Professional Documents
Culture Documents
Divorce Hemaya-Magazine-English-Issue-36 A PDF
Divorce Hemaya-Magazine-English-Issue-36 A PDF
زيزاً
وقد يفوقه حجما ،فيبدأ األب يخاوي ولده عمال بالحكمه القائله (إنْ َك ُبر ابنك ،خاويه)
اا
نائب مدير اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات
لج
ويسرع إىل منح ابنه بعض الثقه التي ينعقد فرطها وتصبح كارثة بعد ذلك ،إذ ال يعلّق
تع
د يد
ئ ..
األب عندما يستمع شكوى إخوته عن أخيهم بسبب قيادته المتهورة بسيارة العائلة
م جل
أثناء الخروج معهم ،ثق ًة من األب فيه ويفرط األب يف الثقة ،ويجنح االبن بها ،فيبدأ يف
قار
ة(ح
ال
التأخير للعودة إىل المنزل فيرى األب أن مسألة التأخير عن المنزل ليست بالخطيرة ألنه
يز ي
م ا ية )
يرى أن االبن قد أصبح رجال يُعتمد عليه ومسؤوال عن نفسه ،وقد يقوم بالتدخين ،وحين
يعلم آباه ،يرى أن أبنه يمر بتجربة بسيطة سوف تنتهي عما قريب ،ولكنه ال يدري أن
عز
التدخين باب المخدرات وما شابهها وقد يكون ماخفي أعظم ،أفال يدري األب أن ابنه
بهذه الثقة قد أصبح فريسة سهلة يتالعب بها رفاق السوء يف غفلة الثقة من األب.
واألصعب من هذا أن يسمح األب لالبن بالسفر مع أصحابه دون أن يعرف َمن هم،
المهم يف نظره أن يمنح ابنه السعادة يف قيادته لنفسه يف مثل هذه السن دون رقابة
تحد من جنوح الشباب ،ولكي يحافظ االبن على هذه الثقة البد أن يتمثل شخصية
الحكيم الراهب حتى يطمئن والده أ كثر فيمنحه كثير من الصالحيات دون مراجعة،
ويبدأ الـشــاب يف إطالق جـنـوحــه طــال ـمــا ( أن ال ـحـبل م ـتـروك ع ــلى ال ـغــارب ) فــال بــئس
من فـتـح أبواب الفضول واالستكشاف الالمتناهي معتمدا ً على طموح الشباب وغمرة
التهور ،ومـا أصعبها على الشباب غير المدرك لعواقب األمور.
وتـحدث الكـوارث م ـتـتـال ـيـات دون عــلم األب ،وقــد ت ـلـعـب ال ـصـدفة الـمـتمثلة يف رحمة هللا
ويـعـلم األب بــأحد كوارث اب ـنـه الــذي يــستهلك غفلة الثقة ف ـيـما يــعود على األب بالعار
والخزي ،وقد يفقد االبن دراسته ونفسه ،ولكن بعد ماذا..؟ فال يفيد الندم وال تنفع
الحسرة وقد ضاع الزمن ،فيا أيها اآلباء ف ّكروا كثيرا قبل أن تمنحوا أبناءكم هذه الثقة التي
تتمنوها فيهم ،وتريثوا طويال ألن أجيالنا القادمة يأتيها الغزو من كل مكان حتى داخل
غرفهم عن طرق التواصل االجتماعي ،واعلموا أن جني ثمار الثقة التأيت إال بالتنشئة
الصالحة ،وبناء العقل السليم والفكر الرشيد والوعي األكيد ،وليس بناء األجسام.
3
المحتويات
الحماية..
بالتربية األخالقية
شفاء المدمن..
مرهون برؤية ذويه
16 14 ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻤﺨﺪرات ﻣﺠﻠﺔ ﻓﺼﻠﻴﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ -اﻟﻌﺪد - 36أ ﻛﺘﻮﺑﺮ 2019
تصدر عن :
اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات
اإلشراف العام
العميد /عيد محمد ثاني
إدمان الحياة
الوهمية!.. التوزيع برعاية :
10 901
dan.awareness@dubaipolice.gov.ae
الهاتف المجاني :
: البريد اإللكتروني
قيم وعادات
التسامح
في فكر زايد ومنهجه
7 6
الـتشـريـعـات
توعية مجتمعية
مرافق صحية مهيأة ألصحاب الهمم . •
تجهيزات المصاعد الكهربائية ألصحاب الهمم . •
التي تحمي أصحاب الهمم
مبادرة حاضرين:
وال ـمـتـم ـثــلة بـ ـتـوف ـيــر جـ ـهـاز اتـ ـصــال م ـبــاشـ ــر مـ ــن مـ ــوظـ ـفــي
خدمة المتعاملين يف مواقف النيابة العامة دون الحاجة للنزول
مــن ال ـسـيـارة . لقد ك ـ ّرم هللا الــبشر بــأن اخـتـصــهم بــالـتـكليف
بــعبادتة وإعمار األرض ،وأمرهم باالجتماع وتكوين
حقوق ألصحاب الهمم في مرحلة التقاضي :
الـنـسـيـج الـمـجتمعي الــمتكافل ،وأ ك ـدّت الـسـنـة
مــن حــق األش ـخــاص أص ـحــاب الـهمم المتقاضين أمام النيابة •
العامة والمحاكم أن تتم معاملتهم معاملة عادلة يف اإلجراءات ال ـنـبـويــة ال ـشــريـفـة عــلى دور االشــخاص أصــحاب
الـمـشرّع والمجتمع المدني
البـد مـن تـكاتف ُ القضائية بدون تمييز . الـ ـهـ ـم ــم يف ال ـمـجـتـمـع كالً وفــق قــدراتة وإمكانيتة،
واألسـرة والـمـؤسـسة الـتعلـيمية واإلعالم
مــن حــق األشــخاص أصحاب الهمم التواصل معهم والتعبير • فـ ـهــذا الـ ـصــحايب ال ـجـلـيـل عبـدهللا نــجا أم مـ ــكتوم
عن آرئهم بما يتناسب مع اعاقتهم يف كافة مراحل الدعوى
– رضي اللة عـ ـنــة – كان ضـ ــريــرآ ،وكان يـ ـ ـك ـلـفه
وكـافـة الــمرافـق لـدمـج الجزائية باستخدام (برايل او لغة اإلشارة أو بأي طرف آخر
حسب االقتضاء). ال ـنـبـي – صلى هللا عـليه وسلم– ب ـم ـهـام قيادية،
وتـأهيل أصحاب الهمم ..
مــن حــق األشخاص أصحاب الهمم أوالقائمين علي رعايتهم • ف ـقـد أس ـت ـخـلـفـه نائبا له علي المدينة عند خروجه
أن يو ّكلوا غيرهم ممن يمتلكون القدرة للدفاع عنهم أو تمثليهم
للغزو أو القتال ،يدبّر شئون المدينة .
يف كافة مراحل الدعوى الجزائية .
مــن حــق األشــخاص أصــحاب ال ـهـمـم عــدم مسائلتهم جنائيا، •
ّمن كان منهم وقت ارتكاب الجريمة فاقدا ً اإلدراك أواإلرادة
ل ـجـنـون أوعــاهــة يف ال ـع ـقـل ،أمــا إذا لــم ي ـتــرتــب عـلـي ال ـجـنـون
أوالعاهة العقلية سوي نقص أوضعف يف اإلدراك وقت ارتكاب
الجريمة ُع َّد ذلك عذرا مخففا .
سمع شهاداتهم يف م ــن حــق األش ـخــاص أص ـحــاب الـهمم أن تُ َ •
مكان وجودهم إذا ُو ٍج َد ما يمنعهم من الحضور حسب األحوال.
9 8
شباب بال مخدرات إدمان الحياة الوهمية!..
األمن المجتمعي
هويدا الهاملي
تأمالت
كاتبة اإلماراتية
11 10
ضرب كل من يحاول الوصول إىل الموز دون
أن تسأل نفسها لماذا؟ لقد تم تدجين هذه
تكون يف مصاف األمم المتقدمة ،فعلينا
أن نسعى ونحاول دائما ً من أجل التطوير ال يهم إن كنت أسدا ً
الـطريق ..
إتجاهات
ال ـقـرود ح ـتـى ك ـفـت عــن الــمحــاولة ،ومنعت ليع ّم النمو واالزدهار ،وحدهـا والــتحسين ُ أو غزاالً ،فمع إشراقة كل صباح
غ ــيرها من المحاولة. المجتمعات التي تحاول أن تنفض الغبار
إلـى النجاح
يتعين عليك أن تعدو أسرع من
ي ـ ـقــول (ادري ـسـون ســويــت مــاردن) “هــؤالء عــن ق ـلـبـها وعـقـلـهـا وعيونها تبصر طاقتها
الذين يـتـمـتـعـون يف طـبـيـعـتـهم بذلك السعي الـمـكنونة وتـنـطلق ن ــحو ال ـنـجــاح والــمنعة غيرك حتى تحقق النجاح ..
الـحـتـمي وراء األفـضـل والـذين ال يقبلون أي والـقـوة بـعيدا ً عن الوهم واجترار الماضي
محمد بن راشد آل مكتوم
شـيء أقــل مـنـه ،هــم الـذين يـحـمـلون را يـات وثقافة اللوم.
