Professional Documents
Culture Documents
Bahs
Bahs
عن
نبذة عن أئمة المذاهب األربعة
تحت إشراف
الشيخ محمد علي الشهراني
حفظه هللا تعالى
1
الحمد هلل رب العالمين ،وأشهد أن ال إله إال هللا ،وحده ال شريك له ،وأشهد أن محمدًا
كثيرا .أما بعد :
عبده ورسوله ،صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه ،وسلم تسلي ًما ً
نشكر هللا العظيم الذي يساعدنا في الجمع هذا البحث عن نبذة عن أئمة المذاهب
األربعة.
قد جمعه الطالب الفقراء إلى هللا تعالى
عبد هللا بن فجر الدين
محمد فوزان مختار
محمد رشيد رضى
محمد آدم مالك
محمد فردوس
2
اإلمام
أبو حنيفة النعمان
ـ رحمه هللا ـ
أبو حنيفة النعمان اإلمام الفقيه ،أحد أبرز الفقهاء والعلماء المسلمين ،وهو صاحب
ي ،وقد كان اإلمام أبو حنيفة النعمان كثير العبادة ،حتّى نُ ِقل من خبره أنّه ال ينام المذهب الحنف ّ
سن إسالمه، من الليل إال القليل؛ أ ّما أبوه ثابت فقد كان تاجرا ً من أغنياء التُّجار ،وقد أسلم وح ُ
كرم هللا وجهه ،فدعا له ولذريّته بالبركة والخير ،فمن هو وقيل إنّه كان قد التقى باإلمام عل ّ
ي َّ
صة حياته وعلمه الواسع الغزير ،ومن هم شيوخه؟ هذه ي ،وما ق ّ
أبو حنيفة ،وما اسمه الحقيق ّ
األسئلة التي ستجيب عنها هذا البحث بتوفيق هللا.
.3النشأة
نشأ اإلمام أبو حنيفة النعمان -رحمه هللا -في مكان مولده الكوفة ،وفيها تربّى
وترعرع وقضى معظم حياته ،وقد كان ثابت والد أبي حنيفة تاجرا ً موسراً ،وكان من أهل
3
الصالح وقد نشأ على اإلسالم وتربّى عليه ،حتّى إنّه التقى عليّا ً بن أبي طالب رحمه هللا،
أن جميع أسرة أبي ي الفالوذج في عيد النيروز ،م ّما يُنبئ ّ وقيل :إن جدَّ أبي حنيفة أهدى لعل ّ
إن الفالوذج من الحلويات غالية الثمن في ذلك الوقت ،فلم يكن حنيفة كان حالهم الغنى؛ إذ ّ
أن اإلمام عليّا ً بن أبي طالب -رضي هللا عنه- يأكلها في ذلك الوقت إال الموسرون ،كما ُر ِوي ّ
ل ّما التقاه ثابت والد أبي حنيفة دعا له بالبركة له ولذريّته ،فكان منشأ أبي حنيفة على ذلك في
وألن والد أبي حنيفة كان تاجراً ،فقد نشأ اإلمام أبو حنيفة في كنف األسواق ّ دين و ُهدى.
بيت ٍ
والتُّجار ،وكان في ّأول حياته كثير التردُّد عليها بينما ق ّل تردُّده على مجالس العلم ،ولما
تو ّجه للعلم ق َّل تردُّده على األسواق ،فكان ال يذهب إليها إال لمعرفة سير متجره ،وقد حفظ
اإلمام القرآن الكريم ،وكان شديد التَّعلق فيه وبتالوته ،حتّى ُر ِوي أنّه كان يختم القرآن في
مرةً ،ولو كان في هذا الرقم شي ٌء من المبالغة ّإال أنّه يُنبِئ عن شهر رمضان ما يقارب ستّين ّ
كثرة قراءة أبي حنيفة لكتاب هللا وتعلُّقه فيه.
.4علم أبي حنيفة وشيوخه
ّأول ما تو ّجه إليه أبو حنيفة من علوم عصره هو علم الكالم ،والعقائد ،وأصول
لحدين وأهل الضّالل ،حتّى الملَل والنِّ َحل المختلفة ،وينقاش ال ُم ِ
الدّين؛ حيث كان يناقش أهل ِ
برع في هذا المجال ،وأصبح م ّمن يُشار إليهم بالبنان ،ولم يُجا ِوز حينها العشرين من عمره،
ث ّم تو َّجه إلى علم الفقه ،وكان قد تتلمذ على يدي العالم الفقيه ح َّماد بن أبي سليمان رحمه هللا،
ونهل من علمه الغزير حتّى صار أقرب تالميذه إليه ،وقد قال حماد في أبي حنيفة( :ال يجلس
اطلع اإلمام أبو حنيفة النعمان على في صدر الحلقة بحذائي -بجانبي -غير أبي حنيفة) .وقد َّ
استقر على علم الفقه بعد أن ع ِلم فضله َّ جميع العلوم اإلسالمية والعلوم األخرى المه ّمة ،ث ّم
ومكانته في الدين وأهميّته في األولى واآلخرة ،وقد اطلع على أصول العلوم جميعها قبل أن
يتو ّجه إلى علم الفقه ،فدرس العقيدة ،والقراءات ،والحديث ،والنحو ،واللغة ،وعلوم القرآن،
وغير ذلك ،فلم يجد في جميع تلك العلوم أشرف وال أرفع وال أفضل مآالً من علم الفقه؛ حتّى
استقر عليه.
