You are on page 1of 24

‫‪1‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.

doc‬‬

‫كتاب فضل السإلما‬


‫لشيخ السإلما المإاما مإحمد بن عبد الوهاب‬
‫– رحمه الله تعالى –‬
‫شرح العلمإة مإفتي الديار‬
‫السعودية‬
‫الشيخ المإاما عبد العزيز بن باز –‬
‫رحمه الله –‬
‫قام بإعداد هذه المذكرة كل من ‪ :‬مسعد بن محمد العديلي‬
‫‪ ،‬ومحمد بن عايش بن تنّاي الشمري‬

‫قاما بطباعتها ‪:‬‬


‫أبو عبد الله اليماني‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫كتاب فضل السإلما للمإاما المجدد شيخ السإلما مإحمد بن عبد‬
‫الوهاب – رحمه الله تعالى‬
‫بشرح سإماحة الشيخ العلمإة عبد العزيز بن باز – رحمه الله‬
‫تعالى‬

‫] باب فضل السإلم [‬

‫ت ع َلَيْك ُ ْْ‬ ‫َ‬ ‫وقول الله تعالى ‪ ) :‬الْيو َ‬


‫م‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َوأت ْ َ‬ ‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ما أك ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ما دِينا ً ()المائدة‪ :‬مإن الية ‪. (3‬‬ ‫سإل َ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫يت لَك ُ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫متِي َو َر ِ‬ ‫نِعْ َ‬
‫َ‬
‫ن دِينِي‬ ‫مإ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫م ِفي شَ ّ‬ ‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫س إِ ْ‬ ‫ل يَا أيّهَا النّا ُ‬ ‫وقوله تعالى ‪ ) :‬قُ ْ‬
‫ه الّذِي‬ ‫فَل أَع ْبد الّذين تعبدون مإن دون اللّه ولَك َ‬
‫ن أعْبُد ُ الل ّ َ‬ ‫ِ َ ِ ْ‬ ‫ُ ُ ِ َ َُْ ُ َ ِ ْ ُ ِ‬
‫َ‬
‫م()يونس‪ :‬مإن الية ‪ . (104‬وقوله تعالى ‪ ) :‬يَا أيّهَا‬ ‫يَتَوَفّاك ُ ْ‬
‫متِهِ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫سإولِهِ يُؤْتِك ُ ْ‬ ‫مإنُوا اتّقُوا الل ّ َ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫م كِفْلي ْ ِ‬ ‫مإنُوا ب ِ َر ُ‬ ‫ه َوآ ِ‬ ‫ين آ َ‬
‫م(‬ ‫حي ٌ‬ ‫ُور َر ِ‬ ‫ه غَف ٌ‬ ‫م وَالل ّ ُ‬ ‫ن بِهِ وَيَغْ ِف ْر لَك ُ ْ‬ ‫مشُ و َ‬ ‫م نُورا ً ت َ ْ‬ ‫ل لَك ُ ْ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫َوي َ ْ‬
‫)الحديد‪. (28:‬‬
‫ي‬
‫َن النّب ِ ّ‬ ‫ما ع ْ‬ ‫ه عَنْهُ َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫م َر َر ِ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َن اب ْ‬ ‫وفي الصحيح ع ْ‬
‫ل ال ْ‬ ‫ل أَ‬
‫ل‬‫مث َ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫مإث َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مإثَلُك ُ ْ‬ ‫ل‪َ )) :‬‬ ‫م قَا َ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ف‬‫ص ِ‬ ‫ن غُدْوَةَ إِلَى ن ِ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل لِي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَعْ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج َراءَ فَقَا َ‬ ‫ج َر أ َ‬ ‫سإتَأ َ‬ ‫لا ْ‬ ‫ج ٍ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ل لِي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَعْ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م قَا َ‬ ‫ت الْيَهُود ُ ث ُ ّ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ط فَعَ ِ‬ ‫يرا ٍ‬ ‫النّهَارِ ع َلَى قِ َ‬
‫م‬‫ارى ث ُ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ت الن ّ َ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫ط فَعَ ِ‬ ‫يرا ٍ‬ ‫صرِ ع َلَى قِ َ‬ ‫ص َلةِ الْعَ ْ‬ ‫ف النّهَارِ إِلَى َ‬ ‫ص ِ‬ ‫نِ ْ‬
‫س ع َلَى‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫يب الشّ ْ‬ ‫ن تَغِ َ‬ ‫صرِْ إِلَى أ ْ‬ ‫ن الْعَ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل لِي ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ن يَعْ َ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬
‫ل َ‬ ‫قَا َ‬
‫مإا لَنَا أَكْث َ َر‬ ‫َ‬
‫ارى فَقَالُوا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت الْيَهُود ُ وَالن ّ َ‬ ‫ضب َ ْْ‬ ‫م فَغَ ِ‬ ‫م هُ ْ‬ ‫ن فَأنْت ُ ْ‬ ‫ِق َ َ‬
‫يراطي ْ َ ِ‬
‫م قَالُوا َل قَا َ‬
‫ل‬ ‫حقّك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫صتُك ُ ْ‬ ‫ل ن َ َق ْ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫ل عَطَاءً قَا َ‬ ‫م ًل وَأقَ ّ‬ ‫عَ َ‬
‫ن أَشَ اءُ(( ‪.‬‬ ‫مإ ْ‬ ‫ضلِي أوتِيهِ َ‬
‫ُ‬
‫ك فَ ْ‬ ‫فَذَل ِ َ‬
‫صلّى‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَا َ‬ ‫َن أَبِي هُ َري ْ َرة َ قَا َ‬ ‫وفيه أيضا ً ع ْ‬
‫اللّه ع َلَيه وسإلّم ‪ )) :‬أ َ‬
‫ن‬‫ن قَبْلَنَا فَكَا َ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫َن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الل‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ه بِنَا‬ ‫جاءَ الل ّ ُ‬ ‫حد ِ ف َ َ‬ ‫ال َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ارى يَوْ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ن لِلن ّ َ‬ ‫ت وَكَا َ‬ ‫سب ْ ِ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫لِلْيَهُود ِ يَوْ ُ‬
‫حد َ َوكَذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ال َ َ‬ ‫ت َو ْ‬ ‫سب ْ َْ‬ ‫ة وَال ّ‬ ‫معَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫معَةِ فَ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه لِيَوْما ِ ال ْ ُ‬ ‫فَهَدَانَا الل ّ ُ‬
‫خرون مإ َ‬
‫الَوّلُو َ‬
‫ن‬ ‫ل الدّنْيَا َو ْ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ال ِ ُ َ ِ ْ‬ ‫ن ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫مإةِ ن َ ْ‬ ‫قيَا َ‬ ‫ما ال ْ ِ‬ ‫م تَبَعٌ لَنَا يَوْ َ‬ ‫هُ ْ‬
‫مإةِ (( ‪.‬‬ ‫ما ال ْ ِقيَا َ‬ ‫يَوْ َ‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫وفيه تعليقا ً عن النبي صلى الله عليه وسإلم أنه قال ‪:‬‬
‫)) أ َ‬
‫ة ((‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫م َ‬
‫س ْ‬
‫ة ال ّ‬ ‫ين إِلَى اللّهِ ال ْ َ‬
‫حنِي ِفي ّ ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال ‪ " :‬عليكمْ بالسبيلْ‬
‫والسنة فإنه ليس مإن عبد على سإبيل وسإنة ذكر الرحمن‬
‫ففاضت عيناه مإن خشية الله فتمسه النار ‪ ،‬وليس مإن عبد‬
‫على سإبيل وسإنة ذكر الرحمن فاقشعرْ جلده مإن خشية الله‬
‫إل كان مإثله مإثل شجرة يبس ورقها فبينما هي كذلك إذ‬
‫أصابتها الريح فتحات عنها ورقها ‪ ،‬إل تحاتت عنه ذنوبه كما‬
‫تحات عن هذه الشجرة ورقها ‪ ،‬وإن اقتصادا ً في سإبيل وسإنة‬
‫خير مإن اجتهاد في خلفا سإبيل وسإنة " ‪.‬‬
‫وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال ‪ " :‬يا حبذا نوما‬
‫الكياس وإفطارهم كيف يغبنون سإهر الحمقى وصومإهم ‪،‬‬
‫ولمثقال ذرة مإن بر مإع تقوى ويقين ‪ ،‬أعظم وأفضل وأرجح‬
‫مإن أمإثال الجبال مإن عبادة المغترين ‪. " 1‬‬

‫] باب وجوب الدخول في السإلم [‬

‫ه‬
‫مإن ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫سإلما ِ دِينا ً فَل َ ْ‬
‫ن يُقْب َ َ‬ ‫ن يَبْت َ ْغ غَي ْ َر ْ‬
‫ال ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مإ ْ‬
‫وقول الله تعالى ‪َ ) :‬و َ‬
‫ين( )آل عمران‪ ، (85:‬وقوله‬ ‫سإرِ َ‬ ‫ن الْخَا ِ‬ ‫مإ َ‬‫خ َرةِ ِ‬
‫ال ِ‬‫َوهُوَ فِي ْ‬
‫ما()آل عمران‪ :‬مإن الية ‪(19‬‬ ‫سإل ُ‬ ‫ال ِ ْ‬‫عنْد َ اللّهِ ْ‬ ‫ين ِ‬ ‫ن الد ّ َ‬ ‫تعالى ‪) :‬إ ِ ّ‬
‫ست َ ِقيما ً فَاتّبِعُوهُ َول تَتّبِعُوا‬ ‫َ‬
‫مإ ْ‬‫ص َراطِي ُ‬ ‫ن هَذ َا ِ‬ ‫‪ ،‬وقوله تعالى ‪) :‬وَأ ّ‬
‫سإبِيلِهِ()النعاما‪ :‬مإن الية ‪ . (153‬قال‬ ‫َن َ‬ ‫مع ْ‬ ‫ل فَتَف َّرقَ بِك ُ ْ‬
‫سب ُ َْ‬
‫ال ّ‬
‫ة رضي‬ ‫َن عَائِشَ َ‬ ‫مإجاهد ‪ " :‬السبلْ ‪ :‬البدع والشبهات " ‪ .‬وع ْ‬

‫)‪ (1‬والمقصود مإن هذا ‪ :‬أن الله تعالى جعل السإلماْ هو أفضل الديان وهو‬ ‫‪1‬‬

‫دين الله الذي به السعادة والنجاة ‪ ،‬وأن العبد إذا اسإتقاما عليه وتمسك به له‬
‫الجنة والكرامإة ‪ ،‬وأن اجتهادات العبد في صلة وصوما أو غير ذلك على غير‬
‫َ‬ ‫السنة ل تنفعه ‪ ) ،‬الْيو َ‬
‫يت‬
‫ض ُ‬‫متِي وَ َر ِ‬ ‫ت ع َلَيْك ُ ْ‬
‫م نِعْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬‫م وَأت ْ َ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬
‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ما أك ْ َ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ن يَبْت َ ِغ غَي ْ َر ال ِ ْ‬
‫سإلماِْ دِينا فَل ْ‬
‫ن‬ ‫ما دِينا ً ()المائدة‪ :‬مإن الية ‪ ) ، (3‬وَ َ‬
‫مإ ْ‬ ‫سإل َْ‬ ‫م ْ‬
‫ال ِ ْ‬ ‫لَك ُ ُ‬
‫ه()آلْ عمران‪ :‬مإن الية ‪ . (85‬فالواجب على جميع المكلفين التمسك‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫ل ِ‬‫يُقْب َ َ‬
‫بالسإلما والجتهاد في طاعة الله تعالى ‪ ،‬هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق‬
‫السعادة ‪ ،‬فالقتصاد في السإلماْ والسير عليه بالقليل خير مإن الجتهاد الكثير‬
‫على غير إسإلما وسإنة ‪ ،‬ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫م )) َ‬ ‫سإل ّ َ‬
‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ت ‪ :‬قَا َ‬ ‫الله عنها َقال َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه فَهُوَ َرد ّ (( أخرجاه ‪ ،‬وفي‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫س ِ‬ ‫مإا لَي ْ َ‬ ‫مإرِنَا هَذ َا َ‬ ‫ث فِي أ ْ‬ ‫حد َ َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫مإ ُرنَا فَهُوَ َرد ّ (( ‪،‬‬ ‫س ع َلَيْهِ أ ْ‬ ‫م ًل لَي ْ َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫لفظ ‪َ )) :‬‬
‫وللبخاري ع َ‬
‫ل اللّهِ‬ ‫سإو َ‬ ‫َن أبِي هُ َري ْ َرةَ رضي الله قال ‪ :‬قال َر ُ‬ ‫ْ‬
‫م‪:‬‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫))ك ُ ّ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬‫ل اللهِ َو َ‬ ‫سإو َ‬ ‫ن أبَى قَالوا يَا َر ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ة إِل َ‬ ‫جن ّ َ‬
‫ن ال َ‬ ‫مإتِي يَدْخُلو َ‬ ‫لأ ّ‬
‫صانِي فَ َقد ْ أَبَى (( ‪،‬‬ ‫ن عَ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ة َو َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ن أَطَاع َنِي د َ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫يَأْبَى قَا َ‬
‫َ‬
‫سإل ّ َ‬
‫م‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن النّب ِ ّ‬ ‫اس أ ّ‬ ‫ن ع َب ّ ٍ‬ ‫َن اب ْ ِ‬ ‫وفي الصحيح ع ْ‬
‫َ‬
‫مإبْت َ ٍْغ‬‫ح َرما ِ َو ُ‬ ‫حد ٌ فِي ال ْ َ‬ ‫مإل ْ ِ‬
‫ة ُ‬ ‫اس إِلَى اللّهِ ث َ َلث َ ٌ‬ ‫ض الن ّ ِ‬ ‫ل ‪ )) :‬أبْغَ ُ‬ ‫قَا َ‬
‫حقّ لِيُهَرِيقَ‬ ‫ئ بِغَيْرِْ َ‬ ‫مإرِ ٍ‬ ‫ب دَما ِ ا ْ‬ ‫مإطّل ِ ُ‬ ‫جاهِلِيّةِ وَ ُ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫سإن ّ َ‬‫سإ َلما ِ ُ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫فِي ْ‬
‫ه (( رواه البخاري ‪.2‬‬ ‫مإ ُ‬
‫دَ َ‬
‫قال ابن تيمية ‪ :‬قوله "سإنة الجاهلية"ْ ‪ :‬يندرج فيها كل‬
‫جاهليةْ مإطلقة أو مإقيدة ‪ ،‬أي ‪ :‬في شخص دون شخص ‪،‬‬
‫كتابية أو وثنية ‪ ،‬أو غيرهما مإن كل مإخالفة لما جاء به‬
‫المرسإلون ‪.‬‬
‫مإعْشَ َر‬ ‫ل ‪ ) :‬يَا َ‬ ‫ه قَا َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة َر ِ‬ ‫حذ َي ْ َف َ‬ ‫وفي الصحيح عن ُ‬
‫َ‬
‫مينًا‬ ‫م يَ ِ‬ ‫خذ ْت ُ ْ‬ ‫نأ َ‬ ‫سإبْقًا بَعِيدًا فَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سإبَقْت ُ ْ‬ ‫موا فَ َقد ْ َ‬ ‫الْق ُّراءِ ا ْ‬
‫‪4‬‬
‫قي ُ‬ ‫سإت َ ِ‬ ‫‪3‬‬

‫ض َل ًل بَعِيدًا ( ‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ضلَلْت ُ ْ‬ ‫ال ل َ َقد ْ َ‬ ‫م ً‬ ‫ش َ‬ ‫َو ِ‬

‫)‪ (2‬والشاهد قوله ‪ " :‬ومإبتغ في السإلماْ سإنة الجاهلية " وأن الواجب على‬ ‫‪2‬‬

‫العبد التمسك بالسإلما والحذر مإن سإنن الجاهلية ‪ .‬فالعمل في السإلماْ ولو‬
‫ل هو الذي ينفع ‪ ،‬وأمإا الجتهاد في غير إسإلما وفي غير سإنة يضر ول ينفع ‪،‬‬ ‫ق ّ‬
‫فالواجب على جميع المكلفين التمسك بالسإلما والتقيد بدين الله والسير‬
‫عليه في كل شيء إخلصا ً لله ومإتابعة للرسإول صلى الله عليه وسإلم ‪.‬‬
‫)‪ (3‬القراء ‪ :‬يعني العلماء وطلبة العلم ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬ومإعنى قوله ‪ ) :‬اسإتقيموا ( يعني ‪ :‬على الطريق ‪ .‬أي ‪ :‬اسإتقيموا على‬ ‫‪4‬‬