التقدم ويضعون المقاييس والمثل لآلخرين” ه ـنــاك س ــؤال يَــرد إىل ال ــذهن ه ــنا ،كيف
فلتبدأ ،ولتعامل كل شيء بداخلك وحولك تـ ـس ـتــخدم طــاقــتك اإليــجاب ـي ــة ل ـت ـن ـجـح
ومعك وعـليك كما تحب أن تُعامل ولتبادر وتـ ـت ـغ ـيــر؟ وم ـ ـ ــن ث ــم تُ ـغ ـيــر م ـ ـح ـي ـط ــك
بإقناع نــفسك بال ـنـجاح ،وأنــه لن يقف شيء ومجتمعك وعالمك؟ يقول غاندي
الدكتور /أحمد عبداهلل النصيرات
أمام طريق نجاحك مهما كان ،فالعالم يفسح “كن الـ ـتـغـيـيـر الــذي تــري ــد أن ت ــراه” إن استشاري تطوير إداري
الطريق ل ـمــن ي ـعــرف وجــهته وي ـثــق ب ـقــدرته وأن ت ـم ـنــح ن ـفـســك فـرصة كاملة لتعمل ال ـبــدء بال ـنـفس ه ـ ــو األساس ألي تـغ ــيير
ع ــلى الــوصــول إلـيـها ،عليك أن تقنع نفسك وتـج ّرب وتحاول ،إن حكمك اإليجايب عـلى ف ـ ــردي أو ج ــماع ــي ،حــتى ت ـت ـغـيـر لـتنجح
سئل مروض (الفيلة) لِم تقيدون الفيل على ضخامته بقيد صغير وسهل ُ
وتقتنع بأنك محور التغيير ،وبعدها ،سترى األمور هو الذي سيسهل مهمتك ويدفعك فأنت تنطلق م ــن نظرتك اإليـ ـجــابـ ـيـ ــة،
الكسر؟ ،لِم ال يحاول هذا العمالق أن يهرب أو يكسر القيد؟ أجاب :بعد أن
ل ــذة الــنجاح ع ـلــيك وعــلى غ ـيـرك مــن بـيـئـة إىل اإلصــرار ع ــلى ال ـع ـم ــل وال ـم ـحــاولــة وتفاؤلك ب ــمستقبل تصنعه أنت أوال ً وال يُولد الفيل يتم تقييده وهو صغير بقيد يكون من الصعب عليه كسره نظرا ً
ومجتمع ،وبعدها أيضا ً ستنسجم مع نفسك والتجربة لتحقيق النجاح ،كما أن نظرتك أحد غيرك ،عليك أن تقرر أن تكون فاعالً
لصغر سنه ،يحاول الفيل الصغير التحرر من قيده إىل أن ييأس ويتوقف عن
ألنك اقتربت من فك ألغازها وإدراك أسرارها اإليجابية الواثقة هي التي تدفعك إىل أن يف ال ـحـيـاة وم ــؤثرا ً بــها ،ال متأثرا ً بها ،ال بد
المحاولة ،وبعد أن يكبر ويصبح ضخما ً ال يفكر أبدا ً يف فك هذا القيد العتقاده أنه
ومعرفة قدراتها إلطالق طاقتك اإليجابية نحو تــستثمر وقتك يف محاوالت ستاليق حتما ً أن تسبر أغوارك لتخرج المخزون الهائل
ال يستطيع دون أن يجرب أو يحاول كسر قيده واالنعتاق منه.
كل شــيء إ يـجـايب ونــاجــح وبـنّـاء ،فـال شـيء التوفيق والنجاح. م ــن الــطاقة اإليجابية وتجعله وقودا ً ينير
ال يعرف كثير من الناس كم كان ّوا قريبين من تحقيق أهدافهم وصنع نجاحهم
ي ـمـكـنـه أن يـقـف أمــام اإلرادة الـبـشـريـة التي هذه قصة سلبية ولكنها هنا للعبرة والتوضيح، شـ ـعـلة در بــك و ي ـطـ ـم ــس ظــالم ال ــخوف
عندما توقفوا عن المحاولة إنها المثابرة والعزيمة واإلصرار ،هذه هي صفات
تحدد أهدافها وتص ّر على تحقيق نجاحها. تذكرون قصة القرود الخمسة التي أُدخلت إىل والتردد من ح ـيــات ــك ،ب ـبـسـاطــة عـلـيـك أن
الناجحين التي تمنحهم األجنحة التي توصلهم إىل قمم عالية ال يستطيع
قـفـص فـيـه سـلّم ويف أعـلى القفص قطف تقتنع أوال ً بأنك قادر.
غيرهم الوصول إليها وال حتى التفكير بإمكانية التربع عليها ،لكي
موز وكـلّما حاولــت الـقـرود اسـتخدام الـسلم
تنجح عليك أن تحاول بكل طاقتك ويجب عليك أن تستمر
للوصــول إىل الـمـوز؛ تــم رشها بالــماء ال ــمغلي
يف المحاولة ،عليك أن تنجح ألنك ُخلقت لتكون ناجحا ً
فتسقط جميع القرود عـلى األرض ،إىل أن قام
وعليك أن تثق بأنك قادرٌ على صنع “فرح حقيقي” لك
رشه بالماء فتم ّأحد القرود منفردا ً بالمحاولة ّ
ولآلخرين ،عليك أن تقتنع أوال ً قبل غيرك بأن بداخلك
المغلي ووصـل الـماء إىل بــايق الـقـرود ،فقامت
“كنزا ً ثميناً” هو مفتاحك للنجاح الحقيقي.
ب ـقـية القرود بضرب القرد الذي حاول ،وبعد
ال يتعلق هذا الكالم بالفرد فقط ،بل ينطبق على كل
فـترة تم استبدال أحد القرود بقرد جديد لم
المجتمعات اإلنسانية ،فال يمكن أن يكون هناك
يشاهد العملية ،وحين حاول أن يصل للموز
مجتمع متماسك ي ـتــطلع إىل الــرفاهية دون أن
ضربته القرود األربعة ،واستمرت القرود يف
يكون مجتمعا ً خال ّقا ً ولن يكون خالقا ً إال إذا
استطاع أفراده استخراج طاقتهم “اإليجابية”
الكامنة ب ــداخ ـلــهم وت ـحــوي ـلـها إىل مــمارسات
البـد أن يـعيش المجتمع حالة اإليجابية عملية يومية تشيع بينهم وتصبح جزءا ً من
الخلقة حتى يحقق النجاح الشامل ..ّ ثقافتهم وتفاصيلهم اليومية..
تجلس األمم على كنوز مــن الـ ـطــاقــة اإليجابية
المكتنزة داخل كل ف ــرد فــيها .ومــا عليها إال أن
تـحـتاج الـمـجتمـعات إلــى قـادة يُـخرجون تلتزم وتعمل وتـحـاول مــن أجــل الــبناء والتطوير
وإعالء صوت الحق والقانون والنظام إذا أرادت أن
الـطاقة اإليجابية في أفراد مجتمعاتها ..
13 12
شفاء المدمن..
رؤية سينمائية
مرهون برؤية ذويه
مالحقات : بداية الهاوية :
ونرى المتابعة الحثيثة لل ــمدمن “ المتعايف” وقد بدأ الفيلم بمشاهد مؤثرة أهمها مشهد حادثة وفاة زوجة
مــن ِق ـبـل الــفريــق الطبي الــمعالج المتمثل البطل وابنه بينما كانوا يف نزهة حرص هو على إدخال السعادة
يف ص ــاحــب الـ ـم ـسـتـش ــفى واب ـنـتـه الـطـبـيـبـة يف قلوبهم مما سبب له إحباط وا كتئاب لشعوره بالذنب تجاه
الـمـشـرفـة عـ ــلى عـ ــالج ــه وزم ـيـلـتـهـا وع ــدم موتهم وبحثه عن وسيلة للخروج من هذه الحالة والهروب من
االكتفاء ب ـمـجــرد صــرف األدوية ونــرى أيضا الواقع فيقع فريسة يف مستنقع التعاطي واإلدمان ،ومن هنا نجد
حرص األطباء على أخذ القصة المرضية أهمية تقدير موقف ابننا المدمن ويقيننا أنه (مريض) وليس غير
كاملة وت ــاريخ ال ـحــالــة ب ـمــا ف ـيــها حــتى ذلك ،والعمل على احتوائه منذ الدقيقة األوىل الكتشافنا ذلك
عــناو يــن األصــدقــاء واألمــاكن الـتي يتردد كما فعلت أسرة الطبيب المشهور صاحب المستشفى الكبيرة
عليها والتي يمكن أن تكون مالذا له يف والتي تربطه بهم عالقة قديمة قبل وفاة والد البطل ،وكان يمكن
حالة انتكاسته المحتملة وعودته إىل لهذا الطبيب وابنته الطبيبة البعد عن هذا “المدمن” بما يمكن أن
التعاطي واإلدمان مرة أخرى. يحدث له من مشاكل قانونية وغيرها.
