You are on page 1of 246

‫ُم َق ِّد ٌ‬

‫مة في‬
‫س َبة ال ُّل َغــــــــة َ‬
‫الع َر ِب َّية‬ ‫َح ْو َ‬

‫مباحث لغوية ‪٥٥‬‬

‫تحرير‬

‫السعيـد‬
‫عتز بالله َّ‬
‫الـم ّ‬
‫د‪ُ .‬‬ ‫د‪ُ .‬محســــــــــن َرشـــــــوان‬

‫الباحثون‪:‬‬
‫مباحث لغوية ‪55‬‬

‫ُمق َِّد ٌ‬
‫مة في‬
‫َح ْو َس َبة ال ُّل َغـ ـ ـ ــة ال َع َر ِب َّية‬
‫حترير‬
‫السعيــد‬
‫الـمعت ّز باهلل َّ‬
‫د‪ُ .‬‬ ‫د‪ُ .‬مســـن َرشـــــوان‬

‫الباحثون‪:‬‬
‫د‪ .‬أمحـــــــــــد ِ‬
‫راغب‬ ‫د‪ُ .‬مســـن َرشــــــوان‬
‫د‪ِ .‬‬
‫سامـــح األنصــاري‬ ‫ُحمــــد َعط َّيــــــة‬
‫د‪.‬مـ َّ‬
‫السعيـــد‬
‫الـمعت ّز باهلل َّ‬
‫د‪ُ .‬‬

‫‪١٤41‬هـ ‪٢٠١٩ -‬م‬


‫ُم َقدِّم ٌة في َح ْو َسبَة اللُّ َغـة ال َع َر ِب َّية‬
‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1441‬هـ ‪ ٢٠١٩ -‬م‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬الرياض‬
‫ص‪.‬ب ‪ 12500‬الرياض ‪11473‬‬
‫هاتف‪00966112581082 - 00966112587268:‬‬
‫الربيد اإلليكرتوين‪nashr@kaica.org.sa :‬‬

‫مركز امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدويل خلدمة اللغة‬


‫العربية‪1٤٤1 ،‬هـ‪.‬‬
‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النرش‬
‫رشوان‪ ،‬حمسن‬
‫التصميم واإلخراج‬ ‫مقدمة يف حوسبة اللغة العربية‪ /.‬حمسن رشوان؛ املعتز باهلل‬
‫السعيد ‪-.‬الرياض‪1٤٤٠ ،‬هـ‬
‫‪..‬ص؛ ‪ ..‬سم‬
‫ردمك‪978- 603- 8221- ٥١- ٨ :‬‬
‫‪ - 1‬اللغة العربية ‪ -‬معاجلة البيانات أ‪ .‬السعيد ‪ ،‬املعتز باهلل‬
‫(مؤلف مشارك) ب‪ .‬العنوان‬
‫ديوي ‪١٤٤٠/١٠١٦٥ ٤١٠,٢٨٥‬‬
‫رقم اإليداع‪١٤٤٠/١٠١٦٥ :‬‬
‫ردمك‪978- 603- 8221- ٥١- ٨ :‬‬

‫اليسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب‪ ،‬أو نقله يف أي شكل أو وسيلة‪،‬‬


‫سواء أكان إلكرتونية أم يدوية أم ميكانيكية‪ ،‬بام يف ذلك مجيع أنواع تصوير املستندات بالنسخ‪ ،‬أو‬
‫التسجيل أو التخزين‪ ،‬أو أنظمة االسرتجاع‪ ،‬دون إذن خطي من املركز بذلك‪.‬‬
-4-
‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪9‬‬ ‫كلمة املركز‬
‫‪11‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪15‬‬ ‫مدخل إىل حوسبة ال ُّلغة‬
‫ٌ‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪ُ -1‬مستويات التَّحليل ال ُّل َغ ِو ّي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -2‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تواجه تقنيات ال ُّلغات اإلنسانِ َّية‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -3‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تُواجه معاجلة اللغة العربية‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -4‬التَّعريف بتقنيات ال ُّلغات اإلنسان َّية‬
‫‪51‬‬ ‫املؤسسات املعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة العرب َّية‬
‫‪ -5‬من َّ‬
‫‪59‬‬ ‫وحات علم َّي ٍة ُمستَقبل َّية‬
‫ٍ‬ ‫ألطر‬
‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-6‬‬
‫للصوت ال ُّل َغ ِو ّي يف‬
‫ويت (الدِّ راسة التَّحليل َّية َّ‬ ‫الفصل ال َّثاين‪ :‬التَّحليل َّ‬
‫الص ّ‬
‫‪63‬‬
‫العرص احلديث)‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -1‬حتليل الصوت اللغوي‬

‫‪-5-‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪ -2‬آليات التنفيذ‪ ،‬وإعداد قاعدة البيانات الصوتية‬
‫‪91‬‬ ‫فردات العرب َّية‬
‫للم َ‬
‫اآليل ُ‬ ‫الفصل ال َّثالث‪ :‬التَّحليل َّ‬
‫الص ّيف ّ‬
‫‪93‬‬ ‫‪ -1‬الكلمة كوحدة أساسية يف معاجلة النص العريب‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -2‬أصناف الكلامت يف النص العريب‬
‫‪101‬‬ ‫‪ -3‬طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -4‬الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية‬
‫‪109‬‬ ‫‪ -5‬حجم حصيلة املفردات العربية‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -6‬تعريف التحليل الرصيف اآليل وتطبيقاته‬
‫‪118‬‬ ‫ربا حلوسبة التحليل الرصيف‬
‫‪ -7‬الرتكيب الرصيف مع ً‬
‫‪120‬‬ ‫‪ -8‬االلتباس الرصيف وأساليب إزالته‬
‫‪126‬‬ ‫ِ‬
‫املوارد اللغوية الالزمة لفك االلتباس الرصيف‬ ‫‪ -9‬بناء‬
‫‪127‬‬ ‫‪ -10‬أدوات وبرجميات ومعايري‬
‫‪135‬‬ ‫كيبي‬
‫الت ّ‬‫الرابع‪ :‬التَّحليل َّ‬
‫الفصل َّ‬
‫‪137‬‬ ‫‪ -1‬تقديم‬
‫‪138‬‬ ‫‪ -2‬عالقة منظومة النحو بمنظومتي الرصف واملعجم‬
‫‪140‬‬ ‫‪ -3‬مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة‬
‫‪162‬‬ ‫‪ -4‬مدخل إىل معاجلة تركيب اجلملة آليا‬
‫‪167‬‬ ‫‪ -5‬اجتاهات بناء املحلالت النحوية‬
‫‪169‬‬ ‫‪ -6‬دقة املحلالت النحوية‬
‫‪173‬‬ ‫‪ -7‬أمثلة للمحلالت النحوية‬

‫‪-6-‬‬
‫‪ -8‬بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف‬
‫‪179‬‬
‫اللغة العربية‬
‫‪183‬‬ ‫اليل‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬التَّحليل الدِّ ّ‬
‫‪185‬‬ ‫‪ -1‬األنطولوجيا ِ‬
‫وداللة اللغة‬
‫‪188‬‬ ‫‪ -2‬التحليل الدِّ اليل امل ْع َجمي‬
‫‪193‬‬ ‫َ‬
‫املعالة الدِّ اللية امل ْع َجمية يف اللغة العربية‬ ‫‪-3‬‬
‫‪196‬‬ ‫ولوجي جزئي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫كإطار ُأ ْن ُط‬ ‫‪ -4‬شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية‬
‫‪197‬‬ ‫‪ -5‬االلتباس الدِّ اليل والعمل عىل إزالته‬
‫‪201‬‬ ‫‪ -6‬تطبيقات التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي‬
‫‪205‬‬ ‫للمدونات النصية العربية‬
‫َّ‬ ‫‪ -7‬ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية‬
‫‪206‬‬ ‫‪ -8‬التحليل الدِّ اليل ما بعد املستوى ا ُمل ْع َجمي‬
‫‪213‬‬ ‫اآليل‬
‫عجمي ّ‬‫ّ‬ ‫السادس‪ :‬التَّحليل ا ُمل‬
‫ال َفصل َّ‬
‫‪215‬‬ ‫عجمي‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬يف التَّحليل ا ُمل‬
‫‪216‬‬ ‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬
‫وي‬ ‫‪ -2‬من ُم ِّ‬
‫‪224‬‬ ‫عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ‬
‫الصناعة‬ ‫‪ -3‬ا ُمل َ‬

‫‪226‬‬ ‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬


‫وي‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬
‫‪ -4‬من أدوات ا ُمل َ‬

‫‪233‬‬ ‫وحات علم َّي ٍة ودراسات ُمستقبل َّية‬ ‫ٍ‬ ‫ألطر‬


‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-5‬‬
‫‪241‬‬ ‫الباحثون‬

‫‪-7-‬‬
-8-
‫كلمة املركز‬

‫يعمل املركز يف جمال البحث العلمي ونرش الكتب مستهدف ًا الرتكيز عىل املجاالت‬
‫البحثية التي ما زالت بحاجة إىل تسليط الضوء عليها‪ ،‬وتكثيف البحث فيها‪ ،‬ولفت أنظار‬
‫الباحثني واجلهات األكاديمية إىل أمهية استثامرها بمختلف وجوه االستثامر‪ ،‬وذلك مثل‬
‫جمال (التخطيط اللغوي) و (العربية يف العامل) و(األدلة واملعلومات) و (تعليم العربية‬
‫ألبنائها أو لغري الناطقني هبا) إىل غري ذلك من املجاالت‪ ،‬وإن من أهم جماالت البحث‬
‫املستقبلية يف اللغة العربية جمال (العربية واحلوسبة ‪ ،‬والذكاء االصطناعي) حيث إن‬
‫حياة اللغات ومستقبلها مرهونة بمدى جتاوهبا مع التطورات التقنية والعامل االفرتايض‪،‬‬
‫وكثافة املحتوى االلكرتوين املكتوب‪ ،‬وهو ما يشكّل حتديا حقيقيا أمام اللغات غري‬
‫املنتجة للمعرفة أو للتقنية‪.‬‬
‫وقد عمل املركز عىل تسليط الضوء عىل هذا املجال التخصيص؛ مستعينا بالكفاءات‬
‫القادرة من املهتمني بالتخصص البيني (بني اللغة واحلاسوب) مقدّ را جهودهم‪ ،‬وهادف ًا‬
‫إىل نرشها‪ ،‬وتعميم مبادئها‪ ،‬راغب ًا أن يكون هذا املسار العلمي مقررا يف اجلامعات يف‬
‫كلية العربية واحلاسوب‪ ،‬وجماال بحثيا يقصده الباحثون األكاديميون‪ ،‬واجلهات البحثية‬
‫العربية‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫وقد أصدر املركز سابقا ستة عرش كتاب ًا خمتصا يف (حوسبة العربية) ويف اإلفادة من‬
‫(املدونات اللغوية) يف األبحاث العربية‪ ،‬وحيتفل بإصدار سبعة كتب جديدة خمتصة يف‬
‫(حوسبة العربية والذكاء االصطناعي) ‪ ،‬ويقدمها للقارئ العريب‪ ،‬وللجهات األكاديمية؛‬
‫لإلفادة منها يف مناهج التعليم والبناء عليه‪ ،‬وهذه الكتب السبعة هي‪( :‬العرب َّية َّ‬
‫والذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬تطبيقات الذكاء االصطناعي يف خدمة اللغة العربية‪ ،‬خوارزميات الذكاء‬
‫ّ‬
‫االصطناعي يف حتليل النص العريب‪ ،‬مقدمة يف حوسبة اللغة العربية‪ ،‬املوارد اللغوية‬
‫احلاسوبية‪ ،‬املعاجلة اآللية للنصوص العربية‪ ،‬تطبيقات أساسية يف املعاجلة اآللية للغة‬
‫العربية)‪.‬‬
‫ويشكر املركز السادة مؤلفي الكتب‪ ،‬وحمررهيا‪ ،‬ملا تفضلوا به من عمل علمي‬
‫رصني‪ ،‬وأدعو الباحثني واملؤلفني إىل التواصل مع املركز الستكامل املسرية‪ ،‬وتفتيق‬
‫فضاءات املعرفة‪.‬‬
‫وفق اهلل اجلهود وسدد الرؤى‪.‬‬

‫األمني العام‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬حممود إسامعيل صالح‬

‫‪-10-‬‬
‫مقدمة‬

‫إخضاع اآللة‬
‫ُ‬ ‫رن احلادي والعرشون‪ ،‬أمك َن‬ ‫مع ال َّطفرة املعلومات َّية ا َّلتي َش ِهدَ ها ال َق ُ‬
‫البرشي‬
‫ّ‬ ‫جلهد‬
‫ذلك يف توفري الوقت وا ُ‬ ‫َ‬ ‫ُعالة ن ُُصوص ال ُّلغات ال َّطبيع َّية‪ .‬وساعدَ‬ ‫ملـ َ‬
‫ٍ‬
‫كبرية من ن ُُصوص ال ُّلغة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بمجموعات‬ ‫حني يتع َّل ُق ُ‬
‫األمر‬ ‫وصا َ‬ ‫املبذول؛ ُخ ُص ً‬
‫عالة ال ُّلغات ال َّطبيع َّية يف املرشق‬ ‫الباحثني يف ُم َ‬
‫َ‬ ‫وقد َحظِ َيت ال ُّلغ ُة العرب َّية بعناية‬
‫عالتِها‬ ‫ٍ‬
‫ناجعة ُمل َ‬ ‫ٍ‬
‫أدوات‬ ‫بعض خصائص ال ُّلغة العرب َّية عىل تطوير‬ ‫واملغرب؛ وساعدَ ت ُ‬
‫يب ا َّلتي‬ ‫ٍ‬
‫للصف العر ّ‬ ‫رب عدَّ ة ُمستويات‪ ،‬ومن هذه اخلصائص ال َّطبيع ُة القياس َّية َّ‬ ‫آل ًّيا ع َ‬
‫بعض خصائص‬ ‫الص ّيف‪ .‬ويف الوقت ذاته‪ ،‬م َّث َلت ُ‬ ‫َم َّكنَت من تطوير أدوات التَّحليل َّ‬
‫التكيب َّية‪.‬‬
‫يب‪ ،‬وطبيعة بنيتها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حوس َبتها‪ ،‬مثل طبيعة نظامها الكتا ّ‬ ‫العرب َّية حتديات أما َم َ‬
‫عالة اآلل َّية ل ُّلغة العرب َّية والتَّحدِّ يات ا َّلتي تُواج ُه‬
‫وسع ًيا إىل الوقوف عىل طرائق ا ُمل َ‬
‫آملني‬
‫َ‬ ‫وسبة ال ُّلغة العرب َّية)‪،‬‬
‫يب كتاب ( ُمقدِّ مة يف َح َ‬ ‫وس َبتَها‪ ،‬فإنَّنا نُقدِّ ُم للقارئ العر ّ‬
‫َح َ‬
‫عالة ال ُّلغة العرب َّية‬
‫كبريا يف مصادر ُم َ‬ ‫نقصا ً‬ ‫سهم يف إثراء املكتبة العرب َّية ا َّلتي تُعاين ً‬‫أن ُي َ‬
‫الباحثني لطرق هذا امليدان وتنمية أساليب‬ ‫َ‬ ‫الباب أما َم‬
‫َ‬ ‫نفتح‬
‫بذلك ُ‬‫َ‬ ‫وتقنياهتا‪ .‬ولع َّلنا‬
‫البحث فيه‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫حوسبة ال ُّلغة‬
‫َ‬ ‫يب إىل مبادئ‬ ‫اهلدف من هذا الكتاب توجي َه القارئ العر ّ‬ ‫ُ‬ ‫وملا َ‬
‫كان‬
‫ننطلق من ُمستويات التَّحليل ال ُّل ّ‬ ‫ومقدِّ ِ‬
‫تعارف عليها‬ ‫غوي األساس َّية ا ُمل َ‬ ‫َ‬ ‫ماتا‪ ،‬رأينا أن‬ ‫ُ‬
‫كيبي‪،‬‬
‫والت ّ‬ ‫والص ّيف‪َّ ،‬‬ ‫يت‪َّ ،‬‬ ‫(الصو ّ‬‫الباحثني يف ُع ُلوم ال ُّلغة؛ ونعني ا ُملستويات اخلمسة َّ‬
‫َ‬ ‫بني‬
‫َ‬
‫قسمنا‬ ‫وسبة ال ُّلغة‪ .‬هلذا‪ ،‬فقد َّ‬ ‫ٍ‬
‫بمدخل إىل َح َ‬ ‫َ‬
‫لذلك‬ ‫عجمي) مع التَّقديم‬
‫ّ‬ ‫والدِّ ال ّيل‪ ،‬وا ُمل‬
‫الكتاب إىل ستَّة ُف ُص ٍ‬
‫ول‪ ،‬عىل النَّحو اآليت‪:‬‬ ‫َ‬
‫وسبة ال ُّلغة وأبرز‬ ‫وسبة ال ُّلغة؛ ُيعنى بمفهوم َح َ‬ ‫األول‪ :‬مدخل إىل َح َ‬ ‫Ÿ Ÿالفصل َّ‬
‫يعرض للتَّحدِّ يات‬‫ُ‬ ‫االصطالحات ا ُملستخدمة يف التَّعبري عن هذا ا َمليدان؛ ُث َّم‬
‫عال َة ال ُّلغات اإلنسان َّية‪ ،‬وال ُّلغة العرب َّية عىل وجه اخلُ ُصوص‪.‬‬ ‫ا َّلتي تُواج ُه ُم َ‬
‫ويعرض‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫حول تقنيات ال ُّلغات اإلنسان َّية ووظائفها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفصل متهيدً ا‬ ‫و ُيقدِّ ُم‬
‫بحوس َبة ال ُّلغة العرب َّية‪.‬‬
‫َ‬ ‫ؤسسات ا َملعن َّية‬ ‫كذلك تعري ًفا ببعض ا ُمل َّ‬
‫َ‬
‫غوي يف‬ ‫للصوت ال ُّل ّ‬ ‫عر ُض دراس ًة حتليل َّي ًة َّ‬ ‫يت؛ و َي ِ‬
‫الصو ّ‬
‫Ÿ Ÿالفصل الثاين‪ :‬التَّحليل َّ‬
‫بأهم ا ُملصطلحات ا ُملستَخدَ مة يف ا ُمل َ‬
‫عالة اآلل َّية‬ ‫َ‬
‫لذلك ِّ‬ ‫ال َعرص احلديث‪ُ ،‬مقدِّ ًما‬
‫يت‬
‫الصو ّ‬ ‫الفصل لكيف َّية التَّحليل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويعرض هذا‬
‫ُ‬ ‫غوي ومفاهيمها‪.‬‬ ‫للصوت ال ُّل ّ‬
‫َّ‬
‫غوي‪،‬‬ ‫الصوت ال ُّل ّ‬ ‫حلوسبة َّ‬ ‫َ‬ ‫يب‪ ،‬من خالل اإلبانة عن األجهزة األساس َّية‬ ‫احلاسو ّ‬
‫وكذلك األدوات والربجم َّيات ا ُملساعدة يف حتليل أصوات ال ُّلغة‪.‬‬
‫ُ‬
‫الفصل‬ ‫للمفردات العرب َّية؛ ُيعنى هذا‬ ‫الص ّيف اآل ّيل ُ‬ ‫Ÿ Ÿالفصل ال َّثالث‪ :‬التَّحليل َّ‬
‫تصو ًرا حلجم حصيلة ا ُملفردات‬ ‫الص ّيف يف ال ُّلغة العرب َّية‪ ،‬و ُي َقدِّ ُم ُّ‬ ‫بطبيعة البناء َّ‬
‫الص ّيف‬‫الص ّيف اآل ّيل وتطبيقاته‪ ،‬وااللتباس َّ‬ ‫العرب َّية‪ .‬و ُيقدِّ ُم تعري ًفا للتَّحليل َّ‬
‫اللزمة إلزالة االلتباس‬ ‫كذلك للموارد ال ُّلغو َّية َّ‬ ‫َ‬ ‫ويعرض‬
‫ُ‬ ‫وأساليب إزالته‪.‬‬
‫الص ّيف‪.‬‬‫َّ‬
‫حول عالقة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفصل متهيدً ا‬ ‫كيبي؛ ُي َقدِّ ُم هذا‬‫الت ّ‬ ‫الرابع‪ :‬التَّحليل َّ‬ ‫Ÿ Ÿالفصل َّ‬
‫جلملة يف‬ ‫مدخل إىل تركيب ا ُ‬ ‫ً‬ ‫الصف وا ُملعجم‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫منظومة النَّحو بمنظو َمتَي َّ‬
‫كذلك ألساليب بناء ا ُملح ِّلالت النَّحو َّية‬ ‫َ‬ ‫ويعرض‬ ‫ُ‬ ‫ال ُّلغة‪ ،‬وا ُمل َ‬
‫عالة اآلل َّية هلا‪.‬‬
‫أيضا لبعض‬ ‫الفصل ً‬ ‫ُ‬ ‫ويعرض‬ ‫ُ‬ ‫واتاهاهتا ود َّقتِها‪ ،‬مع التَّمثيل عليها‪.‬‬ ‫[التكيب َّية] ِّ‬
‫َّ‬
‫التكيب يف ال ُّلغة العرب َّية‪.‬‬ ‫النِّقاط البحث َّية ا َّلتي تُساعدُ يف تطوير ُم َ‬
‫عالة َّ‬

‫‪-12-‬‬
‫مدخل للتَّحليل الدِّ ال ّيل يف ال ُّلغات‬ ‫ً‬ ‫Ÿ Ÿالفصل اخلامس‪ :‬التَّحليل الدِّ ال ّيل؛ ُيقدِّ ُم‬
‫ويعرض لشبكات‬ ‫ُ‬ ‫ال َّطبيع َّية عمو ًما‪ ،‬ويف ال ُّلغة العرب َّية عىل وجه اخلُ ُصوص‪.‬‬
‫ويعرض‬
‫ُ‬ ‫يعرض لاللتباس الدِّ ال ّيل وأساليب إزالتِه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الدِّ الالت ا ُملعجم َّية‪ ،‬كام‬
‫دونات ال ُّلغو َّية‪.‬‬ ‫للم َّ‬
‫كذلك لتطبيقات التَّحليل الدِّ ال ّيل وال َعنونة الدِّ الل َّية ُ‬ ‫َ‬
‫تتم ًة ُملستويات‬ ‫عجمي اآل ّيل؛ ويأيت هذا الفصل َّ‬ ‫ّ‬ ‫السادس‪ :‬التَّحليل ا ُمل‬ ‫Ÿ Ÿالفصل َّ‬
‫كونات‬ ‫ويعرض ُمل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫عجمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حيث ُيقدِّ ُم ملفهوم التَّحليل ا ُمل‬ ‫ُ‬ ‫التَّحليل ال ُّل ّ‬
‫غوي؛‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫مدخل‬ ‫الفصل‬ ‫كونات أساس َّية أم ثانو َّية‪ .‬و ُيقدِّ ُم‬ ‫غوي‪ ،‬سوا ٌء أكانت ُم ِّ‬ ‫ا ُملعجم ال ُّل ّ‬
‫ونرشا؛‬
‫ً‬ ‫وحتريرا‬
‫ً‬ ‫الصناعة ا ُملعجم َّية‪ ،‬مج ًعا‬ ‫عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ‬ ‫للم َ‬‫ُ‬
‫التكيز‬ ‫وي‪ ،‬مع َّ‬ ‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬ ‫ويعرض كذلك ألدوات ا ُمل َ‬ ‫ُ‬
‫يب‪.‬‬ ‫عىل ا ُملعجم العر ّ‬
‫حلوسبة ال ُّلغة العرب َّية‪،‬‬
‫َ‬ ‫الكريم يف هذا الكتاب ُمقدِّ م ًة وافي ًة‬ ‫ُ‬ ‫القارئ‬
‫ُ‬ ‫إنَّنا نأمل أن جيدَ‬
‫بصورتَيها‪ :‬املنطوقة‬ ‫َ‬ ‫فردات ال ُّلغة وتراكيبها‪،‬‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل َ‬ ‫تُعينُ ُه عىل فهم منطق اآللة يف ا ُمل َ‬
‫للباحثني يف ميادين ال ُّلغة العرب َّية‬
‫َ‬ ‫مفتاحا‬
‫ً‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يكون هذا‬ ‫َ‬
‫كذلك أن‬ ‫واملكتوبة‪ .‬ونرجو‬
‫ِ‬
‫عالتها وتقعيدها وتيسري تعليمها وتع ُّلمها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫للتَّفكري يف تطوير أساليب ُم َ‬
‫ِ‬
‫واألجر اجلزيل‪ ،‬وأن جيع َله من‬ ‫حل َس ِن‬ ‫نسأل اهلل تعاىل أن يتق َّب َل هذا اجلهدَ ِّ‬
‫بالذكر ا َ‬ ‫ُ‬
‫ينفع أصحا َبه بعد مماهتم‪.‬‬‫العل ِم ا َّلذي ُ‬
‫وإليك ِ‬
‫املصري‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وإليك أنَبنا‬ ‫َ‬
‫عليك توكَّلنا‬ ‫ر َّبنا‬
‫حرران‬
‫الـم ِّ‬
‫ُ‬

‫‪-13-‬‬
-14-
‫الفصل األول‬
‫ٌ‬
‫مدخل إلى حوسبة ال ُّلغة‬

‫د‪ُ .‬م ِسن َرشوان‬

‫‪ُ -1‬مستويات التَّحليل ال ُّل َغ ِو ّي‪.‬‬


‫‪ -2‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تواجه تقنيات ال ُّلغات اإلنسانِ َّية‪.‬‬
‫‪ -3‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تُواجه معاجلة اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬التَّعريف بتقنيات ال ُّلغات اإلنسان َّية‪.‬‬
‫املؤسسات املعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة العرب َّية‪.‬‬
‫‪ -5‬من َّ‬
‫وحات علم َّي ٍة ُمستَقبل َّية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ألطر‬
‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-6‬‬

‫‪-15-‬‬
-16-
‫متهيد‬
‫ُيعنى هذا الكتاب بحوسبة ال ُّلغة العرب َّية وما يت َِّص ُل هبا من ُم َقدِّ مات‪ .‬وحوسبة ال ُّلغة‬
‫علم بينِ ًّيا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باعتباره ً‬ ‫ظهر يف مطلع النِّصف ال َّثاين من القرن العرشين‬ ‫حديث نسبِ ًّيا‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫علم‬
‫ٌ‬
‫ُيعت ََمدُ فيه عىل احلاسوب لدراسة ال ُّلغات اإلنسان َّية وفهم طبيعتها‪.‬‬
‫احلاسوبِ َّية‬
‫ُ‬ ‫مهها‪ :‬ال ِّلسانِ َّيات‬
‫لعل أ َّ‬ ‫يات أخرى‪َّ ،‬‬ ‫ويشار إىل هذا العلم بمسم ٍ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫طبيع َّيــة (‪Natural‬‬ ‫ِ‬ ‫عالـة ال ُّلغـات ال َّ‬ ‫(‪ ،)Computational Linguistics - CL‬و ُم َ‬
‫يع َّية (اإلنسانِ َّية) (‪Human‬‬ ‫‪ ،)Language Processing - NLP‬وتقنيات ال ُّلغة ال َّطبِ ِ‬
‫وتفاوت أساليب‬ ‫ُ‬ ‫املس َّميات‬
‫‪ .)Language Technologies - HLT‬ومع تعدُّ د هذه َ‬
‫دائرة واحدة‪ ،‬هي دائر ُة‬ ‫ٍ‬ ‫تدور مجي ًعا يف‬ ‫دراستها بني ال ُّل َغ ِو ِّيني واحلاسوب ِّيني‪ ،‬إالَّ َّأنا‬
‫ُ‬
‫الذكاء‬ ‫وماكاة َّ‬‫ذلك العلم ا َّلذي ت َُو َّج ُه من خالله أنظمة احلاسوب إىل فهم ُلغة اإلنسان ُ‬
‫ال َب َ ِ‬
‫ش ّي‪.‬‬
‫حماور أساس َّية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫َ‬ ‫وتقو ُم حوسب ُة ال ُّلغة عىل ثالثة‬
‫التمجة اآلل َّية‪،‬‬ ‫Ÿ Ÿتقنيات معاجلة النُّصوص (‪ .)Text Processing‬ومن أمثلتِها‪َّ :‬‬
‫والتَّلخيص اآل ّيل‪ ،‬والتَّنقيب يف النُّصوص‪.‬‬
‫Ÿ Ÿتقنيات معاجلة الكالم املنطوق (‪ .)Speech Processing‬ومن أمثلتِها‪ :‬ال َّت َع ُّرف‬
‫َّص املكتوب إىل كالم منطوق‪.‬‬ ‫اآل ّيل عىل الكالم املنطوق‪ ،‬وحتويل الن ّ‬
‫الص َور (‪ .)Image Processing‬ومن أمثلتِها‪ :‬ال َّت َع ُّرف اآل ّيل عىل‬‫عالة ُّ‬ ‫Ÿ Ÿتقنيات ُم َ‬
‫الكتابة (‪.)Optical Character Recognition - OCR‬‬

‫‪-17-‬‬
‫‪ُ -1‬مستوايت التَّحليل اللُّغَ ِّوي‬
‫‪ُ -1‬مستويات التَّحليل ال ُّلغ َِو ّ‬
‫ي‬
‫نود أن نح ِش ِ َري – بدايةً – إىل ما جرى عليه الباحثون يف حوسبة اللُّغة من ترتيب مراحل‬ ‫ُّ‬
‫نو ُّد أن نُش َري ‪ -‬بداي ًة ‪ -‬إىل ما جرى عليه الباحثون يف حوسبة ال ُّلغة من ترتيب مراحل‬
‫َّكل َّ التَّايل‪:‬‬
‫الشكل التَّايل‪:‬‬
‫املوضَّح يف الش‬ ‫التَّحليل اللُّغ ِوي يف سلٍَّم لغ ِو ٍي على الن‬
‫َّحوالن َ‬
‫َّحو املوضح يف‬ ‫التَّحليل َال ُّل َّغ ِوي حيف سح َّلَ ٍم ُلّ َغ ِوي عىل‬
‫َ َّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫املُعجمي ‪Lexical analysis‬‬ ‫التَّحليل‬

‫‪Semantic analysis‬‬ ‫التَّحليل ِّ‬


‫الداليل‬

‫َّكيب ‪Syntactic analysis‬‬


‫الَّت‬ ‫التَّحليل‬

‫‪Morphological analysis‬‬ ‫الصريف‬


‫التَّحليل َّ‬

‫‪Phonological analysis‬‬ ‫التَّحليل الفونولوجي‬

‫الشَّكل ‪ :1-1‬مستوايت التَّحليل اللُّغ ِوي وفق ما جرى عليه الباحثون‪.‬‬


‫َ‬
‫ي ََ‬
‫وفق ما جرى عليه الباحثون‪.‬‬ ‫ستويات التَّحليل ال ُّلغ َِو ّ ّ‬
‫الشكل ‪ُ :1-1‬م ح‬
‫َّ‬
‫ل ٍل وار ٍ‬
‫وارتباطٍ‬ ‫للعديدمنمناللُّال ُّلغات‬
‫تباطبنيبني‬ ‫تداخ ٍح‬
‫تداخ‬ ‫جود ُ‬
‫جود‬‫إىلو حو‬ ‫شريإىل ُ‬
‫ُشريَ‬‫أن ن نح َ‬ ‫جيدُحر ُر بنا‬
‫بنا أن‬ ‫جيد‬
‫ة‪،‬ة‪ ،‬ح‬ ‫غاتاإلنسانيَّ‬
‫اإلنسان َّي‬ ‫ووف ًقاللعديد‬
‫ووف ًقا‬
‫جات َراملتعاقِ‬
‫جاتبة‪،‬‬ ‫جمموع ًةالد َ‬
‫من الدَّ‬
‫َّر‬ ‫جمموعةً من‬ ‫املستوايت حمتَثِّ حل‬
‫املستويات ُت َ ِّث ُل‬ ‫أن هذه‬ ‫اعتبنا َّ‬
‫هذه‬ ‫اعتربان ََّ‬
‫أن‬ ‫وإذا وإذاَ‬ ‫ي َغ؛ ِو ّي؛‬ ‫َّحليلغَ ِالو ُّلّ‬
‫َّحليل اللُّ‬ ‫ستوياتت الت‬
‫حم ُمستوايت ال‬
‫َّايل‪:‬النَّحو التَّايل‪:‬‬ ‫َّحوَهاالتعىل‬ ‫ِ‬
‫وماه َّيت‬ ‫هاعتَها‬ ‫يِ‬ ‫ِ‬
‫على الن‬ ‫طبي َ‬ ‫ها َت َب َّ َ‬
‫وماهيَّـتَ‬ ‫أن َن‬
‫طبيعتَ‬
‫َ‬
‫فباستطاعتنا‬
‫ني‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ت‬‫ـ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫املتعاقبة‪،‬‬
‫فباستطاعتنا‬

‫‪8‬‬

‫‪-18-‬‬
‫الفونولوجي (‪)Phonological analysis‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1.1‬التَّحليل‬
‫ويتم يف هذه الدَّ رجة حسم طريقة نُطق الكلمة مع ُمراعاة احلُ ُروف ا َّلتي ال تُن َطق أو‬‫ُّ‬
‫ِ‬
‫الساكنان)‪.‬‬ ‫حل ُروف ا َّلتي يلتقي فيها َّ‬ ‫ا َّلتي تُن َطق عىل غري أصلها (كا ُ‬
‫حل ُروف املد َغمة وا ُ‬
‫و ُت َعدُّ علو ُم التَّجويد الوسيل َة األساس َّية ا َّلتي تُساعد عىل معرفة قواعد نُطق القرآن‬
‫ومها‪.‬‬ ‫وبني قواعد نُطق العربية ال ُفصحى يف ُعم ِ‬ ‫الكريم‪ ،‬مع مالحظة التَّبا ُين بينها َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وصا ‪ -‬صعوب ٌة تكم ُن يف عدم استخدام احلركات‬ ‫ُواجهنا يف العرب َّية ‪ُ -‬خ ُص ً‬ ‫وت ُ‬
‫إنجاز آل َّية النُّطق اآل َّيل لكلامت العرب َّية ُم ِه َّم ًة‬
‫َ‬ ‫القصرية (‪ ،)short vowels‬وهذا جيعل‬
‫بنظائ ِرها من ال ُّلغات ا َّلتي تُراعى يف كتابتها احلركات القصرية وال َّط ِويلة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قارن ًة‬
‫صعبة ُم َ‬
‫مثل العديد من ال ُّلغات الالتِينِ َّية‪.‬‬

‫يف (‪)Morphological analysis‬‬


‫الص ّ‬
‫‪ -2.1‬التَّحليل َّ‬
‫(السابق واجلذع‬‫عناصها األساس َّية َّ‬‫ِ ِ‬ ‫ويتم يف هذه الدَّ رجة حتليل الكلمة إىل‬ ‫ُّ‬
‫والالَّحق)؛ ووف ًقا لطبيعة ال ُّلغة العرب َّية االشتقاق َّية يوجد للكلمة العرب َّية ‪ -‬عاد ًة ‪ -‬أكثر‬
‫ويتم هذا‬
‫السياق‪ُّ .‬‬ ‫اختيار االحتامل األكثر مناسب ًة من خالل ِّ‬ ‫َ‬ ‫من احتامل‪ ،‬إالَّ أنَّنا نستطيع‬
‫ِ‬
‫االختيار باستخدام ال ُّط ُرق اإلحصائ َّية ا َّلتي تُساعد ‪ -‬كذلك ‪ -‬يف حتديد أقسام الكالم‬
‫(‪ )Parts of Speech‬وما يتع َّل ُق هبا من توصيفات‪.‬‬

‫َّحوي (‪)Syntactic analysis‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -3.1‬التَّحليل الن‬
‫يب‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حيث موق ُعها اإلعرا ّ‬ ‫جلملة من‬ ‫ويتم يف هذا املستوى تعيني وظيفة الكلمة يف ا ُ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬
‫االرتباط القائم بني التَّحليل‬ ‫األمر ا َّلذي ُيساعد عىل فهم املعنى (الدِّ اللة)؛ إالَّ َّ‬
‫أن‬
‫كونات‬ ‫نظرا ملرونتها يف ترتيب ُم ِّ‬ ‫األمر ُصعوبة يف ال ُّلغة العرب َّية‪ً ،‬‬
‫َ‬ ‫الن ِ‬
‫َّحو ّي واملعنى يزيدُ‬
‫يتأخر الفاعل عن املفعول)‪.‬‬ ‫اجلملة (كأن يتقدَّ َم اخلرب عىل املبتدأ أو َّ‬
‫الص ّيف يف حتديد‬ ‫ٍ‬
‫جتاهل دور املعنى عند التَّحليل َّ‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬ال يمكن ُ‬
‫(اسم‬
‫ُ‬ ‫الصف َّية‬
‫َّحو َّية للكلمة‪ .‬ومثال ذلك كلمة (عامل)؛ فهي من النَّاحية َّ‬ ‫الوظيفة الن ِ‬
‫ال أو مفعوال أو نعتًا أو‬ ‫الفعل ( َع ِم َل)‪ ،‬لكنَّها من النَّاحية الن ِ‬
‫َّحو َّية تص ُل ُح فاع ً‬ ‫فاعل) من ِ‬
‫غري ذلك‪.‬‬

‫‪-19-‬‬
‫اليل (‪)Semantic analysis‬‬
‫‪ -4.1‬التَّحليل الدِّ ّ‬
‫سياقها (كأن ن َُحدِّ َد داللة‬‫درجات عديدةٌ‪ ،‬أدناها حتديد داللة الكلمة يف ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وللتَّحليل الدِّ ال ّيل‬
‫كلمة « َعني» عىل اجلارحة أو اجلاسوس أو بئر املاء)؛ وقد أو َلينا آل َّية التَّحليل الدِّ ال ّيل أ ِّ‬
‫مه َّية‬
‫انجازا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مهيتها مع أهنا األقل‬ ‫تفرقة من ُف ُصول هذا الكتاب ‪ً -‬‬
‫نظرا أل ِّ‬ ‫مواضع ُم ِّ‬
‫َ‬ ‫خاصة ‪ -‬يف‬‫َّ‬
‫وجتدر اإلشارة إىل َّ‬
‫أن التحليل الدِّ اليل له العديد من الدَّ رجات الفرع َّية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫فك االلتباس الدِّ ال ّيل للكلمة (‪،)Word sense Disambiguation - WSD‬‬ ‫ § ّ‬
‫ومثال ذلك كلمة «عني» حيث تأيت بمعنى اجلارحة‪ ،‬أو بئر املاء‪ ،‬أو اجلاسوس‪...‬‬
‫َّعرف عىل أسامء الكائنات (‪Named‬‬ ‫فرعي لداللة الكلمة‪ :‬الت ُّ‬
‫ّ‬ ‫إلخ‪ .‬وكمبحث‬
‫ٍ‬ ‫‪ ،)Entity Recognition‬ومن أمثلتها كلمة «القاهرة» ا َّلتي تأيت نعتًا َّ‬
‫ملؤنث‪ ،‬أو‬
‫علم عىل مدينة القاهرة‪.‬‬
‫ً‬
‫رتك ال َّلفظِ ّي (‪ .)Anaphora Disambiguation‬ومن أمثلة‬ ‫فك التباس املش َ‬ ‫ § ّ‬
‫فلم قابلتها جرت إليها»‪ .‬وموضع االلتباس‬ ‫كثريا‪َّ ،‬‬
‫البنت أختها ً‬
‫ُ‬ ‫ذلك‪« :‬أح َّبت‬
‫أنَّنا نجد ُص ُعوبة يف معرفة َمن ا َّلذي جرى إىل َمن‪ ،‬هل البنت إىل أختها؟ أم‬
‫األخت إىل البنت؟ وجيوز أن نسميه «إزالة التباس الضامئر»‪.‬‬
‫ §حتليل اإلملاحات (‪ .)Mention analysis‬ومثال ذلك «قابل هشام حممدً ا» فقال‬
‫له‪« :‬موعدنا غدً ا يا هشام» فرد قائالً‪« :‬بل بعد غد»‪َ .‬من قال ماذا؟‬
‫فك االلتباس البالغي (‪ :)Rhetoric Disambiguation‬ومثاله «رأيت أسو ًدا‬ ‫ § ّ‬
‫«رأيت جنو ًدا شجعانا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يف املعركة»‪ ،‬إذ القصد‬
‫ §الفصل بني املوضوعات (‪ .)Subject separation‬ففي أحيان كثرية تتناول‬
‫املقالة أكثر من موضوع وال نجدُ بالرضورة عناوين فرعية للفصل بني‬
‫املوضوعات اجلزئية‪ .‬نعم؛ يمكن أن يكون كل موضوع له فقرات منفصلة‪،‬‬
‫فرعي‪ .‬فكيف‬ ‫ّ‬ ‫ولكن عدد فقرات كل موضوع خمتلف وال يفصل بينها عنوان‬
‫إن هذا الفصل يكون رضور ًّيا عند‬‫يمكن أن نفصل بني املوضوعات اجلزئية؟ َّ‬
‫اسرتجاع املعلومات املفيدة؛ فلو أمكن اإلشارة إىل موضع املعلومة املفيدة يف‬
‫املقالة أو الكتاب بشكل دقيق‪ ،‬فإن ذلك يوفر عىل الباحثني الكثري من الوقت‪.‬‬

‫‪-20-‬‬
‫إن املوضوعات املراد الفصل فيها حتت مسمى التحليل‬ ‫وليس ذلك فحسب‪ .‬بل َّ‬
‫ال منها مل يبلغ مستوى حسمه ‪ -‬إن بدأ أصال يف‬ ‫الداليل كثرية جدًّ ا؛ واملشكلة أن ك ًّ‬
‫العربية ‪ -‬مبل ًغا مقن ًعا ومفيدً ا؛ إذ حني نصل إىل ‪ ٪70‬أو ‪ ٪80‬فإن هذا املستوى ُي َم ِّث ُل‬
‫درج َة حسم ضعيف ًة للغاية لكثري من الغايات املطلوبة من احلاسوب‪.‬‬

‫‪ -5.1‬التَّحليل ا ُملعجميّ (‪)Lexical analysis‬‬


‫غوي وتوصيفها‪ ،‬عىل النَّحو ا َّلذي‬ ‫كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ‬ ‫تعيني ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫ويتم يف هذا املستوى‬ ‫ُّ‬
‫بني ُمستويات التَّحليل‬ ‫وجيمع هذا ا ُملستوى َ‬
‫ُ‬ ‫بني مباين ال ُّلغة ومعانيها‪.‬‬ ‫ُيم ِّك ُن من التَّمييز َ‬
‫فردات؛‬ ‫حيث ُيعنى بالتَّحليل الفونولوجي يف معلومات نُطق ا ُمل َ‬ ‫ُ‬ ‫السابقة؛‬‫غوي َّ‬ ‫ال ُّل ّ‬
‫الص ّيف‬ ‫وجهة ل َغري أبناء ال ُّلغة؛ و ُيعنى بالتَّحليل َّ‬ ‫خاصة يف املعاجم ا ُمل َّ‬ ‫مه َّي ٌة َّ‬
‫وهلذا ال ُبعد أ ِّ‬
‫كيبي يف‬
‫الت ّ‬ ‫للمعجم [املباين]؛ و ُيعنى بالتَّحليل َّ‬ ‫هبدف استخالص الوحدات األساس َّية ُ‬
‫َ‬
‫كذلك بالتَّحليل الدِّ ال ّيل‬ ‫فردات ومعانيها الوظيف َّية؛ و ُيعنى‬ ‫االستدالل عىل سياقات ا ُمل َ‬
‫يف االستدالل عىل املعاين ا ُملعجم َّية‪.‬‬
‫يع أن َن َت َب َّينَها من خالل النِّقاط‬ ‫ِ‬
‫َّداخل بني هذه املستويات‪ ،‬فنستَط ُ‬ ‫َّأما عن إشكال َّية الت ُ‬
‫التَّالية‪:‬‬
‫الص ّيف‪ ،‬حيث‬ ‫Ÿ Ÿيتداخل مستوى التَّحليل الفونولوجي مع مستوى التَّحليل َّ‬
‫وصها‬ ‫تقت َِض طبيعة النِّظام الكتايب للعربية أن نجمع يف مستويات حتليل نُص ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الص ّيف‪ .‬فمع ُوجود ظاهرة اإلعراب‬ ‫الفونولوجي والتَّحليل َّ‬
‫ّ‬ ‫بني التَّحليل‬
‫الضبط‬ ‫َشك َيل ُح ُروفها بعالمات َّ‬ ‫ملون ت ِ‬
‫َ‬ ‫أن أه َلها ‪ -‬عاد ًة ‪ُ -‬ي‬‫يف العرب َّية‪ ،‬إالَّ َّ‬
‫والشدَّ ة والتَّنوين) ‪ -‬باستثناء حالة التَّنوين بالفتح؛‬ ‫َّ‬ ‫(احلركات القصرية‬
‫الص ّيف‪.‬‬ ‫أن التَّشكيل ال ُي ِز ُيل لبس الرصف متاما‪ ،‬وإنَّام ُيزي ُله‬ ‫ون ِ‬
‫ُالح ُظ َّ‬
‫احلسم َّ‬
‫ُ‬
‫ومثال ذلك‪ :‬كلمة « َق َال» بعد تشكيلها يظل االلتباس قائام‪ ،‬هل هي من جذر‬
‫«ق ول» من ال َقول‪ ،‬أم من جذر «ق ي ل» من «النوم وقت القيلولة»‪ .‬إذن جيوز‬
‫رضوري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أن نقول بلغة أهل الرياض َّيات‪ :‬إن إزالة االلتباس الفونولوجي رشط‬
‫ولكنه غري كاف إلزالة االلتباس الرصيف؛ مع العلم بأن التحليل الفونولوجي‬
‫أيضا بمسائل هلا عالقة بنطق الكلامت؛ ويدخل يف مباحثه احلروف غري‬ ‫معني ً‬ ‫ٌّ‬
‫املنطوقة واحلروف املدغمة وما حيدث يف حاالت التقاء الساكنني‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪-21-‬‬
‫وكمثال للحروف غري املنطوقة‪ ،‬األلف بعدَ الواو يف «خرجوا»؛ فإن األلف ال‬
‫«الشجرة»؛ ُ‬
‫حيث تُد َغم الالم‬ ‫ومثال للحروف املد َغمة‪ ،‬الم التَّعريف يف َّ‬ ‫ٌ‬ ‫تنطق‪.‬‬
‫يف الشني‪ ،‬وت َُشدَّ د الشني بالتايل‪.‬‬
‫ُ‬
‫ونالحظ‬ ‫َّحوي‪،‬‬
‫Ÿ Ÿيتداخل مستوى التَّحليل الفونولوجي مع مستوى التَّحليل الن ّ‬
‫هذا يف االرتباط الوثيق بني التَّشكيل الكامل للكلمة العربية والت ِ‬
‫َّوصيف‬ ‫َّ‬
‫للجملة‪.‬‬
‫َّحوي ُ‬
‫يب النَّاتج عن التَّحليل الن ّ‬
‫اإلعرا ّ‬
‫َّحوي‪،‬‬
‫الرغم من انفصال العديد من األبحاث يف جانبي التَّحليل الدِّ ال ّيل والن ّ‬ ‫وعىل َّ‬
‫ِ‬
‫الربط بني هذين املستويني رياض ًّيا‪،‬‬ ‫إالَّ أنَّنا ندعو ‪ -‬عند التَّعا ُمل مع ال ُّلغة العرب َّية ‪ -‬إىل َّ‬
‫يكون فرع املعنى‪.‬‬‫َ‬ ‫ألن األصل يف النحو أن‬ ‫َّ‬

‫‪ -2‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تواجه تقنيات ال ُّلغات اإلنسانِ َّية‬


‫اللغ ُة أمانة عظيمة‪ ،‬ومقدرة اإلنسان فيها غري قابلة للتقليد أو املحاكاة‪ .‬فإذا جلست‬
‫مع أخيك أو جارك وتسامرت معه لساعات طويلة فال تكاد متر ‪ -‬عرب آالف الكلامت‬
‫املتدفقة من فمه ‪ -‬كلمة ال تفهمها‪ .‬فنسبة ما تفهمه إذا مل يكن ‪ ٪100‬فإنه يتجاوز‬
‫‪ .٪99.9‬بينام أفضل أنظمة التعرف عىل الكالم يف الكالم التلقائي (كام يف االجتامعات)‬
‫قد ال تتجاوز ‪ ،٪70‬وقد تزداد إذا كان الكالم منتظام (كام يف نرشات األخبار)؛ فقد‬
‫تصل يف هذه احلالة إىل أكثر من ‪ ٪90‬بقليل)‪ .‬فإذا قارنَّا بني ‪ ٪99.9‬وبني ‪ ٪90‬وجدنا‬
‫للوهلة األوىل أن هذا يشء عظيم جدًّ ا وأنه مل يبق إال القليل‪ .‬ويف احلقيقة يتطلب حتقيق‬
‫‪ ٪90‬باستخدام اآللة سنوات من البحث والعمل‪ ،‬وقد ال ندرك بعد سنني طويلة من‬
‫األبحاث إال زيادة ‪ ٪1‬أو ‪.٪2‬‬
‫أريدك أن تقارن بني نسبة اخلطأ عند اإلنسان وعند اآللة‪ ،‬فنسبة أخطاء فهم الكالم‬
‫أقل من كلمة من كل ‪ 1000‬كلمة‪،‬‬ ‫عند اإلنسان يف نفس الظروف أقل من ‪ ،٪0.1‬أي ّ‬
‫بينام خيطئ احلاسوب يف فهم كلمة من كل ‪ 10‬أو يف أحسن األحوال ‪ 20‬كلمة‪ .‬لو أن‬
‫اجلملة العربية حتتوي عىل ‪ 20‬كلمة فإن احلاسوب سيخطئ يف املتوسط يف كلمة أو‬
‫كلمتني يف كل مجلة وربام تكون هذه هي أهم كلمة يف اجلملة‪ ،‬أو ربام تعرف عىل الكلمة‬
‫بكلمة أخرى تغري املعنى وتبدله‪.‬‬

‫‪-22-‬‬
‫الذي أود توضيحه أننا معذورون يف عدم قدرتنا عىل اللحاق بمقدرة اإلنسان ولو‬
‫بعد حني‪.‬‬
‫يف عا م ‪2000‬م‪ ،‬يف أحد املؤمترات الدولية ألبحاث وتقنيات الصوت (�‪Inter‬‬
‫مفتوحا‬
‫ً‬ ‫ختام ِه سؤاالً‬
‫‪ ،)Speech 2000, Istanbul-Turkey‬سأل أحد مدراء املؤمتر يف ِ‬
‫وطلب من احلضور اإلجابة؛ هل بعد ‪ 15‬سنة من ذلك الوقت يمكن أن نعتمد عىل‬
‫وكان إمجاع شيوخ العلم‬‫َ‬ ‫فهم جيعل اإلنسان يعتمد عليه كل ًّيا؟‬
‫احلاسوب يف فهم الكالم ً‬
‫وأساطينه باستحالة ذلك‪ .‬فقد انقطع أمل العلامء الذين قضوا ‪ 50‬سنة أو تزيد يف تقنيات‬
‫الصوت يف الوصول إىل يشء يقارب اإلنسان‪ ،‬ولكن مل ينقطع األمل يف إنجاز مهام‬
‫لكلامت حمدودة يف جماالت ختصصية حمددة؛ بحيث نخاطب اآللة (احلاسوب أو‬ ‫ٍ‬ ‫حمددة‪،‬‬
‫النَّ َّقال) يف جو هادئ وبشكل منتظم وبلغة صحيحة؛ أما أن نتعامل مع اآللة كام نتعامل‬
‫بعضا‪ ،‬فهذا عىل قدر علمنا يف هذا الزمن من املحال – ولعل اهلل الذي تكرم‬ ‫مع بعضنا ً‬
‫بالبيان يتكرم بالعلم الذي يمكن اإلنسان أكثر وأكثر‪.‬‬
‫تم إنفاقه عىل‬
‫حني قارن العلامء بني ما تم إنفاقه عىل أبحاث التعرف عىل الكالم وما َّ‬
‫أبحاث األشعة يف الطب يف الثامنينيات من القرن العرشين‪ ،‬كان اإلنفاق عىل األبحاث‬
‫أيضا متقاربة‪ ،‬إذ قاربت النتائج يف احلالتني ‪ ٪90‬كنسبة نجاح‪.‬‬
‫متقار ًبا وكانت النتائج ً‬
‫ولكن شتان بني التأثريين؛ ففي جمال الطب ال تكاد جتد مستشفى وال مستوصفا إال فيه‬
‫جهاز أو أكثر لألشعة‪ ،‬وليس احلال كذلك بالنسبة للكالم‪ ،‬ألن ‪ ٪99‬هي بداية الرضا‬
‫احلقيقي‪ ،‬وما دون ذلك يصعب انتشاره وقبوله‪ ،‬ناهيك عن ‪.٪90‬‬
‫والسبب ‪ -‬كام ذكرنا سال ًفا ‪ -‬أننا نملك أجهزة نطق وحتليل للكالم غري قابلة‬
‫للمقارنة‪ ،‬فمن العسري جدا مضاهاة أذن اإلنسان‪ ،‬حتى ‪ ٪99‬هبا عدد من األخطاء أكثر‬
‫بعرش مرات من نسبته عند اإلنسان (‪ ،)٪ 99.9‬والتي تكاد تكون مرجع قدرة اإلنسان‬
‫فسوى َو َقدَّ َر فهدى‪.‬‬
‫الراقية جدا يف هذا املجال‪ .‬سبحان من خلق َّ‬
‫ومع أننا استعرضنا يف هذا الفصل تقنية التعرف عىل الكالم مع مقارنة قدرة‬
‫كثريا من التقنيات يتفاوت رضا اإلنسان عنه‪ ،‬بني أن‬
‫احلاسوب مع قدرة اإلنسان فإن ً‬
‫يكون كام ً‬
‫ال أو ما يقارب الوضع مع تقنية التعرف عىل الكالم‪.‬‬

‫‪-23-‬‬
‫‪ -3‬التَّحدِّ يات ا َّلتي تُواجه معاجلة اللغة العربية‬
‫أن هذه السامت قد ُت ِّث ُل ِ‬
‫السامت ا َّلتي ُت َ ِّي ُزها‪ ،‬ومع َّ‬
‫عناص‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ل ُّلغة العرب َّية العديد من ِّ‬
‫ُق َّو ٍة هلا‪ ،‬إالَّ َّأنا ُت َ ِّث ُل يف الوقت ذاته عنارص حتدٍّ إذا ما أردنا إخضاعها للحوسبة‪.‬‬
‫للم َ‬
‫عالة‬ ‫بعض التَّحدِّ يات ا َّلتي ت ُ‬
‫ُواجهنا عند إخضاع العرب َّية ُ‬ ‫وسن ِ‬
‫ُور ُد يف هذا املحور َ‬
‫احلاسوب َّية ‪ -‬من خالل النِّقاط التَّالية‪:‬‬

‫‪ -1.3‬الكتابة العربية‬
‫Ÿ Ÿالكتابة العربية ال تُفهم إال إذا كانت حروفها متصلة‪ ،‬كام يف هذا الكتاب‪:‬‬
‫ِ‬
‫تجاوراتا من‬ ‫بعض احلروف ا َّلتي ال تقبل االتِّصال‪ ،‬إذ بينها وبني ُم‬
‫ ‪-‬هناك ُ‬
‫أن َ‬
‫فصل الكلامت‬ ‫والواقع َّ‬
‫ُ‬ ‫حل ُروف يف نفس الكلمة مسافة قصرية نسب ًّيا‪.‬‬ ‫ا ُ‬
‫بعضها عن بعض مسألة ليست بسيطة‪ .‬ففي أنظمة جتارية لربامج التعرف‬
‫أن نسبة تقارب ‪ ٪10‬من األخطاء عىل مستوى‬ ‫عىل احلروف العربية نجدُ َّ‬
‫يكون أصل اخلطأ فيها خطأ يف فصل الكلامت بعضها عن بعض‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الكلامت‪،‬‬
‫هذا اذا كانت الوثيقة واضحة‪.‬‬
‫ ‪-‬الكلمة العربية ‪ -‬والتي جيب أن تكتب فيها الكثري من احلروف متصلة‬
‫ببعضها ‪ -‬جتعل مسألة التعرف عىل حروف هذه الكلامت مسألة أكثر‬
‫صعوبة من التعرف عىل النصوص املكتوبة يف اللغات الالتينية‪ ،‬حيث يمكن‬
‫أن تكتب مجيع حروفها بطريقة ُمنفصلة عن بعضها البعض (وهو الغالب يف‬
‫الطباعة)‪ .‬وذلك يضيف حتد ًيا آخر أمام تقنية حتويل الكالم العريب املطبوع‬
‫إىل نصوص مقروءة‪ .‬وسوف نتعرف عىل ذلك بالتفصيل يف الباب اخلامس‬
‫عرش من هذا الكتاب‪.‬‬
‫Ÿ Ÿأسامء األعالم والكائنات (‪ )Named Entities‬ال ُت َ َّي ُز يف اللغة العربية‪ ،‬بينام‬
‫يف بعض اللغات متيز بحروف كبرية يف الرسم (‪ .)Capital letters‬مثال ذلك‬
‫«زرت القاهرة» مقابلها (‪ .)I have visited Cairo‬فإن وجود هذه العالمة‬
‫الكائنات آل ًّيا (‪Name Entity‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلضافية يف الكتابة ترفع نسبة التعرف عىل أسامء‬
‫كثريا ما تستدعي يف جمال حمركات البحث‪ ،‬إذ ال يكون‬ ‫‪ ،)Recognition‬وهذه ً‬

‫‪-24-‬‬
‫كونات اسم َّية سواء أكانت‬
‫االستفسار عن الكلامت العادية‪ ،‬ولكن عن ُم ِّ‬
‫أشخاصا أم أحداثا أم مؤسسات‪....‬إلخ‪.‬‬
‫Ÿ Ÿغياب التشكيل عند بنية الكلمة أو هنايتها‪ .‬فقد اعتا َد العرب يف ُمع َظم كتاباهتم‬
‫عدم وجود تشكيل عىل احلروف‪ ،‬وإذا وجد (ربام يف ‪ ٪10‬من الكتب) يكون‬
‫ال جزئ ًّيا لبيان الفعل املبني للمجهول من الفعل املبني للمعلوم مثالً‪ ،‬أو‬ ‫تشكي ً‬
‫لبيان التشديد يف الكلامت التي يغري فيها التشديد املعني‪ ...‬إلخ‪ .‬وهذا يدع لنا‬
‫كبريا؛ فكلمة مثل عني يمكن أن‬ ‫لغزا ً‬‫الكلمة العربية من وجهة النظر احلاسوبية ً‬
‫ي ‪..‬الخ‪ .‬التشكيل يف احلقيقة يمثل جز ًء رضور ًّيا من‬ ‫ي أو ُع ِّ َ‬
‫تكون‪َ -:‬ع ْي أو َع َّ َ‬
‫حقيقة الكلمة العربية‪ ،‬إذ إنه يمثل احلركات القصرية (‪ ،)Short vowels‬وا َّلتي‬
‫عادة ما تكتب يف لغات أخرى كاإلنجليزية والفرنسية‪ ...،‬إلخ‪ .‬إذ يرتك للقارئ‬
‫العريب استنباط ما مل يكتب من هذه احلركات أو التشديد أو التنوين لبداهته‪،‬‬
‫قادرا عىل احلسم بيرس وسهولة يف قريب من ‪٪100‬‬ ‫وإذا كان العقل البرشي ً‬
‫من احلاالت‪ ،‬فإن األمر بالنسبة للحاسوب ليس بنفس السهولة‪.‬‬
‫هذا األمر يسهل الكتابة العربية؛ فمتوسط عدد حروف الكلمة العربية املكتوبة يزيد‬
‫كثريا (نظرا لكتابة‬ ‫ال عن ذلك ً‬ ‫قليال من ‪ 4‬حروف؛ بينام يزيد األمر يف اإلنجليزية مث ً‬
‫كل يشء تقريبا‪ ،‬باستثناء «الكلامت الوظِ ِيف َّية ‪ ،)»function words‬ولكنه يزيد دائرة‬
‫االلتباس عند احلاسوب وجيعل املعاجلة احلاسوبية ذات أبعاد أكثر من مثيالهتا يف بعض‬
‫اللغات الالتينية‪ .‬ومن نعمة اهلل أن أص َب َحت الكتاب ُة العرب َّية منقوطة؛ فلو َب ِق َيت احلُ ُر ُ‬
‫وف‬
‫هم ُة احلاسوب شب َه ُمستَحيلة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال َعربِ َّية َ‬
‫دون تنقيط ألص َب َحت ُم َّ‬

‫‪ -2.3‬األخطاء الشائعة‬
‫كثرية يف كل اللغات ولكن يف اللغة العربية هناك حاالت تتسبب يف زيادة‬
‫نسبة هذه األخطاء‪ ،‬منها‪:‬‬
‫Ÿ Ÿاهلمزات‪ ،‬خاصة مع األلف (ا‪ ،‬أ‪ ،‬إ)؛ فنسبة األخطاء فيها عالية بني عامة الناس‪.‬‬
‫كثريا ما تُكتب «القاهره» والعكس‬
‫Ÿ Ÿاهلاء والتاء املربوطتان؛ مثال «القاهرة» ً‬
‫«رضبه» يمكن أن تكتب «رضبة»‪.‬‬

‫‪-25-‬‬
‫Ÿ Ÿقد ال يكون خطأ ولكن اعتاد أهل مرص مثال عدم استعامل الياء آخر الكلمة‬
‫منقوطة لتمييزها عن األلف املقصورة كام يف «عىل» و «عيل»‪.‬‬
‫أي نظام لتحليل النص‬ ‫هذه األخطاء الشائعة تضيف لاللتباس حتد ًيا آخر‪ ،‬إذ َّ‬
‫إن َّ‬
‫العريب اخلام مثال أو التشكيل يتط َّلب ‪ -‬لكي يكون مقبوالً عمل ًّيا ‪ -‬التعامل مع‬
‫النصوص العربية املرتبكة يف مهزاهتا أو هائها وتائها أو يائها وألفها املقصورة‪.‬‬
‫كثريا من النصوص‬
‫نظرا لدخول الثقافة األجنبية بشدة وشيوع الكتابة هبا‪ ،‬فإن ً‬
‫ŸŸ ً‬
‫املطلوب التعامل معها عىل اإلنرتنت مكتوبة باحلروف الالتينية‪ .‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫(‪ )Dadi ana bahebk a’wy‬ويقصد الكاتب‪« :‬أبى أنا أحبك ً‬
‫كثريا»‪.‬‬
‫نظرا إلمهال التعامل بالعرب َّية يف املرحلة اجلامعية يف معظم اجلامعات العرب َّية‪،‬‬
‫ŸŸ ً‬
‫نجد الكثريين من خرجيي اجلامعات ختتلط العامية يف كتاباهتم بالعربية مثال‪:‬‬
‫«معلهش أنا كنت فاكر إين هاقدر أجي امبارح ‪.»...‬‬
‫وأحيانًا نجد أننا نود معرفة آرائهم وأفكارهم فنجد أنه ال بد من حماولة ترمجة مقاالهتم‬
‫كام هي إىل العربية الفصحى احلديثة (‪.)Modern Standard Arabic- MSA‬‬
‫Ÿ Ÿاألخطاء اإلمالئ َّية َّ‬
‫الشائعة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫شء ← (شئ ‪ -‬شيئ)‪.‬‬ ‫َ ْ‬
‫إن شاء اهلل ← (إنشاء اهلل)‪.‬‬
‫ال ُبدَّ ← (البد)‪.‬‬
‫Ÿ Ÿناهيك عن أخطاء اهلجاء األخرى‪ ،‬كمن يستعمل احلروف القريبة يف النطق‬
‫فيكتب‪:‬‬
‫يب)‪.‬‬
‫مظاهر ← مضاهر (وهو خلط شائع يف اجلزيرة العربية واملغرب العر ّ‬
‫ذليل ← زليل‪.‬‬
‫وسيط ← وصيط ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫َّوع منترش يف كل اللغات اإلنسان َّية ويكثر بني متعلمي العربية كلغة‬
‫إال أن هذا الن َ‬
‫ثانية‪.‬‬

‫‪-26-‬‬
‫‪ -3.3‬الرتكيب الرصيف للكلمة العربية‬
‫الكلمة العربية مركبة تركي ًبا عمي ًقا مما جيعلها من اللغات ذات املفردات الكثيـــرة‬
‫(‪ )morphologically rich language‬مقـــارنة باإلنجليزية مثالً‪ ،‬وسوف نعرض‬
‫يف فصــول الكتـــاب لرتكيب الكلمة العربية‪ .‬ولكن ما هيمنـــا هنا اإلشـــارة إىل‬
‫حقيقـــة عدد الكلمــات العربية والتي يمكن أن تكون باملاليني‪ ،‬ومع أن الكلمـــة‬
‫املعجم َّية (‪5000 ~( )Lexemes‬‬ ‫َ‬ ‫العربية تتكون من عدد حمدود جدا من الوحدات‬
‫جذر‪ 100 ~ ،‬وزن (عدا ما يتفرع منها نتيجة االعتالل)‪ 300 ~ ،‬سابق و ~ ‪550‬‬
‫عج ِم َّية (‪ ،)Lexemes‬فهذه‬
‫الحق)‪ .‬وهـــذا يف جمموعه ال يتجاوز ‪ 6000‬وحدة ُم َ‬
‫ميزة كبرية جدًّ ا مل تستفد منها كثري من التقنيات بالقدر الكايف بعد‪ .‬وما الصعوبة التي‬
‫يشكلها العدد الكبري من الكلامت يف اللغة؟ عىل سبيل املثال‪ :‬التعرف عىل الكالم‪ ،‬هذه‬
‫التقنية تتأثر نتائجها بعدد الكلامت التي تتعامل معها يف أي مهمة من مهام هذه التقنية‪.‬‬
‫وللعلم‪ ،‬فإنه يف جمال األعامل يكفي يف اإلنجليزية نحو ‪ 64‬ألف كلمة لتغطي ‪٪99‬‬
‫من احتياج املتحدث بينام حيتاج العريب إىل أكثر من ‪ 600‬ألف كلمة ليغطي ‪ ٪99‬من‬
‫احتياجاته يف نفس املجال‪.‬‬

‫‪ -4.3‬تركيب اجلملة العربية‬


‫Ÿ Ÿتسمح اللغة العربية بالتقديم والتأخري بني كلامهتا‪ ،‬وهلذه الظاهرة دالالت‬
‫اك ن َْست َِع ُ‬
‫ني﴾‬ ‫اك َن ْع ُبدُ َوإِ َّي َ‬
‫بالغية وقيمة رائعة‪ .‬فمثال ذلك‪ :‬قوله تعاىل ﴿إِ َّي َ‬
‫حيث ُيفيدُ تقديم «إياك» عىل «نعبد» احلرص والقرص‪ .‬وحني يقول‬ ‫[الفاحتة ‪ُ .]5‬‬
‫ر ُّبنا ‪ -‬سبحانه وتعاىل ﴿ ُيريدُ اهلل بكم ال ُي ْس﴾ [البقرة ‪﴿ .]185‬اهلل ُيريدُ أن‬
‫يتوب عليكم﴾ [النِّساء ‪]27‬؛ فقد اختل َفت داللة التَّقديم والتَّأخري بني الفعل‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫والفاعل من آية إىل أخرى‪.‬‬
‫ولكن ما تأثري ذلك عىل احلوسبة اللغوية؟ إنه يزيد من صعوبة املعاجلة النحوية‬
‫والبالغية للعربية مقارنة باإلنجليزية مثالً‪ ،‬ويف نفس الوقت مل يقدم لنا اللغويون‬
‫كثريا من احلسم‬
‫جمموعة متكاملة من القواعد التي حتيط باملوضوع وحتسمه إذ إن ً‬
‫يعتمد عىل اجلانب الداليل‪ ،‬عىل اعتبار أن النحو فرع املعنى‪.‬‬

‫‪-27-‬‬
‫وال بد من صياغة القواعد اللغوية بطريقة يمكن االستفادة منها حاسوب ًّيا‪.‬‬
‫ونرضب لذلك مثاالً‪:‬‬
‫تتبع الصفة املوصوف يف العدد واجلنس والتعريف (مع وجود أنواع أخرى‬
‫للصفة)‪ .‬وعليه‪ ،‬فالقياس احلاسويب للعدد واجلنس والتعريف ممكن‪ ،‬وبذلك‬
‫تم‬
‫تنجح هذه القاعدة يف الربجمة احلاسوبية‪ .‬بينام إذا قلنا إن اخلرب هو الذي ُي ُّ‬
‫معنى املبتدأ فإننا ربطنا احلسم النحــــوي بالداللة وضـــاع طريـــق احلسـم‬
‫من حتت أقدامنا‪ .‬إذ إن الداللة أعىل يف سلم احلسم اللغوي من النحو‪.‬‬
‫Ÿ Ÿغياب بعض الكلامت متا ًما مع وجودها التقديري‪ :‬ومثال ذلك أنك تتحدث‬
‫عن «زيد» من الناس ثم تقول‪( :‬ودخل إىل احلديقة)‪ .‬أين الفاعل الذي دخل؟‬
‫تقول إنه لضمري مسترت تقديره هو‪ .‬قد تكون هذه الظاهرة منترشة يف لغات‬
‫أخرى بيد أهنا تزيد التحدي أمام املعاجلة اآللية‪.‬‬
‫ُ‬
‫الفعل عن اجلملة العربية مجلة وتفصي ً‬
‫ال وتسمى مجلة اسمية‪،‬‬ ‫يغيب‬
‫َ‬ ‫Ÿ Ÿ يمكن أن‬
‫بينام اجلملة اإلنجليزية ال بد من وجود فعل هبا‪ ،‬وإن اقتىض األمر استخدم فعل‬
‫مساعد‪.)auxiliary verb: verb to be( :‬‬
‫«اجلو مجيل» املقابل هلا باإلنجليزية ‪.))The weather is beautiful‬‬
‫إن ذلك يرفع العربية درجة يف مرونة استخدامها وجيعلها أرفع وأيرس يف‬
‫االستخدام البرشي‪ ،‬ولكنه يوسع دائرة اخليارات غري املحسومة أمامنا عندَ‬
‫إخضاع اآللة هلذا العمل‪.‬‬

‫ § ومن التحديات التي تواجهنا أن كاتب العربية يستطيع أن يربط بني مجلتني‬
‫بحرف الواو‪ ،‬إذ إن كتابته أسهل عليه من كتابة فاصلة أو نقطة؛ لذلك فمتوسط‬
‫طول اجلملة العربية أكرب بكثري من متوسط طول اجلملة اإلنجليزية‪ .‬وماذا‬
‫يشكل هذا بالنسبة حلوسبة اللغة؟‬

‫‪-28-‬‬
‫فهم دقيقا‪ .‬خذ هذا املثال؛ لو أن تقنية‬
‫إن طول اجلملة يصعب عىل احلاسوب فهمها ً‬
‫ِ‬
‫وصلت لدقة ‪ ٪90‬يف املتوسط ملعاجلة كل كلمة عىل حدة‪ ،‬ستكون نسبة الدقة‬
‫(‪ )1‬التي جلملة من‪:‬‬
‫ ‪-‬كلمتني‪ ،‬دقة اجلملة = (دقة الكلمة)‪٪ 81 = 2)٪ 90( = 2‬‬
‫ ‪ 5-‬كلامت‪ ،‬دقة اجلملة = (دقة الكلمة)‪٪ 59 = 5)٪ 90( = 5‬‬
‫ ‪ 100-‬كلمة‪ ،‬دقة اجلملة = (دقة الكلمة)‪ ٪ 0.0027 = 100‬أي تقري ًبا‬
‫صفر ‪٪‬؛ وهذا يعني أنه كلام طالت اجلملة كلام صعبت معاجلتها‪.‬‬

‫‪ -5.3‬التعامل مع الواقع اللغوي‬


‫كبريا يف السنـــوات العشــــرين األخيـــرة‪ ،‬وبالتحديد بعد‬
‫تراج ًعا ً‬
‫فالعرب َّية تُعاين ُ‬
‫انتشار اإلنرتنت وزيادة نسبة التعليم باللغات األجنبية يف مراحل التعليم قبل اجلامعي؛‬
‫فنحن اآلن أمام ظواهر لغوية خطرية هتدد مستقبل العربية يف أرضها‪ .‬فام املوقف من‬
‫العامية والكتابة باحلروف الالتينية؟‬
‫Ÿ Ÿلسنا من أنصار متزيق أهل العربية باللهجات‪ ،‬ونتمنى أن جتمعهم الفصحى‪،‬‬
‫فهم وكتابة‪ .‬بمعنى أنَّنا ال نريد أن تنترش أي قواعد للكتابة والقراءة‬
‫عىل األقل ً‬
‫إال قواعد الفصحى‪.‬‬
‫Ÿ Ÿإذا كانت هناك بعض اللهجات‪ ،‬فإننا ندعو إىل التَّقريب بينها؛ وربام ُ‬
‫جيعل عامل‬
‫اإلنرتنت ذلك ممكنا‪ .‬ولكن كام سمح اهلل تعاىل بتالوة كتابه بقراءات خمتلفة‬
‫ٍ‬
‫هلجات ُمتلفة‪ ،‬ولكن‪ ..‬ليكن‬ ‫فإن علينا أن َ‬
‫نقبل ُبوجود‬ ‫الختالف اللهجات‪َّ ،‬‬
‫ال أبحاث نطق النصوص العربية (‪Arabic‬‬ ‫ذلك يف القراءة دون الكتابة‪ .‬فمث ً‬
‫‪ )Text to Speech‬ال بد أن تنطق النصوص بالفصحى ال العامية؛ والفصحى‬
‫يفهمها عامة العرب‪ ،‬وذلك ألن نرشات األخبار يف معظم القنوات تنطق‬
‫بالفصحى (حتى مع بعض األخطاء)‪.‬‬

‫جلمل ا َّلتى تكون مجيع كلامهتا صحيحة‪.‬‬ ‫‪ -1‬يمكن حتديد د َّقة ا ُ‬


‫جلملة من خالل نسبة ا ُ‬

‫‪-29-‬‬
‫أما بالنسبة للتعرف عىل الكالم من العامة فإننا نجد لزا ًما عىل الباحثني أن‬
‫يتعاملوا مع الواقع خلدمته وفهمه‪ .‬فتطوير نظام للتعرف عىل الكالم بالعامية‬
‫قد يكون مهام خلدمة عامة الناس يف شؤون حياهتم املختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬التَّعريف بتقنيات ال ُّلغات اإلنسان َّية‬


‫كبري يف تطوير أدوات‬ ‫أثر ٌ‬ ‫يت ا َّلذي شهده َ‬
‫العال يف ال ُعقود األخرية ٌ‬ ‫َ‬
‫كان للتَّقدُّ م املعلوما ّ‬
‫عالة ال ُّلغات احل َّية وتنمية تطبيقاهتا ا َّلتي تزدا ُد يو ًما بعد يوم‪ .‬وتتفاوت درجات العناية‬
‫ُم َ‬
‫تتنو ُع هذه‬‫بالتِّقنيات املستَخدمة يف بناء وتطوير هذه األدوات بحسب احلاجة إليها؛ كام َّ‬
‫تقسيم تقنيات ال ُّلغات احل َّية إىل‬
‫ُ‬ ‫بتنوع بيئات العمل فيها‪ .‬ويف ضوء هذا‪ُ ،‬يمكن‬ ‫التِّقنيات ُّ‬
‫الشكل (‪.)2-1‬‬ ‫املو َّضحة يف َّ‬‫األقسام َ‬

‫ِّمن تِّقنيات اللُّغات اإلنسانِّيَّة‬

‫تِّقنيات أخرى مركبة‬ ‫تِّقنيات ُمرتَبِّطة ابلكتابة‬ ‫تِّقنيات ُمرتَبِّطة اب َّ‬


‫لصوت‬ ‫ُّصوص‬ ‫ِّ‬
‫تقنيات ُمرتَبِّطة ابلن ُ‬

‫تقنية قراءة ال حكتحب‬ ‫َّعرف على الكتابة املطبوعة‬


‫اآليل على الكالم الت ُّ‬
‫َّعرف ّ‬
‫الت ُّ‬ ‫ُّصوص‬
‫البحث يف الن ح‬
‫الش َف ِهيَّة اآلليَّة‬
‫الرتمجة َّ‬
‫َّ‬ ‫َّعرف على الكتابة املخطوطة‬
‫الت ُّ‬ ‫َّص إىل كالم‬
‫حتويل الن ّ‬ ‫الرتمجة اآلليَّة‬
‫َّ‬
‫الصوتِيَّة التَّفاعحلِيَّة‬
‫َّعرف اآلينّ على احلححروف االستِجابة َّ‬
‫الت ُّ‬ ‫َّعرف على اللُّغة‬
‫الت ُّ‬ ‫اإلجابة اآلليَّة عن األسئلة‬
‫حتويل لحغة اإلشارة إىل كالم‬
‫والعكس‬ ‫اسوب‬ ‫تعلُّم النُّطق مبحساعدة احلاسوب تعلُّم اخل ّ‬
‫ط مبحساعدة احل ح‬ ‫تقييم الكتابة اإلنشائِيَّة‬
‫ح‬
‫أنظمة إدارة احلوار‬ ‫صوص‬
‫اآليل للنُّ ح‬
‫التَّقييم ّ‬
‫األنظمة املتَـ َق ِّدمة السرتجاع‬
‫املعلومات‬ ‫تصنيف وجتميع الواثئِق‬
‫ُّصوص‬
‫التَّنقيب يف الن ح‬ ‫التَّنقيب عن اآلراء‬

‫املدقِّقات اللُّغَويَّة‬
‫َ‬

‫تعلُّم اللُّغات مبحساعدة ا ح‬


‫حلاسوب‬

‫األسلويب‬ ‫ِ‬
‫القياس‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :2-1‬من تقنيات اللغات اإلنسان َّية‪.‬‬
‫الشَّكل ‪ :2-1‬من تقنيات اللغات اإلنسانيَّة‪.‬‬
‫إبجيا ٍز – هلذه التِّقنيات‪ ،‬على أن نعود ِ‬
‫لتفصيل‬ ‫‪-30-‬‬ ‫حاول – فيما يلي – أن نع ِر َ‬
‫ض–‬ ‫وسنح ح‬
‫صول الكتاب الالحقة‪.‬‬ ‫احلديث يف املشهور منها يف فح ح‬
‫بإجياز‪ -‬هلذه التِّقنيات‪ ،‬عىل أن نعود ِ‬
‫لتفصيل‬ ‫ٍ‬ ‫ُحاول ‪ -‬فيام ييل‪ -‬أن ِ‬
‫نعر َض ‪-‬‬ ‫وسن ُ‬
‫احلديث يف املشهور منها يف ُف ُصول الكتاب الالحقة‪.‬‬

‫‪ -1.4‬البحث يف النصوص «حمركات البحث» (‪)Search Engines‬‬


‫تعد حمركات البحث يف النصوص أو الوثائق من أكثر التقنيات استخداما‪ ،‬والغرض‬
‫املحركات األكثر استخداما يف‬‫ِّ‬ ‫منها استخراج املعلومات املطلوبة للمستخدم‪َّ ،‬‬
‫ولعل‬
‫الوقت احلايل هي تلك التي تُعنى بالبحث عن الوثائق التي حتتوى عىل كلامت بعينها‬
‫وتسمى الكلامت املفتاحية‪ .‬ويمكن تقسيم حمركات البحث إىل عدة أنواع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الشخيص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫Ÿ Ÿ ُم ِّركات البحث يف الوثائق َّ‬
‫الشخص َّية عىل احلاسوب‬
‫Ÿ Ÿ ُم ِّركات البحث يف الوثائق املؤسس َّية (‪.)Enterprise Search‬‬
‫الشب ِ‬
‫ك َّية (البحـث عن وثائق اإلنرتنت) (‪web‬‬ ‫Ÿ Ÿ ُم ِّركات البحث يف الوثائق َّ َ‬
‫‪.)Search‬‬
‫ويمكن تقسيمها من حيث نوع النصوص إىل‪:‬‬
‫Ÿ Ÿبحث عام‪.‬‬
‫Ÿ Ÿوبحث يف جمال متخصص‪ ،‬مثل الطب‪ ،‬والقانون‪....،‬إلخ‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن البحث يف املجاالت املتخصصة حيتاج إىل ما ُي َس َّمى بالبحث‬
‫الداليل أو البحث األنطولوجي‪ ،‬و ُيساعد هذا البحث عىل دقة ورسعة الوصول‬
‫للمعلومة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ :‬لو أردنا أن نبحث عن كلمة «وحوش»‪ ،‬لن تأيت بالوثائق‬
‫التي تتحدث عن األسود‪ ،‬أو النمور‪ ،‬أو الضباع‪ ...،‬إلخ‪ .‬فهذا يعد قصورا يف البحث‪،‬‬
‫ما مل ندعم حمركات البحث بمعلومات داللية لكل كلمة؛ وال يزال البحث الدِّ ال ّيل‬
‫ونادرا يف ال ُّلغة العرب َّية‪.‬‬
‫ً‬ ‫قارصا‬
‫ً‬
‫نوع من البحث‪ ،‬يتجاوز النصوص إىل الوسائط املخت َِلفة‬ ‫كام ظهر ‪ -‬حدي ًثا ‪ٌ -‬‬
‫األخرى‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫Ÿ Ÿالبحث يف ملفات الصوت‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫Ÿ Ÿالبحث عن الصور‪.‬‬
‫Ÿ Ÿالبحث يف ملفات ِ‬
‫املرئ َّيات‪.‬‬

‫(‪)Machine Translation‬‬ ‫التمجة اآلل َّية‬


‫‪َّ -2.4‬‬
‫تعد الرتمجة اآللية من التقنيات املهمة‪ ،‬والتي تضاعفت قيمتها بعد ظهور اإلنرتنت‬
‫ودعت احلاجة للتواصل بلغات خمتلفة أو لالستفادة من كنوز معرفية هائلة ولكن‬
‫بلغات أخرى‪ .‬وللرتمجة اآللية مدارس عدة منها‪:‬‬
‫Ÿ Ÿمدرسة الرتمجة بقواعد وقواميس ثنائية اللغة‪.‬‬
‫Ÿ Ÿمدرسة الرتمجة باالعتامد عىل مدونة ثنائية اللغة‪ ،‬حيث يوجد يف هذا النوع من‬
‫املدَ َّونات ما يكفي من معلومات لتعليم نامذج رياضية‪ .‬وهناك طريقتان هلذه‬
‫املدرسة‪:‬‬
‫حجم املدونة الثنائ َّية اللغة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬طريقة التعلم من األمثلة؛ وتستخدم إذا َّ‬
‫قل‬
‫ ‪-‬طريقة الرتمجة اآللية اإلحصائية (‪)Statistical Machine Translation‬؛‬
‫وهذه حتتاج ملدونات كبرية جدا قد تصل إىل عدة ماليني من اجلمل لكي‬
‫تعطي نتائج ملموسة‪ .‬وتعد هذه الطريقة هي األكثر شيوعا بني العاملني يف‬
‫حقل الرتمجة حديثا‪.‬‬
‫Ÿ Ÿمدرسة الرتمجة عرب لغة وسيطة‪ ،‬وقد حدث تطور يف هذه املدرسة أيضا وهلا‬
‫بعض اإلنجاز اجلدير باملراجعة واالستفادة منه‪ .‬وقد خصص باب كامل‬
‫لدراسة هذا املوضوع بالتفصيل يف اجلزء الثاين من الكتاب‪.‬‬
‫لعل‬‫وقد استخدم علامء هذا التخصص عدة وسائل لقياس جودة الرتمجة اآللية؛ َّ‬
‫ف بـ‪ُ :‬م َق ِّيم «بلو» أو (‪ )BLEU Score‬حيث يسجل اإلنسان ‪ -‬إذا قا َم‬
‫عر ُ‬
‫أشهرها ما ُي َ‬
‫بنفسه‪ -‬أرقاما تصل إىل ‪ ٪80+‬عىل هذا املقياس‪ ،‬بينام تسجل أفضل حمركات‬ ‫بالتمجة ِ‬ ‫َّ‬
‫الرتمجة اآلل َّية من اللغة العربية لإلنجليزية ‪ .٪50-‬والزال التقدم متالحقا‪ ،‬واالهتامم‬
‫العلمي يف تزا ُي ٍد لتحقيق هدف البرشية يف حتقيق التواصل بني البرش وتوسعة االستفادة‬
‫من معارفهم املختلفة للغات‪ .‬وتتيح حمركات الرتمجة اآللية الرتمجة من وإىل العديد من‬

‫‪-32-‬‬
‫لغات العامل‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ :‬يتيح حمرك الرتمجة اآللية يف جوجل الرتمجة بني أكثر من‬
‫ستني لغة‪.‬‬

‫‪ -3.4‬اإلجابة اآللية عن األسئلة (‪)Question Answering‬‬


‫تعد الوسيلة األوىل الكتساب املعرفة هي السؤال يف صيغة اللغة اإلنسانية التي‬
‫يتحدثها اإلنسان؛ واملطلوب حتليل السؤال وفهم املراد والبحث عن اإلجابات بني‬
‫الوثائق املتاحة عىل اإلنرتنت أو يف قواعد بيانات مؤسسة من املؤسسات‪ ،‬ثم عمل‬
‫كاف لإلجابة عن السؤال ثم وضع هذه اإلجابة يف‬ ‫استخالص للمعلومات بشكل ٍ‬
‫صيغة لغة السائل اإلنسانية‪ .‬وهذه طريقة مركبة وحتتاج إىل عدد من التقنيات للوصول‬
‫باإلجابة إىل درجة الدِّ قة املناسبة‪ .‬ومثل الكثري من تقنيات اللغات اإلنسانية‪ ،‬فإن هذه‬
‫التقنية املركبة ال تزال حتتاج إىل مزيد من اجلهد وخاصة للغة العربية‪ .‬وال تتجاوز‬
‫اخلاصة هبذه التّقنية ‪ -‬نطا ًقا حمدو ًدا من املعارف‪.‬‬
‫َّ‬ ‫األسئلة ‪ -‬يف أكثر األنظمة‬

‫(‪)Automated Essay Scoring‬‬ ‫اآليل للمقال‬


‫‪ -4.4‬التَّقييم ّ‬
‫ِ‬
‫املختلفة عىل‬ ‫لصعوبة تقييم االمتحانات والواجبات يف مراحل التَّعليم‬ ‫نظرا ُ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫يتعامل‬ ‫أنامط جديد ٌة من األسئلة ا َّلتي يستطيع احلاسوب أن‬
‫ٌ‬ ‫القائ ِمني هبا‪ ،‬فقد ظهرت‬
‫ِ‬
‫معها بسهولة‪ ،‬وهي األسئلة التي هلا إجابات حمدَّ دة (مثل‪ :‬االختيار من متعدد‪ ،‬تعيني‬
‫السهل إخضاع احلاسوب لتقييم‬ ‫الصواب واخلطأ‪ ،‬ملء الفراغات‪ ،‬وغري ذلك)‪ .‬ومن َّ‬ ‫َّ‬
‫املدرجة‪..‬‬ ‫ِ‬
‫الصحيحة لألسئلة َ‬ ‫هذا النَّوع من األسئلة بعد إمداده باإلجابات َّ‬
‫رب مهارات التعبري عند الطالب؛ هلذا‪ ..‬ظهرت‬ ‫إال أن هذه األنامط من األسئلة ال ختت ُ‬
‫ِ‬
‫اإلنشائ َّية (كموضوعات التَّعبري‬ ‫احلاجة إىل تطوير تقنية يمكنها التعامل مع اإلجابات‬
‫ِ‬
‫اإلنشائ َّية)؛ وظهرت بالفعل العديد من االمتحانات‬ ‫شابها من أشكال الكتابة‬ ‫وما َ َ‬
‫الدَّ ولية ا َّلتي ت ُِفيدُ من هذه التقنية‪.‬‬
‫وتقو ُم فكرة التقنية ‪ُ -‬عمو ًما ‪ -‬عىل اختيار نامذج وعينات من أشكال اإلجابة‬
‫والر ِديئة) وتصنيفها بحسب درجة التَّقييم وأخذ مالحمها‬ ‫واملتوسطة َّ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫اإلنشائ َّية (اجل ِّيدة‬
‫واالحتفاظ هبا‪ُ ،‬ث َّم تعيني املالمح ا َّلتي ُت َ ِّي ُز اإلجابات اجلديدة متهيدً ا لقياس درجة اقرتاب‬
‫الص ُعوبة احلقيق َّية يف‬
‫املدرجة يف نظام التَّقييم‪ .‬وتكمن ُّ‬‫اإلجابة اجلديدة من اإلجابات َ‬

‫‪-33-‬‬
‫املم ِّيزة لإلجابات اجلديدة وطريقة قياسها بإجابات النِّظام‪.‬‬
‫كيف َّية تعيني املالمح َ‬

‫ما‪ ،‬قبل‬ ‫‪ text‬يف موضوع‬


‫‪)Automatic‬‬ ‫وصورد يف ورقة حبثية أو‬
‫(‪summarization‬كتاب‬ ‫اآليلعلىللن ُُّص‬
‫أهم ما‬ ‫َّلخيص‬
‫التعرف ّ‬ ‫‪ -5.4‬الت‬
‫أمكن‬ ‫مستقبال‪ .‬فإذا‬
‫احلايل واملنتظر‬
‫املستخدم‬ ‫املعريفأو يقنع‬
‫ابلغرض‬‫االنفجار‬
‫بعداملختصر‬
‫وتزايدتكز و‬ ‫التقنية‬
‫يفي اجلزء املر‬ ‫هذهفرمبا‬ ‫العملية إىل‬
‫ابلكامل‪،‬‬ ‫احلاجةلقراءته‬
‫وقت كبري‬‫استقطاعدعت‬
‫اهلدف‪.‬يف ورقة بحثية أو كتاب يف موضوع‬ ‫أهم ما ورد‬
‫عىللبلوغ‬ ‫التعرف‬
‫كامال‬ ‫أمكنالكتاب‬ ‫مستقبال‪ .‬فإذا‬
‫البحث أو‬ ‫هلذهزيادته‬
‫التقنية بقراءة‬
‫ما‪ ،‬قبل استقطاع وقت كبري لقراءته بالكامل‪ ،‬فربام يفي اجلزء املركز واملخترص بالغرض‬
‫وهلذه التقنية طريقتان‪:‬‬
‫أو يقنع املستخدم هلذه التقنية بقراءة البحث أو الكتاب كامال لبلوغ اهلدف‪.‬‬
‫االستخالص (‪ ،)Extraction‬وتعتمد على انتقاء اجلمل األهم من‬ ‫األوىل‪:‬‬
‫طريقتان‪:‬‬ ‫▪ الطَّر‬
‫وهلذهيقةالتقنية‬
‫الوثيقة‪.‬‬
‫Ÿ Ÿال َّطريقة األوىل‪ :‬االستخالص (‪ ،)Extraction‬وتعتمد عىل انتقاء اجلمل األهم‬
‫▪ الطَّرمن‬
‫يقة الوثيقة‪.‬‬
‫األخرى‪ :‬التَّلخيص (‪ ،)Abstraction‬وتعتمد على صياغة جديدة خمتصرة‬
‫األخرى‪ :‬التَّلخيص (‪ ،)Abstraction‬وتعتمد عىل صياغة جديدة‬ ‫املفاهيم‪.‬‬
‫لنفس َّطريقة‬
‫Ÿ Ÿال‬
‫املفاهيم‪.‬‬
‫شيوعا واستخداما‪ .‬أما الطَّريقة األخرى فإن جناحاهتا يف‬ ‫لنفساألكثر‬
‫خمترصة هي‬
‫والطَّريقة األوىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نجاحاهتا يف‬
‫ويدعو‬ ‫األخرى فإن‬
‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫َّناذج َّط فهم‬
‫ريقة اللغات‬ ‫تقدمتا‪ .‬أما ال‬
‫واستخدا ًم‬
‫عليها ًعاكلما‬
‫األكثر شيو‬ ‫ويزداد هي‬
‫االعتماد‬ ‫ريقة األوىل‬ ‫نطاقاتوال َّط‬
‫ُمددة‪،‬‬
‫اإلنسانية‪ .‬ويدعو‬
‫تلخيص‬ ‫اللغاتيوما ما من‬
‫فهميتمكن‬‫نامذج أن‬ ‫تقدمت‬
‫الرغبة يف‬ ‫عليها كلام‬
‫اإلنسان إىل َّ‬ ‫االعتامدلدى‬
‫ويزدادالثقافية‬
‫حمددة‪،‬العلمية و‬
‫نطاقاتاحلاجة‬
‫الطموح و‬
‫ُمرمن‬
‫كات‬ ‫يوما ما‬
‫يتمكن تقوم‬ ‫غبة يف أن‬
‫أخرى‪ ،‬حبيث‬ ‫بلغات‬‫الر‬
‫الواثئقإىل َّ‬
‫اإلنسان‬ ‫لدىهذه‬‫وبعض‬ ‫والثقافية‬
‫العلمية معني‬
‫واحلاجةيف جمال‬
‫الطموح الواثئق‬
‫جمموعة من‬
‫تلخيص جمموعة من الوثائق يف جمال معني وبعض هذه الوثائق بلغات أخرى‪ ،‬بحيث‬
‫التلخيص بتلخيصها مجيعا ووضع اخلالصة يف بضعة أسطر أو صفحات للمستخدم‪ .‬ال شك‬
‫تقوم حمركات التلخيص بتلخيصها مجيعا ووضع اخلالصة يف بضعة أسطر أو صفحات‬
‫أن هذا أمل يضاعف من استفادة البشر من ُميطات املعارف احلديثة ويزيد من إجنازهم‪ ،‬ولكن‬
‫للمستخدم‪ .‬ال شك أن هذا أمل يضاعف من استفادة البرش من حميطات املعارف احلديثة‬
‫جلهودمنه‪.‬‬‫االقرتاب‬ ‫حتقيقه حيتاج جلهود كبرية جدًّا َّ‬
‫حتقيقه من‬
‫لنتمكن‬
‫كبرية جدًّ ا لنتمكَّن من االقرتاب منه‪.‬‬ ‫حيتاج‬ ‫ويزيد من إنجازهم‪ ،‬ولكن‬

