Professional Documents
Culture Documents
لعنة الطائفية
لعنة الطائفية
11
ا
حامًل لجنسيّة غير تلك التي أنت تملكها اآلن ،تخيّل تخيّل معي عزيزي القارئ أنّك ولدت
لست سوريًّا وال ِمصريًّا وال عراقيًّا ،تخيّل أنّك نشأت في أحد الدول اإلسكندنافيّة
َ أنّك
.الباردة ،وأصبحت إنساناا نرويجيًّا ،وعشت في بقعة ما من الريف الدنماركي
!هناك حيث ال شيء للرؤية سوى العشب على مد النظر ،والكثير الكثير من البقر
كم ستكون الحياة سعيدة و ُمملة في نفس الوقت! تستيقظ صبا احا لكي تشرب قهوتك الساخنة،
ومن ثم تذهب لعملك البسيط في المواصًلت غير المزدحمة حت اما ،بعدها تنجز القليل من
األمور في دوائر الدولة اللطيفة هناك ،والتي غالباا ستشاهد فيها موظفة حسناء ذات إطًلله
عسر يُذكر
!فاتنة ،وتمشي معامًلتك دون أي ُ
!ترجع للمنزل ،تشاهد التلفاز ،تقرأ الجريدة ،تنام ،وهكذا دواليك
حياة بسيطة ،هادئة ،و ُمملة! ال سيما أنّه ينقصها عنصر مهم جداا موجود لدينا نحن أصحاب
ضا منها قبل قليل
.الجنسيّات الحماسية التي ذكرنا بع ا
هذا العنصر المفقود هو اإلثارة التي دخلت حياتنا وتغلغلت في جميع ثناياها ومنعطفاتها.
حياتهم ينقصها اإلثارة والمغامرة ،فحياتنا أشبه ما تكون بالمًلحم التي تُرى في الفيديوهات
التحفيزيّة ،كل يوم تجد جديد أمام طابور لشيء ما يجب أن تقف أمامه ،كل يوم تحدي ألجل
.ركض وراء رغيف ،أو سعي نحو معلومة فاسدة في معظمها
الحياة هنا مثيرة بشكل جنوني بالمقارنة معهم ،أولئك الذين يفتقدون اإلثارة والمغامرة في
المحرض األكبر على هذه اإلثارة والداعم المستمر لها ،وال ُمجيّش
ّ حياتهم ،كما أنّهم يفتقدون
!الذي رفض أن يفارقها ويفارقنا منذ زمن بعيد
هذا ال ُمجيّش الذي ش ّكل لعنة أحاطت بأعناقنا حتى ّ
حزتها! اللعنة التي من ال ُممكن أن تكون
انحيازا للدين أو الفصيل السياسي أو القبيلة االجتماعيّة .اللعنة التي تجعلك تف ّكر في
ا
!خواصك ومزاياك مع الرغبة في سحق كل خاصة ومزيّة لـ (فصيل /جماعة /دين) آخر
كثيرا ،اللعنة التي من اإلجحاف أن
اللعنة التي أهلكتنا على مدار قرون والتي قد طالت ا
نختصرها في بضعة حروف ال تستطيع التعبير عن مدى الحقد واألسى الذي خلّفته ،لكن
هذه هي ضريبة اللغة ،لذلك ال يمكن القول سوى ّ
أن هذه اللعنة اتفق الجميع على
!بالطائفيّة تسميتها
إن التاريخ وعلى طول مسيرته ،دائ اما ما كان يسير على قدمان اثنتان ،ولكي يتحرك التاريخ ّ
في أحد المجتمعات كان ال بد ألحد األقدام تلك أن تسير لألمام بينما تبقى األخرى في الخلف
!ثابتة في مكانها
ففي كل مرحلة تاريخيّة كانت هناك هاتان القدمان ال ُممثلتان بطائفتان من الناس ،الطائفة
األولى – القدم األولى – هي الجماعة المحافظة الرجعيّة ،أ ّما الطائفة الثانية – القدم
األخرى – فهي الجماعة الثائرة ال ُمجدّدة ،ومن خًلل التفاعل المستمر بين هاتين الطائفتين
!يتحرك المجتمع ويمشي التاريخ نحو األمام
بمعنى أوضح ،ال يوجد بشر غير طائفيين أبداا! حتى في أكثر دول العالم تحض اّرا وسًل اما!
