You are on page 1of 6

‫النقاب ليس من القرآن الكريم فهو ليس من اإلسالم‬

‫‪.‬بسم هللا الرحمن الرحيم و ال حول و ال قوة إال باهلل العلي العظيم‬
‫‪ :‬الوجه في القرآن‬
‫تم ذكر الوجه في القرآن أكثر من ‪ ٧٠‬مرة فلم يأتي في أي منها أمر بتغطية الوجه‪ .‬و المدهش‬
‫‪ :‬أن ذكر الوجه كان مرتبطا ً بشكل كبير ببيان حال اإلنسان و مدى سعادته أو شقائه مثل‬
‫اسودَّت ُوجو ُه ُهم أ َ َكفَرتُم َبع َد إيمانِ ُكم فَذوقُوا العَ َ‬
‫ذاب‬ ‫سو ُّد ُوجوهٌ فَأ َ َّما الَّذينَ َ‬ ‫ض ُوجوهٌ َوت َ َ‬ ‫وم تَب َي ُّ‬ ‫﴿ َي َ‬
‫] ِبما ُكنتُم تَكفُرونَ ﴾ [آل عمران‪١٠٦ :‬‬
‫﴿وجوهٌ يَو َمئِ ٍذ نا ِع َمةٌ﴾ [الغاشية‪٨ :‬‬ ‫] ُ‬
‫سودًّا َو ُه َو َكظي ٌم﴾ [النحل‪٥٨ :‬‬ ‫ظ َّل َوج ُههُ ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ش َر أ َح ُد ُهم ِباألنثى َ‬ ‫﴿و ِإذا بُ ِ ِّ‬ ‫] َ‬
‫كما ذكر الوجه كثيرا ً عند األمر باإلتجاه هلل و قبلته مثل‬
‫سج ٍد َوادعوهُ ُمخلِصينَ َلهُ ال ِّدينَ َكما بَ َدأ َ ُكم‬ ‫سط َوأَقيموا ُوجو َه ُكم ِعن َد ُك ِِّل َم ِ‬ ‫﴿قُل أ َ َم َر َربِّي بِال ِق ِ‬
‫]تَعودونَ ﴾ [األعراف‪٢٩ :‬‬
‫رام‬
‫سج ِد ال َح ِ‬ ‫َطر ال َم ِ‬ ‫ماء فَلَنُ َو ِلِّيَنَّ َك قِبلَةً تَرضاها فَ َو ِِّل َوج َه َك ش َ‬
‫س ِ‬ ‫ب َوج ِه َك ِفي ال َّ‬ ‫﴿قَد نَرى تَقَلُّ َ‬
‫تاب لَ َيعلَمونَ أَنَّهُ ال َح ُّق ِمن َر ِبِّ ِهم َو َما‬
‫َطرهُ َو ِإ َّن الَّذينَ أوتُوا ال ِك َ‬ ‫يث ما ُكنتُم فَ َولِّوا ُوجو َه ُكم ش َ‬ ‫َو َح ُ‬
‫ع ِّما يَع َملونَ ﴾ [البقرة‪١٤٤ :‬‬ ‫َّللاُ ِبغافِ ٍل َ‬ ‫] َّ‬
‫مور﴾‬‫َّللا عاقِبَةُ األ ُ ِ‬ ‫الوثقى َوإِلَى َّ ِ‬ ‫روةِ ُ‬ ‫َّللا َو ُه َو ُمح ِس ٌن فَقَ ِد استَم َ‬
‫س َك بِالعُ َ‬ ‫﴿و َمن يُس ِلم َوج َههُ إِلَى َّ ِ‬ ‫َ‬
‫][لقمان‪٢٢ :‬‬
‫سج ِد ال َحر ِام) و قد تكررت عدة مرات و‬ ‫و األمر الجلي في قوله تعالى (فَ َو ِِّل َوج َه َك ش َ‬
‫َطر ال َم ِ‬
‫لعل فيها ما يفسر ضرورة كشف الوجه عند الكعبة المشرفة‪ ،‬كما أن الصالة ال تجوز بدون‬
‫كشف الوجه و تطهيره باإلتجاه للقبلة‪ ،‬بقلب صاف مسلم هلل تعالى و يجب على اإلنسان نزع‬
‫!كل األقنعة بما فيها أقنعة الكبر و الغرور‪ ،‬فما بالكم بالقناع القماشي ؟‬