‫وص‪.‬وص‪.‬‬
‫ُّصن ُُّص‬
‫اآليل لل‬
‫َّلخيص ّ‬ ‫الشكل ‪ :3-1‬الت‬ ‫َّ‬
‫اآليل للن ح‬
‫الشَّكل ‪ :3-1‬التَّلخيص ّ‬

‫‪-34-‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -6.4‬تصنيف وجتميع الوثائق‬
‫(‪)Document Classification & Clustering‬‬
‫عند استخدام حمركات البحث للوصول إىل وثائق مهمة فإن اإلنسان حيتاج إىل‬
‫الوثائق املشاهبة ملا اختاره‪ .‬وذلك يمكن أن يتم بطريقتني‪:‬‬
‫ §تصنيف الوثائق آليا (‪ :)Document Classification‬حيث يكون هناك‬
‫تقسيم مسبق للوثائق (كأن تقسم إىل سياسة واقتصاد‪...‬الخ) وهناك تصنيفات‬
‫متعارف عليها لدى علم املكتبات‪ ،‬وكذلك تصنيفات فرعية هلذه التصنيفات‪.‬‬
‫ §جتميع الوثائق اآليل (‪ :)Clustering Document‬ويف هذه احلالة ليس لدينا‬
‫تقسيم مسبق للوثائق‪ .‬وتُستَخدَ م هذه ال َّطريقة إذا كانت لدينا جمموعة من‬
‫النصوص أو الوثائق وأردنا عمل جتميعات ألنواع الوثائق املتشاهبة‪.‬‬
‫ويتم تصنيف الوثائق وجتميعها‬
‫واهلدف يف احلالتني أن نصل إىل الوثائق املتشاهبة‪ُّ .‬‬
‫آل ًّيا عىل النَّحو التَّايل‪:‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :4-1‬تصنيف وجتميع الوثائق‪.‬‬
‫يف حالة التصنيف اآليل‪ :‬تُؤخذ مالمح كل وثيقة ُ‬
‫وتَدَّ ُد خصائصها (يف شكل‬
‫ريايض) ويتم حساب درجة قرب أو بعد الوثائق من بعضها البعض حسب املالمح‪،‬‬

‫‪-35-‬‬
‫ويتم حساب املسافة بني الوثيقة املراد تصنيفها والوثائق املصنفة سلفا (سياسة‪،‬‬
‫اقتصاد‪ ...،‬إلخ)‪ ،‬فإىل أي قسم كانت الوثيقة أقرب تصنف عىل هذا القسم‪.‬‬
‫ويف حالة جتميع النصوص آل ًّيا إىل جمموعات‪ :‬يتم حساب قرب الوثائق كلها من‬
‫بعضها البعض‪ ،‬وكل جمموعة منهم تقاربت مالحمها يتم ضمها يف جمموعة مستقلة‪.‬‬

‫‪ -7.4‬التَّنقيب عن اآلراء (‪)Opinion Mining‬‬


‫ف عىل اجتاهات الرأي عىل مستويات عدة؛ عىل املستوى السيايس‬ ‫نتعر َ‬
‫املهم أن َّ‬
‫من ّ‬
‫ملعرفة ميول الناس إىل أي حزب أو فرد‪ ،‬وعىل املستوى االقتصادي‪ ،‬كمعرفة رأي‬
‫الناس يف منتج جديد‪ ،‬إذ يكون مفيدا للرشكة املنتجة أن تعرف رأى املستخدمني له‪.‬‬
‫ولكن كيف سيتم جتميع هذه اآلراء؟ تقليديا يتم عمل استبيانات ُ‬
‫وتتار العينة أو‬
‫العينات بعناية لتمثل رأي القطاع املستهدف من الدراسة‪....‬إلخ‪.‬‬
‫وتكون عملية اختيار العينة ثم إقناع أفرادها بملء هذه االستبيانات جمهدة ومكلفة‬
‫جدا‪ .‬وأصبحت هناك مؤسسات متخصصة يف هذا األمر‪ .‬ولكن بعد ظهور اإلنرتنت‬
‫واملدونات (املقاالت التي يسمح لآلخرين بالتفاعل معها ووضع آرائهم) وشبكات‬
‫التواصل االجتامعي (‪ )Social networking‬التي ُي َع ِّب الناس فيها بحرية كاملة‬
‫عن آرائهم‪ ،‬حتى يف البلدان التي ال تكون فيها احلرية كاملة للناس‪ ،‬ألنه يمكن دائام‬
‫استخدام أسامء مستعارة واهلروب من الرقابة‪ ،‬أصبحت آراء الناس يف كل يشء تقريبا‬
‫متاحة وبكميات هائلة عىل اإلنرتنت‪ .‬لذلك بدأت احلاجة هلذه التقنية والتي يكون من‬
‫مكوناهتا جتميع املواد ذات العالقة بموضوع الرأي املراد معرفة اجتاهاته ثم اختبار هذه‬
‫اآلراء واخلروج باجتاهاهتا‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لو أن رشكة سيارات أنتجت مودي ً‬
‫ال جديدً ا من السيارات وتريد معرفة آراء‬
‫الناس فيه‪ ،‬فبعد جتميع املواد املنشورة عىل اإلنرتنت حول هذا املوديل من السيارات‬
‫يمكن للرشكة معرفة رأي الناس يف السعر واجلودة وما يعجبهم وما ال يعجبهم من‬
‫صفات وخصائص السيارة اجلديدة‪ ،‬ويمكن هلذه التقنية أن تستخدم وبشكل مستمر‬
‫إلعطاء مطوري األعامل يف هذه الرشكة معلومات قيمة يمكنهم من خالهلا حتسني‬
‫وجتويد منتجهم بشكل مستمر‪.‬‬

‫‪-36-‬‬
‫ويتم بعــــد جتميع املواد عمل تصنيف لآلراء حسـب الكلامت املستخدمة‪ .‬فكلامت‬
‫مثل‪( :‬رائعة‪ ،‬ومجيلة‪ ،‬ومدهشة‪ )...،‬تعرب عـن آراء إجيابيـة‪ ،‬وكلامت مثل‪( :‬سيئة‪ ،‬غاليـة‬
‫جدا‪ )...،‬تعرب عن آراء سلبية‪ .‬طبعا هناك تعقيدات كثرية للوصول الدقيق لآلراء‪.‬‬
‫فعىل سبيل املثال‪ :‬ماذا لو كتب الناس (ليست سيئة‪ ،‬أو ليست مجيلة)؛ فورود كلمة‬
‫ٍ‬
‫إشارة سلب َّية‪ .‬كل ذلك‬ ‫(مجيلة) مسبوقة بالنَّفي تقلب اإلشارة اإلجياب َّية يف الكلمة إىل‬
‫جيب أن يؤخذ يف االعتبار‪.‬‬

‫يل‬
‫والنحوي‪ ،‬والدال ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلمالئي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -8.4‬املدقق‬
‫(‪)Spelling, Syntax and Semantic Checker‬‬
‫بعد ظهور احلاسوب اآليل الشخيص وانتشاره يف الثامنين َّيات من القرن املايض‬
‫انترشت برامج الكتابة عليه مثل‪ :‬برنامج «©‪ »MS-Word‬من ميكروسوفت‪ .‬وقد‬
‫َد َعت احلاجة إىل ظهور تقنيات تكتشف األخطاء اإلمالئية والن ِ‬
‫َّحو َّية والدِّ الل َّية يف‬
‫الن ُُّصوص‪ ،‬وتساعد يف كثري من األحيان عىل تصويب آيل للكلامت اخلاطئة‪.‬‬
‫وهناك عدَّ ة طرق إلعداد هذه التقنية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫Ÿ Ÿعمل قائمة بالكلامت الصحيحة‪ ،‬وعرض كل كلمة عىل هذه القائمة‪ ،‬فإن كانت‬
‫الكلمة املكتوبة تتطابق مع إحدى كلامت القائمة فهذا يعني أهنا صحيحة‪ ،‬وإال‬
‫فإهنا كلمة خاطئة ومن ثم ننتقل للخطوة الثانية‪.‬‬
‫تبي خطأ كتابتها إمالئيا‪ ،‬فنحرض قائمة‬
‫Ÿ Ÿنبحث عن أقرب كلامت إىل الكلمة التي َّ َ‬
‫موجزة من عدد حمدود من الكلامت‪ ،‬ثم يتم اختيار أقرب الكلامت باختبار‬
‫وأيا كان هلا أعىل احتامل تم اختيارها بدالً‬
‫السياق (جمموعة الكلامت يف اجلوار) ُّ‬
‫من الكلمة اخلطأ‪.‬‬
‫ليس‬‫رض إىل حد كبري‪ ،‬لك َّن األمر َ‬ ‫والتقدم يف تقنية التصحيح اإلمالئي ٍ‬
‫عال و ُم ٍ‬
‫ِ‬
‫السياق؟ لو أرا َد‬
‫دائم؛ فامذا لو كُت َبت كلمة صحيحة‪ ،‬لكنَّها غري مطلوبة يف ِّ‬ ‫بسي ًطا ً‬
‫«قل» صحيحة‬ ‫أن كلمة َّ‬‫َب « َق َّل ساعده»‪ ..‬نُالحظ َّ‬
‫الكاتب أن يقول‪« :‬ك ََّل ساعده» ف َكت َ‬
‫اكتشاف هذا النَّوع من األخطاء يكون أكثر‬ ‫السياق‪َّ .‬‬
‫إن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ليست صوا ًبا يف ِّ‬ ‫إمالئ ًّيا‪ ،‬ولكنَّها َ‬
‫ُصعوبة‪ .‬ولكن ال يزال أمام تقنيتي املصحح النحوي والداليل بعض الوقت للنضج‬

‫‪-37-‬‬
‫وعموم االستخدام بالنسبة للغة العربية‪ ،‬عىل أن هناك مصححات نحوية متاحة للغات‬
‫أخرى مثل اإلنجليزية‪ .‬املصحح الداليل عموما أصعبهم ومل يصل لدرجة النضج‬
‫الكافية بعد إال يف ختصصات حمددة‪.‬‬

‫‪ -9.4‬تع ُّلم ال ُّلغات بمساعدة احلاسوب‬


‫(‪)Computer-Aided Language Learning‬‬
‫إن تعلم اللغات فرع من العلوم حيوز عىل أكثر من ‪ ٪20‬من اجلهد التعليمي للتعليم‬
‫قبل اجلامعي‪ ،‬وينقسم تعلم اللغات إىل تعلم اللغة األم وتعلم لغات أخرى كلغات‬
‫ثانية‪ ،‬إذ إن أخطاء كل منها و ُمشكالت تعلمه خمتلفة‪ .‬وعموما تتعامل تقنيات املساعدة‬
‫يف تعلم اللغات يف اكتشاف وتصويب أخطاء‪:‬‬
‫Ÿ Ÿالكتابة اإلمالئية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿالنحو وقواعده‪.‬‬
‫Ÿ Ÿالداللة (استخدام اللفظ املناسب يف املكان املناسب)‪.‬‬
‫كام أن هناك تقنيات أخرى مفيدة يف جمال تعلم اللغات هلا عالقة بتصويب النُّطق‬
‫وتصويب الكتابة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وكام أسلفنـا يف الـحديث عن املصحح اإلمالئي‪ ،‬تُبنى التقنيات عىل مثل ذاك املنهج‪.‬‬
‫واجلديـر بالذكر أن التعرف عىل أخطـاء متعلمي العربية كلغة ثانيـة يف اإلمــالء‪،‬‬
‫والنحو والداللة له شواهد من النجاح‪ ،‬ولو عىل مستوى بعض ما ِ‬
‫أنج َز من األبحاث‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -10.4‬القياس األس ُل ّ‬
‫ويب (‪)Stylometry‬‬
‫ومن التطبيقات والتقنيات اللطيفة إمكانية التأكد من نسبة مقال أو كتاب لكـاتب‬
‫معني له كتب أو مقاالت أخرى‪ ،‬أو ما ُيط َلق عليه (القياس األسلو ّ‬
‫يب)‪ .‬والتقنية ال تعدو‬
‫أن تكون فرعا من تصنيف الوثائق الذي أرشنا إليه آنفا‪ .‬ويمكن اإلفادة من هذه التقنية‬
‫يف القضايا التي حتتاج إىل توثيق نسبة مقال لكاتبه كام حيدث يف نسبة األوالد آلبائهم‪.‬‬
‫فسبحان اهلل الذي خلقنا متشاهبني ولسنا متطابقني حتى حيدث التاميز بيننا والتعارف‪،‬‬
‫ليس ذلك يف اجلينات والبصامت فقط؛ ولكن أيضا يف أسلوب الكتابة‪ .‬إن الكلامت التي‬

‫‪-38-‬‬
‫من تصنيف الواثئق الذي أشران إليه آنفا‪ .‬وميكن اإلفادة من هذه التقنية يف القضااي اليت حتتاج‬
‫إىل توثيق نسبة مقال لكاتبه كما حيدث يف نسبة األوالد آلابئهم‪ .‬فسبحان هللا الذي خلقنا‬
‫متشاهبني ولسنا متطابقني حىت حيدث التمايز بيننا والتعارف‪ ،‬ليس ذلك يف اجلينات والبصمات‬
‫كالبصمةيفها‬
‫للكاتبمنا وتصار‬
‫يستخدمها كل‬
‫أخرى‪ ،‬هي‬ ‫كلامتاليت‬
‫الكلمات‬ ‫وتصاريفها الكتابة‪ .‬إن‬
‫وتصاحباهتا مع‬ ‫منا يف أسلوب‬
‫لكنكلأيضا‬ ‫فقط؛ و‬
‫يستخدمها‬
‫وتصاحباهتا مع كلمات أخرى‪ ،‬هي للكاتب كالبصمة للبنان‪.‬‬‫للبنان‪.‬‬

‫‪Stylometry‬‬

‫الشكل ‪ِ :5-1‬‬
‫األسلحُلويب‪ّ.‬‬
‫ويب‪.‬‬ ‫ياس األس‬‫ِ‬ ‫الق‬
‫الشَّكل ‪ :5-1‬القياس‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫اآليل عىل الكالم (‪)Automatic Speech Recognition‬‬
‫‪ -11.4‬التعرف ّ‬
‫الكالم (‪)Automatic Speech Recognition‬‬ ‫‪ -11.4‬التعرف اآليل على‬
‫الكالم هو أفضل طرق التواصل بني البرش‪ .‬وقد اكتسبت تقنية التعرف عىل‬
‫(‪)1‬‬

‫الكالم‬
‫على بني‬ ‫التعرف‬
‫واملريح‬ ‫التواصلتقنية‬
‫السهل‬ ‫نحواكتسبت‬
‫خطوةوقد‬
‫التقنيةالبشر‪.‬‬
‫اصل بني‬‫وتعدالتوهذه‬
‫ذلك‪.‬طرق‬
‫أمهيتهاهومنأفضل‬
‫( ‪)2‬‬
‫الكالم‬
‫الكالم‬
‫اإلنسان واآللة عند نضجها عمليا‪.‬‬
‫َّص منها‪:‬‬
‫املكتوب‪.‬‬ ‫ومتنوعة‪،‬‬ ‫وتطبيقات هذه التقنية كثرية‬
‫َّص) إىل الن ّ‬
‫(‪ )2‬يحشري (الكالم) املنطوق ‪ ،‬ويحشري (الن ّ‬
‫Ÿ Ÿأنظمة اإلمالء (‪ ،)Dictation Engine‬وتستخدم إلمالء مقال أو رسالة‬
‫‪31‬‬ ‫وحتويلها من صوت إىل نص‪.‬‬
‫Ÿ Ÿتستخدم كأداة لإلبحار والتجول (‪ )Navigation Tool‬يف بعض التطبيقات‪.‬‬
‫وقد يكون ذلك مهام يف مواقف ُم َع َّينة‪ ،‬مثل إمكانية إدارة مكاملة هاتفية بالكامل‬
‫داخل سيارة وبدون احلاجة إىل البحث عن رقم اهلاتف بالعني واليد‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يشغل عن قيادة السيارة‪ .‬فتمكن هذه التقنية املست ِ‬
‫َخد َم من إصدار األمر بالبحث‬

‫َّص املكتوب‪.‬‬
‫َّص) إىل الن ّ‬
‫‪ُ -1‬يشري (الكالم) إىل الكالم املنطوق‪ ،‬و ُيشري (الن ّ‬

‫‪-39-‬‬
‫عن رقم هاتف ُم َع َّي فتقوم هبذه املهمة‪ .‬كام متكن هذه التقنية من الوصول لوثيقة‬
‫أو كتاب وطلب قراءته‪ ،‬وعندئذ تستدعي تقنية أخرى لقراءة النصوص‪.‬‬
‫Ÿ Ÿتسجيل االجتامعات وحتويلها آليا إىل حمارض اجتامعات‪Spontaneous( :‬‬
‫‪ ،)Speech Recognition‬وإن كانت نتائج هذا التَّطبيق ال تزال دون املستوى‬
‫املطلوب كثريا‪.‬‬
‫ومع نضج املجتمع الرقمي تتعدد جماالت اإلفادة من تقنيات الصوت وغريه‪.‬‬
‫ولكن كيف تعمل هذه التقنية؟ ببساطة َّ‬
‫فإن كل تقنيات التعرف عىل الصوت واحلروف‬
‫ويوضح الشكل (‪ )6-1‬كيفية عمل هذه‬‫ِّ‬ ‫واملتحدث تعمل تقريبا بمبادئ متقاربة‪.‬‬
‫األنظمة‪.‬‬

‫عىلَّناط‪.‬‬
‫األنامط‪.‬‬ ‫على األ‬‫َّعرتف ُّ‬
‫َّعرف‬ ‫عامعا ّللمت ُّلل‬ ‫‪َّ ::6-1‬نوذج‬
‫نموذج ّ‬ ‫َّكل ‪6-1‬‬
‫الشالش‬
‫كل‬ ‫َّ‬

‫‪)Text‬‬
‫‪)Text‬‬ ‫‪to Speech‬‬
‫‪to Speech‬‬ ‫كالم (كالم‬
‫‪– TTS‬‬
‫(‪– TTS‬‬ ‫إىل‬
‫َّصالن ّ‬
‫َّص إىل‬ ‫حتويل الن‬
‫حتويل‬ ‫‪-12.4‬‬‫‪-12.4‬‬
‫البرص‪،‬‬ ‫وضعاف‬
‫البصر‪ ،‬ومنها‬ ‫للمكفوفني‬
‫وضعاف‬ ‫الكتب‬
‫للمكفوفني‬ ‫نطقنطق‬
‫الكتب‬ ‫منهامنها‬
‫كثرية‪،‬‬ ‫عملية‬
‫كثرية‪،‬‬ ‫تطبيقات‬
‫عملية‬ ‫التقنيةهلاهلاتطبيقات‬
‫هذهالتقنية‬
‫هذه‬
‫وتتكون‬
‫إلخ‪.‬التقنية من‬
‫معلومة‪...‬هذه‬
‫إعطاءإخل‪ .‬وتتكون‬ ‫خدمة أو‬
‫معلومة‪...‬‬ ‫لإلخبارأوعنإعطاء‬
‫اهلاتفعن خدمة‬ ‫اهلاتفعرب‬
‫لإلخبار‬ ‫الرسائل‬ ‫نطق عرب‬‫الرسائل‬‫ومنها‬
‫نطق‬
‫هذه التقنية من تقنيات أخرى‪ ،‬والشكل (‪ )7-1‬يبني مكونات تقنية حتويل النص إىل‬
‫تقنيات أخرى‪ ،‬والشكل (‪ )7-1‬يبني مكوانت تقنية حتويل النص إىل كالم العريب‪.‬‬
‫كالم العريب‪.‬‬
‫ممحَِّهد الن ّ‬
‫َّص‬
‫العريب اخلام‬
‫َّص ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫اآليل‬ ‫َِ‬
‫‪Normalizer‬‬ ‫املش ّكل ّ‬ ‫انطق الكالم‬
‫‪Arabic Raw‬‬ ‫‪ -40-‬حُم ِّول النُّصوص‬ ‫‪Diacritizer‬‬ ‫‪Speech‬‬
‫‪Text‬‬ ‫‪Synthesizer‬‬
‫لنحصوص طبيعيَّة‬
‫هذه التقنية هلا تطبيقات عملية كثرية‪ ،‬منها نطق الكتب للمكفوفني وضعاف البصر‪ ،‬ومنها‬
‫نطق الرسائل عرب اهلاتف لإلخبار عن خدمة أو إعطاء معلومة‪ ...‬إخل‪ .‬وتتكون هذه التقنية من‬
‫تقنيات أخرى‪ ،‬والشكل (‪ )7-1‬يبني مكوانت تقنية حتويل النص إىل كالم العريب‪.‬‬

‫ممحَِّهد الن ّ‬
‫َّص‬
‫العريب اخلام‬
‫َّص ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫اآليل‬ ‫َِ‬
‫‪Normalizer‬‬ ‫املش ّكل ّ‬ ‫انطق الكالم‬
‫‪Arabic Raw‬‬ ‫حُم ِّول النُّصوص‬ ‫‪Diacritizer‬‬ ‫‪Speech‬‬
‫‪Text‬‬ ‫‪Synthesizer‬‬
‫لنحصوص طبيعيَّة‬

‫صريف‬ ‫ِ‬
‫حُملّل ّ‬

‫كالم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالم‪.‬‬ ‫إىلإىل‬
‫النص‬‫حتويلالنص‬
‫تقنيةحتويل‬
‫ناتتقنية‬
‫‪ :7-1‬حمم َككّوَوانت‬
‫ُ ِّ‬
‫كل ‪:7-1‬‬
‫الشَّكل‬
‫الش‬
‫َّ‬

‫الالتينية‬
‫حيث‬ ‫اللغات‬
‫الالتينية‬ ‫مطلوب يف‬
‫اللغات‬ ‫اجلزء غري‬
‫مطلوب يف‬ ‫وهذاوهذا‬
‫اجلزء غري‬ ‫آيل‪،‬آيل‪،‬‬
‫ملشكل‬ ‫حتتاجحتتاج‬
‫ملشكل‬ ‫العربية‬ ‫هنا أن‬
‫العربية‬ ‫يالحظ‬
‫هنا أن‬ ‫يالحظ‬
‫حيدث عند‬
‫كلمة‬ ‫عند نطق‬‫حيدثمثلام‬
‫مثلماللنطق‬
‫القواعد‬
‫بعضللنطق‬
‫إىلواعد‬
‫حتتاج الق‬
‫فقط بعض‬ ‫فقطغالبا‪.‬‬
‫حتتاج إىل‬ ‫األصوات‬ ‫األصوكل‬
‫ات غالبا‪.‬‬ ‫كلتكتب‬‫حيث‬‫تكتب‬
‫آخرها (‪.)…tion‬‬ ‫كلمة…)‪.‬‬
‫نطق(‪tion‬‬
‫آخرها‬
‫وبالنسبة لتقنية ناطق الكالم (‪ )Speech Synthesizer‬هلا مدرستان‪ ،‬مدرسة تعتمد‬
‫‪33‬‬
‫عىل تقطيع الفونيامت من كمية من الصوت املعد للتدريب إذ ُيق ّطع الصوت املسجل إىل‬
‫فونيامت‪ .‬وتُستدعي الفونيامت املطلوبة يف سياقات متشاهبة وقت تعليم التقنية سلفا‪،‬‬
‫وهذه الطريقة هي األكثر شيوعا‪.‬‬
‫ولكن هناك مدرسة أخرى تعتمد عىل توليد نامذج رياضية لكل صوت‪ .‬ويمكن‬
‫تدريب وتعليم هذه النامذج سلفا‪ .‬املدرسة األوىل يكون الصوت فيها طبيعيا أكثر ولكن‬
‫يعاين بعض التقطيع يف السالسة واالنسيابية؛ والصوت الناتج عن املدرسة الثانية أكثر‬
‫كالصوت النَّاتج عن‬
‫َّ‬ ‫انسيابية وال تشعر األذن فيه بتقطع أجزائه‪ ،‬لكنَّه ال يبدو طبيع ًّيا‬
‫املدرسة األوىل‪ .‬وكال املدرستَني تسعى إىل حتسني األداء بزيادة كمية الصوت املستخدم‬
‫يف التدريب‪.‬‬
‫والزالت األبحاث قائمة لزيادة درجة التعبري يف الصوت (‪)Expressive Speech‬‬
‫حتى يتسنى للمستمع متييز االداء املتسم بالفرح أو احلزن أو الفزع أو الغضب ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫كام يمكن متييز االسلوب اخلربى من االستفهامى ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫ِ‬
‫‪ -13.4‬البحث يف الصوت َّيات واملرئ َّيات (‪)Audio and Video Search‬‬
‫أي البحث عن كلمة أو تعبري يف ملفات صوتية أو ملفات ِ‬
‫مرئ َّية (يف مسار الصوت‬ ‫َّ‬
‫فيها)‪ .‬هب أننا نريد أن نبحث يف ملفات صوتية كثرية (باآلالف) عن «صالة العيد»‬
‫حتى نعرف اآلراء املختلفة حول فقه صالة العيد مثال‪ ،‬حيث تغنينا هذه التقنية عن‬
‫االستامع إىل هذا الكم اهلائل بآذاننا لنصل إىل ما نريد‪ ،‬حيث تقوم التقنية باستعراض كل‬
‫هذا الكم من الصوت وختتار املواضع التي تشتبه يف تعبري «صالة العيد» وتدلنا عليها‪.‬‬
‫وهلذه التقنية استخدامات كثرية منها‪:‬‬
‫Ÿ Ÿالبحث يف اخلطب والتَّسجيالت الصوتية عن موضوعات هتمنا‪ ،‬ويمكن أن يتم‬
‫ذلك أيضا يف ِ‬
‫املرئ َّيات (يف مسار الصوت فيها) الستخدامات بحثية أو ثقافية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿحمطات اإلذاعة والتلفزيون حتتاجه إلعداد تقارير عن شخصية أو حدث أو مؤسسة‬
‫فتستدعي ما سبق قوله حوهلا يف تراثها أوال حتى تكون منسجمة مع نفسها فيام تعده‪.‬‬
‫Ÿ Ÿألسباب أمنية يتم تسجيل املكاملات الدولية يف كثري من دول العامل؛ واالستامع‬
‫إليها يكون شاقا جدا‪ ،‬لذلك تُستدعي هذه التقنية وتزود بمجموعة من الكلامت‬
‫التي لو وجد بعضها تنبه املعنيني باألمر للمراجعة الدقيقة (مثال للكلامت‪:‬‬
‫خمدرات‪ ،‬أفيون‪ ،‬هريوين‪ ،‬أسلحة‪.)...،‬‬
‫ِ‬
‫واملرئ َّيات عىل اإلنرتنت حاليا ومستقبال‪ ،‬فإن هذه‬ ‫ونظرا لتزايد حجم الصوت‬
‫ŸŸ ً‬
‫التقنية ستفيد الباحثني عن املحارضات واخلطب‪ ،‬بل واألفالم‪ ،‬وكل املطلوب‬
‫منك هو كتابة عدة كلامت تذكرها من أحاديث من فيها مثال‪ ،‬فتستدعي أقرب‬
‫هذه اخلطب أو األفالم‪.‬‬
‫وتعتمد هذه التقنية أساسا عىل تقنية التعرف عىل الكالم‪ ،‬إما بصورة كاملة أو‬
‫بصورة جزئية‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن كلامت البحث يمكن كذلك أن تكون بالصوت بدل الكتابة‪،‬‬
‫وهذا خيدم مستعميل اهلواتف النَّ َّقالة‪ .‬وكذلك تشمل هذه التقنية البحث يف الصور‬
‫فيكفى أن تكتب كلمة «هرم» لتستدعى آالف الصور التى عوجلت من قبل و ُيظن أن‬
‫هبــا صورة «هرم» ‪.‬‬

‫‪-42-‬‬
‫(‪)Language Recognition‬‬ ‫‪ -14.4‬التعرف عىل ال ُّلغة‬
‫تزايدت احلاجة إىل هذه التِّقنية بعد ظهور اإلنرتنت واالنفتاح عىل كل الثقافات‬
‫واللغات؛ فإذا حصلنا (عند البحث عن موضوع هيمنا) عىل حديث صويت له صلة‬
‫بموضوع البحث‪ ،‬وأردنا معرفة لغة املتحدث لنعرف من أي البالد هو كخطوة أوىل‬
‫نحو معرفة ما يقول‪ .‬إذ نستدعي تقنية التعرف عىل الكالم املدربة عىل لغته التي يتحدث‬
‫هبا‪.‬‬
‫هذه التقنية يمكن رشح فكرهتا باستدعاء النموذج املرشوح يف الشكل (‪ )5-1‬وبدال‬
‫من أن تكون األنامط عبارة عن كلامت‪ ،‬تكون األنامط عبارة عن صوت بلغات شتى‪،‬‬
‫ويدرب النظام عىل اللغات التي يراد التعرف عليها‪ .‬وبعد تكوين النامذج الرياضية‬
‫قادرا عىل التمييز بينها عندما يتعرض إلحداها‪.‬‬
‫ألصوات كل لغة يصبح النظام ً‬
‫ومن اجلدير بالذكر أن التعرف عىل اللغة من النصوص املتاحة أهون بكثري اذ يكفى‬
‫أن نحتفظ بالشائع من كل لغة من األلفاظ والتعبريات الستخراج لغة املقال الذى نريد‬
‫معرفة لغته‪.‬‬

‫‪ -15.4‬تع ُّلم النُّطق ُ‬


‫بمساعدة احلاسوب‬
‫(‪)Computer-Aided Pronunciation Learning‬‬
‫ُت َعدُّ مهارة النُّطق أقل املهارات ا َّلتي نجيدها عرب عملية تعلم اللغات األجنبية‬
‫بالطرق التقليدية‪ .‬فكم منا جيد صعوبة عندما حيادث أجنب ًّيا ألول مرة أو يستمع إىل‬
‫نرشة أخبار أجنبية؟ لذلك فإن هلذه التقنية مستقبل مهم يف تيسري تعلم اللغات‪.‬‬
‫ويمكن أن نصنف هذه التقنية كتقنية متشاهبة وغري متطابقة مع تقنية التعرف عىل‬
‫الكالم‪ .‬حيث تتفق هاتان التقنيتان يف حتليل الصوت واستخالص خصائصه وبصامته‪،‬‬
‫ففي تقنية التعرف عىل الكالم مطلوب التعرف عىل الكلمة أو اجلملة املنطوقة‪ ،‬أ َّما يف‬
‫هذه التقنية فالكلمة أو اجلملة حمل البحث معروفة سلفا‪ ،‬ولكن املطلوب هو التأكد‬
‫من نطقها نطقا سليام‪ .‬فعندئذ توضع البدائل املختلفة للنطق‪ ،‬الصحيح منها واخلطأ‪،‬‬
‫وتقوم التقنية بالتعرف عىل النطق‪ ..‬هل كان أقرب للنطق الصحيح أو للنطق اخلطأ‪.‬‬
‫خذ مثاال‪ :‬لو أن أجنبيا يريد تعلم العربية وليس عنده حرف مثل «الطاء» ويريد أن‬

‫‪-43-‬‬
‫ينطق كلمة «طبيب» فإننا سل ًفا ندرب النظام عىل كلمتني «طبيب» و «تبيب» فإذا كان‬
‫النطق أقرب لـ «تبيب» نعطي تغذية مرجعية للمتعلم بموضع اخلطأ ونطلب منه معاودة‬
‫املحاولة وربام نحيله إىل طريقة نطق «الطاء» تفصيل ًّيا‪ .‬وهكذا يتعلم األجنبي كيف ينطق‬
‫احلروف والكلامت العربية‪.‬‬
‫وأمهية هذه التقنية تكمن يف أن التدريب عليها حيتاج إىل وقت وصرب طويل قد ال‬
‫يتوافر عند البرش‪ ،‬ولكن احلاسوب ليست لديه مشكلة يف ذلك‪ ،‬وال يمل التكرار الذي‬
‫هو أساس يف هذا املوضع‪.‬‬
‫ومن أبرز التطبيقات التي ظهرت يف هذا املجال تقنية لتعليم أحكام التجويد حتت‬
‫اسم «حفص» وتعد خري مثال كتطبيق نافع يف جمال مهم‪.‬‬

‫الشكل ‪ :8-1‬تقنية «حفص» ‪ -‬تع ُّلم النُّطق ُ‬


‫بمساعدة احلاسوب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫اآليل عىل الكتابة املطبوعة (‪)Typewritten OCR‬‬
‫‪ -16.4‬التعرف ّ‬
‫تتجه البرشية إىل إتاحة تراثها يف شكل رقمي حتى يسهل التعامل معه من استدعاء‬
‫وتلخيص ونطق آيل‪....‬إلخ‪ .‬لذلك نشأت أمهية هذه التقنية‪ .‬إن كمية الوثائق احلكومية‬
‫وغري احلكومية وكمية الرسائل العلمية التي تعمر مكتبات مئات اجلامعات يف املنطقة‬
‫العربية حتتاج إىل تقنية عالية اجلودة لتيسري رقمنة هذه الوثائق‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫وتقوم فكرة تقنية التعرف اآل ّيل عىل الكتابة املطبوعة (مع اختالف اخلطوط نوعا‬
‫وحجام) بمسح ورقات الوثيقة أو الكتاب آل ًّيا فيصبح صورة رقمية‪ ،‬ثم تقوم التقنية‬
‫باستخراج األجزاء من الصور‪ ،‬والتي يوجد هبا نصوص مطبوعة ثم تفصل األسطر ثم‬
‫َّعرف عىل (احلروف ُث َّم) الكلامت فاجلمل فالفقرات‪،‬‬
‫ويتم الت ُّ‬
‫الكلامت (وربام احلروف)‪ُّ ،‬‬
‫والشكل (‪ )9-1‬ليبني الفكرة األساسية‪.‬‬

‫اآليل عىل الكتابة املطبوعة‪.‬‬


‫َّعرف ّ‬ ‫َّ‬
‫الشكل ‪ :9-1‬الت ُّ‬

‫اآليل عىل الكتابة املخطوطة (‪)OCR Handwriting‬‬


‫التعرف ّ‬
‫‪ُّ -17.4‬‬
‫وتُشبه هذه التقني ُة سالفتَها‪ ،‬إال أن اخلطوط اليدوية هلا حتدياهتا و ُمشكالهتا املختلفة‬
‫نوعا ما عن ُمشكالت الكتابة املطبوعة‪ .‬املشكلة املراد حلها هنا هي نفس املشكلة املراد‬
‫حلها يف تقنية التعرف عىل الكتابة املطبوعة‪ ،‬ولكن املادة املستخدمة للتدريب والتعرف‬
‫خمتلفة كثريا‪ .‬ففي حالتنا قد ال تكون األسطر واحلروف منتظمة‪ ،‬حتى لنفس الكاتب‬
‫ويف نفس الوثيقة‪ ،‬حيث خيتلف شكل احلرف يف كل مرة يكتب فيها (عىل خالف الكتابة‬
‫املطبوعة)‪.‬‬

‫اآلين عىل ُ‬
‫احل ُروف‬ ‫‪ -18.4‬ال َّت َع ُّرف ّ‬
‫(‪)Intelligent Character Recognition‬‬
‫بعد انتشار اهلواتف النَّ َّقالة ذات الشاشات احلساسة ل َّلمس‪ ،‬ومن قبل ذلك ظهور‬
‫وح َّية [التي يمكن الكتابة عليها] (‪ ،)Tablet computes‬ظهرت احلاجة‬ ‫احلواسيب ال َّل ِ‬
‫ملثل هذه التقنية َّ‬
‫ألن الكتابة بالقلم عند عامة الناس أسهل من استخدام لوحة املفاتيح‪.‬‬
‫وإذا كان استخدام لوحة املفاتيح يف حالة احلاسوب ممكنًا التساع املكان وطول الدربة‪،‬‬

‫‪-45-‬‬
‫فإن الكتابة باستخدام لوحة املفاتيح عىل اهلواتف النَّ َّقالة أصعب ولذلك تكتسب هذه‬
‫التقنية أمهية أكرب يف هذه احلالة‪.‬‬
‫تتميز ظروف هذه التقنية بمواصفات مواتية‪ ،‬منها أنه ال توجد ضوضاء كام يف‬
‫الصفحات املصورة سواء لكتابة اليد أو الكتابة املطبوعة‪ .‬كام تتو َّفر لدينا معلومات أكثر‬
‫عن وضع القلم وترتيب الكتابة قد يكون مفيدا عند التطبيق‪ .‬وتتفق هذه التقنية مع‬
‫الشكل (‪ )9-1‬الوارد آنفا‪.‬‬ ‫سالفتيها يف نفس النموذج املرجعي يف َّ‬

‫‪ -19.4‬تع ُّلم َ‬
‫اخل ّط ُ‬
‫بمساعدة احلاسوب‬
‫(‪)Computer-Aided Font Learning‬‬
‫هذه التقنية تشبه تقنية تعليم النطق السليم للغة أجنبية‪ .‬فهي تساعد عىل وزن نسب‬
‫األطوال والزوايا املختلفة لكتابة احلروف وتراكيبها للغة ما‪ .‬إن توظيف احلاسوب‬
‫للقيام هبذه املهمة يعد استخدا ًما مناس ًبا لرفع كفاءة املدارس يف حتسني خطوط الطالب‪.‬‬
‫ويمكن بالطبع االنتفاع هبا لكل األعامر وملن سيتعلم اللغة من األجانب أو العكس عند‬
‫يب لكتابة احلروف الالتينية أو الصينية مثال‪.‬‬‫تعلم العر ّ‬
‫وكام قيل يف تعليم النطق يقال هنا‪ .‬إن أصل ومرجع التقنية هو الشكل (‪،)7-1‬‬
‫مع وضع مواصفات ملقاييس احلرف املقبول؛ فإذا تم االلتزام هبا يعطي الكاتب تغذية‬
‫مرجعية إجيابية؛ أما إذا خالف يف تلك املقاييس فيتم التعرف عيل موضع اخللل ويعطي‬
‫تغذية مرجعية عن اخللل وموضعه‪ .‬وال ّ‬
‫يمل احلاسوب (أو اهلاتف النَّ َّقال) من طول‬
‫التدريب حتى تُصقل املهارة ويتحسن اخلط‪.‬‬

‫تقنيات مركبة‬
‫‪ -20.4‬تقنية قراءة الكتب (‪)Book Reader‬‬
‫حيث تُعنى األوىل بال َّت َع ُّرف عىل احلُ ُروف‬ ‫وترتكب هذه التقنية من تقنيتني َف ِ‬
‫رع َّيتَني‪ُ ،‬‬
‫شكل‬ ‫الض ِ‬
‫وئ َّية‪ ،‬ليت ََح َّو َل ُ‬ ‫املاسحات َّ‬ ‫إدخالا إىل احلاسوب يف هيئة صو ٍر باستخدام ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعدَ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بذلك ‪ -‬من ُصورة ورق َّية إىل ُصورة رقم َّية ُيمك ُن التَّحك ُُّم فيها؛ وتُعنى التِّقني ُة‬
‫َ‬ ‫املس َتنَد ‪-‬‬
‫َّص (املكتوب) إىل كال ٍم (منطوق)‪.‬‬ ‫األخرى بقراءة الن ُُّصوص من خالل حتويل الن ّ‬

‫‪-46-‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :10-1‬تقنية قراءة الكتب‪.‬‬

‫الش َف ِه َّية اآلل َّية (‪)Speech to Speech Translation‬‬


‫التمجة َّ‬
‫‪ -21.4‬تقنية َّ‬
‫ٍ‬
‫درجة كبرية‪ ،‬إذ تتكون من ‪ 6‬تقنيات عىل النَّحو امل َب َّي بالشكل‬ ‫وهي تقنية معقدة إىل‬
‫(‪:)11-1‬‬

‫الش َف ِه َّية اآلل َّية‪.‬‬


‫التمجة َّ‬
‫الشكل ‪ :11-1‬تقنية َّ‬

‫‪-47-‬‬
‫الصوتِ َّية التَّفا ُعلِ َّية‬
‫‪ -22.4‬أنظمة االستجابة َّ‬
‫(‪)Interactive Voice Response System - IVR‬‬
‫كام يف َّ‬
‫الشكل (‪ ،)12-1‬فإن تقنيتي التعرف عىل الكالم ونطق النصوص تستخدمان‬
‫للتفاعل مع املستخدم حلجز تذكرة أو معرفة معلومة أو أداء خدمة‪.‬‬

‫الصوتِ َّية التَّفا ُعلِ َّية‪.‬‬ ‫َّ‬


‫الشكل ‪ :12-1‬أنظمة االستجابة َّ‬

‫‪ -23.4‬تقنية حتويل الكالم إىل ُلغة اإلشارة‪ ،‬والعكس‬


‫(‪)Speech-to-Sign-Language & Sign-Language-to-Speech‬‬
‫يف هذه احلالة تستخدم قفازات خاصة هبا حساسات ترسل إشارات للحاسوب‬
‫بموضع كل ُسالمي يف أصابع اليدين‪ .‬وباستخدام تقنية حتويل إشارات القفازات إىل‬
‫نص‪ ،‬يمكن استخدام تقنية نطق النصوص لتحويلها إىل كالم والعكـس‪ ،‬إذ يمكن‬
‫حتويل الكالم إىل إشارات للصم والبكم‪ .‬فاملتحدث حيول كالمه إىل نص باستخدام‬
‫تقنية التعرف عىل الكالم‪ ،‬ثم حتول إىل إشارات عىل شاشة احلاسوب‪ ،‬وهكذا يمكن‬
‫وصل الصم والبكم باملجتمع‪ ،‬فقط نحتاج إىل قفازات هبا حساسات وميكروفونات‬
‫وحاسوب أو ن َّقال يمكن أن ُت َّم َل عليه التقنيات؛ كام أن هناك جهود بحثية للتعامل مع‬
‫التطبيقي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صورة اليدين عرب كامريا ولكن ال تزال نتائجها دون املستوى‬

‫‪-48-‬‬
‫الشكل ‪ :13-1‬تقنية حتويل ُلغة اإلشارة إىل كالم‪ ،‬والعكس‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ -24.4‬أنظمة إدارة احلوار (‪)Dialog management Systems‬‬


‫وتشبه أنظمة التفاعل الصويت‪ ،‬والتي حتتاج إىل تقنيات التعرف عىل الكالم ونطق‬
‫النصوص‪ ،‬ولكن يضاف إليها تقنية عميقة لفهم الكالم وتقنية أخرى لتوليد الكالم‪ .‬يف‬
‫الواقع هناك طبقة مبسطة ومربجمة ألنظمة التفاعل الصويت ‪ ،IVR‬لفهم وتوليد الكالم ولكن‬
‫إدارة احلوارات حتتاج لدرجة أعمق لفهم الكالم وتوليد اإلجابات‪ .‬نحتاج إىل حملالت‬
‫رصفية ونحوية وداللية «وحملل منطقي» ملا يقال‪ .‬هذه األنظمة ستنقل اآللة ملستويات أعىل‬
‫بكثري من حيث سهولة التفاعل مع اإلنسان وحسن توظيف إمكانياهتا خلدمته‪ .‬وسوف‬
‫تستخدم بكثافة مع «اإلنسان اآليل» (‪ )Robot‬يف ثوبه احلديث‪ ،‬إذ سيكون يف مقدور هذه‬
‫اآللة الذكية «اإلنسان اآليل» القيام بكثري من األعامل الروتينية يف املنزل واملصنع وخدمة‬
‫األطفال وكبار السن واملرىض عىل مدار ‪ 24‬ساعة يف اليوم دون كلل وال ملل‪ .‬بل ربام يكون‬
‫قادرا عىل احلكاية والرتفيه إلخراج مستخدميه من مهومهم واللعب معهم بذكاء وحضور‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :14-1‬أنظمة إدارة احلوار‪.‬‬

‫‪-49-‬‬
‫‪ -25.4‬األنظمة امل َت َقدِّ مة السرتجاع املعلومات‬
‫(‪)Advanced Information Retrieval Systems‬‬
‫ور ِتا‬
‫املخ َّزنة يف أوعية املعلومات يف ُص َ‬ ‫ال تكتفي هذه األنظمة باسرتجاع املعلومات َ‬
‫معلومات مع َّقدة من جمموعاتٍ‬‫ٍ‬ ‫اسرتجاع‬ ‫َ‬
‫كذلك‪-‬‬ ‫َ‬
‫ليشمل ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫املباشة؛ وإنَّام يمتدُّ عم ُلها‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫واألوعية؛ باإلضافة إىل ُقدرة هذه األنظمة عىل تلخيص املعلومات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوثائق‬ ‫ٍ‬
‫ضخمة من‬
‫غات ُمتلفة‪ ،‬أو استخدام‬ ‫املستجعة إذا د َعت احلاج ُة إىل ذلك‪ ،‬أو اسرتجاعها من ُل ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬
‫رب اهلاتف النَّ َّقال أو‬ ‫أساليب ُم َت َقدِّ مة يف عمل َّيات االسرتجاع‪ ،‬كأن ُيست َ‬
‫وت ع َ‬ ‫الص ُ‬
‫َخدَ َم َّ‬
‫الشكل (‪.)15-1‬‬ ‫ال َّلمس يف احلواسيب ال َّل ِ‬
‫وح َّية‪ ،‬ونحو ذلك كام يف َّ‬

‫الشكل ‪ :15-1‬األنظمة امل َت َقدّ مة السرتجاع املعلومات‪.‬‬


‫َّ‬

‫‪-50-‬‬
‫‪ -26.4‬التَّنقيب يف النصوص (‪)Text Mining‬‬
‫ٍ‬
‫معلومات عالية اجلودة من البيانات الن َِّّص َّية‪.‬‬ ‫هتدف هذه التِّقنية إىل استخالص‬‫ُ‬
‫معلومات ُل َغويةٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املدخ َلة وإعدادها بإضافة‬
‫رب إجراءات‪ ،‬تبدأ بتحليل الن ُُّصوص َ‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫وتتم ع َ‬
‫ُّ‬
‫ومرورا باستخالص املعلومات من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُمصاحبة‪ُ ،‬ث َّم إدراجها يف قواعد بيانات ن َِّص َّية؛‬
‫ً‬
‫تقنيات أخرى‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وتتفر ُع عن هذه التِّقنية‬ ‫قواعد البيانات؛ وانتهاء بتقييم الن ِ‬
‫َّتائج‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫املشاعر‪.‬‬ ‫Ÿ Ÿحتليل‬
‫Ÿ Ÿتلخيص وتصنيف وجتميع الن ُُّصوص‪.‬‬

‫Ÿ Ÿالتَّنقيب عن ِّاتاهات َّ‬


‫الرأي‪.‬‬
‫Ÿ Ÿالتصحيح اآلىل للنصوص‪.‬‬

‫املؤسسات املعن ِ َّية بحوسبة ال ُّلغة العرب َّية‬


‫‪ -5‬من َّ‬
‫املؤ َّسسات املعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة‪ ،‬والتي تعمل يف خدمة تقنيات اللغة‬
‫ثم َة العديدُ من َ‬
‫َّ‬
‫املؤ َّسسات فيام ييل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫العربية‪ ،‬سنُحاول أن نعر َض لبعض هذه َ‬

‫أكاديمي‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات ذات طابع‬
‫‪َّ -1.5‬‬
‫§ § ُم َؤ َّسسة (‪:LDC (Linguistic Data Consortium‬‬
‫واملؤ َّسسات املعنِ َّية باملوارد‬
‫هي ُم َؤ َّسسة بحث َّية‪ ،‬تُساهم فيها جمموع ٌة من اجلامعات َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫تأس َست يف عام ‪1992‬‬ ‫حلكُوم َّية‪َ .‬‬ ‫ال ُّل َغ ِو َّية‪ ،‬باإلضافة إىل عدد من املخت ََبات ال َبحث َّية ا ُ‬
‫حوث امل َت َقدِّ مة (‪the Advanced Research Projects‬‬ ‫بدع ٍم من وكالة مرشوعات ال ُب ُ‬
‫‪ .)Agency -ARPA‬تويل ُم َؤ َّسسة ‪ LDC‬عناي ًة ببناء املدَ َّونات ال ُّل َغ ِو َّية‪ ،‬وقواعد‬
‫البيانات ال ُّل َغ ِو َّية املكتوبة واملنطوقة‪ ،‬واملعاجم ال ُّل َغ ِو َّية ألغراض البحث والت ِ‬
‫َّطوير‪.‬‬
‫املقر‪ :‬جامعة بنسلفانيا ‪ -‬الواليات املتَّحدة األمريك َّية‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.ldc.upenn.edu :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬

‫‪-51-‬‬
‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬

‫الص ِ ّف ل ُّلغة العرب َّية ‪ُ ( Buckwalter‬م َز َّود ُ‬


‫بمعج ٍم ُل َغ ِو ّي)‪.‬‬ ‫ ‪-‬املح ِّلل َّ‬
‫يب ‪.Treebank Arabic‬‬ ‫َّحوي العر ّ‬
‫ ‪-‬البنك الن ّ‬
‫ ‪ُ -‬معجم ال ُّلغة العربِ َّية الدَّ ِارجة يف ِمرص ( ُمعجم العا ِّم َّية املِ ِ‬
‫رص َّية)‪.‬‬
‫للعام َّيات العربِ َّية (يف مرص والعراق)‪.‬‬‫ِ‬ ‫ ‪-‬العديد من املدَ َّونات ال ُّل َغ ِو َّية‬
‫عالة ال ُّلغات ال َّطبِ ِ‬
‫يع َّية‪ُ ،‬ك ِّل َّية ُع ُلوم احلاسوب‪ ،‬ليدز‪:‬‬ ‫فريق البحث يف ُم َ‬
‫§§ ُ‬
‫(‪)NLP - School of Computing at the University of Leeds‬‬

‫متنح‬ ‫أكاديم َّي ًة ُمت َ‬ ‫ِ‬ ‫ُت َعدُّ ُك ِّل َّية ُع ُلوم احلاسوب يف جامعة ليدز ُم َؤ َّس َس ًة‬
‫َخ ِّصصة‪ُ ،‬‬
‫أطروحاتم للامجستري والدُّ كتوراه‪ .‬وال ُك ِّل َّي ُة‬ ‫ِ‬ ‫ُرشف عىل‬ ‫للباحثِني‪ ،‬وت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم َّية‬ ‫الدَّ رجات‬
‫َخ ِّصصة يف علوم احلاسوب باململكة‬ ‫يم َّية ُمت َ‬ ‫أكاد ِ‬
‫مصنَّف ٌة ضمن أفضل ‪ 10‬مؤسسات ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عالة ال ُّلغات ال َّطبِيع َّية بال ُك ِّل َّية يف مرشوعات بحث َّية‬ ‫فريق البحث يف ُم َ‬ ‫املتَّحدة‪ .‬يعمل ُ‬
‫الفريق يف‬ ‫ُ‬ ‫وموار ِدها ال ُّل َغ ِو َّية‪ُ .‬ي َرك ُِّز‬
‫ِ‬ ‫خاص ًة بتقنيات ال ُّلغة ال َع َربِ َّية‬
‫شتكة‪ ،‬و ُيويل عناي ًة َّ‬ ‫ُم َ َ‬
‫نمذجة ال ُّلغة وبناء املدَ َّونات ال ُّل َغ ِو َّية العربِ َّية‪.‬‬ ‫أبحاثِه عىل َ‬
‫املقر‪ :‬جامعة ليدز ‪ -‬اململكة املتَّحدة‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫‪http://www.engineering.leeds.ac.uk/computing/postgraduate/‬‬
‫‪research-degrees/projects/natural-language-processing.shtml‬‬

‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬


‫ِ‬
‫املعاصة‪.‬‬ ‫ ‪-‬املدَ َّونة ال ُّل َغ ِو َّية للعرب َّية‬
‫نون الت ِ‬
‫ِّلقائ ّي ألقسام الكالم يف ال ُّلغة العرب َّية املكتوبة‪.‬‬ ‫ ‪-‬امل َع ِ‬

‫املعر ّيف يف ال ُقرآن الكريم‪.‬‬ ‫يب للتَّمثِيل ِ‬‫حاسو ّ‬ ‫ ‪-‬نمو َذج ُ‬


‫ ‪-‬املدَ َّونة ال ُّل َغ ِو َّية العرب َّية لن ُُصوص ال ُقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫§ §املنَ َّظمة ال َع َربِ َّية َّ‬
‫للتبية وال َّثقافة وال ُع ُلوم (ألكسو)‪ -‬إدارة ال ُع ُلوم‪:‬‬
‫‪The Arab League Educational, Cultural and Scientific Organization‬‬
‫‪– ALECSO‬‬

‫للتبية وال َّثقافة‬ ‫وج َهت إدار ُة ال ُع ُلوم باملنَ َّظمة ال َع َربِ َّية َّ‬‫مع مطلع األلف َّية ال َّثالثة َّ‬
‫حوسبة ال ُّلغة العرب َّية‪ ،‬فعقدَ ت عد ًدا من املؤمترات واملحافل الدَّ ول َّية‪،‬‬ ‫وال ُع ُلوم عنايتَها إىل َ‬
‫يعمل يف‬‫املعالة اآلل َّية ل ُّلغة ال َع َربِ َّية‪ُ .‬‬
‫َ‬ ‫تتبع َ‬
‫جمال‬ ‫ٍ‬
‫مرشوعات ُ‬ ‫وأنجزت ‪ -‬وال تزال ‪ -‬عدَّ َة ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مرشوعات حوسبة ال ُّلغة بإدارة ال ُع ُلوم عد ٌد من األكاديم ِّيني واخلُرباء ال َع َرب من خالل‬
‫سات واهليئات‬ ‫املؤ َّس ٌ‬‫تتعاون مع املنَ َّظمة جمموعة من َ‬ ‫ُ‬ ‫وجمموعات بحثِ َّية‪ ،‬كام‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عمل‬ ‫فِ َرق‬
‫للتبية وال َّثقافة‬‫املعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة ال َعربِ َّية‪ .‬جتدُ ر اإلشار ُة إىل عناية املنَ َّظمة العرب َّية َّ‬
‫ورة ُح َّرة أو مفتوحة املصدر‪ ،‬سع ًيا‬ ‫والع ُلوم بتوفري تقنيات ال ُّلغة العربية املنج َزة يف ص ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫عالة جوانب ال ُق ُصور فيها‬ ‫تطويرها و ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫إىل إتاحتها للباحثني من ناحية‪ ،‬والعمل عىل‬
‫ٍ‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬ ‫من‬
‫املقر‪ :‬تونُس‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.alecso.org :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬
‫الص ِ ّف «اخلليل»‪.‬‬ ‫ ‪-‬نظام التَّحليل َّ‬
‫يب التَّفا ُع ِ ّل‪.‬‬
‫ ‪-‬املعجم العر ّ‬
‫ · ِمن املرشوعات القائمة‪:‬‬
‫ ‪-‬نظام التَّحليل الن ِ‬
‫َّحو ّي‪.‬‬
‫اإلمالئي ل ُّلغة العرب َّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬املدَ ِّقق‬
‫ ‪-‬آل َّية تشكيل الن ُُّصوص ال َع َربِ َّية‪.‬‬

‫‪-53-‬‬
‫§ §مدينة امللك عبد العزيز لل ُع ُلوم والتِّقنية (معهد ُبحوث احلاسب)‪:‬‬
‫(‪)King Abdulaziz City for Science and Technology‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألغراض البحث ا َّلتي ختدم اململك َة العرب َّية ُّ‬
‫السعود َّية‬ ‫تأس َس املعهدُ يف عام ‪1992‬‬‫َّ‬
‫وخ َط َطها لل ُع ُلوم والتِّقنية يف جمال تقنية املعلومات‪ .‬و َي ُض ُّم املعهدُ أربع َة أقسام علم َّية‪،‬‬
‫ُ‬
‫والشبكات‪،‬‬ ‫الصوت َّيات وال ُّل َغ ِو َّيات‪ ،‬وقسم احلوسبة العلمية‪ ،‬وقسم النظم َّ‬ ‫هي‪ :‬قسم َّ‬
‫ِ‬
‫الصوت َّيات وال ّل َغ ِو َّيات بإعداد‬
‫وقسم هندسة الربجميات واألنظمة املبتكرة‪ُ .‬يعنى قسم َّ‬
‫حللول ُملشكالت حوسبة ال ُّلغة العرب َّية‪ ،‬كام يقوم بتقديم‬ ‫ال ُبحوث والدِّ راسات وتقديم ا ُ‬
‫َّطورات احلادثة‬ ‫االستشارات وإقامة املؤمترات وال ِّلقاءات العلم َّية املت َ‬
‫َخ ِّصصة ُملتابعة الت ُّ‬
‫َّعاون مع مراكز األبحاث والتَّطوير الدولية‪.‬‬ ‫يف ميادين تقنيات ال ُّلغة والبحث يف ُس ُبل الت ُ‬
‫املقر‪ :‬مدينة امللك عبد العزيز لل ُع ُلوم والتِّقنية ‪ِّ -‬‬
‫الرياض ‪ -‬اململكة العرب َّية‬ ‫ · ّ‬
‫السع ِ‬
‫ود َّية‪.‬‬ ‫ُّ ُ‬
‫اإللكرتوين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫‪http://www.kacst.edu.sa/ar/about/institutes/pages/ce.aspx‬‬

‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬


‫ود ّي لألصوات‪ .‬‬ ‫ ‪-‬البنك السع ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫ ‪-‬امل َق ِّوم ِ ّ‬
‫اآلل للمقاالت العرب َّية‪.‬‬
‫حل ُروف العرب َّية املطبوعة‪.‬‬
‫ ‪-‬نظام ُمعاجلة ا ُ‬
‫ ‪-‬جمموعة نظم التَّحليل النَّحوي للنُّصوص العرب َّية املتاحة عىل اإلنرتنت‪.‬‬
‫ ‪-‬مدونة عربية نصية كبرية‪.‬‬
‫ · ِمن املرشوعات القائمة‪:‬‬
‫َّعرف عىل األصوات العرب َّية‪.‬‬
‫ ‪-‬مرشوع بناء نظام تفاعيل للت ُّ‬
‫ ‪-‬مرشوع ويكي عريب ‪ -‬إلثراء موسوعة ويكيبيديا العربية‪.‬‬

‫‪-54-‬‬
‫لنمذجة ال َّلهجات ال َع َربِ َّية‪ ،‬جامعة كولومبيا‪:‬‬
‫§ §جمموعة كولومبيا َ‬
‫)‪(«Columbia’s Arabic Dialect Modeling Group» CADIM‬‬

‫فريق البحث يف مركز أنظمة التَّع ُّلم‬ ‫ِ‬


‫احلاسوب َّية (‪Center for‬‬
‫ُ‬ ‫جمموع ٌة بحث َّي ٌة َّ‬
‫كو َنا ُ‬
‫ِ‬
‫األمريك َّية‪ُ .‬يعنى‬ ‫‪ )Computational Learning Systems -CCLS‬بجامعة كولومبيا‬
‫ِ‬ ‫العربِ َّية‬
‫املعاصة (‪Modern‬‬ ‫عالة ال َّلهجات العربِ َّية‪ ،‬ويستندُ إىل معايري ال ُّلغة َ‬
‫بم َ‬‫الفريق ُ‬
‫ُ‬
‫َّعرف اآل ّيل عىل الكالم‬ ‫‪َ .)Standard Arabic -MSA‬ت َت َبنَّى املجموع ُة مرشو ًعا للت ُّ‬
‫(‪ ،)Arabic Automatic Speech Recognition -AASR‬وهيدف املرشوع ‪ُ -‬عمو ًما‬
‫اكيب‬ ‫والت ِ‬
‫‪ -‬إىل تعيني أوجه التَّبا ُين بني ال َّلهجات العربِ َّية عىل ُمستوى األصوات َّ‬
‫واملعجم‪ .‬كام امتد اهتامم املجموعة للرتمجة اآللية من العربية إىل اإلنجليزية والتعامل‬
‫مع اللهجات العربية‪.‬‬
‫َّحدة‪.‬‬ ‫ ·املقر‪ :‬جامعة كولومبيا ‪ -‬نيويورك ‪ -‬الواليات املت ِ‬
‫ّ‬
‫اإللكرتوين‪/http://www1.ccls.columbia.edu/~cadim :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬
‫وهو نِظا ٌم لتحليل‬
‫ ‪-‬نظام التَّحليل ال ُّل َغ ِو ّي ‪ُ .MADA+TOKAN‬‬
‫الن ُُّصوص العربِ َّية املكتوبة‪ ،‬ومن مها ِّمه‪:‬‬
‫ ‪-‬تَقطِيع الن ُُّصوص (‪.)Tokenization‬‬
‫ ‪-‬الت ِ‬
‫َّشكيل اآل ّيل (‪.)Diacritization‬‬
‫الص ِ ّف (‪.)Morphological Disambiguation‬‬ ‫ ‪َ -‬ف ّك االلتباس َّ‬
‫ ‪-‬عمليات تَعيـــني أقســــام الكـــالم (‪ ،)PoS Tagging‬والت ِ‬
‫َّجذيع‬ ‫َّ‬
‫َّفريع (‪.)Lemmatization‬‬‫(‪ ،)Stemming‬والت ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فريق البحث يف ُمعاجلة ال ُّلغَات ال َّطبيعية بِ َجام َعة ستَا ْن ُف ْ‬
‫ورد‪:‬‬ ‫§§ ُ‬
‫(‪)The Stanford NLP Group‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫افتتاحها يف ‪ُ 1‬أ ْكتُوبر ‪َ .1891‬يتَأ َّلف‬
‫ُ‬ ‫ورد هي َجامعة َأ ْم ِريكية َخ َّ‬
‫اصة تَم‬ ‫َجامعة ستَا ْن ُف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسب‪ ،‬والذي‬ ‫حل ِ‬
‫ورد ُل َعاجلة ال ُّلغات الطبيعية من ق ْس َم ْي اللسانيات و ُعلوم ا َ‬ ‫َف ِريق ستَا ْن ُف ْ‬

‫‪-55-‬‬
‫ِ‬
‫بمعاجلة َو َف ْهم‬ ‫وار ْزميات التي ت َْس َمح ِلجهزة الكمبيوتر‬
‫َي ْع َمل َأ ْع َضاؤه م ًعا عىل اخلُ ِ‬
‫اللغات البرشية‪.‬‬
‫املقر‪ :‬كَالِي ُفورنيا ‪ -‬الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://nlp.stanford.edu :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ ·من املرشوعات‪:‬‬
‫ِ‬
‫للت َجة اآللية‪.‬‬
‫ورد َّ ْ‬ ‫ ‪-‬ن َظام ستَا ْن ُف ْ‬
‫الستنتاج ُمدَ َّونات ال ُّلغات الطبيعية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ ‪-‬ن َظام ستَا ْن ُف ْ‬
‫ورد‬
‫ورد ا َْل ْفتُوح ِل ْستِ ْخراج ال َب َيانات‪.‬‬‫ ‪-‬نظام ستَا ْن ُف ْ‬
‫ال ْو َسبة (‪)QCRI‬‬ ‫§ § َم ْعهد َق َطر لِ ُبحوث َْ‬
‫(‪)Qatar Computing Research Institute‬‬
‫َج ْز ٍء من مؤسسة َق َطر للرتبية والعلوم وتنمية‬ ‫حي‪ ،‬ت ََأسس ك ُ‬
‫ِ‬
‫ُهو َم ْعهد َب ْحث ُّي َغري ِر ْب ٍّ‬
‫املجتمع يف عام ‪ ،2010‬ومن َت َُّص َصاته التي ُيركز عليها تِ ْقنِ َّيات اللغة العربية واحلوسبة‬
‫َعالية األداء واملعلوماتية احليوية‪.‬‬
‫املقر‪ :‬الدَّ ْو َحة ‪َ -‬ق َطر‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://qcri.org.qa :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ · َتدِّ يات ا َْل ْعهد يف َمَال تِ ْقنِ َّيات اللغة العربية‪:‬‬

‫ ‪َ -‬تدِّ ي َّ ْ‬
‫الت َجة اآللية للغة العربية‪.‬‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪َ -‬تَدِّ ي ُم َع ِّلم اللغة العربية‬
‫ِ‬
‫ ‪َ -‬تَدِّ ي ن َظام ا ُْل َحا َد َثة ا ُْل َّ‬
‫ستمرة باللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪َ -‬تَدِّ ي املحتوى َوال َب ْحث باللغة العربية‪.‬‬

‫‪-56-‬‬
‫اجلمع َّية امل ِ ِ‬
‫رص َّية هلندسة ال ُّلغة ‪:ESOLE‬‬ ‫ِ‬ ‫§§‬
‫(‪)The Egyptian Society of Language Engineering‬‬

‫نش َئت يف عام ‪ 1996‬ب ُك ِّل َّية اهلندسة يف جامعة َعني شمس‪ ،‬وتُعنى بحوسبة ال ُّل َغة‬ ‫ُأ ِ‬
‫ِ‬
‫اجلمع َّية ‪ -‬وف ًقا ألهدافها املع َلنة ‪ -‬عىل‬ ‫عموما وال ُّلغة العربِ َّية عىل وجه اخلُ ُصوص‪ُ .‬‬
‫تعمل‬
‫حتقيق التَّقارب بني األكاديم ِّيني والباحثني والتِّقن ِّيني واملنتجني واملستخدمني من خمتلف‬
‫األماكن وخمتلف ال ُّلغات ممَّا يساعد عىل تبادل املعلومات من أجل حتسني تقنية االتِّصال‬
‫بني اإلنسان واآللة بال ُّلغة ال َّطبيع َّية‪ .‬وتتم َّث ُل جوانب العناية بتقنيات ال ُّلغة العرب َّية يف‬
‫يمي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫متابعة ال َّت َطور ال ِّت َقنِي يف ِ‬
‫ميادين م َ ِ‬
‫َّعاون البحث ّي واألكاد ّ‬ ‫عالتها آل ًّيا‪ ،‬وفتح قنوات للت ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع اجلمع َّيات العلم َّية املعن َّية بحوسبة ال ُّلغة عىل املستوى ِّ ّ‬
‫املحل والقوم ّي والدَّ و ّيل‪.‬‬
‫املقر‪ :‬جامعة َعني شمس ‪ -‬القاهرة ‪ِ -‬مرص‪.‬‬ ‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.esole-eg.org :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ِ‬
‫اجلمع َّية‪:‬‬ ‫ · ِمن أنشطة‬
‫ناق ُش خمتلف القضايا يف َحوسبة ال ُّلغة‬ ‫مؤمتر سنوي هلندسة ال ُّلغة‪ ،‬ي ِ‬
‫ٍ‬ ‫ ‪-‬عقد‬
‫ُ‬ ‫ٍّ‬
‫وتطبيقاهتا‪.‬‬
‫َخ ِّص ِصني يف جماالت‬ ‫ندوات وورش عمل لإلفادة من خربات املت َ‬ ‫ٍ‬ ‫ ‪-‬عقد‬
‫للمعنِ ِّيني بحوسبة ال ُّلغة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حوسبة ال ُّلغة‪ .‬وتنظيم دورات تدريب َّية َ‬
‫§ §مركز تِقنيات ال ُّلغة العرب َّية ‪:ALTEC‬‬
‫(‪)Arabic Language Technology Center‬‬
‫ٍ‬
‫رشكات‬ ‫تأس َس املركز يف عام ‪ 2009‬بدع ٍم من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الربح‪َّ .‬‬ ‫ُم َؤ َّس َسة أهل َّية ال هتدف إىل ِّ‬
‫للمعنِ ِّيني بحوسبة‬ ‫ِ‬
‫املوارد ال ُّل َغ ِو َّية َ‬ ‫وأكاديم َّية‪ ،‬وهيدف إىل توفري‬ ‫ِ‬ ‫سات بحثِ َّي ٍة‬ ‫تِ َقنِي ٍة وم َؤس ٍ‬
‫َّ ُ َّ‬
‫ِ‬
‫ال ُّلغة العرب َّية من الباحثني وامل َط ِّورين‪ ،‬كام هتدف إىل تنمية املوارد البرش َّية من خالل‬ ‫ِ‬
‫درجات علم َّي ٍة ُمت َ‬
‫َخ ِّصصة‬ ‫ٍ‬ ‫والسعي إىل إجياد‬ ‫التَّدريب عىل جماالت هندسة ال ُّلغة العرب َّية َّ‬
‫املركز بتقديم اخلدمات ال ِّت َقنِ َّية لذوي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األكاديم َّية‪ .‬و ُيعنى‬ ‫واملؤسسات‬ ‫َّ‬ ‫باجلامعات‬
‫الحتياجاتم‪ ،‬كام ُيعنى بتطوير‬‫ِ‬ ‫اخلاصة من خالل تطوير التِّقنيات املناسبة‬ ‫َّ‬ ‫االحتياجات‬
‫التِّقنيات املساعدة يف تع ُّلم ال ُّلغة العرب َّية لغري النَّاطِ ِق َ‬
‫ني هبا‪.‬‬

‫‪-57-‬‬
‫املقر‪ :‬اجليزة ‪ِ -‬مرص‪.‬‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.altec-center.org :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫ · ِمن أنشطة املركز‪:‬‬
‫ِ‬
‫وتقنياتا‪.‬‬ ‫ ‪-‬عقد مؤمترات يف حوسبة ال ُّلغة ال َع َربِ َّية‬
‫ ‪-‬إنجاز جمموعة من األنظمة واملوارد اللغوية للباحثني وامل َط ِّورين‪.‬‬
‫ · ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية‪:‬‬
‫حل ُروف‬
‫َّعرف عىل ا ُ‬
‫ ‪-‬جمموعة ضخمة من قواعد البيانات املستَخدَ مة يف الت ُّ‬
‫ضوئ ًّيا (حيتوى عىل ‪ 14000 -‬صفحة)‬ ‫العربية ‪ -‬سواء أكانَت ممسوح ًة ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫أم مكتوب ًة باليد (كتابه آللف كاتب كتابة آن ّيه ‪.)on-line‬‬
‫بالشكل الك ُِّل‪ُ ،‬أ ِ‬
‫نج َزت باستخدام آل َّية التَّشكيل‬ ‫ ‪-‬مدَ َّونة ُل َغ ِو َّية مضبوطة َّ‬
‫ّ‬
‫الكائنات ويصل حجم‬ ‫ِ‬ ‫اآل ّيل للن ُُّصوص ال َع َربِ َّية‪ ،‬وكذلك حمشاة بأسامء‬
‫املدونة إىل ‪3‬ماليني كلمة‪.‬‬

‫‪ -2.5‬رشكات مهتمة بحوسبة اللغة‬


‫الشكات املعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة؛‬
‫وجتدُ ر اإلشار ُة ‪ -‬كذلك ‪ -‬إىل ُوجود العديد من َّ‬
‫حلرص‪:‬‬‫منها ‪ -‬عىل سبيل املثال ال ا َ‬
‫§ §رشكة «آي يب إم»‪:‬‬
‫‪)IBM (International Business Machines Corporation‬‬
‫ ·املقر الر ِئيس‪ :‬نيويورك ‪ -‬الواليات املت ِ‬
‫َّحدة‪.‬‬ ‫ّ َّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.ibm.com :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬
‫§ §رشكة «مايكروسوفت» ‪:Microsoft‬‬
‫ ·املقر الر ِئيس‪ :‬واشنطن ‪ -‬الواليات املت ِ‬
‫َّحدة‪.‬‬ ‫ّ َّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.microsoft.com :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬

‫‪-58-‬‬
‫«صخر» ‪:Sakhr Software - Arabic Language Technology‬‬ ‫§ §رشكة َ‬
‫الر ِئيس‪ :‬القاهرة ‪ِ -‬مرص‪.‬‬
‫املقر َّ‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.sakhr.com :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬

‫الشكة اهلندس َّية لتطوير النُّ ُظم َّ‬


‫الرقم َّية «آر دي آي»‪:‬‬ ‫§§ ّ‬
‫‪)RDI (The Engineering Company for Digital Systems Development‬‬

‫الر ِئيس‪ :‬اجليزة ‪ِ -‬مرص‪.‬‬


‫املقر َّ‬
‫ · ّ‬
‫اإللكرتوين‪http://www.rdi-eg.com :‬‬
‫ّ‬ ‫ ·املوقع‬

‫وحات علم َّي ٍة ُمستَقبل َّية‬


‫ٍ‬ ‫ألطر‬
‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-6‬‬
‫أهم التِّقنيات ا َّلتي ُقدِّ َمت يف حوسبة ال ُّلغة عمو ًما وحوسبة‬
‫‪ -1‬إعداد دراسة عن ّ‬
‫ال ُّلغة العرب َّية عىل وجه اخلُ ُصوص‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دراسة عن أهم التطبيقات هلذه التقنيات يف حياة الناس‪.‬‬ ‫‪ -2‬إعداد‬
‫‪ -3‬البحث يف مستقبل هذه التقنيات والتطبيقات وخاصة يف عرص اهلواتف النَّ َّقالة‪،‬‬
‫وما قد يتطلبه ذلك من إعادة النظر يف َّأوليات املعاجلات اللغوية‪.‬‬

‫‪-59-‬‬
‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬
1. Alansary, S. & Nagi, M. & Adly, N. (2013): A Suite of Tools for Ar�
abic Natural Language Processing: A UNL Approach. (ICCSPA’13),
Sharjah, UAE.
2. Benesty, J. & Sondhi, M. M. & Huang, Y. (2007): Handbook of
Speech Processing. Springer.
3. Clark, A. & Fox, C. & Lappin, S. (2010): The Handbook of Com-pu�
tational Linguistics and Natural Language Processing. John Wiley
& Sons.
4. Deng, L.; Liu, Y. (2018). Deep Learning in Natural Language Pro�
cessing. Springer.
5. Dickinson, M. & Brew, C. & Meurers, D. (2012): Language and
Computers. John Wiley & Sons.
6. Dry, H. A. & Lawler, J. (2012): Using Computers in Linguistics: A
Practical Guide. Routledge.
7. Dybkjr, L. & Hemsen, H. & Minker, W. (2007): Evaluation of Text
and Speech Systems. Springer.
8. Farghaly, A. A. S. (2010): Arabic Computational Linguistics. Uni�
versity of Chicago Press.
9. Johnson, M. & Khudanpur, S. P. & Ostendorf, M. & Rosenfeld, R.
(2004): Mathematical Foundations of Speech and Language Pro�
cessing. Springer.
10. Jurafsky, D. & Martin, J. H. (2009): Speech And Language Pro�
cessing: An Introduction to Natural Language Processing, Compu�
tational Linguistics, and Speech Recognition. Prentice Hall.
11. Kao, A. & Poteet, S. R. (2007): Natural Language Processing and
Text Mining. Springer.
12. Karwowski, W. (2019). Intelligent Human Systems Integration
2019. Springer.

-60-
13. Kulkarni, A.; Shivananda, A. (2019). Natural Language Processing
Recipes: Unlocking Text Data with Machine Learning and Deep
Learning using Python. Apress.
14. Kumar, E. (2011): Natural Language Processing. I. K. International
Pvt Ltd.
15. Manning, C. D. & Schütze, H. (1999): Foundations of Statistical
Natural Language Processing. MIT Press.
16. Manning, C. D. & Surdeanu, M. & Bauer, J. & Finkel, J. & Bethard,
S. J. & McClosky, D. (2014): The Stanford CoreNLP Natural Lan�
guage Processing Toolkit. Proceedings of 52nd Annual Meeting of
the Association for Computational Linguistics: System Demonstra�
tions, pp. 55-60, Baltimore, Maryland.
17. Mihalcea, R. & Radev, D. (2011): Graph-based Natural Language
Processing and Information Retrieval. Cambridge University Press.
18. Neamat El, G.; Yee, S. (2018). Computational Linguistics, Speech
and Image Processing for Arabic Language. World Scientific.
19. Ovchinnikova, E. (2012): Integration of World Knowledge for Nat�
ural Language Understanding. Atlantis Press.
20. Pasha, A. & Al-Badrashiny, M. & Diab, M. & El Kholy, A. & Es�
kander, R. & Habash, N. & Pooleery, M. & Rambow, O. & Roth, R.
M. (2014): Madamira: A fast, comprehensive tool for morphologi�
cal analysis and disambiguation of Arabic. Proceedings of the Lan�
guage Resources and Evaluation Conference (LREC), Reykjavik,
Iceland.
21. Pustejovsky, J. & Stubbs, A. (2012): Natural Language Annotation
for Machine Learning. O’Reilly Media, Inc.
22. Rkowski, A. P. & Piasecki, M. & Przepiórkowski, A. & Jassem, K.
& Fuglewicz, P. (2012): Computational Linguistics: Applications.
Springer.

-61-
23. Rosner, M. & Johnson, R. (1992): Computational Linguistics and
Formal Semantics. Cambridge University Press.
24. Sharp, B.; Sedes, F.; Lubaszewski, W. (2017). Cognitive Approach
to Natural Language Processing. Elsevier.
25. Shoufan, A. & Al-Ameri, S. (2015): Natural Language Processing
for Dialectical Arabic: A Survey. Proceedings of the Second Work�
shop on Arabic Natural Language Processing, pp. 36-48, Beijing,
China.
26. Srinivasa-Desikan, V. (2018). Natural Language Processing and
Computational Linguistics: A practical guide to text analysis with
Python, Gensim, spaCy, and Keras. Packt Publishing.
27. Tavast, A. & Muischnek, K. & Koit, M. (2012): Human Language
Technologies - the Baltic Perspective: Proceedings of the Fifth In�
ternational Conference Baltic HLT 2012 - Frontiers in Artificial In�
telligence and Applications. IOS Press.
28. Vetulani, Z. “Ed”. (2011): Human Language Technology. Challeng�
es for Computer Science and Linguistics: 4th Language and Tech�
nology Conference, LTC 2009, Roznan, Poland, November 6-8,
2009, Re-vised Selected Papers. Springer.
29. Witt, A. & Metzing, D. (2010): Linguistic Modeling of Informa�
tion and Mark Languages: Contributions to Language Technology.
Springer.
30. Zhu, R. (2012): Information Engineering and Applications. Spring�
er.

-62-
‫الفصل ال َّثاني‬
‫وتي‬
‫الص ّ‬
‫التَّحليل َّ‬
‫للصوت ال ُّلغ َِو ّي يف العصر احلديث)‬
‫(الدراسة ال َّتحليل َّية َّ‬
‫ِّ‬

‫د‪ .‬أمحد ِ‬
‫راغب‬

‫الصوت ال ُّل ّ‬
‫غوي‪.‬‬ ‫‪ -1‬حتليل َّ‬
‫‪ -2‬آليات التنفيذ‪ ،‬وإعداد قاعدة البيانات الصوتية‪.‬‬

‫‪-63-‬‬
-64-
‫مدخل‬
‫يقوم هذا الفصل عىل تقديم دراسة حتليل َّية للصوت اللغوي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االتكاء عىل نتائج التحليل التقني ألصوات اللغة‪ ،‬إال أن تلك الدراسة مل تكن منبتة‬
‫الصلة عن جهود علامء العربية الذين قدموا وص ًفا تفصيال ألصوات اللغة العربية بغية‬
‫احلفاظ عىل النطق العريب من اللحن أو التبديل؛ فلقد كانت «جهود علامء العربية مثل‬
‫اخلليل وسيبو ْيه وا ْبن جنّي يف دراسة األصوات ال ّلغوية يشار إليها دائام يف عرصنا عىل‬
‫أهنا من اإلنجازات املتميزة يف الدرس اللغوي‪ ،‬وقامت حوهلا دراسات ليست قليلة»‪.‬‬
‫ُ‬
‫الباحث يف هذه الفصل بمعاجلة الدراسة التحليلية للصوت اللغوي‬ ‫وسوف يقو ُم‬
‫من خالل حمورين رئيسني‪:‬‬
‫‪ -1‬أوهلام يتناول حتليل الصوت اللغوي‪.‬‬
‫‪ -2‬واآلخر يتناول آليات التنفيذ‪ ،‬وإعداد قاعدة البيانات الصوتية‪.‬‬

‫‪ -1‬حتليل الصوت اللغوي‬


‫‪ -1.1‬الصوت اللغوي‬
‫ذهب الراغب األصفهاين إىل أن «الصوت‪ :‬اهلواء املنضغط عن قرع جسمني‪ ،‬ومها‬
‫رضبان‪:‬صوت جمرد عن تنفس بيشء كالصوت املمتد‪ ،‬وتنفس بصوت ما‪.‬‬
‫واملتنفس نوعان‪ :‬غري اختياري كام يكون من اجلامدات واحليوانات‪ ،‬ونوع اختياري‬
‫كام يكون من اإلنسان‪ ،‬وهو رضبان‪:‬‬
‫Ÿ Ÿرضب باليد كصوت العود وما جيري جمراه‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرضب بالفم يف نطق وغري نطق‪.‬‬
‫فاملنطوق منه‪ :‬إما مفرد من الكالم‪ ،‬وإما مركب كأحد األنواع من الكالم‪ .‬وغري‬
‫النطق ‪ :‬كصوت الناي»‪.‬‬
‫وذهب ابن سينا إىل أن «الصوت متوج اهلواء ودفعه بقوة ورسعة من أي سبب كان»‪.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫أما ابن جني فقد ذهب إىل أن الصوت اللغوي «عرض خيرج مع النفس مستطي ً‬
‫ال متصال‬
‫حتى يعرض له يف احللق والفم والشفتني مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته‪ ،‬فيسمى‬
‫املقطع أينام عرض له حر ًفا‪ ،‬وختتلف أجراس احلروف بحسب اختالف مقاطعها»‪.‬‬
‫«وقد ثبت علم ًّيا أن الصوت اهتزازات حمسوسة يف موجات اهلواء‪ ،‬تنطلق من جهة‬
‫الصوت‪ ،‬وتذبذب من مصانعه املصدّ رة له‪ ،‬فتسبح يف الفضاء حتى تتالشى‪ ،‬يستقر‬
‫فرحا أو حزنًا‪ ،‬هن ًيا‬
‫اجلزء األكرب منها يف السمع بحسب درجة تذبذهبا‪ ،‬فتوحي بدالئلها‪ً ،‬‬
‫ربا أو إنشا ًء‪ ،‬صدى أو موسيقى‪ ،‬أو شي ًئا عاد ًّيا مما يفرسه التشابك العصبي يف‬
‫أمرا‪ ،‬خ ً‬
‫أو ً‬
‫الدماغ‪ ،‬أو يرتمجه احلس املتوافر يف أجهزة املخ بكل دقائقها»‪ .‬وتتم عملية إنتاج الصوت‬
‫عرب ما يعرف باجلهاز النطقي «الذي يتمثل يف «الرئتني ولسان املزمار والرقيقتني أو‬
‫احلبلني الصوتيني واألنف والفم بأجزائه»‪.‬‬
‫فالصوت يمثل الصورة الواقعية للغة التي يرى «دي سوسري» أهنا «كيان عام يضم‬
‫النشاط اللغوي اإلنساين‪ ،‬يف صورة ثقافة منطوقة أو مكتوبة‪ ،‬معارصة أو متوارثة‪،‬‬
‫وبعبارة أخرى كل ما يمكن أن يدخل يف نطاق النشاط اللغوي من رمز صويت أو كتايب‬
‫أو إشارة أو اصطالح فهو من قبيل اللغة‪ ،‬التي إما أن تكون يف صورة منظمة ذات‬
‫قواعد وقوانني‪ ،‬وذات وجود اجتامعي فيطلق عليها اللسان‪ ،‬وهي اللغة املعينة التي‬
‫تتخذ موضو ًعا للدراسة مثل العربية أو االنكليزية وإما أن تكون ذات صورة عامة يف‬
‫العقل اجلمعي ويطلق عليها اللغة»‪.‬‬
‫ويف املعجم الوسيط‪« :‬الصوت كل ما يسمع‪ ،‬وسببه متوج اهلواء نتيجة لقرع أو قلع‬
‫أو نحومها» [ما َّدة‪ :‬ص و ت]‪ ،‬ويرى الدُّ كتور حممد أمحد كامل‪ ،‬يف كتابه (العلوم وحياة‬
‫أن «اإلحساس يف األذن بالطاقة امليكانيكية الناجتة من اهتزاز األجسام يف‬ ‫اإلنسان) َّ‬
‫جمال الرتدد من ‪ 20‬إىل ‪ 20000‬ذبذبة يف الثانية‪ ،‬ويصدر الصوت عند اهتزاز األجسام‬
‫نتيجة لتأثرها بالطاقة احلركية أو املغناطيسية أو الكهربية مثل الشوكة الرنانة أو اآلالت‬
‫املوسيقية‪ ،‬أو اهتزاز الثنايا الصوتية باحلنجرة أو اجلرس الكهريب‪ ،‬وتنتقل املوجات‬
‫الصوتية يف الوسط املحيط باجلسم (اهلواء مثال) يف صورة كرات من االنضغاط (تتقارب‬
‫اجلزيئات من بعضها) تتبعها كرات من التخلخل (تتباعد اجلزيئات عن بعضها)‪،‬‬
‫وتتكون املوجه الواحدة أو الذبذبة من انضغاط كامل ‪ +‬ختلخل كامل‪ ،‬ويعترب طول‬

‫‪-66-‬‬
‫املوجة ‪ Wavelength‬هو طول الذبذبة الواحدة‪ ،‬أو هو املسافة بني مركزين متضاغطني‬
‫متتاليني أو مركزين متخلخلني متتاليني» ‪.‬‬

‫‪ - 2.1‬رسعة الصوت (‪)Speed of sound‬‬

‫هي رسعة انتقال الطاقة الصوتية يف الوسط‪ ،‬وهي ثابتة يف الوسط الواحد برصف‬
‫فتتغي طبقا لكثافة‬
‫َّ‬ ‫النظر عن نوع الصوت وتردده‪ ،‬ولكنها ختتلف من وسط إىل آخر‬
‫الوسط وإعاقته للصوت ودرجة احلرارة‪ ،‬وخصائص الوسط التي حتدد رسعة الصوت‬
‫هي الكثافة وقابلية االنضغاط‪ ،‬والكثافة هي مقدار الكتلة املوجودة يف وحدة احلجم‬
‫من املادة‪ ،‬وتقيس قابلية االنضغاط مدى سهولة كبس املادة يف حيز ضيق‪ .‬وكلام زادت‬
‫الكثافة وزادت قابلية االنضغاط‪ ،‬قلت رسعة الصوت‪ .‬وتزداد رسعة الصوت يف‬
‫السوائل عن الغازات ويف األجسام الصلبة عن السوائل؛ وذلك لتقارب اجلزيئات هبا‪،‬‬
‫أيضا أقل من اهلواء‬
‫فالسوائل واألجسام الصلبة بصفة عامة أكثر كثافة من اهلواء‪ ،‬وهي ً‬
‫بكثري يف قابلية االنضغاط‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن الصوت ينتقل برسعة أكرب خالل السوائل‬
‫واألجسام الصلبة‪.‬‬

‫‪ -3.1‬املوجة الصوتية (‪)Sound wave‬‬

‫هي أحد أشكال انتقال الطاقة‪ ،‬وتتحرك املوجات يف وسط مادي(‪ ،)1‬حيث تنتقل فيه‬
‫املوجات وتنقل الطاقة من مكان إىل آخر بدون إزاحة جزيئات الوسط بشكل دائم‪ ،‬أي‬
‫أنه ال تنتقل أي كتلة مع انتقال املوجة‪ ،‬ولكن جزيئات الوسط تتحرك بشكل متعامد‬
‫أو مواز الجتاه حركة املوجة حول موقع ثابت‪ .‬وللموجات صفة الدورية‪ ،‬فتكون عادة‬
‫تكرارا لنمط ما من الشدة يف فرتات زمنية متتابعة‪ ،‬ويسمى عدد املوجات املارة يف مقطع‬
‫ما مقسوما عىل وحدة الزمن الرتدد‪ .‬وتسمى املسافة األفقية التي تقطعها املوجة الواحدة‬
‫طول املوجة‪ ،‬وهو أصغر جزء متكرر مكون للموجات‪ ،‬ويساوي املسافة بني قمتني أو‬
‫قعرين متتابعني‪ ،‬أو هو املسافة املحصورة بني ‪ 3‬قيم صفرية متتابعة للموجة‪ ،‬ويوضح‬
‫الشكل (‪ )1-2‬رسام ختطيطيا لطول املوجة‪.‬‬

‫الكمية ذات اخلصائص املوجية‪.‬‬


‫‪ -1‬باستثناء املوجات الكهرومغناطيسية وبعض أشكال اجلزيئات ّ‬

‫‪-67-‬‬
‫الشكل ‪ :1-2‬رسم ختطيطي لطول املوجة‪.‬‬
‫َّ‬

‫وصفة الدورية للموجة عبارة عن الرتدد أو التواتر‪ ،‬وهو مقدار تكرر املوجة الواحدة‬
‫ذات الطول املوجي املتفق عليه يف كل وحدة زمن‪.‬‬
‫وتكون درجة الصوت أعىل كلام كانت الذبذبات أرسع‪ ،‬وكلام زادت رسعة هذه‬
‫الذبذبات كان الصوت دقي ًقا أو حا ًّدا‪ ،‬ومن ثم فإن الصوت يكون سميكًا إذا قل‬
‫عدد الذبذبات يف الثانية الواحدة‪« .‬فالفرق بني شوكة رنانة ذات درجة صوتية عالية‬
‫وأخرى ذات درجة صوتية منخفضة أن األوىل تعمل عد ًدا أكرب من الذبذبات يف الثانية‬
‫الواحدة»‪ .‬ويقاس الرتدد بعدد الذبذبات التي حتدث يف الثانية الواحدة»‪.‬‬
‫وإذا كان تردد الصوت (‪ :)1()Sound Frequency‬هو عدد الذبذبات أو املوجات‬
‫الكاملة يف الثانية الواحدة فإنه يمكننا رصد هذا الرتدد كام يف الشكل (‪ )2-2‬الذي‬
‫يعرض ملوجة صوتية ذات تردد مرتفع وأخرى ذات تردد منخفض‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :2-2‬موجة صوتية ذات تردد مرتفع (صوت رفيع) وموجة صوتية ذات تردد منخفض‬
‫(صوت غليظ)‪.‬‬

‫‪ -1‬وحدة تردد الصوت هي هريتز (‪ Hertz‬أو ‪ Hz‬أو ذبذبة‪/‬ثانية)‪.‬‬

‫‪-68-‬‬
‫ونالحظ هنا أن الرتدد يتناسب عكسيا مع طول املوجة‪ ،‬أي كلام زاد الرتدد قرص‬
‫طول املوجة‪ ،‬أي‪ :‬الرتدد ‪ 4000‬هرتز له طول موجة أقرص من الرتدد ‪ 500‬هرتز‪.‬‬
‫ويعترب الرتدد من العنارص التي تؤدي إىل إدراك بعض األصوات ومتييزها؛ حيث‬
‫«يؤدي اختالف تردد موجات بعض األصوات اللغوية إىل تغري يف إدراكها‪ ،‬فالصوت‬
‫‪/‬س‪ /‬ذو تردد عال يفوق ‪ 4000‬هرتز‪ ،‬فإذا انخفض تردده ليقرتب من ‪ 2500‬هرتز‬
‫فإن السامع يدركه ‪/‬ش‪.»/‬‬
‫ويمكن رصد العالقة بني الرتدد والشدة من خالل الشكل (‪ )3-2‬الذي يعرض‬
‫رسام ختطيطيا لرصد العالقة بني الرتدد والشدة ملوجة مفردة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :3-2‬رسم ختطيطي يرصد العالقة بني الرتدد والشدة ملوجة مفردة‪.‬‬
‫َّ‬

‫التدد األسايس ‬
‫‪ّ - 4.1‬‬
‫هو أحد العوامل التي «يمكن عن طريقها إنتاج أصوات خيتلف الواحد منها عن‬
‫اآلخر(‪ .)1‬وحني تسمع أي صوتني يمكن أن تقارهنام من هذه اجلوانب املختلفة‪ ،‬مثل‬
‫شوكة رنانة وأرغن‪ ،‬فهام يصدران صوتني خمتلفني نتيجة عامل أو أكثر»‪.‬‬
‫ويعرب شكل املوجة عن قيم شكل املوجة أو الرتدد األسايس هلذا الصوت‪ ،‬فالصوت‬
‫تتكون من جزأين أساسيني‪:‬‬
‫ينظر إليه عاد ًة عىل أنه عمل ّية فيزيائية ما ّد ّية ّ‬
‫Ÿ Ÿمنتج حقيقي للصوت؛ ويمثله احلبالن الصوتيان‪.‬‬

