Professional Documents
Culture Documents
أسرار تكشفها السيّدة العذراء
أسرار تكشفها السيّدة العذراء
إن قداسة الحبر األعظم البابا بولس السّادس قد ثَبَّتَ ،في 14تشرين األول نشر َّ 1966 صادر عن مجمع ِ ،المرسوم ال َّ
اإليمان المقدَّس تحت رقم 16/58
ِ (.A.A.S). الرؤى او هورات ّ
ظ بال ة
ِ قّ ل المتع ت
ِ تاباالك
ِ ِنشر من مانع َ ة م ْ
وبنا ًء عليه ،لم َ ُ َّ
ث د عي
ف عليه باسم “ال مانع من طبعه َعار ِ ْ
وإن لم تَقت َِر ْن باإلذن ال ُمت َ
”.الروحية او العجائبيةْ ،
مقدّمـــــــة
أخي المؤمن،
أسرارا لم تسمع بها من قبل .فالسيّدة العذراء هي أ ّم الكنيسة ومرشدةً مرة
وألول ّ
ّ ستكتشف ستقرأها، التي الصفحات في هذه
المؤمنين إلى درب الكمال الموصل إلى قلب هللا ،هي الوسيطة بين هللا والبشر ،وتريد خالصهم ،وهي أ ّم ،تريد أن تحمل
ي مع الثالوث األقدس .هو لقاء ي الذي هو لقاء يوم ّ أوالدها على حبّ اآلب ،وأن تُشركهم بمجد هللا العظيم ،عبر القدّاس اإلله ّ
ي إلى خبزيتحول الخبز األرض ّ
ّ السر العظيم ،حيث
ّ ي ،ال يشعر بعذريّته وبثماره الروحيّة إالّ من كشف هللا له غنى هذافعل ّ
.الحياة المقدّس
أخي وأختي
ي في القدّاس ،وال تخسرا النعم التي أعدّها هللا لكما ،بل احمال إلى مذبحّ الح هللا حضور واكتشفا الصفحات، هذه إقرآ جيّدًا
ّ ّ
الربّ احتياجاتكما األرضيّة والسماويّة ،إحمال العالم كله في صالتكما صليا ألجل السالم ،ألجل عائالتكما وألجل أمواتكما
ي بعد اليوم لقاء رائعًا بينكما وبين هللا ،إذهبا لتمتلئا من حبّه ومن نوره ،وأمضيا وقتًا بصحبة
وفوق ذلك ،فليكن القدّاس اإلله ّ
ّ ّ
.يسوع الذي وعد الرسل بعد قيامته ،بأنه سيكون مع البشر لألبد وحتى نهاية العالم
ولنمض
ِ سر اإلفخارستيّا
ونحن لمنتظرين مجيء يسوع الثاني في ملء األزمنة فلنمأل قلوبنا من حبّ هللا الحاضر دو ًما في ّ
.معه وقتًا ممتعًا يحمل إلينا ثمار الروح والجسد
اإللهي
ّ شهادة كاتالينا حول القدّاس
ي وطريقة عيشه في القلب :هذه هي الشهادة التي أريد أن أعطيها للعالم أجمع “ التعرف على ما يجري خالل القدّاس اإلله ّ
ّ
المكرسة هلل ،أن تؤ ّجج نار حبّهاّ النفوس تستطيع ىّ ت ح ليسوع، قلوبهم يفتحون الذين جميع ولخالص األكبر، هللا لمجد
ليسوع ،أكانوا من الكهنة أو غيرهم ،حتّى ال يعودوا يستقبلون يسوع كعادة ،بل يكون لقاؤهم به لقا ًء رائعًا مفع ًما بالعاطفة
والحبّ ،وحتّى يتم ّكن إخوتي وأخواتي العلمانيّين ،في العالم أجمع ،أن يعيشوا بقلوبهم أكبر أعجوبة في التاريخ :االحتفال
”.بالقربان األقدس
ما حدث معي ليلة عيد البشارة ،وكان أفراد مجموعتنا يتحضّرون لالعتراف في الكنيسة .لم يُتَح ذلك للجميع ،فأ َّجلوا ذلك
.لليوم التالي ،قبل القدّاس
عندما وصلت في اليوم التالي إلى الكنيسة ببعض التأخير كان األسقف ومعاونوه من الكهنة يدخلون إلى الكنيسة مع
:المرتلين .في هذه اللحظة قالت لي مريم العذراء بصوت عذب يل ّ
طف النفس
سيكون لك هذا اليوم ،يو ًما تعليميًّا …،أريدك أن تنتبهي جيّدًا ،ألنّه عليك أن تشاركي اإلنسانيّة جمعاء ،بما ستشاهدينه “
بقيت مندهشة ،دون أن أفهم ،لكنّني حاولت االنتباه .كانت األصوات ّأول ما شاهدته ،جوقة ”.وتعيشينه اليوم في القدّاس
ترتّل ألحانًا سماويّة ،آتية من البعيد ،تقترب حينًا وتبتعد أحيانًا كما لو أنّها تأتي عبر الهواء عندما بدأ األسقف بفعل التوبة
:قالت لي مريم
”.من ك ّل قلبك ،أطلبي الصفح من هللا ،على ك ّل الخطايا التي أَهنِتِه بها ،لتشاركي بجدارة في امتياز حضورك للقدّاس“
أتعتقدين أنّك لم تهيني يسوع منذ ليلة :خالل لحظة ف ّكرت أنّني في حال النعمة ،ألنّني اعترفت مساء أمس .أجابتني مريم
أمس؟ إسمحي أن أذكّرك ببعض التفاصيل :أثناء الطريق ،اقتربت منك الفتاة التي تساعدك لتتحدّث إليك وألنّك كنت على
صا في المحبّة من قلبك .وتدّعين أنّك لم تسيئي إلى
التصرف كان نق ً
ّ عجلة من أمرك ،أجبتها بخشونة وبدون احترام .هذا