وتظهر مشاهد كثيرة يف الفيلم إصرارهم على احتوائه وتشجعيه
الوعي الطبي: على العالج وإنقاذه من مغبة هذا المجال اللعين ومستقبله
وشاهدنا م ــدى دقة الصيدالين وت ــوخــيه ال ــحذر يف ص ــرف وصفة المليء بالعواقب الوخيمة على “المدمن” وكل ما يحيط به،
األدوية الــمخدرة حــتى لو كــانــت ســليــمة وعــدم تسليمها بسهولة وخصوصا مشهد محاولة هروب البطل من المستشفى ليأسه
و يُسر وكيف أنه تأكد بـ ـن ـفــسه مــن م ـصــدرها واتــصل بــصاحب من العالج وعدم قدرته على االستمرار ومواجهة حقيقة َف ْقد
الــمس ـت ـشــفى الــدك ـتــور المعالج ليكتشف الحــقيقة وي ــبعد خ ــطر أسرته يف الحادث كما يتصور وإحساسه بالذنب الكبير تجاه ذلك.
عــودة المدمن للتعاطي مرة أخرى (كانت أ كبر مساعدة). كل هذا طبعا مع مرحلة االشتياق للمخدر لتعوده الجسدي
تُعد ق ــصة فـيـلم ( الـمـدمـن ) الـتـي قدمتها
شاهدنا أيضا ضرورة إعطاء الثقة للمتعايف بعد تجاوزه مراحل والنفسي عليه ولشدة األعراض االنسحابية التي كان يعاين منها
ً
جزافا العالج والوصول للتعايف النهايئ وعدم إلقاء التهم عليه كما شاهدنا يف الفيلم. السينما ال ـعـربية مــن أفـضـل الـقـصـص
والــشك ف ـيــه م ــما ق ــد يــدف ـعـه لالستسهال والعودة مرة التي كـانــت ل ـهـا رؤيــة مـسـتـقـبلية يف كيفية
أخرى للتعاطي (انتكاسته) كما حدث يف موقف سرقة الحقن جـمـيل أن تـعـالـج الـسـينما قـضايا الـمجتمع م ـسـاعــدة (االبــن الــمدمن) على الشــفاء
المخدرة بواس ــطة أحد ال ــعامـ ـلــين بالـ ـم ــستشفى م ــن ص ــيدلية
بـطرق مـباشرة وغير مـباشرة ،وأن تبث الوعي والــتعايف مـتـسل ـح ـيــن باإلصـ ــرار والــوع ــي،
المخدرات بالمستشفى وأن التسرع بإلصاق التهمة بالبطل كاد
والـرؤية الـمستقبلية التي توقـعـهـا الـفيلم
يتسبب يف انتكاسته. الـمنشود للمجتمع ..
ُ
ويل أخ ـيــرا ه ـم ـســة يف أذن ذوي كل “م ــدم ــن” ع ـل ـيــكم بــاحتوائه احتوتها دولـتنا الفتية حيث تسعى إىل
واإلصرار ع ــلى ع ــالج ــه بـ ـغــرض ش ـفــائــه الـكامــل وعــودته لحــياته ضرورة العالج : ت ـحـقـيـق أفـضـل الـنـسـب العالمية للشفاء
الطبيعية وعدم اليأس فاإلدمان (مرض) وله عالج. ومـشـاهــد ك ـثــيرة بــالـفـيــلم ت ــوض ــح ض ــرورة دخـ ــول “ال ـمــدمــن” من اإلدم ــان ،ل َِم ال وه ــي ت ـس ـعــى ل ـلــرقــم
وخصوصا أننا هنا يف دولة اإلمارات الحبيبة تتوفر كل ل ـلـمـستــشفى أو احــدى م ــرا ك ــز ع ــالج وت ــأهيــل المدمنين للعالج
(واحد) ن ـحــو األف ـ ـضــل يف جـ ـم ـيـع ال ـحـاالت،
الــوسـائـل ال ـمـتـاحــه للــعالج مــن اإلدمــان وال ـتــأهيل ب ـيــسر والبقاء به طبقا لتعليمات الطبيب النفسي المختص بعالج الحالة
ودل ـيــل ذلــك إن ـجــازها ال ـفـضـايئ الـمتمثل يف
وســهولة ومجانا ً يف أماكن كثيرة بالدولة مثل (مــرا كز التأهيل حتى يأذن له بالخروج من المركز بعد استقرار حالته الجسدية
والمستشفيات العامة) و يـ ـشــرف عـ ـل ـي ـهــا نخبة متميزة من والنفسية وتأهيله نفسيا واجتماعيا ً وبدنيا ً كي يستطيع العودة رائد الفضاء العريب اإلمارايت لم يكن إال ن ـتــيجــة
أمهر األطباء النفسيين المتخصصين. نشيطا ومنتجاً.
ً إىل المجتمع الذي كان يعيش فيه عضوا ج ـهــد وب ـحـث وعــلم وإص ــرار لتحقيقه.
15 14
الحماية..
تعزيز الحماية : تحديات وعراقيل :
ولكن ه ــل ت ـس ـت ـط ـ ـيــع م ـبــادرة الــتربية وبـســبب اخ ـتــالف ال ـمـؤثـرات ال ـتـي تـؤثر
وقفات
األخالقية المساهمة يف تعزيز وعي أبنائنا يف المحور األســاســي واأله ــم لـلـعـمـلـية
بذواتهم وبثقاقتهم و م ـجـتـمعـهـم وهــل الـتـعـلـيـم ـي ــة “الـطالب” الـ ـ ــتي نــعاي ــشها
تــستطيع وقايتهم وتمكينهم من مواجهة يف الــقرن ،21تــولّــدت ت ـحــديات م ـعــاصرة
بالتربية األخالقية
الـتـحديات الـمـعـاصرة..؟ وإذا كانت اإلجابة لم ت ــكن ت ـشــكل م ـصــدرا ً لـلـقـلـق فـيـم ـ ــا
بنعم ،كيف سيتم ذلك..؟ يف العديد من م ـض ــى ،ت ـحــديـ ــات ت ــالم ــس ق ـيــم أب ـنـائنا
دول الـعـالم المتقدمة يـتـم تعريف الطلبة األخالقية والمجتمعية و التي قد تؤدي
بالمعلومات وإ كسابهم المهارات الالزمة إىل هشاشة يف شخصياتهم و ضعف يف
للتصدي و الوقاية من العديد من اآلفات أنماط تفكيرهم واتخاذهم للقرار ،كما قد
والمشاكل السلوكية و الفكرية من خالل ت ـسـبـب ه ــذه الـتـحديات يف ت ــطور الـعديد
كما ن ــدع ــو اآلباء ب ــأن يــكونوا أدوات فــاع ــلة
المنهج ال ـمــدرسي ،واألن ـش ـطــة الــصفية م ــن الــمش ــاكل ذات األبع ــاد الـ ـم ـخ ـتـلفة
وإ ي ـجــاب ـيــة يــدا ً ب ـيــد مــع الـمـعلمين لـ ـتــعزيز
والالص ـفــية و غـيرها من الوسائل ،و تعتبر ك ــاالن ــحراف ال ــفكـ ــري وض ـ ـ ـي ــاع ال ــهوي ــة
أسس وق ــيم التربية األخالقية لدى أبنائهم،
مـبـادرة الـتـر بـيـة األخالقية فــريدة ب ـطـابـعـها وال ـش ــروع يف تـ ـعــاط ــي ال ـم ــواد الــمخدرة،
وكلــنا ثقة و يقين بأن تطبيق هذه المبادرة
ومتواها حيث أنها تركزعلى تقوية عوامل وم ــن شأن ه ــذه ال ـتــحديات التأثير سلبا ً
على أرض الواقع سيكون بمستوى يرىق
الحماية لدى الطالب والتقليل من عوامل ع ــلى م ـنـظومة ال ـت ـعـلـيم و عــرقلة الخطة
بدولة الترضى إال بالمركز األول.
الخطر والتي قــد تزيد من احتمالية وقوعه الــموضوعة لتحقيق رؤية دولتنا الحبيبة
يف الــمشاكل ال ــسلبية ،وذلك م ــن خ ــالل فعلى سبيل المثال أثبتت الدراسات أن
تـناغـم مـبادرة التربية األخالقية
تعزيز مجموعة من األسس والتي تصب تـعـاطي ال ـمــواد ال ـمـخدرة يف س ــن م ـب ـكــرة
مع مبادئ ديننا الحنيف الداعي يف تحفيز الذات و صقل شخصية الطالب يـساهم يف خفض الـ ـمــعدالت الــدراسـ ـيــة،
إلى مـكارم األخالق جدير بعمق وت ــسليحه بال ـصــفات ال ـم ـهـمـة (كالمرونة وزيادة أيام التغيب عن المدرسة و ترك
وض ــبط ال ـن ـفــس وت ـعـزيز القيم األخالقية الدراسة ،وبسبب االنفتاح التكنولوجي
الرؤية لحكام هذه البالد ..