‫‪ -1‬بمعنى أنه يمكن عن طريقها متييز صاحب الصوت مع تشابه الصوتني‪.‬‬

‫‪-69-‬‬
‫Ÿ Ÿمشكل للصوت؛ وهو عبارة عن منتج مساعد‪ ،‬يقترص دوره عىل إمتام عملية‬
‫التوجيه واكتساب الصفات التمييزية‪ ،‬ومتثله باقي أعضاء النطق مثل‪ :‬ال ّلسان‬
‫ّ‬
‫والشفاه واألسنان‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وحتاول عملية حتليل التنغيم رصد هذا الرتدد األسايس للصوت املنطوق‪.‬‬
‫وهناك عدّ ة قواعد ملعرفة الرتدد األسايس ختلص إىل أنه العنرص األقوى الذي جيعلنا‬
‫ندرك عالقة التالزم بني الصوت وصاحبه‪ ،‬فبمجرد أن نسمع مجلة نعرف قائلها بسبب‬
‫معرفتنا لتنغيمه‪« .‬ويمكن أن نميز صوتًا عن صوت آخر بشكل املوجة التي ُتنْتِ ُج ك ًّ‬
‫ال‬
‫مقياسا باملعنى الدقيق‪ ،‬ولكنه جمرد وسيلة لتمييز األصوات‬
‫ً‬ ‫منهام‪ ،‬وليس شكل املوجة‬
‫بتحليلها إىل املوجات التي تتكون منها»‪.‬‬
‫وتظهر معامل الرتدد األسايس عىل هيئة منحنيات أفقية موازية خلط الزمن‪ ،‬وتكون‬
‫الصوت ّيان‪ ،‬وتتواجد القيم‬
‫هيتز احلبالن ّ‬
‫وضوحا مع األصوات املجهورة؛ حيث ُّ‬‫ً‬ ‫أكثر‬
‫هلذه احلزم بني ‪ 200-80‬هرتز بالنسبة للمتحدثني الذكور‪ ،‬وتتزايد هذه القيمة مع‬
‫اإلناث لضيق احلنجرة عن حنجرة الذكور‪ ،‬وقلة سمك األحبال الصوتية؛ فتبلغ قيمة‬
‫هذه احلزم مع األنثى البالغة ‪ 350-150‬هرتز‪ .‬ويوضح الشكل (‪ )4-2‬منحنى الرتدد‬
‫األسايس لكلمة مفردة‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :4-2‬منحنى الرتدد األسايس لكلمة مفردة‪.‬‬

‫يف هذه الصورة تتواجد قيم الرتدد األسايس بني ‪ 100‬و ‪ 150‬هرتز‪ ،‬والصورة عبارة‬
‫عن رسم طيفي لكلمة «فوناتيك» بصوت ذكر بالغ‪ ،‬ونالحظ أن الرتدد األسايس يف‬
‫املقطع األول أعىل منه يف املقطعني الثاين والثالث‪ ،‬ويظهر الشكل (‪ )5-2‬منحنى الرتدد‬
‫األسايس جلملة خربية‪.‬‬

‫‪-70-‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :5-2‬منحنى الرتدد األسايس جلملة خربية‪.‬‬
‫ويعرض الشكل صورة طيفية جلملة خربية متثل النغمة اهلابطة؛ حيث يبدأ فيها‬
‫منخفضا ثم يزداد يف منتصف اجلملة ليصل إىل أقل انخفاض يف هناية‬ ‫ً‬ ‫الرتدد األسايس‬
‫ِ‬
‫ت ْوا بِه َأ ْن ُف َس ُهم﴾ [البقرة‪.]90/‬‬
‫اجلملة‪ ،‬واجلملة هي قوله تعاىل‪﴿:‬بِ ْئ َسام ْاش َ َ‬
‫بينام يعرض الشكل (‪ )6-2‬منحنى الرتدد األسايس جلملة استفهامية‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :6-2‬منحنى الرتدد األسايس جلملة استفهامية‪.‬‬

‫ويعرض الشكل (‪ )6-2‬صورة طيفية جلملة استفهامية متثل النغمة الصاعدة‪،‬‬


‫حتتو عىل ذلك االنخفاض الذي رأيناه يف هناية منحنى‬ ‫حيث نلمح فيها أهنا مل ِ‬
‫آلذك ََر ْي ِن َح َّر َم أ ِم‬
‫الرتدد األسايس يف الشكل السابق‪ ،‬واجلملة هي قوله تعاىل‪ُ ﴿:‬قل َّ‬
‫األن َث َي ْي﴾[األنعام‪.]143/‬‬

‫‪-71-‬‬
‫‪ - 5.1‬شدة الصوت (‪)Sound intensity‬‬

‫هي قياس كمية الطاقة الصوتية لصوت ما بالنسبة إىل كمية طاقة صوتية ثابتة‬
‫تستخدم كمرجع‪ ،‬ويتم القياس بطريقة لوغارمتية‪ ،‬وتسمى وحدة شدة الصوت‬
‫«الديسيبل» (‪ )decibel‬واختصارها ‪ .dB‬ومن أهم أنواع الديسيبل‪:‬‬
‫ديسيبل ضغط الصوت (‪.)dB sound pressure leveldBspl‬‬
‫Ÿ Ÿاملرجع الثابت هو طاقة صوتية قدرها ‪ 0.0002‬داين‪/‬سم‪.2‬‬
‫Ÿ Ÿوحتسب شدة الصوت كاآليت = ‪ 20‬لو (الطاقة الصوتية املراد قياس شدهتا ÷‬
‫املر ِجع)‪.‬‬
‫الطاقة الصوتية ْ‬
‫فمثال إذا كانت طاقة صوتية قدرها‪ 0.02‬داين‪/‬سم‪ 2‬فإن شدة الصوت هبا‬
‫تكــون‪:‬‬
‫‪ × 20‬لو (‪ 20 = )0.0002 ÷ 0.02‬لو ‪ 40 = 2× 20 = 100‬ديسيبل‪.‬‬
‫حيث‪ :‬الداين‪ :‬هو وحدة قياس الضغط [‪ .]11‬ومقداره ‪ 1000/1‬من اجلرام‪،‬‬
‫«وضغطة موجة ما هو عبارة عن عدد الداينات التي تضغط عىل مساحة سنتيمرت مربع‬
‫واحد» [‪.]11‬‬
‫والديسيبل هو وحدة شدة الصوت وهو وحدة ليس هلا متييز؛ ألهنا نسبة بني كميتني‬
‫من الطاقة‪ ،‬وهو األساس لقياس كل األصوات يف الطبيعة {كالم‪ ،‬ضوضاء‪ ،‬أصوات‬
‫حيوانات وغريها‪ -‬ويتم قياسه عن طريق جهاز قياس شدة الصوت‪.‬‬
‫«مقياسا عمل ًّيا لقوة الصوت وضغطه‪ ،‬والديسيبل ‪ 10/1‬بيل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويمثل الديسبل‬
‫والبيل هو ضغط أضعف صوت تدركه األذن اإلنسانية» [‪.]11‬‬
‫وتقاس شدة الصوت «بأجزاء من عرشة آالف مليون مليون من الوات يف السنتيمرت‬
‫املربع‪ ،‬وتبلغ قوة أضعف صوت تسمعه األذن جزءا واحدا من عرشة آالف مليون‬
‫مليون وات سنتيمرت مربع» [‪.]11‬‬

‫‪-72-‬‬
‫َّذبذيب (شكل املوجة)‬
‫ُّ‬ ‫الرسم الت‬
‫‪َّ - 6.1‬‬
‫الضغط يف الوسط بني املرسل‬ ‫يعرف الصوت فيزيائ ًّيا بأنه سلسلة لتغيريات ّ‬
‫سي َع ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ادي يف اهلواء َيت ََم َّث ُل ِف ُق َّوة َأ ْو َض ْعف َ ِ‬
‫ي‬ ‫«اض ِّط َر ٌ‬
‫اب َم ٌّ‬ ‫واملستقبل‪ .‬فالصوت هو‪ْ :‬‬
‫الز َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫املصدَ ِر يف اجتاه اخلارج‪ ،‬ثم يف َض ْعف تَدْ ِر ِ‬
‫جي ٍّي ِإل ُن ْق َطة َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ال‬ ‫للض ْغط املت ََح ِّرك م َن ْ‬
‫الن َِّه ِائ ّي» [‪ .]26 ،25‬فاملرسل عندما يبدأ عملية إصدار الصوت فإن الصوت اخلارج‬
‫منه يقوم بالضغط عىل اهلواء يف شكل موجات متالحقة تصطدم باملستقبل – ميكرفون‬
‫مثل‪ -‬فتحدث عملية التخلخل التي تصاحب الضغط‪ ،‬وأكثر األمور شيو ًعا‬ ‫أو أذن ً‬
‫يب‪ ،‬الذي يطلق عليه الشكل‬ ‫الرسم التّذبذ ّ‬ ‫لتمثيل معامل الصوت احلسية ورصدها هو ّ‬
‫الزمن وتتم قراءته من اليسار إىل اليمني بينام‬ ‫املوجي‪ .‬ويمثل املحور األفقي فيه حمور ّ‬
‫يمثل املنحنى الرأيس قوة هذا الصوت يف حلظة معينة‪ ،‬يف الوقت الذي تظهر فيه عدد‬
‫الرتددات الذبذبية للحظة الواحدة عىل هيئة تتابع وتالحق هذه اخلطوط الرأسية هلذا‬
‫املنحنى‪.‬‬
‫فعندما ننطق أية كلمة (دفقة صوتية واحدة) يف البداية سيتم التنفس من الرئتني‬
‫ثم خيرج اهلواء إىل احلنجرة الذي قد يسبب عند مروره هبا اهتزاز احلبلني الصوتيني‬
‫ويستمر يف مسريه حتى يصل إىل القناة الصوتية وينتقل منها إىل التجويف الفموي(‪،)1‬‬
‫وبعدها خترج الكلمة وتصبح مسموعة وتتحول إىل شكل املوجة‪ .‬ويظهر الشكل (‪-2‬‬
‫‪ )7‬صورة للرسم التذبذيب من خالل برنامج ‪.Cool Edit Pro‬‬

‫ا َّ‬
‫لشكل ‪ :7-2‬صورة للرسم التذبذيب (شكل املوجة)‪ ،‬كام يعرضه برنامج ‪.Cool Edit Pro‬‬

‫من الشكل (‪ )7-2‬يمكن حتليل صوت الفاء بأنه صوت استغرق ‪ 126‬ميليل‬
‫ثانية(‪ ،)2‬وهو صوت عايل الرتدد ‪ 4000‬هرتز‪ ،‬ضعيف اإلسامع‪ .‬بينام متثل النون قوة‬

‫‪ -1‬ويف األصوات األنفية يضطر اهلواء للمرور بالتجويف األنفي (‪.)nasal cavity‬‬
‫‪ -2‬كلمة ميل ‪ Milli‬تعني ‪ ،1000/1‬ويعني ميليل ثانية ‪ 1000/1‬من الثانية ويف األصوات األنفية يضطر اهلواء للمرور‬

‫‪-73-‬‬
‫اإلسامع ‪ 2500‬هرتز‪ ،‬مع ترددات متوسطة ‪ 680‬ذبذبة‪ ،‬وقد استغرق هذا الصوت ‪55‬‬
‫ميليل ثانية‪.‬‬
‫أما صوت الدال فهو منخفض الرتددات‪ ،‬ومنخفض اإلسامع‪ ،‬وقد استغرق ‪130‬‬
‫ميليل ثانية‪ .‬وبالنظر إىل الشكل (‪ )8-2‬نرى إحداثيات شكل املوجة من خالل املحورين‬
‫السيني والصادي‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :8-2‬وتظهر فيه إحداثيات شكل املوجة حيث املحور السيني هو الوقت‬
‫والصادي يمثل الشدة‪.‬‬

‫‪ - 7.1‬علم األصوات وطرق التحليل الصويت‬


‫الفوناتيك هو جزء من علم اللغة‪ ،‬إنه معني بدراسة احلدث الناتج بواسطة األعضاء‬
‫الصوت ّية البرش ّية‪ ،‬ويعنى باألخص بدراسة احلدث اللغوي الذي ُي ْست ْ‬
‫َخدَ م يف الكالم‬ ‫ّ‬
‫البرشي‪ ،‬ويعد التحليل الطيفي لألصوات من أهم جوانب البحث الصويت‪ ،‬وهو‬
‫اجلانب الذي ُي َشار إليه ً‬
‫كثريا باجلانب الصويت التجريبي‪ ،‬أو التحليل امليكني للصوت ّيات‬
‫البرشية‪.‬‬
‫ويتم التّحليل الصويت (‪ )Phonological analysis‬بواسطة أداة أو أكثر من األدوات‬
‫املتاحة هلذا الغرض‪ ،‬ومن بينها أفالم أشعة إكس (‪ ،)X_Ray‬وأنابيب جريان اهلواء‬
‫(‪ ،)Pneumotachogrph‬والكيموجراف (‪ ،)Kymograph‬واإلليكرتوميوجراف‬
‫(‪ ،)Electromyograph‬واإلسبيكرتوجراف (‪ ،)Spectrograph‬والالرينجوجراف‬
‫(‪ ،)Laryngograph‬ورسام احلنك اإللكرتوين (‪ ..)Electro palato graph‬إلخ‪.‬‬

‫بالتجويف األنفي (‪.)nasal cavity‬‬

‫‪-74-‬‬
‫وهدف كل هذه األجهزة واألدوات إظهار املعامل احلسية للصوت بشكل ما‪،‬‬
‫باإلضافة إىل حماولة رصد بعض جوانب تلك اإلشارات أو املعامل احلسية للصوت‬
‫البرشي عىل هيئة صورة يمكن طبعها عىل الورق أو رصدها عىل شاشة كمبيوتر‪.‬‬
‫والكمبيوتر اليوم هو من أكثر األدوات سهولة واستخدا ًما؛ فعن طريقه تعد عمل َّية‬
‫كثريا وأرسع عاد ًة إذا ما قورنت باألدوات األخرى‪ ،‬مع احلفاظ‬
‫التَّحليل الصويت أبسط ً‬
‫عىل جودة النتائج‪ ،‬وإمكانية مجع كل األدوات يف برنامج واحد‪.‬‬

‫‪ - 8.1‬الصورة الطيفية (‪)Spectrogram‬‬

‫نستطيع متثيل الصوت اللغوي عن طريق الصورة الطيفية وهي ذات ثالثة أبعاد‪:‬‬
‫الزمن‬ ‫الصورة ال َّطيف َّية منحنى َّ‬
‫األفقي يف ُّ‬
‫ُّ‬ ‫الوقت‪ ،‬والرتدد‪ ،‬والشدة‪ ،‬ويمثل املحور‬
‫الت ّدد‬ ‫بامليليل ثانية‪ ،‬ويمثل الرتدد املحور الرأيس باهلريتز‪ ،‬أما البعد ال ّثالث وهو مدى ّ‬
‫الصورة‬ ‫أو شدة الصوت ف ُي َم َّثله قرب أو بعد لون الصورة عن لون اخللفية‪ .‬وقد تعترب ّ‬
‫السالسل املتوالية إذا نظرنا إليها من أعىل (مسقط أفقي)؛ حيث ُت َ َّثل‬ ‫ال ّطيف ّية عددا من ّ‬
‫الصورة ال ّطيف ّية‪ ،‬وكلتامها‬ ‫الزيادات أو القمم الرأسية يف الصور الطيفية بالبقع املظلمة يف ّ‬
‫ّ‬
‫تعرب عن شدة الصوت املنطوق‪.‬‬
‫ويعد جهاز املطياف من أفضل األجهزة التي خدمت الصوتيات األكوستية إن مل يكن‬
‫أفضلها عىل اإلطالق‪ ،‬حيث يقوم بعرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص‬
‫الكلمة املنطوقة‪ ،‬وهو يفيد يف معرفة صفات األصوات اللغوية وترجيح أوجه اخلالف‬
‫«ونظرا ألن موجات‬
‫ً‬ ‫قديم وحدي ًثا‪،‬‬
‫يف وصف بعض األصوات التي دار حوهلا اجلدل ً‬
‫الصوت اللغوية من النوع املركب فإن عرضها باستخدام جهاز عارض الذبذبات ال‬
‫يقدم كل التفاصيل عن املوجة الصوتية‪ .‬بينام يقدم املطياف ثالثة أبعاد للموجة املرسومة‬
‫وهي‪ :‬الرتدد‪ ،‬والشدة‪ ،‬والزمن‪ .‬وهذا يعني الباحث يف معرفة زمن الصوت‪ ،‬والرتدد‬
‫األسايس‪ ،‬والنطاق الرنيني وشدته؛ ولذا فإن معظم دراسات أكوستية الصوت اللغوية‬
‫تعتمد عىل املطياف بشكل أو بآخر» [‪.]21‬‬
‫وبالنظر إىل الشكل (‪ )9-2‬نرى صورة طيفية مأخوذة من املطياف توضح األبعاد‬
‫الثالثية للصوت املنطوق‪.‬‬

‫‪-75-‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :9-2‬صورة طيفية مأخوذة من املطياف توضح األبعاد الثالثية للصوت املنطوق‪.‬‬

‫الصورة يتضح لنا اختالف طبيعة األصوات املنطوقة حسب معطيات الصورة‬ ‫من ّ‬
‫االحتكاكي املهموس نجد أن ال ّطاقة مركّزة بكثرة يف نطاق ّ‬
‫الت ّدد‬ ‫ّ‬ ‫الطيفية‪ ،‬ففي احلرف‬
‫بالضوضاء) يف مظهره‪ .‬أما يف باقي األصوات‬ ‫وفوضوي إىل حدّ ما (شبيه ّ‬
‫ّ‬ ‫أو احلزم‪،‬‬
‫تتكون من فرتة صامتة حتّى‬
‫املهموسة‪-‬االنفجارية عىل سبيل املثال‪-‬فإن هذه األصوات ّ‬
‫تظهر ال ّطاقة فجأة وبقوة يف نطاقات ّ‬
‫الت ّدد أو احلزم‪ ،‬عىل هيئة انفجار‪.‬‬
‫السلسلة (البقع املظلمة) يف‬ ‫تنظيم‪ ،‬وتبدو أعىل ّ‬
‫ً‬ ‫وتبدو األصوات املجهورة أكثر‬
‫الصورة ال ّطيف ّية‪ ،‬ومت ّثل هذه احلزم‬ ‫أفقي ّ‬
‫الشكل عرب ّ‬ ‫الواقع عىل هيئة خطوط يف وضع ّ‬
‫ّ‬
‫الذبذبات؛ حيث يعطي شكل الفم رنني الصوت‪ ،‬هذه احلزم ت َُس َّمى املعامل‪ ،‬ويتم ترقيمها‬
‫من األسفل إىل األعىل عىل هذا النحو ف‪ 1‬ف‪ 2‬ف‪ 3‬أو ‪ F3 F, 2 F, 1‬إلخ؛ وختتلف‬
‫مواضع هذه احلزم باختالف نوع الصوت املنطوق‪ ،‬ومن املمكن حتديدها بشكل تقريبي‬
‫مع كل فونيم‪.‬‬
‫فهذه احلزم الصوتية التي يطلق عليها املعامل هي «الرتددات أو جمموعة الرتددات‬
‫التي تشكل نوع الصوت ومتيزه عن األصوات األخرى ذات األنواع املختلفة» [‪.]20‬‬
‫ومن خالل الشكل (‪ )10-2‬نرى صورة طيفية توضح أبعاد احلزم الصوتية‬
‫للحركات القصرية‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫ا َّ‬
‫لشكل ‪ :10-2‬صورة طيفية توضح أبعاد احلزم الصوتية للحركات القصرية‪ ،‬مصدر الصورة‪:‬‬
‫موسوعة ويكيبيديا‪.‬‬

‫الصوت ّية‬
‫‪ -9.1‬الكتابة ّ‬
‫متثل الكتابة العادية طريقة واحدة للتعبري عن األصوات عن طريق جمموعة من‬
‫الرموز الكتابية‪ .‬فإذا كانت اللغة عبارة عن «أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم»‬
‫فإن الكتابة هي رموز يعرب هبا كل قوم عن أصواهتم‪ ،‬وتقوم الكتابة عىل نظام رمزي‬
‫صويت‪« ،‬ومهمة هذا النظام أن يزودنا بالرموز التي يمكن أن نعرب هبا عن القيم الصوتية‬
‫املختلفة للمواد اللغوية يف لغة ما» [‪.]22‬‬
‫«فمن اخلصائص العاملية للغة التناظر بني احلرف والصوت‪ ،‬بني اهلجاء والنطق‪،‬‬
‫حيث متاثل تلك العالقة نظام الكتابة الصوتية العاملي وهو النظام النموذجي العاملي‬
‫الذي توافق عليه علامء اللغة واألصوات» [‪ ،]32‬وقد عدَّ سابري اللغة العربية من‬
‫اللغات اخلمس الوحيدة احلاملة للحضارة اإلنسانية والتي يسهل إدراجها يف نظام‬
‫الكتابة الصوتية العاملية‪.‬‬

‫‪-77-‬‬
‫ومنذ فرتة ليست بالبعيدة استطاع علامء األصوات أن يبتكروا ألفبائية جديدة للتعبري‬
‫عن األصوات املختلفة‪ .‬وحتاول هذه األلفبائية احلفاظ عىل قرب العالقة بني الرموز‬
‫والصوت املنطوق‪ .‬وتعترب األلفبائية املستخدمة عىل نطاق واسع هي‪IPA :‬‬ ‫ّ‬ ‫الكتابية‬
‫أو (‪ .)International Phonetic Association‬وهو ُ‬
‫اسم مجع ّية صوت ّية دول ّية نشأت‬
‫أواخر القرن التّاسع عرش‪ ،‬وكانت املراجعة األخرية هلا يف عام ‪1989‬م‪ .‬ويعمل نظام‬
‫ّغيات‬‫كل لغة برش ّية‪ ،‬ووضع عالمات تشكيلية للت ّ‬ ‫لكل فونيم يف ّ‬
‫‪ IPA‬عىل إجياد رمز ّ‬
‫التي تعرتي أية لغة من اللغات‪.‬‬
‫وقد قسمت هذه اجلمعية اللغوية األصوات اإلنسانية إىل ستة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫Ÿ Ÿرموز ألصوات صامتة رئوية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرموز ألصوات صامتة غري رئوية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرموز ألصوات صائتة (احلركات)‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرموز ألصوات نغمية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرموز لعالمات متييزية‪.‬‬
‫Ÿ Ÿرموز الفوقطعيات‪.‬‬
‫ثم تطورت فكرة هذه األلفبائية‪ ،‬واكتست ثو ًبا جديدً ا يتوافق مع سهولة التعامل مع‬
‫احلاسب اآليل؛ بحيث جيد كل رمز صويت مكانًا له عىل لوحة املفاتيح باجلهاز‪ ،‬وقد تم‬
‫ذلك بفضل جهود نظام سامبا اللغوية الصوتية‬
‫(‪)SAMPA - Speech Assessment Methods Phonetic Alphabet‬‬
‫فجمعت الرموز الصوتية العربية عىل النحو املبني يف اجلدول (‪:)1-2‬‬

‫‪-78-‬‬
‫الكتابة الصوتية‬ ‫الكلمة املثال‬ ‫الرمز‬ ‫الكتابة الصوتية‬ ‫الكلمة املثال‬ ‫الرمز‬
‫احلركات‪:‬‬ ‫الصوامت االحتكاكية‪:‬‬
‫‪D`il‬‬ ‫ظل‬ ‫‪I‬‬ ‫‪fi:l‬‬ ‫فيل‬ ‫‪F‬‬
‫‪X\al‬‬ ‫حل‬ ‫‪A‬‬ ‫‪nivi:n‬‬ ‫نفني‬ ‫‪V‬‬
‫?`‪umr‬‬ ‫عمر‬ ‫‪U‬‬ ‫‪Tala:T‬‬ ‫ثالث‬ ‫‪T‬‬
‫?`‪i:d‬‬ ‫عيد‬ ‫‪i:‬‬ ‫‪Dakar‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪D‬‬
‫‪ma:l‬‬ ‫مال‬ ‫‪a:‬‬ ‫‪D`ala:m‬‬ ‫ظالم‬ ‫`‪D‬‬
‫‪fu:l‬‬ ‫فول‬ ‫‪u:‬‬ ‫‪sa?`i:d‬‬ ‫سعيد‬ ‫‪S‬‬

‫أنصاف احلركات‬ ‫‪zami:l‬‬ ‫زميل‬ ‫‪Z‬‬


‫‪wa:hid‬‬ ‫واحد‬ ‫‪W‬‬ ‫‪s`aGi:r‬‬ ‫صغري‬ ‫`‪s‬‬
‫‪Jawm‬‬ ‫يوم‬ ‫‪J‬‬ ‫‪Sams‬‬ ‫شمس‬ ‫‪S‬‬
‫‪Zami:l‬‬ ‫مجيل‬ ‫‪Z‬‬

‫الصوامت‪:‬‬ ‫‪xit`a:b‬‬ ‫خطاب‬ ‫‪X‬‬

‫الصوامت االنفجارية‪:‬‬ ‫‪Garb‬‬ ‫غرب‬ ‫‪G‬‬


‫‪ba:b‬‬ ‫باب‬ ‫‪B‬‬ ‫‪X\ilm‬‬ ‫حلم‬ ‫\‪X‬‬
‫`?‪tis‬‬ ‫تسع‬ ‫‪T‬‬ ‫‪?`alam‬‬ ‫علم‬ ‫)\?( `?‬
‫‪da:r‬‬ ‫دار‬ ‫‪D‬‬ ‫?‪hawa:‬‬ ‫هواء‬ ‫‪H‬‬
‫`?‪t`a:bi‬‬ ‫طابع‬ ‫`‪t‬‬ ‫الصوامت األنفية‪:‬‬
‫‪d`arab‬‬ ‫رضب‬ ‫`‪d‬‬ ‫‪ma:l‬‬ ‫مال‬ ‫‪M‬‬
‫‪kabi:r‬‬ ‫كبري‬ ‫‪K‬‬ ‫‪nu:r‬‬ ‫نور‬ ‫‪N‬‬
‫‪gami:l‬‬ ‫مجيل‬ ‫‪G‬‬ ‫الصوت التكراري‪:‬‬
‫يف العامية‬
‫‪rima:l‬‬ ‫رمال‬ ‫‪R‬‬
‫املرصية‬
‫?‪akl‬‬ ‫أكل‬ ‫?‬ ‫الصوتان اجلانبيان‪:‬‬
‫‪Qalb‬‬ ‫قلب‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪la:‬‬ ‫ال‬ ‫‪L‬‬
‫‪Paris‬‬ ‫برس‬ ‫‪P‬‬ ‫‪?al`l`ah‬‬ ‫اهلل‬ ‫`‪l‬‬
‫اجلدول ‪ :1-2‬األصوات العربية‪.‬‬

‫‪-79-‬‬
‫‪ -2‬آليات التنفيذ‪ ،‬وإعداد قاعدة البيانات الصوتية‬
‫يمكن تفصيل نقاط البحث يف هذا املبحث إىل‪:‬‬
‫‪ - 1.2‬أجهزة التحليل الصويت‬
‫‪ - 2.2‬األدوات والربامج التحليلية احلاسوبية‬

‫‪ -1.2‬أجهزة التحليل الصويت‬


‫اعتمدت الدراسات الصوتية يف الرتاث العريب عىل قدر كبري من املالحظة املبارشة‬
‫والتجارب الذاتية؛ إال أنه متاش ًيا مع الثورة الصناعية وما نتج عنها من فرض للمنهج‬
‫التجريبي يف شتى جماالت البحث العلمي حدث تطور كبري يف آليات معاجلة هذه‬
‫الدراسة «واستخدم علم األصوات منذ القرن التاسع عرش األجهزة الدقيقة سواء‬
‫يف التسجيل أو التحليل‪ ،‬وتعاونت أقسام الصوتيات يف خمتلف اجلامعات مع أقسام‬
‫الفسيولوجيا والفيزياء واهلندسة الكهربائية ومعاجلة الكالم وطب األسنان وغريها»‬
‫علم معمل ًّيا «يعتمد عىل التجارب التي بدورها تعتمد‬
‫[‪ .]20‬فقد أصبحت الصوتيات ً‬
‫جتهيزا حدي ًثا يواكب التطور العلمي والتقني الذي نعيشه‪ ،‬وهناك‬
‫ً‬ ‫عىل معامل جمهزة‬
‫أجهزة ختدم فروع الصوتيات الثالثة‪ :‬النطقية واألكوستية والسمعية‪ ،‬فيمكن متابعة‬
‫حركات اجلهاز الصويت وعضالته واهلواء املنساب داخله‪ ،‬إضافة إىل ذلك فإنه يمكن‬
‫وضع جتارب واستخدام أجهزة دقيقة؛ ملعرفة الكيفية التي تتم هبا عمليتي السمع‬
‫واإلدراك‪ ،‬كل هذا الكم من األجهزة جيعل النتائج التي خيرج هبا الباحثون يف علم‬
‫الصوتيات ‪ phonetics‬دقيقة لدرجة كبرية وتتمتع بالثبات واملوضوعية» [‪.]21‬‬
‫ُ‬
‫الباحث فيام ييل ألهم األجهزة املستخدمة يف التحليل الصويت‪:‬‬ ‫وسوف يعرض‬

‫§جهاز الرسم احلنجري (‪)Laryngograph‬‬ ‫§‬


‫«وهو جهاز إلكرتوين يمكننا من استنتاج حالتي الفتح والغلق لألوتار الصوتية عن‬
‫طريق تسجيل اجتاه التيار من أحد جانبي احلنجرة إىل اجلانب اآلخر‪ ،‬ويمكن حتويل‬
‫هذا التسجيل إىل صوت يمثل نتيجة عمل األوتار الصوتية دون تأثري أي رنني صادر‬
‫عن القناة العليا‪ ،‬كام لو كنا قد فصلنا جتاويف ما فوق احلنجرة‪ ،‬وسمعنا ذبذبة األوتار‬
‫الصوتية بدوهنا» [‪.]20‬‬

‫‪-80-‬‬
‫§مقياس التنفس (‪)Spirometer/Respirometer‬‬ ‫§‬
‫يفيد هذا اجلهاز يف قياس مقدار وقوة واجتاه هواء الزفري‪ ،‬واجلهاز عبارة عن خرطوم‬
‫مطاطي متصل بجهاز قياس‪ ،‬حيث يوضع األنبوب املطاطي يف فم املتحدث مع إغالق‬
‫فتحتي اخليشوم‪ ،‬فيقوم اجلهاز برصد مقدار وقوة واجتاه التنفس‪.‬‬

‫§مقياس انسياب اهلواء (‪)Pneumotachogrrph‬‬ ‫§‬


‫فائدة هذا اجلهاز قياس مدة انسياب هواء الزفري اخلارج من األنف والفم م ًعا أو ٍ‬
‫كل‬
‫عىل حدة‪ ،‬واجلهاز عبارة عن كاممة توضع حول الفم واألنف مع وجود عازل بينهام‪،‬‬
‫وتتصل هذه الكاممة بجهاز قياس فرتة خروج اهلواء‪.‬‬
‫ويفيد اجلهاز يف «معرفة حجم اهلواء اخلارج من اجلهاز الصويت مع كل صوت‪،‬‬
‫وعالقة حجم اهلواء مع األوضاع املختلفة للجهاز الصويت‪ .‬فمن املعلوم أن حجم اهلواء‬
‫اخلارج من اجلهاز أثناء نطق ‪/‬ز‪ /‬أقل من ذلك املصاحب للصوت ‪/‬س‪ ،/‬حيث إن‬
‫الرقيقتني الصوتيتني تعيقان انسياب اهلواء يف األول فيقل حجم اهلواء اخلارج‪ ،‬وذلك‬
‫بعكس ما حيدث أثناء نطق ‪/‬س‪ ،/‬ويمكن بواسطة هذا اجلهاز معرفة ما إذا كان‬
‫الصوت أنف ًّيا أم فمو ًّيا أم أنفمو ًّيا‪ ،‬وذلك بتتبع حجم اهلواء اخلارج من الفم واألنف‬
‫أثناء نطق الصوت موضع الدراسة» [‪.]21‬‬

‫§منظار احلنجرة أو املجهر احلنجري (‪)Laryngoscope‬‬ ‫§‬


‫يقوم هذا اجلهاز برصد حركة األوتار الصوتية‪ ،‬وهذا املنظار عبارة عن مرآة مستديرة‬
‫قطرها بوصة‪ ،‬ويوضع هذا املنظار يف فم املتحدث فيعكس صورة األوتار الصوتية‪،‬‬
‫جمهورا‪« .‬ويعيب هذه اآللة أهنا تتدخل يف‬
‫ً‬ ‫مهموسا أو‬
‫ً‬ ‫ويبني إذا كان الصوت املنطوق‬
‫سري الكالم الطبيعي‪ ،‬وأهنا ال يمكن استعامهلا إال يف حاالت حمدودة» [‪.]20‬‬

‫§جمهار العضالت (‪)Electromyograph‬‬ ‫§‬


‫يفيد هذا اجلهاز يف رسم إشارات تعرب عن حركة العضالت املصاحبة لعملية النطق؛‬
‫حيث يقوم بقياس الشحنات الكهربائية الصادرة من املخ التي تؤدي إىل تناغم ما يزيد‬
‫عن مئة عضلة يف اجلهاز الصويت؛ لتوليد الصوت اإلنساين بشكل سلس‪.‬‬

‫‪-81-‬‬
‫§األشعة السينية (‪)X_ Ray‬‬ ‫§‬
‫تقوم هذه األشعة بتصوير أعضاء اجلهاز الصويت أثناء قيامه بعملية إنتاج الكالم‪،‬‬
‫فهذه األشعة «تسمح بدراسة كل موقع ألي عضو من أعضاء الكالم عند أي نقطة أثناء‬
‫الكالم‪ ،‬وهناك كذلك الصور املتحركة ألشعة إكس التي تسجل حركات هذه األعضاء‬
‫أثناء النطق‪ ،‬ومن املمكن مصاحبة هذه األفالم بتسجيل صويت حتى يمكن أن تستمع‬
‫إىل الصوت وتشاهد احلركات التي تقوم هبا أعضاء النطق أثناء إحداث هذه األصوات»‬
‫[‪ .]20‬وقد اجته العلامء حدي ًثا إىل استخدام األشعة السينية املنخفضة لتفادي األرضار‬
‫الناجتة عن تعرض اجلهاز الصويت لألشعة السينية لفرتة طويلة‪.‬‬

‫§رسام احلنك اإللكرتوين (‪)Electropalatograph‬‬ ‫§‬


‫يستخدم هذا اجلهاز يف رسم احلنك حال نطق األصوات بطريقة إلكرتونية‪ ،‬واحلنك‬
‫هو الرتكيب الفاصل بني جوف األنف وجوف الفم‪ ،‬فهو سقف الفم وأرضية األنف‪،‬‬
‫ويمتد احلنك نحو اخللف ليفصل جزئ ًّيا بني التجويف األنفي والتجويف الفموي‪،‬‬
‫للحنك شكل القبة ويتألف من قسمني مها احلنك الصلب الذي يشكل اجلزء األمامي‬
‫واحلنك الرخو الذي يشكل اجلزء اخللفي منه‪ ،‬ويمثل احلنك الصلب اجلزء العظمي من‬
‫احلنك ويشكل الثلثني األماميني منه‪ ،‬ويتألف من الناتئني احلنكيني للعظمني الفكيني‬
‫العلويني يف األمام ومن الصفيحتني األفقيتني للعظمني احلنكيني يف اخللف‪ ،‬ويفصل‬
‫احلنك الصلب جوف الفم عن جوف األنف‪.‬‬
‫أما احلنك الرخو أو احلنك اللني فهو اجلزء اخللفي من احلنك «وهو عبارة عن‬
‫طية ليفية عضلية متحركة ومعلقة باحلافة اخللفية للحنك الصلب‪ ،‬هذه احلافة اخللفية‬
‫للحنك الرخو حرة وهلا يف املستوى الناصف استطالة تدعى اللهاة» ‪.‬‬
‫ويقوم جهاز رسام احلنك اإللكرتوين برسم «أجزاء احلنك التي يالمسها اللسان‬
‫أثناء الكالم كل ‪ 100/1‬من الثانية = ‪ 10‬ميليل ثانية‪ .‬يتكون اجلهاز من حنك‬
‫صناعي مصنوع من البالستيك وحيتوي عىل ‪ 64‬حال ًبا‪ -‬يزيد عددها أو ينقص حسب‬
‫ً‬
‫وموصل‬ ‫نوع اجلهاز‪ ،‬يتم تثبيت احلنك الصناعي يف الفم مالص ًقا للحنك الطبيعي‬
‫بحاسوب‪ .‬أثناء التجربة‪ ،‬يعرض اجلهاز احلوالب التي يالمسها اللسان أثناء التحدث‬
‫إما عىل الشاشة أو بالطابعة عىل الورق» [‪.]21‬‬

‫‪-82-‬‬
‫§رسام احلنجرة اإللكرتوين (‪)Electrolaryngograph‬‬ ‫§‬
‫«يتكون اجلهاز من حالبني يوضعان عىل سطح اجللد املغطي لغرضوف احلنجرة‬
‫بحيث يقعان عىل الصفيحتني الغرضوفيتني‪ ،‬يتابع احلالبان حركة تقارب الرقيقتني‬
‫الصوتيتني أثناء إصدار الصوت‪ ،‬وتنقل اإلشارة إىل جهاز عرض أو رسم‪ ،‬واجلهاز‬
‫يقيس تردد الرقيقتني الصوتيتني ونمط الرتدد‪ ،‬وله فوائد يف حتديد ما إذا كان عمل‬
‫الرقيقتني الصوتيتني طبيعي أم ال» [‪.]21‬‬

‫‪ -2.2‬األدوات والربامج التحليلية احلاسوبية‬


‫للقيام بعمل قاعدة البيانات يتعني عىل الباحث االستعانة ببعض األجهزة والربامج‬
‫األساسية واألدوات املساعدة للخروج بأفضل عمل ممكن‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫‪COOL EDIT PRO‬‬

‫)‪SFS (Speech Filing System‬‬

‫‪EMU SPEECH TOOLS‬‬

‫)‪HTK (Hidden Markov Model Tool Kit‬‬

‫وفيام ييل إشارة وجيزة عن هذه اآلليات وطريقة إفادته منها‪.‬‬

‫§برنامج (‪)COOL EDIT PRO‬‬ ‫§‬


‫هذا الربنامج من أهم الربامج املستخدمة يف إنشاء قواعد البيانات الصوتية؛‬
‫وذلك لقدرته عىل إظهار الصوت عىل هيئة مرئية‪ ،‬متكننا من مالحظة الصوت بدقة‪،‬‬
‫وإجراء التعديالت املناسبة عليه من حذف الزوائد التي تشوب الصوت ولصقها‬
‫جاهزا ألغراض‬‫ً‬ ‫حمكم حتى يصبح‬
‫جتهيزا ً‬
‫ً‬ ‫وتقطيعها وإزالتها‪ ،‬وبه يتم جتهيز الصوت‬
‫البحث الصويت‪ .‬ويتعامل هذا الربنامج مع ملفات الصوت الطبيعي وملفات الصوت‬
‫املضغوط‪ .‬ويفيد هذا الربنامج يف عرض الصورة الطيفية للصوت املسجل‪ ،‬كام يعرض‬
‫ملستوى ذبذبات كل صوت وشدته ودرجة علوه أو انخفاضه‪ ،‬باإلضافة إىل إمكانية‬
‫إدراج خلفيات للصوت وقياس صداه‪ .‬ويعرض الشكل (‪ )11-2‬صورة توضيحية‬
‫للربنامج‪.‬‬

‫‪-83-‬‬
‫الشكل ‪ :11-2‬صورة توضيحية لربنامج ‪.COOL EDIT PRO‬‬
‫َّ‬
‫‪http://www.softpedia.com/get/Multimedia/Audio/Au-dio-Editors-Recorders/Cool-‬‬
‫‪Edit-Pro.shtml‬‬

‫§برنامج (‪)SFS -Speech Filing System‬‬ ‫§‬


‫برنامج مستخدم حديثا يف جمال جتهيز قواعد البيانات؛ حيث تم االعتامد عليه‬
‫مؤخرا‪ ،‬وذلك يف خطة تطوير األدوات املستخدمة يف بناء قواعد البيانات الصوتية‪،‬‬ ‫ً‬
‫وبالنسبة هلذا الربنامج فقد أظهر كفاءة ملحوظة يف جمال حتديد بدايات وهنايات املقاطع‬
‫الصوتية حتديدً ا دقي ًقا‪ ،‬كام يتيح لنا هذا الربنامج جماال خصبا للتعرف عىل صور خمتلفة‬
‫من مستويات الصوت من حيث الطاقة والقــوة‪ ،‬ومــن حيــث األداء الصــويت‬
‫واحلنجري والنربي للكلامت املختلفة‪ .‬ويعرض الشكل (‪ )12-2‬صورة توضيحية‬
‫لربنامج ‪.SFS‬‬

‫‪-84-‬‬
‫الشكل ‪ :12-2‬صورة توضيحية لربنامج ‪.SFS‬‬
‫َّ‬
‫‪www.phon.ucl.ac.uk/resource/sfs‬‬

‫§برنامج (‪)EMU SPEECH TOOLS‬‬ ‫§‬


‫برنامج ترجع أمهيته الشديدة هنا إىل أنه يتيـــح لنا سامع الفونيمـات كل عــىل‬
‫حدة مع ظهور الكتابة الصوتية لكل ملف من امللفات‪ ،‬ويظـــهر (‪)spectrogram‬‬
‫أيضا (‪ ،)samples‬ومها َمساران مهامن يف حتديد مواضع الفونيامت وحتريكها‬‫وكــذلك ً‬
‫إىل أنسب املواضع‪ ،‬حيث تبدأ الفونيامت من أماكنها الصحيحة‪ ،‬كام أن أي إجراء يتم‬
‫عىل هذا الربنامج يكون تعديال يف ملفات ‪ lab‬املهمة‪ ،‬كام يمكننا الربنامج من تغيري أو‬
‫إزالة أية فونيامت أو إضافتها حتى تكون الكتابة الصوتية مطابقة متاما للصوت‪.‬‬
‫ويوضح الشكل (‪ )13-2‬صورة توضيحية لربنامج ‪.EMU‬‬

‫‪-85-‬‬
‫الشكل ‪ :13-2‬صورة توضيحية لربنامج ‪.EMU‬‬
‫َّ‬
‫‪www.emu.sourceforge.net‬‬

‫§برنامج (‪)Hidden Markov Model Tool Kit- HTK‬‬ ‫§‬


‫هذا الربنامج عبارة عن عدة خطوات معقدة نسب ًّيا تتكون من عدد من الربامج لكل‬
‫منها أمهيتها كجزء رئييس أو مكمل خلطوات الربنامج‪ ،‬وترجع أمهية هذا الربنامج إىل‬
‫أنه الربنامج الذي يستطيع أن يقطع الكلامت إىل فونيامت كل عىل حدة وحيدد بداياهتا‪،‬‬
‫كام أن ملفات ‪ lab‬تنتج عن هذه اخلطوة‪ ،‬التي نحتاج إليها يف إجراء التعديالت عىل‬
‫مواضع بدايات الفونيامت‪ ،‬كام تعد تلك امللفات جز ًءا رئيس ًّيا يف قاعدة البيانات التي‬
‫يتم ختليق الصوت منها [‪.]35‬‬

‫‪-86-‬‬
‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬
‫‪1.1‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثامن (‪ :)1985‬رس صناعة اإلعراب‪ ،‬حتقيق حسن هنداوي‪،‬‬
‫دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫الرئيس‪ :‬حتقيق حممد حسان الطيان وحييى مري علم‪،‬‬ ‫‪2.2‬ابن سينا‪ ،‬عيل احلسني‪َّ :‬‬
‫مطبوعات جممع ال ُّلغة العرب َّية بدمشق‪.‬‬
‫‪3.3‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد (‪ :)2004‬فونولوجيا القرآن ‪« -‬دراسة ألحكام‬
‫التجويد يف ضوء علم األصوات احلديث‪( ،‬رسالة ماجستري)‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة عني شمس‪.‬‬
‫‪4.4‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد(‪ :)2013‬دور املؤثرات الصوتية يف تقدير املدى‬
‫الزمني للفونيم‪ ،‬جملة الدراسات اللغوية واألدبية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬املجلد ‪.‬‬
‫‪5.5‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد(‪ :)2015‬تأصيل النظرية الصوتية عند إخوان الصفا‪،‬‬
‫جملة الدراسات اللغوية واألدبية‪ ،‬العدد ‪ ،6‬املجلد الثاين‪.‬‬
‫‪6.6‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد (‪ :)2015‬قضايا صوتية خالفية يف ضوء التحليل‬
‫الصويت احلاسويب‪ ،‬جملة جامعة القدس املفتوحة‪ ،‬العدد ‪ ،36‬املجلد األول‪.،‬‬
‫‪7.7‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد (‪ :)2013‬الدرس الصويت العريب بني النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬دار متان إيامن‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪8.8‬أمحد‪ ،‬أمحد أمحد راغب أمحد (‪ :)2013‬النون وامليم يف القرآن الكريم دراسة‬
‫صوتية حاسوبية‪ ،‬دار متان إيامن‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫فردات ال ُقرآن‪ ،‬حتقيق ُم َّمد س ِّيد كيالين‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الراغب‪ُ :‬م َ‬
‫‪9.9‬األصفهاين‪َّ ،‬‬
‫‪1010‬أنيس‪ ،‬إبراهيم (‪ :)1975‬األصوات اللغوية‪ ،‬مكتبة األنجلو‪ ،‬ط ‪.5‬‬
‫‪1111‬أيوب‪ ،‬عبد الرمحن (‪ :)1984‬الكالم إنتاجه وحتليله‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪1212‬بوجلرام‪ ،‬أرنست (‪1977‬م)‪ :‬يف علم األصوات الفيزيقي‪ ،‬ترمجة د‪ .‬سعد‬
‫مصلوح‪ ،‬ط‪.‬‬

‫‪-87-‬‬
‫‪1313‬احلمد‪ ،‬غانم قدوري (‪ :)1996‬أبحاث يف علم التجويد‪ ،‬دار عامر للنرش‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪1414‬احلمد (‪ ،)1986‬غانم قدوري‪ :‬الدراسات الصوتية عند علامء التجويد‪ ،‬مطبعة‬
‫اخللود ببغداد‪.‬‬
‫‪1515‬اخلويل‪ ،‬حممد عيل (‪ :)1987‬األصوات اللغوية‪ ،‬مكتبة اخلرجيي‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪1616‬شاهني‪ ،‬عبد الصبور (‪ :)1977‬املنهج الصويت للبنية العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫حممد حسني عيل (‪ :)1994‬الصوت اللغوي يف القرآن الكريم‪ ،‬دار‬ ‫الصغري‪ّ ،‬‬
‫‪ّ 1717‬‬
‫املؤرخ العريب‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪1818‬ضوة‪ ،‬إبراهيم (‪ :)2000‬حمارضات يف اللغة العربية واحلاسب‪ ،‬دار الثقافة‬
‫العربية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪1919‬العاين‪ ،‬سلامن حسن (‪ :)1983‬فونولوجيا العربية‪ ،‬ترمجة يارس املالح‪ ،‬مطبوعات‬
‫النادي األديب الثقايف بجدة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪2020‬عمر‪ ،‬أمحد خمتار (‪ :)2000‬دراسة الصوت اللغوي‪ ،‬عامل الكتب‪.‬‬
‫‪2121‬الغامدي‪ ،‬منصور بن حممد (‪ :)2000‬الصوتيات العربية‪ ،‬مكتبة التوبة‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪2222‬فتيح‪ ،‬حممد (‪ :)1984‬األصوات العامة واألصوات العربية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪2323‬قدور‪ ،‬أمحد حممد (‪ :)1998‬أصالة علم األصوات عند اخلليل من خالل مقدمة‬
‫كتاب العني‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪2424‬مصلوح‪ ،‬سعد (‪ :)1980‬دراسة السمع والكالم‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪2525‬املوسوي‪ ،‬مناف (‪ :)1998‬علم األصوات اللغوية‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪2626‬هالل‪ ،‬عبد الغفار حامد (‪ :)1988‬أصوات اللغة العربية‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪-88-‬‬
27. Ahmed Ragheb Ahmed Mahmoud (2015). The acoustic efforts of
the Medieval Arab philosophers: brethren of purity as a model.
World Journal of Social Science Research (WJSSR), 2 (2). , 0 pp.
191-199. ISSN 2332-5534.
28. Ahmed Ragheb Ahmed Mahmoud, Muhammad Sabri Sahrir, Rah�
mah Ahmad H. Osman (2013). Integration of an interactive program
in learning Arabic language for non-native speakers via virtual tu�
tor. GEMA Online Journal of Language Studies, 13 (3). , 0 pp. 117-
131. ISSN 1675-8021.
29. Gleson, H. A. (1961). (TR). An Introduction to Descriptive Linguis�
tics Reued, New York.
30. Hartmann, R. & Stark, F. (1973). Dictionary of Language and Lin�
guistics, London.
31. Ikoyo-Eweto, E ; Ekiugbo, Philip, A Phonetic analysis of Uvwiẹ
vowels, The Journal of West African Languages, 2017, Vol.44(2),
p.1.
32. Loo, Alfred ; Chung, C. W. ; Lam, Alan, Speech Analysis and Visual
Image: Language Learning, Gifted Education International, 2016,
Vol.32(2), p.100-112.
33. Robins, R. H. (1980). General Linguistics an Introductory Survey,
Third Edition.
34. Sapier, E. D. (1921). Language: an Introduction to the study of
Speech, New York, Harcourt, Brace and company.
35. Saussur, F. D. (1959). Course in general Linguistics, New York.
36. Thomas, M. (2011). Fifty Key Thinkers on Language and Linguis�
tics. Routledge: London.
37. Young, S. et al, (2002). The HTK book for version 3.2, Cambridge
University.

-89-
-90-
‫الفصل َّ‬
‫الثالث‬
‫للمف َردات العرب َّية‬
‫اآللي ُ‬
‫ّ‬ ‫الصر ّ‬
‫يف‬ ‫التَّحليل َّ‬

‫د‪ُ .‬م َّمد َعط َّية‬

‫‪ -1‬الكلمة كوحدة أساسية يف معاجلة النص العريب‪.‬‬


‫‪ -2‬أصناف الكلامت يف النص العريب‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية‪.‬‬
‫‪ -5‬حجم حصيلة املفردات العربية‪.‬‬
‫‪ -6‬تعريف التحليل الرصيف اآليل وتطبيقاته‪.‬‬
‫ربا حلوسبة التحليل الرصيف‪.‬‬
‫‪ -7‬الرتكيب الرصيف مع ً‬
‫‪ -8‬االلتباس الرصيف وأساليب إزالته‪.‬‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية الالزمة لفك االلتباس الرصيف‪.‬‬ ‫‪ -9‬بناء‬
‫‪ -10‬أدوات وبرجميات ومعايري‪.‬‬

‫‪-91-‬‬
-92-
‫‪ -1‬الكلمة كوحدة أساسية يف معاجلة النص العريب‬
‫حتفل لغتنا اجلميلة بالعديد من االستخدامات املجازية ملفردة «ك َِلمة» التي من أمثلة‬
‫ِدالالهتا ما ييل‪:‬‬
‫ون (‪)99‬‬‫‪ -1.1‬مقالة؛ مثل قوله تعاىل ﴿حتَّى إِ َذا جاء َأحدَ ُهم ا َْلو ُت َق َال رب ار ِجع ِ‬
‫َ ِّ ْ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت ك ََّل إ َّنَا كَل َم ٌة ُه َو َقائ ُل َها‪[ ﴾...‬املؤمنون ‪-99‬‬ ‫َل َع ِّل َأ ْع َم ُل َص ً‬
‫الا ف َيم ت ََرك ُ‬
‫‪.]100‬‬
‫‪ - 2.1‬قرار من إنسان‪ ،‬أو َقدَ ر من اهلل؛ مثل قوله تعاىل ﴿‪ ...‬ولوال كلم ٌة سب َق ْت من‬
‫ِ‬
‫ض بينهم ‪[ ﴾ ...‬يونس ‪.]19‬‬ ‫ربك َل ُق َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫املسيح عيسى اب ُن َم ْر َي َم‬
‫ُ‬ ‫‪ -3.1‬آية ومعجزة؛ مثل قوله تعاىل ﴿‪ ...‬إنام‬
‫وروح ِمنْ ُه ‪[ ﴾ ...‬النساء ‪.]171‬‬
‫ٌ‬ ‫وكلم ُت ُه ألقاها إىل َم ْر َي َم‬
‫معان ودالالت عديدة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ...‬إىل آخر ما هنالك من‬
‫ولكننا هنا يف إطار العلوم اللسانية ومعاجلة اللغة نختار (‪ )1‬التعريف التقني اآليت‬
‫املحدد لتلك املفردة (الكلمة هي أصغر وحدة كالمية طليقة يمكن عند كتابتها أو‬
‫حمتوى ِدالل ًّيا)‪ ،‬وقد أوجز كبار‬
‫التلفظ هبا بشكل منفرد أن تنقل للقارئ أو السامع ً‬
‫اللغويني العرب مثل «ابن هشام» هذا املفهوم بقوهلم (الكلم ُة ٌ‬
‫قول ُم ْف َرد) وهذا بالطبع‬
‫ِ‬
‫تط فيه أن حيمل معنى أو داللة‬ ‫اصطالحا ُي ْش َ َ‬
‫ً‬ ‫عندما نضع يف اعتبارنا أن «القول» لدهيم‬
‫يتلقاها السامع أو القارئ‪.‬‬
‫وبالنسبة للمشتغلني بمعاجلة اللغة حاسوب ًّيا عىل املستوى الرصيف أو النحوي أو‬
‫الداليل أو ما بعد ذلك من مستويات وتطبيقات لتلك املعاجلات‪ ،‬فإن الكلمة لدهيم‬
‫كذلك هي وحدة أساسية للتعامل مع النص‪ .‬وألن كل تلك املعاجلات عىل املستوى‬
‫احلاسويب مثقلة بمشكلة االلتباس (أي احتامل أكثر من تأويل) فإن احلاسوبيني ال ُبدَّ هلم‬
‫من نقطة بداية غري ملتبسة يستطيعون االنطالق منها يف عملهم‪ ،‬ويمكننا أن نطلق عىل‬
‫نقطة البداية هذه اسم «الكلمة الرقمية اخلام» (‪ )crude digital word‬ولكي نتفهم‬

‫‪ -1‬هناك جدل لغوي وفلسفي مطول بني القدماء واملعارصين حول مفهوم وتعريف الكلمة‪ ،‬وربام تطلبت اإلحاطة هبذا‬
‫اجلدل كتا ًبا منفصالً‪ ،‬ولذا فقد أوردنا فقط أحد التعريفات العملية املقبولة عىل نطاق واسع‪.‬‬

‫‪-93-‬‬
‫ما بعد ذلك من مستوايت وتطبيقات لتلك املعاجلات‪ ،‬فإن الكلمة لديهم كذلك هي وحدة‬
‫أساسية للتعامل مع النص ‪.‬وألن كل تلك املعاجلات على املستوى احلاسويب مثقلة مبشكلة‬
‫االلتباس (أي احتمال أكثر من أتويل) فإن احلاسوبيني ال بح َّد هلم من نقطة بداية غري ملتبسة‬
‫يستطيعون االنطالق منها يف عملهم‪ ،‬وميكننا أن نطلق على نقطة البداية هذه اسم «الكلمة‬
‫ماهية ذلك نحتاج أوالً إللقاء نظرة عىل اهليئة الرقمية التي يبدو عليها النص اخلام املراد‬
‫الرقمية اخلام» (‪ )crude digital word‬ولكي نتفهم ماهية ذلك ُنتاج أوالً إللقاء نظرة على‬
‫حتليله لغو ًّيا‪.‬‬
‫لغواي‪.‬‬
‫اهليئة الرقمية اليت يبدو عليها النص اخلام املراد حتليله ًّ‬
‫«س َّيال النص» (‪ )text stream‬الرقمي اخلام عند تداوله عىل احلاسبات الرقمية‬ ‫يبدو َ‬
‫احلاسبات ٍالرقمية‬ ‫على‬
‫كل منها عىل ٍ‬ ‫تداوله‬ ‫عند‬ ‫اخلام‬ ‫الرقمي‬
‫«األكواد» (‪ )codes‬يدل ٌّ‬ ‫(‪)text stream‬‬ ‫»‬ ‫النص‬ ‫ال‬ ‫يبدوعن« َ َّ‬
‫ي‬‫س‬
‫معي واحد‬ ‫رمز َّ‬ ‫سلسلة من الشفرات‬ ‫عبارة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فرا ًغافقط‪...‬‬‫أواحد‬‫معني و‬
‫عالمةرمز َّ‬
‫ترقيم‬ ‫أو على‬‫رقممنها‬‫عبارة عن سلسلة من الشفرات «األكواد» (‪ )codes‬يدل كل‬
‫فقط سواء كان حر ًفا هجائ ًّيا أم عالمة ضبط صويت أو ٌّ ً‬
‫اخلام مامن‬
‫إىل آخر‬ ‫العربيةًغا ‪...‬‬
‫الرقمية‬ ‫ترقيم أو فرا‬ ‫احلاسوبيونعالمة‬
‫الكلامت‬ ‫رقما أو‬
‫صويت أو ً‬ ‫عالمة ضبط‬
‫ويستخلص‬ ‫رموز‪.‬‬‫من أم‬
‫هجائيًّا‬
‫هنالك‬‫كانماحرفًا‬ ‫إىلاءآخر‬
‫سو‬
‫التايل‪:‬من سيال النص الرقمي‬ ‫الرقمية اخلام‬
‫غريبيةامللتبس‬ ‫اإلجرائي العر‬
‫احلاسوبيون الكلمات‬
‫ويستخلص بالتعريف‬
‫الرقمي اخلام‬ ‫رموز‪.‬‬ ‫النص‬ ‫هنالك من‬
‫سيال‬
‫اخلام ابلتعريف اإلجرائي غري امللتبس التايل‪:‬‬
‫الكلمة العربية الرقمية اخلام هي تسلسل من الشفرات َي ْر ُمز كل منها إما إىل حرف‬
‫هذا‬
‫هجائي‬ ‫يدَّ‬
‫أن َ ُ‬ ‫إما ‪-‬إىلعىل‬
‫حرف‬ ‫ذلك‬ ‫خالفمنها‬
‫يشءحمز كل‬‫والات يَـْر‬
‫عربية ‪-‬الشفر‬ ‫ضبطهيصويت‬
‫تسلسل من‬ ‫عالمةاخلام‬
‫عريبربيةأو الرقمية‬ ‫هجائي‬
‫الكلمة الع‬
‫ضبط‬
‫التسلسل من‬ ‫إىل عالمة‬ ‫والهذا‬
‫عريب َحيح َّد‬
‫هجائيعلى أن‬‫حرفذلك ‪-‬‬ ‫شيءإىلخالف‬‫شفر ٌة‪-‬الوالترمز‬
‫طرفيه عربية‬
‫ضبط صويت‬ ‫من كال‬ ‫التسلسلعالمة‬
‫عريب أو‬
‫شفرةٌ ال ترمز إىل حرف هجائي عريب وال إىل عالمة ضبط صويت عريب‪.‬‬ ‫عريب‪.‬‬ ‫صويت‬
‫طرفيه‬ ‫كال‬
‫حمتثِّل هذه الفقرة القصرية (الواردة يف هذا الشكل رقم ‪ 1‬يف الفصل رقم ‪ )3‬للتعريف‬
‫اإلجرائي ملا اصطلحنا على تسميته «الكلمة الرقمية العربية اخلام»‪ ،‬حيث حميَِّزت ُّ‬
‫كل‬
‫كلمة خبلفية رمادية‪.‬‬
‫الرقمي‪ .‬اخلام‪.‬‬
‫العريبقمي اخلام‬
‫العريب الر‬
‫النص‬‫اخلاممنمنالنص‬
‫الرقميةاخلام‬
‫العربيةبية الرقمية‬
‫الكلمات العر‬ ‫استخالص‬
‫الكلامت‬ ‫‪:1-:1-3‬‬
‫استخالص‬ ‫الشَّكل ‪3‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل‬

‫الرقمية‬
‫العربيةاخلام من‬
‫الكلامتالرقمية‬ ‫استخالص‬
‫الكلمات العربية‬ ‫علىالً عىل‬
‫استخالص‬ ‫يعرض مثا‬ ‫أعالهأعاله‬
‫يعرض مثاالً‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫رقم‪)1-3‬‬‫والشكلرقم (‬
‫والشكل‬
‫العريب‪.‬الرقمي اخلام‪.‬‬ ‫العريبالنص‬
‫الرقمي اخلام‬ ‫اخلام من‬
‫النص‬
‫ملخت َلاعفاملعاجلة‬
‫أنواع‬ ‫جاهزة‬
‫ف أنو‬ ‫استخالصها‬
‫جاهزة ملختلَ‬ ‫اخلام بعد‬
‫استخالصها‬ ‫الرقمية‬
‫اخلام بعد‬ ‫العربيةالرقمية‬
‫الكلامتالعربية‬
‫هذهالكلمات‬
‫تصريهذه‬
‫تصري‬
‫املعاجلة احلاسوبية‪ ،‬والتي غال ًبا ما يكون أوهلا التحليل الرصيف اآليل وهو بدوره يكشف‬
‫كلامت غري عربية؛ سواء أكانت‬ ‫ٍ‬ ‫‪92‬‬
‫ما إذا كانت هذه الكلامت الرقمية اخلام ال تؤدي إىل‬
‫كلامت أجنبية مكتوبة باحلروف العربية (‪ )Transliterated words‬أم كانت جمرد كلامت‬
‫خاطئة غري ذات معنى‪ ،‬أو كانت تؤدي إىل كلامت عربية سليمة بأصنافها املختلفة وهو‬
‫ما ُي ْسلمنا إىل القسم التايل الذي يعرض لتصنيف الكلامت العربية‪.‬‬

‫‪-94-‬‬
‫‪ -2‬أصناف الكلامت يف النص العريب‬
‫رصيف آ ّيل» ُم ْعت ََب‪ ،‬فإنه من‬
‫ّ‬ ‫«م َ ِّلل‬
‫عند عرض الكلمة العربية الرقمية اخلام عىل ُ‬
‫املفرتض أن يستطيع هذا املحلل التعرف عىل تصنيف الكلمة (أو الكلامت) العربية‬
‫احلقيقية التي تناظرها هذه الكلمة الرقمية اخلام‪.‬‬
‫فمن الوارد أال يتوصل املحلل الرصيف إىل أية كلمة عربية حقيقية تناظر الكلمة العربية‬
‫ٍ‬
‫عندئذ أحد أمرين؛ إما أهنا كلمة غري عربية (أجنبية) مكتوبة‬ ‫الرقمية اخلام التي قد حتتمل‬
‫بحروف عربية (‪ )Transliterated‬كاألمثلة التي ت َِر ُد يف احلالة ‪ 1.2‬بالشكل رقم (‪- 3‬‬
‫‪ )2‬يف ختام هذا ِ‬
‫الق ْسم‪ ،‬أو أهنا كلمة خاطئة كاألمثلة التي ت َِر ُد يف احلالة ‪ 2.2‬يف نفس‬
‫خطأ كل ًّيا بحيث تكون الكلمة الرقمية‬‫الشكل‪ .‬وربام يكون اخلطأ يف احلالة رقم ‪ً 2.2‬‬
‫اخلام عبارة عن سلسلة حروف عشوائية ال معنى هلا‪ ،‬أو أن منشأ اخلطأ خلط من الكاتب‬
‫(أو من الناسخ) بني حروف اهلجاء أو إسقاط بعضها أو التصاق كلمتني ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1.2‬متييز الكلامت األجنبية املكتوبة بحروف عربية‬


‫وقبل استكامل استعراض احلاالت األخرى التي جيملها الشكل رقم (‪ ،)3- 3‬فإن‬
‫موضوع التمييز بني كلتا احلالتني السالف ذكرمها يستحق وقفة متأنية ألنه ليس باألمر‬
‫التافه وإن بدا كذلك ألول وهلة‪ .‬فالبعض بالفعل يقارب هذه املسألة عرب إنشاء قوائم‬
‫مطولة بالكلامت األجنبية التي ُت ْكتَب بحروف عربية‪ ،‬وعىل الرغم من البساطة الظاهرية‬
‫َّ‬
‫هلذه املقاربة إال أهنا ملغمة باملشكالت اخلمس اآلتية‪:‬‬
‫Ÿ Ÿيتغري تواتر الكلامت األجنبية التي تكتب بحروف عربية ‪ -‬وهي يف الغالب‬
‫األعم أسامء ‪ -‬باستمرار مع الزمن‪ ،‬فإذا تأملنا ما يرد من هذه األسامء يف العلوم‬
‫املعارصة املختلفة أو يف األخبار ‪ -‬عىل وجه اخلصوص ‪ -‬فإننا نجد باستمرار‬
‫تدُّ وأخرى ختتفي وبمعدل ٍ‬
‫عال يزيد من تسارعه حال ًّيا االنفتاح اهلائل‬ ‫كلامت َ ِ‬
‫يف االتصاالت والعوملة‪ ،‬وهذا كله جيعل من حتديث مثل تلك اجلداول ‪ -‬ناهيك‬
‫أمرا عايل التكلفة‪.‬‬
‫عن إنشائها يف األصل ‪ً -‬‬
‫Ÿ Ÿمنشأ هذه الكلامت األجنبية التي قد نصادفها مكتوب ًة باحلروف العربية ضمن‬
‫يب قد يكون‪ -‬حسب تعريفها ‪ -‬هو أية لغة من لغات البرش خالف‬ ‫نص عر ٍّ‬‫ٍّ‬
‫العربية بالطبع؛ وعىل سبيل املثال‪:‬‬

‫‪-95-‬‬
‫ِ ِ‬
‫اي»‪« ،‬بِ ُيون ْْج َيان ْْج»‪« ،‬إِ ْد َو ْار ُدو»‪ُ ،‬‬
‫«ج َوا َدا َل َخ َارا»‪َ « ،‬ط ْش َقنْدْ »‪،‬‬ ‫«شنْغ َه ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسكَات ْ‬
‫ُون»‪،‬‬ ‫ورونْدي»‪« ،‬م ُيون ْخ»‪ُ « ،‬بو َدابِ ْس ْت»‪َ ،‬‬
‫«س ْ‬ ‫اسات ُْشوست ْْس»‪ُ « ،‬ب ُ‬ ‫« َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجا»‪ُ « ،‬فوكُوش َيم»‪« ،‬ك َُو َال َْل ُب ْ‬
‫ور» ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫يس َ‬‫«م ِّس َ‬
‫وهو ما جيعل أية حماولة لوضع نامذج ‪-‬ولو تقريبية‪ -‬ترتصد أو تتحسب ملثل‬
‫متعذرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫هذه الكلامت صوت ًّيا أو رصف ًّيا ‪-‬أو ما سوى ذلك‪ً -‬‬
‫Ÿ Ÿيزيد من صعوبة احلرص أن اهلجاء الذي تكتب به كل كلمة من هذا النوع يفتقد‬
‫بالطبع إىل مرجعية عربية وبالتايل إىل أية مرجعية‪ ،‬وعىل ذلك فهو أمر اجتهادي‬
‫قد يتغري من مرتجم آلخر ومن كاتب آلخر؛ ومن أمثلة ذلك اهلجاءات املتداولة‬
‫للكلامت اآلتية‪:‬‬
‫‪« :Birmingham‬بِ ْري ِمين ِْج َها ْم»‪« ،‬بِ ْر ِمن ِْج َها ْم»‪« ،‬بِ ْر ِمين ِْج َها ْم»‬
‫«سج ِريدْ هون ِ‬
‫ْك ْه»‪،‬‬ ‫«سي ْغ ِريدْ هو ْنكَا»‪ِ ،‬‬ ‫«سيج ِريدْ هو ْنكَة»‪ِ ،‬‬ ‫‪ِ :Sigrid Hunke‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫«زي ْغ ِريدْ ُهو ْن َك ْه» ‪ ....‬إلخ‬
‫«ديت ْ‬
‫ُون»‬ ‫ُون»‪ِ ،‬‬‫ُون»‪َ « ،‬دات ْ‬ ‫‪َ « :Dayton‬دا ْيت ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تا»‪« ،‬إِنْغ ْل َ‬
‫تة» ‪ ...‬إلخ‬ ‫تا»‪« ،‬إِنْك ْل َ‬ ‫(‪« :)England Englitera‬إِنْج ْل َ‬
‫يس»‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يس»‪« ،‬مينْ َيا ُبول ْس»‪« ،‬منْ َيا ُبول ْ‬ ‫‪« :Minneapolis‬مينْ َيا ُبول ْ‬
‫Ÿ Ÿكام يرتفع التحدي أكثر وأكثر أمام خيار حرص هذه الكلامت يف جداول بسبب‬
‫دخول اللواصق العربية عىل الكلامت األجنبية املكتوبة باحلروف العربية‪ ،‬بل‬
‫ويمكن هلذا الدخول أن يغري من هجاء هذه الكلامت؛ ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫يم َّي ِة» ‪ ...‬إلخ‬
‫َاد ِ‬
‫لك ِ‬
‫ون»‪« ،‬لِ ْ َ‬ ‫َاد ِ‬
‫يم ُّي َ‬ ‫يمي»‪َ « ،‬ا ْلَك ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم َيا)‪َ « :‬أكَاد ّ‬
‫ِ‬
‫( َأكَاد ْ‬
‫او ّي»‪ ... ،‬إلخ‬ ‫( َف َرن َْسا)‪« :‬ا ْل َف َرن ِْس ُّي َ‬
‫ون»‪َ « ،‬ا ْل َف َرن َْس ِ‬

‫«الَ ْر َم ْن»‪َ « ،‬أ ْر َمن ِّّي» ‪ ...‬إلخ‬ ‫( َأ ْر ِمينْ َيا)‪ْ :‬‬

‫Ÿ Ÿويزيد الطني بِ َّل ًة أن ً‬


‫كثريا من الكلامت األجنبية التي تكتب بحروف عربية قد‬
‫يم»‪،‬‬‫ِ‬ ‫(«مري»‪ِ ،‬‬
‫تشرتك هجائيا مع كلامت عربية؛ مثل األسامء األجنبية ِ‬
‫يت»‪« ،‬ت ْ‬
‫«م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ًّ‬

‫‪-96-‬‬
‫« ُد ْ‬
‫ون»‪ )... ،‬ومشرتكاهتا اهلجائية العربية («مري»‪« ،‬ميت»‪« ،‬تيم»‪« ،‬دون» ‪...‬‬
‫إلخ)‪.‬‬
‫نضجا ملعاجلة اللغة العربية‬
‫ً‬ ‫وبسبب هذه املشكالت جمتمع ًة‪ ،‬فإن األنظمة األكثر‬
‫حاسوب ًّيا تتَّبع مقاربات أخرى أكثر احرتا ًفا يف هذا الصدد يمكن تصنيفها حتت القسمني‬
‫التاليني‪:‬‬
‫يؤجل التعامل مع هذه املسألة بعد التحليل الرصيف إىل حني إجراء‬‫القسم األول ِّ‬
‫حتليالت لغوية من طبقات أعىل وذلك مثل «تَعيني أقسام الكالم» ((‪Part-of-‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ املسألة جز ًءا من‬ ‫تعتب‬
‫‪ Speech Tagging‬و‪/‬أو الدِّ اللة و‪/‬أو النحو‪ ،‬حيث َ‬
‫مسألة متييز «أسامء األعالم» (‪ )Proper Names‬عن سواها من كلامت النص والتي‬
‫املرجحة من خمرجات تلك الطبقات‬ ‫تو َّظف هلا عاد ًة أساليب تعتمد عىل بعض القرائن ِّ‬
‫اللغوية الالحقة إىل جانب النامذج اإلحصائية الرياضية‪.‬‬
‫القسم الثاين ُي ِْرج هذه املسألة من إطار طبقة التحليل الرصيف‪ ،‬ويصدِّ رها ببساطة‬
‫إىل مستوى التطبيق القائم عىل هذه املعاجلة اللغوية‪ .‬واملنطق وراء ذلك هو أن االحتامل‬
‫ٍ‬
‫عندئذ من‬ ‫التباسا وذلك بام يتوافر‬ ‫سا وأقل‬
‫ً‬ ‫كبري أن يكون احلل ضمن التطبيق أكثر ُي ْ ً‬
‫جزئي‬
‫ٍّ‬ ‫معلومات إضافية ‪ -‬أو حتى قيود إضافية ‪ -‬كام أن التطبيق ربام يتطلب جمرد متييز‬
‫فقط أو حتى ال يتطلب من األصل متييز الكلامت األجنبية املكتوبة بحروف عربية‪.‬‬
‫كثريا هبذا التمييز‪ ،‬يف‬
‫ال قد ال هتتم ً‬‫وعىل سبيل املثال؛ فإن تطبيقات الربط املعجمي مث ً‬
‫حني أن تطبيقات البحث النيص أو اسرتجاع املعلومات قد يكون الوعاء النيص الذي‬
‫تبحث فيه مق ِّيدً ا الحتامالت تأويل الكلامت سواء العربية أم األجنبية والتمييز بينهام‬
‫ال عن أن هذا النوع من التطبيقات عمو ًما غري مرهف احلساسية لألخطاء يف هذا‬ ‫فض ً‬
‫فه ُّمها الرئييس هو دقة استنباط الضبط‬ ‫الصدد‪ ،‬أما تطبيقات التشكيل الصويت اآليل َ‬
‫الصويت لكل الكلامت املكتوبة بالنص العريب سواء أكانت عربية أم أجنبية ولذلك فقد‬
‫يكون من األفضل أن حتتفظ بكل التأويالت املمكنة ويف هناية املطاف تفاضل بينها‬
‫احتامل ًّيا وفق نامذج إحصائية وربام مع قيود فونولوجية تضمن موافقة الضبط الصويت‬
‫(‪.)1‬‬
‫املرجح للقوانني الصوتية العربية‬
‫َّ‬
‫‪ -1‬القسم السادس من هذا الفصل خمصص لتطبيقات التحليل الرصيف اآليل للنص العريب‪.‬‬

‫‪-97-‬‬
‫‪ -2.2‬تصنيف الكلامت العربية‬
‫معتب‬
‫وبالعودة اآلن إىل استعراض بقية احلاالت التي يمكن أن ينتجها حملل رصيف َ‬
‫عند تشغيله عىل كلمة عربية رقمية خام‪ ،‬فإنه يمكن أن يعثر عىل تركيب رصيف (أو‬
‫تراكيب رصفية) تناظر كلمة (أو كلامت) عربية تقابل هذه الكلمة اخلام وهو املسار‬
‫الرئييس األول حسب الشكل رقم (‪ )2-3‬أدناه‪.‬‬
‫مرصفة أو كلمة عربية غري‬
‫يقودنا هذا املسار بدوره إىل أحد مسارين؛ إما إىل كلمة عربية َّ‬
‫مرصفة‪ ،‬ونبدأ بمسار الكلمة العربية املرصفة وهي احلالة رقم ‪ 1.1‬يف الشكل رقم (‪.)2-3‬‬‫َّ‬
‫فاللغة العربية تؤول الغالبية الكاسحة من كلامهتا إىل مواد لغوية أولية ُي ْط َلق عليها‬
‫ٍ‬
‫عندئذ‬ ‫«جذور» وكل جذر منها هو عبارة عن؛ إما ثالثة حروف ‪ -‬وهو األكثر ‪ -‬ويسمى‬ ‫ُ‬
‫«جذرا ثالثيا» مثل مادة (ن‪ ،‬ص‪ ،‬ر)‪ ،‬أو أربعة حروف ‪ -‬وهو األقل ‪ -‬ويسمى عندئذٍ‬ ‫ِ‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ذرا رباع ًّيا» مثل مادة (ع‪ ،‬ر‪ ،‬ق‪ ،‬ل)‪ .‬وتتولد الكلمة من صب إحدى هذه املواد يف‬ ‫ِ‬
‫«ج ً‬
‫(الص َيغ) الرصفية القياسية‪ ،‬والصيغة الرصفية هي كلمة بضبط صويت كامل‬ ‫أحد القوالب ِّ‬
‫إال أن هبا ثالثة حروف (إذا كانت صيغ ًة للجذور الثالثية) أو أربعة حروف (إذا كانت‬
‫صيغ ًة للجذور الرباعية) متغرية قابلة الستبداهلا بحروف اجلذر عند صبه يف هذه الصيغة‪.‬‬
‫اعل» عىل سبيل املثال هي صيغة تقبل اجلذور الثالثية وتكون حروف‬ ‫فصيغة « َف ِ‬
‫الفاء والعني والالم يف الصيغة حرو ًفا عامة تقبل استبداهلا بحروف اجلذر الثالثي‬
‫عىل الرتتيب؛ فإذا صببنا عىل سبــيل املثــال جــــذر «ن ص ر » يف هــذه الصيغة‬
‫َاص»‪ ،‬وبنفس األسلوب إذا صببنا مادة «ع ر ق‬ ‫(ف=ن‪،‬ع=ص‪ ،‬ل=ر) تتولد كلمة «ن ِ‬
‫ل» يف صيغة للجذور الرباعية مثل « َف َعالِيل» ‪ -‬حيث حيل احلرف الرابع من اجلذر حمل‬
‫الالم الثانية من الصيغة الرصفية ‪ -‬تتولد كلمة « َع َر ِاقيل» وكذلك إذا ُص َّبت نفس املادة‬
‫يف الصيغة الفعلية « َف ْع َل َل» تتولد كلمة « َع ْر َق َل»‪ ...‬وهكذا تسري عملية اشتقاق الغالبية‬
‫العظمى من الكلامت العربية التي هي كلامت عربية منتظمة الترصيف‪.‬‬
‫إىل جانب ذلك يوجد عدد حمدود جدًّ ا (بضع مئات قليلة) من الكلامت العربية غري‬
‫منتظمة الترصيف ت ََو َّلدَ ك ٌُّل منها نتيجة صب أحد اجلذور يف قالب رصيف غري قيايس‬
‫(أي أنه قالب غري صالح لتوليد كلامت أخرى غري هذه الكلمة بالتحديد) أو ربام كان‬
‫ترصيفها قياس ًّيا يف البداية ثم وقع شذوذ عنه ثم شاع الشذوذ ‪ -‬لسهولة نطقه مث ً‬
‫ال ‪ -‬بينام‬

‫‪-98-‬‬
‫«ات ََذ» من مادة (أ‪ ،‬خ‪ ،‬ذ) وكان املفرتض‬ ‫َخ ُف َت القياس‪ .‬ومن أمثلة ذلك الكلمة الفعلية َّ‬
‫َخ َذ» عىل صيغة (ا ْف َت َع َل) القياسية وذلك مثل‬ ‫أن يؤدي ترصيفها القيايس إىل كلمة «ا ْئت َ‬
‫ــر» مــن (أ‪ ،‬م‪ ،‬ر)‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫نظرياهتا «ا ْئت ََم َن» من (أ‪ ،‬م‪ ،‬ن) وكذلك «ا ْئت ََم َ‬
‫وحمصل ُة ذلك أن مسار الكلمة العربية املرصفة (‪ )1‬يتفرع بدوره إىل أحد مسارين؛‬
‫إما إىل مسار الكلمة العربية منتظمة الترصيف (املر َّقم ‪ 1.1.1‬يف الشكل رقم ‪)2-3‬‬
‫أو إىل مسار الكلمة العربية غري منتظمة الترصيف (واملر َّقم ‪ 2.1.1‬يف نفس الشكل)‪.‬‬
‫أما مسار الكلامت العربية غري املرصفة ‪ -‬ور ْق ُمه ‪ 2.1‬يف الشكل رقم (‪ - )2-3‬فهو‬
‫خيتص بنوعني من الكلامت ال تتولد نتيجة عملية رصفية كالتي عرضناها للتو‪ ،‬ولكنها‬
‫دخلت اللغة كام هي عىل حاهلا (‪ )2‬من حيث ثبات اهلجاء والضبط الصويت (ربام باستثناء‬
‫َغي احلركة الصوتية اإلعرابية مع تغري املحل اإلعرايب ملا هو ُم ْع َرب من هذه الكلامت)‪.‬‬
‫ت ُّ‬
‫ويقودنا هذا املسار بدوره إىل أحد مسارين؛ إما إىل كلمة جامدة وهي احلالة رقم ‪1.2.1‬‬
‫يف الشكل رقم (‪ )2-3‬أدناه‪ ،‬أو إىل كلمة م َع َّربة وهي احلالة رقم ‪ 2.2.1‬يف نفس الشكل‪.‬‬
‫أ َّما الكلامت اجلامدة فهي بضع مئات قليلة من الكلامت العربية لكنها عالية التكرار‬
‫يف النص العريب‪ ،‬وأغلبها أدوات كحروف جر‪ ،‬وحروف ناسخة‪ ،‬وأسامء إشارة‪،‬‬
‫وأسامء موصولة‪ ،‬وحروف نداء‪ ،‬وضامئر منفصلة ‪ ...‬إلخ؛ وذلك مثل ِ‬
‫«م ْن»‪« ،‬إِ َّن»‪،‬‬
‫« َذا»‪« ،‬ا َّلتِي»‪َ « ،‬يا»‪« ،‬ن َْح ُن»‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫أيضا بضع مئات قليلة من الكلامت التي دخلت اللغة‬ ‫وأ َّما الكلامت امل َع َّربة فهي ً‬
‫العربية مــن لــغات احلضارات املجــاورة (كالفــــارسية واحلبشــية والســريانية‬
‫والرومــانية‪ )....‬واستقرت فيها وربام عَدَّ ل العرب من أصواهتا لتالئم ذائقتهــم‬
‫اللغوية‪ ،‬ومما يدل عىل استقرار هذه األلفاظ يف اللغة العربية أن القرآن الكريم وقد‬
‫َبق»‬‫املعربة؛ «إِ ْست ْ َ‬
‫بعضا منها‪ .‬ومن أمثلة تلك الكلامت َّ‬ ‫يب مبني قد أورد ً‬ ‫نزل بلسان عر ٍّ‬
‫ِ‬
‫وسف‪،‬‬ ‫ون‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫وسى‪َ ،‬ه ُار ْ‬
‫ني» (وأصلها حبيش)‪ُ « ،‬م َ‬‫َبه» الفارسية)‪« ،‬آم ْ‬ ‫(وهي من «إِ ْست ْ َ‬
‫َم ْر َيم ‪ ...‬إلخ» (وهي أسامء عربانية)‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬حيتوي القسامن الثالث والرابع من هذا الفصل عىل املزيد حول طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬مثل كل أنواع الكلامت العربية‪ ،‬فإن هذه الكلامت غري املرصفة تقبل إضافة اللواصق إليها (من سوابق ولواحق) حتت‬
‫رشوط معينة‪ ،‬وحيتوي القسامن الثالث والرابع من هذا الفصل عىل املزيد حول هذا األمر‪.‬‬

‫‪-99-‬‬
‫آخ َر ها ًما للتعريب‬ ‫ومن اهلام يف هذا املقام اإلشارة إىل أن اللغة العربية تعتمد أسلو ًبا َ‬
‫أكثر مرونة من هذه الفئة املحدودة من الكلامت امل َع َّربة‪ ،‬ويعتمــد هــذا األسلوب عىل‬
‫ظ األجنبي وجعلها ماد ًة جلذر رباعي يمكن‬ ‫متييزا لِ َّل ْف ِ‬
‫اختيار احلروف األربعة األكثر ً‬
‫رشحه عالِ َي ُه يف احلالة رقم ‪ 1.1.1‬فعىل سبيل املثال؛ اجلذر الرباعي‬ ‫ترصيفه كام سبق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص من الكلمة الفرنسية «ت ِلف ْز ُيون» و ُي ْشتَق منه « َت ْل َف َز»‪َ « ،‬ت ْل َف َزة»‪،‬‬ ‫(ت‪ ،‬ل‪ ،‬ف‪ ،‬ز) مستخ َل ٌ‬
‫ِ‬
‫ص من الكلمة‬ ‫«ت ْل َفاز»‪َ « ،‬م َت ْل َفز» ‪ ...‬إلخ‪ ،‬كام أن اجلذر الرباعي (هـ‪ ،‬ن‪ ،‬د‪ ،‬س) مستخ َل ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫«هنْدَ َسة»‪ُ « ،‬م َهن ِْدس»‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫«هنْدَ َس»‪َ ،‬‬ ‫الفارسية «إِنْدَ َازة» و ُي ْشتَق منه َ‬
‫كلمة عربية رقمية خام‬
‫‪ -1‬عربية سليمة ‬
‫مرصفة‬‫ ‪َّ -1.1‬‬
‫ِ‬
‫‪ -1.1.1‬منتظمة‬
‫ني‪َ ،‬فا ْل ُب ْلدَ ان‪َ ،‬ي ْق َر ُؤو َن ُه ‪...‬‬ ‫احثِ َ‬ ‫أمثلة‪ :‬لِ ْلب ِ‬
‫َ‬
‫رصيف)‬ ‫ِ‬
‫‪ -2.1.1‬غري منتظمة (استثناء‬
‫ّ‬
‫أمثلة‪ :‬اهلل‪َ ،‬ت ْق َوى‪َ ُ ،‬تم ‪...‬‬
‫مرصفة‬
‫‪ -2.1‬غري َّ‬
‫‪ -1.2.1‬جامدة‬
‫أمثلة‪ُ :‬ه َو‪ ،‬ا َّل ِذي‪ ،‬م ْن‪َ ،‬م َع ُه ْم ‪...‬‬
‫ِ‬
‫‪ -2.2.1‬م َع َّربة‬
‫َبق‪َ ،‬ج َهنَّم ‪...‬‬ ‫يم‪ ،‬إِ ْست ْ َ‬
‫ِ‬
‫ني‪ ،‬إِ ْب َراه ْ‬ ‫أمثلة‪ِ :‬آم ْ‬
‫‪ -2‬غري عربية‬
‫‪ -1.2‬أجنبية مكتوبة بحروف عربية‬
‫َان‪َ ،‬ب ْر َلانِ َّية‪َ ،‬ال ِّت ْكنُو ْق َراط َّية ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫اشنْ ُط ْن‪ ،‬ت ُْرك َُمنِ ْست ْ‬ ‫أمثلة‪ :‬و ِ‬
‫َ‬
‫‪ -2.2‬خاطئة‬
‫أمثلة‪ :‬لنبنمسبمن‪ ،‬ألظباط‪ ،‬بكقاجيكت‪ ،‬كاملبينبالشكل‪...‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :2-3‬تصنيف ما يمكن أن تؤول إليه أية كلمة عربية رقمية خام بعد حتليلها رصف ًّيا‪.‬‬

‫أيضا؛ اجلذر الرباعي (أ‪ ،‬ت‪ ،‬م‪ ،‬ت) لتعريب كلمة «‪ »automation‬الدالة عىل التشغيل اآليل‬
‫‪ -1‬من األمثلة األكثر حداثة ً‬
‫ٍ‬
‫ملهمة ما‪ ،‬وكذلك اجلذر الرباعي (ق‪ ،‬و‪ ،‬ق‪ ،‬ل) من اسم رشكة «‪ »Google‬ليدل عىل البحث يف »الشبكة‬ ‫أو التلقائي‬
‫العنكبوتية ‪.»Internt‬‬

‫‪-100-‬‬
‫‪ -3‬طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية‬
‫اصطالحا اسم‬
‫ً‬ ‫دائم عىل جزء أسايس ُي ْط َلق عليه‬ ‫حيتوي جسم الكلمة العربية ً‬
‫«اجل ْذع» (‪ )Stem‬وهو اجلزء الذي جرى للتو عرض أصنافه وكيفية نشوء كل منها‬ ‫ِ‬
‫يكون بمفرده الكلمة العربية يف حالتها العامة‪ ،‬بل‬ ‫يف القسم السابق‪ .‬لكن اجلذع ال ِّ‬
‫اصطالحا اسم «السابقة»‬
‫ً‬ ‫آخر يتقدم عليه و ُي ْط َلق عليه‬‫إنه يمكن أن يلتصق بجزء َ‬
‫اصطالحا اسم‬
‫ً‬ ‫((‪ ،prefix‬كام يمكن أن يلتصق باجلذع جزء ثالث َيتْب ُع ُه و ُي ْط َلق عليه‬
‫«الالحقة» (‪ .)suffix‬و ُي ْص َط َلح عىل تسمية السوابق واللواحق م ًعا «باللواصق»‬
‫(‪ .)affixes‬وبطبيعة احلال فإن اللواصق تضاف إىل اجلذع إلنتاج كلمة توائم بنيتُها‬
‫النحوي وكي تكتمل ِداللتها يف السياق املعنوي للكالم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الوظيفية سيا َقها‬
‫«ر َهان» ‪ -‬من مادة «ر هـ ن» املصبوبة‬‫فعىل سبيل املثال إذا كان لدينا جذع الكلمة ِ‬
‫«الر َهان»‪ ،‬فإذا‬ ‫ِ‬
‫يف الصيغة الرصفية «ف َعال» ‪ -‬فإن إضافة السابقة «الـ» إليها ينتج كلمة ِّ‬
‫«الر َهانَات»‪ .‬ويف حـــني أن الســـابقة يف هذا‬‫أضفنا إليها الالحقة «ات» صارت ِّ‬
‫املثــال قد أضافـــت ِس َمة التعريف فإن الالحقة قد أضافت ِس َمتَي اجلمع والتأنيث‪،‬‬
‫فإذا كانت هذه الكلمة قد وردت ‪ -‬عىل سبيل املثال ‪ -‬يف عبارة (‪ ...‬مع أن هذه‬
‫الرهان ِ‬
‫َات الكبري َة كانت حمل تساؤل منذ البداية ‪ )...‬فإن إفادة السابقة يف هذا السياق هو‬ ‫ِّ َ‬
‫التعريف بغرض التخصيص؛ بام يعني هذه الرهانات بالتحديد وليس أية رهــانــات‬
‫أخــرى‪ ،‬كمــا أن الالحقة أفادت اجلمع وألن املفردة تدل عىل غري عاقل فإهنا قد‬
‫استخدمت صيغــة مجع املؤنث‪ ،‬ونالحظ كذلك ما تقتضيه سالمة الرتكيب النحوي‬
‫من موافقة الصفة «الكبرية» ملوصوفها «الرهانات» من حيث التعريف والنوع (التأنيث‬
‫يف هذه احلالة) بينـام احتفظـــت الصفة باإلفراد لكون موصوفها غري عاقل ويامثل‬
‫كل من اسم اإلشــارة «هــذه» الذي يسـبق الكلمــة والفعل الذي‬ ‫الصفـــة يف ذلك ٌّ‬
‫يعود عليها «كانــت»(‪.)1‬‬
‫ومن أجل حوسبة البِنْية الرصفية للكلمة العربية‪ ،‬علينا أن ننتبه إىل أربع مسائل‬
‫أساسية وهي مسألة اللواصق املركَّبة‪ ،‬ومسألة ضامن عدم التنافر بني أي زوجني من‬

‫‪ -1‬الحظ التغري يف سمة العدد بالنسبة للصفة واسم اإلشارة والفعل عندما يكون املوصوف عاقالً؛ كأن تصري العبارة كام‬
‫ييل‪ ...( :‬مع أن هؤالء السيدات الكبريات ُك َّن حمل ترحيب منذ البداية ‪.)...‬‬

‫‪-101-‬‬
‫األجزاء الثالثة ألية كلمة سليمة‪ ،‬ومسألة التأثري املتبادل يف بنية األجزاء الثالثة عند‬
‫التحامها يف كلمة واحدة‪ ،‬ثم مسألة التوافق مع الفونولوجيا العربية عرب اإلعالل‬
‫واإلبدال واحلذف‪.‬‬

‫‪ -1.3‬اللواصق البسيطة واللواصق املركبة‬


‫فمن حيث املسألة األوىل‪ ،‬فإن السابقة قد تكون بسيطة ذات عنرص واحد؛ وذلك‬
‫املضارعة‪ ... ،‬إلخ) كام أهنا قد تكون مركَّبة من‬
‫َ‬ ‫مثل («الـ» التعريف‪« ،‬بـ» اجلر‪« ،‬يـ»‬
‫أكثر من عنرص واحد؛ وذلك مثل («بِالـ»‪َ « ،‬ف َسيـ»‪ ... ،‬إلخ) وذلك كام يف «بِاألدوات»‬
‫و« َف َس َيعلمون» عىل الرتتيب‪ .‬وكذلك هو احلال بالنسبة لِ َّلحقة التي قد تكون بسيطة‬
‫ذات عنرص واحد؛ وذلك مثل («ـة»‪« ،‬ـوا»‪« ،‬ـهم»‪ ... ،‬إلخ) كام أهنا قد تكون مركَّبة؛‬
‫ساعدوه ْم» عىل‬
‫ُ‬ ‫َان» و «لِ ُي‬
‫«ـوهم»‪ ... ،‬إلخ) وذلك كام يف «كاتبت ِ‬
‫ُ‬ ‫وذلك مثل («ـت ِ‬
‫َان»‪،‬‬
‫الرتتيب‪.‬‬
‫ويف حني أن املقاربة األصعب تسلك سبيل توصيف اللواصق البسيطة فقط حاسوب ًّيا‬
‫لربجميات التحليل الرصيف ومن َث َّم إلقاء عبء رد اللواصق املركَّبة إىل مكوناهتا البسيطة‬
‫عىل عاتق املعاجلة احلاسوبية لتلك الربجميات‪ ،‬فإن املقاربة األيرس واألكثر واقعية تقوم‬
‫بحرص كل السوابق املركَّبة وكل اللواحق املركَّبة املمكنة يف اللغة العربية ‪ -‬وهو أمر ممكن‬
‫حيث أن عدد كل منها بضع مئات حمدودة ‪ -‬ثم َيري بعد ذلك التوصيف احلاسويب‬
‫لكل من تلك اللواصق من حيث اهلجاء والضبط الصويت‬ ‫يف برجميات التحليل الرصيف ٍّ‬
‫والف ْعل البنيوي وهذان العنرصان األخريان يف التوصيف مها اللذان يسلامننا‬ ‫والسمت ِ‬
‫ِّ َ‬
‫للمسألتني التاليتني‪.‬‬

‫‪ -2.3‬رشوط التحام اللواصق بجذع الكلمة‬


‫أما املسألة الثانية فهي أن التحام اللواصق بجذع الكلمة ال ُبدَّ أن حيقق رشوط‬
‫عدم التنافر بني أي جزأيــن من األجزاء الثالثــة األساسيــة للكلمــة (السابقــة‪،‬‬
‫اجلـــذع‪ ،‬الالحقة)‪ ،‬فيمكن ‪ -‬عىل سبيل املثال ‪ -‬أن تلتحم سابقة «الـ» التعريف مع‬
‫جذع الكلمــة االســمي «صالــِح» مع الالحــقة «ة» لتكويـــن الكلمـة «الص ِ‬
‫الــَة»‬ ‫َّ‬ ‫ّ َ‬
‫أيضا عىل سبيل املثال‬
‫ألن هــذه األجــزاء الثالثة ال يتنافر فيها أي زوجني‪ ،‬كام يمكن ً‬

