You are on page 1of 7

‫تطلق وزارة المالية خالل أسابيع المرحلة الثانية‪ ،‬من نظام تسعير المعامالت الخاص بالشركات متعددة الجنسيات‪،‬‬

‫والمعروف باسم «السعر المحايد»‪ ،‬والتى تهدف من خاللها إلى تحديث آليات تسعير المعامالت الضريبية‪ ،‬مع هذه‬
‫الشركات‪.‬‬

‫وفى سبيل تحديث تلك اآلليات‪ ،‬قامت «المالية» خالل السنة الماضية بعدد من اإلجراءات الهيكلية المساعدة فى تطوير‬
‫النظام الضريبى الخاص‪ ،‬بمحاسبة الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬فقامت بإنشاء وحدتين مركزيتين للضرائب الدولية فى كل‬
‫من «المالية» ومصلحة الضرائب المصرية‪ ،‬كما قامت بتدريب أعداد من العاملين بالضرائب على التعامل فى الملفات‬
‫الضريبية الدولية‪.‬‬

‫واستعانت «المالية» خالل العام الماضى بعدد من الخبراء المميزين فى أنظمة الضرائب الدولية‪ ،‬على رأسهم مى أبو‬
‫غالى‪ ،‬التى ترأست وحدة الضرائب الدولية بالوزارة‪ ،‬وياسمين حماد‪ ،‬المشرفة على وضع التعليمات اإلرشادية الخاصة‬
‫بالسعر المحايد‪.‬‬

‫وقال عمرو المنير‪ ،‬نائب وزير المالية لشئون السياسات الضريبية‪ ،‬إن الوزارة ستصدر تحديثا للتعليمات اإلرشادية‬
‫الخاصة بالسعر المحايد‪ ،‬وتسعير المعامالت بين األطراف المرتبطة‪ ،‬سيشتمل أيضا على تفعيل نظام االتفاق المسبق فى‬
‫التسعير‪.‬‬

‫وطبقا للتحديثات التى ستدخل على « السعر المحايد »‪ ،‬فإن نظام التسعير المسبق سيشمل تحديد سعر مسبق للتعامل بين‬
‫األشخاص المرتبطة عن طريق اتفاق سابق على المعاملة‪ ،‬ويمتد لمدة عام فقط‪.‬‬

‫وأوضح «المنير» أن تسعير المعامالت المسبق هو إحدى اآلليات الدولية المعروفة‪ ،‬والمطبقة فى كل األنظمة الضريبية‬
‫المتطورة التى تهدف إلى الحصول على نصيبها العادل من الضرائب الدولية دون زيادة أو نقصان‪.‬‬

‫وأشار إلى أن هذا النظام سيعمل على تحسين تصنيف مصر فى التقارير الدولية الخاصة بمؤشرات األداء‪ ،‬فضال عن‬
‫ضمان حصول مصر على نصيبها العادل من الضريبة بطريقة أمنة ودون خالفات‪.‬‬

‫وكانت «المالية» قد أصدرت فى ‪ ،2010‬دليال إرشاديا مهما بتسعير المعامالت الدولية‪ ،‬لكنه لم يكن له أى صدى فى‬
‫تحسين الحصيلة الضريبية من الضرائب الدولية‪ ،‬بسبب صعوبات فنية فى ظل رحيل واضع التعليمات «عمرو المنير»‬
‫وقتها عن مصلحة الضرائب‪ ،‬وعدم قدرة مصلحة الضرائب على تطبيقه‪.‬‬

‫ووفقا لما نشرته « المال » وقتها عن أبرز ما جاء فى دليل تسعير المعامالت الضريبية‪ ،‬فإن دليل تسعير المعامالت يتيح‬
‫الفرصة أمام الشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬الختيار طريقة السعر المحايد المناسبة للتحاسب الضريبى معها‪ ،‬مما يتيح‬
‫تحصيل الضريبة من الشركات التي كانت تتالعب من أجل تجنب سداد الضريبة داخل مصر من خالل تحويل أرباحها‬
‫المتحققة بمصر إلي أحد فروعها من األشخاص المرتبطة في إحدي الدول‪ ،‬األقل في سعر الضريبة‪ ،‬مما يحرم الخزانة‬
‫العامة من بعض مواردها‪.‬‬