دائ اما هناك أناس طائفيين في كل المجتمعات ،لكن الفرق الذي يُوصم مجتمع ُمعين بأنّه
تفوق نسبة الطائفيين على األقل طائفيّة
!طائفي هو ّ
فالفارق بين اإلنسان الطائفي واإلنسان غير الطائفي هو فارق بالدرجة وليس
الطائفيّة صفة أصيلة في اإلنسان و َمن يطالب بإنسان ال طائفي كمن يطالب بذئب ال !بالنوع
!يأكل اللحم! وبالتالي هو جاهل بطبيعة اإلنسان وبصفاته الغريزيّة الموجودة فيه
عرفه ا
!قائًل :أنه الكائن الحاقد الجاحد الماشي على قدمين ديستوفسكي جاهل باإلنسان الذي ّ
من ناحية أخرى ،دعني أخبرك أيها القارئ العزيز بشيء ُمهم ال بد من اإلشارة إليه .إن
عدد المقاالت التي تدعوا إلى التغيير واالنفتاح وتقبّل اآلخر أصبحت كثيرة جداا على المواقع
.العربيّة ،تلك المقاالت التي تحاول أن ترسم لك معالم في الطريق نحو األفضل
لماذا ال أحد يتغيّر إذًا؟ لماذا نسبة الذين تأثّروا ً
فعًل قد ال لكن السؤال الواجب طرحه،
تتعدى الـ %5؟
نعم ،معظم تلك المقاالت والتي !المواساة الجواب على هذا التساؤل يكمن في كلمة هي
كانت أراجيك نفسها منصة النطًلق العديد منها كانت تحمل طابع المواساة .الطابع الذي
يقول لك أن كل شيء على ما يرام وأن الوضع ُمستتب لكن هناك بعض األشياء الواجب
!تغييرها أو تحسينها ،ومن ثم يُطبطب المقال على كتفك فتبتسم أنت له ومن بعدها تنساه
كل ما تفعله صحيح وعلى الطريق لكن حبذا لو فعلت ذلك بدل ذلك! نحن جيّدون لكن لربما
جرا على نمط علينا أن نرتقي ا
قليًل! مسارنا صحيح لكننا بحاجة لبعض التعديًلت! وهلم ًّ
هكذا عبارات تقول بأن البوصلة خاصتنا بحاجة لتعديل طفيف فقط ،بينما الحقيقة تقول أنّنا
!فقدنا البوصلة منذ زمن
يجب علينا قراءة الكتب التي تُدمينا وتغرس خناجرها فينا: ،يقول الروائي البائس كافكا
وإذا كان ما نقرأه ال يوقظنا من غفلتنا فما قيمة ما نقرأ إذًا؟
لذلك لن يكون هذا المقال مقال مواساة وطبطبة على الذات أبداا! في هذا المقال سأعمد إلى
تجهيز سبعة خناجر ألغرسها في قلوبكم جميعاا! سأحاول أن أقتل ذلك اإلنسان الطائفي
المتواجد داخل كل واحد منا بحكم طبيعتنا البشريّة ،والذي هو بحاجة فقط لشرارة بسيطة
.لكي يظهر ويعبّر عن نفسه
قرب
الشرارة قد تكون انهيار الدولة التي تعيش فيها ،أو حادث مؤلم تمر به كذبح إنسان ُم ّ
لك على هويته! أو شيء آخر من هذه األفعال التي تضرب قلب اإلنسان في صميمه ّ
لتمزقه
.وتسلخه عن كل المبادئ والقيم التي آمن وعاش بها
ليس هناك تربيت على الكتف هنا ،هناك سكاكين ليس هناك سبع خطوات في هذا المقالَ ، َ
ستُطلق إلى الصدور ،إلى صدور الشباب تحديداا كونهم هم الضحية من كل هذه اللعبة
القذرة .فغالباا لن تجد طاعناا في السن طائفياا ،بل ُج ّل المخدوعين هم من الشباب اليافعين
!الذين يُرمى بهم في وجه الموت ُمباشرة ا
نطلب منكم الصفح والعفو كون هذا المقال سيكون قاسيًّا ،كقسوة األم على ابنها عندما تُريد
.منه أن ينام ،أو قسوتها على ابنتها لكي تحل واجبات المدرسة
الهدف من هذا المقال هو إنهاء أشرس مسرحيّة قذرة قد عشناها ،والتي كان عنوانها
الرئيسي هو الطائفيّة ،والتي استمرت وطالت كثيرا ا لدرجة أن الجمهور نفسه قد مات ولكنها
!لم تنت ِه بعد
افتحوا لي صدوركم ودعوني أتكلم عن هذه الخناجر السبعة التي سنحاول بها اآلن أن نقتل
.اإلنسان الطائفي الذي أهلكنا
ال إمام سوى العقل 1/
أحد أجمل معاني كلمة العقل في اللغة العربيّة هو ال ُمحاصر وال ُمحدّد .لكن لحظةُ ،محاصر
!لمن وألي شيء بالتحديد؟
في دول الخليج هناك الزي الخاص بهم حيث يضع الرجال على رؤوسهم ذلك الشيء
ضاّ .
