You are on page 1of 3

‫اللغة واللسانيات‬

‫تعريف اللغة‬
‫«اللغة نظام من العالمات للتعبير عن األفكار»‬
‫“‪”A Language is a system of signs that express ideas‬‬

‫نظاما‬
‫ً‬ ‫كونها‬
‫القابلية للتجزئة‬ ‫االعتباطية‬

‫اإلنتاجية‬ ‫كونها عالمات‬


‫ويقصــد بذلــك أن العالمــة ليســت لفظــا مجــردا عــن معنــى‪ ،‬بــل هــي‬
‫لفــظ يفهــم منــه معنــى عنــد إطالقــه‪ ،‬وال يمكــن الفصــل بيــن الــدال‪،‬‬
‫واملدلــول‪.‬‬
‫تعريف العالمة‪:‬‬
‫هي «املجموع الناجم‬
‫عن ارتباط الدال‬ ‫كونها عالمات‬
‫باملدلول»‪.‬‬
‫تقــوم النظريــة اللغويــة عنــد «سوســير» ىلع املبــدأ القائــل باعتباطيــة‬
‫العالقــة بيــن الصــوت واملفهــوم أو بيــن الــدال واملدلــول‪.‬‬
‫إن مبــدأ القــول باعتباطيــة العالقــة بيــن طــريف العالمــة اللغويــة يعنــي‬
‫فيمــا يعنيــه أن اللغــة بوصفهــا نظــام مــن العالمــات يكتســب قــوة العرف‬
‫االجتماعــي عندمــا يتفــق عليــه مســتخدمو اللغــة‪ ،‬وأن هــذا االتفــاق ىلع‬
‫نظــام العالمــات تــم بصــورة عفويــة أو اعتباطيــة‪.‬‬
‫بمعنــى أكثــر وضوحــا؛ فــإن مبــدأ اعتباطيــة العالقــة بيــن طــريف العالمــة‬
‫اللغويــة يتلخــص يف عــدم وجــود أيــة رابطــة ضروريــة أو تــازم ضــروري يف‬
‫العالقــة الجامعــة بيــن الــدال واملدلــول‪،‬‬ ‫االعتباطـــية‬
‫فمث ً‬
‫ال حينما نصدر الصوت‬
‫الذي هو لفظ «قط»ـ الذي‬
‫يمثل الدال هناـ فإن ذلك‬
‫الصوت يشير أو يدل ىلع‬ ‫كان اللغويــون قبــل دي سوســور ينظــرون إلــى اللغــة ىلع أنهــا مجموعة‬
‫مفهوم أو فكرة «القط»‪.‬‬ ‫مــن األصــوات‪ ،‬تلــك العناصــر املاديــة التــي يمكــن ســماعها‪ ،‬ونطقهــا‪،‬‬
‫واملقصود باالعتباطية أن‬ ‫وتتســم بخصائــص فيزيائيــة مميــزة‪.‬‬
‫اختيار الدال ملدلول معين‬ ‫وتعريــف اللغــة ىلع هــذا النحــو شــبيه بمــن يع ـرّف البيــت بأنــه أكــوام‬
‫إنما هو عمل اعتباطي‬ ‫مــن الحجــر‪ ،‬واإلســمنت‪ ،‬والطيــن‪ ،‬والخشــب‪ ،‬والزجــاج‪.‬‬
‫عشوائي ال يخضع ملنطق‪،‬‬ ‫وقــد اعتــرض ابــن ســينا ىلع تعريــف البيــت بهــذه الطريقــة‪ ،‬أو نحوهــا‬
‫أو تعليل‪.‬‬
‫مشــيرا إلــى ضــرورة مراعــاة الهيئــة‪ ،‬والرصــف‪ ،‬والترتيــب‪.‬‬
‫وهــو االعتــراض نفســه الــذي وجّهــه دو سوســور ىلع مــن يعــرف اللغــة‬
‫بأنهــا أصــوات دون ذكــر خصيصــة النظــام‪.‬‬
‫نظاما‬
‫ً‬ ‫كــونها‬