َّ إنّه كلّما قلَّب في علم الفقه وجدَه يسمو ويرتفع حتى
.5التالميذ
تتلمذ على يدَي اإلمام أبي حنيفة النعمان عدد ٌ من العلماء الذين برزوا في العلم
ي تحت إشراف معلّمهم أبي إن تالميذه هم من أرسى القواعد األوليّة للمذهب الحنف ّ الحقاً ،بل ّ
حنيفة؛ حيث لم يرد عنه أنّه كتب كتابا ً جامعا ً في الفقه يُظهر أقواله ،واجتهاداته ،وآراءه
أن اإلمام كان يُملي ك َّل ذلك على تالميذه أثناء الحلقات العلميّة صة ،إال ّالفقهية ،وفتاواه الخا ّ
ُقرهم عليه ،أو يحذف ما يُخالف مذهبه أو التي يعرضها عليهم ،ث ّم يراجع ما يكتبونه الحقا ً لي َّ
ّ
االطالع عليه ،م ّما جعل ط أو خطأ ،أو ربّما يُغيّر بعض ما كتبه تالميذه بعد كان فيه لغ ٌ
ويستمر ويزدهر على أيدي تالميذه وتالميذهم الذين برعوا في تدوين الفقه ّ يستقر
ُّ مذهبه
4
ي ونشره للناس .ومن بين أشهر تالميذ اإلمام أبي حنيفة؛ الشيخ أبو يوسف يعقوب بن الحنف ّ
إبراهيم ،ومن ُكتبه الشهيرة كتاب اآلثار ،ومنها كذلك كتابه اختالف أبي حنيفة وابن أبي
ليلى ،كما برع من تالميذ أبي حنيفة محمد بن الحسن الشيباني ،وهو صاحب الفضل األكبر
ي وتدوينه ،مع أنّه لم يتتلمذ على يدي أبي حنيفة إال فترة ً
في ترسيخ دعائم المذهب الحنف ّ
قصيرةً ،ث ّم تتلمذ بعدها على أيدي أبي يوسف ،واألوزاعي ،ومالك ،وغيرهم من أساطيل
الفقه.
.6وفاة أبي حنيفة النعمان
توفي اإلمام أبو حنيفة النعمان في سنة مئة وخمسين للهجرة في شهر رجب ،وقيل إنّه توفّي
سنة مئة وإحدى وخمسين ،وقيل توفّي سنة مئة ومائة وثالث وخمسين ،واألصوب في ذلك
هو الرأي األول ،وكان أبو حنيفة حين وفاته يبلغ من العمر سبعين سنةً ،وم ّما ُر ِوي في حاله
قبل وفاته أنّه مكث أربعين سنةً يُصلّي الفجر بوضوء العشاء ،وقيل إنّه قرأ القرآن في
مرة؛ حيث كان شديد التعلُّق بكتاب هللا؛ فقد كان يصلّي الموضع الذي مات فيه سبعة اآلف ّ
مرات ،قيل إنّها بلغت ص ِلّي عليه في مدينة بغداد عدّة ّ
الليل ويقرأ القرآن في ك ّل ليلة ،وقد ُ
ّ
الزحام في جنازته ،وقد دُفِن فيها. ستّاً؛ لكثرة
5
اإلمام
مالك بن أنس
ـ رحمه هللا ـ
1
هذا الرجل:
"إذا ذكر العلماء فمالك النجم ،ومالك حجة هللا على خلقه بعد التابعين" .
اإلمام الشافعي
"القلب يسكن إلى حديثه ،وإلى فتياه ،وحقيق أن يسكن إليه ..مالك عندنا حجة ألنه شديد االتباع
لآلثار التي تصح عنده".
اإلمام أحمد بن حنبل
"أجمعت طوائف العلماء على إمامة مالك ،وجاللته ،وعظيم سيادته ،وتبجيله ،وتوقيره،
واإلذعان له في الحفظ ،والتثبت وتعظيم حديث رسول هللا صلوات هللا وسالمه عليه".
اإلمام النووي
"قد اتفق لمالك مناقب ما علمته اجتمعت ألحد غيره ،أحدها :طول العمر والرواية ،ثانيها:
الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم ،ثالثها :اتفاق األئمة على دينه وعدالته واتباعه للسنن ،خمسها:
تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده".