لديه كالتسامح ،االحترام ،االعتدال وغيرها الهائل ُولدَت تحديات رقمية جديدة تؤثر
من القيم) ،كما تهدف المبادرة من خالل على قيم أبنائنا وسلوكياتهم و تحصيلهم
ال ـبــرنــامــج الــذي تــم ت ـطــويــره لتــتناسب العلمي كالـ ـت ـنـمر األلك ـتــروين الذي ب ــات
مــخرجــاتــه مــع ال ـفـئـات العمرية المختلفة يؤرق المجتمع ب ــكافة شرائ ــحه ،وول ــعل
إىل ت ـعــزي ــز م ـفـهـوم ال ـصـحـة النفسية لدى مبادرة التربية األخالقية التي تم إطالقها
أب ـنــائ ـنـا الطلبة باعتبارها جزءأ اليتجزأ من بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد
ص ــحة الـ ــفرد ك ــما س ـي ـتــم تـعريف الطلبة بن زايد آل نهيان ويل عهد أبوظبي ،نائب
ب ـمـقـومات ال ـص ـح ــة الـنـفـسـيـة ودورهـ ــا يف الــقائد األع ــلى للقوات الـ ــمسلحة بـ ــدولة
إدراك الذات وتعزيز الصحة العامة. اإلم ــارات يف 2016و ال ـتــي ت ـهــدف إىل
بناء ال ـش ـخ ـصــية ،وغ ــرس ال ـق ـيــم ،ورعاية
إعالء وتقدير : ال ـمـجـتـمـع و تـقـدير الـذات كـفـيـلـة بـتـعـزيز
وب ـعــد االن ـتــهاء م ــن رح ــلة ال ـت ـخـطـيـط دور الـمدرسة يف مــجال الــوقاية والـتصدي
واإلعداد ل ـهــذه الــمبادرة الرائدة نُث ّمن للعديد من اآلفات السلبية .
كل الجهود المباركة التي وضعت
ر ّكزت األجندة الوطنية لرؤية اإلمارات 2021على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى يُ ِّ
مكن
هــدفها األساسي االستثمار يف أرسل الله رسله كافة ُمبشرين
أبـ ـنــائ ــنا الـ ـطــلبة وت ـمـك ـيـنـهـم
ومـنـذريـن ،وداعـيـن إلـى نشرُ طلبتنا من التنافس المعريف عالم ًيا ،كما يساعد على صقل مهاراتهم وإعدادهم للمستقبل،
ل ـيــغدوا مـ ـ ـحــركات نـ ـ ـ ـجــاح
لعملية التطور المتناغم
مـكارم األخـالق عـمـاد التربية ولتحقيق هذه الرؤية و األهداف المنشودة تضافرت جهود العديد من جهات الدولة و مؤسساتها
األخـالقية ..
الذي تـ ـشـ ـه ــده الــدول ــة، التي تؤثر يف المنظومة التعليمية سوا ًء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
17 16
حماية
يف حكمهمــا والقائــم علــى رعايــة الطفــل بتوفيــر الدولة والطفل :
متطلبــات األمــان األســري للطفــل يف كنــف أســرة ً
أعطى القانون حقوقا أساسية للطفل تتمثل
متماســكة ومتضامنــة ،والحــرص علــى تربيــة يف حقه يف الحياة واألمان على نفسه ،مع تك ُّفل
الطفــل ورعايتــه وتوجيهــه ونمائــه علــى أفضــل الدولة بتوفير جميع المتطلبات الضرورية لتوفير
نحــو ممكــن. بيئة آمنة ومناسبة لنمو الطفل وتطوره ورعايته.
وقـد جـاء أول الحقـوق منـذ لحظـة ميلاد الطفـل،
القانون وصحة الطفل : حيـث كفـل لـه القانـون الحـق يف الحصـول علـى
وحفاظ ــا ً عل ــى صح ــة الطف ــل فق ــد ن ــص ـان مـن اسـم مناسـب ال ينطـوي علـى أي مع ٍ
القانــون علــى حظــر بيــع التبــغ أو منتجاتــه شـأنها االنتقاص من كرامته كإنسـان ،وأال يكون
للطفــل ،وكذلــك حظــر التدخيــن يف وســائل منافيـا ً للعقائـد الدينيـة والعـرف االجتماعي ،كما
المواص ــات العام ــة والخاص ــة واألماك ــن وألـزم القانـون والـدي الطفـل أو مـن لـه سـلطة
المغلقــة يف حــال وجــود أطفــال ،كمــا وحظــر قانونيـة عليـه بضـرورة اسـتخراج الوثائـق التـي
تلعـب األسـرة دورا عظيما في
جمي ــع أش ــكال العن ــف يف المؤسس ــات تثبـت واقعـة ميلاده وجنسـيته وكافـة األوراق
نشـأة الطفـل األولـى التـي الثبوتيـة األخـرى التـي يحتاجهـا الطفـل لمتابعـة
ال ـ ــتعليمية وأل ـ ــزمها بال ـ ــمحافظة ع ـ ــلى
تمثل له الحماية المسـتقبلية.. كرام ـ ـ ــة ال ـ ــطفل عـ ـ ــند اتـ ـ ــخاذ الـ ـ ـ ــقرارات مسـيرة حياتـه.
أو وض ــع البرام ــج ،وش ــدد القان ــون عل ــى وكذلك كان القانون سـبّاقا ً يف النص على حق
حظ ــر نش ــر أو ع ــرض أو ت ــداول أو حي ــازة الطفــل يف التعبيــر عــن آرائــه بحريــة وبالشــكل
أو إنت ــاج أ ي ــة مصنف ــات أو ألع ــاب موجه ــة الــذي يتناســب وعمــره ودرجــة نضجــه ،وشــدد
للطفــل تخاطــب غرائــزه الجنســية أو تزيــن القانــون علــى إتاحــة الفرصــة للطفــل لإلفصــاح
ل ــه الس ــلوكيات المخالف ــة ل ــآداب العام ــة عــن رأ يــه فيمــا يتعلــق مــن إجــراءات أو تدابيــر
والنظ ــام الع ــام ،وإل ــزام ش ــركات االتص ــال تخصــه بهــدف تعزيــز ثقتــه بنفســه وتنشــئته
وم ـ ــزودي خ ـ ـ ــدمة شـ ـب ـ ــكة الـ ـ ــمعلومات كفــر ٍد يُعتــد برأ يــه ،فيشــب إنســانا ً قويــا ً نافعــا ً
اإللكتروني ــة بض ــرورة إب ــاغ الس ــلطات ع ــن لنفســه ومجتمعــه.
قانون الطفل
أ ي ــة م ــواد إباحي ــة لألطف ــال يت ــم تداوله ــا وقــد نــص القانــون كذلــك علــى حظــر تعريــض
عب ــر مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي وش ــبكة الطفــل ألي إجــراء تعســفي أو تدخــل غيــر قانــوين
المعلوم ــات اإللكتروني ــة. يف حياتــه أو أســرته أو منزلــه أو مراســاته ،وحظــر
المســاس ب ـ ــشرفه أو س ـ ــمعته ،م ـ ــشددا ً ع ـ ــلى
حماية : تكفــل الدولــة بحمايــة الطفــل مــن جميــع أشــكال
ومـن أهـم المـواد التـي نـص عليهـا القانـون، ال ــعادات والـممارس ــات غ ــير األخـ ــاقية الـ ـتـ ــي
أنـه ويف حالـة وقـوع ضـرر بليـغ علـى الطفـل تمــارس ضــد األطفــال.
النـ ـ ـدّعي ال ـفـ ـض ـ ــل وال ـس ـبـ ــق يف ك ـف ـ ــاية اإلس ــام من ــذ الق ــدم لحقوق الطف ــل االجتماعية ،فكلما تس ــابقت
أو وجود خطر محدق به ،فعلى اختصاصي
حمايـة الطفـل أن يبـادر إىل إخـراج الطفـل على الوالدين ضرورة االطالع التش ــريعات العالمية إىل اس ــتحداث تش ــريع ما...إال وكنّا بفضل اإلس ــام نس ــلك درب هذا التش ــريع قرونا
مـن ذلـك المـكان ووضعـه يف مـكان آمـن
على قـانـون الــطـفـل حـتى ليرس ــخ
ّ ونح ــن ال ن ــدري ،فق ــد ج ــاء القانون االتحادي رقم ( )3لس ــنة 2016بش ــأن حقوق الطفل (وديمة)
وت ــحت مـ ـسـؤولـيـتــه الـشـخـصـيــة ،وأوجـب
يحيطا طفلهم بكامل حقوقه منه ــج اإلم ــارات يف مواكب ــة التش ــريعات المتوافق ــة م ــع متطلب ــات المجتم ــع ،فنراه أف ــرد لفل ــذات أكبادنا
القانـون المربيـن واألطبـاء واالختصاصييـن
االجتماعييـن وغيرهـم ممـن تُعهـد إليهـم التي ترعاها دولتنا.. يغط ــي كاف ــة حقوقه ــم ،مس ــتنيرا ً بأفضل م ــا تضمنته قوانين مش ــابهة يف بل ــدان عديدة، ّ تش ــريعا ً مفص ـ ً
ـا
حماية األطفال ،إبالغ وحدات أو اختصاصي وخاصة تلك التي اس ــتقر عليها الضمير اإلنس ــاين العالمي ،بهدف توفير الحياة الكريمة للطفل ،ومنع كل
حماي ـ ــة ال ــطفل يف حــال تـ ـه ــديد س ـ ــالمـ ـ ــة القانون واألسرة :
ال ـطـفــل أو صـحـتــه الـبـدن ـيــة أو ال ـن ـفـس ـيــة ولكــون األســرة هــي أســاس المجتمــع ولبنتــه نحو س ــليم وآمن وصحي ،األمر ال ــذي يؤكد ريادة
م ــا م ــن ش ــأنه إيذاء الطفل والحيلولة دون تنش ــئته على ٍ
أو األخالقـيــة أو الـعــقلية. األوىل ،فقــد ألــزم القانــون والــدي الطفــل ومــن دول ــة اإلم ــارات وتبوؤه ــا مكان ــة مرموق ــة بين ال ــدول المتقدمة يف هذا المج ــال كما يف المج ــاالت األخرى.
