عن نافع
وء َعلَى ض َالو ُس َن ُ َح َ
ضأَ فَأ ْ رضي اهلل عنه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قالَ « :ما ِم ْن َع ْب ٍد تَ َو َّ
ِ
ض التي ْك األَ ْر ُنات َوتَ ْستَ غْ ِف ُر لَهُ تِل َ ضوئِ ِه َع ْشر حس ٍ
َ ََ تَ ْرتيبِ ِه إالَّ أ ْعطَاهُ اهلل بِ ُك ِّل قَط َْرةٍ تَ ْقطُُر ِم ْن ُو ُ
القيَ َام ِة» (الباب السابع في فضيلة السواك) عن أبي هريرة رضي اهلل عنه تَوضَّأ َعلَي ها إلى ي وِم ِ
َْ َْ َ
السو ِ ِ ِ
اك َم َع ُك ِّل عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال( :لَْوالَ أ ْن أ ُش َّق على َّأمتي ألَ َم ْرتُ ُه ْم ب ِّ َ
وء) أخرجه مالك وأحمد والنسائي( .الباب الثامن في فضيلة األذان) عن جابر رضي اهلل عنه وض ٍ
ُ ُ
اج َع ْل فاح ِرْز َو ْ
ت ْ ت فَتَ َر َّس ْلَ ،وإذَا أقَ ْم َ أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال لبالل« :إذَا أذَّنْ َ
ك قَ ْد َر ما يَ ْف َرغُ اآلكِلُ ِم ْن أ ْكلِ ِه» رواه الترمذي وضعفه وعن أنس بن مالك ك َوإقَ َامتِ َ بَ ْي َن أذَانِ َ
واإلقام ِة) رواه النسائي (الباب َ
ِ
األذان قال :قال النبي صلى اهلل عليه وسلم( :ال يُ َر ُّد ُّ
الد َعاءُ بَ ْي َن
النبي صلى اهلل عليه وسلم َر ُجلٌ التاسع في فضيلة صالة الجماعة) عن أبي هريرة قال :أتى َّ
أعمى فقال :يا رسول ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ،فرخَّص له ،فلما ولَّى دعاه فقال:
الصالةِ؟» قال نَ َع ْم .قال« :فَأ َِج ْبهُ» رواه مسلم (الباب العاشر في فضيلة اء بِ َّ « َه ْل تَ ْس َم ُع النِّ َد َ
الج ُم َع ِة ِ
الجمعة) عن ابن عباس أنه قال قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« :يَغْف ُر اهلل لَْي لَةَ ُ
أج َمعِين» وعن سلمان رضي اهلل عنه قال :قال لي رسول اهلل صلى اهلل عليه اإلسالم ْ أله ِل ْ ْ
آد ُم» قال بعضهم: الج ُم َع ِة؟ قلت :ال .قال :ألَ َّن فِ ِيه ُج ِم َع أبُ َ ِ
وك َ وسلم« :أتَ ْدري ل َم ُس ِّم َي يَ ْو ُم ُ
هو اجتماع قالب آدم وروحه بعد أن كان ملقى أربعين سنة .وقال آخرون :الجتماع آدم وحواء
بعد الفرقة الطويلة .وقيل :إنما سمي بذلك الجتماع أهل البالد والرساتيق فيه .وقيل :ألنه تقوم
الج ْم ِع} [التغابن ]9 :ذكر ِ ِ
فيه القيامة وهو يوم الجمع قال اهلل تعالى{ :يَ ْو َم يَ ْج َم ُع ُك ْم ليَ ْوم َ
ذلك سيدي الشيخ عبد القادر الجيالني (الباب الحادي عشر في فضيلة المساجد) وهي
محال عبادات اهلل تعالى (الباب الثاني عشر في فضيلة العمائم) قال
بيوت اهلل تعالى ،ألنها ّ
سيدي الشيخ عبد القادر الجيالني :ويكره كل ما خالف زي العرب وشابه زي األعاجم (الباب
الثالث عشر في فضيلة الصوم) وعن الحسن عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل
يام ُجنَّةٌ ِم َن النَّا ِر َما لَ ْم يَ ْخ ِرقْهُ» قيل :وما يخرقه؟ قال :بكذبة أو
الص ُ
صلى اهلل عليه وسلمِّ « :
بغيبة (الباب الرابع عشر في فضيلة الفرائض) من الصالة وغيرها قال عبد اهلل الصحابي ابن
الصالَةُغسان في جواب سؤال منينا بن عبد المسيح الراهب قال نبينا صلى اهلل عليه وسلمَّ « :
انَ ،و ِستْ ٌر
الرْز ِق وراحةٌ في األَب َد ِ
ْ
ِ ِ الد َع ِاء َوقَبُ ُ
ول األَ ْع َمال َوبَ َرَكةٌ في ِّ َ َ إجابَةُ ُّ صلَةٌ ب ين ِ ِ ِ
الع ْبد َوَربِّه فيها َ
َْ َ َ
ِ
الجن َِّة» ثم قال عبد اهلل: ان ،وجوا ٌز علَى ِّ ِ ِ
اح َ الصراطَ ،وم ْفتَ ُ الم َيز ِ َ َ َ َ ب ْي نَهُ وب ْين النَّا ِر ،وثِْقل في ِ
َ ٌ َ ََ َ
والصالة جامعة لجميع الطاع ات ،فمن جملتها الجهاد ،فإذا المصلي يجاهد عدوين نفسه
والشيطان ففي الصالة الصوم ،فإن المصلي ال يأكل وال يشرب ،وزادت على الصيام بمناجاة
ربه ،وفي الصالة الحج ،وهو القصد إلى بيت اهلل ،والمصلي قصد رب البيت ،وزادت على
ضها اهلل ض ِ
ات افْ تَ َر َ الم ْفتَ َر َ ِ
يع ُ الحج بقربه من ملكوت ربه .وقال نبينا صلى اهلل عليه وسلمَ « :جم ُ
السماء َوأنا بَ ْي َن يَ َديْ ِه».