اإلمام الذهبي
.1اسمه,ومولده,نشأته
هو أبو عبد هللا مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر األصبحي الحميري المدني (٩٣
١٧٩ -هـ ٧٩٥ - ٧١١ /م) فقيه ومح ِدّث مسلم ،وثاني األئمة األربعة عند أهل السنة والجماعة،
وصاحب المذهب المالكي في الفقه اإلسالمي .اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوي
وتثبُّته فيه ،وكان معروفا ً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار واألخالق الحسنة .وقد لقب اإلمام
مالك بإمام األئمة لكثرة من أخذ عنه من أعالم هذه األمة وأئمتها مباشرة أو بواسطة ،فممن
أخذ عنه مباشرة اإلمام الشافعي واإلمام محمد بن الحسن واإلمام أبو يوسف صاحبا ً أبي حنيفة،
كما أخذ عنه اإلمام أحمد واإلمام البخاري واإلمام مسلم ...بواسطة .ولقب بإمام دار الهجرة
ألنه استمر مدة طويلة كان فيها مرجع أهل المدينة (دار الهجرة النبوية) الوحيد حتى قيل :ال
يفتى ومالك بالمدينة.
ُولد اإلمام مالك بالمدينة المنورة سنة ٩٣ه ،ونشأ في بيت كان مشتغالً بعلم الحديث
واستطالع اآلثار وأخبار الصحابة وفتاويهم ،فحفظ القرآن الكريم في صدر حياته ،ثم اتجه إلى
6
حفظ الحديث النبوي وتعلُّ ِم الفقه اإلسالمي ،فالزم فقيه المدينة المنورة ابن هرمز سبع سنين
يتعلم عنده ،كما أخذ عن كثير من غيره من العلماء كنافع مولى ابن عمر وابن شهاب الزهري،
وبعد أن اكتملت دراسته لآلثار والفُتيا ،وبعد أن شهد له سبعون شيخا ً من أهل العلم أنه موضع
سه بالسكينة والوقار
عرف در ُ لذلك ،اتخذ له مجلسا ً في المسجد النبوي للدرس واإلفتاء ،وقد ُ
ُكثر من قول «ال ُ
يتحرز أن يُخطئ في إفتائه وي ُ واحترام األحاديث النبوية وإجاللها ،وكان
أدري» ،وكان يقول « :إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ،فانظروا في رأيي ،فكل ما وافق الكتاب
والسنة فخذوا به ،وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه».
.2أخالقه وصفاته:
قوة الحفظ:
كان اإلمام مالك إذا استمع إلى شيء استمع إليه بحرص ووعاه وعيا ً تاماً ،حتى إنه
ليسمع نيفا ً وأربعين حديثا ً مرة واحدة ،فيجيء في اليوم التالي ويُلقي على من استمعها منه،
وهو ابن شهاب الزهري ،أربعين حديثاً ،مما يدل على قوة حفظه ووعيه ،حتى قال له الزهري:
«أنت من أوعية العلم ،وإنك لنعم المستودَع للعلم» .وقال اإلمام مالك :ساء حفظ الناس ،لقد
كنت آتي سعيد بن المسيب وعروة والقاسم وأبا سلمة وحميدا ً وسالما ً -وعدَّد جماعة -فأدور
عليهم ،أسمع من كل واحد من الخمسين حديثا ً إلى المئة ،ثم أنصرف وقد حفظته كله من غير
أن أخلط حديث هذا في حديث هذا.
الصبر:
ب الفقر حتى باع أخشاب كان اإلمام مالك صبورا ً مثابراً ،مغالبا ً لكل الصعاب ،غالَ َ
سقف بيته في سبيل العلم ،وكان يذهب في الهجير إلى بيوت العلماء ،ينتظر خروجهم ،ويتبعهم
حتى المسجد ،وكان يجلس على باب دار شيخه في شدة البرد ،ويتقي برد المجلس بوسادة
يجلس عليها ،وكان يقول« :ال يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ،ويؤثره على
كل حال» .وكان اإلمام مالك يأخذ تالميذه بذلك ،فيحثهم على احتمال المشاق في طلب العلم
بالقول والعمل.وكان اإلمام مالك يعمل في نفسه ما ال يُلزمه الناس ،وكان يقول« :ال يكون
العالم عالما ً حتى يعمل في نفسه بما ال يفتي به الناس ،يحتاط لنفسه ما لو تركه لم يكن عليه
فيه إثم».
الذكاء والفراسة:
اتصف اإلمام مالك بقوة الفراسة ،ولقد قال اإلمام الشافعي في فراسته :لما ِسرتُ إلى
المدينة ولقيت مالكا ً وسمع كالمي ،نظر إلي ساعةً ،وكانت له فراسة ،ثم قال لي« :ما اسمك؟»،
قلت« :محمد» ،قال« :يا محمد ،اتق هللا ،واجتنب المعاصي ،فإنه سيكون لك الشأن من الشأن».
