You are on page 1of 18

‫ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد ‪ - 36‬أ ﻛﺘﻮﺑﺮ ‪2019‬‬

‫الطالق وآثاره ‪..‬‬

‫تغذية‪..‬‬ ‫إرادة‪..‬‬ ‫مسابقة‬


‫العقل‬ ‫وتـحدي‬ ‫العدد ‪..‬‬
‫االفتتاحية‬
‫الثقة السلبية ‪..‬‬

‫قد تم إصدار مجلة ( وطن‬


‫د‬ ‫خ‬ ‫بال م‬ ‫يز ف‬
‫ات‬ ‫ر‬ ‫تم ُّ‬
‫يفرح اآلباء وهم ي َرون أبناءهم يكبرون أمام أعينهم‪ ،‬ويمنّون أنفسهم بأماين كبيرة‬ ‫)‬ ‫ة ال‬
‫ب ُم‬ ‫سير‬
‫س ّم‬
‫يحملونها لفلذات أ كبادهم‪ ،‬وفجأة أصبح االبن ضخما كبيرا يف غفلة الزمن‪ ،‬يغدو ويعود‬
‫ا‬ ‫لم‬
‫العقيد ‪ /‬خالد علي بن مويزه‬ ‫إىل بيته‪ ،‬ومصاحبا أباه إىل المسجد والمجلس‪ ،‬يفرح األب بأن ابنه قد ساواه طوال وعرضا‬ ‫ه‬

‫زيزاً‬
‫وقد يفوقه حجما‪ ،‬فيبدأ األب يخاوي ولده عمال بالحكمه القائله (إنْ َك ُبر ابنك‪ ،‬خاويه)‬

‫ا‬‫ا‬
‫نائب مدير اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‬

‫لج‬
‫ويسرع إىل منح ابنه بعض الثقه التي ينعقد فرطها وتصبح كارثة بعد ذلك‪ ،‬إذ ال يعلّق‬

‫تع‬
‫د يد‬

‫ئ ‪..‬‬
‫األب عندما يستمع شكوى إخوته عن أخيهم بسبب قيادته المتهورة بسيارة العائلة‬

‫م جل‬
‫أثناء الخروج معهم ‪ ،‬ثق ًة من األب فيه ويفرط األب يف الثقة‪ ،‬ويجنح االبن بها‪ ،‬فيبدأ يف‬

‫قار‬
‫ة(ح‬

‫ال‬
‫التأخير للعودة إىل المنزل فيرى األب أن مسألة التأخير عن المنزل ليست بالخطيرة ألنه‬

‫يز ي‬
‫م ا ية )‬
‫يرى أن االبن قد أصبح رجال يُعتمد عليه ومسؤوال عن نفسه‪ ،‬وقد يقوم بالتدخين‪ ،‬وحين‬
‫يعلم آباه‪ ،‬يرى أن أبنه يمر بتجربة بسيطة سوف تنتهي عما قريب‪ ،‬ولكنه ال يدري أن‬

‫عز‬
‫التدخين باب المخدرات وما شابهها وقد يكون ماخفي أعظم‪ ،‬أفال يدري األب أن ابنه‬
‫بهذه الثقة قد أصبح فريسة سهلة يتالعب بها رفاق السوء يف غفلة الثقة من األب‪.‬‬

‫واألصعب من هذا أن يسمح األب لالبن بالسفر مع أصحابه دون أن يعرف َمن هم‪،‬‬
‫المهم يف نظره أن يمنح ابنه السعادة يف قيادته لنفسه يف مثل هذه السن دون رقابة‬
‫تحد من جنوح الشباب‪ ،‬ولكي يحافظ االبن على هذه الثقة البد أن يتمثل شخصية‬
‫الحكيم الراهب حتى يطمئن والده أ كثر فيمنحه كثير من الصالحيات دون مراجعة‪،‬‬
‫ويبدأ الـشــاب يف إطالق جـنـوحــه طــال ـمــا ( أن ال ـحـبل م ـتـروك ع ــلى ال ـغــارب ) فــال بــئس‬
‫من فـتـح أبواب الفضول واالستكشاف الالمتناهي معتمدا ً على طموح الشباب وغمرة‬
‫التهور‪ ،‬ومـا أصعبها على الشباب غير المدرك لعواقب األمور‪.‬‬

‫وتـحدث الكـوارث م ـتـتـال ـيـات دون عــلم األب‪ ،‬وقــد ت ـلـعـب ال ـصـدفة الـمـتمثلة يف رحمة هللا‬
‫ويـعـلم األب بــأحد كوارث اب ـنـه الــذي يــستهلك غفلة الثقة ف ـيـما يــعود على األب بالعار‬
‫والخزي‪ ،‬وقد يفقد االبن دراسته ونفسه‪ ،‬ولكن بعد ماذا‪..‬؟ فال يفيد الندم وال تنفع‬
‫الحسرة وقد ضاع الزمن‪ ،‬فيا أيها اآلباء ف ّكروا كثيرا قبل أن تمنحوا أبناءكم هذه الثقة التي‬
‫تتمنوها فيهم‪ ،‬وتريثوا طويال ألن أجيالنا القادمة يأتيها الغزو من كل مكان حتى داخل‬
‫غرفهم عن طرق التواصل االجتماعي‪ ،‬واعلموا أن جني ثمار الثقة التأيت إال بالتنشئة‬
‫الصالحة‪ ،‬وبناء العقل السليم والفكر الرشيد والوعي األكيد‪ ،‬وليس بناء األجسام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المحتويات‬
‫الحماية‪..‬‬
‫بالتربية األخالقية‬
‫شفاء المدمن‪..‬‬
‫مرهون برؤية ذويه‬

‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد ‪ - 36‬أ ﻛﺘﻮﺑﺮ ‪2019‬‬

‫الطالق وآثاره ‪..‬‬

‫التغذية السليمة ‪..‬‬


‫مفتاح صحة القلب‬
‫التسامح‬
‫تغذية‪..‬‬ ‫إرادة‪..‬‬ ‫مسابقة‬
‫العقل‬ ‫وتـحدي‬ ‫العدد ‪..‬‬

‫تصدر عن ‪:‬‬
‫اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات‬

‫في فكر زايد ومنهجه‬


‫مجلة فصلية إخبارية توعوية ثقافية‬
‫( العدد ‪ ) 36‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫اإلشراف العام‬
‫العميد‪ /‬عيد محمد ثاني‬

‫‪22‬‬ ‫‪6‬‬ ‫رئيس التحرير واإلخراج الفني‬


‫النقيب ‪ /‬عادل محمد شاهين آل علي‬

‫التدقيق اللغوي والمراجعة‬


‫األستاذ ‪ /‬سيد عبدالمنعم السيد‬

‫تغذية العقل‪..‬‬ ‫إرادة وتـحدي‪..‬‬


‫الترجمة‬

‫إدمان الحياة‬
‫الوهمية‪!..‬‬ ‫التوزيع برعاية ‪:‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪26‬‬ ‫كل ماينشر في المجلة ال يعبر بالضرورة عن‬


‫رأي القيادة أو المجلة وإنما عن رأي الكاتب‬

‫‪10‬‬ ‫‪901‬‬
‫‪dan.awareness@dubaipolice.gov.ae‬‬
‫الهاتف المجاني ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫البريد اإللكتروني‬
‫قيم وعادات‬
‫التسامح‬
‫في فكر زايد ومنهجه‬

‫توريث التسامح ‪:‬‬ ‫زايد وريادة التسامح ‪:‬‬


‫وال أدل على ذلك من هذه العطاءات والجوائز التي تصل‬ ‫لنرسخ مفهومه وصوره وتطبيقاته‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫نتحدث كثيرا ً عن التسامح‬
‫وتُمنح للقريب والبعيد‪ ،‬من غير نظر إىل خلفيات عرقية‪ ،‬أو‬ ‫ـرســخ ذلك ه ــو الــمنهج الـعـمـلي الذي كان يتمثَّلُه‬
‫وأحــسن م ــا يـ ِّ‬
‫ما تحمله دول الفائزين من نظرة غ ـيــر مـنـصـفـة وال مـعـامــلة‬ ‫رائد التسامح يف العصر الحديث‪ ،‬إن ــه الــشيخ زا ي ــد بن ســلطان‪،‬‬
‫حــسنة لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬فهذه جائزة سمو الشيخ‬ ‫طيّب هللا ثراه‪ ،‬ذلكم الرجل الذي تش َّرب معاين اإلخاء اإلسالمي‬
‫س ـيـف ب ــن زا يــد‪ ،‬نــائــب رئ ـيــس م ـج ـلــس الــوزراء وزيــر الداخلية‪،‬‬ ‫واإلنساين‪ ،‬فعاش به مع الناس أجمعين سعيدا ً يف نفسه ُمسعدا ً‬
‫ل ـلـتحبير ل ـلــقرآن الــكريم وع ـلـومــه‪ ،‬س ـلّـمـهـا ســموه برحابة صدر‬ ‫غيره‪ ،‬فأحبه الناس أجمعون‪ ،‬وهو دليل محبة هللا تعاىل للعبد‪،‬‬
‫وم ـحــبة وســماحــة كاملة للمتسابق اإليراين‪ ،‬وغ ــيره من الدول‬ ‫كما ورد يف الحديث الصحيح‪.‬‬
‫العربية واإلسالمية‪ ،‬جنبا ً إىل جنب مع الفائزين المواطنين‪ ،‬ألنه‬
‫ً‬
‫مـتسامحا‪،‬‬ ‫كـان زايـد الـحاكم‬ ‫ىب عليه يف حضن والده المغفور له‬ ‫يمثل التسامح الذي تر ّ‬ ‫سعادة النفس ‪:‬‬
‫فـلم يكن يـنازع ً‬
‫أحدا في أرض‬ ‫الشيخ زايد‪ ،‬طيّب هللا ثراه‪ ،‬وهكذا هي أفعال بنيه الميامين يف‬ ‫ل ـقــد رأى ال ـنــاس يف سي ــرته وم ـنـهـج حياته كيف عايش اإلنسان‬
‫كل مجاالت النفع العام للبشرية‪.‬‬ ‫م ـتـسـام ــحا ً يف نــفسه‪ ،‬فــكانت تــصرفاته كلها متسامحة‪ ،‬فلمسوا‬
‫أو مال أو فـكر‪..‬‬
‫كراع‪ ،‬وحنانه كأب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ال ـتــسامــح يف س ـيــاسـته كحاكم‪ ،‬ومسؤوليته‬
‫يُـعد زايـد مـجدد الـقيم الـنبيلة فـي شريعتنا‬ ‫ومحبته كأخ‪ ،‬ونظرته للمستقبل كمف ّكر‪ ..‬وكل ذلك مِن َمعين‬
‫ً‬
‫مؤثرا فيمن‬ ‫ً‬
‫فاعال‬ ‫اإلسـالمية‪ ،‬لـذلك بـقي أثره‬ ‫اإلسالم الذي أوجب عـ ـلـيـنا أن ن ـع ـيـش ب ـهــذه ال ـمـعـاين‪ ،‬ب ـحـكم‬
‫التسامح خلق ومبادرات ‪:‬‬ ‫ونعمر األرض ونتآخى‬ ‫ُ‬ ‫استخالفنا يف األرض كبشر نعبد هللا تعاىل‪،‬‬
‫وهذه مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد‪ ،‬حفظه‬ ‫حوله ومن عاصره ‪..‬‬ ‫متعاونين متعارفين‪ ،‬وبذلك نحقق السعادة ألنفسنا ولغيرنا‪.‬‬
‫هللا‪ ،‬التي بلغ مجموع المستفيدين منها ‪ 70‬مليون شخص من‬
‫‪ 86‬دولة‪ ،‬كما أعلنته النتائج السنوية ألعمال مؤسسة محمد‬ ‫زايد عبق الخالفة الراشدة ‪:‬‬
‫بن راشد آل مكتوم العالمية لعام ‪ ،2018‬التي تُوجت بذلك‬ ‫ـراع لــرعيته وشـعـبـه وقاطني وطنه‪ ،‬فح ّدث عن‬ ‫وأما ت ـسـامـحه كـ ٍ‬
‫الحضن الدائف لتلك الفتاة الطاجيكية‪ ،‬التي استعادت عافيتها‬ ‫سجله‬
‫ذلــك وال ح ــرج؛ فـقـد أعاد ف ـيـه م ـنـهج الخالفة الراشدة الذي ّ‬
‫من عيوب ِخلقية قاتلة‪ ،‬لوال لُطف هللا بها بتلك المبادرة من‬ ‫التاريخ بكل فخر‪ ،‬فأحياه زايد بعد اندراسه من قرون طويلة‪ ،‬فلم‬
‫َّ‬
‫وعل‬ ‫هذا القلب الرحيم‪ ،‬وهو منهج زايد المتسامح الذي نهل‬ ‫يأل جهدا ً يف ن ـفـعه‪ ،‬ولــم يبحث عن‬
‫ي ّدخر شيئا ً عــن شـعـبـه‪ ،‬ولــم ُ‬
‫منه الشيخ محمد بن راشد كأحد أبناء صلبه الكرام‪ ،‬وهو الذي‬ ‫هنات أحد‪ ،‬ولم يحاسب مقصراً‪ ،‬ما حمل البعض على أال يتعفف‬ ‫ِ‬
‫يفاخر به دائماً‪.‬‬ ‫عن المسألة أو طـلب الحاجة واإللحاح يف المسائل إىل غير ذلك‪،‬‬
‫والخالصة أن هذا التسامح‪ ،‬الذي هو منهج شيوخنا ودولتنا بل‬ ‫وهو يُس ّر بذلك ويحث حاشيته على توسيع الدائرة للمحتاجين‪،‬‬
‫وشعبنا الكريم‪ ،‬هو الذي كان ينشده زايد الخير ‪-‬عليه الرحمة‪-‬‬ ‫وترسخ‬
‫ّ‬ ‫وإبالغه بذوي الحاجة‪ ،‬حتى تأصل هذا المنهج يف حكمه‬
‫والبد أن نكون جميعا ً به متحلين وله داعين‪.‬‬ ‫يف خليفته ‪ -‬أطال هللا عمره يف صحة وعافية ‪ -‬وأبنائه وشعبه‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫الـتشـريـعـات‬

‫توعية مجتمعية‬
‫مرافق صحية مهيأة ألصحاب الهمم ‪.‬‬ ‫•‬
‫تجهيزات المصاعد الكهربائية ألصحاب الهمم ‪.‬‬ ‫•‬
‫التي تحمي أصحاب الهمم‬
‫مبادرة حاضرين‪:‬‬
‫وال ـمـتـم ـثــلة بـ ـتـوف ـيــر جـ ـهـاز اتـ ـصــال م ـبــاشـ ــر مـ ــن مـ ــوظـ ـفــي‬
‫خدمة المتعاملين يف مواقف النيابة العامة دون الحاجة للنزول‬
‫مــن ال ـسـيـارة ‪.‬‬ ‫لقد ك ـ ّرم هللا الــبشر بــأن اخـتـصــهم بــالـتـكليف‬
‫بــعبادتة وإعمار األرض ‪ ،‬وأمرهم باالجتماع وتكوين‬
‫حقوق ألصحاب الهمم في مرحلة التقاضي ‪:‬‬
‫الـنـسـيـج الـمـجتمعي الــمتكافل ‪ ،‬وأ ك ـدّت الـسـنـة‬
‫مــن حــق األش ـخــاص أص ـحــاب الـهمم المتقاضين أمام النيابة‬ ‫•‬
‫العامة والمحاكم أن تتم معاملتهم معاملة عادلة يف اإلجراءات‬ ‫ال ـنـبـويــة ال ـشــريـفـة عــلى دور االشــخاص أصــحاب‬
‫الـمـشرّع والمجتمع المدني‬
‫البـد مـن تـكاتف ُ‬ ‫القضائية بدون تمييز ‪.‬‬ ‫الـ ـهـ ـم ــم يف ال ـمـجـتـمـع كالً وفــق قــدراتة وإمكانيتة‪،‬‬
‫واألسـرة والـمـؤسـسة الـتعلـيمية واإلعالم‬
‫مــن حــق األشــخاص أصحاب الهمم التواصل معهم والتعبير‬ ‫•‬ ‫فـ ـهــذا الـ ـصــحايب ال ـجـلـيـل عبـدهللا نــجا أم مـ ــكتوم‬
‫عن آرئهم بما يتناسب مع اعاقتهم يف كافة مراحل الدعوى‬
‫– رضي اللة عـ ـنــة – كان ضـ ــريــرآ ‪ ،‬وكان يـ ـ ـك ـلـفه‬
‫وكـافـة الــمرافـق لـدمـج‬ ‫الجزائية باستخدام (برايل او لغة اإلشارة أو بأي طرف آخر‬
‫حسب االقتضاء)‪.‬‬ ‫ال ـنـبـي – صلى هللا عـليه وسلم– ب ـم ـهـام قيادية‪،‬‬
‫وتـأهيل أصحاب الهمم ‪..‬‬
‫مــن حــق األشخاص أصحاب الهمم أوالقائمين علي رعايتهم‬ ‫•‬ ‫ف ـقـد أس ـت ـخـلـفـه نائبا له علي المدينة عند خروجه‬
‫أن يو ّكلوا غيرهم ممن يمتلكون القدرة للدفاع عنهم أو تمثليهم‬
‫للغزو أو القتال‪ ،‬يدبّر شئون المدينة ‪.‬‬
‫يف كافة مراحل الدعوى الجزائية ‪.‬‬
‫مــن حــق األشــخاص أصــحاب ال ـهـمـم عــدم مسائلتهم جنائيا‪،‬‬ ‫•‬
‫ّمن كان منهم وقت ارتكاب الجريمة فاقدا ً اإلدراك أواإلرادة‬
‫ل ـجـنـون أوعــاهــة يف ال ـع ـقـل ‪ ،‬أمــا إذا لــم ي ـتــرتــب عـلـي ال ـجـنـون‬
‫أوالعاهة العقلية سوي نقص أوضعف يف اإلدراك وقت ارتكاب‬
‫الجريمة ُع َّد ذلك عذرا مخففا ‪.‬‬
‫سمع شهاداتهم يف‬ ‫م ــن حــق األش ـخــاص أص ـحــاب الـهمم أن تُ َ‬ ‫•‬
‫مكان وجودهم إذا ُو ٍج َد ما يمنعهم من الحضور حسب األحوال‪.‬‬