19 18
بناء البيوت : الزوجات إىل التردد يف أروقة المحاكم ألجل لماذا العجلة ؟
مشكالت اجتماعية
الطالق وآثاره
تُبنـى ال ـبـيــوت ع ـ ــلى االحـتــرام والـحـ ــب االنتقـام والمطالبـات الزائـدة عـن طاقـة األب والبـد للزوجيـن أن يمنحـا أنفسـهما مـدة
والرحــمة والـتــفاهم والصبـر علـى ت ــحمل وحرمانـه مـن رؤيـة األوالد ..إلـخ... كافـ ــية للوص ـ ــول إىل الحـ ـ ــل ال ــمناسب،
المسـؤولية وأداء ال ــواج ــبات الـ ــمفروضة وغالبـا مـا يدفـع األوالد ثمـن هـذا الخلاف، فالحيـاة الزوجيـة ليسـت شـركة تجاريـة
علـى الزوجيـن والشـرا كة يف ال ــتخطيط فيتأثرون نفسيا وتنعكس هذه اآلثار النفسية يتخلـى أحـد الشـركاء عـن اآلخـر إذا اختلفـا،
واتخـاذ الـ ــقرار بـروح الوـ ــد وت ــقدي ــر اآلخـر علـى كل مـا يحيـط األوالد مـن ظـروف. بـل الحيـاة الزوجيـة مربوطـة بميثـاق غليظ
وفـ ــهم وجهـات النظـر وتقريبهـا. وعالقـة وطيـدة بيـن الزوجيـن.
أيهما أفضل ؟ ولكـن لمـاذا أصبـح االسـتغناء عـن أحـد
محاولـة إيجـاد حلـول بديلـة ناجحـة تكفـل الطرفين أمرا ً سهالً..؟ وعلى من نلقي اللوم
أســوأ نـتـائـج الـخـالفــات
اس ـتــمرار الــحياة الــزوجية بــهدف رعايـة يف قطـع هـذه العالقـة..؟ تميـل كفـة اللـوم
األسـرية هـي االضـطرابات األوالد تحـت ظـل هـذه الرعايـة؟ تجـاه الـزوج الـذي سـمح بوصـول العالقـة
النفسية المدمرة لألوالد .. أم إنــهاء الــعالقة الزوجيـة وتــدمير األوالد المقدسـة إىل هـذه اللحظـة الحاسـمة التـي الدكتورة /رضية حسن يعقوب الرئيسي
نظـرا لمـا يترتـب علـى إنهـاء العالقـة؟! اتخـذ فيهـا هـذا القـرار الصعـب ،وألنـه تخلّـى مدربة دولية ومستشارة أسرية وتربوية
21 20
التحكم في كمية الطعام المتناولة :
تُعتبـر كميـة الطعـام التـي يتناولهـا الشـخص مهمـة كأهميـة
الصحة العامة
ً
كاملا وأخـذ كميات نوعيتـه ،فعندمـا يقـوم الشـخص بمـلء الطبـق
إضافيـة ال يحتـاج لهـا يـؤدي ذلـك إىل تجـاوز السـعرات الحراريـة
التـي يحتـاج لهـا الجسـم وبالتـايل زيـادة الـوزن الـذي يسـهم يف
ـك بعـض الطـرق ارتفـاع معـدل اإلصابـة باألمـراض المزمنـة ،وإلي َ
التـي قـد تسـاعدك يف التحكـم بشـكل أفضـل:
اسـتخدم األطبـاق الصغيـرة ألنهـا تسـاهم بشـكل كبيـر يف التحكـم
بكميـات الطعـام.
تنـاول كميـات كبيـرة مـن األطعمـة منخفضـة السـعرات الحراريـة
والغنيـة بالعناصرالغذائيـة مثـل (الخضـروات والفوا كـه).
تنـاول كميـات قليلـة مـن األطعمـة مرتفعـة السـعرات الحراريـة
والصوديـوم مثـل (األطعمـة المعالجـة والسـريعة).
ال أعـذار لمن يـغفل عـن صـحته فـي ظـل
سيـطـرة وتـفـشـي مـعـطيات وسـائل تناول المزيد من الخضروات والفواكه :
تحتــوي ال ــخضروات وال ـف ــوا كه ع ـ ــلى م ـص ــادر غـ ــذائية غـ ــنية
التواصل االجتماعي .. بالفيتامينــات والمعــادن ،والتــي ب ـ ــدورها تـ ــقلل مـ ـ ــن اإلصـ ـ ــابة
فضــل تنــاول الخضــروات والفوا كــه بأمـ ــراض الق ـ ــلب ،كـ ــذلك يُ ّ
ً
كوجبــات خفيفــة عنــد اإلحســاس بالجــوع بــدال عــن األطعمــة الغنيــة
بالســكريات والدهــون ،لذلــك احتفــظ بال ـ ـ ــخضروات والفوا كــه
مغســولة ومقطعــة يف الثالجــة ،احــرص علــى اختيــار الوصفــات
التــي تحتــوي أ كثــر مكوناتهــا علــى الخضــروات والفوا كــه وحــاول
المضافــة وقــت الطهــي. تقليــل الزيــت والملــح والمــواد ُ
23 22
وسنركز على أهم مستشعرات الخطر التي يجب أن تكون األسرة على دراية بها والتي
ِعلم
نوجزها بثالثة أنواع من اإلشارات أو العالمات التحذيرية والتي قد تشير إىل أن االبن يف
سلوكيات
مرحلة المراهقة يتعاطى المؤثرات العقلية :
البسطاء
إشارات تحذيرية سلوكية : إشارات و عالمات جسدية:
• كتـدين مسـتوى التحصيـل العلم ّ
ـي و ورود • كإحمـرار لـون العيـون ،اتسـاع البؤبـؤ ،والبطء
شـكاوى مـن المدرسـة. يف حركـة وردات فعـل العيـن والجفون.
• الغيـاب لفتـرات طويلـة عـن البيـت ،السـهر ع ـ ــدم الـ ــتناسق يف ال ـ ـ ــحركة ،الـ ــتمـاي ـ ــل •
ليلا شـيئا ً فشـيئا.
ً والـ ــترن ــح يف الـ ــمشي.
• انحسار أصدقاء على مجموعة ضيقة من الرفاق. الروائ ـ ــح الغريبـة غـ ــير ال ــمألوفة وغـ ـيــر •
• العزلـة وتجنـب التفاعـل مـع األسـرة مـا أمكـن م ـ ــعروفة الـ ــمصدر يف الـ ـ ــفم ،والــمالب ــس،
وتجنـب مشـاركتهم المناسـبات والجلسـات وال ــشعر والجسـد.
واألنشـطة والرحلات ،وقلـة اهتمامـه باألنشـطة • عدم اكتراث الشاب بمظهره وشكله وهندامه.
والهوا يـات والرياضـات التـي يحبهـا. • نزيف متكرر من األنف غير معروف السبب.
تجـدر اإلشـارة أن مالحظـة واحـدة أو أ كثـر
م ـ ــن ه ـ ــذه اإلشـارات والـ ــعالم ـ ــات الـ ــتحذيرية
• طـ ـل ــب م ـبـال ــغ ك ـب ــيرة مـ ــن الـ ــمال دون رجـ ــفة يف األط ـ ــراف ،ثـ ـق ــل يف الـ ــكالم •
مـ ــعرفة أوجــه إن ـفـاق ــها وت ـقــديم تبريـرات وال ــتحدث بـ ــطريقة غـ ــير مألوفـة.
قـد التعنـي بالضـرورة أن الشـاب أو المراهـق
مبهمـة أو غيـر منطقيـة. • زيادة يف الوزن أو نقصان غير مبرر.
يتعاطـى المؤثـرات العقليـة فهنالـك عوامـل
• السـرقة وتستشـعر األسـرة ذلـك مـن خلال • ظ ـه ــور بق ــع زرقـ ــاء تحـت الجلـد أو آثـار
عـدة قـد تكـون سـببا يف تغيـر سـلوك المراهـق
فقدانهـا بشـكل متكـرر األشـياء الثمينـة القابلـة وخ ـ ـ ــز باإلبـر ،آثـ ـ ــار حـروق عـ ـ ــلى م ــلابس
وحـ ــالته ال ـ ــمزاجية ال عـ ــلاقة لـ ــها ب ــتعاطي
للبيـع وقـد يسـرق مـن خـارج االسـرة ،أو يبـدأ الشـاب أو بقـع دم صغيـرة.
ال ــمؤثرات ال ـعـقـلـيــة ،ولــكن بـحــال الحــظنا أ يــا
بلعـب الـ ــقمار أو حـ ــتى االتـ ــجار بـ ــالمخدرات
مـنـهــا يـتـوج ــب ع ــلى األسـ ــرة أن تـتـحقــق مــن إشارات تحذيرية نفسية وانفعالية :
لتغطيـة حاجتـه مـن المـال للتعاطـي ،حتـى أن
العوامـل واألسـباب التـي أدت إىل ظهورهـا. يصبـح متهجـم وعـدواين ،يغضـب سـريعا •
تـجارب بـريئة ..ونهايات وخيمة
توفـر مبالـغ ماليـة مـع االبـن مجهولـة المصـدر
م ــع اس ـت ـخــدام المراهق الكحول والمخدرات وبشـكل متكرر ومبالغ فيه ألتفه األسـباب وقد
يعتبـر أيضـا اشـارة تحذيريـة تسـتحق المتابعـة.