ولقد قال أحد تالميذه« :كان في مالك فراسةٌ ال تخطئ».
7
الهيبة والوقار:
كان اإلمام مالك ذا هيبة ووقار ،يهابه تالميذه ،حتى أن الرج َل ليدخل إلى مجلسه فيُلقي
يردُّ عليه أحد إال همهمة وإشارة ،ويشيرون إليه أال يتكلم مهابةً وإجالالً ،كماالسالم عليهم فال ُ
سون بالصغر في حضرته ،ويهابه أوالد الخلفاءُ ،روي أنه كان يهابه الحكام ،حتى إنهم ليح ُّ
كان في مجلسه مع أبي جعفر المنصور ،وإذا صبي يخرج ثم يرجع ،فقال أبو جعفر« :أتدري
من هذا؟» ،قال« :ال» ،قال« :هذا ابني ،وإنما يفزع من شيبتك» .بل كان يهابه الخلفاء أنفسهم،
فقد ُروي أن الخليفة المهدي دعاه ،وقد ازدحم الناس بمجلسه ،ولم يبق موضع لجالس ،حتى
إذا حضر مالك تنحى الناس له حتى وصل إلى الخليفة ،فتنحى له عن بعض مجلسه ،فرفع
إحدى ِرجليه ليفسح لمالك المجلس .وهكذا كان شي ُخ المدينة مهيباً ،حتى صار له نفوذ ٌ أكبر من
ومجلس أقوى تأثيرا ً من مجلس السلطان من غير أن يكون صاحب سلطان ،قال ٌ نفوذ واليها،
ابن الماجشون « :دخلت على أمير المؤمنين المهدي ،فما كان بيني وبينه إال خادمه ،فما هبته
هيبتي مالكا ً» ،وقال سعيد بن أبي مريم« :لقد كانت هيبته أشد من هيبة السلطان».
صفته الشكلية:
كان اإلمام مالك طويالً جسيماً ،شديد البياض إلى الشقرة ،عظيم الهامة ،حسن الصورة،
أصلع ،أعين ،أشم ،أزرق العينين .قال عيسى بن عمر المدني« :ما رأيت بياضا ً قط أحسن من
وجه مالك ،وكان عظيم اللحية عريضها» .وكان ربعةً من الرجال ،وكان يأخذ أطراف شاربه
ال يحلقه وال يحفيه ،ويرى حلق الشارب ُمثلة ،ويترك له سبلتين طويلتين ،ولم يكن يخضب
شعره ،وقد ذَكر أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى الطباع قال :رأيت مالكا ً بن أنس ال
يخضب فسألته عن ذلك فقال« :بلغني عن علي رضي هللا عنه أنه كان ال يخضب».
9
أكثر صوابا ً من موطأ مالك» ،وقال ابن مهدي« :ال أعلم من علم اإلسالم
كتاب ُ ٌ كتاب هللا تعالى
بعد القرآن أصح من موطأ مالك» ،وقال ابن وهب« :من كتب موطأ مالك فال عليه أن يكتب
سئل اإلمام أحمد بن حنبل عن كتاب مالك بن أنس فقال« :ما من الحالل والحرام شيئا ً» ،و ُ
أحسنه لمن تَديَّن به».
لم يُعرف اإلما ُم مالكٌ بكتاب أكثر شهرة من كتابه الموطأ ،وكثير من الناس ال يعلم له
غيره ،والواقع أن له تآليف غير الموطأ ،قال ابن فرحون في كتابه "الديباج المذهب"« :فمن
أشهرها -غير الموطأ -رسالته في القدر ،والرد على القدرية ،إلى ابن وهب كما يقول القاضي
عياض ،ومنها :كتابه في النجوم ،وحساب مدار الزمان ومنازل القمر ،وهو كتاب جيد جداً،
ً 4
وقد اعتمد عليه الناس في هذا الباب ،وجعلوه أصال».
.6وفاته:
مرض اإلمام مالك اثنين وعشرين يوماً ،ثم جاءته منيته ،وأكثر الرواة على أنه مات
سنة 179هـ ،وقد قال فيه القاضي عياض« :إنه الصحيح الذي عليه الجمهور» ،واختلفوا في
أي وقت منها ،واألكثرون على أنه مات في الليلة الرابعة عشرة من ربيع الثاني منها .وفي
رواية عن بكر بن سليم الصراف قال :دخلنا على مالك في العشية التي قبض فيها ،فقلنا« :يا
أبا عبد هللا كيف تجدك؟» ،قال« :ما أدري ما أقول لكم ،أال إنكم ستعاينون غدا ً من عفو هللا ما
لم يكن لكم في حساب» ،قال« :ما برحنا حتى أغمضناه ،وتوفي رحمه هللا يوم األحد لعشر
أمير
خلون من ربيع األول سنة تسع وسبعين ومئة» .وصلى عليه عبد هللا بن محمد بن إبراهيم ُ
المدينة ،وحضر جنازته ماشياً ،وكان أحدَ من حمل نعشَه .وكانت وصية اإلمام مالك أن يُكفَّن
في ثياب بيض ،ويُصلى عليه بموضع الجنائز ،فنُ ِفّذت وصيته ،ود ُفن بالبقيع.