‫اإلعفاءات ‪:‬‬ ‫الحقوق العامة حسب التشريع ‪:‬‬


‫•‬ ‫•‬
‫مـمـارســة أي شـكـل مــن أشــكال ال ـتـم ـيـز ضــدهم ‪ ،‬ب ـمـا يف ذلــك‬
‫إع ـفــاء أص ـحــاب ال ـهـمـم مــن ال ـضــرائـب والــرسوم الـجمركية‬
‫الستخدامات أصحاب الهمم‪ ،‬وذلك بناء علي شهادة إعاقة‬
‫ارتكاب أي فعل أوامتناع متعمد يُقصد منه الحصول علي الحقوق‬ ‫م ــن ح ــق األش ــخاص أص ـحــاب ال ـه ـمــم الــمساواة ب ـيـنـهم وبـين‬ ‫•‬
‫أو ال ـخــدمات ال ـمـنصوص عليها يف القوانين والتشريعات السارية‪.‬‬ ‫غـيرهم من األسوياء أمام القانون يف جميع الحقوق والحريات‬
‫صادرة من الوزارة ‪ ،‬وال يجوز التمتع باإلعفاء عن مركبة أخري‬
‫األفعال المحظورة ‪:‬‬
‫إال بعد انقضاء خمس سنوات من تاريخ اإلعفاء السابق أوتلف‬
‫اإلهمال يف ت ـقــديم الــرعايــة األســاس ـيـة أو الحماية الالزمة من‬‫•‬ ‫الـمنصوص عـل ـيـها يف الـقـوان ـيــن والـتـشـريـعـات الـسـاريـة ‪ ،‬وتــعزيز‬
‫احترام كرامتهم‪ ،‬وال يجوز تميزهم بسبب إعاقتهم ‪.‬‬
‫يُـحظر عـلي أي شـخص الـقيام بـأي فعل من‬ ‫جانب القائم علي رعايتهم ‪.‬‬
‫األفعال التالية ‪:‬‬
‫المركبة ‪ ،‬ويف حال التصرف يف المركبة خالل تلك المدة تستويف‬
‫الضرائب والرسوم المقررة عليها ‪.‬‬
‫مــن حــق األش ـخــاص أص ـحــاب ال ـه ـمــم أن ت ـتــم مـعـامـلتهم بما‬ ‫•‬
‫•‬
‫اسـتـخـدام أ يـة م ـصـطـلحات أو أوصــاف أو ألفاظ أوالقيام بأي‬
‫اإلع ـفــاء مــن الــرســوم ال ـم ـقـررة لـمواقــف ال ـســيارات‬ ‫•‬ ‫من حق األشخاص أصحاب الهمم أن يتمتعوا‬ ‫يصون كرامتهم ويحظر إيذائهم معنويا ويحظر ممارسة أي من‬
‫األفـعال أو األلفاظ اآلتية ‪:‬‬
‫ف ـعــل يُ ـق ـصـد مـنـة الـتـقلــيل من شأن أو من قدرات أي شخص‬ ‫بالخدمات التي تقدمها النيابة بدبي ومنها‪:‬‬
‫من أصحاب الهمم‪.‬‬
‫الــمركبات المخصصة ألصحاب الهمم‪.‬‬
‫•‬ ‫اس ـتـخدام أ يــة م ـصـطـلحات أو أوصــاف أو ألــفاظ أو الـقـيـام بــاي‬ ‫•‬
‫•‬
‫اسـتـغـالل ال ـشـخـص مــن أص ـحــاب الهمم أو اإلساءة إلية بأية‬
‫اإلعــفاء مــن الــرســوم القــضائية الدعــاوى التي يرفعها صاحب‬ ‫•‬ ‫أماكن الجلوس المخصصة ألصحاب الهمم ‪.‬‬
‫• مواقف السيارات المخصصة ألصحاب الهمم ‪.‬‬ ‫فـعـل يُقصد منة التقليل من شأنهم ‪.‬‬
‫صورة من الصور ‪.‬‬
‫االحتياجات الخاصة يف إطار تنفيذ هذا القانون ‪.‬‬
‫• اإلعفاء من رسوم خدمة صف السيارات ‪.‬‬ ‫اسـتـغـاللـهـم أو اإلسـاءة إلـيـهم بـأيـة صورة من الصور‪.‬‬ ‫•‬
‫البد من إدماج أصحاب الهمم يف كافة المجاالت وخاصة أنهم‬ ‫•‬
‫تُـ ـعـفـى م ــن الرسـ ــوم واألجــور الـ ـبــريــدي ــة وج ـمـيع ال ـمــراســالت‬ ‫•‬
‫ال ـخـاصــة ب ـصــاحــب االحتياجات الخاصة أو الجمعيات أو المرا كز‬
‫تميزوا عن األسوياء ‪.‬‬
‫الخاصة التي يحددها المجلس ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫شباب بال مخدرات‬ ‫إدمان الحياة الوهمية‪!..‬‬

‫األمن المجتمعي‬
‫هويدا الهاملي‬

‫تأمالت‬
‫كاتبة اإلماراتية‬

‫العزلة والحياة االفتراضية‬ ‫مؤشرات مخيفة ‪:‬‬


‫الوهمية التي يعيشونها‬ ‫وفقا ً للتقرير العالمي (غلوبال ديجتال ‪ )2019‬الذي كشف‬
‫ال شك أن المخدرات‪ ،‬هذه اآلفة الخطيرة‪ ،‬تعد من أقدم اآلفات التي رافقت اإلنسان منذ فجر التاريخ‪ ،‬وهي األشد فتكا ً‬ ‫عبر مواقع التواصل‬ ‫عنه الموقع األميركي الشهير (‪ )wearesocial.com‬بالتعاون‬
‫بالمجتمعات وبنية اإلنسان الصحية والعقلية والنفسية‪ ،‬وال تُقارن أضرارها وتبعاتها مع أشرس أنواع األسلحة يف العالم‪،‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والتي‬ ‫مع شركة (‪ )Hootsuite‬العالمية‪ ،‬فإن مستخدمي اإلنترنت‬
‫آفة‬ ‫فأنجع الطرق لتدمير مجتمع هو أن تجعل المخدرات جزءا ال يتجزأ من ممارسات أفراده‪ ،‬وإن استهداف الجيل الصاعد‬ ‫وب ـسـ ـ ـب ــب سـ ــوء‬ ‫ينمون بمعدل يزيد على مليون مستخدم جديد يومياً‪ ،‬كما‬
‫العصور‬ ‫بهذه اآلفة كفيل بأن يدمر مستقبل أي بلد‪ ،‬ألنه نال من الطاقة الحقيقية للتقدم والتطور‪ ،‬وصادر األمل الذي يتطلع‬ ‫ا س ـ ـتـ ـخـ ــد ا مـ ـ ـه ـ ــا‬ ‫وصل أ كثر من مليون شخص إىل اإلنترنت ألول مرة كل يوم منذ‬
‫الوطن من خالله لمواصلة تقدمه وتحضره وإنجازاته‪ ،‬فإذا ما وقع الشباب فريسة لهذه الطامة الكبرى فبإمكانك التنبؤ‬ ‫أص ـب ـحـت ت ـغــذي‬ ‫يناير ‪ ،2018‬وحسب التقرير الجديد فإنه يوجد اليوم ‪ 5.11‬مليار‬
‫بتدمير كل حلم وكل خطة للتقدم والتحضر‪.‬‬ ‫ل ــدى كـثير م ـن ـهـم‬ ‫مستخدم للهواتف المحمولة يف العالم‪ ،‬بزيادة ‪ 100‬مليون (‪)%2‬‬
‫ف ـ ـك ــر ا ً إ جـ ـ ــر ا مـ ـي ــا ً‬ ‫عن العام الماضي‪ ،‬كما بلغ عدد مستخدمي اإلنترنت ‪ 4.39‬مليار‬
‫وظ ــالم ـيـا ً وتـتـيـح لـهـم‬ ‫مستخدم يف عام ‪ ،2019‬أي بزيادة قدرها ‪ 366‬مليون (‪)% 9‬‬
‫لقد أولت قيادتنا الرشيدة يف دولة اإلمارات العربية المتحدة عناية فائقة باإلنسان منذ عهد التأسيس على يد المغفور له الشيخ‬ ‫الـتـخفي خـلف ح ـسـابات‬ ‫مقابل يناير ‪ ،2018‬والمثير أن عدد مستخدمي وسائل التواصل‬
‫زايد بن سلطان‪ ،‬طيب هللا ثراه‪ ،‬وما تزال قيادتنا الحكيمة تؤسس لبناء جيل الشباب‪ ،‬وتدعمه بكل قوة من أجل تنشئته التنشئة‬ ‫وهمية تنشر العِ داء والكراهية‬ ‫االجتماعي بلغ ‪ 3.48‬مليار مستخدم يف عام ‪ ،2019‬مع نمو‬
‫الصالحة‪ ،‬وزرع القيم العليا يف ضميره ووجدانه‪َ ،‬و ّفرت لهذا الجيل كل أسباب الرفاهية‪ ،‬والخدمات والعيش الكريم‪ ،‬والعناية‬ ‫والعنصرية يف الفضاء الرقمي‪.‬‬ ‫إجمايل يف عدد المستخدمين يف جميع أنحاء العالم بمقدار ‪288‬‬
‫الصحية والنفسية والتعليمية‪ ،‬فلم يعد أمام هذا الجيل الشاب أي عذر لسلوك طريق الدمار والخسران بجريه وراء المخدرات‪،‬‬ ‫مليون (‪ )%9‬يف مثل هذا الوقت من العام الماضي‪ ،‬ويستخدم‬
‫مطالب‬
‫وخلقاً‪ ،‬وال ُم ِّ‬
‫ومصاحبة رفقاء السوء‪ ،‬واالنغماس يف هذه الشهوة الممقوتة والشيطانية وال ُمحرمة شرعا ً وقانونا ُ‬ ‫دعوة للمواجهة ‪:‬‬ ‫‪ 3.26‬مليار شخص وسائل التواصل االجتماعي على األجهزة‬
‫حطمة لكل القيم‬ ‫الرفاهية‬
‫ويف هذا اإلطار فقد أطلق مركز حماية الدويل مسابقة “حماية‬ ‫المحمولة منذ يناير ‪ ،2019‬بزيادة قدرها ‪ 297‬مليون مستخدم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬والكفيلة بإخراج الشباب من دائرة المبادئ السامية إىل أرذل وأسوأ الخلق‪ ،‬عادة تنتزع من الشباب معاين اإلنسانية‬
‫كليب” لمواجهة اإلدمان عموما ً وإدمان اإلنترنت خصوصاً‪ ،‬بحيث‬ ‫جديد يمثلون زيادة سنوية بنسبة تزيد على (‪.)% 10‬‬
‫فال يعودون يأبهون لدين‪ ،‬وال لعادات وال تقاليد وال لرحم‪ ،‬وال لشرف‪ ،‬كل هذه النهايات المؤلمة هي محصلة أكيدة لتعاطي هذا‬
‫تسهدف طلبة الجامعات من جميع الجنسيات داخل الدولة‪،‬‬
‫السم الزعاف بجميع أنواعه‪ ،‬ومهما قلّت كميته والتي يخدع الشاب بها نفسه‪ ،‬ويعتقد أنها لن تضره‪ ،‬لكنها البداية نحو نهاية قاسية عليه‬
‫والطلبة المبتعثين خارج الدولة‪ ،‬إلبداع رسائل‪(..‬كليبات) توعوية‬ ‫ناقوس الخطر ‪:‬‬
‫وعلى أسرته ومجتمعه‪ ،‬وعلى دوره كمواطن موكول إليه أن يبني صروح الوطن ال أن يدمر أغلى ما فيه وهو اإلنسان‪.‬‬
‫يف ‪ 60‬ثانية‪ ،‬ستحظى أفضلها بدعم كبير وصوال ً إىل منابر المنافسة‬ ‫إن هذه األرقام واإلحصائيات بال شك مؤشرات مهمة للمضي‬
‫عربيا ً وعالمياً‪ ،‬آملين تأسيس حِ راك شبايب توعوي قادر على‬ ‫ُقدما ً يف تطور عالم المال واألعمال واالتصاالت‪ ،‬ولكنها بالوقت‬
‫أيها الشاب العزيز ال تعتقد للحظة أنك بإدمانك المخدرات تدمر نفسك فقط‪ ،‬فمن‬ ‫توظيف إبداعه التكنولجي والمعريف يف حماية األجيال القادمة‪.‬‬ ‫نفسه تجعلنا ندق ناقوس الخطر‪ ،‬وتدفعنا لتكثيف الجهود‪،‬‬
‫خالل اتباعك لهذا النهج المظلم ستتحول إىل م ِْع َول هدم لمجتمعك وأسرتك‬ ‫مطلب‬ ‫وتوحيد الصفوف محليا ً ودوليا ً وعالميا ً إليجاد حلول مجدية‬
‫هدم‬ ‫وقيمك ومستقبلك ومستقبل من حولك‪ ،‬وألخالقك وإنسانيتك‪ ،‬وستكون مصدر‬ ‫لمواجهة خطر إدمان اإلنترنت الذي بات يهدد ‪ % 45‬من سكان‬
‫المتناهي‬ ‫قلق ألمن المجتمع‪ ،‬ومشروع مجرم محتمل ال يتورع عن ارتكاب المعاصي‪ ،‬وخرق‬ ‫العالم الذين يستخدمون مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬بنسبة‬
‫وطنك وأسرتك ومجتمعك يريدونك إنسانا ً‬ ‫ذكور تصل إىل ‪ % 57‬ونسبة إناث بلغت ‪.% 43‬‬
‫القانون من أجل شهوته الشيطانية الزائفة‪ ،‬ناهيك عن األضرار المالية واالقتصادية‬
‫على أسرتك ودولتك‪ ،‬والكوارث الصحية التي ستدمر كل خلية فيك‪ ،‬وتحولك إىل‬ ‫مبدعا ً سويا بنا ًء للخير نبراسا ً للفضيلة‪ ،‬فاجعلهم‬
‫كتلة منهكة معدومة الطاقة مستسلمة عديمة الفائدة‪.‬‬ ‫جميعيا ً يفخرون بك‪ ،‬ألن هذا حق الوطن عليك‪.‬‬ ‫مسؤولية توعوية ‪:‬‬
‫وهنا البد من التأكيد على ضرورة تكاتف المجتمع ككل لمواجهة‬
‫خطر إدمان اإلنترنت‪ ،‬الذي تميل بعض المؤسسات الصحية‬
‫نعم إن الحداثة جلبت لنا الرفاهية والراحة‪ ،‬وسهولة الحياة‪ ،‬لكنها حملت إلينا كذلك آفات على‬ ‫حول العالم إىل تصنيفه اضطرابا ً نفسيا ً واجتماعيا ً خطيراً‪ ،‬لكونه‬
‫الشاب أن يتنبه إليها‪ ،‬وال يتبع سبل الغواية‪ ،‬واالنجرار وراء األوهام فيقع فريسة سهلة يف يد عدو ال‬ ‫يؤثر سلبا ً على حياة اإلنسان حاله حال أي نوع آخر من اإلدمان‪،‬‬
‫يرحم‪ ،‬فالحذر كل الحذر من مجرد تجربة هذا الداء كي ال تدخل سرداب الضياع بال رجعة‪ ،‬فتتحول‬ ‫وهذا يحمل يف طياته إشارة واضحة إىل أن مواجهة إدمان اإلنترنت‬
‫أيها الشاب طاقتك إىل خمول‪ ،‬وطموحك إىل يأس‪ ،‬وعزيمتك إىل استسالم‪ ،‬تصبح بين ليلة‬ ‫الحداثة‬ ‫مسؤولية الجميع‪ ،‬بدءا من األسرة التي يقع على عاتقها الدور‬
‫وضحاها عالة على غيرك‪ ،‬ومصدرا للخطر‪ ،‬ومنبوذا مكروها من أقرانك‪ ،‬وحتى من والديك وأسرتك‬ ‫واآلفة‬ ‫األكبر يف توجيه األبناء وتوعيتهم‪ ،‬ومرورا ً بالمؤسسات األمنية‬
‫ومجتمعك‪ ،‬ال تصنع من نفسك وباء يتجنبه كل من حولك‪ ،‬وطنك وأسرتك وذاتك‪ ،‬تستحق أن‬ ‫واإلعالمية والتعليمية والرياضية والصحية والفنية وغيرها‪ ،‬ذلك‬
‫بان لصروح الخير‪ ،‬ومؤسس‬ ‫تحفظهم‪ ،‬وتنميهم‪ ،‬وتقدم لهم نفسك على أنك صانع للمستقبل ‪ٍ ،‬‬ ‫أن كل طرف من تلك األطراف يحمل على عاتقه رسم نهج‬
‫لقيم اإلنسانية العليا‪ ،‬ومساهم يف سعادة المجتمع واستقراره وأمنه‪.‬‬ ‫توعوي شامل و ُمستدام يسهم يف إنقاذ الشباب والمراهقين من‬

‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫ضرب كل من يحاول الوصول إىل الموز دون‬
‫أن تسأل نفسها لماذا؟ لقد تم تدجين هذه‬
‫تكون يف مصاف األمم المتقدمة‪ ،‬فعلينا‬
‫أن نسعى ونحاول دائما ً من أجل التطوير‬ ‫ال يهم إن كنت أسدا ً‬
‫الـطريق ‪..‬‬