ضها في َّ تَ َعالى فِي األَ ْرض إالَّ َّ
الصالةَّ ،
فإن اهلل افْ تَ َر َ
ومعنى رفع األيدي في الصالة للتكبير أن العبد غريق في بحار الخطايا والمعصية ،فيرفع
يديه كأنه يقول :يا رب اه خذ بيدي فإني غريق في بحار الخطايا والمعصية ،هارب منك إليك.
ومعنى القراءة عتاب بين العبد وربه ،ومعنى الركوع كأن المصلي يقول :أنا عبدك وقد مددت
يدي إليك ومعنى الرفع من الركوع مع قول ربنا لك الحمد طلب العتق من الذنوب ،فكأن اهلل
يقول :أذنبت ،فيقول العبد :أنا عبدك .ويقول اهلل قد أعتقتك من الذنوب ،ومعنى السجدة
األولى ووضع الجبهة على األرض كأن العبد يقول منها :خلقتني .ومعنى الرفع منه كأنه يقول:
منها أخرجتني .ومعنى السجدة الثانية كأن العبد يقول :وفيها تعيدني .ومعنى الرفع الثاني كأنه
يقول :ومنها تخرجني تارة أخرى ،ومعنى السالم :اللهم أعطني كتابي بيميني وال تعطني كتابي
بشمالي( ،الباب الخامس عشر في فضيلة السنن) أي من صلوات خاصة (الباب السادس عشر
في فضيلة الزكاة) أي الشاملة لزكاة األموال واألبدان (الباب السابع عشر في فضيلة الصدقة)
قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيالني :وتستحب صدقة التطوع في سائر األوقات ليالً ونهارا
قليالً وكثيرا ال سيما في األشهر المباركة ،كشهر رجب وشعبان ،وشهر رمضان وأيام العيد
وعاشوراء ،وأيام الجدب والضيق ،ليحوز بذلك العافية في الجسم والمال واألهل والخلف
السريع في الدنيا ،والثواب الجزيل في اآلخرة( .الباب الثامن عشر في فضيلة السالم)
ويستحب القيام لإلمام العادل والوالدين وأهل الدين والورع وأكرم الناس كما قال رسول اهلل
وموا إلى َسيِّ ِد ُكم» (الباب التاسع عشر في فضيلة الدعاء) وهو سيف
صلى اهلل عليه وسلم« :قُ ُ
ب لَ ُك ْم} [غافر ]64 :وسئل إبراهيم بن المؤمن ،قال اهلل تعالى{ :وقال ربكم ا ْد ُعونِي ْ ِ
أستج ْ
أدهم رحمه اهلل فقيل له :ما بالنا ندعو اهلل فال يستجيب لنا؟ فقال :ألنكم عرفتم الرسول ،فلم
تتبعوا سنته ،وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ،وأكلتم نعمة اهلل فلم تؤدوا شكرها ،وعرفتم الجنة
فلم تطلبوها ،وعرفتم النار فلم ترهبوا منها ،وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ورافقتموه ،وعرفتم
الموت فلم تستعدوا له ،ودفنتم األموات فلم تعتبروا بهم ،وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب
الناس( .الباب العشرون في فضيلة االستغفار) قال صلى اهلل عليه وسلمَ « :م ْن أ ْكثَ َر ِم َن
ث الَ ضيق َم ْخ َرجاَ ،وَرَزقَهُ ِم ْن َح ْي ُ
االستِغْ َفا ِر َج َع َل اهلل َع َّز َو َج َّل لَهُ ِم ْن ُك ِّل َه ٍّم فَ َرجاَ ،وِم ْن ُك ِّل ٍ
ْ
آمنُوا َّ ِ ِ
ين َ ب» (الباب الحادي والعشرون في فضيلة ذكر اهلل) قال اهلل تعالى{ :يَا أيُّ َها الذ َ يَ ْحتَس ُ
اذْ ُك ُروا اهلل ِذ ْكرا َكثِيرا} [األحزاب( ]26 :الباب الثاني والعشرون في فضيلة التسبيح) قال أبو
ذر رضي اهلل عنه :قلت لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أي الكالم أحب إلى اهلل عز وجل؟
ِِ قال صلى اهلل عليه وسلم« :ما اصطََفى اهلل سبحانَهُ ِ ِ ِ