‫‪-102-‬‬
‫املضارعة مع جذع الكلمة الفعيل « َتنَا َفس» مع الالحقة «ـون»‬ ‫َ‬ ‫أن تلتحم سابقة «يـ»‬
‫إلسناد الفعل املضارع إىل مجع املذكر ورفعه بثبوت النون لتكوين الكلمة « َي َتنَا َف ُسون»‪،‬‬
‫وذلك ألنه يف كــال املثــالني ال يتنافر أي جزأين من األجزاء الثالثة للكلمة‪ .‬بينام ال‬
‫ال أن تلتحم سابقة «يـ» املضارعة مع جذع الكلمة االسمي « َم َصابِيح»‪ ،‬وال‬ ‫يمكن مث ً‬
‫واملضارعة – والتي‬ ‫َ‬ ‫«سيـ» للتسويف‬‫يمكن كذلك أن جتتمع يف كلمة واحدة سابقة َ‬
‫تقتيض لزوم الفعل حالة الرفع ‪ -‬مع الحقة «ـوا» التي تشري إىل حالة نصب أو جزم‬
‫الفعل املضارع (أو األمر) املسند جلمع املذكر‪.‬‬
‫وللتأكد من َ َت ُّقق رشوط عدم التنافر هذه يمكن اتباع أسلوب ريايض يسهل تنفيذه‬
‫حاسوب ًّيا ومؤداه أن جيري تعريف فئة حمدودة من السامت األساسية ‪ -‬يكون عددها يف‬
‫أي من السوابق‬
‫حدود عرشات قليلة ‪ -‬التي تغطي كل السامت التي يمكن أن تتخذها ٌّ‬
‫{ اسمية‪ ،‬حمايدة‪ ،‬فعلية‪ ... ،‬إلخ}‪ ،‬وكذلك جيري تعريف فئة أخرى للسامت األساسية‬
‫لِ َّلواحق‪ ،‬وبنا ًء عىل ذلك جيري إعداد جدول تبني خالياه احلالة بني كل عنرصين من‬
‫ٍ‬
‫عندئذ عىل صفر) أو التواؤم (وحتتوي‬ ‫هاتني الفئتني من حيث التنافر (حتتوي اخللية‬
‫ٍ‬
‫عندئذ عىل واحد)‪.‬‬
‫التوصيف احلاسويب لكل الصقة ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫وأثنا َء إعداد برجميات التحليل الرصيف ُي َض َّمن‬
‫شفرات (أكواد) السامت التي تنطبق عليها‪ ،‬وكذلك‬ ‫ِ‬ ‫سواء كانت سابقة أم الحقة ‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي َض َّمن التوصيف احلاسويب لكل قالب رصيف (نياب ًة عن اجلذع) السامت غري املقبولة يف‬
‫اللواصق التي تلتحم معه (وأحيانًا سم ًة يتحتم وجودها يف الالصقة التي تلتحم معه)‪.‬‬
‫وتأسيسا عىل كل ما سبق يمكن أن تتحقق برجميات التحليل الرصيف يف «وقت‬ ‫ً‬
‫التشغيل» ((‪ runtime‬من تواؤم إحدى السوابق مع إحدى اللواحق ببساطة عن طريق‬
‫التأكد أنه ال توجد أية سمة لِ َّلصقة تتنافر مع أية سمة لِ َّلحقة وذلك بمراجعة اخلاليا‬
‫املناسبة يف اجلدول املشار إليه عالِ َيه‪ ،‬ويمكن بعد ذلك التأكد من أن توصيف سامت‬
‫كل من السابقة والالحقة ال حيتوي عىل أية سمة غري مرغوب فيها من قبل القالب‬
‫الرصيف(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬وكذلك أن توصيف سامت كل من السابقة والالحقة حيتوي عىل أية سمة يتحتم وجودها يف القالب الرصيف‪.‬‬

‫‪-103-‬‬
‫‪ -3.3‬التأثري البنيوي املتبادل بني اللواصق واجلذع‬
‫وتتعلق املسألة الثالثة بأن السابقة واجلذع عند التحامهام يؤثران بشكل متبادل يف‬
‫بعضهام البعض من حيث اهلجاء والضبط الصويت‪ ،‬وكذلك هو احلال عند التحام اجلذع‬
‫والالحقة م ًعا‪ ،‬فعىل سبيل املثال؛ إذا التحمت السابقة «بِالـ» باجلذع «ا ْقتِ َصاد» (الناتج‬
‫عن صب مادة اجلذر «ق ص د» يف القالب الرصيف «ا ْفتِ َعال») فإن ألف الوصل التي‬
‫دائم بسبب اتصاهلا بالسابقة (وهذا هو فِ ْعل السابقة يف‬ ‫تتصدر اجلذع تصري غري منطوقة ً‬
‫اجلذع) ولكن ذلك يؤدي إىل تتابع ساكن َْي (الالم يف السابقة والقاف يف اجلذع) وهو‬
‫ي َّرك الساكن‬
‫ما خيالف القوانني الصوتية (الفونولوجية) العربية وللخروج من ذلك ُ َ‬
‫األول وهو الالم بالكرس (وهذا هو فِ ْعل اجلذع يف السابقة) وتكون نتيجة هذا االلتحام‬
‫ِ ِ‬
‫«ص َم َت» (الناتج عن صب‬ ‫هي «بِال ْقت َصاد»‪ .‬وعىل اجلانب اآلخر‪ ،‬إذا التحم اجلذع َ‬
‫مادة اجلذر «ص م ت» يف القالب الرصيف « َف َع َل») مع الالحقة «تُم» ‪ -‬وهي ضمري‬
‫الرفع للمخا َطبِني ‪ -‬فإن هذه الالحقة تقتيض تسكني آخر حروف الفعل املايض وهي‬
‫التاء (وهذا هو فِعل الالحقة يف اجلذع) فيصري لدينا حرفان متشاهبان أوهلام ساكن وهو‬
‫ما تقتيض القوانني الصوتية العربية إدغامهام م ًعا يف حرف مشدد (وهذا هو فِعل اجلذع‬
‫«ص َمتُّم»‪.‬‬
‫يف الالحقة) فتكون نتيجة هذا االلتحام هي َ‬
‫وللتعامل حاسوب ًّيا مع هذه املسألة فإنه جيري تعريف فئة حمدودة العدد من التأثريات‬
‫ال متبا َدالً بني بنية السابقة واجلذع‪ ،‬كام جيري كذلك تعريف فئة‬ ‫كل منها فِ ْع ً‬
‫التي يمثل ٌّ‬
‫كل منها فِ ْع ً‬
‫ال متبادالً بني بنية اجلذع‬ ‫أخرى حمدودة العدد من التأثريات التي يمثل ٌّ‬
‫كل من هذه التأثريات يف كلتا الفئتني عبارة عن إجراء حاسويب مكون‬ ‫والالحقة‪ .‬ويكون ٌّ‬
‫من خطوات مرشوطة لتعديل بِنْ َيتَي اجلزأين امللتحمني حسب ما يصادفه اإلجراء من‬
‫حروف وحركات يف السابقة والصيغة الرصفية امللتحمتني أو الصيغة الرصفية والالحقة‬
‫امللتحمتني‪ .‬وجيري بطبيعة احلال تضمني رمز هلذا اإلجراء يف التوصيف احلاسويب لكل‬
‫يب لكل‬
‫التوصيف احلاسو ُّ‬
‫ُ‬ ‫الصقة أثناء إعداد برجميات التحليل الرصيف‪ ،‬كام ُي َض َّمن‬
‫صيغة رصفية «راي ًة» ((‪ flag‬وهي عبارة عن رمز رقمي ينتمي لفئة حمدودة العدد) قد‬
‫كرها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السابق ذ ُ‬ ‫التأثريات‬ ‫خطوات‬ ‫تدخل قيمتها ضمن رشوط تنفيذ بعض‬

‫‪-104-‬‬
‫‪ -4.3‬اإلعالل واإلبدال واحلذف‬
‫أما املسألة الرابعة واألخرية فهي متعلقة بتكوين جذع الكلمة عرب صب مادة اجلذر‬
‫أيضا «القالب الرصيف» وكذلك «امليزان الرصيف»)‪ ،‬وهو‬ ‫يف الصيغة الرصفية (وتسمى ً‬
‫ما مررنا عليه رسي ًعا يف القسم السابق ونود هنا أن نلقي الضوء عىل مزيد من التفاصيل‬
‫اهلامة بخصوصه‪ .‬فبالنسبة لعدد الصيغ الرصفية األساسية يف اللغة العربية بام فيها‬
‫الصيغ االسمية والفعلية وبام فيها صيغ اجلذور الثالثية والرباعية فإن عددها مجي ًعا قد‬
‫ال عىل املئة صيغة‪ ،‬هذا بافرتاض أن كل حروف الصيغة الرصفية املتغرية جيري‬ ‫يربو قلي ً‬
‫التعويض عنها بشكل مبارش بحروف مادة اجلذر وهي احلالة التي عرضناها و َم َّث ْلنا هلا‬
‫يف القسم السابق‪ ،‬ولكن األمر يف الواقع أكثر تعقيدً ا من ذلك‪.‬‬
‫ولتفهم ذلك ينبغي علينا أن نتذكر أن الرصف طبقة لغوية تالية للطبقة الصوتية‬
‫(الفونولوجية) وهذا يعني أن البناء الرصيف العريب حمكوم بالقوانني الفونولوجية العربية‪،‬‬
‫ويف حني أن هذه القوانني ال متنع التعويض املبارش يف احلروف املتغرية للصيغة الرصفية‬
‫«ص َّحة‪/‬صحيحــة»؛ وذلك مثل صــب مــــادة‬ ‫حني تكون احلروف يف مواضع ِ‬
‫(ك‪ ،‬ث‪ ،‬ر) يف القــــالب الرصيف « َت َفــــا ُعل» حيــــث نحصــل بالتــعويــض‬
‫املباشــر (ف=ك‪ ،‬ع=ث‪ ،‬ل=ر) عىل جذع الكلمة « َتكَا ُثر»‪ ،‬ولكن بعض احلروف قد‬
‫«ع َّلة» أو مواضع «إبدال» صوتية وهو ما جيعل التعويض املبارش يف هذه‬ ‫تقع يف مواضع ِ‬
‫ُ‬
‫تبديل‬ ‫عندئذ من أجل موافقتِها‬
‫ٍ‬ ‫املواضع خمال ًفا للقوانني الفونولوجية العربية فيتوجب‬
‫‪.‬‬
‫احلرف عند أحد هذه املواضع بحرف آخر أو حتى حذ ُفه أحيانًا‬
‫ونرضب لذلك بعض األمثلة؛ فلو عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة (س‪ ،‬ق‪،‬‬
‫مستهجن فونولوج ًّيا يف العربية‬‫َ‬ ‫«استِ ْس َقاي» وهو‬ ‫ي) يف صيغة ِ‬
‫«است ْف َعال» حلصلنا عىل ْ‬
‫ْ‬
‫«است ْس َقاء»‪ .‬ولو عوضنا‬ ‫ِ‬
‫لتطرف الياء بعد ألف ممدودة مما يقتيض حتوهلا إىل مهزة لتصري ْ‬
‫ِ‬
‫«م ْف َعال» حلصلنا عىل «م ْوالد» وهو‬ ‫بشكل مبارش عند صب مادة (و‪ ،‬ل‪ ،‬د) يف صيغة ِ‬
‫غري مقبول فونولوج ًّيا يف العربية ألن الواو الساكنة تيل حركة الكرسة والبد هلا من‬
‫«ميالد»‪ .‬ولو‬ ‫أن تتحرك عىل نفس جنس هذه احلركة فتصري ياء ممدوة فنحصل عىل ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة (ض‪ ،‬ر‪ ،‬ب) يف صيغة «ا ْفت َعال» حلَ ُص ْلنا عىل‬
‫تاب» وهو متعذر النطق لصعوبة االنتقال من خمرج الضاد ‪ -‬وهو حرف َّ‬
‫مفخم‬ ‫ْ ِ‬
‫«اض َ‬

‫‪-105-‬‬
‫– بعد السكون عليه إىل املخرج البعيد عنه للتاء ‪ -‬وهو حرف مر َّقق – فيتوجب لذلك‬
‫مفخمها فتصري طا ًء يمكن االنتقال إليها ب ُي ْس بعد الضاد الساكنة‬ ‫حتريك حرف التاء إىل َّ‬
‫«اضطِ َراب»‪ .‬ولو عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة )ت‪ ،‬ل‪ ،‬و) يف‬ ‫فنحصل عىل ْ‬
‫صيغة فعل األمر «ا ْف ُع ْل» حلصلنا عىل «ا ْت ُل ْو» ‪ -‬هذا بالطبع إذا مل تكن هناك الحق ٌة بعد‬
‫مفرد خما َطب ‪ -‬وهو عسري النطق بسبب صعوبة‬ ‫الفعل؛ أي إذا كان األمر مسنَدً ا إىل َ‬
‫املحافظة عىل تسكني الواو بعد حركة الضمة حيث أن الفونولوجيا حينئذ تدفع نحو‬
‫حتريك الواو باملد ولكن ذلك يطمس عالمة إعراب الفعل املجزوم‪ ،‬ولذلك ُ ْت َذف‬
‫الواو كعالمة إعراب ونحصل عىل « ُات ُْل» كفعل أمر جمزوم وعالمة َج ْز ِمه حذف حرف‬
‫العلة وهو الواو يف مثالنا هذا‪.‬‬
‫وتستلزم تغطية حاالت اإلعالل واإلبدال واحلذف يف كل الصيغ الرصفية العربية‬
‫لص َي ٍغ رصفية فرعية تصف كل منها حالة من تلك احلاالت‪،‬‬ ‫إضافة توصيف حاسويب ِ‬
‫وعىل ذلك يتجاوز العدد اإلمجايل للصيغ الرصفية األلف بقليل‪ ،‬كام ُت َع َّي احلروف‬
‫املتغرية يف القسم اهلجائي من التوصيف احلاسويب لكل من هذه الصيغ برموز تدل عىل‬
‫ال بالطبع عن ترتيب ٍّ‬
‫كل منها باملنا َظرة‬ ‫ما إذا كانت صحيحة أو معتلة أو حمذوفة فض ً‬
‫مع حروف اجلذور‪ .‬وجدير بالذكر أن التوصيف الصويت للصيغة الرصفية هو ذاته‬
‫التوصيف الصويت لكل اجلذوع التي يمكن أن تنتج عن صب مادة أي جذر فيها‪ ،‬كام أن‬
‫حمدِّ دات قابلية التحام هذه اجلذوع بال َّلواصق ‪ -‬كام سبق التنويه إليه يف القسم الفرعي‬
‫أيضا التوصيف احلاسويب للصيغة الرصفية (‪.)1‬‬
‫قبل السابق ‪ -‬يتضمنها ً‬

‫‪ -4‬الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية‬


‫بِنا ًء عىل كل ما عرضناه يف القسمني السابقني (الثاين والثالث) من هذا الفصل‪ ،‬فإن‬
‫الكلمة العربية تتولد عرب اخلطوات الثالث التالية‪:‬‬
‫ب أوالً ماد ُة إحدى اجلذور يف إحدى الصيغ الرصفية التي يسمح توصيفها‬
‫ ‪ .‬أت َُص ُّ‬
‫احلاسويب باستقباله (وفق القوانني الفونولوجية العربية) وذلك إلنتاج جذع‬

‫‪ -1‬ملزيد من التفاصيل التقنية الدقيقة لكل ما ورد يف هذا القسم يمكن االطالع عىل الفصل اخلامس باملرجع رقم [‪]15‬‬
‫ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪-106-‬‬
‫الكلمة‪ ،‬ونرمز هلذه العملية كام ييل‪:‬‬
‫جذع كلمة = جذر ⊙← صيغة رصفية‬
‫ ‪.‬بتلتحم إحدى السوابق مع جذع الكلمة الناتج إذا حتققت رشوط عدم التنافر‬
‫بني السابقة والصيغة الرصفية للجذع‪ ،‬مع أخذ التأثري البنيوي املتبادل بني‬
‫السابقة واجلذع يف االعتبار‪ ،‬ونرمز لذلك كام ييل‪:‬‬
‫سابقة ⊕←جذع كلمة = سابقة ⊕←(جذر ⊙← صيغة رصفية)‬
‫ ‪ .‬جتلتحم إحدى اللواحق مع الناتج من اخلطوة السابقة إذا حتققت رشوط عدم‬
‫التنافر بني الالحق والصيغة الرصفية‪ ،‬مع أخذ التأثري البنيوي املتبادل يف‬
‫االعتبار‪ ،‬فنحصل بذلك عىل الكلمة يف شكلها النهائي‪ .‬ويمكننا صياغة هذه‬
‫اخلطوات رمز ًّيا كام ييل‪:‬‬

‫كلمة عربية = سابقة ⊕←(جذر ⊙← صيغة رصفية)→⊕ الحقة‬


‫َّ‬
‫الشكل ‪ :3-3‬الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية‪.‬‬

‫و ُت َعدُّ هذه الصيغ ُة ركيز ًة أساسية حلوسبة الرصف العريب عرب برجميات التحليل‬
‫أي‬
‫استيعاب أية كلمة تقع حتت ٍّ‬
‫َ‬ ‫الرصيف العريب‪ ،‬هذا بالطبع رشيط َة أن تستطيع بالفعل‬
‫ِ‬
‫من أصناف «الكلامت العربية السليمة» املب َّينة يف الشكل رقم (‪ )3-3‬عال َيه‪ .‬ففي حني‬
‫أن القسم السابق قد أوضح بالتفصيل دقة توصيف هذه الصيغة البنائية لبنية الكلامت‬
‫أيضا تنطبق عىل الكلامت العربية استثنائية الترصيف‬ ‫العربية منتظمة الترصيف‪ ،‬فإهنا ً‬
‫حيث يكون جذع كل استثناء رصيف حال ًة فريد ًة ال تقبل معه الصيغة الرصفية االستثنائية‬
‫ب فيها إال جذر وحيد ولذلك فإن توصيفها اهلجائي ال حيتوي عىل أية حروف‬ ‫أن ُي َص َّ‬
‫متغرية‪.‬‬
‫ويتبقى اآلن نوعان من الكلامت العربية غري املرصفة؛ ومها الكلامت اجلامدة‬
‫املعربة (وعددها كذلك مئات قليلة)‪ ،‬وكالمها بحاجة‬ ‫(وعددها مئات قليلة) والكلامت َّ‬
‫وتفسريا يف هذه الصيغة البنــائية العامة للكلمـــة العربيـــة‪ .‬ف َع َل‬
‫ً‬ ‫إىل أن جيد مكانًا‬
‫ناحية الصيغة الرصفية فمن الواضح أنه يمكن مناظرهتا بسهولة ‪ -‬يف كال النوعني ‪-‬‬

‫‪-107-‬‬
‫بحالة االستثناء الرصيف أي أن اجلذع اجلامد أو امل َع َّرب يلعب هو نفسه دور الصيغة‬
‫الرصفية بال أية حروف متغرية‪ ،‬أما عىل ناحية اجلذر فيبدو ألول وهلة أنه عديم القيمة‬
‫دورا قد ُي ِفيد‬
‫دورا يف توليد اجلذع وال الكلمة‪ ،‬ولكننا نستطيع أن نعطيه ً‬
‫ألنه ال يلعب ً‬
‫يف بعض التطبيقات للمعاجلة احلاسوبية للغة العربية‪.‬‬
‫فمن املفيد بالنسبة للجوامد أن ننظر إىل املرتابط منها وظيف ًّيا كعائلة ننتخب إحداها‬
‫(ويفضل أن يكون أبسطــها تركيــ ًبا‪ ،‬أو أكثــرها شيو ًعا) كجذر هلذه العائلة‪ ،‬فعىل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل املثال؛ األسامء املوصــولة {« َم ْن»‪َ « ،‬ما»‪« ،‬ا َّلذي»‪« ،‬ا َّلتي»‪« ،‬ا َّلذين»‪َّ ،‬‬
‫«اللت»‪}..‬‬
‫جذرا وليكن «ا َّل ِذي»‪ ،‬كام يمكن أن ننظر إىل ضامئر‬ ‫يمكن أن ننظر إليها كعائلة ونضع هلا ً‬
‫ْت»‪َ « ،‬أ ْنت َُم»‪َ « ،‬أ ْنت ُْم»‪َ « ،‬أ ْن ُت َّن»}كعائلة‬‫ْت»‪َ « ،‬أن ِ‬
‫الرفع املنفصلة يف حالة اخلطاب {« َأن َ‬
‫ْت»‪ ... ،‬وهكذا‪ .‬ويف حالة وجود جامدة غري مرتبطة بغريها‬ ‫جذرا وليكن « َأن َ‬
‫ونضع هلا ً‬
‫من اجلوامد فإن اجلذر ببساطة يكون مساو ًيا للجذع وكفى‪.‬‬
‫املعربة بمفردها‪،‬‬
‫املعربة فتلك العائالت تضم إما الكلمة َّ‬ ‫أما يف حالة الكلامت َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعربة بتفرعاهتا اهلجائية املختلفة؛ وذلك مثل {« ُموسي َقى»‪ُ « ،‬موسي َقا»‪،‬‬
‫أو الكلمة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جذرا وليكن « ُموسي َقى»‪ ،‬وكذلك {«ميكَال»‪« ،‬ميكَائيل»‪،‬‬ ‫«م ِ‬
‫وسي َقار»‪ }..‬ونضع هلا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جذرا وليكن «م َ‬
‫يخائيل»‪ ... ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫«م َ‬‫ِ‬
‫يخائيل»}ونضع هلا ً‬
‫ويفيد جتميع هذه الكلامت يف عائالت يف بعـض التطبيقات احلاسوبية اهلامة ملعاجلة‬
‫اللغة العربية؛ ومنها عىل سبيل املثال «البحث يف النصوص العربية»‪ ،‬و«اسرتجاع‬
‫املعلومات»‪ ،‬وكذلك يف بعض نواحي التحليل الداليل العريب‪.‬‬
‫جذر‪ ،‬وصيغ ٌة رصفي ٌة‪ ،‬وسابق ٌة‪ ،‬والحق ٌة‪،‬‬
‫وتأسيسا عىل كل ما تقدَّ َم فإنه إذا توافر لدينا ٌ‬
‫ً‬
‫فإننا نستطيع عرب الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية أن نقوم حاسوب ًّيا برتكيب الكلمة‬
‫املكونـــات (بافتـــراض عدم تنافرها)‪ ،‬مع التنويه أننا بالطبع‬ ‫العربية املناظرة لتلك ِّ‬
‫أيضا ملعرفة نوع الكلمة العربيــة من أجل تقرير كيفــية تركيـــب جذعها من‬ ‫نحتاج ً‬
‫جذرها وصيغتها الرصفية‪ ،‬ولذلك فإن الرتكيب (نوع الكلــمة‪ :‬السابــقة‪ ،‬اجلذر‪،‬‬
‫ومكافئ للكلمة العربية‪ ،‬مع مالحظة أن‬ ‫متثيل ٍ‬
‫كاف‬ ‫الصيغة الرصفية‪ ،‬الالحقة) هو ٌ‬
‫ٌ‬
‫غياب السابقة عن أية كلمــة ُي ْعت َبـر بحد ذاته سابقـــة (سابقـــة فارغـــة ‪null‬‬
‫‪ )prefix‬وباملثل فإن غياب الالحقة يف أية كلمـــــة ُيعت َبـــر الحقة (الحقــة فــارغة‬

‫‪-108-‬‬
‫‪.)null suffix‬‬
‫ومن الواضح يف هذا التمثيل املعلومايت أنه يكفي ِذكْر «الكود» الرقمي لكل ُمك َِّون‬
‫ُ‬
‫الوصول إىل التوصيف احلاسويب‬ ‫املكونات اخلمس والذي ُي ْم ِكن من خالله‬
‫من هذه ِّ‬
‫الكامل هلذا املكون يف برجميات التحليل الرصيف‪.‬‬

‫‪ -5‬حجم حصيلة املفردات العربية‬


‫ما هو حجم «حصيلة مفردات» (‪ )vocabulary‬اللغة العربية؟‬
‫َر ْغ َم أن هذا السؤال يبدو بري ًئا بسي ًطا‪ ،‬إال أن صياغته حتتاج أوالً إىل املزيد من‬
‫التحديد‪.‬‬
‫كام أن إجابته بعد ذلك حتتاج إىل نظر عميق وتفصيل!‬
‫فمن حيث حتديد السؤال؛ فهناك حصيلة املفردات عىل ِ‬
‫«الق َياس»‪ ،‬وهناك حصيلة‬
‫املفردات عىل «السامع»‪ ،‬وبني االثنتني فارق يف احلجم كبري‪.‬‬
‫فحصيلة املفردات العربية القياسية تشمل كل الكلامت العربية السليمة املمكن‬
‫والص َي ُغ الرصفية‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫أي؛ اجلذور‪،‬‬‫املكونات الرصفية العربية األساسية ‪ْ -‬‬ ‫ِّ‬ ‫توليدُ ها من‬
‫ب آليات وضوابط التوليد وااللتحام السالف ذكرها يف القسم‬ ‫والسوابق‪ ،‬واللواحق ‪َ -‬ع ْ َ‬
‫السابق‪ ،‬أما حصيلة املفردات العربية السامعية فهي تشمل كل الكلامت العربية السليمة‬
‫التي استخدمها بالفعل الناطقون باللغة العربية حتد ًثا وكتاب ًة عىل مر خمت َلف العصور ويف‬
‫خمت َلف املجاالت ويف خمت َلف املناطق اجلغرافية وعرب خمتلف أساليب التحدث (رس ًدا‪،‬‬
‫وحوارا‪ ،‬وخطابة‪.)...‬‬
‫ً‬
‫املعتبة‬
‫َ‬ ‫أما عىل جانب تقدير حجم حصيلة املفردات عىل القياس‪ ،‬فإن املحاوالت‬
‫املكونات األساسية (ال َّلبِنات) لبناء‬
‫لبناء برجميات الرصف العريب ُتنْبِ ُئنا أن أحجام فئات ِّ‬
‫الكلامت العربية هي يف احلدود التالية‪:‬‬
‫‪4.500‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫(‪)1‬‬
‫املرصفة‬
‫َّ‬ ‫عدد اجلذور‬ ‫ ‬

‫املطولة [‪ ]2‬التي ُت ْعنَى بجمع كل الروايات تصل هبذا العدد إىل حوايل تسعة آالف ِجذر‪ ،‬ولكن‬
‫‪ -1‬بعض املعاجم العربية َّ‬

‫‪-109-‬‬
‫‪100‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫الص َيغ الرصفية املنتظمة األساسية‬
‫عدد ِّ‬ ‫ ‬
‫‪1.100‬‬ ‫ ‬
‫≈‬
‫ ‬
‫(‪)1‬‬
‫عدد مجيع الصيغ الرصفية املنتظمة‬ ‫ ‬
‫‪350‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫عدد االستثناءات الرصفية‬ ‫ ‬
‫‪300‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫عدد اجلوامد‬ ‫ ‬
‫‪400‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫عدد امل َع َّربات‬ ‫ ‬
‫‪300‬‬ ‫≈ ‬ ‫ ‬
‫عدد السوابق (البسيطة واملركَّبة)‬ ‫ ‬
‫‪550‬‬ ‫ ‬
‫≈‬
‫ ‬
‫عدد اللواحق (البسيطة واملركَّبة)‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫املمكن توليدُ ها‬ ‫ومن هذه األرقام نستطيع أن نقدر جمموع عدد اجلذوع العربية‬
‫(‪)2‬‬
‫بحوايل النصف مليون جذع وهو حاصل رضب عدد الصيغ الرصفية األساسية‬
‫ويالحظ بالطبع أن عدد االستثناءات الرصفية واجلوامد‬ ‫َ‬ ‫يف عدد اجلذور املرصفة‪،‬‬
‫مهمل بالنسبة لنصف مليون‪.‬‬ ‫واملعربات م ًعا يف حدود األلف وهو عدد َ‬ ‫َّ‬
‫أما بالنسبـــة لِ َّلواصق فإن عدد األزواج املرتَّبة (سابقة‪ ،‬الحقـــة) غري املتنـــافرة‬
‫التـــي يمكن أن جتتمــع يف كلمة عربية سليمة واحدة هو بالتأكيـــد أقل من حاصــل‬
‫ضــرب عـــدد السوابق يف عدد اللواحق‪ ،‬وبالتايل فإن عدد هذه األزواج ≈ (‪300‬‬
‫ال للتنافر‪ ،‬وتقدِّ ر بعض الدراسات‬ ‫× ‪ ÷ )550‬ع؛ حيث يمكن أن نعتبـر «ع» معام ً‬
‫احلاسوبية وكذلك بعض استقراءات السامت األساسية لِ َّلواصق أن قيمة «ع» تقع بني‬
‫الثامنية والعرشة‪ ،‬وعىل ذلك نستطيع أن نقدِّ ر أن عدد هذه األزواج األزواج ≈ (‪× 300‬‬
‫‪ً 18.000 ≈9 ÷ )550‬‬
‫زوجا‪.‬‬
‫وبام أن كافة اجلذوع املمكن توليدها تكاد تنقسم بالتساوي بني اسمية وفعلية‪ ،‬فإن‬
‫العدد الكيل للكلامت الناجتة من التحام اجلذوع بأزواج اللواصق يمكن تقديره تقريب ًّيا‬

‫واملص َّحف ‪ ...‬إلخ ‪ -‬تثمر عن عدد بني أربعة آالف ومخسة آالف‬
‫َ‬ ‫املكرر‬
‫متحيص وغربلة كل الروايات ‪ -‬الستبعاد َّ‬
‫مرصف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫جذر َّ‬
‫‪ -1‬ويغطي هذا العدد احلاالت األساسية إضاف ًة لكافة حاالت اإلعالل واإلبدال واحلذف‪.‬‬
‫املرصف يف كل الصيغ الرصفية (بكل حاالت اإلعالل واإلبدال‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬عدد املشتقات املمكنة من صب اجلذر الواحد‬
‫واحلذف) يساوي فقط عدد الصيغ الرصفية األساسية‪ ،‬ولذلك استخدمنا هذا العد َد يف حاصل الرضب‪.‬‬

‫‪-110-‬‬
‫عرب حاصل الرضب (‪ 4.500.000.000 =2÷ )500.000 ×18.000‬كلمة‬
‫عربية؛ أي «أربعة آالف ومخسمئة مليون» كلمة‪ ،‬أو بتعبري آخر «أربعة ونصف بِ ْليون»‬
‫كلمة‪ .‬ويشكل هذا العدد املهول حجم «فضاء املفردات» ‪))Vocabulary Space‬‬
‫العربية الذي ال ُبدَّ أن تنتمي إليه أية كلمة عربية سليمة‪.‬‬
‫وعىل اجلانب اآلخر لتقدير حجم حصيلة املفردات عىل السامع‪ ،‬فمن الواضح أن‬
‫هذه احلصيلة السامعية حتتل جمرد حيز جزئي من فضاء املفردات العربية (احلصيلة‬
‫القياسية)‪ ،‬ولكننا نحتاج من أجل حتديد هذه احلصيلة السامعية إىل جتميع ثم دراسة ما‬
‫ب وما ِق َيل بالعربية عرب األبعاد األربعة األساسية التالية‪:‬‬ ‫ِ‬
‫كُت َ‬
‫ ‪ .‬أالبعد الزمني‪ :‬حيث أنه كلام مر الزمن‪َ ،‬جدَّ استخدام كلامت من فضاء املفردات‬
‫العربية مل تكن مسموعة من قبل(‪)1‬؛ ومن أمثلة هذه الكلامت العربية التي‬
‫انتقلت إىل احلصيلة السامعية حدي ًثا؛ «اكتِتاب»‪ ،‬و«حاسوب»‪ ،‬و« َث َّل َجة»‪،‬‬
‫و«ال ْش ِت ِ‬
‫اك َّية»‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬ ‫و«الرسم َلة»‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫ ‪.‬بالبعد اجلغرايف‪ :‬حيث يشيع استخدام كلامت عربية سليمة يف مناطق عربية‬
‫مع َّينة بينام هي مهجورة أو نادرة االستخدام يف باقي املناطق‪ ،‬فعىل سبيل املثال‬
‫كلامت عربي ٌة سليم ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫تستخدَ م يف املغرب العريب دون غريه من املناطق العربية‬
‫َظاهرة» (مناسبة عا َّمة مثل املعرض أو املهرجان)‪ ،‬و« ُم َفت ِِّش َّية» (هيئ ُة أو‬ ‫مثل؛ «ت ُ‬
‫َخدَ م مع األزمنة كالشهر والسنة بمعنى‬ ‫سلط ُة التفتيش)‪ ،‬و«الفارط» (صفة ت ُْست ْ‬
‫(مهاجرون غري رشعيني يف‬ ‫ِ‬ ‫«ح َّراقة»‬ ‫السابق أو الفائت)‪ ،‬و«در ِكي» ُ ِ‬
‫(شط ّي)‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ََ ّ‬
‫بالد أجنبية) ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ ‪ .‬جالبعــد املوضوعــي‪ :‬حيــث ت ُْستَخـــدَ م كلامت عـربيــة سليمة كاصطالحات‬
‫يف جماالت‪/‬موضوعات بعينهــا بينام يقل أو ينعدم ذكرهـــا فيمــا ســـواها‬
‫مــن جمــاالت‪/‬موضوعات؛ ومن أمثلة هذه الكلامت «األَ ْيض» (يف علـوم‬
‫األحياء والكيمــياء العضــوية)‪ ،‬و «االئْتِكال» (يف علــوم الكيميــاء‬
‫و«االحتِباك» (يف جمال البالغة)‪ ،‬و ُ‬
‫«م َ ْح َفل» (يف العلوم‬ ‫ْ‬ ‫وهندســة املعــادن)‪،‬‬

‫‪ -1‬هذا بالطبع إضاف ًة إىل تلك الكلامت املسموعة بالفعل والتي تكتسب دالالت جديدة مع مرور الزمن‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫العسكرية) ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ ‪ .‬دالبعد األسلويب‪ :‬حيث ختتلف الكلامت املستخدمة مع أسلوب الكالم‪ ،‬ففي‬
‫ال إسناد األفعال للغائب؛ مثل َ‬
‫«قال»‪« ،‬قالوا»‪،‬‬ ‫الس ِد ّي يغلب مث ً‬
‫األسلوب َّ ْ‬
‫«ص َح»‪َ « ،‬أ َّكدَ ْت» ‪ ...‬إلخ‪ ،‬كام يندر اإلسناد للمتك ِّلم واملخا َطب‪ ،‬ويندر‬
‫َ َّ‬
‫استخدام صيغة األمر‪ ،‬ويندر استخدام أدوات النداء‪ ... ،‬إلخ‪ ،‬أما يف األسلوب‬
‫واري يكثر إسناد األفعال للمخا َطب‪ ،‬كام يمكن مصادفة اإلسناد للمتكلم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احل ّ‬
‫ويمكن مصادفة أفعال األمر‪ ... ،‬إلخ‪ ،‬وكذلك يتميز األسلوب اخلَ َطايب‬
‫بمفردات خاصة‪ ... ،‬وهكذا‪.‬‬
‫نحتاج إذن جلمع ما قيل وما كتب بالعربية عىل امتداد هذه األبعاد األربعة من أجل‬
‫حرصا وعدًّ ا‪ ،‬ويف حني أن حرص وعد‬‫ً‬ ‫استخالص حصيلة املفردات العربية السمعية‬
‫املفردات هو أمر متيرس حاسوب ًّيا‪ ،‬فإن مهمة اجلمع غري هينة أبدً ا ليس فقط لضخامة‬
‫أيضا ألن الكثري من نطاقات األبعاد السابق ذكرها غري مغطاة رقم ًّيا بشكل‬
‫احلجم بل ً‬
‫ٍ‬
‫كاف؛ وذلك مثل اللغة الرتاثية‪ ،‬واألسلوب احلواري‪.‬‬
‫ذكرها كمرشوع كبري مقرتح يتعاون فيه‬ ‫يمكن طرح عمليات اجلمع واحلرص والعد السابق ُ‬
‫اللغويون واحلاسوبيون هبدف حرص حصيلة املفردات اللغوية العربية السامعية وعَدِّ ها‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مستوف حتى تاريخ كتابة هذه السطور‪.‬‬ ‫حيث أن ذلك العمل مل يتم بشكل‬
‫جل َزاف ّية»‬
‫وأ ًّيا ما كان التقدير الدقيق حلجم احلصيلة السامعية ‪ -‬التي ترتاوح تقديراهتا «ا ُ‬
‫بني الواحد يف األلف والواحد يف املئة من حجم فضاء املفردات العربية ‪ -‬فإنه يمكن‬
‫بثقة تقرير عدد من احلقائق اهلامة‪:‬‬
‫ ‪ .‬أإن فضاء املفردات العربية ذو حجم هائل‪.‬‬
‫ ‪.‬بإن حصيلة املفردات العربية السامعية ما زالت متثل جز ًءا ضئي ً‬
‫ال من فضاء‬
‫املفردات العربية‪.‬‬
‫ ‪ .‬جإن حصيلة املفردات العربية السامعية بالرغم من ذلك ذات حجم ضخم (يقدر‬
‫بماليني الكلامت حسب أكثر التقديرات تواض ًعا) يفوق حجم حصيلة املفردات‬
‫السامعية يف لغات العامل احلية الكربى‪ ،‬ولذلك فإن تلك احلصيلة حتتاج عاد ًة إىل‬

‫‪-112-‬‬
‫مزيد من العمل (مقارن ًة بنظرياهتا يف لغات العامل الكربى األخرى) من أجل‬ ‫ٍ‬
‫التعامل معها ب َف َعالِ َي ٍة يف خمتلف تطبيقات حوسبة اللغة العربية‪.‬‬
‫ ‪ .‬دإن املساحات غري املستخدمة يف فضاء املفردات العربية كبرية جدًّ ا وتُشكِّل‬
‫احتياط ًّيا لفظ ًّيا إسرتاتيج ًّيا يمكِّن اللغة العربية من االستجابة الذاتية املرنة‬
‫لالحتياجات االصطالحية الراهنة واملستقبلية يف خمتلف جماالت النشاط‬
‫اإلنساين‪ ،‬وذلك يف تواصل مطرد بسالسة مع التاريخ العريق املمتد اللغة‪.‬‬

‫‪ -6‬تعريف التحليل الرصيف اآليل وتطبيقاته‬


‫وجي» (‪ )Morphology‬بمظهر وشكل اليشء‪/‬‬ ‫تتعلق ِدالالت كلمة «مور ُفو ُل ِ‬
‫ُ ْ‬
‫الكائن وكذا قدرتِه عىل التشكُّل ودراسة تركيبه من األجزاء املكونة له ‪ ...‬وما إىل ذلك‪،‬‬
‫وت ُْستخدم الكلمة بشكل اصطالحي يف عدة جماالت خمتلفة؛ ففي علم األحياء عىل سبيل‬
‫ِ‬
‫وأعضائه(‪ ،)1‬أما‬ ‫احلي هو‬ ‫ِ‬
‫الكائن ِّ‬ ‫املثال يعني االصطالح دراسة مظهر وشكل وتركيب‬
‫مكوناهتا‬
‫يف جمال علوم اللغة فإن االصطالح يعني دراسة بنية الكلامت وآلية توليدها من ِّ‬
‫الصف‪.‬‬
‫األساسية وهو ما ُي ْع َرف يف العربية بعلم َّ ْ‬
‫استعر َضتْه األقسا ُم السابقة من هذا الفصل يتبني االنتظا ُم العايل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ومن خالل ما‬
‫وكذلك القدر ُة التوليدية اهلائلة لنظام الرصف العريب عرب صب اجلذور يف ِ‬
‫الص َيغ‬
‫الرصفية إلنتاج اجلذوع ثم التحام هذه اجلذوع مع اللواصق لتوليد آالف املاليني‬
‫(‪ 4.500‬مليون) من الكلامت وذلك من خالل استخدام عدة آالف قليلة فقط‬
‫عام ٍل للتوليد الرصيف بخارج قسمة‬ ‫(‪ )6.600‬من املكونات الرصفية‪ ،‬ويمكن تقدير م ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬
‫العدديـن ≈ ‪ 682‬مليون‪ ،‬وهو معامل هائل بكل معايري اللغات املعروفة!‬
‫و ُت َعدُّ هذه القدرة التوليدية الرصفية العظيمة يف اللغة العربية ميز ًة كربى يف صالح‬
‫تع ُّلم اللغة العربية وكذلك ميز ًة كربى لتطبيقات معاجلتها حاسوب ًّيا كام سوف ييل‬
‫توضيحه الح ًقا يف هذا ِ‬
‫الق ْسم‪ ،‬ولكن علينا قبل ذلك االنتباه إىل أن التحليل ‪ -‬وليس‬
‫التوليد ‪ -‬هو املسألة الرصفية الطبيعية يف معاجلة املفردات حاسوب ًّيا؛ ذلك أن الشكل‬

‫‪ -1‬بينام يعنى ِ‬
‫«الفس ُيو ُل ِ‬
‫وجي» ‪ Physiology‬يف علم األحياء بالوظائف احليوية للكائن وألعضائه‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ‬

‫‪-113-‬‬
‫اللغوي الذي ينتجه البرش بشكل طبيعي واملستهدَ ف معاجل ُت ُه حاسوب ًّيا هو النص (أو‬
‫الكالم) والذي هو عبارة عن سلسلة من الكلامت املو َّلدة بالفعل‪ ،‬واملطلوب من هذه‬
‫مكوناهتا البنائية األساسية‪.‬‬
‫كل من هذه الكلامت إىل ِّ‬ ‫املعاجلة هو تفكيك‪/‬حتليل ٍّ‬
‫قبل السابق من هذا الفصل أن نضع‬ ‫ونستطيع ببساطة وبناء عىل ما ُختِم به ِ‬
‫الق ْس ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫‪:‬‬
‫يب» كنظا ٍم كام يف الشكل رقم (‪ )4-3‬أدناه‬ ‫رصيف عر ّ‬
‫ّ‬ ‫التعريف الوظيفي ألي «حم ِّلل‬

‫كلمة عربية ← حتليل رصيف ← (نوع الكلمة‪ :‬السابقة‪ ،‬اجلذر‪ ،‬الصيغة الرصفية‪ ،‬الالحقة)‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :4-3‬التعريف الوظيفي لنظام التحليل الرصيف العريب‪.‬‬

‫املكونات‬
‫كل من ِّ‬ ‫ونكرر هنا إىل أنه يف العادة يكتفي املحلل الرصيف بإخراج «أكواد» ٍّ‬
‫لكل من‬‫بها الوصول إىل التوصيف احلاسويب ٍّ‬
‫الرصفية األساسية اخلمس التي يمكن َع ْ َ‬
‫هذه املكونات يف برجميات التحليل الرصيف العريب‪ .‬ويعرض اجلدول رقم (‪ )1-3‬أدناه‬
‫(‪:)1‬‬
‫عين ًة من َ‬
‫خمرجات أحد برجميات التحليل الرصيف العريب‬
‫عند هذه النقطة وقد اتضحت البنية الرصفية للمفردات العربية وصار لدينا تعريف‬
‫حمدد للتحليل الرصيف العريب‪ ،‬من الطبيعي أن نتساءل عن أمهية حوسبة التحليل الرصيف‬
‫العريب وفوائده التطبيقية‪.‬‬
‫ويف الواقع فإن انتظام عملية التوليد الرصيف للكلامت مع االرتفاع اهلائل يف م ِ‬
‫عامله‬ ‫ُ‬
‫كل من‬‫ُب َيان لِ ُّلغة العربية تضفيان مزيدً ا من األمهية عىل َد ْور الرصف يف ٍّ‬
‫مها ميزتان ك ْ َ‬
‫استخدامها البرشي وكذلك معاجلتها احلاسوبية‪ ،‬حيث تشكالن م ًعا ركيز ًة لغوية‬
‫حمورا للعديد من تطبيقات املعاجلة احلاسوبية‬
‫للناطقني بالعربية ومتعلميها‪ ،‬كام متثالن ً‬
‫للغة العربية‪.‬‬
‫الالحقة‬ ‫الصيغة الرصفية‬ ‫اجلذر‬ ‫السابقة‬ ‫نوعها‬ ‫الكلمة‬
‫‪-‬‬ ‫َما‬ ‫َا َّل ِذي‬ ‫َفـ‬ ‫ِ‬
‫جامدة‬ ‫َف َم‬
‫‪0‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1‬وهو املوصوف يف املرجعني رقم [‪ ]15‬ورقم [‪ ]16‬ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪-114-‬‬
‫الالحقة‬ ‫الصيغة الرصفية‬ ‫اجلذر‬ ‫السابقة‬ ‫نوعها‬ ‫الكلمة‬
‫ـه‬ ‫َت َفا َع َل‬ ‫نول‬ ‫تـ‬ ‫مرصفة‬
‫َّ‬ ‫َاوله‬
‫َت َتن َ‬
‫‪8‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4077‬‬ ‫‪86‬‬ ‫منتظِمة‬
‫ـات‬ ‫فِ َعال‬ ‫كتب‬ ‫الـ‬ ‫مرصفة‬
‫َّ‬ ‫َا ْل ِكتَا َبات‬
‫‪27‬‬ ‫‪684‬‬ ‫‪3354‬‬ ‫‪9‬‬ ‫منتظِمة‬
‫ـ َّية‬ ‫فِ ْعل‬ ‫علم‬ ‫الـ‬ ‫مرصفة‬
‫َّ‬ ‫َا ْل ِع ْل ِم َّية‬
‫‪28‬‬ ‫‪842‬‬ ‫‪2754‬‬ ‫‪9‬‬ ‫منتظِمة‬
‫‪-‬‬ ‫ِم ْن‬ ‫ِم ْن‬ ‫‪-‬‬ ‫ِ‬
‫جامدة‬ ‫ِم ْن‬
‫‪0‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫اعيل‬ ‫م َف ِ‬ ‫وضع‬ ‫‪-‬‬ ‫مرصفة‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫مو ِ‬
‫اضيع‬
‫‪0‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪4339‬‬ ‫‪0‬‬ ‫منتظِمة‬ ‫ََ‬

‫ـة‬ ‫ُمت َ‬
‫َّخذ‬ ‫أخذ‬ ‫‪-‬‬ ‫استثناء‬
‫َّخ َذة‬
‫ُمت َ‬
‫‪26‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪0‬‬ ‫رصيف‬
‫ّ‬
‫اجلدول ‪ :1-3‬أمثلة عىل التحليل الرصيف لبعض الكلامت العربية‪.‬‬

‫فامل َلكات اللغوية للناطقني باللسان العريب تتشكل ويف ُأ ُس ِسها أن السيطرة الذهنية‬
‫عىل احلصيلة اللغوية ذات احلجم الضخم ال تقوم فقط عىل حفظ واستظهار مفرداهتا‬
‫بمعزل عن بعضها البعض بل تقوم إىل حد بعيد عىل الرتابط البنائي والداليل املتني‬
‫ِ‬
‫مثل{«ع ْلم»‪ُ « ،‬ع ُلوم»‪،‬‬ ‫بني هذه املفردات؛ فمن الواضح عىل سبيل املثال أن كلامت‬
‫اجلذر «ع ل م»‬ ‫ال»‪ -}...،‬والتي تشرتك يف ِ‬ ‫« َتعلم»‪َ « ،‬تع ُّلم»‪« ،‬م َتع ِّلم»‪« ،‬مع ِّلم»‪َ « ،‬ع ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫– تدور مجيعها حول معنًى مشرتك عام (وهو املعرفة والفهم) وذلك عىل الرغم من‬
‫«استِ ْع َطاف»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫{«است ْعالم»‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫لكل منها ِداللة تفصيلية خمتلفة(‪ ،)1‬كام أن كلامت مثل‬ ‫أن ٍّ‬
‫«است ْطالع»‪ -}...،‬والتي تشرتك يف القالب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«است ْك َثار»‪ْ ،‬‬ ‫«استن َْصار»‪ْ ،‬‬‫«است ْح َضار»‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬

‫ال «ابن فارس» يف قاموسه «مقاييس اللغة» وهو املرجع رقم [‪ ]1‬ىف‬ ‫‪ -1‬انتبه علامء اللغة العرب منذ وقت باكر (راجع مث ً‬
‫مرصف تدور حول عدد قليل من املعاين الكلية‬ ‫َّ‬ ‫جذر‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫ة‬‫ق‬‫َّ‬ ‫املشت‬ ‫قائمة املراجع هناية هذا الكتاب) إىل أن اجلذوع‬
‫(واحد أو اثنني أو ثالثة‪ ،‬ويف حاالت نادرة يزيد عدد هذه املعاين الكلية عن ذلك)‪ .‬وقد جرى استثامر هذه احلقيقة‬
‫«الدالالت املعجمية العربية» وهو ما س ُي ْف َرد له الفصل األول من الباب السادس‬ ‫اهلامة يف األعامل احلديثة حلوسبة ِ‬
‫«التحليل الداليل» يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫أيضا ‪ -‬معنى كل ًّيا َ‬
‫آخر‬ ‫ً‬ ‫فارس»‬ ‫ابن‬ ‫«مقاييس‬ ‫حسب‬ ‫‪-‬‬ ‫له‬ ‫فإن‬ ‫م»‪،‬‬ ‫ل‬ ‫«ع‬ ‫جذر‬ ‫عىل‬ ‫املرضوب‬ ‫ولتكملة اإلفادة من املثال‬
‫وهو (األَ َثر يتميز عن سواه) ومن مشتقات اجلذر التي تدور حول هذا املعنى الكيل {« َع َلم»‪َ « ،‬أعْالم»‪َ « ،‬م ْع َلم»‪،‬‬
‫«مع ِ‬
‫ال»‪.}... ،‬‬ ‫ََ‬

‫‪-115-‬‬
‫ملمحا ِدالل ًّيا عا ًّما (وهو طلب اليشء والسعي‬
‫ً‬ ‫«استِ ْف َعال» – حتمل مجيعها‬
‫الرصيف ْ‬
‫لتحصيله)‪ ،‬كام أن اللواصق حتمل ِدالالت ووظائف نحوية حمدَّ دة‪ .‬إذن‪ ،‬فإن تع ُّلم عدد‬
‫قليل نسب ًّيا من ال َّلبِنات الرصفية (عدة آالف) مع إتقان ضوابط التفاعالت بني هذه‬
‫اللبنات يمكِّن املرء من السيطرة الداللية والبنائية عىل احلصيلة اللغوية العربية هائلة‬
‫احلجم (بني املاليني والباليني) (‪)1‬مما ييرس عليه القراءة والفهم وكذلك التعبري والكتابة‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملعاجلة اللغة العربية حاسوب ًّيا فإن أمهية احلصول عىل حملل رصيف عريب‬
‫آيل تكمن يف اختصار العبء الثقيل للتعامل مع العدد اهلائل من حصيلة مفردات اللغة‬
‫العربية عرب تفكيكها إىل عدد حمدود من ال َّلبِنات الرصفية العربية األولية‪ .‬ومن حيث‬
‫االعتامد عىل التحليل الرصيف العريب اآليل؛ فإن بعض التطبيقات للمعاجلة احلاسوبية‬
‫حمورها األسايس هو التحليل الرصيف العريب‪ ،‬بينام بعض التطبيقات‬ ‫ُ‬ ‫لِ ُّلغة العربية‬
‫ِ‬
‫مساعد ًة إلنجازها‪.‬‬ ‫األخرى يكون التحليل الرصيف العريب اآليل وسيل ًة رضوري ًة أو‬
‫ومن بني التطبيقات احلاسوبية التي تنتمي للنوع األول؛ نذكر عىل سبيل املثال ال‬
‫احلرص‪:‬‬
‫ ‪ .‬أدعم وظائف البحث االشتقاقي العريب يف حمركات البحث النيص‪ :‬فاملستخدم‬
‫نيص معني؛ ولتكن كلمة «اعتامد» عىل سبيل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عندما يبحث عن كلمة ما يف نطاق ٍّ‬
‫ٍ‬
‫كلامت‬ ‫كثريا ما يرغب يف احلصول ضمن نتائج بحثه عىل مواقع‬ ‫املثال‪ ،‬فإنه ً‬
‫مثل «اعتامدات»‪« ،‬فاالعتامد»‪« ،‬واعتامدهم»‪« ،‬االعتامدية» ‪ ...‬وكل الكلامت‬
‫األخرى املشرتكة يف نفس اجلذع والواردة يف نطاق البحث (ويسمى ذلك‬
‫«نمط البحث عىل مستوى اجلذع»)‪ ،‬وقد يود املستخدم توسيع نتائج البحث‬
‫ٍ‬
‫كلامت مثل «يعتمدونه»‪« ،‬معتمد»‪،‬‬ ‫حتى حيصل إضاف ًة عىل ما سبق عىل مواقع‬
‫«عامد»‪« ،‬العمود» ‪ ...‬وكل الكلامت األخرى املشرتكة يف نفس اجلذر والواردة‬
‫كذلك يف نطاق البحث (ويسمى ذلك «نمط البحث عىل مستوى «اجلذر»)‪،‬‬
‫‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ -1‬كام جرى تفصي ُله يف القسم السابق من هذا الفصل؛ فإن تقدير حجم احلصيلة اللغوية العربية القياسية قد يصل إىل‬
‫أربعة ونصف بليون كلمة‪ ،‬بينام ترتاوح التقديرات «اجلزافية» حلجم احلصيلة اللغوية العربية السامعية بني بضعة ماليني‬
‫(كحد أدنى) وعرشات املاليني (كحد أقىص) من الكلامت‪.‬‬

‫‪-116-‬‬
‫ ‪.‬بالربط املعجمي العريب اآليل‪ :‬فالقارئ للنص العريب إلكرتون ًّيا ربام حيتاج إىل‬
‫رشوح لبعض املفردات التي تصادفه‪ ،‬ولكن مداخل املعاجم العربية هي مواد‬
‫نظرا التساع احلصيلة اللغوية العربية السابق‬ ‫اجلذور (وليست الكلامت ‪ً -‬‬
‫ُ‬
‫الوصول إليها استخدا َم التحليل الرصيف اآليل‪ ،‬ويتيح هذا‬ ‫كره) والتي يتطلب‬ ‫ِ‬
‫ذ ُ‬
‫أيضا فرصة إضافة مداخل أخرى لرشح الصيغ الرصفية واللواصق‬ ‫االستخدام ً‬
‫مما يستويف رشح املفردة من كافة زواياها‪.‬‬
‫ ‪ .‬جالتحليل الدِّ اليل املعجمي العريب‪ :‬يكاد يكون من املستحيل تغطية كل املفردات‬
‫تامة ‪ -‬وذلك مر ًة أخرى بسبب ضخامة حجم حصيلتها ‪-‬‬ ‫ككلامت ٍ‬
‫ٍ‬ ‫العربية‬
‫موسعة ترتبط فيها كل مفردة بام يناسبها من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل كاف يف قاعدة بيانات َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حقول داللية (معان عا َّمة) كام ترتبط عرب عالقات داللية ببعضها البعض‪،‬‬‫ِ‬
‫أكثر مرونة منها تسمح بتغطية‬ ‫ٍ‬
‫ولذلك تُستبدَ ل الكلامت التامة برتكيبات رصفية َ‬
‫مفردات اللغة العربية بنسبة عالية يف أية قاعدة بيانات للربط الدِّ اليل‪ ،‬كام‬
‫ُيستخدَ م التحليل الرصيف اآليل للعبور من كلامت النصوص املطلوب دراستها‬
‫ِدالل ًّيا إىل هذه الرتكيبات الرصفية(‪.)1‬‬
‫وخصوصا تلك املعنية باهلجاء‪/‬‬
‫ً‬ ‫ ‪ .‬دالربجميات التي تساعد يف تع ُّلم اللغة العربية‪:‬‬
‫اإلمالء‪ِ ،‬‬
‫وع ْلم الرصف‪.‬‬
‫وكذلك العديد من التطبيقات األخرى التي يشكِّل التحليل الرصيف العريب‬
‫حمورها األسايس‪.‬‬
‫اآليل َ‬
‫أما عىل جانب تطبيقات املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة العربية التي يم ِّثل التحليل الرصيف‬
‫ِ‬
‫العريب اآليل وسيل ًة رضوري ًة أو مساعد ًة إلنجازها فمن أمثلتها؛ «تشكيل الن ّ‬
‫َّص‬
‫العريب» (‪( )2()Arabic Diacritization‬حيث حتتوي نواتج التحليل الرصيف لكل‬
‫كلمة عىل «سابقة» ‪« +‬صيغة رصفية» ‪« +‬الحقة» م ًعا‪ ،‬وبعد تطبيق التأثريات البنيوية‬
‫اللتحامها عىل التشكيل الصويت للكلمة ما عدا احلركة الصوتية اإلعرابية أحيانًا)(‪،)3‬‬

‫‪ -1‬للمزيد حول ذلك املوضوع يمكن الرجوع إىل الفصل اخلامس «التحليل الداليل» يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫يب ما‪.‬‬ ‫‪ -2‬و ُي ْق َصد بذلك النظم اآللية الستنباط عالمات الضبط الصويت لكلامت ٍّ‬
‫نص عر ٍّ‬
‫‪ -3‬وهو بدوره يدخل يف نظم معاجلة لغوية أخرى؛ من بينها عىل سبيل املثال «ختليق الكالم املنطوق من النص العريب‬

‫‪-117-‬‬
‫وكذلك التدقيق اإلمالئي يف النص العريب (الكتشاف مواضع األخطاء اإلمالئية و‪/‬‬
‫أو تصحيحها)‪ ،... ،‬إلخ‪.‬‬
‫وجيادل البعض بعدم احلاجة إىل عملية التحليل الرصيف يف التطبيقات التي يم ِّثل‬
‫التحليل الرصيف العريب اآليل وسيل ًة إلنجازها‪ ،‬وبأن مثل هذه التطبيقات يكفيها‬
‫االقتصار عىل التعامل مع حصيلة املفردات العربية التامة بشكل مبارش عرب استقرائها‬
‫موسعة وبتوظيف أساليب حاسوبية إحصائية وبالتعويل عىل‬ ‫مدونات نصية عربية َّ‬ ‫من َّ‬
‫القدرات الكبرية (واملتصاعدة) لألجيال احلالية من احلاسبات الرقمية‪ ،‬ولكن أرفع‬
‫األبحاث املدققة بينت حدي ًثا أن تغطية حصيلة املفردات العربية ال يمكن حتقيقها‬
‫ض وأن أكفأ وأكمل احللول العملية املتاحة تتكون من مزيج‪/‬هجني‬ ‫حاسوب ًّيا بشكل ُم ْر ٍ‬
‫(‪.)1‬‬
‫من كال التوجهني‬

‫معربا حلوسبة التحليل الرصيف‬


‫‪ -7‬الرتكيب الرصيف ً‬
‫كيف جيري تنفيذ التحليل الرصيف العريب حاسوب ًّيا؟‬
‫املحكَمة يف علم الذكاء االصطناعي التي يمكن‬ ‫املقاربات الرياضية ْ‬
‫َ‬ ‫من أفضل‬
‫ٍ‬
‫اسم «التقييد‬ ‫أسلوب ُي ْع َرف بِ ْ‬
‫ٌ‬ ‫بكفاءة‬ ‫استعارهتا إلجراء التحليل الرصيف حاسوب ًّيا‬
‫املتعاقب» (‪ ،)Successive Constraining‬وتقوم فكرته األساسية عىل آليتني تعمالن‬ ‫ِ‬
‫املمكنة ألجزاء متتالية (أو مستويات‬ ‫ِ‬ ‫بالتعا ُقب؛ أوالمها تطرح فرضيات عن كل احللول‬
‫متصاعدة) من املسألة قيد البحث ومن َث َّم تضيفها إىل فضاء احللول املمكنة‪ ،‬وثانيتهام‬
‫ختترب هذه الفرضيات مقابل القيود التي ال ُبدَّ أن يلتزم هبا أي حل مقبول للمسألة ومن‬
‫َث َّم حتذفها من فضاء احللول املمكنة‪ ،‬وتعمل هاتان اآلليتان بالتعاقب إىل أن ت ُْس َتنْ َفدَ‬

‫أساسا تقوم عليه عدة تطبيقات مثل «متكني املكفوفني من استخدام الكمبيوتر‬
‫ً‬ ‫املكتوب»؛ وهذا األخري بدوره يعترب‬
‫عرب قراءة حمتويات شاشته»‪ ،‬وأنظمة «االستجابة التفاعلية الصوتية ‪ ... »IVR‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -1‬ومن أمثلة تلك الدراسات احلديثة ما جاء يف الورقة البحثية اآلتية‪:‬‬
‫�‪Rashwan ,M ,.Al-Badrashiny ,M ,.Attia ,M ,.Abdou ,S ,.Rafea ,A ,.A Stochastic Arabic Dia‬‬
‫�‪critizer Based on a Hybrid of Factorized and Un-factorized Textual Features ,IEEE Transac‬‬
‫�‪tions on Audio ,Speech ,and Language Processing( TASLP )http//:www.SignalProcessingSoci‬‬
‫‪ety.org/Publications/Periodicals/TASLP ,Vol – 19 .Issue ;1 pp 166-175 .http//:ieeexplore.ieee.‬‬
‫‪org/xpl/freeabs_all.jsp?arnumber ,5428861=Jan.2011 .‬‬

‫‪-118-‬‬
‫ٍ‬
‫عندئذ هي تلك‬ ‫ِ‬
‫املمكنة للمسألة بكاملها‬ ‫أجزاء‪/‬مستويات املسألة فتكون فئة احللول‬
‫التي نجت من احلذف وبقيت يف فضاء احللول‪.‬‬
‫اتباع‬ ‫ِ‬
‫وإلسقاط «التقييد املتعاقب» عىل مسألة التحليل الرصيف العريب(‪ ،)1‬فإن علينا َ‬
‫اخلطوات التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تضاف أية سابقة ينطبق هجاؤها عىل َصدْ ٍر من هجاء الكلمة َّ‬
‫حمل الدراسة إىل‬
‫فضاء احللول‪‹‹ .‬آلية طرح فرضيات››‪.‬‬
‫ب‪ .‬تضاف أية الحقة ينطبق هجاؤها عىل َع ُج ٍز(‪ )2‬من هجاء الكلمة َّ‬
‫حمل الدراسة‬
‫إىل فضاء احللول‪‹‹ .‬آلية طرح فرضيات››‪.‬‬
‫ج‪ .‬من بني القائمتني اللتني حصلنا عليهام يف اخلطوتني السابقتني يتم توليد كل‬
‫األزواج املرتَّبة املمكنة (سابقة‪ ،‬الحقة) ومن َث َّم يتم دف ُعها إىل فضاء احللول‪.‬‬
‫‹‹آلية طرح فرضيات››‪.‬‬
‫د‪ .‬يتم استبعا ُد األزواج املتنافرة من فضاء احللول‪‹‹ .‬آلية تقييد››‪.‬‬
‫متبق يف فضاء احللول من اخلطوة السابقة؛ يتم استخالص‬ ‫هـ‪ .‬لكل زوج مرتَّب ٍّ‬
‫جذع الكلمة (الكلمة بدون السابقة والالحقة) مع التعويض بالطبع عن‬
‫التأثريات البنيوية من التحام السابقة باجلذع وكذلك من التحام الالحقة‬
‫اجلذوع الناجت ُة عن هذه العملية إىل فضاء احلل‪‹‹ .‬آلية طرح‬
‫ُ‬ ‫وتضاف‬
‫ُ‬ ‫باجلذع‪.‬‬
‫فرضيات››‪.‬‬
‫املكررة من فضاء احللول‪‹‹ .‬آلية تقييد››‪.‬‬
‫و‪ .‬تُستب َعد اجلذوع َّ‬
‫لكل من اجلذوع املتبقية يف فضاء احللول‪ ،‬جيري البحث يف التوصيفات‬ ‫ز‪ٍّ .‬‬
‫احلاسوبية ِّ‬
‫لكل اجلذور والصيغ الرصفية يف القاعدة اللغوية لربنامج التحليـل‬
‫الرصيف عن كل األزواج املرتَّبة عىل هيئة (نوع الكلمة‪ :‬جذر‪ ،‬صيغة رصفيـة)‬
‫التي يكون اهلجاء الناتج من صب جذرها يف صيغتها الرصفية مطاب ًقا هلجاء‬
‫اجلذع‪ ،‬وتُدْ َف ُع فرضيات التحليل الرصيف للكلمة العربية حمل الدراسة إىل فضاء‬

‫‪ -1‬ملزيد من التفاصيل التقنية الدقيقة هبذا اخلصوص يمكن االطالع عىل الفصل السادس من املرجع رقم [‪ ]15‬ىف قائمة‬
‫املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬
‫َجز اليشء هو مؤخرته أو أسفله أو خامتته‪ ،‬واجلمع َأعْجاز‪.‬‬
‫‪ -2‬ع ُ‬

‫‪-119-‬‬
‫احللول يف صورهتا القياسية (نوع الكلمة‪ :‬سابقة‪ ،‬جذر‪ ،‬صيغة رصفية‪ ،‬الحقة)‪.‬‬
‫‹‹آلية طرح فرضيات››‪.‬‬
‫ح‪ .‬وبالطبع تُستب َعد من فضاء احللول تلك اجلذوع التي ال يمكن تكوينها بصب‬
‫أي جذر يف أية صيغة رصفية‪‹‹ .‬آلية تقييد››‪.‬‬
‫لكل من التحليالت الرصفية املوجودة يف فضاء احللول بعد اخلطوة السابقة؛‬ ‫ط‪ٍّ .‬‬
‫جيري اختبار عدم التنافر بني السابقة والصيغة الرصفية وكذلك بني الصيغة‬
‫الرصفية وبني الالحقة‪ ،‬وتُستب َعد تب ًعا لذلك التحليالت التي حتتوي عىل أي‬
‫تنافر‪‹‹ .‬آلية تقييد››‪.‬‬
‫متبق يف فضاء احلل بعد اخلطوة السابقة‪ ،‬ثم‬
‫كلمة من كل حتليل ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‪ .‬يتم تركيب‬
‫تُطا َبق الكلمة الناجتة من الرتكيب مقابل الكلمة حمل الدراسة من حيث اهلجاء‬
‫أي ضبط صويت يف الكلمة َ‬
‫املدخلة‬ ‫وكذلك من حيث الضبط الصويت (إن ُو ِجدَ ُّ‬
‫حمل الدراسة)‪ ،‬وتُستب َعد التحليالت الرصفية غري املطابقة من فضاء احللول‪.‬‬
‫‹‹آلية تقييد››‪.‬‬
‫ك‪ .‬التحليالت املتبقية (الناجية) اآلن يف فضاء احللول هي فئة كل التحليالت‬
‫ِ‬
‫املمكنة للكلمة العربية حمل الدراسة‪‹‹ .‬آلية تقييد››‪.‬‬ ‫الرصفية‬
‫وجدير باملالحظة يف كل هذه اخلطوات أن احلصول عىل التحليالت الرصفية للكلمة‬
‫يتم تدرجي ًّيا عرب الرتكيب الرصيف (وفق ما جرى عرضه يف األقسام السابقة من هذا الفصل)‬
‫لفرضيات حتليالهتا الرصفية اجلزئية‪ ،‬ثم اختبار حتقيق هذه الفرضيات للرشوط الرصفية‬
‫العربية واستبعاد ما ال يستويف هذه الرشوط‪ ،‬وبتكرار هذه العملية إىل أن تُغ ِّطي جسم‬
‫ِ‬
‫املمكنة هلذه الكلمة‪.‬‬ ‫الكلمة حمل الدراسة ُي َشكِّل ما يتبقى من هذه الفرضيات فئ َة احللول‬

‫‪ -8‬االلتباس الرصيف وأساليب إزالته‬


‫السابق فإن عملية التحليل الرصيف العريب حاسوب ًّيا ُت ْف ِض‬
‫ُ‬ ‫القسم‬
‫ُ‬ ‫اختُتِ َم به‬
‫ب ما ْ‬
‫َح ْس َ‬
‫إما إىل عدة حتليالت رصفية قياسية ُم ْ ِكنة أو إىل حتليل رصيف وحيد أو ربام إىل عدم‬
‫وجود حتليل رصيف عريب عىل اإلطالق‪ ،‬وهذا كله يعني عىل وجه العموم أن تطبيق‬

‫‪-120-‬‬
‫اصطالحا باسم‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫حتليالت متعدد ًة وهو ما ُي ْع َر ُ‬ ‫هذه العملية عىل أية كلمة عربية ُينْتِج‬
‫ً‬
‫«االلتباس الرصيف» (‪.)Morphological Ambiguity‬‬
‫ويعرض اجلدول رقم (‪ )3-2‬أدنــاه مثاالً َّ‬
‫مفص ً‬
‫ال عىل هذا االلتبـــاس عنـد إجراء‬
‫عملية التحليل الرصيف العريب حاسوب ًّيا عىل الكلمة العربية اخلام «بطـيـن»؛ حيث تم‬
‫تظليل كل حتليل ممكن من التحليالت الرصفية القياسية املتعددة هلـذه الكلـمـة بظــل‬
‫(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫متناسبة مع درجة الشيـوع السمـاعية هلذا التحليل‬ ‫ٍ‬
‫كثافة‬ ‫رمـادي ذي‬
‫آلية ختتار واحدً ا فقط من بني التحليالت الرصفية املتعددة ‪ -‬وهو‬ ‫ويف غياب ٍ‬
‫ك االلتبـــاس الصـــريف» (‪Morphological‬‬ ‫اصطالحا بِ ْ‬
‫اسـم « َف ّ‬ ‫ً‬ ‫ما ُي ْع َرف‬
‫عتب هذا التحليل الرصيف العريب آل ًّيا ويظل ذا‬
‫‪ - )Disambiguation‬فال يمكن أن ُي َ‬
‫قيمه تطبيقية حمدودة‪.‬‬
‫وجيدر بنا َ‬
‫قبل مناقشة كيفية فك االلتباس الرصيف العريب أن نلقي نظر ًة عىل األسباب‬
‫الرئيسية هلذا االلتباس والتي يمكن تلخيصها فيام ييل‪:‬‬
‫ ‪ .‬أافتقاد عالمات التشكيل‪/‬الضبط الصويت ‪ -‬إال فيام ندر ‪ -‬يف الكتابة املعارصة‬
‫للنص العريب وذلك ارتكانًا عىل قدرة القارئ العريب املتمرس عىل استنباط هذه‬
‫العالمات بنفسه مستفيدً ا من عدة قرائن سوف نذكرها فيام ييل من نقاط‪.‬‬
‫بل إنه من اجلدير بالذكر أن استنتاج عالمات التشكيل الصويت حاسوب ًّيا لكلامت‬
‫املعمق لِ ُّلغة العربية‬
‫النص العريب اخلام هو بحد ذاته هدف للتحليل احلاسويب َّ‬
‫ُي ْس ِهم فيه التحليل الرصيف العريب اآليل كام أرشنا إىل ذلك يف القسم قبل السابق‬
‫من هذا الفصل‪ .‬وعىل الرغم من أن إضافة التشكيل الصويت ولو جزئ ًّيا لبعض‬
‫ِ‬
‫«مستعمر»‪« ،‬مقدَّ م»‪،‬‬ ‫الكلامت قد يفك‪/‬يقلل من االلتباس فيها؛ وذلك مثل‬
‫«يقسم» ‪ ، ...‬فإن علينا االنتباه يف احلالة العامة إىل عدم كفاية إضافة التشكيل‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إلزالة االلتباس؛ وذلك مثل « َف َر ُضوا»‪َ « ،‬قائل»‪َ « ،‬يسري»‪،‬‬
‫الصويت ولو كان كام ً‬
‫ال ماض ًيا من مادة اجلذر (ف‪ ،‬ر‪ ،‬ض) أو‬ ‫«ش َذا» ‪ ...‬فقد يكون املثال األول فع ً‬
‫َ‬

‫‪ -1‬املحلل الرصيف العريب املستخدَ م للحصول عىل التحليالت الواردة يف اجلدول املذكور هو ذلك املوصوف يف املرجع‬
‫(وخصوصا الفصول من مخسة إىل سبعة) من قائمة املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬
‫ً‬ ‫رقم [‪]15‬‬

‫‪-121-‬‬
‫ال ماض ًيا معطو ًفا بالفاء من مادة اجلذر (ر‪ ،‬ض‪ ،‬ي)‪ ،‬كام قد يكون املثال الثاين‬
‫فع ً‬
‫اسم فاعـل من مادة اجلذر (ق‪ ،‬و‪ ،‬ل) أو من مادة اجلذر (ق‪ ،‬ي‪ ،‬ل)‪ ،‬أما املثال‬
‫ال مضار ًعا من مادة اجلذر (س‪ ،‬ي‪ ،‬ر) أو صيغة مبالغة من‬ ‫الثالث فقد يكون فع ً‬
‫اسم وكالمها‬ ‫مادة اجلذر (ي‪ ،‬س‪ ،‬ر) أما املثال الرابع فقد يكون فع ً‬
‫ال ماض ًيا أو ً‬
‫من مادة اجلذر (ش‪ ،‬ذ‪ ،‬و)‪.‬‬
‫ ‪.‬ببينام تشتغل أية آلية للتحليل الرصيف عىل كل كلمة يف النص بشكل منفرد‪ ،‬فإن‬
‫الذهن البرشي يستفيد يف حكمه عىل أية كلمة من سياق النص حوهلا؛ فعىل‬
‫سبيل املثال نستطيع كقارئني للعربية بكفاءة فك التباس كلمة «بطني» عندما ترد‬
‫يف السياقات الثالث املختلفة اآلتية (‪ ...‬حيمل الدم املوجود يف البطني األيمن‬
‫من القلب ‪ ،)...‬و(‪ ...‬الذي خيتلط بطني األرض فيصري ‪ ،)...‬و(‪ ...‬أنه رجل‬
‫بطني جسيم‪.)...‬‬
‫ ‪ .‬جويف قدراته تلك عىل فك االلتباس الرصيف يعتمد الذهن البرشي عىل املعاجلة‬
‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫املتزامنة لسياق الكلمة عىل مستويات عدة من التحليل اللغوي ‪-‬‬
‫الداللة والنحو ‪ -‬إضاف ًة إىل الرصف‪ ،‬ولسوء احلظ ال تزال أدواتنا احلاسوبية‬
‫والرياضية قارصة عن حماكاة هذه املعاجلة اللغوية املتزامنة بكفاءة حلظية‪.‬‬
‫وكمثال عىل ذلك نحلل السياق التايل (‪ ...‬فالكهرباء وقود يسري هذا النوع‬
‫من السيارات‪ ).‬حيث يستبعد القارئ العريب تفسري ما حتته خط عىل أنه الصفة‬
‫« َي ِسري» من مادة اجلذر (ي‪ ،‬س‪ ،‬ر) يف صيغة املبالغة « َف ِعيل» وذلك ألن ما‬
‫يتيحه السياق النحوي من موصوفات حمتملة هو «فالكهرباء» أو «وقود»‬
‫أيضا‬ ‫وكالمها بعيد دالل ًّيا عن َو ْس ِمه بصفة «ال ُي ْس»‪ ،‬كام يستبعد القارئ العريب ً‬
‫تفسريه عىل أنه الفعل الالزم « َي ِسري» من مادة جذر (س‪ ،‬ي‪ ،‬ر) وذلك ألن‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اعتبار «هذا» كفاعل رصيح يؤدي إىل اختالل داللة العبارة وبنائها حيث تفتقر‬
‫اجلملة الفعلية التي تقع يف حمل ِص َفة لالسم قبلها إىل متعلق يربطها بموصوفها‬
‫ضمريا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬كأن يقال (‪ ...‬وقود َي ِس ُري به هذا النوع ‪ - )...‬كام أن اعتبار الفاعل‬
‫رتا يعود عىل «فالكهرباء» أو «الوقود» غري مناسب دالل ًّيا حيث إن أ ًّيا منهام‬ ‫مست ً‬
‫ِ‬
‫ال « َيسري»‪ ،‬و ُيستب َعد كذلك التفسري « ُي َس َّي» ألسباب مماثلة‪ ،... ،‬وربام ال يتبقى‬

‫‪-122-‬‬
‫لدى القارئ يف هناية املطاف احتامل قوي حيقق صحة الكالم رصف ًّيا ونحو ًّيا‬
‫(‪.)1‬‬
‫ودالل ًّيا يف آن واحد سوى « ُي َس ِّي»‬
‫ ‪ .‬دإضاف ًة إىل سياق النص الذي ترد فيه الكلمة حمل الدراسة والتحليل‪ ،‬يوجد‬
‫خارج النص»‬
‫َ‬ ‫سياق آخر ال يقل أمهية عنه يف فك التباسها؛ أال وهو «السياق‬
‫ونقصد به حقائق العامل وتفاعالته ومالبسات األحداث املعارصة للكالم ‪...‬‬
‫إلخ‪ ،‬ومرة أخرى ومع األسف فإنه مل يتم إىل اآلن بناء قاعدة معرفية حاسوبية‬
‫تصف بصورة مكتملة العامل املشرتك بني عموم البرش(‪ )2‬ناهيك عن القدرة عىل‬
‫حوسبة كل سياق خارجي خاص بفئة معينة من البرش كاملحامني‪ ،‬أو مهنديس‬
‫االتصاالت‪ ،‬أو األدباء‪ ،‬أو عامل البناء‪ ،‬أو سكان حي معني يف ٍ‬
‫بلدة ما‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫وقد تبينت أمهية هذا السياق اخلارجي أثناء مناقشة املثال يف النقطة السابقة‪،‬‬
‫وملزيد من التبيان نحلل السياق التايل (‪ ...‬وقد تزينت البليدة هلذا احلدث‬
‫اهلام ‪ )...‬فإذا كان القارئ يعرف أن السياق اخلارجي للنص يشري إىل بلدنا‬
‫ال يف جريدة تصدر يف اجلزائر‪ ... ،‬إلخ) وكان‬ ‫العزيز «اجلزائر» (كأن يرد مث ً‬
‫أيضا أن «ا ْل ُب َل ْيدَ ة» هي إحدى مدهنا التي تتأهب الستقبال مناسبة هامة‬ ‫يعرف ً‬
‫ِ‬
‫فإنه يستطيع تقرير أن ما حتته خط ليس كلمة «ا ْل َبليدَ ة» (التي قد تصف بنتًا أو‬
‫امرأ ًة تتزين زين ًة حقيقة) وإنام هي كلمة «ا ْل ُب َل ْيدَ ة» (بافرتاض علم القارئ أن‬
‫فعل التز ُّين يمكن أن ُي ْسنَد إىل اسم علم عىل مدينة كاستخدام جمازي بالغي‬
‫عرب االستعارة املكْنِ َّية)‪.‬‬
‫الالحقة‬ ‫الصيغة الرصفية‬ ‫اجلذر‬ ‫السابقة‬ ‫نوعها‬ ‫الكلمة‬
‫‪-‬‬ ‫َف ِعيل‬ ‫بطن‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫َبطِني‬
‫‪0‬‬ ‫‪673‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫ُف َع ْيل‬ ‫بطن‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫ُب َط ْي‬
‫‪0‬‬ ‫‪789‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ -1‬ملزيد من التفاصيل حول حوسبة املعاجلة الداللية يرجى الرجوع إىل الباب السادس من هذا الكتاب حول «التحليل الداليل»‪.‬‬
‫‪ -2‬تسمى مثل هذه القاعدة املعرفية «أنطولوجيا ‪ »Ontology‬ويف الفصل اخلامس «التحليل الداليل» يف هذا الكتاب‬
‫نستعرض هذا املفهوم ونناقش أهم مكوناته وكذلك أمهيته حلوسبة التحليل الداليل‪.‬‬

‫‪-123-‬‬
‫الالحقة‬ ‫الصيغة الرصفية‬ ‫اجلذر‬ ‫السابقة‬ ‫نوعها‬ ‫الكلمة‬
‫ِْ‬
‫ـي‬ ‫َف ّل‬ ‫بطط‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬
‫َب َّط ْ ِ‬
‫ي‬
‫‪80‬‬ ‫‪820‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫فِعل‬ ‫طين‬ ‫بـ‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِطِني‬
‫‪0‬‬ ‫‪847‬‬ ‫‪2563‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫فِ ِّعيل‬ ‫بطن‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِ ِّطني‬
‫‪0‬‬ ‫‪673‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫ُف َع ِّيل‬ ‫بطن‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫ُب َط ِّي‬
‫‪0‬‬ ‫‪788‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫َف ْعل‬ ‫طين‬ ‫بـ‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِ َط ْي‬
‫‪0‬‬ ‫‪819‬‬ ‫‪2563‬‬ ‫‪15‬‬
‫ِْ‬
‫ـي‬ ‫ُف ّل‬ ‫بطط‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫ُب َّط ْي‬
‫‪80‬‬ ‫‪834‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪0‬‬
‫ِْ‬
‫ـي‬ ‫فِ ّل‬ ‫بطط‬ ‫‪-‬‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬
‫بـِ َّط ْ ِ‬
‫ي‬
‫‪80‬‬ ‫‪843‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-‬‬ ‫فِ َعل‬ ‫طين‬ ‫بـ‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِطِ َي‬
‫‪0‬‬ ‫‪850‬‬ ‫‪2563‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫ُف َّعل‬ ‫طين‬ ‫بـ‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِ ُط َّي‬
‫‪0‬‬ ‫‪739‬‬ ‫‪2563‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫َف ِّعل‬ ‫طين‬ ‫بـ‬
‫مرصفة منتظِمة‬
‫َّ‬ ‫بـِ َط ِّي‬
‫‪0‬‬ ‫‪675‬‬ ‫‪2563‬‬ ‫‪15‬‬
‫اجلدول‪ :2-3‬مثال عىل االلتباس الرصيف عند التحليل الرصيف اآليل لكلمة «بطني»‪.‬‬

‫ومع بروز إشكالية االلتباس عىل املستوى الرصيف (وعىل باقي مستويات اللغة)‬
‫كأمر ال فِكاك منه بكل حتدياته التي عرضناها عالِ َيه‪ ،‬فقد توجه املشتغلون باملعاجلة‬
‫احلاسوبية لِ ُّلغات احلية إىل استعارة وتطويع أساليب التعلم احلاسويب التي أثبتت‬
‫َف َعالِ َّيتَها يف التعامل مع مسائل صعبة وحيوية يف صناعة املعلومات واالتصاالت احلديثة‬
‫مثل «معاجلة اإلشارات» (‪ ،)Signal Processing‬و «التعرف عىل األنامط» (‪Pattern‬‬
‫‪ ... )Recognition‬إلخ‪ .‬وبصفة عامة فإن أساليب «التعلم احلاسويب» ((‪Machine‬‬

‫‪-124-‬‬
‫ملقاربة املسائل التي ال ُت ْع َرف هلا أو حيث يتعذر‬
‫‪ Learning‬تط َّبق كأنسب ما يكون َ‬
‫احلصول هلا عىل «حلول بقواعد ُمْكَمة»( ‪ ، )Closed-Form Solutions‬وتنطلق‬
‫هذه األساليب ‪ -‬عىل اختالفها ‪ -‬من مبدأ إمكانية التعلم عرب تكرار التعرض الغزير‬
‫لألمثلة الصحيحة واألمثلة اخلاطئة أو عرب تكرار التعرض الغزير لألسئلة وأجوبتها‬
‫حول جزئيات املسألة املطلوب مقاربتها؛ فالطفل مث ً‬
‫ال قد جييد القراءة السليمة للغة‬
‫العربية قبل أن يتعلم أسس وقواعد اللغة من رصف ونحو وداللة ‪ ...‬إلخ وذلك عرب‬
‫تقليد األكرب سنًّا وعرب حماوالت الصواب واخلطأ مع تصويب األخطاء حيث يتحسن‬
‫وتكرارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫األداء مع معاو َدة ذلك كله ً‬
‫ويرتكز بصفة عامة تفعيل تلك األساليب رياض ًّيا وحاسوب ًّيا هلذا املبدأ عىل استقراء‬
‫السياق االحتاميل للكلمة ِع َو ًضا عن سياقها اللغوي (النحوي‪-‬الداليل) ُب ْغ َي َة الوصول‬
‫إىل حساب االحتامل الريايض لوقوع كل حتليل ممكن للكلمة بني ما يسبقه وما يلحق‬
‫به من كلامت ومن َث َّم ترجيح التحليل صاحب أكرب احتامل ريايض‪ ،‬وتستلزم عملية‬
‫إجراء احلساب هذه تكوين نموذج احتامل ريايض حياكي كل تتا ُبعات الوحدات‬
‫اللغوية كام حتدث يف الواقع احلقيقي الستخدام اللغة‪ .‬ويف حني أن املرجع رقم [‪]21‬‬
‫من قائمة املراجع هناية هذا الكتاب يدرس باستفاضة أساليب التعلم احلاسويب املختلفة‬
‫املعمقة‪ ،‬فإن املرجع رقم [‪ ]20‬من نفس القائمة يستفيض يف تطبيق‬ ‫بتفاصيلها الرياضية َّ‬
‫بعض هذه األساليب عىل معاجلة اللغات احلية‪.‬‬
‫وأ ًّيا ما كانت األساليب الرياضية واحلاسوبية املختارة لبناء مثل هذا النموذج‬
‫االحتاميل‪ ،‬فال ُبدَّ هلا من مادة لغوية متأل وعا ًء واس ًعا من األسئلة (الكلامت اخلام عىل‬
‫سبيل املثال) مع أجوبتها (التحليل الرصيف الصحيح للكلمة عىل سبيل املثال) مثلام‬
‫املوجه‪ ،‬و ُي ْط َلق عىل عملية تشغيل هذه األساليب الرياضية عىل‬
‫يقتيض التعلم احلاسويب َّ‬
‫املادة اللغوية لبناء النموذج االحتاميل اسم «التدريب» (‪ )Training‬كام يطلق عىل الوعاء‬
‫«املو ِرد اللغوي» (‪ ،)Language Resource‬وبطبيعة‬ ‫الواسع املمتلئ باملادة اللغوية اسم ْ‬
‫احلال فإن النموذج االحتاميل سوف حيمل اخلصائص اإلحصائية للمورد اللغوي الذي‬
‫َتك ََّو َن منه‪ ،‬والذي عليه بدوره أن حيمل خصائص الظاهرة اللغوية التي يعرب عنها وهو‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية يف القسم التايل‪.‬‬ ‫ما ُي ْسلمنا إىل اعتبارات ورشوط بناء‬

‫‪-125-‬‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية الالزمة لفك االلتباس الرصيف‬ ‫‪ -9‬بناء‬
‫من أجل نجاح عملية فك االلتباس اللغوي (سواء كان رصف ًّيا أو غري ذلك) فإن‬
‫قدر اإلمكان‬ ‫النموذج االحتاميل الريايض للظاهرة اللغوية حمل الدرس ال ُبدَّ أن حيمل َ‬
‫ذات اخلصائص اإلحصائية(‪ )1‬هلذه الظاهرة اللغوية‪ ،‬ومن أجل حت ُّقق ذلك ال ُبدَّ أن‬ ‫َ‬
‫ذات اخلصائص اإلحصائية للظاهرة اللغوية‪،‬‬ ‫قدر اإلمكان َ‬‫حيمل املورد اللغوي بدوره َ‬
‫ومن أجل ذلك يتوجب أن يتوافر فيه الرشطان اآلتيان‪:‬‬
‫نصوصا أم خالف ذلك) يف املورد اللغوي‬
‫ً‬ ‫ ‪ .‬أأن ُتتار املادة اخلام (سواء أكانت‬
‫بحيث تُشكِّل عين ًة حسنة التمثيل للظاهرة اللغوية‪ ،‬ويعني ذلك أن تغطي هذه‬
‫العينة األبعاد األربعة لفضاء التنوع اللغوي السالف ذكرها يف القسم اخلامس‬
‫من هذا الفصل (وهي البعد الزمني‪ ،‬والبعد اجلغرايف‪ ،‬والبعد املوضوعي‪،‬‬
‫والبعد األسلويب) بحيث تتناسب أوزان متثيل كل حيز يف هذا الفضاء يف تلك‬
‫املادة اخلام َقدْ َر اإلمكان مع أمهيتها يف التطبيق الذي س ُيو َّظف فيه النموذج‬
‫االحتاميل الناتج من التدريب عىل هذا املورد اللغوي‪.‬‬
‫ ‪.‬بأن ُ ْت َرى عملية َعن َْونة املادة اللغوية اخلام إلنتاج املورد اللغوي بدقة عالية‪،‬‬
‫و ُي ْق َصد بعملية «العنونة» (‪ُ )2()Annotation‬‬
‫إحلاق التحليالت اللغوية املناسبة‬
‫ُكون‬
‫(كالتحليل الرصيف عىل سبيل املثال) بكل وحدة لغوية يف املادة اخلام لت ِّ‬
‫مجي ُعها املورد اللغوي‪ .‬وتنبع رضورة الدقة العالية يف هذا املقام من أن املورد‬
‫اللغوي النـــاتج هو مـادة التدريب (أ ًّيا كانت أساليب التدريب) إلنتاج‬
‫النموذج االحتاميل الريايض الذي تعتمد عليه آليات فك االلتباس‪ ،‬فإن‬
‫معيب‬
‫ٌ‬ ‫كان املورد رديء اجلودة فالنموذج االحتاميل الناتج عنه هو بالتأكيد‬

‫‪ -1‬املقصود باخلصائص اإلحصائية للظاهرة اللغوية هو التكرارات النسبية لوحداهتا اللغوية يف واقع تطبيق هذه‬
‫الظاهرة اللغوية‪.‬‬
‫أيضا لفظة «توسيم» لرتمجة املصطلح «‪.»Annotation‬‬
‫تشيع ً‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-126-‬‬
‫املعتم ِ‬
‫دة عليه ردي ًئا‪ ،‬و ُي َعدُّ هذا جتل ًيا‬ ‫ِ‬ ‫وبالتبعية يصري أداء ِ‬
‫آلية فك االلتباس‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ملبدأ يف الرياضيات احلاسوبية مؤداه أن «معاجلة النفايات املدْ َخلة ال ُتْر ُج إال‬
‫النفايـات» (‪ )Garbage In - Garbage Out‬ويعرف باالختصار «‪.»GIGO‬‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية العربية احلديثة ما جاء يف الورقة املشار‬ ‫ومن النامذج اجليدة عىل بناء‬
‫إليها برقم [‪ ]22‬ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب والتي تناولت عدة أصناف من‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية التي تم إنجازها بالفعل؛ منها النصية ومنها الصوتية ومنها املخت َلطة‪.‬‬
‫ومن اجلدير بالذكر يف هذا املقام أن إعداد وعنونة املواد اللغوية اخلام ‪ -‬سواء كانت‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية‬ ‫اصطالحا « ُمدَ َّونات» (‪)Corpora‬إلنتاج‬
‫ً‬ ‫نصية أم ال‪ ،‬والتي تسمى‬
‫قد صار منذ بداية القرن احلادي والعرشين امليالدي نشا ًطا ذا حجم كبري يف أبحاث‬
‫وصناعة تطبيقات معاجلة اللغات احلية بمخت َلف أصنافها‪ ،‬وقد يتخطى حجم هذا‬
‫َ‬
‫معالات‬ ‫النشاط أحيانًا اخلمسني يف املئة ضمن كافة أنشطة معاجلة اللغات احلية من‬
‫رياضية وتصميم وبناء الربجميات الالزمة لتنفيذها ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهو ما أدركه املجتمع‬
‫ِ‬
‫للموارد اللغوية وبمختلف‬ ‫العاملي املشتغل هبذا املجال فقام بتخصيص أكرب مؤمتراته‬
‫ِ‬
‫املوارد و ُي ْع َرف هذا املؤمتر باسم ‪LREC‬و ُي ْع َقد بوترية منتظمة مر ًة كل سنتني‬ ‫أنواع هذه‬
‫كل من دوراته ما بني األلف واأللفني من‬ ‫منذ عام ‪1998‬م ويرتاوح عدد حضوره يف ٍّ‬
‫مسارا كي تغطي خمتلف أنواع وأنامط‬ ‫ً‬ ‫املتخصصني كام يتجاوز عدد مساراته العرشين‬
‫املوارد اللغوية ‪.http://www.lrec-conf.org‬‬ ‫ِ‬

‫املوارد اللغوية بمختلف أنواعها هو أحد أكرب األنشطة يف‬ ‫ِ‬ ‫إعداد املدَ َّونات اللغوية وبناء‬
‫جمال أبحاث وصناعة تطبيقات معاجلة اللغات احلية‪ .‬وبسبب ضخامة حجم املادة وارتفاع‬
‫ال عن التنوع الواسع ألصناف هذه‬ ‫ِ‬
‫املوارد اللغوية‪ ،‬فض ً‬ ‫لكل من هذه‬ ‫دقة العنونة املطلو َب ْي ٍّ‬
‫املوارد اللغوية التي جرى إنجازها بالفعل يف حقل اللغة العربية‪،‬‬ ‫املوارد‪ ،‬إضاف ًة إىل قلة عدد ِ‬‫ِ‬
‫املؤهلني ِ‬
‫واملل ِّمني‬ ‫فإن هذا النشاط يستدعي أن تنخرط فيه أعداد كبرية من اللغويني العرب َّ‬
‫بطبيعة تقنيات املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة مما َن ُعدُّ ه أحد األهداف التي نرجو أن تتحقق من وراء‬
‫تأليف هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪ -10‬أدوات وبرجميات ومعايري‬