‫إتجاهات‬
‫ال ـقـرود ح ـتـى ك ـفـت عــن الــمحــاولة‪ ،‬ومنعت‬ ‫ليع ّم النمو واالزدهار‪ ،‬وحدهـا‬ ‫والــتحسين ُ‬ ‫أو غزاالً‪ ،‬فمع إشراقة كل صباح‬
‫غ ــيرها من المحاولة‪.‬‬ ‫المجتمعات التي تحاول أن تنفض الغبار‬

‫إلـى النجاح‬
‫يتعين عليك أن تعدو أسرع من‬
‫ي ـ ـقــول (ادري ـسـون ســويــت مــاردن) “هــؤالء‬ ‫عــن ق ـلـبـها وعـقـلـهـا وعيونها تبصر طاقتها‬
‫الذين يـتـمـتـعـون يف طـبـيـعـتـهم بذلك السعي‬ ‫الـمـكنونة وتـنـطلق ن ــحو ال ـنـجــاح والــمنعة‬ ‫غيرك حتى تحقق النجاح ‪..‬‬
‫الـحـتـمي وراء األفـضـل والـذين ال يقبلون أي‬ ‫والـقـوة بـعيدا ً عن الوهم واجترار الماضي‬
‫محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫شـيء أقــل مـنـه‪ ،‬هــم الـذين يـحـمـلون را يـات‬ ‫وثقافة اللوم‪.‬‬
‫التقدم ويضعون المقاييس والمثل لآلخرين”‬ ‫ه ـنــاك س ــؤال يَــرد إىل ال ــذهن ه ــنا‪ ،‬كيف‬
‫فلتبدأ‪ ،‬ولتعامل كل شيء بداخلك وحولك‬ ‫تـ ـس ـتــخدم طــاقــتك اإليــجاب ـي ــة ل ـت ـن ـجـح‬
‫ومعك وعـليك كما تحب أن تُعامل ولتبادر‬ ‫وتـ ـت ـغ ـيــر؟ وم ـ ـ ــن ث ــم تُ ـغ ـيــر م ـ ـح ـي ـط ــك‬
‫بإقناع نــفسك بال ـنـجاح‪ ،‬وأنــه لن يقف شيء‬ ‫ومجتمعك وعالمك؟ يقول غاندي‬
‫الدكتور ‪ /‬أحمد عبداهلل النصيرات‪ ‬‬
‫أمام طريق نجاحك مهما كان‪ ،‬فالعالم يفسح‬ ‫“كن الـ ـتـغـيـيـر الــذي تــري ــد أن ت ــراه” إن‬ ‫استشاري تطوير إداري‪ ‬‬
‫الطريق ل ـمــن ي ـعــرف وجــهته وي ـثــق ب ـقــدرته‬ ‫وأن ت ـم ـنــح ن ـفـســك فـرصة كاملة لتعمل‬ ‫ال ـبــدء بال ـنـفس ه ـ ــو األساس ألي تـغ ــيير‬
‫ع ــلى الــوصــول إلـيـها‪ ،‬عليك أن تقنع نفسك‬ ‫وتـج ّرب وتحاول‪ ،‬إن حكمك اإليجايب عـلى‬ ‫ف ـ ــردي أو ج ــماع ــي‪ ،‬حــتى ت ـت ـغـيـر لـتنجح‬
‫سئل مروض (الفيلة) لِم تقيدون الفيل على ضخامته بقيد صغير وسهل‬ ‫ُ‬
‫وتقتنع بأنك محور التغيير‪ ،‬وبعدها‪ ،‬سترى‬ ‫األمور هو الذي سيسهل مهمتك ويدفعك‬ ‫فأنت تنطلق م ــن نظرتك اإليـ ـجــابـ ـيـ ــة‪،‬‬
‫الكسر؟‪ ،‬لِم ال يحاول هذا العمالق أن يهرب أو يكسر القيد؟ أجاب‪ :‬بعد أن‬
‫ل ــذة الــنجاح ع ـلــيك وعــلى غ ـيـرك مــن بـيـئـة‬ ‫إىل اإلصــرار ع ــلى ال ـع ـم ــل وال ـم ـحــاولــة‬ ‫وتفاؤلك ب ــمستقبل تصنعه أنت أوال ً وال‬ ‫يُولد الفيل يتم تقييده وهو صغير بقيد يكون من الصعب عليه كسره نظرا ً‬
‫ومجتمع‪ ،‬وبعدها أيضا ً ستنسجم مع نفسك‬ ‫والتجربة لتحقيق النجاح‪ ،‬كما أن نظرتك‬ ‫أحد غيرك‪ ،‬عليك أن تقرر أن تكون فاعالً‬
‫لصغر سنه‪ ،‬يحاول الفيل الصغير التحرر من قيده إىل أن ييأس ويتوقف عن‬
‫ألنك اقتربت من فك ألغازها وإدراك أسرارها‬ ‫اإليجابية الواثقة هي التي تدفعك إىل أن‬ ‫يف ال ـحـيـاة وم ــؤثرا ً بــها‪ ،‬ال متأثرا ً بها‪ ،‬ال بد‬
‫المحاولة‪ ،‬وبعد أن يكبر ويصبح ضخما ً ال يفكر أبدا ً يف فك هذا القيد العتقاده أنه‬
‫ومعرفة قدراتها إلطالق طاقتك اإليجابية نحو‬ ‫تــستثمر وقتك يف محاوالت ستاليق حتما ً‬ ‫أن تسبر أغوارك لتخرج المخزون الهائل‬
‫ال يستطيع دون أن يجرب أو يحاول كسر قيده واالنعتاق منه‪.‬‬
‫كل شــيء إ يـجـايب ونــاجــح وبـنّـاء‪ ،‬فـال شـيء‬ ‫التوفيق والنجاح‪.‬‬ ‫م ــن الــطاقة اإليجابية وتجعله وقودا ً ينير‬
‫ال يعرف كثير من الناس كم كان ّوا قريبين من تحقيق أهدافهم وصنع نجاحهم‬
‫ي ـمـكـنـه أن يـقـف أمــام اإلرادة الـبـشـريـة التي‬ ‫هذه قصة سلبية ولكنها هنا للعبرة والتوضيح‪،‬‬ ‫شـ ـعـلة در بــك و ي ـطـ ـم ــس ظــالم ال ــخوف‬
‫عندما توقفوا عن المحاولة إنها المثابرة والعزيمة واإلصرار‪ ،‬هذه هي صفات‬
‫تحدد أهدافها وتص ّر على تحقيق نجاحها‪.‬‬ ‫تذكرون قصة القرود الخمسة التي أُدخلت إىل‬ ‫والتردد من ح ـيــات ــك‪ ،‬ب ـبـسـاطــة عـلـيـك أن‬
‫الناجحين التي تمنحهم األجنحة التي توصلهم إىل قمم عالية ال يستطيع‬
‫قـفـص فـيـه سـلّم ويف أعـلى القفص قطف‬ ‫تقتنع أوال ً بأنك قادر‪.‬‬
‫غيرهم الوصول إليها وال حتى التفكير بإمكانية التربع عليها‪ ،‬لكي‬
‫موز وكـلّما حاولــت الـقـرود اسـتخدام الـسلم‬
‫تنجح عليك أن تحاول بكل طاقتك ويجب عليك أن تستمر‬
‫للوصــول إىل الـمـوز؛ تــم رشها بالــماء ال ــمغلي‬
‫يف المحاولة‪ ،‬عليك أن تنجح ألنك ُخلقت لتكون ناجحا ً‬
‫فتسقط جميع القرود عـلى األرض‪ ،‬إىل أن قام‬
‫وعليك أن تثق بأنك قادرٌ على صنع “فرح حقيقي” لك‬
‫رشه بالماء‬ ‫فتم ّ‬‫أحد القرود منفردا ً بالمحاولة ّ‬
‫ولآلخرين‪ ،‬عليك أن تقتنع أوال ً قبل غيرك بأن بداخلك‬
‫المغلي ووصـل الـماء إىل بــايق الـقـرود‪ ،‬فقامت‬
‫“كنزا ً ثميناً” هو مفتاحك للنجاح الحقيقي‪.‬‬
‫ب ـقـية القرود بضرب القرد الذي حاول‪ ،‬وبعد‬
‫ال يتعلق هذا الكالم بالفرد فقط‪ ،‬بل ينطبق على كل‬
‫فـترة تم استبدال أحد القرود بقرد جديد لم‬
‫المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬فال يمكن أن يكون هناك‬
‫يشاهد العملية‪ ،‬وحين حاول أن يصل للموز‬
‫مجتمع متماسك ي ـتــطلع إىل الــرفاهية دون أن‬
‫ضربته القرود األربعة‪ ،‬واستمرت القرود يف‬
‫يكون مجتمعا ً خال ّقا ً ولن يكون خالقا ً إال إذا‬
‫استطاع أفراده استخراج طاقتهم “اإليجابية”‬
‫الكامنة ب ــداخ ـلــهم وت ـحــوي ـلـها إىل مــمارسات‬
‫البـد أن يـعيش المجتمع حالة اإليجابية‬ ‫عملية يومية تشيع بينهم وتصبح جزءا ً من‬
‫الخلقة حتى يحقق النجاح الشامل ‪..‬‬‫ّ‬ ‫ثقافتهم وتفاصيلهم اليومية‪..‬‬
‫تجلس األمم على كنوز مــن الـ ـطــاقــة اإليجابية‬
‫المكتنزة داخل كل ف ــرد فــيها‪ .‬ومــا عليها إال أن‬
‫تـحـتاج الـمـجتمـعات إلــى قـادة يُـخرجون‬ ‫تلتزم وتعمل وتـحـاول مــن أجــل الــبناء والتطوير‬
‫وإعالء صوت الحق والقانون والنظام إذا أرادت أن‬
‫الـطاقة اإليجابية في أفراد مجتمعاتها ‪..‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫شفاء المدمن‪..‬‬

‫رؤية سينمائية‬
‫مرهون برؤية ذويه‬
‫مالحقات ‪:‬‬ ‫بداية الهاوية ‪:‬‬
‫ونرى المتابعة الحثيثة لل ــمدمن “ المتعايف”‬ ‫وقد بدأ الفيلم بمشاهد مؤثرة أهمها مشهد حادثة وفاة زوجة‬
‫مــن ِق ـبـل الــفريــق الطبي الــمعالج المتمثل‬ ‫البطل وابنه بينما كانوا يف نزهة حرص هو على إدخال السعادة‬
‫يف ص ــاحــب الـ ـم ـسـتـش ــفى واب ـنـتـه الـطـبـيـبـة‬ ‫يف قلوبهم مما سبب له إحباط وا كتئاب لشعوره بالذنب تجاه‬
‫الـمـشـرفـة عـ ــلى عـ ــالج ــه وزم ـيـلـتـهـا وع ــدم‬ ‫موتهم وبحثه عن وسيلة للخروج من هذه الحالة والهروب من‬
‫االكتفاء ب ـمـجــرد صــرف األدوية ونــرى أيضا‬ ‫الواقع فيقع فريسة يف مستنقع التعاطي واإلدمان‪ ،‬ومن هنا نجد‬
‫حرص األطباء على أخذ القصة المرضية‬ ‫أهمية تقدير موقف ابننا المدمن ويقيننا أنه (مريض) وليس غير‬
‫كاملة وت ــاريخ ال ـحــالــة ب ـمــا ف ـيــها حــتى‬ ‫ذلك‪ ،‬والعمل على احتوائه منذ الدقيقة األوىل الكتشافنا ذلك‬
‫عــناو يــن األصــدقــاء واألمــاكن الـتي يتردد‬ ‫كما فعلت أسرة الطبيب المشهور صاحب المستشفى الكبيرة‬
‫عليها والتي يمكن أن تكون مالذا له يف‬ ‫والتي تربطه بهم عالقة قديمة قبل وفاة والد البطل‪ ،‬وكان يمكن‬
‫حالة انتكاسته المحتملة وعودته إىل‬ ‫لهذا الطبيب وابنته الطبيبة البعد عن هذا “المدمن” بما يمكن أن‬
‫التعاطي واإلدمان مرة أخرى‪.‬‬ ‫يحدث له من مشاكل قانونية وغيرها‪.‬‬
‫وتظهر مشاهد كثيرة يف الفيلم إصرارهم على احتوائه وتشجعيه‬
‫الوعي الطبي‪:‬‬ ‫على العالج وإنقاذه من مغبة هذا المجال اللعين ومستقبله‬
‫وشاهدنا م ــدى دقة الصيدالين وت ــوخــيه ال ــحذر يف ص ــرف وصفة‬ ‫المليء بالعواقب الوخيمة على “المدمن” وكل ما يحيط به‪،‬‬
‫األدوية الــمخدرة حــتى لو كــانــت ســليــمة وعــدم تسليمها بسهولة‬ ‫وخصوصا مشهد محاولة هروب البطل من المستشفى ليأسه‬
‫و يُسر وكيف أنه تأكد بـ ـن ـفــسه مــن م ـصــدرها واتــصل بــصاحب‬ ‫من العالج وعدم قدرته على االستمرار ومواجهة حقيقة َف ْقد‬
‫الــمس ـت ـشــفى الــدك ـتــور المعالج ليكتشف الحــقيقة وي ــبعد خ ــطر‬ ‫أسرته يف الحادث كما يتصور وإحساسه بالذنب الكبير تجاه ذلك‪.‬‬
‫عــودة المدمن للتعاطي مرة أخرى (كانت أ كبر مساعدة)‪.‬‬ ‫كل هذا طبعا مع مرحلة االشتياق للمخدر لتعوده الجسدي‬
‫تُعد ق ــصة فـيـلم ( الـمـدمـن ) الـتـي قدمتها‬
‫شاهدنا أيضا ضرورة إعطاء الثقة للمتعايف بعد تجاوزه مراحل‬ ‫والنفسي عليه ولشدة األعراض االنسحابية التي كان يعاين منها‬
‫ً‬
‫جزافا‬ ‫العالج والوصول للتعايف النهايئ وعدم إلقاء التهم عليه‬ ‫كما شاهدنا يف الفيلم‪.‬‬ ‫السينما ال ـعـربية مــن أفـضـل الـقـصـص‬
‫والــشك ف ـيــه م ــما ق ــد يــدف ـعـه لالستسهال والعودة مرة‬ ‫التي كـانــت ل ـهـا رؤيــة مـسـتـقـبلية يف كيفية‬
‫أخرى للتعاطي (انتكاسته) كما حدث يف موقف سرقة الحقن‬ ‫جـمـيل أن تـعـالـج الـسـينما قـضايا الـمجتمع‬ ‫م ـسـاعــدة (االبــن الــمدمن) على الشــفاء‬
‫المخدرة بواس ــطة أحد ال ــعامـ ـلــين بالـ ـم ــستشفى م ــن ص ــيدلية‬
‫بـطرق مـباشرة وغير مـباشرة‪ ،‬وأن تبث الوعي‬ ‫والــتعايف مـتـسل ـح ـيــن باإلصـ ــرار والــوع ــي‪،‬‬
‫المخدرات بالمستشفى وأن التسرع بإلصاق التهمة بالبطل كاد‬
‫والـرؤية الـمستقبلية التي توقـعـهـا الـفيلم‬
‫يتسبب يف انتكاسته‪.‬‬ ‫الـمنشود للمجتمع ‪..‬‬
‫ُ‬
‫ويل أخ ـيــرا ه ـم ـســة يف أذن ذوي كل “م ــدم ــن” ع ـل ـيــكم بــاحتوائه‬ ‫احتوتها دولـتنا الفتية حيث تسعى إىل‬
‫واإلصرار ع ــلى ع ــالج ــه بـ ـغــرض ش ـفــائــه الـكامــل وعــودته لحــياته‬ ‫ضرورة العالج ‪:‬‬ ‫ت ـحـقـيـق أفـضـل الـنـسـب العالمية للشفاء‬
‫الطبيعية وعدم اليأس فاإلدمان (مرض) وله عالج‪.‬‬ ‫ومـشـاهــد ك ـثــيرة بــالـفـيــلم ت ــوض ــح ض ــرورة دخـ ــول “ال ـمــدمــن”‬ ‫من اإلدم ــان‪ ،‬ل َِم ال وه ــي ت ـس ـعــى ل ـلــرقــم‬
‫وخصوصا أننا هنا يف دولة اإلمارات الحبيبة تتوفر كل‬ ‫ل ـلـمـستــشفى أو احــدى م ــرا ك ــز ع ــالج وت ــأهيــل المدمنين للعالج‬
‫(واحد) ن ـحــو األف ـ ـضــل يف جـ ـم ـيـع ال ـحـاالت‪،‬‬
‫الــوسـائـل ال ـمـتـاحــه للــعالج مــن اإلدمــان وال ـتــأهيل ب ـيــسر‬ ‫والبقاء به طبقا لتعليمات الطبيب النفسي المختص بعالج الحالة‬
‫ودل ـيــل ذلــك إن ـجــازها ال ـفـضـايئ الـمتمثل يف‬
‫وســهولة ومجانا ً يف أماكن كثيرة بالدولة مثل (مــرا كز التأهيل‬ ‫حتى يأذن له بالخروج من المركز بعد استقرار حالته الجسدية‬
‫والمستشفيات العامة) و يـ ـشــرف عـ ـل ـي ـهــا نخبة متميزة من‬ ‫والنفسية وتأهيله نفسيا واجتماعيا ً وبدنيا ً كي يستطيع العودة‬ ‫رائد الفضاء العريب اإلمارايت لم يكن إال ن ـتــيجــة‬
‫أمهر األطباء النفسيين المتخصصين‪.‬‬ ‫نشيطا ومنتجاً‪.‬‬
‫ً‬ ‫إىل المجتمع الذي كان يعيش فيه عضوا‬ ‫ج ـهــد وب ـحـث وعــلم وإص ــرار لتحقيقه‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫الحماية‪..‬‬
‫تعزيز الحماية ‪:‬‬ ‫تحديات وعراقيل ‪:‬‬
‫ولكن ه ــل ت ـس ـت ـط ـ ـيــع م ـبــادرة الــتربية‬ ‫وبـســبب اخ ـتــالف ال ـمـؤثـرات ال ـتـي تـؤثر‬