ألن ِعقال األسود الذي يُقال له هو تلك اللفافة التي ال ِعقال وهي لفظة ُمشتقة من عقل أي ا
!توضع على الرأس لتحاصره من كل الجوانب
فإذاا العقل البشري هو ال ُمحاصر الندفاع اإلنسان الغريزي ،ال ُمتمثّل في المشاعر الهوجاء
سيتحول
ّ والرغبات الجامحة والتي لو تركت دون ُمحدد يحددها وضابط يضبطها فإن العالم
فورا
.إلى خراب ا
ولع َل أبرز تلك الحاالت واالنفًلتات التي قد يسهو العقل عنها ،فتنفلت الغرائز وتجمح ،هي
!الطائفيّة! فالطائفيّة هي كتلة من الغرائز الهوجاء وليست كتلة من األفكار إطًلقاا
هناك شيء لطيف في جميع األديان ،وهو أنها تُسقط حكم التكليف والعبوديّة عن اإلنسان
فكرا ،أي أنه كتلة من الغرائز المتنقّلة دون ُمحاصر
المجنون كونه غير عاقل ال يملك ا
يضبطها .لذلك ومن هذا المنطلق يُمكن القول بأن معيارك للحكم والعبوديّة هو العقل! لذلك
!أي شيء يُخالفه ال تتردد في سحقه
نتعرض ألحد ،لكن دعني أذ ّكرك بأن الكاردينال في عصور أوروبا الوسطى ال نريد أن ّ
كان يبيع للناس مساحات في الجنة! وهناك اآلن لدينا بعض من الذين يبيعون البسطاء من
ضا! رغم أن أبناء هؤالء يستمتعون بالدراسة في أفخر جامعات
الشباب مساحات في الجنة أي ا
!أوروبا
صديقي العزيز ،هناك خدعة في األمر ،صدقني لو أنهم ً
فعًل يؤمنون بما يقولونه لك لما
سا! لصارعوك عليه كما يُصارع النمر األسد
!تركوه لك أسا ً
أعظم رجل دين رأيته في حياتي ولم أتردد في اللحاق به أينما ذهب ومشى على الرغم من
صدقني إن أعظم رجل دين يجب !أنه قد يخطئ إال أنه يُصحح وفقاا لما يمر به ،هو عقلي
عليك أن تتبعه هو العقل .وكل إنسان يحاول أن يُفهمك عكس ذلك هو يحاول أن يركب
!ظهرك لكي يجعلك فيما بعد قنبلة أو صاروخ أو حزام ناسف ليقتل به الحجر والشجر
بدال منك؟ هل توافق أن تجعل شخص ما يشرب عندما تكون أنت هل تسمح إلنسان أن يأكل ا
شا؟ هل تسمح لرجل أن ينام مع زوجتك نيابةا عنك؟ هل توافقين أن تنام امرأة أخرى
عط ا
منك على صدر زوجك؟ ا
!بدال ِ
بدال منكم إذاا! كيف تعطونهم اإلذن بأخذ هذه الجوهرة التي
كيف تسمحون للناس بالتفكير ا
على أساسها أصبحتم ُمكلّفين بالعبوديّة! كيف تتنازلون عن عقولكم! كيف تفعلون ذلك
!كيف؟
العًلقة بين السماء واألرض كانت بحاجة لواسطة وهي الرسول ،لذلك ال يوجد هناك داعٍ
لوسيط آخر لكي يُفهمك بحجة أنه هو أعقل منك وأفهم! وإن حاولوا إقناعك بغير ذلك فهو
.ألجل فرض السيطرة عليك تحت ما يُسمى بالحكم الديني أو الكهنوتي
والذي غايته العظمى ليس الدين كما يوهمونك ،بل السيطرة على عقلك وجعلك فتى ُمطيع
بًل قدرة على التفكير الحر .وبذلك قد جعلوا أنفسهم بشر رتبة أولى بينما أنا وأنت بشر
صنف ثاني رخيصي الثمن! وعند أي محاولة لنقدهم أو التكلم عنهم يتحولون إلى وحوش
!كاسرة ويرفضون النقد بدعوى أن لحومهم مسمومة
ا
رسوال وفقاا لكل زمن ،غير ذلك ما العًلقة بين السماء واألرض انتهت بالوسيط الذي كان
!هو إال محاولة لفرض حكم وسيطرة عليك لكي تعيش ضعيف ُمطيع خانع بين أيديهم
لذلك ال تتردد بعد اآلن بأال تعبأ بهم جميعاا وتنزع عنهم تلك الهالة التي لطالما أقنعوك
بوجوب رؤيتها! من اللحظة الحالية اِجعل شعارك ال إمام سوى العقل ،ألن العقل هو أساس
!التكليف واالستحقاق األول كله
!ألم تفهم معنى أفًل يعقلون التي لطالما كنت تسمعها! هل أدركت معناها اآلن! هل عقلت
اإلله الذي يحب الدماء 2/
الذي ُمنع من PKفيلم العالميّة والتي كانت في سياق عرض السينما من المشاهد الهامة في