‫ويوضح « المنير» أن مبدأ السعر المحايد يقوم على أساس مقارنة تعامالت الشركات المرتبطة وتعامالتها مع الشركات‬
‫المستقلة من أجل الحفاظ علي نصيب مصر العادل من الموارد الضريبية المقررة علي أرباح هذه الشركات‪ ،‬بدالً من‬
‫قيامها بالتالعب ونقل أرباحها من مصر إلي دول أخري لتجنب سداد الضريبة‪.‬‬

‫وطبقا للتعليمات اإلرشادية القديمة‪ ،‬يتم تطبيق هذه التعليمات علي الشركات المرتبطة التي تمتلك فيها الشركة األم أكثر من‬
‫‪%.50‬‬

‫وتنص التعليمات اإلرشادية‪ ،‬الحالية قبل التحديث‪ ،‬لتسعير التعامالت المعروفة اختصارا ً باسم «السعر المحايد» علي‬
‫السماح بتعديل توزيع أرباح مجموعة الشركات التابعة للشركة متعددة الجنسيات من أجل ضمان حقوق الخزانة العامة من‬
‫أموال الضرائب‪ ،‬وهو النظام الذي يترك للممول الملتزم حرية تحديد طريقة السعر المحايد التي يرغب في التحاسب بها‬
‫من خالل تحديد طريقة واحدة لتسعير معامالته وفقا ً للقواعد التي وضعتها منظمة التعاون االقتصادي‪ ،‬والتي تتمثل في‬
‫الطرق التقليدية وأبرزها «السعر الحر المقارن» و«سعر إعادة البيع» و«التكلفة اإلجمالية» مضافا ً إليها هامش الربح‬
‫وكذلك «أرباح المعامالت» المتمثلة في «هامش صافي ربح المعامالت» و «تقسيم األرباح» التي تنقسم إلي طريقة‬
‫تحديد درجة المساهمة وطريقة توزيع الربح المتبقي‪ ،‬إضافة إلي طرق أخري قد يقترحها الممول‪ ،‬مثل طريقة تنسيب‬
‫األرباح المجمعة‪.‬‬
‫وتتم الطرق التقليدية لتسعير المعامالت‪ ،‬علي أساس مقارنة أسعار المعامالت التي تتم بين األشخاص المرتبطة الشركات‬
‫التابعة للشركة متعددة الجنسيات‪ ،‬بأسعار المعامالت المماثلة التي تتم بين أشخاص مستقلة‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن تحديد‬
‫السعر المحايد في المحاسبة الضريبية للشركات متعددة الجنسيات باستخدام سعر المعاملة المماثلة بين األشخاص المستقلة‬
‫مباشرة كبديل عن سعر المعاملة بين األشخاص المرتبطة‪.‬‬

‫ويتمثل الفرق الرئيسي بين الطرق التقليدية الثالث‪ ،‬فى أن طريقة السعر الحر المقارن‪ ،‬تركز أساسا ً علي درجة تماثل‬
‫خصائص السلع والخدمات التي يتم بيعها‪ ،‬بينما تركز طريقتا سعر إعادة البيع والتكلفة اإلجمالية مضافا ً إليها هامش‬
‫الربح‪ ،‬علي درجة تماثل الوظائف المؤداة مع األخذ في االعتبار األصول المستخدمة والمخاطر المصاحبة‪ ،‬وبمعني آخر‬
‫تركز طريقة السعر الحر علي مقارنة سعر السلع المبيعة‪ ،‬أو الخدمات المؤداة‪ ،‬بينما طريقتا سعر إعادة البيع والتكلفة‬
‫اإلجمالية مضافا ً إليها هامش الربح تركزان علي هامش الربح الذي يمكن تحققه بناء علي الوظائف المؤداة‪.‬‬

‫أما بالنسبة ألرباح المعامالت‪ ،‬فيتمثل الفرق في أن طريقة تقسيم األرباح تطبق علي جميع األشخاص المرتبطة المشتركة‬
‫في المعاملة البينية‪ ،‬بينما ال تطبق طريقة هامش صافي أرباح المعامالت إال علي شخص واحد‪.‬‬

