Professional Documents
Culture Documents
بحث المسابقة البحثية لطلبة الجامعات و المعاهد العليا
بحث المسابقة البحثية لطلبة الجامعات و المعاهد العليا
قام من نومه ليتلقى كلمات من حوله من إحباط و حجاره تهد البدن ألنه غير مفيد في شئ في حياته وبالوجه
المقابل يرى كيف يعامل العالم الذى حول صاحبه الذى يقضي معه ثالث ساعات من اللهو يوميا ليفرغ عن
نفسه ما يدرسه و ما يؤديه فليس اقصد هنا بالعالم من حوله اي اهله و االصدقاء و االقارب فقط بل اقصد
الكبار ايضا و ذو المكانه في الحي ليقال لهم عمي بل و جدي ايضا ...نظر ذات يوم في الفرق بينه و بين
زميله فوجد ان زميله يُعلم ويتعلم وهو ال يتعلم وال يُعلم احد بل حياته لهو فقط.
رمى اللهو افكاره العميقه صاحبة الفائده وجعله ينسى وينسى ...ثم رجع به الزمن بعد تسع سنوات ليلتقى
بأب زوجته المستقبليه ليسأله ماذا يعمل ؟ّ وماذا تعلم ؟ وهكذا ...فرفض بسبب ان والدها وجد ان الفارق
الفكري بينهم واسع فقال له حرفيا "بنتي مخلصه جامعه ونازله تشتغل قريب في حته محترمه ...ازاي اديها
لراجل صنايعي زي حضرتك ...انا مش بعيب فيك يابني ..بس الفارق الفكري بينكم مش مخليني اقولك
خدها".
نزل صاحبنا من البيت ومقصور على الماضى األليم ليس في حياته شئ اخر غير ذلك حتى بعد يومين
وحتى بعد اتصالها به ...فلم يهدأ ألنه يعلم ان أباها على حق.
قرر يتعلم واتعلم بكل سهوله من المشاريع ال ُمقامه حاليا ثم قدم في شركه محترمه واتقبل وبقى انسان
مختلف،انسان لديه هوايه وهى حرفته القديمه ولديه عمل يُقاضي عليه أجر من المال يفرحه ويفرح من
حوله ليس مقتصرا على ذلك فبدأ بعطالته الرسميه المشاركه بوقته في مشاريع محو االميه .أصبح لوقته
قيمه .بات العالم من حوله يصفق له .من كان مكسور وراقد بجانب صنعته عندما رأى ذلك هام وأصبح
مثله في مجاالت مختلفه.
حتما يوجد في كل حى مثل صاحبنا فهي دعوه لألمين تشجيعيه .الهدف من السابق توصيل قيمة العلم و
النور .فمحو األميه يجعل للباقى من الزمن قيمه فأن كان لديه من العمر قطار عرباته تسعة عشر – دعنا
نضيف المزيد – تسعه وتسعون عربه فقم و اصنع للمائه قيمه.
اعلم ان القارئ ليس بأمي بل وجدت توضيح كلماتي في اسلوب المخاطبه اوضح فقم وقول ذلك لألمي الذي
بجوارك او للبواب او ألي انسان وجدته في حياتك أُمي ،ال تقل انك لديك عملك وليس من عملك ان توجهه.
لماذا انا طالب افعل ذلك وانت ال؟! هل انا افضل منك؟! ان كان لديك المشغوالت فشاور لنا فقط او شاور له
...افعل اي شئ لتزيل معنا هذه البقعه السوداء في مجتمعنا التي حتما ستزيل معها بقع اخري سنوفيها حقها
فيما بعد.
بأختصار محو االميه هو زوال الجهل وأسبابها من ال يرعى الطفل في بدايته سواء االسره او الدوله وترتب
السنوات من الجهل عليه مما يجعل لديه عادات سيئه لكونه غير متعلم وغير مفكر بالطرق الصحيحه و
التعليميه والمناسبه للحياه ومعوقات محو االميه عدم االنتشار الواجب والتشجيع من كال الجهتين (االسره
والدوله) وإن ذكرنا دور الشباب فيمكن ان نقول ان ليس على الشباب فقط بل على اي انسان حى يرزق
على وجه االرض واجب في محو االميه وليس بمصر فقط بل في العالم بأكمله.
محو االميه :
تعتمد فكرة محو االميه في االطار التقليدي علي تعليم االميين الكبار القراءه و الكتابه و الحساب ،او ما
يسمى بمهارات االتصال ،
وما تعد حمالت محو االميه في هذا االطار عمليه عالجيه النها تهدف الى عالج النظام التعليمي الذي لم
يمتد حتي يشمل جميع االفراد فيمحون اميتهم في طفولتهم في المدرسه االبتدائيه ،هي عالج للفرد النها
تصحح تخلفه و تعلمه المهارات المعرفيه السياسيه التي كان عليه ان يتعلمها من قبل ،وتنشر حمالت محو
االميه لتعليم االميين وتحاول في انتشارها ان تمتد من المدينه او المحافظه الي القريه الي الوطن كله ،ومن
هنا نشأت فكرة الحمالت القوميه والحمله العالميه للقضاء علي االميه ،وشعارها تعلم اكبر عدد من
االميين البالغه اعمارهم 15عاما فأكثر .
أنواع األمية:
األمية األبجدية :وتعني عدم معرفة القراءة والكتابة واإللمام بمبادئ الحساب االساسية ويعرف اإلنسان
األمي بانه كل فرد بلغ الثانية عشرة من عمره واليلم الماما كامال بمبادئ القراءة والكتابة والحساب بلغة ما
ولم يكن منتسبا الي مدرسة آو مؤسسة تربوية وتعليمية.
األمية الحضارية :وتعني عدم مقدرة االشخاص المتعلمين على مواكبة معطيات العصر العلمية والتكنولوجية
والفكرية والثقافية والفلسفية االيديولوجية والتفاعل معها بعقلية ديناميكية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة
وتوظيفها بشكل ابداعي فعال يحقق االنسجام والتالؤم مابين ذواتهم والعصرالذي ينتيبون اليه مؤمنين في
ذات الوقت بمجموعة من العادات والتقاليد والمعتقدات الفكرية والممارسات السلوكية والمبادئ والمثل
االستاتيكية الجامدة التي تتعارض وطبيعة الحياة المتجددة على الدوام والتوافق وتنقسم األمية الحضارية من
حيث المبدأ إلى عدد غير قليل من االقسام والفروع الرئيسية فتندرج تحت لوائها :
األمية الثقافية -األمية الدينيه -االميه التربويه -االميه التاريخيه -االميه السياسيه -االميه الحقوقيه -األمية
الوظيفيه -األمية التكنولوجية -االميه االقتصاديه -االمية االيديولوجيه -األمية الصحية -أمية الذوق و
االتيكيت.
األمية الثَّقافية :وهي عدم مقدرة األشخاص المتعلمين على مواكبة معطيات العصر العلمية ،والتُّكنولوجية،
والثَّقافية ،والفكرية ،والفلسفية ،والثَّقافية ،واإليديولوجية ،وكيفية التَّعامل معها ،واألمية الثقافية تتفق مع
األمية األبجدية في أشياء كثير،لذلك سنتحث عنها كثيرا.
األمية الدّينية :هي جهل ما يجب أن يعلم من الدّين بالضرورة ،كالصالة ،والزكاة ،والصيام ،وما إحتجنا
إليه من أحكام الشرع ،ومقاصد الشريعة الغراء ،وخصائص الدّين اإلسالمي كالتَّوحيد وكونه دين رحمة
وسالم.
سنتحدث عنها الحقا النها من االسباب التي اقامت فوضى و جهل اعمى بين الناس مما ادخلها في سياسه و
سلطه و ثوره و انقالب بالد عقب على رأس.
األمية التربوية :هي عدم معرفة المربين سواء كانوا آباء أو أمهات أو مدرسين باألساليب التربوية الصحيحة
والحديثة .سنتحدث عنها الهمية دورها في بناء اساس المستقبل "االطفال".
األمية التاريخية :وهي الجهل بتاريخ وحضارة المسلمين وأيضا الجهل بتاريخ العالم وحضاراته المختلفة
على مر العصور ،ألنه كما يقول المثل من ال تاريخ له ،ال حاضر له وال مستقبل.
األمية السياسية :هي جهل الفرد التام أو الناقص بأي معلومات سياسية وعدم إهتمامه بالشأن السياسي العام
مما يجعله عرضة للتالعب السياسي ،والعيش تحت رحمة الدكتاتوريات السياسية.
األمية الحقوقية:حقوق شرعها هللا في جميع األديان( رحم هللا امرءا عرف نفسه ووقف عندها) ،و لقد جاءت
معظم الدساتير اإلنسانية والربانية خاصة ألجل صيانة الحقوق.
األمية الوظيفيه :وتعرف بأنها نقص قدرة الفرد على توظيف بعض المعارف والمعلومات والمهارات في
مجاالت الممارسة الفعلية في حياة الفرد الخاصة والعامة.
وسنتحدث عنها الحقا الهميتها فهي تتخصص في وضع االشياء في مكانها و البناء السليم لفرد قبل مجتمع.
االميه التكنولوجيه :هي عدم قدرة الفرد او مجتمع بأكمله علي مواكبة العالم في تقدمه التكنولوجي و تعامله
مع االالت كالكمبيوتر و االنترنت و احدث االالت من ما موجود لدينا االن.
و سنتحدث طويال عن هذا النوع لما فيه من اهميه و قدره علي بقاء المجتمعات متخلفه.
األمية اإلقتصادية :وهي عدم إمتالك المفاهيم و المصطلحات اإلقتصادية الضرورية من أجل إدارة الحياة
المالية بصورة أكثر كفاءة وفائدة.
انها تعني فيما تعنيه التطبيع االجتماعي وزيادة الفهم واالدراك ،وزيادة القدرة على السيطرة على الطبيعة
وزيادة المعرفة والوعي بالحياة بأوسع معنى لهذه الحياة .
األمية الصحية :ليس من المفروض على اإلنسان أن يكون طبيبا حتى يمتلك معلومات صحية عامة تبعده
عن أخطار األمراض وطلب السالمة في تغذية صحية .لكن يتوجب معرفة علي االقل االسعافات األوليه.
أمية الذوق واإلتكيت :اإلتكيت مصطلح أوربي يقصد به اآلداب العامة في التعامل وله تعريف آخر يقول:
َّ
إن اإلتيكيت في اللغة العربية هو :فن التعامل مع اآلخرين /فن الخصال الحميدة /فن التصرف الراقي
المقبول إجتماعيا.
يجب االنطالق من فهم واضح لبنية النظام القائم لمحو االمية وتعليم الكبار ومعرفته حق المعرفة ،فلكل
نظام تعليمي خطة مالئمة له يمكن تطبيقها ضمنه ،اذ ان ما يصلح تخطيطا لنظام تعليمي معين ال يصلح
لنظام تعليمي اخر ،وال بد ان تكون الخطة نتيجة للتفاعل بين ما يتوجب تحقيقة من اهداف ،وبين ما ينهض
به النظام التربوي من واقع ،ولكي يتم تحقيق ذلك ،البد من اتباع منهجا محددا يؤدي الى ابراز مؤشرات
رئيسية ذات دالله تخطيطية.
تعريف االمي:
اقترحت اليونسكو علي الدو االعضاء منذ عام 1958توصيه بشأن توحيد إحصائيات التربيه علي الصعيد
الدولي ورد فيها تعريف االمي بـأنه "شخص يستطيع فهم ما بيان بسيط وقصير
عن وقائع تتعلق بحياته اليوميه ،اال انه ال يستطيع قراءته وكتابته " وقد ورد هذا التعريف بعد ذلك في
مطبوع اصدره مكتب إحصاءات االمم المتحده
وأضيف إليه ما يلي "يجب ان يعد اميا كل شخص قادر علي ان يقرأ و يكتب االرقام و اسمه فقط وكذلك كل
شخص يعرف القراءه و يجهل الكتابه ،وكل شخص ال يستطيع أال قراءة و كتابة عبارة مألوفه محفوظه
عن ظهر القلب ،وتناول المؤتمر العان هذا الموضوع مرة اخري في دورته العشرين في عام 1978
وأعتمد التوصيه المعدله بشأن التوحيد الدولي الحصاءات التربيه التي تشتمل علي التوضيح العام التالي "
يعد نتعلما وظيفيا كل شخص يستطيع ممارسة جميع االنشطه التي تتطلب معرفة القراءه و الكتابه و
يقتضيها حسن سير االمور في جماعته و مجتمعه و يستطيع
ايضا مواصلة استخدام القراءه والكتابه و الحساب من اجل تنميته الشخصيه و تنمية مجتمعه"
وكان المقصود من ذلك كما نري لالمي صوره محدده القسمات يتعذر إعدادها ،وهو رجال كان أو أمرأه ،
مماثل لغيره من الرجال او النساء -بل وضع نموذج عام مقبول علي الصعيد العالمي يمكن
ان يعتبر كمعيار لقياس ظاهرة ينبغي االن دراسة طابعها و مداها.
اسباب االميه:
األسباب التاريخية:
-توفير تعليم شعبي ورخيص ألبناء الفقراء في الكتاتيب التي لم تتسع إال لعشرة في المائة من جملة أطفال
هذه المرحلة.
ـ توفير تعليم أجنبي حديث لعدد قليل ومحدود من أفراد الشعب في المدارس االبتدائية والثانوية والعالية
واألجنبية ،وكان الغرض منه توفير بعض الكوادر اإلدارية لخدمة النظام اإلداري في البالد.
-عجز النظام التعليمي عن استيعاب جميع األطفال الذين هم في سن التعليم االبتدائي ،وذلك بسبب ازدياد
نمو السكان السريع من ناحية ،وقلة الموارد المالية الضرورية إلنشاء عدد كاف من المدارس.
-ارتفاع نسبة الفاقد التعليمي وما ينتج عنه من انخفاض في مستوى الكفاية الداخلية للنظام التعليمي
وخاصة في المرحلة االبتدائيـة نتيجة لظاهـرتي الرسـوب والتسرب وتبين الدراسات أن هناك أسبابا كثيرة
ومتداخلة لهذا التسرب ،منها األسباب االجتماعية واالقتصادية ،و األسباب التربوية.
-انهماك األوالد المفرط في األعمال المنزلية والسيما البنات مما ال يترك لهم وقتا للدراسة في المنزل
باإلضافة إلى مايسبب لهم من إجهاد جسمي يعوقهم عن الدراسة.
-تخلف األسرة االقتصادي مما يؤدي إلى عدم قدرة اآلباء على سداد المصروفات المدرسية أو استخدام
األبناء للقيام ببعض األعمال للمساهمة في تحمل نفقات األسرة.
-الثقافي والتربوي ،وقد دلت بعض الدراسات أن لوجود عدد كبير من أفراد األسرة غير المتعلمين صلة
إيجابية بظاهرة اإلهدار والتسرب.
األسباب التربوية:
ذلك أن متوسط الفترة التي ينفقها المتسربين في الصف أطول من الفترة التي ينفقها المستورون فيه ،ويعود
الرسوب إلى عوامل مختلفة أهمها سوء نوعية المعلمين ،وعدم المباالة بالتعليم ونظام االمتحانات ،وعدم
جدية التالميذ.
-عدم وجود عالقة بين النظام التربوي وحاجات البيئة االقتصاديه :فكثير من األوالد يتركون المدارس قبل
األوان بغرض استفادة األسرة منهم للعمل.
-بيئة مدرسية سيئة :كثير من المدارس أبنيتها قديمة وغير جذابة للتالميذ ،وأجهزتها غير مالئمة ،
ومعلموها ال يبالون ،وصفوفها مزدحمة.
-مرض التلميذ وبخاصة المرض المستمر أو وجود عوائق جسمية أو صعوبات عاطفية و عدم توافقه
االجتماعي أو عدم رضاه عن المدرسة.
األسباب اإلستراتيجية:
ـ نقص شعور بعض المسئولين في مصر لفترة مضت بخطورة األمية وأخذهم الدور الطبيعي في القضاء
عليها.
ـ عدم األخذ بالتشريعات التي تلزم األميين االلتحاق بالفصول المسائية لمحو أميتهم خالل مدة محددة
ـ عدم قيام أجهزة األعالم المختلفة بدور فعال في توعية األميين وحثهم على االلتحاق بفصول محو األمية
واإلفادة من الفرص واإلمكانات المتاحة لهم.
ـ عدم تكافؤ توزيع الخدمات التعليمية بين الريف ،وعدم وجود خريطة تربوية تضمن عدالة توزع الخدمات
التعليمية.
يسود التعلم كل انواع النشاط البشري حتى انه ال يكاد يوجد نمط من انماط السلوك المكيف يخلو من نوع
من انواع التعلم ،وعملية التعلم بديهية طبيعية بالنسبة لالنسان ولكنها معقدة تحتاج الى كثير من الدراسة
والتمحيص شأنها في ذلك شأن حقائق النمو والوراثة والتناسل ولذا كانت الحاجة الى دراسة طبيعية تلك
العملية وافضل الظروف المالئمة لها ،فتعرف مثال ماذا يحدث اذا ما تواصل الفرد الى حل مشكلة من
مشكالت حياته ؟ وماذا يحدث حين يتعلم الفرد القراءة والحساب ؟ ثم ما هي الظروف الضرورية لتشجيع
فرد على اكتساب خبرات مفيدة .
وقد ذهب الحكماء في مختلف العصور الى ان العلم هو الجزء االيجابي ال السلبي من العملية التعليمية
فالتعلم هو الذي يمد نفسه بنفسه ويحتضن في نفسه خبراته ويصلها بخبرته السابقة ويدرك هذه الخبرة وعبر
عنها.
واذا لجأنا الى المعاجم لنبحث عن معنى التعلم وجدنا انها لم تؤكد دائما المعنى والمبدأ االيجابي ،فالتفسير
الشائعل لكلمة "تعلم" انها تعني استقبال التعليمات ولكن اغلب المعاني جائت تميل الى االيجابية فكلمة تعلم
معناها التوكيد ،الكشف ،المعرفة ،اكتساب المعرفة او المهارة ،التثبيت في العقل .يؤكد "جون دوالرد"
على المعنى االيجابي في التعلم فيذكر ان المتعلم شخص شخص يريد شيئا ما وانه شخص يالحظ شيئ ما ،
وانه شخص يعمل شيئا ما .بهذا فالتعلم معتاه التغيير وليس مجرد اضافة شيئ ما .
ويستعرض ثالثة مفاهيم للتعلم اولها :التعليم كعملية تذكر ،والمفهوم الثاني :التعليم كعملية تدريب العقل ،
والمفهوم الثالث :التعلم بأنه كعملية تعديل في السلوك ،وفي ضوء المفهوم الثالث يعرف التعلم بأنه تغير في
السلوك له صفه االستمرار والجد في بذل الجهد المتكرر حتى يصل الفرد الى استجابة ترضي دوافعه
وتحقق غاياته .او انه عبارة عن عملية اكتساب الطرق التي تجعلنا نشبع دوافعنا او نصل الى تحقيق اهدافنا
،ويضيف ان هذه العملية تأخذ في الغالب صورة حل المشكالت ،اما جليفورد فيعرف التعلم على انه ( اي
تغيير في السلوك يحدث عن حس او اثارة ) .ويرى طلحة ان التعلم هو " عملية ممارسة الى نشاط ذهني
او ذهني حركي او عاطفي متجدد ومستمر اذا ما توافرت عالقة تفاعلية بين الظروف الداخلية والخارجية
المشجعة لتلك الممارسة واالهداف الواضحة للفرد بما يحقق الرضا عن تلك العالقات ونتائجها " .وتعرف
التعلم على انه " استجابة ايجابية نشطة يقوم بها الفرد اذا ما شعر بحاجة او دافع ،ويكون التعلم واضحا
بمقدار وضوح الدافع او الهدف ،فالتعلم يمثل ذلك النشاط العقلي الذي يحدث حين يمارس االنسان نوعا
معينا من الخبرة الجديدة التي لم يسبق له ان واجهها ،ونتائج التعلم فهي تعديل السلوك بحيث يجعله يكتسب
تنظيما جديدا تحت شروط الخبرة والممارسة .
التعلم "يمكن ان ينظر اليه على انه عملية اكتساب الوسائل المساعدة على اشباع الحاجات والدوافع وتحقيق
الهداف وهو كثيرا ما يتخذ صورة حل المشكالت " ومعنى ذلك ان الشخص المتعلم يعلم في الغالب اذا كان
لديه هدف واضح يتجه اليه بنشاط فيسخر ما عنده من استعدادات في اكتساب وسائل تساعده على
الوصواللى هدف من الالهداف وحل المشاكل .
يذكر "ان التعلم ما هو اال اي تغيير في السلوك الناتج عن استثارة هذا التغيير في السلوك ناتج عن استثارة
هذا التغيير في السلوك قد يكون نتيجة الثر منبهات بسيطة وقد يكون نتيجة لمواقف عديدة معقدة" .
يتضح لنا مما تقدم ان التعلم عملية معقدة وتستغرق حياة الفرد بأكلمها وتشمل انواع مختلفة من النشاطات
والخبارت متعددة بتعدد المواقف التي تمرعلى الفرد في الحياة لذلك كان من الصعب ان نضع لها تعريفا
جامعا شامال مانعا يتفق عليه العماء جميعا اتفاقا تاما ،ومن االوفق ان نلجأ الى دراسة عملية التعلم بمعناها
العام بدال من تعريفها حتى تكون هذه الدراسة عامال مساعدا على فهم طبيعة تلك العملية المعقدة ،وهنا
نتسائل كيف يتغير سلوك الفرد اثناء تكيفه لمنبهات الوسط الذي يعيش فيه ؟ وما هي القوى المختلفة التي
تدفعه الى التعلم في اي موقف من المواقف التي تتطلب العمل ؟
ان تحليل المواقف التعليمية اثبتت ان اهم القوى المتفاعلة في اي موقف تعليمي يمكن اجمالها بصفة عامة
في ما يأتي :
-1موقف بيئي او شكل يواجه الكائن الحي ،ويتطلب من التصرف بطريقة ما .
-2وجود حاجات ودوافع وميل تكون بمثابة موجهات تدفع الكائن الحي الى مواجه الموقف بطريقة خاصة .
-3وجود حافز او مرغبات يؤدي الحصول عليها الى ارضاء دوافع الفرد .
-4حدوث نوع من النشاط يقوم به الكائن الحي كوحدة حيث تشترك اجهزة االسنقبال او الحواس ،والجهاز
العصبي والعضالت ...الخ وهذا النشاط يؤثر ويتأثر بالموقف البيئي فيحد التغيير المطلوب .
-5قد يحدث ان يصادف الفرد عقبات مؤقته منها ما هو خاص ببيئته ،ومنها ما خاص بقدراته وامكانيانته ،
وقد تقف هذه العقبات حجر عثرة في طريق الحصول على هدف ما فيفعل كل مايستطيع من قوة للتغلب
عليها ،وتعددها حتى يتم تحقيق الهدف ،كما انها قد تكون من الصعوبة بحيث يبنسحب الكائن من موقفه
ويوقف نشاطه .
من التفسير السابق الذي نرى ان المتعلم يكون جزء من الموقف التعليمي وهو فرد له ميوله واستعدادته
العقلية الخاصة سواء اكانت مكتثبة او موروثة ،كما ان لديه دوتفع وحاجات معينة ،فضال عما يسعى الى
تحقيقه من اهداف لها قيمتها في مجاله الحيوي .ويتعرض المتعلم لمنبهات مختلفة في الوسط الذي يعيش فيه
،مثل الطبيعية االجتماعية فيستجيب لها او لبعضها استجابات معينة ( استجابات موجهة توجيها خاصا )
وقد تصادفه تواجهة عقبات مختلفة يحاول التغلب عليها فتتعدد استجابته تتنوع ويستبعد ما منها مالم يوصله
الى هدف ،ويستبقى االستجابات المرضية له والتي يمكن ان تزيد من اكتسار الخبرات المتخلفة التي تسهل
له التصرف في مثل هذا الموقف مستقبال ،كما انه يستفيد من كل هذه الخبرات المتعلمة او بعضها في
تكوين تنظيم جديد او وحدات متكاملة لها قيمة وظيفية في حياته تساعده على تكيف افضل للوسط الذي
يعيش فيه.
