Professional Documents
Culture Documents
مكتبة نور - شرح كتاب فضل الإسلام 4
مكتبة نور - شرح كتاب فضل الإسلام 4
doc
1
2 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
وفيه تعليقا ً عن النبي صلى الله عليه وسإلم أنه قال :
)) أ َ
ة ((.
ح ُ
م َ
س ْ
ة ال ّ ين إِلَى اللّهِ ال ْ َ
حنِي ِفي ّ ُْ ِ ّ د ال ب
ّ ح
َ
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال " :عليكمْ بالسبيلْ
والسنة فإنه ليس مإن عبد على سإبيل وسإنة ذكر الرحمن
ففاضت عيناه مإن خشية الله فتمسه النار ،وليس مإن عبد
على سإبيل وسإنة ذكر الرحمن فاقشعرْ جلده مإن خشية الله
إل كان مإثله مإثل شجرة يبس ورقها فبينما هي كذلك إذ
أصابتها الريح فتحات عنها ورقها ،إل تحاتت عنه ذنوبه كما
تحات عن هذه الشجرة ورقها ،وإن اقتصادا ً في سإبيل وسإنة
خير مإن اجتهاد في خلفا سإبيل وسإنة " .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال " :يا حبذا نوما
الكياس وإفطارهم كيف يغبنون سإهر الحمقى وصومإهم ،
ولمثقال ذرة مإن بر مإع تقوى ويقين ،أعظم وأفضل وأرجح
مإن أمإثال الجبال مإن عبادة المغترين . " 1
ه
مإن ْ ُ
ل ِ سإلما ِ دِينا ً فَل َ ْ
ن يُقْب َ َ ن يَبْت َ ْغ غَي ْ َر ْ
ال ِ ْ ِ مإ ْ
وقول الله تعالى َ ) :و َ
ين( )آل عمران ، (85:وقوله سإرِ َ ن الْخَا ِ مإ َخ َرةِ ِ
ال َِوهُوَ فِي ْ
ما()آل عمران :مإن الية (19 سإل ُ ال ِ ْعنْد َ اللّهِ ْ ين ِ ن الد ّ َ تعالى ) :إ ِ ّ
ست َ ِقيما ً فَاتّبِعُوهُ َول تَتّبِعُوا َ
مإ ْص َراطِي ُ ن هَذ َا ِ ،وقوله تعالى ) :وَأ ّ
سإبِيلِهِ()النعاما :مإن الية . (153قال َن َ مع ْ ل فَتَف َّرقَ بِك ُ ْ
سب ُ َْ
ال ّ
ة رضي َن عَائِشَ َ مإجاهد " :السبلْ :البدع والشبهات " .وع ْ
) (1والمقصود مإن هذا :أن الله تعالى جعل السإلماْ هو أفضل الديان وهو 1
دين الله الذي به السعادة والنجاة ،وأن العبد إذا اسإتقاما عليه وتمسك به له
الجنة والكرامإة ،وأن اجتهادات العبد في صلة وصوما أو غير ذلك على غير
َ السنة ل تنفعه ) ،الْيو َ
يت
ض ُمتِي وَ َر ِ ت ع َلَيْك ُ ْ
م نِعْ َ م ُ م ْم وَأت ْ َ ت لَك ُ ْ
م دِينَك ُ ْ مل ْ ُ
ما أك ْ َ
َ ْ َ
َ ً ْ
ن يَبْت َ ِغ غَي ْ َر ال ِ ْ
سإلماِْ دِينا فَل ْ
ن ما دِينا ً ()المائدة :مإن الية ) ، (3وَ َ
مإ ْ سإل َْ م ْ
ال ِ ْ لَك ُ ُ
ه()آلْ عمران :مإن الية . (85فالواجب على جميع المكلفين التمسك مإن ْ ُ
ل ِيُقْب َ َ
بالسإلما والجتهاد في طاعة الله تعالى ،هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق
السعادة ،فالقتصاد في السإلماْ والسير عليه بالقليل خير مإن الجتهاد الكثير
على غير إسإلما وسإنة ،ول حول ول قوة إل بالله .
3
4 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
ن
مإ ْ م )) َ سإل ّ َ
ه عَلَيْهِ وَ َ صلّى الل ّ ُ ل اللّهِ َ سإو ُ ل َر ُ ت :قَا َ الله عنها َقال َ ْ
َ َ
ه فَهُوَ َرد ّ (( أخرجاه ،وفي مإن ْ ُ
س ِ مإا لَي ْ َ مإرِنَا هَذ َا َ ث فِي أ ْ حد َ َ أ ْ
َ
مإ ُرنَا فَهُوَ َرد ّ (( ، س ع َلَيْهِ أ ْ م ًل لَي ْ َ ل عَ َ م َ ن عَ ِ مإ ْ لفظ َ )) :
وللبخاري ع َ
ل اللّهِ سإو َ َن أبِي هُ َري ْ َرةَ رضي الله قال :قال َر ُ ْ
م: سإل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صلّى الل ّ ُ َ
ّ ُ َ ّ ْ ُ ُ ))ك ُ ّ
ن
مإ ْل اللهِ َو َ سإو َ ن أبَى قَالوا يَا َر ُ مإ ْ ة إِل َ جن ّ َ
ن ال َ مإتِي يَدْخُلو َ لأ ّ
صانِي فَ َقد ْ أَبَى (( ، ن عَ َ مإ ْ ة َو َ ل ال ْ َ
جن ّ َ خ َ ن أَطَاع َنِي د َ َ مإ ْ ل َ يَأْبَى قَا َ
َ
سإل ّ َ
م ه عَلَيْهِ وَ َ صلّى الل ّ ُ ي َ ن النّب ِ ّ اس أ ّ ن ع َب ّ ٍ َن اب ْ ِ وفي الصحيح ع ْ
َ
مإبْت َ ٍْغح َرما ِ َو ُ حد ٌ فِي ال ْ َ مإل ْ ِ
ة ُ اس إِلَى اللّهِ ث َ َلث َ ٌ ض الن ّ ِ ل )) :أبْغَ ُ قَا َ
حقّ لِيُهَرِيقَ ئ بِغَيْرِْ َ مإرِ ٍ ب دَما ِ ا ْ مإطّل ِ ُ جاهِلِيّةِ وَ ُ ة ال ْ َ سإن ّ َسإ َلما ِ ُ ال ِ ْ فِي ْ
ه (( رواه البخاري .2 مإ ُ
دَ َ
قال ابن تيمية :قوله "سإنة الجاهلية"ْ :يندرج فيها كل
جاهليةْ مإطلقة أو مإقيدة ،أي :في شخص دون شخص ،
كتابية أو وثنية ،أو غيرهما مإن كل مإخالفة لما جاء به
المرسإلون .
مإعْشَ َر ل ) :يَا َ ه قَا َ ه ع َن ْ ُ ي الل ّ ُ ض َ ة َر ِ حذ َي ْ َف َ وفي الصحيح عن ُ
َ
مينًا م يَ ِ خذ ْت ُ ْ نأ َ سإبْقًا بَعِيدًا فَإ ِ ْ م َ سإبَقْت ُ ْ موا فَ َقد ْ َ الْق ُّراءِ ا ْ
4
قي ُ سإت َ ِ 3
) (2والشاهد قوله " :ومإبتغ في السإلماْ سإنة الجاهلية " وأن الواجب على 2
العبد التمسك بالسإلما والحذر مإن سإنن الجاهلية .فالعمل في السإلماْ ولو
ل هو الذي ينفع ،وأمإا الجتهاد في غير إسإلما وفي غير سإنة يضر ول ينفع ، ق ّ
فالواجب على جميع المكلفين التمسك بالسإلما والتقيد بدين الله والسير
عليه في كل شيء إخلصا ً لله ومإتابعة للرسإول صلى الله عليه وسإلم .