هللا؟
خالل طريقك إلى هنا أيضًا ،أزعجك أوتوبيس مسرع ،فقلت كلمات غاضبة ض ّد هذا الرجل المسكين ،بدالً من أن تأتي إلى
تحضيرا للقدّاس .لقد ق ّللت مح ّبة وفقدت صبرك وسالمك .وتقولين أنّك لم تسيئي إلى هللا؟
ً الكنيسة وأنت تصلّين
.وصلت إلى القدّاس في اللحظة األخيرة ،وتريدين المشاركة في القدّاس دون تحضير مسبق
لماذا الوصول إلى القدّاس في اللحظة األخيرة؟ يجب عليك أن تكوني هنا في الكنيسة ،لتصلّي وتطلبي من الروح القدس
أن يعطيك روح السالم ويطرد عنك روح العالم ،واالهتمامات والمشاكل والسهو ،وتكوني حاضرة لكي تعيشي هذه
لكنّك وصلت في بداية القدّاس ،وبدأت المشاركة كما لو كنت تحضرين حدثًا معيّنًا دون تحضير نفسك .اللحظة المقدّسة
روحيًّا .لماذا يا ابنتي؟ القدّاس هو األعجوبة الكبرى ،وبإمكانك أن تعيشي هذه اللحظة كأكبر هد ّية لك من قبل هللا ،لكنّك ال
.تقدّرين قيمتها
بحزن كبير ينتابني ،فطلبت الصفح من هللا ،ال عن أخطاء اليوم بل على ك ّل ّ
المرات ،حيث كنت انتظر انتهاء الكاهن ٍ شعرتُ
المرات التي رفضت فيها أن أفهم معنى القدّاس ،وكانت نفسي مثقلة بالخطايا ولم أخجل من
ّ ّ
ل ك وعن الكنيسة، إلى أدخل كي
.حضور القدّاس والتناول
اآلن ،مجّدي وباركي الثالوث األقدس من ك ّل قلبك: ،رغم ذلك كان اليوم عيدًا احتفاليًّا ويجب ترتيل المجد .قالت لي مريم
.واعترفي بأنّك مخلوقته
كم كان هذا التمجيد مختلفًا عن باقي األيّام! وجدت نفسي فجأة في مكان آخر ،مليء باألنوار في حضور عرش هللا .ال
ي حبّ ،وعرفان بالنعمة ردّدت هذه الكمات :تتصوروا بأ ّ
ّ
صالة) ألجل مجدك العظيم ،نس ّبحك ،نمجّدك ،نباركك ،نعبدك نشكرك يا هللا ،ملك السماء أيّها اآلب القدير… وتخيّلتُ (
والحب
ّ .وجه اآلب المليء بالطيبة
…يسوع ،االبن الوحيد لآلب ،حمل هللا ،ابن اآلب ،أنت الذي يزيل خطايا العالم
ألنّك وحدك هللا ،وحدك العلي ،يسوع المسيح مع الروح :وقف يسوع أمامي ،كان وجهه مليئًا بالحنان والرحمة ،فقلت له
حررني من ك ّل نفس شريرة ،خذ الحب الكامل الذي جعل في هذه اللحظات ك ّل كياني يرتعش .إلهي ،أرجوك ّ
ّ القدس .وإله
قلبي ،هو لك ،أرسل لي سالمك كي أنال أكبر فائدة من هذه اإلفخارستيّا وأستطيع أن أعطي أفضل الثمار في حياتي…
.بدّلني يا روح هللا القدّوس ،إعمل في ،خذ حياتي .أعطني المواهب التي أحتاجها لخدمتك بأفضل طريقة
إلهي ،أريد اليوم أن أستمع إلى كلمتك: “ ،وعندما وصلنا إلى ليتورجية الكلمة ،طلبت مني العذراء أن أردّد هذه الكلمات
.وأن أحمل الثمار الكثيرة ،أرسل روحك القدّوس ،ن ّظف أرض قلبي حتّى تنمو ّ
في كلمت ُك ،طهّر قلبي ليكون مستعدًّا لك
أريد أن تنتبهي إلى عظة الكاهن .تذكّري أنّ الكتاب المقدّس يقول إنّ كلمة هللا ال تذهب دون أن تعطي ً
ثمارا: .فقالت مريم
أثرا. .إذا كنت متنبهة ،يبقى فيك شيء من الذي سمعته وعليك أن تتذكّري طوال النهار هذه الكلمات التي تركت فيك ً
ّ أحيانًا تكون جملة أو أكثر وأحيا ًنا أخرى يكون ّ
نص اإلنجيل بكامله أو كلمة واحدة تجعلك تتلذذين فيها طوال اليوم .وهذا
يتعزز في داخلك ألنّها الطريقة الفضلى لتغيير الحياة وتجسيد كلمة هللا في حياتك .واآلن قولي ليسوع ،إنّك هنا لتستمعي
ّ
.إلى ما يقوله لك في قلبك
صلبشكرت مجدّدًا يسوع ألنّه يعطيني الفرصة ألتس ّمع إلى كالمه ،وطلبت منه السماح ألنّني حافظت على قلب قاس مت ّ
خالل العديد من السنوات ،وألنّني علّمت أوالدي على الذهاب إلى الكنيسة ال حبًّا وحاجة ليمتلئوا من هللا ،بل كواجب تأمر
…به الكنيسة ،آه منّي ،أل ّنني حضرت الكثير من اإلفخارستيّا كواجب واعتقدت أنّني من المخـلَّصين
أي ألم شعرت به لضياع هذا العدد من السنين بسبب جهلي… أي سطحية خالل سماع القدّاس ،أو عندما يكون هناك احتفال
ما !بزواج ،أو صالة على ميت ،عندما كنّا نعمل المستحيل كي يرانا اآلخرون! ما هذا الغباء تجاه كنيستنا وتجاه المقدّسات