وس ْب َحا َن اهلللمالئ َكته ُس ْب َحا َن اهلل َوبِ َح ْمده ُُ َ َ ْ
يم» (الباب الثالث والعشرون في فضيلة التوبة) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ « :م ْن الع ِظ ِ
َ
تاب اهلل َعلَْي ِه» رواه مسلم وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه الشم ِ
س م ْن َمغ ِربها َ اب قَ ْب َل أ ْن تَطْلُ َع َّ ْ ُ تَ َ
الع ْب ِد َما لَ ْم يُغَ ْر ِغ ْر» رواه الترمذي وابن ماجه( .الباب الرابع والعشرون وسلمَّ « :
إن اهلل يَ ْقبَ ُل تَ ْوبَةَ َ
ال إلى اهلل تَ َعالى َم ْن أط َْع َم ب األَ ْعم ِأح ُّ
في فضيلة الفقر) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ « :
َ
ف َع ْنهُ ُك ْربَةً» رواه الطبراني (الباب الخامس ش َِم ْس ِكينا ِم ْن ُجوٍع ْأو َدفَ َع َع ْنهُ َمغْ َرما ْأو َك َ
الدنْيَا ُكلُّها
النبي صلى اهلل عليه وسلم قالُّ « : والعشرون في فضيلة النكاح) عن ابن عمر أن َّ
الصالِ َحةُ» رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه .وعن أبي هريرة أن الم ْرأةُ َّ ِ
َمتَاعٌ َو َخ ْي ُر َمتَاعها َ
بيل اهلل، اه ُد في َس ِ رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال« :ثَالَثَةٌ ح ٌّق علَى عونُهم اهلل المج ِ
َُ َ َ َْ ُ ْ
الع َفاف» أي عفاف فرجه عن المحارم رواه َّاكح الذي يريد َ اء والن ُ ب الَّ ِذي يُ ِري ُد َ
األد َ
و ِ
الم َكات َُ ُ
أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم( .الباب السادس والعشرون في التشديد على
ت ِخ ٍ
صال فيه ِس َّ
إن ِ الزنَى فَ َّ
اح َذ ُروا ِّ
الزنى) وروي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قالْ « :
ِ ِ الدنْيا وثَالَثَةٌ في ِ
ب البَ َرَكةَ ،وإذا الرْز َق َويُ ْذه ُ
ص ِّالدنْيَا فإنَّهُ يُ ْنق ُ
اآلخ َرة فَ َّأما التي في ُّ ثَالَثَةٌ في ُّ َ َ
صيبه في ِ ت روحهُ تُحجب َع ِن اهلل ،وي نْظُر إلى النَّا ِر و َّ ِ ِ
اآلخ َرة :فَ يَ نْظُُر اهلل وأما الَّتي تُ ِ ُ ُ
الزبَانيَةّ ، َ َ ُ َخ َر َج ْ ُ ُ ْ َ ُ
لس ٍب فَيسو ُّد وجههُ والثَّانِيةُ يكو ُن ِحساب ِه َش ِديدا ،والثَّالِثَةُ يسحب فِي ِس ِ إلَْي ِه بِ َع ْي ِن الغَ َ
لة إلَى ُْ َ ُ َُ َ َ ض ِ َ َْ َ ْ ُ
النَّا ِر» (الباب السابع والعشرون في التشديد على اللواط) قال عليه السالم سبعة لعنهم اهلل
تعالى وال ينظر إليهم يوم القيامة وال يزكيهم ولهم عذاب أليم ويقال لهم :ادخلوا النار مع
الداخلين أولهم الفاعل والمفعول به في عمل قوم لوط ،وناكح المرأة في دبرها ،وناكح البهيمة،
وناكح البنت وأمها ،والزاني بامرأة جاره ،وناكح كفه إال أن يتوبوا (الباب الثامن والعشرون في
منع شرب الخمر) قال ابن مسعود إذا دفنتم شارب الخمر فانبشوه ،فإن لم تجدوا وجهه
الخ ْم َر
الع ْب ُد َ
ب َ مصروفا عن القبلة فاقتلوني ،فإن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال« :إذَا َش ِر َ
ِ ِ ِ ِ ِ ات َس ِخ َ أربع م َّر ٍ
ص َدقَتُهُ صالتُهُ َوال َص ْوُمهُ َوال َ
اس ُمهُ في س ِّجينَ ،وال يُ ْقبَ ُل منْهُ َ ب ْ ط اهلل َعلَْيه ،وُكت َ َْ َ َ