‫!لنتفكر هل من الالئق أن يقف اإلنسان بين يدي خالقه و هو يخفي وجهه ؟‬
‫الوجه و تعبيراته و العالقة بين البشر‬
‫يذهب أغلب المعارضين إلى أن الوجه من أساسيات التعامل بين البشر‪ ،‬و كما أشرنا سابقا ً ففي‬
‫حال اإلنسان و بيان ما تنطوي عليه سريرته‪ ،‬و ما يخفيه في قلبه‪ ،‬و األمثلة الكثيرة من‬
‫القرآن‪،‬‬
‫س َوتَ َولِّى﴾ [عبس‪١ :‬‬ ‫ع َب َ‬
‫]﴿ َ‬
‫س َر﴾ [المدثر‪٢٢ :‬‬ ‫س َو َب َ‬ ‫]﴿ث ُ َّم َع َب َ‬
‫سودًّا َو ُه َو َكظي ٌم﴾ [النحل‪٥٨ :‬‬ ‫ظ َّل َوج ُههُ ُم َ‬ ‫ش َر أ َ َح ُد ُهم بِاألُنثى َ‬ ‫﴿وإِذا بُ ِ ِّ‬‫] َ‬
‫هذا فضالً عن آيات كثيرة تبين سرور المرء و إبتسامه و ضحكه و حزنه و كلها تعبيرات في‬
‫الوجه تعبر عن ما في نفس اإلنسان بدون كالم‪ .‬و ال ننسى التعبير القرآني المعجز في آخر‬
‫سورة الفتح ( سيماهم في وجوههم) و الذي يضرب به المثل للداللة عن صالح الناس أو‬
‫‪.‬فسادهم كما ظهر من سيماههم‬
‫و اآلن دعونا نسأل سؤال مهم هل جمال المرأة هو أمر مخجل مما يدعو لإلخفاء ؟ و اإلجابة‬
‫من آيات الكتاب المبين‬
‫﴿ال يَ ِح ُّل لَ َك النِِّسا ُء ِمن َبع ُد َوال أَن تَبَ َّد َل بِ ِه َّن ِمن أَزواجٍ َولَو أَع َجبَ َك ُحسنُ ُه َّن إِ ِّال ما َملَ َكت َيمينُ َك‬
‫على ُك ِِّل شَيءٍ َرقيبًا﴾ [األحزاب‪٥٢ :‬‬ ‫َّللاُ َ‬
‫] َوكانَ َّ‬
‫يأمر فيها هللا تعالى رسوله بالتوقف عن الزواج حتى لو أعجبه حسن النساء‪ ،‬و الحسن في‬
‫‪.‬الوجه كما نعلم جميعا ً‬
‫اللباس في القرآن‬
‫هناك آية جامعة مانعة في اللباس‬
‫ت‬‫َير ذ ِل َك ِمن آيا ِ‬ ‫باس التَّقوى ذ ِل َك خ ٌ‬ ‫شا َو ِل ُ‬‫سوآ ِت ُكم َوري ً‬
‫سا يُواري َ‬ ‫علَي ُكم ِلبا ً‬ ‫﴿يا َبني آ َد َم قَد أَنزَ لنا َ‬
‫َّللا لَ َعلَّ ُهم يَذَّ َّكرونَ ﴾ [األعراف‪٢٦ :‬‬ ‫] َّ ِ‬
‫و فيها أمر هللا تعالى الواضح في اللباس الذي يواري السوءة‪ ،‬مع مراعاة التقوى في اللباس و‬
‫هذا بالتأكيد متغير من مجتمع آخر و من عصر آخر ‪ ...‬و هنا السؤال هل الوجه سوءة يجب‬
‫!غطاؤها ؟‬
‫أما آية سورة النور‬
‫بصار ِه َّن َو َيحفَظنَ فُرو َج ُه َّن َوال يُبدينَ زينَتَ ُه َّن ِإ ِّال ما َ‬