التعليم:
ان التعليم قد عرف تعاريف كثيرة بواسطة اشخاص كثيرين ،وكل منها يعكس وجهة نظر الشخصية ،او
يعكس ميادين المعرفة التي تخصص فيها كل منهم ،فالتربية بالنسبة للبايولوجي هي الى حد كبير ( التكيف)
،وبالنسبة لعلم النفس تختلف عنها عند علم االجتماع ،كما يختلف التعليم عند المحافظين الذين ينظرون
اليها كعملة حماية تقوم بها الدولة للمحافظة على الحالة الراهنة بالنسبة للمتقدمين فالتعليم عندهم هو تعبير
عن الذات الذي يساعد الفرد على عمل االشياء بطريقة احسن مما يقوم بها .ويعرف (هلول) التعليم هو
" تلك العملية االجتماعية الموجهة التي تستهدف الى نقل التراث الثقافي من جيل الى جيل" ،ومن بين ما
يتضمنه التراث الثقافي مجموعة كبيرة من االراء واالفكار واالتجاهات والمعارف وردود االفعال
والمهارات والقيم والعقائد والفنون واالداب وغيرها من المعنويات الثقافية التي يمكن للفرد ان يكتسبها والتي
تسهم في تشكيل شخصيته واعداده كمواطن وكعضو فعال في المجتمع .يذكر ( جلفورد ) ان " التعلم عبارة
عن اي تغيير في السلوك ناتج عن استثارة" .ويعرفه ( جاتز ) بأنه " عملية اكتساب طرق تجعلنا نشبع
دوافعنا او نصل الى تحقيق اهدافنا وهذا يأخذ دائما شكل حل المشكالت "
وطبقا لرأي جاتز فأن عملية التعلم تشمل موقفا ما ونشاط ما يقوم به الفرد استجابة لذلك الموقف .ويعرف (
مانا ) على انه" عبارة عن عملية تعديل السلوك او الخبرة ".
نخلص من هذه التعاريف السابقة الى انها كلها مشتركة في معنى واحد وهو ان التعلم تغيير في السلوك
واالداء .
من المدخالت الرئيسية التي يجب استعراضها للتخطيط لمحو االمية ،وتعليم الكبار ،بيانات و
معلومات عن اعداد الدارسين وتدفقهم في صفوف الدراسة والتدريب ،واعدادهم حسب الجنس والعمر
والمهنة ،وتوزيعهم حسب المركز في الريف والحضر في كل سنة ولعدة سنوات ( ان وجدت ) ،
وعن اعداد العاملين والمعلمين والمدربين والمشرفين ودرجتهم الوظيفية ،مؤهالتهم و جنسهم و
اعمارهم ،واستمرارهم في العمل و تفرغهم له ،وعن عالقتهم المالية بين التطوع والتكييف ،
والمخصصات االضافية في االجور الرواتب ،وعن اعداد االبنية واالثاث والمستلزمات االخرى ،
وعن جوان الكلفة ومصادر التمويل وضمان توافرها وتانميها وحسن استثمارها وتوزيعها على ابواب
الصرف المعروفة ،وبالتالي معرفة كلفة الدارس الواحد والمتخرج الواحد .
يستلزم جمع بيانات ومعلومات عن المخرجات في اعداد الدارسين الذين اكملوا متطلبات دورات محو
االمية ودورات برامج تعليم الكبار وما وصلوا اليه من مستويات في المعرفة واستثمارهم لها في
اكتساب الثقافة العامة ،والتغير الذي حدث في اساليب عملهم ومعيشته وتكيفهم مع الحياة ومتطلباتها
االقتصادية والسياسية واالجتماعية .
اما عن العمليات فيجب استعراض ومعرفة محتوى البرامج وما تنطوي عليه من مناهج وانشطة
منتظمة موجهة الحداث تغيرات مطلوبة في معلوماتهم ومعارفهم واتقانهم المعرفة االساسية في القراءة
والكتابة والحساب ،وتغيرات مطلوبة في اتجاهاتهم ،ومهارتهم وتذوقهم لرفع التخلف االجتماعي
واحداث المعاصر الحضارية ..كما يلزم ايضا ،استعراض طرائق التدريس والوسائل التعليمية
المستعملة وجدواها واساليب التقويم واالمتحانات وكيف يتم ذلك ادارة وتنظيما .
بعد الحصول على البيانات والمعلومات عن المدخالت والمخرجات والعمليات ،والتي تسفر عن تحديد
واضح لجوانب القوة والضعف في النظام ،قد يكون من النافع القيام ببعض التحليالت االحصائية لهذه
البيانات واستخراج بعض المؤشرات التخطيطية واهمها :
-اتجاهات ونسب النمو والتغير خالل فترة من السنوات في اعداد الدارسين والمتخرجين .
-نسبة المخرجات الى المدخالت في اعداد الدارسين لتقويم الكفائة الداخلية .
-نسب الملتحقين بالمهن -لتحديد مستوى المتخرجين المطلوبين في ضوء االحتياجات من القوى
العاملة .
-تكاليف الكتب والتجهيزات والوسائل التعليمية لكل دارس لتقويم نوعية التعليم ومستلزماته .
ذلك النظام التعليمي المشيد هرميا والمرتي زمنيا من المدرسة االبتدائية الى الجامعة متضامنا الدراسات
االكاديمية العامة .
ويقصد به تلك العملية المستمرة مدى الحياة التي يستطيع بها كل فرد ان يكتسب اتجاهات ومواقف وقيم
واتجاهات ومهارات ومعلومات من الخبرات اليومية والتأثيرات والمصادر التعليمية في بيئة من االسرة
والجيران والعمل والسوق والمكتبة ووسائل االعالم .وغالبا فأن تلك العملية تكون غير منطقية وغير
مصنفة نسبيا ومع ذلك فأن انهاء نسبة عالية مما يتجمع لدى اي شخص طوال حياته حتى من كان مؤهال
تأهيال اكاديميا .
يقصد به اي نشاط منظم خارج نظاق النظام الرسمي المعروف سواء كان منفصال او كان جانبا هاما لنشاط
اشمل ،ويرمي الى خدمة دارسين بعينهم لتحقيق اهداف تعليمية محددة ،ومن امثلتها فصول محو االمية
للكبار ،النشاط المدرسي خارج المناهج كالكشافة ونوادي الصغار من الزراع ،الفرق الترفيهية ،برامج
االرشاد الزراعي ،التدريب المهني الذي اليشغل كل الوقت ،برامج المراسلة ،وما يتدرج تحت بعض
المسميات مثل الخدمات الصحية واالجتماعية والتنمية االجماعية ...الخ وبمعنى اخر ان التعليم االرسمي
يضم عناصر تربوية وبرامج وضعت لخدمة اهداف تنماوية واسعة باالضافة باالضافة الى االهداف االكثر
اكاديمية مثل محو االمية وتعليم الكبار.
ويقسم " كامل ابو الخير " عملية تعليم الكبار من حيث ابعادها الى ناحيتين رئيسيتين نلخصهما فيما يلي :
وهو الذي يبدأ من االمية ويتطور بالفرد الى مستوى القرأة الوظيفية ثم الى التعليم العام بمستوياته المتدرجة
من المرحل االبتدائية الى التعليم الثانوي الى التعليم الجامعي .هذا وقد يسمى – احيانا – بالتعليم الشكلي
ذلك النه يعتمد في امتداده الرأسي على مناهج التعليم العام الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم فهو
بمعنى اعداد الحياة .
وهو يقوم في جوهره على تحقيق رغبات الكبار واشباع حاجاتهم عن طريق الثقافة الشعبية والتدريب
المهني واساليب اختيار الزوج او الزوجة والتربية الصحيحة والدينية والوطنية ودراسة مشكالت البيئة .هذا
وقد يسمى –احيانا --هذا النوع بالتعليم غير الشكلي النه ال يعتمد في جوهره على التعليم في المدارس ،بل
ينتشر ويمتد حتى يشمل اغلب نشاط الفرد في بيئته المتغيرة ،وهو بهذا المعنى ليس اعدادا للحياة بل هو
الحياة نفسها النه مستمر مادامت الحياة مستمرة ،وهو متطور ما دامت الحياة متطورة .ومن الخطأ ان
نظن ان الكبير قد يصبح متكامال في جميع نواحي نضجه ما دام اصبح راشدا ،وانه قد تعلم كل ما يكفل له
حياة متزنة كريمة الننا اصبحنا نعيش في تغير مستمر ،ونمو مضطرد وعلى الفرد ان يتعلم دائما ليساير
هذا التطور وليتفاعل تفاعل ايجابيا مع اساليب عصره وانماط بيئته ،وافاق عالمه الجديد .
بينما انه الغراض التخطيط التنموي يصنف احد منشورات المعهد الدولي للتخطيط التربوي مختلف
مؤسسات تعليم الكبار على النحو التالي :
وهو التعليم الذي يجري دون ان تكون هناك محاولة واعية من ناحية مصدره بأنه يقدم خبرة تعليمية وبدون
قصد للتعلم لدى اقلية كالتعليم الذي يحدث نتيجة اختالط القرناء في النادي او نتيجة مشاهدة عرض
تليفزيوني او االستماع لالذاعة او االختالط بأفراد االسرة ،اي العملية التي يكتسب بها كل فرد اتجاهات
وقيما ومهارات ومعرفة من واقع الخبرة اليومية والمؤثرات والمصادر التعليمية في بيته .
وهو التعليم الذي يحدث في مولقف يكون فيها احد طرفيه ( اما المتلقي للتعليم ،ام مصدر المعلومات ).
وهو اي عملية تعلم تحدث خارج المدرسة وفي ظل ظروف يكون فيها كل من المصدر والمتعلم وعلى قصد
واع بعملية احداث التعليم .تلك في الواقع نهاية المطاف مع تعريف " تعليم الكبار " حتى االن اما المرحلة
فطويلة ،ففي الماضي كلنت كل دولة تعزو الى تعليم الكبار معنى محدودا يمكن ان يتغير مع مرور الوقت
وتغير االدوار المطلوبة من تعليم الكبار بها ،ففي الواليات المتحدة مثال كان تعليم الكبار في احدى الفترات
يقصد به التعليم من اجل المواطنة الصالحة وفي فترة ثانية كان يعني التعليم من اجل االستخدام ،وفي بلد
اخر كان يعني الدراسات الليبرالية بينما في البالد النامية يعني محو االمية .
تعليم الكبار
تعتبر صورة تعليم الكبار في المجتمعات العربية صورة باهتة ،فهي التزال كما وصفها الدكتور "محي
الدين صابر" عام 1975بقوله " يكا تعليم الكبار في الكثيرين من جوانبه ان لم يكن جوانبه كلها ينحصر في
مرحلة محو االمية وليس لها جهاز مخصص او برامج محددة او مؤسسات خاصة ،اال في بعض الصور
المحددة مثل الدراسات التأهلية ونشاط المدار الليلية في التعليم العام ،ونشاط الدراسات االضافية في بعض
المدارس والجامعات العربية ،واالرشاد الزراعي ،وبعض االنشطة التجارية التي يمارسها االشخاص دون
اشراف تعليمي عليها فعال من اي من الجهات الرسمية .
ويقصد في جميع الحاالت بتعليم الكبار محو االمية في االساس وبعض االنشطة التثقيفية والتدريبية
المرتبطة به اتباطا هامشيا .وحين بدأت المنظمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية في ادخال بعض
المفاهيم المتعلقة بتعليم الكبار الى الدول النامية ومنها الدول العربية حظيت هذه المفاهيم بشعبية كبيرة لدى
الجهات الرسمية في الدول العربية وانها جميعا -تقريبا -كانت في اول مراحل استقاللها من االستعمار ،
ولكن ما حدث مع هذه المفاهيم مجال التطبيق كان شيئا اخر مختلف برغم حسن النوايا ،وحين نستعرض
معا هذه المفاهيم -وهي معروفة ومعلنة حديثا -سنكتشف هذا الفرق والتي يتناولها المضوع ما يسمونه
تطور مفاهيم تعليم الكبار.
تمثل المفاهيم السابقة مكونات لتعليم الكبار تتكامل وتتصل لتحقيق بعض اهداف تعليم الكبار التي تتعدى كل
منها منفصلة او في ضوء النظرة الغير متصلة ،فتعليم الكبار ينبغي ان يكون عملية مستمرة ممتدة ما دامت
الحياة باالنسان ،ولذلك فأن التعليم المستمر مدى الحياة يعتبر المفهوم االكثر تعبيرا عن العيم الكبار
واستمرار النمو االقتصادي والتنمية الشاملة .
ان تعليم الكبار هو وسيلة كل فرد لتحسين مستوى ما تلقاه من من تعليم خالل فترة التعليم االجباري كام انه
يجب ان يكون وسيلة مستمرة لمساعدة الفرد على التكيف ون خالل التعليم والتدريب وع المتغيرات التقنية
والحصول على الحد االدنى من العلوم والثقافة التي يتتطلبها هذا التكيف ،ولذا فأن تعليم الكبار يرتبط بفكرة
التعليم المستمر ،فالمرء يسعى لتعليم نفسه من المهد الى اللحد لمواجهة مطالب النمو االجتماعي والصحي
واالقتصادي والسياسي والثقافي الذي يعيش فيه مما يساعده على توازن بين حاجاته وحياته الشخصية
وحاجات المجتمع وتطوره .وقد ذكرت العديد من التعريفات لتوضيح تعليم الكبار حتى يلم القارئ بأبواب
مختلفة لهذا المفهوم وهذه التعريفات :
-1تعليم الكبار يقصد به تعليم من تبدأ اعمارهم بـ 15سنة او تزيد عليها حتى تمد الشيخوخة ...وتشرف
الدولة والهيئات التعليمية على هذا التعليم ..وهو يختلف من نوعية الرئسي واالفقي عن تعليم االطفال بقد ما
تختلف الخواص للنفسية للكبار عن الخواص النفسية للصغار ،ويقوم هذا التعليم في جوهره على تلقائية
الشخص الكبير وتطوعه ورغبته في التعلم وهو ال يشغل كل وقت الفرد بل يحتل جزء من اوقات فراغ
الكبار .
-2تعليم الكبار وهو نظام تعليمي غير رسمي ينطوي على اختالفات تميزه عن النظام التعليمي الرسمي او
المدرسي مثل عدم التقيد باالمتحانات او الغياب ..الخ والذي يشترك من خالله االفراد في انشطة تلعيمية
لبعض الوقت على اساس تطوعي الستيفاء بعض الحاجات المحسوسة لديهم .
-3تعليم الكبار هو جهد فردي هادف يسعى من خالل التنظيم والتخطيط الى تنمية الذات بدوم اي تداخل
اجباري او قانوني .
-4تعليم الكبار هو وسيلة يتم من خاللها االحتفاظ بذهن الفرد في حالة يقظة بحيث يتمكن من الحصول على
المعلومات والخبرات االزمة التي تمكن من ادراك العالقات القائمة بين عناصر الموقف و تجديد المشاكل
القائمة واتباع اسلوب التفكير العلمي المنطقي في التواصل الى اكفأحل لهذه المشاكل ،وعادة ما يترتب على
تلك العملية ادراك المدارس لمعلومات وخبرات جديدة يستغلها ويزيد من كفائته مع مواقف جديدة في الحياة.
البرامج المتباينه التي وضعت لتلبيه حاجات الكبار المختلفه بدأت تنطوي مجتمعه ،و بالتدرج تحت عناوين
مختلفه مثل تعليم الكبار ،التربيه المستمره ،وقد أستمرت البحوث و الدراسات في انماط تعليم الكبار ،و
في الطرق التي بواسطتها يمكن جذب المتعلم الكبير ،وفي طبيعة البرامج و المناهج التي تخطط لهم و انثق
عن هذه الجهود تعليم الكبار الحديث ،فالكبار يأتون الي الموقف التعليمي ومعهم سنين طويله من الخبره في
الحياه فيميلون الي ان يكون اقل اصطبارا في تلبية االهداف التعليميه ،وان يكونوا مستقليت=ن في افعالهم
،كما ان الكبار معتادون ألن يعاملون بوصفهم أشخاصا ناجحين فهم يستطيعون أن يتعلموا مهما كانت
اعمارهم ويحملون في طيات نفوسهم اسبابا قويه تدعوهم الي التعلم .
وعليه فان البرنامج الذي يرسم الكبار ينبغي ان يراعي كثيرا من االعتبارات التي من شأنها ان توفر لم جو
يتناسب وحالتهم ،ويلبي حاجتهم كي يستمروا في التعلم ،بل ةحتي يحفزهم لطلب المزيد من المعرفه بدافع
ذاتي ،وان يقوم في تربية الكبار وتدريبهم علي مدي فترات تستمر طيلة حياتهم ينبغي الوصول إليها من
خالل وجهة نظر المتعلم الكبير نفسه الذي يحتاج الي التربيه و التدريب .
وليس من وجهة نظر معلم الكبار أو المؤسسه التي تقدم تلك البرامج فقط كما يحصل في كثير من الحاالت
وكما هو الحال في النظام التقليدي السائد.
ولتوضيح ذلك يمكن ان نعرض صوره إجماليه للخصائص التي تميز المتعلم الكبير ،ومن ثم تبين الحاجات
التي ظهرت أنها مهمه بالنسبه للكبار ليستند اليها واضعوا برامج الكبار ،فالكبار:
ان هذه الخصائص العامه وغيرها لها اهميه في إلقاء الضوء علي جميع ما يقدم للكبار من تربيه و
تدريب وفق االساليب السائده حاليا والتي تتطلب من الكبير ان يخصص وقتا محددا و في فترات
منتظمه وحتي ما يقدم في برامج التعليم المستمر بالتعاون مع المؤسسات االخري نجدها تميل اليان
تفرض بعض المطالب علي الكبار وهنا تكمن الحاجه الي تنويع البرامج.
إن اقوي حجه تدعونا الي تنوع ما يعرض للمتعلم الكبير تكون عندما تساعد تلك البرامج علي أثاره
دافعيه المتعلمين عندما ال تكون لديهم دافعيه للتعليم ،او لتجنب الملل الذي يصيبهم ،ومن هنا التنويع و
المرونه ينبغي ان يرتبطا حتي يمكن ان تتقابل الفرص التربويه المقدمه مع ظروف المتعلم الكبير ففي
المملكه المتحده علي سبيل المثال تقدم الجامعه المفتوحه فرصا في الدراسات تؤدي الي منح شهادة الي
اولئك الذين ال تمكنهم ظروفهم وهي الخصائص التي ينبغي ان يتسم بها برنامج التعليم المستمر وهي
في غالب االحوال تسير مع اسلوب التعليم المفتوح ،وهو توفير نشاط تدريسي في اي وقت يرغب فيه
طالب العلم.
وضع " جوزيف موللر " قائمة لمالمح تعليم الكبار تتضمن المعاني التالية :
-ان تعليم الكبار يستهدف تحقيق اغراض عديدة ،وهو يتعايش مع التعليم النظامي ويكمله .
-ان طرق التعليم تتنوع بين اسلوب التدريس المباشر بين المدرس والمجموعة من المتعلمين الى استخدام
االذاعة والتلفيزيون ووحدات التدريب المتنقلة ،والعروض التي تقدمها ادارات االرشاد ودورات التعليم
بالمراسلة والمعينات السمعية والبصرية .
-ان المقررات مرنة توضع على اساس الحضور الطوعي ،وهي موجهة لسد حاجات الدارسين وتدور
حول المهام والمهارات .
-ان المعلمين يمكن ان يكونوا مدربين ويمكن ان يكونوا حاصلين على مؤهالت مهنية فقط .
ان االستثمار في انواع خاصة من تعليم الكباريمكن ان يكون له اثار ملموسة على االنتاجية واالقتصادية
والتغير االجتماعي على المدى القصير .
-ان العدد االكبر من البرامج يتم في ضوء االحتياجات التعليمية للمجتمع المحلي ،كما ان برامجه تبدأبأشد
البرامج احتياجا .
-نظرا لقرب تعليم الكبار من مراكز االستفادة من نتائجه فأنه يقدم مساعدة كبيرة لبرامج التنمية الوطنية .
عالقة تعليم الكبار بالعلوم االخرى
بالرغم من اهمية الدور الذي قام به العلماء االوربيون منذ فجر النهضة في تنمية و تقدم العلوم االساسية اال
ان دورهم في النواحي التطبيقية مان محدودا نسبيا ،وقد يرجع ذلك الى النشأة االرستقراطية لكثير من
هؤالء العلماء وانعزالهم بمكانتهم العلمية واالجتماعية في ابراجهم العالية عن فالحي االرض ،وبعدهم عن
مشاكل االنتاج الزراعي اليومية وعلى العكس من ذلك فمن الثابت ان معظم التطبيقات العملية اخذت مكانها
في دول العالم الجديد وخاصة في الواليات المتحدة وكندا .وعزي هذا الى ان العلماء الزراعيين كانوا في
معظم االحيان من اصل ريفي وبالتالي لم تكن جهودهم موجهة الى االبحاث العلمية االساسية بقدر اعطاء
االهتمام اكبر الى تطبيق المعار والمعلومات المتوصل اليها والمرتبطة بالمشاكل االنتاجية القائمة .
وبادئ ذي بدء نوضح مفهوم كل من اعلم ،وخصائصه والطرقة العلمية واقسام فروع العلم العلم الرئيسية
وذلك قبل تناول موضوع " عالقة الكبار بالعلوم االخرى " وذلك للتيسير على القارئ .
يقصد بمصطلح علم مجموعة المعارف المنظمة المتعارف عليها باستعمال طريقة منطقية منظمة خاص ،
وبعبارة اخرى يمكن القول بان العلم عبارة عن مجموة معارف منظمة وطريقة علمية ،فالعلم طريقة او
منهج دراسي للعالم المادي المحسوس المحيط باالنسان و المتزن بخبرته ،وبمعنى اخر فالعلم طريقة او
نموزج تحليلي لدراسة الظواهر االجتماعية والطبيعية المحسوسة النمطية والمتكررة ،وهذ الطريقة تسمح
للعالم بأن يضع فروضه في صورة شرطية – احتمالية ، -وعموما فالعلم عبارة عن طريقة الستخالص
معارف جوهرية دقيقة متصلبة بأي نوع من الظواهر ثم تطبيق تلك المعارف بغرض التنبؤ بالنتائج .
ويمكن تعريف العلم بأنه عبارة عن مجموعة الحقائق والروابط التي بينها مصاغة في سورة افكار واراء
واساليب وتخيالت ونظريات ونواميس ،اي انه مجموعة المعارف التي يهتدي بها االنسان في ادراك
الظواهر الكونية اي الظواهر الطبيعية واالجتماعية فهو ما يدخل في نطاق العلوم البحتة وتلك التي يهتدي
بها في السيطرة على الكون اي القوى الطبيعية واالجتماعية مستهدفا في ذلك رفع مستوى نعيمه (مستواه
المعيشي) وهو يدخل في نطاق العلوم التطبيقية .
وكان ذلك بهدف مساعدة الجميع علي االثراء المعرفي لهذا المفهوم ونشر الفكره علي اوسع نطاق
و التعليم الوظيفي في أبسط معانيه هو "محو االميه متكامال مع تدريب متخصص يكون في العاده ذا طبيعه
فنيه ،وهو إذ يتصل إتصاال مباشرا بالتنميه ينظر اليه في إطار االولويات االقتصاديه و االجتماعيه و يتم
التخطيط له وتنفيذه كجزء من برنامج للتنميه ،محو االميه الوظيفي هو " ذلك النظام التربوي الذي
يهيئفرصه لألمي البالغ لكتساب مهارات القراءه و الكتابه و العمليات الحسابيه ضوء البيئه العنليه التي يعمل
و يعيش فيها و الوظيفه التي يؤديها في االنتاج ،بحيث يصبح الفرد االمي بعد أن يتعلم قادرا علميا و عمليا
علي المساهمه في عمليات التنميه االقتصاديه و االجتماعيه و يكون عضوا فعاال في البيئه التي تكون فيها
الكتابه عنصرا اساسيا في التفاعل القائم بين االفراد و الجماعات في المناشط الحيويه المختلفه
وفي عام 1969دخل المفهوم الوظيفي العالم العربي ونسينا فجأه تنمية المجتمع و التربيه االساسيه .