‫دين الله فإذا اسإتقاما العبد فقد سإبق سإبقا ً بعيدا ً ‪ ،‬وإن حاد يمينا ً وشمال ً فقد‬
‫ضل ضلل ً بعيدا ً ‪ ،‬فالواجب التمسك بما شرعه الله والجذر مإما ذمإه الله ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن بِهِ ()الشورى‪ :‬مإن الية‬ ‫مإا ل َ ْ‬
‫م يَأذ َ ْ‬ ‫ين َ‬
‫ن الد ّ ِ‬
‫مإ َ‬
‫م ِ‬‫م شُ َركَاءُ شَ َرع ُوا لَهُ ْ‬
‫ما لَهُ ْ‬
‫)أ ْ‬
‫‪ ، (21‬فكونه على الطريق ولو مإقتصدا ً مإع البرار والمقتصدين ‪ ،‬خير مإن‬
‫كونه يسلك الطرق المنحرفة عن الهدى لنها تضله وتبعده عن الله عز وجل ‪،‬‬
‫بل صاحب الهدى وإن ظلم نفسه ببعض المعاصي ؛ على طريق النجاة ‪،‬‬
‫ولكن مإن سإار على غير السإلماْ وابتغى في السإلما سإنة الجاهلية فهو في‬
‫طريق الهلكا‪ .‬نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫وعن مإحمد بن وضاح ‪ :‬أنه كان يدخل المسجد فيقف‬


‫حلَق فيقول‪ :‬فذكره ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنبأنا سإفيان بن عيينةْ عن‬
‫على ال ِ‬
‫مإجالد عن الشعبي عن مإسروق قال ‪ :‬قال عبد الله يعني ابن‬
‫مإسعود – رضي الله عنه ‪ ) : -‬ليس عاما إل والذي بعده شر‬
‫مإنه ‪ ،‬ل أقول عاما أمإطر مإن عاما ‪ ،‬ول عاما أخصب مإن عاما ‪،‬‬
‫ول أمإير خير مإن أمإير ‪ ،‬لكن ذهاب علمائكم وخياركم ثم يحدث‬
‫أقواما يقيسون المإور بآرائهم فيهدما السإلما ويثلم ( ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫] باب تفسير السإلم [‬


‫كا فَ ُق ْ َ‬
‫ن‬‫مإ ِ‬ ‫ي لِلّهِ َو َ‬ ‫جهِ َ‬ ‫ت وَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫سإل َ ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫جو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وقول الله تعالى ‪) :‬فَإ ِ ْ‬
‫ن‬
‫م ُر ب ْ ُ‬ ‫ن()آل عمران‪ :‬مإن الية ‪ ، (20‬وفي الصحيح عن عُ َ‬ ‫اتّبَعَ ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ َو َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫ول اللّهِ َ‬ ‫سإ ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫اب َر ِ‬ ‫الْخَط ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫السإ َل َ‬
‫سإو ُ‬
‫ل‬ ‫مدًا َر ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫مإ َ‬‫ن ُ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ه إ ِ ّل الل ّ ُ‬ ‫ن َل إِل َ َ‬ ‫ن تَشْ هَد َ أ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل ‪ُ ْ ِ ْ )) :‬‬ ‫قَا َ‬
‫ما‬
‫صو َ‬ ‫ي ال ّزكَاةَ َوت َ ُ‬ ‫ص َلةَ َوتُؤ ْت ِ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫م َوت ُ ِقي َ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫اللّهِ َ‬
‫يل ((‪. 5‬‬ ‫سإب ِ ً‬ ‫ت إِلَيْهِ َ‬ ‫سإتَطَعْ َْ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫ج الْبَي ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َوت َ ُ‬ ‫ضا َ‬ ‫مإ َ‬ ‫َر َ‬
‫م‬
‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه مإرفوعا ً ‪ )) :‬ال ْ ُ‬
‫سانِهِ وَيَدِهِ (( ‪.6‬‬ ‫ن لِ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫سإل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫َ‬
‫سإلم ِدينا ً‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫غي ْ َر ْ‬ ‫غ َ‬
‫ِ‬ ‫ن يَبْت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫] باب قول الله تعالى ‪َ ) :‬‬
‫ه ‪)7‬آل عمران‪[ (85:‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫َ‬
‫صلّى‬ ‫َ‬
‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَا َ‬ ‫ه قَا َ‬ ‫ي اللّه ع َن ْ ُ‬ ‫ض ً‬ ‫وعن أبُي هُ َري ْ َرة َ َر ِ‬
‫ص َلة ُ‬ ‫اللّه ع َلَيْهِ وسإلّم ‪ )) :‬تَجيءُ ْ َ‬
‫جيءُ ال ّ‬ ‫مإةِ فَت َ ِ‬ ‫ما ال ْ ِقيَا َ‬ ‫ل يَوْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫الع ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫صدَقَ ُ‬
‫ة‬ ‫جيءُ ال ّ‬ ‫ك عَلَى خَيْرٍ فَت َ ِ‬ ‫ل إِن ّ ِ‬ ‫ص َلة ُ فَيَقُو ُ‬ ‫ب أنَا ال ّ‬ ‫ل يَا َر ّ‬ ‫فَتَقُو ُْ‬
‫َ‬
‫جيءُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ك عَلَى خَيْرٍ ث ُ ّ‬ ‫ل إِن ّ ِ‬ ‫ة فَيَقُو ُ‬ ‫صدَقَ ُ‬ ‫ب أنَا ال ّ‬ ‫ل يَا َر ّ‬ ‫فَتَقُو ُْ‬
‫َ‬ ‫الصياما فَيقُو ُْ َ‬
‫ك عَلَى خَيْرٍ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ل إِن ّ َ‬ ‫ما فَيَقُو ُْ‬ ‫صيَا ُ‬ ‫ب أنَا ال ّ‬ ‫ل أيْ يَا َر ّ‬ ‫ّ َ ُ َ‬
‫تَجيءُ ْ َ‬
‫م‬‫ك ع َلَى خَيْرٍ ث ُ ّ‬ ‫ل إِن ّ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َ ّز َو َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ك فَيَقُو ُ‬ ‫ل ع َلَى ذَل ِ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫العْ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ما فَيَقُو ُ‬ ‫سإ َل ُ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫ما َوأنَا ْ‬ ‫س َل ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ب أن ْ َ‬ ‫ل يَا َر ّ‬ ‫ما فَيَقُو ُْ‬ ‫سإ َل ُ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫جيءُ ْ‬ ‫يَ ِ‬

‫‪ (5) 5‬وهذا جواب النبي صلى الله عليه وسإلم لجبرائيل عليه السلما لما سإأله‬
‫عن السإلماْ ‪ ،‬فأجاب بهذا الجواب كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه‬
‫وهذا تفسير له بأركانه ‪ ،‬والسإلما أعمْ ‪ ،‬فهو يشمل مإا أمإر الله به ورسإوله ‪،‬‬
‫عنْد َ اللّهِ‬
‫ين ِ‬
‫ن الد ّ َ‬
‫وتركا مإا نهى الله عنه ورسإوله ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ ) :‬إ ِ ّ‬
‫ما()آلْ عمران‪ :‬مإن الية ‪ .(19‬ولكن هذه أركانه ‪ ،‬فالشيء يفسر بأركانه‬ ‫سإل ُ‬ ‫ْ‬
‫ال ِ ْ‬
‫ويفسر بجميع أجزائه‪.‬‬
‫سانِهِ وَيَدِهِ( هذا يدل على التعميم‬ ‫ن لِ َ‬
‫مإ ْ‬
‫ن ِ‬‫مو َ‬
‫سل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سإل ِ َ‬
‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬
‫م َ‬‫سل ِ ُ‬ ‫)‪) (6‬ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫‪6‬‬

‫وأن السإلما أعمْ ‪ ،‬يعم الركان وغير الركان ‪ ،‬فالمسلم حقا ً هو الذي أدى‬
‫الركان وأدى مإا أوجب الله عليه ‪ ،‬وكف يده عن ظلم الناس وعن التعدي‬
‫لحدود الله ‪.‬‬
‫)‪ (7‬ومإعنى هذا ‪ :‬أنه يجب على جميع المإة السإلمإية ‪ ،‬وأنه ل نجاة لها ول‬ ‫‪7‬‬

‫سإعادة إل بالسإلما ‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫ل‬ ‫ك أُعْطِي ‪ 8‬فَقَا َ‬ ‫خذ ُ َوب ِ َ‬ ‫ك الْيَوْ َ‬


‫ما آ ُ‬ ‫ك ع َلَى خَيْرٍ ب ِ َ‬ ‫ل إِن ّ َ‬ ‫ج ّ‬‫ه ع َ ّز وَ َ‬‫الل ّ ُ‬
‫ل‬ ‫سإ َلما ِ دِينًا فَل َ ْ‬
‫ن يُقْب َ َ‬ ‫ال ِ ْ‬‫ن يَبْتَغ غَي ْ َر ْ‬
‫ِ‬ ‫مإ ْ‬‫ل فِي كِتَابِهِ وَ َ‬ ‫ج ّ‬‫ه ع َ ّز وَ َ‬‫الل ّ ُ‬
‫ين (( رواه أحمد ‪.‬‬ ‫سإرِ َ‬ ‫ن الْخَا ِ‬ ‫مإ ْ‬‫خ َرةِ ِ‬‫ال ِ‬‫ه َوهُوَ فِي ْ‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ل‬‫سإو َ‬ ‫َ‬ ‫وفي الصحيح ع َن عَائِشَ ُ‬
‫ن َر ُ‬‫ة – رضي الله عنها ‪ -‬أ ّ‬
‫َ‬
‫مإ ُرنَا‬‫س عَلَيْهِ أ ْ‬ ‫م ًل لَي ْ َ‬‫ل عَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫مإ ْ‬‫ل َ‬ ‫م قَا َ‬ ‫سإل ّ َ‬‫ه عَلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫اللّهِ َ‬
‫فَهُوَ َرد ّ (( رواه أحمد ‪.‬‬
‫] باب السإتغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سإواه [‬
‫يءٍ (‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫اب تِبْيَانا ً لِك ُ ّ‬
‫ك الْكِت َ َ‬ ‫وقول الله تعالى ‪َ ) :‬ون َ ّزلْنَا عَلَي ْ َ‬
‫)النحل‪ ْ:‬مإن الية ‪ . (89‬وروى النسائي وغيره عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسإلم أنه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنه ورقة مإن التوراة فقال ‪ )) :‬أمإتهوكون يا ابن الخطاب ؟‬
‫لقد جئتكم بها بيضاء نقية ‪ ،‬ولو كان مإوسإى حيا ً واتبعتموه‬
‫وتركتموني ضللتم (( ‪ .‬وفي رواية ‪ )) :‬ولو كان مإوسإى حيا ً مإا‬
‫وسإعه إل اتباعي (( ‪ .‬فقال عمر ‪ " :‬رضيت بالله ربا ً وبالسإلما‬
‫دينا ً وبمحمد رسإول ً " ‪.9‬‬
‫ك أُعْطِي(ْ ‪ :‬فمن توفي على السإلماْ فله الجنة ‪ ،‬إمإا‬ ‫خذ ُ وَب ِ َ‬‫ما آ ُ‬ ‫ك الْيَوْ َ‬ ‫)‪) (8‬ب ِ َ‬ ‫‪8‬‬

‫مإن أول وهلة إن سإلم مإن المعاصي ‪ ،‬وإمإا بعد العقوبة التي يقدرها الله عليه‬
‫بسبب المعاصي التي مإات عليها إن لم يعف الله عنه ‪ .‬فليس هناكا نجاة إل‬
‫ه( فمن‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫ل ِ‬ ‫سإ َلما ِ دِينًا فَل َ ْ‬
‫ن يُقْب َ َ‬ ‫ن يَبْتَغ غَي ْ َر ْ‬
‫ال ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مإ ْ‬‫بالسإلما قال الله تعالى ‪) :‬وَ َ‬
‫مإات على غير السإلما ولو عنده مإا عنده مإن الطاعات أمإثال الجبال فإنها‬
‫مإنْثُوراً(ْ )الفرقان‪:‬‬ ‫جعَلْنَاه ُ هَبَاءً َ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ملُوا ِ‬
‫مإ ْ‬ ‫مإا ع َ ِ‬ ‫مإنَا إِلَى َ‬ ‫حابطة ‪) ،‬وَقَد ِ ْ‬
‫‪ . (23‬ل بد مإن التوحيد مإن شهادة إن ل إله إل الله وأن مإحمدا ً رسإول الله ‪،‬‬
‫والدخول في السإلماْ بقلبه وقالبه ثم بعد ذلك العمال ‪ ،‬فمن اسإتقاما على‬
‫العمال دخل الجنة مإن أول وهلة ‪ ،‬ومإن قصر في شيء مإن العمال الواجبة‬
‫عليه أو أتى بعض المعاصي التي حرما الله‪ ،‬صار تحت المشيئة إن شاء الله‬
‫عفا عنه ‪ ،‬وإن شاء عذبه على قدر مإا عنده مإن المعاصي ‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫ن يَشَ اءُ()النساء‪ :‬مإن الية‬ ‫م ْ‬‫ك لِ َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫مإا دُو َ‬ ‫ف ُر َ‬ ‫كا بِهِ وَيَغْ ِ‬ ‫ن يُشْ َر َ‬ ‫ف ُر أ ْ‬ ‫ه ل يَغْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫) إِ ّ‬
‫‪ . (48‬فمن هداه الله للسإلما وسإلم مإن الشركا فهو على طريق نجاة ‪.‬‬
‫ل‬ ‫سإ َلماِْ دِينًا فَل َ ْ‬
‫ن يُقْب َ َ‬ ‫ال ِ ْ‬‫ن يَبْتَغ غَي ْ َر ْ‬
‫ِ‬ ‫مإ ْ‬
‫)‪ (9‬هذا واضح في قوله جل وعل ‪) :‬وَ َ‬ ‫‪9‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬


‫ن‬
‫مإرِهِ أ ْ‬ ‫َن أ ْ‬
‫نع ْ‬ ‫ين يُخَالِفُو َ‬ ‫حذ َرِ الذ ِ َ‬ ‫ه()آلْ عمران‪ ،(85:‬وفي قوله‪) :‬فَلْي َ ْ‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫ِ‬
‫مإا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م()النور‪ ْ:‬مإن الية ‪ ، (63‬وفي قوله‪) :‬وَ َ‬ ‫َاب ألِي ٌ‬‫م عَذ ٌ‬ ‫صيبَهُ ْ‬‫ة أوْ ي ُ ِ‬ ‫م فِتْن َ ٌ‬ ‫صيبَهُ ْ‬ ‫تُ ِ‬
‫ه فَانْتَهُوا()الحشر‪ ْ:‬مإن الية ‪ . (7‬فالواجب‬ ‫م ع َن ْ ُ‬ ‫مإا نَهَاك ُ ْ‬‫خذ ُوه ُ وَ َ‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫سإو ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫م ّ‬ ‫آتَاك ُ ُ‬
‫على الجميع المإة اتباعه صلى الله عليه وسإلم ‪ ،‬ولو كان مإوسإى أو عيسى أو‬
‫ل يَا أَيّهَا‬
‫غيرهما أحياء مإا وسإعهم إل اتباعه ‪ ،‬لنه بعث إلى الناس عامإة ‪) ،‬قُ ْ‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫] باب ما جاء في الخروجج عن دعوى السإلم [‬