‫وقفات‬
‫األخالقية المساهمة يف تعزيز وعي أبنائنا‬ ‫يف المحور األســاســي واأله ــم لـلـعـمـلـية‬
‫بذواتهم وبثقاقتهم و م ـجـتـمعـهـم وهــل‬ ‫الـتـعـلـيـم ـي ــة “الـطالب” الـ ـ ــتي نــعاي ــشها‬
‫تــستطيع وقايتهم وتمكينهم من مواجهة‬ ‫يف الــقرن ‪ ،21‬تــولّــدت ت ـحــديات م ـعــاصرة‬

‫بالتربية األخالقية‬
‫الـتـحديات الـمـعـاصرة‪..‬؟ وإذا كانت اإلجابة‬ ‫لم ت ــكن ت ـشــكل م ـصــدرا ً لـلـقـلـق فـيـم ـ ــا‬
‫بنعم‪ ،‬كيف سيتم ذلك‪..‬؟ يف العديد من‬ ‫م ـض ــى‪ ،‬ت ـحــديـ ــات ت ــالم ــس ق ـيــم أب ـنـائنا‬
‫دول الـعـالم المتقدمة يـتـم تعريف الطلبة‬ ‫األخالقية والمجتمعية و التي قد تؤدي‬
‫بالمعلومات وإ كسابهم المهارات الالزمة‬ ‫إىل هشاشة يف شخصياتهم و ضعف يف‬
‫للتصدي و الوقاية من العديد من اآلفات‬ ‫أنماط تفكيرهم واتخاذهم للقرار‪ ،‬كما قد‬
‫والمشاكل السلوكية و الفكرية من خالل‬ ‫ت ـسـبـب ه ــذه الـتـحديات يف ت ــطور الـعديد‬
‫كما ن ــدع ــو اآلباء ب ــأن يــكونوا أدوات فــاع ــلة‬
‫المنهج ال ـمــدرسي‪ ،‬واألن ـش ـطــة الــصفية‬ ‫م ــن الــمش ــاكل ذات األبع ــاد الـ ـم ـخ ـتـلفة‬
‫وإ ي ـجــاب ـيــة يــدا ً ب ـيــد مــع الـمـعلمين لـ ـتــعزيز‬
‫والالص ـفــية و غـيرها من الوسائل‪ ،‬و تعتبر‬ ‫ك ــاالن ــحراف ال ــفكـ ــري وض ـ ـ ـي ــاع ال ــهوي ــة‬
‫أسس وق ــيم التربية األخالقية لدى أبنائهم‪،‬‬
‫مـبـادرة الـتـر بـيـة األخالقية فــريدة ب ـطـابـعـها‬ ‫وال ـش ــروع يف تـ ـعــاط ــي ال ـم ــواد الــمخدرة‪،‬‬
‫وكلــنا ثقة و يقين بأن تطبيق هذه المبادرة‬
‫ومتواها حيث أنها تركزعلى تقوية عوامل‬ ‫وم ــن شأن ه ــذه ال ـتــحديات التأثير سلبا ً‬
‫على أرض الواقع سيكون بمستوى يرىق‬
‫الحماية لدى الطالب والتقليل من عوامل‬ ‫ع ــلى م ـنـظومة ال ـت ـعـلـيم و عــرقلة الخطة‬
‫بدولة الترضى إال بالمركز األول‪.‬‬
‫الخطر والتي قــد تزيد من احتمالية وقوعه‬ ‫الــموضوعة لتحقيق رؤية دولتنا الحبيبة‬
‫يف الــمشاكل ال ــسلبية‪ ،‬وذلك م ــن خ ــالل‬ ‫فعلى سبيل المثال أثبتت الدراسات أن‬
‫تـناغـم مـبادرة التربية األخالقية‬
‫تعزيز مجموعة من األسس والتي تصب‬ ‫تـعـاطي ال ـمــواد ال ـمـخدرة يف س ــن م ـب ـكــرة‬
‫مع مبادئ ديننا الحنيف الداعي‬ ‫يف تحفيز الذات و صقل شخصية الطالب‬ ‫يـساهم يف خفض الـ ـمــعدالت الــدراسـ ـيــة‪،‬‬
‫إلى مـكارم األخالق جدير بعمق‬ ‫وت ــسليحه بال ـصــفات ال ـم ـهـمـة (كالمرونة‬ ‫وزيادة أيام التغيب عن المدرسة و ترك‬
‫وض ــبط ال ـن ـفــس وت ـعـزيز القيم األخالقية‬ ‫الدراسة‪ ،‬وبسبب االنفتاح التكنولوجي‬
‫الرؤية لحكام هذه البالد ‪..‬‬
‫لديه كالتسامح‪ ،‬االحترام‪ ،‬االعتدال وغيرها‬ ‫الهائل ُولدَت تحديات رقمية جديدة تؤثر‬
‫من القيم)‪ ،‬كما تهدف المبادرة من خالل‬ ‫على قيم أبنائنا وسلوكياتهم و تحصيلهم‬
‫ال ـبــرنــامــج الــذي تــم ت ـطــويــره لتــتناسب‬ ‫العلمي كالـ ـت ـنـمر األلك ـتــروين الذي ب ــات‬
‫مــخرجــاتــه مــع ال ـفـئـات العمرية المختلفة‬ ‫يؤرق المجتمع ب ــكافة شرائ ــحه‪ ،‬وول ــعل‬
‫إىل ت ـعــزي ــز م ـفـهـوم ال ـصـحـة النفسية لدى‬ ‫مبادرة التربية األخالقية التي تم إطالقها‬
‫أب ـنــائ ـنـا الطلبة باعتبارها جزءأ اليتجزأ من‬ ‫بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد‬
‫ص ــحة الـ ــفرد ك ــما س ـي ـتــم تـعريف الطلبة‬ ‫بن زايد آل نهيان ويل عهد أبوظبي‪ ،‬نائب‬
‫ب ـمـقـومات ال ـص ـح ــة الـنـفـسـيـة ودورهـ ــا يف‬ ‫الــقائد األع ــلى للقوات الـ ــمسلحة بـ ــدولة‬
‫إدراك الذات وتعزيز الصحة العامة‪.‬‬ ‫اإلم ــارات يف ‪ 2016‬و ال ـتــي ت ـهــدف إىل‬
‫بناء ال ـش ـخ ـصــية‪ ،‬وغ ــرس ال ـق ـيــم ‪ ،‬ورعاية‬
‫إعالء وتقدير ‪:‬‬ ‫ال ـمـجـتـمـع و تـقـدير الـذات كـفـيـلـة بـتـعـزيز‬
‫وب ـعــد االن ـتــهاء م ــن رح ــلة ال ـت ـخـطـيـط‬ ‫دور الـمدرسة يف مــجال الــوقاية والـتصدي‬
‫واإلعداد ل ـهــذه الــمبادرة الرائدة نُث ّمن‬ ‫للعديد من اآلفات السلبية ‪.‬‬
‫كل الجهود المباركة التي وضعت‬
‫ر ّكزت األجندة الوطنية لرؤية اإلمارات ‪ 2021‬على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى يُ ِّ‬
‫مكن‬
‫هــدفها األساسي االستثمار يف‬ ‫أرسل الله رسله كافة ُمبشرين‬
‫أبـ ـنــائ ــنا الـ ـطــلبة وت ـمـك ـيـنـهـم‬
‫ومـنـذريـن‪ ،‬وداعـيـن إلـى نشر‬‫ُ‬ ‫طلبتنا من التنافس المعريف عالم ًيا‪ ،‬كما يساعد على صقل مهاراتهم وإعدادهم للمستقبل‪،‬‬
‫ل ـيــغدوا مـ ـ ـحــركات نـ ـ ـ ـجــاح‬
‫لعملية التطور المتناغم‬
‫مـكارم األخـالق عـمـاد التربية‬ ‫ولتحقيق هذه الرؤية و األهداف المنشودة تضافرت جهود العديد من جهات الدولة و مؤسساتها‬
‫األخـالقية ‪..‬‬
‫الذي تـ ـشـ ـه ــده الــدول ــة‪،‬‬ ‫التي تؤثر يف المنظومة التعليمية سوا ًء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫حماية‬
‫يف حكمهمــا والقائــم علــى رعايــة الطفــل بتوفيــر‬ ‫الدولة والطفل ‪:‬‬
‫متطلبــات األمــان األســري للطفــل يف كنــف أســرة‬ ‫ً‬
‫أعطى القانون حقوقا أساسية للطفل تتمثل‬
‫متماســكة ومتضامنــة‪ ،‬والحــرص علــى تربيــة‬ ‫يف حقه يف الحياة واألمان على نفسه‪ ،‬مع تك ُّفل‬
‫الطفــل ورعايتــه وتوجيهــه ونمائــه علــى أفضــل‬ ‫الدولة بتوفير جميع المتطلبات الضرورية لتوفير‬
‫نحــو ممكــن‪.‬‬ ‫بيئة آمنة ومناسبة لنمو الطفل وتطوره ورعايته‪.‬‬
‫وقـد جـاء أول الحقـوق منـذ لحظـة ميلاد الطفـل‪،‬‬
‫القانون وصحة الطفل ‪:‬‬ ‫حيـث كفـل لـه القانـون الحـق يف الحصـول علـى‬
‫وحفاظ ــا ً عل ــى صح ــة الطف ــل فق ــد ن ــص‬ ‫ـان مـن‬ ‫اسـم مناسـب ال ينطـوي علـى أي مع ٍ‬
‫القانــون علــى حظــر بيــع التبــغ أو منتجاتــه‬ ‫شـأنها االنتقاص من كرامته كإنسـان‪ ،‬وأال يكون‬
‫للطفــل‪ ،‬وكذلــك حظــر التدخيــن يف وســائل‬ ‫منافيـا ً للعقائـد الدينيـة والعـرف االجتماعي‪ ،‬كما‬
‫المواص ــات العام ــة والخاص ــة واألماك ــن‬ ‫وألـزم القانـون والـدي الطفـل أو مـن لـه سـلطة‬
‫المغلقــة يف حــال وجــود أطفــال‪ ،‬كمــا وحظــر‬ ‫قانونيـة عليـه بضـرورة اسـتخراج الوثائـق التـي‬
‫تلعـب األسـرة دورا عظيما في‬
‫جمي ــع أش ــكال العن ــف يف المؤسس ــات‬ ‫تثبـت واقعـة ميلاده وجنسـيته وكافـة األوراق‬
‫نشـأة الطفـل األولـى التـي‬ ‫الثبوتيـة األخـرى التـي يحتاجهـا الطفـل لمتابعـة‬
‫ال ـ ــتعليمية وأل ـ ــزمها بال ـ ــمحافظة ع ـ ــلى‬
‫تمثل له الحماية المسـتقبلية‪..‬‬ ‫كرام ـ ـ ــة ال ـ ــطفل عـ ـ ــند اتـ ـ ــخاذ الـ ـ ـ ــقرارات‬ ‫مسـيرة حياتـه‪.‬‬
‫أو وض ــع البرام ــج‪ ،‬وش ــدد القان ــون عل ــى‬ ‫وكذلك كان القانون سـبّاقا ً يف النص على حق‬
‫حظ ــر نش ــر أو ع ــرض أو ت ــداول أو حي ــازة‬ ‫الطفــل يف التعبيــر عــن آرائــه بحريــة وبالشــكل‬
‫أو إنت ــاج أ ي ــة مصنف ــات أو ألع ــاب موجه ــة‬ ‫الــذي يتناســب وعمــره ودرجــة نضجــه‪ ،‬وشــدد‬
‫للطفــل تخاطــب غرائــزه الجنســية أو تزيــن‬ ‫القانــون علــى إتاحــة الفرصــة للطفــل لإلفصــاح‬
‫ل ــه الس ــلوكيات المخالف ــة ل ــآداب العام ــة‬ ‫عــن رأ يــه فيمــا يتعلــق مــن إجــراءات أو تدابيــر‬
‫والنظ ــام الع ــام‪ ،‬وإل ــزام ش ــركات االتص ــال‬ ‫تخصــه بهــدف تعزيــز ثقتــه بنفســه وتنشــئته‬
‫وم ـ ــزودي خ ـ ـ ــدمة شـ ـب ـ ــكة الـ ـ ــمعلومات‬ ‫كفــر ٍد يُعتــد برأ يــه‪ ،‬فيشــب إنســانا ً قويــا ً نافعــا ً‬
‫اإللكتروني ــة بض ــرورة إب ــاغ الس ــلطات ع ــن‬ ‫لنفســه ومجتمعــه‪.‬‬

‫قانون الطفل‬
‫أ ي ــة م ــواد إباحي ــة لألطف ــال يت ــم تداوله ــا‬ ‫وقــد نــص القانــون كذلــك علــى حظــر تعريــض‬
‫عب ــر مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي وش ــبكة‬ ‫الطفــل ألي إجــراء تعســفي أو تدخــل غيــر قانــوين‬
‫المعلوم ــات اإللكتروني ــة‪.‬‬ ‫يف حياتــه أو أســرته أو منزلــه أو مراســاته‪ ،‬وحظــر‬
‫المســاس ب ـ ــشرفه أو س ـ ــمعته‪ ،‬م ـ ــشددا ً ع ـ ــلى‬
‫حماية ‪:‬‬ ‫تكفــل الدولــة بحمايــة الطفــل مــن جميــع أشــكال‬
‫ومـن أهـم المـواد التـي نـص عليهـا القانـون‪،‬‬ ‫ال ــعادات والـممارس ــات غ ــير األخـ ــاقية الـ ـتـ ــي‬
‫أنـه ويف حالـة وقـوع ضـرر بليـغ علـى الطفـل‬ ‫تمــارس ضــد األطفــال‪.‬‬
‫النـ ـ ـدّعي ال ـفـ ـض ـ ــل وال ـس ـبـ ــق يف ك ـف ـ ــاية اإلس ــام من ــذ الق ــدم لحقوق الطف ــل االجتماعية‪ ،‬فكلما تس ــابقت‬
‫أو وجود خطر محدق به‪ ،‬فعلى اختصاصي‬
‫حمايـة الطفـل أن يبـادر إىل إخـراج الطفـل‬ ‫على الوالدين ضرورة االطالع‬ ‫التش ــريعات العالمية إىل اس ــتحداث تش ــريع ما‪...‬إال وكنّا بفضل اإلس ــام نس ــلك درب هذا التش ــريع قرونا‬
‫مـن ذلـك المـكان ووضعـه يف مـكان آمـن‬
‫على قـانـون الــطـفـل حـتى‬ ‫ليرس ــخ‬
‫ّ‬ ‫ونح ــن ال ن ــدري‪ ،‬فق ــد ج ــاء القانون االتحادي رقم (‪ )3‬لس ــنة ‪ 2016‬بش ــأن حقوق الطفل (وديمة)‬
‫وت ــحت مـ ـسـؤولـيـتــه الـشـخـصـيــة‪ ،‬وأوجـب‬
‫يحيطا طفلهم بكامل حقوقه‬ ‫منه ــج اإلم ــارات يف مواكب ــة التش ــريعات المتوافق ــة م ــع متطلب ــات المجتم ــع‪ ،‬فنراه أف ــرد لفل ــذات أكبادنا‬
‫القانـون المربيـن واألطبـاء واالختصاصييـن‬
‫االجتماعييـن وغيرهـم ممـن تُعهـد إليهـم‬ ‫التي ترعاها دولتنا‪..‬‬ ‫يغط ــي كاف ــة حقوقه ــم‪ ،‬مس ــتنيرا ً بأفضل م ــا تضمنته قوانين مش ــابهة يف بل ــدان عديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تش ــريعا ً مفص ـ ً‬
‫ـا‬
‫حماية األطفال‪ ،‬إبالغ وحدات أو اختصاصي‬ ‫وخاصة تلك التي اس ــتقر عليها الضمير اإلنس ــاين العالمي‪ ،‬بهدف توفير الحياة الكريمة للطفل‪ ،‬ومنع كل‬
‫حماي ـ ــة ال ــطفل يف حــال تـ ـه ــديد س ـ ــالمـ ـ ــة‬ ‫القانون واألسرة ‪:‬‬
‫ال ـطـفــل أو صـحـتــه الـبـدن ـيــة أو ال ـن ـفـس ـيــة‬ ‫ولكــون األســرة هــي أســاس المجتمــع ولبنتــه‬ ‫نحو س ــليم وآمن وصحي‪ ،‬األمر ال ــذي يؤكد ريادة‬
‫م ــا م ــن ش ــأنه إيذاء الطفل والحيلولة دون تنش ــئته على ٍ‬
‫أو األخالقـيــة أو الـعــقلية‪.‬‬ ‫األوىل‪ ،‬فقــد ألــزم القانــون والــدي الطفــل ومــن‬ ‫دول ــة اإلم ــارات وتبوؤه ــا مكان ــة مرموق ــة بين ال ــدول المتقدمة يف هذا المج ــال كما يف المج ــاالت األخرى‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫بناء البيوت ‪:‬‬ ‫الزوجات إىل التردد يف أروقة المحاكم ألجل‬ ‫لماذا العجلة ؟‬