‫‪-127-‬‬
‫خارج إطار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املوارد اللغوية عىل وجه العموم‬ ‫يتعذر بشكل واقعي إجراء عملية بناء‬
‫املدونات اللغوية (مثل التحليل الرصيف لكلامت‬ ‫تنظيمي يضبط ا ِّطراد واتساق عنونة َّ‬
‫املدونة) من ُم َعن ِْو ٍن آلخر‪ ،‬ويدعم يف الوقت نفسه كفاءة العنونة ودقتها‪ ،‬ويتيح كذلك‬
‫مراجعتها ومراقبة نسبة اإلنجاز ‪ ...‬وغري ذلك من وظائف‪ .‬وغال ًبا ما ُيصا ُغ كل إطار‬
‫من مثل هذه األُ ُطر عىل هيئة برنامج حاسويب ذي بيئة تفاعلية ُي َس َّمى «أداة َعن َْونة»‬
‫(‪.)Annotation Tool‬‬
‫ويعرض الشكل رقم (‪ )5-3‬أدناه لقطة أثناء تشغيل إحدى هذه األدوات التي متكن‬
‫اللغويني من إدارة وعنونة املدونات النصية العربية من النواحي الصوتية (الفونولوجية)‬
‫والرصفية والداللية وذلك بأسلوب تفاعيل عرب واجهة استخدام رسومية مفصلة تتيح‬
‫هلم مراجعة عملهم هذا ومراقبة نسب اإلنجاز فيه‪.‬‬

‫‪-128-‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫الشكل ‪ :5-3‬لقطة من أداة عنونة النص العريب صوت ًّيا ورصف ًّيا ودالل ًّيا؛ « َفصيح»‬
‫َّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويف حني جتعل طبيع ُة بعض املوارد اللغوية أدوات العنونة املستخدَ م َة إلنتاجها َ‬
‫غري‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية للكالم‬ ‫ِ‬
‫املوارد (مثل بعض أنواع‬ ‫عتم ٍ‬
‫دة يف وظائفها عىل لغة حمتوى هذه‬ ‫م ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مثل هذه األدوات قابل ًة إلعادة االستخدام يف أغلب‬ ‫املنطوق) فتكون تب ًعا لذلك ُ‬
‫(وخصوصا تلك‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫املوارد اللغوية األخرى‬ ‫األحيان بني لغة وأخرى‪ ،‬فإن طبيع َة بعض‬
‫النصية‪ ،‬أو تلك التي يشكل النص ركنًا أساس ًّيا فيها) حتتم إنشاء أدوات عنونة جديدة‬
‫تراعي خصوصيات لغة حمتوى هذه ِ‬
‫املوارد‪ ،‬وتقع أدوات عنونة املدَ َّونات النصية العربية‬
‫بمختلف أنواعها ضمن الفئة الثانية‪ ،‬وبنظرة عامة عىل احلالة الراهنة لألدوات العربية‬
‫من هذه الفئة الثانية تتضح لنا املساحات التالية التي تتسع إلسهامات اللغويني العرب‪:‬‬

‫‪ -1‬يمكن الرجوع إىل تفاصيل هذه األداة التفاعلية يف الورقة املشار إليها برقم [‪ ]16‬ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪-129-‬‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية‬ ‫إنجازه والقيام عىل حتديثه من خمتلف‬
‫ُ‬ ‫Ÿ Ÿبالقياس إىل الكثري الذي ُيرت َقب‬
‫عتب النص العريب ركنًا فيها) ُي َعدُّ ما جرى بناؤه من أدوات‬ ‫العربية النصية (أو تلك التي ُي َ‬
‫العنونة العربية الالزمة لتلك ِ‬
‫املوارد قليالً‪ .‬وإىل جانب اجلهود العلمية واهلندسية والربجمية‬
‫املطلوبة لبناء األدوات الناقصة‪ ،‬فإن هناك كذلك حاجة إىل إسهام من ناحية اللغويني‬
‫وخصوصا فيام يتعلق بتصميم واختبار واجهات االستخدام وتفا ُع ِل َّيتِها‪.‬‬
‫ً‬ ‫العرب‬
‫Ÿ Ÿوحتى بالنظر إىل أدوات العنونة العربية التي تم بناؤها بالفعل فإن استخدامها ال يزال‬
‫غري شائع إال عىل نطاق حمدود‪ ،‬ومرجع ذلك يف كثري من األحيان هو أن ملكيتها تعود‬
‫إىل الرشكات التي طورهتا‪ ،‬ولذلك فإن هناك حاجة للعمل عىل التوعية باألدوات اجليدة‬
‫وخصوصا تلك املتاحة لالستخدام احلر‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن اقرتاح أنامط‬ ‫ً‬ ‫بني أوساط اللغويني‬
‫مبتكرة من تعويض الرشكات إلقناعها بإتاحة أفضل ما طورته من أدوات العنونة‬
‫العربية لالستخدام احلر أو مقابل رسوم زهيدة‪ ،‬وهو ما حيتاج إىل مجعيات‪/‬تنسيقيات‪/‬‬
‫تكتالت من املشتغلني بأبحاث وصناعة تطبيقات املعاجلة احلاسوبية للغة العربية بمن‬
‫فيهم اللغويون‪.‬‬
‫Ÿ Ÿإجراء رصد دوري شامل لكل ما ُي ْط َرح من أدوات العنونة العربية مع نقد وتقييم أداء‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية العربية‪،‬‬ ‫كل منها ومن َث َّم ترشيح األفضل من بينها إلنجاز كل نوع من‬
‫ال عن إجراء رصد أوسع ألدوات العنونة غري العربية ذات الربجميات مفتوحة املصدر‬ ‫فض ً‬
‫ِ‬
‫املوارد اللغوية العربية‪ ،‬ومثل هذه األرصاد‬ ‫مما قد يمكن تطويعها بجهد معقول إلنتاج‬
‫أيضا جلهود من َّظمة من مجعيات‪/‬تنسيقيات‪/‬تكتالت من املشتغلني‬ ‫والتقييامت حتتاج ً‬
‫بأبحاث وصناعة تطبيقات املعاجلة احلاسوبية للغة العربية بمن فيهم اللغويون‪.‬‬
‫أما بالنظر إىل الوضع الراهن لربجميات التحليل الرصيف العريب ِ‬
‫بش َّق ْيها؛ األول املختص‬
‫املم ِكنة ألية كلمة عربية والثاين املختص بفك‬‫باستخالص كل التحليالت الرصفية ْ‬
‫االلتباس الرصيف‪ ،‬فإن تاريخ العمل عىل هذه املسألة من بحث وتطوير والذي يمتد‬
‫منذ سبعينات القرن العرشين امليالدي قد أثمر عد ًدا كاف ًيا من حزم الربجميات الناضجة‬
‫بمستوى تطبيقي صناعي وذلك مع هناية تسعينات القرن العرشين امليالدي‪ ،‬حيث‬
‫وصل هامش اخلطأ يف الشق األول إىل ما دون االثنني يف األلف كام وصل هامش اخلطأ‬
‫يف الشق الثاين إىل ما دون اخلمسة يف املئة بعد التدريب عىل ذخرية رصفية عربية متوازنة‬

‫‪-130-‬‬
‫التغطية للفضاء اللغوي ذات حجم ثالثة ماليني كلمة (‪ )1‬وذات جودة عنونة رفيعة‬
‫ال يزيد هامش اخلطأ فيها عن مخسة يف األلف‪ ،‬ويف حدود هوامش خطأ حمدودة كهذه‬
‫أمكن بناء تطبيقات صناعية ترتكز عىل التحليل الرصيف العريب اآليل وذات أداء مقبول‪.‬‬
‫وجيدر بنا اإلشارة يف هذا املقام قبل أن نختتم هذا الفصل إىل بعض األعامل‬
‫التي اشتهــرت وشاعت بني الباحثني يف جمــــال املعاجلة اآللية لِ ُّلغة العربية؛‬
‫ِ‬
‫يم باك ُْوو ْل َ ْ‬
‫ت»‬ ‫فلدينــا املحلل الرصيف العريب الذي اشتهر باسم مصممه األسايس «ت ْ‬
‫(‪ Tim Buckwalter (http://www.qamus.org/morphology.htm‬الذي يمكن‬
‫احلصول عليه من خالل « ُم َؤ َّسسة (‪ »Linguistic Data Consortium (LDC‬يف‬
‫جامعة «بِن ِْس ْلفانْيا» بالواليات املتحدة األمريكية أثناء عمله فيها وذلك عرب ‪http://‬‬
‫‪www.ldc.upenn.edu/catalog/catalogEntry.jsp?cataloId=LDC2002L49‬‬
‫والنسخة الشائعة منه هي اإلصدارة ‪ 1.0‬التي ظهرت يف نوفمرب عام ‪2002‬م ويمكن‬
‫احلصول عليها باملجان للمشرتكني يف اجلمعية أو بمقابل رمزي لغري املشرتكني فيها‪.‬‬
‫كام أن هناك حزمة األدوات الربجمية املعروفة باسم « َمدَ ى و ُطو َق ْ‬
‫ان» (‪MADA+‬‬
‫‪ )TOKAN‬والتي تعمل عىل معاجلة النص العريب اخلام الستخراج أنسب املعلومات‬
‫الرصفية واملعجمية والصوتية واألنواع الكالمية لكل كلمة بمراعاة السياق املحيط هبا‪،‬‬
‫وقد تم تطوير هذه احلزمة يف جامعة «كُو ُلو ْمبِيا» بالواليات املتحدة األمريكية ويمكن‬
‫االطالع عىل تفاصيلها يف الورقة املشار إليها برقم [‪ ]19‬ىف قائمة املراجع هناية هذا‬

‫‪ -1‬وقد ينخفض هامش اخلطأ يف فك االلتباس الرصيف اآليل إىل ما دون الثالثة يف املئة مع ذخرية رصفية بنفس احلجم‬
‫ولكنها مركزة يف حيز ضيق من الفضاء اللغوي («النصوص القانونية املعارصة يف مرص» عىل سبيل املثال)‪ ،‬كام ُيع َت َقد‬
‫أنه دون االستعانة بتحليالت صحيحة من طبقات لغوية أعىل (كالداللة والنحو عىل سبيل املثال) يظل هناك حدٌّ أدنى‬
‫هلذا النوع من هوامش اخلطأ ال يقل عن الثالثة يف املئة مهام زاد حجم الذخرية اللغوية الرصفية التي جرى تدريب آلية‬
‫فك االلتباس عليها‪.‬‬

‫‪-131-‬‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫كام تعالج حزمة األدوات الربجمية املعروفة باسم « َأ ِم َرية» ‪ ))AMIRA‬كلامت النص‬
‫العريب لتعيني لواصقها وحتديد أنواعها الكالمية وتقسيم النص إىل أقرص عبارات غري‬
‫متداخلة يف شجرة حتليله اإلعرايب‪ ،‬ويمكن االطالع عىل تفاصيلها يف الورقة املشار إليها‬
‫برقم [‪ ]18‬ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب‪.‬‬
‫ومع عدم احلاجة للمزيد من األبحاث يف مسألة التحليل الرصيف العريب اآليل‪ ،‬فإنه‬
‫التزال هناك رضورة للعمل من أجل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫موحد ملدْ َخالت ُ‬


‫وم ْ َرجات برجميات التحليل الرصيف‪ ،‬مما يسمح‬ ‫Ÿ Ÿاالتفاق عىل معيار َّ‬
‫بتعظيم فرص إعادة استخدامها يف التطبيقات الصناعية‪ ،‬أو ودجمها يف آليات أوسع‬
‫للمعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة العربية‪.‬‬
‫موحدة ألداء برجميات التحليل الرصيف‬
‫موحد وعىل عينة اختبار َّ‬ ‫Ÿ Ÿاالتفاق عىل معيار َّ‬
‫العريب مما ُي َمكِّن من املقارنة العادلة َب ْينَها‪.‬‬
‫وخصوصا تلك‬
‫ً‬ ‫Ÿ Ÿرصد كل ما يمكن الوصول إليه من برجميات التحليل الرصيف العريب ‪-‬‬
‫ال عن اقرتاح أنامط مبتكرة من تعويض الرشكات‬ ‫املتاحة بالفعل لالستخدام احلر ‪ -‬فض ً‬
‫إلقناعها بإتاحة أفضل ما طورته من املحلالت الرصفية العربية اآللية لالستخدام احلر‬
‫طرحها كربجميات مفتوحة املصدر‪.‬‬‫‪ -‬أو مقابل رسوم زهيدة ‪ -‬بل وحتى ِ‬

‫أيضا جلهود من َّظمة من مجعيات‪/‬تنسيقيات‪/‬تكتالت من‬ ‫Ÿ Ÿكل ما سبق من أعامل حيتاج ً‬


‫املشتغلني بأبحاث وصناعة تطبيقات املعاجلة احلاسوبية للغة العربية بمن فيهم اللغويون‪.‬‬

‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬


‫دالسالم هارون ‏‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫قاييس ال ُّل َغة‪ ،‬حتقيق‪َ :‬ع ْب َّ‬ ‫أحد)‪َ :‬م ِ‬ ‫ي َْ‬‫فارس (أ ُبو احلُ َس ْ ِ‬
‫‪1.1‬ابن ِ‬
‫‪1969‬‏م‪.‬‬
‫دار فاضل‪َ ،‬ب ْيوت‪.‬‏‬ ‫سان ال َع َرب‪ُ ،‬‬‫‪2.2‬ابن َمن ُظور (أبو ال َفضل مجال الدِّ ين)‪ :‬لِ ُ‬
‫واع ِد ال َع َرب َّي ِة العا َلِ َّية‪َ ،‬م ْكتَبة ُل ْبنان‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪.‬‏‬
‫‪3.3‬الدَّ حداح (أ ْن ُطوان)‪ :‬معجم َق ِ‬
‫ُْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ 4.4‬‬
‫دار امل ْع ِرفة اجلامع َّية‪ْ ،‬‬
‫اإلس َكنْدر َّي ُة‪1993 ،‬م‪.‬‏‬ ‫الص ُّيف‪ُ ،‬‬ ‫َّطبيق َّ ْ‬
‫حي (عَبدُ ه)‪ :‬الت ُ‬ ‫الراج ّ‬ ‫َّ‬

‫‪-132-‬‬
‫حل َياة‪ْ ،‬بيوت‪1960 ،‬م‪.‬‬ ‫حد ِر َضا‪َ ،‬م ْك َت َبة ا َ‬ ‫‪ِ 5.5‬رضا (أمحد)‪ُ :‬م ْع َجم َمتْن ال ُّل َغة‪َ ،‬أ ْ َ‬
‫ارة‏‏اإلعال ِم‬ ‫واهر القاموس‪َ ،‬طبعة و َز ِ‬ ‫روس ِم ْن َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫تاج ال َع‬
‫ْ َ‬ ‫(م َّمدُ ُم ْرت ََض)‪ُ :‬‬ ‫بيدي ُ‬‫الز ّ‬ ‫‪َّ 6.6‬‬
‫الك َُو ْيت َّية‪.‬‏‬
‫‪7.7‬العاين (سلامن حسن)‪ُ :‬فونولوجيا العربية‪ - ،‬ترمجة ِ‬
‫يب‬‫امللح‪ ،‬دار النَّادي األَ َد ِّ‬ ‫ياس َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫السعود َّية‪1983 ،‬م‪.‬‬ ‫املم َلكة ال َع َرب َّية َّ‬
‫بجدَّ ة ‪ْ -‬‬
‫حوث‬ ‫ِ‬ ‫ويل لِ ْل ُقر ِ‬
‫آن الكَري ِم‪َ ،‬م ْ َم ُع ال ُب‬ ‫القاموس ال َّط ُ‬ ‫حد)‪:‬‬ ‫‪َ 8.8‬ع ْبد ال َفتَّاح (إبراهيم َأ ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اإلسالم َّي ِة‏‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دار احلَديث‪.‬‏‬ ‫(م َّمد َع ْبدُ اخلالق)‪ :‬امل ْغني ِف ترصيف األَ ْفعال‪ُ ،‬‬ ‫‪ُ 9.9‬ع َض ْيمة ُ‬
‫أحد خمتار‬‫‏إبراهيم)‪ِ :‬ديوان األدب‪ ،‬حتقيق‪َ ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫إس َ‬
‫حاق ا ْب ُ‏‬
‫ن‬ ‫راهيم ْ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الفاراب ( َأ ُبو إ ْب‬ ‫‪1010‬‬
‫ُع َمر‪1974 ،‬م‪.‬‏‬
‫قول الدَّ َلل َّي ُة الصف َّي ُة لِ َ ِ‬
‫حل ُ‬
‫بالرياض‪،‬‬
‫يخ ِّ‬ ‫أل ْفعال ال َع َرب َّية‪ ،‬دار ِّ‬
‫املر ِ‬ ‫َّ ْ‬ ‫(س َليامن)‪ :‬ا ُ‬ ‫‪َ 1111‬ف َّياض ُ‬
‫‪1990‬م‪.‬‏‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سيط‪ ،‬ط‪1985 ،3‬م‪.‬‏‬ ‫الو ُ‬ ‫‪َ 1212‬م ْ َم ُع ال ُّل َغة ال َع َرب َّية بالقاهرة‪ ،‬امل ْع َج ُم َ‬
‫ف األَلِف‬ ‫رة‪ ،‬ما ت ََّم ِم ْن (امل ْع َجم الكَبري)‪ ،‬ط‪َ ،1‬ح ْر ُ‬ ‫بالقاه ِ‬
‫ِ‬ ‫‪َ 1313‬م ْ َم ُع ال ُّل َغ ِة ال َع َرب َّي ِة‬
‫ف اجليم ‪،2000‬‬ ‫ف الباء ‪َ ،1981‬ح ْرفا التَّاء وال َّثاء ‪َ ،1992‬ح ْر ُ‬ ‫‪َ ،1970‬ح ْر ُ‬
‫ف اخلاء ‪ ،2004‬حرف الدال ‪ ،2006‬حرف الذال‬ ‫ف احلاء ‪َ ،2000‬ح ْر ُ‬ ‫َح ْر ُ‬
‫الراء ‪2015‬م‪.‬‬ ‫‪2008‬م‪ ،‬حرف َّ‬
‫رة‪ ،‬معجم َأ ْل ِ‬
‫فاظ ال ُقر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آن الكَري ِم‪َ ،‬ط ْبع ٌة ُمنَ َّقح ٌة‪1990 ،‬م‪.‬‏‬ ‫ْ‬ ‫‪َ 1414‬م ْ َم ُع ال ُّل َغة ال َع َرب َّية بالقاه ُ ْ َ ُ‬
‫‪15. Attia, M., A Large-Scale Computational Processor of the Arabic‬‬
‫‪Morphology, and Applications, M.Sc. thesis, Dept. of Computer‬‬
‫‪Engi-neering, Faculty of Engineering, Cairo University, 2000.‬‬
‫�‪16. Attia, M., Rashwan, M., Al-Badrashiny, M., Fassieh©; a Semi-Auto‬‬
‫�‪matic Visual Interactive Tool for the Morphological, PoS-Tags, Pho‬‬
‫‪netic, and Semantic Annotation of the Arabic Text, IEEE Transactions‬‬

‫‪-133-‬‬
on Audio, Speech, and Language Processing (TASLP) http://www.
SignalProcessingSociety.org/Publications/Periodicals/TASLP: Spe�
cial Issue on Processing Morphologically Rich Languages, Vol.
17 - Issue 5; pp. 916-925 http://ieeexplore.ieee.org/xpl/freeabs_
all.jsp?isnumber=5067414&arnumber=5075778&count=21&in�
dex=6, July 2009.
17. Cavalli-Sforza, V., Soudi, A., Mitamura, T., Arabic Morphology
Gen-eration Using a Concatenative Strategy, ACM Int’l Conference
Pro-ceeding Series; Proceedings of the first conference on North
Ameri-can chapter of the Association for Computational Linguistics
(NAACL), 2000.
18. Diab, M., Second Generation AMIRA Tools for Arabic Process�
ing: Fast and Robust Tokenization, POS tagging, and Base Phrase
Chunking, The Proceedings of the 2nd Intl. Conference on Arabic
Language Resources and Tools, ISBN: 2-9517408-5-9, Cairo –
Egypt, http://www.medar.info/conference_all/2009/index.php, Apr.
2009.
19. Habash, N., Rambow, O., Roth, R., MADA+TOKAN: A Toolkit for
Ara-bic Tokenization, Diacritization, Morphological Disambigua�
tion, POS Tagging, Stemming and Lemmatization, The Proceed�
ings of the 2nd Intl. Conference on Arabic Language Resources and
Tools, ISBN: 2-9517408-5-9, Cairo – Egypt: http://www.medar.
info/ conference_all/ 2009/ index.php, Apr. 2009.
20. Schütze, H., Manning, C. D., Foundations of Statistical Natural
Language Processing, MIT Press, 2000.
21. Vapnik, V. N., Statistical Learning Theory, John Wiley & Sons Inc.,
1998.
22. Yaseen, M., et al., Building Annotated Written and Spoken Arabic
LR’s in NEMLAR Project, LREC2006 conference http://www.
lrec-conf.org/lrec2006, Genoa-Italy, May 2006.

-134-
‫الرابع‬
‫الفصل َّ‬
‫َّركيبي‬
‫ّ‬ ‫التَّحليل الت‬

‫د‪ .‬سامح األنصاري‬

‫‪ -1‬تقديم‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة منظومة النحو بمنظومتي الرصف واملعجم‪.‬‬
‫‪ -3‬مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة‪.‬‬
‫‪ -4‬مدخل إىل معاجلة تركيب اجلملة آليا‪.‬‬
‫‪ -5‬اجتاهات بناء املحلالت النحوية‪.‬‬
‫‪ -6‬دقة املحلالت النحوية‪.‬‬
‫‪ -7‬أمثلة للمحلالت النحوية‪.‬‬
‫‪ -8‬بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف اللغة‬
‫العربية‪.‬‬

‫‪-135-‬‬
-136-
‫‪ -1‬تقديم‬
‫إن تناول قضية التحليل النحوي واملعاجلة اآللية لرتكيب اجلملة يف اللغة العربية‬
‫موضوع متشعب األبعاد واجلوانب نتيجة خلصوصية طبيعة اللغة العربية‪ ،‬حيث إن‬
‫منظومة النحو تندرج فيها العديد من النظريات النحوية القديمة واحلديثة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل ارتباطها ارتبا ًطا وثي ًقا بمنظومتي الرصف واملعجم‪ ،‬وال مناص من مناقشة التفاعل‬
‫بينهم؛ التفاعل الذي يصل إىل حد االندماج الكامل‪.‬‬
‫وتعترب عملية التحليل النحوي اآليل من ركائز املعاجلة اآللية للغات الطبيعية‪ ،‬حيث‬
‫جيري فيها حتديد بنية اجلملة من حيث هيكلية مكوناهتا ووظائف عنارصها‪ ،‬وإجياد‬
‫قالبها النحوي اعتام ًدا عىل القواعد النحوية األساسية من حيث تقسيم اجلملة وحتديد‬
‫مكوناهتا وتقسيم كلامهتا إلجياد العالقات النحوية فيام بينها‪ .‬ويعد املحلل النحوي اآليل‬
‫مقو ًما أساس ًيا ال غنى عنه‪ ،‬حيث تعتمد عليه العديد من تطبيقات معاجلة اللغة مثل‬
‫التطبيقات اخلاصة بتحليل مضمون النصوص وفهمها آل ًيا‪ ‬وعمليات االستخالص‬
‫والتلخيص والفهرسة اآللية‪ ،‬ونظم الرتمجة اآللية‪ ،‬وتطبيقات اكتشاف األخطاء‬
‫اهلجائية والنحوية آل ًيا‪.‬‬
‫وقبل التعرض آلليات التحليل النحوي‪ ،‬ال بد من النظر ‪ -‬بشكل عام ودون التقيد‬
‫باجتاه معني ‪ -‬إىل مفهوم القواعد النحوية وكيفية التعبري عنها ومتثيلها وآليات حتليل‬
‫مكوناهتا‪ ،‬فنحو اللغة كان أحد موضوعات البحث منذ وقت طويل يف أبحاث علوم‬
‫ونظرا لطبيعة النحو التي متيل إىل التجريد واالختزال‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫ً‬ ‫اللغة واآلداب‪.‬‬
‫النحو ‪ -‬كام ذكر الدُّ كتور نبيل عيل ‪« -‬خط االلتقاء بني اللسانيات والرياضيات (عيل‪،‬‬
‫ومؤخرا قدم جمال علوم احلاسب رؤية جديدة للتمثيل النحوي؛ وهي أن‬ ‫ً‬ ‫‪.)1988‬‬
‫الرتكيب النحوي يمكن تعريفه عىل أنه نتاج عدد من العمليات احلسابية والتي يمكن‬
‫من خالهلا صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رياضية‪ ،‬يمكن من خالهلا توليد عدد‬
‫ال هنائي من الرتاكيب اللغوية املسموح هبا يف اللغة‪.‬‬
‫فيهدف هذا الفصل إىل تقديم بعض املفاهيم األساسية املتعلقة برتكيب اجلملة‬
‫أيضا إىل‬
‫لرتسيخ مفهوم التحليل النحوي‪ ،‬وتوضيح أهدافه‪ .‬فسيسعى هذا الفصل ً‬
‫توضيح مفهوم القواعد والقدرة التوليدية للقواعد وقياسها وإلقاء الضوء عىل الفارق‬

‫‪-137-‬‬
‫بني بعض االجتاهات املختلفة للتحليل النحوي‪ ،‬واستعراض التحديات التي تواجهه‬
‫يف اللغة العربية بشكل خاص‪ .‬ثم يتم رصد بعض املحاوالت السابقة لبناء املحلالت‬
‫النحوية اآللية‪ .‬وييل ذلك عرض عام لتقديم املحلل النحوي التفاعيل (‪Interactive‬‬
‫‪)Analyzer -IAN‬كيفية عمله‪ .‬وينتهي هذا الفصل بالتعرض للعديد من النقاط‬
‫البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ -2‬عالقة منظومة النحو بمنظومتي الرصف واملعجم‬


‫ومعجم‬
‫ً‬ ‫تعترب اللغة العربية من أعقد اللغات يف عائلتها ومن أغناها صوتًا ورص ًفا‬
‫ونحوا‪ .‬ومما ال شك فيه أن النظر إىل طبيعة منظومة النحو العريب يستدعي التطرق إىل‬ ‫ً‬
‫طبيعة منظومة الرصف‪ .‬إذ أن العالقة العضوية بني الرصف والنحو قضية تفرض‬
‫حد سواء‪.‬‬ ‫نفسها عىل كل من الساحة اللغوية الوصفية وساحة املعاجلة اآللية للغة عىل ٍ‬
‫وقد تصل عملية التفاعل بني املنظومتني إىل حد االندماج الكامل إىل الدرجة التي‬
‫يصعب فيها حتديد أين تلتقيان وأين تفرتقان‪ .‬فعالقة النحو بالرصف نقطة حتول كبرية‬
‫يف النظرية النحوية احلديثة‪ ،‬فقد قام تشومسكي(‪ )1‬بإدراج «الرصف بأكمله يف منظومة‬
‫النحو يف نظريته القياسية؛ حيث نظر تشومسكي إىل عمليات التكوين الرصيف للكلامت‬
‫بصفتها عمليات حتويل نحوية» (عيل‪ .)1988 ،‬فاجلمل ليست جمرد تتابع للكلامت‪،‬‬
‫ال أنه من غري املمكن تصور‬ ‫بل هي هيكلية تتعدد مستوياهتا وتتداخل‪ .‬ونعني بذلك مث ً‬
‫إمكانية حتديد اللواحق الرصفية دون معرفة املوقع اإلعرايب للكلمة فعىل سبيل املثال ال‬
‫يمكن معرفة أن الالحقة الرصفية املسئولة عن تعيني اجلمع املذكر لكلمة) معلم) هي‬
‫(ـون) أم (ـني) دون النظر إىل املوقع اإلعرايب للكلمة داخل اجلملة كام يف (‪:)2( ،)1‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫حرض املعلمـ(ـون) إىل االجتامع‪ .‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫ ‬
‫كافأ املدير املعلمـ(ـني) القدامى‪.‬‬
‫أيضا أن يكون للصيغة الرصفية الواحدة أكثر من وظيفة نحوية‪ .‬فإذا‬
‫ويمكن ً‬
‫نظرنا إىل الالحقة الرصفية (ـت) امللحقة بالفعل (كنت) فقد يشعر القارئ بالغموض‬

‫‪ -1‬درس نعوم تشومسكي يف جماالت متعددة وهي جماالت ال ِّلسان َّيات والرياضيات والفلسفة وهو مؤسس النظرية‬
‫التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫‪-138-‬‬
‫وخصوصا مع عدم وجود احلركات اإلعرابية يف اجلمل (‪:)5( ،)4( ،)3‬‬
‫ً‬
‫(‪)3‬‬ ‫ ‬
‫كنـ(ـت) أعمل عىل الورقة البحثية أمس‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫ ‬
‫كنـ(ـت) تعمل عىل الورقة البحثية أمس‪.‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫كنـ(ـت) تعملني عىل الورقة البحثية أمس‪ .‬‬
‫(كنت)‬
‫ُ‬ ‫فيصعب حتديد نوع التاء امللحقة بكل فعل ‪ -‬هل هي تاء الفاعل للمتكلم‬
‫(كنت) كام يف (‪ )4‬أم تاء الفاعل للمخاطب‬‫َ‬ ‫كام يف (‪ )3‬أم تاء الفاعل للمخاطب املذكر‬
‫ِ‬
‫(كنت) كام يف (‪ - )5‬دون معرفة الفاعل يف البنية الرتكيبية لكل مجلة‪ .‬وعىل ذلك‬ ‫املؤنث‬
‫فإنه ليس من املتصور أن تتم دراسة الرتكيب النحوي للجملة بمعزل عن الرتكيب‬
‫الرصيف للكلامت‪.‬‬
‫كام أن عالقة النحو باملعجم عالقة حمورية يف منظومة اللغة ملا يزودنا به من أبنية‬
‫األسامء واألفعال وصيغ االشتقاق‪ .‬فلم يعد املعجم كيانًا مستقالً‪ ،‬بل هو مصدر إلمداد‬
‫النحو باملفردات التي تغذي املنظومة النحوية ولتحديد أنواع هذه املفردات والفئات‬
‫متأخرا إىل املدرسة) نجد أنه ال‬
‫ً‬ ‫التي تنتمي إليها‪ .‬فعىل سبيل املثال مجلة (حرض الطالب‬
‫يمكن التطرق لتحليل اجلملة ووصف تركيبها دون حتديد الفئات التي تنتمي إليها كل‬
‫كلمة وتعيني سامهتا الرصفية‪ .‬وهنا يأيت دور املعجم املسئول عن هذه الوظيفة ليمدنا بمثل‬
‫هذه املعلومات‪ :‬حرض‪ :‬فعل )(‪ ،)Verb (V‬ال‪ :‬أداة تعريف ((‪،)Determiner(DET‬‬
‫متأخرا‪ :‬حال (‪ ،))Adverb (ADV‬إىل‪ :‬حرف )‬ ‫ً‬ ‫طالب‪ :‬اسم ((‪،)Noun (N‬‬
‫(‪ ،)Preposition(P‬مدرسة ‪ :‬اسم (‪ .)N‬وجيب أن ننوه أن عالقة النحو العريب باملعجم‬
‫نظرا للثراء االشتقاقي الشديد للرصف‬ ‫تتم ‪ -‬يف معظمها ‪ -‬من خالل الرصف وذلك ً‬
‫العريب(‪ .)1‬واخلالصة أن السامت الرصفية النحوية هي إحدى الركائز األساسية التي ال‬
‫ُبدَّ منها لصياغة النحو العريب وللمعاجلة اآللية للغة‪.‬‬

‫‪« -1‬اجلملة العربية ما هي إال نتاج التفاعل بني إسقاطات كلامهتا النحوية واملعجمية»‪.‬‬

‫‪-139-‬‬
‫‪ -3‬مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة‬
‫تتكون اللغة من جمموعة من احلروف التي تتكون منها الكلامت والتي بدورها‬
‫مسئولة عن تكوين اجلمل‪ ،‬وختتلف كل لغة عن األخرى يف العديد من اخلصائص‬
‫اللغوية ومن أهم هذه اخلصائص ترتيب الكلامت‪ .‬فلكل لغة تركيب نحوي أي توزيع‬
‫منتظم غري عشوائي للعنارص املكونة لكل مجلة؛ ويتم ذلك التوزيع من خالل جمموعة‬
‫من القواعد؛ مسئولة عن حتديد هيكل اجلملة وترتيب عنارصها وتوصيف وظيفة كل‬
‫عنرص‪ .‬فعىل سبيل املثال يف اللغة االنجليزية يأيت الفاعل قبل الفعل بينام يأيت املفعول‬
‫به بعد الفعل ويسمى هذا الرتكيب (‪ ))Subject -Verb -Object (SVO‬ولكن‬
‫الوضع ليس كذلك يف كثري من اللغات األخرى فقد يأيت الفاعل واملفعول قبل الفعل‪.‬‬
‫لذلك فإن أحد الوظائف اهلامة للقواعد هي توصيف كيفية التعبري عن تركيب اجلمل‪.‬‬
‫عرف تشومسكي قواعد اللغة( (‪1‬عىل أهنا تتكون من ثالث مكونات أساسية وهي‪:‬‬ ‫و ُي ِّ‬
‫املحددة لرتكيب اجلمل‬‫ِ‬ ‫القواعد النحوية ويقوم هذا املكون بتحديد القواعد الرتكيبية‬
‫تركيبا سليام يف اللغة‪ .‬والقواعد الداللية والتي حتدد كيفية تفسري معنى اجلمل‪ .‬والقواعد‬
‫ِ‬
‫املحدد للنظام الصويت احلاكم للجانب املنطوق من اللغة‪ .‬وال‬ ‫الفونولوجية وهو املكون‬
‫بد هنا أن ننوه إىل أن فقدان املكون املورفولوجي من ضمن تلك املكونات يرجع إىل أن‬
‫تشومسكي يتبنى الفكر الذي يزكي كون املكون املورفولوجي يتداخل ضمن املكونني‬
‫النحوي والفونولوجي (‪.)Katamba, 1993‬‬
‫وبالنظر إىل ُمكون القواعد النحوية‪ -‬قضيتنا األساسية يف هذا الفصل‪ -‬فإن هذا‬
‫املكون جيب أن يؤدي وظيفتني جوهريتني ومها؛ أوال‪ :‬القدرة عىل التوليد والتحليل‬
‫الصحيحني لكل اجلمل الصحيحة فقط‪ ،‬ثانيا‪ :‬تعيني البنية النحوية املناسبة للجمل‬
‫املعنية بالتحليل مع األخذ يف االعتبار امللكة اللغوية (‪ )2‬البن اللغة وإدراكه للعالقات‬
‫النحوية بني الكلامت يف هيكل اجلملة ‪.‬وقبل اخلوض يف تفاصيل هاتني الوظيفتني ال‬
‫ُبدَّ من إلقاء الضوء عىل مفهوم (الرتكيب النحوي) للجملة وكيفية متثيل هذا الرتكيب‬

‫‪ -1‬كلمة قواعد تعني وصف اللغة من حيث هي واقع قائم بذاته وصفا موضوعيا وبإمكاهنا توليد مجل اللغة أي وصف‬
‫مجل اللغة بصورة بينة وجلية فمع نشوء ال ِّلسان َّيات وتطورها مل تعد كلمة قواعد تعني القوانني التي جيب اتباعها‬
‫للتعبري والكتابة بحسب األصول‪.‬‬
‫‪ -2‬امللكة اللغوية‪ :‬هي جزء من كفاية اإلنسان‪ ،‬أي جزء من معرفته الضمنية بقواعد اللغة‪.‬‬

‫‪-140-‬‬
‫والقواعد املنظمة هلذا التمثيل‪ .‬ويعد التمثيل اهلرمي من أنجح طرق التمثيل الرتكيبي‬
‫للجمل الطبيعية وذلك ألهنا حتاكي امللكة اللغوية البن اللغة الذي لديه معرفة بدهيية‬
‫برتكيب اجلمل يف لغته؛ فقدرته عىل بناء جمموعات صحيحة تبدأ من التعرف عىل‬
‫جمموعة معينة من األصوات يمكن أن تكون كلمة صحيحة قائمة بذاهتا منفصلة عن‬
‫تتابع آخر‪ ،‬ويستطيع ابن اللغة أن يدرك أن تتابع الكلامت يمكن أن يشكل مكون أو‬
‫مركب أكرب وهو الوحدة املكونة للجملة؛ فعىل سبيل املثال يمكن متثيل تيار أصوات‬
‫اجلملة يف (‪ )6‬بدون مسافات‪ .‬وهنا نجد أن أي ابن للغة العربية لديه ملكة لغوية جتعله‬
‫قادرا عىل متييز وتقسيم تلك التتابعات الصوتية املوجودة يف (‪ )6‬إىل تلك املوجودة يف‬
‫(‪ )7‬بشكل غري واع‪:‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫ ‬
‫الطالبحرضمتأخرا‬
‫(‪)7‬‬ ‫الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة(‪ .)1‬‬
‫ابإلضافة إىل قدرة ابن اللغة على تقسيم تتابعات األصوات إىل كلمات فإن هذه القدرة‬
‫القدرة‬
‫هذهالقدرة‬
‫فإنهذه‬
‫كلماتفإن‬
‫إىل كلامت‬‫األصواتإىل‬
‫تتابعات األصوات‬
‫تقسيم تتابعات‬
‫عىل تقسيم‬
‫اللغةعلى‬
‫ابناللغة‬
‫قدرةابن‬
‫باإلضافةإىلإىلقدرة‬
‫ابإلضافة‬
‫متتد لبيان الرابط الرتكييب بني الوحدات‪ ،‬فيستطيع أن يتعرف على العالقة الوثيقة بني «ال» و‬
‫بني و‬
‫الوثيقةال»‬ ‫العالقةالعالقة‬
‫الوثيقة بني «‬ ‫يتعرف عىل‬ ‫فيستطيع أن‬
‫يتعرف على‬ ‫الوحدات‪،‬‬
‫فيستطيع أن‬ ‫الرتكيبي بني‬
‫الوحدات‪،‬‬ ‫الرابطالرتكييب بني‬
‫لبيانالرابط‬
‫متتدلبيان‬
‫متتد‬
‫«طالب»؛ وهي من نفس نوع العالقة اليت تربط بني «ال» و«مدرسة» حيث ترتبط «ال» بـ‬
‫ترتبط» بـ‬ ‫حيث‬
‫تبط «ال‬ ‫و«مدرسة»‬
‫حيث تر‬ ‫مدرسة»‬ ‫«ال»‬
‫تربطال»بنيو«‬
‫العالقةبطالتيبني «‬
‫نوع اليت تر‬ ‫نفس‬
‫العالقة‬ ‫نفسمننوع‬
‫«طالب»؛منوهي‬
‫طالبو»؛ وهي‬ ‫««ال»‬
‫)‪.‬‬ ‫‪1‬‬‫‪-‬‬
‫الشكل)‪.)1-4(.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫الشكل‬ ‫يف‬ ‫مبني‬
‫مبنيهويفمبني يف‬ ‫هو‬ ‫كما‬
‫«إىل» كام‬ ‫»‬
‫تسبقها‬‫إىل‬‫«‬ ‫تسبقها‬ ‫اليت‬ ‫ابلوحدة‬ ‫ليس‬ ‫و‬ ‫»‬ ‫مدرسة‬
‫«««ال»‬
‫الشكل (‪1-4‬‬ ‫كما هو‬ ‫التيإىل»‬ ‫بالوحدة‬
‫تسبقها «‬ ‫وليساليت‬
‫«مدرسة»ابلوحدة‬
‫مدرسةبـ» وليس‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫الشَّكل ‪ :1-4‬بيان الرابط الرتكييب بني الكلمات‪.‬‬
‫الكلامت‪.‬‬
‫بنيالكلمات‪.‬‬
‫الرتكيبيبني‬ ‫الرابط‬
‫‪:1:1-4‬بيانبيان الر‬
‫ابط الرتكييب‬ ‫كل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫َّكل ‪-4‬‬
‫أكرب‬ ‫وحدة‬
‫وحدة‬ ‫«إىل»لتمثل‬
‫لتمثل‬ ‫«املدرسة»رتبطة بـ «إىل»‬
‫أن «املدرسة» م‬
‫اعواع‬‫بشكلغري و‬
‫يعرفابنابناللغة بشكل‬
‫وابملثل يعرف‬
‫أكرب‬ ‫وحدة‬ ‫مرتبطة«بـإىل» لتمثل‬
‫أناملدرسة» مرتبطة بـ‬
‫أن «‬ ‫غرياع‬
‫اللغةبشكل غري و‬
‫وباملثليعرف ابن اللغة‬
‫وابملثل‬
‫الشكل‪.)2-‬‬
‫(‪.)2-4‬‬ ‫الشكل (‪4‬‬ ‫ممثلة يف‬
‫ممثلة يف‬ ‫كام هي‬‫أكربهي‬
‫كما‬
‫كما هي ممثلة يف الشكل (‪.)2-4‬‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫«إىل»‪.‬‬
‫»‪.‬‬‫«املدرسة» وو «إىل‬
‫بني «املدرسة»‬
‫الرابط بني‬
‫‪ ::2-4‬الرابط‬ ‫َّ‬
‫الشكل‬
‫َّكل ‪2-4‬‬‫الش‬
‫الشَّكل ‪ :2-4‬الرابط بني «املدرسة» و «إىل»‪.‬‬
‫كما يف‬
‫احدةاالسم‬
‫تقديم‬ ‫جيوزُ و‬
‫كوحدة‬‫املدرسة‪».‬ومع هذا‬
‫كيبي‬
‫الت ّ‬ ‫إىلط َّ‬ ‫حضر َم» ِِالفو ُعل«عىلمتأخرا‬
‫االسم»يف وهذا«الن ََّم‬ ‫« أن ُي َقدَّ‬
‫ِ‬
‫بط‬
‫العرب َّيلة‪،‬رت ُي َ َ‬
‫فت ُض‬
‫ِ‬
‫القدرة‬
‫ِ‬
‫هذه ال ُّلغَة‬ ‫‪-1‬ووف ًقا‬
‫متتدملعيار َّية‬
‫كما يف‬
‫احدةلتيسري‬
‫هبذاوالنَّمط‬
‫كوحدة‬
‫ف الت َ‬
‫َّمثيل‬ ‫املدرسة ِّل» ُ‬
‫إىلوقد آ َث َر املؤَ‬ ‫متأخرا» و «‬
‫[املائدة‪.]67/‬‬ ‫ك موَن الن«َّاس﴾‬ ‫حضر َ»‬
‫﴿واهلل َيعص ُم‬‫تعاىلبط «‬ ‫القدرةه لرت‬ ‫هذهكام يف َقول‬ ‫متتدالفعل‪،‬‬ ‫وعىل‬
‫ِ‬
‫تقديم االسم عىل الفعل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يشيع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فهم القاعدة عىل اللغات اإلنسان َّية عُمو ًما‪ ،‬حيث‬ ‫ُّ‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫الشكل‬
‫الشكل (‪.)3-4‬‬
‫‪-141-‬‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬
‫الشَّكل ‪ :2-4‬الرابط بني «املدرسة» و «إىل»‪.‬‬

‫ومتتد هذه القدرة لرتبط «حضر» و «متأخرا» و «إىل املدرسة» كوحدة واحدة كما يف‬
‫ومتتد هذه القدرة لرتبط «حرض» و «متأخرا» و «إىل املدرسة» كوحدة واحدة كام يف‬
‫الشكل (‪.)3-4‬‬
‫الشكل (‪.)3-4‬‬

‫ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة‬


‫الشَّكل ‪ :3-4‬ربط «حضر» و«متأخرا» و«إىل املدرسة» كوحدة واحدة‪.‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :3-4‬ربط «حرض» و«متأخرا» و«إىل املدرسة» كوحدة واحدة‪.‬‬

‫قائمةقائمة‬
‫بذاهتا‬ ‫واحدة‬ ‫احدة‬‫وحدة‬
‫وحدة و‬‫املدرسة»ميثليمثل‬
‫متأخراإىلإىلاملدرسة»‬
‫حرضمتأخرا‬
‫«الطالبحضر‬
‫الكلامت«الطالب‬
‫تتابعالكلمات‬
‫وأخرياتتابع‬
‫أخريا ً‬
‫و ً‬
‫عقل يفابن‬
‫يدور ملايفيدور‬
‫ختطيطي‬ ‫متثيلعن متثيل‬
‫ختطيطي ملا‬ ‫عبارة‬
‫عبارةهوعن‬ ‫والذي‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫الذي هو‬ ‫الشكل‪ )4‬و‬ ‫هييفممثلة يف‬
‫الشكل (‪-4‬‬ ‫بذاهتاهيكامممثلة‬
‫كما‬
‫على اللغة‬
‫حتديد‬ ‫قدرة ابن‬
‫ويربزاللغة‬ ‫املتتابعة‬
‫قدرة ابن‬ ‫الكلامتويربز‬
‫سلسلةاملتتابعة‬
‫الكلمات‬‫سلسلة بني‬
‫بنيالنحوية‬
‫العالقات‬
‫عن النحوية‬ ‫ابن اللغة‬
‫العالقات‬ ‫عقلعن‬‫اللغة‬
‫منها)‪.‬اجلملة يف (‪.)7‬‬ ‫تتكون‬ ‫التي‬ ‫الوحدات‬ ‫حتديد‬
‫الوحدات اليت تتكون منها اجلملة يف (‪7‬‬ ‫عىل‬

‫ال طالب حضر ‪147‬متأخرا إىل ال مدرسة‬


‫اجلملة(‪.)7‬‬
‫(‪.)7‬‬ ‫منهااجلملة‬
‫تتكون منها‬
‫التي تتكون‬
‫للوحدات اليت‬
‫ختطيطيللوحدات‬
‫ختطيطي‬‫متثيلمتثيل‬
‫‪:4-:4-4‬‬
‫كلَّكل ‪4‬‬
‫الش الش‬
‫َّ‬

‫وذلكمن‬
‫الفئة وذلك‬
‫نفسالفئة‬
‫التيهلاهلانفس‬
‫الوحداتاليت‬
‫عىل الوحدات‬ ‫التعرفعلى‬
‫ليستطيع التعرف‬
‫اللغة ليستطيع‬
‫ابن اللغة‬
‫قدرة ابن‬
‫متتد قدرة‬
‫كذلك متتد‬
‫كذلك‬
‫بدهييا أن‬
‫يدركبديهيا‬
‫يستطيعأنأنيدرك‬
‫فإنهفإنهيستطيع‬
‫املثالاملثال‬
‫سبيلسبيل‬
‫فعلىفعىل‬
‫يمتلكها؛‬ ‫الذيالذي‬
‫ميتلكها؛‬ ‫اللغوية‬ ‫ملكتهملكته‬
‫اللغوية‬ ‫خاللخالل‬
‫من‬
‫أن «طالب» و «مدرسة» وحدتان تنتميان لنفس الفئة والتي ختتلف متاما عن فئة الكلمة‬
‫فئة الكلمة «حضر»‬ ‫«طالب» و «مدرسة» وحداتن تنتميان لنفس الفئة واليت ختتلف متاما عن‬
‫«حرض» فِعل‪ .‬ويستطيع‬ ‫«حرض» وذلك ألن كال من «طالب» و «مدرسة» اسم؛ ولكن‬
‫وذلك ألن كال من «طالب» و «مدرسة» اسم؛ ولكن «حضر» فِعل‪ .‬ويستطيع أيضا ابن‬
‫أيضا ابن اللغة أن يدرك أن «متأخرا» هلا فئة خمتلفة وهي حال والتي ختتلف عن فئة «إىل»‬
‫حرف‬ ‫تسبق» وهي‬
‫«مدرسة»‬ ‫تلكعنالتيفئة «إىل‬
‫ختتلف‬
‫نفسها‬‫«طالب»حالهيواليت‬
‫خمتلفة وهي‬
‫«ال» هلاالتيفئةتسبق‬
‫متأخرا»‬ ‫يدرك أن «‬
‫وكذلك‬ ‫وهيأنحرف‬‫اللغة‬
‫مدرسة» ويطلق عليهما أداة‬ ‫بالفئاتتسبق «‬
‫املعجمية‪.‬‬ ‫تلك اليت‬ ‫وتعرفهيهذهنفسها‬
‫الفئات‬ ‫تعريف‪.‬طالب»‬‫أداةتسبق «‬‫عليهاماليت‬
‫ويطلق«ال»‬
‫وكذلك‬
‫تعريف‪ .‬وتعرف هذه الفئات ابلفئات املعجمية‪.‬‬
‫ويمكن كذلك البن اللغة أن يدرك فئة الوحدات األكرب ويميزها عن غريها من‬
‫غريهاأنمن«الطالب»‬
‫الوحدات‬ ‫يدرك‬‫مييزهاأنعن‬
‫املثالو ‪-‬‬
‫سبيلاألكرب‬ ‫فئة ‪-‬عىل‬
‫الوحدات‬ ‫يستطيع‬
‫فهو يدرك‬ ‫اجلملة؛‬
‫اللغة أن‬ ‫داخلالبن‬
‫الوحداتكذلك‬
‫وميكن‬
‫‪،)Noun‬‬
‫املدرسة»‬ ‫‪«(NP‬الطالب‬
‫‪ »phrase‬و«‬ ‫يدرك(( أن‬
‫اسمي‬
‫مركب أن‬
‫وهياملثال –‬
‫الفئةسبيل‬
‫نفسعلى‬ ‫وحدتان هلام‬
‫يستطيع –‬ ‫و«املدرسة»‬
‫اجلملة؛ فهو‬ ‫داخل‬
‫حرف ًّياألن‬
‫عليهبا ذلك‬
‫ويطلق مرك ً‬
‫املدرسة»)‪ ،‬تُشكل‬ ‫ويطلق عليه ذلك ألن فئة رأسه (اسم)؛ وأن الوحدة «إىل‬
‫وحداتن هلما نفس الفئة وهي مركب امسي ((‪Noun phrase )NP‬‬
‫(‪Prepositional‬‬ ‫فئة رأسه (اسم)؛ وأن الوحدة «إىل املدرسة» تحشكل مركبًا حرفيًّا ومسي حرفيًّا‬
‫‪-142-‬وأن «حضر متأخرا إىل املدرسة» حمتَثِّ حل حمَرَّكبًا‬ ‫(‪ ،)phrase )PP‬كذلك ألن فئة رأسه (حرف)؛‬
‫أن التتابع‬ ‫فعليًّا ((‪ ،)Verbal phrase )VP‬ومسي كذلك ألن فئة رأسه (فعل)‪ ،‬وأخريا‪َّ ،‬‬
‫وسمي حرف ًّيا (‪ ،))Prepositional phrase (PP‬كذلك ألن فئة رأسه (حرف)؛ وأن‬
‫«حرض متأخرا إىل املدرسة» ُت َ ِّث ُل ُم َر َّك ًبا فعل ًّيا ((‪ ،)Verbal phrase (VP‬وسمي كذلك‬
‫أن التتابع «الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة» ُي َم ِّث ُل‬
‫ألن فئة رأسه (فعل)‪ ،‬وأخريا‪َّ ،‬‬
‫الوحدة األكرب التي يطلق عليها (اجلملة) ((‪)Sentence (S‬؛ وتعرف هذه الفئات‬
‫بالفئات العبارية (‪.)Phrasal Categories‬‬
‫وهذا الفكر يطابق ما عرفه اللغويون بالوسم العباري (‪ )Phrase Marker‬الذي‬
‫اختصارا بـ (‪)P-marker‬؛ وهو يمثل اهليكل الرتكيبي للجملة يف شكل تتابع‬ ‫ً‬ ‫يعرف‬
‫هرمي من الكلامت هذه الكلامت تشكل مركب (‪ )Phrase‬وتتابع املركبات يكون مجلة‪.‬‬
‫ويتم توصيف هذا اهليكل الرتكيبي يف شكل متثيل شجري‪ ،‬ومثال عىل ذلك مجلة (حرض‬
‫املعجم‪ ..‬ففــ‬
‫خالليف املعجم‬
‫خالل‬ ‫يتم من‬ ‫اجلملة وذلك‬ ‫يف‬
‫كلمة يف‬ ‫إليها كل‬ ‫اليت تنتمي‬ ‫الفئة‬ ‫تعيني‬ ‫أوال‬
‫يتم أوال‬
‫اجلملة‬ ‫منكلمة‬ ‫يتم كل‬
‫وذلكإليها‬
‫اجلملةتنتمي‬
‫الفئة التي‬ ‫كلمة‬
‫كلتعيني‬‫إليهاأوال‬
‫تنتمي يتم‬ ‫إىل اليت‬
‫املدرسة)‪:‬‬ ‫متأخراالفئة‬
‫الطالب تعيني‬ ‫يتم‬
‫احلال‬
‫احلال‬ ‫حضر»» وو‬
‫واالسم‬ ‫التعريف ««‬
‫«ال»‬
‫حضر‬ ‫الفعل‬
‫أداة ووالفعل‬
‫طالب»»‬
‫طالب‬‫تتكون««من‬
‫االسم‬
‫«الطالب»وواالسم‬
‫ال»»‬
‫يف ««ال‬
‫التعررفـيف‬ ‫أداة‬
‫املعجم‪.‬‬
‫التع‬ ‫من‬
‫تتكون من‬
‫خالل أداة‬ ‫يتم من‬
‫تتكون‬ ‫الطالب»»‬
‫««وذلك‬
‫الطالب‬
‫مدرسة»»‬ ‫االسم ««‬
‫فتتكون من‬
‫مدرسة‬ ‫ال»» وو‬
‫يف ««ال‬
‫«املدرسة»االسم‬ ‫التعررأما‬
‫يف‬ ‫أداة«إىل»‬
‫التع‬ ‫من‬
‫فتتكون من‬
‫واحلرفأداة‬ ‫املدرسة»»‬
‫«متأخرا»‬
‫فتتكون‬ ‫واحلال‬
‫املدرسة‬ ‫أما ««‬ ‫إىل»»‬
‫والفعل««إىل‬
‫«حرض»أما‬ ‫احلرف‬
‫«طالب» وواحلرف‬
‫متأخرراا»»‬
‫««متأخ‬
‫واالسم «مدرسة» كام يف الشكل (‪.)5-4‬‬ ‫«ال»‪.)55--‬‬
‫)‪.‬‬ ‫التعريف‬
‫الشكل ((‪44‬‬
‫الشكل‬ ‫أداة يف‬
‫يف‬ ‫كما‬
‫كما‬
‫‪N‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪DET‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬
‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪DET‬‬
‫مدرسة‬
‫مدرسة‬ ‫ال‬
‫ال‬ ‫إىل‬
‫متأخرراا إىل‬
‫حضر متأخ‬
‫طالب حضر‬
‫طالب‬ ‫ال‬
‫ال‬
‫)‪..‬‬ ‫اجلملة ((‪77‬‬
‫(‪.))7‬‬ ‫اجلملة‬
‫منها اجلملة‬
‫تتكونمنها‬
‫منها‬ ‫اليتتتكون‬
‫تتكون‬ ‫الكلماتالتي‬
‫اليت‬ ‫فئاتالكلامت‬
‫الكلمات‬ ‫‪::55:5-4‬فئات‬
‫فئات‬ ‫َّكل ‪--44‬‬
‫الش‬
‫كل‬
‫َّكل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬

‫«ال»مع‬
‫مع‬ ‫التعريفتكون‬
‫تكون‬ ‫ال»»‬ ‫أداة‬
‫يف ««ال‬
‫يف‬ ‫أداةأنالتع‬
‫التعرر‬ ‫فنجد‬
‫أداة‬ ‫أن‬ ‫مركبات‪،‬‬
‫فنجد أن‬
‫فنجد‬ ‫كبات‪،‬‬
‫كبات‪،‬‬‫تشكل‬
‫مر‬
‫تشكل مر‬
‫تشكل‬‫اليتالتي‬
‫الكلامت‬
‫اليت‬ ‫الكلمات‬
‫الكلمات‬ ‫مجعمجع‬ ‫ذلكمجع‬ ‫بعدبعدذلك‬
‫ذلك‬ ‫ويتمبعد‬
‫ويتم‬
‫ويتم‬
‫معمراالسم‬ ‫األخرى «ال» تكون‬ ‫التعريف‬ ‫التعراسميا وأداة‬
‫«طالب»ومركبا‬ ‫تكون«مع االسم‬
‫امسييًًّّاا‬
‫كبًًاا امس‬
‫مدرسة»» مركب‬
‫االسم ««مدرسة‬
‫مع االسم‬ ‫تكون مع‬
‫ال»» تكون‬ ‫يف ًّ األخرى‬
‫األخرى ««ال‬ ‫أداة ًالتعريف‬
‫امسييًًّّاا وأداة‬
‫كبًًاا امس‬
‫مركب‬
‫طالب»» مر‬
‫االسم «طالب‬
‫االسم‬
‫اسم‪ًّ 6‬يا)‪.‬كام يف الشكل (‪.)6-4‬‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ً‬ ‫مرك‬ ‫«مدرسة»‬
‫الشكل ((‪.)6--44‬‬‫يف الشكل‬‫كما يف‬
‫كما‬
‫‪NP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪NP‬‬
‫‪N‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪DET‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬
‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪DET‬‬
‫مدرسة‬
‫مدرسة‬ ‫ال‬
‫ال‬ ‫إىل‬
‫إىل‬ ‫متأخرراا‬
‫متأخ‬ ‫حضر‬
‫حضر‬ ‫طالب‬
‫طالب‬ ‫ال‬
‫ال‬
‫امسي‪..‬‬
‫كب امسي‬
‫اسمي‪.‬‬ ‫مر‬
‫تشكل مر‬
‫مركب‬
‫كب‬ ‫اليتتشكل‬
‫تشكل‬ ‫الكلمات‬
‫التياليت‬ ‫بط‬
‫ربطرربط‬
‫الكلامت‬
‫الكلمات‬ ‫‪::66--:6-4‬‬
‫َّكل ‪44‬‬
‫الش‬
‫كلَّكل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫الشكل‬
‫يف الشكل‬
‫كما يف‬ ‫حرفييًًّّاا ((‪PP‬‬
‫‪ ))PP‬كما‬ ‫كبًًاا حرف‬
‫مركب‬
‫إىل»» مر‬
‫احلرف ««إىل‬
‫مع احلرف‬
‫يكون مع‬
‫املدرسة»» يكون‬
‫االمسي ««املدرسة‬
‫كب االمسي‬
‫املركب‬
‫أن املر‬
‫ووأن‬
‫)‪.‬‬
‫((‪.)77--44‬‬
‫‪PP‬‬ ‫‪-143-‬‬
‫‪PP‬‬
‫‪NP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪NP‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫مدرسة‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫حضر‬ ‫طالب‬ ‫ال‬
‫الشَّكل ‪ :6-4‬ربط الكلمات اليت تشكل مركب امسي‪.‬‬

‫الشكل‬
‫‪)PP‬يفكام يف‬
‫‪PP‬ا) (كما‬ ‫حرفياًّا (‬
‫حرف ًّي‬ ‫كبًامرك ًب‬
‫احلرف» مر‬
‫«إىل»‬ ‫احلرف «إىل‬ ‫يكون مع‬
‫يكون مع‬ ‫االسمياملدرسة»‬
‫«املدرسة»‬ ‫املركباالمسي «‬
‫وأناملركب‬
‫وأن‬
‫الشكل)‪.)7-4( .‬‬
‫(‪7-4‬‬
‫‪PP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪NP‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪DET P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬


‫مدرسة‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫طالب حضر‬ ‫ال‬
‫إىل املدرسة» املركب الفعلي‬ ‫كب«إىلاحلريف «‬
‫املدرسة»‪.‬‬ ‫املركب واملر‬
‫احلريف‬ ‫متأخرا»‬
‫تكوين ً‬ ‫‪:7-4‬احلال «‬
‫كل مع‬
‫يكون‬ ‫وأن الفعل «حضر» َّ‬
‫الش‬
‫املدرسة«»‪.‬إىل املدرسة» املركب الفعلي‬
‫كبإىلاحلريف‬ ‫كب واملر‬
‫متأخرا»‬
‫احلال«وين املرً‬
‫احلالتك‬ ‫َّكلمع‪4‬‬
‫يكون)‪.‬‬ ‫الشكل»(‬
‫الفعليف «حضر‬
‫«حرض»‪-4‬الش‪8‬‬ ‫وأن‬
‫واملركب احلريف «إىل املدرسة» املركب‬ ‫احلريف «‬
‫«متأخرا»‬
‫ً‬
‫مع‪:7-‬‬ ‫يكون‬ ‫كماالفعل‬
‫(‪)VP‬وأن‬
‫(‪ )VP‬كما يف الشكل (‪.)8-4‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪149‬‬ ‫الفعيل (‪ )VP‬كام يف الشكل (‪.)8-4‬‬
‫‪PP VP‬‬
‫‪NP PP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪N DET‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫مدرسة‬
‫‪N DET‬‬ ‫ال‬ ‫إىل‬
‫‪P‬‬ ‫متأخرا‬
‫‪ADV‬‬ ‫حضر‬
‫‪V‬‬ ‫طالب‬
‫‪N‬‬ ‫ال‬
‫‪DET‬‬
‫مدرسة‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫حضر‬ ‫طالب‬ ‫ال‬
‫الشَّكل ‪ :8-4‬تكوين املركب الفعلي «حضر متأخر إىل املدرسة»‪.‬‬
‫املدرسة»‪.‬‬
‫إىل املدرسة»‪.‬‬
‫متأخرإىل‬
‫«حرض متأخر‬
‫الفعيل «حضر‬
‫املركب الفعلي‬
‫تكوينين املركب‬
‫‪ :8:8-4‬تكو‬ ‫كل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫َّكل ‪-4‬‬
‫أخريا تتكون اجلملة (‪ )S‬كما يف الشكل (‪ )9-4‬من تتابع املركب االمسي «الطالب»‬ ‫و ً‬
‫وأخريا تتكون اجلملة (‪ )S‬كام يف الشكل (‪ )9-4‬من تتابع املركب االسمي «الطالب»‬‫ً‬
‫املدرسة)»‪.‬من تتابع املركب االمسي «الطالب»‬
‫الشكل (‪9-4‬‬ ‫حضريفمتأخرا‬
‫‪«))SVP‬كما‬
‫اجلملة (‬ ‫تتكون‬
‫أخريااملركب‬
‫(‪NP‬و) و‬
‫إىل إىل املدرسة»‪.‬‬ ‫الفعلي (‬
‫(‪ً )NP‬واملركب الفعيل (‪« )VP‬حرض ً ً‬
‫متأخرا‬
‫متأخرا إىل املدرسة»‪.‬‬
‫(‪ )NP‬واملركب الفعلي (‪« )VP‬حضر ً‬
‫‪S‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪PP VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪PP‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬ ‫طالب‬
‫‪N‬‬ ‫ال‬
‫‪DET‬‬
‫‪NPDET P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬
‫‪N‬‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫طالب حضر‬ ‫ال‬
‫مدرسة‬
‫‪N‬‬ ‫ال‬
‫‪DET‬‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫حضر‬
‫مدرسة‬ ‫ال‬
‫(‪.)7‬‬
‫للجملةيفيف(‪.)7‬‬
‫النهائيللجملة‬
‫الرتكيبي النهائي‬ ‫‪:9:9-4‬اهليكل‬
‫اهليكل الرتكييب‬ ‫كل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫َّكل ‪-4‬‬
‫الشَّكل ‪ :9-4‬اهليكل الرتكييب النهائي للجملة يف (‪.)7‬‬
‫الشجري للتعبري عن اهليكل الرتكييب للجملة بشكل‬
‫وبشكل عام‪ ،‬يستخدم اللغويون التمثيل‪-144-‬‬
‫بشكل‬ ‫الشجري‪:‬للجملة‬
‫النوع األول‬ ‫اهليكل الرتكييب‬
‫داخلعنالتمثيل‬
‫الوحداتللتعبري‬
‫من الشجري‬
‫التمثيل‬ ‫اللغويون‬
‫نوعني‬ ‫يق بني‬‫يستخدم‬
‫عام‪،‬يتم التفر‬
‫حيث‬‫وبشكل‬
‫مفصل‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬يستخدم اللغويون التمثيل الشجري للتعبري عن اهليكل الرتكيبي‬
‫للجملة بشكل مفصل‪ .‬حيث يتم التفريق بني نوعني من الوحدات داخل التمثيل‬
‫الشجري‪ :‬النوع األول يسمى بالوحدات النهائية وهي الكلامت يف هناية الشجرة‬
‫التحليلية التي ال يمكن حتليلها إىل وحدات أقل عىل مستوى الرتكيب مثل (حرض ‪ -‬إىل‬
‫– مدرسة ‪ ...‬إلخ) أما النوع الثاين الوحدات غري النهائية وتشمل كل الوحدات داخل‬
‫الرتكيب التي مل يصل فيها التحليل إىل الكلمة املفردة املوجودة داخل املعجم مثل (– ‪S‬‬
‫املعجم)‪.‬مثل (‪.) ...... S – VP – NP – N – V – P‬‬ ‫‪– NP‬داخل‬
‫‪...... VP‬‬ ‫املوجودة‬
‫املفردة‪– N‬‬
‫الكلمة– ‪– V‬‬
‫‪P‬‬
‫الكلمة املفردة املوجودة داخل املعجم مثل (‪.) ...... S – VP – NP – N – V – P‬‬
‫استخدام‬
‫الطبيعيةالطبيعية‬
‫اللغاتاللغات‬
‫للجمل يف‬‫للجمل يف‬‫الرتكيبي‬ ‫التحليلكييب‬
‫التحليل الرت‬
‫متثيلمتثيل‬ ‫املتبعة يف‬
‫املتبعة يف‬ ‫األنظمةاألخرى‬
‫األخرى‬ ‫منمناألنظمة‬
‫استخدام‬ ‫الطبيعية‪-‬‬
‫متثيلها‪10‬كام)‪ :‬يف‬ ‫يفكمايف(‪)7‬يفاللغات‬
‫يمكن‬
‫الشكل (‪4‬‬ ‫للجمل‬ ‫كييب‬
‫فاجلملة‬
‫متثيلها‬ ‫الرتميكن‬
‫التحليل‪)7‬‬
‫اجلملة‪.‬‬ ‫عن متثيل‬
‫هيكليف (‬
‫فاجلملة‬ ‫اجلملة‪.‬يف‬
‫املتبعة‬
‫للتعبري‬ ‫األخرى‬
‫األنظمةعن‬
‫األقواس‬
‫هيكل‬ ‫من‬
‫استخدام‬
‫للتعبري‬ ‫األقواس‬
‫(‪:)10-4‬هيكل اجلملة‪ .‬فاجلملة يف (‪ )7‬ميكن متثيلها كما يف الشكل (‪:)10-4‬‬ ‫الشكلللتعبري عن‬
‫األقواس‬
‫[[ال‪[DET‬طالب]‪[ NP]N‬حضر‪[V‬متأخرا]‪[ ADV‬إىل ‪[P‬ال‪[ DET‬مدرسة]‪S]VP]PP]NP] N‬‬

‫[مدرسة]و‪N‬اس]‪S]VP]PP]NP.‬‬ ‫[ال)‪DET‬‬
‫ابستخدام األق‬
‫[إىل‬
‫‪ ADV‬للجملة‪7( P‬‬
‫[[ال‪[DET‬طالب]‪[ ]N‬حضر [متأخرا]‬
‫‪ :10NP‬متثيل‪V‬التحليل الرتكييب‬
‫الشَّكل ‪-4‬‬
‫األقواس‪.‬‬
‫باستخداماألقواس‪.‬‬
‫(‪)7‬ابستخدام‬
‫للجملة(‪)7‬‬
‫الرتكيبي للجملة‬ ‫التحليل‬
‫التحليل الرتكييب‬ ‫متثيلمتثيل‬
‫‪:10:10-4‬‬ ‫َّ‬
‫الشكل‬
‫الشَّكل ‪-4‬‬
‫الشكالن (‪ )9-4‬و(‪ )10-4‬يوضحان التمثيل التفصيلي للرتكيب النحوي للجملة (‪)7‬‬
‫للجملة‬
‫يعرف)‬ ‫النحوي ما‬
‫للجملة (‪7‬‬ ‫النحويوهو‬ ‫للرتكيب‬
‫تفصيلي‬ ‫كيب‬ ‫التفصييلللرتغري‬
‫التفصيلي‬
‫بشكل‬ ‫التمثيل‬
‫التمثيل‬
‫للجمل‬ ‫يوضحان‬
‫يوضحان‬
‫النحوي‬ ‫كيب‬ ‫و(‪)10-4‬‬
‫متثيل‪)10‬‬
‫الرت‬ ‫(‪)9-4‬‬
‫يفضلونو(‪-4‬‬ ‫الشكالن‬
‫اللغويون(‪)9-4‬‬
‫إال أنالشكالن‬
‫(‪ )7‬إال أن اللغويون يفضلون متثيل الرتكيب النحوي للجمل بشكل غري تفصييل وهو ما‬
‫وهواليتما تحيعرف‬
‫شكل‬ ‫تفصيلي‬
‫ئيسية‬ ‫بشكل غري‬
‫الوحدات الر‬ ‫للجمل متثيل‬
‫النحوي يتم فيه‬
‫كيب والذي‬ ‫متثيل الرت‬
‫النحوي‬ ‫يفضلونكيب‬
‫اللغويوناجلزئي للرت‬
‫ابسمأنالتمثيل‬
‫إال‬
‫يعرف باسم التمثيل اجلزئي للرتكيب النحوي والذي يتم فيه متثيل الوحدات الرئيسية‬
‫شكل‬
‫الذي‬ ‫‪)11‬تح و‬
‫ئيسية‪ -‬اليت‬
‫الشكلر (‪4‬‬
‫الوحدات ال‬ ‫كما يف‬ ‫الوحداتمتثيل‬
‫الذي يتم فيه‬
‫الداخلي ولتلك‬
‫كيب النحوي‬ ‫كيب‬ ‫النظرزئيإىل للرت‬
‫الرت‬ ‫التمثيل اجل‬ ‫ابسم‬
‫اجلملة دون‬
‫الشكل (‪-4‬‬ ‫التي تُشكل اجلملة دون النظر إىل الرتكيب الداخيل لتلك الوحدات كام يف‬
‫والتيوالذي‬
‫اجلملة‬
‫ويفمل يتم‬
‫‪)11‬‬ ‫معقد‪-‬‬
‫الشكليتم (‪4‬‬
‫متثيلها‪،‬‬ ‫معقد ويف‬
‫مناليت مل‬
‫تركيب‬
‫كما‬ ‫الوحدات‬
‫كيبتتكون‬ ‫لتلكمن‬
‫الداخليتتكون‬
‫الوحدات تر‬
‫التي‬
‫كيب‬
‫الوحدات اليت‬
‫لتمثيل‬
‫لتمثيل الرت‬
‫املثلثالنظر إىل‬
‫استخدم املثلث‬
‫اجلملة دون‬
‫استخدموالذي‬
‫‪)11‬‬
‫اجلملة‬
‫مفصل‬
‫وسوف‬ ‫بشكلويف‬
‫نتناولمتثيلها‪،‬‬
‫تفاصيل‬ ‫وسوفمل يتم‬
‫دون‬ ‫األقواس»واليت‬
‫لكن‬ ‫معقد‬
‫تفاصيل‬‫«استخدامكيب‬
‫لكنمندونتر‬
‫تتكون‬
‫اليتاس»‬
‫طريقة‬ ‫الوحدات‬
‫اتبعتاألقو‬ ‫لتمثيل(‪)8‬‬
‫استخدام‬ ‫املثلثيقة‬
‫اجلملة«‬ ‫استخدم‬
‫اتبعتويفطر‬ ‫(‪)8‬‬
‫متثيلها‪،‬‬
‫املحلالت»‪.‬بشكل مفصل‬ ‫وسوف نتناول‬ ‫تفاصيل«دقة‬
‫اخلاص بـ‬ ‫»‪.‬دون‬ ‫اجلزئي»يفلكن‬
‫اجلزء‬ ‫دقةاس‬
‫احمللالت‬ ‫األقو‬ ‫استخدام بـ‬
‫التمثيل «‬ ‫يفيقة «‬
‫مفصلاخلاص‬
‫اجلزء‬ ‫بشكلر‬
‫اتبعتئي ط‬ ‫(‪)8‬‬
‫نتناولاجلز‬
‫التمثيل‬
‫التمثيل اجلزئي يف اجلزء اخلاص بـ «دقة احمللالت‪.»S‬‬
‫‪S‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫حضر متأخرا إىل املدرسة‬ ‫الطالب‬
‫حضر متأخرا إىل املدرسة‬ ‫الطالب‬
‫(‪.)7‬‬
‫للجملة‪.)7‬‬
‫النحويللجملة (‬
‫للرتكيبالنحوي‬
‫اجلزئيئي للرتكيب‬ ‫التمثيل‬
‫التمثيل اجلز‬ ‫‪:11:11-4‬‬
‫كلَّكل ‪-4‬‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫الشَّكل ‪ :11-4‬التمثيل اجلزئي للرتكيب النحوي للجملة (‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫[[الطالب]‪[ NP‬حضر متأخرا إىل املدرسة]‪S] VP‬‬
‫‪-145-‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫]‬
‫‪S VP‬‬ ‫]‬ ‫املدرسة‬ ‫[[الطالب]‪[ NP‬حضر متأخرا إىل‬
‫كما ذكران من قبل أن القواعد النحوية جيب أن تكون قادرة على توليد وحتليل اجلمل‬
‫[[الطالب]‪[ NP‬حرض متأخرا إىل املدرسة] ‪)8( ]S VP‬‬
‫كام ذكرنا من قبل أن القواعد النحوية جيب أن تكون قادرة عىل توليد وحتليل اجلمل‬
‫الصحيحة‪ ،‬وتعيني البنية النحوية املناسبة للجمل املعنية بالتحليل وكام تبني لنا إنه يمكن‬
‫متثيل البنية النحوية للجمل عن طريق التمثيل الشجري كام يف الشكل (‪ ،)9-4‬فعلينا‬
‫أن نتساءل عن ماهية القواعد التي تستطيع متثيل البنية النحوية للجمل‪ ،‬وللجواب عن‬
‫هذا بالنظر إىل التمثيل الشجري يف الشكل (‪ )9-4‬يمكن صياغة جمموعة من القواعد‬
‫كام يف (‪.)9‬‬
‫‪) VP → V ADV PP‬ب( ‪) S → NP VP‬أ) (‪(9‬‬
‫‪)PP → P NP‬ج(‬ ‫‪) NP → DET N‬د( ‬
‫فالقاعدة (أ) تفرتض إمكانية تكوين اجلملة من مركب اسمي (‪ )NP‬متبوع بمركب‬
‫فعيل (‪ .)VP‬والقاعدة (ب) تفرتض أن املركب الفعيل (‪ )VP‬يتكون من فعل (‪)V‬‬
‫وحال (‪ )ADV‬باإلضافة إىل مركب حريف (‪ .)PP‬والقاعدة (ج) تفرتض أن املركب‬
‫احلريف (‪ )PP‬يتكون من حرف (‪ )P‬متبوع بمركب اسمي (‪ .)NP‬ثم ً‬
‫أخريا القاعدة (د)‬
‫تفرتض أن املركب االسمي (‪ )NP‬يتكون من أداة تعريف (‪ )DET‬واسم (‪ .)N‬وقد‬
‫أطلق تشومسكي عىل تلك القواعد قواعد الرتكيب العباري ((‪Phrase structure‬‬
‫‪ )Grammar (PSG‬وسميت بذلك ألهنا تستطيع حتديد كيفية تكوين اجلمل من‬
‫مركبات وكيفية تكوين املركبات من كلامت‪ ،‬وهذه االفرتاضات تلقي الضوء عىل‬
‫دور تشومسكي يف تطوير علم اللغة الريايض وتطوير قواعد صورية يمكن من خالهلا‬
‫صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رياضية‪.‬‬
‫وبتطبيق تلك القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية (‪)Categorial grammar‬‬
‫يف (‪ )9‬وحدها نستطيع احلصول عىل التمثيل الشجري يف الشكل (‪:)12-4‬‬

‫‪-146-‬‬
‫خالهلا صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رايضية‪.‬‬
‫وبتطبيق تلك القواعد اليت تعتمد على الفئات النحوية (‪ )Categorial grammar‬يف (‪)9‬‬
‫وحدها نستطيع احلصول على التمثيل الشجري يف الشكل (‪:)12-4‬‬

‫‪S‬‬

‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪PP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪ADV V‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬

‫(‪.)9‬‬
‫القواعديف (يف‪.)9‬‬
‫باستخدامالقواعد‬
‫(‪ )7‬ابستخدام‬
‫للجملة (‪)7‬‬ ‫التمثيلالشجري‬
‫الشجري للجملة‬ ‫التمثيل‬‫‪:12:12-4‬‬
‫كلَّكل ‪-4‬‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫باإلضافة إىل تلك القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية والتي استطاعت تكوين‬
‫‪152‬‬
‫أيضا عىل معجم به قائمة‬
‫التمثيل الشجري يف الشكل (‪ )12-4‬فاملكون النحوي حيتوي ً‬
‫من مفردات اللغة مع معلومات عن فئة تلك املفردات ويمكننا هنا أن نتخيل أن املعجم‬
‫املستخدم لدينا يف مجلة (‪ )7‬حيتوي عىل املفردات املبينة يف الشكل (‪.)13-4‬‬
‫‪V‬‬ ‫حرض‬
‫‪N‬‬ ‫طالب‬
‫‪N‬‬ ‫مدرسة‬
‫‪ADV‬‬ ‫متأخرا‬
‫‪P‬‬ ‫إىل‬
‫‪DET‬‬ ‫ال‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :13-4‬معجم به قائمة من مفردات اللغة وفئتها‪.‬‬

‫وما علينا اآلن إال إدراج املفردات املتواجدة يف املعجم والتي هلا فئة حمددة حتت‬
‫الفئة التي تنتمي إليها داخل التمثيل الشجري يف الشكل (‪ )12-4‬واملسئول عن ذلك‬
‫قاعدة تُعرف باسم قاعدة إدراج املفردات وبذلك نتمكن من متثيل اجلملة كام يف الشكل‬
‫(‪:)14-4‬‬

‫‪-147-‬‬
‫وما علينا اآلن إال إدراج املفردات املتواجدة يف املعجم واليت هلا فئة ُمددة حتت الفئة اليت‬
‫تنتمي إليها داخل التمثيل الشجري يف الشكل (‪ )12-4‬واملسئول عن ذلك قاعدة تحعرف‬
‫ابسم قاعدة إدراج املفردات وبذلك نتمكن من متثيل اجلملة كما يف الشكل (‪:)14-4‬‬

‫‪S‬‬

‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪PP‬‬
‫‪NP‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪ADV‬‬ ‫‪V‬‬ ‫طالب‬ ‫ال‬


‫مدرسة‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫متأخرا‬ ‫حضر‬
‫إدراجاملفردات‪.‬‬
‫املفردات‪.‬‬ ‫(‪)9‬معمعإدراج‬
‫القواعديفيف(‪)9‬‬
‫ابستخدام القواعد‬
‫(‪))7‬باستخدام‬
‫للجملة (‪7‬‬
‫الشجريللجملة‬
‫الشجري‬‫التمثيل‬ ‫‪:14:14-4‬‬
‫التمثيل‬ ‫الشَّكل ‪-4‬‬
‫الشكل‬ ‫َّ‬

‫تعتمد‬
‫على‬ ‫قواعد‬
‫تعتمد‬ ‫عىلواعد‬ ‫حيتوي‬
‫على ق‬ ‫للغةللغة‬
‫حيتوي‬ ‫النحوي‬
‫املكونالنحوي‬
‫ننتهيإىلإىلأنأناملكون‬
‫العرضننتهي‬
‫هذاالعرض‬
‫ختامهذا‬
‫ويفختام‬
‫ويف‬
‫عىل الفئات النحوية قادرة عىل متثيل الرتكيب الداخيل للجمل واملعجم وقاعدة إدراج‬
‫‪ 153‬التمثيل الشجري يف الشكل (‪)14-4‬‬ ‫املفردات وتلك املكونات قادرة عىل توليد‬
‫للجملة يف (‪ )7‬وهو نفسه املوجود يف الشكالن (‪ .)10-4( )9-4‬ومن هنا نود أن‬
‫ننوه إننا قد حققنا اهلدف املنشود من بناء تلك القواعد النحوية يف (‪ )9‬والتي استطاعت‬
‫حتديد البنية الرتكيبية للجملة (‪)7‬كام هو موضح يف الشكل (‪.)14-4‬‬

‫‪ -3.1‬القدرة التوليدية للقواعد وقياسها‬


‫تتميز اللغات الطبيعية بالقدرة اإلبداعية العالية‪ ،‬فالقواعد التي تم بناؤها يف (‪ )9‬سوف‬
‫تكون قادرة عىل توليد عدد ال هنائي من اجلمل وليس فقط اجلملة املمثلة يف الشكل (‪)9-4‬‬
‫فكلام زادت عدد القواعد وأيضا زاد حجم املفردات املدرجة داخل القاموس تزداد عدد اجلمل‬
‫التي يمكن توليدها؛ فعىل سبيل املثال إذا تم دخول كلامت ‪ -‬مثل فصل‪ ،‬ولد‪ ،‬صبي‪ ،‬ذهب‬
‫‪ -‬وصل‪ ..‬إلخ ‪ -‬مع وجود نفس القواعد يف (‪ )9‬فإنه يمكن توليد مجل يف الشكل (‪.)15-4‬‬
‫الولد حرض متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬ ‫الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الطالب حرض متأخرا إىل الفصل‪.‬‬ ‫الصبي حرض متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الصبي حرض متأخرا إىل الفصل‪.‬‬ ‫الولد حرض متأخرا إىل الفصل‪.‬‬
‫الولد ذهب متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬ ‫الطالب ذهب متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الولد وصل متأخرا إىل الفصل‪.‬‬ ‫الصبي ذهب متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الصبي وصل متأخرا إىل الفصل‪.‬‬ ‫الطالب وصل متأخرا إىل الفصل‪.‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :15-4‬اجلمل التي يمكن توليدها من القواعد يف (‪.)9‬‬

‫‪-148-‬‬
‫وإذا تم تعديل القواعد يف (‪ )9‬إىل (‪ )10‬بحيث يكون وجود احلال يف املركب الفعيل‬
‫غري إلزامي ‪ -‬وذلك عن طريق إضافة قوسني كام نرى يف (ب‪ )10‬مع وجود نفس‬
‫املعجم الذي استطاع توليد اجلمل يف الشكل (‪ )15-4‬فإنه يمكن توليد اجلمل كام يف‬
‫الشكل (‪.)16-4‬‬
‫ ‪) VP → V (ADV) PP‬ب( ‪) S → NP VP‬أ( )‪(10‬‬
‫‪) PP → P NP‬ج(‬ ‫ ‬ ‫‪) NP → DET N‬د(‬
‫الولد حرض إىل الفصل‪.‬‬ ‫الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الصبي حرض إىل املدرسة‪.‬‬ ‫الصبي وصل متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫الطالب حرض إىل املدرسة‪.‬‬ ‫الولد ذهب متأخرا إىل الفصل‪.‬‬
‫الولد حرض إىل املدرسة‪.‬‬ ‫الصبي حرض متأخرا إىل الفصل‪.‬‬
‫الطالب حرض إىل الفصل‪.‬‬ ‫الطالب حرض متأخرا إىل الفصل‪.‬‬
‫الصبي حرض إىل الفصل‪.‬‬ ‫الولد حرض متأخرا إىل املدرسة‪.‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :16-4‬اجلمل التي يمكن توليدها من القواعد يف (‪.)10‬‬

‫لذا نحـــن بحاجة إىل اتساع يف املعجم واتساع يف عدد القواعد التي تعتمد عىل‬
‫الفئات النحوية لتوليد عدد ال هنائي من مجل اللغة الصحيحـــة‪ ،‬وال بـــد من قيــاس‬
‫كفاءة القواعد التي تم بناؤها وذلك عن طريق توصيف معايري حمددة للتـــأكد مـــن‬
‫صحيحا من أجـــل حماكاة‬ ‫ً‬ ‫كفاءة القواعد وقدرهتا عىل وصف تراكيب اجلمل وص ًفا‬
‫أفـضل للنمـــوذج اللغوي البرشي‪ .‬فقــــام تشومســكي بوضع ثالثـــة معاييـــر‬
‫أســـاسية لقياس كفاءة القواعد النحوية ألي لغة وهـــي‪ :‬معيـــار كفـــاءة‬
‫الرصـــد (‪)Observational Adequacy‬؛ توصف قواعـــد اللغة بأهنـــا قد‬
‫حققت معيار كفاءة الرصـــد إذا كانـــت هذه القواعد قادرة عىل التنبؤ بصحة أو‬
‫خطأ اجلمــل نحـــو ًيا ودالل ًيا وفونـــولوج ًيا وهو أقل املعايري كفاءة‪ .‬ومعيار كفاءة‬
‫الوصف (‪)Descriptive Adequacy‬؛ ُتقق القـــواعد معيار كفاءة الوصـــف إذا‬
‫كانت قادرة عىل التنبؤ بصحــة أو خطــأ اجلمل نحو ًيا ودالل ًيا وفونولوجـــ ًيا (كفاءة‬
‫الرصد)‪ ،‬باإلضافة إىل قدرهتا عىل أن تصف بشكل صحيح نحو ًيا ودالل ًيا وفونولوج ًيا‬

‫‪-149-‬‬
‫تفسريا وصف ًيا لرتاكيـــب اللغــة كام يف‬
‫ً‬ ‫بنية اجلمل يف اللغـــة وتــقدم وص ًفا يعطــي‬
‫النموذج البرشي البن اللغة‪ .‬ومعيار كــفاءة التفسري (‪ )Explanatory Adequacy‬هو‬
‫أعىل معيار حيدد كفاءة القواعد‪ .‬ويتحقق معيار كفاءة التفسري إذا كانت القواعد قادرة أن‬
‫حتقق درجـــة كفاءة الوصف باإلضافة إىل رشطني أساسني‪ .‬األول‪ :‬إذا كانت القواعد‬
‫ال حتتوي عىل أي قاعدة تتناىف مع مبدأ كتابة القواعد يف أي لغـــة من اللغـــات أي أن‬
‫القواعد تستطيع وصـــف مجـــل اللغـــة يف ظـــل وجود جممـــوعة من الشـــروط‬
‫املحـــددة واملتفـــق عليهــا عامليـــا يف كتـــابة القواعد‪.‬‬
‫فعىل سبيل املثال فإنه من غري املتوقع أن حتتوي أي لغة عىل قاعدة نحوية تنص عىل‬
‫أنه يمكن أن حتلل اجلملة إىل مركب اسمي ومركب فعيل يف السادسة مسا ًء؛ فتلك‬
‫القاعدة ال يمكن أن تتواجد يف أي لغة من اللغات الطبيعية وذلك ألهنا تعتمد عىل‬
‫مناف لرشوط بناء القواعد يف أي لغة من اللغات‬‫معلومات غري لغوية (الزمن) وذلك ٍ‬
‫(‪ .)1956 ,Chomsky‬أما الرشط الثاين فهو أن حتاكي القواعد الطبيعة النفسية الواقعية‬
‫والقدرة الذهنية للنموذج البرشي للغة‪.‬‬

‫‪ -3.2‬هل تبنى قواعد الرتكيب عىل فكرة وجود املركبات والفئات النحوية‬
‫أم عىل فكرة وجود الكلامت؟‬
‫تتسم القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية بقدرهتا عىل حتقيق مبدأ التعميم‪.‬‬
‫فمنظومة النحو هتتم ببناء نظام قادر عىل حتديد توزيع وترتيب الكلامت داخل تركيب‬
‫قادرا عىل بناء‬
‫اجلمل‪ .‬فأي حماولة لبناء نظام ال يعتمد عىل الفئات النحوية لن يكون ً‬
‫قواعد لتكوين املركبات وتوزيعها داخل اجلمل واستخدام هذه القواعد لتوليد عدد‬
‫ال هنائي من اجلمل‪ .‬فإذا رفضنا فكرة القواعد املبنية عىل املركبات التي تعتمد عىل‬
‫الفئات النحوية‪ ،‬فلن يكون هناك وسيلة لبناء قواعد لتحليل وتوليد جمموعة اجلمل‬
‫مثل تلك املوجودة يف (‪ )11‬إال باستخدام قواعد تبنى عىل الكلمة ‪ ،‬وهذا ما يعرف بـ‬
‫(‪ )Noncategorial Grammar‬أو (‪.)Word-based Grammar‬‬

‫‪-150-‬‬
‫(‪)11‬‬ ‫املدرس املاهر قدم طالب ناجح للمدير الفاضل‪.‬‬
‫الطالب املاهر قدم مدير فاضل للمدرس الناجح‪.‬‬
‫املدير الناجح وصف مدرس ماهر للطالب الذكي‪.‬‬
‫الطالب الذكي قدم مدير ناجح للمدرس الفاضل‪.‬‬
‫الطالب املاهر قدم مدرس ذكي للمدير الناجح‪.‬‬
‫ ويف هذه احلالة يتم توليد اجلمل يف (‪ )11‬عن طريق عمل مصفوفة تضم مكان لكل‬
‫كلمة من كلامت اجلملة وتوضع كل كلمة يف عمود كام نرى يف الشكل (‪:)17-4‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫فاضل‬ ‫ال‬ ‫مدير‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ناجح‬ ‫طالب‬ ‫قدم‬ ‫ماهر‬ ‫ال مدرس ال‬
‫ناجح‬ ‫طالب‬ ‫فاضل‬ ‫مدير‬ ‫…‪ ..‬وصف‬ ‫طالب‬
‫ذكي‬ ‫مدرس‬ ‫مدرس ماهر‬ ‫…‪..‬‬ ‫ناجح‬ ‫مدير‬
‫فاضل‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..… ..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫ذكي‬ ‫…‪.‬‬
‫……‬ ‫…‪..‬‬ ‫ذكي‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫فاضل‬ ‫…‪..‬‬
‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬ ‫…‪..‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :17-4‬مصفوفة تضم مكان لكل كلمة من كلامت اجلملة‪.‬‬

‫وعندها يكون بناء جمموعة من القواعد لتوليد أي مجلة عن طريق اختيار كلمة من‬
‫عمود رقم (‪ )1‬ثم من عمود رقم (‪ )2‬ثم من عمود (‪ ......)3‬وهكذا‪ .‬وهذا االجتاه‬
‫يف بناء القواعد يؤدي إىل مشكالت منهجية عدة منها‪( :‬أ( التخيل عن مبدأ التعميم يف‬
‫القواعد؛ فال بد من ذكر كل كلمة بعينها بدال من ذكر فئتها‪( .‬ب) نجد تكرارا واضحا‬
‫بني الكلامت وارتباطها بمكان توزيعها؛ فمجموعة الكلامت يف العمود رقم (‪ )2‬هي‬
‫نفسها الكلامت يف العمود رقم (‪ )6‬ورقم (‪( .)10‬ج) ال يمكن هلذه املنهجية التعامل‬
‫مع ظاهرة التكرار يف بناء املركبات داخل اجلملة؛ يمكن للجملة أن يزداد طوهلا إىل ما‬
‫ال هناية بسبب العطف مثال كام يف (‪:)12‬‬
‫(‪)12‬‬ ‫رأيت حممد وعيل وأمحد وخالد وطارق وعمر‪ .‬‬

‫‪-151-‬‬
‫فإن أي حماولة لبناء قواعد ال تعتمد عىل الفئات النحوية لوصف ظاهرة التكرار‬
‫يف اللغة بشكلها املطلق ستكون مستحيلة‪ .‬وإال سنضطر إىل بناء مصفوفة من أعمدة‬
‫ال هنائية من الكلامت كلام تكرر العطف‪ .‬فيستحيل عىل هذا النوع من القواعد تفسري‬
‫القدرة التوليدية الال هنائية للجمل‪ .‬وسيؤدي ذلك بدوره إىل خرق املبدأ الرئييس لبناء‬
‫القواعد الذي ال بد فيه أن تتوافر إمكانية بناء عدد حمدود من القواعد قادرة عىل توليد‬
‫عدد ال هنائي من اجلمل‪ ،‬ولكن يف هذه احلالة ستكون عدد القواعد ال هنائية مع زيادة‬
‫عدد األعمدة يف املصفوفة الذي يعترب أمرا غري مقبول كمبدأ بناء للقواعد اللغوية‪.‬‬
‫ولكن إذا ما اعتمدنا يف نظام القواعد عىل الفئات النحوية فنجد أن مجيع املشكالت‬
‫السابقة لن يكون هلا وجود‪ .‬فظاهرة التكرار يمكن التعامل معها بسهولة يف نظام القواعد‬
‫التي تعتمد عىل الفئات النحوية وتفسري إمكانية توليد عدد ال هنائي من الكلامت طبقا‬
‫أيضا التي ترجح كفة نظام القواعد التي تعتمد عىل‬ ‫للقواعد املوصفة‪ .‬ومن نقاط القوة ً‬
‫الفئات النحوية أن هذه القواعد متثل نظا ًما أكثر إحكا ًما وتقييدً ا من نظام القواعد التي‬
‫ال تعتمد عىل الفئات النحوية‪ .‬فنظام القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية يفرتض‬
‫وجود قيود حتدد القدرة التوليدية للقواعد رشط أن تكون مكونة من عدد حمدد من‬
‫الفئات العبارية (‪ )Phrasal Categories‬والفئات املعجمية (‪)Lexical Categories‬‬
‫وهي (‪ )… N, NP, V, VP, ADV, ADVP‬وال يمكن اخلروج عن هذه الفئات (ملزيد‬
‫من املعلومات يمكن االطالع عىل (‪.))Radford, 1988‬‬
‫إ ًذا نستنتج مما سبق أن نظام القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية هو األكثر‬
‫تعبريا عن طبيعة بناء القواعد وذلك لثالثة أسباب‪ :‬أوالً قدرته عىل التعميم وثان ًيا‬ ‫ً‬
‫وأخريا طبيعته األكثر إحكا ًما‬
‫ً‬ ‫قدرته عىل التعامل مع القدرة التوليدية الال هنائية للجمل‬
‫وتقييدً ا‪ .‬فال بد ألي عمل يسعى إىل بناء قواعد نحوية قادرة عىل توليد وحتليل اجلمل‬
‫العربية أن تستمر يف هذه املهمة لنصل إىل قواعد نحوية عالية القدرة اإلنتاجية يف توليد‬
‫وحتليل عدد ال هنائي من اجلمل‪.‬‬