‫ل َوفِي هَذ َا(‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ين ِ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ماك ُ ُ‬‫سإ ّ‬
‫وقوله تعالى ‪) :‬هُوَ َ‬
‫ي‬
‫َن النّب ِ ّ‬ ‫هع ِ‬ ‫حدّث َ ُ‬ ‫الَشْ عَرِيّ َ‬ ‫ث ْ‬ ‫حارِ َ‬ ‫)الحج‪ :‬مإن الية ‪ . (78‬وعن ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫مإ‬ ‫خمس اللّه أ َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫مإ‬ ‫آ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫صلّى اللّه ع َلَيه وسإلّم ‪ )) :‬وأ َ‬
‫ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ارقَ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ة فَإِن ّ ُ‬ ‫ماعَ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ْ‬
‫ج َرة ُ وَال َ‬ ‫ْ‬
‫جهَاد ُ َوالهِ ْ‬ ‫ْ‬
‫ة وَال ِ‬ ‫ّ‬
‫معُ َوالطاعَ ُ‬ ‫س ْ‬‫ال ّ‬
‫َ‬
‫جعَ‬ ‫ن ي َ ْر ِ‬ ‫ن عُن ُ ِقهِ إ ِ ّل أ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫سإ َلما ِ ِ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫ة ْ‬ ‫شبْرٍ فَ َقد ْ خَلَعَ رِب ْ َق َ‬ ‫ة ِقيد َ ِ‬ ‫ماع َ َ‬ ‫ج َ‬‫ال ْ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫جهَنّم ((َ فَقَا َ‬ ‫جثَا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫جاهِلِيّةِْ فَإِن ّ ُ‬ ‫ن ادّع َى دَعْوَى ال ْ َ‬ ‫مإ ْ‬
‫َو َ‬
‫ما‬
‫صا َ‬ ‫صلّى وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل ‪)) :‬وَإ ِ ْ‬ ‫ما ؟ قَا َ‬ ‫صا َ‬ ‫صلّى وَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل اللّهِ وَإ ِ ْ‬‫سإو َ‬ ‫يَا َر ُ‬
‫عبَاد َ‬ ‫ين ِ‬ ‫مإن ِ َْ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ين ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ماك ُ ْ‬ ‫سإ ّ‬ ‫فَادْع ُوا بِدَعْوَى اللّهِ الّذِي َ‬
‫ح‬
‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫يث َ‬ ‫حد ِ ٌ‬ ‫ل ‪ :‬هَذ َا َ‬ ‫اللّهِ (( رواه أحمد والترمإذي ‪ ،‬وقَا َ‬
‫‪.10‬‬
‫ة‬
‫ميت َ ٌ‬ ‫ات فَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫شب ْ ًرا فَ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ماعَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ارقَ ال ْ َ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مإ ْ‬
‫وفي الصحيح ‪َ )) :‬‬
‫ة ((‪ .‬وفيه ‪ )) :‬أَبدعْوى الْجاهلِيةْ وأَنا بي َ‬
‫م؟ ((‪.‬‬ ‫ن أظْهُرِك ُ ْ‬ ‫َ ِ ّ ِ َ َ َْ َ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫جاهِلِي ّ ٌْ‬ ‫َ‬
‫قال أبو العباس ‪ " :‬كل مإا خرج عن دعوى السإلما والقرآن‬
‫مإن نسب أو بلد أو جنس أو مإذهب أو طريقة فهو مإن عزاء‬
‫الجاهليةْ ‪ ،11‬بل لما اختصم مإهاجري وأنصاري فقال المهاجري‬
‫‪ :‬يا للمهاجرين ‪ ،‬وقال النصاري ‪ :‬يا للنصار ! قال صلى الله‬
‫عليه وسإلم ‪ )) :‬أَبدع ْوى الْجاهلِيةْ وأَنا بي َ‬
‫م؟((‪،‬‬ ‫ن أظْهُرِك ُ ْ‬ ‫َ ِ ّ ِ َ َ َْ َ‬ ‫ِ َ َ‬

‫ميعاً()العرافا‪ :‬مإن الية ‪ . (158‬فالواجب‬ ‫ج ِ‬ ‫ل اللّهِ إِلَيْك ُ ْْ‬


‫م َ‬ ‫سإو ُ‬
‫س إِنّي َر ُ‬
‫النّا ُ‬
‫على جميع المإة رجال ً ونساء عربا ً وعجما ً إنسا ً وجنا ً أن يتبعوه صلى الله‬
‫عليه وسإلم وأن ينقادوا لشرعه حسب مإا جاء في القرآن الكريم والسنة‬
‫المطهرة ‪ ،‬وليس لهم الخروج عن ذلك ‪.‬‬
‫)‪ (10‬وهذا تحذير مإن دعوى الجاهلية "يا آل فلن ‪ ،‬يا آل فلن ‪ .‬ل ‪ ،‬يا أهل‬ ‫‪10‬‬

‫التوحيد يا أهل اليمان ‪ ،‬كلهم إخوة إذا جاء الحرب ل ينتسبون ‪ :‬يا آل فلن ‪ ،‬يا‬
‫قحطان ‪ ،‬يا بني كذا يا بني كذا ‪ ،‬ل ‪ .‬هم شيء واحد فالمسلمون شيء واحد ‪،‬‬
‫ول يحتجوا بدعوى الجاهلية ‪ .‬ولهذا لما قال ‪ :‬يا للمهاجرين ‪ ،‬وقال الخر ‪ :‬يا‬
‫للنصار ‪ ،‬قال صلى الله عليه وسإلم ‪ )) :‬أَبدع ْوى الْجاهلِية وأَنا بي َ‬
‫ن أظْهُرِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫َ ِ ّ ِ َ َ َْ َ‬ ‫ِ َ َ‬
‫((‪ .‬فالواجب الدعوى بالسإلما ‪ ،‬أيها الخوة أيها المسلمون هكذا ‪ ،‬عند‬
‫السإتغاثة والحث يحثهم على القتال باسإم السإلما‪ ،‬وباسإم اليمان‪.‬‬
‫)‪ (11‬والمقصود أن الدعاوى التي بغير السإلما ‪ ،‬يا أهل مإكة يا أهل الطائف‬ ‫‪11‬‬

‫يا أهل نجد يا أهل ‪ ...‬هذا مإن دعوى الجاهلية ‪ .‬بل يقول ‪ :‬أيها المؤمإنون ‪ ،‬أيها‬
‫الخوة ‪ ،‬يا أنصار الله ‪ ،‬يا عباد الله هكذا ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫وغضب لذلك غضبا ً شديداً‪ .‬انتهى كلمإه – رحمه الله تعالى ‪-12‬‬
‫‪.‬‬

‫] باب وجوب الدخول في السإلم كله وترك ما سإواه‬


‫[‬
‫سلْم ِ كَافّ ً‬ ‫َ‬
‫ة(‬ ‫مإنُوا ادْخُلُوا فِي ال ّ‬ ‫ين آ َ‬‫وقول الله تعالى ‪) :‬يَا أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫)البقرة‪ :‬مإن الية ‪ ،(208‬وقوله تعالى ‪) :‬أ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫َ‬
‫ن قَبْلِك()النساء‪:‬‬ ‫مإ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ز‬ ‫ن‬‫ك ومإا أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ز‬ ‫ن‬‫يزعُمون أَنهم آمإنوا بما أ ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ َ ُّ ْ َ ُ ِ َ‬
‫م وَكَانُوا‬ ‫ين فَ ّرقُوا دِينَهُ ْ‬ ‫ن الّذِ َ‬ ‫مإن الية ‪ (60‬وقوله تعالى ‪) :‬إ ِ ّ‬
‫يءٍ (‪)13‬النعاما‪ :‬مإن الية ‪ . (159‬قال‬ ‫م فِي شَ ْ‬ ‫مإنْهُ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫س َ‬ ‫شيَعا ً ل َ ْ‬‫ِ‬
‫ض‬
‫ما تَبْي َ ّ‬ ‫ابن عباس ‪ -‬رضي الله عنهما – في قوله تعالى ‪) :‬يَوْ َ‬
‫جوهٌ ()آل عمران‪ :‬مإن الية ‪ : (106‬تبيض‬ ‫سوَد ّ وُ ُ‬ ‫جوهٌ وَت َ ْ‬ ‫ُو ُ‬
‫وجوه أهل السنة والئتلفا‪ ،‬وتسود وجوه أهل البدع‬
‫والختلفا‪.‬‬
‫صلّى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَا َ‬ ‫مرٍو قَا َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َن ع َبْد ِ اللّهِ ب ْ‬ ‫ْ‬ ‫وع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫سإ َرائِي َ‬
‫ل‬ ‫مإا أتَى عَلَى بَنِي إ ِ ْ‬ ‫مإتِي َ‬ ‫ن عَلَى أ ّ‬ ‫م ‪ )) :‬لَيَأتِي َ ّ‬ ‫سإل ّ َ‬‫عَلَيْهِ وَ َ‬
‫ُ‬ ‫حذ ْو النعل بالنعل حتى إن كَان مإنهم مإ َ‬
‫ة لَكَا َ‬
‫ن‬ ‫ه ع ََلنِي َ ً‬ ‫مإ ُ‬
‫ن أتَى أ ّ‬ ‫َ ِ ُْ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ّْ ِ ِ ّْ ِ َ ّ ِ ْ‬
‫ت ع َلَى ثِنْتَي ْ ِْ‬ ‫صنَعُْ ذَل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ل تَف َّرقَ ْ‬ ‫سإ َرائِي َ‬ ‫ن بَنِي إ ِ ْ‬ ‫ك وَإ ِ ّ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫مإتِي َ‬ ‫فِي أ ّ‬
‫ُ‬
‫م فِي‬ ‫ة كُلّهُ ْ‬ ‫مإل ّ ً‬‫ين ِ‬ ‫سإبْعِ َْ‬ ‫ث وَ َ‬ ‫مإتِي ع َلَى ث َ َل ٍ‬ ‫ة َوتَفْتَرِقُ أ ّ‬ ‫مإل ّ ً‬ ‫ين ِ‬ ‫سإبْعِ َ‬‫َو َ‬
‫)‪ (12‬هذا هو الواجب وهذا الذي يحثهم يحركا القلوب‪ ،‬فعند لقاء العدو‬ ‫‪12‬‬

‫يحثهم على اللقاء والصبر بدعوى اليمان وبدعوى السإلما‪ ،‬أيها المسلمون‪ ،‬يا‬
‫جند الله‪ ،‬يا عباد الله‪ ،‬أيها المسلمون‪ ،‬يا أنصار الله‪ ،‬هكذا يشجعهم ويحثهم‬
‫بالسإم العاما‪.‬‬
‫َ‬
‫)‪ (13‬هذا هو الواجب الدخول في السإلماْ كله وليس ببعضه ‪) :‬يَا أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫ين‬ ‫‪13‬‬

‫ن الّذِ َ‬
‫ين‬ ‫سلْم ِ كَافّ ًة( يعني في السإلما‪ ،‬ويقول تعالى ‪) :‬إ ِ ّ‬
‫مإنُوا ادْخُلُوا فِي ال ّ‬
‫آ َ‬
‫يءٍ (‪ ،‬ويقول جل وعل‪( :‬‬ ‫م فِي َ شَ ْ‬ ‫مإنْهُ ْ‬
‫ت ِ‬‫س َ‬‫شيَعا ً ل َ ْ‬‫م وَكَانُوا ِ‬ ‫فَ ّرقُوا دِينَهُ ْ‬
‫ن اللّهِ وَ ُر ُ‬
‫سإلِهِ‬ ‫ن يُف َّرقُوا بَي ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن بِاللّهِ وَ ُر ُ‬
‫سإلِهِ وَيُرِيدُو َ‬ ‫ين يَكْف ُُرو َ‬ ‫ن الّذِ َ‬‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫خذ ُوا بَي ْ َ‬ ‫ن يَت ّ ِ‬
‫نأ ْ‬ ‫ض وَيُرِيدُو َ‬‫ض وَنَكْف ُُر بِبَعْ ٍ‬‫ن بِبَعْ ٍ‬
‫مإ ُ‬‫ن نُؤْ ِ‬ ‫وَيَقُولُو َ‬
‫حقّاً()النساء‪ :‬مإن الية ‪ . (151‬فالواجب‬ ‫ن َ‬ ‫م الْكَافِ ُرو َ‬
‫ك هُ ُ‬‫سإبِيلً()أُولَئ ِ َ‬‫َ‬
‫هو الدخول في السإلما كله ‪ .‬يعني ‪ :‬الواجب أن يلتزماْ المسلم في‬
‫السإلما كله صلة وزكاة وصيامإا ً وحجا ً وجهادا ً ‪ ،‬مإا يقول بس أنا‬
‫أصلي ول أزكي ‪ ،‬أزكي ول أصوما ‪ ،‬ل يجب أن يلتزما بالسإلما كله ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫ل‪:‬‬‫ل اللّهِ ؟ قَا َ‬ ‫سإو َ‬


‫ي يَا َر ُ‬ ‫ن هِ َ‬ ‫مإ ْ‬‫حدَة ً (( قَالُوا ‪َ :‬و َ‬ ‫مإل ّ ً‬
‫ة وَا ِ‬ ‫النّارِ إ ِ ّل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حابِي (( وليتأمإلْ المؤمإن الذي يرجو لقاء‬ ‫ص َ‬ ‫مإا أنَا ع َلَيْهِ َوأ ْ‬ ‫)) َ‬
‫الله‪ ،‬كلما الصادق المصدوق ‪14‬في هذا المقاما خصوصا ً قوله ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حابِي (( يالها مإن مإوعظة لو وافقت مإن‬ ‫ص َ‬ ‫مإا أنَا ع َلَيْهِ َوأ ْ‬ ‫)) َ‬
‫القلوب حياة! رواه الترمإذي‪ ،‬ورواه أيضا ً مإن حديث أبي‬
‫هريرة وصححه‪ ،‬ولكن ليس فيه ذكر النار‪ ،‬وهو في حديث‬
‫مإتِي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ج فِي أ ّ‬ ‫ْر ُ‬
‫سإيَخ ُ‬
‫ه َ‬ ‫مإعاوية عند أحمد وأبي داود وفيه‪)) :‬أن ّ ُ‬
‫حبِهِ َل‬ ‫ك َْ‬ ‫َ‬
‫صا ِ‬ ‫ارى الْكَل ْ ُ‬
‫ب بِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما يَت َ َ‬ ‫الهْوَاءُ ك َ َ‬ ‫م تِل ْ َ‬‫ارى بِهِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫أقْوَا ٌ‬
‫ه (( ‪،‬‬ ‫ل إ ِ ّل دَخَل َ ُ‬
‫ص ٌْ‬ ‫ع ْرقٌ َو َل َ‬
‫مإ ْف ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫يَبْقَى ِ‬
‫جاهِلِيّةِْ ‪.16((15‬‬‫ة ال ْ َ‬‫سإن ّ َ‬‫سإ َلما ِ ُ‬ ‫مإبْتَغ فِي ْ‬
‫ال ِ ْ‬ ‫وتقدما قوله‪)) :‬وَ ُ ٍ‬

‫)‪ (14‬يعني ‪ :‬ليلزما الحق ويستقيم علة مإا سإار عليه الصحابة وأتباعهم‬ ‫‪14‬‬

‫بإحسان‪ ،‬وأن يحذر أقوال أهل البدع والفرقة والختلفاْ ) ثنتان وسإبعون‬
‫فرقة كلها في النار ( مإا بين كافر ومإا بين مإبتدع وفاسإق‪ ،‬لكن أهل السنة‬
‫والجماعة هم الذين سإاروا على نهج الصحابة واسإتقامإوا على الدين فهؤلء‬
‫لهم الجنة والكرامإة‪ .‬أمإا بقية الفرق فيهم الكافر والمبتدع‪ ،‬وفيهمْ المخالف‬
‫للشرع الذي لم يلتزما بالحق‪.‬‬
‫)‪ (15‬يعني يجب الحذر على المسلمين مإن أن يبتدعوا في الدين‪ ،‬ويحذروا‬ ‫‪15‬‬