‫ظ َه َر ِمنها‬ ‫ِ‬ ‫ت َيغضُضنَ ِمن أ َ‬ ‫ؤمنا ِ‬‫﴿وقُل ِلل ُم ِ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫على ُجيو ِب ِهن﴾ [النور‪٣١ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ضربنَ ِبخ ُم ِر ِهن َ‬ ‫] َوليَ ِ‬
‫فاألمر فيها واضح بغطاء جيوب الصدر و ليس الوجه بأي حال من األحوال‪ ،‬كما نالحظ‬
‫الحض على غض البصر كما حض الرجال على غض البصر أيضا ً كما في‬
‫َبير ِبما‬
‫َّللا خ ٌ‬ ‫بصار ِهم َو َيحفَظوا فُرو َج ُهم ذ ِل َك أَزكى لَ ُهم ِإ َّن َّ َ‬‫ِ‬ ‫ؤمنينَ َيغُضِّوا ِمن أ َ‬ ‫﴿قُل ِلل ُم ِ‬
‫]يَصنَعونَ ﴾ [النور‪٣٠ :‬‬
‫)أما آية الحجاب الشهيرة ( فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أظهر لقلوبكم و قلوبهن‬
‫فمن الغريب تفسيرها على أنها تأمر النساء بالحجاب أو النقاب و األمر فيها موجه للرجال‬
‫‪.‬أساسا ً و ليس للنساء و المعنى فيها واضح بأن يتجنب الرجال تخطي الحدود‬
‫مثل ‪ :‬إذا قمت بزيارة أحد و فتحت زوجته الباب فالواجب على الرجل عدم تخطي الحدود و‬
‫عدم دخول المنزل و الحديث للزوجة عبر فتحة ضيقة من الباب‪ .‬الحجاب هنا حجابا ً عازالً كما‬
‫يكون رمزيا ً يقيمه الرجل لتجنب شهواته مثل كقوله تعالى‬
‫ستورا﴾ [اإلسراء‪٤٥ :‬‬ ‫ً‬ ‫اآلخ َر ِة ِحجابًا َم‬
‫ُؤمنونَ ِب ِ‬ ‫أت القُرآنَ َج َعلنا َبين ََك َو َبينَ الَّذينَ ال ي ِ‬ ‫﴿و ِإذا قَ َر َ‬ ‫] َ‬
‫‪.‬و الحجاب هنا حجابا ً رمزيا ً‬
‫المرأة في القرآن‬
‫ذكرت المرأة كثيرا ً في القرآن الكريم‪ ،‬زوجة و أخت و بنت و أم و ملكة و قديسة مثل سيدة‬
‫نساء العالمين مريم العذراء التي قال عنها تعالى‬
‫ساء العالَمينَ ﴾ [آل‬ ‫على نِ ِ‬ ‫فاك َ‬‫ط ِ‬ ‫ط َّه َر ِك َواص َ‬ ‫فاك َو َ‬‫ط ِ‬ ‫ت ال َمالئِ َكةُ يا َمر َي ُم ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا اص َ‬ ‫﴿و ِإذ قالَ ِ‬
‫َ‬
‫]عمران‪٤٢ :‬‬
‫و هي كما يعلم الجميع كانت مكشوفة الوجه بآيات القرآن الكريم و كتبه السماوية السابقة و لم‬
‫يرد أبدا ً أن هللا تعالى أمرها بغطاء الوجه و هي قدوة نساء العالمين‪ .‬كما أن هناك سورة كاملة‬
‫‪.‬بإسم (النساء) فيها بيان حقوق المرأة من زواج و طالق و ميراث‬
‫ش ِهدوا فَأَم ِسكو ُه َّن فِي‬
‫علَي ِه َّن أَر َب َعةً ِمن ُكم فَإِن َ‬
‫شةَ ِمن نِسائِ ُكم فَاستَش ِهدوا َ‬ ‫الالتي َيأتينَ الفا ِح َ‬ ‫﴿و ِّ‬ ‫َ‬