) (3القراء :يعني العلماء وطلبة العلم . 3
) (4ومإعنى قوله ) :اسإتقيموا ( يعني :على الطريق .أي :اسإتقيموا على 4
دين الله فإذا اسإتقاما العبد فقد سإبق سإبقا ً بعيدا ً ،وإن حاد يمينا ً وشمال ً فقد
ضل ضلل ً بعيدا ً ،فالواجب التمسك بما شرعه الله والجذر مإما ذمإه الله ،
ْ َ
ن بِهِ ()الشورى :مإن الية مإا ل َ ْ
م يَأذ َ ْ ين َ
ن الد ّ ِ
مإ َ
م ِم شُ َركَاءُ شَ َرع ُوا لَهُ ْ
ما لَهُ ْ
)أ ْ
، (21فكونه على الطريق ولو مإقتصدا ً مإع البرار والمقتصدين ،خير مإن
كونه يسلك الطرق المنحرفة عن الهدى لنها تضله وتبعده عن الله عز وجل ،
بل صاحب الهدى وإن ظلم نفسه ببعض المعاصي ؛ على طريق النجاة ،
ولكن مإن سإار على غير السإلماْ وابتغى في السإلما سإنة الجاهلية فهو في
طريق الهلكا .نسأل الله العافية .
4
5 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
5
6 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
(5) 5وهذا جواب النبي صلى الله عليه وسإلم لجبرائيل عليه السلما لما سإأله
عن السإلماْ ،فأجاب بهذا الجواب كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه
وهذا تفسير له بأركانه ،والسإلما أعمْ ،فهو يشمل مإا أمإر الله به ورسإوله ،
عنْد َ اللّهِ
ين ِ
ن الد ّ َ
وتركا مإا نهى الله عنه ورسإوله ،كما قال تعالى ) :إ ِ ّ
ما()آلْ عمران :مإن الية .(19ولكن هذه أركانه ،فالشيء يفسر بأركانه سإل ُ ْ
ال ِ ْ
ويفسر بجميع أجزائه.
سانِهِ وَيَدِهِ( هذا يدل على التعميم ن لِ َ
مإ ْ
ن ِمو َ
سل ِ ُ م ال ْ ُ
م ْ سإل ِ َ
ن َ مإ ْ
م َسل ِ ُ )) (6ال ْ ُ
م ْ 6
وأن السإلما أعمْ ،يعم الركان وغير الركان ،فالمسلم حقا ً هو الذي أدى
الركان وأدى مإا أوجب الله عليه ،وكف يده عن ظلم الناس وعن التعدي
لحدود الله .
) (7ومإعنى هذا :أنه يجب على جميع المإة السإلمإية ،وأنه ل نجاة لها ول 7
مإن أول وهلة إن سإلم مإن المعاصي ،وإمإا بعد العقوبة التي يقدرها الله عليه
بسبب المعاصي التي مإات عليها إن لم يعف الله عنه .فليس هناكا نجاة إل
ه( فمن مإن ْ ُ
ل ِ سإ َلما ِ دِينًا فَل َ ْ
ن يُقْب َ َ ن يَبْتَغ غَي ْ َر ْ
ال ِ ْ ِ مإ ْبالسإلما قال الله تعالى ) :وَ َ
مإات على غير السإلما ولو عنده مإا عنده مإن الطاعات أمإثال الجبال فإنها
مإنْثُوراً(ْ )الفرقان: جعَلْنَاه ُ هَبَاءً َ ل فَ َ م ٍ ن عَ َ ملُوا ِ
مإ ْ مإا ع َ ِ مإنَا إِلَى َ حابطة ) ،وَقَد ِ ْ
. (23ل بد مإن التوحيد مإن شهادة إن ل إله إل الله وأن مإحمدا ً رسإول الله ،
والدخول في السإلماْ بقلبه وقالبه ثم بعد ذلك العمال ،فمن اسإتقاما على
العمال دخل الجنة مإن أول وهلة ،ومإن قصر في شيء مإن العمال الواجبة
عليه أو أتى بعض المعاصي التي حرما الله ،صار تحت المشيئة إن شاء الله
عفا عنه ،وإن شاء عذبه على قدر مإا عنده مإن المعاصي ،كما قال تعالى:
َ
ن يَشَ اءُ()النساء :مإن الية م ْك لِ َ ن ذَل ِ َ مإا دُو َ ف ُر َ كا بِهِ وَيَغْ ِ ن يُشْ َر َ ف ُر أ ْ ه ل يَغْ ِ ن الل ّ َ ) إِ ّ
. (48فمن هداه الله للسإلما وسإلم مإن الشركا فهو على طريق نجاة .
ل سإ َلماِْ دِينًا فَل َ ْ
ن يُقْب َ َ ال ِ ْن يَبْتَغ غَي ْ َر ْ
ِ مإ ْ
) (9هذا واضح في قوله جل وعل ) :وَ َ 9
التوحيد يا أهل اليمان ،كلهم إخوة إذا جاء الحرب ل ينتسبون :يا آل فلن ،يا
قحطان ،يا بني كذا يا بني كذا ،ل .هم شيء واحد فالمسلمون شيء واحد ،
ول يحتجوا بدعوى الجاهلية .ولهذا لما قال :يا للمهاجرين ،وقال الخر :يا
للنصار ،قال صلى الله عليه وسإلم )) :أَبدع ْوى الْجاهلِية وأَنا بي َ
ن أظْهُرِك ُ ْ
م َ ِ ّ ِ َ َ َْ َ ِ َ َ
(( .فالواجب الدعوى بالسإلما ،أيها الخوة أيها المسلمون هكذا ،عند
السإتغاثة والحث يحثهم على القتال باسإم السإلما ،وباسإم اليمان.
) (11والمقصود أن الدعاوى التي بغير السإلما ،يا أهل مإكة يا أهل الطائف 11
يا أهل نجد يا أهل ...هذا مإن دعوى الجاهلية .بل يقول :أيها المؤمإنون ،أيها
الخوة ،يا أنصار الله ،يا عباد الله هكذا .
8
9 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
وغضب لذلك غضبا ً شديداً .انتهى كلمإه – رحمه الله تعالى -12
.
يحثهم على اللقاء والصبر بدعوى اليمان وبدعوى السإلما ،أيها المسلمون ،يا
جند الله ،يا عباد الله ،أيها المسلمون ،يا أنصار الله ،هكذا يشجعهم ويحثهم
بالسإم العاما.