‫ملــا كانــت العالمــات اللغويــة وحــدات ائتالفيــة منظمــة‪ ،‬فذلــك يعنــي أن‬
‫املتكلميــن بإمكانهــم أن يجزئــوا تلــك العالمــات‪ ،‬ويعيــدوا تركيبهــا للتعبير‬
‫فاللغة العربية مثال ليست‬ ‫ـك‪ ،‬والتركيــب حيــن‬‫عــن معنــى مغايــر مثلمــا يفعــل الطفــل بألعــاب الفـ ّ‬
‫هي األربعة وثالثين صوتا‬ ‫يرســم أشــكاال مختلفــة بإعــادة الفــك‪ ،‬والتركيــب‪.‬‬
‫التي تتألف منها‪ ،‬بل الطرائق‬
‫املختلفة التي ترصف بها‬
‫تلك األصوات لتكوين‬
‫كلمات‪ ،‬وجمل مختلفة وفقا‬
‫القابلية للتجزئة‬
‫ألغراض املتكلم التخاطبية‪.‬‬
‫مــن أهــم الخصائــص التــي تميــز اللغــة البشــرية عــن لغــات الحيوانــات‬
‫مــا يعــرف باإلنتاجيــة‪ ،‬التــي تعنــي أن املتكلميــن يســتطيعون أن ينطقــوا‬
‫بتركيبــات لــم يســبق لهــم أن ســمعوها مــن قبــل‪ ،‬ويعــود هــذا إلــى‬
‫أن مــا تعــارف عليــه أهــل اللغــة يقتصــر فقــط‬‫الوضــع الســابق للغــة؛ أي ّ‬
‫ىلع وضــع املفــردات‪ ،‬واألنمــاط‪ ،‬أو املناويــل التركيبيــة دون القــوالت التــي‬
‫يســتخدمها املتكلمــون‪.‬‬
‫اإلنتاجـــــية‬

‫الفرق بين اللغة والكالم‪:‬‬


‫يقــول دي سوســير‪ « :‬حيــن نعــزل اللغــة عــن الــكالم فنحن‬
‫الكالم‬ ‫اللغة‬ ‫نعــزل يف الوقــت ذاتــه ماهــو فــردي عمــا هــو اجتماعــي‪،‬‬
‫فردي‬ ‫اجتماعية‬ ‫ومــا هــو جوهــري عمــا هــو ثانــوي وعرضــي إجمــاال‪ .‬فاللغــة‬
‫ليســت وظيفــة املتكلــم‪ ،‬بــل هــي نتــاج يتمثلــه املتكلــم‪.‬‬
‫عرضي محسوس‬ ‫جوهرية‬ ‫والــكالم فعــل فــردي فهــو معتمــد ومقصــود‪ .‬بينمــا اللغــة‬
‫نظــام عــريف ثابــت»‬
‫دور فردي فعال‬ ‫ال يوجد دور فردي‬ ‫وبنــاء ىلع ذلــك فالــكالم تجســيد بينمــا اللغــة قواعــد‬
‫لها تخطيط متعمد‬ ‫ال تخطيط لها‬ ‫صوتيــة صرفيــة نحويــة دالليــة‪.‬‬
‫مقصود‬ ‫ويلخــص الجــدول التالــي الفــرق بيــن اللغــة والــكالم طبقــا‬
‫ملقولــة دي سوســير‪:‬‬
‫غير عرفية‬ ‫عرفية‬
‫اللســــــــانيات‪Linguistics/‬‬
‫اللســانيات هــي «العلــم الــذي يــدرس اللغــة‬
‫اإلنســانية دراســة علميــة تقــوم ىلع الوصــف‬
‫يسمى هذا العلم أيضا بعلم اللغة‪،‬‬
‫ومعاينــة الوقائــع بعيــدا عــن النزعــة التعليميــة‬
‫لكن املترجمين العرب يفضلون‬
‫واألحــكام املعياريــة»‬
‫تسميته باللسانيات تماما مثل ما‬
‫هو الحال عند الغرب‪ ،‬ألن مصطَلح‬
‫مصطَلح حديث‪،‬‬‫َ‬ ‫(اللسانيات)‬
‫مستم ّد من األدبيات الغربية يف‬
‫َ‬
‫ً‬
‫دراسة‬ ‫دراسة اللغة الطبيعيّة‬
‫ِ‬
‫ّة وهذه الطريقة تستعمل يف‬ ‫علمي ً‬
‫تسمية علوم مختلفة‪ ،‬كالصوتيات‬
‫و السيميائيات و الرياضيات‪...‬‬
‫بإضافة الالحقة «يات» للداللة ىلع‬
‫العلم‪ ،‬لتحل محل الالحقة (‪) s‬‬
‫يف االنجليزية يف‪.) )Linguistics :‬‬