‫سبيال﴾ [النساء‪١٥ :‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ل ُه َّن َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ت َحتى َيتَ َوفا ُه َّن ال َموتُ أو يَج َع َل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫]البُيو ِ‬
‫كيف يمكن الشهادة على المرأة أو حتى لصالحها إذ لم تكن تعرف شكلها و تعرف من هي و‬
‫! تستطيع وصفها و تحديد هويتها‬
‫و اآلية واضحة بقوله (أربعة منكم) و لم يقل من أهلها أي أن المجتمع يجب أن يكون شاهدا ً‬
‫‪.‬على كل من فيه من نساء و رجال مما يلزم بيان الهوية الشخصية و معرفتها‬
‫الفرق بين الزينة و التبرج و اللباس و العورة و السوءة‬

‫حتى ال تلتبس علينا معاني الكلمات نورد فيما يلي معناها اللغوي الصحيح و كذلك نستدعي‬
‫‪.‬اآليات التي وردت فيها و المقصد اإللهي منها لنصل إلى تمام فهمها‬
‫التبرج من برج‪ ،‬و هو الشيئ الشديد اإلرتفاع أو عظيم الكبر أو ظاهر اإلختالف بطبيعته ‪١-‬‬
‫بالنسبة لمحيطه و التبرج يكون بإبراز الشيئ نفسه و قد يكون بإستعمال اإلضافة (الزينة) التي‬
‫تخرجه عن طبيعته المألوفة إلى حد الشذوذ الملفت عن محيطه‬
‫َير‬‫ضعنَ ثِيا َب ُه َّن غ َ‬ ‫َ‬
‫علَي ِه َّن ُجنا ٌح أن َي َ‬ ‫يس َ‬ ‫الالتي ال َيرجونَ ِنكا ًحا فَلَ َ‬ ‫ساء ِّ‬
‫﴿والقَوا ِع ُد ِمنَ النِِّ ِ‬ ‫َ‬
‫علي ٌم﴾ [النور‪٦٠ :‬‬ ‫سمي ٌع َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬
‫َير ل ُه َّن َو َّ‬ ‫َ‬
‫ت بِزينَ ٍة َوأن يَستَعفِفنَ خ ٌ‬ ‫] ُمتَبَ ِ ِّرجا ٍ‬
‫اظرينَ ﴾ [الحجر‪١٦ :‬‬ ‫ماء بُرو ًجا َوزَ َّينِّاها ِللنِّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫﴿ولَقَد َج َعلنا ِفي ال َّ‬ ‫] َ‬
‫نيرا﴾ [الفرقان‪٦١ :‬‬ ‫ماء بُرو ًجا َو َج َع َل فيها ِسرا ًجا َوقَ َم ًرا ُم ً‬ ‫س ِ‬ ‫بار َك الَّذي َج َع َل فِي ال َّ‬ ‫]﴿ ت َ َ‬
‫ض‬ ‫ضعنَ بِالقَو ِل فَ َيط َم َع الَّذي في قَلبِ ِه َم َر ٌ‬ ‫ساء إِ ِن اتَّقَيت ُ َّن َفال تَخ َ‬ ‫ي لَست ُ َّن َكأ َ َح ٍد ِمنَ النِِّ ِ‬ ‫﴿يا نِسا َء النَّبِ ِِّ‬
‫صالة َ َوآتينَ‬ ‫وال َمعروفًا ۝ َوقَرنَ في بُيو ِت ُك َّن َوال تَ َب َّرجنَ تَ َب ُّر َج الجا ِه ِليَّ ِة األولى َوأَقِمنَ ال َّ‬ ‫َوقُلنَ قَ ً‬