َ
) (13هذا هو الواجب الدخول في السإلماْ كله وليس ببعضه ) :يَا أيّهَا الّذ ِ َ
ين 13
ن الّذِ َ
ين سلْم ِ كَافّ ًة( يعني في السإلما ،ويقول تعالى ) :إ ِ ّ
مإنُوا ادْخُلُوا فِي ال ّ
آ َ
يءٍ ( ،ويقول جل وعل( : م فِي َ شَ ْ مإنْهُ ْ
ت ِس َشيَعا ً ل َ ْم وَكَانُوا ِ فَ ّرقُوا دِينَهُ ْ
ن اللّهِ وَ ُر ُ
سإلِهِ ن يُف َّرقُوا بَي ْ َ نأ ْ ن بِاللّهِ وَ ُر ُ
سإلِهِ وَيُرِيدُو َ ين يَكْف ُُرو َ ن الّذِ َإِ ّ
َ
ن ذَل ِ َ
ك خذ ُوا بَي ْ َ ن يَت ّ ِ
نأ ْ ض وَيُرِيدُو َض وَنَكْف ُُر بِبَعْ ٍن بِبَعْ ٍ
مإ ُن نُؤْ ِ وَيَقُولُو َ
حقّاً()النساء :مإن الية . (151فالواجب ن َ م الْكَافِ ُرو َ
ك هُ ُسإبِيلً()أُولَئ ِ ََ
هو الدخول في السإلما كله .يعني :الواجب أن يلتزماْ المسلم في
السإلما كله صلة وزكاة وصيامإا ً وحجا ً وجهادا ً ،مإا يقول بس أنا
أصلي ول أزكي ،أزكي ول أصوما ،ل يجب أن يلتزما بالسإلما كله .
9
10 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
) (14يعني :ليلزما الحق ويستقيم علة مإا سإار عليه الصحابة وأتباعهم 14
بإحسان ،وأن يحذر أقوال أهل البدع والفرقة والختلفاْ ) ثنتان وسإبعون
فرقة كلها في النار ( مإا بين كافر ومإا بين مإبتدع وفاسإق ،لكن أهل السنة
والجماعة هم الذين سإاروا على نهج الصحابة واسإتقامإوا على الدين فهؤلء
لهم الجنة والكرامإة .أمإا بقية الفرق فيهم الكافر والمبتدع ،وفيهمْ المخالف
للشرع الذي لم يلتزما بالحق.
) (15يعني يجب الحذر على المسلمين مإن أن يبتدعوا في الدين ،ويحذروا 15
سإنن الجاهلية ،بل عليهم أن يلتزمإوا بالسإلما الذي جاء به المصظفى صلى
الله عليه وسإلم وأن يتعاونوا في هذا وأن يتاوصوا بهذا ،فيؤدوا مإا شرع الله
حرما الله ،ويحذروا البدع والمعاصي ،هكذا يجب على أهل ويبتعدوا عن مإا ّ
السإلما أن يستقيموا ويتعاونوا على البر والتقوى كما قال تعالى ( :وَتَعَاوَنُوا
فين لَ ِ
سا َ ن ْ
الِن ْ َ ع َلَى الْب ِ ّر وَالتّقْوَى ()المائدة :مإن الية .(2وقال) :والعصر .إ ِ ّ
صبْرِ(
صوْا بِال ّ صوْا بِال ْ َ
حقّ وَتَوَا َ ات وَتَوَا َ
ح ِ ملُوا ال ّ
ص ال ِ َ مإنُوا وَع َ ِ سرٍ .إ ِ ّل الّذ ِ َ
ين آ َ خ ْ
ُ
)العصر ،(3:أمإا أن يتفرقوا فيقول هذا آخذ بهذا ،ويقول هذا آخذ بهذا ،هذا ل
يجوز .هذا دين الجاهلية نسأل الله العافية.
(16) 16وأسإانيده مإجتمعة تصل إلى درجة الحسن.
10
11 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
السإلما واتهاما للسإلما بالنقص ،فلهذا يبتدع ويزيد .وأمإا المعاصي فهي اتباع
للهوى وطاعة للشيطان فهي أسإهل مإن البدعة وصاحبها قد يتوب ويسارع
ويتعض ،أمإا صاحب البدعة فيرى أنه مإصيب وأنه مإجتهد فيستمر بالبدعة نعوذ
بالله ،ويرى الدين ناقص فهو بحاجة إلى بدعته .ولهذا صار أمإر البدعة أشد
نم ْ ن ذَل ِ َ
ك لِ َ مإا دُو َ
وأخطر مإن المعصية قال تعالى في أهل المعاصي) :وَيَغْفِ ُر َ
يَشَ اءُ( .فأهل المعاصي تحت المشيئة ،وأمإا أهل البدع فذنبهم عظيم
وخطرهم شديد لن بدعتهم مإعناها التنقص للسإلما وأنه مإحتاج لهذه البدعة
ويرى صاحبها أنه مإحق ويستمر عليها ويبقى عليها ويجادل عنها نسأل الله
العافية.
َ
م( يعني :عليه مإثل أوزارْ مإن ضلّونَهُ ْ ن أوْ َزارِ الّذ ِ َ
ين ي ُ ِ مإ ْ
(18) 18قوله تعالى) :وَ ِ
تبعه في بدعته ،نسأل الله العافية.
)) (19لئن لقيتهم لقتلنهم قتل عاد( لعظم بدعتهم لنهم شبهوا على الناس 19
فاجتهدوا في القراءة والصلة حتى قال النبي صلى الله عليه وسإلم )) :يحقر
أحدكم صلته مإع صلتهم وقراءته مإع قراءتهم (( ثم حملوا على المسلمين
وقتلوهم ،هذا مإن جرأتهم الخبيثة ،وقاتلوا علياً ،وقتلوا عمر بن خارجة ،وقتلوا
جمعا ً غفيراً ،كله بسبب بدعتهم وضللهم حتى أعان الله عليا ً عليهم فقتلهم.
فالخوارج شرهم عظيمْ لنهم يرون أنهم مإصيبون في قتلهم للعصاة مإن
المإراء وغير المإراء .وهذا مإن جهلهم وضللهم ،ولهذا قال فيهم صلى الله
عليه وسإلم )) :أينما لقيتموهم فاقتلوهمْ فإن في قتلهم أجرا ً لمن قتلهم (( ،
وقال )) :لئن أدركتهم لقتلنهمْ قتل عاد ((.
سإئل الشيخ – رحمه الله : -هل البدعة تدخل تحت المشيئة إذا لم تكن
مإكفرة؟
فأجاب سإماحته :مإا تدخل في الذنوب ،لنه مإتوعد عليها في النار والعياذ
بالله ،إل أن يتوب نسأل الله العافية ،ولكن إن كانت دون الشركا يرجى
لصاحبها لنها تدخل في المعنى مإن جهة المعاصي ،لكنها غير داخلة في قوله
11
12 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
ن يَشَ اءُ( في الجملة .لكن إذا كان المبتدع م ْ ك لِ َن ذَل ِ َ مإا دُو َ تعالى) :وَيَغْفِ ُر َ
بدعته دون الشركا فهي لها حكم المعاصي مإن جهة أنه ل يخلد في النار إن
دخل النار.أ.هْ.
) (20يعني :المإراء وإن جاروا وظلموا مإا دامإوا مإلتزمإين بالسإلما ل يجوز 20
جهادهم ولكن ينصحون ،أمإا إذا أتوا كفرا ً بواحا ً وجب جهادهم على مإن قدر
إذا كان هناكا قوة تقدر .قلت :أي على إزالتهمْ مإن دون أن يلحق أذى
بالمسلمين.