‫سإنن الجاهلية‪ ،‬بل عليهم أن يلتزمإوا بالسإلما الذي جاء به المصظفى صلى‬
‫الله عليه وسإلم وأن يتعاونوا في هذا وأن يتاوصوا بهذا‪ ،‬فيؤدوا مإا شرع الله‬
‫حرما الله‪ ،‬ويحذروا البدع والمعاصي‪ ،‬هكذا يجب على أهل‬ ‫ويبتعدوا عن مإا ّ‬
‫السإلما أن يستقيموا ويتعاونوا على البر والتقوى كما قال تعالى‪ ( :‬وَتَعَاوَنُوا‬
‫في‬‫ن لَ ِ‬
‫سا َ‬ ‫ن ْ‬
‫الِن ْ َ‬ ‫ع َلَى الْب ِ ّر وَالتّقْوَى ()المائدة‪ :‬مإن الية ‪ .(2‬وقال‪) :‬والعصر‪ .‬إ ِ ّ‬
‫صبْرِ(‬
‫صوْا بِال ّ‬ ‫صوْا بِال ْ َ‬
‫حقّ وَتَوَا َ‬ ‫ات وَتَوَا َ‬
‫ح ِ‬ ‫ملُوا ال ّ‬
‫ص ال ِ َ‬ ‫مإنُوا وَع َ ِ‬ ‫سرٍ‪ .‬إ ِ ّل الّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬ ‫خ ْ‬
‫ُ‬
‫)العصر‪ ،(3:‬أمإا أن يتفرقوا فيقول هذا آخذ بهذا ‪ ،‬ويقول هذا آخذ بهذا‪ ،‬هذا ل‬
‫يجوز‪ .‬هذا دين الجاهلية نسأل الله العافية‪.‬‬
‫‪ (16) 16‬وأسإانيده مإجتمعة تصل إلى درجة الحسن‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫]باب ما جاء أن البدعة أشد من الكبائر‪[ 17‬‬


‫َ‬
‫ن‬‫مإا دُو َ‬ ‫كا بِهِ َويَغْ ِف ُر َ‬‫ن يُشْ َر َ‬ ‫ه ل يَغْ ِف ُر أ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وقوله تعالى‪ ) :‬إ ِ ّ‬
‫ك لِمن يشَ اءُ()النساء‪ :‬مإن الية ‪ .(48‬وقوله‪ ) :‬فَم َ‬
‫م‬‫ن أظْل َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ذَل ِ َ َ ْ َ‬
‫علْمٍ()النعاما‪:‬‬ ‫س بِغَيْرِْ ِ‬ ‫ل النّا َ‬ ‫ن افْت َ َرى عَلَى اللّهِ كَذِبا ً لِي ُ ِ‬
‫ض ّ‬ ‫م ِ‬‫مإ ّ‬
‫ِ‬
‫مإل َ ً‬ ‫َ‬
‫ما‬‫ة يَوْ َ‬ ‫م كَا ِ‬ ‫ارهُ ْ‬ ‫ملُوا أوْ َز َ‬‫ح ِ‬‫مإن الية ‪ .(144‬وقوله تعالى‪) :‬لِي َ ْ‬
‫َ‬ ‫الْقيامإة ومإن أ َ‬
‫مإا‬
‫سإاءَ َ‬ ‫علْم ٍ أل َ‬ ‫م بِغَيْرِ ِ‬‫ضلّونَهُ ْ‬ ‫ين ي ُ ِ‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ار‬ ‫ز‬ ‫و‬
‫ِ َ َ ِ َ ِ ْ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن(‪) 18‬النحل‪.(25ْ:‬‬ ‫يَزِ ُرو َ‬
‫وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسإلم قال في الخوارج‪:‬‬
‫)) أينما لقيتموهم فاقتلوهم‪ ،‬لئن لقيتهم لقتلنهمْ قتل عاد‬
‫‪.((19‬‬
‫)‪ (17‬والمعنى‪ :‬أن البدعة أكبر مإن الكبائر لنها تنقص للسإلما وإحداث في‬ ‫‪17‬‬

‫السإلما واتهاما للسإلما بالنقص‪ ،‬فلهذا يبتدع ويزيد‪ .‬وأمإا المعاصي فهي اتباع‬
‫للهوى وطاعة للشيطان فهي أسإهل مإن البدعة وصاحبها قد يتوب ويسارع‬
‫ويتعض‪ ،‬أمإا صاحب البدعة فيرى أنه مإصيب وأنه مإجتهد فيستمر بالبدعة نعوذ‬
‫بالله‪ ،‬ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته‪ .‬ولهذا صار أمإر البدعة أشد‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫مإا دُو َ‬
‫وأخطر مإن المعصية قال تعالى في أهل المعاصي‪) :‬وَيَغْفِ ُر َ‬
‫يَشَ اءُ(‪ .‬فأهل المعاصي تحت المشيئة‪ ،‬وأمإا أهل البدع فذنبهم عظيم‬
‫وخطرهم شديد لن بدعتهم مإعناها التنقص للسإلما وأنه مإحتاج لهذه البدعة‬
‫ويرى صاحبها أنه مإحق ويستمر عليها ويبقى عليها ويجادل عنها نسأل الله‬
‫العافية‪.‬‬
‫َ‬
‫م( يعني‪ :‬عليه مإثل أوزارْ مإن‬ ‫ضلّونَهُ ْ‬ ‫ن أوْ َزارِ الّذ ِ َ‬
‫ين ي ُ ِ‬ ‫مإ ْ‬
‫‪ (18) 18‬قوله تعالى‪) :‬وَ ِ‬
‫تبعه في بدعته‪ ،‬نسأل الله العافية‪.‬‬
‫)‪) (19‬لئن لقيتهم لقتلنهم قتل عاد( لعظم بدعتهم لنهم شبهوا على الناس‬ ‫‪19‬‬

‫فاجتهدوا في القراءة والصلة حتى قال النبي صلى الله عليه وسإلم‪ )) :‬يحقر‬
‫أحدكم صلته مإع صلتهم وقراءته مإع قراءتهم (( ثم حملوا على المسلمين‬
‫وقتلوهم‪ ،‬هذا مإن جرأتهم الخبيثة‪ ،‬وقاتلوا علياً‪ ،‬وقتلوا عمر بن خارجة‪ ،‬وقتلوا‬
‫جمعا ً غفيراً‪ ،‬كله بسبب بدعتهم وضللهم حتى أعان الله عليا ً عليهم فقتلهم‪.‬‬
‫فالخوارج شرهم عظيمْ لنهم يرون أنهم مإصيبون في قتلهم للعصاة مإن‬
‫المإراء وغير المإراء‪ .‬وهذا مإن جهلهم وضللهم‪ ،‬ولهذا قال فيهم صلى الله‬
‫عليه وسإلم‪ )) :‬أينما لقيتموهم فاقتلوهمْ فإن في قتلهم أجرا ً لمن قتلهم (( ‪،‬‬
‫وقال‪ )) :‬لئن أدركتهم لقتلنهمْ قتل عاد ((‪.‬‬
‫‪‬سإئل الشيخ – رحمه الله ‪ : -‬هل البدعة تدخل تحت المشيئة إذا لم تكن‬
‫مإكفرة؟‬
‫فأجاب سإماحته‪ :‬مإا تدخل في الذنوب‪ ،‬لنه مإتوعد عليها في النار والعياذ‬
‫بالله‪ ،‬إل أن يتوب نسأل الله العافية‪ ،‬ولكن إن كانت دون الشركا يرجى‬
‫لصاحبها لنها تدخل في المعنى مإن جهة المعاصي‪ ،‬لكنها غير داخلة في قوله‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫وفيه أنه‪ )) :‬نهى عن قتل أمإراء الجور(( ‪.20‬‬


‫وعن جرير بن عبد الله –رضي الله عنه‪ -‬أن رجل ً تصدق‬
‫بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسإول الله صلى الله عليه‬
‫َ‬ ‫ة فَل َ َ‬
‫ج ُر‬ ‫ج ُرهَا وَأ ْ‬
‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫سن َ ً‬‫ح َ‬‫ة َ‬ ‫سإ َلما ِ ُ‬
‫سإن ّ ً‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫ن فِي ْ‬ ‫سإ ّ‬
‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬
‫وسإلم‪َ )) :‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫م شَ ْ‬
‫يءٌ وَ َ‬ ‫جورِهِ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫مإ ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ن غَيْرِ أ ْ‬
‫ن يَن ْ ُق َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م َ‬
‫ل بِهَا بَعْدَه ُ ِ‬ ‫ن عَ ِ‬‫مإ ْ‬‫َ‬
‫ل‬‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ن ع َلَيْهِ وِ ْز ُرهَا وَوِ ْز ُر َ‬
‫مإ ْ‬ ‫ة كَا َ‬ ‫سإيّئ َ ً‬
‫ة َ‬ ‫سإ َلما ِ ُ‬
‫سإن ّ ً‬ ‫ن ِفي ْ‬
‫ال ِ ْ‬ ‫سإ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪21‬‬
‫يءٌ (( ‪ .‬رواه‬ ‫م شَ ْ‬ ‫ن أوْ َزارِهِ ْ‬ ‫مإ ْ‬
‫ص ِ‬ ‫ن يَن ْ ُق َ‬ ‫ن غَيْرِ أ ْ‬ ‫مإ ْ‬
‫ن بَعْدِهِ ِ‬‫مإ ْ‬
‫بِهَا ِ‬
‫مإسلم‪.‬‬
‫وله مإثله مإن حديث أبي هريرة ولفظه‪ )) :‬مإن دعا إلى‬
‫هدى‪ ،‬ثم قال‪ :‬ومإن دعا إلى ضللة ((‪.‬‬

‫ن يَشَ اءُ( في الجملة‪ .‬لكن إذا كان المبتدع‬ ‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬‫ن ذَل ِ َ‬ ‫مإا دُو َ‬ ‫تعالى‪) :‬وَيَغْفِ ُر َ‬
‫بدعته دون الشركا فهي لها حكم المعاصي مإن جهة أنه ل يخلد في النار إن‬
‫دخل النار‪.‬أ‪.‬هْ‪.‬‬
‫)‪ (20‬يعني‪ :‬المإراء وإن جاروا وظلموا مإا دامإوا مإلتزمإين بالسإلما ل يجوز‬ ‫‪20‬‬

‫جهادهم ولكن ينصحون‪ ،‬أمإا إذا أتوا كفرا ً بواحا ً وجب جهادهم على مإن قدر‬
‫إذا كان هناكا قوة تقدر‪ .‬قلت‪ :‬أي على إزالتهمْ مإن دون أن يلحق أذى‬
‫بالمسلمين‪.‬‬
‫‪ (21) 21‬هذا مإعناه‪ :‬أحياها وأظهرها‪ ،‬ليس المراد به البدعة وإنما المراد هنا‪:‬‬
‫إحياء السنة وإظهارها لنه صلى الله عليه وسإلم رأى قومإا ً فقراء فلما رأى‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫صدّقَ َر ُ‬ ‫فقرهم خطب الناس وحثهم على الصدقة ورغبهم فيها‪ ،‬وقال‪ )) :‬ت َ َ‬
‫ل وَلَوْ‬ ‫حتّى قَا َ‬ ‫مرِهِ َ‬ ‫اع ت َ ْ‬‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬‫اع ب ُ ّرهِ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ثَوْبِهِ ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫مه ِ ِ‬ ‫ن د ِ ْرهَ ِ‬ ‫مإ ْ‬‫ن دِينَارِهِ ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ن ْ‬
‫ل قَد ْ‬ ‫ج ُز ع َنْهَا ب َ ْ‬ ‫ه تَعْ ِ‬ ‫ت كَفّ ُ‬ ‫ص ّرةٍ كَاد َ ْ‬ ‫صارِ ب ِ ُ‬ ‫الن ْ َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫جاءَ َر ُ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫م َرةٍ قَا َ‬ ‫شقّ ت َ ْ‬ ‫بِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫حتّى َرأي ْ ُ‬ ‫ن طَعَاما ٍ وَثِي َ ٍ‬
‫اب َ‬ ‫مإ َ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ت كَوْ َ‬
‫مإي ْ ِ‬ ‫حتّى َرأي ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫م تَتَابَعَ النّا ُ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫ت قَا َ‬ ‫ج َز ْ‬ ‫عَ َ‬
‫ل اللّهِ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬‫ة فَقَا َ‬ ‫مإذْهَب َ ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫ل كَأن ّ ُ‬ ‫م يَتَهَل ّ ُ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫ول اللّهِ َ‬ ‫سإ ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ج ُر َ‬ ‫ج ُرهَا وَأ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ة فَل ُ‬ ‫سن َ ً‬‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سإن ّ ً‬
‫سإلما ِ ُ‬ ‫ن فِي ال ِ ْ‬ ‫سإ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سإل َ‬ ‫ه ع َليْهِ وَ َ‬ ‫صلى الل ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سإلماِْ‬ ‫ن فِي ال ِ ْ‬ ‫سإ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫يءٌ وَ َ‬ ‫م شَ ْ‬ ‫جورِه ِ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن يَنْقُ َ‬ ‫ن غَيْرِ أ ْ‬ ‫مإ ْ‬
‫ل بِهَا بَعْدَه ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مإ ْ‬‫ص ِ‬ ‫ن يَنْقُ َ‬ ‫ن غَيْرِ أ ْ‬ ‫مإ ْ‬
‫ن بَعْدِهِ ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل بِهَا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن ع َلَيْهِ وِ ْز ُرهَا وَوِ ْز ُر َ‬ ‫ة كَا َ‬ ‫سإيّئ َ ً‬ ‫ة َ‬ ‫سإن ّ ً‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫يءٌ ((‪.‬‬ ‫م شَ ْ‬ ‫أوْ َزارِه ِ ْ‬
‫‪ ‬سإئل الشيخ – رحمه الله ‪ :-‬الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم‬
‫هل يلحق بهم؟‬
‫فأجاب سإماحته‪ :‬نعم مإا فيه شك مإن أثنى عليهم ومإدحهم وهو داع إليهم‪ ،‬هو‬
‫مإن دعاتهم نسأل الله العافية‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫] باب ما جاء في أن الله احتجز التوبة على صاحب‬


‫البدعة ‪[22‬‬

‫هذا مإروي مإن حديث أنس ومإن مإراسإيل الحسن‪ ،‬وذكر ابن‬
‫وضاح عن أيوب قال‪" :‬كان عندنا رجل يرى رأيا ً فتركه فأتيت‬
‫مإحمد بن سإيرين فقلت‪ :‬أشعرت أن فلنا ً تركا رأيه؟ قال‪:‬‬
‫انظر إلى مإاذا يتحول؟ إن آخر الحديث أشد عليهم ن أوله‪.‬‬
‫)) يمرقون مإن السإلما كما يمرق السهم مإن الرمإية ثم ل‬