التداول في عدّة بلدان بسبب مساسه بالمقدسات ،كان المشهد األخير الذي دار بين بطل الفيلم
.المتمثّل بكائن فضائي هبط على كوكب األرض ،وبين راهب بوذي يلعب دور رجل الدين
باشرا ا
قائًل :تقولون ا
سؤاال ُم ا تدور المحادثة بين الطرفين ليسأل الكائن الفضائي الراهب
جميعكم – أي أنتم يا رجال الدين – أن هناك إله واحد في هذا الكون ،لكني أخالفكم
!في هذا الكون ال يوجد إله واحد بل إلهان! إله أنتم صنعتموه وإله هو الذي صنعنا الرأي،
اإلله األول هو إله بشري يُشبهكم تما اما ،إله يحاسب الناس بنا اء على مناظرهم ،إله يحب
!األغنياء ويضع الفقراء على قائمة االنتظار! إله بمًلمح وصفات بشريّة قبيحة مثلكم أنتم
!أما اإلله اآلخر فهو الذي صنعنا وهو الذي ال نعرف عنه شيئاا أبداا
صديقي العزيز ،اإلله الذي يحمل صفة حب الدماء هو إله بشري صنعته ُمخيّلتك المريضة
ّ
وحز رؤوسهم تقرب إليه بالقرابين والدماء وسحق الناس وتفجير منازلهم
فقط! ال يوجد إله يُ ّ
!ونسف أجسادهم
هذا إله بشري واضح ،تحركه المصالح التي قد تكون سياسيّة في ُمعظمها .وإن كان هو
موجود فعًلا – هذا اإلله الدموي – فهو حت اما غير عادل ،وال أظنك بحاجة ألن تعبد إل اها
ممزقة ألجله! ُمتحي اّزا وغير عادل ،وفوق هذا كله يعشق الدم ويحب أن يرى جثث األطفال ّ
تحول األرض إلى جحيم لكي تكسب السماء! هناك ُمتسع للجميعصدقني ليس هناك داعٍ ألن ّ
.كي يعيشوا كما يريدون وبالفكر الذي يرغبون ويقتنعون به
اإلله الذي يُوصل إليه بالدماء وبسحق الناس ليس إله ،بل مصلحة (سياسيّة /اجتماعيّة)
!لبست ثوب اإلله وتم خداعك بها
محدودية الحواس والخروج من اإلطار 3/
تواترا ضمنه.
ا ألذن اإلنسان مجال سمعي ُمعين يمكنها فقط أن تدرك األصوات التي تملك
ا
فمثًل األذن البشريّة تسمع األصوات التي تواتراتها تتراوح من 20هيرتز إلى 20ألف
غير ذلك أعلى أو أقل ال يُمكن لألذن أن تسمعه
.هيرتزَ .
البصر أيضا ا كذلك ،هناك تواترات ال تستطيع العين البشريّة أن تراها إن كانت خارج
نطاقها وال سيما التواترات السريعة ،فيكون من الصعب نقلها للمخ ومن ثم ادراكها
.وتفسيرها
ضا! نعم ،فهناك ُمحددات معيّنة تجعل من الصعب
وأهم من السمع والبصر هو التفكير أي ا
صا لكي يفكر ضمنها وال يتجاوزها على اإلنسان أن يف ّكر خارج أطر تم وضعها له خصي ا
أبداا .إال أن االختًلف هنا هو أن العقل على عكس السمع والبصر قابل للنمو فهو أشبه
بعضلة تكبر كلما استخدمت ،لذلك يمكن للتفكير أن يتحدى اإلطار الذي وضع فيه وأن
!يهشمه ويحطمه حتى
اإلطار الذي يضبط التفكير غالباا ما تش ّكله ثًلثيّة (الدين – العادات والتقاليد – السياسة) فأي
شيء خارج عن دينك ،انتماءك السياسي ،عاداتك ال يُسمح لك إطًلقاا أن تفكر به أو ّ
تطلع
!عليه
لكن ومع المحاوالت الحثيثة لرؤية اآلخر واالنفتاح على المجتمعات والثقافات ،سيبدأ هذا
سع أكثر فأكثر ومن ثم قد يتحطم كليًّا! وعندها ستدرك أن إطارك القديم ما كان
اإلطار بالتو ّ
!إال وه اما وضعوك فيه لكي تبقى منتمياا لهم دون جدال وال نقاش
الطائفيّة في أحد جوانبها هي االنغًلق! فمن المستحيل أن تكون إنساناا انفتح على الجميع
وخبر حياة الجميع وبعدها تبقى طائفيًّا! يستحيل ذلك تما اما
َ !وقرأ للجميع
أن هناك أناسير إالّ نفسه ،الذي يختبئ خلف إصبعه! الذي ال يعلم ّ الطائفي فقط هو الذي ال َ
آخرون على هذا الكوكب ولهم تفكير خاص بهم قد يخالفونه ب ِه! الطائفي كما قلنا كتلة من
الغرائز الجامحة نتيجة تقاعس في أداء العقل لوظيفته! لذلك ال تتعجب عندما تُمسك تلك