و الوظيفه بهذا المعني ليست مجرد حمالت لمحو أميه بل مواقع عمل .
أو مجرد تعليم االمي الحصول اللفظي المهني .كما انها ليست مجرد تدريب مهني يعقب الحمالت التقليديه
لمحو االميه أو مجرد دروس تضاف الي حمالت محو االميه لتغير من نظرة العامل لعمله و مجتمعه ،كما
ان التعليم الوظيفي ليس تعويضا عن المدرسه أو امتدادا لها ،انما هو طريق لحل المشكالت للفرد و
المجتمع االقتصاديه منها و االجتماعيه و التعليميه لتي عجز النظام التعليمي عن حلها ،لذلك فأن التعليم
الوظيفي حسب هذا المفهوم يهيئ الفرد و يعده ليواجه تحديات العصر ،وشتان بين الفالح التي تعلم كيف
يقرأ ويكتب و بين الذي تعلم كيف يحسب مساحة حقله وما تحتاجه من السماد و نوع السماد و كميته و
الطريقه المثلى الستخدامه ،وكيف يسوق محصوله علي اسس علميه حديثه ،وكيف يطور حياته ليواكب
مسيرة التقدم .
و لعل ابرز نواحي االختالف بين مفهوم محو االميه الوظيفي ومحو االميه بالمفهوم التقليدي يتمثل في أن
الوظيفه تستهدف رفع مستوى الحياه كخطوه اولى يترتب عليها إمكانية التغلبب علي مشكلة االميه االبجديه
في المدي الطويل ،أما االتجاه التقليدي في محو االميه فيركز علي تعليم القراءه و الكتابه و الحساب
بإعتبارها مهارات اساسيه لتطوير مستوى حياة الفرد و الجماعه ،علي انه وكما تبين في العديد من الحاالت
و التجارب أن محو االميه بالصوره التقليديه ال يتمخض عادة عن نجاح كبير من حيث نوعية التعليم و
عائده ،وذلك أن مهارات االتصال ال ترتبط إرتباطا مبائرا بعمليات واجراءات التنميه والتي هي جوهر
التعليم الوظيفي .
خصائص التعليم الوظيفي :
يتميز التعليم الوظيفي عن محو االميه التقليدي بخصائص محدده نلخصها في :االنتقائيه ،واالرتباط
بالعمل او المشروع ،والمشكالت و الخبره ،و بالدفع ،وبالمرونه ،والتركيز و التكامل .
االنتقائيه:
التعليم الوظيفي إنتقائي وهو بهذا المعني يختلف عن المفهوم التقليدي لمحو االميه الذي ال يفرق في
مجاالته بين القطاعات المختلفه للسكان ،وال يفرق ايضا بين االعمال و المهن التي يمارسها االميين ،
وال يشترط في مشروعات التعليم الوظيفي ان ترتبط ارتباطا مباشرا بمشروعات التنميه االقتصاديه و
االجتماعيه ،وبما ان خطط التنميه تحدد اولويات للمشروعات المختلفه لذا يجب ان تساير مشروعات
التعليم الوظيفي اولويات تلك الخطط حتي تسهم بطريقه ايجابيه مباشره في زيادة االنتاج ودعم اتجاهات
التنميه االجتماعيه ،ومحو االميه في صورته الوظيفيه ليس مجرد نشاط ذاتي المركز يقل عن المناشط
االخري بل هو احدي المكونات الرئيسيه لخطط التنيه القائمه في الدوله ،وهو بهذا المعني صوره من
صور االنتاج الذي يعاون العامل و الفالح و المجتمع و يساعد علي رفع مستوي الدخل القومي ،انه
تخطيط الستثمار الطاقه البشريه .
هذا وتخضع عملية االنتقاء الي دراسة شبكة العالقات القائمه بين المشروعات المختلفه تمهيدا الختيار
المشروع الذي يؤثر تأثيرا كبيرا في المشروعات االخري ،ويمتد االنتقاء حتي يصل الي مناشط
المشروع نفسه.
االرتباط بالعمل:
التعليم الوظيفي تعليم مرتبط بالعمل ،ينبع منه ويكامل معه و ال ينفصل عنه ،الوظيفيه بهذا الشكل
تساير الفرد وتساير ايضا حركة المجتمع في نموه ،ولذا يجب ان تمتزج المهارات لالتصال التي
تتلخص في القراءه و الكتابه و الحساب مع المهارات الفنيه و االجتماعيه امتزاجا يؤدي اليتنميه
شخصية الفرد في جميع ابعادها و جوانبها.
االرتباط بالمشروع:
بما ان التعليم الوظيفي انتقائي ،ومرتبط بالعمل اذن يجب ان يرتبط ايضا بالمشروع ،الن االختيار يقع
علي المشروع ،و المشروع يهيئ العمل لالفراد ،لذا توصف الوظيفه انها موجهه لمشروع ،وهكذا
تصطبغ مهارات االتصال بلغة المشروع ذاته وتختلف الطريقه المتبعه من مشروع لمشروع فالماده
القرائيه التي تصلح لمهارات االتصال في مشروع زراعي تختلف عن اللغه المستخدمه في مشروعات
النسيج ،وتختلف عن تلك التي تستخدم في مشروعات الصلب ،كما يختلف تدريب عمال النسيج عن
تدريب عمال الصلب.
االرتباط بالمشكالت :
التعليم الذي ال يساعد الفرد في حل مشكالته يفقد وظيفته الرئيسيه ،ولذا يجب ان يهيئ التعلم الوظيفي
الفرد لمواجهة وحل مشكالته المهنيه و االجتماعيه و الفكريه ،هذا ويجب ان يرتبط التعليم الوظيفي
بمشكالت الجماعه و المجتمع
االرتباط بالجماعه:
التعليم الوظيفي يرتبط بالخبره وهي في ارتباطه بالخبره يعتمد عليها في بناء مدته التعليميه وفي تحقيق
مسيرته نحو اهدافها ،وللكبار خبرتهم الطويله في الحياه ويجب ان تتخذ هذه الخبره اساسا في تعليم هذه
المهنه التي يمارسونها وهذه الخبره تحتاج الي تطوير يساير التطور التكنولوجي الحديث لذلك يرتبط
التعليم الوظيفي ارتباطا مباشرا بالخبره الفرديه و الجماعيه و المهنيه و العامه
االرتباط بالدافع:
يجب ان يحقق تعليم الكبار في صورته الوظيفيه حاجات االفراد وتطلعاتهم نحو حياه افضل وان يهيئهم
للقيام بدورهم االجتماعي واالجتماعي في مجتمعهم الذي يطورهم و يتطور بهم ومعهم
وهكذا يرتبط التعليم بدافع الكبار وينبع منها و بهدف الي تحقيقها.
التنوع:
تختلف برامج التعلم الوظيفي تبعا الختالف المهنه التي يزاولها االفراد وتبعا الختالف الظروف البيئيه
التي يخضعون لها في حياتهم اليوميه ،فليس هناك اذن تعليم وظيفي واحد بل تتعدد انواعه بتعدد
االعمال والوظائف و اختالف االفراد .
وهكذا يراعي التعليم الوظيفي الفروق الفرديه و الجماعيه و يساير بذلك احدث االتجاهات التربويه في
التعليم يتغير بالنسبه للفرد و الجماعه و العمل و البيئه و اهداف الخطه .
التركيز:
بما ان التعليم الوظيفي يهتم بمهارات المهنيه و االجتماعيه و غير ذلك من المهارات التي تساعد الفرد
علي ان يسعد حياته في صورتها العصريه ،اذن فمنهجه اكثر تركيزا في محتواه من منهج محو االميه
التقليديه ،يتهتم بشكل العمليه التربويه اي بالصوره التي تنتقل بها المعرفه ،باللفظ والرقم والجمله و
العدد ،بينما يهتم التعليم الوظيفي بالمحتوي ،ولذا فهو اكثر تركيزا في محتواه من التعليم التقليدي.
التكامل:
يجب ان ترتبط مهارات التعليم الوظيفي مع بعضها البعض بحيث تنمو ككل له وحدته ،ولذا يجب ان
تتبع مهارات االتصال القرائيه و الكتابيه و الحسابيه من طبيعة العمل و وخصائصه ومن المهارات
المهنيه التي يستعملها االمي وهو يتدرب علي اتقان عمله ،ومن غير ذلك من المهارات العقليه و
االجتماعيه الضروريه لنجاحه .
برامج محو االميه الوظيفي :
تلعب برامج محو االميه الوظيفي دورا هاما في مساعدة المواطن االمي علي التكيف مع المتغيرات التي
تطرأ علي مجاالت العمل و التي تعتبر من خصائص المجتمعات الصناعيه المتقدمه ومكن ان يتحقق
هذا التكييف بقدر من السهوله اذا ما توافر هذا النوع من التعليم و التدريب الوظيفي لكي يمكن الجيل
الناشئ الذي يتسرب من المدارس من تعليم المهارات الجديده بسرعه ،اذ ان العمال غير مهره و غي
المتعلمين يعدون في اطار التنميه خسائر بشريه .
وتساعد برامج محو االميه الوظيفي العمال العاطلين الذي يتعين عليهم ان يتعلموا مهارات جديده ،او
انقطعوا عن العمل االنتاجي او الدراسه وراغبون في العوده اليها من جديد ،و ال شك ان برامج التدريب
في محو االميه الوظيفي اثناء الخدمه ستزداد اهميه عندما يؤدي الي اكتساب المعلومات الجديده في
اوائل الحياه ،فالمهن الفنيه و المهارات سرعان ما تصبح قديمه كلما اخذ المجتمع في التقدم و التصنيع
و التغيير.
ثالثا :ترتبط بسياسة و نظم التربيه و التعليم الموجه نحو حاجات المجتمع.
يتفاوت مستوي التحصيل العلمي و العملي بين مختلف فئات االيدي العامله في مجاالت الزراعه و الصناعه
و الخدمات،ويرجع ذلك الي عدة عوامل حالت دون مواصلة تحصيلهم االكاديمي او التحاقهم بالمدارس
واكتساب الخبرات المهنيه والعمليه ولكي يتضح لنا عملية الربط بين برامج محو االميه الوظيفي و االيدي
العامله البد من تصنيف االيدي العامله بحسب مستوي التحصيل العلمي من ناحيه واتقان العمل من ناحيه
اخري .
ويقصد بمستوي التحصيل الذي يصل اليه العامل في ميادين االنتاج المختلفه من المعرفه سواء كانت عن
طريق المؤسسات التربويه النظاميه ام الغير رسميه ،ويرتبط بمستوي التحصيل العلمي بالدور الذي يلعبه
الفرد في مجاالت االنتاج.
وقد اتخذ مؤتمر الوزاره العرب المسؤلين عن التخطيط االقتصادي و التربيه و التعليم الذي عقد في طرابلس
في ابريل 1966قرارا بضرورة اعطاء االولويه الموجبه نحو برامج محو االميه الن كل استثمار في محو
االميه يعتبر ذات فائده ويسهم في تنمية االقتصاد العربي اما بالنسبه الي تنظيم برامج محو االميه فقد اوصى
المؤتمر بأن تدمج برامحج محو االميه بخطة التربيه و التعليم التي يجب ان ترتبط بخطط التنميه االجتماعيه
و االقتصاديه ،وان ترصد االموال الالزمه لذلك من الميزانيات العامه للتربه و التعليم ومن المصادر
االخري المتوافره .
يقول "ادم سميث" أن اكتساب القدرات عن طريق رعاية صاحبها اثناء تعليمه ودراسته او تدريبه يكلف
دائما نفقات حقيقيه تعتبر رأس مال ثابت .
اذا كان تعليم الكبار قد دعت اليه ضروريات التقدم والتطور فان تراثنا االسالمي والعربي قد دعا اليه في
كل مقوماته في وضوح ودقة من حيث اصبح التعليم واجبا طلبه على المسلمين ،ثم جعله االسالم مساويا
للحرية االنسانية .بحيث كانوا يفدون حريتهم بتعليم المسلمين ،وقد القى االسالم البعد الزماني بالنسبة
للتعليم فمد مساحته على مدى الحياة بحيث يطلب من المهد الى اللحد وطوى له البعد المكاني فدعا الي طلبه
في اي مكان واخضعه للتغيرات التاريخية واالجتماعية وقد ساعد تراثنا العربي االسالمي اجدادنا على اقامة
الدولة االسالمية على اساس العلم واشاعة العلم بين الجميع نساء ورجال ،صغار وكبار ،ارقاء او احرار
حتى قام المجتمع المتعلم في عصر الدولة العباسية االولى وكان تعليم الكبار هو االساس اذ جاء في سراج
الملوك للطرطوش "قد كان اصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم يتعلمون العلم والقرأن والسنن وهم وهم بحر
العلم واطوار الحكمة والفقه" وفي روضة االعالم البن االزرق الغرناطي يقول "وال بقول الكبير الن
الصحابة تعلمو وهم كبار وشيوخ وكهال واشتغلوا بالعلم فكانوا بحورا "
ولعل من االهمية بمكان ان نوضح ضرورة خلق الحوافز لدى الكبار لكي يتعلموا ،مما الشك فيه ان هناك
حوافز مادية طرقها الكثيرون لكي يحفزوا الكبار على التعليم ،غير اننا نعتقد ان شعبنا في االمة العربية
ومصر ،شعب يؤمن بالدين ايمانا عميقا ولذلك يجب توضيح ما يتطلبه الدين في هذا الشأن فالتعليم يؤدي
الي معرفة اعلم ،والعلم يوسع افاق العقل ،وهما امران متالزمان ،وقد رفع هللا من شأن عباده العلماء بل
وجعل خشية هللا ال تكون اال من العلماء "انما يخشى هللا من عباده العلماء " وهناك الكثير من االيات التي
تحض على التعليم ..وكانت اول ايه نزلت في القرأن الكريم تشيد بشأن العلم وتأمر به " اقرأ بأسم ربك
الذي خلق ،خلق االنسان من علق ،اقرأ وربك االكرم الذي علم بالقلم ،علم االنسان ما لم يعلم " ونحن نجد
ف ي السورة الكريمة دعوة القرأة والتعلم .كذلك نجد ان هللا سبحانه وتعالى يفتتح سورة القلم باالية الكريمة
" ن والقلم وما يسطرون " اي ان هللا سبحانه وتعالى يقسم بالقلم الذي نستخدمه في الكتابة تأكيدا للخير
الذي يعود على الناس من الكتابة السليمة التي تنفعهم .كما جاء في سورة الطور " والطور وكتاب مسطور
في رق منشور " ولعلنا اذا تأملنا االيات الكريمة السابقة لخرجنا منها بأهمية التعلم و أدواته ،فمن المعلوم
ان ادوات التعليم هي علم يكتب ،ومداد يوضح ،ومادة يكتب عليها ،وقد اقسم هللا بهذه االدوات الثالث فيما
ذكرناه م ن االيات اقسم بالنون وهي الدواة على ما ذهب اليه جمهور المفسرين واقسم بالعلم ،واقسم بالرق
المنشور ،ومن يمعن النظر في كتاب هللا الكريم وجد ان هللا سبحانه وتعالى يقسم بكثير من مخلوقاته تمويها
بشأنها .كما ينبغي علينا ان نوجه النظر الى الحقيقة التي اكدها القرأن الكريم في اكثر من موضوع وهو ان
نطلب العلم من اهله فيقول سبحانه وتعالى في سورة النحل " فأسألوا اهل الذكر ان كنتم ال تعلمون " والذكر
هنا هو العلم على رأي جمهو المفسرين بدليل قوله "ان كنتم ال تعلمون ".
ومما الشك فيه انه توجد في الديانات السماوية الكثير من التعاليم التي تحفز الناس على التعليم ،والرسول
عليه الصالة والسالم يقول " طلب العلم فريضة على كل شريكان في االجر " .والذي يدعوا االنسان الى
اقصى الدرحات التي يستطيع ان يستوعبها عقله ،فليس هناك حدا للعلم او التعلم الذي ينتهي عنده العلم .
واذا كانت المجتمعات المختلفة تعني بتعليم الكبار فأن مجتمعنا جدير بأن يضاعف عنايته بتعليمهم ليتخلص
من الجهل الذي يحول بين الشخص وادراك ما يدور حوله في المجتمع الذي يعيش فيه ،ومن التواكل الذي
يحدد بالشخص االعتماد على االخرين ،واهمال واجبه ،ومن االنانية التي تدفع الشخص الى االهتمام بنفسه
دون مراعاة صالح االخرين ومن التواني والتراخي الذي يعقد بالشخص عن الجد والسعي والدأب لزيادة
االنتاج ومضاعفة الدخل القومي ،ومن المشجع الذي يدفع الشخص الى االستغالل واالحتكار والثراء على
حساب االخرين ،ومن ضعف العقيدة الوطنيه التي تدفع الشخص الى مهادنة الدخيل او المتأمرين.
كانت الكنيسة حريصة جدا في عصورها األولى ،منذ أيام الرسل ،على سالمة التعليم ،حفظا لسالمة اإليمان.
وهكذا يقول القديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت" :وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم
الصحيح""،اكرز بال َكل َمة ...عظ ب ُك ّل أَنَاة َوت َعليم" رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس،
وهذا التعليم الصحيح كان يتسلمه اآلباء األساقفة األول من الرسل مباشرة ،ليسلموه ألجيال أخرى أمينة على
التعليم ،فينتقل من جيل إلى جيل .وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس األسقف" :وما
سمعته منى بشهود كثيرين ،أودعه أناسا أمناء ،يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضا".
ومن اكثر الدالئل على ذلك ايضا العلماء المشهوريين في مجاالت الحياه فكيف اذا كان دينه ال يحض على
التعلم ،يصل الي تلك المكانه مثل :اسحق نيوتن من اعظم العلماء ،وصاحب اكتشافات كثيرة ،كقوانين
الجاذبية مثال ،وقوانين الحركة ،والحساب .كما ان نيوتن ساهم في تقدم العلوم ،وال سيما في حقول الفيزياء،
والرياضيات ،وعلم الفلك.
كان نيوتن يحب هللا ،ويؤمن بكلمة هللا .كما انكب على دراسة الكتاب المقدس ،وألف كتبا حول دراسته هذه.
وقد ذكر اسحق نيوتن في كتاباته( :ايماني راسخ بأن الكتاب المقدس هو كلمة هللا ،وبأن هللا ارشد اناسا الى
تدوينها .وانا اواظب يوميا على دراسة الكتاب المقدس).
متى موري رائدا في مجالي علم المحيطات و علم وصف المياه لقد اصبحت بعض مقاالت موري وكتبه
من اشهر المراجع في هذين الحقلين .دعم موري بقوة مشروع م ّد خط اتصال عبر المحيط االطلسي ،والذي
يعتبر اول انجاز عظيم في حقل االتصاالت الدولية.
كان متى موري مسيحيا مكرسا وقابال بسلطان هللا على حياته .وهكذا استعان بإنجازاته العظيمة العطاء
المجد هلل ،على اعتبار انه الرب على كل الخليقة( ،سواء ما على االرض ،او ما في البحار) .كذلك ،كان
موري ماهرا في دفاعه عن استعانته بالكتاب المقدس في سياق ابحاثه كما في كتاباته ايضا(( .لقد المني
العلماء على اقتباسي من الكتاب المقدس لتثبيت مبادىء الجغرافيا المادية .فالكتاب المقدس ،في زعمهم ،لم
يكتب الهداف علمية ،وبالتالي ال سلطة له في ما يتعلق بالمسائل العلمية .لكن ارجو منكم المعذرة .فالكتاب
المقدس هو السلطة بالنسبة الى كل شىء ياتي على ذكره ...ان الكتاب المقدس هو حق وصحيح ،كما ان
العلوم ايضا هي حق وصحيحة .وهكذا فإن قراءة كل واحد منهما ،على نحو صحيح ،لن يعمل اال على
برهان صحة االخر).
فلمنغ ،الرائد في حقل االلكرتونيك ،وصاحب القول" :ثمة وفرة من األدلة على أن الكتاب المقدس ليس
نتاج الذهن البشري ،مع أن أناسا كتبوه .فالذين يدلونه على اعتبار أنه رسالة موجهة من الخالق إلى الكون،
هم كثر ،وال حصر لهم" .
لستر ،مخترع الجراحة المعقمة ،الذي قال" :أنا مؤمن بعقائد المسيحية األساسية" .
سمسون ،مخترع البنج ،عندما سئل عن أعظم اكتشاف قام به خالل حياته ،أجاب" :كوني قد وجدت
المخلص".
دالتون الذي أرسى مبادئ النظرية الذرية ،من المسيحيين الملتزمين.
مةو االميه التربويه:
أمية القراء والكتابة أليء ظاار يسهل التعامل معه ولكن األمية التربوية مختفية؛ ألن المةون
فقيرا بسي اا تربوياا ،وممكن يكون
األساسي للتربية او البيب وما أود يتدخل في البيب ممكن يكون رجالا ا
ال يقرأ وال يكتب لكنه يتعامل م أوالده ب ريقة سوية تخرجهم أصةاء نفسيين ،لكن واود ممكن يكون
وا يةصل الخلل في ويا أوالده. وا أمياا في التربية فأي ا
في أعلى درجات التعليم ويكون أي ا
المقصود بمةو األمية التربوية بيان أامية وضرور مةو األمية التربوية وتى تنتقل القوية إلى
دالر االاتمام فيسله الووء عليها وتُع ى القدر العن تستةقه.
توجد عقبات في تناول اعه القوية في الةقيقة بالعات في المساجد ألن المساجد تتواجد فيها جمي
المراول العمرية من الرجال والنساء ف بعاا اعا يؤدن إلى أنه ال يتناسب م تنوع مستويات الةديث
وتعدد اآلراء إن فيه كالم يقال مثالا للمرااقين فقه وفيه كالم يقال لآلباء وفيه كالم يقال لأل فال
واكعا كل فئة لها ما يناسبها لكن اعه أود العوالق نجتهد في مةاولة الت لب عليها وإن كان العالم اآلن
أصب مفتو اوا وكل أود ي ّل على كل أليء كما تعلمون.
والمةور األساسي الم لوب انا في اعه القوية او أام ألريةتين في األمة األ فال والشباب
لماذا؟
ألن األ فال بصفة أساسية ثم يليهم الشباب ام ال الفتان القابالن للتوجيه؛ ألن األ فال
مبكرا جداا أن نقيهما الكثير من األخ ار واألمرا واالض رابات واعه ا عجينة فيمكن تشكيلها ،ممكن
مبكرا كلما يوفر المشاكل فيما بعد لكن الشباب بعدا األألياء؛ فألنه عجينه كل ما يكون افنسان ينتبه إليهم
سا السب سنوات األولى ١٨سنة ال نسميها تربية لكن نسميها عالج أو تكوين ،لكن التربية تكون في الفتر أسا ا
على إودى نظريات التربية ويتم فيها ووالي % ٩٥من العملية التربوية من صناعة اعه العجينة
وتشكيلها سب سنوات األولى التي تةظى لدينا بأكبر قدر من افامال؛ ويث ننظر لل فل بأنه لعبة نلهو
بها نتسلى بها ون فل القوايا التربوية في أخ ر المراول التي يتشكل فيها ألخصيته في المستقبل ،ووينما
نتكلم عن مظاار الخلل في قوية التربية إساء لأل فال أو إيعاؤام فالثقافة ال ربية الةديثة أو الدراسات
النفسية الةديثة أوجدت مص ل اةا أوياناا سنو ر نستعمل بعض المص لةات بالل ة االنجليزية في مجال
استعمال مص ل اعا ما في ورج فيه كاص الح بجانب إن بعض الناس ممكن يكون عنده امه فيبةث
child abused an neglectمثالا في النب أو غيره عن مزيد من اال الع مص ل نستعمله يقوله
في قوية افساء لأل فال فيستعملواا بوجهين:
وجه إيجابي ووجه سلبي يعتبروا افساء لأل فال أو االعتداء عليهم يسموه تةب كلمة افساء
أو االنتهال.