‫وتعمل طريقة تنسيب األرباح المجمعة‪ ،‬علي تخصيص األرباح المجمعة لمجموعة األشخاص المرتبطة بين الشركات‬
‫التابعة في الدول المختلفة‪ ،‬باستخدام معادلة محددة مسبقا ً من خالل ‪ 3‬طرق‪ ،‬وهي تحديد الشركات التابعة لمجموعة‬
‫األشخاص المرتبطة التي تشكل الوحدة المجمعة الخاضعة للضريبة‪ ،‬أو تحديد األرباح المجمعة بدقة أو تحديد المعاملة‬
‫التي سيتم استخدامها لتخصيص األرباح المجمعة للوحدة الخاضعة للضريبة‪ ،‬والتي تعتمد في الغالب علي مزيج من‬
‫التكاليف واألصول ورواتب العاملين والمبيعات‪.‬‬

‫ومن المعروف أن صدور التعليمات اإلرشادية كان دليال لشرح آلية تطبيق المادة ‪ 30‬من قانون الضرائب علي الدخل رقم‬
‫‪ 91‬لعام ‪ 2005‬فيما يعرف بـ «السعر المحايد‪».‬‬

‫ومن جانبه‪ ،‬طلب مصطفى الفار‪ ،‬المحاسب القانونى بمكتب »‪ «BonelliErede‬اإليطالى للمحاماه‪ ،‬بعرض التعليمات‬
‫اإلرشادية الجديدة على المكاتب المهنية‪ ،‬السيما ذات الصلة بتسعير المعامالت الدولية‪ ،‬مشيرا إلى أن تلك الخطوة قد‬
‫تضمن ظهور التعليمات فى صورة نافية لحدوث الخالفات‪.‬‬