!المشاعر الجامحة سًل احا وتبدأ بالفتك بالناس؛ ألنّها لم تعتد على أن ترى أحد يختلف عنها
اخرج من إطارك اللعين الذي ُوضعت فيه ،هناك عوالم أخرى تنتظرك لكي تراها .صدقني
أن جمال هذا الكون يكمن في اختًلفه ،لو كان الناس سواسيّة لخرب العالم وفسد ،لكن بداعة
والتنوع ،فحاول أالّ تدمر بغرائزك المنفلتة هذا
ّ ما نراه من كوكب تكمن في االختًلف
!االختًلف
االطًلع على وال تتوانى عن تدمير إطارك الفكري الذي ُح ِ ّد َد به عقلك ،وذلك من خًلل
.اآلخر واالنفتاح على الثقافات التي تُحيط بنا جميعاا
الحس الجمالي الذي نفتقده 4/
لمجرد
ّ هل تعلم أن الذين يريدونك أن تكون إنسان طائفي يفتك بالبشر ويسحق اآلخرين
وتذوقه
ّ يحرمون عليك الفن
!االختًلف الفكري معهم ،هم نفسهم أولئك الذي ّ
ألم تلحظ وجود هذا الرابط الخطير بينهم! ألم تعرف أن كل هذا التضيق على مفاهيم الحس
الجمالي بمختلف تجلّياته هو ألجل جعل منك إنساناا جافاا ،قاسياا ،وكأنّك زجاجة صمغ منسيّة
!في أحد دكاكين النجارة
مجرد أن تُصبح إنساناا فناناا سيستحيل عليك أن تنفذ مصالحهم وأن تكون طائفيًّا يقتل
ألنه وبُ ّ
!ويذبح ويدمر
ال يوجد إنسان يقتل إنسان آخر بعد قراءته لمسرحيّة ما لشكسبير أو سماعه لمعزوفة
من المستحيل على إنسان أن يمسك بيده األولى ريشة لكي يرسم لوحة !ألندريه ريو رقيقة
.وفي يده األخرى سيف ّ
يحز به األعناق! ُمستحيل أن يحدث أمر كهذا
ضا .الليس في مرحلة الشباب فحسب ،بل الطفولة أي ا معظم أزماتنا ناتجة من هذه النقطةَ ،
وتذوقهما ،على العكس تما اما ،الجميع يم ّجدّ أحد يربي ابنه وال ابنته على حب الفن والجمال
الفقر والذل والقبح! الجميع يبتعد عن الفنون بمختلف أنواعها ،الكل يريد أن يصبح طبيباا
سا وأستاذاا ،لكن ال أحد يُريد أن يكون موسيقياا أو رسا اما
!ومهند ا
التفوه بذلك ،لن يرحمه أحد من لسانه وربما من يده! ولن يطول األمر حتى
والذي يحاول ّ
يصبح مسخرة على لسان جميع من حوله! تُريد أن تصبح رسام بينما ابن خالتك طبيب!
!تُريد أن تصبح موسيقي بينما ابن عمتك مهندس! يا لك من ولد أبله وأحمق
النفوس أصبحت جافة وخشنة ،ولع َل أفضل من سيواسيها هو الفن ،فابقوا حيث الفن
!والفنانين ،فأصحاب الحس الجمالي من المستحيل أن يؤذوا أحداا
تذوق الجمال ،على حب الفن ،على رؤية تجلّيات الكون وعظمته في ربّوا أوالدكم على ّ
كثيرا .جربنا ما نحن عليه اآلن ولم نفلح،
أبهى الصور .مللنا من الطب والهندسة ،مللنا منها ا
!لم ال نجرب ما هو آخر لعلنا ننجح َ
وتذ ّكروا دائ اما – أيها الشباب – إن الذي يُريد منكم أن تكونوا طائفيين ُمجرمين ،هو نفسه
يحرم عليكم الفن (رؤية /سماع /كتابة) والحس الجمالي ،فهًل استخدمت عقلك الذي ّ
!وعرفت الرابط بين األمرين هنا
الفلترة النقدية والتخلص من اإلسفنجة 5/
سع هذا المثل .إن كنت تصدق كل ما تقرأ فًل تقرأ :هناك مثل ياباني لطيف يقول دعنا نو ّ
وليس القراءة فقط ،فيصبح كالتالي :إن كنت تصدق كل ما تقرأ
َ ا
قليًل ليشمل كافة الجوانب
تر وال تسمع!وترى وتسمع ،فًل تقرأ وال َ
هناك رجل دين شهير خرج في أحد ُمقابًلته ليتكلّم في أفضليّة الرجل على المرأة من
الناحية العقليّة ،فاضطر لًلستشهاد بالعلم كي يُبرر موقفه واضطر بدوره أن يقول ّ
أن هناك
نسي اسمها هي المسؤولة عن الضعف العقلي الذي لديهاَ !لدى المرأة غدة
لم يلبث األمر طويًلا حتى انتشر المقطع كالنار في الهشيم ،وأصبح أحد أشهر الحجج على
هذا الرجل الذي حاول أن يُبرر موقفه بشاهد علمي ،فحدثت هذه الكارثة التي ال تُحمد
!عقباها