الوجه اآلخر من اعه افساء اعا الوجه افيجابي سواء إيعاء بالورب بالعدوان بالتةرش إلى
آخر اعه األألياء.
وانال إساء بالوجه الثاني والمفاايم اعه تلتقي بعاا م افسالم بل اي أوض في افسالم.
افامال :اعا نوع من افساء بعدم أداء بما يجب عليك أن تؤديه؛ سواء افامال العا في
الةرمان العا في لأل فال من العوا ا التي يةتاجونها افامال في الت عية افامال في الترفيه ،افامال في
النفقة أن أليء ،افامال الصةي ،عدم تعليمهم ،عدم إع اؤه الت عيمات ...الخ ،كل اعه مظاار
افساء لل فل لي ب ريقة فعلية لكن ب ريقة سلبية ال يفعل ما يجب أن يؤديه ف بعاا اعا مفهوم جيد
جداا وألامل ويوض القوية.
كما نقول دال اما إن عدم العلم جهل ،والخ أ في العلم جهل؛ إذا قلب مثالا ما اعه (واود قال لي
اعه دبابة مثالا أو اعه الر فمعنااا ال أنه فاام الساعة وال فاام ال الر ) فنذن عدم العلم جهل لما يقول ال
وا الخ أ فيأدرن اعا جهل لكن لما يسميها باسم آخر فال او عارف اعه وال عارف اعه فأي ا
العلم جهل.
تقول الدكتور /عزيز المان في قوية الوعي التربون تقول :الوعي التربون لدى أغلبنا منخفض جداا ،وتى
عند المثقفين التربية ال تؤخع مأخعاا جاداا كعلم يكتسب ومهار تةتاج إلى تدريب .التربية العملية ليسب سهلة
نريد في البداية نعترف أنها علم وفن؛ الف ر ووداا ال تكفي .الف ر تقوم بدور مهم جداا لكن ال تكفي كل
أليء اآلن في اعا العالم أصب عل اما وفناا في نف الوقب يةتاج مهار وتدريب واكتساب خبرات التربية لسنا
نةن فقه العين نربي أوالدنا ،سنكتشا من الدراسات إن األوالد يربونا ألننا نستفيد منهم وانال خبرات ال
تست ي أن تةصل عليها إال من خالل أن يكون عندل أوالد وتقوم بتربيتهم ومعايشتهم .الوعي التربون لدى
أغلبنا منخفض جداا وتى عند المثقفين التربية ال تؤخع مأخعاا جاداا :تقول كعلم يكتسب ومهار تةتاج إلى
تدريب ،وإنما ينظر إليها أغلب الناس على أنها أليء تلقالي يدركه الفرد بنوساسه العفون فنن أراد االجتهاد
أضاف أليئاا من خبراته المكتسبة وراثياا عن ريق ما تعلمه من آباله؛ والفتقاد الخبر الم لوبة والثقافة
التربوية الصةيةة فنن األغلبية يجهلون كيا يتعاملون باألسلوب السليم م أوالدام في اعا العصر العن
اكتل بالمتناقوات وتزاومب فيه األضداد وأصبةب تتنازع افنسان جوانب عد واتجااات مختلفة؛ فال يجد
الفتى أو الفتا سوى التخبه أو الوياع عندما ال يكون
انال من او كاء لقيادته إلى ال ريق الصةي عبر اعا الخوم المتال م من األفكار والنزعات
كثيرا جداا من الناس
عا ا لو أردنا أن نرصد الخلل العن ينشأ نتيجة إامال قوية التربية نجد أنوا ا
عند تناول اعه القوية ففيه ناس ال مباال م لقاا بأن نوع من الواجبات تجاه أوالدام ،من الناس من
يهتموا جداا بالدراسات التربوية لكن دراساتهم كلها دراسات أكاديمية تست لق على فهم الشخص
سا بالتربية الجمااير العادية -فتجد كتب كثير في التربية تخا ب فقه العادن -الناس المستهدفة أسا ا
المختصين؛ ألنهم جالسون في برج عالي ولهعا يوجد في قوية تناول اعه القوايا على مستوى المجتم فئة
واعه قوية ووداا ممكن بعد ذلك " التهميش " مهم جداا أن نةاول تسليه الووء عليها المهمشون
نتناولها ووداا.
مثالا :كبار السن مهمشون ،أ فال ذون االوتياجات الخاصة إلى ود ما وإن كان اآلن يةصل فيه
وا اعتبروه من ال والا المهمشة ،بعض األزواج ممكن يكونوا مهمشين في ااتمام كبير جداا بهم ،لكن أي ا
بيوتهم ،وكعلك بعض الزوجات قد تكون مهمشة واكعا فالناس المركونة على الهامش بعيداا عن صلب
عديم التربية " الةيا م أن لهم وقوقاا كما ذكرنا من قبل يعني ال يوجد واود عديم التربية ممكن نقول
لكن كل واود يُربى لكن إما أن يربى ب ريقة صةيةة وإما أن يربى ب ريقة ضار تسيء إليه الةسنة"
كعلك من الناس من يةصل عنده افتتان نتيجة إنه أصالا لي عنده وصانة إسالمية وال خبر
ثقافة إسالمية؛ فبالتالي ينبهر بالمع يات ال ربية أو المنهج التربون ال ربي وي بقونه ب ريقة عشوالية في
بيئتنا واعا بالوبه مثل المثل العن ضربوه بتاع القرد وينما وصل سيل فالمياه فاضب وسمكة بدأت
األمواج تتقاذفها بعيداا عن مجرى النهر أو المياه فالقرد رآاا واي تةركها األمواج فأخرجها من أجل أن
يةسن إليها وينقعاا وفصلها عن بيئتها المالية فماتب.
فنف الشيء؛ الجماعة القرد العين يقلدون ما عند ال رب ويظنون أن ما يصل ال ربيين يصلةنا ،م أن
وا ستختلا الهدف األساسي في التربية به اختالف بيننا وبينهم تما اما؛ فأكيد األساليب أي ا
ألننا مختلفون .ام ادفهم كله مثل ما تكلمه عن موضوع الةوار ،ما اي الةوار عندام ،كل واجة
عندام الدنيا ،كل الكالم يتركز على المباني واألجهز وعلى الدنيا ،ويهمل تما اما الكالم على اآلخر واعا
يتفق م المنةى العالماني العن ال يتصرف على أساس وجود دار آخر ،المسألة كلها أنه ال يوجد غير اعه
الفرصة الوويد للةيا ال جنة وال نار وال بعث وال نشور وال إله وال أليء من اعا؛ فهعه نظر العالمانية
للةيا فمن ثم ال ألك أن يةدا تفاوت بين المنهج التربون افسالمي في أادافه أوالا ثم في وسالله
فلي كل ما يصل لل رب يصل في المجتمعات افسالمية.
من مظاار الخلل أن بعض الناس ينظرون للتربية على أنها توفير ال عام والمالب ،يقول :أنا
أ عم أوالدن أوسن ال عام وألبسهم أوسن المالب إلى آخره ،فهعه تربية الدواجن والبهالم ،العلا
ال تقتصر على أن توفر ال عام والمؤن والعلا؛ ألنه لي دابة ،اعا إنسان مكرم بل او المستقبل بعينه.
و انال التربية القاسية المتسل ة :فيها نوع من العنا والجفاء والشد يقول :من أجل أن ي ل
راجل إنه ينظر البنه بعينيه فالولد يرتجا فالناس تةسن أن اعا ولد مؤدب أبوه ينظر إليه بعينيه اكعا على
ول يو وجهه في األر إلى آخره.
محو االميه الثقافيه:
هناك اتفاق بين الباحثين العالميين على ان هناك نموزجا اجتماعيا بدأيتخلق على وجه الخصوص في
المجتمعات المتقدمة ،وهو نموذج مجتمع المعلومات .وقد ساعد الدول المتقدمة على تخليق هذا النموذج
التقدم العلمي الفائق الذي وصلت اليه ،والتطور التطنولوجي المتسارع الذي لحق بمختلف جوانب الحياة
السياسية واالقتصادية والثقافية وكل هذه التطورات في الوقع هي تعبير بليغ عن تعمق اثار الثورة العلمية
والتكنولوجيا التي امتدت مواجهتها المتتالية منذ عقود ،حين اصبح العلم عامال اساسيا من عوامل االنتاج،
باالضافة الى عوامل االنتاج التقليدية التي كان يرددها علم االقتصاد السياسي.
والحقيقة ان مجتمع المعلومات – حيث يتم االعتماد على تداول المعلومات بسرعة قياسية بأستخدام وسائل
االتصال الجديثة ،وعلى رأسها شبكة االنترنت – يثير موضوعات متعددة ،لعل اهميتها كيفية توليد
المعلومات ذاهتها عن مختلف جوانب المجتمع ،وثابتها وصادقها ،وحرية تداولها.
وقد تأخرت مجتمعات الدول النامية كثيرا عن سباق الدول المتقدمة نحو سرعة بناء مجتمع المعلومات ،
والذي سرعان ما تحول الي مجتمع معلوماتي عالمي ،حيث يتم الربط بين المعلومات في مختلف بالد العالم
،وخصوصا بين الدول المتقدمة وبعضها البعض ،والذي يعد في الوقت الراهن احد االسباب الحقيقية في
توليد الثروة ،من خالل وسائط شتى ،اهمها سرعة نقل الرسائل بالوسائل الحديثة التي تسهل عقد الصفقات
االقتصادية من بيع وشراء ونقل للتكنولوجيا ،باالضافة الى التطوير الخطير الذي يتمثل في التجارة
االلكترونية التي وصل حجم التعامالت فيها الى باليين الدوالرات.
ماذالت الدول الناميه في بداية بناء مجتمعاتها المعلوماتيه ،ولعل مصر تمثل نموذجا لهذه الدول التي ارادت
ان تسد الفجوه المعلوماتيه ،وذلك عن طريق مشروع قومي متكامل للنهضه بالمعلومات .
غير ان تخليق مجتمع المعلومات في الدول المتقدمه ،لم يكن سوى الخطوه االولى في بناء مجتمعات
سيسود نموزجها القرن الحادي والعشرين ،فقد بدأت مالمح الخطوة الثانية الحاسمة ،وهي االنتقال من
مجتمعات الى مجتمعات المعرفة .
ومنطق االنتقال ان المعلومات بذاتها ليست معرفة ،وإنما هي المواد الخام – إن صح التعبير – لتخليق
صور شتى وأنماط متعدده من المعارف السياسيه و االقتصاديه و الثقافيه ،ومن ثم فالبد من الدراسه
المتعمقه لكيفية تخليق المعرفه ،وابتداع اساليب حديثه لبلورة المعرفه و تحليلها ونقدها ،والعمل علي
تطويرها باستمرار في ضوء تالحق الكشوف العلميه و تعميق التطورات التكنولوجيه ،بل و السعي الي
التجاوز الدائم للمعرفه الراهنه.
ومعنى ذلك كله ،أن المجتمع األنساني المعاصر في حاجه الى بلورة نظم حديثه النتاج المعرفه ،بحيث
تصبح المعرفه الشامله هي اساس اتخاذ القرارات ،ولذلك كان منطقيا أن يوصف االقتصاد المعاصر
المتطور باستمرار بأنه " االقتصاد المعرفه" .
حالة المعرفه المصريه:
وقد سبق لعلم االجتماع أن اسس فرعا خاصا للدراسة السوسيولوجيه للمعرفه هو "علم اجتماع المعرفه" .
وفي هذا الفرع العلمي إسهامات بارزه لعديد من رواد علم االجتماع ،وان كانت تقاليده النظريه و المنهجيه
و البحثيه لم تتأسس قواعدها في مصر حتي االن مع االسف الشديد.
وسبب االسف اننا مجتمع زراعي حاول من خالل محاوالت شتى في الخمسينات و الستينات ان يتحول الي
مجتمع صناعي ،وها هو االن يحاول جاهدا ان ينتقل الى مجتمع معلوماتي .ومعنى ذلك أن تحول المعرفه
من نمط الى نمط يحتاج الى مخطط واع يعتمد علي سياسه ثقافيه متكامله.
ومن المعروف أن المعرفه من حيث انماطها ووسائل الحصول عليها و تداولها تختلف من المجتمع
الزراعي المجتمع عنها في المجتمع الصناعي .
بل إن رؤية العالم ذاتها تتبدل و تنقلب القاعده حين ينتقل المجتمع فعال من مجتمع زراعي الي مجتمع
صناعي و نفس القاعده تنطبق علي تحولنا االن من مجتمع صناعي بالكاد الي مجتمع معلوماتي ،وأصبح
المجتمع المعلوماتي يفرض علي العالم كله رؤي للعالم تختلف اختالفات جوهريه عن تلك التي كانت سائده
في المجتمع الصناعي
ودراسة حالة المعرفة المصريه تحتاج الى وقفه متعمقه .ذلك انه لوحظ أن كثيرا من عادات و تقاليد
اكتساب المعرفه و تداولها التي كانت سائده في المجتمع الزراعي المصري ،انتقلت الى مجتمعنا حين انتقل
الي طور المجتمع الصناعي وهكذا تجاورت في العقل المصري المعاصر ،
عقليتان :عقلية زراعية بكل سلبيتها ،من حيث السكون واالفتقار الى مصادر التجديد المعرفي ،وجهل
بالبتطورات المعرفية الحديثة ،وعقلية شبه صناعية تحاول اكتساب سمات المجتمع الصناعي الغربي في
اكتساب المعرفة وتداولها ،واستخدامها االستخدام االمثل في التنمية البشرية .وهكذا يمر العقل المصري
قي ازمة حقيقية .فهو لم يستكمل بعد مقومات المعرفة في المجتمع الصناعي الغربي ،في الوقت الذي دهمه
مقدم مجتمع المعلومات بكل متطلباته ،من زايوة التخليق المنتظم للمعارف االنسانية العلمية والتكنولوجية ،
والقدرة على استرجاعها وعلى تداولها ،وعلي تسخيرها آلغراض التنميه الشامله ،وتقدم االنساني الغير
محدود
غير انه اسوأ من هذا كله ،ان هناك مؤشرات ثقافيه على ارتداد العقل المصري من دائرة المجتمعات
الصناعيه الي دائرة المجتمعات الزراعيه بكل ما تحفل به من تقديس مريض الماضي ،و اعتباره المرجعيه
االولى في الفكر و السلوك ،وانتشار الفكر الخرافي بصوره ملحوظه حتي بين المتعلمين بل و الجامعيين ،
بل وهذا وأفدح بين بعض اساتذة الجامعات ،واالفتقار الواضح للثقافه العلميه ،والجهل بأبسط قواعد
التفكير المنهجي .
ومن هنا تدعو الحاجه الي القيام بسلسله دراسات سوسيولوجيه متعمقه ،في إطار تقاليد علم اجتماع المعرفه
،لبحث "حالة المعرفه في مصر .وهعذا البحث ينبغي أن يبدأ أوال – سعيا وراء تشخيص الوضع الراهن –
بصياغة تنميط دقيق النماط المعرفه المتعدده .
ف هناك المعرفه العلميه (في مختلف فروع العلم الطبيعي و االجتماعي ).وهناك المعرفه التكنولوجيه ،وهناك
المعرفة السياسيه ،و المعرفه االقتصاديه ،و المعرفه االجتماعيه ،والمعرفه الثقافيه .
ولدينا – في مستوي أخر من التحليل – تفرقه مهمه بين معرفة النخبه ،والمعرفه الشعبيه .وينبغي الوقوف
طويال أمام هذا المستوى .ذلك أن النخبه عادة ما يتفرع عنها نخبه سياسيه تقوم باتخاذ أخطر القرارات
المؤثره في حاضر المجتمع و مستقبله .
والسؤال هنا كيف تحصل هذه النخبه السياسيه علي المعرفه ؟ وما هي مصادرها ؟
و ما هي قدرتها علي متابعة التطورات السياسيه الخطيره في مجال النظريات و النماذج و التجارب
السياسيه في الخارج؟ وما هي قدرتها النقديه علي تحليل الخبرات العالميه بشكل مقارن وابتداع النماذج و
االساليب التي تتوافق مع مرحلة التطور التاريخيه التي يمر بها المجتمع المصري في الوقت الراهن ؟ ليس
بغرض االستنامه للواقع ،وإنما بهدف تجاوزه وفقا لرؤيه أستراتيجيه بصيره ؟
ونفس االسئله تنطبق علي اعضاء النخبه االقتصاديه من صانعي القرارات في تشكيل صورة المجتمع من
خالل اساليب مدروسه لتوليد الثروه وتنويعها ،ومالحقة التطورات االقتصادية والتكنولوجية في العالم .
ونفس الوضع بالنسبة للنخبة الثقافية ،سواء كانت هذه النخبة ممثلة في القرارات الثقافية المهمة في الحكومة
،ام المثقفين انفسهم بكل فئاتهم ،بحكم دورهم الرئيسي في تخليق رؤى العالم ،وفي التأثير الحاسم على
التطور الفكري والثقافي في البالد .غير اننا بحكم ارتفاع معدالت االمية في مجتمعاتنا والتي تصل
التقديرات الى ، %40نحتاج الى التركيز على دراسة وتحليل (المعرفة الشعبية ) لكي نعرف كيف يحصل
االلمواطنون الذين لم يلتقوا اي قدر من التعليم على المعرفة ،وما هي مصادرها ،وكيف يوظفونها ،
واساليب حياتهم .وليست فئة االميين فقط هم الذين يسبحون في غمار الثقافة الشعبية ،بل ان ماليين اخرى
من المتعلمين يشاركونهم في استلهام المعرفة الشعبية ،واالستهداء بها في سلوكهم االجتماعي والثقافي
والفعلي .
نحن نحتاج اذن الى مشروع بحث علمي عن ((حالة المعرفة في المصر)) وليس هناك اقدر من المكرر
القومي للبحوث االجتماعية والجنائية على القيام بهذا الموضوع المهم ،بحكم خبراته البحثية العميقة ،
وتقاليده الراسخة في اسلوب فرق البحث ،وقدرته على تجميع الطاقات العلمية الخالقة .
بين الفردوس المعلوماتي الموعود الذي يعد انصاره العالم بأن االنسانية ستتمتع في ضوئه بمجتمع للمعرفة
غير مسبوق في التاريخ ،وبين الجحيم المعلوماتي المرفوض الذي يبشر دعاته االنسانية بمستقبل كئيب
ومظلم نظرا لهيمنة الكبار على المعلومات والمعرفة معا ،يمكن ان تسقطه الحقيقة !
لقد عرضنا من قبل حجج المتفائلين بخيرات عصر المعلومات العالمي ،وان االوان لنطرح حجج
المتشائمين ،حتتى تضح لهم معالم الصورة كما رسمها بأتقان شديد الدكتور محسن توفيق ،في ورقته
البحثية التي يقدمها الى ندوة خبراء اليونسكو عن التحديات التي تثيرها التكنولوجيا الجديدة .
يقرر الدكتور توفيق ان منطق المتشائمين اجماله في عبارة جامعة هي انه مهما حسنت نياتهم فان هناك ثمن
اقصادي البد ان يدفع نتيجة التكنولوجيا الجديدة ،ولذلك فمن باب الخطأ ان نقفذ من الفوائد الجزئية التي
يمكن ان نجنيها منها ،ونقدم صورة وردية عن اثارها وكأن الجوانب االيجابية والسلبية سواء .
-1التعامل مع تكنولوجيا االتصال والمعلومات الجديدة وكأنها بمثابة دين جديد ،او االشارة الى البشر
باعتبارهم خالقين للتكنولوجيا ،قد يؤدي الى ضياع القيم .ومن ناحية اخرى فأعتراف بفض التكنولوجيا
الجديدة او اعتبارها مسؤلة عن ممارستها قد يؤدي الى اهمال البعد االنساني ،كما صرح البابا "جون بول
الثاني" عام 1998حيث قرر ان "التكنولوجيا الجديدة اله زائف .
-2تنمو التكنولوجيا بسرعة مذهلة مما من شأنة ان يجعل المجتمعات االنسانية ال تستطيع ان تتكيف معها ال
هي وال البشر ،واصبحت مهمة التنبؤ بالمستقبل بالغة الصعوبة .ومن المحتمل ان تكون اخطر المشكالت
الناجمة عن الثورة المعلوماتية نفسية واجتماعية .ذلك ان فيض المعلومات على شبكة االنترنت من شأنه ان
يفقدها مصداقيتها وثباتها ،ومن ناحية اخرى فأن هذا الفرض يعني ضيق الوقت امام مستخدمي الشبكة لكي
يحولوا هذه المعلومات الى معرفة وتقييم وحكمة .
-3هناك المخاطر المتمثلة في بزوخ امبراطوريات جديدة للقوة ،وشركات عمالقة وكل ذلك مصحوب
بخطر التصاعد االقالل من انسانية الحياة ،وذلك اذا ما حلت قيم السوق محل القيم االنسانية االخرى ،
وهيمنة القوى السياسية واالقتصادية قد يؤدي الى ظهور مجتمعات شمولية .كما ان الثورة المعلوماتية قد
تؤدي الى ظهور اقطاع الكتروني ! ذلك أن تركز التكنولوجيات الجديدة في وحدات قليلة قد يؤدي الى عدم
المساواة واالستقتاب واالستبعاد .
-4الهواة بين الغنى المعلوماتي والفقر المعلوماتي قد تزيد ،مصاحبة في ذلك لعدم المساواة في الدخول .
صحيح ان هذه الظواهر ليست جديدة ال على المستويات المحلية او علي المستوي الكوني ،ولكن
التكنولوجيات الجديدة قد تزيد الموقف سوءا.
ان هذا من شأنه ان تنفرض الطبقه الوسطي الي حد كبير طبقات المعدمين ،اللذين سيستبعدون من التقدم
االنساني و يصبحون معزولين ومهمشين .
-5الثوره المعلوماتيه ستسهل نقل ونشر الثقافات المختلفه علي مستوي العالم .غير ان هذه االمكانيه يمكن
ان تؤدي الي هيمنه ثقافيه و لغويه في الفضاء المعرفي كما ان نقل الثقافات و اساليب الحياه ،وهي عمليه
غير مرحب بها في بعض المجتمعات ستصبح مسأله سهله من خالل التكنولوجيا الجديده وعلي سبيل المثال
فأن انماط االستهالك التي تعتبر اساسيه بالنسبه القتصاديات الوفره في المجتمعات الصناعيه يمكن ان تكون
بالغه الضرر باقتصاديات االدول الناميه
واذا ما مارست الشرائح الغنيه في المجتمع هذه االنماط االستهالكيه فأن ذلك قد يؤدي الي مزيد من افكار
باقي شرائح المجتمع
-6تهدد تكنولوجيات االتصال و المعلومات الجديده بخرق حقوق الخصوصيه و الحقوق المدنيه االساسيه ،
ذلك انها يمكن ان تستخدم عن طريق االنشطه االجراميه الفضائيه سواء بأرتكاب جرائم التزوير او السرقه
من خالل سهولة النفاذ الي قواعد البيانات الشخصيه ،و يمكن ايضا ان تستخدم لمراقبة معدالت االداء في
العمل ،وسرقة االموال ،وكذلك سرقة البيانات ،والدخول غير الشرعي علي الشبكات ،و االعتداء علي
سرية البيانات الشخصيه ،و التخريب العمدي للشبكات ،وكذلك باالضافه الي نشر الصور االباحيه علي
االنترنت ،مما بعرض االطفال و الشباب للخطر ،باالضافه الي ممارسة الدعاره عن طريق الشبكه .