وب» (الباب التاسع والعشرون في فضيلة الرمي) أي رمي السهام ألجل قتال الكفار إالّ أ ْن يَتُ َ
إلعالء دين اهلل تعالى( :الباب الثالثون في فضيلة بر الوالدين) قال صلى اهلل عليه وسلم:
س ِ اح َدةٌ فَ هو جار إبلِ ِ اق والِ َديهِ وب ين إبلِيس فِي النَّا ِر إالَّ طَب َقةٌ و ِ ِّ
يس في النَّارَ ،ولَْي َ َُ َ ُ ْ َ َ َ س بَ ْي َن َع َ ْ َ َ ْ َ ْ َ «لَْي َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الجنَّة» (الباب ار األَنْبِيَاء في َ بَ ْي َن بَ ِّار َوال َديْه َوبَ ْي َن األَنْبِيَاء في َ
الجنَّة إالَّ َد َر َجةٌ واح َدةٌ فَ ُه َو َج ُ
الحادي والثالثون في فضيلة تربية األوالد) قال صلى اهلل عليه وسلمَ « :م ْن َرَزقَهُ اهلل َولَدا َولَ ْم
الولَ ُد أباهُ َعلَى تَ ْركِ ِه
ب َ
ِ ِ ِ ِِ
الولَ ُد َعلَى أبيه َويَ ْو َم القيَ َامة يُ َحاس ُ يُ َعلِّ ْمهُ ال ُق ْرآ َن إالَّ كا َن ُك ُّل ذَنْ ٍ
ب يَ ْع َملُهُ َ
ضي اهلل لَهُ َعلَْي ِه» ،وكان علي يقول :علِّموا أوالدكم القرآن تدخلوا الجنة آن وي ْق ِ ِ ِ
يم ال ُق ْر َ َ تَ ْعل َ
بشفاعتهم يوم القيامة (الباب الثاني والثالثون في فضيلة التواضع) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه
أح ٌد هلل إالَّ َرفَ َعهُ اهلل»( .الباب الثالث اض َع َ اد اهلل َع ْبدا بِ َع ْف ٍو إالّ ِع ّزا ،وما تَ َو َ وسلمَ « :ما َز َ
اعلُهُ» .وقال صلى اهلل ت ح ْكم وقَِليل فَ ِ
الص ْم ُ ُ ٌ َ ٌ والثالثون في فضيلة الصمت) قال عليه السالمَّ « :
الش َّر ُكلَّهُ» ،والقبقب هو البطن عليه وسلمَ « :م ْن ُوقِ َي َش َّر قَ ْب َقبِ ِه و َذبْ َذبِهِ َولَ ْقلَ ِق ِه فَ َق ْد وقِ َي َّ
والذبذب الفرج واللقلق اللسان (الباب الرابع والثالثون في فضيلة اإلقالل من األكل والنوم
ِ
إن األَ ْج َر ش فَ َّ العطَ ِ
الجوِع َو َ س ُك ْم بِ ُ والراحة) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ « :جاه ُدوا أنْ ُف َ
ش». ب إلى اهلل ِم ْن ُجوٍع َو َعطَ ٍ س م ْن َع َم ٍل َ
أح َّ يل اهلل ،وإنَّه لَي ِ
ُ ْ َ اه ِد في َسبِ ِ ك كأج ِر المج ِ
في ٰذل َ ْ ُ َ
ِ ِ
(الباب الخامس والثالثون في فضيلة اإلقالل من الضحك) قيل لرسول اهلل صلى اهلل عليه
ض َي بما يَ ْستُ ُر ِبه َع ْوَرتَهُ» (الباب ض ِح ُكهُ ور ِ
ََ أي الناس أفضل؟ قالَ « :م ْن قَ َّل َمط َْع ُمهُ َو َ وسلم ُّ
عاد
السادس والثالثون في فضيلة عيادة المريض) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« :إذا َ
ت ِف ِيه» (الباب السابع والثالثون في فضيلة الر ْح َم ِة فإذا قَ َع َد ِع ْن َدهُ قَ َّر ْ
اض في َّ المريض َخ ََ الر ُج ُل
َّ
ذكر الموت) قال عائشة رضي اهلل عنها :يا رسول اهلل هل يحشر مع الشهداء أحد؟ قال« :نَ َع ْم
ِ ِ ِ من ي ْذ ُكر المو َ ِ
ين َم َّرًة» (الباب الثامن والثالثون في فضيلة ذكر القبر ت في اليَ ْوم َواللَّْي لَة ع ْش ِر َ َ ْ َ ُ َْ
ك يا وض ُع ِف ِيه َويْ َح َ
ين يُ َ ِ ِ ِ
ول ال َق ْب ُر لل َْميِّت ح َ وأهواله) قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم« :يَ ُق ُ