‫‪-152-‬‬
‫‪ -3.3‬البنية السطحية والبنية العميقة للجملة‬
‫إن قواعد النحو ال بد أن تكون قادرة عىل توليد كل البنى السطحية للجمل يف اللغة‬
‫وهذا يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية واملعجم‬
‫وقاعدة إدراج املفردات‪ .‬ولكن تلك املكونات وحدها مل يكن لدهيا القدرة عىل التعامل‬
‫مع أنواع أخرى من الرتاكيب تظهر يف اللغات الطبيعية؛ فعىل سبيل املثال اجلملة املبنية‬
‫للمجهول يف (‪:)13‬‬
‫(‪)13‬‬ ‫األقالم ُوضعت يف احلقيبة ‬ ‫ ‬
‫فإن القواعد التي تعتمد عىل فئة املفردة التي تم بناؤها سوف تتنبأ خ ًطا أن اجلملة‬
‫يف (‪ )13‬غري صحيحة‪ ،‬وذلك ألهنا تنتهك اإلطار النحوي (‪Subcategorisation‬‬
‫‪ )()frame‬املبني للفعل «وضع»؛ فالفعل «وضع» حيتاج إىل متعلقات نحوية إلمتام‬
‫تركيب اجلملة بشكل صحيح‪ ،‬كقولنا «الرجل وضع األقالم يف احلقيبة» فيأيت ورائه‬
‫مركب اسمي ومركب حريف ولكن يف اجلملة (‪ )13‬نجد أن الفعل (وضع) يأيت ورائه‬
‫مركب حريف فقط وال يأيت ورائه مركب اسمي‪.‬‬
‫ولكن اجلملة يف (‪ )13‬هي مجلة صحيحة ولكن حدث فيها حتريك للعبارة االسمية‬
‫(األقالم) عن طريق عملية تعرف بعملية حتريك املركب االسمي؛ حيث إنه يتم حتريك‬
‫املركب االسمي من مكانه األصيل (بعد الفعل) يف البنية العميقة للجملة كام يف (‪)14‬‬
‫وهنا جيب أن نفرق بني البنية العميقة للجملة وهي الشكل الباطني وغري الظاهر للجملة‬
‫والبنية السطحية وهي عىل عكس البنية العميقة‪.‬‬
‫(‪)14‬‬ ‫ ‬
‫ــــــــــــــــــ وضع األقالم يف احلقيبة‪.‬‬
‫يف (‪ )14‬استخدام (ــــــــ) يعرب عن موضع الفاعل ونجد أن الفعل (وضع) يقع‬
‫داخل املركب الفعيل متبوعا باملركب االسمي (األقالم) متبوعا باملركب احلريف (يف‬
‫احلقيبة)‪ ،‬ومن هنا يمكن لنا أن نستنتج أن اجلملة يف (‪ )13‬نشئت من البنية األساس‬
‫(‪ )Base‬يف (‪ )14‬التي تم توليدها خالل املكون النحوي املبني عىل أساس القواعد‬
‫واملعجم وقاعدة إدراج املفردات فقط‪.‬‬

‫‪-153-‬‬
‫أن نستنتج أن اجلملة يف (‪ )13‬نشئت من البنية األساس (‪ )Base‬يف (‪ )14‬اليت مت توليدها‬
‫خالل املكون النحوي املبين على أساس القواعد واملعجم وقاعدة إدراج املفردات فقط‪.‬‬
‫سوفسوف‬
‫يتمكن‬ ‫املثال املثال‬
‫سبيلسبيل‬‫فعلى فعىل‬
‫أخرى‪،‬‬ ‫مشكالت‬
‫أخرى‪،‬‬ ‫مشكالت‬‫يعاين من‬ ‫الطريقة‬
‫يعاين من‬ ‫هبذههبذه‬
‫الطريقة‬ ‫القواعد‬
‫وبناءالقواعد‬
‫وبناء‬
‫اجلملة يف‬
‫توليد‪.)16‬‬
‫من يف (‬ ‫يتمكن‬
‫اجلملة‬ ‫ولكنهمنالتوليد‬ ‫(‪)15‬‬
‫يتمكن‬ ‫اجلملة يف‬
‫لكنه ال‬‫توليد(‪ )15‬و‬ ‫النحوي من‬
‫اجلملة يف‬ ‫املكونمن توليد‬
‫يتمكنالنحوي‬ ‫املكون‬
‫(‪.)16‬‬
‫(‪)15‬‬ ‫الرجل أكل التفاحة‪.‬‬
‫(‪)15‬‬ ‫ ‬ ‫الرجل أكل التفاحة‪.‬‬
‫(‪)16‬‬ ‫التفاحة أكلها الرجل‪.‬‬
‫(‪)16‬‬ ‫التفاحة أكلها الرجل‪ .‬‬
‫وذلك ألن تلك القواعد تستطيع أن تقدم الوصف الذي يظهر فيه املتعلقات النحوية لكل‬
‫وذلك ألن تلك القواعد تستطيع أن تقدم الوصف الذي يظهر فيه املتعلقات النحوية‬
‫هياعد‬
‫القواعد قو‬
‫منواعد هي‬ ‫آخر الق‬
‫آخر من‬ ‫نشأة نوع‬
‫نشأة نوع‬ ‫بد المنبد من‬‫كانهناالكان‬‫ومن‬‫املناسبة‪.‬هنا‬
‫املناسبة‪ .‬ومن‬
‫أماكنهاأماكنها‬
‫لكل يفمسند يف‬
‫مسند‬
‫كب‬ ‫ينقل املر‬
‫حتويل‬ ‫حتويلإجراء‬ ‫(‪)15‬إجراء‬
‫بواسطة‬ ‫اجلملةواسطة‬
‫من‪ )15‬ب‬ ‫اجلملة (‬
‫من (‪)16‬‬ ‫تتحول‪)16‬‬
‫اجلملة‬ ‫حيثاجلملة (‬‫تتحول‬ ‫قواعد؛ حيث‬
‫التحويل؛‬ ‫التحويل‬
‫الفعل‬
‫يسارالذي‬ ‫الركن على‬
‫االسمي‬ ‫الذي يقع‬ ‫التحويل االمسي‬
‫يتناول نقل‬ ‫وهذانقل الركن‬‫االبتداءيتناول‬
‫التحويل‬ ‫االبتداءإىلوهذا‬
‫موقع‬ ‫موقعاالسمي‬ ‫ينقل إىل‬
‫املركب‬ ‫االمسي‬
‫كان)‪.‬‬
‫‪1983‬‬ ‫املوقع‪،‬الذي‬ ‫كانعليه يف‬
‫يشغله )زكراي‬ ‫الذييعود‬
‫املوقععائدا‬
‫تاركا يفمكانه‬
‫االبتداء عليه‬ ‫موقع‬
‫عائدا يعود‬ ‫الفعل إىل‬
‫مكانه‬ ‫عىل يسار‬
‫االبتداء اتركا‬ ‫إىليقعموقع‬
‫مكون)‪:‬‬
‫إلدراج‪18-4‬‬
‫التحلييلالشكل (‬
‫النحوكما يف‬
‫تنظيمحتويلي‬
‫إعادةمكون‬
‫التحليليمنإلدراج‬
‫ولذلك ال بد‬ ‫‪.)1983‬‬
‫تنظيم النحو‬ ‫(زكريا‪ ،‬إعادة‬
‫يشغلهال بد من‬
‫ولذلك‬
‫حتوييل كام يف الشكل (‪:)18-4‬‬

‫(‪)Categorial rules‬‬ ‫(‪ )1‬قواعد تكوين اجلملة على أساس الفئة‬


‫(‪ )2‬املعجم (‪)Lexicon‬‬ ‫األساس (‪)Base‬‬
‫(‪)Lexical insertion rule‬‬ ‫(‪ )3‬قاعدة إلدراج املفردات‬

‫البنية العميقة (‪)Deep Strucutre‬‬

‫(‪ )4‬قواعد التحويل (‪)Transformational Rule‬‬ ‫املكون التحويلي‪:‬‬

‫البنية السطحية (‪)Surface Strucutre‬‬

‫مكونحتويلي‪.‬‬
‫حتوييل‪.‬‬ ‫وجودمكون‬
‫عىل وجود‬
‫بناءعلى‬
‫التحلييل بناء‬
‫النحو التحليلي‬
‫منظومة النحو‬
‫‪:18‬منظومة‬‫َّكل ‪-4‬‬
‫‪:18-4‬‬ ‫الشالشكل‬
‫َّ‬
‫‪160‬‬
‫وهكذا يمكن لقواعد النحو يف وضعها احلايل أن تكون قادرة عىل توليد مجل من‬
‫اللغة وهذا يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد واملعجم وقاعدة إلدراج املفردات‬

‫‪-154-‬‬
‫وهكذا ميكن لقواعد النحو يف وضعها احلايل أن تكون قادرة على توليد مجل من اللغة وهذا‬
‫يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد واملعجم وقاعدة إلدراج املفردات وأخريا قواعد التحويل‪.‬‬
‫وعلينا أن نستمر يف حتسني قدرة النحو من أجل الوصول إىل قواعد على درجة عالية من‬
‫يف‪.‬حتسني قدرة النحو من أجل الوصول إىل‬ ‫نستمراللغة‬
‫أناكيب‬ ‫التحويل‪.‬معوعلينا‬
‫مجيع تر‬ ‫قواعد‬
‫عل التعامل‬ ‫وأخرياقادرة‬
‫الكفاءة‬
‫قواعد عىل درجة عالية من الكفاءة قادرة عل التعامل مع مجيع تراكيب اللغة‪.‬‬
‫‪ -3,4‬املركبات الوسيطة‬
‫‪ -3.4‬املركبات الوسيطة‬
‫سنجد‬ ‫الشكل‪)19-‬‬
‫(‪)19-4‬‬ ‫الشكل (‪4‬‬ ‫النحوية يف‬
‫النحوية يف‬ ‫الشجرة‬
‫الشجرة‬ ‫اجلديد» يف‬
‫اجلديد» يف‬ ‫«كتابيدزيد‬
‫التتابعكتاب ز‬
‫نظرناإىلإىلالتتابع «‬
‫إذاإذانظران‬
‫‪ ).NP‬و(‪.)AP‬‬
‫‪)AP‬‬‫‪)N)NP‬و(و(‬ ‫ثالث (‪ )N‬و(‬
‫وحدات (‬ ‫ثالثإىلوحدات‬
‫ينقسمأنهإىلينقسم‬
‫أنهسنجد‬
‫‪NP‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪NP‬‬ ‫‪AP‬‬

‫كتاب‬ ‫زيد‬ ‫اجلديد‬


‫اجلديد»‪.‬‬
‫زيداجلديد»‪.‬‬
‫«كتاب زيد‬
‫جلملة«كتاب‬
‫النحوية جلملة‬ ‫‪:19‬الشجرة‬
‫الشجرة النحوية‬ ‫‪:19-4‬‬ ‫كل‬ ‫َّ‬
‫الشالش‬
‫َّكل ‪-4‬‬
‫ففي هذا التمثيل الرتكيبي يمكن لنا القول بأن املركب الوصفي «اجلديد» يف الشكل‬
‫ففي هذا التمثيل الرتكييب ميكن لنا القول أبن املركب الوصفي «اجلديد» يف الشكل (‪-4‬‬
‫(‪ )19-4‬يصف االسم «كتاب» حيث خيرج فرع املركب الوصفي واالسم «كتاب» من‬
‫نفس‬ ‫‪ )19‬يصف االسم «كتاب» حيث خيرج فرع املركب الوصفي واالسم «كتاب» من‬
‫نفس النقطة‪ .‬ولعل ذلك ليس بالدقة الكافية‪ ،‬ألن املركب الوصفي «اجلديد» يصف‬
‫صحةيد)‬
‫(كتاب ز‬
‫يصفبدليل‬
‫وحدة»أيضا‬
‫يمثل«اجلديد‬
‫الوصفي‬
‫كب زيد»‬ ‫ألن املر‬
‫«كتاب‬ ‫كام أن‬‫الكافية‪،‬‬
‫ابلدقة فقط‪،‬‬
‫«كتاب»‬‫وليسليس‬
‫زيد)ذلك‬
‫(كتابولعل‬
‫النقطة‪.‬‬
‫يصحعليه‬
‫العطف‬ ‫بدليل صحة‬
‫جديدان»‪ ،‬كام‬ ‫أيضاعمرو‬
‫وحدةوقلم‬ ‫كتابكام زيفيد» ميثل‬
‫«كتاب زيد‬ ‫نفس «النوع‬
‫كما أن‬
‫فقط‪ ،‬من‬
‫كتاب»بمركب‬ ‫وليس «‬
‫العطف عليه‬
‫اإلسنادبدكما‬
‫ولذلك ال‬‫(‪ .)19-4‬معه‬
‫الشكل كما يصح‬
‫جديدان»‪،‬‬‫يظهر يف‬
‫وقلمالعمرو‬
‫وذلك‬ ‫زيد»؛زيد‬
‫كتابكتاب‬ ‫النوع«هذا‬
‫كما يف «‬ ‫نفسكام يف‬
‫اإلسناد‬
‫كب من‬‫مبرمعه‬
‫(‪:)20-4‬‬
‫التمثيل‬ ‫الشكلتعديل‬
‫املوضح اليف بد من‬
‫التمثيل ولذلك‬
‫(‪( )19-4‬إىل‪.)19-4‬‬
‫الشكليف الشكل‬ ‫الرتكيبي لـال يظهر‬
‫التمثيل»؛ وذلك‬
‫كتاب زيد‬‫تعديل‬
‫يفمن«هذا‬
‫الرتكييب لـ الشكل (‪ )19-4‬إىل التمثيل املوضح يف الشكل (‪:)20-4‬‬
‫‪NP‬‬

‫؟؟‬ ‫‪AP‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪NP‬‬ ‫اجلديد‬


‫كتاب‬ ‫زيد‬
‫‪161‬‬
‫َّالشَّكل ‪ :20-4‬التمثيل الرتكييب املعدل ل ـ الشكل (‪.)19-5‬‬
‫الشكل ‪ :20-4‬التمثيل الرتكيبي املعدل لــ الشكل (‪.)19-5‬‬

‫فنجد أن يف الشكل (‪ )20-4‬املركب الوصفي «اجلديد» يصف املركب اجلديد «غري‬


‫املسمى» «كتاب زيد»‪ ،‬وكما ذكران أن هذا املركب ميثل وحدة ُنوية فلعلنا نتساءل عن فئة‬
‫‪-155-‬ولعلنا يف الوهلة األوىل نظن أنه مركب امسي‬
‫هذا املركب «؟؟» واليت تضم التتابع (‪)N � NP‬‬
‫(‪ )NP‬ألن الرأس اسم «كتاب» (‪ .)N‬ولكن ال ميكن أن يكون هذا منطقيا إذ إن هذا يعترب‬
‫فنجد أن يف الشكل (‪ )20-4‬املركب الوصفي «اجلديد» يصف املركب اجلديد «غري‬
‫املسمى» «كتاب زيد»‪ ،‬وكام ذكرنا أن هذا املركب يمثل وحدة نحوية فلعلنا نتساءل‬
‫عن فئة هذا املركب «؟؟» والتي تضم التتابع (‪ )N - NP‬ولعلنا يف الوهلة األوىل نظن‬
‫أنه مركب اسمي (‪ )NP‬ألن الرأس اسم «كتاب» (‪ .)N‬ولكن ال يمكن أن يكون‬
‫نقصا يف التوصيف النحوي ألن املركب االسمي األعىل‬ ‫هذا منطقيا إذ إن هذا يعترب ً‬
‫لن يكون له رأس‪ .‬ومن هنا يمكن استنتاج أن هذه العبارة متثل مركب وسيط‪ ،‬هذا‬
‫املركب أكرب من االسم (‪ )N‬وأصغر من املركب االسمي (‪ .)NP‬وهنا نجد فجوة‬
‫كبرية داخل نظام قواعد الرتكيب العباري (‪ )PSG‬للتعبري عن هذا املركب فال توجد‬
‫فئات وسيطة ما بني الفئات املعجمية والفئات العبارية يف إطار عمل تلك النظرية يف‬
‫الوصف الرتكيبي للجملة مما يؤدي إىل عدم قدرة أي نحو توليدي من الوصول إىل‬
‫مستوى «كفاءة الوصف» حيث أنه لن يكون قادرا عىل وصف هذا النوع من الرتاكيب‬
‫ووضعت هذه النظرية عام ‪1970‬‬ ‫يف «كتاب زيد اجلديد»‪ .‬فظهر مفهوم نظرية ‪X-bar‬؛ ُ‬
‫بواسطة نعوم تشومسكي لتعالج النقص املوجود يف التوصيف النحوي يف ‪ PSG‬وتم‬
‫تطويرها فيام بعد بواسطة راي جاكندوف عام ‪ .1977‬وتنص هذه النظرية عىل أن كل‬
‫اللغات الطبيعية البرشية تتبادل تراكيب متشاهبة حمددة هلا نفس البنية العميقة والتي‬
‫يمكن متثيلها يف الشكل (‪.)21-4‬‬

‫الشكل ‪ :21-4‬متثيل البنية العميقة باستخدام نظرية ‪.X-bar‬‬


‫َّ‬

‫حيث ُيستخدم احلرف (‪ )X‬يف هذه النظرية لكي يعرف الفئات املعجمية األساسية‪ ،‬أو‬
‫رؤوس العبارات؛ فهناك أنواع من رؤوس العبارات وهي (‪ )N‬لألسامء مثل الضامئر‬
‫الشخصية وأسامء اإلشارة ‪ ....‬إلخ و(‪ )V‬لألفعال و(‪ )J‬للصفات و(‪ )A‬للظروف‬
‫و(‪ )P‬حلروف اجلر و(‪ )D‬للمحددات كاألدوات عىل سبيل املثال و(‪ )C‬حلروف‬
‫العطف‪ .‬وحتدد رؤوس العبارات نوع أو فئة العبارات فنجد أن ‪ N‬تنتج مركب اسمي‬

‫‪-156-‬‬
‫((‪ NP، V‬تنتج مركب فعيل (‪ )VP‬و‪ J‬تنتج مركب وصفي ((‪Adjective Phrase‬‬
‫‪ )(JP‬و‪ A‬تنتج مركب ظريف ((‪ )Adverb Phrase (AP‬و‪ P‬تنتج مركب حريف (‪)PP‬‬
‫و‪ D‬تنتج عبارة حتديدية ((‪ )Determiner Phrase(DP‬و‪ C‬تنتج مركب تكمييل‬
‫((‪ .)Complementizer Phrase(CP‬ويف شكل (‪ )21-4‬الرمزين ‪ XP‬و‪ XB‬يسميان‬
‫أيضا باإلسقاط‬ ‫إسقاطني (‪ ،)Projections‬والرمز ‪ X‬يسمى رأس العبارة‪ ،‬ويسمى ً‬
‫الصفري (‪ )Zero Projection‬حيث أنه الوحدة النهائية وال يمكن إسقاط أي‬
‫وحدات نحوية منه وعىل هذا فإن كل عبارة هلا إسقاط صفري واحد أي رأس واحدة‪.‬‬
‫والوحدة العليا املسامة بـ ‪ XP‬تسمى باإلسقاط األقىص (‪)Maximal Projection‬‬
‫حيث أنه أكرب وحدة نحوية يمكن أن ُيدرج حتتها أي عدد من اإلسقاطات‪ .‬فكل‬
‫اإلسقاطات الواقعة بني الرأس واإلسقاط األقىص تسمى باإلسقاطات الوسيطة‬
‫ويمكن وصف اإلسقاطات الوسيطة بالوحدات غري النهائية وذلك إلمكانية‬
‫إسقاط وحدات نحوية منها؛ حيث أن اإلسقاط األقىص‪ XP‬يسيطر عىل اإلسقاط‬
‫الوسيط ‪ XB‬الذي يسيطر عىل اإلسقاط الصفري ‪ .X‬أما «‪ )spec» (Specifier‬أو‬
‫«املخصص النحوي» وهي الكلمة أو العبارة أو اجلملة التي حتدد العنرص «‪ »X‬أما‬
‫الالزم‬
‫النحويسالمة‬
‫العنصرإلكامل‬
‫وهو الالزم‬ ‫املكمل»‬
‫النحوي‬ ‫وهوأو «‬
‫العنرص‬ ‫‪)Complement‬‬
‫‪com‬أو «املكمل»‬ ‫‪( » »com‬‬ ‫العنصر «‪ »X‬أما «‬
‫‪( (Complement‬‬ ‫«‬
‫التيأو‬
‫العبارة‬ ‫الكلمة أو‬
‫اجلملة‬ ‫الكلمة»أوفهي‬
‫العبارة أو‬ ‫فهي«امللحق‬
‫«امللحق») أو‬
‫أو‪Adjunct‬‬ ‫أما( »«‪( »)adjt‬‬ ‫الرتكيب ‪،‬‬
‫‪Adjunct‬‬ ‫سالمةأما «‬ ‫إلكمال‬
‫الرتكيب ‪،‬‬
‫رؤيةالتمثيل‬
‫التمثيل‬ ‫ميكنارؤية‬
‫ويمكنا‬
‫نحويا‪ُ.‬نواي‪ .‬و‬
‫وجودهوجوده‬ ‫الرضوري‬
‫الضروري‬ ‫ليسلكنمنليس من‬‫‪ »X‬و‬ ‫ولكن‬ ‫العنرص «‪»X‬‬
‫العنصر «‬ ‫اليت تصف‬‫تصف‬
‫اجلملة‬
‫(‪.)22-4‬‬
‫الشكل‪.)22-‬‬ ‫املختلفة يف‬
‫الشكل (‪4‬‬ ‫املركبات‬
‫املختلفة يف‬ ‫ألشكالكبات‬ ‫النحوي‬
‫ألشكال املر‬ ‫النحوي‬
‫‪NP‬‬
‫‪NB‬‬ ‫‪AP‬‬

‫‪N‬‬ ‫‪NP‬‬
‫زيد‬ ‫اجلديد‬
‫كتاب‬
‫الشَّكل ‪ :22-4‬التمثيل النحوي ألشكال املركبات ابستخدام نظرية ‪.X�bar‬‬
‫الشكل ‪ :22-4‬التمثيل النحوي ألشكال املركبات باستخدام نظرية ‪.X-bar‬‬
‫َّ‬
‫متثيل‬ ‫ميكننا ‪X‬إعادة‬
‫يمكننا‬ ‫نظرية ‪bar‬‬ ‫خاللمننظرية‬
‫خالل‪X bar‬‬ ‫الوسيط من‬
‫الوسيط‬ ‫كباملركب‬‫وجود املر‬
‫وجود‬ ‫فكرةفكرة‬
‫على عىل‬
‫تعرفناتعرفنا‬ ‫وبعد أن‬
‫وبعد أن‬
‫الشكل (‪:)23-4‬‬
‫(‪-4)20-4‬إىل‪:)23‬‬
‫الشكل الشكل (‬
‫متثيل‪-‬يف‪ )20‬إىل‬ ‫يف إعادة‬
‫الشكل (‪4‬‬

‫‪-157-‬‬
‫الشَّكل ‪ :22-4‬التمثيل النحوي ألشكال املركبات ابستخدام نظرية ‪.X�bar‬‬

‫وبعد أن تعرفنا على فكرة وجود املركب الوسيط من خالل نظرية ‪ X bar‬ميكننا إعادة متثيل‬
‫يف الشكل (‪ )20-4‬إىل الشكل (‪:)23-4‬‬

‫الوسيط‪.‬‬
‫الوسيط‪.‬‬ ‫باستخدامكب‬
‫املركب‬ ‫ابستخدام املر‬ ‫لــلشكل‪)20-‬‬
‫(‪)20-5‬‬ ‫الرتكيبيـلشكل (‪5‬‬
‫التمثيل الرتكييب لـ‬
‫تعديل التمثيل‬
‫‪ ::23-4‬تعديل‬
‫كل ‪23-4‬‬
‫الشَّكل‬
‫َّ‬
‫الش‬

‫اجلملة‬
‫إىل اجلملة‬
‫نظرناإىل‬
‫فإذانظران‬
‫آخرآخرفإذا‬
‫مثالمثال‬
‫أخذأخذ‬
‫ميكننايمكننا‬
‫الوسيطة‬ ‫املركبات‬
‫الوسيطة‬ ‫مفهوم‬
‫املركبات‬ ‫ترسيخ‬
‫مفهوم‬ ‫ترسيخ‬‫ملزيد من‬
‫ملزيد من‬
‫الشكل‪-‬‬ ‫املوضح يف‬
‫الشكل (‪4‬‬ ‫النحوالنحو‬
‫املوضح يف‬ ‫على عىل‬
‫اجلملة‬ ‫متثيلمتثيل‬
‫اجلملة‬ ‫نجد أن‬ ‫برسعة»‪،‬‬
‫جند أن‬ ‫بسرعة»‪،‬‬ ‫البيت‬ ‫إىل إىل‬
‫البيت‬ ‫ذهب‬ ‫«الرجل‬
‫ذهب‬ ‫«الرجل‬
‫البيت)‪.‬إىل البيت)‪.‬‬
‫إىل(ذهب‬ ‫احلدث‬
‫يصف(ذهب‬ ‫(برسعة)احلدث‬
‫يصف‬ ‫كبأن املركب‬
‫(بسرعة)‪164‬‬ ‫حقيقة‬
‫عنأن املر‬ ‫عنيعرب‬
‫حقيقة‬ ‫(‪ )24-4‬ال‬
‫‪ )24‬ال يعرب‬
‫‪S‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬

‫‪ADVP‬‬ ‫‪PP‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬


‫ذهب‬ ‫رجل‬ ‫ال‬
‫بسرعة‬ ‫إىل البيت‬

‫برسعة»الرتكيب العباري‬ ‫ذهب إىل البيت‬


‫ابستخدام قواعد‬ ‫«الرجلبسرعة»‬
‫جلملة البيت‬ ‫الشجري‬
‫ذهب إىل‬ ‫التمثيل«الرجل‬
‫‪ :24-4‬جلملة‬
‫كل الشجري‬ ‫الشَّكل ‪َّ :24-4‬‬
‫الش‬
‫التمثيل‬
‫الرتكيب العباري (‪.)PSG‬‬
‫باستخدام قواعد (‪.)PSG‬‬
‫يعربان‬
‫عن‬ ‫اللذان معا‬ ‫البيت)البيت)‬
‫اللذان يعربان‬ ‫احلريف (إىل‬ ‫واملركب‬
‫احلريف (إىل‬ ‫(ذهب)‬
‫املركب‬ ‫الفعل‬
‫(ذهب) و‬ ‫بني بني‬
‫الفعل‬ ‫نجمع‬‫بد بدأن أنجنمع‬
‫وهنا ال‬
‫وهنا ال‬
‫معا عن وحدة واحدة ‪ -‬حيث أن املركب (إىل البيت) هو املكمل للفعل (ذهب) ‪-‬‬
‫وحدة واحدة ‪ -‬حيث أن املركب (إىل البيت) هو املكمل للفعل (ذهب) ‪ -‬لذلك أييت دور‬
‫لذلك يأيت دور املركبات الوسيطة للتعبري عن ذلك كام يف الشكل (‪:)25-4‬‬
‫املركبات الوسيطة للتعبري عن ذلك كما يف الشكل (‪:)25-4‬‬
‫‪S‬‬
‫‪-158-‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫وهنا ال بد أن جنمع بني الفعل (ذهب) واملركب احلريف (إىل البيت) اللذان يعربان معا عن‬
‫وحدة واحدة ‪ -‬حيث أن املركب (إىل البيت) هو املكمل للفعل (ذهب) ‪ -‬لذلك أييت دور‬
‫املركبات الوسيطة للتعبري عن ذلك كما يف الشكل (‪:)25-4‬‬
‫‪S‬‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫‪VB‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪DET‬‬
‫‪ADVP‬‬ ‫‪VB‬‬ ‫رجل‬ ‫ال‬
‫‪PP‬‬ ‫‪V‬‬
‫بسرعة‬
‫ذهب إىل البيت‬ ‫ ‬
‫(‪..))VB‬‬
‫واحدة(‪VB‬‬
‫وحدةواحدة‬
‫البيت)يفيف وحدة‬
‫(إىلالبيت)‬
‫احلريف(إىل‬
‫واملركب احلريف‬ ‫الفعل(ذهب)‬
‫(ذهب) واملركب‬ ‫ربطبطالفعل‬ ‫‪:25-4‬‬
‫‪ :25‬ر‬ ‫َّ‬
‫الشالشكل‬
‫َّكل ‪-4‬‬
‫بدوره من‬
‫إسقاط‬ ‫يتكون‬
‫بدوره من‬ ‫والذي‬
‫يتكون‬ ‫وسيطالذي‬ ‫إسقاط‬
‫وسيط و‬ ‫منمن‬
‫إسقاط‬ ‫يتكون‬
‫الفعيليتكون‬ ‫املركب‬
‫الفعلي‬ ‫نجدأنأناملركب‬
‫حيثجند‬
‫حيث‬
‫إسقاط وسيط آخر (يتكون من الفعل واملركب احلريف) ومركب ظريف‪ .‬أي أن املركب‬
‫وسيط آخر (يتكون من الفعل واملركب احلريف) ومركب ظريف‪ .‬أي أن املركب الظريف أصبح‬
‫الظريف أصبح يصف املركب (ذهب إىل البيت)‪.‬‬
‫أصبحت اآلن عىل درجة أعىل من الكفاءة‬ ‫وبذلك يمكننا القول بأن قواعد النحو‪165‬‬
‫ويمكنها الوصول إىل مستوى كفاءة الوصف؛ حيث تستطيع متثيل مستوى أعم من‬
‫تراكيب اللغة املختلفة وعىل ذلك فإنه ينبغي االستمرار يف حتسني قدرهتا أكثر فأكثر‬
‫حتى تصل إىل درجة عالية من الكفاءة متكنها من التعامل مع الرتاكيب اللغوية بشكل‬
‫كامل‪.‬‬

‫‪-3.5‬الفصل بني الرتكيب والداللة‬


‫قبل طرح قضية الفصل بني الرتكيب والداللة ال بد أن نشري إىل ظاهرة لغوية تتميز‬
‫هبا اللغات الطبيعية وهي االلتباس الرتكيبي؛ ويقصد هنا باللبس الرتكيبي أن يكون‬
‫هناك أكثر من حتليل للجملة بعد تطبيق قواعد التحليل‪ ،‬فعىل سبيل املثال اجلملة يف‬
‫(‪.)17‬‬
‫(‪)17‬‬ ‫ ‬
‫عقد مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إىل القواعد التي سوف يتم تطبيقها للحصول عىل البنية الرتكيبية للجملة‬
‫يف (‪ )17‬فنجد أن تطبيق القواعد يف (‪ )18‬يصل بنا إىل متثيل اجلملة خالل شجرتني‪.‬‬

‫‪-159-‬‬
‫(‪)17‬‬ ‫عقد مؤمتر للسالم يف الشرق األوسط‪.‬‬
‫إذا نظران إىل القواعد اليت سوف يتم تطبيقها للحصول على البنية الرتكيبية للجملة يف‬
‫) فنجد أن تطبيق القواعد يف (‪ )18‬يصل بنا إىل متثيل اجلملة خالل شجرتني‪.‬‬
‫‪) NP➔ N‬أ(‬ ‫‪NP‬‬ ‫‪PP‬‬
‫‪) NP➔ N‬ب(‬ ‫‪PP‬‬
‫‪) PP➔ Prep‬ت(‬ ‫‪NP‬‬
‫(‪)18‬‬ ‫‪) NP➔ Det‬ث(‬ ‫‪N‬‬
‫‪) NP➔ Det‬ج(‬ ‫‪N‬‬ ‫‪ADJP‬‬
‫‪) ADJP➔ Det Adj‬ح(‬
‫‪) NP➔ N‬خ(‬ ‫‪NP‬‬

‫عند تطبيق القواعد يف (‪ )18‬لتحليل اجلملة يف (‪ )17‬فإنه ميكن احلصول على البنية‬
‫فعند تطبيق القواعد يف (‪ )18‬لتحليل اجلملة يف (‪ )17‬فإنه يمكن احلصول عىل البنية‬
‫حة يف الشجرة يف الشكل (‪.)26-4‬‬
‫املوضحة يف الشجرة يف الشكل (‪.)26-4‬‬

‫‪166‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :26-5‬التحليل الشجري للجملة (‪.)17‬‬

‫حيث يرتكب املركب االسمي «عقد مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» من اسم (‪)N‬‬
‫«عقد» ومركب اسمي (‪ )NP‬آخر «مؤمتر للسالم» ومركب حريف (‪« )PP‬يف الرشق‬
‫األوسط» كام يف (‪-18‬أ) ويتكون املركب االسمي «مؤمتر للسالم» من اسم «عقد»‬
‫ومركب حريف «للسالم» كام يف (‪-18‬ب) ويتكون املركب احلريف «للسالم» من حرف‬
‫«ل» ومركب اسمي «السالم» كام يف (‪-18‬ت) ويتكون ذلك املركب االسمي من أداة‬
‫تعريف «ال» واسم «سالم» كام يف (‪-18‬ث)‪ ،‬أما املركب احلريف «يف الرشق األوسط»‬
‫املمثل داخل املربـع يف الشكل (‪ )26-4‬فهو يتكون من حرف «يف» ومركب اسمي‬

‫‪-160-‬‬
‫«الرشق األوسط» وذلك من خالل القاعدة (‪-18‬ت) واملركب االسمي «الرشق‬
‫األوسط» يتكون من أداة تعريف «ال» واسم «رشق» ومركب وصفي وذلك من خالل‬
‫القاعدة يف (‪-18‬ج) وأخريا يتكون هذا املركب الوصفي من أداة تعريف «ال» وصفة‬
‫«أوسط» من خالل القاعدة يف (‪-18‬ح)‪.‬‬
‫ولكن إذا نظرنا إىل القواعد يف (‪ )18‬فإننا نجد إنه يمكن تطبيــق القواعد بشكـل‬
‫آخـر وعند ذلك يمكننا احلصول عىل متثيل خمتلـف للبنـية النحوية للجملة يف (‪)17‬‬
‫وهو املوضح يف الشـكل (‪ )27-4‬والذي خيتلف عـــن التمثيل يف الشكــل (‪.)26-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :27-5‬حتليل شجري آخر للجملة (‪.)17‬‬

‫حيث يرتكب املركب االسمي «عقد مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» من اسم‬
‫(‪« )N‬عقد» ومركب اسمي (‪ )NP‬آخر «مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» خالل‬
‫القاعدة (‪-18‬خ)‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إىل الشكل (‪ )26-4‬نجد أن املركب احلريف «يف الرشق األوسط» وصف‬
‫عىل أنه يرتبط بـ «عقد املؤمتر»‪ ،‬أي أن عقد املؤمتر تم يف الرشق األوسط‪ ،‬وتم متثيل‬
‫ذلك يف الشجرة النحوية عن طريق إضافة فرع من املركب االسمي‪ ،‬وذلك عىل خالف‬
‫ما نجده يف الشكل (‪)27-5‬؛ حيث نجد أن اجلملة تم حتليلها عىل أساس أن املركب‬

‫‪-161-‬‬
‫احلريف «يف الرشق األوسط» يرتبط باملركب االسمي «السالم»‪ ،‬أي أن «السالم» تم‬
‫حتديده بأنه يف الرشق األوسط‪ ،‬وتم التعبري عن ذلك يف توصيف الشجرة النحوية حيث‬
‫أن املركب احلريف متصل بفرع من املركب االسمي «السالم»‪ .‬وهنا نجد أن اختالف‬
‫الرتكيب النحوي كام يف الشكلني (‪ )27-5( ،)26-5‬أدى إىل اختالف يف املعنى‬
‫وتفسري الغموض يف اجلملة يف (‪ )17‬وعلينا أن ننوه أن ما حدث من تفسري للغموض‬
‫الذي هو ظاهرة داللية ال يعد تداخل بني الرتكيب والداللة ألن التداخل معناه‬
‫استخدام مفاهيم من مستوى آخر (الداللة) لوصف تركيب اجلملة فام حدث هنا يدل‬
‫عىل أن النحو بشكل طبيعي يمكنه أن يفرس املعنى دون استخدام مفاهيم من الداللة‪،‬‬
‫وتعد تلك القدرة حسب ما وصفه تشومسكي أحد املميزات التي تضاف إىل قدرة‬
‫القواعد النحوية التي لدهيا القدرة عىل تكوين بنى نحوية تفرس معاين اجلمل الطبيعية‪.‬‬
‫ويتفق هذا مع إشكالية ما أسامه تشومسكي باستقاللية النحو (‪Autonomy of‬‬
‫‪ ،)Syntax‬حيث يرى تشومسكي «أن الرتكيب مستقل عن الداللة‪ ،‬وال عالقة له هبا»‬
‫(سريل‪ ،)1979 ،‬وإنام يتم النظر إىل منظومة النحو دون الرجوع إىل املعنى أو السياق‪.‬‬
‫ولعلنا هنا قد لفتنا النظر إىل عالقة الـتأثري ما بني منظومة النحو والداللة‪ .‬فوجود تفاعل‬
‫بني املنظومتني ال يعني الدمج بينهام‪ .‬وملزيد من التفاصيل عن قضايا اللبس الرتكيبي‬
‫يمكنك االطالع عىل (‪.)Al-Ansary, & El-Kareh, 2004‬‬

‫‪ -4‬مدخل إىل معاجلة تركيب اجلملة آليا‬


‫بعد أن تعرفنا يف األجزاء السابقة عىل كيفية تكوين البنية الرتكيبية للجمل وكيفية‬
‫بناء قواعد تسمح بتحديد البنية الرتكيبية للجمل‪ ،‬فنكون بذلك قد ألقينا الضوء عىل‬
‫بعض املفاهيم األساسية عند تناول التحليل النحوي للجمل؛ فالتحليل النحوي يعد‬
‫من املتطلبات اهلامة واملحورية يف العديد من تطبيقات معاجلة اللغات الطبيعية كالرتمجة‬
‫وأنظمة اإلجابة عىل األسئلة وتطبيقات نظم احلوار‪ ،‬فمثل هذه التطبيقات تتطلب‬
‫معرفة معاين مجل اللغة الطبيعية‪ .‬وإلتقان معاين اجلمل ال بد من توفر الرتكيب النحوي‬
‫للمكونات اجلوهرية للجملة‪ .‬واهلدف األسايس من التحليل النحوي هو حتديد‬
‫الرتاكيب النحوية التي تعرب عن مدى التطابق بني مجل اللغة الطبيعية ومعانيها (‪Miyao,‬‬
‫‪ .)2006‬فاألبحاث التي تتضمن العالقة بني اجلملة ومعناها تعد من األبحاث الصعبة‬

‫‪-162-‬‬
‫والرضورية لفهم اللغة الطبيعية‪ .‬فام علينا اآلن إال بناء نظام يمكن أن يقوم بتنفيذ مهمة‬
‫تكوين البنية الرتكيبية للجمل آليا‪ ،‬وهو ما يعرف باسم املحلل النحوي حيث إن إتاحة‬
‫املحلالت النحوية اآللية هي نقطة انطالق للمعاجلة الذكية للغات الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -4.1‬تصميم منطق بناء املحلالت النحوية‬


‫تتعدد االجتاهات والتقنيات املتبعة عند بناء املحلالت النحوية فيتم بنائها باالعتامد‬
‫عىل اجتاهني للتحليل النحوي؛ التحليل النحوي من أعىل إىل أسفل والتحليل النحوي‬
‫من أسفل إىل أعىل ويمكن من خالل هذين االجتاهني الوصول إىل نفس الرتكيب‬
‫النحوي للجملة عىل الرغم من االختالف يف طريقة تطبيق وترتيب القواعد يف كال‬
‫االجتاهني‪ ،‬وعىل املحلل النحوي أن حيدد ما إذا كان االجتاه املتبنى للتحليل غري حمدد‬
‫أو حمدد (‪ .)Dobrovolsky, Katamba, & O’Grady, 1997‬وفيام ييل سوف نتناول‬
‫عرض كل اجتاه بالتفصيل وييل ذلك توضيح لفكرة التحديد وعدم التحديد يف االجتاه‬
‫املتبنى أثناء التحليل النحوي‪.‬‬
‫§ §التحليل النحوي من أعىل إىل أسفل‬
‫التحليل النحوي من أعىل إىل أسفل هو أحد طرق بناء املحلالت النحوية ويتم فيه‬
‫بناء الشجرة النحوية من خالل النظر إىل اجلملة (أعىل مستوى) وجتزئتها عن طريق‬
‫القواعد النحوية‪ ،‬يتم خالل هذا النوع من التحليل التعرف عىل العالقات بني أجزاء‬
‫املركب‪.‬‬
‫ويف هذا االجتاه يبدأ املحلل النحوي بتطبيق القواعد لبناء شجرة للجملة املدخلة‬
‫ومرورا‬
‫ً‬ ‫بد ًء من الوحدات غري النهائية وانتها ًء بالوحدات النهائية؛ أي مفردات اجلملة‪،‬‬
‫بعدد من القواعد والقيود التي تعمل عىل اختيار الكلمة املناسبة وتسكينها يف املكان‬
‫املالئم هلا يف هيكل الشجرة النحوية وف ًقا لفئة الكلمة‪ .‬فعىل سبيل املثال إذا أدخلنا مجلة‬
‫«الرجل ذهب إىل البيت» فيتم تطبيق عدد من القواعد كام هو يف (‪ )19‬لبناء الشجرة‬
‫النحوية يف الشكل (‪ )28-4‬هلذه اجلملة وسوف نقوم بعرض تلك القواعد بالتفصيل‪:‬‬

‫‪-163-‬‬
‫(‪)19‬‬
‫‪) S‬أ(‬
‫‪) NP VP‬ب(‬
‫‪) Det N Verb PP‬ت(‬
‫‪) Det N Verb Prep NP‬ث(‬ ‫‪S‬‬
‫‪) Det N Verb Prep Det N‬ج(‬ ‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫ال )ح(‬ ‫‪N Verb Prep Det N‬‬
‫‪PP‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪Det‬‬
‫‪ Verb Prep Det N‬رجل ال )خ(‬
‫‪NP‬‬ ‫‪Prep‬‬
‫‪ Prep Det N‬ذهب رجل ال )د(‬
‫‪ Det N‬إلى ذهب رجل ال )ذ(‬ ‫‪N‬‬ ‫‪Det‬‬

‫‪ N‬ال إلى ذهب رجل ال )ر(‬ ‫ال البيت‬ ‫إىل‬ ‫ذهب‬ ‫رجل‬ ‫ال‬
‫بيت ال إلى ذهب رجل ال )ز(‬ ‫الشكل ‪ :28-4‬بناء الشجرة النحوية جلملة‬
‫النحويةأسفل‪.‬‬
‫جلملة «الرجل ذهب اىل البيت» من أعىل إىل أسفل‪.‬‬ ‫الشجرةأعلى إىل‬
‫البيت» من‬
‫‪:28-4‬اىلبناء‬
‫الرجل ذهب‬‫«‬
‫الشكل‬

‫عند دخول اجلملة ‪ -‬ويشار هلا بـ ‪ - S‬إىل املحلل‪ ،‬فإن املحلل يستوعب ذلك عن‬
‫اسمي‬
‫عن طريق‬‫مركب‬
‫منذلك‬ ‫احمللل تتكون‬
‫يستوعب‬ ‫احمللل‪،‬هذهفإناجلملة‬
‫حتديد أن‬
‫ذلك ‪S‬يتم‪ -‬إىل‬
‫وبعد هلا بـ‬
‫(‪-19‬أ)ويشار‬
‫دخوليفاجلملة ‪-‬‬
‫طريقعندالقاعدة‬
‫(‪-19‬‬ ‫خالل‬
‫وآخر فعلي‬ ‫كبعليه‬
‫امسي‬ ‫احلصول‬ ‫الذي تم‬
‫تتكون من مر‬ ‫االسمياجلملة‬
‫املركبأن هذه‬ ‫ذلكوأن‬
‫يتم حتديد‬ ‫(‪-19‬ب)‪،‬‬
‫القاعدةفعيليف (كام‪19‬يف‪-‬أ) وبعد‬
‫وآخر‬
‫ب) يتكون من أداة تعريف واسم كام هو مبني يف (‪-19‬ت) وكذلك املركب الفعيل يف‬
‫كما يف (‪-19‬ب)‪ ،‬وأن املركب االمسي الذي مت احلصول عليه خالل (‪-19‬ب) يتكون من‬
‫(‪-19‬ب) يتكون من فعل ومركب حريف كام يف (‪-19‬ث) وأن املركب احلريف يتكون‬
‫أداة تعريف واسم كما هو مبني يف (‪-19‬ت) وكذلك املركب الفعلي يف (‪-19‬ب) يتكون من‬
‫من حرف ومركب اسمي كام هو مبني يف (‪-19‬ج) وهذا املركب االسمي يف (‪-19‬ج)‬
‫فعل ومركب حريف كما يف (‪-19‬ث) وأن املركب احلريف يتكون من حرف ومركب امسي كما‬
‫يتكون من أداة تعريف واسم كام يف (‪-19‬ح)؛ وعند هذه املرحلة يكون قد تم الوصول‬
‫هو مبني يف (‪-19‬ج) وهذا املركب االمسي يف (‪-19‬ج) يتكون من أداة تعريف واسم كما يف‬
‫إىل العالقة البنائية ألجزاء اجلملة؛ وتم أيضا حتديد الفئة النحوية لكل جزء يف اجلملة‪.‬‬
‫(‪-19‬ح)؛ وعند هذه املرحلة يكون قد مت الوصول إىل العالقة البنائية ألجزاء اجلملة؛ ومت أيضا‬
‫أما يف القواعد (‪-19‬خ)‪-19( ،‬د)‪-19( ،‬ذ)‪-19( ،‬ر)‪-19( ،‬ز)‪-19( ،‬س) فيتم‬
‫حتديد الفئة النحوية لكل جزء يف اجلملة‪ .‬أما يف القواعد (‪-19‬خ)‪-19( ،‬د)‪-19( ،‬ذ)‪،‬‬
‫فيه تسكني كل مفردة من مفردات اجلملة يف املكان املناسب هلا داخل الشجرة النحوية‬
‫ز)‪-19( ،‬س) فيتم فيه تسكني كل مفردة من مفردات اجلملة يف املكان‬ ‫بناء (‪-19‬‬
‫فروعها‪.‬‬ ‫تمر)‪،‬‬ ‫‪-19‬‬ ‫(‬
‫التي‬
‫املناسب هلا داخل الشجرة النحوية اليت مت بناء فروعها‪.‬‬

‫‪171‬‬

‫‪-164-‬‬
‫▪ التحليل النحوي من أسفل إىل أعلى‬
‫§ §التحليل النحوي من أسفل إىل أعىل‬
‫هذا التحليل هو املقابل للتحليل السابق؛ حيث يقوم احمللل النحوي بتقسيم اجلملة املدخلة‬
‫اجلملة‬
‫بتقسيم احمللل‬ ‫النحوي‬
‫االجتاه يبدأ‬ ‫املحلل‬
‫ففي هذا‬ ‫حيث يقوم‬
‫التحليل؛‬ ‫نقطةالسابق؛‬
‫االنطالق يف‬ ‫للتحليل‬
‫أصغر هي‬‫ووحداتاملقابل‬
‫التحليل هو‬ ‫إىلهذا‬
‫مفردات‬
‫املدخلة إىل مفردات ووحدات أصغر هي نقطة االنطالق يف التحليل؛ ففي هذا االجتاه‬
‫النحوي بتطبيق القواعد لبناء شجرة للجملة املدخلة بدءًا من الوحدات النهائية وانتهاءً‬
‫يبدأ املحلل النحوي بتطبيق القواعد لبناء شجرة للجملة املدخلة بد ًءا من الوحدات‬
‫ابلوحدات غري النهائية‪ .‬فيتم تقسيم اجلملة إىل كلمات وكل كلمة يتم ومسها ابلفئة النحوية اليت‬
‫النهائية وانتها ًء بالوحدات غري النهائية‪ .‬فيتم تقسيم اجلملة إىل كلامت وكل كلمة يتم‬
‫تنتمي إليها ويتم استخدام هذه الفئات لبناء عالقات تركيبية بني الكلمات بعضها البعض‬
‫وسمها بالفئة النحوية التي تنتمي إليها ويتم استخدام هذه الفئات لبناء عالقات تركيبية‬
‫لتكوين مركبات أكرب‪ ،‬يتم الربط بني هذه املركبات لبناء الشجرة التحليلية الكاملة للجملة‪.‬‬
‫بني الكلامت بعضها البعض لتكوين مركبات أكرب‪ ،‬يتم الربط بني هذه املركبات لبناء‬
‫فعلى سبيل املثال إذا أدخلنا مجلة «الرجل ذهب إىل البيت»؛ فإن احمللل يقوم أوال ابلتعرف‬
‫الشجرة التحليلية الكاملة للجملة‪ .‬فعىل سبيل املثال إذا أدخلنا مجلة «الرجلً ذهب إىل‬
‫واقعإىل» ‪-‬‬
‫املعجم‬ ‫من» ‪« -‬‬‫ذهب‬ ‫املكونة» ‪« -‬‬
‫للجملة‬ ‫املفردات‪« -‬رجل‬
‫املعجمعىلوهي «ال»‬
‫بالتعرف‬‫من واقع‬
‫للجملةأوالً‬
‫املكونة يقوم‬
‫املفرداتاملحلل‬ ‫على‬
‫البيت»؛ فإن‬
‫اسم‪ .‬وميكن‬
‫تعريف‪،‬‬ ‫أداة تعريف‪،‬‬
‫الرتتيب أداة‬ ‫حرف‪،‬عىل‬ ‫اسم‪ ،‬فعل‪،‬‬
‫«بيت» وهي‬ ‫«إىل»تعر‪-‬يف‪،‬‬
‫«ال» ‪-‬‬ ‫تيب‪ -‬أداة‬ ‫وهي‪-‬على الرت‬
‫«ذهب»‬ ‫«ال»«‪-‬بيت»‬
‫«رجل»‬ ‫وهي» ‪-‬‬
‫«ال‬
‫بشكل(‪)20‬‬
‫مبسط‬ ‫املوصفة يف‬
‫التحليل‬‫مراحلاعد‬
‫توصيفمن القو‬
‫ويمكنريق عدد‬
‫مبسط عن ط‬ ‫التحليل بشكل‬
‫تعريف‪ ،‬اسم‪.‬‬ ‫حرف‪ ،‬أداة‬‫فعل‪،‬راحل‬
‫توصيف م‬‫اسم‪،‬‬
‫املوصفة)‪:‬يف (‪ )20‬الستخراج الشجرة يف الشكل (‪:)29-4‬‬ ‫الشكل (‪29-4‬‬ ‫منيفالقواعد‬
‫الشجرة‬
‫اج عدد‬
‫الستخر‬
‫طريق‬ ‫عن‬
‫(‪)20‬‬
‫بيت ال إلى ذهب رجل ال )أ(‬
‫بيت ال إلى ذهب رجل ‪) Det‬ب(‬
‫‪S‬‬
‫بيت ال إلى ذهب ‪) Det N‬ت(‬
‫‪VP‬‬ ‫‪NP‬‬
‫بيت ال إلى ‪) Det N Verb‬ث(‬
‫‪) Det N Verb‬ج(‬ ‫بيت ال ‪Prep‬‬ ‫‪PP‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪Det‬‬

‫‪) Det N Verb‬ح(‬ ‫بيت ‪Prep Det‬‬ ‫‪NP‬‬ ‫‪Prep‬‬

‫‪) Det N Verb Prep Det N‬خ(‬ ‫‪N‬‬ ‫‪Det‬‬


‫‪) NP Verb Prep Det N‬د(‬ ‫ال البيت‬ ‫إىل‬ ‫ذهب‬ ‫رجل‬ ‫ال‬
‫‪) NP Verb Prep NP‬ذ(‬
‫الشكل ‪ :29-4‬بناء الشجرة النحوية جلملة‬
‫‪) NP‬ر(‬ ‫‪Verb PP‬‬
‫«الرجل ذهب اىل البيت» من أسفل إىل أعلى‪.‬‬
‫‪) NP‬ز(‬ ‫‪VP‬‬
‫‪) S‬س(‬
‫‪173‬‬
‫«الرجل ذهب اىل البيت» من أسفل إىل أعىل‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :29-4‬بناء الشجرة النحوية جلملة‬

‫‪-165-‬‬
‫ففي القاعدة (‪-20‬أ) يتم التعرف عىل املفردات املكونة للجملة وبعد ذلك يتم‬
‫وسم تلك املفردات كام يف القواعد رقم (‪-20‬ب)‪-20( ،‬ت)‪-20( ،‬ث)‪-20( ،‬ج)‪،‬‬
‫(‪-20‬ح)‪-20( ،‬خ) بعد ذلك يبدأ املحلل يف تكوين مركبات أكرب ففي القاعدة (‪-20‬‬
‫د) و(‪-20‬ذ) يتم تكوين مركب اسمي من خالل الدمج بني أداة التعريف واالسم‬
‫الذي تم احلصول عليهم يف (‪-20‬خ)‪ .‬وكذلك من خالل (‪-20‬ر) يتم تكوين املركب‬
‫احلريف عن طريق اجلمع بني حرف اجلر واملركب االسمي الذي يليه والذي قد تم‬
‫احلصول عليهم من خالل القاعدة (‪-20‬ذ)‪ .‬وبعد ذلك يتم الدمج بني املركب احلريف‬
‫والفعل اللذين قد تم احلصول عليهم خالل القاعدة (‪-20‬ر) ليتكون مركب فعيل كام‬
‫هو موضح يف القاعدة (‪-20‬ز) لتصبح اجلملة (‪ )S‬يف النهاية تتكون من مركب اسمي‬
‫وآخر فعيل‪.‬‬
‫وبعد اختيار املحلل النحوي ألحد االجتاهني السابقني‪ ،‬فإن املحلل النحوي عليه‬
‫أن حيدد ما إذا كان االجتاه املتبنى للتحليل غري حمدد (‪)Nondeterministic Parsing‬‬
‫أو حمدد (‪)Deterministic Parsing‬؛ حيث تظهر احلاجة إىل التحليل غري املحدد عند‬
‫ظهور مجل حتتمل أكثر من حتليل‪ ،‬حيث إن القواعد تكون قادرة عىل أن تسلك أكثر من‬
‫اجتاه‪ .‬فهذه الطريقة من التحليل تسمح بإنتاج مجيع الرتاكيب املمكنة يف حالة اجلمل‬
‫التي حيدث فيها لبس لغوي‪ ،‬وذلك لتحديد التحليل األفضل للسياق‪ .‬ففي هذه احلالة‬
‫يبدأ املحلل باختيار قاعدة معينة من جمموعة القواعد املحتملة لرتكيب اجلملة تاركا‬
‫إشارة متكنه من معرفة أن يف هذا املوضع كان هناك قاعدة أخرى حمتملة وبعد ذلك‬
‫يبدأ مساره يف التحليل مع القاعدة املختارة ويستمر يف تطبيق القواعد قيد التطبيق‬
‫التي متكنه من استكامل مساره يف بناء البنية الرتكيبة للجملة‪ ،‬وعندئذ يرتاجع الربنامج‬
‫(‪ )Backtrack‬إىل موضع اإلشارة التي تركها يف بداية مساره األول لتجربة القاعدة‬
‫األخرى البديلة التي متكنه من استخراج البنية الرتكيبية األخرى للجملة؛ فعىل سبيل‬
‫املثال عند حتليل اجلملة يف (‪ )17‬نجد أن املحلل أثناء حتليله للبنية الرتكيبية للجملة ظهر‬
‫له من خالل القواعد أن اجلملة حتتمل أكثر من حتليل؛ حيث إن املركب االسمي «عقد‬
‫مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» يمكن حتليل تركيبه وفقا للقاعدة (‪-18‬أ) فهو بذلك‬
‫يسلك املسار الذي حيقق التمثيل يف الشكل (‪ )26-4‬ويمكن أيضا أن يسلك التحليل‬
‫مسار آخر بادئا بقاعدة أخرى حمتملة يف (‪-18‬خ) فهو بذلك يسلك املسار الذي حيقق‬

‫‪-166-‬‬
‫بقاعدة أخرى ُمتملة يف (‪-18‬خ) فهو بذلك يسلك املسار الذي حيقق التمثيل يف الشكل‬
‫قادرا على استخراج أكثر من تركيب ُنوي للجملة‪.‬‬
‫(‪ ،)27-4‬وهبذه الطريقة يكون احمللل ً‬
‫قادرا عىل استخراج أكثر من‬
‫التمثيل يف الشكل (‪ ،)27-4‬وهبذه الطريقة يكون املحلل ً‬
‫أما إذا كان اجتاه التحليل ُمدد فإن احمللل ينتقل من تطبيق قاعدة إىل أخرى سالكا مسار‬
‫تركيب نحوي للجملة‪.‬‬
‫واحد فقط الستخراج بنية تركيبية واحدة فقط للجملة‪ ،‬فال يضطر الربانمج إىل الرتاجع إىل‬
‫أما إذا كان اجتاه التحليل حمدد فإن املحلل ينتقل من تطبيق قاعدة إىل أخرى سالكا‬
‫نقطة سابقة الختيار قواعد بديلة أخرى‪ .‬وملزيد من التفاصيل عن اجتاهات بناء احمللالت‬
‫مسار واحد فقط الستخراج بنية تركيبية واحدة فقط للجملة‪ ،‬فال يضطر الربنامج إىل‬
‫النحوية ينصح ابالطالع على )‪.(Grune, & Jacobs, 2007‬‬
‫الرتاجع إىل نقطة سابقة الختيار قواعد بديلة أخرى‪ .‬وملزيد من التفاصيل عن اجتاهات‬
‫بناء املحلالت النحوية ينصح باالطالع عىل (‪.)Grune, & Jacobs, 2007‬‬

‫املحلالتالنحوية‬
‫النحوية‬ ‫بناء احمللالت‬
‫اجتاهات بناء‬
‫‪ -5‬اجتاهات‬
‫‪-5‬‬
‫عىلالقواعد‬
‫القواعد‬ ‫املبنيعلى‬
‫االجتاهاملبين‬
‫االجتاه‬
‫‪-5,1‬‬‫‪-5,1‬‬
‫النحوية‬
‫البىنالبنى‬
‫عن عن‬ ‫معلومات‬
‫معلومات‬ ‫كتابةكتابة‬
‫االجتاهتتمتتم‬
‫باالعتامدعلىعىلهذاهذااالجتاه‬
‫ابالعتماد‬ ‫املحللالنحوي‬
‫النحوي‬ ‫بناء احمللل‬
‫عندبناء‬
‫عند‬
‫للنص‬ ‫النحوي‬
‫التحليل‬ ‫التحليل‬
‫خالهلا‬ ‫خالهلا‬
‫يتم من‬ ‫القواعدمنالتي‬
‫اعدهياليت يتم‬ ‫نحوية‪ ،‬القو‬
‫وهذه‬ ‫قواعدوهذه هي‬‫شكلُنوية‪،‬‬
‫للغة قيفواعد‬
‫النحويةشكل‬
‫للغة يف‬
‫الكلمات‬
‫معلومات‬ ‫ختزين عن‬
‫عادة ُنوية‬
‫معلومات‬
‫ين ويتم‬ ‫األشجارعادة ختز‬
‫النحوية‪،‬‬ ‫النحوية‪ ،‬ويتم‬
‫أجل إنتاج‬‫األشجار‬ ‫أجل إنتاج‬
‫املدخل من‬ ‫النحويمنللنص‬
‫املدخل‬
‫والتي‬
‫تطبيق‬ ‫املعجمقبل‬
‫يف احمللل‬
‫الكلمةإليها‬
‫نوع يصل‬ ‫املعجميفواليت‬
‫املعلوماتيفتتمثل‬
‫وهذهنوع الكلمة‬ ‫املعلوماتاملفردة‪،‬‬
‫تتمثل يف‬ ‫وهذهالكلامت‬ ‫نحوية عن‬
‫املفردة‪،‬‬
‫املحلل‬
‫اللغوية‬ ‫بناءاعد‬
‫خطوات القو‬ ‫تلخيص‬
‫اعتمادا على‬ ‫ويمكن‬
‫النحوي‬ ‫اللغوية‪.‬احمللل‬
‫القواعدات بناء‬
‫تلخيص خطو‬‫قبل تطبيق‬‫املحللميكن‬
‫اللغوية‪ .‬و‬‫اعد إليها‬
‫يصل‬‫القو‬
‫‪ )Kiril Ribarov,‬كام يف الشكل (‪.)30-4‬‬ ‫‪.)30-42002‬‬ ‫اللغوية (‬
‫الشكل (‬ ‫القواعدكما يف‬
‫عىل‪)Kiril‬‬ ‫النحوي اعتامدا‬
‫‪Ribarov,‬‬ ‫(‪2002‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :30-4‬خطوات بناء املحلل النحوي املبني عىل القواعد‪.‬‬
‫‪175‬‬

‫‪-167-‬‬
‫يف املخطط املوضح بالشكل (‪ )30-4‬يتم وسم املدخل رصف ًيا ثم البدء يف بناء البنية‬
‫النحوية للجملة وذلك عن طريق تطبيق عدد من القواعد املوجودة والتي تم احلصول‬
‫عليها مسب ًقا عىل أساس مجل حمللة يدويا‪ .‬وعىل الرغم من انتشار استخدام املحلل املبني‬
‫عىل القواعد يف أنظمة املعاجلة اآللية للغة الطبيعية‪ ،‬إال أن هناك العديد من التحديات‬
‫ال حيتاج إىل لقواميس حاسوبية باإلضافة إىل احلاجة إىل لغويني‬ ‫لبناء هذا املحلل فهو مث ً‬
‫حاسوبيني ذوي مهارة عالية لكتابة وملراجعة القواعد اللغوية‪.‬‬

‫‪ -5.2‬االجتاه املبني عىل اإلحصاء‬


‫اعتمد املحللون املعارصون يف السنوات األخرية عىل هذا االجتاه اإلحصائي يف‬
‫نظرا للقدرة املبارشة والرسيعة إلخراج النتائج‪ .‬حيث يتميز‬ ‫بناء املحلالت النحوية ً‬
‫وأيضا القدرة عىل‬
‫ذلك االجتاه بالقلة امللحوظة للقواعد املطلوبة لبناء املحلل النحوي‪ً ،‬‬
‫ضبط املحلل من أجل حتليل نوع معني من النصوص عن طريق استخراج املعلومات‬
‫اإلحصائية‪ .‬ويعتمد هذا االجتاه عىل بناء نموذج إحصائي هدفه حتديد االحتامالت‬
‫اإلحصائية للتحليالت املختلفة للجمل‪ .‬وتعتمد هذه االحتامالت عىل استخدام‬
‫عدد ضخم من النصوص املوسومة بمعلومات لغوية كعينات تدريبية‪ .‬ويعد املحلل‬
‫النحوي اإلحصائي أحد الوسائل الشائعة حلل مشكلة اللبس الرتكيبي‪ ،‬حيث يقوم‬
‫النموذج اإلحصائي بحساب أكثر التحليالت احتامال اعتام ًدا عىل العينات التدريبية‪.‬‬
‫وضوحا يف هذا االجتاه اشرتاط وجود كميات كبرية من املدونات‬ ‫ً‬ ‫ومن أكثر التحديات‬
‫املوسومة رصف ًيا ونحو ًيا لقلة وفرهتا‪ .‬ومن املالحظ أن دقة املحلالت اإلحصائية احلالية‬
‫جيدة ولكنها مل ترقى إىل دقة التحليل اليدوي‪ .‬يمكن االطالع عىل املزيد عن تقنيات‬
‫التحليل اإلحصائي بالرجوع إىل (‪.)Bunt, & Nijholt, 2013‬‬

‫‪ -5.3‬االجتاه املختلط املبني عىل القواعد واإلحصاء‬


‫تواجه املحلالت املبنية عىل القواعد مشكالت وحتديات عديدة مثل اللبس الرتكيبي‪،‬‬
‫كام أن املحلالت اإلحصائية تعتمد بشكل أسايس عىل وجود عينات تدريبية ضخمة من‬
‫أجل احلصول عىل نتائج أفضل بشأن احتامالت التحليل الرتكيبي للجمل‪ .‬أي أنه يوجد‬
‫حد أقىص من الكفاءة يمكن حتقيقها عند االعتامد عىل اجتاه حتليل دون اآلخر (& ‪Foth,‬‬

‫‪-168-‬‬
‫‪ .)Menzel, 2006‬فعىل الرغم من أن املحلل اإلحصائي قد يعطي أداء أفضل‪ ،‬إال أنه‬
‫يواجه مشكالت عديدة نتيجة عدم دعم قدرته عىل مراعاة مرونة اللغة والرتتيب احلر‬
‫للكلامت داخل تركيب اجلمل (‪.)Selvam, & Thangarajan, 2008‬‬
‫وللتغلب عىل هذه العيوب يف كال االجتاهني ظهرت بعض اآلراء التي تنادي بتبني‬
‫دمج القواعد اللغوية مع العمليات اإلحصائية‪ .‬فنجد أن حملالت االجتاه املختلط املبني‬
‫عىل القواعد واإلحصاء تعتمد عىل القواعد اخلاصة باللغة باإلضافة إىل بعض العمليات‬
‫اإلحصائية التي تعتمد عىل االحتامالت التي توضح مدى انتشار القواعد ومدى تطبيقها‬
‫يف االستخدام اللغوي‪ .‬فقد وجد أن اللغويون جييدون كتابة القواعد النحوية اخلاصة‬
‫نظرا لكثرة الغموض‬ ‫باللغة ويفضلون االعتامد عىل االجتاه املبني عىل القواعد ولكن ً‬
‫التي تسببه القواعد اللغوية كان هناك اجتاه إىل االعتامد عىل بعض العمليات اإلحصائية‬
‫التي تساعد يف عملية فك الغموض التي تسببه القواعد النحوية‪ .‬وأصبحت املحلالت‬
‫النحوية املبنية عىل االجتاه القواعدي اإلحصائي يف اآلونة األخرية أكثر نجاحا إىل حد‬
‫ما يف عمليات التحليل النحوي‪ ،‬وملزيد من املعلومات عن االجتاه املختلط املبني عىل‬
‫القواعد واإلحصاء يمكن االطالع عىل (‪.)Foth, & Menzel, 2006‬‬

‫‪ -6‬دقة املحلالت النحوية‬


‫يمكن النظر إىل املحلالت النحوية وتصنيفها من حيث التطبيقات القائمة عىل هذه‬
‫املحلالت ودرجة حتليل وتفصيل املحلل إىل‪ :‬حملل نحوي سطحي وحملل نحوي عميق‪.‬‬
‫فطبيعة بعض التطبيقات اخلاصة باملعاجلة اآللية للغات الطبيعية ال تستدعي بناء حملل‬
‫نحوي عميق وكامل‪ ،‬خاصة تلك التطبيقات التي تعتمد عىل كمية ضخمة من النصوص‬
‫املدخلة؛ حيث إن املحلل السطحي يكون كاف ًيا فقط من أجل األغراض التي ُبنيت‬
‫من أجلها هذه التطبيقات‪ .‬فعىل سبيل املثال برامج اسرتجاع املعلومات تعتمد بشكل‬
‫أسايس عىل وجود حملل نحوي سطحي يعمل عىل استنباط وحتديد املركبات االسمية‬
‫واملركبات الفعلية‪ .‬أما التطبيقات األخرى مثل الرتمجة اآللية القائمة عىل القواعد‬
‫فطبيعتها تستوجب وجود حملل نحوي عميق لفك االلتباس اللغوي واستكشاف كل‬
‫التحليالت املمكنة للجملة‪ .‬ولسنا هنا بصدد احلديث عن اجتاهني خمتلفني للتحليل‬
‫النحوي يتناقضان يف طبيعة املسلك املنهجي لكل منهام‪ ،‬إنام هي خطة عمل يتم توجيها‬

‫‪-169-‬‬
‫حسب اهلدف املنشود من بناء املحلل النحوي والتطبيقات األخرى املستفيدة منه‪ .‬وكام‬
‫أن كال االجتاهني (العميق والسطحي) خيتلفان يف منهجية ورؤية التعامل مع النص‬
‫املدخل‪ ،‬إال أن الفصل بينهام فص ً‬
‫ال جذر ًيا يشكل عقبة يف طريق التطبيقات املبنية عىل‬
‫أساس حتلييل سطحي بحت دون التطرق آلليات التحليل العميق‪ .‬فعىل سبيل املثال‬
‫نجد أن أنظمة حتويل النص املكتوب إىل منطوق تقوم يف الغالب عىل أساس حملل نحوي‬
‫سطحي وظيفته فصل وتقسيم اجلمل إىل كتل نحوية ووحدات يمكن الربط بينها داخل‬
‫اهليكل الداخيل للجملة‪ .‬ولكن هذه العملية ال تنطبق دائام بسهولة ويرس‪ .‬ففي بعض‬
‫احلاالت ال يمكن االكتفاء بآلية التحليل النحوي السطحي بمعزل عن التحليل العميق‬
‫الذي يقدم معلومات لغوية وحلول أكثر عمقا ودقة‪ .‬وعليه فإنه ال مانع من الدمج بني‬
‫النهجني من أجل الوصول إىل رؤية أفضل وحتليل لرتكيبات لغوية خمتلفة بشكل أكثر‬
‫فاعلية ومرونة (‪.)Balfourier, Blache, & Van Rullen, 2002‬‬

‫‪ -6.1‬التحليل السطحي‬
‫أيضا بالتحليل املقداري أو التحليل البسيط أو التحليل اجلزئي‪ .‬و ُيعرف‬
‫ويعرف ً‬
‫التحليل السطحي بأنه حتليل للجمل عن طريق عملية جتزئة النص إىل كتل نحوية؛ أي‬
‫تقسيم النص إىل ٍ‬
‫كتل‪ ،‬كل كتلة عبارة عن جمموعة كلامت متجاورة متثل تركي ًبا يسهل‬
‫ال (‪Balfourier, Blache, & Van Rullen, 2002; Ibrahim,‬‬ ‫متثيله ومعاجلته منفص ً‬
‫‪ .)Mahmoud, & El-Reedy, 2016; Mohammed, & Omar, 2011‬وهذا النوع‬
‫من التحليل ال يعتمد عىل التحليل املفصل ملكونات اجلملة‪ ،‬وال دورها يف اجلملة‬
‫الرئيسية‪ .‬وعليه فإن اهلدف األسايس من املحلل السطحي هو متثيل اجلملة عن طريق‬
‫عدد حمدود من املعلومات اللغوية‪.‬‬
‫ولقد تعددت اجتاهات التحليل السطحي من حيث اعتامدها عىل القواعد اللغوية‬
‫داخل بنية اجلملة ومن حيث اعتامدها عىل االحتامالت والتكرارات اإلحصائية داخل‬
‫النص‪ .‬فنجد أن االجتاه املبني عىل القواعد يعتمد عىل استخدام عدد من املحوالت‬
‫حمدودة احلاالت (‪ )Finite State Transducers‬لتقوم بمهمة حتديد الكتل االسمية‬
‫والكتل الفعلية إلخ بناء عىل القواعد املخزنة‪ .‬أما االجتاه املبني عىل اإلحصاء يتم فيه‬
‫حتديد الكتل النحوية عن طريق التعرض لكمية مناسبة من البيانات التدريبية تم وسمها‬

‫‪-170-‬‬
‫من قبل وحتديد الكتل اللغوية فيها‪ .‬وتتميز التطبيقات املبنية عىل آلية التحليل السطحي‬
‫بأهنا تتعامل مع كمية ضخمة من النصوص املدخلة؛ فعىل سبيل املثال برامج اسرتجاع‬
‫املعلومات وبرامج استخراج املعلومات وبرامج التلخيص اآليل تعتمد بشكل أسايس‬
‫عىل وجود حملل نحوي سطحي يعمل عىل استنباط وحتديد املركبات االسمية واملركبات‬
‫أيضا تقوم عىل حتديد العالقات‬
‫الفعلية من اجلمل املدخلة‪ .‬وبرامج اإلجابة عن األسئلة ً‬
‫النحو‪ -‬داللية داخل بنية السؤال الستنباط تراكيب بعينها كتحديد الفاعل واملفعول به‬
‫واملكان والزمان إلخ‪.‬‬
‫يمكن وصف التحليل السطحي بشكل مبسط كام هو يف الشكل (‪ )31-4‬حيث‬
‫يمر املحلل بعدد من املراحل‪ .‬أوال مرحلة اإلعداد وتشخيص النص إىل كلامت‪ .‬وهذه‬
‫مرحلة أولية هتدف إىل إعداد النص وذلك عن طريق تقسيم وفصل النص إىل كلامت‪.‬‬
‫ثم تأيت مرحلة تصنيف أقسام الكالم حيث يتم يف هذه املرحلة تصنيف كل كلمة من‬
‫كلامت اجلملة حسب نوع كل كلمة وذلك ال يتم بمعزل عن املعجم‪ .‬وبعد ذلك تأيت‬
‫مرحلة التكتيل أي تقسيم النص إىل كتل كل كتلة عبارة عن جمموعة كلامت متجاورة‬
‫وأخريا ننتهي بالعالقات النحوية وهي‬
‫ً‬ ‫متثل تركيب‪ ،‬كل تركيب يسهل متثيله ومعاجلته‪.‬‬
‫مرحلة ربط الكتل النحوية بعالقات تربطها داخل هيكل اجلملة‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :31-4‬مراحل التحليل السطحي‪.‬‬

‫‪-171-‬‬
‫فعىل سبيل املثال مجلة (ذهب الطبيب اجلديد إىل املستشفى) يتم حتليلها كام يف الشكل‬
‫(‪:)32-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :32-4‬التحليل السطحي جلملة «ذهب الطبيب اجلديد إىل املستشفى»‪.‬‬

‫ومن أمثلة املحلالت السطحية‪ :‬حملل كولينز (‪)Collins Parser‬؛ هو حملل سطحي‬
‫إحصائي تم تطويره بداي ًة كأطروحة للدكتوراه يف جامعة بنسلفانيا‪ .‬وهذا املحلل‬
‫أيضا يمكن استخدامه كأحد‬ ‫ال يستخدم فقط من أجل حتليل اجلمل نحويا‪ ،‬ولكن ً‬
‫املكونات لتطبيقات أخرى مثل برامج التلخيص اآليل‪ ،‬وبرامج استخراج املعلومات‬
‫وبرامج الرتمجة اآللية وبرامج اإلجابة عىل األسئلة (‪.)M. Kaplan, R., et al., 2004‬‬
‫ومن اخلصائص التي متيز هذا املحلل أن الفئات اللغوية يف اجلمل املحللة يمكنها‬
‫التمييز فيها بني رأس اجلملة‪ ،‬واملكمالت‪ ،‬وامللحقات‪ .‬وهذه الفروق يمكن أن توجه‬
‫يف بعض التطبيقات الستخالص عالقات داللية هامة‪.‬‬

‫‪ -6.1‬التحليل العميق‬
‫ويقصد بالتحليل النحوي العميق أنه عىل املحلل النحوي اآليل توفري مجيع املعطيات‬
‫الالزمة للتحليل النحوي األعمق‪ .‬واحلديث عن العمق هنا ليس حديث عن النهج‬
‫املبني عىل القواعد يف مقابل النهج املبني عىل اإلحصاء‪ .‬فاالجتاه نحو التحليل العميق‬
‫يستفيد من كال املنهجني من أجل الوصول إىل أقىص معلومات لغوية نحوية يمكن‬
‫استخالصها من اجلمل‪ .‬وأحد أهداف املحلل العميق القدرة عىل اكتشاف وحتليل كل‬
‫الرتاكيب النحوية التي ينتجها اإلنسان‪ ،‬والقابلية للتعامل مع كل الظواهر اللغوية؛‬
‫القياسية منها وغري القياسية‪ .‬واجلدير بالذكر أن املحلالت العميقة ال هتدف إىل تقديم‬
‫حتليل نحوي كامل للجمل‪ ،‬كام قد يعتقد القارئ من املعنى احلريف للعمق‪ .‬وإنام اهلدف‬
‫األسايس من التحليل العميق هو السعي إىل حل الرتاكيب النحوية التي تنطوي عىل‬
‫درجات متفاوتة من العمق والتعقيد‪ ،‬وهذا يتوقف عىل مدى التعقيد ووجود املعلومات‬
‫اللغوية األساسية الالزمة حلل مثل هذه الرتاكيب (‪.)Chanod, 2001‬‬

‫‪-172-‬‬
‫وتواجه التطبيقات اللغوية القائمة عىل آلية التحليل العميق بعض العقبات التي تعوق‬
‫عملها‪ ،‬فعىل الرغم من العمق والثراء اللغوي الذي قد يقدمه املحلل النحوي العميق‪،‬‬
‫إال أن تطبيقه يشكل عب ًئا مقارنة باملحلل السطحي‪ .‬فنجد أن املحلل السطحي قد يكون‬
‫اجتاها أفضل من الناحية التطبيقية لعدة عوامل‪ .‬منها عامل الرسعة والوقت املستهلك‬ ‫ً‬
‫يف التحليل‪ ،‬فاملحلل السطحي يتعامل مع اجلمل من حيث تقسيمها إىل كتل أصغر دون‬
‫اخلوض يف تفاصيل ومشاكل أخرى كفك االلتباس والتعامل مع املحذوفات‪ .‬وهذا‬
‫بالطبع يأيت عىل حساب العامل الوقتي للمحلل النحوي‪ .‬وكذلك فإن طبيعة املحلل‬
‫السطحي وكونه يتعامل مع كتل لغوية قصرية تم فصلها من اجلملة؛ فإن هذا يتطلب‬
‫مساحة أقل من ذاكرة التخزين ويؤثر عىل رسعة وعملية التحليل (‪.)Collins,1996‬‬
‫كام أنه يف حالة إذا أخفق املحلل العميق يف حتليل مجلة ما‪ ،‬يقوم بإسقاط اجلملة بكاملها‬
‫نتيجة لنظرته الكلية للمدخالت‪ .‬إما يف حالة املحلل السطحي فإذا أخفق يف حتليل‬
‫مجلة فإنه يقوم بإسقاط الكلامت التي يصعب التعامل معها وتكتيلها يف كتل حمددة دون‬
‫(الولدولد‬ ‫اجلملة‬
‫اجلملة (ال‬ ‫العميق؛‬
‫العميق؛‬ ‫للتحليل‬
‫للتحليل‬ ‫مثال مثال‬
‫تقديم تقدمي‬
‫ويمكنناوميكننا‬ ‫إسقاطكامل ًة‪.‬‬
‫اجلملة كاملةً‪.‬‬ ‫إسقاطإىلاجلملة‬
‫دونإىلاللجوء‬
‫اللجوء‬
‫ُمددة‬
‫(‪:)33-4‬‬
‫الشكل‪:)33-4‬‬
‫كماكاميفيفالشكل (‬
‫حتليلها‬
‫البيت)يتميتمحتليلها‬
‫برسعةإىلإىلالبيت)‬
‫ذهببسرعة‬
‫ذهب‬

‫[ال‪[DET‬ولد]‪[ NP]N‬ذهب‪[V‬بسرعة]‪[ ADV‬إلى ‪[P‬ال‪[ DET‬بيت]‪S]VP]PP]NP] N‬‬

‫إىل االبيت»‪.‬‬
‫لبيت»‪.‬‬ ‫ذهب بسرعة‬
‫برسعة إىل‬ ‫لد ذهب‬‫جلملة «الو‬
‫«الولد‬ ‫العميقجلملة‬
‫التحليلالعميق‬
‫‪:33‬التحليل‬‫َّكل ‪-4‬‬
‫‪:33-4‬‬ ‫الشالشكل‬
‫َّ‬

‫‪ -7‬أمثلة للمحلالت النحوية‬


‫‪ -7‬أمثلة للمحلالت النحوية‬
‫اآلن وبعد عرض بعض االجتاهات املتبعة عند بناء املحلل النحوي اآليل‪ ،‬سنتعرف‬
‫الزالتعلى‬
‫سنتعرف‬ ‫اآليل‪،‬‬
‫العربية‬ ‫النحوي‬
‫عىل أن‬ ‫احملللالتنبيه‬
‫ووجب‬ ‫للعربية‪ .‬بناء‬
‫احلاليةاملتبعة عند‬
‫االجتاهات‬ ‫عرض بعض‬
‫املحلالت اآللية‬ ‫وبعدأمثلة‬
‫بعض‬ ‫عىلاآلن‬
‫احلالية‬
‫نقص‬ ‫املحلالت من‬
‫ومنالزالت تعاين‬
‫لبنائها‪.‬ربية‬
‫على أن الع‬ ‫الالزمة‬
‫واألدواتالتنبيه‬
‫اآلليةبية‪ .‬ووجب‬ ‫املحلالت‬
‫احلالية للعر‬ ‫احمللالتيفاآللية‬
‫من نقص‬ ‫تعاينأمثلة‬
‫بعض‬
‫آليات حتليله‬
‫اإلحصائي‬ ‫ُمللبرشح‬
‫ستانفورد‬ ‫سنقوم‬ ‫وهو ما‬
‫احلالية‬ ‫ومن‪)IAN‬‬
‫احمللالت‬ ‫التفاعيل (‬
‫واملحلللبنائها‪.‬‬
‫اإلحصائي الالزمة‬ ‫ستانفورد‬
‫اآللية واألدوات‬ ‫يفحملل‬
‫احمللالت‬
‫بالتفصيل‪ .‬ما سنقوم بشرح آليات حتليله للجملة العربية ابلتفصيل‪.‬‬ ‫العربية‪ )IAN‬وهو‬ ‫للجملة‬
‫واحمللل التفاعلي (‬

‫‪ -7,1‬حملل ستانفورد اإلحصائي‬


‫وهو ُملل إحصائي يستخدم املعرفة املكتسبة من مجل ُمللة يدواي يف ُماولة إلنتاج التحليل‬
‫‪-173-‬‬
‫األرجح جلمل جديدة‪ .‬وهذا احمللل يعمل على اللغة االجنليزية ولغات أخرى منها اإليطالية‬
‫والربتغالية والبلغارية والعربية‪.‬‬
‫‪ -7.1‬حملل ستانفورد اإلحصائي‬
‫وهو حملل إحصائي يستخدم املعرفة املكتسبة من مجل حمللة يدويا يف حماولة إلنتاج‬
‫التحليل األرجح جلمل جديدة‪ .‬وهذا املحلل يعمل عىل اللغة االنجليزية ولغات أخرى‬
‫منها اإليطالية والربتغالية والبلغارية والعربية‪.‬‬
‫وحملل ستانفورد اإلحصائي يستخدم تقديرات احتامل األرجح َّية ال ُقصوى‬
‫(‪ )Maximum Likelihood Estimates‬حلساب االحتامالت من القواعد النحوية‪.‬‬
‫وهناك مصدران أساسيان للخطأ يف التقدير ((‪ ،O’Reilly, 2010‬أوال التحيز الذي‬
‫يكون احتامل األرجح َّية ال ُقصوى له صفر‪ .‬وثانيا اخلطأ يف اختيار العينات‪ ،‬والذي‬
‫يرجع ملشكلة ضخامة البيانات املدخلة بسبب العدد الكبري من القواعد النحوية‪.‬‬
‫ولذلك فإنه من املقبول عمو ًما أن يقدم املحلل شكل متجانس يمكن أن يساعد يف‬
‫حتسني عمومية تقديرات احتامل األرجح َّية ال ُقصوى يف هذه احلالة وحتسني األداء‪ .‬ويف‬
‫الشكل (‪ )34-4‬مثال لتحليل مجلة «قام الرئيس بافتتاح املرحلة اجلديدة من املرشوع»‬
‫داخل حملل ستانفورد‪:‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :34-4‬مثال لتحليل مجلة «قام الرئيس بافتتاح املرحلة اجلديدة من املرشوع» داخل حملل ستانفورد‪.‬‬

‫‪-174-‬‬
‫املحلل التفاعيل (‪)Interactive analyzer- IAN‬‬ ‫‪-7.2‬‬
‫قامت منظمة لغة التواصل الرقمية العاملية (‪ )UNDL‬بوضع أدوات ملساعدة‬
‫اللغويني يف إنتاج املوارد اللغوية املختلفة‪ .‬ومن هذه األدوات التي وضعتها املنظمة‬
‫أداة املحلل التفاعيل (‪ )IAN‬لتحليل اللغات الطبيعية‪ .‬وهو حملل مبني عىل نظرية‬
‫‪ X-bar‬وهي نظرية لسانية توليدية من النظريات اللغوية‪،‬كام تم رشحها من قبل يف‬
‫جزء املركبات الوسيطة (‪.)Alansary, Nagi, & Adly, 2010‬‬
‫واملحلل النحوي التفاعيل يتبنى اجتاه التحليل النحوي من أسفل إىل أعىل‪ .‬ولتوضيح‬
‫كيفية حدوث التحليل اآليل النحوي يف املحلل التفاعيل سيتم رشح املراحل التي جيب‬
‫استخدامها لنقل مجلة عربية إىل شجرهتا النحوية عن طريق اجلملة يف (‪:)21‬‬
‫(‪)21‬‬ ‫ ‬
‫أكل الولد تفاحة لذيذة‬
‫أوالً متر اجلملة عىل القاموس الذي حيتوي عىل مفردات اللغة وبعض الصفات التي‬
‫توضح املعلومات اللغوية اخلاصة بتلك املفردات كاملعلومات املورفولوجية التي تدل‬
‫عىل الوسم اخلاص هبا‪ ،‬وملزيد من التفاصيل يمكنك االطالع عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http: //www.unlweb.net/wiki/index.php/Part_of_speech.‬‬

‫ففي حالة «أكل الولد تفاحة لذيذة» فإن املحلل النحوي سوف يقوم باستخراج كل‬
‫املفردات التي تطابق كلامت اجلملة من القاموس كام يف الشكل (‪.)35-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :35-4‬نموذج من القاموس يمثل مفردات اجلملة يف (‪.)21‬‬

‫ففي «أكل» يوجد هناك غموض حيث يوجد «أكل» بوسم اسم و «أكل» بوسم‬
‫فعل‪ .‬ولكن يف هذه اجلملة جيب اختيار «أكل» بوسم فعل وليس اسم‪ .‬وبالتايل فإذا‬

‫‪-175-‬‬
‫كانت القواعد قادرة عىل اختيار الفعل بدال من االسم فهذا سيسهل عملية التحليل‪.‬‬
‫ولكن يف حالة اختيار «أكل» بوسم اسم فيأيت دور صفة التفاعلية يف املحلل‪ .‬ألن املحلل‬
‫يتيح للمستخدم فرصة اختيار املفردات املناسبة يدو ًيا قبل مرحلة التحليل النحوي‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من اختيار املدخالت املعجمية املناسبة ملفردات اجلملة العربية فيبدأ‬
‫املحلل بحذف املسافات بني مفردات اجلملة املدخلة لتصبح شكل اجلملة املدخلة كام‬
‫يف الشكل (‪:)36-4‬‬

‫["أكل"] ["ال"] ["ولد"] ["تفاحة"] ["لذيذة"]‬


‫َّ‬
‫الشكل ‪ :36-4‬حتديد قائمة مفردات اجلملة‪.‬‬

‫ثم يبدأ املحلل النحوي بناء املركبات النحوية املختلفة؛ فعند جتاور أداة التعريف‬
‫«ال» ‪ -‬التي تُعترب املخصص النحوي االسمي ‪ -‬واالسم «ولد» ُيبنى املركب االسمي‬
‫النهائي كام يف الشكل (‪:)37-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :37-4‬بناء املركب االسمي (‪.)NP‬‬

‫وعند جتاور االسم «تفاحة» والصفة «لذيذة» يتم بناء املركب االسمي الوسيط كام‬
‫يف الشكل (‪:)38-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :38-4‬بناء املركب االسمي الوسيط (‪.)NB‬‬

‫‪-176-‬‬
‫ثم تأيت القاعدة النحوية التي تنص عىل أنه عند جتاور فعل ومركب اسمي ومركب‬
‫اسمي آخر فسوف يتم تبديل مكان املركب االسمي األول «الولد» ليسبق الفعل لكي‬
‫يكون هذا املركب موجود يف موقع املخصص النحوي للفعل يف الشجرة النحوية‬
‫وهكذا يكون املركب االسمي الثاين «تفاحة لذيذة» يف موقع املتمم النحوي للفعل‪ ،‬كام‬
‫يف الشكل (‪:)39-4‬‬

‫‪"[[ NP‬ال"] ["ولد"]] ["أكل"] ‪"[[NB‬تفاحة"] ["لذيذة"]]‬


‫َّ‬
‫الشكل ‪ :39-4‬جتاور املركب االسمي الوسيط « تفاحة لذيذة» بجانب الفعل «أكل»‪.‬‬

‫وهذا املركب االسمي الوسيط الذي تم بناؤه يف الشكل (‪ )38-4‬يمثل املفعول‬


‫به والذي يتم ربطه بالفعل «أكل» وبالتايل نصل إىل بناء املركب الفعيل الوسيط كام يف‬
‫الشكل (‪:)40-4‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :40-4‬تكوين املركب الفعيل الوسيط «أكل تفاحة لذيذة»‪.‬‬

‫والستكامل بناء الشجرة النحوية يأيت دور القاعدة النحوية التي تربط املركب‬
‫االسمي النهائي «الولد» والتي متثل الفاعل مع املركب الفعيل الوسيط لتكوين املركب‬
‫الفعيل النهائي كام يف الشكل (‪.)41-4‬‬

‫‪-177-‬‬
‫َّ‬
‫الشكل ‪ :41-4‬متثيل الرتكيب النحوي للجملة يف (‪.)21‬‬

‫وهكذا يكون قد تم بناء الشجرة النحوية التي متثل الرتكيب النحوي للجملة يف‬
‫(‪ )21‬ويمكننا أيضا كتابة التمثيل النحوي للجملة يف (‪ )21‬كام يف الشكل (‪)42-4‬‬
‫خالل املحلل التفاعيل‪.‬‬

‫َّ‬
‫الشكل ‪ :42-4‬متثيل الرتكيب النحوي للجملة يف (‪ )21‬باستخدام املحلل التفاعيل‪.‬‬

‫ونجد أن املحلل يقوم بوضع أرقام أمام الفروع املكونة للشجرة لربطها داخل‬
‫هيكل الشجرة النحوية؛ فاملركب االسمي الوسيط «تفاحة لذيذة» الذي يمثل املكمل‬
‫النحوي للفعل يسمى يف الشجرة التي تنتج من املحلل ب «‪ »02‬و ُيربط هذا املركب مع‬

‫‪-178-‬‬
‫الفعل «أكل» ليكون املركب الفعيل الوسيط الذي يسمى ب «‪ .»03‬ثم املركب االسمي‬
‫النهائي «الولد» الذي يمثل املخصص النحوي للفعل ويسمى ب «‪ »01‬الذي ُيربط‬
‫باملركب الفعيل الوسيط الذي يسمى «‪ »03‬ليكون املركب الفعيل النهائي «أكل الولد‬
‫تفاحة لذيذة»‪ .‬وهكذا نجد أن التمثيل النحوي يف الشكل (‪ )42-4‬يطابق التمثيل‬
‫الشجري يف الشكل (‪.)41-4‬‬

‫‪ -8‬بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب‬
‫يف اللغة العربية‬
‫أ‪ .‬دراسة القواعد املنظمة لتتابع األسامء داخل املركبات االسمية‪.‬‬
‫ب‪ .‬دراسة إمكانية تقسيم الكلامت العربية بشكل يدعم معاجلة الرتكيب النحوي‪.‬‬
‫ج‪ .‬دراسة السامت اللغوية املختلفة للكلامت للمساعدة يف ضبط وانتظام تطبيق‬
‫القواعد‪.‬‬
‫د‪ .‬دراسة اإلطار النحوي ملفردات اللغة العربية املختلفة وذلك إلثراء املعجم‬
‫بمزيد من املعلومات النحوية والتي هلا فوائد مجة تدعم التحليل النحوي‬
‫للجمل العربية‪.‬‬
‫هـ‪ .‬دراسة قيود االنتقاء (‪ )Selection Constraints‬ملفردات العربية دعام للمعجم‬
‫ولدوره اجلليل أثناء التحليل النحوي‪.‬‬
‫و‪ .‬دراسة إمكانية الوصول لقواعد حتديد حدود املركبات املختلقة داخل اجلملة‪.‬‬
‫ز‪ .‬التحليل املنهجي لعالقة منظومة النحو العريب بمنظومتي الرصف والداللة‪.‬‬
‫ح‪ .‬إعادة النظر يف جهود النحاة العرب القدامى من أجل تنظري أفضل لربط‬
‫النظريات احلديثة باجلهود القديمة‪.‬‬
‫ط‪ .‬تفعيل استخدام النظريات املختلفة للغات األخرى‪ ،‬مع رضورة األخذ يف‬
‫االعتبار طبيعة اللغة العربية‪.‬‬
‫ي‪ .‬تطبيق نظرية ‪ X-bar‬عىل الرتاكيب املختلفة يف اجلمل العربية‪.‬‬

‫‪-179-‬‬
‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬
،126‫ ص‬،9-8 ‫ عدد‬،‫ جملة الفكر العريب‬،‫ تشومسكي والثورة اللغوية‬،‫جون سريل‬1.1
.1979
‫ املؤسسة‬،‫ األلسنية والتوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية‬،‫ميشال زكريا‬2.2
.1986 ،2‫ ط‬،‫اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‬
.1988 ،‫ دار تعريب‬،‫ اللغة العربية واحلاسوب‬،‫نبيل عيل‬3.3
4. Al-Ansary, S., & El-Kareh, S. (2004, April). Arabic-English Ma�
chine Translation Systems: Discrepancies and Implications. In JEP/
TALN International Conference, Special session on Arabic text and
speech language processing.
5. Alansary, S., Nagi, M., & Adly, N. (2010, December). UNL+ 3: The
gateway to a fully operational UNL system. In 10th International
Conference on Language Engineering, Ain Shams University, Cai�
ro, Egypt.
6. Balfourier, J. M., Blache, P., & Van Rullen, T. (2002, August). From
shallow to deep parsing using constraint satisfaction. In Proceed�
ings of the 19th international conference on Computational linguis�
tics-Volume 1 (pp. 1-7). Association for Computational Linguistics.
7. Bunt, H., & Nijholt, A. (Eds.). (2013). Advances in probabilistic and oth�
er parsing technologies (Vol. 16). Springer Science & Business Media.
8. Chanod, J. P. (2001). Robust parsing and beyond. In Robustness in
Language and Speech Technology (pp. 187-204). Springer, Dordre�
cht.
9. Chomsky, N. (1956). Three models for the description of language.
IRE Transactions on information theory, 2(3), 113-124.
10. Collins, M. J. (1996, June). A new statistical parser based on bigram
lexical dependencies. In Proceedings of the 34th annual meeting on
Association for Computational Linguistics (pp. 184-191). Associa�
tion for Computational Linguistics.