(21) 21هذا مإعناه :أحياها وأظهرها ،ليس المراد به البدعة وإنما المراد هنا:
إحياء السنة وإظهارها لنه صلى الله عليه وسإلم رأى قومإا ً فقراء فلما رأى
ج ٌ
ل صدّقَ َر ُ فقرهم خطب الناس وحثهم على الصدقة ورغبهم فيها ،وقال )) :ت َ َ
ل وَلَوْ حتّى قَا َ مرِهِ َ اع ت َ ْص ِ ن َ مإ ْاع ب ُ ّرهِ ِ ص ِ ن َ مإ ْ ن ثَوْبِهِ ِ مإ ْ مه ِ ِ ن د ِ ْرهَ ِ مإ ْن دِينَارِهِ ِ مإ ْ ِ
َ ن ْ
ل قَد ْ ج ُز ع َنْهَا ب َ ْ ه تَعْ ِ ت كَفّ ُ ص ّرةٍ كَاد َ ْ صارِ ب ِ ُ الن ْ َ مإ ْ ل ِ ج ٌ جاءَ َر ُ ل فَ َ م َرةٍ قَا َ شقّ ت َ ْ بِ ِ
َ َ
ت حتّى َرأي ْ ُ ن طَعَاما ٍ وَثِي َ ٍ
اب َ مإ َ ْ
ن ِ ت كَوْ َ
مإي ْ ِ حتّى َرأي ْ ُ س َ م تَتَابَعَ النّا ُ ل ثُ ّ ت قَا َ ج َز ْ عَ َ
ل اللّهِ سإو ُ ل َر ُة فَقَا َ مإذْهَب َ ٌ ه ُ ل كَأن ّ ُ م يَتَهَل ّ ُ سإل ّ َ ه ع َلَيْهِ وَ َ صلّى الل ّ ُ ول اللّهِ َ سإ ِ ه َر ُ ج َ وَ ْ
َ َ َ َ ْ ّ َ ّ ّ
ن
مإ ْ ج ُر َ ج ُرهَا وَأ ْ هأ ْ ة فَل ُ سن َ ًح َ ة َ سإن ّ ً
سإلما ِ ُ ن فِي ال ِ ْ سإ ّ ن َ مإ ْ م َ سإل َ ه ع َليْهِ وَ َ صلى الل ُ َ
َ ْ ُ َ
سإلماِْ ن فِي ال ِ ْ سإ ّ ن َ مإ ْ يءٌ وَ َ م شَ ْ جورِه ِ ْ نأ ُ مإ ْ ص ِ ن يَنْقُ َ ن غَيْرِ أ ْ مإ ْ
ل بِهَا بَعْدَه ُ ِ م َ عَ ِ
َ
نمإ ْص ِ ن يَنْقُ َ ن غَيْرِ أ ْ مإ ْ
ن بَعْدِهِ ِ مإ ْ ل بِهَا ِ م َ ن عَ ِ مإ ْ ن ع َلَيْهِ وِ ْز ُرهَا وَوِ ْز ُر َ ة كَا َ سإيّئ َ ً ة َ سإن ّ ً ُ
َ
يءٌ ((. م شَ ْ أوْ َزارِه ِ ْ
سإئل الشيخ – رحمه الله :-الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم
هل يلحق بهم؟
فأجاب سإماحته :نعم مإا فيه شك مإن أثنى عليهم ومإدحهم وهو داع إليهم ،هو
مإن دعاتهم نسأل الله العافية.
12
13 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
هذا مإروي مإن حديث أنس ومإن مإراسإيل الحسن ،وذكر ابن
وضاح عن أيوب قال" :كان عندنا رجل يرى رأيا ً فتركه فأتيت
مإحمد بن سإيرين فقلت :أشعرت أن فلنا ً تركا رأيه؟ قال:
انظر إلى مإاذا يتحول؟ إن آخر الحديث أشد عليهم ن أوله.
)) يمرقون مإن السإلما كما يمرق السهم مإن الرمإية ثم ل
) (22المقصود بهذا الباب بيان خطر البدعة وأن مإن أخطار البدعة :أن 22
صاحبها ل يوفق للتوبة ،يرى أنه مإصيب ويستمر على الباطل هذا مإن أخطارها
وبلئها ،فالواجب الحذر مإن البدع لنها شر عظيم كما ذكر صلى الله عليه
وسإلم في الحديث الصحيح) :مإن عمل عمل ً ليس عليه أمإرنا فهو رد( ،وقال:
)كل بدعة ضللة( لحول ول قوة إل بالله.
سإئل الشيخ -رحمه الله :-عن صحة الحديث )) :إن الله احتجز
التوبة على كل صاحب بدعة(( ؟
فأجاب سإماحته :الحديث يحتاج إلى تأمإل ونظر في سإنده .يراجع )**(
لكن إنما يخشى عليهم ،وذلك أن الغالب عليهم أنهم يستحسنون آرائهم
ويبقون عليها .نسأل الله العافية .وإل فإن كثيرا ً مإن أهل البدع تابوا وتاب الله
عليهم .وإن صح الحديث فهو مإن باب الوعيد والتحذير نسأل الله العافية.
حدَثًا أَوْ آوَى ث فِيهَا َ حد َ َ نأ ْ
مإثل مإا قال صلى الله عليه وسإلم في المدينة )) :مإ َ
َ ْ
ْ ّ ين َل يَقْب َ ُ َ ة اللّهِ وَال ْ َ َ
حدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْن َ ُ
مإةِ
ما القِيَا َ
ه يَوْ َ
مإن ْ ُ
ه ِل الل ُ معِ َ ج َ اس أ ْملئِكَةِ وَالن ّ ِ مإ ُْ
ص ْرفا وَل عَدْل (( هذا مإن باب الوعيد ،وإل مإن تاب تاب الله عليه. ً َ ً َ
)**( ثم أجاب الشيخ في أحد الدروس عن الحديث ومإعناه قائلً :وهذا هو
الحق أن الله احتجب التوبة عن صاحب البدعة ومإعناها :أنه يستحسنها ويرى
أنه مإصيب ،ولهذا فالغالب أنه يموت عليها والعياذ بالله ،لنه يرى أنه مإصيب
بخلفا صاحب المعصية الذي يعرفا أنه عاص وأنه مإجرما وأنه مإخطئ ،فيتوب
وقد يتوب الله عليه ،لكن صاحب البدعة على خطر لنه يستحسنها ويتبع
هواه ،ولهذا فهو على خطر فيحجبْ عن التوبة لسإتحسانه للبدعة ،وظنه أنه
على هذى واعتقادْ أنه على حق .أمإا إذا هداه الله وتبصر وتاب تاب الله عليه،
وجميع الذنوب إذا تاب مإنها العبد تاب الله عليه حتى الشركا الذي هو أكبر مإن
البدعة ،فالكفر بالله إذا تاب مإنه العبد تاب الله عليه ،والكفار مإن قريش
وغيرهم لما تابوا تاب الله عليهم وهكذاْ سإحرة فرعون لما تابوا تاب الله
عليهم ،وهكذاْ صاحب البدعة إذا بصره الله وتاب مإنها تاب الله عليه ،فهو مإن
َ باب الوعيد مإثل الحديث الصحيح )) :مإ َ
حدِثًا فَعَلَيْهِ حدَثًا أوْ آوَى ُ
مإ ْ ث فِيهَا َ حد َ َنأ ْ َ ْ
ص ْرفًا وَلَ ْ ّ ين َل يَقْب َ ُ َ ة اللّهِ وَال ْ َ َلَعْن َ ُ
مإةِ َ قيَا َما ال ِ ه يَوْ َ مإن ْ ُ
ه ِ ل الل ُ معِ َ ج َ
اس أ ْ ملئِكَةِ وَالن ّ ِ
عَد ْ ًل (( فهو مإن باب الوعيد.