هذه الهشاشة في إرادتنا وتثقيفنا ألمور العالم الزائلة بلمح البصر ،والتي ال تستطيع أن تضيف دقيقة إلى حياتنا… بينما نحن
ال نعرف شيئًا يجعلنا نربح قليالً من السماء على األرض ،ث ّم الحياة األبديّة ،ورغم ذلك نعتبر أنفسنا رجاالً ونسا ًء
:مثقّفين!… وعندما وصلنا إلى التقديمات قالت لي مريم
صلّي هكذا :إلهي ،أقدّم لك كياني ،وك ّل ما أملكه أضعه بكامله بين يديك .إلهي ،أرفع كياني الصغير ،باستحقاقات ابنك،
إلي ،بك ّل فرد من أفراد رعيّتي ،وبك ّل األشخاص الذين يتنازعون
حولني أيّها اإلله القدّوس ،إشفع بعائلتي ،بالمحسنين ّّ
.وبالذين طلبوا منّي أن أصلّي من أجلهم
هكذا صلّى القدّيسون وهكذا أريدك أن تصلّي أنظروا ماذا يريد يسوع أن نفعل :أن يتواضع قلبنا ،كي ال يشعر البشر
.بقساوتنا ،بل علينا ،على العكس ،أن نخفّف من آالم الذين يشعرون أنّهم مداسون تحت األرجل
صا لم أرهم قبالً ،كان ك ّل واحد منهم يقف إلى جانب ك ّل شخص في الكنيسة ،وهكذا امتألت الكنيسة بعدد فجأة وجدت أشخا ً
:من األشخاص رائعي الجمال ،يلبسون ثيابًا بيضاء ،تو ّجهوا نحو وسط الكنيسة ،باتجاه المذبح .قالت لي مريم
ألن لهؤالء المالئكة وجوهًا مشرقة ورائعة الجمال ،أرجلهم الحافية ال تطأ األرض كان هذا التطواف …شعرت بالدهشةّ ،
إن المالئكة يقدّمون في هذه اللحظات من جميالً .بعضهم كان يحمل إناء من ذهب تش ّع منه أنوار مذ ّهبة .قالت العذراءّ :
…القدّاس تقادم المصلّين ،الواعين معنى هذا االحتفال والذين عندهم شيء يقدّمونه هلل
.قدّمي أتعابك ،آالمك ،أفراحك ،أحزانك وطلباتك .تذكّري أنّ للقدّاس قيمة ال متناهية ،لذلك كوني كريمة بتقادمك وطلباتك
وراء المالئكة األوائل ،شاهدت مالئكة آخرون ،ال يحملون شيئًا في أيديهم .قالت مريم :إنّهم مالئكة األشخاص الذين ورغم
في نهاية …حضورهم ،لم يقدّموا شيئًا هلل ،أل ّنهم غير مهت ّمين بعيش ليتورجية القدّاس ،وال يقدّمون شيئًا لمذبح الربّ
التطواف ،رأيت مالئكة تبدو عليهم عالمات الحزن ،يجمعون أيديهم للصالة ،وعيونهم منخفضة حياء .إنّهم المالئكة
الحراس لألشخاص الموجودين هنا جسديًّا لكن عقولهم في الخارج ،ال رغبة عندهم في المشاركة في القداس ،لذلك هم
صةألن ال شيء يقدّمونه إلى مذبح الربّ ،سوى صلواتهم الخا ّ وأضافت مريم :ال ت ُحزني مالكك الحارس. .يتقدّمون بحزنّ ،
كثيرا ألجل توبة الخاطئين ،ألجل السالم في العالم ،ألجل عائلتك ولك ّل الذين يطلبون صلواتك ،ليس من أجلك فقط، صلّي ً
يحولك يسوع باستحقاقاته عند بل من أجل اآلخرين .تذكّري أنّ التقدمة األجمل على قلب هللا ،في تقدمة ذاتك كذبيحة حتّى ّ
.حلوله عليك
.ماذا تقدّمين لألب؟ قدّمي عدمك وخطيئتك ،لكن إذا قدّمت نفسك باالتحاد مع استحقاقات يسوع ،تكون تقدمتك أجمل
كان هذا المشهد ،وهذا التطواف جميالً وال يمكن وصفه أو تشبيهه بأي مشهد آخر ،كانت ك ّل هذه المخلوقات السماويّة
.منحنية أمام المذبح ،بعضها يضع التقديمات على األرض والبعض اآلخر رؤوسها تالمس األرض .ث ّم اختفت عن نظري
عندما انتهت هذه التقدمة ،وعندما بدأ المصلّون بالقدّوس قدّوس قدّوس اختفى المالئكة من وراء المصلّين على يسار
وكبارا ،بعضهم ذوو أجنحة كبيرة وآخرين بأجنحة صغيرة وقسم آخر
ً صغارا
ً األسقف ومن الخلف ،ظهر آالف المالئكة،
.بدون أجنحة .جميعهم كانوا يرتدون بدالت شبيهة بثياب الرهبان والكهنة
ركعوا جميعهم ،وجمعوا أيديهم للصالة وأحنوا رؤوسهم إجالالً .تعالت موسيقى رائعة ،وسمعت أصواتًا متعدّدة كلّها ترتّل
.مع الشعب :قدّوس قدّوس قدّوس
ها نحن اآلن في لحظة التكريس ،لحظة األعاجيب األكثر روعة… على يمين األسقف ،وعلى خ ّ
ط مائل إلى الوراء رأيت
آالفًا من األشخاص ،يرتدون نفس البدالت ولكن بألوان الباستيل :الزهري ،األخضر ،األزق السماوي ،الزنبق واألصفر،
.ألوان مختلفة ورائعة
كانت وجوه المالئكة تتآلف فر ًحا ،وكأنّها في عمر واحد ،وجوههم متساوية ،بدون تجاعيد تبدو عليها عالمات السعادة.