العلم مضماره الدليل ،والدين مضماره .عزيزي القارئ ،للدين رجاله كما للعلم رجاله
ضا
!القداسة ،ال تحاول أن تخلطهما معاا! وال تحاول أن تتابع من يخلطهما معاا أي ا
طالما رجل الدين يتكلّم في الدين احترمه تما اما واتبعه مع الحفاظ على عقلك طبعاا ،لكن
ويطوع العلم لصالح خدمة تو ّجهاته فًل
ّ وبمجرد أن يحاول رجل الدين أن يلوي األعناقّ
حول نفسهتتردد أبداا في نقده ومواجهته والسخرية من أفكاره حتى ،ألنه بفعلته تلك هو قد ّ
وليس أنت من فعلَ !إلى مسخرة
بمجرد أن
ّ نفس األمر مع الطرف اآلخر ،لديك عالم يتحدث عن العلم ،اتبعه وال تتردد ،لكن
لإلجابة على أعتى سؤال فلسفي في كون من ال شيء يصدر ذلك العالم كتاب عنوانه
فًل تتردد في أن تنتقده وتواجهه! ألنه تعدّى على مجال غيره! من أين أتى الكون؟ التاريخ
!ألنه عالم فيزيائي أراد أن يُجيب على سؤال فلسفي
لكن طبعاا وكما قلنا ُمسبقاا ،لن يترك لك رجال األديان األمر هكذا ،فمن المستحيل أن
يجعلونك تنتقدهم ،لذلك فرضوا عليك سلطتهم تحت عدّة شعارات من نمط ّ
أن لحومهم
!مسمومة وغيرها
دعك منهم يا صديقي ،لحومهم – في أغلبهم وليس كلهم – ليست مسمومة بل فاسدة ،وال
كثيرا بتلك اللحوم بل حاول أن تعرف
ا سيما أولئك الجامدين الذين ال يتقبلون النقد ،ال تعبأ
قيمتها الحقيقية ،وإن حاولت أن تتعدى على مجال غيرها بشكل ساذج فًل تتردد أبداا في
.نقدها
ال تكن كاإلسفنجة تستقبل كل ما تقرأ وترى دون أدنى محاكمة عقليّة تقوم بها! ُكن ا
فلترا
!نقديًّا يُمرر الجيد ويمنع الخبيث ،السيّئ ،والمسموم
التاريخ يقول كل شيء 6/
إن كل من لم يفقه التاريخ ،محكوم :يقول الفيلسوف األمريكي البراغماتي جورج سانتيانا
.وهذا هو قطعاا ما يحدث في حالتنا !عليه بتكرار مآسيه
الحظوا أنّه قال كل من لم يفقه التاريخ وليس من لم يقرأ! ألنّه من الممكن أن تقرأ التاريخ
!ولكنك تكرر نفس سذاجاته السابقة ألنك لم تفقه ولم تعقل ولم تفهم من التاريخ شيئاا
سطحة إلى أبعد حد قد تتخيله ،فهي ال تتعدى كونها تمجيديّة فقط! المعلوماتنا التاريخيّة ُم ّ
تخرج منها بشيء ُمفيد أبداا ،فقط يمكن لبعض الوعّاظ والمتحمسين من أمثالهم أن
.يستخدموها عندما يعظوك لكي يقولوا لك أن الذين ماتوا قبلنا كانوا أفضل منا
مغوارا ،وجد
ا تاريخنا تمجيدي فقط ،لن تعرف منه سوى أن جدّك كان ا
بطًل ،وجد جدّك كان
سا فأين نحن منهم؟! هذا فقط كل ما نعرفه ،دون أن ندرك ولو جد جدّك كان ُم ا
قاتًل شر ا
!بشيء بسيط أن تاريخنا العربي هو تاريخ إنساني قبل كل شيء .واإلنسان يخطئ ويصيب
تعوده على القول ّ
بأن كل ما يمر به هو شيء جديد لم يسبق له مثيل على غطرسة اإلنسان ّ
مدار التاريخ ،لكن الواقع هو العكس تما اماّ ،
ألن التاريخ محكوم بعنصر تكرار الظواهر
نفسهاّ ،
ألن البشر ال يتغيّرون مهما حدث ،وهم على نفس دأبهم منذ كانوا على الشجر إلى
!اللحظة التي سوف يستعمرون بها المريخ
ولكي تعرف ما نمر به اآلن ،انظر إلى أوروبا في العصور الوسطى ،عندما انشرخت
ُمتصارعة بين أكبر طائفتين فيها ،والتي أدت بدورها إلى إشعال أعتى الحروب التي
ضربتها والتي سميت بالحروب الدينيّة ،حيث كانت نتيجتها الحتميّة إبادة ثلث سكانها ومن
!ث ّم التمهيد لبزوغ عصر النهضة والتنوير
أال يذكرك هذا بأحد؟ أال تذكرك هاتين الطائفتين بما نمر به نحن اآلن! من لم يفقه التاريخ
محكوم عليه بتكرار مآسيه! هل تعتقد أننا قد فقهنا جزء من التاريخ وليس كله حتى ،هل
!تعتقد ذلك؟
ظهر فيلسوف التنوير
َ ليقول عبارته فولتير في نفس تلك الفترة المظلمة من أوروبا،