‫مشكالت اجتماعية‬
‫الطالق وآثاره‬
‫تُبنـى ال ـبـيــوت ع ـ ــلى االحـتــرام والـحـ ــب‬ ‫االنتقـام والمطالبـات الزائـدة عـن طاقـة األب‬ ‫والبـد للزوجيـن أن يمنحـا أنفسـهما مـدة‬
‫والرحــمة والـتــفاهم والصبـر علـى ت ــحمل‬ ‫وحرمانـه مـن رؤيـة األوالد ‪ ..‬إلـخ‪...‬‬ ‫كافـ ــية للوص ـ ــول إىل الحـ ـ ــل ال ــمناسب‪،‬‬
‫المسـؤولية وأداء ال ــواج ــبات الـ ــمفروضة‬ ‫وغالبـا مـا يدفـع األوالد ثمـن هـذا الخلاف‪،‬‬ ‫فالحيـاة الزوجيـة ليسـت شـركة تجاريـة‬
‫علـى الزوجيـن والشـرا كة يف ال ــتخطيط‬ ‫فيتأثرون نفسيا وتنعكس هذه اآلثار النفسية‬ ‫يتخلـى أحـد الشـركاء عـن اآلخـر إذا اختلفـا‪،‬‬
‫واتخـاذ الـ ــقرار بـروح الوـ ــد وت ــقدي ــر اآلخـر‬ ‫علـى كل مـا يحيـط األوالد مـن ظـروف‪.‬‬ ‫بـل الحيـاة الزوجيـة مربوطـة بميثـاق غليظ‬
‫وفـ ــهم وجهـات النظـر وتقريبهـا‪.‬‬ ‫وعالقـة وطيـدة بيـن الزوجيـن‪.‬‬
‫أيهما أفضل ؟‬ ‫ولكـن لمـاذا أصبـح االسـتغناء عـن أحـد‬
‫محاولـة إيجـاد حلـول بديلـة ناجحـة تكفـل‬ ‫الطرفين أمرا ً سهالً‪..‬؟ وعلى من نلقي اللوم‬
‫أســوأ نـتـائـج الـخـالفــات‬
‫اس ـتــمرار الــحياة الــزوجية بــهدف رعايـة‬ ‫يف قطـع هـذه العالقـة‪..‬؟ تميـل كفـة اللـوم‬
‫األسـرية هـي االضـطرابات‬ ‫األوالد تحـت ظـل هـذه الرعايـة؟‬ ‫تجـاه الـزوج الـذي سـمح بوصـول العالقـة‬
‫النفسية المدمرة لألوالد ‪..‬‬ ‫أم إنــهاء الــعالقة الزوجيـة وتــدمير األوالد‬ ‫المقدسـة إىل هـذه اللحظـة الحاسـمة التـي‬ ‫الدكتورة ‪ /‬رضية حسن يعقوب الرئيسي‬
‫نظـرا لمـا يترتـب علـى إنهـاء العالقـة؟!‬ ‫اتخـذ فيهـا هـذا القـرار الصعـب‪ ،‬وألنـه تخلّـى‬ ‫مدربة دولية ومستشارة أسرية وتربوية‬

‫تنويه ‪:‬‬ ‫عـن دوره ومسـؤوليته تجـاه البيـت واألوالد‪.‬‬


‫يجـب علـى األسـر إذا أرادت حـل مشـاكلها‬ ‫طرق مختلفة ‪:‬‬ ‫وال ن ـن ــسى أن ن ــوج ــه اللـ ــوم لل ــزوجة التـي‬
‫أن تلجـأ إىل األهـل واألحبـاب المشـهود‬ ‫هـل يعنـي ذلـك أن األسـر المتماسـكة ال‬ ‫ت ـهـاونــت يف دوره ــا ولـ ــم ت ـهـتــم ب ــالمنزل‬
‫لهـم بالحكمـة والـرأي‪ ،‬والتريـث والتحلـي‬ ‫تعاين المشـكالت األسـرية؟ اإلجابة ‪ :‬نعم إنها‬ ‫وتركتـه للخـدم وخرجـت مـن منزلهـا تبتغـي‬
‫بال ـصـ ــبر‪ ،‬وضـ ــرورة إدارة الـ ـ ــحوار ال ـب ـنــاء‬ ‫تعـاين المشـكالت ولكـن هـذه األسـر تملـك‬ ‫األجـواء الجديـدة خارجـه‪.‬‬
‫اإلي ـ ــجايب‪ ،‬والل ـ ــجوء إىل ن ـ ــصح وإرشــاد‬ ‫طرقـا مختلفـة لحـل خالفاتهـا إمـا بالحـوار‬
‫كبـار السـن لمـا فيهـا مـن خبـرات األسـرة‬ ‫الناجـح أو االحتـواء أو التغافـل أو غيرهـا مـن‬ ‫مبررات الطالق ‪:‬‬
‫المترا كمـة‪.‬‬ ‫الطـرق التـي تدفـع المركبـة إىل األمـام‪.‬‬ ‫وقد يكون انعدام الحوار الناتج بين الزوجين‬
‫والبـد أن نغـرس يف نفـوس أوالدنـا أهميـة‬ ‫يف حـل م ـشــكالتــهما أحـد األسبـ ــاب ال ــتي‬
‫ومكانـة األسـرة‪ ،‬وضـرورة ثقيـف أفرادهـا‬ ‫تُسـرع باتِخـاذ القـرار الخاطـئ‪ ،‬فالطلاق حـل‬
‫غالبا يفتقد الزوجان بصيرتهما‬
‫قبـل اللجـوء إىل الـزواج نفسـيا واجتماعيـا‬ ‫نعـم‪ ،‬ولكـن للمشـكالت المسـتعصية الحـل‪،‬‬
‫وش ـخـصــيا كـي نـحــظى بأسـ ــرة ف ـ ــاهمة‬ ‫عند اتخاذ قرار الطالق‪ ،‬وال يدركا‬ ‫مـ ــثل ( التعاطـي أو الشـرب أو عـدم اإلنفـاق‬
‫متماسـكة مسـتقرة‪.‬‬ ‫مخاطره إال بعد فوات األوان ‪..‬‬ ‫أو الهجـر أو الضـرب المبـرح المتكـرر)‪ ،‬وهنـا‬
‫يكـون الطلاق رحمـة للطرفيـن وحلا سـليما‬
‫األسـرة نواة المجتمع‪ ،‬يف اسـتقرارها اسـتقرار‬
‫البعـاد الضـرر عـن الحيـاة الزوجيـة‪.‬‬
‫للـ ــمجتمع بـ ـ ــشكل عـ ــام‪ ،‬وت ـ ــعاين األسـ ـ ــر يف‬
‫ضيق األفق ‪:‬‬
‫مسيرتها بمشكالت أسرية مختلفة ومتباينة‪،‬‬
‫ويلعـب ضيـق أفـق الزوجيـن دورا ً كبيـرا يف‬
‫سـرعة قـرار الطلاق وعـدم إدراك النتائـج‬ ‫وي ـ ــحتل الخلاف بيـن الزوجيـن المرتبـة األوىل‬
‫الوخ ـي ــمة ال ــتي ت ــنعكس عـ ــليهم وع ــلى‬
‫وتـ ــختلف طـ ــرق احـ ــتواء ه ـ ــذه المشـكالت‪،‬‬
‫األوالد‪ ،‬وخاصـة مـن حيـث صعوبـة تحمـل‬
‫أحـد الزوجيـن تـ ــربية األوالد دون الـ ــطرف‬ ‫وقـد تتطـور إىل لجـوء أحـد الزوجيـن لطلـب‬
‫اآلخـر ويف ظـل الـ ــظروف ال ــصعبة يف هـذا‬ ‫الطلاق إلنهـاء هـذه العالقـة الزوجيـة بحجـج‬
‫الزمـان الملـيء بمشـكالته‪.‬‬
‫مختلفـة للخلاص مـن المشـكالت‪ ،‬واألسـف‬
‫ردود أفعال خاطئة ‪:‬‬ ‫حلا سـهالً‪ ،‬ولـم‬
‫كل األسـف أن يكـون الطلاق ً‬
‫فقـد يتخلـى أحـد الزوجيـن عـن أداء واجباتـه‬
‫تجـاه اآلخـر بعـد الـ ــطالق‪ ،‬وذلـك رغ ــبة يف‬ ‫يبـذل الطرفـان جهـودا ً تحـول دون الطلاق‬
‫االنتقـام مـن الطـرف اآلخـر‪ ،‬فتلجـأ بعـض‬ ‫والحفـاظ علـى األسـرة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫التحكم في كمية الطعام المتناولة ‪:‬‬
‫تُعتبـر كميـة الطعـام التـي يتناولهـا الشـخص مهمـة كأهميـة‬

‫الصحة العامة‬
‫ً‬
‫كاملا وأخـذ كميات‬ ‫نوعيتـه‪ ،‬فعندمـا يقـوم الشـخص بمـلء الطبـق‬
‫إضافيـة ال يحتـاج لهـا يـؤدي ذلـك إىل تجـاوز السـعرات الحراريـة‬
‫التـي يحتـاج لهـا الجسـم وبالتـايل زيـادة الـوزن الـذي يسـهم يف‬
‫ـك بعـض الطـرق‬ ‫ارتفـاع معـدل اإلصابـة باألمـراض المزمنـة‪ ،‬وإلي َ‬
‫التـي قـد تسـاعدك يف التحكـم بشـكل أفضـل‪:‬‬
‫اسـتخدم األطبـاق الصغيـرة ألنهـا تسـاهم بشـكل كبيـر يف التحكـم‬
‫بكميـات الطعـام‪.‬‬
‫تنـاول كميـات كبيـرة مـن األطعمـة منخفضـة السـعرات الحراريـة‬
‫والغنيـة بالعناصرالغذائيـة مثـل (الخضـروات والفوا كـه)‪.‬‬
‫تنـاول كميـات قليلـة مـن األطعمـة مرتفعـة السـعرات الحراريـة‬
‫والصوديـوم مثـل (األطعمـة المعالجـة والسـريعة)‪.‬‬
‫ال أعـذار لمن يـغفل عـن صـحته فـي ظـل‬
‫سيـطـرة وتـفـشـي مـعـطيات وسـائل‬ ‫تناول المزيد من الخضروات والفواكه ‪:‬‬
‫تحتــوي ال ــخضروات وال ـف ــوا كه ع ـ ــلى م ـص ــادر غـ ــذائية غـ ــنية‬
‫التواصل االجتماعي ‪..‬‬ ‫بالفيتامينــات والمعــادن‪ ،‬والتــي ب ـ ــدورها تـ ــقلل مـ ـ ــن اإلصـ ـ ــابة‬
‫فضــل تنــاول الخضــروات والفوا كــه‬ ‫بأمـ ــراض الق ـ ــلب‪ ،‬كـ ــذلك يُ ّ‬
‫ً‬
‫كوجبــات خفيفــة عنــد اإلحســاس بالجــوع بــدال عــن األطعمــة الغنيــة‬
‫بالســكريات والدهــون‪ ،‬لذلــك احتفــظ بال ـ ـ ــخضروات والفوا كــه‬
‫مغســولة ومقطعــة يف الثالجــة‪ ،‬احــرص علــى اختيــار الوصفــات‬
‫التــي تحتــوي أ كثــر مكوناتهــا علــى الخضــروات والفوا كــه وحــاول‬
‫المضافــة وقــت الطهــي‪.‬‬ ‫تقليــل الزيــت والملــح والمــواد ُ‬

‫يقول األطباء ‪ :‬صحتك في غذائك‪ ،‬وراحة‬


‫الجسد من قلة الطعام ‪..‬‬
‫التغذية السليمة ‪..‬‬
‫التقليل من الدهون غير الصحيّة ‪:‬‬
‫للحد من أمراض القلب ولصحة أفضل لقلبك‪ ،‬توقف عن تناول‬ ‫مفتاح صحة القلب‬
‫االبتعاد عن العوامل التي تزيد خطر اإلصابة بأمراض القلب ‪:‬‬ ‫األطعمـة المليئـة بالدهـون‪ ،‬فتقليـل مسـتويات الدهـون المشـبّعة‬
‫بجانـب الدهـون الموجـودة يف الطعـام هنـاك أيضـا ً مجموعـة مـن‬ ‫وغيرالمشـبعة تعتبر خطوة مهمة لتقليل مسـتوى الكوليسـترول‬
‫العوامـل التـي تسـبب ترا كـم الرواسـب الدهنيـة يف الشـرايين بمـا‬ ‫يف الـدم و تقليـل خطـر اإلصابـة بأمـراض القلـب‪ ،‬وارتفـاع مسـتوى‬
‫يف ذلـك؛ تدخيـن السـجائر‪ ،‬قلـة النشـاط البـدين‪ ،‬والسـمنة‪ ،‬جميعهـا‬ ‫الكوليسـترول يف الـدم يـؤدي إىل ترا كـم اللُويحـات يف الشـرايين‬ ‫قـد نكـون علـى علـم بـأن تنـاول بعـض األطعمـة يزيـد مـن نسـبة اإلصابـة بأمـراض‬
‫عوامـل مسـاعدة ترفـع مـن مسـتوى الخطـورة‪ ،‬ويمكـن التحكـم بهـا‬ ‫وهـي الترسـبات المحتو يـة علـى الكوليسـترول‪ ،‬و بالتـايل يـؤدي‬ ‫القلـب‪ ،‬و لكـن يـرى بعضنـا أنـه مـن الصعـب تغييـر بعـض العـادات الغذائيـة التـي‬
‫من خالل تغييرات بسيطة يف نمط الحياة‪ ،‬تلك‪ ،‬التغييرات تتمثل‬ ‫ذلـك إىل تصلـب الشـرايين وارتفـاع خطـر اإلصابـة باألزمـة القلبيـة‬
‫يف تقليـل تدخيـن السـجائر إىل أن يتـم االسـتغناء عنهـا‪ ،‬فالتدخيـن‬ ‫والسـكتة الدماغيـة‪ ،‬ويمكـن التقليـل مـن مقـدار الدهون المشـبعة‬ ‫كان يتّبعها منذ سـنوات يف تناول الطعام غير الصحي‪ ،‬وقد يسـاعد النظام الصحي‬
‫عـادة يسـتطيع االنسـان االبتعـاد أوالتخلِّـي عنهـا إن كانـت هنـاك‬ ‫يف النظـام الغـذايئ مـن خلال اختيـار اللحـوم الخاليـة مـن الدسـم‪،‬‬ ‫قلبـك يف العيـش لمـدة أطـول و التمتـع بحيـاة صحيـة خاليـة مـن األمـراض‪ ،‬فبمجـرد‬
‫إرادة‪ ،‬وزيـادة النشـاط البـدين مـن خلال الرياضـة التـي تسـتطيع‬ ‫واسـتبدال األجبـان واأللبـان كاملـة الدسـم ببدائـل أخـرى تكـون‬
‫ممارسـتها بشـكل يومي مثل المشـي لمدة ‪ 30‬دقيقة على األقل‪،‬‬ ‫خاليـة أو قليلـة الدسـم‪ ،‬وانتبـه جيـدا ً للملصقـات علـى المنتجـات‬
‫معرفـة األطعمـة التـي يجـب اإلكثـار منهـا و األخـرى التـي يجـب التقليـل يف تناولهـا‬
‫الركـض‪ ،‬أوالسـباحة‪ ،‬كذلـك نسـتطيع تقليـل خطـر اإلصابـة بالسـمنة‬ ‫الغذائيـة فبعضهـا يذكـر بأنهـا تحتـوي علـى دهـون مهدرجـة أو‬ ‫سـوف تكـون يف طريقـك نحـو اتبـاع نظـام غـذايئ صحـي للقلـب‪ ،‬فهـل أنـت مسـتعد‬
‫ـي متنـوع مثـل (الرياضـة اليوميـة‪،‬‬
‫يئ صح ّ‬
‫مـن خلال اتبـاع نظـام غـذا ّ‬ ‫متحولـة و يُعتبـر هـذا النـوع مـن أخطـر األنـواع التـي مـن الممكن أن‬
‫ـي لقلبـك؟!‬ ‫ّ‬
‫ـذايئ صح ّ‬ ‫لبـدء نظـام غ‬
‫و االبتعـاد عـن الوجبـات السـريعة والجاهـزة)‪.‬‬ ‫ترفـع مسـتويات الكوليسـترول يف الـدم‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫وسنركز على أهم مستشعرات الخطر التي يجب أن تكون األسرة على دراية بها والتي‬

‫ِعلم‬
‫نوجزها بثالثة أنواع من اإلشارات أو العالمات التحذيرية والتي قد تشير إىل أن االبن يف‬