‫طهيرا﴾‬ ‫ً‬ ‫ط ِ ِّه َر ُكم تَ‬‫ت َويُ َ‬ ‫جس أَه َل ال َبي ِ‬ ‫الر َ‬ ‫ب َعن ُك ُم ِ ِّ‬ ‫َّللا َو َرسولَهُ إِنَّما يُري ُد َّ‬
‫َّللاُ ِليُذ ِه َ‬ ‫الزكاة َ َوأ َ ِطعنَ َّ َ‬ ‫َّ‬
‫][األحزاب‪٣٣-٣٢ :‬‬
‫ت البُروجِ﴾ [البروج‪١ :‬‬ ‫ماء ذا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫﴿وال َّ‬ ‫] َ‬
‫العورة ‪٢-‬‬
‫العورة هي ما يتأذى الناس أو يستحوا عن كشفه للغير و هي قد تكون مادية مثل ( أجزاء من‬
‫الجسم أو أماكن في البيوت) و قد تكون معنوية مثل ( الجهل بالقراءة و الكتابة) و العورات‬
‫نسبية تختلف بإختالف اإلنسان في المكان و الزمان و تحكم بالعادات و التقاليد و الثقافات إال‬
‫ما شرع هللا تعالى بنص ال يقبل التأويل‬
‫َبير ِبما يَصنَعونَ‬ ‫َّللا خ ٌ‬ ‫بصار ِهم َو َيحفَظوا فُرو َج ُهم ذ ِل َك أَزكى لَ ُهم إِ َّن َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ؤمنينَ يَغُضِّوا ِمن أ َ‬ ‫﴿قُل ِلل ُم ِ‬
‫ظ َه َر‬‫بصار ِه َّن َو َيح َفظنَ فُرو َج ُه َّن َوال يُبدينَ زي َنت َ ُه َّن ِإ ِّال ما َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َيغضُضنَ ِمن أ َ‬ ‫ؤمنا ِ‬ ‫۝ َوقُل ِلل ُم ِ‬
‫آباء بُعولَ ِت ِه َّن‬ ‫على ُجيوبِ ِه َّن َوال يُبدينَ زي َنت َ ُه َّن ِإ ِّال ِلبُعولَ ِت ِه َّن أَو آبائِ ِه َّن أَو ِ‬ ‫ضربنَ ِب ُخ ُم ِر ِه َّن َ‬ ‫ِمنها َوليَ ِ‬
‫بناء بُعولَ ِت ِه َّن أَو إِخوا ِن ِه َّن أَو بَني إِخوا ِن ِه َّن أَو َبني أَخَوا ِت ِه َّن أَو نِسائِ ِه َّن أَو ما‬ ‫أَو أَبنا ِئ ِه َّن أَو أ َ ِ‬
‫ت‬ ‫على َعورا ِ‬ ‫الطف ِل الَّذينَ لَم َيظ َهروا َ‬ ‫الرجا ِل أ َ ِو ِ ِّ‬ ‫َير أُو ِلي ا ِإلر َب ِة ِمنَ ِ ِّ‬ ‫َملَ َكت أَيمانُ ُه َّن أَ ِو التِّا ِبعينَ غ ِ‬
‫ؤمنونَ‬ ‫َّللا َجميعًا أَيُّهَ ال ُم ِ‬ ‫ضربنَ بِأَر ُج ِل ِه َّن ِليُعلَ َم ما يُخفينَ ِمن زي َنتِ ِه َّن َوتوبوا إِلَى َّ ِ‬ ‫ساء َوال يَ ِ‬ ‫النِِّ ِ‬
‫]لَ َعلَّ ُكم تُفلِحونَ ﴾ [النور‪٣١-٣٠ :‬‬
‫ت ِمن‬ ‫الث َم ِّرا ٍ‬ ‫﴿يا أَيُّ َها الَّذينَ آ َمنوا ِليَستَأذِن ُك ُم الَّذينَ َملَ َكت أَيمانُ ُكم َوالَّذينَ لَم يَبلُغُوا ال ُحلُ َم ِمن ُكم ث َ َ‬
‫ت لَ ُكم‬ ‫الث َعورا ٍ‬ ‫شاء ث َ ُ‬ ‫صالةِ ال ِع ِ‬ ‫هيرةِ َو ِمن بَع ِد َ‬ ‫ضعونَ ثِيا َب ُكم ِمنَ َّ‬