-7تستفيد الميديا الفضائيه و االلعاب االلكترونيه من نقص التنظيم الذي يحكم حركتها وممارستها ومن
الملكيه الخاصه لها .وقد اصبح االطفال اكثر تعرضا للسيطره عليهم من قبل هذه الشبكات الجديده التي تقدم
لهم برامج متعدده مليئه بأحداث العنف ،والتي تفتقر الي اي مضمون حقيقي ،و الي اي سياق اجتماعي
.وقد اصبح واضحا االن بالنسبه للكبار و االطفال علي السواء ان تمضيه جزء كبير من وقتهم مع الواقع
االفتراضي بدال من الواقع الحقيقي يمكن ان يؤدي الي مزيد من عزلتهم االجتماعيه و الشخصيه .
-8التكنولوجيات الجديده تؤثر سلبيا علي البيئه ،ذلك ان إنتاج الحاسبات األليه يحتاج الي استنزاف شديد
للموارد .
-9مع تسارع إ يقاع ظهور المجتمعات المبنيه علي المعرفه ،فأن االفراد اللذين هم بالفعل في وضع
هامشي سواء في التعليم في التعليم في الحياه االجتماعيه و االقتصاديه سيجدون انفسهم مستبعدين .وحتي
بالنسبه لالفراد ذوي المؤهالت المرتفعه فأن شعور بعدم االمان ينتابهم .وبوجه عام يمكن القول ان
التكنولوجيات الجديده ستؤثر سلبا علي العامه ،وستزداد البطاله .
-10هناك شواهد علي ان استخدام االنترنت من المنزل ،من شأنه ان يجعل الوجود من الزاويه االجتماعيه
و النفسيه يتدهور .
وقجد ثبت ان مستخدمي االنترنت يقل عدد اصدقائهم عبر الزمن ،وبمضون فترات اقل مع اسرهم ،
ويعانون ضغوطا اكثر في حياتهم اليوميه ،ويشعرون بالعزله و االكتئاب .
تذكرنا مختلف جوانب الصورة المتشائمة لالثار االقتصادية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية
للثروة الغربية المتقدمة .ذلك انه مع تعمق اثار الثروة العلمية والتكنولوجية والتي هي احدى المعالم
الرئيسية للقرن العشرين ،بزغت تيارات فكرية غريبة معادية للتطور الكنولوجي الهائل الذي غزا مختلف
ميادين الحياة االنسانية على اساس تعقب اثاره السلبية على البشر .
وقد تبنى هذا التيار فالسفة غربيون قامت على اساس افكارهم حركات اجتماعية معادية للتكنولوجيا ،لم
تقنع كلها بممارسة النقد االجتماعي المشروع لها ولكنها تجاوزت ذلك لتمارث العنف ضد الممارثات
التكنولوجية .
وقد سبق لنا ان تعرضنا لهذا الموضوع في دراسة نشرت في كتاب ( الزمن العربي والمستقبل العالمي )
وموضوعها ( مستقبل المجتمع االنساني ) حيث اشار الكاتب في مجال الدراسة لمشكلة االمن على المستوى
الكوني الى هناك مخاطر امنية من ممارسات بعض الحركات االصولية المتطرفة ( بالمعنى الواسع للكلمة )
غير انه ( من االهمية ان نشير الى حركات احتجاجية اخرى ،وعلى االخص في مجال انصار البيئة ،
بدأت تميل الى استخدام العنف .ويشهد على ذلك ان العناصر الراديكالية من انصار البيئة قد تحولت فعال
للعنف وذلك في االواليات المتحدة االمريكية واوروبا الغربية .وعلى سبيل المثال فقد صاغت حركة
(االرض اوال) ايدولوجيه متماسكة تقوم على العنف) .
والواقع ان عديد من الجوانب السلبية التي يبرزها انصار الصورة المتشائمة للثورة المعلوماتية ،تقوم على
بالغ البساطة وان كان بالغ الخطورة من الناحية المعرفية ،مؤداه ان الواقع االقتصادي واالجتماعي والثقافي
على مستوى العالم سيبقى كما هو ولن يتغير ابدا !
وهذا المبدأ فيه ما فيه من االيمان بحتمية تاريخية عميقة اذ وانها بعد ان سقطت الحتمية ذاتها بكل انماطها
في العالم والتاريخ والمجتمع !
ان هذه النظرة المتشائمة تعد نظرة مضاضة لمنطق التاريخ االنساني .لقد سقطت امبراطوريات مارس
الهيمنة ضد البشر قرونا طويلة ،وحلت محلها نظم سياسية اكثر انفتاحا وديموقراطية وانسانية .من يحلل
البشر في القرون السابقة على الثورة الصناعية ،بكل ما حلفت به من مجاعات وبؤس واهدار النسانية
االنسان ،ويقارنها بالوضع اليوم عديد من بالدان العالم بعد ان استطاعت الثورة الصناعية تحسين اوضاع
البشر ،ليدرك ان التقدم االنساني امكانية فعليه وليس مجرد فرض من الفروض .
صحيح ان دوائر الفقر تزداد في الوقت الراهن على المتسوى الكوني ،السباب شتى ،ولكن صحيح ايضا
ان الثورة العلمية والتكنولوجية تفتح وستفتح افاقا واسعة من خالل الهندسة الوراثية ،لكي تستطيع
الحكومات اشباع الحاجات االساسية لشعوبها ،بتقديم غذاء رخيص ،باالضافة الى توفير مختلف الخدمات
التعليمية واالجتماعية .
ان مجابهة الفقر هي مسؤلية النخب والسياسة الحاكمة ،والتي يقع على عاتقها اعادة النظر في سياسات
توزيع الدخل القومي ،لكي ال تستأثر القلة االكبر منه على حساب الطبقات االجتماعية العريضة المنتجة .
وايا ما كان االمر ،او امنا بمنطق المتشائمين من الثورة المعلوماتية لقلنا ان على الدنيا السالم الننا وصلنا
الى نهاية التاريخ !
وبعيدا عن التفائل والتشائم ،والذي عادتا ما يكون محمال بتوجيهات ايدولوجية ثقيلة ،تعكس فلسفة الباحث
العامة في المقام االول ،بدال من االنطالق من ارضية الواقع ،قد يكون من المناسب ان نحلل وقائع الحياة ،
كما يطلق عليها الباحثون ،ويقصد بوقائع الحياة تلك المؤشرات الكمية اساسا ،والتي تصلح كأساس لرسم
صورة المستقبل .وكما نرى فأن المؤشرات الكمية اليمكن الطعن في صحتها ،النها صادرة عن جهات
مسؤلة حريصة على ثبات المعلومات وصحتها ،ولكن رؤى المستقبل التي ترسم على ضوئها ،قد تكون
محل خالف شديد .ذلك النه لو رسمنا المستقبل في ضوئها باعتبارع مجرد امتداد للحاضر ،حتى مع االخذ
في االعتبار معدالت النمو المتوقعة ،قد يكون في ذلك تجاهال الحتماالت الطفوة التي يمكن لمجتمع ما ان
يحدثها في مجال التقدم التكنولوجي ،اذا ما توافرت االرادة السياسية ،واالمكانيات الفنية ،بما يتجاوز
الكثير من التوقعات ،المبنية على اساس المؤشرات الكمية .
بكل وضوح الهوة السحيقة بين الدول المتقدمة والدول النامية ،معتمدا في ذلك على المؤشرات الكمية
الخاصة بالسكان واالقتصاد واحصائات السوق .
يقول الباحثون ان اكثر االثار قصيرة المدى درامية تكمن في الجانب االقتصادي .فالتكنولوجيات الحديثة
في االتصال والمعلومات تعد مسؤلة في الواليات المتحدة االمريكية ،وفي الخمس السنوات االخيرة ،عن
اكثر من ربع معدل النمو االقتصادي .ذلك ان صناعة هذه التكنولوجيات حققت % 8من مجمل النتائج
القومي االجمالي ،بما يعني ضعف ما تحقق في العشرين عاما الماضية .
وقد وصل االستثمار في هذه التكنولوجيات الى معدل %45اذا ما قورن بمعدل %3في الستينات .،ويمكن
القول انه في بعض الصناعات كما هو الحال في االتصال والتأمين ،فأن التكنولوجيات الحديثة لالتصال قد
تكون اكثر من ثالثة ارباع المعدات التي اشتريت .والعمل في قطاع التكنولوجيات الحديثة لالتصاالت
والمعلومات عائده مرتفع عن االجر المتوسط في القطاع الخاص ،ويدل على ذلك ان العامل في هذا المجال
يحصل على اجر 46000دوالر في العام .
ويعني ذلك ان هذه التكنولوجيات تخلق الثروة .غير ان مثا الواليات المتحدة االمريكية غير ممثال للواقع .
والسؤال هنا ماذا عن الدول النامية والتي هي مستهلكة ومستخدمة اساسا لهذه التكنولوجيات ؟؟ ويقرر
الباحثون انه بالنسبة الغلبية الدول النامية فأن هذه التكنولوجيات الجديدة تمثل عبئا اقتصاديا .فهي تدفع لكي
تشتري اخر منتجات هذه التكنولوجيات ،غير انها غير معدة لتستفيد منها ،او لتحقيق معادلة التكلفة والعائد
على االقل .بل انه يمكن القول انه في محال االولويات في البالد النامية ،اليبدو استخدام هذه التكنولوجيات
الجديدة واقعا في اعلى السلم ،الن هناك حاجات اخرى عاجلة ينبغي االهتمام بها .
ولو نظرنا الى مشكلة الفقر على المستوى العالمي ،وله وال شك صلة وثيقة بالقدرة على استخدام
التكنولوجيات الجديدة لالتصال والمعلومات ،فأنها تبرز امامنا لوحة بالغة القتامة .
فهناك االن 5,85بليون انسان يعيشون في العالم ،منهم حوالي %15يعيشون في الدول المتقدمة .ومعنى
ذلك ان حوالي %85من سكان العالم يعيشون في الدول النامية ،والتي نجد فيها اعلى معدل للزيادة السكانية
.وال فجوة في الدخول بين المتقدمين والمتخلفين في هذه الحقبة التاريخية لم تكن بهذا االتساع في كل التاريخ
العالمي .وذلك ببساطة الن ثمرات التصنيع والتقدم التكنولوجي لمدة قرنين من الزمان ظلت متمركزة بقوة
في اقاليم امريكا الشمالية واوروبا الغربية والحوض الباسيفيكي .وفي المتوسط – كما تشير احصائات البنك
الدولي – فأنه في الدول المتقدمة يصل الدخل الفردي الى 25000الف دوالر في الوقت الذي اليزيد دخل
الفرد فيه عن 1000دوالر في البالد النامية اي الفرق 1الى . 25
اما فيما يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة في االتصال والمعلومات ،فنجد الفجوة بالغة االتساع بين الدول الغنية
والدول الفقيرة .ففي منتصف التسعينات تشير االحصائات الى ان عدد اجهزة التليفزيون في الدول المتقدمة
لكل مائة شخص كانت اربع اضعاف ما هو موجود في البالد النامية ،اما اجهزة الراديو فكانت 6اضعاف
ما كانت لدى البالد النامية لكل 1000من السكان ،وسبعة اضعاف الكتب المنشورة لكل 100000من
السكان ،واثنة عشر ضعفا بالنسبة لخطوط التليفون لكل مائة شخص ،و 14ضعفا بالنسبة للمشتركين في
خدمة التليفون المحمول .
واذا نظرنا لالستخدام االدنى لالنترنت فنجد ان 108مليون فقط من يستخدمون الشبكة من اجمالي عدد
سكان العالم الذي وصل الى 5,85بليون نسمة .وفي عام 2002ارتفع عدد سكان العالم الى 6بليون نسمة
فيقدر ان 228مليون شخص (حوالي )%3,8يستخدمون االنترنت .
وفيما يتعلق بالمواقع على شبكة االنترنت نجد ان %82من المواد باللغة االنجليزية %4 ،باللغة االلمانية ،
%1,6باللغة اليابانية %1,3 ،باللغة الفرنسية %1 ،باللغة االسبانية .والباقي وهو %9,8موزع بين
باقي لغات العالم ،واغلبها لغات اوروبية .واغلب المتعاملين مع االنترنت في العالم حاصلين على االقل
على شهادة جامعية ،واغلب المتعاملين معها مديرين من الدرجة االولى ،ومهنيين من كافة التخصصات ،
كانوا يعدون من بين االغنياء في مجتمعهم .
فلسفة التاريخ:
اذا قرئنا االحصائات المتنوعة السابقة بدقة ،قد يكون من المنطقي ان نتبنى نظرة متشائمة ليس فقط بالنسبة
التساع نطاق تطبيقات التكنولوجيات الحديثة في االتصال والمعلومات ،وانما بالنسبة لمستقبل العالم نفسه !
فما ابشع الصورة المتشائمة التى تصور العالم بأعتبارها مكانا للقلة الغنية المترفة ،وفضاء ايضا الغلبية
سكان العالم الذي يرسفون في جحيم المسغبة والفقر المعلوماتي والحرمان المعرفي الى ابد االبدين !
واكننا النعتقد في موضوعية هذه الصورة ،مهما اقيمت على ضوء االرقام الصحيحة ،والتي تقدم بصورة
مجردة وباردة .ألن هذه الصورة محملة بحتمية الفكاك منها ،مع ان الحتمية سقطت في المجتمع والعالم
والتاريخ .
ولو راجعنا سجالت التاريخ االنساني ،الدركنا بدراسة تجارب مجتمعات مختلفة في النهوض القومي ،
امثلة تكذب هذه الصورة المتشائمة وبطريقة قاطعة .ولنضرب مثال بالصين .من كان يظن حين قام ماو
تسي تونج باقماة الدولة الصينية الحديثة عام 1949انها ستصبح بعد حوالي نصف قرن اكثر االقطاب
الدولية االن قوة وانطالقا في مجال التنمية البشرية التي تجاوزت معدالتها %12سنويا وهو رقم قياسي؟
الصين قبل الثورة كانت بلد المجاعات والفيضانات والتحلل االجتماعي ،النها كانت فضاء مباحا للدول
الغربية االستعمارية ،التي حرصت على فرض االفيون عليها ،حتى التنهض ابدا ،فزعا من صحوة
المارد االصفر كما كنت توصف الصين في كتابات غربية عنصرية ؟
وكيف نفسر الطفوة التي حققتها بنجاح مدهش بعض الدول االسيوية التي شبهت بالنمور ،وحاولت الدول
الغربية حصار انجازاتها الرائعة في مجال التنمية والتقدم التكنولوجي ؟ هل كلنت االحصائات قبل التقدم
تبشر بأي نخضة من هذا القبيل ؟
وخالصة ما نريد ان نركز عليه – على عكس انصار النظرة المتشائمة – نحن نؤمن بفلسفة الطفوة ،بشرط
توافر االرادة السياسية ،والنجاح في تعبئة موارد المجتمع االقتصادية والبشرية في ضوء رؤية استراتيجية
بصيرة ،اجاد واضعها من صناع القرار قراءة المتغيرات العالمية ،والتاريخ االجتماعي الوطني في نفس
الوقت .ولنتذكر ان تشائم العقل ال يقف امامه سوى تفائل االرادة !
هل يمكن لنا كعرب ان ندخل على الربع االول من القرن الحادي والعشرين بأقدام ثابته واعين مفتوحه
وبفكر جسور يقتحم كافة المشكالت السياسية واالقتصادية والثقافية التي تواجهنا ،بغير ممارسة كاملة
لحرية التفكير وحرية التغيير ؟
ان الثقافة العربية المعاصرة المحاصرة باالستبداد السياسي ،تضع قيودا متعددة على حرية التفكير .ولو
تأملنا تاريخ التقدم في مختلف الحضارات ،الدركنا انه كان محصلة لممارسات حرية التفكير بغير قيود وال
حدود .فلننظر لتاريخ التقدم الغربي ،وسنجد ان اوروبا لم تستطع ان تخرج من عبائة القرون الوسطى بكل
تخلفها واثقالها ،اال بعد ما حطمت المؤسسات التي كانت تحجر على الفكر ،وتضع قيودا ال حدود لها على
العقل االنساني ،بل وتمارس االلبطش الشديد والقمع بمختلف صوره على كل مفكر او مثقف او باحث جرأ
على تحدي المسلمات العلمية او الفكرية او السياسية او الدينية السائدة .لم تستطع اوروبا ان تنفذ من ابواب
التقدم اال بعد ان حققت ثورتها الثقافية الكبرى ،من خالل تحطيم استيداد الكنيسة ،التي ارادت بسيف
االرهاب الديني الباطش ان تختم على عقول الناس ،وان تجبرهم على التسليم بمذاهبها المتهافته ،والتى
تعكس رؤيتها المتدهورة للعالم .وبذلك فتحت اوروبا الناهضة من خالل ركام القرون الوسطى الباب واسعا
عريضا امام العقل لكي يجوب االفاق ،ويستطلع اسرار الكون ،ويحاول استكشاف المجهول ،من خالل
بلورة منهج عقلي متكامل يحاول بالمنطق بحث مختلف المشكالت ،ويسعى بالمنهج العلمي الى دراسة
مختلف الظواهر الطبيعية واالجتماعية .ومن هنا نستطيع ان نفهم الداللة الكبرى لكتاب الفيلسوف ديكارت
الشهير ( مقال في المنهج ) الذي كان فتحا في بابه وقت صدوره ،النه رسم طريقا جديدا للتفكير المنهجي ،
ووضع دليال للعقل االنساني الناهض لكي يتفحص اي مشكلة ،ويدرس مختلف جوانبها ،ويصل في النهاية
الى نتائج محددة ،بعضها يتسم بصفة اليقين ،وبعضها يتحول الى فروض علمية قابلة للدحض واالثبات .
ويمكن القول بغير مبالغة ان كتاب ديكارت كان يمثل احدى عالمات التقدم البارزة ،التى دفعت العقل
االوروبي الى االمام ،وجعتله يؤسس من بعد للعلوم االجتماعية الحديثة ،وفي مقدمتها علم االجتماع وعلم
السياسة وعلم االقتصاد .ولو طالعنا كتاب ديكارت اليوم ،الندهشنا من القيمة العالية التي اكتسبها في تاريخ
الفكر االوروبي .وذلك لسبب بسيط ؤداه انه يضع قواعد التفكير المنهجي كما يمارسه ماليين من الناس
في العالم اليوم ،وفق قواعد تبدو لنا اليوم في غاية البساطة ،بل وتكاد تكون بديهية ! فهل هناك اليوم من
يعتقد ان قاعدة تقسيم المشكلة – اي مشكلة تخضع للبحث – الى اجزاء محددة قبل التعلرض لبحثها كانت
حين وضعها ديكارت تمثل هي وغيرها من القواعد المنهجية ثورة في زمانها ؟
لقد سمحت حرية التفكير للعقل االوروبي ان يستطلع افاق ميادين االجتماع والسياسة واالقتصاد من خالل
بلورة علوم متكاملة تدرسها ،ولكنها دفعت به ايضا الى تنمية المنهج العلمي المنضبط لدراسة الظواهر
الطبيعية بمختلف تجلياتها .وفي هذا المجال لم يتردد العقل االوروبي اطالقا في ان يبني القواعد الراسخة
التي وضعها المسلمون في مجال البحث العلمي بمختلف فروعه ،فيالطبيع والكيمياء والفلك والطب .لم
يزعم بعض االوربيين ان الفكر االسالمي فكر وافد ال ينبغي االستعانة به ،ولم ترتفع اصوات غبية ترفع
شعارات الغزو الثقافي او تندد بالتبعية الثقافية ،كما يحدث اليوم في مواجهة الفكر االنساني المتقدم .بل ان
االوربيين ارسلوا بعثات منظمة الى االندلس لدراسة الفكر العلمي االسالمي ،ولتعلم اللغة العربية ،لكي
يترجموا النصوص االساسية المكونة لهذا الفكر .ومن هنا يمكن القول ان الحضارة الغربية الراهنة حضارة
انسانية ،بغض النظر عن بعض جوانبها السلبية ،والتي توجد على كل حال في اي حضارة ،النها اخذت
من الحضارة االسالمية ،كما اخذت من غيرها من الحضارت ،بالرم من انكار سجالت الحضارة االوربية
ذلك ،في محاولة للزعم بأن الحضارة الغربية الراهنة هي امتداد للحضارة اليوناية القديمة .وايا ما كان
االمر فقد تكفل المؤرخ االمريكي مارتن برنال في تفنيد هذه المزاعم في كتابة الشهير (اثينا السوداء) والذي
حدد فيه االصول االسيوية واالفريقية للحضارة اليونانية .
وخاض هؤالء الرواد معارك اخرى للحصول على حق حرية التعبير .
ولذلك ان قيود النشر كانت ثقيلة ،الن السلطة السياسية والدينية عمدت الى فرض رقابة محكمة على ما
ينشر ،حتى ال تتهدد مصالحهم بتأثير قوة الكلمة المكتوبة وكذلك يمكن القول ان اوروبا حلقت في فضاء
التقدم مستخدمة جناحي حرية التفكير وحرية التعبير .
واذا ولينا وجوهنا االن الى الوضع في العالم العربي ،الدركنا اننا حققنا منذ بداية النهضة العربية االولى
خطوات متواضعة في مجال حرية التفكير وحرية التعبير ،ذلك انه اذا كنا قد شهدنا بناء المدارس
والمجمعات الحديثة في مختلف جموع الوطن العربي ،حيث يدرس المنهج العلمي ويستخدم في بحث
مختلف الظواهر الطبيعية ،فأنه يجابه صعوبات جمة في التطبيق في ميادين السياسة واالجتماع واالقتصاد
.
في مجال السياسة يضيق الى حد كبير هامش حرية التفكير وحرية التعبير لسادة االستبداد ،وممارسته القهر
المنظم على فئة المثقفين والباحثين ،والتي تمنعهم من طرح االسئلة الصحيحة عن طبيعة النظم السياسية
السائدة ،وعن شرعيتها ،وعن مظاهر استبدادها ،وعن كيفية الخالص من رقابتها ،من خالل تبديد
الوعي الزائف الذي تنشره هذه النظم من خالل التحكم في االعالم وفي منابر الثقافة المتعددة ،ونشر الوعي
االجتماعي الصحيح .وهناك حاالت متعددة الحقت فيها السلطة المفكرين ووضعنهم في السجون ،او
صفتهم تصفية جسدية جزاء لجسارتهم الفكرية ،وطرحهم لمشكلة استبداد النظام او تحكم السلطة .بل ان
بعض المجتمعات العربية افسحت للمواطنين العاديين الذين ينتمون الكثر التيارات الفكرية محافظة ورجعية
ان يرفعوا دعاوي قضائية ضد المفكرين الذين يرون انهم قد تخطوا بابداعهم – سواء كان ذلك بحثا علميا
او دراسة تحليلية او رواية او حتى اغنية – الخطوط الحمراء كما يحددونها هم .ولعل االحداث التي برزت
في السنين االخيرة في بعض البالد العربية ،حيث صدر حكم بتطليق احد المفكرين من زوجته بتهمة الردة
،وصدرت احكام اخرى بسجن مبدعات عربيات بزعم ان ابداعهن فيه تطاول على الذات االلهية ،كل هذه
االحداث تبين اننا – في الوطن العربي – مازلنا نعيش اجواء القرون الوسطى التي تجاوزتها اوروبا
خصوصا ،والبالد المتقدمة عموما منذ قرون طويلة .وفي تقديرنا ان المشكالت التي تواجه العرب ونحن
في القرن الحادي والعشرين ،والتي يرد جانب كبير منها الى الفجوة الواسعة بين تخلفنا وتقدم االخرين ،
يقف ورائها بشكل اساسي مايمكن ان نطلق عليه عقلية التحريم .فما دام العقل العربي المعاصر ممنوعا من
التحليق في افاق حرية التعبير ،بأسم الدين او التقاليد ،فلن يتاح لنا ان نستطلع االفاق المجهولة ،وال حتى
ان نسير في الدروب المطروقة التي سلكتها مثلنا الشعوب المعاصرة التي استطاعت تحقيق التقدم .