13
14 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
) (23وهذا فيه التحذير مإن التكلف والتنطعْ وأن الواجب على المؤمإن أن 23
يحذر ذلك فيصوما ويصلي ويقوما ويناما ويفطر ويأكل اللحم ،يناما على فراش
َ َ ُ
ما
صو ُ
ما وَأ ُ ول يتكلف .ولهذا قال صلى الله عليه وسإلم )) :أمإا أنا أقُو ُ
ما وَأنَا ُ
َ ُ
مإنّي (( .فالله
س ِ سإنّتِي فَلَي ْ َ
َن ُ
بع ْ ن َر ِغ َ م ،ف َ َ
م ْ ل الل ّ ْ
ح َ ساءَ وَآك ُ ُ وَأفْط ِ ُر وَأت َ َزوّ ُ
ج الن ّ َ
شرع لعباده مإا ل يشق عليهم ومإا ل يعنتهم ،فل يجوز التنطع والتكلف وفي
سإنة الرسإول صلى الله عليه وسإلم كفاية فهو أفضل الناس وخير الناس عليه
الصلة والسلما.
14
15 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
ه َل يَنْظ ُ ُرن الل ّ َ) (24هذا حديث رواه مإسلم ،قوله صلى الله عليه وسإلم)) :إ ِ ّ 24
فارقتهم(( ،ولهذا يمنعون مإن الحوض لنهم ارتدوا والذين ارتدوا في عهد أبي
بكر هؤلء يمنعون مإن الحوض ،أمإا مإن مإات على إيمانه فإنه يرد على
الحوض.
سإئل الشيخ -رحمه الله -عن قوله صلى الله عليه وسإلمج في
الحديث)) :أي رب أصحابي(( ؟
فأجاب بقوله :أصحابه الذين مإعه ارتد الناس بعدمإا دخلوا في السإلماْ في
عهده صلى الله عليه وسإلم وارتد ناس في عهد الصديق وقاتلهم الصديق
والصحابة.
سإئل -رحمه الله – عن الفاسإق عل يرد على الحوض؟
فأجاب قائلً :ظاهر الحديث يعمه لنه ليس بمرتد ،لكن عليه خطر ،جاء في
بعض الروايات بالوعيد ،فينبغي الحذر .الوعيد إنما هو في المرتدين أنهم لم
يزالوا مإرتدين على أعقابهم مإنذ فارقتهم ،أمإا العاصي فليس بمرتد ،هو ناقص
اليمان ضعيف اليمان فيخشى عليه فينبغي له الحذر.
وسإئل –رحمه الله -عن أهل البدع هل هم ممن يذادون عن
الحوض؟
فأجاب قائلً :أهل البدع فيهم تفصيل ،فيهم كافر وفيهمْ مإسلم ،أمإا المبتدع
الكافر ل يرد نسأل الله العافية.
وسإئل –رحمه الله -عن الرافضة هل هم من الثانين والسبعين
فرقة؟
فأجاب قائلً :هم داخلون فيهم لكن فيهم الكافر وفيهمْ المسلم ،فالرافضة
ع ُبّاد غير الله كَف ََرة ،والرافضة الذين يفضلون عليا ً على عثمان أو على
الصديق فهؤلء ليسوا بكفار لكنهم مإبتدعون ،أمإا مإن دعا عليا ً أو أهل البيت
وغل فيهم ،فإنه يكون كافراً ،أو قال :إن النبوة لعلي لكن خان جبرائيل هذا
كافر مإرتد نسأل الله العافية.
والثنتان والسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهمْ العاصي ،وفيهم المبتدع الضال
والمبتدع الذي ليس بكافر ،لكنهم كلهم يجتمعون في إجابة النبي صلى الله
عليه وسإلم فهم مإن أمإة الجابة .أمإا أمإة الدعوة كثيرون اليهود والنصارى مإن
أمإة الدعوة ل قيمة لهم ،فهم مإن أهل النار .لكن هذه الثلث والسبعون الذين
اسإتجابوا الذين زعموا أنهم مإن أتباع النبي صلى الله عليه وسإلم زعموا أنهم
16
17 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
ه؟(( ،قَالُوا: فا خَيْل َ ُ ل دُهْم ٍ بُهْم ٍ أ َ َل يَعْرِ ُْ ٍ ن ظَهْ َريْ خَي ْ َ ة بَي ْجل َ ٌ ح ّ مإ َُ
ْ ل اللّهِ ،قَا َ
ن
مإ ْ ين ِجل ِ َ ح ّ مإ َ ن غُ ّرا ُ م يَأتُو َ ل)) :فَإِنّهُ ْ سإو َ بَلَى يَا َر ُ
َ ضوءِ َوأَنَا فَ َرط ُ
ما
ل يَوْ َ جا ٌ ن ِر َ ض ،أ َل لَيُذ َاد َ ّ ِ ْ و ح
َ م ع َلَى ال ْ ْ ُ ه الْوُ ُ
ل ،أُناديه َ
مم أ َل هَل ُ ّ ضا ّ َ ِ ِ ْ ير ال ّ ما يُذ َاد ُ الْبَعِ ُْ ضي ك َ َ حوْ ِ َن َ ْ مإةِ ع ال ْ ِقيَا َ
حقًا .((26 سإ ْحقًا ُ سإ ْ
ل ُ كا فَأَقُو ُ م قَد ْ بَدّلُوا بَعْد َ َ ل ْ:إِنّهُ ْ فَيُقَا ُ
ج ٌ
ل ْ َ وللبخاري)) :بينا أ َ
ج َر ُ َر ََ خ مْ ُ ه ُ ت ف َر
َ ع َا ذِ إ ى ّ ت ح
َ ٌ ة رَ مإ
ْ ز
ُ َا ذِ إ م
ٌ ِ ائ ق اَ ن ََْ
َ
تل إِلَى النّارِ َواللّهِ قُل ْ ُ ن قَا َ ت أي ْ َ م فَقُل ْ ُ ل هَل ُ ّ م فَقَا َ ن بَيْنِي وَبَيْنِهِ ْ ْ مإِ
َ ْ
م إِذ َام ال ْ َقهْق ََرى ث ُ ّ كا ع َلَى أدْبَارِهِ ْ ارتَدّوا بَعْد َ َ م ْ ل إِنّهُ ْ م قَا َ مإا شَ أنُهُ ْ َو َ
ُ
لم ِ ل هَ َ مإث ْ ُ م إ ِ ّل ِ مإنْهُ ْ ص ِ مإ َرةٌ –فذكر مإثله -قال :فَ َل أ َراه ُ يَخْل ُ ُ ُز ْ
النّعَمِ((.
أجابوا دعوته؛ الناجي مإنهم السالم :الفرقة الناجية الذين تابعوا النبي صلى
الله عليه وسإلم وسإاروا على نهجه ،وأمإا الثنتان والسبعون ففيهم الضال
وفيهم الكافر وفيهمْ العاصي ،وفيهم المبتدع الضال ،على درجات مإتوعدون
بالنار كلهم نسأل الله العافية.
وسإئل –رحمه الله : -هل يفرق بين العالم والجاهل ؟
فأجاب بقوله :تختلف المإور ،بعض المإور يعذر فيها الجاهل وبعض المإور ل
يعذر فيها الجاهل.