-180-
11. Foth, K. A., & Menzel, W. (2006, July). Hybrid parsing: Using prob�
abilistic models as predictors for a symbolic parser. In Proceedings of
the 21st International Conference on Computational Linguistics and
the 44th annual meeting of the Association for Computational Lin�
guistics (pp. 321-328). Association for Computational Linguistics.
12. Grune, D., & Jacobs, C. J. (2007). Parsing Techniques. Monographs
in Computer Science. Springer,, 13.
13. Ibrahim, M. N., Mahmoud, M. N., & El-Reedy, D. A. (2016).
Bel-Arabi: advanced Arabic grammar analyzer. International Jour�
nal of Social Science and Humanity, 6(5), 341.
14. Kaplan, R., Riezler, S., King, T. H., Maxwell III, J. T., Vasserman,
A., & Crouch, R. (2004). Speed and accuracy in shallow and deep
stochastic parsing. In Proceedings of the Human Language Technol�
ogy Conference of the North American Chapter of the Association
for Computational Linguistics: HLT-NAACL 2004. Katamba, F. &
Stonham, J. (1993). Morphology, Palgrave Modern Linguistics.
15. Katamba, F. (1993). Morphology. New York: St.
16. Marimon, M., & Bel, N. (2004). Lexical Entry Templates for Ro�
bust Deep Parsing. In LREC.
17. Miyao, Y. (2006). From linguistic theory to syntactic analysis: Cor�
pus-oriented grammar development and feature forest model. PhD
thesis, University of Tokyo.
18. Mohammed, M. A., & Omar, N. (2011). Rule based shallow pars�
er for Arabic language. Journal of Computer Science, 7(10), 1505-
1514.
19. O’Reilly, C. (2010). These go to eleven’Investigations in tuning the
Stanford Statistical Parser.
20. Dobrovolsky, M., Katamba, F., & O’Grady, W. D. (Eds.). (1997).
Contemporary linguistics: an introduction. St. Martin’s Press.

-181-
21. Radford, A. (1988). Transformational grammar: A first course (Vol.
1). Cambridge University Press.
22. Selvam, M., Natarajan, A. M., & Thangarajan, R. (2008). Structural
parsing of natural language text in tamil using phrase structure hy�
brid language model. International Journal of Computer, Informa�
tion and Systems Science, and Engineering, 2008, 2-4.

-182-
‫الفصل اخلامس‬
‫اللي‬
‫الد ّ‬‫التَّحليل ِّ‬

‫د‪ُ .‬م َّمد َعط َّية‬

‫‪ -1‬األنطولوجيا ِ‬
‫وداللة اللغة‬
‫‪ -2‬التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي‪.‬‬
‫عالة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية يف اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -3‬ا ُمل َ‬
‫ولوجي جزئي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫كإطار ُأ ْن ُط‬ ‫‪ -4‬شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية‬
‫‪ -5‬االلتباس الدِّ اليل والعمل عىل إزالته‪.‬‬
‫‪ -6‬تطبيقات التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي‪.‬‬
‫للمدونات النصية العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -7‬ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية‬
‫‪ -8‬التحليل الدِّ اليل ما بعد املستوى ا ُمل ْع َجمي‪.‬‬

‫‪-183-‬‬
-184-
‫‪ -1‬األنطولوجيا ِ‬
‫وداللة اللغة‬
‫يعود االنشغال بالدراسات الدِّ اللية إىل أقدم عصور احلضارات اإلنسانية يف التاريخ‬
‫املدون‪ ،‬حيث انشغل العلامء واملفكرون والفالسفة ورجال الدين بتأمل العامل‬ ‫البرشي َّ‬
‫كل منهم يف حماولة تفسري معانيها و َن ْظ ِمها سو ًّيا يف سياق عام‬
‫وكائناته وظواهره واجتهد ٌّ‬
‫و ْف َق أنساق منتظمة‪.‬‬
‫لتعب عن هذه‬‫وربام كان أحد أنضج املفاهيم النظامية التي تبلورت عرب الزمن ِّ‬
‫وج َيا» (‪ - )Ontology‬وهو‬ ‫الوجودية هو ما ُي َع َّب عنه بمصطلح «األُ ْن ُطو ُل ْ‬
‫التساؤالت ُ‬
‫اسم مشت ٌَّق من لفظة « ُأنْطو» اليونانية القديمة التي تعني َح ْرف ًّيا «الوجود أو الكينونة»‬
‫ٌ‬
‫‪ -‬ويتبوأ املصطلح مكانته يف الفلسفة كعنوان عىل أحد مباحثها الرئيسية و ُي ْعنَى بدراسة‬
‫طبيعة الوجود‪ ،‬وتصنيف املوجودات‪/‬الكائنات والعالقات بينها‪ ،‬والتمييز بني العام‬
‫جوهر وما هو كائ ٌن‪ ،‬وبني اخلصائص‬ ‫ٌ‬ ‫واخلاص‪ ،‬وبني الكليات واجلزئيات‪ ،‬وبني ما هو‬
‫الذاتية والصفات اخلارجية [‪.]20‬‬
‫طموحا إىل بناء نموذج َم ْع ِر ّيف َ‬
‫للعال هو‬ ‫ً‬ ‫األنطولوجي‬
‫ّ‬ ‫ومن الوجهات الشائعة للبحث‬
‫ِ‬
‫املكونة له عند َمفاص ِله األساسية‬
‫جل ْزئ َّيات ِّ‬ ‫العمل عىل الوصول إىل تقسيم طبيعي لكل ا ُ‬
‫بغرض اكتشاف الفئات التي تندرج حتتها موجوداته‪ .‬ويف حني أسهب الفالسفة يف‬
‫جدل ال يكاد ينتهي فيام بينهم منذ منتصف القرن العرشين امليالدي حول التعريفات‬
‫واملقاربات والطرق املثىل لبناء أنطولوجيات مكتملة ومتامسكة‪ ،‬فإهنم مل يقوموا يف‬ ‫َ‬
‫ومفصلة ُي ْعتَدُّ هبا!‬
‫َّ‬ ‫حقيقة األمر بإنجاز أية أنطولوجيا مكتملة‬
‫أما ما هيمنا من ناحية عملية يف هذا الفصل من الكتاب فهو ما قام به الباحثون‬
‫يف جمال علوم احلاسبات عمو ًما ويف حقل الذكاء االصطناعي عىل وجه اخلصوص‪،‬‬
‫حيث التقطوا منذ منتصف سبعينات القرن العرشين امليالدي أمهية مفهوم األنطولوجيا‬
‫إطارا جلمع املعرفة ومتثيلها بشكل منهجي منظم يمكن االستفادة منه‬ ‫ً‬ ‫واستلهموه‬
‫حاسوب ًّيا‪ ]21[ .‬وقد تواكب هذا االستلهام مع انتهاء باحثي الذكاء االصطناعي إىل أن‬
‫وار ْزمات احلاسوبية»(‪ )Algorithms( )1‬احلاذقـة (ومن أمثلة هذه اخلوارزمـات‬ ‫«اخلُ ِ‬

‫‪ -1‬نُذكِّر هنا بأن اخلُ ِ‬


‫وارزْ م احلاسويب هو عبارة عن الوصف الريايض املفصل للخطوات احلاسوبية التي يؤدي تنفيذها‬
‫حلل إحدى املسائل الرياضية العامة‪.‬‬

‫‪-185-‬‬
‫«أساليب البحـــث َّ‬
‫الشجر َّية ‪ )»Tree Search Methods‬ال تكفي َو ْحدَ ها حلل املسائل‬
‫الواقعية اجلادة‪ ،‬بل ال بد كذلك من مزاوجتها بقاعدة معرفية حسنة التمثيل للمسألة‬
‫املطلوب التعامل معها‪ ،‬وبذلك فإن خوارزمات املعاجلة احلاسوبية احلاذقة بالتزاوج‬
‫املحوسبة (األنطولوجيات) تشكالن القدمني اللتني يميش عليهام‬ ‫َ‬ ‫مع القواعد املعرفية‬
‫الذكاء احلاسويب القادر عىل التعامل مع مسائل صعبة كانت فيام مىض ال تستغني يف‬
‫قاربتها عن الذكاء البرشي‪.‬‬ ‫ُم َ‬
‫ومع وجود بعض االختالفات الفرعية بني الباحثني واملشتغلني بعلوم احلاسب فيام‬
‫يتعلق بالبِنَى األنطولوجية‪ ،‬فإن هناك اتفا ًقا عاما عىل مرك ٍ‬
‫ِّبات أساسية لبِنْ َية األنطولوجيا؛‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬
‫ومن أمهها‪:‬‬
‫أ‪ .‬املوجودات‪/‬الكائنات وأفراد هذه املوجودات (‪.)1‬‬
‫ب‪ .‬الفئات‪/‬األنواع‪ ،‬وتصنيف املوجودات حتت هذه الفئات‪.‬‬
‫ج‪ .‬العالقات بني املوجودات (وكذلك العالقات بني أفرادها)‪.‬‬
‫ِ‬
‫(واملوجودات حتتَها)‪.‬‬ ‫خصائص الفئات‬ ‫د‪ .‬‬
‫ُ‬
‫هـ‪ .‬األحداث؛ حيث يشري احلدث إىل ٍ‬
‫تغري يف خصائص األفراد و‪/‬أو املوجودات‬
‫أي منها‪.‬‬
‫و‪/‬أو الفئات‪ ،‬و‪/‬أو العالقات بني ٍّ‬
‫و‪ .‬الوظائف؛ وهي التي تسمح بتكوين بِنَى مركَّبة من األفراد يمكن التعامل معها‬
‫الح ًقا كوحدات أنطولوجية‪.‬‬
‫َ‬
‫كمدخالت من صيغ تقريرية حلالة‬ ‫ز‪ .‬القيود؛ وتوضع عىل ما يمكن قبوله‬
‫األنطولوجيا أو جزء منها‪.‬‬
‫ح‪ .‬القواعد (الرشطية غال ًبا ‪ -‬يف شكل مقدمات ونتائج) التي تصف االستدالل‬
‫املنطقي الذي يمكن استشفافه من جمموعة الصيغ التقريرية املقبولة‪.‬‬
‫ط‪ .‬املس َّلامت‪.‬‬

‫املسمى «فالن بن فالن بن فالن» عىل سبيل املثال فهو فرد من أفراد هذا الكائن‪ ،‬و«الشارع»‬
‫‪« -1‬اإلنسان» كائن؛ أما الشخص َّ‬
‫كائن؛ أما شارع «الشان ِْز ِلزي ْه» يف باريس عاصمة فرنسا عىل سبيل املثال فهو فرد من أفراد هذا الكائن‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪-186-‬‬
‫(استاتِيك َّية)‬
‫ويف حني أن املركِّبات املذكورة أعاله من «أ» إىل «د» هي مركِّبات ثابتة ْ‬
‫ِ‬
‫ناميك َّية) يف زمن‬ ‫متغية ( َد ْي‬
‫يف زمن التشغيل‪ ،‬فإن املركِّبات «هـ» مع «و» هي مركِّبات ِّ‬
‫متهد األرضية‬ ‫التشغيل‪ ،‬كام أن املركِّبات من «ز» إىل «ط» هي مركِّبات استاتيكية ِّ‬
‫لديناميكية األنطولوجيا‪.‬‬
‫وبينام يشيع اليو َم بناء وتوظيف أنطولوجيات عىل درجة عالية من التفصيل يف عدد‬
‫من املجاالت احلاسوبية املتقدمة ‪ -‬ومن أمثلة ذلك؛ املحاكاة واأللعاب ‪ -‬إىل احلد الذي‬
‫قائم بذاته من «هندسة املعرفة» ‪ ،‬فإن‬
‫يعترب معه البعض «هندسة األنطولوجيات» فر ًعا ً‬
‫خاصا باألنطولوجيا‪.‬‬
‫حقل حوسبة اللغات احلية يويل اهتام ًما ًّ‬
‫وقد نشأ االهتامم املك َّثف من قبل الباحثني يف جمال معاجلة اللغات احلية باألنطولوجيا‬
‫عىل أساس أهنا تستطيع تشكيل اإلطار الرابط بني الطبقات األولية ملعاجلة اللغة احلية؛‬
‫وجي) عىل سبيل املثال‪ ،‬وبني‬ ‫(املور ُفو ُل ّ‬
‫ْ‬ ‫والرصيف‬
‫ّ‬ ‫يت (ال ُفونُو ُل ّ‬
‫وجي)‬ ‫كالتحليل الصو ّ‬
‫الطبقات العليا ملعاجلة اللغة؛ مثل «الرتابط اخلطايب» (‪ )Discourse Integration‬ومعرفة‬
‫«املغزى السياقي للكالم» (‪ )Pragmatics‬وهي التي تستلزم معرف ًة بواقع العامل وتفاعالته‪.‬‬
‫ففي غياب إطار معريف يربط مفردات اللغة وقواعدها الشكلية مع حقائق ووقائع العامل‬
‫الذي تعرب عنه بام فيه من كائنات وعالقات بني هذه الكائنات ‪ ...‬إلخ‪ ،‬فإن معاجلات اللغة‬
‫احلية تبقى منحرصة يف اإلطار الشكيل الذي يقترص عىل أنواع من املعاجلة الرمزية ال ترتبط‬
‫بام تدل عليه هذه الرموز يف واقع استخدامها [‪( ]19‬سواء كان واقع العامل املشرتك اجلامع‬
‫واقع َ‬
‫عالٍ متخ َّيل)‪،‬‬ ‫عالٍ جزئي متخصص منه‪ ،‬أم كان حتى َ‬ ‫واقع َ‬
‫لعموم البرش‪ ،‬أم كان َ‬
‫كثريا من دقة وامتداد ومردود معاجلات أية لغة حية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وعندئذ حيد هذا الغياب ً‬
‫وعىل ذلك فقد اجتهت حوسبة اللغات احلية منذ ثالثة عقود أو يزيد إىل اعتامد‬
‫إطارا نموذج ًّيا جلمع ومتثيل املعرفة اللغوية الداللية بحيث َ ْت ِس بني ما‬
‫األنطولوجيا ً‬
‫ونظرا ألن بناء أنطولوجيا كاملــــة‬ ‫ٍ‬
‫طبقات ملعاجلة اللغة احلية‪.‬‬ ‫دوهنا وما فوقها من‬
‫ً‬
‫بكل مركِّباهتا ‪ -‬املشار إليها عالِ َي ُه ‪ -‬وذات حمتوى يشمل معرفتنا عـــن العالـــم كان‬
‫طموحا شاه ًقا يمثل إنجازه َم ْع َل ًم أساس ًّيا عىل الطريق الطويلــة حلوسبة‬
‫ً‬ ‫وما يزال‬
‫اللغات احلية وتطبيقاهتا‪ ،‬فإنه مل يتم حتى اآلن بنا ُء ِم ْث ِل هذه األنطولوجيا الكاملة‬
‫الشاملة ألية لغة حية وهناك جدل بني العلامء عام إذا كان يف املستطاع إنجاز ذلك يف‬

‫‪-187-‬‬
‫املستقبل املنظور(‪ .)1‬وقد أدى ذلك بالعلامء والباحثني العاملني عىل حوسبة اللغة إىل‬
‫سلوك َمن ًْحى َع َم ِ ٍّل عرب االستعاضة عن بناء أنطولوجيا شاملة لِ ُّلغة ببناء أطر معرفية‬
‫ِداللية لِ ُّلغة بعدة أشكال خمترصة تستلهم روح األنطولوجيا وحتافظ عىل بعض أهم‬
‫وخصوصا تلك املر َّقمة عالِ َي ُه من أ إىل د ‪ -‬ويمكننا النظر إىل‬
‫ً‬ ‫مركباهتا للتمثيل الداليل ‪-‬‬
‫مثل هذه األطر كأنطولوجيات جزئية سواء من حيث مركِّباهتا أو حمتوياهتا‪.‬‬

‫‪ -2‬التحليل الدِّ اليل امل ْع َجمي‬


‫وربام ُت َعدُّ أبرز األطر األنطولوجية اجلزئية التي استقر بناؤها بنجاح حلوسبة املعرفة‬
‫اللغوية الدِّ اللية هي تلك التي حتتوي «الدِّ الالت املعجمية» (‪.)Lexical Semantics‬‬
‫كام َل طبقة املعاجلة الداللية لِ ُّلغة‬ ‫وحي اسمها فإن الدِّ الالت املعجمية ال ُت َغ ِّطي ِ‬
‫ْ ُ‬
‫وكام ي ِ‬
‫ُ‬
‫احلية ولكنها فقط تشمل املعاجلة الدِّ اللية ملفرداهتا وهي جمرد الرشحية الدنيا من هذه‬
‫جل‪ ،‬فقرات ‪)...‬‬ ‫الطبقة‪ ،‬أما املعاجلة الداللية ملا فوق ذلك من تراكيب لغوية (عبارات‪َ ُ ،‬‬
‫وتعم ًقا ما زالت يف مراحل‬ ‫توس ًعا ُّ‬ ‫قاربتها حاسوب ًّيا عرب أنطولوجيات أكثر ُّ‬ ‫فإن حماوالت ُم َ‬
‫الفصل التايل من الكتاب «معاجلة اجلملة العربية ِدالليا بني التحليل‬ ‫ُ‬ ‫أبكر بكثري‪ ،‬ويعرض‬
‫ملعاجلة اللغة العربية ِدالل ًّيا فيام يتجاوز املستوى املعجمي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رائدة‬ ‫ٍ‬
‫ملحاوالت‬ ‫والتوليد»‬
‫الكيانات الدِّ اللية امل ْع َجمية‬‫وفيام ُن ْف ِرد املجال يف القسم الرابع من هذا الفصل لتأصيل ِ‬
‫كأنطولوجيات جزئية وفق العرض الذي قدمناه يف القسم السابق (األول)‪ ،‬فإن ما تبقى‬
‫الكيانات واالعتبارات العملية إلنشائها‪ ،‬كام‬ ‫من هذا القسم (الثاين) يع ِر ُض لِبِنْي ِة هذه ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يتعرض القسم التايل (الثالث) ألمثلة من الكيانات الدِّ اللية امل ْع َجمية العربية القائمة‬
‫بالفعل وبعض ما يرتتب عليها من معاجلات ِداللية ُم ْع َجمية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كشبكة هائلة ت َْربِط‬ ‫ونستطيع أن نرسم صورة دقيقة للدِّ الالت امل ْع َجمية يف ُل َغ ٍة ما‬
‫كل مفردات اللغة ببعضها البعض عرب عالقات ِداللية‪ ،‬كام يمكن أن ن َُش ِّبه هذه الشبكة‬
‫بنسيج ُي ْم ِكن صياغة َخ ْيطِ ِه األسايس عىل النحو التايل‪:‬‬
‫ٍ‬

‫‪ -1‬حيتاج إنجاز مثل هذه األنطولوجيا الكاملة الشاملة موار َد برشي ًة وإداري ًة وحاسوبي ًة ومالي ًة هائلة‪ ،‬وال ُيعت َقد أنه من املمكن‬
‫إنجاز مرشوع كهذا يف زمن مقبول دون تعاون عىل مستوى عاملي ‪ -‬مثل ما اتُّبِ َع يف مرشوع «اجلينوم ‪ - »Genome‬ونرجو‬
‫أن تبادر إحدى املنظامت اإلقليمية أو الدولية يف أقرب وقت إىل القيام عىل التوعية بأمهيته ومن َث َّم الرتويج لتمويله وتنفيذه‪.‬‬

‫‪-188-‬‬
‫‪ʀ‬‬ ‫ل‬

‫‪w1 → w2‬‬ ‫ف‪ ← 1‬ف‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫املفردات) ف‬
‫املفردة (أو َ‬
‫املفردة ف‪ 1‬ترتبط بالعالقة ل مع َ‬
‫أي أن َ‬

‫تلخيص وصياغ ُة الوظيفة األساسية للمعاجلة الدِّ اللية‬


‫ُ‬ ‫وبمعرفة ذلك َي ْس ُهل‬
‫امل ْع َجمية يف إجياد اإلجابات الصحيحة عىل السؤالني التاليني‪:‬‬
‫أن ف‪ 1‬مع ف‪2‬‬ ‫ ‪ .‬أبمعرفة ُم ْف َردتني؛ ما هي العالقة الدِّ اللية التي تربطهام؟ أي َّ‬
‫معلومتان واملطلوب هو احلصول عىل ل‪.‬‬
‫ِ‬
‫ ‪.‬ببمعرفة ُم ْف َردة وعالقة داللية؛ ما هي املفردات التي ترتبط هبذه املفردة األوىل َع ْ َ‬
‫ب‬
‫هذه العالقة الدِّ اللية؟ أي أن ف‪ 1‬مع ل معلومتان واملطلوب احلصول عىل ف‪.2‬‬
‫املكونني الرئيسيني‬
‫ِّ‬ ‫فردات ال ُّلغة» و «العالقات الدِّ اللية»‬ ‫تشكِّل إذن ٌّ‬
‫كل من « ُم َ‬
‫ال َّل َذ ْين تدور حوهلام املعاجلة الدِّ اللية املعجمية‪ .‬ويف حني أن َ‬
‫املفردات العربية قد سبق‬
‫تناولا بإسهاب يف باب «التحليل الرصيف اآليل ملفردات اللغة العربية» من هذا الكتاب‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فإن ما نحتاج إلضافته بشأهنا يف هذا املقام هو افرتاض أهنا فئة مغلقة ذات حجم = م‬
‫معرف ٌة َس َل ًفا ذات حجم = ع نو ًعا‬
‫مفردةً‪ .‬أما العالقات الدِّ اللية فهي كذلك فئة مغلقة َّ‬
‫كل منها بني بعض األزواج املرتَّبة من مفردات اللغة‪.‬‬ ‫من الروابط التي يصل ٌّ‬
‫وإلقامة شبكة الدِّ الالت امل ْع َجمية بشكل مبارش حسب التصور املطروح عالِ َيه‬
‫فإنه يتعني توفري فريق لغوي يدرس ك َُّل مفردة ويبحث احتامل اتصاهلا ببقية املفردات‬
‫وعددها = م ‪ 1 -‬عرب إحدى العالقات الداللية وعددها = ع‪ ،‬وعىل ذلك ُي ْم ِكن‬
‫وفق الصيغة‪:‬‬‫فحصها ونرمز له باحلرف ن‪َ 1‬‬ ‫حساب عدد احلاالت التي جيب عىل الفريق ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‪ = 1‬م × (م‪ × )1-‬ع ≈ م‪ × 2‬ع‬
‫‪N1 = M · (M - 1) · L ≈ M 2 · L‬‬

‫كبريا جدًّ ا‬
‫حيث أن م عاد ًة ما تكون عد ًدا ً‬

‫‪-189-‬‬
‫ُعب عن تكلفة فادحة يكاد يستحيل توفريها واقع ًّيا‪ ،‬ولتوضيح‬ ‫وهذه الصيغة ت ِّ‬
‫ِ‬
‫ذلك نفرتض عىل سبيل املثال عملية بناء شبكة دالالت ُم ْع َجمية هبذه الطريقة املبارشة‬
‫كي تغطي مئة ألف مفردة يمكن أن تصل بني بعضها البعض عرشون عالقة ِداللية‪،‬‬
‫صفرا)‪،‬‬
‫فتكون التكلفة إذن حوايل مئتي مليار حالة فحص (أي اثنان وأمامها أحد عرش ً‬
‫وبافرتاض قدرة اللغوي عىل دراسة ألف حالة خالل الساعة فإن عدد ساعات العمل‬
‫املطلوبة يبلغ مئت َْي مليون ساعة عمل وهو ما جياوز مئة ألف سنة عمل من فرد واحد!‬
‫ولتجاوز هذه التكلفة الباهظة جيري استدعاء مفهوم داليل وسيط يسمى يف بعض‬
‫ُل» وهو ببساطة معنى أسايس‬ ‫األحيان «فئة الرتادف» أو «احلقل الدِّ اليل» أو «ا َمل ْعنَى الك ِّ ّ‬
‫ب» ‪« ،‬الك ُْره» ‪« ،‬ال َع َمل» ‪« ،‬النجاح» ‪« ،‬الفشل» ‪« ،‬الصواب» ‪...‬‬ ‫حل ّ‬
‫عا ٌّم يف اللغة مثل «ا ُ‬
‫إلخ‪ ،‬وتندرج حتت كل معنى كيل من هذه املعاين العديدُ من الكلامت املرتادفة؛ وكمثال‬
‫كلامت مثل‬
‫ٌ‬ ‫عىل ذلك نأخذ معنى «التأليف» (‪ )Authoring‬الذي يمكن أن تندرج حتته‬
‫«ز ُبور»‪« ،‬خمطوط»‪ُ « ،‬م َصنَّف»‪َ « ،‬ب ْحث» ‪،‬‬ ‫«س ْفر» ‪َ ،‬‬ ‫«كتابة» ‪« ،‬مؤ َّلف»‪ِ ،‬‬ ‫{«كتاب» ‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫«رسالة» ‪ ،)1(}... ،‬مع رضورة التنبيه إىل أن نفس الكلمة قد تندرج حتت‬ ‫« ُأ ْطروحة» ‪ِ ،‬‬
‫واحد وذلك مثل كلمة « َع ْي» التي قد تأيت بمعنى « ُع ْضو اإلبصار»‬ ‫ٍ‬ ‫كيل‬
‫أكثر من معنًى ٍّ‬
‫أو «النَ ْبع» أو «اجلاسوس» أو «ال َع َقار» ‪ ...‬إلخ‪ .‬ونفرتض أن املعاين الكلية التي نعتمدها‬
‫يف اللغة تشكل فئة مغلقة ذات حجم = ح معنًى كل ًّيا‪.‬‬
‫افرتاضا ِدالل ًّيا تقريب ًّيا ها ًّما‬
‫ً‬ ‫وبجانب استدعاء هذا املفهوم الدِّ اليل الوسيط ُننْشئ‬
‫مندرجة حتت أي معنى كيل «أ» وأي كلمةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫كلمة‬ ‫مفاده أن العالق َة الدِّ اللي َة بني ّ‬
‫أي‬
‫نفسها العالق ُة الدِّ اللي ُة بني املعنى الكيل «أ»‬ ‫ٍ‬
‫كيل «ب» هي ُ‬ ‫مندرجة حتت أي معنى ٍّ‬
‫واملعنى الكيل «ب»‪.‬‬

‫‪ -1‬ال خيفى عىل فطنة القارئ العريب أنه ال تكاد توجد كلمتان عربيتان متساويتان ِدالل ًّيا؛ فعىل سبيل املثال عند مقارنة كلمة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ك ُْره» بكَلمة « َم ْقت» بدقة يتضح أن درجة احلدَّ ة يف الصفة الثانية أشدُّ من األوىل ‪ -‬قال تعاىل ﴿يا أهيا الذين آمنوا ل َ‬
‫«ج َل َس» باملقارنة‬ ‫ِ‬
‫ف ‪ ،3-2‬وعند َف ْحص داللة َ‬ ‫َب َم ْقتًا عند اهلل أن تقولوا ما ال تفعلون﴾ َّ‬
‫الص ّ‬ ‫تقولون ما ال تفعلون‪ ،‬ك ُ َ‬
‫مع « َق َعدَ » نجد أن فِ ْعل اجللوس ال يأتيه إال الشخص القائم‪/‬الواقف بينام ال يلزم ذلك يف فعل القعود ‪ -‬قال الشاعر‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ض لو كان َج َلس)‪ ... ،‬إلخ‪ .‬وعىل ذلك فإن أغلب اللغويني يرون‬ ‫أبو ن َُواس ( ُق ْل َل ْن يبكي عىل َر ْب ٍع َد َرس ‪ً :::‬‬
‫قائم ما َ َّ‬
‫التساوي التام‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن الرتادف بني كلمتني يعني عمل ًّيا شدة التقارب الدِّ اليل بينهام وليس‬

‫‪-190-‬‬
‫وإلقامة شبكة الدِّ الالت امل ْع َجمية «التقريبية» عرب هذا املفهوم الداليل الوسيط فإن‬
‫علينا توفري فريق لغوي َيدْ ُر ُس ك َُّل مفردة من بني فئة املفردات (وحجمها م مفردةً)‬
‫ويبحث وقو َعها حتت كل معني كيل من فئة املعاين الكلية (وحجمها ح معنًى كل ًّيا)‪،‬‬
‫إضاف ًة إىل دراسة احتامل اتصال كل معنى كيل بباقي املعاين الكلية وعددها = ح ‪ 1 -‬عرب‬
‫حساب عدد احلاالت التي‬‫ُ‬ ‫إحدى العالقات الداللية وعددها = ع‪ ،‬وعىل ذلك ُي ْم ِكن‬
‫وفق الصيغة‪:‬‬ ‫فحصها ونرمز له باحلرف ن‪َ 2‬‬ ‫جيب عىل الفريق ُ‬
‫ن‪ = 2‬م × ح ‪ +‬ح × (ح ‪ × )1 -‬ع ≈ م × ح ‪ +‬ح‪ × 2‬ع‬

‫‪N2 = M · S + S · (S - 1) · L ≈ M · S + S 2 · L‬‬

‫ُعب عن تكلفة أقل بكثري من األوىل بافرتاض نفس عدد املفردات‬ ‫وهذه الصيغة ت ِّ‬
‫ٍ‬
‫ونفس عدد العالقات الدِّ اللية؛ ومع افرتاض عدد من املعاين الكلية يساوي أل ًفا عىل‬
‫سبيل املثال تكون التكلفة إذن حوايل مئة وعرشين مليون حالة فحص وهو ما يكافئ‬
‫ثالث ًة وستني سنة عمل من فرد واحد وذلك أقل من التكلفة األوىل بنسبة تقارب‬
‫(‪)1‬‬

‫ألف وستمئة وستة وستني مرةً‪.‬‬


‫ٍ‬
‫جمموعات‬ ‫بالذكْر أن الوعاء اللغوي الذي تندرج فيه مفردات اللغة يف‬ ‫ومن اجلدير ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫معان كلية ُي َشكِّل كيانًا ُم ْع َجم ًّيا ُي ْع َرف تقليد ًّيا باسم « َم ْكنَز» (‪ ،)Thesaurus‬ومن‬ ‫حتت‬
‫املعتبة تلك املراجع املشار إليها ىف هناية هذا الكتاب بأرقام [‪،4 ،3‬‬ ‫َ‬ ‫بني املكانز العربية‬
‫املكانز وأمثاهلا نقط َة انطالق ال ِغنًى عنها لبناء أية شبكةٍ‬ ‫ُعتب هذه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ]12 ،11 ،7 ،6‬وت َ‬
‫ٍ‬
‫عربية ُيعتَدُّ هبا‪.‬‬ ‫اللية معج ٍ‬
‫مية‬ ‫ِد ٍ‬
‫ُْ َ‬
‫أما العالقات الداللية فمنها عالقتان حيويتان ال ِغنًى عنهام لبناء أية شبكة ِداللية‬
‫ُم ْع َجمية؛ األوىل عالق ُة «الرتادف» وهي التي يرتكز عليها استغالل املفاهيم الداللية‬
‫الوسيطة كام َس َب َق َع ْر ُضه عالِ َي ُه‪ ،‬والثانية عالقة «االشتاملية» وهي عالقة العام باخلاص؛‬
‫وتتاميز إىل عالقة «ن َْوع من ‪ »is-kind-of‬مثل عالقة «الرسير كنوع من األثاث» وعالقة‬
‫« َف ْرد من ‪ »is-member-of‬مثل عالقة «السنجاب كفرد من ال َّثدْ ييات القوارض»‬

‫‪ -1‬أو سنة عمل واحدة من فريق به ثالثة وستني فر ًدا يقسم بينهم العمل بالتساوي‪.‬‬

‫‪-191-‬‬
‫وتكون عالقة االشتاملية «التصنيف اهلرمي» (‪ )Taxonomy‬لشبكة الكلامت(‪ )1‬مع‬ ‫ِّ‬
‫مالحظة أن األفراد ال تكون إال يف آخر مستوى من هذا التصنيف‪.‬‬
‫ومن العالقات الدِّ اللية عالقات أساسية شهرية ال يمكن أن تغيب عن أية شبكة‬
‫داللية معجمية‪:‬‬
‫أ‪ .‬عالقة «التضاد» ؛ مثل عالقة معنى «الك ََسل» كمضاد ملعنى «النَّشاط»‪.‬‬
‫ب‪ .‬عالقة «السببية» ؛ مثل عالقة معنى «األكْل» كسبب لتحقيق معنى «الشبع»‪.‬‬
‫ج‪ .‬عالقة «الرشطية» ؛ مثل عالقة معنى «الزواج» كرشط لوقوع معنى «الطالق»‪.‬‬

‫د‪ .‬عالقــة «احلا ِّل َّية الزمانية»؛ مثل عالقة معنى َّ‬
‫«الس َهر» الذي حيــل يف زمــن‬
‫«الليـل»‪.‬‬

‫هـ‪ .‬عالقة «احلا ِّل َّية املكانية» ؛ مثل عالقة َّ‬


‫«الس َمك» الذي حيل يف «املاء»‪.‬‬
‫و‪ .‬عالقة «اجلزئية» ؛ مثل عالقة «األنف» كجزء من «الوجه»‪.‬‬
‫أيضا العديد من العالقات الداللية التي تعد اشتقاقات تفصيلية ملا سبق من‬ ‫وهناك ً‬
‫أيضا‬
‫ال عن أن بعض الشبكات الداللية املعجمية تتضمن ً‬ ‫عالقات داللية أساسية‪ ،‬فض ً‬
‫معكوس العالقات الداللية املذكورة عاليه؛ ومن ذلك عىل سبيل املثال «ا َمل َح ِّل َّية الزمانية»‬
‫كم َح ٍّل «للسهر»‪ ،‬كام أن‬ ‫كمعكوس لعالقة «احلا ِّل َّية الزمانية» وذلك مثل عالقة «الليل» َ‬
‫عالقة «ال ُك ِّل َّية» معكوس لعالقة «اجلزئية» وذلك مثل عالقة «الوجه» «باألنــف»‪ ...،‬إلخ‪.‬‬
‫ومن الواضح تب ًعا لصيغة حساب التكلفة ن‪ 2‬التي اشتققناها عالِ َي ُه أن تكلفة بناء‬
‫الشبكة الداللية املعجمية تتزايد باطراد متسارع مع زيادة عدد العالقات الداللية ح بني‬
‫مفرداهتا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واسعة ملفردات اللغة‬ ‫ٍ‬
‫تغطية‬ ‫مية ِ‬
‫ذات‬ ‫اللية معج ٍ‬
‫شبكة ِد ٍ‬‫ٍ‬ ‫مما تقدَّ َم يف هذا القسم يتبني لنا أن بناء‬
‫ُْ َ‬
‫متجانس من َّظ ٌم من اللغويني‬
‫ٌ‬ ‫فريق‬
‫غزيرا يقوم به ٌ‬‫ً‬ ‫وللعالقات الدِّ اللية بينها يتطلب عم ً‬
‫ال‬
‫املتمرسني يف علوم الدِّ اللة والرصف وا َملكَانِز وا َمل ِ‬
‫عاجم‪.‬‬

‫‪ -1‬وهو ما يناظر تصنيف الكائنات يف األنطولوجيا الذي ذكرناه يف القسم األول من هذا الفصل‪ ،‬والذي نعود إليه يف‬
‫القسم الرابع من هذا الفصل لتأصيل الشبكات الداللية املعجمية كأنطولوجيا لغوية جزئية‪.‬‬

‫‪-192-‬‬
‫َ‬
‫املعالة الدِّ اللية امل ْع َجمية يف اللغة العربية‬ ‫‪-3‬‬
‫تصنيف املقار ِ‬
‫بات امل َّت َبعة يف بناء الشبكات الداللية املعجمية إىل الطريقتني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫يمكن‬
‫َ‬
‫اآلتيتني اللتني تؤديان إىل نفس الغاية مع بعض االختالفات التفصيلية‪:‬‬
‫اصطالحا «شبكة الكلامت» (‪]27[ )WORD NET‬‬ ‫ً‬ ‫املقارب ُة األوىل‬
‫َ‬ ‫ُسمى‬
‫ ‪ .‬أت َّ‬
‫َ‬
‫الوسيط‬ ‫حيث ُت ِّسد فيها «فئ ُة املرتادفات» (‪ )1()Syn-Set‬املفهو َم الدال َّيل‬
‫ٍ‬
‫كلامت‬ ‫ف مما ييل من‬ ‫فئة تراد ٍ‬
‫تشكيل ِ‬
‫ُ‬ ‫املشار إليه يف القسم السابق ف ُي ْم ِك ُن مث ً‬
‫ال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رب»‪،‬‬ ‫درس»‪« ،‬أستاذ»‪« ،‬مؤ ِّدب»‪ُ « ،‬م ِّ‬ ‫مرتادفة (متقاربة دالل ًّيا) {« ُمع ِّلم» ‪ُ « ،‬م ِّ‬
‫«شيخ»‪ِ ُ ،‬‬
‫املفردة ذات‬ ‫«ماض» ‪ ...‬إلخ}‪ ،‬وكام ورد يف القسم السابق فإن َ‬ ‫َ ْ‬
‫ُ‬
‫احلصول‬ ‫الدِّ الالت املتعددة قد تنتمي ألكثر من فئة مرتادفات واحدة‪ ،‬ويتم‬
‫ب استقراء حصيلة املفردات وربام مع االستعانة‬ ‫عىل فئات املرتادفات هذه َع ْ َ‬
‫ِ‬
‫املفردات يف االجتاه من‬ ‫املوسعة كنقطة انطالق‪ ،‬ونتيج َة استقراء َ‬ ‫ببعض ا َملكَانز َّ‬
‫ال إىل ِك َ ِب عدد فئات‬ ‫ِ‬
‫املرتادفات) فإن هناك مي ً‬ ‫أسفل (املفردات) إىل أعىل (فئات‬
‫املرتادفات ح‪ .‬أما العالقات الدِّ اللية من مثل األنواع التي وردت يف القسم‬
‫السابق فهي تصل بني فئات املرتادفات نِياب ًة عام تتضمنه من مفردات وهذا عىل‬
‫ممكن ًة من الناحية‬ ‫وجه التقريب‪ ،‬وهو كام بينَّا ما جيعل تكلفة بناء شبكة الكلامت ِ‬
‫َ َّ‬
‫العملية‪.‬‬
‫وقد بدأ تطوير «شبكة كلامت اللغة اإلنجليزية» (‪ )Princeton Word Net‬يف‬
‫حموسبة تتَّبِع‬ ‫ِ‬
‫عجمية َ‬
‫جامعة برينستون عام ‪1985‬م [‪ ]31‬كأول شبكة دالالت ُم َ‬
‫تطوير شبكات الكلامت‬
‫ُ‬ ‫أسلوب «شبكة الكلامت» ‪ ،‬ثم تواىل منذ ذلك احلني‬
‫لتغطي العديد من لغات العامل حتت مظلة «شبكة الكلامت العاملية» (‪Global‬‬
‫‪ ]30[ )WordNet‬التي تضم اآلن عد ًدا واس ًعا من اللغات احلية (واألوروبية‬
‫منها بصفة خاصة) بام فيها اللغة العربية‪ .‬ومن اجلدير بالذكر أن منظومة شبكة‬
‫الكلامت العاملية تعتمد املواصفات واملعايري امل َّت َبعة يف كل من مرشو َع ْي «شبكة‬
‫الكلامت اإلنجليزية من برينستون» ‪ ،‬و«شبكة الكلامت األوروبية» (‪Euro‬‬
‫‪.]27[ )Word Net‬‬

‫خمتص شائع لالسم الكامل ‪.Synonyms-Set‬‬


‫‪ -1‬االسم االصطالحي ‪ Syn-Set‬هو َ‬

‫‪-193-‬‬
‫ب احلقول الداللية» ‪ ،‬حيث‬ ‫املعجمي َع ْ َ‬
‫َ‬ ‫«الر ْب ُط الدِّ اليل‬
‫املقاربة الثانية فهي َّ‬
‫َ‬ ‫ ‪.‬بأما‬
‫َ‬
‫الوسيط‪،‬‬ ‫«احلقل الدِّ ال ُّيل» (‪ ]24[ )Semantic Field‬املفهو َم الدِّ ال َّيل‬‫ُ‬ ‫ي ِّسدُ فيها‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫ب»‪،‬‬ ‫ويم ِّث ُل ك ُُّل حقل داليل أحدَ املعاين الكلية األساسية القائمة بذاهتا مثل «ا ُ‬
‫حل ّ‬
‫«السالح»‪« ،‬ا َمل ْسكَن»‪« ،‬الدِّ راسة»‪« ،‬الطعام» ‪...‬‬ ‫«ال َع َمل»‪« ،‬املنا َفسة»‪« ،‬املال» ‪ِّ ،‬‬
‫تعبريا عن‬
‫ً‬ ‫إلخ‪ ،‬وجيري إدراج كل مفردة من مفردات اللغة حتت احلقل األكثر‬
‫نفس املفردة ذات املعاين املتعددة حتت أكثر من‬ ‫ِ‬
‫داللتها‪ ،‬ويمكن بالطبع أن تقع ُ‬
‫حقل داليل واحد‪ ،‬ومن أجل إمتام تسكني كل املفردات حتت احلقول الدِّ اللية‬
‫ِ‬
‫ونظرا ألن إنشاء الشبكة الدِّ اللية عرب هذه‬ ‫املوسعة‪ً .‬‬ ‫فإنه جتري االستعانة با َملكَانز َّ‬
‫الطريقة يتمدد من األعىل (أي احلقول الدِّ اللية) إىل األسفل (املفردات) فإن‬
‫ال إىل حتجيم عدد املفاهيم الداللية الوسيطة ح‪ .‬أما العالقات الدِّ اللية‬ ‫هناك مي ً‬
‫أيضا عىل‬ ‫ِ‬
‫فهي تصل بني احلقول الدِّ اللية نياب ًة عام يقع حتتها من مفردات وهذا ً‬
‫املقاربة أكثر جاذبية‪.‬‬ ‫وجه التقريب‪ ،‬وهو ما جيعل التكلفة االقتصادية هلذه َ‬
‫مية لِ ُّلغة العربية‪ ،‬فإننا‬ ‫دالالت معج ٍ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫شبكات‬ ‫إنجازه بالفعل من‬‫ُ‬ ‫وبالنظر إىل ما جرى‬
‫ال نجد حتى تاريخ كتابة هذه السطور(‪ )1‬سوى القليل من النامذج التي يمكن االعتداد‬
‫املفردات العربية وثراء العالقات‬ ‫هبا ونذكر منها اثنني مها األكثر اكتامالً من حيث تغطية َ‬
‫الدِّ اللية بينها‪:‬‬

‫‪ -1.3‬أما النموذج األول فهو «شبكة الكلامت العربية» (‪)Arabic Word Net‬‬
‫[‪ ]16‬وقد جرى تنفيذه حسب األسلوب األول املذكور عالِ َي ُه؛ «شبكة الكلامت»‪ .‬وقد‬
‫بدأ العمل يف شبكة الكلامت العربية عام ألفني ومخسة ميالدية كأحد مرشوعات «شبكة‬
‫املعجمي‬
‫َ‬ ‫الكلامت العاملية» (‪ ،)Global Word Net‬وقد جرى ابتدا ًء إنشا ُء املحتوى‬
‫ال (عرب الرتمجة) عن حمتوى اإلصدارة الثانية لشبكة برينستون‬ ‫لشبكة الكلامت العربية نق ً‬
‫َْ‬
‫حوال تسعة آالف‬ ‫للكلامت اإلنجليزية [‪ .]17‬ويضم حمتوى شبكة الكلامت العربية‬
‫َْ‬
‫وحوال مئة ألف من األزواج‬ ‫تعبريا مر َّك ًبا)‬
‫مفردة (أو ً‬ ‫وحوال عرشين ألف َ‬ ‫َْ‬ ‫فئة ترادف‬
‫بعض التحسينات عىل هذا املحتوى املعجمي‬ ‫(مفردة‪ ،‬فئة ترادف)‪ ،‬كام ُأ ْج ِر َي ْت ُ‬
‫املرتَّبة َ‬
‫وخصوصا عرب توظيف أدوات معاجلة لغوية لتمكني التعامل بمرونة‬ ‫ً‬ ‫لتوسعة تغطيته‬

‫‪ -1‬أي يف غضون الفرتة ‪2011‬م‪2012/‬م حيث جرى تأليف الطبعة األوىل من هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪-194-‬‬
‫ُوجه لشبكة‬ ‫مع البنية الرصفية للكلامت العربية(‪ .)1‬وربام كانت أهم أوجه النقد التي ت َّ‬
‫الكلامت العربية هي أن حمتواها مل ُي َف َّص ْل من األساس عىل مقاس اللغة العربية بل جرت‬
‫تطويرها من تعثر التمويل هناي َة عام‬
‫َ‬ ‫ترمجتُه عن اللغة اإلنجليزية‪ ،‬وكذلك ما واجه‬
‫‪2007‬م‪/‬بداي َة عام ‪2008‬م‪ .‬ورغم أن فريق العمل القائم عىل تطوير شبكة الكلامت‬
‫العربية ما زال يعتربها عىل طريق طويل من التطوير والتحسني(‪ )2‬فإن هذا العمل يبقى‬
‫معتبة خاص ًة وأنه متاح بشكل مفتوح املصدر للجميع‪.‬‬ ‫ذا قيمة َ‬
‫املعجمية العربية عرب‬ ‫َ‬ ‫اآلخر فهو «قواعد بيانات الدِّ الالت‬
‫‪ -2.3‬وأما النموذج َ‬
‫احلقول الدِّ اللية» (‪)Arabic Lexical Semantics Database via Semantic Fields‬‬
‫«الر ْب ُط الدِّ اليل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حسب األسلوب الثاين املذكور عال َي ُه َّ‬ ‫َ‬ ‫تنفيذه‬ ‫[‪ ]15‬والذي جرى‬
‫(آر‪-‬‬‫ب احلقول الدِّ اللية» بواسطة «الرشك ُة اهلندسية لتطوير ُن ُظم احلاسبات ْ‬
‫املعجمي َع ْ َ‬
‫َ‬
‫ي‪-‬آي)» (‪ )RDI; www.RDI-eg.com‬التي عكفت عىل بناء وتطوير هذه الشبكة‬ ‫ْ‬ ‫ِد‬
‫الدِّ اللية املعجمية العربية بني منتصف عام ‪2005‬م حتى بداية عام ‪2011‬م بدعـــ ٍم‬
‫جزئي من «مركز متيز التنقيب املعلومايت والنمذجة احلاسوبية ‪http://‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫ومتــــويل‬
‫‪ »dmcm.cu.edu.eg‬بمرص بني بداية عام ‪2006‬م إىل بداية عام ‪2010‬م [‪ .]34‬وقد‬
‫اإلنجاز مع إمتام املرحلة الثالثة‬
‫ُ‬ ‫مر العمل عرب هذه السنوات بثالث مراحل‪ ،‬حيث امتد‬
‫يف بداية عام ‪2011‬م ليشمل نحو مئة ألف مفردة عربية رصحية تندرج حتت مستويني‬
‫أسايس عام به نحو ألفني من املعاين واملفاهيم الكلية‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫مستوى‬
‫ً‬ ‫من احلقول الداللية؛‬
‫حقل ِدال ّيل أكثر تفصي ً‬
‫ال‬ ‫ٍ‬ ‫حوال ثامنية عرش أل ًفا وأربعمئة‬
‫َْ‬ ‫ثانوي يتشعب إىل‬‫ٍّ‬ ‫ومستوى‬
‫ً‬
‫ووفق بعض التصنيفات الدِّ اللية ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫املعاين الكلي َة َ‬
‫وفق الصيغ الرصفية‬ ‫َ‬ ‫لتصنيف‬

‫يم باك ُْوو ْل َت ‪»Tim Buckwalter‬‬‫ِ‬


‫‪ -1‬تو ِّظف شبك ُة الكلامت العربية اآلن املح ِّل َل الرصيف العريب «ت ْ‬
‫‪ http://www.ldc.upenn.edu/Catalog/CatalogEntry.jsp?catalogId=LDC2002L49‬وذلك لربط‬
‫حصيلة واسعة من الكلامت العربية اخلام التي قد ُي ْط َلب االستعالم عنها ِدالل ًّيا باحلصيلة املحدودة الواردة عىل ٍ‬
‫نحو‬
‫رصيح يف الشبكة (راجع فصل «التحليل الرصيف اآليل للمفردات العربية» من هذا الكتاب)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ -2‬انظر ‪.http://www.vossen.info/docs/2008/ArabicWordNet-GWN2008-final.pdf‬‬
‫‪ -3‬هذه األصناف الرصفية األربعة عرش هي {اسم آلة‪ ،‬اسم تفضيل‪ ،‬اسم ذات‪ ،‬اسم زمان‪ ،‬اسم فاعل‪ ،‬اسم معنى‪،‬‬
‫اسم مفعول‪ ،‬اسم مكان‪ ،‬اسم منسوب‪ ،‬صفة ُمش َّبهة‪ ،‬صيغة ُمبا َلغة‪ ،‬فِ ْعل‪ ،‬كلمة وظيفية‪َ ،‬م ْصدَ ر}‪.‬‬
‫{حدَ ث‪َ ،‬م ْعنَى‪ ،‬فاعل‪ ،‬مفعول‪ ،‬صفة مش َّبهة‪ ،‬تفضيل‪ ،‬ذات‪ ،‬مكان‪ ،‬زمان‪ ،‬كلمة‬
‫‪ -4‬هذه التصنيفات الدِّ اللية هي َ‬
‫وظيفية}‪.‬‬

‫‪-195-‬‬
‫رب عرشين نو ًعا مما أرشنا إليه من‬ ‫ٍ‬
‫ببعض ع َ‬ ‫بعضها‬ ‫ُ‬
‫احلقول الدِّ اللية ُ‬ ‫وترتبط هذه‬
‫عالقات ِداللية يف هناية القسم السابق سواء أكانت عالقات أساسية أم مشتقة أم‬
‫التصنيفات الرصفي ُة والدِّ اللي ُة للحقول الدِّ اللية يف‬
‫ُ‬ ‫معكوسات هذه وتلك‪ ،‬وتتحكم‬
‫ِ‬
‫املستوى الثانوي فيام ينطبق وما ال ينطبق بينها من عالقات داللية؛ فعىل سبيل املثال‬
‫وز َمن‪ ،‬ونتيج ًة لذلك فإن قيمة ح ال َف َّعالة‬ ‫حدث َ‬‫ٍ‬ ‫ال تقوم عالق ُة احلا ِّل َّية الزمانية إال بني‬
‫املستخدَ مة يف حساب تكلفة إنشاء الشبكة الدِّ اللية هي ألفان وليست ثامنية عرش ألف‬
‫وأربعمئة‪ .‬ويف حمصلة ذلك كله فإن لدينا يف نسيج الشبكة أكثر من مئتني وثالثة وتسعني‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬ ‫ألف وصلة ِداللية تربط احلقول الدِّ اللية َ‬ ‫َ‬
‫ومن اجلدير بالذكر أن املئة ألف مفردة املندرجة يف قاعدة بيانات الربط الداليل‬
‫املعجمي هذه ليست جمرد كلامت عربية هنائية وإنام هي ُمركَّبات رصفية مرنة يم ِّث ُل ٌّ‬
‫كل‬
‫املكونة من تباديل هذه املركَّبات مع اللواصق؛‬ ‫َّ‬ ‫كبريا من الكلامت النهائية‬‫منها عد ًدا ً‬
‫أيضا {املكتب‪ ،‬ملكتبه‪ ،‬فاملكتبان‪ ،‬مكتبنا‪ ،‬بمكتبي‪ ،}... ،‬وذلك‬ ‫مثل « َم ْكتَب» التي مت ِّثل ً‬
‫ِ‬
‫أدواتا‬ ‫ي‪-‬آي هلذا الغرض‬ ‫يود تضمن بقاءها ضمن نفس ِداللتها وتستخدم آر ِ‬
‫‪-‬د‬ ‫حتت ُق ٍ‬
‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫للتحليل الرصيف والعنونة النحوية [‪ ،]14‬وعىل ذلك فإن هذه املئة ألف من املفردات‬
‫تغطي فعل ًّيا عرشات املاليني من الكلامت العربية النهائية مما يؤرش عىل مراعاة طبيعة بِنْية‬
‫املعجمية‪ .‬وقد كانت ن َُواة إنشاء حمتوى هذه‬
‫اللغة العربية يف تصميم هذه الشبكة الدِّ اللية َ‬
‫الشبكة الدِّ اللية هي «ا َْل ْكنَز الكبري» [‪ ]4‬وهو عمل َق ِّيم أنجزه فريق كبري من الباحثني حتت‬
‫قيادة عامل اللغة الشهري الراحل «أ‪.‬د‪ .‬أمحد خمتار عمر» لرصد احلقول الدِّ اللية األساسية يف‬
‫أخ َذ ْت بعني االعتبار عد ُة مصادر أخرى فيام بعد‬ ‫اللغة وإدراج املفردات العربية حتتها‪ ،‬ثم ِ‬
‫ال عن االستفادة‬ ‫عند تنقيح حمتوى الشبكة الدِّ اللية [‪ ]12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،3‬فض ً‬
‫من «شبكة الكلامت العربية» (‪ )Arabic Word Net‬السالف ُ‬
‫ذكرها‪.‬‬

‫ولوجي جزئي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫كإطار ُأ ْن ُط‬ ‫‪ -4‬شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية‬
‫ُ‬
‫تأصيل الشبكات الدِّ اللية امل ْع َجمية ‪ -‬سواء لعبت فئات الرتادف أم‬ ‫مكنُنا اآلن‬‫ي ِ‬
‫ُ‬
‫احلقول الدِّ اللية َد ْو َر املفاهيم الدِّ اللية الوسيطة فيها ‪ -‬كأنطولوجيات جزئية وفق‬
‫العرض الذي قدمناه يف القسم األول من هذا الفصل‪ ،‬وذلك بالرتتيب عىل النحو التايل‪:‬‬

‫‪-196-‬‬
‫املفردات يف الشبكة الدِّ اللية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تناظرها‬
‫ُ‬ ‫ ‪ .‬أكائنات األنطولوجيا وأفرا ُدها‬
‫املفاهيم الداللي ُة‬
‫ُ‬ ‫تناظرها يف الشبكة الدِّ اللية‬‫ُ‬ ‫‪/‬األنواع يف األنطولوجيا‬
‫ُ‬ ‫الفئات‬
‫ُ‬ ‫ ‪.‬ب‬
‫ترادف أو حقوالً ِداللية ‪ -‬كام أن التصنيف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فئات‬ ‫الوسيطة ‪ -‬سواء أكانت‬
‫اهلرمي هلذه الفئات يف األنطولوجيا متث ُله يف الشبكة الدِّ اللية عالق ُة االشتامل‪.‬‬
‫العالقات الدِّ اللي ُة بني املفاهيم‬
‫ُ‬ ‫تناظرها‬
‫ُ‬ ‫ ‪ .‬جالعالقات بني كائنات األنطولوجيا‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الدِّ اللية الوسيطة ‪ -‬سواء أكانت فئات ترادف أو حقوالً داللية ‪ -‬وبالتبعية بني‬
‫العميل الذي ذكرناه‪.‬‬ ‫التقريب الدِّ ال ُّيل‬ ‫ٍ‬
‫مفردات وهو‬ ‫ما يندرج حتتها من‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫اخلصائص‬ ‫تناظرها‬ ‫ِ‬
‫والكائنات حتتَها يف األنطولوجيا‬ ‫ِ‬
‫الفئات‪/‬األنوا ِع‬ ‫خصائص‬ ‫ ‪ .‬د‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرصفي ُة والدِّ اللي ُة (املذكورة يف امللحوظتني اهلامشيتني رقم ‪ 11‬و ‪ 12‬عالِ َي ُه)‬
‫التي تؤدي لتفصيل احلقول الداللية األساسية إىل حقول داللية ثانوية‪.‬‬
‫عنارص األنطولوجيا احلارض َة يف الشبكات الدِّ اللية املعجمية هي‬ ‫َ‬ ‫املالحظ أن‬ ‫َ‬ ‫ومن‬
‫يكية) بينام تغيب بقي ُة عنارص األنطولوجيا من مكوناتٍ‬ ‫(الستاتِ ِ‬ ‫تلك املكونات الثابتة ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫حقائق العامل اخلارجي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنطولوجية متحركة (ديناميك َّية) إضاف ًة إىل تلك التي متثل‬ ‫ٍ‬
‫العام َة املعلوم َة خارج إطار النص لكنها حاكم ٌة لفهمنا الدِّ اليل له‪ ،‬وما مل تُتِ ّم األبحاث‬
‫إنجاز هذه املكونات األنطولوجية الديناميكية فإن الطريق ال ُ‬
‫تزال‬ ‫َ‬ ‫والتقنيات احلا ِّل َّي ُة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املعجمي يف التحليل الدِّ اليل ل ُّلغة احلية‪.‬‬
‫طويل ًة نحو جتاوز املستوى َ‬

‫‪ -5‬االلتباس الدِّ اليل والعمل عىل إزالته‬


‫أجوبة ُم ْ ِك ٍنة وهو ما‬
‫ٍ‬ ‫بصفة ٍ‬
‫عامة ‪ -‬عد َة‬ ‫ٍ‬ ‫مي لكل كلمة ‪-‬‬ ‫ُ‬
‫التحليل الدِّ ال ُّيل امل ْع َج ُّ‬ ‫ُينْتِ ُج‬
‫املعجمي» (‪ ،)Lexical Semantic Ambiguity‬ويرجع‬ ‫ف باسم «االلتباس الدِّ اليل َ‬ ‫ُي ْع َر ُ‬
‫للمفردة الواحدة مما يؤدي إىل تعدُّ د احلقول الدِّ اللية‬
‫َ‬ ‫هذا االلتباس إىل تعدُّ د املعاين الكلية‬
‫املفردةُ؛ فعىل سبيل املثال‬ ‫تندرج حتتها (أو فئات الرتادف التي تنتمي إليها) هذه َ‬ ‫ُ‬ ‫التي‬
‫صف» ‪َ « ،‬ع ْص» عىل‬ ‫تتعدَّ د املعاين الكلي ُة للكلامت العربية « َعي» ‪َ « ،‬قص» ‪ِ ،‬‬
‫«هجاء» ‪َ « ،‬م ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الشء‪َ { ،}... ،‬منْع‪،‬‬ ‫النحو التايل بالرتتيب { ُع ْضو اإلبصار‪َ ،‬ن ْبع‪ ،‬جاسوس‪َ ،‬ع َقار‪ ،‬ذات َّ ْ‬
‫{مؤسسة مالية‪،‬‬‫َّ‬ ‫{الذ ّم‪ ،‬تكوين الكلامت من احلروف‪،}... ،‬‬ ‫فاخ ٌر مت َِّسع‪َّ ،}... ،‬‬ ‫مس َكن ِ‬
‫َ ْ ٌ‬

‫‪-197-‬‬
‫إنفاق املال‪َ ،‬م ْه َرب‪{ ،}... ،‬حقبة زمنية‪ ،‬أحد أوقات اليوم‪ .}... ،‬و ُت َعدُّ مسأل ُة «فك‬
‫االلتباس الدِّ اليل للكلامت» (‪ )Word Sense Disambiguation‬إحدى املسائل العتيدة‬
‫ض سواء يف اللغة العربية أم يف سواها‪ .‬فبينام‬ ‫بشكل ُم ْر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫العنيدة التي مل يتم َح ُّلها َب ْعدُ‬
‫ب ترجيح التحليل ذي‬ ‫تطبيق أساليب التع ُّلم احلاسويب لفك االلتباس الرصيف ‪َ -‬ع ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫أثمر‬
‫(‪- )1‬‬
‫االحتامل الريايض األعىل ضمن سياق التحليالت الرصفية املمكنة للنص املحيط به‬
‫ِ‬
‫املرتكزة‬ ‫عن معدَّ الت خطأ منخفضة إىل درجة مقبولة (‪ )2‬تكفي لسالسة أداء التطبيقات‬
‫عىل هذا النوع من التحليل‪ ،‬فإن هامش اخلطأ الناتج عن استخدام نفس األساليب لفك‬
‫كثريا من ذلك حيث مل يقل يف أمثل األحوال مع اللغة‬ ‫أوسع ً‬
‫ُ‬ ‫االلتباس الداليل للكلامت‬
‫اإلنجليزية عن مخسة وعرشين يف املئة وقد يرتفع إىل ما فوق الثالثني يف املئة مع اللغة‬
‫ِ‬
‫املرتكزة عىل التحليل الداليل امل ْع َجمي ‪ -‬أو‬ ‫العربية(‪ )3‬وهو ما يعرقل أدا َء التطبيقات‬
‫بعضا منها عىل األقل ‪ -‬مما سنأيت عىل ذكره يف القسم التايل من هذا الفصل [‪.]13‬‬ ‫ً‬
‫ب أساليب‬ ‫تفسري اتساع هامش اخلطأ يف َف ِّك االلتباس الدِّ اليل للكلامت َع ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫و ُي ْم ِك ُن‬
‫نفس األساليب مع مسألة َف ِّك االلتباس الرصيف‬ ‫التع ُّلم احلاسويب مقارن ًة بام ُ َت ِّق ُقه ُ‬
‫أكثر اتسا ًعا يف املتوسط من نظريه الرصيف‪،‬‬ ‫السياق االحتام َّيل الدِّ ال َّيل يف النص ُ‬ ‫َ‬ ‫بحقيقة أن‬
‫ُ ِ‬
‫أيضا‬
‫كثريا ما تتأثر ً‬‫ترتبط دالل ُة الكلمة فقط بالكلامت القليلة املجاورة هلا ولكنها ً‬ ‫فال‬
‫فقرتا مما هو داخل وما‬ ‫بكامل الفقرة(‪ )4‬التي ت َِر ُد فيها (بل ربام تتأثر كذلك بام يتجاوز َ‬

‫استعراضه يف هناية القسم الثامن من فصل « التحليل الرصيف اآليل ملفردات اللغة العربية» يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬وذلك كام جرى‬
‫‪ -2‬حيث ُي ْم ِكن للمح ِّلالت الرصفية العربية رفيعة األداء أن تصل هبذا ا ُملعدَّ ل للخطأ إىل ما دون اخلمسة يف املئة عند‬
‫التدريب والتقويم عىل كامل اتساع الفضاء اللغوي‪ ،‬بينام ُي ْم ِكن أن ينخفض إىل نحو الثالثة يف املئة عند التعامل مع حيز‬
‫أيضا كام جاء ِذك ُْره يف هناية القسم العارش من فصل «التحليل الرصيف اآليل ملفردات‬ ‫ضيق من الفضاء اللغوي‪ ،‬وذلك ً‬
‫اللغة العربية» يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫أيضا يف هامش خطأ فك االلتباس الدِّ اليل‬ ‫ٌ‬
‫داخل ً‬ ‫‪ -3‬علينا االنتباه إىل أن هامش اخلطأ يف فك االلتباس الرصيف العريب‬
‫عجمية (من أجل احلفاظ‬ ‫ُ‬
‫مل‬ ‫ا‬ ‫الالت‬ ‫شبكة‬ ‫أية‬ ‫يف‬ ‫املفردات املذكورة بشكل رصيح‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫للدِّ‬ ‫فنظرا لقلة عدد َ‬‫للكلامت العربية؛ ً‬
‫ِ‬
‫للمفردات العربية‪ ،‬فإن الكلمة العربية املطلوب حتليلها دالل ًّيا‬ ‫عىل تكلفة معقولة لبنائها) مقارن ًة بحجم احلصيلة الكلية‬
‫َ‬
‫ال ُبدَّ هلا أن متر أوالً عىل حم ِّلل رصيف َي ُر ُّدها إىل إحدى مشتقاهتا املذكورة رصاح ًة يف قاعدة بيانات شبكة الدِّ الالت‬
‫عجمية (كام سبق ِذك ُْره يف القسم الثالث من هذا الفصل)‪.‬‬
‫ا ُمل َ‬
‫ي عىل ذلك؛ حيث ال نستطيع تقرير ما إذا كان معناها املقصود هو «جزء‬ ‫‪ -4‬هذه الكلمة «فقرة» يف هذا املوضع ٌ‬
‫مثال َب ِّ ٌ‬
‫من النص» أو «جزء من برنامج» أو «حلقة يف العمود العظمي للحيوان الفقاري» ‪ ...‬إلخ إال إذا وسعنا إطار السياق‬
‫َص» و «بالكلامت» ويشمل كلامت تلحقها بمسافة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫املحيط هبا لكي يشمل قرائن من كلامت تسبقها بمسافة بعيدة مثل «ن ّ‬
‫بعيدة مثل «ك َِلمة»‪.‬‬

‫‪-198-‬‬
‫صغري يف عملية فك االلتباس‬ ‫ٍ‬ ‫ش خطأٍ‬ ‫حتقيق ِ‬
‫هام ِ‬ ‫ُ‬ ‫هو خارج النص)؛ فإذا كان ُي ْم ِكن‬
‫الرصيف بدراسة سياق احتاميل ضيق لكل كلمة يمتد لكلمتني أو ثال ًثا مما يسبقها وأخرى‬
‫ب لذلك يف عملية فك االلتباس الدِّ اليل‬ ‫هامش خطأٍ ِ‬
‫مقار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫حتقيق‬
‫مثلها مما يلحقها‪ ،‬فإن َ‬
‫حيتاج لدراسة نحو عرشة أو عرشين كلمة مما يسبقها وأخرى مثلها مما يلحقها‪ ،‬وهو‬ ‫ربام ُ‬
‫ما يتجاوز بكثري القدرات الراهنة للمعاجلات احلاسوبية(‪.)1‬‬
‫املعجمي أن تتجاوز‬ ‫َ‬ ‫بعض التطبيقات املرتكزة عىل التحليل الدِّ اليل‬ ‫تستطيع ُ‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ذلك املعدل املرتفع للخطأ يف فك االلتباس الداليل آل ًّيا عرب استغالل بعض القيود‬
‫املعجمية يف مثل تلك التطبيقات‪ ،‬ومنها‬ ‫َ‬ ‫اإلضافية التي تنشأ عند استدعاء الدِّ الالت‬
‫عىل سبيل املثال‪:‬‬
‫ب إنشاء شبكة ِداللية ُم ْع َجمية‬ ‫ِ‬
‫‪ -1.5‬االستفاد ُة من ضيق النِّطاق اللغوي للتطبيق َع ْ َ‬
‫تطبيق السرتجاع‬ ‫ٍ‬ ‫تنفيذ ذلك يف‬ ‫ُ‬ ‫الضيق؛ في ِ‬
‫مكن مث ً‬
‫ال‬ ‫ُ‬ ‫مكرسة لذات النِّطاق اللغوي َ ِّ‬ ‫َّ‬
‫املعلومات حول «اآلفات التي تصيب احلاصالت الزراعية الصيفية يف صعيد مرص»‬
‫واملوضوعي مق َّيد بآفات‬ ‫ِ‬
‫املعاص‬ ‫ني مق َّيد بالزمن‬
‫ُّ‬ ‫والز َم ُّ‬
‫اجلغرايف مق َّيد بصعيد مرص َّ‬
‫ُّ‬ ‫فالبعدُ‬
‫ٍ‬
‫تقريري‪ ،‬ولذلك فإن كلامت مثل‬ ‫رسدي‬ ‫يب غال ًبا‬
‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫احلاصالت الزراعية الصيفية واألسلو ُّ‬
‫«اجل ْذر» و «حرارة» سوف تقترص معانيها ‪ -‬عىل الرتتيب ‪ -‬يف األنطولوجيا‬ ‫«فِ ْطر» و ِ‬
‫التطبيق عىل «نوع من النباتات الال َخ َضية التي تتكاثر ال‬ ‫ُ‬ ‫يرتكز عليها هذا‬
‫ُ‬ ‫التي‬
‫تراجع معاين {«تناول طعام بعد امتنا ٍع عنه»‪ )}... ،‬ثم «القسم األسفل‬ ‫ِجنْس ًّيا» (مع ُ‬
‫تراجع معاين {«األصل»‪« ،‬السبب»‪« ،‬القاعدة»‪)}...،‬‬ ‫من النبات حتت األرض» (مع ُ‬
‫تراجع معاين {«شدة العاطفة»‪« ،‬احلامس والشغف»‪« ،‬عالمة عىل‬ ‫ثم «السخونة» (مع ُ‬
‫استعداد اآللة للعمل»‪.)} ... ،‬‬
‫احلاجة أحيانًا إىل احلصول عىل املعاين األكثر تفصي ً‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫‪ -2.5‬االستفاد ُة من عدم‬
‫ٍ‬
‫تطبيق لتبويب املقاالت‬ ‫للكلامت واالكتفا ُء باملعاين األعم هلا؛ فقد َي ْص ُل ُح ذلك مث ً‬
‫ال يف‬
‫آل ًّيا حتت عدد حمدود من األقسام العامة يف إحدى املواقع الصحفية اإللكرتونية‪ .‬ويف هذه‬

‫ٍ‬
‫س وليس خط ًّيا‪،‬‬ ‫وفق نمط ُأ ِّ ٍّ‬
‫القدرات احلاسوبي ُة املطلوب ُة ملعاجلة سياق احتاميل مع زيادة اتساع هذا السياق َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬تتضاعف‬
‫ْس كلامت وبني سياق‬ ‫ٍ‬
‫مهول بني القدرات احلاسوبية املطلوبة لدراسة سياق احتام ٍّيل باتساع َخ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ولذلك فإن الفارق‬
‫احتاميل باتساع نحو أربعني كلمة (أو حتى نحو عرشين كلمة)‪.‬‬

‫‪-199-‬‬
‫احلالة ُي ْك َت َفى بتعيني احلقول الدِّ اللية للكلامت يف املستويات ال ُع ْل َيا (العامة) من شجرة‬
‫ِ‬
‫بء البحث يف غابة املستويات الدنيا (التفصيلية) من‬ ‫التصنيف الدِّ اليل والتخ ُّفف من ع ْ‬
‫هذا التصنيف مما يؤدي يف املحصلة إىل التخفيف من درجة االلتباس الدِّ اليل ومن َث َّم‬
‫ويوضح اجلدول رقم (‪ )1-5‬أدناه بعض األمثلة‬ ‫ِّ‬ ‫تقليل ُف َرص اخلطأ يف عملية إزالته؛‬
‫عىل ذلك‪:‬‬
‫حقوهلا الدِّ اللية العا َّمة‬ ‫حقوهلا الدِّ اللية التفصيلية‬ ‫الك َِلمة‬
‫{مكان الصالة}‬ ‫خمصص للصالة}‬ ‫{م َ ّل الصالة‪ ،‬مكان أو مبنى َّ‬
‫َ‬ ‫َم ْس ِجد‬
‫{دراسة العيوب‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫{دراسة العيوب واحلسنات‪ ،‬املال‪ ،‬التمويل‪َ ،‬دفع‬ ‫ِ‬
‫َن ْقد‬
‫واحلسنات‪ ،‬املال}‬ ‫املال‪ ،‬أوراق خمصوصة للبيع والرشاء}‬
‫خمصص لتناول‬‫{ما يؤكل من طعام‪ ،‬مكان َّ‬
‫{تناول الطعام}‬ ‫َم ْط َعم‬
‫الطعام}‬
‫{اخلوف}‬ ‫التوجس والقلق}‬
‫ُّ‬ ‫{الرهبة‪ ،‬اخلوف‪،‬‬ ‫َي َْشى‬
‫اجلدول ‪ :1-5‬أمثلة عىل احلقول الدِّ اللية التفصيلية والعامة لبعض الكلامت العربية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تطبيقات مثل «اسرتجاع املعلومات» (‪Information‬‬ ‫‪ -3.5‬االستفاد ُة يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعجمية‬ ‫كم َر ِّش ٍح («ف ْل َت ‪ )»Filter‬للدِّ الالت َ‬
‫َّص حمل البحث ُ‬ ‫‪ )Retrieval‬من اجل ْسم الن ِّ ّ‬
‫«طلب البحث» (‪ )Query‬وذلك قبل إجراء عملية فك االلتباس الدِّ اليل هلا؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكلامت‬
‫املمكنة هلذه الكلامت يف شبكة الدِّ الالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلقول الدِّ اللية‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫حيث ُي ْم ِك ُن استبعا ُد‬
‫نظري بشكل مرتابط يف ذلك اجلسم النيص‪ ،‬مما خيفف من درجة‬ ‫يتوافر له ٌ‬ ‫ُ‬ ‫امل ْع َجمية مما ال‬
‫االلتباس الدِّ اليل وهو ما يؤ ِّدي بدوره إىل َر ْف ِع ِد َّق ِة عملية فك االلتباس الدِّ اليل التي تيل‬
‫ذلك االستبعاد‪.‬‬
‫كبري من التطبيقات األخرى اهلامة (مما سنأيت عىل ِذك ِْر ِه‬ ‫جانب ٌ‬‫ٌ‬ ‫ويبقى بطبيعة احلال‬
‫حتتاج للتعامل مع الفضاء اللغوي باتساع نطاقاته عىل‬ ‫ُ‬ ‫يف القسم التايل من هذا الفصل)‬
‫خمت َلف األبعاد ولذلك فإن ارتفاع معدَّ ل اخلطأ يف عملية فك االلتباس الدِّ اليل ينعكس‬
‫ُ‬
‫األبحاث‬ ‫تنضج‬
‫َ‬ ‫عىل فعالية تلك التطبيقات التي ال َم َف َّر أما َمها سوى االنتظار حتى‬
‫أعمق جتمع بني توسيع شبكات الدِّ الالت‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مستويات‬ ‫اجلاري ُة ملعاجلة اللغة حاسوب ًّيا عىل‬
‫نات مناظِرة لبعض العنارص األنطولوجية الديناميكية (مما جاء يف‬ ‫ٍ‬ ‫املعجمية بإضافة مكو ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫القسم األول يف هذا الفصل) إضاف ًة إىل حتليل الرتكيب النحوي العميق للنص [‪]13‬‬

‫‪-200-‬‬
‫إطار من أساليب التع ُّلم احلاسوبية‪ ،‬وهذا ما سنأيت عىل ِذك ِْر ِه يف‬
‫وكل هذا بالطبع يف ٍ‬
‫القسم الثامن من هذا الفصل‪.‬‬

‫‪ -6‬تطبيقات التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي‬


‫التعرف عىل مفهوم‬ ‫نحتاج إىل ُّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫التحليل الدِّ ال ِّيل امل ْع َجمي‬ ‫قبل استعراض أبرز تطبيقات‬ ‫َ‬
‫اس «املساف ُة‬ ‫ترتكز عليه العديدُ من هذه التطبيقات؛ حيث ُت َق ُ‬ ‫ُ‬ ‫«الرتابط الدِّ اليل» الذي‬
‫«الو َصالت» (‪ )Links‬بني احلقلني الدِّ الل َّي ْي ال َّل َذ ْين‬ ‫الدِّ الل َّية» بني كلمتني بأقل عدد من َ‬
‫ِ‬
‫تنتمي إليهام كلتا الكلمتني يف «التصنيف الداليل اهلرمي» (‪ ،)Taxonomy‬وقد ُيدْ خ ُل‬
‫ِ‬
‫الو َصالت تزيد‬ ‫بعض الباحثني أحيانًا يف حساب هذه املسافة الدِّ اللية أوزانًا نسبي ًة هلذه َ‬ ‫ُ‬
‫شي ًئا ما مع االقرتاب من ق َّمة هرم التصنيف وتقل شي ًئا ما مع االجتاه نحو قاعدته‪،‬‬‫ِ‬
‫ُ‬
‫«الرتابط الدِّ اليل» بني كلمتني تناس ًبا عكس ًّيا مع املسافة الدِّ اللية بينهام‪.‬‬ ‫ويتناسب‬
‫عالة اللغة‬ ‫هامة لتطبيقات ُم َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أمثلة‬ ‫وبمعرفة ذلك ُي ْم ِكنُنا إلقا ُء الضوء فيام ييل عىل‬
‫ِ‬
‫مي‪:‬‬
‫املعج ِّ‬ ‫ِ‬
‫التحليل الدِّ ال ِّيل َ‬ ‫ترتكز عىل‬
‫ُ‬ ‫حاسوب ًّيا التي‬
‫ ‪ .‬أاملساعدَ ة يف اختيار التحليل النحوي (اإلعراب) السليم من بني االحتامالت‬
‫الغزيرة التي عاد ًة ما تتوالدُ عند حماولة إجراء التحليل النحوي حاسوب ًّيا‪ ،‬وذلك‬
‫العضوي‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫االرتباط‬ ‫ختترص‬
‫ُ‬ ‫«اإلعراب َف ْر ُع املعنى» التي‬
‫ُ‬ ‫ما َت ْط َر ُحه املقول ُة الشائعة‬
‫كل من الدِّ اللة املقصودة للنص وتركيبِها النحوي الصحيح؛ فإذا َد َر ْسنا‬ ‫بني ٍّ‬
‫َّص التايل «‪ ...‬ويف الوقت الذي تعاين فيه اقتصادات البلدان‬ ‫عىل سبيل املثال الن َّ‬
‫إعراب كلمة «األفريقية» إما نعتًا‬ ‫َْ‬ ‫األفريقية من مشكالت ‪ »...‬للمفاضل َة بني‬
‫جمرورا لكلمة «البلدان»‪ ،‬فقد ت َْر ُج ُح كف ُة‬
‫ً‬ ‫مرفو ًعا لكلمة «اقتصادات» أو نعتًا‬
‫املعجمي بني كلمتَي «البلدان» و‬ ‫َ‬ ‫تفوق االرتباط الدِّ اليل‬ ‫اإلعراب الثاين بسبب ُّ‬
‫ِ‬
‫مفردات مثل { َب َلد‪ُ ،‬ب ْلدَ ان ‪ }...‬حتت حقل داليل‬ ‫ٌ‬ ‫«األفريقية» (حيث قد تندرج‬
‫مفردات مثل {أفريقيا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫من َقبِيل «وحدة ُج ْغرافية أو سياسية» بينام قد تندرج‬
‫أفريقية ‪ }...‬حتت حقل ِداليل قريب منه من َقبِيل «منطقة جغرافية») َت َف ُّو ًقا‬
‫ملحو ًظا عىل االرتباط الدِّ اليل األضعف بني احلقل الدِّ اليل الذي تنتمي إليه‬
‫كلمة «اقتصادات» وذلك الذي تنتمي إليه كلمة «األفريقية»‪.‬‬

‫‪-201-‬‬
‫أيضا يف اختيار التحليل الرصيف الصحيح من بني االحتامالت العديدة‬ ‫ ‪.‬باملسا َعدة ً‬
‫ٍ‬
‫التي عا َد ًة ما تتولدُ عند حماولة إجراء التحليل الرصيف احلاسويب لكلمة ما؛ فإذا‬
‫ال كلمة «بطني» يف النص التايل «‪ ...‬فيتدفق الدم يف البطني األيمن‬ ‫َد َر ْسنا مث ً‬
‫الكلامت الواقع ُة يف سياقها‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫احلقول الدِّ اللي َة التي تقع حتتَها‬ ‫من القلب ‪ »...‬فإن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ذات ارتباطات داللية أقوى مع احلقل‬ ‫النيص القريب مثل «الدَّ ُم» و «ال َق ْلب» ُ‬
‫الرصيف « ُب َط ْي» (عىل صيغة التصغري ُف َع ْيل) من‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫التحليل‬ ‫الدِّ اليل الذي يقع حتتَه‬
‫ِ‬
‫االرتباطات الدِّ اللية مع بقية التحليالت الرصفية املحتملة األخرى مثل‬ ‫ِ‬ ‫تلك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جار‬
‫(كم َركَّب ّ‬ ‫التحليل « َبطني» (عىل صيغة املبالغة َفعيل) ومثل التحليل «بِطني» ُ‬
‫ُ‬
‫التحليل الرصيف « ُب َطني»‬ ‫وجمرور‪ :‬بِـ ‪ +‬ـــــطِني) ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وعىل ذلك َي ْر ُج ُح‬
‫عىل غريه من التحليالت الرصفية القياسية املحتملة األخرى لكلمة «بطني»‪.‬‬
‫املعجمية بني‬ ‫ ‪ .‬أوبنفس منطق التطبيقني السابقني فإن دراسة االرتباطات الدِّ اللية َ‬
‫كلامت النص الناتج عن تقنيات التعرف اآليل؛ مثل «التعرف اآليل عىل الكالم‬
‫املنطوق» أو «القراء اآللية للنص املكتوب» ‪ ...‬إلخ‪ ،‬هلا قيم ٌة ثمين ٌة يف تقدير‬
‫او َي متوسط‬ ‫خمرجات هذه التقنيات حيث َتك ُْمن الفكر ُة يف أن َت ِ‬ ‫ِ‬
‫مدى صحة َ‬
‫جياورها من كلامت يف سياقها النيص‬ ‫ُ‬ ‫قيمة االرتباط الدِّ اليل إلحدى الكلامت بام‬
‫يؤش إىل خطأ يف التعرف‬ ‫حتت املتوسط العام لقيمة هذا االرتباط بشكل كبري قد ِّ‬
‫عىل هذه الكلمة؛ فالعين َة النصية التالية عىل سبيل املثال والتي قد ُينْتِ ُجها‬
‫نظا ٌم للتعرف اآليل عىل الكالم املكتوب «‪ ...‬ولذلك تعلو قيمة القرد املبدع‬
‫بإسهاماته االبتكارية يف املجتمعات احلديثة ‪ »...‬حتتوي عىل كلمة «القرد» ذات‬
‫الريب َة يف‬‫الرتابط الدِّ اليل الضعيف مع باقي كلامت هذه العينة النصية مما يثري ِّ‬
‫صحة التعرف عليها ومن ثم الرجوع إىل نظام التعرف اآليل مرة أخرى للبحث‬
‫عن بديل آخر ذي ترابط داليل قوي بام حوله ربام يكون كلمة «الفرد» يف املثال‬
‫السابق‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وبصفة‬ ‫تطبيق نفس املنهج ملراجعة ُم ْ َرجات أنظمة الرتمجة اآللية‪،‬‬‫ُ‬ ‫ ‪ .‬ج ُي ْم ِك ُن ً‬
‫أيضا‬
‫داخل آليات البحث‬ ‫َ‬ ‫املعجمي‬ ‫تضمني دراسة االرتباط الدِّ اليل‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عامة فإن‬
‫َ‬
‫(املتعرف‬
‫َّ‬ ‫املم ِكنة أثنا َء توليد النص‬
‫واملفاضلة االحتاملية بني الوحدات اللغوية ْ‬
‫َ‬

‫‪-202-‬‬
‫املرتجم) يف ك ٍُّل من هذه األنظمة يكون أكثر فعالية من استخدامها‬
‫َ‬ ‫عليه أو‬
‫التضمني‬
‫ُ‬ ‫يسمح هذا‬
‫ُ‬ ‫كمرحلة مراجعة هنائية بعد توليد ذلك النص‪ ،‬حيث‬
‫تعظيم متوسط الرتابط الداليل بني كلامت‬
‫ُ‬ ‫يتحقق‬
‫َ‬ ‫باستدعاء بدائل أخرى إىل أن‬
‫املتعرف عليه ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫املرتجم أو َّ‬
‫َ‬ ‫النص‬
‫هـ‪ .‬يمكن ألنظمة «التدقيق والتصحيح اإلمالئي» (‪Spell Checking and‬‬
‫‪ )Correction‬أن تستفيد كذلك من دراسة االرتباط الدِّ اليل بنفس الطريقة‬
‫لتعيني الكلامت املش َت َبه يف خطئها رغم سالمتها هجائ ًّيا حيث قد يتعذر اكتشاف‬
‫مثل هذا النوع من األخطاء بأية وسيلة أخرى‪.‬‬
‫و‪ .‬حتسني أداء أنظمة «اسرتجاع املعلومات النصية» (‪Text Information‬‬
‫‪ )Retrieval‬بام فيها وظائف البحث النيص‪ ،‬وذلك عرب فهرسة األوعية النصية‬
‫َمَل البحث بالدِّ الالت امل ْع َجمية لكلامهتا بدالً من فهرستها باملركبات الرصفية‬
‫جذور أو جذو ٍع(‪ ،)1‬ويرجع هذا التحسن إىل أن الفهرسة‬ ‫ٍ‬ ‫هلذه الكلامت من‬
‫املؤشين َ‬
‫اللذ ْين يقاس هبام أدا ُء مثل هذه‬ ‫بالدِّ الالت امل ْع َجمية قد ترفع كال ِّ‬
‫األنظمة ومها‪:‬‬
‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫مؤش االستدعاء» (‪ )2()Recall‬حيث تعمل العالقات الدِّ اللية‬ ‫ ‪ِّ -‬‬
‫عالقة الرتادف عىل زيادة القدرة عىل استدعاء الكلامت املشاهبة ِدالل ًّيا لكلامت‬
‫طلب البحث حتى لو مل يكن بينها عالق ٌة رصفية؛ فعىل سبيل املثال إذا وردت‬
‫نتحص ُل نتيج َة الفهرسة الدِّ اللية عىل‬
‫َّ‬ ‫كلم ُة «األسد» يف طلب البحث فإننا‬
‫ٍ‬
‫كلامت من َقبيل {ال َّل ْيث‪ ،‬ال َغ َضنْفر‪ ،‬اهل َ ْي َثم‪( }... ،‬إضاف ًة بالطبع إىل «األسد»‬
‫يتجاوز‬
‫ُ‬ ‫ومشتقاهتا) مما قد َي ِر ُد يف األوعية النصية حمل البحث‪ ،‬وهذا بالتأكيد‬
‫بم ْف َردها‪.‬‬
‫ما نحصل عليه نتيجة الفهرسة الرصفية ُ‬

‫‪ -1‬وذلك كام ورد يف الفقرة أ من القسم السادس من فصل «التحليل الرصيف اآليل ملفردات اللغة العربية» يف هذا‬
‫الكتاب‪ .‬‬
‫ٍ‬
‫‪ُ -2‬يعرف «مؤرش االستدعاء» كم ًّيا باإلشارة إىل «طلب بحث» ما يف قاعدة بيانات عىل أنه خارج قسمة «عدد املعلومات‬
‫ٍ‬
‫استجابات صحيح ًة لطلب البحث» عىل «عدد كل‬ ‫تعتب‬
‫املستدعاة ‪ -‬ضمن كامل فئة املعلومات املستدعاة ‪ -‬التي َ‬
‫املعلومات التي تعترب استجابات صحيحة لطلب البحث يف كامل قاعدة البيانات حمل البحث»‪.‬‬

‫‪-203-‬‬
‫«مؤش الدِّ َّقة» (‪ )1()Precision‬حيث جيري استبعا ُد الكلامت البعيدة ِدالل ًّيا‬ ‫ ‪ِّ -‬‬
‫عن كلامت طلب البحث حتى مع وجود تشابه بنائي (رصيف)؛ فعىل سبيل‬
‫املثال إذا وردت كلم ُة « َع ْي» يف طلب البحث بمعنى «مصدر جويف للمياه»‬
‫كلامت‬ ‫ٍ‬ ‫فإن الفهرسة الدِّ اللية لألوعية النصية حمل البحث تؤدي إىل استبعاد‬
‫متشاهبة رصف ًّيا من َقبيل {أ ْع ُي‪ ،‬عيون (بمعنى جواسيس)‪َ ،‬ع ْينِ ّي ‪ }...‬مما‬
‫ٍ‬
‫كلامت‬ ‫قد َي ِر ُد يف هذه األوعية‪ ،‬بينام تؤدي يف الوقت نفسه إىل احلصول عىل‬
‫من َقبيل { َن ْبع‪َ ،‬جدْ َول‪ُ ،‬ع ُيون (بمعنى ينابيع)‪ ،‬بئر‪ ،‬ينابيع ‪ }...‬مما قد َي ِر ُد يف‬
‫األوعية النصية َم َ ّل البحث‪.‬‬
‫املعجمي خطو ٌة أوىل تأسيس ٌة نحو‬
‫َ‬ ‫ز‪ .‬كام جيب أن نؤكِّد عىل أن التحليل الدِّ اليل‬
‫املقاربات املستخدمة فيها‪.‬‬
‫املعاجلة الدِّ اللية العميقة واملمتدة أ ًّيا كانت َ‬
‫ويف حني أن القائم َة السابقة قد تتسع للمزيد من تطبيقات التحليل الدِّ اليل َ‬
‫املعجمي‪،‬‬
‫احتياجها مجي ًعا لدرجة مقبولة من الدقة يف فك‬
‫ُ‬ ‫فإن امللمح الواضح املشرتك بينها هو‬
‫أساليب املعاجلة احلاسوبية‬
‫ُ‬ ‫االلتباس الدِّ اليل امل ْع َجمي وهو التحدي الذي مل تتغلب عليه‬
‫ض حتى اآلن‪.‬‬ ‫بشكل ُم ْر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لِ ُّل ِ‬
‫غة‬

‫ٍ‬
‫بحث» ما يف قاعدة بيانات عىل أنه خارج قسمة «عدد املعلومات‬ ‫‪ُ -1‬يعرف «مؤرش الدقة» كم ًّيا باإلشارة إىل «طلب‬
‫ٍ‬
‫تعتب استجابات صحيح ًة لطلب البحث» عىل «عدد كل‬‫املستدعاة ‪ -‬ضمن كامل فئة املعلومات املستدعاة ‪ -‬التي َ‬
‫املعلومات املستدعاة يف فئة املعلومات املستدعاة»‪.‬‬

‫‪-204-‬‬
‫للمدونات النصية العربية‬
‫َّ‬ ‫‪ -7‬ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية‬

‫ويالحظ أن‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫الشكل ‪ :1-5‬لقطة من أداة عنونة النص العريب صوتيا ورصفيا ِ‬
‫ودالل ًّيا؛ « َفصيح»‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫«م ّر» جيري بعد حسم حتليلها الرصيف‪.‬‬ ‫اختيار احلقل الدِّ اليل األنسب للكلمة َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫االلتباس الدِّ اليل امل ْع َجمي ٍ‬
‫وحتتاج‬
‫ُ‬ ‫عجمية‪،‬‬‫كأمر واق ٍع يف أية شبكة دالالت ُم َ‬ ‫ُ‬ ‫يوجدُ‬
‫َ‬
‫املعجمي كام ورد يف القسم السابق من هذا الفصل إىل فك‬ ‫َ‬ ‫تطبيقات التحليل الدِّ اليل‬
‫ُ‬
‫هذا االلتباس‪ ،‬وال ِغنًى يف الوقت الراهن عن االستعانة بأساليب التع ُّلم احلاسويب لفك‬
‫موارد لغوية كي تتدرب عليها‬ ‫مثل هذه األساليب بدورها إىل ِ‬ ‫وحتتاج ُ‬
‫ُ‬ ‫هذا االلتباس‪،‬‬
‫وتتكو ُن هذه املوار ُد يف حالتنا هذه من‬
‫َّ‬ ‫نامذجها االحتاملية الرياضية‪،‬‬ ‫َ‬ ‫و ُتك َِّو َن تب ًعا لذلك‬
‫ُ‬
‫احلقل الدِّ اليل (أو فئ ُة الرتادف) األنسب هلا‪ ،‬و ُي َس َّمى‬ ‫نصوص ُتَدَّ ُد لكل كلمة فيها‬
‫للمدونات النصية التي ينطبق‬ ‫َّ‬ ‫املعجمية»‬
‫َ‬ ‫املوارد بعملية «العنونة الدِّ اللية‬ ‫ِ‬ ‫جتهيز هذه‬
‫ُ‬
‫عليها ما ورد يف القسم التاسع من باب «التحليل الرصيف اآليل للمفردات العربية» يف‬
‫هذا الكتاب‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك ينبغي االنتباه إىل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬حتتوي الورقة املشار إليها برقم [‪ ]14‬يف قائمة مراجع هذا الكتاب عىل تفاصيل هذه األداة التفاعلية‪.‬‬

