Professional Documents
Culture Documents
السعر الموحد للضرائب الدوليه
السعر الموحد للضرائب الدوليه
والمعروف باسم «السعر المحايد» ،والتى تهدف من خاللها إلى تحديث آليات تسعير المعامالت الضريبية ،مع هذه
الشركات.
وفى سبيل تحديث تلك اآلليات ،قامت «المالية» خالل السنة الماضية بعدد من اإلجراءات الهيكلية المساعدة فى تطوير
النظام الضريبى الخاص ،بمحاسبة الشركات متعددة الجنسيات ،فقامت بإنشاء وحدتين مركزيتين للضرائب الدولية فى كل
من «المالية» ومصلحة الضرائب المصرية ،كما قامت بتدريب أعداد من العاملين بالضرائب على التعامل فى الملفات
الضريبية الدولية.
واستعانت «المالية» خالل العام الماضى بعدد من الخبراء المميزين فى أنظمة الضرائب الدولية ،على رأسهم مى أبو
غالى ،التى ترأست وحدة الضرائب الدولية بالوزارة ،وياسمين حماد ،المشرفة على وضع التعليمات اإلرشادية الخاصة
بالسعر المحايد.
وقال عمرو المنير ،نائب وزير المالية لشئون السياسات الضريبية ،إن الوزارة ستصدر تحديثا للتعليمات اإلرشادية
الخاصة بالسعر المحايد ،وتسعير المعامالت بين األطراف المرتبطة ،سيشتمل أيضا على تفعيل نظام االتفاق المسبق فى
التسعير.
وطبقا للتحديثات التى ستدخل على « السعر المحايد » ،فإن نظام التسعير المسبق سيشمل تحديد سعر مسبق للتعامل بين
األشخاص المرتبطة عن طريق اتفاق سابق على المعاملة ،ويمتد لمدة عام فقط.
وأوضح «المنير» أن تسعير المعامالت المسبق هو إحدى اآلليات الدولية المعروفة ،والمطبقة فى كل األنظمة الضريبية
المتطورة التى تهدف إلى الحصول على نصيبها العادل من الضرائب الدولية دون زيادة أو نقصان.
وأشار إلى أن هذا النظام سيعمل على تحسين تصنيف مصر فى التقارير الدولية الخاصة بمؤشرات األداء ،فضال عن
ضمان حصول مصر على نصيبها العادل من الضريبة بطريقة أمنة ودون خالفات.
وكانت «المالية» قد أصدرت فى ،2010دليال إرشاديا مهما بتسعير المعامالت الدولية ،لكنه لم يكن له أى صدى فى
تحسين الحصيلة الضريبية من الضرائب الدولية ،بسبب صعوبات فنية فى ظل رحيل واضع التعليمات «عمرو المنير»
وقتها عن مصلحة الضرائب ،وعدم قدرة مصلحة الضرائب على تطبيقه.
ووفقا لما نشرته « المال » وقتها عن أبرز ما جاء فى دليل تسعير المعامالت الضريبية ،فإن دليل تسعير المعامالت يتيح
الفرصة أمام الشركات متعددة الجنسيات ،الختيار طريقة السعر المحايد المناسبة للتحاسب الضريبى معها ،مما يتيح
تحصيل الضريبة من الشركات التي كانت تتالعب من أجل تجنب سداد الضريبة داخل مصر من خالل تحويل أرباحها
المتحققة بمصر إلي أحد فروعها من األشخاص المرتبطة في إحدي الدول ،األقل في سعر الضريبة ،مما يحرم الخزانة
العامة من بعض مواردها.
ويوضح « المنير» أن مبدأ السعر المحايد يقوم على أساس مقارنة تعامالت الشركات المرتبطة وتعامالتها مع الشركات
المستقلة من أجل الحفاظ علي نصيب مصر العادل من الموارد الضريبية المقررة علي أرباح هذه الشركات ،بدالً من
قيامها بالتالعب ونقل أرباحها من مصر إلي دول أخري لتجنب سداد الضريبة.