ود َما غَ َّر َك الد ِ
ت ُّ الو ْح َدةِ َوبَ ْي ُ
ت َ ت الظُّلْ َم ِة َوبَ ْي ُ الف ْت نَ ِة َوبَ ْي ُ
ت ِ آد َم ما غَ َّر َك بي أَلَ ْم تَ ْعلَ ْم أنِّي بَ ْي ُابْ َن َ
يب ِ
أجاب َع ْنهُ ُمج ٌ َ صلِحا ِّر أ ْخ َرى فإ ْن َكا َن ُم ْ ِّم ِر ْجالً َويُ َؤخ ُ أي يُ َقد ُ
ت تَ ُم ُّر بي فذاذاْ ، بِي إ ْذ ُك ْن َ
ول ال َق ْب ُر :إنِّي إذا أتَ َح َّو ُل َعلَْي ِه
الم ْن َك ِر فَيَ ُق ُ ِ ِ لِلْ َق ْب ِر فَيَ ُق ُ
الم ْع ُروف َويَ ْن َهى َع ِن ُ ت إ ْن َكا َن يَ ُأم ُر ب َ ول َأرأيْ َ
وحهُ إلى اهلل تعالى» ،وفي بعض النسخ تأخير هذا الباب عن َخ ِ
ص َع ُد ُر ُ
س ُدهُ نُورا ،وتَ ْ
ود َج َ
ضراً َويَ ُع ُ
الباب الذي بعده( .الباب التاسع والثالثون في منع النياحة على الميت) قال اهلل تعالى:
ور} [الفرقان ]22 :قيل هي النائحة وفي صحيح البخاري ومسلم عن َّ ِ
الز َ
ين الَ يَ ْش َه ُدو َن ُّ
{ َوالذ َ
أبي موسى األشعري رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم برىء من الصالقة
والحالقة والشاقة قال النووي :الصالقة التي ترفع صوتها بالنياحة ،والحالقة التي تحلق شعرها
عند المصيبة ،وا لشاقة التي تشق ثيابها عند المصيبة ،وكل هذا حرام باتفاق العلماء انتهى.
ش ِر َّ ِ
ين} [البقرة: الصاب ِر َ (الباب األربعون في فضيلة الصبر على المصيبة) قال اهلل تعالى { َوبَ ِّ
اد ِم ْن ادى منَ ٍ ِ ِ
]552وروي عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال« :إذَا َكا َن يَ ْو ُم القيَ َامة نَ َ ُ
الخالئِ ُقَ :وَم ْن لَهُ َديْن َعلَى اهلل؟ ول َ قِبَ ِل اهلل تَ َعالَىَ :م ْن لَهُ َديْ ٌن َعلَى اهلل تَ َعالى فَ لْيَ ُقم ،فَ تَ ُق ُ
أج َرهُ ِم َنأخ ُذ ْ سابا هلل ،فَ لْيَ ُق ْم يَ ُ ول المالئِ َكةُ :م ِن ابتَالَهُ اهلل تَعالى بما ي ْح ِز ُن قَ لْبهُ فَصبر ْ ِ
احت َ َ ََ ُ َ َ فَ تَ ُق ُ َ
الد ْع َوةُ تُ ْقبَلُ بِالَ بَيِّ نَ ٍة ُأرونا ول المالئِ َكةُ لَْيس ِ ِ ِ ِ
ت َّ َ وم َخلْ ٌق َكث ٌير م ْن ْأه ِل البالء .فَتَ ُق ُ َ اهلل تَ َعالَى ،فَيَ ُق ُ
ت ِم َن ك لَ ْس َ ْع ْد َم َكانَ َ يح يَ ُقولُو َن لَهُ اق ُ ط ْأو َكالَ ٌم قَبِ ٌ ص ِحي َفتِ ِه َس َخ ٌ ِ ِ
ص َحائ َف ُك ْم فَ َم ْن ُوج َد في َ
ِ
َ
ش فَيَ ُقولُو َن ٰيا َربَّنا ٰهؤالَء الع ْر ِ ال والنِّس ِاء إلَى تَ ْح ِ الصابِ ِرين ِمن ِّ ِ ِ َّ ِ
ت َ الر َج َ َ أخ ُذ المالئ َكةُ َّ َ َ رين َوتَ ُالصاب َ
أصلُها ِم ْن ٍ ِ
ُّوه ْم إلى َش َج َرة البَ ل َْوى ،فَ يَ ُردُّونَ ُه ْم إلى َش َج َرة ْ ول اهلل تَ َعالىُ :رد ُ الصابِ ُرو َن فَيَ ُق ُ
اد َك َّ ِعبَ ُ
ِ الراكِ ِ ِ ِ ُّ ِ
سو َن تَ ْحتَ َهاَ ،ويَتَ َجلَّى َ
الح ُّق ٍ
ب فيه مائَةَ عام ،فَ يَ ْجل ُ ب َو ْأوَراقُها ُحلَ ٌل ،وظلها يَس ُير َّ ُ َذ َه ٍ
ول :يا لر ُج ِلَ ،ويَ ُق ُ الر ُج ُل لِ َّ
احدا ،ثُ َّم يَ ْعتَ ِذ ُر إلَْي ِه ْم كما يَ ْعتَ ِذ ُر َّ احدا و ِ
َ
سبحانَه وتَعالَى ويسلِّم علَي ِهم و ِ
ُْ َ ُ َ َ َُ َ ُ َ ْ ْ َ