وسإئل عن الرافضة في العذر بالجهل؟
فأجاب :مإن دعا غير الله واسإتغاث بغير الله كافر مإطلقا ً لنهم بين المسلمين
وقد بلغهم القرآن وبلغتهم السنة ،الله جعل القرآن نذارة وبلغا) :هَذ َا بَلغا ٌ
ن بَلَغَ ( مإ ْ
م بِهِ وَ َ
ي إلَي هَذ َا الْقُرآ ُ ُ
ن ِلنْذ ِ َرك ُ ْ ْ اس ()ابراهيم :مإن الية )،(52وَأُو ِ
ح َْ ِ ّ لِلن ّ ِ
)النعاما :مإن الية .(19فمن كفر مإع وجوده بين المسلمين واسإتغاث بغير
الله أو عبد البدوي أو غيره ،سإواء مإن الرافضة له حكم الكفر ،نسأل الله
العافية.
وسإئل – رحمه الله -عن بعض الناس الذين يقولون" :إن أتباع
الباضية وأتباع الزيدية أفضل من كثير ممن ينتسبون للمذاهب
الربعة؟
فأجاب قائلً :مإا هو العبرة بالمذاهب الربعة العبرة بالعقيدة ،بقال الله قال
رسإوله ،المذاهب الربعة في أتباعها الضال وفي أتباعها المسلم ،لكن المهم
التمسك بكتاب الله وسإنة رسإوله صلى الله عليه وسإلم ،والسير على مإنهج
الصحابة وأتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسإلم في عبادة الله وحده
والسإتقامإة على دينه وتركا البدع ،هؤلء هم أهل السنة والجماعة.أ.هْ.
) (26الله أكبر! الله أكبر! ،أي :بعدا ً بعدا ً لمن بدّل بعدي ول حول ول قوة 26
إل بالله .وهذه علمإة أمإته غرا ً مإحجلين مإن آثار الوضوء أمإة مإحمد
المستجيبين له عليه الصلة والسلما.
17
18 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
18
19 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
تأمإل كلما أبي العالية –رحمه الله تعالى – هذا مإا أجله
وأعرفا زمإانه الذي يحذر فيه مإن الهواء التي مإن اتبعها فقد
رغب عن السإلما ،وتفسير السإلما بالسنة ،والسإلما وخوفه
على أعلما التابعين وعلمائهم مإن الخروج عن السنة والكتاب،
ل لَه رب َ
م ()البقرة: سإل ِ ْهأ ْ يتبين لك مإعنى قوله تعالى ) :إِذ ْ قَا َ ُ َ ّ ُ
ُوب يَام بَنِيهِ وَيَعْق ُ صى بِهَا إِب ْ َراهِي ُ مإن الية .(131وقوله) :وَوَ ّ
َ
ن( مو َ سل ِ ُ مإ ْ م ُ ن إ ِ ّل وَأنْت ُ ْ ين فَل ت َ ُ
موت ُ ّ م الد ّ َ صطَفَى لَك ُ ُ ها ْ ن الل ّ َ ي إِ ّ بَن ِ ّ
ه
سإ ِف َ
ن َ مإ ْ م إ ِ ّل َ مإلّةِ إِب ْ َراهِي َ
َن ِ بع ْ ن ي َ ْرغ َ ُ مإ ْوقوله تعالى( :وَ َ
ه( ،وأشباه هذه الصول الكبار التي هي أصل الصول س ُن َ ْف َ
والناس عنها في غفلة وبمعرفتها يتبين مإعنى الحاديث في
هذا الباب وأمإثالها ،وأمإا النسان الذي يقرأها وأشباهها وهو
آمإن مإطمئن أنها ل تناله ويظن أنها في قوما كانوا فبادوا.
ْ َ َ
ن( سإ ُرو َ ما الْخَا ِ مإك ْ َر اللّهِ إ ِ ّل الْقَوْ ُ ن َ مإ ُمإك ْ َر اللّهِ فَل يَأ َ مإنُوا َ )أفَأ ِ
)لعرافا.(99:
صلّى الل ّ ُ
ه ل اللّهِ َ سإو ُ َط لَنَا َر ُل :خ ّ سعُودٍْ قَا َ مإ ْ َن ابن َ وع ْ
ل:م قَا َ مإا خَطّا ث ُ ّ م يَوْ ً سإل ّ َعَلَيْهِ وَ َ
مالِهِ ث ُ ّ
م ش َ َن ِ مينِهِ َوع ْ َط خُطُوطًا ع ْ
َن ي َ ِ مخ ّ ل اللّهِ(( ،ث ُ ّ سإبِي ُْ ))هَذ َا َ
ل: قَا َ
ن يَدْعُو إِلَيْهِ((، مإنْهَا شَ يْطَا ٌ يل ِ سإب ِ ٍ ل َ ل ع َلَى ك ُ ّ سإب ُ ٌ ))هَذِهِ ُ
َ
سب ُ َ
ل قيما ً فَاتّبِعُوهُ َول تَتّبِعُوا ال ّ ست َ ِمإ ْ ص َراطِي ُ ن هَذ َا ِ م ت َ َل) :وَأ ّ ثُ ّ
سإبِيلِهِ()النعاما :مإن الية .(( (153رواه أحمد َن َ مع ْ فَتَف َّرقَ بِك ُ ْ
والنسائي. 28
) (28وهذا يبين أن الواجب على المؤمإن الحذر وأن ل يغتر بالكثرة ،وأن 28
يعتني بالسنة والدليل ،وأن يخافا على نفسه ول يأمإن لن الله تعالى يقول:
ْ َ َ
ن( )لعرافا،(99: سإ ُرو َ ما الْخَا ِ مإك ْ َر اللّهِ إ ِ ّل الْقَوْ ُ
ن َ مإك ْ َر اللّهِ فَل يَأ َ
مإ ُ مإنُوا َ )أفَأ ِ
حذ َر البدع ويحذر يعمل ويجتهد في الطاعة وهو خائف وجل غير مإطمئن ،بل ي َ ْ
المعاصي ويتبع أهل الحق ويسير مإعهم ويبتعد عن أهل الباطل وصحبتهم،
ملُوامإنُوا وَع َ ِ ين آ َن الّذ ِ َ هكذا المؤمإن دائما ً على حذر .قال الله تعالى)] :إ ِ ّ
نات عَد ْ ٍ جن ّ ُ م َ عنْد َ َربّهِ ْ م ِ ج َزاؤُهُ ْ م خَي ْ ُر الْبَرِيّةِ( )البينةَ )(7: ك هُ ْات أُولَئ ِ َ ح ِ ص ال ِ َ ال ّ
َ َ
ن
م ْك لِ َ ه ذَل ِ َ ضوا ع َن ْ ُ م وَ َر ُ ه ع َنْهُ ْ ي الل ّ ُ
ض َ ين فِيهَا أبَدا ً َر ِ ار خَالِد ِ َ حتِهَا ْ
النْهَ ُ ن تَ ْ مإ ْ جرِي ِ تَ ْ
ب لَهُ ْ
م م بِالْغَي ْ ِ ن َربّهُ ْ خشَ وْ َ ين ي َ ْن الّذ ِ َ ه( )البينة ،[(8:وقال جل وعل) :إ ِ ّ ي َرب ّ ُ ش َ خ ِ َ
َ
ن م وَخَافُ ِ
ون إ ِ ْ ير(ْ )الملك ،(12:وقال سإبحانه) :فَل تَخَافُوهُ ْ ج ٌر كَب ِ ٌ
ف َرة ٌ وَأ ْ مإغْ ِ َ
ما
مإقَا َ فا َ ن خَا َ م ْ ين()آلْ عمران :مإن الية ،(175وقال تعالى) :وَل ِ َ مإن ِ َ مإؤ ْ ِ
م ُ كنْت ُ ُْ
19
20 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
يستقيم ويحرص على السإتقامإة عند غربة الناس ول يغتر بكثرة الهالكين،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسإلم في الحديث الصحيح لما تل الصديق
هذه الية) :يا أَيها الّذين آمإنوا ع َلَيك ُ ْ َ
م(،
ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ ض ّ ن َ مإ ْ
م َ م َل ي َ ُ
ض ّرك ُ ْ سك ُ ْ م أنْفُ َْ ْ ِ َ َ ُ َ َّ
َ
منْك َ َر فَل َ ْ
م س إِذ َا َرأوْا ال ْ ُن النّا َ قال :يقول ا لنبي صلى الله عليه وسإلم)) :إ ِ ّ
ينكروه أَوشَ َ َ
ه بِعِقَابِهِ((.م الل ّ ُمه ُ ْ
ن يَعُ ّ
كأ ْ ُْ ُِ ُ ْ
م( :مإن الهداية ،المإر بالمعروفا، ض ّ
ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ ن َ مإ ْ م َ ُ
ض ّرك ْ َ
وقوله) :ل ي َ ُ
ول يضر الناس مإن ضل إذا اسإتقامإوا وأمإروا بالمعروفا ونهوا عن المنكر،
بعض الناس يظن أنه إذا اهتدى يعني :إذا أدى الطاعات الخاصة ،هذا غلط.