.سجدوا كلّهم قبل ترتيلة القدّوس
قالت لي السيّدة العذراء“ :هؤالء هم القدّيسون والطوباويّون والمبتهجون بحضور هللا” .ث ّم رأيت السيّدة وهي إلى يمين
األسقف خطوة إلى الوراء .كانت مرتفعة عن األرض بعض الشيء ساجدة على قماش من الفوال الناعم الشفّاف المنور،
كالمياه البلوريّة ،كانت تجمع يديها وتنظر باهتمام واحترام إلى المحتفل بالقدّاس .حدثّتني مريم من هناك ،بصمت ،ومباشرة
ي فقالت
:في القلب ،بدون النظر إل ّ
أنت متعجّبة لرؤيتي وراء األسقف .أليس كذلك؟ هذا يجب أن يكون… رغم حبّه لي ،لم يعطني أبتي الشرف الذي يعطيه
المكرسين .إعلمي لماذا أشعر باحترام بالغ للكاهن ولألعجوبة
ّ للكاهن ،وهو أن أحمل بين يدي ما تحمله ك ّل يوم أيدي
.التي يصنعها هللا من خالله ،م ّما يحملني على السجود هنا
إ ّنها النفوس :مقابل المذبح ،ظهرت ظالل أشخاص بلون رمادي ،يرفعون أيديهم إلى األعالي قالت لي مريم العذراء
المباركة في المطهر التي تنتظر صلواتكم لتجد بعض االنتعاش .هذه النفوس تصلّي من أجلكم ولك ّنها غير قادرة على
…الصالة ألجل نفسها ،لتخرج إلى لقاء هللا وتهنأ به لألبد
وكما ترين ،أنا دائ ًما هنا… يذهب الناس رحالت ح ّج إلى أماكن ظهوراتي ألجل ك ّل النعم التي ينالونها في تلك األماكن
اإللهي
ّ .ولكنّني ال أطيل البقاء في أي مكان من ظهوراتي ،كما في القدّاس
بإمكانك أن تجديني دائ ًما عند عتبة المذبح حيث يت ّم االحتفال باإلفخارست ّيا .أنا دائ ًما حاضرة عند باب بيت القربان مع
.المالئكة ألنّني ال أنفصل أبدًا عن يسوع
تتكرر باستمرار
رؤية وجه مريم الرائع الجمال أثناء القدّاس ،كما باقي القدّيسين والمالئكة ،بانتظار حدوث األعجوبة التي ّ
ي في السماء ذاتها.يشبه الوجود الحقيق ّ
صا شاردين في هذه اللحظات ،حتّى أنهم يثرثرون .أقول ذلك بحسرة وألنّني ال أرى رجاالً عندما تف ّكر ّ
أن هناك أشخا ً
.ونسا ًء يقفون في هذه اللحظات ،يض ّمون أيديهم ،وكأ ّنهم ّ
يكرمون هللا من الندّ للندّ
.قولي للبشر ،ال يمكن لإلنسان أن يكون كما يجب إالّ عندما يُثني ركبتيه أمام هللا :قالت مريم
ي ،أبيض ذهبي ،يغمره ويصبحعندما بدأ األسقف كالم التقديس ،فجأة بدا حجمه يكبر ويمتلئ من النور ،نور غير طبيع ّ
قوة عند الوجه ،لدرجة إنّني لم أعد أتبيّن مالمحه .وعندما رفع القربانة ،انبعثت من ظهر يديه أنوار ،وشاهدت يسوع!