إن الصراع الطويل بين طرفين دون انتصار أحدهما ،لهو دليل قاطع على أ ّن كًل :الشهيرةّ
!الطرفين على خطأ
ضا يُشبه تو ّجه في هذا الصدد ،وهو ّ
أن القوتين المتعاكستين فولتير هناك قانون فيزيائي أي ا
باالتجاه والمتساويتين بالشدّة تكون محصلتهما الفناء! ألنّهما بنفس القوة واألسلوب وطريقة
أن تو ّجهاتهما مختلفة ،فتكون النتيجة الحتمية هي فناءهم معاا! وهذا ما سيحدثالقتال إالّ ّ
.وفقاا لمسيرة التاريخ إن أردنا التنبؤ بشيء ما هنا
الطرفان هم بنفس القوة ونفس الشراسة إالّ أنّهما متعاكسان فًل بد من أن يكون العدم هو
ضا طالما نحن خارج نطاقهم، كثيرا لذلك وتقول فليفنوا بعضهم بع ا
مصيرهم! لكن ال تفرح ا
ّ
ألن فناءهم سيترافق مع فناء كل شيء تقريباا، فالغباء الطائفي هو انفًلت غريزي عشوائي
!مستحيل أن يكون له ضابط يحميك و ُمحدد يحفظ لك أمنك الشخصي
إالّ في حالة واحدة يمكن أن يتم تجنّب ذلك ،وهي أن ذلك المقاتل الذي يمسك بيده اآلن سيفاا
لكي ّ
يحز به عنق أحدهم ،أن يترك سيفه ليقرأ كتاباا ما ويعرف ّ
أن السخافة التي يفعلها،
ضا وأصبحت عظامهم مكاحل ولم يستفيدوا شيء ،عندها فقط يمكن له أن فعلها َمن قبله أي ا
!يفقه ما حدث وال يكرره من جديد
أعمارا إلى أعماره :صدق ذلك الشاعر عندما قال
ً !ومن وعى التاريخ في أعماقه ،أضاف
اِعرف التاريخ قبل أن تكرر مآسيه ،العمر قصير يا صديق ،من السذاجة أن تكرر األمور
!التي فعلها األقدمون ولم ينجحوا وتنتظر أنت أن تنجح بها
كوكب األغبياء 7/
ُمحا ّجة ُمهمة في موضوع هللا والكون ،صحيح كارل ساغان لدى عالم الكوزمولوجيا الشهير
أنّه استخدمها هو لدحض فرضيّة وجود اإلله ،إالّ أنّني سأستخدمها هنا لدحض فكرة الطائفيّة
.والصراع الديني
شيرا بذلك إلى كوكب األرض وسكانه
.تلك المحا ّجة تحمل اسم كوكب األغبياءُ ،م ا
مجرد كوكب يدور حول نجم هو الشمس! تخيّل
ّ تخيّل كوكب األرض الصغير والذي هو
مجرة تحوي مليارات النجوم غيره
ّ !الشمس والتي هي عبارة عن نجم صغير في
مجرة واحدة ضمن مليارات المجرات األخرى في هذاّ مجرة درب التبانة ،والتي هي
ّ تخيّل
!الكون! تخيّل الكون ،والذي قد يكون كوناا واحداا من ضمن أكوان أخرى موجودة أي ا
ضا
قرب عدسة الكاميرا خاصتك
اآلن ومن منظور علوي فوق كل هذه المسافات الفلكيّة الهائلةّ ،
على هذا الكوكب الصغير ال ُمسمى األرض .هل تعتقد ّ
أن هللا مع دين ضد دين آخر على
أن هللا مع طائفة ضمن دين ،ضد كل الطوائف سطحه! لنذهب أبعد من ذلك ،هل تعتقد ّ
!واألديان األخرى
أن هللا مع مذهب ضمن طائفة ضمن دين ضد جميع المذاهب أبعد من ذلك ،هل تعتقد ّ
والطوائف واألديان األخرى! هل تعتقد ّ
أن هللا يقف مع جماعة صغيرة من الناس ضد كل
والملل في هذا الكوكب الذي هو ال شيء بالنسبة لضخامة الكون
الجماعات والمذاهب ِ
!الهائلة
لماذا مسختم صورة هللا في عقول الناس إلى هذا الحد! لماذا صغّرتم صورة اإلله في
سختم صورة هذا اإلله غير العادل! اإلله الذي يحب فقط جماعة منُمخيًّلت البشر! لماذا ر ّ
!األحياء ويكره – بحقد – الجميع اآلخر ،على الرغم من أنّه رحيم كما تقولون
المشكلة ليست في اإلله حت اما ،المشكلة في العقول المريضة التي صغّرت مفهوم اإلله
كثيرا من وجود فيالق من الملحدين بدأت بالظهور؛
صلته على مقاسها ،لذلك ال تستغرب ا وف ّ
ألن هذا اإلله الصغير الذي على مقاس البعض ،لم يعد يعجبهم وال يفي بتطلّعاتهم أبداا ،لذلك
ّ
!لن يترددوا بأن يُلحدوا به
هل أدركت اآلن معنى كلمة هللا أكبر التي تقولها وال تفهم معناها! صديقي العزيز ال تصغّر