‫)‪ (22‬المقصود بهذا الباب بيان خطر البدعة وأن مإن أخطار البدعة‪ :‬أن‬ ‫‪22‬‬

‫صاحبها ل يوفق للتوبة‪ ،‬يرى أنه مإصيب ويستمر على الباطل هذا مإن أخطارها‬
‫وبلئها‪ ،‬فالواجب الحذر مإن البدع لنها شر عظيم كما ذكر صلى الله عليه‬
‫وسإلم في الحديث الصحيح‪) :‬مإن عمل عمل ً ليس عليه أمإرنا فهو رد(‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫)كل بدعة ضللة( لحول ول قوة إل بالله‪.‬‬
‫‪ ‬سإئل الشيخ‪ -‬رحمه الله ‪ :-‬عن صحة الحديث‪ )) :‬إن الله احتجز‬
‫التوبة على كل صاحب بدعة(( ؟‬
‫فأجاب سإماحته‪ :‬الحديث يحتاج إلى تأمإل ونظر في سإنده‪ .‬يراجع )**(‬
‫لكن إنما يخشى عليهم‪ ،‬وذلك أن الغالب عليهم أنهم يستحسنون آرائهم‬
‫ويبقون عليها‪ .‬نسأل الله العافية‪ .‬وإل فإن كثيرا ً مإن أهل البدع تابوا وتاب الله‬
‫عليهم‪ .‬وإن صح الحديث فهو مإن باب الوعيد والتحذير نسأل الله العافية‪.‬‬
‫حدَثًا أَوْ آوَى‬ ‫ث فِيهَا َ‬ ‫حد َ َ‬ ‫نأ ْ‬
‫مإثل مإا قال صلى الله عليه وسإلم في المدينة‪ )) :‬مإ َ‬
‫َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ين َل يَقْب َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ة اللّهِ وَال ْ َ َ‬
‫حدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْن َ ُ‬
‫مإةِ‬
‫ما القِيَا َ‬
‫ه يَوْ َ‬
‫مإن ْ ُ‬
‫ه ِ‬‫ل الل ُ‬ ‫معِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫اس أ ْ‬‫ملئِكَةِ وَالن ّ ِ‬ ‫مإ ْ‬‫ُ‬
‫ص ْرفا وَل عَدْل (( هذا مإن باب الوعيد‪ ،‬وإل مإن تاب تاب الله عليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫)**( ثم أجاب الشيخ في أحد الدروس عن الحديث ومإعناه قائلً‪ :‬وهذا هو‬
‫الحق أن الله احتجب التوبة عن صاحب البدعة ومإعناها‪ :‬أنه يستحسنها ويرى‬
‫أنه مإصيب‪ ،‬ولهذا فالغالب أنه يموت عليها والعياذ بالله‪ ،‬لنه يرى أنه مإصيب‬
‫بخلفا صاحب المعصية الذي يعرفا أنه عاص وأنه مإجرما وأنه مإخطئ‪ ،‬فيتوب‬
‫وقد يتوب الله عليه‪ ،‬لكن صاحب البدعة على خطر لنه يستحسنها ويتبع‬
‫هواه‪ ،‬ولهذا فهو على خطر فيحجبْ عن التوبة لسإتحسانه للبدعة‪ ،‬وظنه أنه‬
‫على هذى واعتقادْ أنه على حق‪ .‬أمإا إذا هداه الله وتبصر وتاب تاب الله عليه‪،‬‬
‫وجميع الذنوب إذا تاب مإنها العبد تاب الله عليه حتى الشركا الذي هو أكبر مإن‬
‫البدعة‪ ،‬فالكفر بالله إذا تاب مإنه العبد تاب الله عليه‪ ،‬والكفار مإن قريش‬
‫وغيرهم لما تابوا تاب الله عليهم وهكذاْ سإحرة فرعون لما تابوا تاب الله‬
‫عليهم‪ ،‬وهكذاْ صاحب البدعة إذا بصره الله وتاب مإنها تاب الله عليه‪ ،‬فهو مإن‬
‫َ‬ ‫باب الوعيد مإثل الحديث الصحيح‪ )) :‬مإ َ‬
‫حدِثًا فَعَلَيْهِ‬ ‫حدَثًا أوْ آوَى ُ‬
‫مإ ْ‬ ‫ث فِيهَا َ‬ ‫حد َ َ‬‫نأ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ص ْرفًا وَلَ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ين َل يَقْب َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ة اللّهِ وَال ْ َ َ‬‫لَعْن َ ُ‬
‫مإةِ َ‬ ‫قيَا َ‬‫ما ال ِ‬ ‫ه يَوْ َ‬ ‫مإن ْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫معِ َ‬ ‫ج َ‬
‫اس أ ْ‬ ‫ملئِكَةِ وَالن ّ ِ‬
‫عَد ْ ًل (( فهو مإن باب الوعيد‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫يعودون إليه(( ‪ .‬وسإئل أحمد بن حنبل عن مإعنى ذلك فقال ‪:‬‬


‫"ل يوفقون للتوبة"‪.‬‬
‫ون‬
‫ج َ‬ ‫حا ّ‬ ‫م تُ َ‬ ‫ل الْكِت َ ِ‬
‫اب ل ِ َ‬ ‫ه َ‬‫] باب قول الله تعالى‪) :‬يَا أ َ ْ‬
‫ين(‬
‫رك ِ َ‬
‫ش ِ‬ ‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫ان ِ‬ ‫)و َ‬‫يم( إلى قوله‪َ :‬‬ ‫ه َ‬‫في إِب ْ َرا ِ‬
‫ِ‬
‫)البقرة‪ :‬من الية ‪[(135‬‬
‫ه وَل َ َقدِ‬
‫س ُ‬ ‫ه ن َ ْف َ‬
‫سإ ِف َ‬‫ن َ‬ ‫م إ ِ ّل َ‬
‫مإ ْ‬ ‫مإلّةِ إِب ْ َراهِي َ‬‫َن ِ‬‫بع ْ‬ ‫ن ي َ ْرغَ ُ‬ ‫مإ ْ‬
‫وقوله‪) :‬وَ َ‬
‫ين()البقرة‪ْ:‬‬ ‫ح َ‬ ‫صال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬‫م َ‬ ‫خ َرةِ ل َ ِ‬ ‫ه فِي ْ‬
‫ال ِ‬ ‫صطَفَيْنَاه ُ فِي الدّنْيَا َوإِن ّ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫‪. (130‬‬
‫وفيه حديث الخوارج وقد تقدما‪ .‬وفيه أنه صلى الله عليه‬
‫وسإلم قال‪ )) :‬إن آل أبي فلن ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي‬
‫المتقون ((‪ ،‬وفيه أيضا ً عن أنس أن رسإول الله صلى الله‬
‫عليه وسإلم ذكر له أن بعض الصحابة قال‪ :‬أمإا أنا فل آكل‬
‫اللحم‪ ،‬وقال الخر‪ :‬أمإا أنا فأقوما ول أناما‪ ،‬وقال الخر‪ :‬أمإا أنا‬
‫فل أتزوج النساء‪ ،‬وقال الخر‪ :‬أمإا أنا فأصوما ول أفطر‪ .‬فقال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ج‬‫ما َوأفْط ِ ُر َوأت َ َزوّ ُ‬ ‫صو ُ‬‫ما َوأ ُ‬ ‫ما وَأنَا ُ‬‫صلى الله عليه وسإلم‪ )) :‬أقُو ُ‬
‫مإنّي ‪.((23‬‬ ‫س ِ‬ ‫سإنّتِي فَلَي ْ َ‬ ‫َن ُ‬ ‫بع ْ‬ ‫ن َر ِغ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل الل ّ ْ‬
‫ساءَ وَآك ُ ُ‬
‫الن ّ َ‬
‫فتأمإل! إذا كان بعض الصحابة أراد التبتل للعبادة قيل فيه هذا‬
‫الكلما الغليظ وسإمي فعله رغوبا ً عن السنة فما ظنك بغير‬
‫هذا مإن البدع؟ ومإا ظنك بغير الصحابة؟‪.‬‬

‫)‪ (23‬وهذا فيه التحذير مإن التكلف والتنطعْ وأن الواجب على المؤمإن أن‬ ‫‪23‬‬

‫يحذر ذلك فيصوما ويصلي ويقوما ويناما ويفطر ويأكل اللحم‪ ،‬يناما على فراش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما‬
‫صو ُ‬
‫ما وَأ ُ‬ ‫ول يتكلف‪ .‬ولهذا قال صلى الله عليه وسإلم‪ )) :‬أمإا أنا أقُو ُ‬
‫ما وَأنَا ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مإنّي ((‪ .‬فالله‬
‫س ِ‬ ‫سإنّتِي فَلَي ْ َ‬
‫َن ُ‬
‫بع ْ‬ ‫ن َر ِغ َ‬ ‫م‪ ،‬ف َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ل الل ّ ْ‬
‫ح َ‬ ‫ساءَ وَآك ُ ُ‬ ‫وَأفْط ِ ُر وَأت َ َزوّ ُ‬
‫ج الن ّ َ‬
‫شرع لعباده مإا ل يشق عليهم ومإا ل يعنتهم‪ ،‬فل يجوز التنطع والتكلف وفي‬
‫سإنة الرسإول صلى الله عليه وسإلم كفاية فهو أفضل الناس وخير الناس عليه‬
‫الصلة والسلما‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫حنِيفا ً‬ ‫َ‬ ‫فأ َ‬ ‫]باب قول الله تعالى‪َ ) :‬‬


‫ين َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫ِ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫د َ‬ ‫س عَلَي ْ َ‬ ‫فطَ َر النّا َ‬ ‫ه الّتِي َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫فطْ َر َ‬
‫يل لِخَل ِ‬ ‫ها ل تَب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون(‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫اس ل ي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن أَكْث َ َر الن ّ‬ ‫ولَك ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ين ال ْ َ‬ ‫ك الدّ ُ‬ ‫ه ذَل ِ َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫)الروم‪[(30:‬‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ي إِ ّ‬ ‫ُوب يَا بَن ِ ّ‬ ‫م بَنِيهِ َويَعْق ُ‬ ‫صى بِهَا إِب ْ َراهِي ُ‬ ‫وقوله تعالى‪) :‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ن( )البقرة‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِ ّل وَأنْت ُ ْ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ين فَل ت َ ُ‬ ‫م الد ّ َ‬ ‫صطَفَى لَك ُ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫مإل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫حيْنَا إِلَي ْ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ة إِب ْ َراهِي َ‬ ‫ن اتّبِعْ ِ‬ ‫كأ ِ‬ ‫م أو ْ َ‬ ‫‪ ،(132‬وقوله تعالى‪) :‬ث ُ ّ‬
‫ين( )النحل‪.(123:‬‬ ‫مشْ رِك ِ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مإ َ‬‫ن ِ‬ ‫مإا كَا َ‬ ‫حنِيفا ً وَ َ‬ ‫َ‬
‫صلّى‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫وعن ابن مإسعود‪ْ-‬رضي الله عنه‪ -‬أن َر ُ‬
‫ن‬
‫ين َوإ ِ ّ‬ ‫ن النّبِي ّ َْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ي ُو َلةً ِ‬ ‫ل نَب ِ ّ‬ ‫ن لِك ُ ّ‬ ‫ل )) إ ِ ّ‬ ‫م قَا َ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫اس‬ ‫م قَ َرأَ‪) :‬إ ِ ّ َ َ‬ ‫ل َربّي(( ث ُ ّ‬ ‫خلِي ُ‬ ‫م أَبِي إِب ْ َراهِيم وَ َ‬
‫ن أوْلى الن ّ ِ‬ ‫مإنْهُ ُ‬ ‫َولِيّي ِ‬
‫ي‬
‫ه وَل ِ ّ‬ ‫مإنُوا َوالل ّ ُ‬ ‫ين آ َ‬ ‫ي َوالّذ ِ َ‬ ‫ين اتّبَعُوه ُ وَهَذ َا النّب ِ ّ‬ ‫م لَلّذ ِ َ‬ ‫بِإِب ْ َراهِي َ‬
‫ين( رواه الترمإذي‪.‬‬ ‫مإن ِ َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل اللّهِ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬قَا َ‬ ‫َن أَبِي هُ َري ْ َرةَ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬قَا َ‬ ‫وع ْ‬
‫َ‬
‫مإكُم وَل َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ه َل يَنْظ ُ ُر إِلَى أ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ‪)) :‬إ ِ ّ‬ ‫سإل ّ َ‬‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن يَنْظ ُ ُر إِلَى قُلُوبِك ُ ْ‬ ‫م َولَك ِ ْ‬ ‫إِلَى أ ْ‬
‫ُ ‪24‬‬
‫م ((‪.‬‬ ‫مالِك ْ‬ ‫م َوأعْ َ‬ ‫مإوَالِك ُ ْ‬
‫ل رسإول‬ ‫ل‪ :‬قَا َ‬ ‫ولهما عن ابن مإسعودْ –رضي الله عنه ‪ -‬قَا َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫الله صلّى اللّه ع َلَيه وسإلّم‪)) :‬أ َ‬
‫ُ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جوا‬ ‫م اخْتُل ِ ُ‬ ‫ت ِلنَاوِلهُ ْ‬ ‫حتّى إِذ َا أهْوَي ْ ُ‬ ‫مإتِي َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ي رِ َ‬ ‫ن إِل ّ‬ ‫ولَي ُ ْرفَعَ ّ‬

‫ه َل يَنْظ ُ ُر‬‫ن الل ّ َ‬‫)‪ (24‬هذا حديث رواه مإسلم‪ ،‬قوله صلى الله عليه وسإلم‪)) :‬إ ِ ّ‬ ‫‪24‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫م((‪ْ:‬‬‫مالِك ُ ْ‬ ‫ن يَنْظ ُ ُر إِلَى قُلُوبِك ُ ْ‬
‫م وَأع ْ َ‬ ‫م وَلَك ِ ْ‬ ‫مإكُم وَل َ إِلَى أ ْ‬
‫مإوَالِك ُ ْ‬ ‫سا ِ‬
‫ج َ‬‫إِلَى أ ْ‬
‫فالقلوب هي مإحل النظر والعمل‪ ،‬وأمإا الصور والمإوال فر قيمة لها إن لم‬
‫يستعن بها على طاعة الله‪ .‬ولكن مإحل النظر القلوب إذا اسإتقامإت على‬
‫مإحبة الله والخلصْ له وخوفه ورجاءه وصلحت العمال وصارت خالصة لله‬
‫مإوافقة للسنة هذا هو الذي ينفع صاحبه‪ ،‬صلح القلب وصلح العمال‪.‬‬
‫‪ ‬سإئل الشيخ‪-‬رحمه الله‪ :-‬عن قوله صلى الله عليه وسإلم‪:‬ج )إن‬
‫الله ل ينظر ‪ (...‬الحديث؟‬
‫فأجاب بقوله‪ :‬يعني‪ :‬ل قيمة لها‪ ،‬المقصود بنفي النظر لها لنها ليس لها‬
‫قيمة‪ ،‬مإثل قوله‪) :‬ل ينظر إليهم ول يزكيهم( لغضبه عليهم‪ ،‬وهو سإبحانه ل‬
‫يخفى عليه خافية‪ ،‬يرى كل شيء جل وعل‪ ،‬لكن المقصود نظر الرضى‪ ،‬ونظر‬
‫المحبة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫مإا‬ ‫ل‪ :‬إِن ّ َ‬ ‫حابِي! فيُقَا ُ‬ ‫َ‬ ‫دونِي فَأَقُو ُ َ‬


‫ك ل تَدْرِي َ‬ ‫ص َ‬ ‫ب! أ ْ‬ ‫ل‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫ُ‬
‫َ ‪25‬‬
‫حدَثُوا بَعْدَكا ((‪.‬‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫ولهما عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‪ -‬أن رسإول الله صلى‬
‫ت أَنّا قَد ْ َرأَيْنَا إِخْوَانَنَا(( قَالُوا‪:‬‬ ‫الله عليه وسإلم قال‪)) :‬وَدِد ْ ُ‬
‫حابِي وَإِخْوَانُنَا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫ص َ‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫))أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫و‬‫سإ‬‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ان‬ ‫ْو‬
‫خ‬
‫ِ َ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ت بَعْد ُ ِ‬ ‫م يَأ ِ‬ ‫نل ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫فا َ‬ ‫ف تَعْرِ ُ‬ ‫م يَأتُوا بَعْدُ(( فَقَالوا‪ :‬كَي ْ َ‬ ‫ين ل ْ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ل غُ ّر‬ ‫ه خَي ْ ٌ‬‫ج ًل ل َ ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م لَوْ أ ّ‬ ‫ل‪)) :‬أ َرأيْت ُ ْ‬ ‫ل اللّهِ؟ فَقَا َ‬ ‫سإو َ‬ ‫ك يَا َر ُ‬ ‫مإت ِ َ‬ ‫أ ّ‬
‫)‪ (25‬وفي اللفظ الخر‪)) :‬إنهم لم يزالوا مإرتدين على أدبارهم مإنذ‬ ‫‪25‬‬