‫سلوكيات‬
‫مرحلة المراهقة يتعاطى المؤثرات العقلية ‪:‬‬

‫البسطاء‬
‫إشارات تحذيرية سلوكية ‪:‬‬ ‫إشارات و عالمات جسدية‪:‬‬
‫• كتـدين مسـتوى التحصيـل العلم ّ‬
‫ـي و ورود‬ ‫• كإحمـرار لـون العيـون‪ ،‬اتسـاع البؤبـؤ‪ ،‬والبطء‬
‫شـكاوى مـن المدرسـة‪.‬‬ ‫يف حركـة وردات فعـل العيـن والجفون‪.‬‬
‫• الغيـاب لفتـرات طويلـة عـن البيـت‪ ،‬السـهر‬ ‫ع ـ ــدم الـ ــتناسق يف ال ـ ـ ــحركة‪ ،‬الـ ــتمـاي ـ ــل‬ ‫•‬
‫ليلا شـيئا ً فشـيئا‪.‬‬
‫ً‬ ‫والـ ــترن ــح يف الـ ــمشي‪.‬‬
‫• انحسار أصدقاء على مجموعة ضيقة من الرفاق‪.‬‬ ‫الروائ ـ ــح الغريبـة غـ ــير ال ــمألوفة وغـ ـيــر‬ ‫•‬
‫• العزلـة وتجنـب التفاعـل مـع األسـرة مـا أمكـن‬ ‫م ـ ــعروفة الـ ــمصدر يف الـ ـ ــفم‪ ،‬والــمالب ــس‪،‬‬
‫وتجنـب مشـاركتهم المناسـبات والجلسـات‬ ‫وال ــشعر والجسـد‪.‬‬
‫واألنشـطة والرحلات‪ ،‬وقلـة اهتمامـه باألنشـطة‬ ‫• عدم اكتراث الشاب بمظهره وشكله وهندامه‪.‬‬
‫والهوا يـات والرياضـات التـي يحبهـا‪.‬‬ ‫• نزيف متكرر من األنف غير معروف السبب‪.‬‬
‫تجـدر اإلشـارة أن مالحظـة واحـدة أو أ كثـر‬
‫م ـ ــن ه ـ ــذه اإلشـارات والـ ــعالم ـ ــات الـ ــتحذيرية‬
‫• طـ ـل ــب م ـبـال ــغ ك ـب ــيرة مـ ــن الـ ــمال دون‬ ‫رجـ ــفة يف األط ـ ــراف‪ ،‬ثـ ـق ــل يف الـ ــكالم‬ ‫•‬
‫مـ ــعرفة أوجــه إن ـفـاق ــها وت ـقــديم تبريـرات‬ ‫وال ــتحدث بـ ــطريقة غـ ــير مألوفـة‪.‬‬
‫قـد التعنـي بالضـرورة أن الشـاب أو المراهـق‬
‫مبهمـة أو غيـر منطقيـة‪.‬‬ ‫• زيادة يف الوزن أو نقصان غير مبرر‪.‬‬
‫يتعاطـى المؤثـرات العقليـة فهنالـك عوامـل‬
‫• السـرقة وتستشـعر األسـرة ذلـك مـن خلال‬ ‫• ظ ـه ــور بق ــع زرقـ ــاء تحـت الجلـد أو آثـار‬
‫عـدة قـد تكـون سـببا يف تغيـر سـلوك المراهـق‬
‫فقدانهـا بشـكل متكـرر األشـياء الثمينـة القابلـة‬ ‫وخ ـ ـ ــز باإلبـر‪ ،‬آثـ ـ ــار حـروق عـ ـ ــلى م ــلابس‬
‫وحـ ــالته ال ـ ــمزاجية ال عـ ــلاقة لـ ــها ب ــتعاطي‬
‫للبيـع وقـد يسـرق مـن خـارج االسـرة‪ ،‬أو يبـدأ‬ ‫الشـاب أو بقـع دم صغيـرة‪.‬‬
‫ال ــمؤثرات ال ـعـقـلـيــة‪ ،‬ولــكن بـحــال الحــظنا أ يــا‬
‫بلعـب الـ ــقمار أو حـ ــتى االتـ ــجار بـ ــالمخدرات‬
‫مـنـهــا يـتـوج ــب ع ــلى األسـ ــرة أن تـتـحقــق مــن‬ ‫إشارات تحذيرية نفسية وانفعالية ‪:‬‬
‫لتغطيـة حاجتـه مـن المـال للتعاطـي‪ ،‬حتـى أن‬
‫العوامـل واألسـباب التـي أدت إىل ظهورهـا‪.‬‬ ‫يصبـح متهجـم وعـدواين‪ ،‬يغضـب سـريعا‬ ‫•‬
‫تـجارب بـريئة ‪ ..‬ونهايات وخيمة‬
‫توفـر مبالـغ ماليـة مـع االبـن مجهولـة المصـدر‬
‫م ــع اس ـت ـخــدام المراهق الكحول والمخدرات‬ ‫وبشـكل متكرر ومبالغ فيه ألتفه األسـباب وقد‬
‫يعتبـر أيضـا اشـارة تحذيريـة تسـتحق المتابعـة‪.‬‬
‫ت ـ ـبــدو ع ـل ـيـهــم ت ـغ ـيـرات عـ ــدة يف الـ ـش ــكل‬ ‫يُالحـظ تغيـرات سـريعة يف الحالـة المزاجيـة‬
‫• التكتـم والسـرية والحـرص علـى قفـل الغرفـة‬
‫والـ ـشـ ــخصية والـ ـك ـ ـش ــف مـ ـبــكرا عـ ــن هـ ـ ــذه‬ ‫يبتهـج بشـكل مفاجـئ ويعـود حزيـن وكئيـب‬
‫المراهقة و خطر إدمان المؤثرات العقلية ‪..‬‬
‫والخزائـن الخاصـة بـه‪ ،‬تغيـر يف عـادات النـوم‬
‫ال ــمش ــكلة يـ ـس ـ ـه ــل األخـ ــذ بـ ـي ــد االبن ليعود‬ ‫بـدون تبريـر واضـح‪.‬‬
‫وكذلـك التغيـر يف عـادات الطعـام‪.‬‬
‫إىل س ـ ـيــاق ح ـيــات ــه الطـ ـبــيعي وتجنب عواقب‬ ‫• يكـون حينـا مفعـم بالحيويـة ونشـيط بشـكل‬
‫االستمرار يف التعاطي‪.‬‬
‫يف حـال ت ـ ــم االشـ ـت ـبــاه بـ ــأن االبـ ــن ي ـس ـتـخــدم‬
‫مبالـغ فيـه وتـارة أخـرى يصبـح هامـداً‪.‬‬
‫ك ــذلك اإلن ـ ــكار وال ـك ــذب ع ـ ــند ال ـ ــمواجهة‬ ‫•‬
‫اإلشارات التحذيرية والكشف المبكر ‪..‬‬
‫الكحـول أو المخـدرات فمـن المهـم أن ال نخـرج‬ ‫ب ــتصرفــاتـ ــه ال ـس ـلـبـيـ ــة‪.‬‬
‫باسـتنتاجات قطعيـة قبـل التحقـق منهـا‪.‬‬ ‫• ت ـ ـغـ ــيرات يف ش ـخ ـص ــية ال ــمراهق‪ :‬ال ـت ــجنب‬
‫ماذا يتوجب على اآلباء العمل عندما يالحظون‬ ‫واالن ـ ـطـ ــواء وال ـ ـعـ ــزلة‪ ،‬تـ ـغ ـيـ ــر يف الـ ـم ــواقـ ــف‬ ‫هــذه المرحلــة التطوريــة الهامــة مــن حيــاة‬ ‫خــال هــذه المرحلــة‪ ،‬ألن المراهقيــن بارعــون‬ ‫ت ـتـ ــميز مـ ـ ــرحلة الـ ـم ــراه ـ ــقة بـ ــأن ال ـمـ ــراهق‬
‫العالمات التحذيرية لإلدمان على ابنائهم؟‬ ‫واالت ــجاهات التـي يتبناهـا الشـاب‪.‬‬ ‫اإلنســان س ـ ُتحدث تغيــرا كيفيــا يف ســيرورة‬ ‫يف الـ ــتسـ ـ ــتر والـ ـ ــمراوغة وخـ ــداع ذوي ـ ــهم‪،‬‬ ‫يـ ـ ــمر خاللـ ـ ــها ب ـمـ ــجموعة م ـ ـ ــن االضطرابــات‬
‫الشـروع بحـوار مفتـوح مـع األبنـاء للتعـرف‬ ‫•‬ ‫عـ ــدم ال ـ ــقدرة عـ ـ ــلى الـ ــتركيز يف ال ـم ـهـ ــام‬ ‫•‬ ‫النمــو النفســي ور ب ـ ـ ــما تخلــق حالــة مــن‬ ‫وهــذا يزيــد مــن صعوبــة ا كتشــاف اإلدمــان‬ ‫والتغيــرات الســريعة علــى مســتوى النمــو‬
‫علـى األسـباب الكامنـة خلـف التغيـرات التـي‬ ‫المطلوبـة منـه‪ ،‬ضعـف يف الــداف ـعــية إلنـ ــجاز‬ ‫االعتماديــة علــى هــذه المــواد بشــكل ســريع‬ ‫المتعـ َـذر‬
‫بشــكل مبكــر‪ ،‬عــاوة علــى أنــه مــن ُ‬ ‫لالنتقــال م ـ ـ ــن مرحلــة الطفولــة إىل مـ ـ ــرحلة‬
‫أثـارت شـكوك األهـل‪.‬‬ ‫األعــمال الـمطلوبة مـنه‪ ،‬المراوغة و استخدام‬ ‫يــؤدي إىل تعمــق إدمــان المراهــق‪.‬‬ ‫مراقبــة األبنــاء طــوال اليــوم بســبب انشــغال‬ ‫الرشــد‪ ،‬ولكــن هــذه المرحلــة المضطر بــة يف‬
‫بحــال تكــررت اإلشــارات التحذيريــة دون‬ ‫•‬ ‫الحيـل الدفاعيـة‪.‬‬ ‫وحـ ـ ــماية األبنــاء ووق ـ ـ ــايتهم م ـ ـ ــن الـ ــوق ـ ــوع‬ ‫الوالديــن بالعمــل أو بســبب تواجــد األبنــاء يف‬ ‫حيــاة المراهقيــن قــد تدفعهــم إىل اســتخدام‬
‫مبــرر واضـ ــح واســتمرار إن ـ ــكار األبنــاء ع ــلى‬ ‫يف هـ ـ ــذا الـ ـشـ ــرك غايــة يف األهميــة‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫المدرســة‪ ،‬ربمــا أيضــا لــن يخطــر ببــال األهــل‬ ‫ال ـ ــكحول أو ال ـ ــمخدرات للـ ـ ـتـغ ــلب عـ ـ ـ ــلى‬
‫األسـ ـ ـ ــرة أن تتحقــق وتتأ كــد مــن خــال إجــراء‬
‫يـجـب تـثقيف األسر بإشارات تناول‬ ‫مهمــة تربويــة شـاقـ ـ ــة‪ ،‬إمـ ــا ل ـ ــغياب معرفــة‬ ‫أن أبناءهــم يف هــذه المرحلــة يســتطيعون‬ ‫بعــض مشــاكلهم النفســية‪ ،‬وقــد يكــون مــن‬
‫التشــخيص الدقيــق يف مركــز متخصــص مــن‬ ‫الـمـخدرات حـتـى يـسـتطيعوا وأد‬ ‫األســرة الكافيــة بالخطــر المحــدق بأبنائهــم‬ ‫الحصــول عـ ــلى المخــدرات‪.‬‬ ‫الصعــب جــدا معرفــة مــا إذا كان المراهــق‬
‫قبــل أطبــاء وأخصائييــن‪.‬‬ ‫أو لكونهــم يتّبعــون أســاليب تربويــة خطــأ‪.‬‬ ‫إذن فــإنّ اســتخدام “ ُمعــدالت المــزاج” يف‬ ‫وقـ ـ ــع ضحيــة تجر بــة المخــدرات وإدمانهــا‬
‫اإلقبال على المخدرات واإلدمان ‪..‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫إرادة‪..‬‬

‫حوار العدد‬
‫وتـحدي‬
‫دور األسرة في التعاطي ‪:‬‬ ‫تجربة شخصية ‪:‬‬
‫هــل يمكنــك تلخيــص تجربتــك مــع أســرتك عــن الــدور األســري‬ ‫ما هي األسباب التي وقفت وراء إدمانك المخدرات ؟‬
‫المطلــوب حتــى ال تتكــرر هــذه األخطــاء ؟‬ ‫كنـت أعيـش يف أسـرة يملؤهـا التفـكك والقسـوة‪ ،‬أ يـام المرحلـة‬
‫األسـرة هـي لُـب المجتمـع‪ ،‬وهـي أسـاس تكويـن الفـرد مـن خالل تكريس‬ ‫االبتدائيـة‪ ،‬وقـد هر بـت مـن هـذه القسـوة‪ ،‬كمـا بـدأت أتغيـب‬
‫خصـال التربيـة الصالحـة علـى الطريـق السـليم‪ ،‬وتماسـك األسـرة لـه أثـر‬ ‫مـن المدرسـة‪ ،‬ثـم عـن البيـت‪ ،‬باإلضافـة إننـي لـم أملـك أدوايت‬
‫كبير يف الترام أبنائها وعدم االنحراف‪ ،‬باإلضافة إىل الرعاية واالهتمام فبها‬ ‫المدرسية التي يمتلكها األطفال غيري عند التحاقهم بالمدرسة‪،‬‬
‫ال شـك أن اإلدمـان هـو أخطـر مـا تواجهـه الـدول والمجتمعـات واألسـر‪ ،‬لذلـك كان لزامـا علـى‬
‫حاصر االبن ويصبح يف حالة حماية مستمرة من االنحراف أو االنجراف‬ ‫يُ َ‬ ‫رغـم أننـي كنـت مـن األوائـل المتفوقيـن‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(مجلـة حمايـة) أن تحـاور بعـض المتعافيـن مـن اإلدمـان‪ ،‬حرصـا منهـا علـى توعيـة المجتمـع‬
‫فلا يلتفـت يُمنـة ويُسـرة‪ ،‬مـع توفيـر االحتياجـات النفسـية واألساسـية‬
‫التـي تجعـل االبـن مسـتغن عـن اآلخريـن‪ ،‬ومالزمـة التوجيهـات السـديدة‪،‬‬ ‫ولكن لماذا تركت الدراسة ؟‬ ‫واألفـراد أمـام آفـة العصـور المخـدرات‪ ،‬وتأكيـدا منهـا علـى إتمام رسـالتها لمحاربة هذه اآلفة‪.‬‬
‫وبـث الوعـي فيـه‪ ،‬كل هـذا يحمـي االبـن مـن االنحـراف‪..‬‬ ‫أوال كنــت أعــاين مــن مشــكلة خِ لقيــة يف النطــق‪ ،‬ولــم تتعــاون‬
‫أســريت مــع المدرســة ألخــذي إىل المستشــفى لحــل هــذه‬ ‫وكان للمجلـة هـذا الحـوار مـع أحـد المتعافيـن مجـددا مـن هـذه اآلفـة‪ ،‬وهـو ( أبـو أمـل )‪..‬‬
‫دور األسرة أثناء التعافي ‪:‬‬ ‫المشــكلة‪ ،‬وهــذا مــا دفعنــي لتــرك المدرســة والبيــت هروبــا إىل‬
‫وأنــت تتعــاىف‪ ،‬مــاذا كنــت ترجــو مــن أســرتك حتــى تعــود لعافيتــك‪،‬‬ ‫اإلدمــان والواقــع األليــم‪.‬‬
‫ووضعــك الطبيعــي ؟‬
‫عندمـا يختـار االبـن التعـايف يكـون يف أشـد الحاجـة إىل دعـم ومسـاندة‬ ‫السبب المباشر ‪:‬‬
‫األسـرة لـه‪ ،‬ويمكـن للدعـم أن يكـون علـى عـدة أشـكال منهـا‪ ،‬التواصـل‬ ‫من هو الذي ج ّرك إىل عالم اإلدمان ؟‬
‫وفهـم احتياجاتـه النفسـية وسـدّها بشـكل مسـتمر‬ ‫مـع االبـن مباشـرة‪َ ،‬‬ ‫سـبب دخـويل عالـم اإلدمـان كان شـخصا مـن أسـريت‪ ،‬وهـو أ كبـر‬
‫متواصـل‪ ،‬باإلضافـة إىل التواصـل مـع االختصاصييـن لمتابعـة جوانـب‬ ‫منـي سـناً‪ ،‬وكان محترفـا يف التعاطـي‪ ،‬ويف أحـد األيـام طلبـت‬
‫التعـايف وتوضيـح التطـورات الحاصلـة مـع االبـن‪ ،‬مـع األخـذ بتوصيـات‬ ‫منـه المخـدر فلـم يتـردد‪ ،‬وأعطـاين‪ ،‬وشـيئا ً فشـيئا ً وجـدت الشـيء‬
‫االختصاصيين المشـرفين بشـكل جدّي لتحقيق التعايف المطلوب‪ ،‬مع‬ ‫المفقـود يف داخلـي‪ ،‬ونمـا معـي‪ ،‬ولـم أجـد التوجيـه مـن األسـرة‪،‬‬
‫مراقبـة األسـرة لسـلوك االبـن يف المنـزل وخارجـه واخطـار االختصاصيين‬ ‫رغـم التغيّـب عـن المنـزل بالشـهور‪ ،‬واسـتمريت معتمـدا علـى‬
‫لحصاره‪ ،‬والبد أن تتحلى معاملة االبن مع األسرة بثقة متبادلة‪ ،‬وتف ّهم‬ ‫نفسـي بشـكل خاطـىء‪ ،‬ولـم أ كـن لوحـدي بـل معـي الكثيـرون‬
‫متطلبات المتعايف التي يجب توافرها يف حدود المعقول‪ ،‬وتف ّهم الدور‬ ‫ممـن عـاىن مـن إهمـال األسـرة‪ ،‬وإال مـا كان هـذا حالنـا اآلن‪.‬‬
‫النفسـي الـذي يمـر بـه المتعـايف مـن لغـة ومواقـف إيجابيـة تسـاعده‬
‫على اإلصرارعلى التعايف‪ ،‬والبد أن تكون العالقة بين المتعايف واألسرة‬ ‫اإلهمال األسري ‪:‬‬
‫سلسـة وحنونـة وتواصـل دائـم ال ينقطـع‪.‬‬ ‫هل أفهم من حديثك أنك تلوم أسرتك على ما وصلت إليه ؟‬
‫طبعـا ‪ ..‬مـا وجـدت رادعـاً‪ ،‬وكن ُ‬
‫ـت أتمنـى أن يـردين أحـد أو يهتـم يب‬
‫خالصة ‪:‬‬ ‫مـن األسـرة‪ ،‬وكذلـك حـايل وحـال َمـن كانـوا معـي‪ ،‬كان اإلهمـال‬
‫ماهي خالصة هذه التجربة منذ بدايتها إىل نهايتها ؟‬ ‫األسـري هو أقسـى دافع السـتمرار اإلدمان‪ ،‬وحتى عندما رجعت‬
‫تكمـن الخالصـة يف التربيـة التـي تغـرس القيـم والعـادات والسـلوك‬ ‫إىل أسـريت وسـألتهم أ يـن كنتـم‪..‬؟ لـم يُجـب أحـد عـن سـؤايل إىل‬
‫الحسـن‪ ،‬ودفء العالقة األسـرية وإظهار مشـاعرها يؤدي إىل اسـتغناء‬ ‫يومنـا هـذا‪ ،‬فلا أتمنـى ألحـد مـا مـررت بـه مـع أسـريت‪ ،‬وال أتمنـى‬
‫االبـن عـن اآلخريـن حولـه مهمـا كانـت اإلغـراءات‪.‬‬ ‫أليـة أسـرة أن تقـع يف هـذا الخطـأ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫األســرة ‪..‬‬

‫تنمية أسرية‬
‫ويف معرض البحث عن حلول لقضايا األحداث‪ ،‬انشغلت بعض الجهات بحلول لم ولن تحل‬