صورة هللا وتجعلها على مقاسك ومقاس جماعتك ،ألنّه بشهادتك أنت وبشهادة الجميع ،هللا
!دائ اما أكبر من تلك الصورة
دعني أخ ّمن ،طالما أنّك وصلت لهذه الفقرة من المقال فإنك حت اما ستكون اآلن ُمستفَز
ألقصى درجات االستفزاز ،وهذا إن حدث حقاا فهو لدليل كبير على ّ
أن هذا المقال قد نجح
.في إيصال الفكرة المنشودة إليك
يُقال في اللغة العربيّة عن اإلنسان الذي يُصارع طواحين الهواء ،أو عن الذي يتكلّم ا
كثيرا
أن ال أحد يعبأ به وال أحد يتغيّر بسببه ،يُقال عنه أنّه كالحداد الذي يضرب حديداا بارداا!إالّ ّ
أن الحديد ال ينثني إالّ إذا كان حامياا كأنّه الجحيم ،لذلك الحداد الذي يحاول
فجميعنا يعلم ّ
!ضرب وثني الحديد البارد هو حداد ساذج إلى أبعد حد
في هذا المقال أردنا ضرب الحديد الحامي وليس البارد! ولع َل تسخين هذا الحديد كان بشكل
ليس أي استفزاز ،بل هو استفزاز إيجابي
ُمباشر عن طريق االستفزاز الذي أنت به اآلن! َ
صلة عن كيفيّة التخلص من ورم الطائفيّة الذي أصاب أجسادناُمعزز بسبع خطوات ُمف ّ
.جميعاا
لسنا كصفحات الفيسبوك السلبيّة التي ال يكون استفزازها سوى من نمط أيّها العربي أنت
حمار ،أو أيّها المتديّن أنت حمار .ال ال أبداا ،االستفزاز في هذا المقال إيجابي لكي يسخن
الحديد ومن ثم ينثني ويتغيّر نحو األفضل! استفزاز سيقودك للوعي واإلدراك ،ومن ثم فهم
.حقيقية ما يجري والمسير إلى األمام
لذلك أنت اآلن – أيّها ال ُمستفَز – أمام أمرين ال ثالث لهما ،إ ّما أن تختار الطريق األول وهو
األسهل وأن تقوم باالستجابة النفعالك اللحظي ،وتعلّق على هذا المقال ا
قائًل بصهيونيّة
وتفرغ بذلك وبأسوأ طريقة ُممكنةّ أراجيك ويهوديّة الكاتب وماسونيّة رئيس التحرير،
.شحنات االستفزاز لديك
أو أن تختار الطريق الثاني وهو الصحيح واألصعب ،وأن تحاول أن تف ّكر مليًّا في هذا
الكًلم ،وأن تبحث فيه وأن تحاكم بعقلك مدى عًلقته بالواقع ،ومدى عًلقته بالفكر الطائفي
.في عقول من تعرفهم
وتذ ّكر دائ اما مقولة كافكاّ ،
إن الكتاب الجيد هو الذي يُدمينا ويغرس خناجره فينا ،وهذا هو
تما اما ما فعلته ضمن هذا المقال! لم تكن سبع خطوات بل كانت سبع رصاصات لقتل ذلك
الكيان الطائفي الموجود في مجرى دم كل إنسان ،وآمل حقاا أن تكون هذه الرصاصات قد
.نجحت في إصابة أهدافها
ال إمام سوى العقل ألنّه أساس التكليف ،فكل ما يخالفه ال تتردد في سحقه ،وكل من يصر
على تغيّب عقلك يريد ركوب ظهرك! ّ
إن اإلله الذي يحب الدماء ليس إله ،بل توجه بشري
لعين أُس ِقط على صفات اإلله! لكل إنسان إطار فكري ُمعين محدود بتشغيل عقله ضمنه،
فحطم إطارك الخاص من خًلل معرفة اآلخر بشكل ُمستمر ! ّ
تذ ّكر دائ اما ّ
أن اإلنسان الفنان من ال ُمستحيل أن يضر أحداا؛ ّ
ألن من عرف جمال الوجود
يستحيل عليه أن يعرف قبح األذى! تخلّص من عقليّة اإلسفنجة التي تستوعب كل شيء،
!وتحول إلى فلتر نقدي يغربل كل ما يدخل ويخرج منه وإليهّ
التاريخ يقول كل شيء فًل تكرر نفس الحماقات التي فُعلت من قبل ،فهناك حماقات أخرى
وأخيرا ،دعك من صورة اإلله الصغير الذي استقرت في ذهنك ،اإلله
ا يجب علينا تجريبها!
الذي يحب جماعة من الناس ويكره كل شيء ،دعك من هذه الصورة ال ّممسوخة الموجودة
.في مخيلتك المريضة
المشوهة التي
ّ وتذ ّكر دائ اما لماذا تقول هللا أكبر! وكأنّها جواب ُمباشر على هذه الصورة
صل على مقاسك! اإلله الذيلطالما استقرت في جمجمتك ،صورة اإلله الممسوخ الذي فُ ّ
يقف معك فقط ،ويكره الجماعات والمذاهب والطوائف واألديان األخرى بشكل شمولي
! ُمرعب