‫فارقتهم((‪ ،‬ولهذا يمنعون مإن الحوض لنهم ارتدوا والذين ارتدوا في عهد أبي‬
‫بكر هؤلء يمنعون مإن الحوض‪ ،‬أمإا مإن مإات على إيمانه فإنه يرد على‬
‫الحوض‪.‬‬
‫‪ ‬سإئل الشيخ ‪ -‬رحمه الله‪ -‬عن قوله صلى الله عليه وسإلمج في‬
‫الحديث‪)) :‬أي رب أصحابي(( ؟‬
‫فأجاب بقوله‪ :‬أصحابه الذين مإعه ارتد الناس بعدمإا دخلوا في السإلماْ في‬
‫عهده صلى الله عليه وسإلم وارتد ناس في عهد الصديق وقاتلهم الصديق‬
‫والصحابة‪.‬‬
‫‪ ‬سإئل ‪-‬رحمه الله – عن الفاسإق عل يرد على الحوض؟‬
‫فأجاب قائلً‪ :‬ظاهر الحديث يعمه لنه ليس بمرتد‪ ،‬لكن عليه خطر‪ ،‬جاء في‬
‫بعض الروايات بالوعيد‪ ،‬فينبغي الحذر‪ .‬الوعيد إنما هو في المرتدين أنهم لم‬
‫يزالوا مإرتدين على أعقابهم مإنذ فارقتهم‪ ،‬أمإا العاصي فليس بمرتد‪ ،‬هو ناقص‬
‫اليمان ضعيف اليمان فيخشى عليه فينبغي له الحذر‪.‬‬
‫‪ ‬وسإئل –رحمه الله‪ -‬عن أهل البدع هل هم ممن يذادون عن‬
‫الحوض؟‬
‫فأجاب قائلً‪ :‬أهل البدع فيهم تفصيل‪ ،‬فيهم كافر وفيهمْ مإسلم‪ ،‬أمإا المبتدع‬
‫الكافر ل يرد نسأل الله العافية‪.‬‬
‫‪ ‬وسإئل –رحمه الله‪ -‬عن الرافضة هل هم من الثانين والسبعين‬
‫فرقة؟‬
‫فأجاب قائلً‪ :‬هم داخلون فيهم لكن فيهم الكافر وفيهمْ المسلم‪ ،‬فالرافضة‬
‫ع ُبّاد غير الله كَف ََرة‪ ،‬والرافضة الذين يفضلون عليا ً على عثمان أو على‬
‫الصديق فهؤلء ليسوا بكفار لكنهم مإبتدعون‪ ،‬أمإا مإن دعا عليا ً أو أهل البيت‬
‫وغل فيهم‪ ،‬فإنه يكون كافراً‪ ،‬أو قال‪ :‬إن النبوة لعلي لكن خان جبرائيل هذا‬
‫كافر مإرتد نسأل الله العافية‪.‬‬
‫والثنتان والسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهمْ العاصي‪ ،‬وفيهم المبتدع الضال‬
‫والمبتدع الذي ليس بكافر‪ ،‬لكنهم كلهم يجتمعون في إجابة النبي صلى الله‬
‫عليه وسإلم فهم مإن أمإة الجابة‪ .‬أمإا أمإة الدعوة كثيرون اليهود والنصارى مإن‬
‫أمإة الدعوة ل قيمة لهم‪ ،‬فهم مإن أهل النار‪ .‬لكن هذه الثلث والسبعون الذين‬
‫اسإتجابوا الذين زعموا أنهم مإن أتباع النبي صلى الله عليه وسإلم زعموا أنهم‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫ه؟((‪ ،‬قَالُوا‪:‬‬ ‫فا خَيْل َ ُ‬ ‫ل دُهْم ٍ بُهْم ٍ أ َ َل يَعْرِ ُْ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ظَهْ َريْ خَي ْ‬ ‫َ‬ ‫ة بَي ْ‬‫جل َ ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫مإ َ‬‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ل اللّهِ‪ ،‬قَا َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ين ِ‬‫جل ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مإ َ‬ ‫ن غُ ّرا ُ‬ ‫م يَأتُو َ‬ ‫ل‪)) :‬فَإِنّهُ ْ‬ ‫سإو َ‬ ‫بَلَى يَا َر ُ‬
‫َ‬ ‫ضوءِ َوأَنَا فَ َرط ُ‬
‫ما‬
‫ل يَوْ َ‬ ‫جا ٌ‬ ‫ن ِر َ‬ ‫ض‪ ،‬أ َل لَيُذ َاد َ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م ع َلَى ال ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫الْوُ ُ‬
‫ل‪ ،‬أُناديه َ‬
‫م‬‫م أ َل هَل ُ ّ‬ ‫ضا ّ َ ِ ِ ْ‬ ‫ير ال ّ‬ ‫ما يُذ َاد ُ الْبَعِ ُْ‬ ‫ضي ك َ َ‬ ‫حوْ ِ‬ ‫َن َ‬ ‫ْ‬ ‫مإةِ ع‬ ‫ال ْ ِقيَا َ‬
‫حقًا ‪.((26‬‬ ‫سإ ْ‬‫حقًا ُ‬ ‫سإ ْ‬
‫ل ُ‬ ‫كا فَأَقُو ُ‬ ‫م قَد ْ بَدّلُوا بَعْد َ َ‬ ‫ل‪ ْ:‬إِنّهُ ْ‬ ‫فَيُقَا ُ‬
‫ج ٌ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وللبخاري‪)) :‬بينا أ َ‬
‫ج َر ُ‬ ‫َر َ‬‫َ‬ ‫خ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫َر‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َا‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫مإ‬
‫ْ‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫َا‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ائ‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ََْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ل إِلَى النّارِ َواللّهِ قُل ْ ُ‬ ‫ن قَا َ‬ ‫ت أي ْ َ‬ ‫م فَقُل ْ ُ‬ ‫ل هَل ُ ّ‬ ‫م فَقَا َ‬ ‫ن بَيْنِي وَبَيْنِهِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫م إِذ َا‬‫م ال ْ َقهْق ََرى ث ُ ّ‬ ‫كا ع َلَى أدْبَارِهِ ْ‬ ‫ارتَدّوا بَعْد َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل إِنّهُ ْ‬ ‫م قَا َ‬ ‫مإا شَ أنُهُ ْ‬ ‫َو َ‬
‫ُ‬
‫ل‬‫م ِ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫مإث ْ ُ‬ ‫م إ ِ ّل ِ‬ ‫مإنْهُ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫مإ َرةٌ –فذكر مإثله‪ -‬قال‪ :‬فَ َل أ َراه ُ يَخْل ُ ُ‬ ‫ُز ْ‬
‫النّعَمِ((‪.‬‬

‫أجابوا دعوته؛ الناجي مإنهم السالم‪ :‬الفرقة الناجية الذين تابعوا النبي صلى‬
‫الله عليه وسإلم وسإاروا على نهجه‪ ،‬وأمإا الثنتان والسبعون ففيهم الضال‬
‫وفيهم الكافر وفيهمْ العاصي‪ ،‬وفيهم المبتدع الضال‪ ،‬على درجات مإتوعدون‬
‫بالنار كلهم نسأل الله العافية‪.‬‬
‫‪ ‬وسإئل –رحمه الله‪ : -‬هل يفرق بين العالم والجاهل ؟‬
‫فأجاب بقوله‪ :‬تختلف المإور ‪ ،‬بعض المإور يعذر فيها الجاهل وبعض المإور ل‬
‫يعذر فيها الجاهل‪.‬‬
‫‪ ‬وسإئل عن الرافضة في العذر بالجهل؟‬
‫فأجاب‪ :‬مإن دعا غير الله واسإتغاث بغير الله كافر مإطلقا ً لنهم بين المسلمين‬
‫وقد بلغهم القرآن وبلغتهم السنة‪ ،‬الله جعل القرآن نذارة وبلغا‪) :‬هَذ َا بَلغا ٌ‬
‫ن بَلَغَ (‬ ‫مإ ْ‬
‫م بِهِ وَ َ‬
‫ي إلَي هَذ َا الْقُرآ ُ ُ‬
‫ن ِلنْذ ِ َرك ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اس ()ابراهيم‪ :‬مإن الية ‪)،(52‬وَأُو ِ‬
‫ح َْ ِ ّ‬ ‫لِلن ّ ِ‬
‫)النعاما‪ :‬مإن الية ‪ .(19‬فمن كفر مإع وجوده بين المسلمين واسإتغاث بغير‬
‫الله أو عبد البدوي أو غيره‪ ،‬سإواء مإن الرافضة له حكم الكفر‪ ،‬نسأل الله‬
‫العافية‪.‬‬
‫‪ ‬وسإئل – رحمه الله‪ -‬عن بعض الناس الذين يقولون‪" :‬إن أتباع‬
‫الباضية وأتباع الزيدية أفضل من كثير ممن ينتسبون للمذاهب‬
‫الربعة؟‬
‫فأجاب قائلً‪ :‬مإا هو العبرة بالمذاهب الربعة العبرة بالعقيدة‪ ،‬بقال الله قال‬
‫رسإوله‪ ،‬المذاهب الربعة في أتباعها الضال وفي أتباعها المسلم‪ ،‬لكن المهم‬
‫التمسك بكتاب الله وسإنة رسإوله صلى الله عليه وسإلم‪ ،‬والسير على مإنهج‬
‫الصحابة وأتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسإلم في عبادة الله وحده‬
‫والسإتقامإة على دينه وتركا البدع‪ ،‬هؤلء هم أهل السنة والجماعة‪.‬أ‪.‬هْ‪.‬‬
‫)‪ (26‬الله أكبر! الله أكبر!‪ ،‬أي‪ :‬بعدا ً بعدا ً لمن بدّل بعدي ول حول ول قوة‬ ‫‪26‬‬

‫إل بالله‪ .‬وهذه علمإة أمإته غرا ً مإحجلين مإن آثار الوضوء أمإة مإحمد‬
‫المستجيبين له عليه الصلة والسلما‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫ولهم في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما‪ -‬فأقول كما‬


‫ما‬ ‫م فَل َ ّ‬ ‫ت ِفيهِ ْ‬ ‫مإ ُ‬ ‫مإا د ُ ْ‬ ‫م شَ هِيدا ً َ‬ ‫ت ع َلَيْهِ ْ‬ ‫قال العبد الصالح‪َ ( :‬وكُن ْ ُ‬
‫ت عَلَى ك ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يءٍ شَ هِيدٌ(‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫م َوأن ْ َ‬ ‫يب عَلَيْهِ ْ‬ ‫الرقِ َ‬ ‫ت ّ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫تَوَفّيْتَنِي كُن ْ َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫مإا ِ‬ ‫)المائدة‪ :‬مإن الية ‪ .(117‬ولهما عنه مإرفوعاً‪َ )) :‬‬
‫ص َرانِهِ أ َ ْو‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫مإولُود إ ّل يولَد عَلَى الْفطْرة فَأَبواه يهودانِه أ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ِ َ َ ُ َُ ّ َ ِ ْ‬ ‫َ ْ ٍ ِ ُ ُ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ن فِيهَا ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل تُ ِ‬ ‫معَاءَ هَ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬ ‫ة بَهِي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ج الْبَهِي َ‬ ‫ما تُنْت َ ُ‬ ‫سانِهِ ك َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫م ّ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫جدَع ُونَهَا((‬ ‫م تَ ْ‬ ‫حتّى تَكُونُوا أنت ُ ْ‬ ‫جدْع َاءَ؟ َ‬ ‫َ‬
‫ت اللّهِ الّتِي فَط َ َر‬ ‫ثم قرأ أبو هريرة –رضي الله عنه– )فِط ْ َر َ‬
‫س ع َلَيْهَا()الروما‪ :‬مإن الية ‪ (30‬مإتفق عليه‪.‬‬ ‫النّا َ‬
‫َ‬
‫سألُو َ‬
‫ن‬ ‫س يَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن النّا‬ ‫ة –رضي الله عنه‪ -‬قال‪ :‬كَا َ‬ ‫حذ َي ْ َف َ‬ ‫وعن ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َن‬
‫هع ْ‬ ‫سإأل ُ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫َن الْخَيْرِ َوكُن ْ ُ‬ ‫مع ْ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ل اللّهِ إِنّا كُنّا ِفي‬ ‫َ‬
‫سإو َ‬ ‫ت ‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫ن يُدْرِكَنِي فَقُل ْ ُ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫مإخَافَ َ‬ ‫الشّ ّر َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ل بَعْد َ هَذ َا الْخَيْرِ ِ‬ ‫ه بِهَذ َا الْخَيْرِ فَهَ ْ‬ ‫جاءَنَا الل ّ ُ‬ ‫جاهِلِيّةٍْ َوشَ ّر فَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ن خَيْرٍ؟ قَا َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ك الشّ ّر ِ‬ ‫ل بَعْد َ ذَل ِ َ‬ ‫ت‪َ :‬وهَ ْ‬ ‫م((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫ل‪)) :‬نَعَ ْ‬ ‫شَ ّر؟ قَا َ‬
‫ن بِغَيْرِ‬ ‫ما يَهْدُو َ‬ ‫ل‪)) :‬قَوْ ٌ‬ ‫ه؟ قَا َ‬ ‫مإا دَخَن ُ ُ‬ ‫ت‪ :‬و َ َ‬ ‫َن((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫م وَفِيهِ دَخ ٌ‬ ‫))نَعَ ْ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫ك الْخَيْرِ ِ‬ ‫ل بَعْد َ ذَل ِ َ‬ ‫ت‪ :‬فَهَ ْ‬ ‫م َوتُنْك ِ ُر((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫مإنْهُ ْ‬ ‫فا ِ‬ ‫هَدْيِي تَعْرِ ُْ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مإ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ميَاْء‪ ،‬وَدُع َاةٌ إِلَى أبْوَ ِ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫م! فِتْن َ ٌ‬ ‫ل‪)) :‬نَعَ ْ‬ ‫شَ ّر؟ قَا َ‬
‫م لَنَا ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ص ْفهُ ْ‬ ‫ل اللّهِ ِ‬ ‫سإو َ‬ ‫ت‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫م إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫جابَهُ ْ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ت‪ :‬فَ َ‬ ‫سنَتِنَا((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫ن بِأل ْ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫جلْدَتِنَا َويَتَكَل ّ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل‪)) :‬هُ ْ‬ ‫فَقَا َ‬
‫ن أَد ْ َركَنِي ذَل ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ين‬
‫م َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ة ال ْ ُ‬ ‫ماعَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪)) :‬تَل ْ َز ُ‬ ‫ك؟ ‪،‬قَا َ‬ ‫مإ ُرنِي إ ِ ْ‬ ‫تَأ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ما؟ قَا َ‬ ‫مإا ٌ‬ ‫ة وَ َل إ ِ َ‬ ‫ماعَ ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لَهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م يَك ُ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ت‪ :‬فَإ ِ ْ‬ ‫م((‪ ،‬قُل ْ ُ‬ ‫مإهُ ْ‬ ‫مإا َ‬‫َوإ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حتّى‬ ‫ج َرةٍ َ‬ ‫ل شَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ض بِأ ْ‬ ‫ن تَعَ ّ‬ ‫ك ال ْ ِف َرقَ كُلّهَا وَلَوْ أ ْ‬ ‫ل تِل ْ َ‬ ‫))فَاع ْتَزِ ْْ‬
‫ت ع َلَى ذَل ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك((‪ .‬أخرجاه‪ .‬وزاد مإسلم‪ ْ:‬ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ت َوأن ْ َ‬ ‫موْ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫يُدْرِك َ َ‬
‫ن َوقَعَ ِفي‬ ‫م ْ‬ ‫ار فَ َ‬ ‫ه نَهْ ٌر وَن َ ٌ‬ ‫مإعَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫جا ُ‬ ‫ج الد ّ ّ‬ ‫ْر ُ‬ ‫م يَخ ُ‬ ‫ل‪)) :‬ث ُ ّ‬ ‫مإاذ َا؟ ‪ ،‬قَا َ‬ ‫َ‬
‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ب وِ ْز ُرهُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن وَقَعَ فِي نَهْرِهِ َو َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ط ِو ْز ُرهُ وَ َ‬ ‫ج ُره ُ َو ُ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫نَارِهِ َو َ‬
‫وح ّ َ‬
‫ما‬ ‫ي قِيَا ُ‬ ‫م هِ َ‬ ‫ل‪)) :‬ث ُ ّ‬ ‫مإاذ َا؟‪ ،‬قَا َ‬ ‫م َ‬ ‫ت‪ :‬ث ُ ّ‬ ‫ل‪ :‬قُل ْ ُ‬ ‫ج ُرهُ((‪ ،‬قَا َ‬ ‫طأ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ساعَةِ((‪ .‬قال أبو العالية‪" ْ:‬تعلموا السإلما فإذا تعلمتموه فل‬ ‫ال ّ‬
‫ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه السإلما‪ ،‬ول‬
‫تنحرفوا عن الصراط يمينا ً ول شمالً‪ ،‬وعليكم بسنة نبيكم‬
‫وإياكم وهذه الهواء ‪ ."27‬انتهى‪.‬‬
‫)‪ (27‬يعني‪ :‬ابتعد عن الهواء‪ ،‬والهواء هي البدع احذروها إلزما الطريق‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫تأمإل كلما أبي العالية –رحمه الله تعالى – هذا مإا أجله‬
‫وأعرفا زمإانه الذي يحذر فيه مإن الهواء التي مإن اتبعها فقد‬
‫رغب عن السإلما‪ ،‬وتفسير السإلما بالسنة‪ ،‬والسإلما وخوفه‬
‫على أعلما التابعين وعلمائهم مإن الخروج عن السنة والكتاب‪،‬‬
‫ل لَه رب َ‬
‫م ()البقرة‪:‬‬ ‫سإل ِ ْ‬‫هأ ْ‬ ‫يتبين لك مإعنى قوله تعالى ‪) :‬إِذ ْ قَا َ ُ َ ّ ُ‬
‫ُوب يَا‬‫م بَنِيهِ وَيَعْق ُ‬ ‫صى بِهَا إِب ْ َراهِي ُ‬ ‫مإن الية ‪ .(131‬وقوله‪) :‬وَوَ ّ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِ ّل وَأنْت ُ ْ‬ ‫ين فَل ت َ ُ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫م الد ّ َ‬ ‫صطَفَى لَك ُ ُ‬ ‫ها ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ي إِ ّ‬ ‫بَن ِ ّ‬
‫ه‬
‫سإ ِف َ‬
‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م إ ِ ّل َ‬ ‫مإلّةِ إِب ْ َراهِي َ‬
‫َن ِ‬ ‫بع ْ‬ ‫ن ي َ ْرغ َ ُ‬ ‫مإ ْ‬‫وقوله تعالى‪( :‬وَ َ‬
‫ه(‪ ،‬وأشباه هذه الصول الكبار التي هي أصل الصول‬ ‫س ُ‬‫ن َ ْف َ‬
‫والناس عنها في غفلة وبمعرفتها يتبين مإعنى الحاديث في‬
‫هذا الباب وأمإثالها‪ ،‬وأمإا النسان الذي يقرأها وأشباهها وهو‬
‫آمإن مإطمئن أنها ل تناله ويظن أنها في قوما كانوا فبادوا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ن(‬ ‫سإ ُرو َ‬ ‫ما الْخَا ِ‬ ‫مإك ْ َر اللّهِ إ ِ ّل الْقَوْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ُ‬‫مإك ْ َر اللّهِ فَل يَأ َ‬ ‫مإنُوا َ‬ ‫)أفَأ ِ‬
‫)لعرافا‪.(99:‬‬
‫صلّى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫َط لَنَا َر ُ‬‫ل‪ :‬خ ّ‬ ‫سعُودٍْ قَا َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫َن ابن َ‬ ‫وع ْ‬
‫ل‪:‬‬‫م قَا َ‬ ‫مإا خَطّا ث ُ ّ‬ ‫م يَوْ ً‬ ‫سإل ّ َ‬‫عَلَيْهِ وَ َ‬
‫مالِهِ ث ُ ّ‬
‫م‬ ‫ش َ‬ ‫َن ِ‬ ‫مينِهِ َوع ْ‬ ‫َط خُطُوطًا ع ْ‬
‫َن ي َ ِ‬ ‫مخ ّ‬ ‫ل اللّهِ((‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫سإبِي ُْ‬ ‫))هَذ َا َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قَا َ‬
‫ن يَدْعُو إِلَيْهِ((‪،‬‬ ‫مإنْهَا شَ يْطَا ٌ‬ ‫يل ِ‬ ‫سإب ِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ع َلَى ك ُ ّ‬ ‫سإب ُ ٌ‬ ‫))هَذِهِ ُ‬
‫َ‬
‫سب ُ َ‬
‫ل‬ ‫قيما ً فَاتّبِعُوهُ َول تَتّبِعُوا ال ّ‬ ‫ست َ ِ‬‫مإ ْ‬ ‫ص َراطِي ُ‬ ‫ن هَذ َا ِ‬ ‫م ت َ َل‪) :‬وَأ ّ‬ ‫ثُ ّ‬
‫سإبِيلِهِ()النعاما‪ :‬مإن الية ‪ .(( (153‬رواه أحمد‬ ‫َن َ‬ ‫مع ْ‬ ‫فَتَف َّرقَ بِك ُ ْ‬
‫والنسائي‪. 28‬‬
‫)‪ (28‬وهذا يبين أن الواجب على المؤمإن الحذر وأن ل يغتر بالكثرة‪ ،‬وأن‬ ‫‪28‬‬