وطبقا للتعليمات اإلرشادية القديمة ،يتم تطبيق هذه التعليمات علي الشركات المرتبطة التي تمتلك فيها الشركة األم أكثر من
%.50
وتنص التعليمات اإلرشادية ،الحالية قبل التحديث ،لتسعير التعامالت المعروفة اختصارا ً باسم «السعر المحايد» علي
السماح بتعديل توزيع أرباح مجموعة الشركات التابعة للشركة متعددة الجنسيات من أجل ضمان حقوق الخزانة العامة من
أموال الضرائب ،وهو النظام الذي يترك للممول الملتزم حرية تحديد طريقة السعر المحايد التي يرغب في التحاسب بها
من خالل تحديد طريقة واحدة لتسعير معامالته وفقا ً للقواعد التي وضعتها منظمة التعاون االقتصادي ،والتي تتمثل في
الطرق التقليدية وأبرزها «السعر الحر المقارن» و«سعر إعادة البيع» و«التكلفة اإلجمالية» مضافا ً إليها هامش الربح
وكذلك «أرباح المعامالت» المتمثلة في «هامش صافي ربح المعامالت» و «تقسيم األرباح» التي تنقسم إلي طريقة
تحديد درجة المساهمة وطريقة توزيع الربح المتبقي ،إضافة إلي طرق أخري قد يقترحها الممول ،مثل طريقة تنسيب
األرباح المجمعة.
وتتم الطرق التقليدية لتسعير المعامالت ،علي أساس مقارنة أسعار المعامالت التي تتم بين األشخاص المرتبطة الشركات
التابعة للشركة متعددة الجنسيات ،بأسعار المعامالت المماثلة التي تتم بين أشخاص مستقلة ،وفي هذه الحالة يمكن تحديد
السعر المحايد في المحاسبة الضريبية للشركات متعددة الجنسيات باستخدام سعر المعاملة المماثلة بين األشخاص المستقلة
مباشرة كبديل عن سعر المعاملة بين األشخاص المرتبطة.
ويتمثل الفرق الرئيسي بين الطرق التقليدية الثالث ،فى أن طريقة السعر الحر المقارن ،تركز أساسا ً علي درجة تماثل
خصائص السلع والخدمات التي يتم بيعها ،بينما تركز طريقتا سعر إعادة البيع والتكلفة اإلجمالية مضافا ً إليها هامش
الربح ،علي درجة تماثل الوظائف المؤداة مع األخذ في االعتبار األصول المستخدمة والمخاطر المصاحبة ،وبمعني آخر
تركز طريقة السعر الحر علي مقارنة سعر السلع المبيعة ،أو الخدمات المؤداة ،بينما طريقتا سعر إعادة البيع والتكلفة
اإلجمالية مضافا ً إليها هامش الربح تركزان علي هامش الربح الذي يمكن تحققه بناء علي الوظائف المؤداة.
أما بالنسبة ألرباح المعامالت ،فيتمثل الفرق في أن طريقة تقسيم األرباح تطبق علي جميع األشخاص المرتبطة المشتركة
في المعاملة البينية ،بينما ال تطبق طريقة هامش صافي أرباح المعامالت إال علي شخص واحد.
وتعمل طريقة تنسيب األرباح المجمعة ،علي تخصيص األرباح المجمعة لمجموعة األشخاص المرتبطة بين الشركات
التابعة في الدول المختلفة ،باستخدام معادلة محددة مسبقا ً من خالل 3طرق ،وهي تحديد الشركات التابعة لمجموعة
األشخاص المرتبطة التي تشكل الوحدة المجمعة الخاضعة للضريبة ،أو تحديد األرباح المجمعة بدقة أو تحديد المعاملة
التي سيتم استخدامها لتخصيص األرباح المجمعة للوحدة الخاضعة للضريبة ،والتي تعتمد في الغالب علي مزيج من
التكاليف واألصول ورواتب العاملين والمبيعات.
ومن المعروف أن صدور التعليمات اإلرشادية كان دليال لشرح آلية تطبيق المادة 30من قانون الضرائب علي الدخل رقم
91لعام 2005فيما يعرف بـ «السعر المحايد».