ولعل الظاهرة الملفته للنظر حقا في الحياة السياسية المعاصرة ،هو تواطؤ بعض السياسيين – ايا كانت
طبيعتهم واتجاهاتهم ومدى انغالقهم او انفتاحهم – مع بعض رجال الدين لممارسة حظر حرية التفكير و
حرية التعبير .ولعل هذا احد اهم اسباب التخلف في العالم العربي .
وبعد دخولنا في القرن الحادي والعشرين ،من واجبنا ان نتأمل حصاد هذا القرن عربيا ،لكي نشخص
السلبيات البارزة ،ونضع ايدينا على جوانب القصور ،ولكي نحدد ايضا الميادين القليلة التي استطعنا ان
نحقق فيها توعا من التقدم النسبي .
وال ينبغي لنا ان نتطور تحت تأثير تهديدات العولمة ،بل انه من الضروري لنا ممارسة النقد الذاتي
بصورة بصيرة ،في تشخيص مشكالتنا ونضع لها الحلول التي تتفق مع تاريخنا االجتماعي ،والتي ال
تحاول القفز فوق الواقع العربي بكل تناقضاته واوضاعه .العولمة السياسية ترفع شعارات الديموقراطية
والتعددية ،واحترام حقوق االنسان ،والعولمة االقتصادية تدعو لتحرير االقتصاد وفتح السوق ،والعولمة
الثقافية تركز على االنفتاح الثقافي وحوار الحضارات ،والعولمة االتصالية فتحت باب االتصال غير
المحدود بين بني البشر من خالل االنترنت .
هذه كلها دعوات صريحة لمختلف بالد العالم وخصوصا تلك التي تسودها االنظمة االستبدادية ،على ان
تتحرر من ربقة الماضي .وتدخل العالم الجديد .
ومعنى ذلك اننا نحتاج الى عملية احياء ثقافي كاملة .تتكفل بالقضاء على ثقافته االستبداد .وتأسس ثقافة
الديموقراطية ،وتغرز مبادئها في االسرة والمدرسة والجامعة وفي فضاء المجتمع المدني كله .ومن ناحية
اخرى ينبغي توسيع دائرة الحرية حرية التفكير وحرية التعبير الى غير ما مدى ،وتحكم العقل في صنع
السياسات وصنع القرار ،واالستفادة من التجارب المقارنة الناجحة .والبد من اعادة صياغة العالقة بين
الدول العربية و مواطنيها ،حتى يتحولوا من وضع الرعاية الى مكانة المواطنين ذوي االهمية السياسية
والثقافية .
ان تـأمل اوضاع العولمة الراهنة ،يدفعنا الى القول اننا ان لم نتطور اختيارا ونفتح االبواب المغلقة .فأن
رياح التغيير العالمية من شأنها ان تحطم قالع االستبداد السياسي وحصون الرجعية الفكرية .
تعليم المرأه :
احتفلت اليونسكو عام 1990بيوم محو االميه ويأتي هذا االحتفال في اطار الجهود التي تبذلها المنظمه
لتعريف العالم بحجم المشكله و اثارها السلبيه علي عمليات التنميه االقتصاديه و االجتماعيه و قد تفاقمت
مشكلة االميه في مصر مما ادي برئيس الجمهوريه محمد حسني مبارك اعالن السنوات العشر -1990
1999عقدا لمحو االميه ةتعليم الكبار في مصر و تشير الدراسات التي اعدتها وزارة التربيه و التعليم الي
ارتفاع نسبة االميه في مصر بسبب التسرب غير القليل من المدارس االبتدائيه و عجزها عن استيعاب كل
الملزمين سنه بعد اخري و تزايد اعداد المرتدين لالميه و تقدر المتسربين من التعليم االبتدائي بحوالي الف
طفل كل عام الي جانب 150الف من المرتدين لالميه ،كما اوضحت الدراسات ان االميه تتركز في فئات
معينه من السكان اهمها النساء و المشتغلون بالزراعه و االشخاص اللذين ال نشاط لهم .
كما اوضحت تقارير اليونسكو في يناير 1990ان عدد االميين في العالم يبلغ مليار شخص يعيش في %98
منهم دول العالم الثالث ،كما ان ثلثيهم من النساء كما ان اظهرت االحصائيات التي نشرت اثناء االحتفال
بيوم المرأه العالمي في مارس 1988ان %17فقط من النساء بالعالم حصلن علي تعليم كامل ،ونبهت
تقارير اليونسكو في 1989الي وجود 100مليون طفل تتراوح اعمارهم بين 6سنوات و 11سنه بالدول
الناميه ليسوا مسجلين بالمدارس مما يجعلهم غدا في عداد الكبار االميين .
بالرغم من التقدم التي احرزته الدول العربيه في تعليم الفتاه اال ان المستوي و نوع التعليم الذي وصلت اليه
الفتاه ال يتمشي مع متطلبات التنميه و اعتبار القطاع النسائي كقوه عامله لها اهميتها كذلك تالحظ سابقا
ان نسبة االميه مرتفعه جدا بين النساء ة تشير االحصاءات الي ان نسبة الطالبات الملتحقات بالصفوف
االبتدائيه في الدول العربيه %43.9من مجموع االناث الذين تتراوح اعمارهم بين 6الي 11سنه اما
نسبنة الطالبات الملتحقات بالمستوي المتوسط و الثانوي في الدول العربيه فقد بلغت % 9.8من مجموع
االناث الالتي يتراوح اعمارهم من 12الي 17سنه نستنتج من هذه االرقام انه البد من بذل المزد من الجهد
في توفير فرص اوفر لتعليم الفتاه علي اعتبارها تشكل عنصرا فعاال في مجاالت التنميه االجتماعيه و
االقتصاديه ،باالضافي الي ما يمكن ان تقدمه الفتاه المتعلمه من حسن تربيه لالجيال لعربيه الجديده كما ان
برامج محو االميه البد ان تمتد الي اكبر عدد ممكن من القطاع النسائي .
ومكن ان نخلص مما سبق ان احدي القبات التي تواجه التوسع االقتصادي في الدول العربيه هو ان سياسة
التعليم المتبعه تشير الي اعطاء االولويه للتعليم االكاديمي و االدبي ،في حين ان التعليم المهني و الفني ال
يحظي بنفس االهميه ،وقد ذهب احد العلماء في االقتصاد الي القول بأن هناك فجوه خطيره بين الحاصلين
علي التعليم الفني من ناحيه ة االكاديمي من ناحيه اخري .
دور تعلي الكبار في النهوض بالمرأه االفريقيه :
من الموضوعات الهامه التي تحتاج الي نظره حاسمه و خاصه ما يتعلق بواقع المرأه االفريقيه و ظروف
حياتها الحاليه التي اذا قورنت بمثيلتها في اوروبا و اسيا نجدها وضع سيئ و متخلف بالرغم من بعض
خطوات التقدم التي حققتها المرأه االفريقيه في باية السبعينات و الثمانيات.
وقد ادي االستعمار الذي جثم علي صدر القاره االفريقيه التي تخلف القاره التي تعاني و هو ما تعاني منه
حتي االن سواء من النواحي السياسيه او االجتماعيه و غيرهما ،ومن الذين اصابهم هذا التخلف اكثر امرأة
افريقيا مما ادي الي زيادة نسبة االميه الي ، %90كذلك انتشار الخرافات و االيمان بالسحر و غير ذلك
حتي ان كثيرا من النساء تعتقدن ان المرض سببه االرواح الشريره ،ولذلك نجد المرأه االفريقيه تعاني
العديد من المشكالت االجتماعيه و االقتصاديه و التعليميه ،ولذلك من الضروري اعادة النظر في وضع
المرأه و تحسين هذا الوضع بما يؤدي الي النهوض بالمرأه االفريقيه و بالتالي النهوض بالقاره جميعها .
و تميزن المرأه االفريقيه بقوة االحتمال ،وهذا يعود للبيئه الصحراويه التي تعيدش فيها و قد تم أجراء
دراسه علي مدي قوتها و قد كشف ان النساء االفارقه يتمتعن جسديه تفوق علي الجنود الشبان في حمل
االحمال فوق رؤسهن و يتمتعن بمهارة علي حمل االثقال ،و قد اعترف الدكتور "هجلوند" العضو
االمريكي في فريق العلماء في هذه الدراسه بمهارة المرأه االفريقيه و قوة تحملها "وصرح انه ال يعرف
كيف تستطيع المرأه االفريقيه القيام بأعمال مثل ما شاهدها.
ومن هنا يتضح لنا ان المرأه االفريقيه سيدة القوه في افريقيا وتمثل نصف المجتمع ةلكن بالرغم من ذلك
حقوقها ضائعه و مصابه بالتخلف في بعض النواحي االجتماعيه و االقتصاديه و سوف نعرض لما تعاني
منه المرأه االفريقيه من المشكالت .
المشكالت االقتصاديه:
يعاني العالم كله من مشكالت اقتصاديه و عدم تنفيذ خطط التنميه و ذلك االتفاق العسكري الزائد عن الحد و
تعاني القاره االفريقيه بصفه خاصه من المشكالت االقتصاديه وهذا يؤدي الي تعطيل خطط التنميه في جميع
الدول االفريقيه وهذا السبب حجم الديون االفريقيه ،ولهذا اثره بشكل مباشر او غير مباشر علي المرأه
االفريقيه التي لم تأخذ حقها الكافي في مجال التعليم
و بالرغم من ان المرأه االفريقيه تمثل %50من القوي العامله االفريقيه اال ان مساهمتها في مجال الخطط
االقتصاديه و التنميه ضئيل جدا بالرغم من ان جميع المنظمات الحكوميه و غير الحكوميه تدعو الي
مشاركة المرأه في خطط التنميه .وقد ارجعت الدكتوره "فرخنده حسن" في كلمتها في مؤتمر حماية نهر
النيل من التلوث سبب فشل جميع خطط التنميه القاره االفريقيه الي انها لم تضع المررأه عنصرا اساسيا في
التنميه كقياده بل ركزت علي الرجل بالرغم من ان التكوين الخلقي للمرأه يؤهلها كعضوة اساسيه في تنميه
المجتمع.
ونجد ان المرأه لها نسبه قليله في قطاع العمل حيث يمكن ارجاع ذلك الي البطاله الزائده بين الرجال و
بالرغم من نسبة االميه الطاغيه بين المرأه االفريقيه حيث تمثل %90بين النساء اال انها بشكل واضح في
االنتاج الزراعي و الغذائي حيث ساهمت بنسبة %80 – 60من االنتاج الغذائي وساهمت بنسبة %46في
العمل اليدوي الزراعي وذلك في عام 1989وبفضل مساهمة المرأه زاد االنتاج القومي في افريقيا و اغلبه
زراعي حيث زاد بنسبة %2.6و لذلك يجب ان نعرف ان المرأه تمثل %75من حجم الطاقه الزراعيه في
افريقيا ،وهذا يدل علي ان مساهمة المرأه للتنميه يؤدي الي زيادتها وبذلك تتحسن الحاله االقتصاديه في
افريقيا.
المرأه في المجتمع االفريقي ما زالت تتمسك ببعض التقاليد و العادات التي كانت في الماضي وتعاني المرأه
االفريقيه الي االن من عملية الزواج المبكر دون السن القانونيه في افريقيا مما يؤدي الي مشاكي بالنسبه
للوالده ،وادي هذا الي ارتفاع نسبة الةفيات في افريقيا الي 150000سنويا يمثل % 30م وفيات االمهات
في العالم و هي نسبة مرتفعه اذا ما قورنت بما يماثلها في اوروبا مثال.
وكان قديما االطفال حديثو الوالده يأخذون اسم االم وذلك لعدم معرفة اب لهم وهذا الوضع جعل االم لها
الكلمه العليا في البيت و في امور اوالدها .
وهذا الحق ينتقل الي البنت بعد وفاة امها ويكون الرأي النهائي لها حتي علي اخواتها االوالد حتي االكبر
منها سنا ،ولكن هذه التقاليد تغيرت بعد دخول المسلمين و االستعمار االوروبي القاره االقريقيه فبدأت سلطة
االب تعود لمكانتها الطبيعيه في االسره االفريقيه متأثره بما كان عند المسلمين و االوروبين ،ولكن نجد ان
المرأه االفريقيه تشكو من سيطرة الرجل عليها سواء في البيت او العمل وان جميع الحقوق للرجل فله
النصيب االكبر زمازالت في المجتمعات االفريقيه ال يقيمون افراحا عند والدة البنت .
ومن اهم المشاكل االجتماعيه التي تعاني منها المرأه االفريقيه عملية الزواج سواء قديما او في الوقت
الحاضر حيث ان الزوجه الجديده تكون علي علم تام انها ليست االولي وان عليها ان تنجب اطفاال حتي ال
يطلقها الرجل ،وان الرجل االفريقي ال يقدم علي الزواج اال بعد التأكد ان السيده منجبه الن الحمل و
االنجاب اهم من الزواج ،ونجد في القاره االفريقيه انواعا من الزواج فنجد زواج المرأه بالمرأه ،وزواج
الشبح ،وزواج الفراتي ،وهذه االنواع توجد بكثره في قبائل جنوب السودان و كينيا حيث نجد في كينيا ان
الرجل من حقه زواج 8سيدات وله حق االنفصال دون الطالق ،كذلك بعد وفاة زوجها يمكن الخ زوجها
ان يتزوج من زوجة اخيه او يمكن معاشرتها بأخ زوجها و يكون جميع اوالدها شرعيين وقد ناقشت جميع
المؤتمرات الخاصه بالمرأه هذا الوضع ولكن لم تصل الي حل و لذلك يجب ان تدخل رؤساء دول افريقيا
لوضع حد لمهانة المرأه االفريقيه لكي تصل الي ما تريده من تقدم و رقي.
و بالرغم من ان المرأه استطاعت ان تحقق مكانه كبيره في المجال السياسي اال انها لم تستطع ان تحل
بعضا من مشكالتها االجتماعيه ومنها مشكلة تعدد الزوجات ،وللبيئه التي تعيش فيها المرأه االفريقيه دور
كبير في تدهور الحاله الصحيه في القاره االفريقيه بصفه عامه و عند المرأه بصفه خاصه حيث انتشر
مرض النوم ،كذلك انتشر مرض السرطان وقد حذر المؤتمر االفريقي الدولي للسرطان من الزياده الكبيره
و المستمره من عدد المصابات بهذا المرض حيث وصلت اعداد الحاالت التي تصاب بالمرض سنويا الي
ربع مليون حاله بمعدل 150في المليون ،وبالرغم من ان نسبة االصابه بنفس المرض في اوروبا وصلت
الي 3550حاله في المليون االان نسبة الشفاء كادت ان تقترب من %100بعكس نسبة الشفاء في افريقيا
فهي قليله.
الحاله السياسيه:
بالرغم من جميع المشاكل التي تواجهها المرأه االفريقيه في جميع المجاالت سواء اجتماعيه او التعليميه او
االقتصاديه االانها استطاعت ان تحقق ذاتها في الناحيه السياسيه ،واذا كانت فرنسا واوربا تفتخر "بجان
دارك" الفرنسيه التي وقفت امام االستعمار ،فلنا الشرف نحن االفارقه ان نفتخر بالمرأه االفريقيه التي
ناضلت ضد االستعمار ،و اصبحت عضوه في البرلمان ،وكونت الجمعيات النسائيه السياسيه ودخلت
الوزاره ومنذ فتره الستينات استطاعت المرأه االفريقيه ان تأخذ مكانتها السياسيه فاصبح لهال الحق في
االنتخابات كل خمس سنوات كما في تنزانيا كذلك نجد ان المجلس الوطني الففني يوجد به 25امرأه ،وفي
اوغندا منصب وزيرالخارجيه تقلدته امرأه ،وفي مصر ترأس وزارة الشئون االجتماعيه سيدة.
وبعد هذا العرض لوضع المرأه االفريقيه من جميع النواحي يمكن القول ان المرأه االفريقيه منذ الثمانيات
شهدت اهتماما فعقد مؤتمر اروشا عام 1984حيث وضع استرانيجيه للنهوض بالمرأه بالعالم ،ولكن يمكن
القول انه م ع نهاية القرن العشرين و بداية القرن الواحد العشرون ما زالت المرأه تعاني من عدة مشاكل
مثل المشكله الصحيه و التعليميه و مشاكل تعدد الزوجات لرجل واحد ،وادق مثل هذا التحدي المظاهرات
النسائيه في داكار بالسنغال حيث حملت السيدات شعارات تدعو الي اعادة النظر في وضع المرأه "احموا
المرأه تحموا الوطن" "حرية المرأه تعني حرية الوطن".
واذا كان االنسان هو الرأسمالي الحقيقي والباقي لالمم فـأن تأهيل هذا االنسان ورفع كفايته وتغيير نوعيته
ال يتم اال عن طريق مد الفرصه لم لم يتمكن من القوي العامله و يستلزم االمر وضع الخطط ورصد المبالغ
الالزمه لتعليم المرأه االفريقيه كمدخل سريع للنهوض بالقاره كما يتطلب االمر ضروره اقتناع رؤساء البالد
االفريقيه و المسؤلين بالحكومات االفريقيه بأهمية المرأه في احداث التنميه الشامله و الممتده و االسراع بها
ويتأتي بذلك العمل الجاد علي تعليم المرأه و تدريبها لالرتقاء بمستوياتها الثقافيه و الصحيه و االقتصاديه.
و في دراسه عن الفتيات الريفيات بعنوان رغبات و دوافع الفتيات لتعلم المهارات المختلفه و االشتراك
بفصول التدريب بمنطقتي النهضه وميروط – محافظة البحيره اوصي الباحثين باالتي :
-1التركيز علي الفتيات من سن 20 -13سنه عند عمل الدورات التدريبيه حيث ان الفتاه في هذا السن
تكون قد فاتها سن التعليم االساسي االلزامي و مازالت حديثة السن و بالتالي فهي تكون غير مسئوله
عن اعباء المنزل مما يتيح لها فرصة النضمام بالدورات التدريبيه ،هذا باالضافه الي ان الفتاه في
هذا السن تكون قابليتها لتبني االفكار الجديده و اكتساب المهارات اعلي من اي سن اخر.
اذا كان الهدف من الدورات التدريبيه هو تعلم القراءه و الكتابه فيجب البدء باالعمار اقل من 13 -2
عام ،واذا لزم االمر فتوضح برامج تعليميه خاصه تناسب هذه الفئات العمريه .
من المعروف ان الفتاه الريفيه تعتبر طاقة عمل حقلي هائل ،ولذا يجب االهتمام بوضع البرامج -3
الزراعيه المناسبه لتنميه هؤالء الفتيات زراعيا ،وبذلك نعد جيال من الفتيات المنميات في جميع
المجاالت.
تالقي سلبيات و قصور الدورات السابقه من حيث: -4
توفير المكان المناسب ذو السعه المناسبه و التهويه الجيده. -
توفير الخامات التي تستخدم في العمليه التعليميه و كذا وسائل االيضاح المناسبه في شرح -
المعلومات كلما امكن.
تحديد مده كافيه للدوره حتي يتسني تحقيق هدف التعليم من اتقان المهارات التي من اجلها تنظم -
الدوره .
وضع برنامج ترفيهي بين الحين و االخر لجذب الفتيات و تشويقهن لحضور الدورات . -
اختيار المعاد و الفتره المناسبه لتنظيم تلك الدورات بحيث ال يشغلهن عن اعمال المنزل و الحقل . -
حسن اختيار المدربين بحيث يكونوا ذوي كفاءه -
عمل الدعايه المناسبه قبل انعقاد الدوره . -
مراعاة اجراء تقييم شامل لكل دوره للتعرف علي نواحي القصور ومحاولة تالقيها في الدورات -
المستقبله.
على الرغم من أن جهود مكافحة األمية في العالم العربي بدأت منذ زمن بعيد ،اال أن نسبة األمية العالم
العربي من أعلى النسب في العالم .حيث إن هناك أكثر من 70مليون أمي في العالم العربي .وبالمقابل
نجحت الكثير من دول العالم مثل روسيا والصين وكوريا وفيتنام وبنما وغيرها في محو أمية الكبار خالل
عقود قليلة .وشهد القرن العشرين حمالت كثيرة لمحو امية الكبار مثل حملة محو األمية في االتحاد
السوفياتي سابقا (1919-1939م) ،حملة محو األمية الكبرى في فيتنام (1945-1977م) ،حملة محو
األمية في الصين (1950-1980م) ،حملة محو األمية في كوبا (1961م) ،حملة محو األمية في بورما في
الستينات والثمانينات ،وحملة محو األمية في البرازيل (1971-1981م) .من هنا تهدف هذه الدراسة الى
ما يلي )1( :استعراض تجارب دول نجحت في محو أمية الكبار مثل الواليات المتحدة وروسيا والصين
وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند وبنجالديش واندونيسيا وباكستان والتيبت ونيبال ونيجيريا
وبنما والبرازيل والمكسيك ( )2استعراض عوامل نجاح تلك الدول في محو األمية ( )3الطرق التي اتبعتها
في محو االمية ( )4العوائق التي تحول دون محو أمية الكبار ( )5كيف يمكن أن تستفيد الدول العربية من
تجارب الدول االخرى – خاصة الدول الفقيرة – في محو االمية.
والواقع ان لمحو أمية الكبار فوائد تعود على االفراد والمجتمعات .ففي دراسة أجراها باداك ورازنسكي
) ،Padak and Rasinski (1997افاد الدارسون الذين تعلموا القراءة والكتابة ان ثقتهم بانفسهم قد
زادات ،واصبحوا آباء أفضل ،وحصلوا على فرص عمل أفضل ،وأصبحوا قادة اجتماعيين أفضل .وذكر
الدارسون ان مهاراتهم االساسية قد تحسنت ،وان احترامهم لذواتهم وقدرتهم على حل المشكالت قد تحسنت،
وانخرطوا في شؤون المجتمع المحلي ،والمهارات االبوية ،والعالقات السرية ،وزادت رغبة ابنائهم في
التعلم .والحظ الراشدون واالطفال الملتحقون في برامج محو امية االسرة تحسنا في اتجاهاتهم نحو التعلم
والتحصيل في القراءة والقدرة على الكتابة ومعلوماتهم في العلوم والرياضيات ،وتحسنا في مكانتهم في
العمل ومدى رضاهم عن العمل .وتتعلم االسر تقدير التعليم وتصبح اكثر اهتماما بالمدارس ،ويتحسن
تحصيل االبناء ،ويصبح افراد االسرة أكثر قربا ،ويقرأون أكثر ،ويظهر عليهم سلوك المتعلمين أكثر في
المنزل .ووجد باداك ورازنسكي ) Padak and Rasinski (1997أن لبرامج محو االمية تأثير ايجابي
على عدد من المشكالت االجتماعية مثل مشكالت الصحة والتغذية ومعدالت التسرب من المدرسة
والتحصيل الدراسي المنخفض ،والتعامل الوالدي مع المراهقين والبطالة واالعتماد على الضمان االجتماعي
والعزلة االجتماعية .ومن فوائد برامج محو االمية في مقر العمل ارتفاع مستوى المهارات االساسية،
واكتساب الثقة بالنفس واحترام الذات ،والتواصل في العمل وبين االفراد ،وتحسن االتجاهات نحو التعليم
المستمر ،وتحسن االداء في العمل ،والدافعية ،واكتساب الثقة في التعليم الموجه من الذات ،وانخفاض
الخوف من تعلم مهارات جديدة ،وتغير االتجاهات نحو التعلم بشكل عام ،وزيادة القدرة على التكيف مع
التغيرات ،والثقة في زمالء العمل ،واالهتمام بالصناعة.
وفيما يلي استعراض لتجارب الواليات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وفيتنام
وبنجالديش والهند واندونيسيا وباكستان والتيبت ونيبال ونيجيريا وبنما والبرازيل والمكسيك في محو
االمية.