‫وأكد كريم إمام شريك الضرائب بمكتب «برايس ووتر هاوس كوبرز»‪ ، pwc‬أن إجراءات تطبيق التعليمات اإلرشادية‬
‫أهم بكثير من صدور التعليمات نفسها‪ ،‬مشيرا إلى أن تلك التعليمات صدرت منذ عدة سنوات‪ ،‬ولم تنجح مصلحة الضرائب‬
‫فى تطبيقها أو االستفادة منها فى تعظيم الحصيلة الضريبية‪.‬‬
‫إن التهرب الضريبي الدولي يساهم في خلق مجموعة من المفارقات‬
‫البينية بين اقتصاد الدول النامية المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية والدول‬
‫المصدرة لها‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى توسيع الفجوة بين رأسمال الدول‬
‫النامية‪ ،‬ورأسمال الدول المتقدمة‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فالتهرب الضريبي‬
‫الدولي يساعد على عملية تدويل الرأسمال الدولي‪ ،‬هذه العملية تساعد على‬
‫تعزيز مكانة وسائل اإلنتاج التي تملكها الشركات المتعددة الجنسيات التي‬
‫أعلنت عن ميالد مرحلة الرأسمالية الحديثة‪ ،‬وهذه الشركات أضحت ال تشكل‬
‫قوة تركيز وتدويل للرأسمال االحتكاري من أجل استخالص أقصى األرباح‪،‬‬
‫بل أصبحت وسيلة لتكريس التبعية االقتصادية بين الدول النامية والدول‬
‫المتقدمة وذلك بغية استغالل ثرواتها"‪.‬‬
‫هذه الشركات المتعددة الجنسيات تلقى دعما من دولها التي تساعدها‬
‫على االستثمار وخلق فروع لها في الدول النامية‪ ،‬وما ذلك إال وسيلة‬
‫الستغالل ثروات الدول النامية‪ ،‬وذلك باتفاق مع دولها األم‪ ،‬األمر الذي يزيد‬
‫من حجم وقوة الدولة المصدرة للرأسمال في الدولة المستقبلة لها‪ ،‬وبالتالي‬
‫التأثير عليها من الناحية االقتصادية والسياسية أن اقتضى الحال‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن عملية الموافقة على فتح أبواب االستثمار أمام هذه الشركات يعتبر‬
‫بالغ األهمية والمسؤولية في نفس الوقت‪ ،‬نظرا لقوة الشركات المتعددة‬
‫الجنسيات في ممارسات التهرب الضريبي الدولي‪ ،‬وبالتالي نفوذها في خلق‬
‫تبعية اقتصادية دائمة بين دول الشمال ودول الجنوب‪.‬‬
‫والحقيقة أظهرت بأن بعض الدول األوربية أصبحت تساهم ماليا عبر‬
‫تقديم مساعدات لبعض الدول‪ ،‬من خالل مساعداتها على تأهيل المقاوالت‬
‫المتواجدة بالدول النامية‪ ،‬وهذا ليس من قبيل الدعم بل هي رغبة الدول‬
‫المتقدمة في االستثمار داخل الدول النامية‪ ،‬من خالل نقل رؤوس األموال‬
‫إليها عبر شركاتها المتعددة الجنسية‪.‬‬
‫هذه الحركية والتنقالت للشركات المتعددة الجنسيات خلق مجموعة‬
‫من المشاكل في العالقات االقتصادية الدولية كان أبرزها انتشار التهرب‬
‫الضريبي الدولي الذي امتد جذوره إلى وسط اقتصاد الدول النامية المتعتر‬
‫أصال‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فالتهرب الضريبي الدولي يؤدي إلى االختالل في حجم‬
‫التبادل التجاري بين الشركات الدولية والدول المتخلفة‪ ،‬نظرا لكون التهرب‬
‫الضريبي الدولي يؤدي إلى االستقرار المالي للشركات المتعددة‬
‫الجنسيات مما ينعش وضعها االقتصادي وذلك على حساب اقتصاد الدول‬
‫النامية]‪.[1‬‬
‫هذا االقتصاد الذي يتميز بالضعف على مستوى دخل السكان واإلنتاج‬
‫واعتماد اقتصادها على الزراعة والتجارة الخارجية‪ ،‬بل أيضا نجد أن هذه‬
‫الدول تعاني من تخلف اجتماعي أساسه سيطرة األمية والفقر على أغلبية‬
‫سكان الدول النامية‪.‬‬
‫و إذا أضفنا إلى هذه المشاكل مشكل التهرب الضريبي الدولي فاألكيد‬
‫أن أزمة هذه الدول سيزيد استفحاال لتبقى النتيجة األخيرة هي توسيع‬
‫التباعد بين دول الشمال ودول الجنوب‪ ،‬وبالتالي التعبير عن واقع اقتصادي‬
‫دولي غير متكافئ على المستوى التجاري والمالي والنقدي وهو ما يسمى‬
‫بالالمساواة العالئقية بين الشركات الدولية الممارسة للتهرب الضريبي‬
‫الدولي والدول النامية التي تبقى فرصة لهذه الممارسات الغير شرعية‪.‬‬
‫وهكذا يمكن القول على أن التبعية االقتصادية التي يساعد عليها‬
‫التهرب الضريبي الدولي‪ ،‬تتأسس أيضا على التعارض والتناقض بين‬
‫التوجه الرأسمالي للشركات المتعددة الجنسية وبين إستراتيجية خطط‬
‫التنمية للدول النامية التي رغم ذلك تعاني من اختالل على مستوى البنيات‬
‫الضريبية التي تتمثل في االعتماد على ضرائب تقليدية دون البحث عن‬
‫مصادر أخرى لتمويل الميزانية]‪.[2‬‬
‫واألمر الذي يزيد من التبعية االقتصادية هو سيادة العقلية التجارية‬
‫االنتهازية التي تعتمدها الشركات المتعددة الجنسيات في تعاملها مع الدول‬
‫النامية‪ ،‬أضف إلى ذلك عدم االهتمام بخطط التنمية للبلدان النامية‪،‬‬
‫فالشركات ال تختار المشروعات ذات األولوية المحددة في خطط التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بل تلجأ إلى إقامة مشروعات تختارها هي‪ ،‬والى‬
‫إنتاج سلع ال تتجاوب مع متطلبات الفئة العريضة من السكان األمر الذي‬
‫يؤدي الى تعميق ظاهرة االقتصاد المزدوج أي انقسام االقتصاد القومي إلى‬
‫قطاعين‪ :‬قطاع تقليدي حديث وقطاع اقتصادي تقليدي‪ ،‬فضال عن توسع‬
‫القطاع غير المنظم الذي يزيد من حدة حرمان الخزينة العامة من الموارد‬
‫الجبائية]‪.[3‬‬
‫ولكن رغم ذاك نرى بأن الشركات المتعددة الجنسية تعطي ثمارا آخرا‬
‫يتمثل في تشغيل اليد العاملة ومساعدة الدولة على تحمل بعض النفقات‬
‫المتعلقة باالستثمار‪ ،‬ولكن يبقى الوجه السلبي فيها هو حينما تتهرب من‬
‫أداء الضرائب‪ ،‬فإذا كانت تحترم الضريبة في بلدها األم وتعتبرها واجب‬
‫وطني وأخالقي وقانوني ‪ ،‬فلماذا ال تحترم هذا المبدأ في بعض الدول النامية‬
‫حينما تتهرب من أدائها‪ ،‬كل ذلك جعل المجتمع الدولي يعي بواقعية التهرب‬
‫الضريبي واآلثار الوخيمة التي يسببها على االقتصاد الدولي‪ ،‬أم االقتصاد‬
‫الوطني األمر الذي أدى إلى وجود إرادة لهذه الدول للتصدي لهذه الظاهرة‬
‫عبر مجموعة من اإلجراءات الدولية والوطنية‪.‬‬