ومن جانبه ،طلب مصطفى الفار ،المحاسب القانونى بمكتب » «BonelliEredeاإليطالى للمحاماه ،بعرض التعليمات
اإلرشادية الجديدة على المكاتب المهنية ،السيما ذات الصلة بتسعير المعامالت الدولية ،مشيرا إلى أن تلك الخطوة قد
تضمن ظهور التعليمات فى صورة نافية لحدوث الخالفات.
وأكد كريم إمام شريك الضرائب بمكتب «برايس ووتر هاوس كوبرز» ، pwcأن إجراءات تطبيق التعليمات اإلرشادية
أهم بكثير من صدور التعليمات نفسها ،مشيرا إلى أن تلك التعليمات صدرت منذ عدة سنوات ،ولم تنجح مصلحة الضرائب
فى تطبيقها أو االستفادة منها فى تعظيم الحصيلة الضريبية.
إن التهرب الضريبي الدولي يساهم في خلق مجموعة من المفارقات
البينية بين اقتصاد الدول النامية المستقبلة لرؤوس األموال األجنبية والدول
المصدرة لها ،الشيء الذي يؤدي إلى توسيع الفجوة بين رأسمال الدول
النامية ،ورأسمال الدول المتقدمة ،إضافة إلى ذلك ،فالتهرب الضريبي
الدولي يساعد على عملية تدويل الرأسمال الدولي ،هذه العملية تساعد على
تعزيز مكانة وسائل اإلنتاج التي تملكها الشركات المتعددة الجنسيات التي
أعلنت عن ميالد مرحلة الرأسمالية الحديثة ،وهذه الشركات أضحت ال تشكل
قوة تركيز وتدويل للرأسمال االحتكاري من أجل استخالص أقصى األرباح،
بل أصبحت وسيلة لتكريس التبعية االقتصادية بين الدول النامية والدول
المتقدمة وذلك بغية استغالل ثرواتها".
هذه الشركات المتعددة الجنسيات تلقى دعما من دولها التي تساعدها
على االستثمار وخلق فروع لها في الدول النامية ،وما ذلك إال وسيلة
الستغالل ثروات الدول النامية ،وذلك باتفاق مع دولها األم ،األمر الذي يزيد
من حجم وقوة الدولة المصدرة للرأسمال في الدولة المستقبلة لها ،وبالتالي
التأثير عليها من الناحية االقتصادية والسياسية أن اقتضى الحال ،وبذلك
فإن عملية الموافقة على فتح أبواب االستثمار أمام هذه الشركات يعتبر
بالغ األهمية والمسؤولية في نفس الوقت ،نظرا لقوة الشركات المتعددة
الجنسيات في ممارسات التهرب الضريبي الدولي ،وبالتالي نفوذها في خلق
تبعية اقتصادية دائمة بين دول الشمال ودول الجنوب.
والحقيقة أظهرت بأن بعض الدول األوربية أصبحت تساهم ماليا عبر
تقديم مساعدات لبعض الدول ،من خالل مساعداتها على تأهيل المقاوالت
المتواجدة بالدول النامية ،وهذا ليس من قبيل الدعم بل هي رغبة الدول
المتقدمة في االستثمار داخل الدول النامية ،من خالل نقل رؤوس األموال
إليها عبر شركاتها المتعددة الجنسية.
هذه الحركية والتنقالت للشركات المتعددة الجنسيات خلق مجموعة
من المشاكل في العالقات االقتصادية الدولية كان أبرزها انتشار التهرب
الضريبي الدولي الذي امتد جذوره إلى وسط اقتصاد الدول النامية المتعتر
أصال.
إضافة إلى ذلك ،فالتهرب الضريبي الدولي يؤدي إلى االختالل في حجم
التبادل التجاري بين الشركات الدولية والدول المتخلفة ،نظرا لكون التهرب
الضريبي الدولي يؤدي إلى االستقرار المالي للشركات المتعددة
الجنسيات مما ينعش وضعها االقتصادي وذلك على حساب اقتصاد الدول
النامية].[1
هذا االقتصاد الذي يتميز بالضعف على مستوى دخل السكان واإلنتاج
واعتماد اقتصادها على الزراعة والتجارة الخارجية ،بل أيضا نجد أن هذه
الدول تعاني من تخلف اجتماعي أساسه سيطرة األمية والفقر على أغلبية
سكان الدول النامية.