‫الفرق بين اللسانيات‬


‫و‬
‫علوم اللغة التقليدية األخرى‪:‬‬
‫تهتم اللسانيات باللغة املنطوقة‬
‫تعنى اللسانيات باللهجات وال‬ ‫قبل املكتوبة‪ ،‬ىلع حين أن علوم‬
‫تفضل الفصحى ىلع غيرها‪.‬‬ ‫اللغة التقليدية فعلت العكس‪.‬‬
‫فروع اللسانيات‬
‫تجمع الدراسات الحديثة ىلع‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أن اللسانيات (‪ )linguistics‬علم‬ ‫تسعى اللسانيات الى بناء نظرية‬
‫كّلي يشمل كل دراسة للظواهر‬
‫اللغوية وما يتصل بها من مناحي‬
‫لسانية لها صفة العموم إذ يمكن‬
‫ال تقيم اللسانيات وزنا للفروق بين‬ ‫ىلع أساسها دراسة جميع اللغات‬
‫االتصال بالعلوم األخرى ىلع‬ ‫اللغات البدائية واللغات املتحضرة‪.‬‬
‫اختالفها‪ .‬وتقسم العلوم الداخلة‬ ‫االنسانية ووصفها‪.‬‬
‫يف اللسانيات عادة إلى قسمين‬
‫كبيرين هما‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫اللسانيات النظرية‬ ‫تدرس اللسانيات اللغة يف كليتها‬
‫(‪)Theoretical Linguistics‬‬
‫تضم علوم اللغة التي تعنى‬
‫وىلع صعيد واحد ضمن تسلسل‬
‫بالظواهر اللغوية وحدها‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫متدرج من األصوات الى الداللة‬
‫علم األصوات وعلم الصرف وعلم‬ ‫مرورا بالجوانب الصرفية والنحوية‪.‬‬
‫النحو أو التركيب وعلم الداللة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اللسانيات التطبيقية‬
‫(‪)Applied Linguistics‬‬
‫تضم العلوم التي تطبق الدرس‬
‫ُّ‬
‫اللساني النظري‪ ،‬كتعليم اللغات‪،‬‬
‫وصناعة املعاجم‪ ،‬وعالج أمراض‬
‫النطق والكالم‪ ،‬والتخطيط اللغوي‬
‫والترجمة‪.‬‬
‫مناهج اللسانيات‬

‫املنهج التقابلي‪:‬‬ ‫املنهج الوصفي‪:‬‬ ‫املنهج التاريخي‪:‬‬ ‫املنهج املقارن‪:‬‬


‫ويتناول لغتين أو لهجتين أو‬ ‫يتناول بالدرس العلمي كل‬ ‫يختص بدراسة التطور اللغوي‬
‫ّ‬ ‫يختص املنهج املقارن بدراسة‬
‫ّ‬
‫مستويين من الكالم بالدرس‬ ‫الظواهر اللغوية بعد تحديد‬ ‫عبر الزمن من خالل الوقوف‬ ‫العالقات التاريخية بين لغتين أو‬
‫العلمي للوصول إلى الفروق‬ ‫مجالها وزمنها وبيئتها‪.‬‬ ‫ىلع التطور االجتماعي والثقايف‬ ‫أكثر ضمن أسرة لغوية واحدة‪.‬‬
‫املوضوعية بين الطرفين اللذين‬ ‫والعلمي وكل املعطيات املؤثرة‬
‫تبنى عليهما الدراسة‪.‬‬ ‫يف اللغة‪.‬‬
‫وقد نشأ هذا املنهج ً‬
‫أصال من محاولة‬
‫التغّلب ىلع صعوبة تعليم اللغات لغير‬
‫أبنائها‪ ،‬ولذلك ال يشترط فيه أن يكون‬
‫خاصًا بدراسة اللغات التي تنتمني إلى‬
‫أسرة لغوية واحدة‪.‬‬

You might also like