‫إذا ُعرف السبب َبطل العجب‬


‫المشـكلة مـن جذورهـا‪ ،‬ألن علمـاء االجتمـاع المشـتغلين بالدراسـات النفسـية‪ ،‬تشـير نتائـج‬
‫أبحاثهم ودراسـاتهم الميدانية المنشـورة‪ ،‬إىل أن حل ظاهرة أو مشـكلة اجتماعية ال يمكن إال‬
‫إذا تمـت معرفـة العوامـل المسـببة لهـا‪ ...‬وعـن ظاهـرة انحـراف األحداث‪ ،‬تشـير كل الدالئل إىل‬
‫ودورها المجتمعي‬
‫أن التفـكك األسـري يعتبرأهـم العوامـل المسـببة لها‪..‬حيـث إنـه وقبـل التحـوالت المجتمعيـة‬
‫اخـتالف الـتركيبة األسرية‬ ‫الدكتورة ‪ /‬موزة أحمد العبار الفالسي « كاتبة إماراتية »‬
‫يف دولـة اإلمارات‪ ‬كانت‪ ‬البنيـة األساسـية للنظـام العائلـي يف المجتمـع القبلي‪”..‬نظـام األسـرة‬
‫الحديثة أفقد األسرة ً‬
‫كثيرا‬ ‫الممتـدة” وهـي أسـرة كبيـرة الحجـم؛ تتكـون مـن الـزوج والزوجـة ( أو الزوجـات )‪ ،‬واألبنـاء غيـر‬
‫مـن دورهـا الـتأسـيسـي‬ ‫المتزوجيـن‪ ،‬واألبنـاء المتزوجيـن‪ ،‬وزوجـات األبنـاء‪ ،‬وأبنـاء األبناء‪.. ،‬الخ‪ ...‬وتقيم األسـرة الممتدة‬ ‫شـهد مجتمـع اإلمـارات تحـوالت مجتمعيـة حـادة وسـريعة خلال العقـود األربعـة الماضيـة‪ ،‬ازدادت وتيرتها يف‬
‫يف نفـس السـكن تحـت رئاسـة األب أو كبيـر العائلـة ( الجـد) ‪.‬‬ ‫السـنوات األخيـرة‪ ..‬وكانـت لهـذه التحـوالت أسـبابها الداخليـة والخارجيـة‪ ..‬كمـا كانـت لها‪ ‬آثارهـا الواضحـة علـى‬
‫في الحياة االجتماعية‪..‬‬ ‫مختلـف أبنيـة المجتمـع‪ ..‬السياسـية – واالقتصاديـة‪ -‬واالجتماعيـة ‪ -‬والثقافيـة‪ ..‬وكانـت «األسـرة» مـن أ كثـر‬ ‫تأثير‬
‫المؤسسـات التـي تأثـرت بهـذه التحـوالت‪.‬‬
‫وكانـت السـلطة داخـل األسـرة الممتـدة ذات طابـع أبـوي ممنوحـة للأب أو الجـد‪ .‬ويديـن لـه كل أفـراد‬
‫األسـرة بالطاعـة المطلقة‪  ‬وخاصـة األبنـاء الذكـور‪ ..‬ولـم تكـن هـذه الطاعـة يشـوبها أي إحسـاس بالخنوع‬
‫أو الظلـم؛ بـل كانـت طاعـة تزكيهـا طبيعـة العـادات والتقاليـد التـي كانـت تعلـي مـن شـان كبـار السـن‬ ‫اختالف السلطة‬ ‫وقـد اسـتحوذت قضايـا األحـداث الجانحيـن أو المعرضيـن لالنحـراف‪ ،‬علـى حيّـز مـن االهتمـام علـى كل‬
‫وتقديرهـم واحترامهـم واالنصيـاع إىل نصائحهـم‪ ،‬خاصـة األب أو الجـد‪ ..‬أمـايف وقتناالمعاصـر المليـئ‬ ‫الصعد‪ ،‬يف محاولة لتسليط الضوء على قضاياهم التي تشغل بال الكثير من األسر يف مجتمعنا‪ ..‬وكما‬ ‫ُ‬
‫بالتغيـرات والتحـوالت والمنعطفـات الخطيـرة‪ ..‬ال بـد مـن تعزيزالقيـم اإلجابيـة يف نفـوس النشـئ منـذ‬ ‫األسرة والمجتمع‬ ‫هـو معلـوم‪ ،‬فـإن األسـرة هـي الوحـدة البنائيـة يف المجتمـع‪ ،‬وهـي نواتـه التـي يتشـكل منهـا‪ ،‬حيـث تتـوىل‬
‫نعومـة أظافرهـم‪ ..‬أي منـذ مرحلـة التنشـئة االجتماعية‪..‬حتـى تكـون لهـم بمثابـة الحصـن الحصيـن مـن‬ ‫وظائـف عـدة‪ ،‬مـن أهمهـا‪ ”:‬تنشـئة األبنـاء وتربيتهـم ورعايتهـم‪ ،‬حتـى دخولهـم مراحل التعليـم المختلفة”‪..‬‬
‫االنزالقـات واالنحرافـات السـلوكية وخاصـة طريـق تعاطـي الموادالمخـدرة‪..‬‬ ‫فيدخـل المجتمـع ليشـارك األسـرة يف العمليـة التربويـة‪ ..‬لهـذا نجـد أن دسـتور دولـة اإلمـارات نـص يف‬
‫المادتيـن ‪ 15‬و‪ ،16‬علـى أهميـة األسـرة يف المجتمـع الـذي عليـه أن يرعاهـا ويحافـظ علـى تماسـكها‪.‬‬

‫وكمـا يـرى ويؤكـد علمـاء االجتمـاع أمثـال‪“ :‬عاطـف غيـث وآخـرون” لـن تسـتطيع األسـرة أن تمـد‬
‫المجتمع بتلك الثروة الهائلة السـليمة” إال إذا قامت على أسـس قوية ومقومات رئيسـية تسـاعدها‬ ‫وقـد حرصـت الدولـة علـى تماسـك األسـرة وضـرورة حمايـة أفرادهـا‪ ،‬خصوصـا ً يف عصـر العولمـة والفضائيـات المفتوحـة‪،‬‬
‫األسرة والتفريغ المجتمعي‬ ‫علـى أداء وظائفهـا االجتماعيـة بمـا ينعكـس أثـره علـى أداء المجتمـع لوظائفـه وبما يحقق له التنمية‪..‬‬ ‫واعتماد كل األسر‪ ،‬المواطنة تحديداً‪ ،‬على الخدم والمربيات األجنبيات يف تربية األبناء‪ ،‬مما فتح الباب على مصراعيه‬
‫ألن األسـرة تكتسـب أهميتهـا مـن كونهـا البيئـة االجتماعيـة التـي يعيـش فيهـا الطفـل يف عمليـة‬ ‫لدخـول أنمـاط عـدة مـن الثقافـات الوافـدة علـى حيـاة األسـرة اإلماراتيـة‪ ..‬وإذا كان البعـض قـد تحامـل علـى الخادمـات‬ ‫انفتاح ونتائج‬
‫التنشـئة االجتماعيـة ومسـاعدته علـى إ كتسـاب السـلوك االجتماعـي‪..‬‬ ‫والمربيـات األجنبيـات‪ ،‬فمـن بـاب أوىل أن نلـوم اآلبـاء واألمهـات الذيـن” انصرفـوا عـن تربيـة أبنائهـم لقضايـا هامشـية‪،‬‬
‫ألنـه عـن طريـق األسـرة يكتسـب اإلنسـان إنسـانيته ويتكـون لديـه الضميـر ويتـم توجيـه نزعاتـه حتـى‬ ‫وتركوهـم عرضـة للمخاطـر والضياع‪ ‬واالنحـراف السـلوكي وخاصـة “تعاطـي المخـدرات”‪.‬‬
‫تكـون إنسـانية واجتماعيـة‪.‬‬ ‫مـن يتابـع عـن كثـب التقاريـر اإلحصائيـة والجنائيـة‪ ،‬التـي تصدرهـا الجهـات الشـرطية واألمنيـة يف الدولـة‪ ،‬يتبيـن لنـا أن أعـدادا ً‬
‫لـعـبـت األســرة الـكـبـيـرة‬
‫لألسرة دور هام يف تنشئة األبناء وإ كسابهم القيم والعادات والتقاليد‪ ،‬فهي مصدراألخالق والدعامة‬ ‫كبيـرة مـن أبنائنـا‪ ،‬تعرضـوا لمشـكالت سـاقتهم إىل مراكزرعايـة األحـداث‪ ،‬بسـبب انحرافهـم عـن القيم والضوابـط االجتماعية‪...‬‬
‫بـهرمـها الـمتوالي ً‬
‫دورا‬ ‫األوىل لضبط السلوك‪ ،‬واإلطار الذي يتلقى فيه اإلنسان أوىل دروس الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫إن تـورط األبنـاء يف هـذه األنـواع مـن الجرائـم‪ ،‬مؤشـر علـى تراجـع دور األسـرة يف القيـام بأهـم وظيفـة لهـا‪ ،‬وهـي تنشـئة‬
‫ً‬ ‫لألسرة دورها الفعال واإليجايب يف المجتمع المعاصر يف تحقيق وظائفها نحو تنمية وبناء شخصية‬ ‫أبنائهـا ورعايتهـم يف إطـار منظومـة قيـم المجتمـع الـذي يسـتلهم اإلسلام دينـا ً والعروبـة ثقافـة‪....‬‬
‫عظيما فيما سبـق علماء‬
‫الفـرد العاطفيـة وتغذيتـه بالمشـاعر واألحاسـيس اإلنسـانية التـي تسـاعده علـى مغالبـة التوتـرات‬
‫النفس والتربية الحديثة ‪..‬‬ ‫ومواجهة األزمات والمشكالت وال توجد أية مؤسسة اجتماعية أخرى يمكن أن تؤدي هذه الوظيفة‬
‫بمثـل هـذه الكفـاءة أو حتـى بكفـاءة قريبـة منهـا‪..‬‬ ‫وإذا كان البعـض يُلقـي بالالئمـة علـى األبنـاء لعـدم انصياعهـم لألعـراف والتقاليـد المجتمعيـة‪ ،‬فـإن االتهـام كان‬
‫وجـه للوالديـن‪ ،‬ألن كثيـرا ً منهـم‪ ،‬بـل أ كثرهـم‪ ،‬انصرفـوا تمامـا ً عـن متابعـة مـا يجـري داخـل المنـازل التـي‬
‫ينبغـي أن يُ ّ‬
‫اتهام‬ ‫صـار عـدد الغر بـاء الذيـن يعيشـون فيهـا داخـل نطـاق األسـرة‪ ،‬ربمـا يفـوق عـدد أفـراد األسـرة‪..‬‬
‫لذلـك ال بـد مـن تنسـيق الجهـود الرسـمية مـع دورالجمعيـات ذات النفـع العـام والمؤسسـات التربويـة‪،‬‬ ‫إن هنالـك مطالـب تحتـم االنتبـاه إىل واقـع األسـرة اإلماراتيـة‪ ،‬إليجـاد حلـول لمشـكالت التفـكك األسـري‪ ،‬وتشـرذم‬
‫والتركيـز علـى البعـد الوقـايئ بزيـادة الوعـي والترشـيد‪ ،‬لحمايـة أبنائنـا وبناتنـا مـن مخاطـر االنحرافـات‬ ‫بعـض األسـر بسـبب الطلاق والهجـر والتباعـد بيـن أفـراد األسـرة‪..‬‬
‫السـلوكية وخاصـة مـن االنـزالق يف براثيـن تعاطـي المـواد المخدرة‪...‬حيـث أن الشـباب يمثلـون قاعـدة الهـرم‬ ‫تنسيق‬ ‫حتـى أصبحـت العالقـات األسـرية هشـة‪ ،‬وصـار أفـراد األسـرة واألقـارب يتواصلـون عبـر الهاتـف أو الرسـائل النصيـة‬
‫السكاين؛ وإذا أردنا أن نعد أنفسنا لمستقبل واعد باألمن والتنمية المستدامة‪ ،‬فعلينا أن نعطي األولوية‬ ‫أو األلكترونيـة‪!..‬؟ ومـع أن البعـض يلقـي باللـوم علـى شـبكات التواصـل االجتماعـي‪ ،‬إال أن غيـاب دور األسـرة يف‬
‫لقضايـا الشـباب ألنهـم يمثلـون الحاضـر وكل المسـتقبل‪..‬‬ ‫المتابعـة المباشـرة‪ ،‬يعتبـر المسـؤول األول عـن أوضـاع األبنـاء والبنـات وضياعهـم‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫وذلـك يقتضـي أن تسـهر منظومـة التربيـة المقصـودة علـى أن تطور وسـائلها‬ ‫قيمة العقل بقيمة ما يتغذاه‪:‬‬ ‫قــال أحــد كبــار علمــاء المناهــج التربويــة‪ ،‬قــل يل مــا محتــوى المنظومــة‬
‫وبرامجهـا باسـتمرار لتنشـر الوعـي السـليم الـذي ال يعمـل علـى كشـف حيـل‬ ‫إن عقـل اإلنسـان وإن كان مـن حيـث هـو جهـاز مخلـوق سـليم بالفطـرة‪ ،‬فـإن‬ ‫التربويــة التــي درســت علــى أساســها أخبــرك عــن مســتقبلك يف‬

‫آفاق‬
‫التربيـة غيـر المقصـودة ومكائدهـا وحسـب‪ ،‬بـل ويجـد حتـى يجنـب العقـل‬ ‫تشـكله واسـتعداه ليقـوم بـدوره يف الحيـاة إنمـا يتوقـف علـى مـا يتغـذى بـه‪،‬‬ ‫الحياة؛ ذلك ألن األصل يف ســلوك اإلنســان‪ ،‬إنما هو نتاج تفكيره‪ ،‬وأن‬
‫الجماعـي الفطـري والواعـي مكائـد العقـل الهـدام‪ .‬وهـذا يعنـي أن الوقايـة‬ ‫يف طفولتـه وشـبابه‪ ،‬لذلـك قيـل (طفـل اليـوم هـو رجـل الغـد) وهـم حينمـا‬ ‫تفكيــره محكــوم يف الغالــب بالقوالــب الفكريــة والثقافيــة التــي كانــت‬
‫خيـر مـن العلاج‪ ،‬ولكـن مـاذا بعـد إذا لـم ينتبـه المجتمـع لخلـل عقلي ما حتى‬ ‫قالـوا ذلـك كانـوا يعلمـون أن المتغيـر الحقيقـي يف مكونـات اإلنسـان إنمـا هـو‬ ‫تشــكل غــذاءه العقلــي منــذ الطفولــة‪ ،‬وألهميــة التغذيــة المتجــددة‬
‫اسـتفحل أمـره؟‬ ‫التنميـة العقليـة‪ ،‬أمـا الجوانـب األخـرى فإنهـا تنمو وتقوى لتكتسـب المهارات‬ ‫يف الحيــاة البشــرية‪ ،‬نــرى أن هللا ‪ -‬ســبحانه وتعــاىل‪ -‬يرعــى البشــرية‬
‫والقـدرات‪ ،‬لكنهـا ال تملـك قـرار الفعـل والحركـة إال مـن خلال أوامـر العقـل‪،‬‬ ‫ويتعهدهــا بالتجديــد عبــر تاريخهــا‪ ،‬ويتجلــى ذلــك بصــورة واضحــة يف‬

‫تغذية‪..‬‬
‫فالعقـل هـو مـن يمـد القلـب والنفـس باألحـكام التـي تسـهم يف توجيه سـلوك‬ ‫ـك ْال َ ْك ـ َر ُم ال َّ ـذِي عَلَّـ َـم‬ ‫‏‏اق ـ َرأْ َو َر بُّـ َ‬
‫أول ســورة مــن القــرآن نزلــت اآليــة‪ْ { :‬‬
‫اإلنسـان نحـو كل مناحـي الحيـاة‪.‬‬ ‫‏] ‪ ،‬فأنــت تــرى كيــف‬ ‫نســانَ َمــا لَـ ْـم يَعْ لَـ ْـم}‏‏‏‏[‏العلـق‏‏‪ 5 - 3 :‬‏‏‬
‫بِ ْال َقلَـ ِـم عَلَّـ َـم ْال ِ َ‬
‫ركــزت اآليــة علــى تعليــم اإلنســان ‪ ،‬مــن حيــث هــو إنســان‪ ،‬مهــارة القلــم‪،‬‬
‫غذي عقول مجتمعاتنا لتسلم وتصح فتنتج؟‬ ‫فكيف ُن ّ‬ ‫وتعليمــه مالــم يكــن يعلمــه مــن قبــل‪ ،‬وهــذا هــو هــدف التغذيــة العقليــة‬
‫يف مجـال تغذيـة العقـل تحضـر منظومـات متعـددة ؛ قسـمها األول يدخـل‬ ‫بالضبــط‪ ،‬وإال فــإن اإلنســان يف مجتمعــه يســتطيع أن يعيــش وفــق مــا‬