‫كد خبراء ضرائب‪ ،‬أن وزارة المالية يمكنها مواجهة تهرب موقع الفيس بوك من دفع‬
‫الضرائب لمصر‪ ،‬من خالل إنشاء قاعدة بيانات عن العمليات التجارية التى يحققها الموقع‪.‬‬

‫وأوضح الخبراء‪ ،‬أن الحكومة يمكنها الحصول على تلك المعلومات المتعلقة بالعمليات اإللكترونية‬
‫ولكن سيكلفها ‪ 30‬ألف يورو سنويا‪ ،‬وفى المقابل ستتمكن من تحصيل مليارات من عوائد‬
‫الضرائب‪.‬‬

‫وتواجه شركتى جوجل وفيس بوك محاوالت مضنية من دول العالم إلخضاعها للضرائب بالدول‬
‫التى تعمل بها‪ ،‬ونجحت بريطانيا أخيرا فى اتخاذ هذا اإلجراء‪.‬‬

‫وقال مسئول بمصلحة الضرائب المصرية‪ ،‬أن صعوبة تحصيل ضرائب من الشركات متعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬وغيرها من الشركات العاملة بالتجارة اإللكترونية‪ ،‬لعدم وجود معلومات لدى المصلحة‬
‫حول العمليات التجارية التى تحقق من خاللها أرباح‪ ،‬عالوة على عدم وجود مقارات لدى هذه‬
‫الشركات بمصر يمكن من خاللها محاسبتها‪ ،‬حيث يتم تحصيل الضريبة بناء على وجود شركة‬
‫الحالة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫متحقق‬ ‫غير‬ ‫وهذا‬ ‫مقيمة‬

‫عالوة على هذا تستخدم هذه الشركات عمليات التخطيط الضريبى حول العالم من خالل نقل‬
‫مقاراتها لدول المالذات الضريبية التى تفرض ضرائب منخفضة مثل هولندا وايرلندا كما هو‬
‫الحال فى جوجل‪ ،‬بما بمكنها من عدم دفع الضرائب بطرق قانونية‪.‬‬
‫من جانبه أوضح رضا حمزاوى‪ ،‬مدير الضرائب اإلقليمى بالشرق األوسط وأفريقيا بمؤسسة‬
‫‪ ،IBFD‬أن نسبة ضرائب الدخل على الشركات فى أيرلندا تصل إلى ‪ ،%12.5‬وهى من أقل‬
‫نسب الضرائب فى دول االتحاد األوروبى بل والعالم‪ ،‬وتعد من المالذات الضريبية للشركات التى‬
‫لجوجل‪.‬‬ ‫الرئيسى‬ ‫المقر‬ ‫وهى‬ ‫الضرائب‪،‬‬ ‫دفع‬ ‫لتجنب‬ ‫تخطط‬

‫وحول ما إذا كان هذا اإلجراء قانونيًا ومدى مشروعيته‪ ،‬قال حمزاوى‪ ،‬أن الشركات التى تقوم‬
‫بهذه اإلجراءات تستغل قوانين بعض الدول لتجنب الضريبة ومن ثم هى ال تخالف القانون‪ ،‬ولكن‬
‫مناقشته‪.‬‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫اإلجراء‬ ‫هذا‬ ‫مشروعية‬ ‫مدى‬