أكثر ّ
ّ ّ
.كان هو ذاته ،يغطي األسقف وكأنه يغمر يديه بحبّ كبير
في هذه اللحظات ،بدأت القربانة تكبر وتنمو بطريقة كبيرة وظهر فيها وجه يسوع الرائع وهو ينظر إلى شعبه .أخفضت
ي بطريقة الشعوريّة فقالت لي العذراء
ال تميلي نظرك عن يسوع .إرفعي عينيك ،تأ ّمليه ،أنظري في عينيه وردّدي :عين ّ
وأحب أطلب منك السماح ألجل ك ّل الذين ال يؤمنون ال يعبدون وال يرجون وال
ّ صالة فاتيما :إلهي ،إنّي ،أعبد ،أرجو
ّ
.يحبّونك سامح وارحم .واآلن قولي ليسوع كم تحبّينه ،عظمي َم ِلكْ الملوك
ي وحدي ثم وعرفت أنّها تتأ ّمل ك ّل شخص في الكنيسة ،بنظرة مليئة ألول وهلة بدا لي ّ
أن القربانة الكبيرة كانت تنظر إل ّ ّ
بالحبّ … أخفضت جبيني ليالمس األرض كما كان يفعل المالئكة والطوباويّون في السماء .خالل لحظة ،ف ّكرت أنّه يسوع
ذاته الذي يحيط بجسد المحتفل وكان في الوقت ذاته داخل القربانة ،وعندما أعاد األسقف القربانة إلى المذبح ،عادت إلى
.حجمها الصغير .وامتألت وجنتاي بالدموع ولم يكن باستطاعتي أن أخرج من هذا الشعور الرائع
ما إن بدأ األسقف صالة تكريس الخمر ،بدأت خيوط من األنوار تشبه البرق تلمع في السماء وفي العمق .لم يعد للكنيسة من
.سقف وال جدران .كان ك ّل شيء معتّ ًما ،ولم يبقَ سوى ذلك النور المتأللئ على المذبح
فجأة رأيت يسوع المصلوب معلّقًا في الهواء من الرأس حتّى الخصر .وكان الصيب محموالً بأي ٍد كبيرة وقويّة من وسط هذا
تحولت بسرعة في ك ّل الكنيسة ث ّم عادت لتقف على كتف األسقف الجمال انبثق نور صغير يشبه حمامة صغيرة منيرة جدًّا ّ
أر وجهه
َ لم ولكنني الكبير وجسده ّة يالنوران وسماته الناعم، فتحول إلى يسوع ألنّني كنت أتبيّن شعره
ّ .لجهة الشمال،
في األعلى ،بقي وجه يسوع المصلوب منحنيًا صوب الكتف الشمال .كانت عالمات الضرب والجروحات باديةً على وجهه
ويديه .وعند الجهة اليسرى من الصدر ،بدا جرح كبير يتدفّق منه دم وماء من الشمال إلى اليمين .وكانت شعاعات النور
تتّجه إلى المؤمنين بحركة نحو اليمين والشمال .دهشت أمام كميّة الدم التي فاضت من الكأس دون أن تقع منها أيّة بقعة على
.المذبح
هذه هي أعجوبة األعاجيب .بالنسبة هلل ،ال وجود للوقت وال للمسافة خالل لحظة التكريس ،إذ يحمل :قالت لي العذراء
يتصور ذلك؟ ليس باستطاعة أعيننا أن ترى ،لك ّنناّ المصلّون إلى رجلي المصلوب ،ساعة صلب يسوع .هل يمكن ألحد أن
ت اغفر لهم ألنّهم ال :جميعنا هنا ،من نفس اللحظة حين يصلب يسوع ويطلب السماح ال لقاتليه فقط بل وك ّل خطايانا
أب ِ
.يدرون ما يفعلون
ابتدا ًء من هذا اليوم ،لم يعد يه ّمني إذا اعتبرني اآلخرون مجنونة أم ال ،بتّ أطلب من الجميع السجود وأن يعيشوا بالقلب
.وبك ّل أحاسيسهم هذا االمتياز الكبير الذي يعطينا إيّاها هللا
مرة خالل القدّاس وقال :أريدك أن تصلّي من عمق أعماقك وبقدر ما ألول ّ عندما وقفنا للبدء بصالة األبانا ،تحدّث يسوع ّ
تستطيعين ،تذكّري في هذه اللحظات ك ّل األشخاص الذين أهانوك باألكثر ،واغمريهم وق ّبليهم وقولي لهم من ك ّل قلبك:
باسم يسوع ،أنا أسامحك وأتمنّى لك السالم .إذا كان هؤالء األشخاص يستحقّون السالم ،سيقبلوه وينالون منه ك ّل خير،
وإذا كانوا غير قادرين على االنفتاح على السالم ،فإنّ السالم يعود إلى قلبك ،ولكنّني ال أريد أن تأخذي أو تعطي السالم
أوالً .وتابع يسوع فقال لي :انتبهي إلى ما لآلخرين ،إذا لم تكوني قادرة على السماح وعلى الشعور بهذا السالم في قلبك ّ
تكررين في األبانا “اغفر لنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا” إذا كنت قادرة على السماح دون أن تنسي تفعلين ،أنت ّ
ً
اإلساءة ،فأنت بذلك تضعين شروطا على مغفرة هللا وكأنّك تقولين هلل :اغفر لي فقط بالقدر الذي أنا أقدر على الغفران
.فقط
ال أدري كيف أعبّر عن ألمي عندما عرفت كم نحن قادرين على جرح يسوع وكم نسيء إليه بسبب أحقادنا وشعورنا السيّئ