10
اإلمام
الشافعي
ـ رحمه هللا ـ
.1اسمه,ومولده
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد
بن هاشم بن عبد المطلب
ابن عبد مناف أبو عبدهللا الكرشي الشافعي المكي ,وبنسب إلى جده شافع بن السائب صحابي
صغير لقي النبي ﷺ وهو شاب مترعرع,والسائب بن عبيد كان يشبه النبي ﷺ ,ويلقب رحمه
هللا بناصر الحديث لما اشتهر عنه من نصرته للحديث وحرصه على اتباعه
اتفق المؤرخون على أنه ولد عام 150هــ وهو العام الذي توفي اإلمام أبو حنيفة
رحمهما هللا ,ولد اإلمام الشافعي في مدينة غزة في فلسطين ،ثم انتقلت عائلته إلى مدينة مكة
وذلك عند بلوغه عمر السنتين ،فحفظ القرآن الكريم كامالً وهو يبلغ األربع سنين
.2نشأته
نشأ الشافعي في غزة يتيما بعد أن مات أبوه فيها فاجتمع عليه الفقر واليتيم والبعد عن
األهل لكن هذه األمور لم تضره بعد أن وفقه هللا للسير في طريق صحيح فكانت أمه تسكن
غزة فنقلته إلى بالد الحجاز فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات وحفظ موطأ اإلمام
مالك وهو ابن عشر سنوات وبعدها أخذ يتتبع أماكن العلماء ويأخذ منهم العلم ويدونه ،كما
نقل عنه ابن حجر قوله ":كنت يتيما ً في حجر أمي ولم يكن معها ما تعطي المعلم وكان
المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء
فأحفظ الحديث أو المسألة وكانت دارنا في شعب الخيف فكنت أكتب في العظم فإذا كثر
طرحته في جرة عظيمة" 1.وبعدها أحب الشعر واللغة فأخذ يبحث عنها حتى يتعلمها ونقل
البيهقي عن الشافعي في بداية حياته أنه كان يبحث عن تعلم شعر هذيل ويطلب أيام الناس
واألدب ,2ولكن اإلمام الزبيري لم يستحب له أن يتعلم اللغة حين رأى ما به من سرعة
الحفظ والبراعة في العلم فأشار عليه بأن يتعلم الفقه فقال له :إنما الشعر مروءة الفتيان عليك
بالفقه ،فتركه وأخذ بالفقه,وكان من أحد األئمة في علم الفقه وأصبح له مذهب يؤخذ به حتى
اآلن وهو يدرس في كل الدنيا.
( مالزمته لمحمد بن الحسن في العراق)
11
الزم اإلمام الشافعي محمد بن الحسن وأخذ عنه فقه العراق وحديثه حتى قال :حـــملــت عن
محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إال سماعي ,وكان معظما لمحمد بن الحسن تمام
التعظيم مع ما يجري بينهما من خالفات بين المذهبين فالشافعي على مذهب أهل الحديث
ومحمد بن الحسن مذهب أهل الرأي
( رجوعه إلى مكة)
بعد أن حصل الشافعي ما استطاع من علم العراق كان قبل ذلك قد حصل على علم الحجاز
شعر أن الوقت لنشر ما عنده من العلم فعاد إلى مكة وبدأ يلقي دروسه في الحرم المكي فكان
الحجاج يسمعون من علمه وفقهه فكانوا يحرصون والتقى في هذه المدة كثير من العلماء
وكانوا يعجبون بسعة اطالعه واستحضاره للدليل وحرصه على متابعة السنة وعظم فقهه
واستنباطه,أصوله وقواعده كلها من الكتاب والسنة.