‫يعتني بالسنة والدليل‪ ،‬وأن يخافا على نفسه ول يأمإن لن الله تعالى يقول‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ن( )لعرافا‪،(99:‬‬ ‫سإ ُرو َ‬ ‫ما الْخَا ِ‬ ‫مإك ْ َر اللّهِ إ ِ ّل الْقَوْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫مإك ْ َر اللّهِ فَل يَأ َ‬
‫مإ ُ‬ ‫مإنُوا َ‬ ‫)أفَأ ِ‬
‫حذ َر البدع ويحذر‬ ‫يعمل ويجتهد في الطاعة وهو خائف وجل غير مإطمئن‪ ،‬بل ي َ ْ‬
‫المعاصي ويتبع أهل الحق ويسير مإعهم ويبتعد عن أهل الباطل وصحبتهم‪،‬‬
‫ملُوا‬‫مإنُوا وَع َ ِ‬ ‫ين آ َ‬‫ن الّذ ِ َ‬ ‫هكذا المؤمإن دائما ً على حذر‪ .‬قال الله تعالى‪)] :‬إ ِ ّ‬
‫ن‬‫ات عَد ْ ٍ‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عنْد َ َربّهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َزاؤُهُ ْ‬ ‫م خَي ْ ُر الْبَرِيّةِ( )البينة‪َ )(7:‬‬ ‫ك هُ ْ‬‫ات أُولَئ ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ال ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ك لِ َ‬ ‫ه ذَل ِ َ‬ ‫ضوا ع َن ْ ُ‬ ‫م وَ َر ُ‬ ‫ه ع َنْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ين فِيهَا أبَدا ً َر ِ‬ ‫ار خَالِد ِ َ‬ ‫حتِهَا ْ‬
‫النْهَ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫جرِي ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ب لَهُ ْ‬
‫م‬ ‫م بِالْغَي ْ ِ‬ ‫ن َربّهُ ْ‬ ‫خشَ وْ َ‬ ‫ين ي َ ْ‬‫ن الّذ ِ َ‬ ‫ه( )البينة‪ ،[(8:‬وقال جل وعل‪) :‬إ ِ ّ‬ ‫ي َرب ّ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م وَخَافُ ِ‬
‫ون إ ِ ْ‬ ‫ير(ْ )الملك‪ ،(12:‬وقال سإبحانه‪) :‬فَل تَخَافُوهُ ْ‬ ‫ج ٌر كَب ِ ٌ‬
‫ف َرة ٌ وَأ ْ‬ ‫مإغْ ِ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫مإقَا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن خَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ين()آلْ عمران‪ :‬مإن الية ‪ ،(175‬وقال تعالى‪) :‬وَل ِ َ‬ ‫مإن ِ َ‬ ‫مإؤ ْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫كنْت ُ ْ‬‫ُ‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫] باب ما جاء في غربة السإلم وفضل الغرباء[ج‬


‫وقول الله تعالى‪) :‬فَلَول كَان مإن الْقُرون مإن قَبلِك ُ ُ‬
‫م أولُو ب َ ِقيّةٍ‬ ‫ُ ِ ِ ْ ْ ْ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ()هود‪:‬‬ ‫مإنْهُ ْ‬
‫جيْنَا ِ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض إِل قَلِيل ً ِ‬
‫مإ ّ‬ ‫سادِ فِي ال ْر ِ‬ ‫َن ال ْ َف َ‬ ‫نع ِ‬ ‫يَنْهَوْ َ‬
‫مإن الية ‪ ،(116‬وعن أبي هريرة رضي الله عنه مإرفوعاً‪:‬‬
‫ما بَدَأ َ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغ َُربَاءِ((‪.‬‬ ‫سإيَعُودُْ ك َ َ‬ ‫ما غَرِيبًا وَ َ‬ ‫سإ َل ُ‬ ‫ال ِ ْ‬ ‫)) بَدَأ َ ْ‬
‫رواه مإسلم وأحمد مإن حديث ابن مإسعود وفيه‪" :‬مإن‬
‫ن القَبَائِل((‪ .‬وفي رواية‪)) :‬الْغ َُربَاءُ‬ ‫مإ َ‬ ‫الغرباء؟" قال‪)) :‬النّْ ّزاعُ ِ‬
‫سد َ النّاس((‪ ،‬وللترمإذي مإن حديث كَثِيرْ‬ ‫ن إِذ َا فَ َ‬ ‫حو َ‬ ‫صل ُ ُ‬ ‫ين ي َ ْ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫ن‬ ‫حو َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫ين ي ُ ْ‬‫بن عبد الله عن أبيه عن جده‪)) :‬طُوبَى لِلْغ َُربَاء الّذِ َ‬
‫َ‬
‫سإنّتِي((‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬
‫س ِ‬ ‫ُ‬ ‫سد َ النّا‬ ‫مإا أفْ َ‬ ‫َ‬
‫ة فَقُلْت لَه‪" :‬يا أباَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ت أبَا ثَعْلَب َ َ‬ ‫سإأل ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ة قَا َ‬ ‫مإي ّ َ‬‫َن أبِي أ َ‬ ‫َوع ْ‬
‫مإنُوا عَلَيْك ُ ْْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ين آ َ‬ ‫اليَةِ ) يَا أيّهَا الّذِ َ‬ ‫ل فِي ِهَذِهِ ْ‬ ‫ف تَقُو ُ‬ ‫ثَعْلَبَة!كَي ْ َْ‬
‫َ‬
‫م()المائدة‪(105:‬؟"‪،‬‬ ‫ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫مإ‬
‫م َ‬ ‫ض ّرك ُ ْ‬ ‫م َل ي َ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫أن ْ ُف َ‬
‫ل‪" :‬أَمإا واللّه ل َ َقد سإأَلْت ع َنها خَبيرا سإأ َ‬
‫ل اللّهِ‬ ‫سإو َ‬ ‫ت عَنْهَا َر ُ‬ ‫ِ ً َ ُ‬‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ْ َ َ َْ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫فَقَا َ‬
‫وفا َوتَنَاهَوْا‬ ‫معْ ُر ِ‬ ‫م ُروا بِال ْ َ‬ ‫ل ائْت َ ِ‬ ‫ل‪)) :‬ب َ ْ‬ ‫م فَقَا َ‬ ‫سإل ّ َ‬ ‫ه ع َلَيْهِ وَ َ‬ ‫صلّى الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫مإؤْث َ َرة ً‬ ‫مإتّبَعًاْ َودُنْيَا ُ‬ ‫مإطَاعًا وَهَوًى ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫م شُ ّ‬ ‫حتّى إِذ َا َرأيْت ُ ْ‬ ‫منْكَرِْ َ‬ ‫َن ال ْ ُ‬ ‫ع ْ‬
‫ك وَدَعْ ع َن ْ َ‬
‫ك‬ ‫س َ‬ ‫صةِ ن َ ْف ِ‬ ‫ك بِخَا ّ‬ ‫ي ب ِ َرأْيِهِ فَعَلَي ْ َ‬ ‫ٍ‬
‫ل ذي رأ ْ‬
‫اب ك ُ ّ ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َوإِع ْ َ‬
‫ض ع َلَى‬ ‫صاب ِ ُر فِيه ّ ْ‬ ‫الْعواما فَإن مإن ورائِك ُ َ‬
‫ن كَالقَاب ِْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مإا ال ّ‬ ‫م أيّا ً‬ ‫ْ‬
‫الْجمر لِلْعامإل فيهن مإث ْ ُ َ‬
‫َ َ ّ ِ ّ ِ ْ ََ‬
‫مإث ْ َ‬
‫ل‬ ‫ن ِ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ج ًل يَعْ َ‬ ‫ين َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫جرِ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َ ْ ِ َ ِ ِ ِ ِ ّ ِ‬
‫َ‬
‫م ‪ .((29‬رواه‬ ‫مإنْك ُ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل‪)) :‬ب َ ْ‬ ‫م؟"‪ ،‬قَا َ‬ ‫مإنْهُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫مإنّا أ ْ‬ ‫م(( قلنا‪ِ " :‬‬ ‫ملِك ُ ْ‬ ‫عَ َ‬
‫ان( )الرحمن‪ ،(46:‬فيجب الحذر وعدما الطمأنينة لرأي فلن ورأي‬ ‫جنّت َ ِ‬
‫َربّهِ َ‬
‫فلن حتى تعلم الدليل مإن الكتاب والسنة‪.‬‬
‫)‪ (29‬هذا فيه الحث على السإتقامإة في الغربة وأنه ينبغي للمؤمإن أن‬ ‫‪29‬‬

‫يستقيم ويحرص على السإتقامإة عند غربة الناس ول يغتر بكثرة الهالكين‪،‬‬
‫ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسإلم في الحديث الصحيح لما تل الصديق‬
‫هذه الية‪) :‬يا أَيها الّذين آمإنوا ع َلَيك ُ ْ َ‬
‫م(‪،‬‬
‫ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬
‫م َ‬ ‫م َل ي َ ُ‬
‫ض ّرك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫م أنْفُ َ‬‫ْ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫َ‬
‫منْك َ َر فَل َ ْ‬
‫م‬ ‫س إِذ َا َرأوْا ال ْ ُ‬‫ن النّا َ‬ ‫قال‪ :‬يقول ا لنبي صلى الله عليه وسإلم‪)) :‬إ ِ ّ‬
‫ينكروه أَوشَ َ َ‬
‫ه بِعِقَابِهِ((‪.‬‬‫م الل ّ ُ‬‫مه ُ ْ‬
‫ن يَعُ ّ‬
‫كأ ْ‬ ‫ُْ ُِ ُ ْ‬
‫م(‪ :‬مإن الهداية ‪ ،‬المإر بالمعروفا‪،‬‬ ‫ض ّ‬
‫ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ض ّرك ْ‬ ‫َ‬
‫وقوله‪) :‬ل ي َ ُ‬
‫ول يضر الناس مإن ضل إذا اسإتقامإوا وأمإروا بالمعروفا ونهوا عن المنكر‪،‬‬
‫بعض الناس يظن أنه إذا اهتدى يعني‪ :‬إذا أدى الطاعات الخاصة‪ ،‬هذا غلط‪.‬‬
‫مإن الهداية ‪ :‬المإر بالمعروفا والنهي عن المنكر هذا مإن أسإباب الهداية‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫أبو داود والترمإذي‪ .‬وروى ابن وضاح مإعناه مإن حديث ابن‬
‫عمر –رضي الله عنه‪ -‬ولفظه‪)) :‬إن بعدكم أيامإا ً الصابر فيها‬
‫المتمسك بمثل مإا أنتم عليه اليوما؛ له أجر خمسين مإنكم((‪،‬‬
‫قيل‪ :‬يا رسإول الله مإنهم؟ قال‪)) :‬بل مإنكم((‪ .‬ثم قال‪ :‬أنبأنا‬
‫مإحمد بن سإعيد أنبأنا أسإد قال سإفيان بن عيينةْ عن أسإلم‬
‫البصري عن سإعيد أخي الحسن يرفعه‪ ،‬قلت لسفيان عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسإلم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪)) :‬إنكم اليوما‬
‫على بينة مإن ربكم تأمإرون بالمعروفا وتنهون عن المنكرْ‬
‫وتجاهدون في سإبيل الله‪ ،‬ولم تظهر فيكم السكرتان‪ :‬سإكرة‬
‫الجهل وسإكرة حب العيش‪ ،‬وسإتحولون عن ذلك فل تأمإرون‬
‫بالمعروفا ول تنهون عن المنكر‪ ،‬ول تجاهدون في الله‪ ،‬وتظهر‬
‫فيكم السكرتان‪ ،‬فالمتمسك يومإئذ ٍ بالكتاب والسنة له أجر‬
‫خمسين(( قيل‪ :‬مإنهم؟ قال‪ )) :‬ل بل مإنكم((‪ .‬وله بإسإناد عن‬
‫المعافري قال‪ :‬قال رسإول الله صلى الله عليه وسإلم‪:‬‬
‫))طوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله حين يتركا‬
‫ويعملون بالسنة حين تطفأ((‪.‬‬