ط َعلَْي ُك ُم البَالَ َء لِ َكثْ َرةِ ذُنُوبُ ُك ْم َوأ ََوَزا ِرُك ْم ،ألُبَلِّغَنَّ ُكم أح َّ
ت أ ْن ُ ين ما ابْتَ لَْيتُ ُك ْم إالَّ َأر ْد ُ ادي َّ ِ
الصاب ِر َ
ِ ِ
عبَ َ
ب ِم َيزانا صُ
ِ
استَ ْحيَ ْيتُ ْم منِّيَ ،وال أَنْ ُ
ِ
صبَ ْرتُ ْم ألَ ْجلي َو ْ
ِ ِ ٍ ِ
به َد َر َجات َعاليَةً ما تَصلُو َن إلَْي َها بأَ ْع َمال ُك ْم ،فَ َ
ِ
ول :يا ِعبَادي ما ابْتَ لَْيتُ ُك ْم بِال َف ْق ِر ش ُر لَ ُك ْم ِديوانا ،ثُ َّم يَ ْعتَ ِذ ُر ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالى إلى ال ُف َق َر ِاء يَ ُق ُ َوال أنْ ُ
أي َش ْي ٍء س ْبتَهُ ،وفي ِّ ِ
َسأَلُهُ م ْن أَيْ َن ا ْكتَ َ
ِ ِ
الدنْيَا َش ْيئا أُحاسبُهُ َعلَْيهَ ،وأ ْ َخ َذ ِم َن ُّ أن ُك َّل َم ْن أ َ إالَّ َّ
وسائِ ِر ِ ِ ت لَ ُكم ال َف ْقر لِي ِخ َّ ِ
الع ْميَانَ ، سابُ ُك ْم ،ثُ َّم يَ ْعتَذ ُر ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالى إلى ُ فحَ فأحبَْب ُ ْ َ َ أَ ْخ َر ْجتَهُْ ،
اتيم ،ثُ َّم ي ْؤمر بِراي ٍ
ُ َُ َ َ الع ِظ ِ ِ
ص َل لَ ُه ْم م َن األَ ْج ِر َ اض ،فَيَ ْف َر ُحو َن غَايَةَ ال َف َر ِح بِ َما َح َ األم َر ِ
اب ْ أص َح ِ ْ
ت بَ ْي َن أيْ ِدي ِه ُم َو ُه ْم َّجائِ ِ ِ ِ اج َق ِمثْ ِل ص ِ ِوصنَ ِ
الرايَا ُب َو َّ ْخ ُذ ُه ُم المالئ َكةُ على الن َ ناج ِق األَُم َراء ثُ َّم تَأ ُ َ َ
المالئِ َكةُ ٰهؤالَِء ول َ ؤالء ُشهداءٌ ْأو أنْبِياءٌ؟ فَتَ ُق ُ سائِرو َن إلى الجن َِّة ،فَي ْنظُر النَّاس إلَي ِهم فَي ُقولُو َن أ َٰه ِ
ُ ْ ْ َ َ َ ُ َ ُ
الجن َِّة َ صلُوا إلى بَ ِ الدنْيا ،بِ ِ قَ وم صب روا َعلَى َّ ِ ِ ِ
ض َوا ُن قال لَ ُه ْم ُر ْ اب َ ص ْب ِره ْم نَالُوا ،فإذا َو َ الش َدائد في ُّ َ َ ْ ٌ ََ ُ
س َعلَْي ِه ْم هؤالء َّ ِ ِ المالئِ َكةُ: ب لَ ُه ْم ِميزا ٌن؟ فَ تَ ُق ُ َّ ِ
الصاب ُرو َن لَْي َ ول َ ص ْ ين لَ ْم يُ ْن ََم ْن ٰهؤالء ال َق ْو ُم الذ َ
اه ُم المالئِ َكةُ َوال ِولْدا ُن ين ،فَيَ ْد ُخلُو َن فَ تَتَ لَ َّق ُ اب ،فافْ تَح لَ ُهم الجنَّةَ لِي ْقع ُدوا في قُ ِ ِ ِ ِ
صوِره ْم آمن َ ُ ْ ُ َ َ ُ س ٌ حَ
عام يَتَ َف َّر ُجو َن َعلَى ِحس ِ
الجن َِّة َخمسمائَ ِة ٍ ِِ ِ ِ ِ
الخل ِْق،
اب َ َ بال َف َر ِح َوالتَّ ْكبي ِر ،فَ يَ ْجل ُ
سو َن على َش َرائف َ
رين» كذا في الجواهر للشيخ أبي الليث السمرقندي ،ولما ذكر المصنف أوالً فَطُوبَى لِ َّ ِ
لصاب َ
األربعين بابا بالسرد ذكر مثلها بعد على نسق ما تقدم باألحاديث فقال:
{الباب الرابع :في فضيلة الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم}
قال بعض الصحابة لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :صلى اهلل عشرا لمن صلى عليك مرة
ص ٍّل غافِ ِلَ ،ويُ ْع ِط ِيه اهلل َ
أمثال ِ
واحدة هل ذلك لمن كان حاضر القلب؟ قال« :ال ،بَ ْل ل ُك ِّل ُم َ
الصالةِ َع َّ
لي ،فال وقت َّ القلب َ ِ الجبال ،والمالئكةُ تَ ْد ُعو لَهُ وتَستَ غْ ِفر لَهُ ،وأ ََّما إذا كا َن ِ
حاض َر َ َ ْ ُ
يَ ْعلَ ُم قَ ْد َر ٰذ َ
لك إالَّ اهلل تَ َعالَى.