‫الظ َ‬ ‫جر َوحينَ تَ َ‬ ‫صالةِ الفَ ِ‬ ‫قَب ِل َ‬
‫ت‬‫َّللاُ لَ ُك ُم اآليا ِ‬ ‫عض َكذ ِل َك يُ َب ِي ُِّن َّ‬ ‫على َب ٍ‬ ‫ض ُكم َ‬ ‫ع َلي ُكم َبع ُ‬ ‫ط ِّوافونَ َ‬ ‫علَي ِهم ُجنا ٌح َبع َد ُه َّن َ‬ ‫علَي ُكم َوال َ‬ ‫يس َ‬ ‫لَ َ‬
‫علي ٌم َحكي ٌم﴾ [النور‪٥٨ :‬‬ ‫َّللاُ َ‬‫] َو َّ‬
‫ي َيقولونَ ِإ َّن‬ ‫ريق ِمن ُه ُم النَّ ِب َّ‬
‫ارجعوا َو َيستَأذ ُِن فَ ٌ‬ ‫قام لَ ُكم فَ ِ‬
‫ب ال ُم َ‬ ‫ثر َ‬ ‫﴿و ِإذ قالَت طائِفَةٌ ِمن ُهم يا أَه َل َي ِ‬ ‫َ‬
‫رارا﴾ [األحزاب‪١٣ :‬‬ ‫ِّ‬
‫ورةٍ إِن يُريدونَ إِال فِ ً‬ ‫ي ِبعَ َ‬ ‫ورة َوما ِه َ‬ ‫ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫]بُيوتَنا َ‬
‫السوءة ‪٣-‬‬
‫السوءة من السوء أي األذى و هو من اإلثم‪ ،‬و السوءة هي ما يحرص الناس أن يوارى و‬
‫يغطى و يخفى عن اآلخرين من سوء فيهم أو إثم في أفعالهم‪ ،‬و هو نسبي إال ما شرع هللا بنص‬
‫ال يقبل التأويل‬
‫ع َجزتُ أَن‬ ‫سو َءة َ أَخي ِه قا َل يا َويلَتا أ َ َ‬ ‫يف يُواري َ‬ ‫رض ِلي ُِريَهُ َك َ‬ ‫ث ِفي األ َ ِ‬ ‫غرابًا يَب َح ُ‬ ‫َّللاُ ُ‬
‫ث َّ‬ ‫﴿فَبَ َع َ‬
‫سو َءة َ أَخي فَأَص َب َح ِمنَ النِّادِمينَ ﴾ [المائدة‪٣١ :‬‬ ‫ي َ‬ ‫وار َ‬ ‫ُ‬
‫ب فَأ ِ‬ ‫]أَكونَ ِمث َل ه َذا الغُرا ِ‬
‫عن ه ِذ ِه‬ ‫سوآ ِت ِهما َوقا َل ما نَها ُكما َربُّ ُكما َ‬ ‫ي َعن ُهما ِمن َ‬ ‫وور َ‬ ‫ِي لَ ُهما ما ِ‬ ‫يطان ِليُبد َ‬ ‫ش ُ‬ ‫س لَ ُه َما ال َّ‬ ‫﴿فَ َو َ‬
‫سو َ‬
‫ين أَو تَكونا ِمنَ الخالِدينَ ﴾ [األعراف‪٢٠ :‬‬ ‫ش َج َرةِ إِ ِّال أَن تَكونا َملَ َك ِ‬ ‫]ال َّ‬
‫جورها َوتَقواها﴾ [الشمس‪٨-٧ :‬‬ ‫س ِّواها ۝ فَأَل َه َمها فُ َ‬ ‫َفس َوما َ‬ ‫﴿ون ٍ‬ ‫] َ‬
‫ق ال َجنَّ ِة‬‫علَي ِهما ِمن َو َر ِ‬ ‫فان َ‬
‫خص ِ‬ ‫ط ِفقا َي ِ‬ ‫سوآت ُ ُهما َو َ‬ ‫ش َج َرة َ بَ َدت لَ ُهما َ‬ ‫﴿فَ َد ِّال ُهما ِبغُرو ٍر فَلَ ِّما ذاقَا ال َّ‬
‫بين﴾ [األعراف‪:‬‬ ‫عد ٌُّو ُم ٌ‬ ‫شيطانَ لَ ُكما َ‬ ‫ش َج َرةِ َوأَقُل لَ ُكما إِ َّن ال َّ‬ ‫عن تِل ُك َما ال َّ‬ ‫َونادا ُهما َربُّ ُهما أَلَم أَن َه ُكما َ‬
‫]‪٢٢‬‬
‫ساها﴾ [الشمس‪١٠-٩ :‬‬ ‫خاب َمن َد ِّ‬ ‫َ‬ ‫]﴿قَد أَفلَ َح َمن زَ ِّكاها ۝ َوقَد‬