‫ولهذا خطب الصديق –رضي الله عنه‪ -‬الناس لما تولى وقال‪ " :‬إنكم تقرأون‬
‫م َل‬ ‫هذه الية وتضعونها في غير مإوضعها‪) :‬يا أَيها الّذين آمإنوا ع َلَيك ُ َ‬
‫سك ُ ْ‬ ‫م أنْفُ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫م(‪ ،‬وإني سإمعت رسإول الله صلى الله عليه وسإلم‬ ‫ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مإ ْ‬‫م َ‬ ‫ض ّرك ُ ْ‬‫يَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫مه ُ ْ‬
‫ن يَعُ ّ‬‫كأ ْ‬ ‫م يُنْك ِ ُروه ُ أوْشَ َ‬ ‫منْك َ َر فَل َ ْ‬
‫س إِذ َا َرأوْاْ ال ْ ُ‬ ‫ن النّا َ‬ ‫يقول‪)) :‬إ ِ ّ‬
‫َن‬
‫وفا وَتَنَاهَوْا ع ْ‬ ‫معْ ُر ِ‬ ‫م ُروا بِال ْ َ‬
‫ل ائْت َ ِ‬
‫بِعِقَابِهِ(("‪ .‬وكذا في هذه الية قال‪)) :‬ب َ ْ‬
‫َ‬
‫ل ذِي‬ ‫اب ك ُ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫مإؤ ْث َ َرة ً وَإِع ْ َ‬
‫مإتّبَعًا وَدُنْيَا ُ‬ ‫مإطَاع ًا وَهَوًى ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫م شُ ّ‬ ‫حتّى إِذ َا َرأيْت ُ ْ‬ ‫منْكَرِ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صاب ِ ُر‬‫مإا ال ّ‬ ‫م أيّا ً‬ ‫ن وَ َرائِك ُ ْ‬‫مإ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما فَإ ِ ّ‬ ‫ك الْعَوَا ّ‬ ‫ك وَدَع ْ ع َن ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫صةِ نَفْ ِ‬ ‫ك بِخَا ّ‬ ‫ي ب ِ َرأيِهِ فَعَلَي ْ َ‬ ‫َرأ ٍ‬
‫مرِ((‪ .‬الله المستعان‪ .‬هؤلء هم الغرباء الذين‬ ‫ج ْ‬‫ض ع َلَى ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ن كَالقَاب ِْ ِ‬ ‫فِيهِ ّ‬
‫يصلحون عند فساد الناس ويصلحون مإا أفسد الناس‪ ،‬بالمإر بالمعروفا‬
‫سإ َل ُ‬
‫ما‬ ‫ال ِ ْ‬‫والنهي عن المنكر‪ ،‬ويتمسكون بالقرآن حينما يتركه الناس‪ )))) ،‬بَدَأ َ ْ‬
‫ما بَدَأ َ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغ َُربَاءِ((‪ ،‬فالغرباء هم‪ :‬أهل الصلح‬ ‫سإيَعُود ُ ك َ َ‬ ‫غَرِيبًا وَ َ‬
‫والسإتقامإة وتنفيذ الوامإرْ والدعوة إلى الله عند فساد الزمإان وتغير أهله‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫]باب التحذير من البدع ‪[30‬‬


‫صلّى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ل اللّهِ َ‬ ‫سإو ُ‬ ‫ل وَعَظَنَا َر ُ‬ ‫ة قَا َ‬ ‫سإارِي َ َ‬
‫ن َ‬ ‫اض ب ْ ِ‬
‫ع ْ ْ‬
‫َن العِ ْرب َ ِ‬
‫مإنْهَا‬
‫ت ِ‬ ‫جل َ ْ‬ ‫ن وَوَ ِ‬ ‫مإنْهَا الْعُيُو ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫ة ذ ََرفَ ْ‬ ‫ة بَلِيغَ ًْ‬‫عظ َ ً‬ ‫مإوْ ِ‬‫مإا َ‬ ‫سإل ّ َ‬
‫م يَوْ ً‬ ‫عَلَيْهِ وَ َ‬
‫ل‪:‬‬‫ل اللّه كَأَنّهَا مإوعظة مإودع فأوصنا‪ ،‬قَا َ‬ ‫سإو َ‬ ‫وب ‪ ،‬قُلْنَا‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫الْقُل ُ ُ‬
‫مإ َر عَلَيْك ُ ْْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م عَبْدٌ‪،‬‬ ‫ن تَأ ّ‬ ‫م ِع وَالطّاعَةِ وَإ ِ ْ‬ ‫م بِتَقْوَى اللّهِ َوال ّ‬
‫س ْ‬ ‫صيك ُ ْ‬ ‫))أو ِ‬
‫سنّتِي‬ ‫م بِ ُ‬‫يرا‪ ،‬فَعَلَيْك ُ ْْ‬ ‫سي َ َرى اخْت ِ َلفًا كَث ِ ً‬ ‫م فَ َ‬ ‫مإنْك ُ ْ‬‫ش ِ‬ ‫ن يَعِ ْ‬ ‫مإ ْ‬‫ه َ‬
‫َوإِن ّ ُ‬

‫)‪ (30‬وهذا فيه التحذير مإن البدع وأن الواجب على أهل السإلماْ الحذر مإنها‪،‬‬ ‫‪30‬‬

‫ة ذ ََرفَ ْ‬
‫ت‬ ‫عظ َ ً‬
‫ة بَلِيغَ ً‬ ‫مإوْ ِ‬
‫ولهذا حذ ّر مإنها النبي صلى الله عليه وسإلم لما وعظهم َ‬
‫ل اللّه كَأَنّهَا مإوعظة مإودع‬ ‫سإو َ‬ ‫وب ‪ ،‬قُلْنَا‪ :‬يَا َر ُ‬ ‫مإنْهَا الْقُل ُ ُ‬ ‫ت ِ‬‫جل َ ْ‬ ‫ن وَوَ ِ‬ ‫مإنْهَا الْعُيُو ُ‬ ‫ِ‬
‫م ِع وَالطاعَةِ – يعني ‪ :‬لولة المإور ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فأوصنا‪ ،‬قَا َ‬
‫س ْ‬ ‫م بِتَقْوَى اللهِ وَال ّ‬ ‫صيك ْ‬ ‫ل‪)) :‬أو ِ‬
‫َ‬
‫م‬‫يرا‪ ،‬فَعَلَيْك ُ ْ‬ ‫سي َ َرى اخْت ِ َلفًا كَث ِ ً‬ ‫م فَ َ‬ ‫مإنْك ُ ْْ‬
‫ش ِ‬‫ن يَعِ ْ‬ ‫مإ ْ‬
‫ه َ‬‫م ع َبْدٌ‪ ،‬وَإِن ّ ُ‬ ‫مإ َر ع َلَيْك ُ ْ‬
‫ن تَأ ّ‬
‫وَإ ِ ْ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫مإورِ فَإ ِ ّ‬‫ات ال ُ‬ ‫حدَث َ ِ‬ ‫مإ ْ‬
‫م وَ ُ‬‫ين وَإِيّاك ُ ْ‬‫مهْدِي ّ َ‬
‫ين ال َ‬‫شد ِ َ‬‫الرا ِ‬ ‫سإنّةِ الخُلفَاءِ ّ‬ ‫سنّتِي وَ ُ‬ ‫بِ ُ‬
‫ة(‪ .‬فالواجب على أهل السإلماْ أن يتمسكوا بما شرعه الله مإن‬ ‫ض َلل َ ٌ‬
‫بِدْعَةٍ َ‬
‫العبادة وأن يحذروا مإا أحدثه الناس مإن البدع‪ ،‬ولهذا قال لهم حذيفة‪" :‬كل‬
‫عبادة ل يتعبدها أصحاب مإحمد فل تتعبدوها‪ ،‬فإن الول لم يدع للخر مإقالً"‪،‬‬
‫لن الصحابة قد بينوا‪ ،‬وسإألوا نبيهم عن كل شئ فعليكم بالتأسإي بهم والسير‬
‫على مإنهاجهم‪.‬‬
‫ولما رأى عبد الله بن مإسعود قومإا في المسجد كل حلقة في المسجد‬ ‫ً‬
‫وحدها فيها واحد يقول‪ :‬سإبحوا كذا عدوا كذا وكذا‪ ،‬يعدوا الحصى‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫إنكم لعلى مإلة هي أهدى مإن مإلة مإحمد أو مإفتتحو باب ضللة؟‪ ،‬فعدواْ‬
‫سإيئاتكم‪ ،‬فأنا ضامإن أن ل يضيع مإن حسناتكم شيء"‪ ،‬هذا مإن البدع في‬
‫كونهم يتفرقون أحزاباً‪ ،‬كل واحد يقول افعلْ كذا وكذا‪ ،‬وإنما الواجب النصيحة‬
‫والتذكير بالله‪ ،‬قال الله وقال رسإوله هذا هو الواجب‪ ،‬أمإا أن يجعلون حلق‬
‫ويقولون‪ :‬عدوا حسناتكم‪ ،‬خذوا الحصى عد يا فلن!! هذا مإما أحدثه الناس‬
‫مإن البدع‪ ،‬ولهذا يقول صلى الله عليه وسإلم في خطبته‪)) :‬أمإا بعد فإن خير‬
‫الكلما كتاب الله‪ ،‬وخير الهدي هدي مإحمد صلى الله عليه وسإلم‪ ،‬وشر المإور‬
‫مإحدثاتها‪ ،‬وكل مإحدثة بدعة وكل بدعة ضللة((‪ ،‬فما أحدثه الناس مإن القربات‬
‫هو مإن البدع‪ ،‬والبدع تكون بالقرب‪ ،‬فما تقرب به الناس مإما لم يشرع‪ ،‬هذا‬
‫مإن البدع‪ ،‬فالواجب الحذر مإنها‪ ،‬وليس فيها تفصيل بل كل بدعة ضللة‪.‬‬
‫وأمإا قول بعض الناس‪ :‬إن البدعة تنقسم إلى خمسة أقساما‪ ،‬فهو قول‬
‫غلط مإمن قاله‪ ،‬والصواب‪ :‬أن كل بدعة ضللة‪ ،‬والبدعة هي القربة التي‬
‫يتقرب بها الناس ولم يشرعها الله تعالى مإثل ‪ :‬مإا فعل هؤلء في عهد ابن‬
‫مإسعود‪ ،‬ومإثل بدعة الموالد‪ ،‬ومإثل بدعة البناء على القبور‪ ،‬وتجصيص القبور‬
‫والكتابة عليها‪ ،‬كل هذا مإما أحدثه الناس مإن البدع‪ ،‬فالواجب الحذر الحذر مإن‬
‫ذلك وأن يتقيد المؤمإن بما شرع الله ومإا درج عليه أصحاب النبي صلى الله‬
‫عليه وسإلم في العبادات وأن يحذر أن يزيد شيئا ً فيما شرعه الله جل وعل‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬
‫ال ُ‬
‫ات ْ‬
‫ِ‬ ‫ور‬ ‫مإ‬
‫ُ‬ ‫حدَث َ ِ‬
‫مإ ْ‬
‫م وَ ُ‬‫ين وَإِيّاك ُ ْ‬ ‫ين ال ْ َ‬
‫مهْدِي ّ َ‬ ‫شد ِ َ‬‫الرا ِ‬‫سإنّةِ الْخُلَفَاءِ ّ‬
‫َو ُ‬
‫ح‪.‬‬‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ٌ‬‫ح َ‬ ‫يث َ‬
‫حدِ ٌ‬ ‫ل الترمإذي‪َ :‬‬ ‫ة((‪ .‬قَا َ‬ ‫ض َلل َ ٌ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫ل بِدْعَةٍ َ‬ ‫فَإ ِ ّ‬
‫وعن حذيفة قال‪" :‬كل عبادة ل يتعبدها أصحاب مإحمد فل‬
‫تتعبدوها‪ ،‬فإن الول لم يدع للخر مإقالً‪ ،‬فاتقوا الله يا مإعشر‬
‫القراء وخذوا طريق مإن كان قبلكم"‪ .‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫وقال الدارمإي‪ :‬أخبرنا الحكم بن المباركا أنبأنا عمر بن‬
‫يحى قال‪ :‬سإمعت أبي يحدث عن أبيه قال‪ :‬كنا نجلس على‬
‫باب عبد الله بن مإسعود‪ْ-‬رضي الله‪ -‬قبل صلة الغداة فإذا‬
‫خرج مإشينا مإعه إلى المسجد‪ ،‬فجاءنا أبو مإوسإى الشعري‪-‬‬
‫رضي الله عنه‪ -‬فقال‪" :‬أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟‬
‫قلنا‪ :‬ل‪ ، .‬فجلس مإعنا حتى خرج‪ ،‬فلما خرج قمنا إليه جميعاً‪،‬‬
‫فقال له أبو مإوسإى‪ :‬يا أبا عبد الرحمن! إني رأيت في‬
‫المسجد آنفا ً أمإرا ً أنكرته‪ ،‬ولم أر والحمد لله إل خيراً‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فما هو؟ فقال‪ :‬إن عشت فستراه‪ ،‬قال‪ :‬رأيت في المسجد‬
‫قومإا ً حلقا ً جلوسإا ً ينتظرون الصلة في كل حلقة رجل وفي‬
‫أيديهم حصى فيقول‪ :‬كبروا مإائة‪ ،‬فيكبرون مإائة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫هللوا مإائة‪ ،‬فيقول‪ :‬سإبحوا مإائة‪ ،‬فيسبحون مإائة‪ ،‬قال‪ :‬فماذا‬
‫قلت لهم؟ قال‪ :‬مإا قلت لهم شيئا ً انتظار رأيك أو انتظار‬
‫أمإركا‪ ،‬قال‪ :‬أفل أمإرتهم أن يعدوا سإيئاتهم‪ ،‬وضمنت لهم أن ل‬
‫يضيع مإن حسناتهم شئ؟ ثم مإضى‪ ،‬ومإضينا مإعه‪ ،‬حتى أتى‬
‫حلقة مإن تلك الحلق‪ ،‬فوقف عليهم فقال‪ :‬مإا هذا الذي أراكم‬
‫تصنعون؟ فقالوا‪ :‬يا أبا عبد الرحمن! حصى نعد بها التكبير‬
‫والتهليل والتسبيح‪ ،‬فقال‪ :‬فعدوا سإيئاتكم‪ ،‬فأنا ضامإن أن ل‬
‫يضيع مإن حسناتكم شيء ‪ ،‬ويحكم يا أمإة مإحمد مإا أسإرع‬
‫هلكتكم!ْ هؤلء صحابة مإحمد صلى الله عليه وسإلم‬
‫مإتوافرون‪ ،‬وهذه ثيابه لم تُبل‪،‬وآنيته لم تكسر والذي نفسي‬
‫بيده إنكم لعلى مإلة هي أهدى مإن مإلة مإحمد أو مإفتتحوْ باب‬
‫ضللة‪ ،‬قالوا‪ :‬والله يا أبا عبد الرحمن! مإا أردنا إل الخير‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قال تعالى‪):‬الْيو َ‬
‫م ()المائدة‪ :‬مإن الية ‪ (3‬فالله أكمل الدين‬ ‫ت لَك ُ ْ‬
‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ما أك ْ َ‬
‫َ ْ َ‬
‫فليس لحد أن يزيد فيه‪.‬أهْ‪.‬‬
‫هذا آخر الشرح المبارك والحمدج لله رب العالمين‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc‬‬

‫وكم مإن مإريد للخير لن يصيبه‪ ،‬إن رسإول الله صلى الله عليه‬
‫وسإلم حدثنا أن قومإا ً يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم؛ وأيم‬
‫الله لعل أكثرهم مإنكم‪ ،‬ثم تولى عنهم‪ ،‬فقال عمرو بن سإلمة‪:‬‬
‫رأينا عامإة أولئك الحلق يطاعنوننا يوما النهروان مإع الخوارج‪.‬‬
‫والله المستعانْ وعليه التكلن‪ .‬وصلى الله وسإلم على سإيدنا‬
‫مإحمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫انتهى الكتاب والحمد لله رب‬


‫ج‬
‫العالمين‬

‫‪24‬‬

You might also like