سامحوا ،سامحوا من القلب واطلبوا السماح للذين أساءوا إليكم .وإساءاتنا التي تنمو من خالل ِعقَدنا وحساسيّاتنا المفرطة
.لتشعروا بسالم المسيح
قال األسقف“ :أعطنا اللهم السالم والوحدة” ث ّم “سالم الربّ معكم” فجأة رأيت بين الناس الذين يصافحون بعضهم (ليس
ط عليهم ،فهمت أنّه يسوع ،فأسرعت عندئ ٍذ إلى مصافحة الشخص الذي كان إلى جانبي .استطعت نورا كثيفًا يح ّ
جميعهم) ً
في الحقيقة أن أشعر في هذا النور ض ّمة يسوع ،كان يغمرني ليعطيني سالمه ،ألنّني كنت في هذه اللحظة قادرة على
.السماح وتحرير قلبي من ك ّل حقد ضدّ أي إنسان .هذا ما يريده يسوع ،مشاركة لحظة الفرح هذه بعناق لنجد السالم
وصلت لحظة مناولة المحتفلين بالقدّاس فكان ك ّل الكهنة واقفين إلى جانب األسقف .وفيما كان يأخذ القربانة بين يديه قالت
باركهم يا أهلل ،أحبّهم ،اهت ّم بهم: ،هذه هي لحظة الصالة ألجل المحتفل وك ّل الكهنة الذين يساعدونه ردّدي معي :لي مريم
المكرسة
ّ …أعضدهم بح ّبك وطهّرهم .تذكّري جميع كهنة العالم وصلّي ألجل النفوس
أيّها اإلخوة األحبّاء ،في هذه اللحظة يجب أن نصلّي ألجلهم ألنّهم الكنيسة ،كما نحن العلمانيّين .أحيانًا كثيرة ،يتط ّلب
كثيرا من الكهنة ،وال يذكرونهم في صلواتهم ،متناسين أنّهم بشر ،وغالبًا ما يشعرون بالوحدة ،يجب أن نتف ّهمهم، العلمانيّون ً
تكرسهم له.ونساعدهم ونحبّهم ونهت ّم بهم ،أل ّنهم يعطون الحياة لك ّل واح ٍد منّا ،على مثال يسوع ،من خالل ّ
يريد الربّ من القطيع الذي سلّمه إيّاه هللا ،أن يصلّي ويساعد الكاهن على تقديس نفسه ،يو ًما ما وحين نصبح في المقلب
.الثاني من الحياة سنفهم معنى األعاجيب التي يصنعها هللا على يد الكاهن الذي أوجده ليساعدنا على خالص نفوسنا
عندما بدأ المصلّون يتوجّهون إلى المناولة طلب منّي يسوع أن أنتظر بعض الشيء ألنّه يريد أن يريني شيئ ًا .وبإلهام
سر االعتراف قبل بدء القدّاس. داخلي ،تطلّعت نحو السيّدة التي تتقدّم من المناولة .الحظت أنّها هي التي تقدّمت من ّ
ّ
ذهبي في فمها ث ّم دار حول كتفيها وصدرهاّ عندما وضع الكاهن القربانة المقدّسة في فمها ،ش ّع نور كثيف ،أبيض
.ورأسها
مغمورا
ً طبقة صوت يسوع كانت تد ّل على أنّه سعيد ،وأنا كنت أنظر بإعجاب إلى هذا الصديق العائد إلى مكانه ملتفًّا بالنور
.بيسوع
ف ّكرت بالنعم الكثيرة التي خسرناها كلّما تناولنا القربان المقدّس رغم أخطائنا الكثيرة ،فيما كان باإلمكان أن يكون تناولنا
.عيدًا حقيقيًّا
المشهد األخير ،كان األقرب بيني وبين أح ّبائي ،في هذه الساعة الحبيبة: ،عندما تو ّجهت إلى المناولة ،قال لي يسوع
ب
سست اإلفخارست ّيا ،أردت أن أبقى معكم .أنشأت ما هو في الجنون الكبير في نظر العالم ،وهو أن أكون سجين الح ّ أ ّ
.حتّى نهاية األزمنة ،ألنّ حبّي ال يتح ّمل أن يترك يتامى الذين أحببتهم أكثر من حياتي
وفي الوقت ذاته سمعت في قلبي صالة سيّدة كانت ”.إسمعي“عندما عدتُ إلى مكاني ،وفيما أحاول السجود قال لي يسوع
ي ،تذ ّكر أنّنا في نهاية الشهر ،ولم يعد
تجلس أمامي وكانت تقدّمت من المناولة منذ لحظات :سمعتها تقول في داخلها :إله ّ
ّ
ي مال ألدفع اإليجار ،وقسط الماكينة ،وقسط المدرسة .إعمل شيئًا لمساعدتي ،أرجوك ساعد زوجي ليتوقف عن الشراب، لد ّ
لم يعد باستطاعتي أن أتح ّمل سكره .في حال لم تساعد ابني سوف يخسر سنته الدراسيّة .وال تنسى جارتي التي يجب أن
…تبدّل مسكنها لم أعد أطيق حضورها
مرة :في هذه اللحظات قال األسقف :فلنصلّي .وعندما وقف المصلّون ،قال لي يسوع بحزن هل الحظت ،أنّ السيّدة لم تقل ّ
إلي .لم
البشري ألرفعها ّ
ّ واحدة إنّها تحبّني ،حتّى إنّها لم تشكرني للعطية التي أعطيتها إيّاها .أن أنزل ألوهيّتي إلى فقرها
شكرا يسوع… بل قدّمت لي مجموعة من الطلبات ً مرة واحدة: معظم البشر الذين تناولوني هم هكذا… أنا متُّ .تقل لي ّ
عرفي ّ ّ
حبًّا بهم وقمت من الموت .يجب أن أنتظر ك ّل واحد منكم ،ألنني أحبّكم لكنكم أنتم ال تعرفون أنني بحاجة إلى حبّكمّ .