( رحالته إلى مصر)
بعد عودة الشافعي إلى العراق حدثت أمور في عاصمة الخالفة جعلته يفكر بالهجرة,تسلط
علماء الكالم على الخليفة المأمون فانتشرت البدعة وماتت السنة وأصبح يسمع عن خوض
المأمون في المباحث الكالمية
وكانت نفسه تتوق إلى مصر رغما عنها وكان ال يدري حقيقية هذه الرغبة ولكنه
استسلم أخيرا لقضاء هللا وهاجر بدينه من العراق وما بها وخرج إلى مصر يقول:
#لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها أرض الـمهامــة والفـقــر #
#فــــــــــوهللا ال أدري ألــلــفــــــــــــــــوز والــغـــــــنى أســاق إلــيهـا أم أســاق
3
إلـى الـقـبـر #
وحين قدم الشافعي مصر ذهب إلى جامع عمرو بن العاص وتحدث به ألول مرة أحبه الناس
4
وتعلقوا به
.3شيوخه
أخــذ الشافعي رحمه هللا العلم عن كثير من علمـــــاء زمانه في أماكن مختلفة ,فمنهم
المكي والمدني والكوفي والبصري واليمني والشامي والمصري وقد ذكرهم البيهقي وابن
كثير والمزي وابن حجر
سمع الحديث على جماعة من المشايخ واألئمة وقرأ بنفسه الموطأ على مالك من
حفظه فأعجبته قراءته وهمته
12
5
وأخذ عنه علم الحجازيين بعد ,أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي
منهم من أهل مكة
سفيان بن عيينة
وعبد الرحمن بن أبي بكر
إسماعيل بن عبد هللا المقري
مسلم بن خالد
ومن أهل المدينة
مالك بن أنس بن أبي عامر األصبحي
إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف
عبد العزيز بن محمد الداراوردي
محمد بن إسماعيل بن أبي فديك
ومن سائر البلدان
هشام بن يوسف الصنعاني
مطرف بن مازن الصنعاني
.4تالميذه
ذكر البيحقي بعض من تتلمذ على الـشــــــافـعي,والمنتفعون بعلم الشافعي غيرهم
كثير ال يحصى عددهم إال هللا فإن كل البالد التي دخلها ونشر فيها علمه تتلمذ على يديه
الكثير
13
كتاب األم
كتاب الرسالة الجديدة
كتاب اختالف األحاديث
كتاب جماع العلم
كتاب أحكام القرآن
كتاب بيان فرض هللا عز وجال
.6وفاته
مكث الشافعي آخر عمره مشتغال بنشر العلم والتصنيف في مصر حتى أضر ذلك
بجسده فأصيب بالبواسير الت كانت تسبب له خروج الدم ولكن حبه للعلم جعله يؤثر طلبه
ونشره والتصنيف فيه غلى نفسه واستمر هكذا حتى وافته منية الموت في آخر شهر رجب
سنة 204هــ رحمه هللا رحمة واسعة
اإلمام
أحمد بن حنبل
ـ رحمه هللا ـ
اسمه,ومولده,نشأته وحياته
هو أبو عبد هللا ،أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد بن إدريس بن عبد هللا بن
حيان بن عبد هللا بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة
ولد اإلمام أحمد بن حنبل رحمه هللا -في المشهور المعروف -في ربيع األول من سنة
(164هـ) ،ولد ببغداد ،وقد جاءت أمه حامال به من "مرو" التي كان بها أبوه ،أبوه شيباني
،وأمه كذلك ،فلم يكن أعجميا وال هجينا ،بل كان عربيا ً خالصا ً ،أصل أسرته من البصرة
14
،وكان جده واليا ً على سرخس ،ولما ظهرت الدعوة العباسية قام معها فقُتِل في ذلك ،وكان
أبوه جنديا ً قائدا ً ،مات وهو صغير .
اجتمع ألحمد خمسة أمور لم تجتمع لشخص إال سارت به إلى العال والسمو النفسي ،
والبعد عن سفساف األمور ،واالتجاه إلى معاليها ،تلك األمور هي :شرف النسب والحسب
شئُه منذ فجر الصبا معتمدا على نفسه ،وحا ٌل من الفقر غير المدقع ،ال
،واليتم الذي يُنَ ِ ّ
تستخذي به النفس ،فال يبطرها النعيم ،وال تذلها المتربة ،ومع هذه الخصال قناعةٌ ونزو ٌ
ع
إلى العال الفكري بتقوى هللا تعالى ْ ،
والتَقَى كل ذلك بعقل ذكي وفكر ألمعي .
نشأ اإلمام أحمد ببغداد ،وتربى بها تربيته األولى ،وقد كانت تموج بالناس الذين اختلفت
مشاربهم ،وتخالفت مآربهم ،وزخرت بأنواع المعارف والفنون ،فيها القراء والمحدثون
والمتصوفة وعلماء اللغة والفالسفة ،فقد كانت حاضرة العالم اإلسالمي ،رادَ ِفقهَ الرأي في
صدر حياته ،بدليل أنه تلقَّى أول الحديث عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة ،وهو قد كان
من فقهاء الرأي ذوي القدم الثابتة فيه ،ثم اتجه إلى الحديث ،وعندما اعتزم في مستهل
شبابه طلب الحديث كان ال بد أن يأخذ عن كل علماء الحديث في العراق والشام والحجاز ،
ودونها ،فمسنده شاهد صادق الشهادة ولعله أو ُل محدِّث قد جمع األحاديث من كل األقاليم َّ
بذلك ،فهو قد جمع الحديث الحجازي والشامي والبصري والكوفي جمعا متناسبا .