بين عامي 1935-1910م كانت هناك حملة لمحو األمية في جنوب الواليات المتحدة .واعتمدت الحملة
بصورة أساسية على المتطوعين الذين كانوا يعملون في المدارس الليلية والصيفية وطواحين القطن وكان
يطلق عليها مدارس الفرص .Opportunity schoolsوكانت هناك جهود مشابهة لمحو األمية الوظيفية
بين الراشدين الذين يعيشون في المناطق الريفية مثل حملة أالباما Alabamaلمحو األمية بين عامي
1935-1915م ،والجهود الحديثة لمحو األمية الوظيفية في مقاطعات جاكسون وكالي الريفية & Clay
Jackson countiesفي والية تنيسي .Tenesseeومن السمات المشتركة بين الحملتين :حماس
وتكريس من قدموا الدعم المادي ،واستخدام المتطوعين للتدريس في البرنامج.
ومن المنظمات التي تقوم بحمالت محو االمية في الواليات المتحدة فيالق محو االمية Literacy Corps
مثل فيلق بنسلفانيا لمحو االمية التابع لمكتب محو االمية والتعليم االساسي للكبار التابع لوزارة التربية
والتعليم بوالية بنسلفانيا ،ويدعمه قانون بنسلفانيا لتعليم الكبار الصادر عام 1986م .ولفيلق بنسلفانيا لمحو
االمية شراكة مع مؤسسات التعليم العالي ويقوم بتقديم التعليم االساسي ومحو االمية للكبار بهدف انخراط
طالب الجامعات في الجهود المحلية للتغلب على مشكلة االمية ،خاصة وأن هناك 4ماليين راشد في
بنسلفانيا بحاجة الى تطوير مهاراتهم االساسية.
ويتكون فيلق بنسلفانيا لمحو االمية من متطوعين يقدمون خدمة للراشدين على مستوى فردي .كما يقدم منحا
لشركائه في محو االمية من مؤسسات التعليم لدعم تدريب متطوعي محو االمية من طالب الجامعة
واالشراف عليهم .حيث يلتحق هؤالء الطالب بمقرر بساعات معتمدة يعدهم للعمل مع الراشدين الذين
يحتاجون الى مهارات اساسية ويرغبون في مواصلة الدراسة GEDودراسة اللغة االنجليزية كلغة ثانية،
وااللتحاق في برامج محو امية االسرة وتنمية مهارات االستعداد للوظيفة والتحسن في الوظيفة .ويتم توزيع
الطالب مع الدارسين الراشدين .ويقوم شركاء من التعليم العالي ومحو االمية باالشراف على االنشطة
التعليمية .والكمال متطلبات مقرر فيلق محو االمية ،على الطالب ان يعملوا كمتطوعين 40ساعة في االقل
في محو االمية .ولكن الكثير من الطالب يستمرون في التطوع حتى بعد االنتها من المقرر .ويقوم كثير منهم
بتغيير خططهم المستقبلية ،ويدخلون مجال تعليم الكبار نتيجة للخبرات التي حصلوا عليها في فيلق محو
األمية .ويحصل بعضهم على وظائف في برامج محو االمية التي تطوعوا فيها مقابل أجر .ففي عام -1999
2000م ،قام %21من المتطوعين بالتطوع بين 70-41ساعة في الفصل االول .وبعضهم تطوع مدة
ثالث سنوات منذ بدء مشاركتهم .وفي عام 1998م ،شكل المتطوعون %81من القائمين بمحو االمية في
والية بنسلفانيا ،مما مكن القائمين على التعليم االساسي ومحو امية الراشدين من خدمة عدد أكبر من
الراشدين ،وتقديم خدمات تركز على الفرد أكثر ،وتقديم طيف واسع من الخدمات المتوفرة .وقدموا للدارسين
تعليما يتمركز حول الفرد ،ومرونة في جدولة الخدمات في أوقات مناسبة وأماكن مريحة للراشدين ،مما زاد
من فرص اشتراك الراشدين في البرنامج ،ومن خصوصية الخدمات المقدمة على اساس فردي (لكل دراس
مدرس) مما شجع الدارسين على االشتراك واالهتمام والدعم الشخصي مما حفز الدارسين وجعلهم يستمرون
في تلقي الخدمات.
وفي عام 1983م ،أعلن الرئيس ريجان مبادرة محو امية الكبار .ونتيجة له ،انضم الكثير من المنظمات
والجماعات الجديدة الى اؤلئك الذين كانوا يقومون بجهود محو االمية لفترة طويلة .وركزت الجهود في بداية
الحقبة على تقوية برامج محو االمية من خالل المتطوعين .حيث قام تحالف محو االمية بالتعاون مع
الجمعية االمريكية لوكاالت االعالن باطالق حملة اعالنية تبث للجمهور في جميع انحاء امريكا هدفت الى
فتح باب التسجيل للمتطوعين للقيام بتعليم القراءة للراشدين .وشجع المجلس التجاري لتعليم القراءة الفعالة
الذي شكله هارولد ماكجرو في اوائل عام 1984م الشركات والمؤسسات على دعم برامج تعليم الكبار في
مجتمعاتهم المحلية .وفي اواخر الثمانينات ،أصبح تعليم القراءة في مقر العمل اولوية في جميع انحاء البالد.
واصبحت الشركات تشعر بالحاجة الى محو االمية الوظيفية خاصة مع التقدم التكنولوجي.
وتولي الواليات المتحدة محو امية الراشدين في المناطق الريفية عناية خاصة .وتستخدم العديد من
برامج تعليم الكبار في االرياف مثل )1( :برامج تعتمد على المتطوعين الذين يعملون مع الراشدين .وتخدم
هذه البرامج الراشدين ممن يقل تعليمهم عن الصف الرابع االبتدائي ( )2برامج تعتمد على الكفايات .وتعمل
مع الراشدين الذي اكتسبوا مهارات القراءة االساسية ويحتاجون الى مهارات دراسية متقدمة كي يكتسبوا
مهارات وظيفية )3( .برامج موجهة لالفراد ،وتركز على تعليم المهارات القرائية التي يحتاجها كل منهم
بمعزل عن أي سياق ( )4برامج موجهة نحو الجماعات المحلية تساعد الراشدين على تحديد احتياجاتهم
التعليمية على اساس من معايير مجتمعاتهم .وتقدم للدارسين تعليما ليس له محور دراسي ( )5برامج ما بعد
محو االمية وتقدم للمتعلمين الجدد فرصة الكمال تعليمهم وممارسة مهارات جديدة واحداث تغييرات ايجابية
في حياتهم .وتهدف الى االبقاء على المهارات القرائية التي اكتسبوها.
ومن برامج محو امية الراشدين في المناطق الريفية في الواليات المتحدة دليل الدراسة بالمراسلة المركزية
في االسكا للصفوف ،12-1ويقدم اطارا عاما لسكان االرياف لطريقة اكمال مقرر بالمراسلة بالمجان.
وهناك نظام المدرس عن بعد ، teleteacherونظام معتمد على الهاتف telephone-basedفي
فرجينيا يمكن الراشدين في االرياف من الحصول على المساعدة االكاديمية على مدار الساعة .وهناك
برنامج في االباما يستخدم شبكة تلفزيونية تعليمية في جميع أنحاء الوالية ،اضافة الى مراكز للتعلم ومعلمين
في المنزل .وهناك برنامج في عطلة نهاية االسبوع في نيوجيرسي يقدم خدمات ارشادية ويدعم مشاريع
للدراسة المستقلة ويعطي امتحانات في المقررات المختلفة .ويصل مشروع Communi-Linkالى 26
مجتمع ريفي محلي في 14والية في غرب الواليات المتحدة .وهو نظام يعمل على ربط منظمات مختلفة
ببعضها البعض .ويعمل على مساعدة المجتمعات المحلية الريفية على تحسين الظروف االقتصادية
واالجتماعية لسكانها عن طريق توسيع فرص التعليم االساسي للكبار .وفي بنسلفانيا هناك مشروع استخدام
المصادر االقليمية في تعليم القراءة في االرياف ومشروع الدراسة لنيل شهادة جراس روتس
البديلة .Grass Roots Alternative Diploma Studyكما تستخدم برامج محو االمية في
االرياف التكنولوجيا في تعليم القراءة للكبار مثل االفالم والصحف والراديو واالسطوانات والشرائط السمعية
والدوريات المختلفة والبث عبر االقمار الصناعية .وفي الواليات المتحدة نحو 1700كلية مجتمع تقوم
بعمليات محو األمية.
وتتميز برامج محو االمية الناجحة بالتركيز على الحاجات المحلية ،واشباع توقعات عمالئها ،والتعاون بين
الوكاالت ،ودعم مزايا البرنامج بلغة واضحة ،واشراك افراد الجماعات المحلية في التنمية والتطوير
واعتبار تقويم برامج تعليم الكبار في االرياف اساسا في انجاح هذه البرامج .ومن العوامل التي تحد من
نجاح برامج محو االمية عدم كفاية التمويل.
( )2روسيا:
في القرن التاسع عشر ،قام بطرس األكبر بتقديم الحروف الروسية Cyrillicوفتح أولى المدارس الحكومية.
وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،اتسع نظام مدارس الفالحين وظهر التعليم عن بعد .إال أن تلبية
الطلب المتزايد على التعليم لم تكن ممكنة ،الن حكومة القيصر وضعت قيودا على التنمية الثقافية.
وفي بداية القرن العشرين بدأت جهود مكافحة األمية الحقيقية في روسيا .حيث بلغت نسبة المتعلمين عام
1919م %22فقط .وبين عامي 1920-1918م ،ازداد عدد المدارس الى 13.000مدرسة التحق بها
2مليون طالب .وظهرت الحاجة إلى محو األمية المهنية .فأنشئت مدارس المصانع والورش مدتها أربع
سنوات عام 1921م .وعام 1939م (أي بعد عشرين عاما) ،ارتفعت نسبة المتعلمين في االتحاد السوفياتي
إلى .%81.2ومنذ عام 1939م ،تركزت جهود محو األمية في المناطق الريفية .وكانت أعداد الناس من
الجنسيات غير الروسية كبيرا جدا .وأصبح تعليم النساء أولوية كبرى بعد الثورة .وتلقى المتعلمون الجدد
توجيهات تدور حول ماذا يقرأون وكيف يدونون المالحظات .وفي عام 1959م (أي بعد 40عاما) بلغت
نسبة المتعلمين %99.3بين الذكور ،و %97.3بين اإلناث بين سن 49-9عاما.
ولقد قامت الحكومة الروسية بتنظيم جميع برامج تعليم الكبار وتمويلها .وكانت مجانية للدارسين الكبار .وتم
تدريس الدارسين في األوقات المناسبة لهم .وشكل التعليم الرسمي وغير الرسمي في مجمله نظام تعليم
الكبار .ودمجت برامج مدارس تعليم الكبار الرسمية مقررات تعليم الكبار في إطار التعليم الثانوي والمهني
والتعليم العالي .وكانت مناهج التعليم المسائي والتعليم بالمراسلة والتعليم النهاري هي نفسها .وبلغ عدد
الراشدين الملتحقين بهذه المدارس 13مليون مواطن سوفياتي في 47.000جامعة شعبية people’s
.universitiesوجمعت هذه الجامعات بين خصائص التعليم الرسمي وغير الرسمي .وعلى الرغم من
وجود مناهج وبرامج دراسية محددة ،إال أنها لم تقدم معلومات موحدة مقننة .حيث التحق بها الكثير من
الطالب للتحضير المتحانات تعطى في مقر العمل أو في المدرسة ،ولم تمنح الشهادات إكمال متطلبات
الدراسة التي حصل عليها الطالب من الجامعات الشعبية أية امتيازات أو حقوق إضافية .كما قامت المتاحف
والمكتبات والنوادي بتقديم برامج رسمية وغير رسمية للكبار .ولعبت اتحادات العمال دورا أكبر في تقديم
برامج في مقر العمل والتي كانت تهدف في المقام األول إلى تحسين إنتاجية العمال.
وكان لبرامج تعليم الكبار في روسيا أهداف متعددة مثل :محو األمية ،رفع مستوى المهارة المهنية
،occupational skill levelsإنهاء مرحلة التعليم الثانوي بنسبة ،%100رفع المستوى السياسي
والعقائدي ،تشجيع اإلغناء الثقافي واالستخدام البناء لوقت الفراغ.
ويمكن تلخيص عوامل نجاح روسيا في محو األمية فيما يلي( :أ) رغبة األميين الشديدة في الدراسة (ب)
محو أمية الدارسين وتثقيفهم العام في آن واحد (ج) التغيرات االجتماعية واالقتصادية والجذرية حيث كانت
الحملة على مستوى الدولة (د) تدريب المعلمين لتعليم القراءة والكتابة لجميع الجنسيات.
( )3الصين:
تركزت حمالت محو األمية في الصين في المناطق الريفية .وكانت مشكلة محو األمية في المناطق الريفية
تقع ضمن إطار اإلصالح العام في الصين .فقد انخفضت نسبة األمية من %80عام 1949م إلى %20
عام 1988م .ولكن ال يزال هناك 230مليون أمي من بينهم 72مليون أمي تتراوح أعمارهم بين 40-15
عاما .ومن العوامل السلبية التي تعيق محو االمية في الصين أن الغالبية العظمى من األميين من
المحرومين ،الذين يحتاجون إلى التعليم ويعيشون في مناطق نائية ،وانخفاض الروح المعنوية للمربين
القائمين بعملية التعليم ،وعدم وجود مصادر كافية .لذا قامت الحكومة الصينية بوضع نظام متسلسل لتعليم
الكبار.
ومن العوامل التي ساعدت في عملية محو األمية في الصين :إدراك الفالحين حقيقة أن اإلنتاج يعتمد على
العلم والتكنولوجيا ،وأن التعليم يحسن ظروف المعيشة في الريف ،وتعميم التعليم االبتدائي ،ووجود نظام
متكامل للتعليم في الريف .وفي عام 2000م ،أعلنت الصين جهودها في تعميم 9سنوات من التعليم
اإللزامي ومحو أمية الكبار.
ومن االنماط المستخدمة في تعليم الكبار في الصبن :تعليم الكبار في وقت الفراغ مثل المدارس الليلية،
ومجموعات تعليم القراءة ،وتفريد التدريب ،ومزيج من التعليم بنظام التفرغ الكلي والتفرغ الجزئي (أي
الدراسة وقت الفراغ) والدراسة بنظام التفرغ الكلي .وتقوم الدولة بوضع األهداف العامة للتعليم ،وتقوم
الحكومات المحلية بوضع سياساتها وطرائقها.
ومن القوى االجتماعية التي تقوم بمحو االمية :المدارس االبتدائية ورابطة الشباب والمنظمات النسائية.
وهناك عدد من المشاريع التي دعمت محو االمية مثل مشروع Hopeالذي بدأ عام 1989م لمساعدة
االطفال الذين تسربوا من المدرسة بسبب الفقر خاصة في المناطق النائية .وهدف هذا المشروع الخيري
العام الى السماح لألطفال بالعودة الى المدرسة الكمال تعليمهم االبتدائي في االقل .ويقوم المشروع بدعم
تعليم الطالب وبناء المدارس وتزويدهم بأدوات الكتابة والكتب .وتلقى في عام 2002م نحو 242مليون
دوالر من التبرعات من االفراد والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة في الصين وفي الخارج ،والتي
ساهمت في انشاء أكثر من 8000مدرسة ابتدائية في جميع أنحاء البالد واستفاد منها نحو مليوني طالب.
تم محو أمية الكبار أوال ثم ركزت الجهود على رفع مستوى المعلومات العامة للعاملين إلى مستوى خريجي
الجامعة .وانتهت المرحلة األولى لمحو أمية الكبار عام 1949م ،وذلك بإنشاء معاهد لحمالت محو األمية.
وفي المرحلة الثانية بين 1959-1949م تم رفع عدد المدارس االبتدائية الشعبية في الورش والمصانع
والمناطق السكنية .وهدفت هذه المدارس إلى الحيلولة دون عودة الدارسين إلى األمية ثانية .وبين عامي
1960م ومنصف السبعينات من القرن العشرين ،ازدهرت المدارس المتوسطة للعاملين .وكان هدف
المرحلة التالية هو عقلنة المجتمع بالكامل أي رفع المستوى الثقافي والفني للعاملين إلى مستوى خريجي
الجامعة .وتم إنشاء الكليات الملحقة بالمصانع .وكان بإمكان العاملين االلتحاق بالدراسة دون الحاجة إلى
االنقطاع عن األنشطة اإلنتاجية .كما أنشئت كليات المزارعين والصيادين ،والتعليم الجامعي المسائي،
والتعليم بالمراسلة.
( )5كوريا الجنوبية:
شهدت كوريا الجنوبية تغيرا جذريا في معدالت االمية خالل الـ 70-60عاما الماضية .حيث تجاوزت نسبة
االمية في ثالثينات القرن العشرين ،%70أما اآلن فهي أقل من .%2كيف استطاعت كوريا الجنوبية ان
تتخلص من االمية في وقت قصير نسبيا؟ هناك عدة عوامل :االول هو نظام القيم لدى الشعب الكوري.
حيث ان التعليم يأتي في مقدمة اولويات الكثير من الكوريين عبر التاريخ .ويسعى الناس الى تعليم ابنائهم
حتى لو أدى ذلك الى نقص طعامهم .ويعتقدون أن مردود التعليم أعلى من مردود أي استثمار آخر في
االطفال .ونظرا للعالقة القوية بين اآلباء واالطفال ،كان اآلباء دائما على استعداد للتضحية بنفسهم من أجل
تعليم ابنائهم .والعامل الثاني هو سهولة تعلم االبجدية الكورية .فهي لغة صوتية علمية تتكون من عشر
حركات و 14صامتا وهذا يجعلها سهلة التعليم والتعلم .ثالثا :بعد تحرر كوريا من اليابان عام 1945م ،أدى
التوسع الكبير في التعليم االبتدائي الى تمكن جميع الصغار من القراءة .كما أن المناخ االجتماعي يتوقع من
كل فرد ان يقرأ ويكتب ،وهذا يحفز الناس على تعلم القراءة .فالراشد الذي لم تتح له فرصة التعلم عندما كان
صغيرا ،عادة ما يخجل من نفسه ويحاول جاهدا أن يتعلم عندما تكون الفرصة سانحة .وفي كوريا الجنوبية
مؤسسات غير ربحية تعتمد على المتطوعين وتساعد الراشدين على التعلم .وهناك معاهد صعيرة تقوم بتعليم
االميين المحرومين اجتماعيا خاصة النساء .ولم تعد الفروق بين النساء والرجال مشكلة اجتماعية البتة .ففي
الماضي كان على الفتيات ان يضحين بانفسهن من اجل اخوتهن الذكور أو من اجل االسرة .وكن اول
المستهدفين لترك التعليم .اما االن فال يوجد فروقات في التعليم االبتدائي والثانوي.
اضافة الى ما تقدم ،قامت الحكومة الكورية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين بحمالت لمحو
االمية في طول البالد وعرضها ،وكانت تلك الحمالت ناجحة .ففي عام 1990م ،بلغت نسبة المتعلمين
%99.1بين الذكور و %93.5بين االناث .وفي عام 1995م ،بلغت نسبة المتعلمين من الذكور %99.3
ومن االناث .%96.7أي أن نسبة المتعلمين الذكور ارتفعت ،%0.2واالناث .%3.2مما جعل الفجوة
بين نسبة المتعلمين الذكور واالناث تقل.
( )6فيتنام:
على الرغم من أن جهود محو األمية في فيتنام كانت بطيئة حتى عام 1955بسبب الحرب ،أال انه كان
هناك حافز قوي لمحو األمية بعد الحرب .حيث استطاعت فيتنام محو أمية الغالبية العظمى من الكبار مع
عام 1958م بسبب تشجيع المتطوعين على القيام بتدريس مقررات في محو األمية في المنازل واألسواق
وغيره من البيئات المحلية .وقامت الحكومة الفيتنامية باطالق حملة “التعليم للجميع” الضرورية للتنمية
البشرية .واستثمرت الحكومة والشعب جميع االمكانيات في الموظفين والموارد المالية والمحاوالت العقلية
في كل مكون من مكونات حملة “التعليم للجميع”.
وعلى مدى العشر سنوات الماضية ،خصصت الحكومة الفيتنامية نحو ثلث الميزانية العامة المخصصة
للتعليم والتدريب للتعليم االبتدائي .كما أن الصندوق المخصص للتعليم االبتدائي الذي تبرع به المجتمع بعامة
واالفراد بخاصة يعادل الميزانية التي خصصتها الدولة للتعليم االبتدائي .وتخطط الحكومة الفيتنامية لزيادة
ميزانية التعليم والتدريب من %15من الميزانية العامة للدولة عام 2000م الى %18عام 2005م والى
أكثرمن %20عام 2010م.
ولقد اكملت فيتنام تعميم التعليم االبتدائي لالطفال بين سن 14-6عاما في عام 2000م .وفي الحقبة القادمة،
وجن با الى جنب مع حمالت محو االمية ،سيتم دعم تعميم التعليم االبتدائي للتأكد من أن %99من االطفال
بين سن 11-6عاما ملتحقون بالمدرسة .وتلتزم الحكومة الفيتنامية بتعميم التعليم الثانوي ورفع عدد الطالب
في سن التعليم الثانوي من %74عام 2000م الى %80عام 2005م و %90عام 2010م.
( )7بنجالديش:
في ينجالديش نحو 34.000مدرسة تتكون من غرفة واحدرة تديرها لجنة بنجالديش لتنمية المناطق
الريفية .ويبلغ عدد التالميذ الملتحقين بها (الغالبية العظمى منهم من الفتيات) نحو مليون من االطفال الفقراء
من ابناء الفالحين الذين ال يملكون أرضا .ولقد انشئت هذه المدارس عام 1985م لتعليم االطفال بين سن -8
10الذين لم يسبق لهم االلتحاق بالمدرسة او تسربوا من الدارس النظامية .ويبلغ عدد تالميذ كل مدرسة
بين 33-30تلميذا يجلسون على حصير .ولقد اقيمت هذه المدارس الصغيرة قرب القرى الختصار وقت
التنقل .التالميذ في المدرسة بين 5-4ساعات ألن االطفال يساعدون اسرهم في االعمال المنزلية.
( )8الهند:
قد يبدو ان انشاء فصول دراسية وسط زحمة أرصفة محطات القطار غريبا .ولكن هذه هي الوسيلة الوحيدة
التي تمكن االطفال الهنود الذين يعتاشون على الشحاذة وتلميع االحذية وحمل االمتعة في محطات القطار في
الهند من االلتحاق بالتعليم االساسي .وكان اول من طبق هذه الفكرة معلم مدرسة في مدينة
Bhubaneswarبوالية Orissaحيث يأتون بالمدرسة الى حيث يتواجد االطفال – على ارصفة
محطات القطار – حيث يمزجون حكاية القصة والغناء والرقص في دروس القراءة والكتابة والحساب.
) (9اندونسيا:
يعتبر التعليم في دولة عدد سكانها 220مليونا وسيلة للتنمية البشرية والقومية .فالنظام مسئول عن خدمة
95مليونا تتراوح اعمارهم بين الميالد 22 -عاما .ولكن االعداد التي استطاعت االستفادة من هذه الخدمة
ال زالت قليلة .حيث لم يتلق نحو نصفهم هذه الخدمة عام 2000م .وتتراوح اعمار معظمهم بين الميالد6-
سنوات و 22-19عاما .اما الفئة التي تعكس سياسة الدولة التي جعلت التعليم االبتدائي اولوية فهي الفئة بين
12-7عاما .حيث إن اكثر من نصف الخدمة موجه لهذه الفئة.
وتحاول منظمة شروق الشمس االندونيسة لألطفال تلبية الحاجات التعليمية ألطفال الشوارع .وتحاول هذه
المنظمة منع االطفال من ترك المدرسة من أجل التسول في الشوارع للمساعدة في اعالة اسرهم الذين
يعيشون تحت خط الفقر عن طريق تقديم المنح لهم من الروضة وحتى المرحلة الثانوية .حيث قدم البرنامج
منذ انشائه عام 1999م منحا لـ 900طفل .ويقيم البرنامج عالقات وثيقة مع أسر االطفال والمعلمين
والمدارس لمتابعة تقدم التالميذ في المدرسة.