صلَّى اهلل َعلَْي ِه َع ْشرا) رواه مسلم (قال النبي صلى اهلل عليه وسلم :من صلَّى ع َّ ِ
لي َواح َد ًة َ َْ َ َ
وأبو داود والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ،وفي صحيح مسلم عن عبد اهلل بن
صلَّى
صالةً َ صلَّى َع َّ
لي َ عمرو بن العاص أنه سمع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقولَ « :م ْن َ
ليه َع ْشرا» كذا ذكر النووي في األذكار ،أي وكلما زاد زاده فتلك النسبة اهلل َع ِ
الجن َِّة) ألف َم َّرةٍ لم يَ ُم ْ
ت َحتَّى يُبَ َّش ُر لَهُ بِ َ صلَّى َعلَ َّي َ (وقال النبي صلى اهلل عليه وسلمَ :م ْن َ
الجن َِّة قبل موته. ْف َم َّرةٍ بُ ِّ
ش َر بِ َ صلَّى َعلَ َّي أل َ
وفي روايةَ :م ْن َ
صلَّى اهلل َعلَْي ِه بِ َها َع ْشراَ ،وَم ْن ِ ِ
صال ًة واح َد ًة َ لي َ صلَّى َع َّ
(وقال صلى اهلل عليه وسلم :م ْن َ
صلَّى اهلل َعلَْي ِه بها ألْفاَ ،وَم ْن لي مائَةً َ صلَّى َع َّ ِ
صلَّى اهلل َعلَْيه بِها مائَةًَ ،وَم ْن َ لي َع ْشرا َصلَّى َع َّ َ
ار) أي نار جهنم وفي رواية لم يعذبه اهلل بالنار ،وفي رواية الطبراني صلَّى َعلَ َّي ألْفا لم تَ َّ
مسهُ النَّ ُ َ
صلَّى اهلل َعلَْي ِه َع ْشراَ ،وَم ْن ِ
صالةً َواح َدةً َ صلَّى َعلَ َّي َقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ « :م ْن َ
ِ لي ع ْشرا صلَّى اهلل علَي ِه مائَةً ،ومن صلَّى علَ َّي مائَةً َكتب اهلل لَه ب ر ِ
اءةً
اءةً م َن النّفاق َوبَ َر َ
ُ ََ َ ََ َْ َ َ َْ َ صلَّى َع َّ َ َ
الش َه َد ِاء». ِمن النَّار ،وأس َكنَهُ ي وم ِ
القيَ َام ِة َم َع ُّ ْ َْ َ َ
الجن َِّة) أراد النبي صلى يق َ (وقال صلى اهلل عليه وسلمَ :م ْن نَ ِس َي َّ
الصالَةَ َعلَ َّي فَ َق ْد أَ ْخطَأَ طَ ِر َ
اهلل عليه وسلم بالنسيان الت رك عمدا ،فإذا كان التارك يخطىء طريق الجنة كان المصلى عليه
سالكا إلى الجنة فقد روي عن أبي هريرة أنه قال :الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم هي
الطريق إلى الجنة كذا ذكر السمالوي.
ِ ِ
َّاس بِي يَ ْو َم القيَ َامة أ ْكثَ ُرُه ْم َعلَ َّي َ
صالَ ًة) أي أقربهم (وقال صلى اهلل عليه وسلم :إن ْأولَى الن ِ
مني في القيامة ،وأحقهم بشفاعتي أكثرهم علي صالة في الدنيا ،ألن كثرة الصالة عليه تدل
على صدق المحبة وكمال الوصلة ،فتكون منازلهم في اآلخرة منه بحسب تفاوتهم في ذلك
رواه البخاري والترمذي وابن حبان عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة.
صالَتُ ُك ْم َعلَ َّي َم َّحاقَةٌ) أي إذهاب لذنوبكم كما يمحق الماء
(وقال صلى اهلل عليه وسلمَ :
النار كما قال أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه :الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم أمحى
للذنوب من الماء لسواد اللوح.