حب في هذه الساعة العظيمة بالنسبة إلى النفس هل تدرون أيّها األحبّاء؟ يسوع هو الحبّ ،يأتي طالبًا .الجميع أنّني شحّاذ ّ
مستمرة إلى األبد
ّ .حبّنا ونحن ال نعطيه شيئًا ،حتّى أنّنا نتجنّب الذهاب إلى لقاء ملك الحبّ الذي يعطي ذاته تقدمة
انتبهي وانظري ج ّيدًا… بدالً من رسم إشارة الصليب جيّدًا :عندما وقف المحتفل ليعطي البركة قالت لي السيّدة العذراء
أنتم تخربشون .فكّري بأنّ هذه البركة قد تكون األخيرة التي تنالينها في حياتك على يد كاهن .أنت ال تعلمين إذا كنت
المكرستان تعطيانك
ّ ستموتين أم ال ،بعد خروجك من هنا ،ولن تكون لديك الفرصة لتأخذي بركة الكاهن ،هاتان اليدان
المرة األخيرة في حياتك
.البركة باسم الثالوث األقدس ،لذلك ارسمي إشارة الصليب باحترام .كما لو كانت ّ
آه ،كم نخسر من النعم ألنّنا ال نفهم معناها ،وعندما ال نشارك يوميًّا في القدّاس اإلله ّ
ي! ِل َم ال نقوم ببعض الجهد ،ونبدأ
يومنا ،نصف ساعة قبل العمل ،لنركض إلى سماع القدّاس وننال ك ّل ال ِنّعَم والبركات التي يريد يسوع أن يعطينا إيّاها؟
مرات في األسبوع إلى القدّاس بسبب أعمالهم ،لكن كثيرين ال يذهبون أنا أفهمّ ،
أن كثيرين ال يمكنهم الذهاب يوميًّا ،أو عدّة ّ
أن لديهم أطفال صغار .ماذا يفعلون عندما تكون لديهم واجبات مه ّمة؟ هم يذهبون مع ك ّلحتّى إلى قدّاس األحد ،بح ّجة ّ
ّ
أوالدهم أو بالتناوب :الزوج يذهب في ساعة والزوجة في ساعة أخرى .لكنهم ال يفعلون ذلك للذهاب إلى الكنيسة لسماع
.القدّاس يوم األحد
طلب منّي يسوع أن أبقى معه بضع دقائق بعد نهاية القدّاس قال لي :إبقي قليالً برفقتي ،استفيدي من حضورك معي،
…واتركيني أستفيد من رفقتك
يسوع كم من الوقت :عندما كنت صغيرة سمعت من أحدهم أن يسوع يبقى فينا بعد المناولة خمس أو عشر دقائق .فسألته
تبقى فينا بعد المناولة؟ أعتقد أنّ يسوع ضحك من غباوتي ألنّه أعطاني هذا الجواب “ك ّل الوقت الذي تريدينني أن أبقى
فيك” ،إذ كنت تحدّثينني خالل اليوم كلّه ،بتوجيهك بعض الكلمات خالل أعمالك ،سأكون دائ ًما على السمع .أنا دائ ًما معك،
مسرورا بمشاركتك حياتك
ً لكنّك أنت التي تبتعدين عنّي ،تتركين الكنيسة وتنسي ك ّل شيء .فأنت ال تفكّرين بأنّني سأكون
.العائليّة ،يو ًما واحدًا على األقل
في منازلكم ،أماكن لك ّل النشاطات .غرفة للنوم وأخرى للمطبخ وللطعام إلخ… أين المكان الذي خصصتموه لي؟ تع ّلقون
صورة وغال ًبا ما تكون مليئة بالغبار ،لكن ال مكان مخصّص لي ،أو تخصيص خمس دقائق في اليوم الجتماع العائلة بي،
لتشكرني على اليوم وعلى نعمة الحياة والصالة ألجل االحتياجات اليوميّة ،وطلب الحماية والبركات .لك ّل شيء مكان في
.بيوتكم إالّ لي أنا
يبرمج البشر أ ّيامهم وأسابيعهم ،الفصول والعطل إلخ… يعرفون يوم العطلة ويوم الراحة ،يوم ذهابهم إلى السينما أو
تقرر ولو
إلى عيد ،لزيارة الجدّة أو األحفاد ،لألوالد ولألصدقاء ومتى يذهبون للترويح عن النفس ولكن كم من العائالت ّ
مرة في الشهر :سنذهب لزيارة يسوع في القربان ،وتأتي العائلة لتتحادث معي ،تجلس أمامي ،تحادثني ،تخبرني ما ّ
علي مشاكلها ،والصعوبات التي تواجهها ،تطلب منّي ما هي بحاجة إليه… حصل معها خالل األيّام األخيرة ،تعرض ّ
المرات؟ أنا أعرف ك ّل شيء ،وأقرأ حتّى في عمق قلوبكم ونفوسكم ولكنّنيتجعلني مشاركًا لها في أعمالها… كم من ّ
ّ ّ
أفرح بكم تخبروني عن همومكم وتتركوني أشارككم وكأني فرد من العائلة ،وكأقرب األصدقاء لكم .كم من ال ِنعَم يخسرها
…اإلنسان عندما ال يترك مكانًا لي في حياته
إللهي! هذا أنا بالذات ،أطيل حياتي وتضحيتي على الصليب في وسطكم .ماذا لديكم لتقدّموه لآلب بدون
ّ في القدّاس ا
.استحقاقات حياتي ودمي؟ ال شيء :العدم الفقر والخطيئة
كان عليكم أن تفوقوا المالئكة ورؤساء المالئكة فضيلة ،فهم ال يحظون بتناولي كغذاء ،أ ّما أنت فبلى! هم ال يشربون
…سوى قطرة من النبع ،أ ّما أنتم ،فلديكم النعمة لتستقبلوني ويمكنكم أن تشربوا المحيط
ث ّم حدّثني يسوع ،بحزن كبير ،عن البشر الذين يذهبون للقائه كعادة ،وفقدوا اللذّة في هذا اللقاء ،وعن النفوس الفاترة
وحولت دعوتها إلى
ّ والحب هلل،
ّ المكرسة التي فقدت الحماسّ التي ال يقولون لي شيئًا عندما يتناولوني ،وعن النفوس