لزم في بداية طلبه إماما من أئمة الحديث في بغداد ،واستمر يالزمه نحو أربع
سنوات ،فلم يتركه حتى بلغ العشرين من عمره ،ذلك اإلمام هو هشيم بن بشير الواسطي
(ت 183هـ) ،ثم في سنة (186هـ) ابتدأ رحالته ليتلقى الحديث ،فرحل إلى البصرة ،وإلى
ي ليسمع من الحجاز ،ورحل إلى اليمن ،ورحل إلى الكوفة ،وكان يود أن يرحل إلى الر ّ
جرير بن عبد الحميد ولم يكن قد رآه قبل في بغداد ،ولكن أقعده عن الرحلة إليه عظي ُم النفقة
عليه في هذا السبيل .
رحل إلى الحجاز خمس مرات ،أوالها سنة (187هـ) ،وفي هذه الرحلة ْالتَقَى مع
ابن عيينة فقهَ الشافعي وأصولَه وبيانَه لناسخ القرآن ومنسوخه ،
الشافعي ،وأخذ مع حديث ِ
وكان لقاؤه بالشافعي بعد ذلك في بغداد عندما جاء الشافعي إليها وفي جعبته فقهه وأصوله
محررة مقررة.
خرج إلى الحج خمس مرات ،ثالثة منها حج فيها ماشيا ،وضل في إحداها عن
الطريق ،وكان يستطيب المشقة في رحلة العبادة وطلب الحديث ،حتى إنه نوى سنة
15
(198هـ) أن يذهب إلى الحج هو ورفيقه يحيى بن معين ،وبعد الحج يذهبان إلى عبد الرزاق
بن همام بصنعاء اليمن ،وبينما هما يطوفان طواف القدوم إذا عبد الرزاق يطوف ،فرآه ابن
معين وكان يعرفه ،فسلم عليه ،وقال له :هذا أحمد بن حنبل أخوك ،فقال حياه هللا وثبته ،
فإنه يبلغني عنه كل جميل .قال :نجيئ إليك غدا إن شاء هللا حتى نسمع ونكتب .فلما
انصرف قال أحمد معترضا :لم أخذت على الشيخ موعدا ؟ قال :لنسمع منه ،قد أراحك هللا
مسيرة شهر ،ورجوع شهر ،والنفقة .فقال أحمد :ما كنت ألفسد نيتي بما تقول ؛ نمضي
ونسمع منه ،ثم مضى بعد الحج حتى سمع بصنعاء ،وفي الطريق انقطعت به النفقة حتى
أكرى نفسه من بعض الحمالين ،ورفض كل مساعدة من غيره .
واستمر ِجدُّه في طلب الحديث وروايته حتى بعد أن بلغ مبلغ اإلمامة ،حتى لقد رآه
رجل من معاصريه والمحبرة في يده يكتب .فقال له :يا أبا عبد هللا ،أنت قد بلغت هذا
المبلغ وأنت إمام المسلمين ؟ فقال :مع المحبرة إلى المقبرة .وكان رحمه هللا تعالى يقول :
أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر .
وهكذا كان أحمد يسير على الحكمة المأثورة :ال يزال الرجل عالما ما دام يطلب
العلم ،فإذا ظن أنه علم ،فقد جهل .نطق بها عمله ،ونطق بها لسانه في تلك الكلمات .
وكان رحمه هللا يطلب فيما يطلب علم الفقه واالستنباط مع الرواية ،وتلقى ذلك عن
الشافعي وغيره ،بل إننا لننتهي إلى نقبل ما قيل عنه من أنه كان يحفظ كتب أهل الرأي ،
ولكن ال يأخذ بها ،فقد قال تلميذه الخالل " :كان أحمد قد َكتَب ُكتب الرأي وحفظها ،ثم لم
يلتفت إليها"
قال ابن الجوزي :إن أحمد لم ينصب نفسه للحديث والفتوى إال بعد أن بلغ األربعين ،وبعد
أن ذاع ذكره في اآلفاق اإلسالمية ،فازدحم الناس على درسه شديدا ،حتى ذكر بعض
الرواة أن عدة من كانوا يستمعون إلى درسه نحو خمسة آالف ،وأنه كان يكتب منهم نحو
خمسمائة فقط ،والباقي يتعلمون من خلقه وهديه وسمته ،وكان مجلسه بعد العصر ،تسوده
الهيبة والتعظيم لحديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم .
وقد جاء في " تاريخ الذهبي " عن المروذي صاحب أحمد في وصف مجالسه " :لم أر
الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد هللا ،كان مائال إليها ،مقصرا عن أهل الدنيا ،
وكان فيه حلم ،ولم يكن بالعجول ،بل كان كثير التواضع ،تعلوه السكينة والوقار ،وإذا
جلس مجلسه بعد العصر لم يتكلم حتى يسأل "
وكان ال يحدث إال من كتبه ،زيادة في التوثيق والتأكيد ،حتى قال ولده عبد هللا " :ما رأيت
َّث ِمن حفظه من غير كتاب ،إال بأقل من مائة حديث " . أبي َحد َ
16
ويجدر بنا أن نشير إلى أمر ذي بال ،وهو أن أحمد رضي هللا عنه كان يحيا حياة
تجرد فيها من مالبسات العصر ومناحراته ،وما يجري من منازالت فكرية سلفية خالصة َّ ،
وسياسية واجتماعية وحربية ،واختار أن يحلق بروحه في جو الصحابة والصفوة من
التابعين ومن جاء بعدهم ،ممن نهج نهجهم واختار سبيلهم ،لذلك كان علمه وفقهه هو السنة
وفقهها ،ال يخوض في أمر إال إذا علم أن الصحابة خاضوا فيه ،فإن علم ذلك اتبع رأيهم
ونفى غيره .