ين َم َّرًة َم َحا اهلل ذُنُوبَهُ ُكلَّ َها)ٍ ِ
صلَّى َعلَ َّي في ُك ِّل ُج ُم َعة ْأربَع َ
(وقال صلى اهلل عليه وسلمَ :م ْن َ
وعن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :كنت واقفا بين يدي رسول اهلل صلى اهلل
ِ ٍ ِ
ينوب ثمان َ ين َم َّرًة غَ َف َر اهلل تَ َعالى لَهُ ذُنُ َصلَّى َعلَ َّي في ُك ِّل ُج ُم َعة ثَ َمان َعليه وسلم فقالَ « :م ْن َ
ص ِّل
ول اللّ ُه َّم ََسنَةً» ،قلت :يا رسول اهلل كيف الصالة عليك؟ قال صلى اهلل عليه وسلم« :تَ ُق ُ
اح َدةً» .ذكر ذلك سيدي الشيخ عبد القادر األمي وتَع ِق ُد و ِ َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك ور ُسولِ َ ِ
ك النَّب ِّي ِّ ِّ َ ْ َ ََ
الجيالني.
صلِّ َي َعلَ َّي ، عاء إال ب ي نه وب ين َّ ِ ِ (وقال صلى اهلل عليه وسلم :ما ِمن د ٍ
اب َحتَّى يُ َ
السماء ح َج ٌ َْ َ ُ َ َْ َ َ ْ ُ
علي قال :ما من دعاء إال عن لفظ وفي ). اءع ُّ
الد ع الحجاب ورفِ ك ِ َ فإذا صلَّى علَ َّي انْ َخر َق ٰذلِ
ّ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ
ِ
صلَّى تَ َخ َّر َق الح َج ُ
اب بينه وبين اهلل حجاب حتى يصلي على النبي صلى اهلل عليه وسلم ،فإذا َ
فَاستجيب ،وإن لم يصل عليه لم يستجب الدعاء رواه الحسن بن عرفة.
ين ضى اهلل لَهُ مائَةَ ح ٍ ِ
اجة َس ْبع َ َ َ صلَّى َعلَ َّي فِي يَ ْوم مائَةَ َم َّرةٍ قَ َ (وقال صلى اهلل عليه وسلمَ :م ْن َ
ين ِم ْن َها لِ ُدنْيَاهُ) رواه ابن النجار عن جابر. ِ ِِ ِ ِ
م ْن َها آلخ َرته َوثَالث َ
ِ ِ ِ ِ
صلَّى اهلل َعلَْيه َوَمالئ َكتُهُ ع ْش ِر َ
ين صالَ ًة َواح َد ًة َ صلَّى َعلَ َّي َ (وقال صلى اهلل عليه وسلمَ :م ْن َ
صلَّى َعلَى النبي شر بِ ِ
الجنَّة) وعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص قالَ « :م ْن َ ت َحتَّى يُبَ َّ ُ َ َم َّرةً َولَ ْم يَ ُم ْ
ك ْأو لِيُ ْكثِ ْر»
صالَةً فَ لْيُ ِق َّل ِم ْن ٰذلِ َ
ين َ
ِ ِ ِ
صلَّى اهلل َعلَْيه َوَمالئ َكتُهُ َس ْبع َ
ِ
صلى اهلل عليه وسلم َواح َدةً َ
اءنِيرواه اإلمام أحمد بإسناد حسن موقوف .وروي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قالَ « :ج َ
صلِّي َعلَْي ِه َس ْب ُعو َن ألْفا ِم َنأح ٌد إالَّ َويُ َ
ك َ صلِّي َعلَْي َ
ول اهلل الَ يُ َال :يا َر ُس َ
الم َوقَ َ يل َعلَْي ِه َّ
الس ُ ج ْب ِر ُ
ِ
ت َعلَْي ِه المالئِ َكةَُ ،وَم ْن صلَّ ْصلَّى َعلَ َّي َالمالئ َكة» .وروي أنه صلى اهلل عليه وسلم قالَ « :م ْن َ
ِ ِ
َ
الس ٰمو ِ ِ ِ صلَّ ْ ِ
ات وال في صلَّى اهلل َعلَْيه لَ ْم يَ ْب َق شيء في َّ َ صلَّى اهلل َعلَْيهَ ،م ْن َالمالئ َكةُ َ ت َعلَْيه َ َ
صلَّى َعلَْي ِه».
ض إالَّ َاألَ ْر ِ
قال بعض الصوفية :كان لي جار مسرف على نفسه ال يعرف يومه من أمسه من تعمقه في
السكر ،وكنت أعظه فلم يقبل ،وأمرته بالتوبة فلم يفعل ،فلما مات رأيته في المنام وهو في أرفع
مقام وعليه حلة خضراء من حلل الجنة لباس اإلعزاز واإلكرام فقلت له :بم نلت هذه المرتبة
العظيمة؟ قال :حضرت يوما مجلس الذكر ،فسمعت العالم يقول من صلى على النبي صلى اهلل
عليه وسلم ورفع صوته وجبت له الجنة ،ثم رفع العالم صوته بالصالة على النبي صلى اهلل عليه
وسلم ورفعت صوت ي ورفع القوم أصواتهم فغفر لنا جميعا في ذلك اليوم فكان نصيبي من
المغفرة والرحمة أن جاد علي بهذه النعمة.