ت ـ ـبــدو ع ـل ـيـهــم ت ـغ ـيـرات عـ ــدة يف الـ ـش ــكل يُالحـظ تغيـرات سـريعة يف الحالـة المزاجيـة
• التكتـم والسـرية والحـرص علـى قفـل الغرفـة
والـ ـشـ ــخصية والـ ـك ـ ـش ــف مـ ـبــكرا عـ ــن هـ ـ ــذه يبتهـج بشـكل مفاجـئ ويعـود حزيـن وكئيـب
المراهقة و خطر إدمان المؤثرات العقلية ..
والخزائـن الخاصـة بـه ،تغيـر يف عـادات النـوم
ال ــمش ــكلة يـ ـس ـ ـه ــل األخـ ــذ بـ ـي ــد االبن ليعود بـدون تبريـر واضـح.
وكذلـك التغيـر يف عـادات الطعـام.
إىل س ـ ـيــاق ح ـيــات ــه الطـ ـبــيعي وتجنب عواقب • يكـون حينـا مفعـم بالحيويـة ونشـيط بشـكل
االستمرار يف التعاطي.
يف حـال ت ـ ــم االشـ ـت ـبــاه بـ ــأن االبـ ــن ي ـس ـتـخــدم
مبالـغ فيـه وتـارة أخـرى يصبـح هامـداً.
ك ــذلك اإلن ـ ــكار وال ـك ــذب ع ـ ــند ال ـ ــمواجهة •
اإلشارات التحذيرية والكشف المبكر ..
الكحـول أو المخـدرات فمـن المهـم أن ال نخـرج ب ــتصرفــاتـ ــه ال ـس ـلـبـيـ ــة.
باسـتنتاجات قطعيـة قبـل التحقـق منهـا. • ت ـ ـغـ ــيرات يف ش ـخ ـص ــية ال ــمراهق :ال ـت ــجنب
ماذا يتوجب على اآلباء العمل عندما يالحظون واالن ـ ـطـ ــواء وال ـ ـعـ ــزلة ،تـ ـغ ـيـ ــر يف الـ ـم ــواقـ ــف هــذه المرحلــة التطوريــة الهامــة مــن حيــاة خــال هــذه المرحلــة ،ألن المراهقيــن بارعــون ت ـتـ ــميز مـ ـ ــرحلة الـ ـم ــراه ـ ــقة بـ ــأن ال ـمـ ــراهق
العالمات التحذيرية لإلدمان على ابنائهم؟ واالت ــجاهات التـي يتبناهـا الشـاب. اإلنســان س ـ ُتحدث تغيــرا كيفيــا يف ســيرورة يف الـ ــتسـ ـ ــتر والـ ـ ــمراوغة وخـ ــداع ذوي ـ ــهم، يـ ـ ــمر خاللـ ـ ــها ب ـمـ ــجموعة م ـ ـ ــن االضطرابــات
الشـروع بحـوار مفتـوح مـع األبنـاء للتعـرف • عـ ــدم ال ـ ــقدرة عـ ـ ــلى الـ ــتركيز يف ال ـم ـهـ ــام • النمــو النفســي ور ب ـ ـ ــما تخلــق حالــة مــن وهــذا يزيــد مــن صعوبــة ا كتشــاف اإلدمــان والتغيــرات الســريعة علــى مســتوى النمــو
علـى األسـباب الكامنـة خلـف التغيـرات التـي المطلوبـة منـه ،ضعـف يف الــداف ـعــية إلنـ ــجاز االعتماديــة علــى هــذه المــواد بشــكل ســريع المتعـ َـذر
بشــكل مبكــر ،عــاوة علــى أنــه مــن ُ لالنتقــال م ـ ـ ــن مرحلــة الطفولــة إىل مـ ـ ــرحلة
أثـارت شـكوك األهـل. األعــمال الـمطلوبة مـنه ،المراوغة و استخدام يــؤدي إىل تعمــق إدمــان المراهــق. مراقبــة األبنــاء طــوال اليــوم بســبب انشــغال الرشــد ،ولكــن هــذه المرحلــة المضطر بــة يف
بحــال تكــررت اإلشــارات التحذيريــة دون • الحيـل الدفاعيـة. وحـ ـ ــماية األبنــاء ووق ـ ـ ــايتهم م ـ ـ ــن الـ ــوق ـ ــوع الوالديــن بالعمــل أو بســبب تواجــد األبنــاء يف حيــاة المراهقيــن قــد تدفعهــم إىل اســتخدام
مبــرر واضـ ــح واســتمرار إن ـ ــكار األبنــاء ع ــلى يف هـ ـ ــذا الـ ـشـ ــرك غايــة يف األهميــة ،ولكنهــا المدرســة ،ربمــا أيضــا لــن يخطــر ببــال األهــل ال ـ ــكحول أو ال ـ ــمخدرات للـ ـ ـتـغ ــلب عـ ـ ـ ــلى
األسـ ـ ـ ــرة أن تتحقــق وتتأ كــد مــن خــال إجــراء
يـجـب تـثقيف األسر بإشارات تناول مهمــة تربويــة شـاقـ ـ ــة ،إمـ ــا ل ـ ــغياب معرفــة أن أبناءهــم يف هــذه المرحلــة يســتطيعون بعــض مشــاكلهم النفســية ،وقــد يكــون مــن
التشــخيص الدقيــق يف مركــز متخصــص مــن الـمـخدرات حـتـى يـسـتطيعوا وأد األســرة الكافيــة بالخطــر المحــدق بأبنائهــم الحصــول عـ ــلى المخــدرات. الصعــب جــدا معرفــة مــا إذا كان المراهــق
قبــل أطبــاء وأخصائييــن. أو لكونهــم يتّبعــون أســاليب تربويــة خطــأ. إذن فــإنّ اســتخدام “ ُمعــدالت المــزاج” يف وقـ ـ ــع ضحيــة تجر بــة المخــدرات وإدمانهــا
اإلقبال على المخدرات واإلدمان ..
25 24
إرادة..
حوار العدد
وتـحدي
دور األسرة في التعاطي : تجربة شخصية :
هــل يمكنــك تلخيــص تجربتــك مــع أســرتك عــن الــدور األســري ما هي األسباب التي وقفت وراء إدمانك المخدرات ؟
المطلــوب حتــى ال تتكــرر هــذه األخطــاء ؟ كنـت أعيـش يف أسـرة يملؤهـا التفـكك والقسـوة ،أ يـام المرحلـة
األسـرة هـي لُـب المجتمـع ،وهـي أسـاس تكويـن الفـرد مـن خالل تكريس االبتدائيـة ،وقـد هر بـت مـن هـذه القسـوة ،كمـا بـدأت أتغيـب
خصـال التربيـة الصالحـة علـى الطريـق السـليم ،وتماسـك األسـرة لـه أثـر مـن المدرسـة ،ثـم عـن البيـت ،باإلضافـة إننـي لـم أملـك أدوايت
كبير يف الترام أبنائها وعدم االنحراف ،باإلضافة إىل الرعاية واالهتمام فبها المدرسية التي يمتلكها األطفال غيري عند التحاقهم بالمدرسة،
ال شـك أن اإلدمـان هـو أخطـر مـا تواجهـه الـدول والمجتمعـات واألسـر ،لذلـك كان لزامـا علـى
حاصر االبن ويصبح يف حالة حماية مستمرة من االنحراف أو االنجراف يُ َ رغـم أننـي كنـت مـن األوائـل المتفوقيـن.
ً ً
(مجلـة حمايـة) أن تحـاور بعـض المتعافيـن مـن اإلدمـان ،حرصـا منهـا علـى توعيـة المجتمـع
فلا يلتفـت يُمنـة ويُسـرة ،مـع توفيـر االحتياجـات النفسـية واألساسـية
التـي تجعـل االبـن مسـتغن عـن اآلخريـن ،ومالزمـة التوجيهـات السـديدة، ولكن لماذا تركت الدراسة ؟ واألفـراد أمـام آفـة العصـور المخـدرات ،وتأكيـدا منهـا علـى إتمام رسـالتها لمحاربة هذه اآلفة.
وبـث الوعـي فيـه ،كل هـذا يحمـي االبـن مـن االنحـراف.. أوال كنــت أعــاين مــن مشــكلة خِ لقيــة يف النطــق ،ولــم تتعــاون
أســريت مــع المدرســة ألخــذي إىل المستشــفى لحــل هــذه وكان للمجلـة هـذا الحـوار مـع أحـد المتعافيـن مجـددا مـن هـذه اآلفـة ،وهـو ( أبـو أمـل )..
دور األسرة أثناء التعافي : المشــكلة ،وهــذا مــا دفعنــي لتــرك المدرســة والبيــت هروبــا إىل
وأنــت تتعــاىف ،مــاذا كنــت ترجــو مــن أســرتك حتــى تعــود لعافيتــك، اإلدمــان والواقــع األليــم.