كان أحمد يعيش من غلة عقار تركه له أبوه ،يتعفف بكرائها عن الناس ،وال يقبل عطية من
أحد ،وكان عن عطايا الخلفاء أعف ،حتى عرض عليه اإلمام الشافعي مرة أن يتولى قضاء
اليمن بطلب من " األمين " ،فقال أحمد للشافعي " :يا أبا عبد هللا ! إن سمعت منك هذا ثانيا
لم ترني عندك "
يروي حرملة بن يحيى تلميذ ُ الشافعي أنه قال " :خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدا أورع
وال أتقى وال أفقه من أحمد بن حنبل ".
وقال علي بن المديني " :أعرف أبا عبد هللا منذ خمسين سنة وهو يزداد خيرا ".
وقال يحيى بن معين " :وهللا ال نقوى على ما يقوى عليه أحمد ،وال على طريقة أحمد ".
يقول إسحاق بن راهويه " :كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا،
فكنا نتذكر الحديث من طريق وطريقين وثالثة ،فأقول :ما مراده ؟ ما تفسيره؟ ما فقهه ؟
فيقفون كلهم ،إال أحمد بن حنبل ".
تعرض اإلمام إلى محنة عظيمة بسبب دعوة المأمون الفقهاء والمحدثين أن يقولوا
بمقالته في خلق القرآن ،فحبس وضرب وتوالى ثالثة من الخلفاء على ذلك :المأمون ،
والمعتصم ،والواثق .
عرف اإلمام أحمد بالصبر والقوة والجلد ،ويذكر أهل السير في ذلك خبرا ،أنه ُ
أدخل على الخليفة في أيام المحنة وقد هولوا عليه لينطق بما ينجيه ويرضيهم ،وقد ضرب
عنق رجلين في حضرته ،ولكنه في وسط ذلك المنظر المروع وقع نظره أيضا على بعض
أصحاب الشافعية ،فسأله :وأي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح على الخفين ،فأثار ذلك
دهشة الحاضرين وراعهم ذلك الجنان الثابت الذي ربط هللا على قلب صاحبه ،حتى لقد قال
خصمه أحمد بن أبي دؤاد متعجبا :انظروا لرجل هو ذا يقدم لضرب عنقه فيناظر في الفقه .
ولكنها اإلرادة القوية واإليمان العميق والنفس المفوضة المسلمة لقضاء هللا .
17
توفي هذا اإلمام العظيم ضحوة نهار الجمعة ،الثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع األول ،
سنة إحدى وأربعين ومائتين ببغداد .
وفي سيرة هذا اإلمام الكثير من العبر والعظات ،رحم هللا اإلمام أحمد وجميع أئمة المسلمين
.
18
الفهرس
الصفحة الموضوع
مقدمة2 .......................................................
اإلمام أبو حنيفة النعمان3 .........................................
اإلمام مالك بن أنس 6.............................................
اإلمام الشافعي12 ................................................
اإلمام أحمد بن حنبل 16............................................
الفهرس20.......................................................
المراجع21 .......................................................
19
المراجع
)1توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس تأليف الحافظ بن حجر حققه أبو الفداء عبد
هللا القاضي الناشر
)2انظر مناقب الشافعي للبيهقي.96/1
)3ديوان الشافعي 47
)4مناقب الشافعي للبيهقي463/1
)5ويكيبيديا
وينظر كتاب "سير أعالم نبالء" لإلمام الذهبي .
)6وينظر كتاب " سيرة اإلمام المبجل أحمد بن محمد بن حنبل" للشيخ أحمد بن يحي
النجمي .
)7وينظر كتاب " أحمد بن حنبل :حياته وعصره ،آراؤه وفقهه " للشيخ محمد أبو
زهرة .
)8محمد أبو زهرة ( ،)1977أبو حنيفة-حياته وعصره آراؤه وفقهه (الطبعة الثانية)،
بيروت-لبنان :دار الفكر العربي ،صفحة27-18 :
)9إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( ،)2003البداية والنهاية ،بيروت-لبنان:
دار عالم الكتب ،صفحة420-416 :
راغب السرجاني (" ،)1-5-2006اإلمام أبو حنيفة"، )10
www.islamstory.com
"أبو حنيفة"،www.library.islamweb.net ، )11
20