يكرسون ذواتهم لها أكثر من الالزم وبدون شعور…مهنةّ ،
ث ّم حدّثني يسوع عن الثمرة التي يجب أن نحملها فينا بعد ك ّل مناولة“ :هناك بشر يتناولون القربان يوميًّا لكنّهم ال
يتغيّرون .يخصّصون ساعات للصالة ،يقدّمون أعمال رحمة ،لكن حياتهم ال تتبدّل ،وال يمكن للحياة التي ال تتبدّل أن تحمل
الحب إلى
ّ ثمارا حقيق ّية ليسوع .فاالستحقاقات التي نتق ّبلها في اإلفخارست ّيا يجب أن تحمل فينا ثمار االهتداء وثمار
ً
.إخوتنا
علينا ،نحن العلمانيّون ،أن نقوم بمه ّمة كبيرة في كنيستنا ،وال ّ
يحق لنا أن نصمت أمام الدعوة التي يو ّجهها لنا يسوع التي
ّ يقبلها ك ّل مع ّمد ،وهي أن يعلن البشارة .ال ّ
يحق لنا أبدًا الحصول على هذه المعارف دون أن ننقلها إلى اآلخرين حتى ال
.يبقوا جائعين فيما خبز الحياة بين أيديهم
نتفرج على خراب كنيستنا البطيء ،ألنّنا مرتاحون في رعايانا ومنازلنا وفيما نأخذ الكثير من الربّ عبر كلمته،
ال يمكن أن ّ
…عظات الكهنة ،رحالت الح ّج ،الرحمة اإللهيّة ،االعتراف ،االتحاد العميق باهلل من خالل المناولة
بمعنى آخر ،نحن نأخذ الكثير ،وال نملك شجاعة التخلّي عن راحتنا للذهاب إلى سجن ،أو إلى مؤسّسة لتأهيل األوالد
وبأن الكنيسة تحتاج إليهمّ ،
وأن ّ والحديث مع الذين هم بأكثر حاجة إلينا لنقول لهم أن ال ينهزموا ألنّهم ُولدوا كاثوليكيّين
وأن تضحياتهم تساعدهم على ربح الحياة األبديّة .آالمهم تساعد على خالص اآلخرينّ ،
لسنا قادرين على الذهاب إلى المستشفيات لزيارة المرضى الذين يعانون سكرات الموت فنصلّي معهم مسبحة الرحمة
والشر ،حيث يحاول الشرير أن يوقعهم بمكائده .يمكننا تعزيتهم ّ اإللهيّة ،ونساعدهم بصالتنا في لحظات الصراع بين الخير
عبر إمساك أيديهم ،فيما نحدّثهم عن هللا والجماالت التي تنتظرهم في السماء مع يسوع ومريم وبمصاحبة األحبّاء الذين
.سبقوه
الساعة التي نعيشها ال تحتمل أن تقبل الالمباالة علينا أن نكون اليد التي تساعد الكهنة… لكن ال يمكننا أن نقوم بك ّل هذه
األشياء إن لم نستقبل يسوع ،نعيش معه ونتغذّى منه .نحن نخاف من االلتزام لكن هللا يقول لنا “أطلبوا ّأوالً ملكوت هللا
والباقي يُزاد لكم” .الحصول على ك ّل شيء يعني التفتيش عن ملكوت هللا ،وأن نفتح أيدينا لنأخذ أضعاف ما أُعطيناّ ،
ألن
!!!السيّد المسيح يعطي أفضل عطاء وهو الوحيد الذي ينتبه إلى أصغر احتياجاتنا
أن هللا يعمل فيك ويعدك بأن يكون القدّاس مختلفًا .المه ّم أن تستقبل
المرة المقبلة وعندما تسمع القدّاسِ ،ع ْشه ،وأنا أعلم ّ
في ّ
جرب ذلك وترى النتيجة فهو قادر أن يفعل فيك األعاجيب .يسوع بحبّ ّ .
صلـــــــــوات
ي ،إنّنا نقدّم لك صلواتنا مع صلوات “ :تعلّمنا مريم العذراء أن نسته ّل القدّاس بصالة للروح القدس –يا روح هللا األزل ّ
”.مريم البتول والرسل ل ّما اجتمعوا في علّية صهيون ،وطلبوا منك أن تأتي سريعًا لتُجدّد وجه األرض
مرات
)أرسل روحك فيُخلقوا :ويتجدّد وجه األرض (ّ 7
تضرعي ألجلنا
ّ الرسل،
.يا سلطانة ّ
بعد المناولة والشكر تطلب منّا العذراء مريم أن نتلو ساجدين صالة البابا الوون الثالث عشر لمار ميخائيل رئيس –
يا مار ميخائيل ،رئيس المالئكة ،دافع عنّا في “ :المالئكة لكي نحافظ على النِّعم التي أسبغها علينا يسوع في القدّاس
القوات السماويّة،
ع إليك بذلك .وأنت يا قائد ّ
ومكامنه وليفرض هللا عليه سلطانه نضر ُ
ِ المعارك ،كن عوننا ضدّ ّ
شر الشيطان
إدف ْع إلى جهنّم ّ
بقوة هللا ،الشيطان وسائر األرواح الشريرة ،التي تجو ُل العالم إلهالك النفوس .آمين
نورنا،
يا مار ميخائيل بنورك ّ
إحمنا،
يا مار ميخائيل بجناحيك ِ
يا مار ميخائيل ،بسيفك دافع عنّا،
.يا سيّدة الورديّة العجائبيّة :نريد ُ انتصارك
أيّها الربّ يسوع ،يا ابن اآلب ،أفض اآلن روحك على األرض واسكن الروح القدس في قلوب جميع الشعوب ،ليُحفظوا “
”.من الفساد ومن الحرب ومن اآلفات ،ولتكن سيّدة جميع الشعوب وهي مريم محامية لنا ،آمين
https://popefrancis-ar.org/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%A3%D8%B3-
%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%8C-
%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81%D9%87%D8%A7-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%AF%D8%A9-%D8%A7/