ووضعــك الطبيعــي ؟
عندمـا يختـار االبـن التعـايف يكـون يف أشـد الحاجـة إىل دعـم ومسـاندة السبب المباشر :
األسـرة لـه ،ويمكـن للدعـم أن يكـون علـى عـدة أشـكال منهـا ،التواصـل من هو الذي ج ّرك إىل عالم اإلدمان ؟
وفهـم احتياجاتـه النفسـية وسـدّها بشـكل مسـتمر مـع االبـن مباشـرةَ ، سـبب دخـويل عالـم اإلدمـان كان شـخصا مـن أسـريت ،وهـو أ كبـر
متواصـل ،باإلضافـة إىل التواصـل مـع االختصاصييـن لمتابعـة جوانـب منـي سـناً ،وكان محترفـا يف التعاطـي ،ويف أحـد األيـام طلبـت
التعـايف وتوضيـح التطـورات الحاصلـة مـع االبـن ،مـع األخـذ بتوصيـات منـه المخـدر فلـم يتـردد ،وأعطـاين ،وشـيئا ً فشـيئا ً وجـدت الشـيء
االختصاصيين المشـرفين بشـكل جدّي لتحقيق التعايف المطلوب ،مع المفقـود يف داخلـي ،ونمـا معـي ،ولـم أجـد التوجيـه مـن األسـرة،
مراقبـة األسـرة لسـلوك االبـن يف المنـزل وخارجـه واخطـار االختصاصيين رغـم التغيّـب عـن المنـزل بالشـهور ،واسـتمريت معتمـدا علـى
لحصاره ،والبد أن تتحلى معاملة االبن مع األسرة بثقة متبادلة ،وتف ّهم نفسـي بشـكل خاطـىء ،ولـم أ كـن لوحـدي بـل معـي الكثيـرون
متطلبات المتعايف التي يجب توافرها يف حدود المعقول ،وتف ّهم الدور ممـن عـاىن مـن إهمـال األسـرة ،وإال مـا كان هـذا حالنـا اآلن.
النفسـي الـذي يمـر بـه المتعـايف مـن لغـة ومواقـف إيجابيـة تسـاعده
على اإلصرارعلى التعايف ،والبد أن تكون العالقة بين المتعايف واألسرة اإلهمال األسري :
سلسـة وحنونـة وتواصـل دائـم ال ينقطـع. هل أفهم من حديثك أنك تلوم أسرتك على ما وصلت إليه ؟
طبعـا ..مـا وجـدت رادعـاً ،وكن ُ
ـت أتمنـى أن يـردين أحـد أو يهتـم يب
خالصة : مـن األسـرة ،وكذلـك حـايل وحـال َمـن كانـوا معـي ،كان اإلهمـال
ماهي خالصة هذه التجربة منذ بدايتها إىل نهايتها ؟ األسـري هو أقسـى دافع السـتمرار اإلدمان ،وحتى عندما رجعت
تكمـن الخالصـة يف التربيـة التـي تغـرس القيـم والعـادات والسـلوك إىل أسـريت وسـألتهم أ يـن كنتـم..؟ لـم يُجـب أحـد عـن سـؤايل إىل
الحسـن ،ودفء العالقة األسـرية وإظهار مشـاعرها يؤدي إىل اسـتغناء يومنـا هـذا ،فلا أتمنـى ألحـد مـا مـررت بـه مـع أسـريت ،وال أتمنـى
االبـن عـن اآلخريـن حولـه مهمـا كانـت اإلغـراءات. أليـة أسـرة أن تقـع يف هـذا الخطـأ.
27
األســرة ..
تنمية أسرية
ويف معرض البحث عن حلول لقضايا األحداث ،انشغلت بعض الجهات بحلول لم ولن تحل
وكمـا يـرى ويؤكـد علمـاء االجتمـاع أمثـال“ :عاطـف غيـث وآخـرون” لـن تسـتطيع األسـرة أن تمـد
المجتمع بتلك الثروة الهائلة السـليمة” إال إذا قامت على أسـس قوية ومقومات رئيسـية تسـاعدها وقـد حرصـت الدولـة علـى تماسـك األسـرة وضـرورة حمايـة أفرادهـا ،خصوصـا ً يف عصـر العولمـة والفضائيـات المفتوحـة،
األسرة والتفريغ المجتمعي علـى أداء وظائفهـا االجتماعيـة بمـا ينعكـس أثـره علـى أداء المجتمـع لوظائفـه وبما يحقق له التنمية.. واعتماد كل األسر ،المواطنة تحديداً ،على الخدم والمربيات األجنبيات يف تربية األبناء ،مما فتح الباب على مصراعيه
ألن األسـرة تكتسـب أهميتهـا مـن كونهـا البيئـة االجتماعيـة التـي يعيـش فيهـا الطفـل يف عمليـة لدخـول أنمـاط عـدة مـن الثقافـات الوافـدة علـى حيـاة األسـرة اإلماراتيـة ..وإذا كان البعـض قـد تحامـل علـى الخادمـات انفتاح ونتائج
التنشـئة االجتماعيـة ومسـاعدته علـى إ كتسـاب السـلوك االجتماعـي.. والمربيـات األجنبيـات ،فمـن بـاب أوىل أن نلـوم اآلبـاء واألمهـات الذيـن” انصرفـوا عـن تربيـة أبنائهـم لقضايـا هامشـية،
ألنـه عـن طريـق األسـرة يكتسـب اإلنسـان إنسـانيته ويتكـون لديـه الضميـر ويتـم توجيـه نزعاتـه حتـى وتركوهـم عرضـة للمخاطـر والضياع واالنحـراف السـلوكي وخاصـة “تعاطـي المخـدرات”.
تكـون إنسـانية واجتماعيـة. مـن يتابـع عـن كثـب التقاريـر اإلحصائيـة والجنائيـة ،التـي تصدرهـا الجهـات الشـرطية واألمنيـة يف الدولـة ،يتبيـن لنـا أن أعـدادا ً
لـعـبـت األســرة الـكـبـيـرة
لألسرة دور هام يف تنشئة األبناء وإ كسابهم القيم والعادات والتقاليد ،فهي مصدراألخالق والدعامة كبيـرة مـن أبنائنـا ،تعرضـوا لمشـكالت سـاقتهم إىل مراكزرعايـة األحـداث ،بسـبب انحرافهـم عـن القيم والضوابـط االجتماعية...
بـهرمـها الـمتوالي ً
دورا األوىل لضبط السلوك ،واإلطار الذي يتلقى فيه اإلنسان أوىل دروس الحياة االجتماعية. إن تـورط األبنـاء يف هـذه األنـواع مـن الجرائـم ،مؤشـر علـى تراجـع دور األسـرة يف القيـام بأهـم وظيفـة لهـا ،وهـي تنشـئة
ً لألسرة دورها الفعال واإليجايب يف المجتمع المعاصر يف تحقيق وظائفها نحو تنمية وبناء شخصية أبنائهـا ورعايتهـم يف إطـار منظومـة قيـم المجتمـع الـذي يسـتلهم اإلسلام دينـا ً والعروبـة ثقافـة....
عظيما فيما سبـق علماء
الفـرد العاطفيـة وتغذيتـه بالمشـاعر واألحاسـيس اإلنسـانية التـي تسـاعده علـى مغالبـة التوتـرات
النفس والتربية الحديثة .. ومواجهة األزمات والمشكالت وال توجد أية مؤسسة اجتماعية أخرى يمكن أن تؤدي هذه الوظيفة
بمثـل هـذه الكفـاءة أو حتـى بكفـاءة قريبـة منهـا.. وإذا كان البعـض يُلقـي بالالئمـة علـى األبنـاء لعـدم انصياعهـم لألعـراف والتقاليـد المجتمعيـة ،فـإن االتهـام كان
وجـه للوالديـن ،ألن كثيـرا ً منهـم ،بـل أ كثرهـم ،انصرفـوا تمامـا ً عـن متابعـة مـا يجـري داخـل المنـازل التـي
ينبغـي أن يُ ّ
اتهام صـار عـدد الغر بـاء الذيـن يعيشـون فيهـا داخـل نطـاق األسـرة ،ربمـا يفـوق عـدد أفـراد األسـرة..
لذلـك ال بـد مـن تنسـيق الجهـود الرسـمية مـع دورالجمعيـات ذات النفـع العـام والمؤسسـات التربويـة، إن هنالـك مطالـب تحتـم االنتبـاه إىل واقـع األسـرة اإلماراتيـة ،إليجـاد حلـول لمشـكالت التفـكك األسـري ،وتشـرذم
والتركيـز علـى البعـد الوقـايئ بزيـادة الوعـي والترشـيد ،لحمايـة أبنائنـا وبناتنـا مـن مخاطـر االنحرافـات بعـض األسـر بسـبب الطلاق والهجـر والتباعـد بيـن أفـراد األسـرة..
السـلوكية وخاصـة مـن االنـزالق يف براثيـن تعاطـي المـواد المخدرة...حيـث أن الشـباب يمثلـون قاعـدة الهـرم تنسيق حتـى أصبحـت العالقـات األسـرية هشـة ،وصـار أفـراد األسـرة واألقـارب يتواصلـون عبـر الهاتـف أو الرسـائل النصيـة
السكاين؛ وإذا أردنا أن نعد أنفسنا لمستقبل واعد باألمن والتنمية المستدامة ،فعلينا أن نعطي األولوية أو األلكترونيـة!..؟ ومـع أن البعـض يلقـي باللـوم علـى شـبكات التواصـل االجتماعـي ،إال أن غيـاب دور األسـرة يف
لقضايـا الشـباب ألنهـم يمثلـون الحاضـر وكل المسـتقبل.. المتابعـة المباشـرة ،يعتبـر المسـؤول األول عـن أوضـاع األبنـاء والبنـات وضياعهـم.