وتحاول منظمة NFEان تحقق عدة اهداف في اندونيسيا تتعلق بجميع الفئات العمرية .حيث تقدم خدمات
في التنمية البشرية للفئات العمرية الصغيرة والكبيرة أو التعليم المستمر .وتقدم ثالث برامج هي :محو
االمية ،تعليم اساسي لمدة تسع سنوات ،والتعليم المستمر .وتستهدف برامج محو االمية الفئة العمرية بين
44-10عاما وتستخدم عدة مداخل يطلق عليها االمية الوظيفية .ولدعم برامج التعليم االساسي ذي التسع
سنوات ،تستخدم الحقائب التعليمية ” أ” و “ب” الستهداف الفئات التي يصعب الوصول اليها بين 15-7
عاما .وتستخدم برامج التعليم المستمر عددا من المداخل لتشكيل مجموعة الحرفيين والمهنيين.
ولبلورة البرنامج ،تقدم NFEخدمات تربوية من خالل 22.5الف دورة تدريبية مهنية ونحو 1500
مركز تعلم في المجتمعات المحلية ،والف مجموعة من الحقائب التعليمية أ ،ب ،ج ،يقوم بتقديمها 3246
مشرف تربوي في المجتمعات المحلية و 2772موظف ميداني .ويدعم البرنامج خمسة مراكز اقليمية و21
مركزا في المقاطعات و 256مركز في المناطق لتنمية لتطوير التعليم في المجتمعات المحلية.
ويتم تقديم التعليم االبتدائي بصورة رسميةوغير رسمية .ويقدم التعليم االبتدائي غير الرسمي عن طريق
الحقيبة التعليمية للمجموعة أ ) ،(Kejar Paket Aأما الحقيبة التعليمية للمجموعة ب فهي مخصصة
للتعليم المتوسط .والحقيبنات “أ” و “ب” مخصصتان للفئات التي ال تصلها خدمات كافية مثل االطفال
المحرومين اقتصاديا واجتماعيا في المدن والريف ،واألطفال الذين يعيشون في المناطق النائية واطفال البدو
الرحل .وتشمل فئة االطفال المحرومين اقتصاديا االطفال العاملين واطفال الشوارع واطفال البغاء واالطفال
الذين يهربون المخدرات واالطفال المحبوسين بسبب الصراعات بين الجيوش.
اما خدمات محو االمية للراشدين ،فتقدم من خالل برامج محو االمية الوظيفية حيث يتعلم الراشدون مبادئ
القراءة والكتابة والحساب .ويتناسب المحتوى مع حاجات حياتهم اليومية .فمثال يتعلم الراشدون من صيادي
السمك الحساب بعد ثمن االسماك التي يصطادونها في اليوم .ويتعلمون قراءة الحروف الرومانية من خالل
قراءة اسماء سفن الصيد وكتابة اسماء بعض انواع السمك .وبهذا يشعر المتعلمون الجدد باالستخدامات
العملية لالرقام والحروف التي يتعلمونها .وحيث إن نسب االمية بين النساء في اندونيسيا مرتفعة في
االرياف ،لذا تشمل الخطة عددا من المحاوالت الجادة تركز على مدة ارتباط برامج محو االمية باحتياجات
النساء القرويات.
( )10باكستان:
بدأت منظمة اليونيسيف مشروعا مشتركا مع الكشافة في مقاطعة بلوشستان الباكستانية لمساعدة المزيد من
الفتيات على االلتحاق بالمدرسة .وكان الهدف من المشروع خفض نسبة االمية بين االناث في المقاطعة التي
وصلت االن الى أقل من .%10وكان الكشافة يذهبون من منزل الى منزل في القرى لمتابعة مدى مواظبة
الفتيات على الذهاب الى المدرسة والتحدث مع ارباب االسر القناعهم بالسماح لبناتهم بااللتحاق بالمدرسة.
ففي السنة االولى ،التحق بالمدرسة 2500فتاة.
( )11التيبت:
تشير التقارير من منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي الى ان 28مقاطعة فيها قد حققت الهدف وهو تعميم ست
سنوات من التعليم االلزامي وحققت 8مقاطعات هدف التخلص من االمية .وكانت مقاطعة Dangxiong
Countyاول مقاطعة تحقق هدف تعميم ست سنوات من التعليم االبتدائي بين 25مقاطعة تعتمد على
رعي الماشية .وتميزت مقاطعة Chendguan Districtبتطوير نظام الزامي للتعليم مدته تسع
سنوات.
( )12نيبال:
في نيبال – وبها اقل دخل في العالم -نسب االمية مرتفعة جدا .اذ تبلغ نحو %65بين الذكور و %82بين
االناث .وكما هي الحال في كثير من دول العالم ،استبعدت النساء من نظام التعليم الرسمي .اال ان منافع
التعليم كثيرة جدا .حيث تصبح النساء المتعلمات أكثر انفتاحا على الممارسات الجديدة والتغيير ,ويكون
لديهن احساسا أكبر بالثقة بالنفس ويشاركن في اتخاذ القرارات الجماعية – ويساهمن في تنمية الفرد
والمجتمع .ويعكس برنامج محو االمية اقتناع منظمة Pactبأن المنظمات الشعبية يامكانها ان تلعب دورا
رئيسا في خلق ظروف اجتماعية واقتصادية افضل.
وتقيم منظمة Pactنظام شراكة مع أكثر من 1100منظمة غير حكومية .وترأست أكبر حمالت محو
االمية في نيبال .وعلى مدى ثالث سنوات ،قامت بتدريب أكثر من 600مدرب مدرب وأكثر من 19.000
ميسر على تعليم القراءة لـ 550.000امرأة وفتاة يعيش معظمهن في المناطق الريفية النائية .وفي الوقت
الذي كانت النساء والفتيات يتعلمن فيه القراءة ،اكتسب المنظمات غير الحكومية مهارات اساسية في تنفيذ
المشروع مثل االشراف على الموظفين واعداد التقارير عن التمويل .واشترك المشرفون على المشروع
التابعون للمنظمات غير الحكومية وميسرو الفصل في ورش عمل مدة كل منها تسعة أيام ،للتأكد من أن
التعلم على مستوى القرية يعكس اهداف محو االمية الخاصة بالمشاركة وزيادة مستوى الوعي وغرس الثقة.
واستخدمت في الفصول طرق تدريس غير رسمية في التعليم تشمل انشطة للمجموعات الصغيرة والكبيرة،
تدريس االقران ،ألعاب قراءة وكتابة ،ومناقشات جماعية .وكان هناك ثالث نقاط متابعة للتأكد من أن التعليم
داخل الفصل والطرق المتبعة فيه تحقق االهداف .في البداية ،قام مستشار أو مدرب من Pactبتدريب
الميسرين .بعد ذلك وأثناء برنامج محو االمية ،قام مشرفو المنظمات غير الحكومية بزيارات ميدانية نصف
شهرية .وقام مستشارو أو موظفو Pactبمراقبة البرنامج مرتين خالل الستة أشهر من دورة الدراسة.
وأخيرا وفي منتصف البرنامج ،تلقى الميسرون والمشرفون تدريبا مدته يومان لالطالع على المشكالت التي
واجهوها في ادارة الفصول ولتقديم تدريب اضافي.
وكان السر وراء التأثير القوي لبرنامج محو االمية هو ربط النساء ببرامج التنمية .حيث قامت المنظمات
غير الحكومية بربط النساء ببرامج التنمية قيد التنفيذ في مناطقهن فور انتهائهن من انهاء دورات محو
االمية .وتلبية لحاجة الخريجات الى رفع مستوى معيشتهن ،قامت Pactبتطوير منهج في محو االمية
المهنية لديهن يعتمد على التعليم الذاتي للمساهمة في مشاركة النساء في انشطة المؤسسات الصغيرة.
وقامت منظمة Pactبعقد 27ورشة عمل لتدريب مدربين المدربين مدة كل منها 9أيام وفي كل منها 30
مدرب .وقامت بتدريب أكثر من 19.000من القرويين كميسرين يقومون باستخدام اساليب تعليمية غير
رسمية تتناسب مع انماط تعلم الراشدين وبهذا زادت قدرة المنظمات غير الحكومية .كما دربت 1700
موظفا يعملون في المنظمات غير الحكومية لمراقبة واالشراف على 20.000فصل من فصول محو
االمية .مع قيام موظفي ومشرفي Pactبمراقبة كل فصل مرتين .واستمر %75من بين 555.000
امرأة التحقن بالبرنامج في الدراسة ،ونجح منهن %63طيلة مدة البرنامج .وقامت بتدريب 500من
المنظمات غير الحكومية في تنفيذ البرامج الفعالة من خالل الخبرات المباشرة في ادارة برامج لمحو االمية
يستمد قوته من المجتمع مع التأكيد على المسؤولية والثبات والتغذية الراجعة للمتبرعين والمجتمع .وشجعت
انشاء شبكات من المنظمات غير الحكومية التي يمكن أن تدعم جهود محو االمية في المستقبل .وشجعت
عددا من مجموعات محو االمية النشاء منظمات ادخار وائتمان تركز على تحريك المدخرات داخل
المجموعة ووضع القواعد االساسية لالنشطة التي تظهر الى حيز الوجود .وقدمت الوسائل التي تستطيع
النساء من خاللها البدء في العمل الجماعي من اجل التغيير االجتماعي في مئات من المجتمعات المحلية.
( )13نيجيريا:
نيجيريا هي أكثر دول افريقيا اكتظاظا بالسكان .ولقد اقامت الحكومية النيجيرية هيئة تعليم البدو الرحل
للتأكد من أنهم يحصلون على التعليم .وكان على الهيئة التغلب على عقبتين هما :الطبيعة المتنقلة للسكان
واعتمادهم الكلي على عمالة االطفال .فقامت بانشاء مدارس دائمة وفصوال متنقلة وفصوال في الهواء الطلق
تخرج منها نحو 15.000طالب من أبناء البدو الرحل.
( )14بنما:
بدأ تعليم الشعب في بنما بعد حصولها على االستقالل عام 1903م .وكانت هذه الجهود تهتدي بالنظرة
االبوية ألهداف التعليم التي اتضحت في تعليقات اللقاء االول للجمعية التربوية االولى في بنما التي عقدت
عام 1913م .وفي العشرينات من القرن العشرين ،صمم نظام التعليم في بنما بحيث يساعد االفراد
الطموحين والقادرين الذين يبحثون عن حراك اجتماعي الى التقدم الى االمام .ومن ابرز اولويات جميع
الحكومات المتتابعة تطوير نظام في التعليم االبتدائي العام مع نهاية الثالثينات من القرن العشرين ،خصص
له ربع ميزانية الدولة .فتضاعف عدد الطالب الملتحقين بالتعليم االبتدائي بين عامي 1934-1920م .وفي
عام 1934م ،بلغت نسبة االمية بين الراشدين نحو ، %70ولكنها انخفضت في غضون عقد الى نحو
نصف السكان .وفي الحمسينات من القرن العشرين انخفضت نسبة االمية الى %28ولكنهالم تشهد تحسنا
كبيرا في الستينات حيث كانت %27فقط .أما في السبعينات ،فقد انخفضت الى %8بين الراشدين .وفي
الثمانينات بلغت نسبة االمية بين االفراد فوق سن العاشرة .%13وكانت نسب االمية بين الذكور والنساء
متقاربة .ولكن كان هناك تفاوت بين المدن والقرى .حيث بلغت نسبة المتعلمين في المدن %94أما في
الريف فكانت اقل من .%62وكان االلتحاق بالمدرسة االبتدائية الزاميا لالطفال بين 15-6عاما او حتى
نهاية المرحلة االبتدائية .تلته سنتان من برامج التعليم الثانوي :برنامج ذو صبغة اكايمية وآخر ذو صبغة
مهنية.
ولقد خصصت نسبة كبيرة من ميزانية الحكومة للتعليم بلغت نحو %20-15من االنفاق الحكومي القومي
في منتصف الثمانينات .وخصص للتعليم االبتدائي نحو ثلث ما تنفقه الحكومة على التعليم .وخصص %20
لكل من التعليم الثانوي والجامعي .وصحب التوسع في أعداد الطالب الملتحقين بالتعليم توسع في المرافق
المدرسية وفي اعداد المدرسين .وأصبح العداد المعلمين في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين
أهمية كبرى ،وأصبحت نسبة المعلمين الى الطالب في جميع المراحل بين 26-19طالبا في منتصف
الثمانينات.
( )15البرازيل:
انخفضت نسبة األمية في دول أمريكا الالتينية من %28عام 1970م إلى %19عام ( %1980أي
انخفضت %9خالل عشر سنوات) .حيث امحت أمية 2مليون راشد .وبلغت أعلى نسب من األمية في
المناطق الريفية وبين اإلناث واألقليات العرقية .ولم تكن الجهود المبذولة في محو األمية فعالة بدرجة كافية.
فوضعت دول أمريكا الالتينية خطة لمحو األمية بين عامي 2000-1986م شملت محو أمية مليون شخص
في العام والتخلص من األمية عام 2000م .ولخفض نسب التسرب المرتفعة من المدرسة نظرا العتماد
االسر الفقيرة على الدخل الذي يحصلون عليه من عمل اطفالهم ،يقوم برنامج Bolsa Escolaبدفع مبلغ
نقدي لألسر cash stipendالذين يحضر أبناؤها المدرسة بانتظام .حيث تدفع لألسرة مبلغا شهريا قدرة
5دوالرات امريكية لكل طفل بحد اقصى 15دوالرا في الشهر .وتدفع هذه المبالغ لالمهات على شكل
بطاقات بنكية .وحتى تستحق االسرة هذا المبلغ ينبغي أن يكون لديها أطفال بين سن 15-6عاما وأن يقل
دخلها عن نصف الحد االدنى لألجور ،وان يكون لديها عمل ،أو أن تبحث عن عمل ،وأال يتغيب الطفل عن
المدرسة أكثر من يومين في الشهر.
( )16المكسيك:
على الرغم من أن التعليم ليس المحور االساسي في برنامج Progresaالحكومي ،اال انه أحد المحاور
الرئيسة الثالث للبرنامج .حيث تحصل االسر التي ترسل أطفالها الى المدرسة بانتظام على مبالغ نقدية،
ويحصل ايضا على رسوم الرعاية الصحية االولية ومعونة شهرية للغذاء .وتحصل األسرة مقابل كل طفل
دون سن 18في الصف الثالث وحتى التاسع على منحة شهرية مقدارها 7دوالرات امريكية تزداد كلما
تقدم الطالب في دراسته الى الصفوف االعلى.
()17مصر:
ال شك أن مصر ومن خالل اتصالها بالغرب مبكرا ودخول الثقافات الغربية إليها ،جعلت من بعض
المفكرين المصريين يتنبّهون إلى خطورة هذه الظاهرة ،فمن أعالم مصر مثل رفاعة الطهطاوي الذي
"طالب بتطوير األزهر الشريف وتعليم المرأة ،وإليه يرجع الفضل في إنشاء أول مدرسة لتعليم
البنات )6("...وهي أول الخطوات التي بدأها الطهطاوي متنبّها إلى خطورة جهل المرأة في المجتمع وجاء
بعده باشا مبارك ،وباشا إبراهيم ،واإلمام محمد عبده ،حيث كان يؤمن هذا األخير بأن التعليم قادر على خلق
طبقة واعية ومتنيرة تستطيع أن تحقق الحكم النيابي الصحيح ،وأكد على أن الحكم النيابي أو الديمقراطي ال
يمكن أن ينجح طالما الجهل هو السمة البارزة في المجتمع ،ثم جاء أحمد لطفي السيد ،والزعيم مصطفى
كامل وقد كان الفضل أيضا في جعل التعليم االبتدائي مجاني عام 1944على يد أحمد نجيب الهاللي.
وقد كان أيضا لطه حسين الفضل في استكمال مسيرة القضاء على األميّة والجهل من خالل آرائه التي تسعى
لالستقالل السياسي وحماية الشباب وتهيئتهم لحماية الوطن ،ومن أبرز آرائه:
1-التعليم حق للجميع.
ولتحقيق هذه اآلراء أعلن مجانية التعليم عندما تولى وزارة المعارف المصرية سنة 1950حتى المرحلة
الثانوية ،وقد توسع في بناء المدارس ،واهتم برياض األطفال وغيرها ،وعلى الرغم من كل ذلك وإلى جانب
الجهود المبذولة في الدولة المصرية إال أن الظاهرة ما زالت موجودة وتش ّكل خطورة على المجتمع
المصري إذ تصل نسبة األميّة إلى %45في الوطن العربي ويتركز هذا المجموع في الصومال ،موريتانيا،
السودان ،اليمن ،المغرب ،ومصر( )7بينما النسبة العامة في الوطن العربي تصل إلى %35.6حتى عام
،2005وهي نسبة عالية إذا عرفنا عدد األميين يصل إلى 70مليون من أصل ( )305مليون نسمة.
وقد ازدادت هذه األعداد حتى وصلت إلى ( )100مليون نسمة واإلشارات تد ّل على أن عدد األميين بازدياد
مستمر.
الخاتمة
التعليم وسيلة للتنمية البشرية والقومية ويحسن الظروف المعيشية للمواطنين .ولزيادة االنتاجية االقتصادية،
اثارة التغير السياسي ،زيادة العدالة االجتماعية ،تحسين نوعية المعيشة ال بد من محو امية الكبار في
المجتمعات العربية .ومع التقدم التكنولوجي ،ظهرت الحاجة الى محو االمية الوظيفية اضافة الى امية
الحرف.
ولمكافحة امية الكبار في العالم العربي ال بد من وضع خطة عمل مرحلية ترتكز على إرادة سياسية واضحة
وفاعلة ومستدامة .ومن الضروري ان تكون الخطة موحدة وشاملة وتركز على محو أمية االناث ،ومحو
األمية في المناطق الريفية والمناطق النائية ،وتقدم التعليم األساسي للمزارعين وعمال المصانع وصيادي
االسماك والبدو الرحل وأطفال الشوارع واالطفال الفقراء ،وتشجع التعليم المستمر للمتسربين والمنقطعين،
وتربط الدارسين ببرامج التنمية.
وتستلزم خطة محو االمية وضع مناهج ومواد تعليمية تعتمد على الكفايات وتناسب خصائص الدارسين
وبيئاتهم وحاجات حياتهم اليومية ،وتجمع بين تعليم القراءة واكتساب المهارات ومحو االمية الوظيفية .ومن
الضروري تعليم الكبار في أوقات فراغهم مثل المدارس الليلية ،واقامة مجموعات لتعليم القراءة ،وتفريد
التعليم ،واستخدام مزيج من التعليم بنظام التفرغ الكلي والتفرغ الجزئي ،وطرق تدريس غير رسمية في
التعليم تشمل انشطة للمجموعات الصغيرة والكبيرة ،وتدريس االقران بعضهم بعضا ،واستخدام ألعاب قراءة
وكتابة ،ومناقشات جماعية ،ودمج األنشطة التعليمية مع الترفيه واألنشطة الفنية ،وتمكين كبار السن من
التفاعل مع بعضهم البعض ،ومن تقديم الدعم المعنوي لبعضهم البعض .ومساعدة الدارسين الذين انقطعوا
عن الدراسة عدة مرات وعادوا اليها على ربط ما تعلموه في فترات االنتظام واالنقطاع.
وال بد من انشاء مراكز لمحو األمية في مواقع العمل والمدارس والمصانع والمزارع والورش والمناطق
السكنية والشركات وكليات المجتمع والمتاحف والمكتبات والنوادي ،وانشاء مدارس تتكون من غرفة واحدة
في المناطق الريفية والهجر ،وانشاء كليات للمزارعين والصيادين ،اضافة الى التعليم الجامعي المسائي
والتعليم بالمراسلة.
ويسلتزم تنفيذ حمالت محو االمية توفير البنية التحتية التي تحتاجها من كتب قراءة للمبتدئين ومواد تعليمية،
وعدد كبير من معلمي محو االمية ،وعدد كبير من المشرفين ،وتوفير مواصالت جيدة طوال الوقت،
وتدريب القائمين بتعليم الكبار على عملية تعليم الراشدين.
وللبدء في تنفيذ خطة العمل محو األمية ال بد من تنسيق جهود الحكومة والمجتمع على جميع المستويات
لتحقيق أكبر فعالية ممكنة ،ولرفع مستوى مشاركة المواطنين .ويتطلب زيادة وعي الجمهور بحجم المشكلة
في العالم العربي ،وتعريف المجتمعات العربية ببرامج محو األمية من خالل وسائل االعالم المقروءة
والمرئية .ومن الضروري اطالق حملة اعالنية تبث للجمهور عبر القنوات الفضائية تهدف الى فتح باب
التسجيل للمتطوعين من طالب الجامعات والكشافة ومنسوبي القوات المسلحة للقيام بتعليم القراءة للراشدين.
وتشجيع المتطوعين على القيام بتدريس مقررات في محو األمية في المنازل واألسواق وغيرها من البيئات
المحلية .مع تدريبهم قبل البدء في تعليم القراءة والكتابة للكبار .وجعل تطوع الطالب في محو امية الكبار
جزءا من متطلبات التخرج من الجامعة.
وهناك عدد من الجهود الدولية الرئيسة لمحو األمية مثلInternational Task Force on Literacy :
وهو تحالف بين 35منظمة غير حكومية دولية تقوم بمحو األمية وتعليم الكبار .ويقوم هذا التحالف بوضع
االستراتيجيات وتنفيذها لمساعدة الدول في إعداد ورش عمل إقليمية وخطط وطنية وبنيات تدعم الخطة
ودعم فني وحلقات نقاش وطني ،واجراء أبحاث عملية لتعليم النساء والمستجدات التعليمية ،واستخدام اللغات
القومية ،وتحديد برامج تعليمية يتم تكييفها للظروف المعيشية للمقيمين في األرياف ،وتدريب المعلمين،
وتوزيع المواد التعليمية وتوزيعها ،وتبادل المعلومات ،وتوعية الجمهور واثارة الرأي العام.
وتجدر االشارة الى أن االنخفاض في مستوى األمية في دول العالم المختلفة لم يكن نتيجة لمحو امية الكبار،
بل نجم بصورة رئيسة عن التوسع في تعليم األطفال .حيث ان الكثير من الدول جعلت التعليم االبتدائي
الزاميا .لذا من الضروري ان تصدر وزارات التربية والتعليم العربية قوانين تجعل التعليم االبتدائي لألطفال
بين سن 15-6عاما الزاميا .نسبة كبيرة من الميزانية العامة للدولة للتعليم بشكل عام والتعليم االبتدائي
بشكل خاص كما فعل الكثير من دول العالم مثل كوريا وبنما وفيتنام .ومن الضروري جمع التبرعات من
المواطنون والمنظمات الحكومية وغير الحكومية للمساهمة في تمويل حمالت محو االمية ،والعطاء االسر
الفقيرة التي يحول عمل اطفالها دون التحاقهم بالمدرسة مبالغ نقدية رمزية مقابل ارسال أطفالها الى المدرسة
بانتظام ،ودفع رسوم الرعاية الصحية االولية ومعونة شهرية للغذاء لهم.
وحتى تحقق برامج تعليم الكبار االغراض المنشودة لكل من الفرد والمجتمع ال بد من توفر االهتمام الكافي
من الجمهور والدعم السياسي من الحكومات والدعم الشخصي للدارسين من االصدقاء واالقارب وزمالء
العمل حتى يستمروا في التعليم .وفوق ذلك كله ال بد من قيام الحكومات العربية باطالق حملة “التعليم
للجميع” لتحقيق التنمية البشرية في المجتمعات العربية.
المصادر:
محو األمية وخطط التنمية الشاملة ،خبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم1998 :م. -
محو األمية وتعليم الكبار -خطة ودراسات ،المجالس القومية المتخصصة1980:م. -
تعليم الكبار وتحديات العصر،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم1996:م. -
دراسات وبحوث في محو األمية وتعليم الكبار ،نبيل أحمد عامر صبيح1980:م. -
استكشاف التعليم المفتوح والتعليم عن بعد ،ديرك رونتري1995:م. -
دراسات في إعداد المعلم " محو األمية " ،محمد صابر سليم1990:م. -