و إذا أضفنا إلى هذه المشاكل مشكل التهرب الضريبي الدولي فاألكيد
أن أزمة هذه الدول سيزيد استفحاال لتبقى النتيجة األخيرة هي توسيع
التباعد بين دول الشمال ودول الجنوب ،وبالتالي التعبير عن واقع اقتصادي
دولي غير متكافئ على المستوى التجاري والمالي والنقدي وهو ما يسمى
بالالمساواة العالئقية بين الشركات الدولية الممارسة للتهرب الضريبي
الدولي والدول النامية التي تبقى فرصة لهذه الممارسات الغير شرعية.
وهكذا يمكن القول على أن التبعية االقتصادية التي يساعد عليها
التهرب الضريبي الدولي ،تتأسس أيضا على التعارض والتناقض بين
التوجه الرأسمالي للشركات المتعددة الجنسية وبين إستراتيجية خطط
التنمية للدول النامية التي رغم ذلك تعاني من اختالل على مستوى البنيات
الضريبية التي تتمثل في االعتماد على ضرائب تقليدية دون البحث عن
مصادر أخرى لتمويل الميزانية].[2
واألمر الذي يزيد من التبعية االقتصادية هو سيادة العقلية التجارية
االنتهازية التي تعتمدها الشركات المتعددة الجنسيات في تعاملها مع الدول
النامية ،أضف إلى ذلك عدم االهتمام بخطط التنمية للبلدان النامية،
فالشركات ال تختار المشروعات ذات األولوية المحددة في خطط التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،بل تلجأ إلى إقامة مشروعات تختارها هي ،والى
إنتاج سلع ال تتجاوب مع متطلبات الفئة العريضة من السكان األمر الذي
يؤدي الى تعميق ظاهرة االقتصاد المزدوج أي انقسام االقتصاد القومي إلى
قطاعين :قطاع تقليدي حديث وقطاع اقتصادي تقليدي ،فضال عن توسع
القطاع غير المنظم الذي يزيد من حدة حرمان الخزينة العامة من الموارد
الجبائية].[3
ولكن رغم ذاك نرى بأن الشركات المتعددة الجنسية تعطي ثمارا آخرا
يتمثل في تشغيل اليد العاملة ومساعدة الدولة على تحمل بعض النفقات
المتعلقة باالستثمار ،ولكن يبقى الوجه السلبي فيها هو حينما تتهرب من
أداء الضرائب ،فإذا كانت تحترم الضريبة في بلدها األم وتعتبرها واجب
وطني وأخالقي وقانوني ،فلماذا ال تحترم هذا المبدأ في بعض الدول النامية
حينما تتهرب من أدائها ،كل ذلك جعل المجتمع الدولي يعي بواقعية التهرب
الضريبي واآلثار الوخيمة التي يسببها على االقتصاد الدولي ،أم االقتصاد
الوطني األمر الذي أدى إلى وجود إرادة لهذه الدول للتصدي لهذه الظاهرة
عبر مجموعة من اإلجراءات الدولية والوطنية.
كد خبراء ضرائب ،أن وزارة المالية يمكنها مواجهة تهرب موقع الفيس بوك من دفع
الضرائب لمصر ،من خالل إنشاء قاعدة بيانات عن العمليات التجارية التى يحققها الموقع.
وأوضح الخبراء ،أن الحكومة يمكنها الحصول على تلك المعلومات المتعلقة بالعمليات اإللكترونية
ولكن سيكلفها 30ألف يورو سنويا ،وفى المقابل ستتمكن من تحصيل مليارات من عوائد
الضرائب.
وتواجه شركتى جوجل وفيس بوك محاوالت مضنية من دول العالم إلخضاعها للضرائب بالدول
التى تعمل بها ،ونجحت بريطانيا أخيرا فى اتخاذ هذا اإلجراء.