مإن الهداية :المإر بالمعروفا والنهي عن المنكر هذا مإن أسإباب الهداية،
20
21 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
أبو داود والترمإذي .وروى ابن وضاح مإعناه مإن حديث ابن
عمر –رضي الله عنه -ولفظه)) :إن بعدكم أيامإا ً الصابر فيها
المتمسك بمثل مإا أنتم عليه اليوما؛ له أجر خمسين مإنكم((،
قيل :يا رسإول الله مإنهم؟ قال)) :بل مإنكم(( .ثم قال :أنبأنا
مإحمد بن سإعيد أنبأنا أسإد قال سإفيان بن عيينةْ عن أسإلم
البصري عن سإعيد أخي الحسن يرفعه ،قلت لسفيان عن
النبي صلى الله عليه وسإلم؟ قال :نعم ،قال)) :إنكم اليوما
على بينة مإن ربكم تأمإرون بالمعروفا وتنهون عن المنكرْ
وتجاهدون في سإبيل الله ،ولم تظهر فيكم السكرتان :سإكرة
الجهل وسإكرة حب العيش ،وسإتحولون عن ذلك فل تأمإرون
بالمعروفا ول تنهون عن المنكر ،ول تجاهدون في الله ،وتظهر
فيكم السكرتان ،فالمتمسك يومإئذ ٍ بالكتاب والسنة له أجر
خمسين(( قيل :مإنهم؟ قال )) :ل بل مإنكم(( .وله بإسإناد عن
المعافري قال :قال رسإول الله صلى الله عليه وسإلم:
))طوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله حين يتركا
ويعملون بالسنة حين تطفأ((.
ولهذا خطب الصديق –رضي الله عنه -الناس لما تولى وقال " :إنكم تقرأون
م َل هذه الية وتضعونها في غير مإوضعها) :يا أَيها الّذين آمإنوا ع َلَيك ُ َ
سك ُ ْ م أنْفُ َ ْ ْ ِ َ َ ُ َ َّ
م( ،وإني سإمعت رسإول الله صلى الله عليه وسإلم ل إِذ َا اهْتَدَيْت ُ ْ ض ّ ن َ مإ ْم َ ض ّرك ُ ْيَ ُ
َ َ َ
م الل ّ ُ
ه مه ُ ْ
ن يَعُ ّكأ ْ م يُنْك ِ ُروه ُ أوْشَ َ منْك َ َر فَل َ ْ
س إِذ َا َرأوْاْ ال ْ ُ ن النّا َ يقول)) :إ ِ ّ
َن
وفا وَتَنَاهَوْا ع ْ معْ ُر ِ م ُروا بِال ْ َ
ل ائْت َ ِ
بِعِقَابِهِ((" .وكذا في هذه الية قال)) :ب َ ْ
َ
ل ذِي اب ك ُ ّ ج َ مإؤ ْث َ َرة ً وَإِع ْ َ
مإتّبَعًا وَدُنْيَا ُ مإطَاع ًا وَهَوًى ُ حا ُ م شُ ّ حتّى إِذ َا َرأيْت ُ ْ منْكَرِ َ ال ْ ُ
َ ْ ْ
صاب ِ ُرمإا ال ّ م أيّا ً ن وَ َرائِك ُ ْمإ ْ ن ِ ما فَإ ِ ّ ك الْعَوَا ّ ك وَدَع ْ ع َن ْ َ س َ صةِ نَفْ ِ ك بِخَا ّ ي ب ِ َرأيِهِ فَعَلَي ْ َ َرأ ٍ
مرِ(( .الله المستعان .هؤلء هم الغرباء الذين ج ْض ع َلَى ال ْ َ ْ
ن كَالقَاب ِْ ِ فِيهِ ّ
يصلحون عند فساد الناس ويصلحون مإا أفسد الناس ،بالمإر بالمعروفا
سإ َل ُ
ما ال ِ ْوالنهي عن المنكر ،ويتمسكون بالقرآن حينما يتركه الناس )))) ،بَدَأ َ ْ
ما بَدَأ َ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغ َُربَاءِ(( ،فالغرباء هم :أهل الصلح سإيَعُود ُ ك َ َ غَرِيبًا وَ َ
والسإتقامإة وتنفيذ الوامإرْ والدعوة إلى الله عند فساد الزمإان وتغير أهله.
21
22 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
) (30وهذا فيه التحذير مإن البدع وأن الواجب على أهل السإلماْ الحذر مإنها، 30
ة ذ ََرفَ ْ
ت عظ َ ً
ة بَلِيغَ ً مإوْ ِ
ولهذا حذ ّر مإنها النبي صلى الله عليه وسإلم لما وعظهم َ
ل اللّه كَأَنّهَا مإوعظة مإودع سإو َ وب ،قُلْنَا :يَا َر ُ مإنْهَا الْقُل ُ ُ ت ِجل َ ْ ن وَوَ ِ مإنْهَا الْعُيُو ُ ِ
م ِع وَالطاعَةِ – يعني :لولة المإور - ّ ّ ُ ُ فأوصنا ،قَا َ
س ْ م بِتَقْوَى اللهِ وَال ّ صيك ْ ل)) :أو ِ
َ
ميرا ،فَعَلَيْك ُ ْ سي َ َرى اخْت ِ َلفًا كَث ِ ً م فَ َ مإنْك ُ ْْ
ش ِن يَعِ ْ مإ ْ
ه َم ع َبْدٌ ،وَإِن ّ ُ مإ َر ع َلَيْك ُ ْ
ن تَأ ّ
وَإ ِ ْ
ن كُ ّ ُ ْ ْ َ ْ
ل مإورِ فَإ ِ ّات ال ُ حدَث َ ِ مإ ْ
م وَ ُين وَإِيّاك ُ ْمهْدِي ّ َ
ين ال َشد ِ َالرا ِ سإنّةِ الخُلفَاءِ ّ سنّتِي وَ ُ بِ ُ
ة( .فالواجب على أهل السإلماْ أن يتمسكوا بما شرعه الله مإن ض َلل َ ٌ
بِدْعَةٍ َ
العبادة وأن يحذروا مإا أحدثه الناس مإن البدع ،ولهذا قال لهم حذيفة" :كل
عبادة ل يتعبدها أصحاب مإحمد فل تتعبدوها ،فإن الول لم يدع للخر مإقالً"،
لن الصحابة قد بينوا ،وسإألوا نبيهم عن كل شئ فعليكم بالتأسإي بهم والسير
على مإنهاجهم.