‫ت‬
‫َير ذ ِل َك ِمن آيا ِ‬ ‫باس التَّقوى ذ ِل َك خ ٌ‬ ‫شا َو ِل ُ‬ ‫سوآ ِت ُكم َوري ً‬ ‫سا يُواري َ‬ ‫علَي ُكم ِلبا ً‬ ‫﴿يا َبني آ َد َم قَد أَنزَ لنا َ‬
‫نزعُ َعن ُهما‬ ‫خر َج أ َ َب َوي ُكم ِمنَ ال َجنَّ ِة َي ِ‬ ‫يطان َكما أ َ َ‬
‫ش ُ‬ ‫َّللا لَ َعلَّ ُهم يَذَّ َّكرونَ ۝ يا بَني آ َد َم ال َيف ِتنَنَّ ُك ُم ال َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫شياطينَ أَو ِليا َء‬ ‫يث ال ت َ َرونَ ُهم إِنِّا َجعَلنَا ال َّ‬‫سوآ ِت ِهما إِنَّهُ يَرا ُكم ُه َو َوقَبيلُهُ ِمن َح ُ‬ ‫س ُهما ِلي ُِر َي ُهما َ‬ ‫ِلبا َ‬
‫ُؤمنونَ ﴾ [األعراف‪٢٧-٢٦ :‬‬ ‫] ِللَّذينَ ال ي ِ‬
‫ق ال َجنَّ ِة َو َعصى آ َد ُم َربَّهُ فَغَوى﴾‬ ‫علَي ِهما ِمن َو َر ِ‬ ‫فان َ‬‫خص ِ‬ ‫ط ِفقا َي ِ‬ ‫سوآت ُ ُهما َو َ‬ ‫﴿فَأ َ َكال ِمنها فَبَ َدت لَ ُهما َ‬
‫][طه‪١٢١ :‬‬
‫فبمخالفة أمر هللا تعالى و عصيانه ظهر لهم و فهموا سوء عملهم و اإلثم الذي وقعوا فيه و لم‬
‫‪.‬يكونوا يعرفونه من قبل فحاوال اإلختباء بتغطية نفسهما بأوراق الشجر خزيا ً من هللا تعالى‬
‫اللباس ‪٤-‬‬
‫و هو من لبس و هو جعل الشيئ مشتبها ً أي مختلفا ً عن حقيقته و اللباس هو ما يستعمل لتغطية‬
‫الشيئ و ستره و إخفائه أو تغيير معالمه بغرض إظهاره بما ليس فيه أو مشتبهاً‪ ،‬و اللباس منها‬
‫المالبس و ما يلبس على الجسم لوقايته و لتغطيته و خمر ما به من عورات التي يأنف اإلنسان‬
‫أن يراها الناس‪ ،‬و قد يستعمل للتزيين و يختلف شكل اللباس بإختالف اإلنسان في المكان و‬
‫‪.‬الزمان و يحكم بطبيعة األعمال و يساير العادات و التقاليد و الثقافات و المناخ‬
‫ت‬‫َير ذ ِل َك ِمن آيا ِ‬ ‫باس التَّقوى ذ ِل َك خ ٌ‬ ‫شا َو ِل ُ‬ ‫سوآ ِت ُكم َوري ً‬ ‫سا يُواري َ‬ ‫علَي ُكم ِلبا ً‬ ‫﴿يا َبني آ َد َم قَد أَنزَ لنا َ‬
‫َّللا لَ َعلَّ ُهم َيذَّ َّكرونَ ﴾ [األعراف‪٢٦ :‬‬ ‫] َّ ِ‬
‫أي وهبنا و هيئنا و سخرنا لكم من النعم لباسا تستطيعون بها تغطية و ستر و تغيير معالم‬
‫عيوبكم و عوراتكم التي تحرصون على عدم كشفها لآلخرين أو لبسها عليهم و مظنة إبتغاء‬
‫الخير لكم و لكن تذكروا دائما ً أن تقوى هللا أي خشيته باإلنصياع ألوامره هي أهم و أبقى لكم و‬
‫‪.‬فيها خيركم‬

You might also like