وقال مسئول بمصلحة الضرائب المصرية ،أن صعوبة تحصيل ضرائب من الشركات متعددة
الجنسيات ،وغيرها من الشركات العاملة بالتجارة اإللكترونية ،لعدم وجود معلومات لدى المصلحة
حول العمليات التجارية التى تحقق من خاللها أرباح ،عالوة على عدم وجود مقارات لدى هذه
الشركات بمصر يمكن من خاللها محاسبتها ،حيث يتم تحصيل الضريبة بناء على وجود شركة
الحالة. هذه فى متحقق غير وهذا مقيمة
عالوة على هذا تستخدم هذه الشركات عمليات التخطيط الضريبى حول العالم من خالل نقل
مقاراتها لدول المالذات الضريبية التى تفرض ضرائب منخفضة مثل هولندا وايرلندا كما هو
الحال فى جوجل ،بما بمكنها من عدم دفع الضرائب بطرق قانونية.
من جانبه أوضح رضا حمزاوى ،مدير الضرائب اإلقليمى بالشرق األوسط وأفريقيا بمؤسسة
،IBFDأن نسبة ضرائب الدخل على الشركات فى أيرلندا تصل إلى ،%12.5وهى من أقل
نسب الضرائب فى دول االتحاد األوروبى بل والعالم ،وتعد من المالذات الضريبية للشركات التى
لجوجل. الرئيسى المقر وهى الضرائب، دفع لتجنب تخطط
وحول ما إذا كان هذا اإلجراء قانونيًا ومدى مشروعيته ،قال حمزاوى ،أن الشركات التى تقوم
بهذه اإلجراءات تستغل قوانين بعض الدول لتجنب الضريبة ومن ثم هى ال تخالف القانون ،ولكن
مناقشته. يمكن ما هو اإلجراء هذا مشروعية مدى
وقال حمزاوى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" ،أن شركة جوجل تقوم بالتخطيط الضريبى عالميًا
حتى يمكنها دفع أقل ضرائب ممكنة ،لدرجة أن نسبة الضرائب على أرباح جوجل بلغت %0.25
فقط عام 2012بسبب إجراءات التجنب الضريبى ،فى الوقت الذى بلغت فيه صافى أرباح الشركة
خالل الثالثة أشهر األخيرة فقط من العام المذكور 2.89مليار دوالر.
جدير بالذكر أن التجنب الضريبى هو مصطلح يعبر عن إجراءات قانونية تستخدمها الشركات
بمختلف دول العالم حتى يمكنها تجنب دفع أكبر نسبة من الضرائب الدولية ،من خالل ثغرات
القوانين أو اللجوء لدول المالذات الضريبية التى تفرض ضرائب منخفضة مثل أيرلندا وجزر
العذراء وهولندا ،وال يمكن محاسبة هذه الشركات كمتهربين من الضرائب ألنها تلتزم بالقانون
القانون. ثغرات خالل من الدفع تتجنب ولكنها تتهرب وال
وأوضح حمزاوى أن الجانب األكبر من أرباح جوجل يتحقق من اإلشهار ،ضاربًا المثل بعملية
بيع عقار إذا تمت من خالل موقع جوجل يحصل على نسبة من عملية البىع كنوع من السمسرة
اإللكترونية ،وفى التشريع المصرى ال يوجد نص يخضع خدمات اإلشهار للضريبة.
هذا يؤكد أن أى أرباح تحققها شركة جوجل عن عملياتها فى مصر غير خاضعة للضريبة ،وال
تحقق مصلحة الضرائب المصرية أى ضريبة من الشركة عن عملياتها بالداخل ،وهو ما أكده
السابع. لليوم الضرائب مصلحة مسئول
وأوضح أن هناك مشكلة عامة لدى المصلحة فى محاسبة الشركات متعددة الجنسيات العاملة لدينا،
لعدم وجود معلومات عن عملياتها ،خاصة العمليات التى تتم إلكترونيا.