29 28
وذلـك يقتضـي أن تسـهر منظومـة التربيـة المقصـودة علـى أن تطور وسـائلها قيمة العقل بقيمة ما يتغذاه: قــال أحــد كبــار علمــاء المناهــج التربويــة ،قــل يل مــا محتــوى المنظومــة
وبرامجهـا باسـتمرار لتنشـر الوعـي السـليم الـذي ال يعمـل علـى كشـف حيـل إن عقـل اإلنسـان وإن كان مـن حيـث هـو جهـاز مخلـوق سـليم بالفطـرة ،فـإن التربويــة التــي درســت علــى أساســها أخبــرك عــن مســتقبلك يف
آفاق
التربيـة غيـر المقصـودة ومكائدهـا وحسـب ،بـل ويجـد حتـى يجنـب العقـل تشـكله واسـتعداه ليقـوم بـدوره يف الحيـاة إنمـا يتوقـف علـى مـا يتغـذى بـه، الحياة؛ ذلك ألن األصل يف ســلوك اإلنســان ،إنما هو نتاج تفكيره ،وأن
الجماعـي الفطـري والواعـي مكائـد العقـل الهـدام .وهـذا يعنـي أن الوقايـة يف طفولتـه وشـبابه ،لذلـك قيـل (طفـل اليـوم هـو رجـل الغـد) وهـم حينمـا تفكيــره محكــوم يف الغالــب بالقوالــب الفكريــة والثقافيــة التــي كانــت
خيـر مـن العلاج ،ولكـن مـاذا بعـد إذا لـم ينتبـه المجتمـع لخلـل عقلي ما حتى قالـوا ذلـك كانـوا يعلمـون أن المتغيـر الحقيقـي يف مكونـات اإلنسـان إنمـا هـو تشــكل غــذاءه العقلــي منــذ الطفولــة ،وألهميــة التغذيــة المتجــددة
اسـتفحل أمـره؟ التنميـة العقليـة ،أمـا الجوانـب األخـرى فإنهـا تنمو وتقوى لتكتسـب المهارات يف الحيــاة البشــرية ،نــرى أن هللا -ســبحانه وتعــاىل -يرعــى البشــرية
والقـدرات ،لكنهـا ال تملـك قـرار الفعـل والحركـة إال مـن خلال أوامـر العقـل، ويتعهدهــا بالتجديــد عبــر تاريخهــا ،ويتجلــى ذلــك بصــورة واضحــة يف
تغذية..
فالعقـل هـو مـن يمـد القلـب والنفـس باألحـكام التـي تسـهم يف توجيه سـلوك ـك ْال َ ْك ـ َر ُم ال َّ ـذِي عَلَّـ َـم اق ـ َرأْ َو َر بُّـ َ
أول ســورة مــن القــرآن نزلــت اآليــةْ { :
اإلنسـان نحـو كل مناحـي الحيـاة. ] ،فأنــت تــرى كيــف نســانَ َمــا لَـ ْـم يَعْ لَـ ْـم}[العلـق 5 - 3 :
بِ ْال َقلَـ ِـم عَلَّـ َـم ْال ِ َ
ركــزت اآليــة علــى تعليــم اإلنســان ،مــن حيــث هــو إنســان ،مهــارة القلــم،
غذي عقول مجتمعاتنا لتسلم وتصح فتنتج؟ فكيف ُن ّ وتعليمــه مالــم يكــن يعلمــه مــن قبــل ،وهــذا هــو هــدف التغذيــة العقليــة
يف مجـال تغذيـة العقـل تحضـر منظومـات متعـددة ؛ قسـمها األول يدخـل بالضبــط ،وإال فــإن اإلنســان يف مجتمعــه يســتطيع أن يعيــش وفــق مــا
العقل
تحـت مفهـوم (التربيـة المقصـودة) ويشـمل الخطـاب التر بـوي ،يف كافـة تعـ ّود مــن معــارف ومهــارات ،غيــر أن ذلــك قــد ال يكــون كافيــا لتكويــن
المراحـل التعليميـة ،إذ تُـز ّود المنظومـة التربويـة أبناءهـا علـى جميـع اإلنســان الصالــح ألن يعيــش مندمجــا يف مجتمعــه بصــورة فاعلــة ،وأن
المسـتويات ،بالمعـارف المـزكاة مـن طـرف خبـراء ،يعمـل علـى تنفيـذ العمـل يكــون فــردا إيجابيــا ،إال بالتغذيــة العقليــة الجديــدة؛ ولذلــك بالضبــط
بهـا معلمـون يُنتقـون وفـق مؤهلات ومهـارات وقـدرات مدروسـة بعنايـة ،كمـا تح ـ ّول المجتمــع العــريب يومئــذ مــن التفكيــر الســلبي إىل التفكيــر
يشـمل الخطـاب الدينـي والقنـوات الرسـمية ،وهـذه كلها تعمـل متكاملة؛ ألنها اإليجــايب ،ومــن البــداوة إىل الحضــارة.
تستقي توجيهاتها من مصدر واحد حريص على العقل الجماعي للمجتمع،
يـزرع فيـه مـا يثمـر الفكـر اإليجـايب ،ويؤسـس للتفكيـر السـليم.
هل يمكن عالج العقل بعد إصابته بالتلوث ؟
أمـا القسـم الثـاين فيدخـل تحـت مسـمى (التربيـة غيـر المقصـودة) ،وهـذه
ويف الواقـع (الطفـل يُولـد علـى الفطـرة) كمـا قـال الرسـول -صلـى هللا
تشـمل يف العصـر الحديـث وسـائل متعـددة لتغذيـة العقـول ،ذات خطـورة،
عليـه وسـلم ،-ومعنـى ذلـك أن التغذيـة تكـون يف فطـرة النشـأة التربويـة،
إذ يصعـب التحكـم فيهـا ،بـل ويصعـب مراقبتهـا ،ومنهـا (الصحـف والمجلات
فأبـواه همـا اللـذان يزودانـه باألفـكار التـي تغـذي عقلـه ،ليسـتقيم تفكيـره،
والكتـب الفكريـة ،والقصـص والروا يـات) ،وأكثرهـا خطـرا وسـائل التواصـل
وتتعـدل مهاراتـه ،وسـلوكه ،وفـق مـا تـرىب عليـه والـداه ،إن خيـرا فخيـر وإن
االجتماعـي ،بمواقعهـا ومختلـف لغاتهـا ،وهـذا القسـم -بحسـب علمـاء التربيـة-
شـرا فشـر ،ولكـن مـا يصيـب العقـل مـن خلـل ثقـايف تسـلل بطريقـة مـا عـن
يعـد أكثـر تأثيـرا مـن التربيـة المقصـودة؛ بسـبب كونهـا داخلـة يف دائـرة االختيـار
طريـق وسـائل التربيـة غيـر المقصـودة ،يمكـن عالجـه ،وذلـك بالتفطـن
الحـر الـذي تتحكـم فيـه بالدرجـة األوىل الرغبـات والميـول ،ومـن المؤسـف أن
ألسـبابه للقضاء عليها بالبدائل ،وما أكثر البدائل ،وما أقواها على التصدي
الحجـب يف كثيـر مـن األحيـان َمـن ال ضميـر لهم ف ُينشـئون دوائر تثقيفية يختـرق ُ
للمـرض ،وعلـى رأسـها القنـوات التلفزيونيـة الواقعـة تحـت رقابـة التربيـة
مـن شـأنها هـدم المقومـات التربويـة التـي تسـهر علـى بنائهـا المنظومة التربوية
المقصودة ،وتكثيف المحاضرات واألنشـطة الثقافية المدروسـة ،والدروس
المقصـودة ،فتشـغل المراهقيـن واألطفـال -وحتـى مـن ال يملكـون الحصانـة
الدينيـة الهادفـة يف المسـاجد والمجلات والصحـف األلكترونيـة ووسـائل
العقليـة مـن الكبـار -بمـا يعـزز فيهـم التفكيـر السـلبي الـذي يجرهـم إىل المهالك،
التواصـل االجتماعـي الموجهـة.
بمـا يزودهـم مـن قصـص ظاهرهـا البطـوالت ،وباطنهـا الدسـائس والمكائـد
التـي تجعـل مسـتعمل البرنامـج ضحيـة سـهلة .ونسـتنتج ممـا سـبق أن علـى
المجتمـع السـيما األوليـاء أن يبحثـوا عـن الوقايـة ،فأيـن موقعهـا؟
31 30
والء ِ ..علم ..انضباط
اإلخالص
نصـائـح و رُؤى
ومضات
في العمل.. َمـن منّـا ال يتمنـى أن يكـون بـدال ً مـن ( هـزاع المنصـوري ) يف رحلتـه العلميـة ،البـد عزيـزي الطالـب أن تحلـم لتصـل إىل مثـل الرحلـة
والمكانـة التـي وصـل إليهـا ( هـزاع ) ،والبـد أن تسـأل نفسـك قبـل أن تحلـم أن تكـون مثلـه ،كيـف وصـل ( هـزاع ) إىل هـذه المكانـة
والشـهرة التـي رفـع فيهـا اسـمه واسـم اإلمـارات وكان حقـا اب ًنـا مـن أبنـاء زا يـد -رحمـه هللا ،-سـنجد اإلجابـة دوما”...العلـم”
33 32
مسابقة العدد
الجوائز :
400 الفائز االول
درهم
ً
وحظا أوفر للمشاركين .. مبارك للفائزين
روابط توعوية
من كظم
غضبه فقد َحِلم..