‫وقال حمزاوى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"‪ ،‬أن شركة جوجل تقوم بالتخطيط الضريبى عالميًا‬
‫حتى يمكنها دفع أقل ضرائب ممكنة‪ ،‬لدرجة أن نسبة الضرائب على أرباح جوجل بلغت ‪%0.25‬‬
‫فقط عام ‪ 2012‬بسبب إجراءات التجنب الضريبى‪ ،‬فى الوقت الذى بلغت فيه صافى أرباح الشركة‬
‫خالل الثالثة أشهر األخيرة فقط من العام المذكور ‪ 2.89‬مليار دوالر‪.‬‬

‫جدير بالذكر أن التجنب الضريبى هو مصطلح يعبر عن إجراءات قانونية تستخدمها الشركات‬
‫بمختلف دول العالم حتى يمكنها تجنب دفع أكبر نسبة من الضرائب الدولية‪ ،‬من خالل ثغرات‬
‫القوانين أو اللجوء لدول المالذات الضريبية التى تفرض ضرائب منخفضة مثل أيرلندا وجزر‬
‫العذراء وهولندا‪ ،‬وال يمكن محاسبة هذه الشركات كمتهربين من الضرائب ألنها تلتزم بالقانون‬
‫القانون‪.‬‬ ‫ثغرات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الدفع‬ ‫تتجنب‬ ‫ولكنها‬ ‫تتهرب‬ ‫وال‬

‫وأوضح حمزاوى أن الجانب األكبر من أرباح جوجل يتحقق من اإلشهار‪ ،‬ضاربًا المثل بعملية‬
‫بيع عقار إذا تمت من خالل موقع جوجل يحصل على نسبة من عملية البىع كنوع من السمسرة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وفى التشريع المصرى ال يوجد نص يخضع خدمات اإلشهار للضريبة‪.‬‬

‫هذا يؤكد أن أى أرباح تحققها شركة جوجل عن عملياتها فى مصر غير خاضعة للضريبة‪ ،‬وال‬
‫تحقق مصلحة الضرائب المصرية أى ضريبة من الشركة عن عملياتها بالداخل‪ ،‬وهو ما أكده‬
‫السابع‪.‬‬ ‫لليوم‬ ‫الضرائب‬ ‫مصلحة‬ ‫مسئول‬

‫وأوضح أن هناك مشكلة عامة لدى المصلحة فى محاسبة الشركات متعددة الجنسيات العاملة لدينا‪،‬‬
‫لعدم وجود معلومات عن عملياتها‪ ،‬خاصة العمليات التى تتم إلكترونيا‪.‬‬

‫وأكد مسئول الضرائب أن الحصول على المعلومات المتعلقة بالعمليات اإللكترونية يكلف الحكومة‬
‫‪ 30‬ألف يورو سنويا فقط‪ ،‬وفى المقابل ستتمكن المصلحة من تحقيق المليارات إذا تحصلت على‬
‫العمليات‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫مراقبة‬ ‫من‬ ‫تمكنها‬ ‫معلومات‬

‫وتظهر أبعاد المشكلة إذا ما عملنا أن حجم التجارة اإللكترونية فى مصر بلغ حوالى ‪ 1.4‬مليار‬
‫دوالر خالل عام ‪ 2014‬أى ما يعادل ‪ 9.8‬مليار جنيه – طبقا لسعر الدوالر فى تلك السنة بحوالى‬
‫‪ 7‬جنيهات ‪ -‬طبقا للتقرير الصادر عن شركة "بيفورت‪ ،" PAYFORT‬بوابة للمدفوعات‬
‫الماضى‪.‬‬ ‫مايو‬ ‫فى‬ ‫العربى‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫اإللكترونية‬

‫وأشار التقرير الذى حصلت اليوم السابع على نسخة منه إلى أن حجم التجارة اإلليكترونية فى‬
‫العالم العربى عام ‪ 2014‬بلغ حوالى ‪ 7‬مليار دوالر‪ ،‬وجاءت اإلمارات العربية فى المركز األول‬
‫بحجم تجارة ‪ 2.3‬مليار دوالر‪ ،‬ثم السعودية بحجم تجارة ‪ 1.5‬مليار دوالر‪ ،‬ثم مصر فى المرتبة‬
‫دوالر‪.‬‬ ‫مليار‬ ‫‪1.4‬‬ ‫تجارة‬ ‫بحجم‬ ‫الثالثة‬

‫هذه األرقام توضح حجم الحصيلة الضريبية الضائعة نتيجة عدم قدرة مصلحة الضرائب المصرية‬
‫على محاسبة هذه الشركات عن عملياتها فى مصر‪ ،‬فبحساب بسيط إذا تم حساب نسبة الضرائب‬
‫المفروض تحصيلها خالل عام ‪ 2014‬بنسبة ‪ %22.5‬طبقا لنسبة الضرائب المطبقة فى مصر‬
‫على أرباح الشركات‪ ،‬فتصل قيمة الضرائب المستحقة على هذه المعامالت حوالى ‪ 315‬مليون‬
‫دوالر‪ ،‬أى ما يساوى حوالى ‪ 2.2‬مليار جنيها تقريبا باحتساب متوسط سعر الدوالر عام ‪،2014‬‬
‫وقد ترتفع األرقام أو تزيد حسب قيمة صافى األرباح الحقيقية الناتجة عن هذه التجارة‪.‬‬

‫وحقيقة األمر أن هذه األرقام على ما تبدو أقل كثيرا من الواقع ألنها التقرير احتسب حجم التجارة‬
‫اإلليكترونية من واقع عمليات الدفع عبر بطاقات االئتمان‪ ،‬دون أن تدخل فى حساباتها الدفع الكاش‬
‫عند االستالم‪ ،‬ومع األخذ فى الحسبان تفضيل المستهلك المصرى للدفع كاش عن استخدام البطاقات‬
‫االئتمانية‪ ،‬يتضح لنا أن األرقام المذكورة فى التقرير قد تكون أقل كثيرا من حقيقة حجم التجارة‬
‫مصر‪.‬‬ ‫فى‬ ‫اإللكترونية‬

‫من جانبه أكد عمرو المنير الخبير الضريبى شريك قطاع الضرائب بشركة برايس وترهاوس‬
‫كوبرز‪ ،‬أن مشكلة محاسبة هذه الشركات عالمية وليست فى مصر فقط‪ ،‬ألن الشركات متعددة‬
‫الجنسيات ومنها شركات التجارة اإلليكترونية تستخدم عمليات التخطيط الضريبى حتى تدفع أقل‬
‫ضرائب ممكنة‪ ،‬وتزيد المشكلة فى مصر ألن إدارة الضرائب لدينا ليس لديها أى معلومات حول‬
‫أرباحها‪.‬‬ ‫وحجم‬ ‫مصر‬ ‫فى‬ ‫الشركات‬ ‫هذه‬ ‫تنفذها‬ ‫التى‬ ‫العمليات‬

‫ووضعت منظمة التعاون االقتصادى والتنمية‪ ،‬قواعد للدول األعضاء تمكنها من محاسبة هذه‬
‫الشركات ضريبيا‪ ،‬ويمكن لمصر االسترشاد بها‪ ،‬على أن تبدأ ببناء قواعد البىانات لديها حتى‬
‫يمكنها توقيع اتفاقيات دولية للحصول على بيانات تتعلق بمعامالت هذه الشركات وحقيقة أرباحها‪،‬‬
‫مشيرا لوجود إدارة لتبادل المعلومات بمصلحة الضرائب‪ ،‬لكن أمامها الكثير حتى يمكن تفعيلها‪.‬‬

‫وأعلن عبد المنعم مطر رئيس مصلحة الضرائب عن دراسة تجريها المصلحة حاليا بالتعاون مع‬
‫مكاتب محاسبة وخبرة ضريبية لتفعيل خطط الحد من التجنب الضريبى الضار الذى يسهم فى‬
‫تآكل الوعاء الضريبى ونقل األرباح وزيادة معدالت التهرب‪ ،‬لكنه رفض الكشف عن تفاصيل‬
‫هذه الدراسة فى الوقت الحالى ‪.‬‬

You might also like