وأكد مسئول الضرائب أن الحصول على المعلومات المتعلقة بالعمليات اإللكترونية يكلف الحكومة
30ألف يورو سنويا فقط ،وفى المقابل ستتمكن المصلحة من تحقيق المليارات إذا تحصلت على
العمليات. هذه مراقبة من تمكنها معلومات
وتظهر أبعاد المشكلة إذا ما عملنا أن حجم التجارة اإللكترونية فى مصر بلغ حوالى 1.4مليار
دوالر خالل عام 2014أى ما يعادل 9.8مليار جنيه – طبقا لسعر الدوالر فى تلك السنة بحوالى
7جنيهات -طبقا للتقرير الصادر عن شركة "بيفورت ،" PAYFORTبوابة للمدفوعات
الماضى. مايو فى العربى، العالم فى اإللكترونية
وأشار التقرير الذى حصلت اليوم السابع على نسخة منه إلى أن حجم التجارة اإلليكترونية فى
العالم العربى عام 2014بلغ حوالى 7مليار دوالر ،وجاءت اإلمارات العربية فى المركز األول
بحجم تجارة 2.3مليار دوالر ،ثم السعودية بحجم تجارة 1.5مليار دوالر ،ثم مصر فى المرتبة
دوالر. مليار 1.4 تجارة بحجم الثالثة
هذه األرقام توضح حجم الحصيلة الضريبية الضائعة نتيجة عدم قدرة مصلحة الضرائب المصرية
على محاسبة هذه الشركات عن عملياتها فى مصر ،فبحساب بسيط إذا تم حساب نسبة الضرائب
المفروض تحصيلها خالل عام 2014بنسبة %22.5طبقا لنسبة الضرائب المطبقة فى مصر
على أرباح الشركات ،فتصل قيمة الضرائب المستحقة على هذه المعامالت حوالى 315مليون
دوالر ،أى ما يساوى حوالى 2.2مليار جنيها تقريبا باحتساب متوسط سعر الدوالر عام ،2014
وقد ترتفع األرقام أو تزيد حسب قيمة صافى األرباح الحقيقية الناتجة عن هذه التجارة.
وحقيقة األمر أن هذه األرقام على ما تبدو أقل كثيرا من الواقع ألنها التقرير احتسب حجم التجارة
اإلليكترونية من واقع عمليات الدفع عبر بطاقات االئتمان ،دون أن تدخل فى حساباتها الدفع الكاش
عند االستالم ،ومع األخذ فى الحسبان تفضيل المستهلك المصرى للدفع كاش عن استخدام البطاقات
االئتمانية ،يتضح لنا أن األرقام المذكورة فى التقرير قد تكون أقل كثيرا من حقيقة حجم التجارة
مصر. فى اإللكترونية
من جانبه أكد عمرو المنير الخبير الضريبى شريك قطاع الضرائب بشركة برايس وترهاوس
كوبرز ،أن مشكلة محاسبة هذه الشركات عالمية وليست فى مصر فقط ،ألن الشركات متعددة
الجنسيات ومنها شركات التجارة اإلليكترونية تستخدم عمليات التخطيط الضريبى حتى تدفع أقل
ضرائب ممكنة ،وتزيد المشكلة فى مصر ألن إدارة الضرائب لدينا ليس لديها أى معلومات حول
أرباحها. وحجم مصر فى الشركات هذه تنفذها التى العمليات
ووضعت منظمة التعاون االقتصادى والتنمية ،قواعد للدول األعضاء تمكنها من محاسبة هذه
الشركات ضريبيا ،ويمكن لمصر االسترشاد بها ،على أن تبدأ ببناء قواعد البىانات لديها حتى
يمكنها توقيع اتفاقيات دولية للحصول على بيانات تتعلق بمعامالت هذه الشركات وحقيقة أرباحها،
مشيرا لوجود إدارة لتبادل المعلومات بمصلحة الضرائب ،لكن أمامها الكثير حتى يمكن تفعيلها.
وأعلن عبد المنعم مطر رئيس مصلحة الضرائب عن دراسة تجريها المصلحة حاليا بالتعاون مع
مكاتب محاسبة وخبرة ضريبية لتفعيل خطط الحد من التجنب الضريبى الضار الذى يسهم فى
تآكل الوعاء الضريبى ونقل األرباح وزيادة معدالت التهرب ،لكنه رفض الكشف عن تفاصيل
هذه الدراسة فى الوقت الحالى .