ولما رأى عبد الله بن مإسعود قومإا في المسجد كل حلقة في المسجد ً
وحدها فيها واحد يقول :سإبحوا كذا عدوا كذا وكذا ،يعدوا الحصى ،قال" :
إنكم لعلى مإلة هي أهدى مإن مإلة مإحمد أو مإفتتحو باب ضللة؟ ،فعدواْ
سإيئاتكم ،فأنا ضامإن أن ل يضيع مإن حسناتكم شيء" ،هذا مإن البدع في
كونهم يتفرقون أحزاباً ،كل واحد يقول افعلْ كذا وكذا ،وإنما الواجب النصيحة
والتذكير بالله ،قال الله وقال رسإوله هذا هو الواجب ،أمإا أن يجعلون حلق
ويقولون :عدوا حسناتكم ،خذوا الحصى عد يا فلن!! هذا مإما أحدثه الناس
مإن البدع ،ولهذا يقول صلى الله عليه وسإلم في خطبته)) :أمإا بعد فإن خير
الكلما كتاب الله ،وخير الهدي هدي مإحمد صلى الله عليه وسإلم ،وشر المإور
مإحدثاتها ،وكل مإحدثة بدعة وكل بدعة ضللة(( ،فما أحدثه الناس مإن القربات
هو مإن البدع ،والبدع تكون بالقرب ،فما تقرب به الناس مإما لم يشرع ،هذا
مإن البدع ،فالواجب الحذر مإنها ،وليس فيها تفصيل بل كل بدعة ضللة.
وأمإا قول بعض الناس :إن البدعة تنقسم إلى خمسة أقساما ،فهو قول
غلط مإمن قاله ،والصواب :أن كل بدعة ضللة ،والبدعة هي القربة التي
يتقرب بها الناس ولم يشرعها الله تعالى مإثل :مإا فعل هؤلء في عهد ابن
مإسعود ،ومإثل بدعة الموالد ،ومإثل بدعة البناء على القبور ،وتجصيص القبور
والكتابة عليها ،كل هذا مإما أحدثه الناس مإن البدع ،فالواجب الحذر الحذر مإن
ذلك وأن يتقيد المؤمإن بما شرع الله ومإا درج عليه أصحاب النبي صلى الله
عليه وسإلم في العبادات وأن يحذر أن يزيد شيئا ً فيما شرعه الله جل وعل،
22
23 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
ال ُ
ات ْ
ِ ور مإ
ُ حدَث َ ِ
مإ ْ
م وَ ُين وَإِيّاك ُ ْ ين ال ْ َ
مهْدِي ّ َ شد ِ َالرا ِسإنّةِ الْخُلَفَاءِ ّ
َو ُ
ح.حي ٌ ص ِ ن َ س ٌح َ يث َ
حدِ ٌ ل الترمإذيَ : ة(( .قَا َ ض َلل َ ٌ ن كُ ّ
ل بِدْعَةٍ َ فَإ ِ ّ
وعن حذيفة قال" :كل عبادة ل يتعبدها أصحاب مإحمد فل
تتعبدوها ،فإن الول لم يدع للخر مإقالً ،فاتقوا الله يا مإعشر
القراء وخذوا طريق مإن كان قبلكم" .رواه أبو داود.
وقال الدارمإي :أخبرنا الحكم بن المباركا أنبأنا عمر بن
يحى قال :سإمعت أبي يحدث عن أبيه قال :كنا نجلس على
باب عبد الله بن مإسعودْ-رضي الله -قبل صلة الغداة فإذا
خرج مإشينا مإعه إلى المسجد ،فجاءنا أبو مإوسإى الشعري-
رضي الله عنه -فقال" :أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا :ل ، .فجلس مإعنا حتى خرج ،فلما خرج قمنا إليه جميعاً،
فقال له أبو مإوسإى :يا أبا عبد الرحمن! إني رأيت في
المسجد آنفا ً أمإرا ً أنكرته ،ولم أر والحمد لله إل خيراً ،قال:
فما هو؟ فقال :إن عشت فستراه ،قال :رأيت في المسجد
قومإا ً حلقا ً جلوسإا ً ينتظرون الصلة في كل حلقة رجل وفي
أيديهم حصى فيقول :كبروا مإائة ،فيكبرون مإائة ،فيقول:
هللوا مإائة ،فيقول :سإبحوا مإائة ،فيسبحون مإائة ،قال :فماذا
قلت لهم؟ قال :مإا قلت لهم شيئا ً انتظار رأيك أو انتظار
أمإركا ،قال :أفل أمإرتهم أن يعدوا سإيئاتهم ،وضمنت لهم أن ل
يضيع مإن حسناتهم شئ؟ ثم مإضى ،ومإضينا مإعه ،حتى أتى
حلقة مإن تلك الحلق ،فوقف عليهم فقال :مإا هذا الذي أراكم
تصنعون؟ فقالوا :يا أبا عبد الرحمن! حصى نعد بها التكبير
والتهليل والتسبيح ،فقال :فعدوا سإيئاتكم ،فأنا ضامإن أن ل
يضيع مإن حسناتكم شيء ،ويحكم يا أمإة مإحمد مإا أسإرع
هلكتكم!ْ هؤلء صحابة مإحمد صلى الله عليه وسإلم
مإتوافرون ،وهذه ثيابه لم تُبل،وآنيته لم تكسر والذي نفسي
بيده إنكم لعلى مإلة هي أهدى مإن مإلة مإحمد أو مإفتتحوْ باب
ضللة ،قالوا :والله يا أبا عبد الرحمن! مإا أردنا إل الخير ،قال:
قال تعالى):الْيو َ
م ()المائدة :مإن الية (3فالله أكمل الدين ت لَك ُ ْ
م دِينَك ُ ْ مل ْ ُ
ما أك ْ َ
َ ْ َ
فليس لحد أن يزيد فيه.أهْ.
هذا آخر الشرح المبارك والحمدج لله رب العالمين
23
24 344d9738e1899ee7b5aef2e891a96e73.doc
وكم مإن مإريد للخير لن يصيبه ،إن رسإول الله صلى الله عليه
وسإلم حدثنا أن قومإا ً يقرأون القرآن ل يجاوز تراقيهم؛ وأيم
الله لعل أكثرهم مإنكم ،ثم تولى عنهم ،فقال عمرو بن سإلمة:
رأينا عامإة أولئك الحلق يطاعنوننا يوما النهروان مإع الخوارج.
والله المستعانْ وعليه التكلن .وصلى الله وسإلم على سإيدنا
مإحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
24