‫العقل‬
‫تحـت مفهـوم (التربيـة المقصـودة) ويشـمل الخطـاب التر بـوي‪ ،‬يف كافـة‬ ‫تعـ ّود مــن معــارف ومهــارات‪ ،‬غيــر أن ذلــك قــد ال يكــون كافيــا لتكويــن‬
‫المراحـل التعليميـة‪ ،‬إذ تُـز ّود المنظومـة التربويـة أبناءهـا علـى جميـع‬ ‫اإلنســان الصالــح ألن يعيــش مندمجــا يف مجتمعــه بصــورة فاعلــة‪ ،‬وأن‬
‫المسـتويات‪ ،‬بالمعـارف المـزكاة مـن طـرف خبـراء‪ ،‬يعمـل علـى تنفيـذ العمـل‬ ‫يكــون فــردا إيجابيــا‪ ،‬إال بالتغذيــة العقليــة الجديــدة؛ ولذلــك بالضبــط‬
‫بهـا معلمـون يُنتقـون وفـق مؤهلات ومهـارات وقـدرات مدروسـة بعنايـة‪ ،‬كمـا‬ ‫تح ـ ّول المجتمــع العــريب يومئــذ مــن التفكيــر الســلبي إىل التفكيــر‬
‫يشـمل الخطـاب الدينـي والقنـوات الرسـمية‪ ،‬وهـذه كلها تعمـل متكاملة؛ ألنها‬ ‫اإليجــايب ‪ ،‬ومــن البــداوة إىل الحضــارة‪.‬‬
‫تستقي توجيهاتها من مصدر واحد حريص على العقل الجماعي للمجتمع‪،‬‬
‫يـزرع فيـه مـا يثمـر الفكـر اإليجـايب‪ ،‬ويؤسـس للتفكيـر السـليم‪.‬‬
‫هل يمكن عالج العقل بعد إصابته بالتلوث ؟‬
‫أمـا القسـم الثـاين فيدخـل تحـت مسـمى (التربيـة غيـر المقصـودة)‪ ،‬وهـذه‬
‫ويف الواقـع (الطفـل يُولـد علـى الفطـرة) كمـا قـال الرسـول ‪-‬صلـى هللا‬
‫تشـمل يف العصـر الحديـث وسـائل متعـددة لتغذيـة العقـول‪ ،‬ذات خطـورة‪،‬‬
‫عليـه وسـلم‪ ،-‬ومعنـى ذلـك أن التغذيـة تكـون يف فطـرة النشـأة التربويـة‪،‬‬
‫إذ يصعـب التحكـم فيهـا‪ ،‬بـل ويصعـب مراقبتهـا‪ ،‬ومنهـا (الصحـف والمجلات‬
‫فأبـواه همـا اللـذان يزودانـه باألفـكار التـي تغـذي عقلـه‪ ،‬ليسـتقيم تفكيـره‪،‬‬
‫والكتـب الفكريـة‪ ،‬والقصـص والروا يـات)‪ ،‬وأكثرهـا خطـرا وسـائل التواصـل‬
‫وتتعـدل مهاراتـه‪ ،‬وسـلوكه‪ ،‬وفـق مـا تـرىب عليـه والـداه‪ ،‬إن خيـرا فخيـر وإن‬
‫االجتماعـي‪ ،‬بمواقعهـا ومختلـف لغاتهـا‪ ،‬وهـذا القسـم ‪ -‬بحسـب علمـاء التربيـة‪-‬‬
‫شـرا فشـر‪ ،‬ولكـن مـا يصيـب العقـل مـن خلـل ثقـايف تسـلل بطريقـة مـا عـن‬
‫يعـد أكثـر تأثيـرا مـن التربيـة المقصـودة؛ بسـبب كونهـا داخلـة يف دائـرة االختيـار‬
‫طريـق وسـائل التربيـة غيـر المقصـودة‪ ،‬يمكـن عالجـه‪ ،‬وذلـك بالتفطـن‬
‫الحـر الـذي تتحكـم فيـه بالدرجـة األوىل الرغبـات والميـول‪ ،‬ومـن المؤسـف أن‬
‫ألسـبابه للقضاء عليها بالبدائل‪ ،‬وما أكثر البدائل‪ ،‬وما أقواها على التصدي‬
‫الحجـب يف كثيـر مـن األحيـان َمـن ال ضميـر لهم ف ُينشـئون دوائر تثقيفية‬ ‫يختـرق ُ‬
‫للمـرض‪ ،‬وعلـى رأسـها القنـوات التلفزيونيـة الواقعـة تحـت رقابـة التربيـة‬
‫مـن شـأنها هـدم المقومـات التربويـة التـي تسـهر علـى بنائهـا المنظومة التربوية‬
‫المقصودة‪ ،‬وتكثيف المحاضرات واألنشـطة الثقافية المدروسـة‪ ،‬والدروس‬
‫المقصـودة‪ ،‬فتشـغل المراهقيـن واألطفـال ‪ -‬وحتـى مـن ال يملكـون الحصانـة‬
‫الدينيـة الهادفـة يف المسـاجد والمجلات والصحـف األلكترونيـة ووسـائل‬
‫العقليـة مـن الكبـار‪ -‬بمـا يعـزز فيهـم التفكيـر السـلبي الـذي يجرهـم إىل المهالك‪،‬‬
‫التواصـل االجتماعـي الموجهـة‪.‬‬
‫بمـا يزودهـم مـن قصـص ظاهرهـا البطـوالت‪ ،‬وباطنهـا الدسـائس والمكائـد‬
‫التـي تجعـل مسـتعمل البرنامـج ضحيـة سـهلة‪ .‬ونسـتنتج ممـا سـبق أن علـى‬
‫المجتمـع السـيما األوليـاء أن يبحثـوا عـن الوقايـة ‪ ،‬فأيـن موقعهـا؟‬

‫الغربال النقدي والتربوي للتغذية العقلية‪:‬‬


‫أمـام التحديـات الكبـرى التـي تخلـق أجوا َءهـا وس ُ‬
‫ـائل التربيـة غيـر المقصـودة‪،‬‬ ‫نـجــحت كـثــير مــن الــدول الــمهزومة فـي الحـرب‬
‫بمـا تملكـه مـن وسـائل غايـة يف التطـور‪ ،‬وبمـا يتميـز بـه أصحابهـا مـن ذكاء‪ ،‬يتعيـن‬
‫علـى المؤسسـات الثقافيـة‪ ،‬والتربويـة الواعيـة‪ ،‬أن تسـهر علـى غربلـة المعطيـات‬ ‫الـعالــمية الـثانــية فــي غــرس مــنظومة الــقيم‬
‫الثقافيـة باسـتمرار‪ ،‬لتحافـظ علـى الثقافـة النقيـة حتـى تصـل إىل األبناء والمتلقين‬ ‫والمعرفـة فـي نفوس شـعوبها في شـتى مجاالت‬
‫بصفـة عامـة نقيـة مـن المؤثـرات الضـارة عقليـا يف بدايتهـا وأخالقيـا يف نهايتهـا‪.‬‬
‫ً‬
‫وصـوال إلـى العمـل فاالبتـكار ثـم اإلبـداع ‪..‬‬ ‫الــحياة‬

‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫والء ‪ِ ..‬علم ‪ ..‬انضباط‬
‫اإلخالص‬

‫نصـائـح و رُؤى‬
‫ومضات‬
‫في العمل‪..‬‬ ‫َمـن منّـا ال يتمنـى أن يكـون بـدال ً مـن ( هـزاع المنصـوري ) يف رحلتـه العلميـة‪ ،‬البـد عزيـزي الطالـب أن تحلـم لتصـل إىل مثـل الرحلـة‬
‫والمكانـة التـي وصـل إليهـا ( هـزاع )‪ ،‬والبـد أن تسـأل نفسـك قبـل أن تحلـم أن تكـون مثلـه‪ ،‬كيـف وصـل ( هـزاع ) إىل هـذه المكانـة‬
‫والشـهرة التـي رفـع فيهـا اسـمه واسـم اإلمـارات وكان حقـا اب ًنـا مـن أبنـاء زا يـد ‪ -‬رحمـه هللا ‪ ،-‬سـنجد اإلجابـة دوما‪”...‬العلـم”‬

‫اإلخالص وسيلة لالبداع ‪:‬‬


‫اإلخلاص يف العمـل علـى أ كمـل وجـه وبصـورة صحيحـة مـن أجـل رضـا هللا‬ ‫نعلم أن آفاق العلم ليس لها حدود‪ ،‬وأسرع دليل لكم زماليئ هو ما وصل إليه ( هزاع المنصوري ) من شهرة‬
‫سـبحانه وتعـاىل ولرفعـة وطنـك ضـرورة ملحـة يفرضهـا الديـن وتشـجعها‬ ‫عالميـة وضعتـه يف مصـاف علمـاء كوكبنـا األرضـي‪ ،‬فالعلـم هـو الـذي رفـع مكانتـه ليسـت شـخصيته فحسـب‪ ،‬بـل‬
‫العـادات والتقاليـد‪ ،‬وتبـذل الـدول جهـودا جبـارة مـن أجـل تأهيـل مواطنيهـا‬ ‫( الماديـة واالجتماعيـة والنفسـية والسياسـية )‪ ،‬وأطلـب منكـم أعـزايئ الطلاب أن تحـدّدوا أهدافكـم مـن الدراسـة‪ ،‬وال تتركـوا‬
‫لتفعيـل هـذه الخاصيـة التـي بدورهـا تـؤدي إىل التركيـز يف العمـل والوصـول‬ ‫أنفسـكم للصدفـة والهـوى يُلقـي بكـم أىن شـاء‪ ،‬فمـا وصـل ( هـزاع ) إىل هـذه الشـهرة إال بالعلـم‪ ،‬وليـس الصدفـة والهـوى‪..‬‬
‫إىل مرحلـة اإلتقـان وقـد يرتفـع سـقف التوقعـات يف اإلتقـان وصـوال إىل‬
‫االبتكارالـذي يأخذنـا عنـوة إىل اإلبـداع‪.‬‬

‫دين وعمل ‪:‬‬


‫ومـا أحـوج المجتمعـات والـدول لصفـة (اإلخلاص) هـذه اللبنـة األوىل يف بنـاء‬
‫وتقـ ّدم الـدول‪ ،‬فبالعمـل المخلـص ينهـض المجتمـع ويرتقـي‪ ،‬والعمـل عبـادة‬ ‫أرى أن بالعلـم يجنـي اإلنسـان المـال‪ ،‬كيـف؟ البـد عزيـزي الطالـب أن تبحـث عـن المـال وسـتجده غالبـا مرتبطـا‬
‫وواجب اإللزام علينا فقال سبحانه وتعاىل ‪﴿ :‬و ُقل اعملُوا َفسيرى َّ‬
‫للاُ َع َملَ ُك ْم‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ِ ْ َ‬ ‫عال يناسـبها‪ ،‬فكلما تعلمت أ كثر‬ ‫َ‬
‫نظرت حولك ألعلى الشـهادات العلمية تجدها أ كثرها يصاحبها راتب ٍ‬ ‫بالعلم‪ ،‬ولو‬
‫ـون﴾‪ ،‬كمـا أ ُ ِمرنـا باإلخلاص يف العمـل مـن رسـولنا ‪ -‬صلـى هللا‬
‫سـولُ ُه َوا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬
‫َو َر ُ‬ ‫َ‬
‫أدركت‬ ‫وعلا قدرعلمـك عل َ‬
‫ـوت مـاال ومكانـا وحاال‪،‬وانظـر حولـك يف األهـل وأصحـاب المكانـات العلمية لتتأكد من نصحنا لك‪ ،‬وإذا‬
‫عليـه وسـلم – يف قولـه ‪ ” :‬إن هللا يحـب إذا عمـل أحدكـم عملا أن يتقنـه ”‪..‬‬ ‫وعلم َ‬
‫ـت صـدق مـا أنصحكـم بـه‪ ،‬فألزمـوا العلـم‪ ،‬ترتقـوا‪..‬‬

‫اإلخالص ثروة ‪:‬‬


‫والمتأمـل يف سياسـة العمـل لـدى الـدول المتقدمـة يجدهـم حريصيـن علـى‬
‫اسـتثمار الوقـت يف حياتهـم كلهـا واالنتفـاع بـكل لحظـة‪ ،‬حتـى وصلـوا إىل مرحلـة‬
‫اإلخلاص يف وقتهـم‪ ،‬لذلـك نجـد اإلخلاص يف العمـل لديهـم كمـا ً وكيفـا ً حقـق‬
‫ومـن‬‫لهـم التقـدم والرفاهيـة ألنفسـهم أوال ً ولمجتمعاتهـم ثانيـا ً ولدولهـم ثالثـاً‪َ ،‬‬ ‫بالعلـم تسـتطيع أن تجتـاز اآلفـاق وتغـوص المحيطـات وتثقـب أعمـاق األرض وتحـ ّول أجـاج المـاء إىل عذوبـة‬
‫منـا أوغيرنـا ينكـر ذلـك‪ ،‬فـإذا كان اإلخلاص ِركاب الفـرد حقـق بـه المعجـزات‬ ‫والقفار إىل بساتين‪ ،‬وتطوي األرض بجميع اتجاهاتها برا وبحرا وجوا‪ ،‬كل ذلك وأ كثر بالعلم‪ ،‬نعم هو العلم الذي‬
‫بأصنافهـا ألنـه ضـرورة يـؤدي إىل اإلبـداع واالبتـكار وهمـا رأسـمال لالنتـاج فهمـا‬ ‫يجـب أن نتمسـك بـه لتعلـو ويعلـو معـك وطنـك‪ ،‬فبالعلـم تدفـع الجهـل وتقهـر الفقـر وتدفن التخلف وتمأل الدنيا سـعادة‪ ،‬وتنعم‬
‫ثمرة ما تبذله الدول بحثا عن الثروات‪ ،‬إذن فاإلخالص ثروة مدفونة يف أنفسنا‪،‬‬ ‫وتفجـر طاقاتـك لخدمـة اإلنسـانية ورفاهيتها‪.‬‬ ‫بالراحـة‪،‬‬
‫ّ‬
‫يوقظهـا الديـن لـدى المسـلمين‪ ،‬ويوقظهـا الوعـي لـدى اآلخريـن‪ ،‬أال يتطلـب منّـا‬
‫أن نكون واعين مسـلمين؟! وما أحوجنا فعال لصفة اإلخالص ومراقبة هللا عز‬
‫وجـل يف تصرفاتنـا وأعمالنـا‪ ،‬وال تراقـب مديـرك‪ ،‬فـإذا راقبـت هللا اتقنـت وكان‬
‫عملـك خالصـا للـه وللوطـن‪ ،‬وإذا راقبـت مديـرك يف عملـك فقـد أحبطـت عملك‬
‫ولـن ينفـع وطنـك‪ ،‬ألنـه ليـس مـن عميـق النفـس والخاطـر ليبقـى خالـدا نافعـا‬
‫مفيـدا لنفسـك وغيـرك ووطنـك‪.‬‬ ‫ال ننسى أعزايئ أننا مأمورون بالعلم‪ ،‬فطلبه فريضة يف ديننا‪ ،‬وأشار القرآن ألويل األلباب‪ ،‬والذين يتدبرون كالمه‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫عـز وجـل يف قولـه ُ‬
‫سـ َت ِوي ال َّ ِذيـنَ يَ ْعلَ ُمـونَ َوال َّ ِذيـنَ َل يَ ْعلَ ُمـونَ إِن َّ َمـا يَ َت َذ َّكـ ُر أولُـو ال ْلبَ ِ‬
‫ـاب) [الزمـر‪ ]9 :‬تجـد‬ ‫ـل هَ ْ‬
‫ـل يَ ْ‬ ‫(ق ْ‬
‫ولتعلـم أن العمـل شـرف ولـن يكـون شـرفا إال إذا أ ُ ِحيـط باإلخلاص والعمـل‬ ‫اآليـة فيهـا إنـكار للجهـل وإعلاء للعلـم ومنزلتـه‪ ،‬فشـتان بينهمـا مكانـا‪ ،‬وكثيـرا مـن أحاديـث السـنة الشـريفة أعلـت‬
‫دون إخلاص يذهـب أدراج الريـاح‪ ،‬أمـا اإلخلاص فيكسـبه بركـة ونفعا ونماء بما‬ ‫من منزلة طلب العلم وطالبه‪ ،‬ويكفيه أنه يف سـبيل هللا حتى يعود لداره‪ ،‬فهل علمت مكانة العلم وطالبه عزيزي الطالب؟‬
‫تنعكـس آثـاره علـى الفـرد والمجتمـع والوطـن‪..‬‬ ‫فـإذا عرف َ‬
‫ـت فالز ّم!!‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫مسابقة العدد‬

‫تهدف هذه المسابقة إلى التفاعل مع قراء المجلة ‪..‬‬ ‫رسائل‬


‫توعوية‬
‫عزيزي القارىء ‪ ..‬ابحث عن شعار مجلس مكافحة المخدرات‬
‫الذي تم إخفاءه في صفحتين داخل المجلة ‪..‬‬

‫الرجاء تحديد رقم الصفحتين وقد تكون أحد الفائزين‬

‫يرجى إرسال اإلجابة على العنوان التالي ‪:‬‬ ‫امدح صديقك‬


‫‪dan.awareness@dubaipolice.gov.ae‬‬ ‫البريد اإللكتروني ‪:‬‬
‫علنا وعاتبه سرا‪..‬‬

‫الجوائز ‪:‬‬
‫‪400‬‬ ‫الفائز االول‬
‫درهم‬

‫‪300‬‬ ‫الفائز الثاني‬


‫درهم‬
‫َمن ساء تدبيره‬
‫‪200‬‬
‫درهم‬
‫الفائز الثالث‬ ‫طل تقديره‪..‬‬‫َب ُ‬

‫مالحظه ‪ :‬على المشاركين في المسابقة مراعاة كتابة االسم ً‬


‫ثالثيا ورقم الهاتف للتواصل‪:‬‬

‫آخر موعد الستالم إجابات المسابقة بتاريخ ‪2020/01/25 :‬‬

‫الفائزون في مسابقة العدد السابق ‪:‬‬

‫حمد محمد عبدالكريم ‪.‬‬ ‫الفائز األول ‬ ‫ِذكر الناس داء‬


‫هزاع أحمد الشعالن ‪.‬‬ ‫الفائز الثاني ‬ ‫و ِذكر الله شفاء‪..‬‬
‫وفاء محسن مزاحم ‪.‬‬ ‫الفائز الثالث ‬

‫ً‬
‫وحظا أوفر للمشاركين ‪..‬‬ ‫مبارك للفائزين‬

‫روابط توعوية‬

‫من كظم‬
‫غضبه فقد َحِلم‪..‬‬

‫فيديو ‪..‬‬ ‫فيديو ‪..‬‬ ‫فيديو ‪..‬‬


‫درب الضياع‬ ‫سموم الموت‬ ‫ال للمخدرات‬

You might also like