‫‪-205-‬‬
‫حسم التحليل الرصيف‬ ‫ُ‬ ‫َص جرى‬ ‫املعجمية إال عىل ن ٍّ‬
‫َ‬ ‫Ÿ Ÿال جتري عملي ُة العنونة الدِّ اللية‬
‫الشكل رقم ‪ 1‬أعاله‬‫ُ‬ ‫ويعرض‬
‫ُ‬ ‫أيضا «أنوا ُعها الكالمية ‪،) »PoS tags‬‬ ‫لكلامته (وحتددت ً‬
‫تدعم َّ‬
‫كل هذه ال َعن َْونات‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لقط ًة أثناء تشغيل إحدى أدوات عنونة النصوص العربية التي‬
‫املعجمية للنصوص‪ ،‬وأحد املؤهالت‬ ‫َ‬ ‫املؤهلون هبذه العنونة الدِّ اللية‬
‫Ÿ Ÿيقوم اللغويون َّ‬
‫ِ‬
‫املطلوب عنونتُها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املدونة‬
‫املطلوبة هي اإلملا ُم بقدر معقول من املعرفة عن موضوع َّ‬
‫ٍ‬
‫اختالف طبيعي بني اللغويني القائمني بالعنونة الدِّ اللية أو بتقويم أداء أي‬ ‫ُ‬
‫هامش‬ ‫يوجدُ‬‫ŸŸ َ‬
‫ي ِر َي‬ ‫ٍ ِ‬ ‫نظا ِم‬
‫ي ُس ُن أن َ ْ‬
‫حتليل دال ٍّيل آ ٍّيل (عىل خالف العنونات الرصفية والصوتية) ولذلك َ ْ‬
‫ِ‬
‫املعنونني‪.‬‬ ‫لفريق يتكون من ٍ‬
‫عدد فردي من‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫األخذ بالرأي الغالب‬

‫‪ -8‬التحليل الدِّ اليل ما بعد املستوى ا ُمل ْع َجمي‬


‫كام أملحنا يف هناية القسم اخلامس من هذا الفصل‪ ،‬فإن األعامل البحثية جاري ٌة ملعاجلة‬
‫املعجمي وهي تتوجه عمو ًما نحو اجلمع بني توسيع‬ ‫َ‬ ‫اللغة ِدالل ًّيا فيام يتجاوز املستوى‬
‫رة لبعض العنارص األنطولوجية‬ ‫نات مناظِ ٍ‬
‫شبكات الدِّ الالت املعجمية بإضافة مكو ٍ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫وحتليل الرتكيب النحوي العميق‬‫ِ‬ ‫الديناميكية (مما جاء يف القسم األول يف هذا الفصل)‬
‫للنص‪ ،‬وكل هذا بالطبع يف ٍ‬
‫إطار من أساليب التع ُّلم احلاسوبية [‪.]13‬‬
‫تقترص أمهي ُة دراسة التحليل الدِّ اليل العميق عىل السعي نحو حتقيق األهداف‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫اإلسرتاتيجية الكربى ملسرية املعاجلة احلاسوبية للغات احلية بام يمكِّن من امتالك اآلالت‬
‫فهم وتوليدً ا بمستوى يقرتب (ولو جزئ ًّيا) من املستوى البرشي(‪ ،)1‬بل إن‬ ‫لناصية اللغة ً‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫منظور َع َم ٍّل َم ْر َح ٍّيل كذلك من أجل رفع أداء العديد والعديد من‬ ‫هذه األمهي َة ُم ِل َّح ٌة من‬
‫التطبيقات األساسية املرتكزة عىل التحليل الدِّ اليل امل ْع َجمي (من ِم ْثل تلك املذكورة يف‬
‫القسم السادس من هذا الفصل) إىل مستوى يث ِّبتها يف مصاف التقنيات احلاسوبية التي‬
‫ُي ْعتَمدُ عليها‪.‬‬

‫باش ِة‬ ‫ٍ‬


‫قدرات هائلة ُمل َ‬ ‫القدرات اللغوي ُة لآلالت فإهنا سوف تتفوق عىل البرش بكوهنا تتوفر عىل‬
‫ُ‬ ‫‪ْ -1‬‬
‫وإن حتققت مثل تلك‬
‫باذخة ِ‬
‫الغنى من املعلومات واملعرفة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شاسعة االتسا ِع‬ ‫ٍ‬
‫أوعية‬ ‫عال ِة‬
‫و ُم َ‬

‫‪-206-‬‬
‫وضمــــن هــذا اإلطــار تقــــع «لغــ ُة الشبكــــات الدِّ الليــة احلاسوبيــة‬
‫أيضا باالختصار‬ ‫ف ً‬ ‫العامليــــة» (‪ - )Universal Networking Language‬التي ُت ْع َر ُ‬
‫يتجاوز املستوى‬
‫ُ‬ ‫غة فيام‬ ‫(‪ - )UNL‬يف موق ٍع ِريادي بني جهود احلوسبة الدِّ اللية لِ ُّل ِ‬
‫ٍّ‬
‫ِ‬
‫يصا لتمثيل البيانات الدِّ اللية‬ ‫مصمم ٌة خ ِّص ً‬
‫َّ‬ ‫امل ْع َجمي [‪ ،]33‬وهي لغة حاسوبية ُمْكَم ٌة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املستخلصة من نصوص اللغات احلية‪ ،‬و ُي ْمكن توظي ُفها كلغة ارتكازية يف ُن ُظم الرتمجة‬
‫غة للتمثيل املعريف العام تستفيدُ منها عىل‬ ‫اآللية بني أزواج اللغات املختلفة‪ ،‬وكذلك ك ُل ٍ‬
‫سبيل املثال أنظمة اسرتجاع املعلومات‪.‬‬
‫وقد نشأت هذه اللغة عا َم ‪1996‬م يف معهد الدراسات املتقدمة بجامعة األمم املتحدة‬
‫تطويرها منذ‬
‫ُ‬ ‫النرش عنها ألول مرة عام ‪1999‬م‪ ،‬و َي ْست َِم ُّر‬ ‫ُ‬ ‫يف «طوكيو باليابان» وتم‬
‫واملطورين‪ ،‬كام ُأن ِْش َئ ْت لذلك‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫واسعة النطاق من الباحثني‬ ‫ذلك احلني عرب شبكة عاملية‬
‫«جنِيف بسويرسا» يف‬ ‫هادفة للربح حتت اسم (‪ )UNDL‬وهي م ْش َهر ٌة يف ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫مؤسس ٌة ُ‬
‫غري‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫عام ‪2001‬م للقيام عىل هذا املرشوع العمالق‪ ،‬وتعلن هذه املؤسسة أن هذا العمل م ْل ٌك‬
‫لألمم املتحدة مما يعني أنه ِم ْل ٌك لعموم البرشية‪.‬‬
‫ومفص ً‬
‫ال يف اجتاه التمثيل‬ ‫َّ‬ ‫و ُت َعدُّ «لغ ُة الشبكات الدِّ اللية احلاسوبية العاملية» مثاالً عمي ًقا‬
‫ٍ‬
‫خصوصيات ك ُِّل لغة حية‪ ،‬حيث جرى‬ ‫ِ‬ ‫رتك املستقل عن‬ ‫املعريف اللغوي البرشي املش َ‬
‫ومكونات هذه اللغة بالتناظر مع العنارص الرئيسية يف اللغة احلية من‬ ‫ِّ‬ ‫تصميم طبقات‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫العمالق‬ ‫املرشوع‬ ‫ونحو وأنطولوجيا ولكن بصورة حيادية(‪ .)1‬وقد أنجز هذا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مفردات‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫س لذلك فض ً‬
‫ال عن‬ ‫بِنْ َيتَه األساسية عرب السنني املاضية بواسطة جهود مئتي باحث ُمك ََّر ٍ‬
‫اآلالف غريهم ممن يسامهون و َين ُْشون حول هذا املرشوع عرب أرجاء األرض‪ ،‬وما‬
‫قائم عىل حتسني هذه البنية التحتية كام ال يزال يواصل إنجاز اجلسور بني‬ ‫زال املرشوع ً‬
‫اللغات احلية الكربى (ومنها العربية) إىل هذه اللغة احليادية‪.‬‬
‫وال تزال هناك حتديات أساسية تواجه هذا املرشوع؛ منها عىل سبيل املثال االلتباس‬
‫الكبري عىل عدة مستويات لغوية أثناء النقل من أية ُل َغ ٍة ٍ‬
‫حية إىل لغة الشبكات الداللية‬
‫قصور قدرات هذه اللغة احليادية عن التعبري‬ ‫ُ‬ ‫أيضا‬
‫احلاسوبية العاملية (احليادية)‪ ،‬ومنها ً‬
‫بشكل كامل عن الدِّ الالت واملقصودات العميقة لعبارات النصوص يف لغاهتا األصلية!‬

‫‪ -1‬مع مراعاة استبعاد عنارص االلتباس الكامنة يف اللغات احلية من هذه التصميامت‪.‬‬

‫‪-207-‬‬
‫آخر حتت اسم « ُأو ْن ُطو‪ -‬نُوتْس» (‪)OntoNotes‬‬ ‫مرشوع َ‬
‫ٌ‬ ‫كام يقع يف هذا اإلطار‬
‫«املرت َقبة» للمعاجلة‬
‫املوارد اللغوية الالزمة لتدريب األنظمة ْ‬ ‫ِ‬ ‫[‪ ]36‬لكنه عىل جانب بناء‬
‫ِ‬
‫ب العنونة الدِّ اللية‪-‬النحوية للمدونات النصية‬ ‫احلاسوبية الدِّ اللية العميقة ل ُّلغة احلية َع ْ َ‬
‫جل َمل‪ .‬وقد انطلق « ُأو ْن ُطو‪-‬نُوتْس» خالل العام ‪2010‬م‪2011/‬م‬ ‫عىل مستوى ا ُ‬
‫وسيظل حتت التنفيذ ملدة مخس سنوات وتقوم عليه رشك ُة «يب‪-‬يب‪-‬إن» (‪)BBN‬‬
‫مع جامعة كولورادو‪ ،‬وجامعة بِين ِْس ْل َفا ْن َيا‪ ،‬ومعهد علوم املعلومات بجامعة جنوب‬
‫كاليفورنيا‪ ،‬وتقع كل هذه املؤسسات يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫نات ن َِّص ٍية باإلنجليزية (مليون كلمة)‬ ‫ويستهدف املرشوع إمتام العنونة اليدوية ملدو ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫متنوعة‬ ‫ٍ‬
‫وبالصينية (مليون كلمة) وبالعربية (نصف مليون كلمة)‪ ،‬وهي تغطي نطاقات ِّ‬
‫وجز» (‪ ،)Blogs‬نرشات أخبار‪،‬‬ ‫{أخبار‪ ،‬حما َدثات تليفونية‪ ،‬تدوينات إلكرتونية «ب ُل ْ‬
‫ٍ‬
‫واتفاق جياوز تسعني يف املئة بني‬ ‫ٍ‬
‫عالية جدًّ ا‬ ‫ذات ٍ‬
‫دقة‬ ‫عنونة ِ‬
‫ٍ‬ ‫حماضات ‪ }...‬وذلك عرب‬ ‫َ‬
‫خمتلف امل َعن ِْونني‪.‬‬
‫(نحوية‪-‬داللية) عىل مستوى اجلُ َمل الكاملة؛‬‫ِ‬ ‫والعنون ُة املستهدَ ف ُة هي عنونة تركيبية‬
‫املعلومات النحوي ُة (إعرابية ‪ +‬تراكيب « ُم ْسنـَد ‪ُ -‬م ْسنـَد إليه») باملعلومات‬ ‫ُ‬ ‫ترتبط فيها‬
‫كلمة باملعنى الذي ت َِرد به يف أنطولوجيا‪ ،‬وكذلك بعائدٍ‬ ‫تربط ك َُّل ٍ‬‫الدِّ اللية السطحية (التي ُ‬
‫ُ‬
‫املعنونة للباحثني‬
‫َ‬ ‫املرشوع بعد إمتامه هذه املدونات‬ ‫ُ‬ ‫يتيح‬
‫ب إليه املعنى)‪ .‬وسوف ُ‬ ‫ُين َْس ُ‬
‫بصورة مفتوحة املصدر من أجل تشجيعهم عىل تطبيق ُخ ِ‬
‫وار ْزمات التع ُّلم احلاسويب‬ ‫ٍ‬
‫عليها سع ًّيا إىل تدريبها عىل حتليل وإنتاج هذه االرتباطات والرتاكيب حاسوب ًّيا يف وثائق‬
‫جديدة خالف تلك التي أنتجها هذا املرشوع‪.‬‬

‫‪-208-‬‬
‫ضخم‪ ،‬و ُت َعدُّ‬
‫ً‬ ‫Ÿ Ÿال تزال املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة ِدالل ًّيا فيام يتجاوز املستوى امل ْع َجمي حتد ًيا‬
‫جلة اللغة حاسوب ًّيا الذي ينشط فيه الباحثون من‬ ‫األكثر خصوب ًة يف إطار ُمعا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫احلقل‬ ‫اآلن‬
‫احلاسوبيني وال ُّل َغويني م ًعا‪ ،‬ويف هذا الصدد حتتاج ال ُّلغ ُة العربي ُة عىل وجه اخلصوص إىل‬
‫غزيرة عىل مدى طويل من أجل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جلهود‬ ‫تكريس العديد من مثل هؤالء الباحثني‬
‫ِ‬
‫االتفاق أوالً عىل الصياغات الرياضية املحكمة للمسائل الداللية املركزية عىل املستويات‬ ‫ŸŸ‬
‫ِ‬
‫ترويض التكلفة احلاسوبية هلذه‬ ‫ِ‬
‫فوق املعجمية‪ ،‬ثم إجياد حلول رياضية مقبولة هلا‪ ،‬ثم‬
‫أخريا‬
‫تصري يف متناول قدرات احلاسبات الرقمية املعارصة ويمك َن بذلك ً‬ ‫َ‬ ‫احللول حتى‬
‫ٍ‬
‫عملية ضمن إطار تقنيات معاجلة اللغات احلية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تطبيقات‬ ‫إدماجها يف‬
‫ُ‬
‫Ÿ Ÿالعمل عىل العنونة الداللية املعجمية ‪ -‬وكذلك العنونة الداللية فوق املعجمية ‪ -‬ملدو ٍ‬
‫نات‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫متوازنة النطاقات وذات أحجام كبرية وبدقة عالية‪ ،‬وهو أمر متس احلاجة إليه من‬ ‫ٍ‬
‫نصية‬
‫أجل تدريب خمتلف آليات فك االلتباس الداليل‪.‬‬

‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬


‫‪1.1‬أنيس (إبراهيم)‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪1952 ،‬م‪.‬‬
‫‪2.2‬جبل (عبد الكريم حسن)‪ :‬يف علم الداللة‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪3.3‬صيني (حممود إسامعيل) وآخرون‪ :‬املكنز العريب املعارص‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪1993 ،1‬م‪.‬‬
‫«س ُطور» اململكة العربية‬ ‫دار ن ْ ِ‬
‫َش ُ‬ ‫‪ُ 4.4‬ع َمر (أمحد ُمتار) وآخرون‪ :‬ا َمل ْكن َُز الك ُ‬
‫َبري‪ُ ،‬‬
‫السعودية‪،‬‏ط‪2002 ،1‬‏م‪.‬‬
‫عال ال ُكت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُب‪ ،‬ط‪1998 ،5‬‏م‪.‬‬ ‫‪ُ 5.5‬ع َمر (أمحد ُمتار)‪ :‬ع ْل ُم الدِّ َللة‪ُ َ ،‬‬
‫‪6.6‬غالب (حنَّا)‪ :‬كنز اللغة العربية‪ ،‬لبنان نارشون‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪7.7‬غايل (وجدي رزق)‪ :‬معجم املرتادفات العربية األصغر‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بريوت‪،‬‬

‫‪-209-‬‬
.‫م‬1996 ،1‫ط‬
ِ ِ َ ِ‫ـقول الدِّ َلل َّي ُة الصف َّي ُة ل‬
ُ ‫حل‬
،‫بالرياض‬
ِّ ‫املريخ‬ ُ ،‫أل ْفعال ال َع َرب َّية‬
ِّ ‫دار‬ ْ َّ ُ ‫ ا‬:)‫(س َل ْيامن‬
ُ ‫ َف َّياض‬8.8
.‫م‬1990
‫ املنظمة العربية للرتبية‬- ‫ باالشرتاك مع‬- ‫مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬9.9
‫ يونيو‬،‫ املعجم العريب التفاعيل؛ مواصفات وخصائص املرشوع‬،‫والثقافة والعلوم‬
http://www.almuajam.org/AraDicPlan_3.pdf .‫م‬2008

،‫ الروس‬،‫ املعجم العريب األسايس‬،‫املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم‬1010


.‫م‬1988
.‫ دار املرشق‬،‫ ا ُْلن ِْجد يف املرتادفات واملتجانسات‬:)‫سوعي‬ ِ
‫(رفائيل ال َي‬ ‫نخلة‬1111
ّ
.‫ بريوت‬،‫ مكتبة لبنان‬،‫ نجعة الرائد يف املرتادف واملتوارد‬:)‫اليازجي (إبراهيم‬1212
13. Agirre, E., Edmonds, P., Word Sense Disambiguation; Algorithms and
Applications, Springer-Verlag, ISBN 978-1-4020-4808-4, 1st ed. 2007.
14. Attia, M., Rashwan, M., Al-Badrashiny, M., Fassieh©; a Semi-Au�
tomatic Visual Interactive Tool for the Morphological, PoS-
Tags, Phonetic, and Semantic Annotation of the Arabic Text,
IEEE Transactions on Audio, Speech, and Language Processing
(TASLP) http://www.SignalProcessingSociety.org/Publications/
Periodicals/TASLP: Special Issue on Processing Morphologically
Rich Languages, Vol. 17 - Issue 5; pp. 916 to pp. 925 http://iee�
explore.ieee.org/xpl/freeabs_all.jsp?isnumber=5067414& ar-num�
ber=5075778&count=21&index=6, July 2009.
15. Attia, M., Rashwan, M., Ragheb, A., Al-Badrashiny, M., Al-Ba�
soumy, H., Abdou, S., A Compact Arabic Lexical Semantics Lan�
guage Resource Based on the Theory of Semantic Fields, Lecture
Notes on Computer Science (LNCS): Advances in Natural Language
Pro-cessing, Springer-Verlag Berlin Heidelberg: www.SpringerOn�
line.com, LNCS/LNAI; Vol. No. 5221/2008; pp. 65 – 76, http://
www.springerlink.com/content/100p13145723v162/, Aug. 2008.

-210-
16. Black, W., Elkateb, S., Rodriguez, H., Alkhalifa, M., Vossen, P.,
Fell-baum, C., Introducing the Arabic Word Net Project, 2006;
http://www.globalwordnet.org/AWN/meetings/GWApaper.pdf.
17. Diab, M., The Feasibility of Bootstrapping an Arabic Word Net
Lev-eraging Parallel Corpora and an English Word Net, Proceed�
ings of the Arabic Language Technologies and Resources Int’l Con�
ference; NEMLAR, Cairo 2004.
18. Dichy, J., Hassoun, M., The DINAR.1 (DIctionnaire INformatisé de
l’ARabe, version 1) Arabic Lexical Resource, an Outline of Con�
tents and Methodology, The ELRA news letter, April-June 2005,
Vol.10 n.2, France.
19. Ghonaimy, M.A., A Tutorial Review on Word Nets, Proceedings
of the 4th Conference on Language Engineering; CLE’2003, the
Egyptian Society of Language Engineering (ESoLE).
20. Gruber, T., What is an Ontology? http://www-ksl.stanford.edu/kst/
what-is-an-ontology.html, Stanford University, 2001. (Retrieved
Nov. 9th, 2009(.
21. Gruber, T., Toward Principles for the Design of Ontologies Used
for Knowledge Sharing, International Journal of Human-Computer
Studies 43 (5-6): 907–928, 1995.
22. Hearst, M., Untangling Text Data Mining, Proceedings of the 37th
Annual Meeting of the Association for Computational Linguistics
(ACL), 1999; http://www.sims.Berkeley.edu/~hearst/papers/acl99/
acl99-tdm.html.
23. Kahusk, N., Vider, K., Lexical Semantic Databases, Summer School
Language Technology in Human-Computer Interaction, Institute of
Computer Science - Department of General Linguistics - University
of Tartu - Estonia, Aug. 2002. http://www.cs.ut.ee/~koit/SS02/lex�
sem_over1.pdf.
24. Lehrer, A., Semantic Fields and Lexical Structures, Amsterdam -
London, 1974.

-211-
25. Riloff, E., Jones, R., Learning Dictionaries for Information Extrac�
tion Using Multi-level Boot-strapping, Proceedings of AAAI-99.
26. Schütze, H., Manning, C.D., Foundations of Statistical Natural Lan�
guage Processing, the MIT Press, 2000.
27. Vossen, P., Euro Word Net; General Document, Version 3 - Final,
University of Amsterdam, http://www.hum.uva.nl/~ewn, 2002.

:‫مواقع ذات صلة عىل الشبكة العنكبوتية‬


28. http://en.wikipedia.org/wiki/Ontology_(information_science)
29. http://www.lT-world.org/
30. http://www.globalwordnet.org/
31. http://www.globalwordnet.org/AWN
32. WordNet® - Princeton University: http://wordnet.princeton.edu/
33. http://arabicontology.sourceforge.net/
34. http://www.undl.org/
35. http://www.rdi-eg.com/ar/technologies/arabic_nlp.htm,
36. http://www.rdi-eg.com/Technologies/arabic_nlp.htm,
37. http://www.rdi-eg.com/ar/projects/TextMining.htm
38. http://www.MonNet-project.eu
39. http://www.BBN.com/NLP/OntoNotes
40. http://kacst.summon.serialssolutions.com/

-212-
‫السادس‬
‫الفصل َّ‬
‫اآللي‬
‫ّ‬ ‫عجمي‬
‫ّ‬ ‫التَّحليل ا ُمل‬

‫السعيد‬
‫الـمعت ّز باهلل َّ‬
‫د‪ُ .‬‬

‫عجمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬يف التَّحليل ا ُمل‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬
‫وي‪.‬‬ ‫‪ -2‬من ُم ِّ‬
‫عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ‬
‫الصناعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ا ُمل َ‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬
‫وي‪.‬‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬
‫‪ -4‬من أدوات ا ُمل َ‬
‫وحات علم َّي ٍة ودراسات ُمستقبل َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ألطر‬
‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-5‬‬

‫‪-213-‬‬
-214-
‫عجمي‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬يف التَّحليل ا ُمل‬
‫تنبثق عن ُركنَني‬ ‫غوي ا َّلتي ُ‬
‫الـمعجم ال ُّل ّ‬
‫كونات ُ‬ ‫بم َ‬
‫عالة ُم ِّ‬ ‫عجمي ُ‬
‫ُّ‬ ‫الـم‬
‫َّحليل ُ‬ ‫ُيعنى الت ُ‬
‫ُ‬
‫يتناول‬ ‫عجمي‬
‫َّ‬ ‫الـم‬ ‫فإن الت َ‬
‫َّحليل ُ‬ ‫الـمن َط َلق‪َّ ،‬‬
‫ئيسني‪ُ ،‬ها‪ :‬املبنى‪ ،‬واملعنى‪ .‬ومن هذا ُ‬ ‫َر َ‬
‫فردات ال ُّلغة وتصنيفها‬ ‫أساليب البحث يف ال َّثروة ال َّلفظ َّية ل ُّلغة اإلنسان َّية‪ ،‬و ُط ُرق مجع ُم َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وترتيبها وتعيني ص َيغها و ُمشت َّق ِاتا ومعانيها وأساليبها‪ ،‬باإلضافة إىل شواهدها الدَّ ا َّلة‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫استعامالتا ال ُّلغو َّية‪.‬‬ ‫عىل‬
‫الوحدة املفتاح َّية ا َّلتي ُيس َتنَدُ إليها يف االستدالل عىل‬ ‫غوي َ‬‫و ُيم ِّث ُل املبنى يف ا ُملعجم ال ُّل ّ‬
‫الصناعة‬ ‫ب عن ُه يف ِّ‬ ‫والشواهد‪ ،‬واالستعامالت‪)... ،‬؛ و ُي َع َّ ُ‬ ‫املعارف ا ُملعجم َّية (من املعاين‪َّ ،‬‬
‫(وحدة‬ ‫(الوحدة ا ُملعجم َّية) أو َ‬ ‫ف بـ (لكسيم ‪ )Lexeme‬أو َ‬ ‫ا ُملعجم َّية احلديثة بام ُي َ‬
‫عر ُ‬
‫الوحد ُة ا ُملعجم َّي ُة‬ ‫تتفر ُع َ‬ ‫عجمي)‪ .‬ويف ال ُّلغات االشتقاق َّية – مثل ال ُّلغة العرب َّية – َّ‬‫ّ‬ ‫التَّحليل ا ُمل‬
‫حلقل‬ ‫عجمي)‪ ،‬و ُيمك ُن تعري ُف ُه بأ َّن ُه ا َ‬ ‫ّ‬ ‫ف بـ (املدخل ا ُمل‬ ‫عر ُ‬‫أصل [أو جذر] للكلمة‪ُ ،‬ي َ‬ ‫ٍ‬ ‫عن‬
‫ُ‬
‫تفصيل‬ ‫واحدة؛ وسري ُد‬ ‫تشرتك يف ماد ٍة ُلغوي ٍة ِ‬ ‫ُ‬ ‫ا َّلذي تنتَمي إليه جمموع ٌة من الكلامت ا َّلتي‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ذلك الح ًقا‪.‬‬ ‫َ‬
‫أساسا ألجل الوصول إليه؛‬ ‫ً‬ ‫ف ا َّلذي ُيصن َُع ا ُمل ُ‬
‫عجم‬ ‫كو ُن ا ُملستَهدَ ُ‬ ‫أ َّما املعنى فهو ا ُمل ِّ‬
‫فردات ال ُّلغة ا ُملم َّثلة يف الوحدات ا ُملعجم َّية‪ .‬وهو‬ ‫عي ُمل َ‬ ‫و ُيم ِّث ُل املفهو َم ال ُّل َّ‬
‫غوي ا ُملجت ََم َّ‬
‫فردة؛ و ُيعت ََمدُ يف استنباط املعاين ا ُملعجم َّية عىل الدِّ الالت‬ ‫ِ‬
‫التباس ا ُمل َ‬ ‫بذلك وسيل ُة إزالة‬ ‫َ‬
‫لذلك‪ُ ،‬يت ََم ُل أن تتعدَّ َد املعاين‬
‫َ‬ ‫السياقات ا َّلتي تر ُد فيها؛ وتب ًعا‬ ‫فردات ال ُّلغة يف ِّ‬ ‫ال ُّلغو َّية ُمل َ‬
‫السياقات تُست ََمدُّ‬
‫فإن هذه ِّ‬ ‫فردة الواحدة بحسب سياقاهتا‪ .‬وبطبيعة احلال‪َّ ،‬‬ ‫للم َ‬‫ا ُملعجم َّية ُ‬
‫من ال ُّلغة الطبيع َّية ا ُملستَخدَ مة فعل ًّيا‪.‬‬
‫وتتفر ُع‬
‫َّ‬ ‫غوي ا َّلتي تبدأ باملداخل؛‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ‬ ‫بم ِّ‬
‫عجمي إذن ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُيعنى الت ُ‬
‫َّحليل ا ُمل‬
‫كل و ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حدة معنًى‬ ‫ويتفر ُع عن ِّ َ‬
‫َّ‬ ‫مدخل َوحد ٌة أو جمموع ٌة من الوحدات ا ُملعجم َّية؛‬ ‫عن ِّ‬
‫كل‬
‫كل معنًى‬ ‫َّصل ُّ‬ ‫ٍ‬
‫بمعان وظيف َّية‪ ،‬ويت ُ‬ ‫َّصل ك ُُّل مبنًى‬
‫أو جمموعة من املعاين ا ُملعجم َّية‪ ،‬ويت ُ‬
‫كونات و َدورها يف‬ ‫وسنعرض لبيان هذه ا ُمل ِّ‬‫ُ‬ ‫ومعارف ُمعجم َّية أخرى‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بشواهدَ‬
‫غوي فيام يأيت‪.‬‬ ‫ا ُملعجم ال ُّل ّ‬

‫‪-215-‬‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّلغ ّ‬
‫َوي‬ ‫‪ -2‬من ُم ِّ‬
‫رض من ا ُملعجم‪،‬‬ ‫غوي لعدَّ ة عوامل‪ ،‬منها‪ :‬طبيع ُة ال ُّلغة‪ ،‬وال َغ ُ‬ ‫ختضع بني ُة ا ُملعجم ال ُّل ّ‬ ‫ُ‬
‫تأخذ أنام ًطا ُمتلفة‪ .‬وبطبيعة احلال‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ُ‬ ‫املعاجم ال ُّلغو َّي َة‬
‫َ‬ ‫والفئات ا ُملستهدَ فة‪ .‬هلذا‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ُ‬
‫كونات ا ُملعجم [أو عنارصه]‪ .‬وعىل سبيل املثال‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫االختالف ُيؤ ِّدي إىل تبا ُين ُم ِّ‬ ‫َ‬ ‫هذا‬
‫رئيسا يف املعاجم التَّارخي َّية؛‬ ‫كونًا ً‬ ‫املعاجم ا ُملعارصة ال تُعنى بمعلومات التَّأثيل ا َّلتي ُت َعدُّ ُم ِّ‬ ‫َ‬
‫املعاجم‬
‫ُ‬ ‫وجهة ألبناء ال ُّلغة ا ُملع َّينة ال تُعنى بمعلومات التَّكرار ا َّلتي تُعنى هبا‬ ‫واملعاجم ا ُمل َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َّاطقني بغري هذه ال ُّلغة‪ ،‬وقس عىل ذلك‬
‫أنواع املعاجم باختالف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وجهة للن‬‫التَّعليم َّية ا ُمل َّ‬
‫غاتا و ُمستوياهتا وأهدافها‪.‬‬ ‫ُل ِ‬
‫هناك مكو ٍ‬
‫عجم بدوهنا؛ وال‬ ‫يستقيم ا ُمل ُ‬
‫ُ‬ ‫نات ُمعجم َّي ًة رئيسة‪ ،‬ال‬ ‫َ ُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫القول َّ‬
‫إن‬ ‫ُيمك ُن‬
‫ب عن‬ ‫عجم باملفهوم الدَّ قيق َّإل ُبوجودها‪ ،‬مثل‪( :‬الوحدات ا ُملعجم َّية) ا َّلتي ُت َع ِّ ُ‬ ‫يكون ُم ً‬ ‫ُ‬
‫رشحها‬ ‫َّاع ا ُملعج ِم َ‬ ‫ينشدُ ُصن ُ‬ ‫فردات [الغامضة] ا َّلتي ُ‬ ‫«ال ُّلغة املوصوفة»؛ وهي ا ُمل َم َّثلة يف ا ُمل َ‬
‫ب عن «ال ُّلغة الواصفة»؛ وهي‬ ‫وكذلك املعاين ا ُملعجم َّية ا َّلتي ُت َع ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫وإزا َل َة االلتباس عنها‪،‬‬
‫الصناعة‬ ‫األسايس من ِّ‬ ‫َّ‬ ‫اهلدف‬
‫َ‬ ‫ما َّد ُة اإلفهام ا َّلتي تُؤ ِّدي حاج َة ُمستخدمي ا ُملعجم ُ‬
‫وت ِّق ُق‬
‫ا ُملعجم َّية‪.‬‬
‫اعتبارين‪:‬‬
‫َ‬ ‫وفق‬ ‫كونات ا ُمل َ‬
‫عجم َ‬ ‫تصنيف ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫من هذا ا ُملن َط َلق‪ُ ،‬يمك ُن‬
‫ ‪-‬اعتبار ال ُع ُموم واالختصاص‪:‬‬
‫نرصا يف ُم َت َلف أنواع املعاجم‪،‬‬ ‫َ‬
‫تكون ُع ً‬ ‫بعض ا ُمل ِّ‬
‫كونات ألن‬ ‫تصلح ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬
‫مصنوعة ألهدافٍ‬
‫ٍ‬ ‫تكون ُعنصا يف معاجم ُمتَصةٍ‬
‫َ َّ‬ ‫َ ُ ً‬ ‫نات أخرى ألن‬ ‫كو ٌ‬
‫وتصلح ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫ُم َع َّينة‪.‬‬

‫ ‪-‬اعتبار ال َّثبات والت ُّ‬


‫َّغي‪:‬‬
‫تفرض ُه قواعدُ ال ُّلغة وقوانينُها‪ ،‬وأن‬ ‫شكل ثابتًا ُ‬ ‫كونات ً‬ ‫بعض ا ُمل ِّ‬
‫تأخ َذ ُ‬
‫ونعني أن ُ‬
‫تغيا تتحك َُّم فيه املا َّد ُة ا ُملعجم َّي ُة ُ‬
‫ذاتا‪.‬‬ ‫نات أخرى ً‬
‫شكل ُم ِّ ً‬ ‫كو ٌ‬‫تأخ َذ ُم ِّ‬
‫ُ‬
‫بني ال ُع ُموم‬ ‫كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ‬
‫غوي‪ ،‬وحالتها َ‬ ‫وض ُح (اجلدول ‪ )1-6‬بيانًا ألبرز ُم ِّ‬
‫و ُي ِّ‬
‫ٍ‬
‫َّغي من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫واالختصاص من ناحية‪ ،‬وال َّثبات والت ُّ‬

‫‪-216-‬‬
‫ال ّثبات وال َّتغ َُّي‬ ‫ال ُع ُموم واالختصاص‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ‬
‫غوي‬ ‫ُم ِّ‬ ‫م‬
‫تغية‬
‫ُم ِّ‬ ‫ثابتة‬ ‫ُمت ََّصة‬ ‫عامة‬
‫َّ‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية‬ ‫‪1‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫معلومات اهلجاء والنُّطق‬ ‫‪2‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املعاين الوظيف َّية‬ ‫‪3‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املعاين ا ُملعجم َّية‬ ‫‪4‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املعلومات التَّأثيل َّية‬ ‫‪5‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫احلُ ُقول والعالقات الدِّ الل َّية‬ ‫‪6‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫الشواهد ا ُملعجم َّية‬
‫َّ‬ ‫‪7‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫املعلومات التَّارخي َّية‬ ‫‪8‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫ُمستويات االستعامل‬ ‫‪9‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫[الت ُّدد]‬
‫معلومات التَّكرار َّ َ‬ ‫‪10‬‬
‫العريب‬
‫ّ‬ ‫الـمعجم‬
‫اجلدول ‪ :1-6‬نامذج من الوحدات املعجم َّية يف ُ‬
‫كونات‪ ،‬ك ٍُّل عىل ِحدة‪ ،‬مع التَّمثيل عليها يف ا ُملعجم العر ّيب‪.‬‬
‫ونعرض فيام يأيت ملاه َّية هذه ا ُمل ِّ‬
‫ُ‬

‫‪ -1.2‬املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية (‪)Entries & Lexemes‬‬

‫قل ا َّلذي تنتَمي إليه جمموع ٌة من‬ ‫عج ِم ُّي ‪ Lexical Entry‬هو ذلك احلَ ُ‬ ‫املدخل ا ُمل َ‬ ‫ُ‬
‫جذرا ُل َغ ِو ًّيا‬ ‫ُ‬ ‫تشرتك يف ماد ٍة ُل َغ ِوي ٍة ِ‬
‫ُ‬ ‫الكلامت ا َّلتي‬
‫يكون ً‬ ‫واحدة [يف معاجم األلفاظ]‪ ،‬وقد‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لكلم ٍة‬
‫َ‬ ‫عج ِم َّي ًة [جمموعة من املحارف األصيلة]‬ ‫ُ‬
‫يكون ما َّد ًة ُم َ‬ ‫لكلمة َع َربِ َّي ٍة أو ُم َع َّربة‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫دخيلة؛ أما الوحدات ا ُملعج ِمية ‪ Lexemes‬فهي جممو َع ُة الك َِلامت الر ِ‬
‫أس َّية ا َّلتي ت َُشك ُِّل‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫نسد َل َة عن ا َملدخل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َقوائ َم ا ُمل َ‬
‫نامذج املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العر ّ‬
‫يب‪.‬‬ ‫وض ُح (اجلدول ‪َ )2-6‬‬
‫و ُي ِّ‬

‫‪-217-‬‬
‫الوحدات‬
‫أنواع َ‬ ‫أقسام الكالم‬ ‫املداخل ا ُملعجم َّية‬ ‫الوحدات ا ُملعجم َّية‬ ‫م‬
‫عرب َّية‬ ‫فِعل‬ ‫آ َث َر‬ ‫‪1‬‬
‫عرب َّية‬ ‫فِعل‬ ‫ءثر‬ ‫استأ َث َر‬ ‫‪2‬‬
‫عرب َّية‬ ‫اسم‬ ‫األ َثر‬ ‫‪3‬‬
‫دخيلة‬ ‫اسم‬ ‫باشا‬ ‫الباشا‬ ‫‪4‬‬
‫ُم َع َّربة‬ ‫اسم‬ ‫األُ ْس ُق ّ‬
‫ف‬ ‫‪5‬‬
‫سقف‬
‫عرب َّية‬ ‫اسم‬ ‫الس ْقف‬
‫َّ‬ ‫‪6‬‬
‫عرب َّية‬ ‫فِعل‬ ‫َكت َ‬
‫َب‬ ‫‪7‬‬
‫عرب َّية‬ ‫اسم‬ ‫كتب‬ ‫الكاتِب‬ ‫‪8‬‬
‫عرب َّية‬ ‫اسم‬ ‫املكتَبة‬ ‫‪9‬‬
‫عرب َّية‬ ‫حرف ‪ /‬أداة‬ ‫يا‬ ‫يا‬ ‫‪10‬‬
‫العريب‬
‫ّ‬ ‫الـمعجم‬
‫اجلدول ‪ :2-6‬نامذج من الوحدات املعجم َّية يف ُ‬

‫‪ -2.2‬معلومات اهلجاء والنُّطق (‪)Alphabet & Pronunciation‬‬


‫ُوج ُه ُمستخدمي ا ُملعجم إىل معرفة طريقة كتابة الوحدات‬ ‫املعلومات ا َّلتي ت ِّ‬
‫ُ‬ ‫قصدُ هبا‬ ‫ُي َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فردات املرشوحة] وكيف َّية نُطقها بصورة سليمة‪ ،‬وف ًقا لقواعد ال ُّلغة‪.‬‬ ‫ا ُملعجم َّية [أو ا ُمل َ‬
‫حيث تُساعدُ ُمتع ِّلمي ال ُّلغة عىل‬
‫ُ‬ ‫تعليمي يف األساس؛‬ ‫ٌّ‬ ‫واهلدف من هذه املعلومات‬ ‫ُ‬
‫اإلفادة من ا ُملعجم يف تع ُّلم املهارات ال ُّلغو َّية‪ :‬القراءة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والتَّحدُّ ث واالستامع‪.‬‬
‫حيث كانت‬ ‫ُالحظ عناي َة املعاجم العرب َّية القديمة هبا؛ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيام يتع َّل ُق بمعلومات اهلجاء‪ ،‬ن‬
‫أن كلم ًة ما تُكتَب بالعني ا ُمل ِ‬
‫وأن كلم ًة ثاني ًة تُكت ُ‬
‫َب‬ ‫متييزا هلا عن ال َغني‪َّ ،‬‬ ‫هملة ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ُص عىل َّ‬ ‫تن ُّ‬
‫متييزا هلا عن ال َّثاء ا َّلتي‬
‫َب بالتَّاء ا ُملثنَّاة ً‬
‫وأن كلم ًة ثالث ًة تُكت ُ‬ ‫بالباء ا ُمل َو َّحدة ً‬
‫متييزا هلا عن الياء‪َّ ،‬‬
‫تطور شكل الكتابة العرب َّية وظهور النِّقاط وعالمات‬ ‫بأنا ُمث َّلثة‪ ،‬وهكذا‪ .‬ومع ُّ‬‫ف َّ‬ ‫ُوص ُ‬
‫ت َ‬
‫تالشت يف أكثر املعاجم ا ُملعارصة‪.‬‬ ‫الضبط‪ ،‬تق َّل َصت هذه العناية‪ ،‬حتَّى َ‬ ‫َّ‬
‫الضبط‬ ‫ب عىل املعاجم العرب َّية أن تكتفي بوضع عالمات َّ‬ ‫معلومات النُّطق‪ ،‬فيغ ُل ُ‬
‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫بعض املعاجم ا َّلتي تُعنى بإبراز طريقة نُطق الوحدات‬ ‫ثم َة َ‬ ‫أن َّ‬‫السليم؛ َّإل َّ‬
‫لفبانة عن النُّطق َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصوت َّية الدَّ ول َّية ‪International Phonetic‬‬ ‫ا ُملعجم َّية باستخدام ُرموز األلفبائ َّية َّ‬
‫الصوتِ َّية الدَّ ولِ َّية‬ ‫ِ‬
‫‪)Alphabet (IPA‬؛ وهي جمموع ٌة من ُرموز املحارف‪ ،‬أ َق َّرهتا اجلَمع َّية َّ‬

‫‪-218-‬‬
‫بباريس ‪ Association Phonétique Internationale‬يف عام ‪1888‬م‪ ،‬لتيسري قراءة‬
‫الصوت َّية‬
‫تصو ًرا ُلرموز الكتابة َّ‬
‫ُّ‬ ‫ُم َت َلف ال ُّلغات اإلنسان َّية‪ .‬و ُي ِّ‬
‫وض ُح (اجلدول ‪)3-6‬‬
‫للفونيامت [األصوات] العرب َّية‪.‬‬
‫الرمز‬
‫َّ‬ ‫الصوت‬
‫َّ‬ ‫الرمز‬
‫َّ‬ ‫الصوت‬
‫َّ‬ ‫الرمز‬
‫َّ‬ ‫الصوت‬
‫َّ‬
‫الصوامت‬
‫الصوامت وأشباه َّ‬
‫َّ‬ ‫‪Consonants & Semi Consonants‬‬
‫‪f‬‬ ‫ف‬ ‫‪R‬‬ ‫ر‬ ‫‪ʔ‬‬ ‫ء‬
‫‪q‬‬ ‫ق‬ ‫‪Z‬‬ ‫ز‬ ‫‪B‬‬ ‫ب‬
‫‪k‬‬ ‫ك‬ ‫‪S‬‬ ‫س‬ ‫‪T‬‬ ‫ت‬
‫‪l‬‬ ‫ل‬ ‫‪Š‬‬ ‫ش‬ ‫‪ṯ‬‬ ‫ث‬
‫‪m‬‬ ‫م‬ ‫‪ṣ‬‬ ‫ص‬ ‫‪dʒ‬‬ ‫ج‬
‫‪n‬‬ ‫ن‬ ‫‪ḍ‬‬ ‫ض‬ ‫‪Ħ‬‬ ‫ح‬
‫‪h‬‬ ‫هـ‬ ‫‪ṭ‬‬ ‫ط‬ ‫‪ḫ‬‬ ‫خ‬
‫‪w‬‬ ‫و‬ ‫‪ẓ‬‬ ‫ظ‬ ‫‪D‬‬ ‫د‬
‫‪y‬‬ ‫ي‬ ‫‪ʕ‬‬ ‫ع‬ ‫‪ḏ‬‬ ‫ذ‬
‫‪Ġ‬‬ ‫غ‬
‫الصوائت‬
‫‪َّ Vowels‬‬
‫‪i‬‬ ‫(ي) قصرية‬ ‫‪ʊ‬‬ ‫(و) قصرية‬ ‫‪A‬‬ ‫(ا) قصرية‬
‫‪i:‬‬ ‫(ي) طويلة‬ ‫‪u:‬‬ ‫(و) طويلة‬ ‫‪Æ‬‬ ‫(ا) طويلة‬
‫للو َحدات ا ُملعجم َّية العرب َّية‬
‫الصوت َّية َ‬
‫تصور ُلرموز الكتابة َّ‬
‫اجلدول ‪ُّ :3-6‬‬

‫‪ -3.2‬املعاين الوظيف َّية (‪)Grammatical Functions‬‬

‫تتجاوز‬
‫ُ‬ ‫سياقات ُلغو َّي ٍة‬
‫ٍ‬ ‫فردات ا ُملعجم يف‬
‫ُ‬ ‫قصدُ هبا الوظائف النَّحو َّية ا َّلتي تُؤ ِّدهيا ُم‬ ‫ُي َ‬
‫املعاجم ال ُّلغو َّي ُة عمو ًما‬ ‫وتقترص‬ ‫ٍ‬
‫واستعامالت ُلغو َّية‪.‬‬ ‫إطار الكلمة الواحدة إىل تراكيب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يب عىل‬‫دون القياس َّية‪ .‬وتأيت املعاين الوظيف َّي ُة يف ا ُملعجم العر ّ‬ ‫السامع َّية َ‬ ‫عىل املعاين الوظيف َّية َّ‬
‫ورتَني‪:‬‬
‫إحدى ُص َ‬
‫فردات؛ ومن أمثلتها‪ :‬ما‬ ‫للم َ‬ ‫ ‪(-‬املعاين الوظيف َّية البِنَو َّية)‪ .‬تُعنى بالبنية َّ‬
‫الصف َّية ُ‬
‫دة‪ ،‬ومصادرها‪ِ ،‬‬
‫وص َيغ التَّذكري والتَّأنيث‪،‬‬ ‫َّصل بأبواب األفعال ال ُّثالثية ا ُملجر ِ‬ ‫يت ُ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وجوع التَّكسري‪.‬‬‫ُُ‬

‫‪-219-‬‬
‫بني أقسام‬ ‫التكيب َّية؛ ومن أمثلتها‪ :‬التَّمييز َ‬ ‫التكيب َّية)‪ .‬تُعنى بالبنية َّ‬
‫ ‪(-‬املعاين الوظيف َّية َّ‬
‫اللزم وا ُملتعدِّ ي من األفعال‪.‬‬ ‫بني َّ‬ ‫يب (االسم والفعل واألداة)‪ ،‬والتَّمييز َ‬ ‫الكالم العر ّ‬
‫لقاعدة نحو َّي ٍة ُم َع َّي ٍنة ُيمك ُن‬
‫ٍ‬ ‫ختضع‬
‫ُ‬ ‫والدَّ اعي إىل ُوجود هذه املعاين يف ا ُملعجم َّأنا ال‬
‫َّحوي ل ُّلغة‪ .‬ومن‬ ‫مصادر التَّقعيد الن ّ‬ ‫ُ‬ ‫وليست ممَّا تُعنى به‬ ‫القياس عليها‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫االهتدا ُء هبا أو‬
‫ِ‬
‫واشتقاقاتا يف‬ ‫فردات‬ ‫َث َّم‪ ،‬تبدو احلاج ُة إليها ُملساعدة ُمستخدمي ا ُملعجم عىل توظيف ا ُمل َ‬
‫استعامالت ُلغو َّي ٍة سليمة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬تُساعدُ املعاين الوظيف َّية البنو َّية عىل توجيه‬ ‫ٍ‬
‫َب)؛‬‫الثي ا ُمل َج َّرد ( َكت َ‬‫ُمستخدمي ا ُملعجم إىل صيغة الفعل ا ُملضارع ( َيكتُب) من املايض ال ُّث ّ‬
‫الفعل (أعطى) ال‬ ‫َ‬ ‫ستخدمني إىل َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫التكيب َّي ُة عىل توجيه ا ُمل‬‫و تُساعدُ املعاين الوظيف َّية َّ‬
‫فعل ُمتعدٍّ بمف ُعو َلني؛ وهكذا‪.‬‬ ‫جلملة العرب َّية َّإل ُبوجود املفعو َلني‪ ،‬بمعنى أ َّن ُه ٌ‬ ‫يستقيم يف ا ُ‬
‫ُ‬

‫‪ -4.2‬املعاين ا ُملعجم َّية (‪)Lexical Meanings‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عجامت ال ُّل َغو َّية عىل‬ ‫رت ُك َ‬
‫بني ا ُمل‬ ‫ُ‬
‫اختالف أنواعها؛ إذ‬ ‫العامل ا ُملش َ‬ ‫عجمي هو‬
‫ُّ‬ ‫املعنى ا ُمل‬
‫أساسا يف حتقيق غاية هذه ا ُملعجامت من اإلفهام وإزالة ال ُغ ُموض؛ و ُي َ‬
‫قصدُ‬ ‫ً‬ ‫ُي َع َّو ُل عليه‬
‫ِ‬
‫سياقاتا ال ُّلغو َّية‪ ،‬رشيط َة أن‬
‫َ‬
‫تكون‬ ‫الوحدات ا ُملعجم َّية يف‬
‫ُ‬ ‫ذلك املعنى ا َّلذي ت ُ‬
‫ُشري إليه‬ ‫به َ‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬رشيط َة‬ ‫ٍ‬ ‫ياقات ُم َع ِّب ًة عن ال ُعرف العا ّم لدى اجلامعة ال ُّلغو َّية‪ ،‬أو‬ ‫الس ُ‬ ‫هذه ِّ‬
‫تعار ًفا عليها يف ا ُملجتمع‬
‫السياقات شائع ًة ومقبول ًة و ُم َ‬ ‫االستعامالت ال ُّلغو َّية هلذه ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تكون‬ ‫أن‬
‫غوي ا ُمل َع َّي‪.‬‬‫ال ُّل ّ‬
‫ورتَني‪:‬‬
‫عجمي عىل إحدى ُص َ‬ ‫ُّ‬ ‫ويأيت املعنى ا ُمل‬
‫ ‪-‬ا َملعنى َ ِ ِ‬
‫الصيح ا ُملبارش ا َّلذي ت ُ‬
‫ُشري إليه‬ ‫احلقيقيّ ‪ :Literal meaning‬وهو املعنى َّ‬
‫مدلوالت الوحدات ا ُملعجم َّية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وهو املعنى َغري ا ُملبارش ا َّلذي ُ‬
‫حيمل‬ ‫ي ‪ُ :Figurative meaning‬‬ ‫ ‪-‬ا َملعنى ا َمل ِ‬
‫جاز ّ‬
‫بالغي‪َ ،‬وتَدُ ُّل عليه‬
‫ٍّ‬ ‫ويكون هذا املعنى ذا طاب ٍع‬ ‫ُ‬ ‫احلقيقي؛‬
‫ّ‬ ‫دالل ًة ُمغاير ًة للمعنى‬
‫َق ِرين ٌة َلفظِ َّي ٌة أو َمعن َِو َّية‪.‬‬
‫السياقات وأسالِيب التَّعبِري‬ ‫فردات] بِ َت َعدُّ د ِّ‬‫عجم َّي ُة للوحدات [ا ُمل َ‬
‫عان ا ُمل ِ‬
‫َ‬ ‫َو َت َت َعدَّ ُد ا َمل ِ‬
‫بالوحدة ا ُملعجم َّية (ال َعني)؛ ُ‬
‫حيث تر ُد‬ ‫َّمثيل عىل َ‬
‫ذلك َ‬ ‫فردة‪ .‬و ُيمك ُن الت ُ‬ ‫ا َّلتي تر ُد فيها ا ُمل َ‬
‫أحيانًا فتُفيدُ « ُعضو اإلبصار عند اإلنسان واحليوان»‪ ،‬وقد ُيرا ُد ِبا « َين ُبوع املاء ا َّلذي‬

‫‪-220-‬‬
‫جليش»‪ ،‬وإىل «كَبِري‬ ‫ِ‬ ‫َي ِري يف األرض»‪ ،‬وت ِ‬
‫جمازا – إىل «اجلاسوس»‪ ،‬وإىل « َطلي َعة ا َ‬ ‫َرمي – ً‬
‫واحل ْفظ»‬ ‫آخر ي ِفيدُ «اإلكرام ِ‬ ‫َرمي إىل َمعنًى َم ِ‬‫الشء»‪ ،‬وقد ت ِ‬ ‫ال َق ْوم»‪ ،‬وإىل «ذات َّ‬
‫َ‬ ‫از ٍّي َ ُ‬
‫ِ‬
‫وغريها من املعاين ا َّلتي تت َِّض ُح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو ّد واألُلفة َ‬
‫(أنت عىل َعيني)‪،‬‬ ‫كأن َت ُقول – عىل سبيل ُ‬
‫ُشري إىل‬ ‫ُ‬ ‫الوحدة ا ُملعجم َّية (احلاجب)؛‬ ‫ومثل َ‬ ‫السياق‪ُ .‬‬ ‫ِ‬
‫حيث ت ُ‬ ‫ذلك نجدُ ُه يف َ‬ ‫من خالل ِّ‬
‫َ‬
‫وكذلك‬ ‫ِ‬
‫وحارسه)؛‬ ‫أيضا – إىل (خازن الباب‬ ‫ُشري – ً‬ ‫(الش ْعر النَّابِت َف َ‬
‫َّ‬
‫وق ال َع ْي) وت ُ‬
‫وأحكَام َيتَّبِ ُعها‬ ‫ِ‬
‫الوحدة (القانون) ا َّلتي ت ُ‬
‫ُشري إىل (اآللة املوسيق َّية الوتر َّية) وإىل ( َقواعدَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عالقاتم ا ُمل ْخت َِل َفة و ُتنَ َّف ُذ بواسطة املحاكم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّاس يف‬‫الن ُ‬

‫‪ -5.2‬املعلومات التَّأثيل َّية (‪)Etymological Information‬‬


‫ُ‬
‫تبحث يف‬ ‫عجمي ‪ Lexical Etymology‬بتعيني املعلومات ا َّلتي‬ ‫ّ‬ ‫ُيعنى التَّأثيل ا ُمل‬
‫قبل ُدخول ن ُُصوص ال ُّلغة‪ ،‬مع تت ُّبع الت ُّ‬
‫َّطور‬ ‫أصول الوحدات ا ُملعجم َّية يف مرحلة ما َ‬
‫غوي احلادث يف هذه األصول‪ ،‬حتَّى مرحلة االستقرار يف ن ُُصوص ال ُّلغة ا ُمل َع َّينة‪.‬‬ ‫ال ُّل ّ‬

‫عجمي يف العديد من ال ُّلغات ال َّطبيع َّية‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َّاع املعاجم بالتَّأثيل ا ُمل‬
‫اهتم ُصن ُ‬
‫وقد َّ‬
‫معاجم خمصوص ًة لذلك‪ُ ،‬ع ِر َفت باملعاجم‬ ‫َ‬ ‫فصنَعوا‬ ‫األملان َّية واإلنجليز َّية والفرنس َّية‪َ ،‬‬
‫تأخ ٍ‬
‫حقبة زمن َّي ٍة ُم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ظهر الت ُ‬
‫رة نسب ًّيا‪،‬‬ ‫عجمي يف‬
‫ُّ‬ ‫َّأثيل ا ُمل‬ ‫التَّأثيل َّية‪ .‬أ َّما يف ال ُّلغة العرب َّية‪ ،‬فقد َ‬
‫يعمل عىل‬‫الصناعة ا ُملعجم َّية َغري ا ُملكتملة‪ ،‬مثل «ا ُملعجم الكبري» ا َّلذي ُ‬ ‫يف بعض جتارب ِّ‬
‫رشف عليه‬ ‫َّارخيي» ا َّلذي ُي ُ‬ ‫ّ‬ ‫جممع ال ُّلغة العرب َّية بالقاهرة‪ ،‬و « ُمعجم الدَّ وحة الت‬ ‫ُ‬ ‫إنجاز ِه‬
‫ِ‬
‫فردات عىل‬ ‫مثل هذه املعاجم يف تأثيل ا ُمل َ‬ ‫يب لألبحاث يف الدَّ وحة‪ .‬وتعتمدُ ُ‬ ‫املركز العر ّ‬
‫السام َّية‪ ،‬أو ُلغات بعض‬ ‫تعيني النَّظائر ا ُملشاهبة ملبنى الكلمة العرب َّية ومعناها يف ال ُّلغات َّ‬
‫ٍ‬
‫الفصائل ال ُّلغو َّية ا َّلتي كانت عىل صلة بال ُّلغات َّ‬
‫السام َّية‪.‬‬

‫‪ُ -6.2‬‬
‫احل ُقول والعالقات الدِّ الل َّية (‪)Semantic Fields & Semantic Relations‬‬

‫حلقول الدِّ الل َّية ‪ Semantic Fields‬املجاالت املوضوع َّية [الدِّ الل َّية] ا َّلتي‬ ‫قصدُ با ُ‬‫ُي َ‬
‫يض ُّم‬ ‫حقل ُم َع َّي‪ ،‬مثل حقل (املل َبس) ا َّلذي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫فردات ا ُملنتمية إىل‬
‫تتب ُعها جمموع ٌة من ا ُمل َ‬
‫غوي [وما شاك َل ُه من األصول] ُيم ِّث ُل‬ ‫اجلذر ال ُّل ُّ‬
‫ُ‬ ‫واجللباب‪ ،‬والعاممة)‪ .‬وإذا َ‬
‫كان‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(البنطال‪،‬‬
‫فردات‬ ‫ول الدِّ الل َّية ُت ِّث ُل أوعي َة ا ُمل َ‬
‫حل ُق َ‬ ‫عجمي يف معاجم األلفاظ‪َّ ،‬‬
‫فإن ا ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُصور َة املدخل ا ُمل‬
‫فردات ال ُّلغة وتُر ِّت ُبها انطال ًقا من املعنى‪.‬‬ ‫جتمع ُم َ‬
‫ُ‬ ‫يف معاجم املعاين [املوضوعات] ا َّلتي‬

‫‪-221-‬‬
‫بني الوحدات‬ ‫الربط َ‬ ‫العالقات الدِّ الل َّية ‪ Semantic Relations‬فهي وسيل ُة َّ‬ ‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫ورتَني‪:‬‬ ‫غوي عىل إحدى ُص َ‬ ‫العالقات يف ا ُملعجم ال ُّل ّ‬
‫ُ‬ ‫ا ُملعجم َّية‪ .‬وتأيت هذه‬
‫ٍ‬
‫تقع يف ُمستوى دال ٍّيل‬ ‫فردات ا َّلتي ُ‬ ‫بني جمموعة من ا ُمل َ‬‫تكون َ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬العالقات األفق َّية‪:‬‬
‫فظي)‬ ‫(التا ُدف‪ ،‬والتَّنا ُفر‪ ،‬والتَّضا ّد‪ ،‬واالشرتاك ال َّل ّ‬ ‫تواز؛ مثل عالقات َّ‬ ‫ُم ٍ‬
‫ٍ‬
‫تقع يف ُمستوى دال ٍّيل‬ ‫فردات ا َّلتي ُ‬ ‫بني جمموعة من ا ُمل َ‬‫تكون َ‬ ‫ُ‬ ‫الرأس َّية‪:‬‬
‫ ‪-‬العالقات َّ‬
‫[عمودي]؛ مثل عالقات (االشتامل‪ ،‬والنَّوع َّية‪ ،‬وال ُك ِّل َّية‪ ،‬واجلزئ َّية)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م ٍ‬
‫تتال‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ظهرت‬ ‫حيث َ‬ ‫يب باملوضوعات يف وقت ُمبكِّر؛ ُ‬ ‫وجتدُ ُر اإلشار ُة إىل عناية ا ُملعجم العر ّ‬
‫العديدُ من ا ُمل َصنَّفات ا َّلتي اع َتنَت باحلُ ُقول والعالقات الدِّ الل َّية‪ ،‬مثل‪( :‬الغريب‬
‫سلم (‪224‬هـ)‪ ،‬و (جواهر األلفاظ) ل ُقدامة بن جعفر (‪،)377‬‬ ‫ا ُمل َصنَّف) للقاسم بن َّ‬
‫ورس العرب َّية) لعبد امللك بن ُم َّمد ال َّثعالبي (‪ ،)429‬و (ا ُمل َخ َّصص) البن‬ ‫و (فقه ال ُّلغة ّ‬
‫ِ‬
‫يس (‪458‬هـ)‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫سيدَ ة األند ُل ّ‬
‫الشواهد ا ُملعجم َّية (‪)Lexical Evidence‬‬
‫‪َّ -7.2‬‬
‫حقيقي للوحدات ا ُملعجم َّية‬ ‫غوي‬ ‫ٍ‬
‫استعامل ُل ٍّ‬ ‫دليل عىل ُوجود‬ ‫الشواهدُ ا ُملعجم َّي ُة ً‬ ‫ُت َعدُّ َّ‬
‫ٍّ‬
‫وت ِّث ُل بذلك إحدى وسائل رشح املعنى‪ ،‬ال س َّيام يف الوحدات واملعاين ا ُملعجم َّية‬ ‫ومعانيها؛ ُ‬
‫ٍ‬
‫الشواهدُ ا ُملعجم َّي ُة ما َّدهتا يف‬ ‫غوي‪ .‬وتستمدُّ َّ‬ ‫حتمل دالالت َغري دائرة يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّ‬ ‫ا َّلتي ُ‬
‫جمموعات كبري ٌة نسب ًّيا من‬
‫ٌ‬ ‫دونات ال ُّلغو َّية ‪)Linguistic Corpora‬؛ وهي‬ ‫الغالب من (ا ُمل َّ‬
‫أساسا‪ .‬ويف بعض األحيان‪ ،‬يلجأ‬ ‫ً‬ ‫غوي‪ ،‬وا ُملستمدَّ ة منه‬‫ن ُُصوص ال ُّلغة ا ُملم ِّثلة للواقع ال ُّل ّ‬
‫الشواهد ا ُملعجم َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مصنوعة لتقو َم مقا َم َّ‬ ‫صنَّاع املعاجم إىل وضع ٍ‬
‫أمثلة‬ ‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫بصورة عشوائ َّية؛ إذ ينبغي أن تتح َّق َق مع ُه‬ ‫الشواهد ا ُملعجم َّية ال ُّ‬
‫يتم‬ ‫اختيار َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫والواقع َّ‬
‫ُ‬
‫الشواهد ا ُملعجم َّي ُة لبعض‬ ‫إخضاع َّ‬
‫ُ‬ ‫غاي ُة اإلفهام وإزالة التباس املباين واملعاين‪ .‬هلذا‪ ،‬ينبغي‬
‫السالمة‬ ‫الضوابط‪ ،‬عىل سبيل املثال‪َّ :‬‬ ‫حتقيق الغاية‪ .‬ومن هذه َّ‬ ‫الضوابط املنهج َّية ا َّلتي تضم ُن َ‬ ‫َّ‬
‫للشاهد يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّ‬
‫غوي‪.‬‬ ‫التكيب َّية َّ‬ ‫وشيوع البنية َّ‬ ‫والو ُضوح‪ُ ،‬‬ ‫ال ُّلغو َّية‪ ،‬واإلجياز‪ُ ،‬‬

‫‪ -8.2‬املعلومات التَّارخي َّية (‪)Historical Information‬‬


‫َّغيات احلادثة يف‬ ‫املعلومات التَّارخي َّي ُة يف املعاجم ال ُّل َغو َّية بتع ُّقب الت ُّ‬
‫َّطورات والت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫تُعنى‬
‫هور م َؤرخٍ هلا يف ُص ِ‬
‫ورتا املكتوبة [املعلومة لدى أهل‬ ‫منذ أقدم ُظ ٍ ُ َّ‬ ‫أشكال املباين ومعانيها ُ‬

‫‪-222-‬‬
‫ِ‬
‫تارخيها‪.‬‬ ‫فردات ال ُّلغة ع َ‬
‫رب‬ ‫همل وا ُملامت من ُم َ‬
‫ستعمل وا ُمل َ‬
‫تبحث يف ا ُمل َ‬
‫ُ‬ ‫ال ُّلغة]؛ كام‬
‫يسريا يف املعاجم العرب َّية؛ ُ‬
‫حيث‬ ‫أمرا ً‬ ‫ليس ً‬ ‫أن التَّعاطي مع هذه املعلومات َ‬ ‫والواقع َّ‬
‫ُ‬
‫كبري من ا ُمل ُرونة عندَ التَّأريخ للوحدات ا ُملعجم َّية‬ ‫ٍ‬
‫تاريخ ال ُّلغة العرب َّية ُو ُجو َد قدر ٍ‬‫ُ‬ ‫يفرض‬
‫ُ‬
‫الكثري‬
‫ُ‬ ‫ضاع‬
‫السنني‪ ،‬فقد َ‬ ‫ورتا املنطوق َة ملئات ِّ‬ ‫ربح ُص َ‬ ‫أن العرب َّي َة مل ت َ‬
‫ومعانيها‪ .‬فباإلضافة إىل َّ‬
‫مرها املديد‪.‬‬ ‫اث ا ُملدَ َّو ُن يف سني التَّدوين األوىل من ُع ِ‬ ‫الت ُ‬ ‫من تُراثِها املكتوب‪ ،‬الس َّيام ُّ‬
‫بني املعلومات التَّارخي َّية واملعلومات التَّأثيل َّية‬ ‫وطيدة َ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عالقة‬ ‫وجتدر اإلشار ُة إىل وجود‬
‫ُ‬
‫املعلومات التَّأثيل َّي ُة تُعنى‬
‫ُ‬ ‫ول إ َّن ُه إذا كانت‬‫ا َّلتي َس َب َقت اإلشار ٌة إليها‪ .‬ولبيان ذلك ُيمك ُن ال َق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّغيات احلادثة عىل‬ ‫باألصل ا َّلذي كانَت عليه الكلمة‪ ،‬فاملعلومات التَّارخي َّية تُعنى بتع ُّقب الت ُّ‬
‫وي‪.‬‬ ‫َّطور ال ُّل َغ ّ‬ ‫ِ‬
‫لقوانني الت ُّ‬ ‫ختضع‬
‫ُ‬ ‫فإنا‬
‫ثم‪َّ ،‬‬ ‫الزمن َّية ا ُملتعاقبة ل ُّلغة؛ ومن َّ‬ ‫رب املراحل َّ‬
‫هذا األصل ع َ‬
‫‪ُ -9.2‬مستويات االستعامل (‪)Usage Levels‬‬
‫ٍ‬
‫اعتبارات‬ ‫وهي ا ُملستويات ا َّلتي تتحدَّ ُد من خالهلا حال ُة الوحدات ا ُملعجم َّية َ‬
‫وفق‬
‫ِ‬
‫(شائع‪ُ ،‬م َّط ِرد‪ ،‬نادر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الش ُيوع واإلمهال‬ ‫ُمت ََمع َّية ُمتعدِّ دة‪ ،‬منها عىل سبيل املثال‪ :‬اعتِبار ُّ‬
‫وقي‪ ،‬س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واد ّي) واعتبار املكان ( َمدَ ّين‪،‬‬ ‫(م ُظور‪ُ ،‬مبت ََذل‪ُ ،‬س ّ َ‬ ‫حل ْظر َ‬
‫شا ّذ) واعتبار اإلباحة وا َ‬
‫الزمان (قديم‪ ،‬وسيط‪ ،‬حديث) ونحو ذلك‪ .‬وبطبيعة احلال َّ‬
‫فإن‬ ‫وي) واعتبار َّ‬ ‫َق َر ّ‬
‫وي‪َ ،‬بدَ ّ‬
‫ختضع للعوامل ال َّثقاف َّية واحلضار َّية واالجتامع َّية ل ُّلغة ا ُمل َع َّينة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هذه ا ُملستويات‬

‫‪ -10.2‬معلومات التَّكرار (‪)Frequency Information‬‬


‫املعلومات ا َّلتي تُعنى بدرجة دوران الوحدات ا ُملعجم َّية يف ال ُّلغة‪ .‬وتبدو احلاج ُة‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫رفضه هلا‪ .‬وهلذه‬ ‫دات معينة أو ِ‬ ‫إليها عندَ احلاجة إىل التَّأكُّد من َقبول ا ُملجتَمع ال ُّلغوي ُملفر ٍ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حيث تُساعدُ ُمتع ِّلمي ال ُّلغة‬ ‫ُ‬ ‫مه َّي ٌة يف صناعة املعاجم التَّعليم َّية ُخ ُص ً‬
‫وصا؛‬ ‫املعلومات أ ِّ‬
‫استخالص هذه‬ ‫والواقع َّ‬
‫أن‬ ‫هولة إىل أكثر ا ُملفردات دور ًانا يف ال ُّلغة‪.‬‬ ‫عىل االهتداء بس ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نظرا لطبيعة ال ُّلغة‬ ‫الصعوبة بمكان‪ً ،‬‬ ‫الصناعة ا ُملعجم َّية العرب َّية من ُّ‬ ‫املعلومات لغاية ِّ‬
‫وحدة ُمعجم َّي ٍة ُم َع َّينة‪ ،‬عىل‬
‫ٍ‬ ‫أنامط الكلامت الدَّ ا َّلة عىل‬
‫ُ‬ ‫حيث تتعدَّ ُد‬‫ُ‬ ‫العرب َّية االشتقاق َّية؛‬
‫َب)‪،‬‬ ‫َب‪ ،‬يكتُب‪ ،‬تكتُب‪ ،‬تكتبون‪ )... ،‬الدَّ ا َّلة عىل الوحدة ( َكت َ‬ ‫نحو ما نجدُ يف األنامط ( َكت َ‬
‫عاجلات رصف َّي ٍة دقيقة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫األمر ا َّلذي يستدعي ُم‬

‫‪-223-‬‬
‫عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ‬
‫الصناعة‬ ‫‪ -3‬ا ُمل َ‬
‫مراحل أساس َّية‪ ،‬هي‪ :‬اجلمع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الصناعة ا ُملعجم َّية ‪ Lexicography‬بثالث‬ ‫متر ِّ‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫والتَّحرير‪ ،‬والنَّرش‪ .‬وتتخ َّل ُل ك َُّل مرحلة جمموع ٌة من املراحل الفرع َّية ا َّلتي تتحدَّ ُد يف‬
‫ِ‬
‫وي ال‬‫كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ‬‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬
‫أن ا ُمل َ‬
‫والواقع َّ‬
‫ُ‬ ‫واهلدف منه‪.‬‬ ‫ضوء طبيعة ا ُملعجم‬
‫ُ‬
‫وبيان‬ ‫وطرائق ُمتلفة‪.‬‬
‫َ‬ ‫بأساليب‬
‫َ‬ ‫تتم يف املراحل ال َّثالث‪،‬‬
‫تنفر ُد هبا مرحل ٌة ُم َعينة؛ لكنَّها ُّ‬
‫ذلك عىل النَّحو اآليت‪:‬‬ ‫َ‬

‫‪ -1.3‬ا ُمل َ‬
‫عالة اآلل َّية يف مرحلة اجلمع‬
‫تتكو ُن عن ُه ما َّد ُة ا ُملعجم‪ .‬وإذا أردنا‬ ‫األسايس ا َّلذي َّ‬
‫ّ‬ ‫تُعنى مرحل ُة اجلمع ببناء املورد‬
‫نجمع ما َّد َت ُه من‬
‫َ‬ ‫البدهي أن‬
‫ّ‬ ‫عجم ُلغو ًّيا ُم ِّث ًل لواقع ال ُّلغة ال َّطبيع َّية‪ ،‬فمن‬
‫نصنع ُم ً‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ً‬
‫هيكل ملا َّدة‬ ‫نصنع‬
‫ُ‬ ‫الصناعة ا ُملعجم َّية احلديثة‪ ،‬فإنَّنا‬ ‫غوي‪ .‬ووف ًقا لضوابط ِّ‬ ‫جتمع ال ُّل ّ‬ ‫ا ُمل َ‬
‫دون ًة ُلغو َّية ‪ .Linguistic Corpus‬و ُي ُ‬
‫شار‬ ‫الرئيس] يف ُصورة ُم َّ‬ ‫ا ُملعجم [ا َّلتي ُت ِّث ُل مور َد ُه َّ‬
‫ٍ‬
‫ُتلة غري ُمنتظمة من الن ُُّصوص ا ُملستمدَّ ة من واقع ال ُّلغة ا ُمل َع َّينة‪ُ ،‬ت َم ُع‬ ‫با ُملدونة ال ُّلغوية إىل ك ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يتناسب مع األهداف املنشودة‪ ،‬و ُيمك ُن التَّحك ُُّم يف بياناهتا‬ ‫ُ‬ ‫أساليب إحصائ َّية‪ ،‬بام‬ ‫َ‬ ‫وفق‬
‫َ‬
‫باإلضافة أو احلذف أو التَّعديل‪.‬‬

‫متثيل حقيق ًّيا ل ُلغة ا ُمل َ‬


‫جتمع؛‬ ‫دون ُة ال ُّلغو َّي ُة ً‬
‫تكون ا ُمل َّ‬
‫َ‬ ‫الصناعة ا ُملعجم َّية ينبغي أن‬ ‫يف ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سوا ٌء ال ُّلغة ا ُملستخدَ مة فعل ًّيا‪ ،‬أم ا َّلتي كانَت ُمستخدمة يف حقبة زمن َّية أو مكان ُم َع َّي‪.‬‬
‫وتتجاوز اآلحا َد إىل‬ ‫هائلة من الكلامت‪ُ ،‬‬
‫تصل إىل املاليني‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أعداد‬ ‫ُ‬
‫تشتمل عىل‬ ‫فإنا‬
‫ُ‬ ‫هلذا‪َّ ،‬‬
‫فإن ُمعاجل َة هذه األعداد من‬ ‫عرشات ومئات املاليني يف بعض األحيان‪ .‬وبطبيعة احلال‪َّ ،‬‬
‫توظيف اآللة عىل ٍ‬
‫نحو‬ ‫كبريين‪ ،‬ممَّا يستدعي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫وجهد َ‬ ‫ستكون بحاجة إىل وقت ُ‬ ‫الكلامت‬
‫والسعة‪.‬‬ ‫تتح َّق ُق معه الدِّ َّق ُة ُّ‬
‫للم َ‬
‫عالة‬ ‫دونة ُ‬ ‫كونات ا ُملعجم يف مرحلة اجلمع إخضاع ا ُمل َّ‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬
‫تستدعي ا ُمل َ‬
‫عالة املعاين؛ وذلك باستخدام‬ ‫عالة املباين‪ ،‬و ُمستوى ُم َ‬ ‫رب ُمستو َيني‪ ،‬مها‪ُ :‬مستوى ُم َ‬ ‫ع َ‬
‫ٍ‬
‫األول‪( :‬املداخل‬ ‫وينتج عن ا ُملستوى َّ‬
‫ُ‬ ‫احلديث عنها الح ًقا)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أدوات ُمع َّينة (سيأيت‬
‫اآلخر‪:‬‬‫والوحدات ا ُملعجم َّية‪ ،‬ومعلومات التَّكرار‪ ،‬واملعاين الوظيف َّية)‪ ،‬وعن ا ُملستوى َ‬
‫(املعاين ا ُملعجم َّية‪ ،‬واحلُقول والعالقات الدِّ الل َّية‪ ،‬واملعلومات التَّارخي َّية والتَّأثيل َّية‪،‬‬
‫والشواهد‪ ،‬و ُمستويات االستعامل)‪.‬‬ ‫َّ‬

‫‪-224-‬‬
‫‪ -2.3‬ا ُمل َ‬
‫عالة اآلل َّية يف مرحلة التَّحرير‬
‫مي ‪Dictionary Writing‬‬ ‫حترير املعاجم احلديثة عىل نظام التَّحرير ا ُمل َ‬
‫عج ّ‬ ‫ُ‬ ‫يقو ُم‬
‫ف بنظام صناعة ا ُملعجم ‪Dictionary Production/Publishing‬‬
‫عر ُ‬
‫‪ System‬أو ما ُي َ‬
‫بيانات للمعلومات ا ُملعجم َّية‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫حاسوب َّي ٌة تفا ُعل َّية‪،‬‬
‫تشتمل عىل قاعدة‬ ‫‪ .System‬وهو بيئ ٌة ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫واحلاسوب َّية‬
‫ُ‬ ‫عجمي وأدوات إلدارة املوارد ال ُّل َغ ِو َّية وا ُمل َ‬
‫عجم َّية‬ ‫ّ‬ ‫وأداة للتَّحرير ا ُمل‬
‫ا ُملستخدمة يف صناعة ا ُملعجم‪ ،‬باإلضافة إىل الواجهة التَّفا ُعل َّية لنظام التَّحرير‪ .‬و ُيساعدُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مي عىل إخراج هيكل ا ُملعجم يف صيغة قياس َّية و ُمنتظمة َّ‬
‫تتوحدُ فيها‬ ‫عج ّ‬ ‫نظا ُم التَّحرير ا ُمل َ‬
‫شاركني يف صناعة ا ُملعجم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حررين ا ُمل‬ ‫مناهج ا ُمل ِّ‬
‫عالة اآلل َّية ا ُملعجم َّية‬ ‫للم َ‬ ‫ٍ‬ ‫أن أنظم َة التَّحرير ا ُمل‬ ‫والواقع َّ‬
‫ليست أدوات ُ‬ ‫عجمي َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ب َقدر ما هي أنظمة للتَّحكُّم وإدارة البيانات‪ .‬فهي تُساعدُ عىل استقبال ُم َرجات‬
‫يكل ُمنتظ ٍم‪ُ ،‬يمك ُن التَّحك ُُّم فيه واستخالص ُمع َطياتِه‬ ‫عالة ا ُملعجم َّية ووضعها يف َه ٍ‬ ‫ا ُمل َ‬
‫بني‬
‫حلقول والعالقات الدِّ الل َّية َ‬ ‫كذلك يف ضبط ا ُ‬ ‫َ‬ ‫وإحصاءاتِه‪ .‬وتُساعدُ أنظم ُة التَّحرير‬
‫وتتفاوت درج ُة اإلفادة من‬ ‫ُ‬ ‫فردات ا َّلتي تتب ُعها‪.‬‬ ‫فردات‪ ،‬ونمذجة املعاين ا ُملعجم َّية ُ‬
‫للم َ‬ ‫ا ُمل َ‬
‫عجمي يف إدارة املعلومات ا ُملعجم َّية‪ ،‬وف ًقا لطبيعة هذه املعلومات ود َّقة‬ ‫ّ‬ ‫أنظمة التَّحرير ا ُمل‬
‫عالة املا َّدة ا ُملعجم َّية‪.‬‬ ‫خرجات النَّاجتة عن ُم َ‬ ‫ا ُمل َ‬
‫‪ -3.3‬ا ُمل َ‬
‫عالة اآلل َّية يف مرحلة النَّرش‬
‫توظيف اآللة يف استخالص املعلومات ا ُملعجم َّية يف مرحلة‬ ‫ُ‬ ‫كان باإلمكان‬ ‫إذا َ‬
‫دورها‬ ‫فإن َ‬ ‫والتتيب واهليكلة يف مرحلة التَّحرير‪َّ ،‬‬ ‫اجلمع‪ُ ،‬ث َّم توظيفها يف التَّنظيم َّ‬
‫كيز عىل‬ ‫الت ُ‬ ‫يكون َّ‬‫ُ‬ ‫اجلوانب العلم َّية عىل اجلوانب الفنِّ َّية يف مرحلة النَّرش؛ ُ‬
‫حيث‬ ‫َ‬ ‫يتجاوز‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الصناعة‪.‬‬ ‫أهداف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫للمستخدمني‪ ،‬تتح َّق ُق معها‬ ‫إخراج املا َّدة ا ُملعجم َّية يف صورة ُمناسبة ُ‬
‫كونات األساس َّية‬ ‫ترتبط با ُمل ِّ‬
‫ُ‬ ‫كونات ا ُملعجم يف مرحلة النَّرش ال‬ ‫فإن ا ُملعاجلة اآلل َّي َة ُمل ِّ‬
‫هلذا َّ‬
‫تتفر ُع عنها‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬ت َُو َّج ُه ا ُمل َ‬
‫عال ُة‬ ‫كونات ا َّلتي َّ‬‫ترتبط با ُمل ِّ‬
‫ُ‬ ‫بشكل ُمبارش؛ لكنَّها‬‫ٍ‬
‫تتبع الوحدات ا ُملعجم َّية ومعانيها‪،‬‬ ‫اآلل َّية إىل ضبط الوسائط ا ُملتعدِّ دة ‪ Multimedia‬ا َّلتي ُ‬
‫والرسومات ا َّلتي تُستَخدَ ُم يف رشح املعنى [يف املعاجم الورق َّية]‬ ‫كاألشكال التَّوضيح َّية ُّ‬
‫والصوت َّيات واملرئ َّيات [يف املعاجم املنطوقة]؛ كام ُيستفا ُد منها يف ضبط ُم َرجات املعاجم‬ ‫َّ‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وجهة إىل ذوي االحتياجات‬ ‫ا ُمل َّ‬

‫‪-225-‬‬
‫كوانت املُعجم اللُّغَوي‬
‫‪ -4‬من أدوات املُعا َجلة اآلليَّة ملُ ِّ‬
‫كونات ا ُملعجم ال ُّلغ ّ‬
‫َوي‬ ‫عالة اآلل َّية ُمل ِّ‬
‫‪ -4‬من أدوات ا ُمل َ‬
‫عجمعجم‬‫كوانت امل‬ ‫كن اإلفادةح منها يف حم َعا َجلة حم ِّ‬ ‫العديد من أدوات املعا ُ َجلة َ اآلليَّة َّ‬
‫نات ا ُمل ح‬ ‫كو‬
‫مك ُن اإلفاد ُة منها يف ُمعالة ُم ِّ‬ ‫اآلل َّي اةلا َّليتتيحمي ُي ح‬ ‫أدوات املعالة‬
‫ح‬ ‫ناك حالعديدُ من‬ ‫ناك ُه َ‬‫حه َ‬
‫اإلابنة‬ ‫عجميف َّيةاللُّيفغةال ُّلالعغةربيَّة‪،‬‬
‫العرب َّيمعة‪ ،‬مع‬ ‫عجميَّة‬ ‫اآلليَّةة امل‬
‫اآلل َّية ا ُمل‬ ‫أدوات َاجل ُملة َ‬
‫عال‬ ‫أبرزات املعا‬ ‫‪ )1-6‬أدو َ‬
‫أبرز‬
‫كل‪َ )1‬‬ ‫(الش‪-6‬‬ ‫َّكل َّ‬ ‫(الش ُح‬
‫حو ُي ِّ‬
‫وض‬ ‫ح‬ ‫غويِّ‪.‬‬
‫وض‬ ‫اللُّ ّ‬
‫غويال‪ُّ .‬ل ويح ّ‬
‫ح‬ ‫ح‬
‫هذه األدوات‪.‬‬ ‫عملات‪.‬‬ ‫عناألدو‬ ‫استخالصهاهذه‬
‫عمل‬
‫ها عن ُ‬ ‫مك ُن‬ ‫كن َّية ا َّلتي ُي ح‬
‫استخالص‬ ‫يت ُمل حميعجم‬
‫املعلومات ا ح‬
‫املعلوماتعناملعجميَّة الَّ‬
‫ح‬
‫عن اإلبانة‬

‫املداخل والوحدات‬
‫نظام الفهرسة اآلليَّة‬
‫معلومات التَّكرار‬
‫املعاين املعجميَّة‬
‫ح‬
‫ياقي‬ ‫ِ‬
‫الس ّ‬‫الكشَّاف ّ‬ ‫الشواهد املعجميَّة‬
‫ح‬
‫َّ‬
‫حمستوايت االستعمال‬
‫أدوات ُمعا َجلة ُم ِّ‬

‫املداخل والوحدات‬
‫ريف‬
‫الص ّ‬
‫نظام التَّحليل َّ‬
‫املعاين الوظيفيَّة (البنويَّة)‬
‫كوانت املُعجم اللُّغَوي‬

‫يب‬
‫الرتكي ّ‬
‫نظام التَّحليل َّ‬ ‫الرتكيبيَّة)‬
‫املعاين الوظيفيَّة ( َّ‬
‫املعاين املعجميَّة‬
‫ح‬
‫اليل‬ ‫ِ‬
‫نظام التَّحليل ال ّد ّ‬ ‫املعلومات التَّارخييَّة‬
‫املعلومات التَّأثيليَّة‬
‫املعاين املعجميَّة‬
‫شبكة الكلمات‬ ‫ح‬
‫ِ‬
‫احلحقول والعالقات ال ّدالليَّة‬

‫الصوتيَّة الكتابيَّة‬
‫نظام املعا َجلة َّ‬ ‫معلومات اهلجاء والنُّطق‬
‫ح‬
‫يف اليفلُّالغةُّلغةالعربيَّة‬
‫العرب َّية‬ ‫عجم َّية‬ ‫اآلل َّياملة ا ُمل‬
‫عجميَّة‬ ‫عا ُملَجلة َ‬
‫اآلليَّة‬
‫عالة‬ ‫منوات امل‬
‫أدوات ا‬ ‫من أد‬ ‫كل‪:1-‬‬
‫‪:1-6‬‬ ‫الش ‪6‬‬
‫َّكل‬
‫الش َّ‬
‫ح‬ ‫ح‬

‫‪-226-‬‬
‫‪243‬‬
‫‪ -1.4‬نظام الفهرسة اآلل َّية‬
‫فردات ا ُملت ََض َّمنة يف‬ ‫يعمل نظا ُم الفهرسة اآلل َّية ‪ Text Indexer‬عىل إعادة ترتيب ا ُمل َ‬ ‫ُ‬
‫فردات يف الن ُُّصوص‪ .‬ومن‬ ‫دونات ال ُّلغو َّية؛ كام ُيساعدُ عىل إحصاء تر ُّددات هذه ا ُمل َ‬ ‫ا ُمل َّ‬
‫الصناعة ا ُملعجم َّية عىل استخالص املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية‪،‬‬ ‫دور ُه يف ِّ‬‫يرتكز ُ‬
‫ُ‬ ‫َث َّم‪،‬‬
‫الوقت‬
‫َ‬ ‫فإن ُم َرجات هذا النِّظام تُو ِّف ُر‬ ‫وتعيني معلومات التَّكرار‪ .‬وبطبيعة احلال‪َّ ،‬‬
‫كبرية من النُّصوص؛ لكنَّها يف الوقت ذاتِهِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أعداد‬ ‫جلهدَ ‪ ،‬ال س َّيام عندَ التَّعامل مع‬
‫ُ‬ ‫وا ُ‬
‫اليدوي‪ ،‬لضبط ُم َرجات اآللة َّأو ًل‪ُ ،‬ث َّم التَّأكُّد من ُموافقة هذه‬ ‫ّ‬ ‫ال تُغني عن الت ُّ‬
‫َّدخل‬
‫تدعم ال ُّلغ َة‬
‫ُ‬ ‫وهناك ثالثة أنواع من أنظمة الفهرسة اآلل َّية ا َّلتي‬‫َ‬ ‫خرجات لطبيعة ال ُّلغة‪.‬‬ ‫ا ُمل َ‬
‫العرب َّية‪ ،‬وإن اخت َل َفت يف طرائق ُمعاجلتها للن ُُّصوص‪ ،‬هي‪:‬‬
‫اهلجائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للتتيب‬ ‫ ‪-‬نظام الفهرسة األلفبائ َّية‪ :‬ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ‬
‫فردات وف ًقا َّ‬
‫وفق اجلُ ُذوع ‪ ،Stems‬بعدَ‬ ‫ ‪-‬نظام الفهرسة اجلذع َّية‪ :‬ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ‬
‫فردات َ‬
‫[السوابق‪ ،‬وال َّلواحق]‪.‬‬
‫الزوائد َّ‬ ‫جتريدها من َّ‬
‫جل ُذور ‪ ،Roots‬ويستدعي‬ ‫وفق ا ُ‬ ‫فردات َ‬ ‫اجلذر َّية‪ :‬ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ‬ ‫ ‪-‬نظام الفهرسة ِ‬
‫شكلها‪،‬‬‫ِ‬ ‫المتَّفقة يف‬
‫فردات ُ‬ ‫بني ا ُمل َ‬
‫البنوي َ‬‫ّ‬ ‫هذا النِّظا ُم ُوجو َد آل َّي ٍة إلزالة االلتباس‬
‫حيث تدُ ُّل يف‬‫ُ‬ ‫مثل يف كلمة [ َف َل َك]؛‬ ‫أصلها؛ عىل نحو ما نجدُ ً‬ ‫المختلفة يف ِ‬
‫ُ‬
‫أيضا عىل حرف‬ ‫وتدل ً‬ ‫فردة عىل الفعل املايض من اجلذر (ف ل ك)‪ُّ ،‬‬ ‫صورهتا ا ُمل َ‬
‫كاف اخلطاب؛ ونحو ذلك‪.‬‬ ‫وتلحق به ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلرف (ل) ا َّلذي تسب ُق ُه فا ُء االستئناف‪،‬‬
‫البرشي املبذول الستخالص‬ ‫ٍ‬
‫كبرية يف اجلُهد‬ ‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫أن طبيع َة ال ُّلغة تتحك َُّم‬ ‫والواقع َّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عجمي يف معاجم ال ُّلغة الواحدة‬ ‫ّ‬ ‫التتيب ا ُمل‬ ‫منهج َّ‬
‫َ‬ ‫املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية؛ بل َّ‬
‫إن‬
‫ٍ‬
‫جمهود‬ ‫ٍ‬
‫بحاجة إىل‬ ‫َ‬
‫نكون‬ ‫األكثر ُمناسب ًة للفهرسة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬لن‬ ‫ُيدِّ ُد النِّظا َم‬
‫َ‬
‫كبري يف استخالص الوحدات ا ُملعجم َّية يف معاجم ال ُّلغات‪ :‬اإلنجليز َّية‪ ،‬واألملان َّية‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نظرا لطبيعتها‬ ‫ٍ‬ ‫ألنا ُلغات إلصاق َّية‪ .‬أ َّما العرب َّية‪ ،‬فتستدعي َ‬
‫رب‪ً ،‬‬ ‫بذل ُجهد أك َ‬ ‫واهلولند َّية‪َّ ،‬‬
‫يب‪.‬‬
‫االشتقاق َّية ونظامها الكتا ّ‬

‫‪-227-‬‬
‫السياقيّ‬ ‫‪َّ -2.4‬‬
‫الكشاف ِّ‬
‫حيث ُيعنى‬ ‫ُ‬ ‫عمل نظام الفهرسة اآلل َّية؛‬ ‫ياقي ‪َ Concordancer‬‬ ‫الس ّ‬ ‫اف ِّ‬‫الكش ُ‬ ‫َّ‬ ‫تم ُم‬ ‫ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫دونة للفهرسة اآلل َّية‪.‬‬ ‫فردة عىل حدة‪ ،‬بعدَ إخضاع ُجلة ن ُُصوص ا ُمل َّ‬ ‫بتعيني سياقات ك ُِّل ُم َ‬
‫السياقات؛ إذ‬ ‫بذلك عىل استخالص املعاين ا ُملعجم َّية من ِّ‬ ‫َ‬ ‫ياقي‬
‫الس ُّ‬ ‫اف ِّ‬ ‫الكش ُ‬‫َّ‬ ‫و ُيساعدُ‬
‫ِ‬
‫اف‬
‫الكش ُ‬ ‫َّ‬ ‫غوي‪ .‬و ُيفيدُ‬‫حال استخدامها يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّ‬‫ياق معنى ا ُملفردة َ‬ ‫الس ُ‬ ‫يعكس ِّ‬ ‫ُ‬
‫الشواهد ا ُملعجم َّية؛ كام ُيساعدُ عىل تعيني ُمستويات‬ ‫أيضا يف استخالص َّ‬ ‫ياقي ً‬ ‫الس ُّ‬ ‫ِّ‬
‫االستعامل‪.‬‬
‫فكثريا ما‬
‫ً‬ ‫ياقي ونظام الفهرسة اآلل َّية‪،‬‬
‫الس ّ‬
‫الكشاف ِّ‬ ‫َّ‬ ‫بني‬ ‫ونظرا للت ُ‬
‫َّداخل الواقع َ‬ ‫ً‬
‫للم َ‬
‫عالة‪ ،‬عىل النَّحو الوارد يف َّ‬
‫(الشكل ‪.)2-6‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫نجدُ مها يف أداة واحدة ُ‬

‫ياقي (أداة ‪)aConCorde‬‬


‫الس ّ‬ ‫َّ‬
‫والكشاف ِّ‬ ‫الشكل ‪ :2-6‬نموذج من عمل ا ُملفهرس ّ‬
‫اآليل‬ ‫َّ‬

‫‪-228-‬‬
‫الصيفّ‬
‫‪ -3.4‬نظام التَّحليل َّ‬
‫حيث يقو ُم‬‫ُ‬ ‫فردات يف ال ُّلغة العرب َّية؛‬ ‫عالة ا ُمل َ‬
‫اهم أدوات ُم َ‬ ‫ا ُملح ِّل ُل َّ‬
‫الص ُّيف أحد ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بتعيني ُجذور الكلامت [أو أصوهلا] وحتليل ك ُِّل كلمة عىل‬
‫جلذوع‪،‬‬ ‫عناصها َّ‬
‫األول َّية (ا ُ‬
‫شكل رصف ًّيا‬‫ً‬ ‫والسوابق‪ ،‬وال َّلواحق)‪ ،‬باإلضافة إىل تعيني ال ُف ُروع ‪ Lemmata‬ا َّلتي ُت َعدُّ‬ ‫َّ‬
‫عمل ا ُملفهرس اآل ّيل؛‬ ‫أيضا َ‬ ‫تم ُم ً‬ ‫الص ّيف ُي ِّ‬ ‫للوحدات ا ُملعجم َّية‪ .‬وهبذا َّ‬
‫فإن نظا َم التَّحليل َّ‬
‫يضع املداخل [ا ُملم َّثلة يف اجلذور] والوحدات ا ُملعجم َّية [ا ُمل َم َّثلة يف ال ُف ُروع] يف‬ ‫ُ‬ ‫حيث‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫الص ُّيف عىل‬ ‫تظهر عليها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ُ ،‬يساعدُ ا ُملح ِّل ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫الصورة ا َّلتي ينبغي أن‬ ‫ُّ‬
‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫(الشكل ‪)3-6‬‬ ‫وض ُح َّ‬ ‫تعيني املعاين الوظيف َّية البنو َّية للوحدات ا ُملعجم َّية‪ .‬و ُي ِّ‬
‫الص ّيف يف العرب َّية‪.‬‬
‫خرجات التَّحليل َّ‬ ‫ُمل َ‬

‫الص ّيف يف العرب َّية (أداة ‪)Alkhalil‬‬ ‫الشكل ‪ :3-6‬نموذج ُمل َ‬


‫خرجات نظام التَّحليل َّ‬ ‫َّ‬

‫‪-229-‬‬
‫التكيبيّ‬
‫‪ -4.4‬نظام التَّحليل َّ‬
‫ف‬ ‫كيبي ‪ Syntactic analyzer‬بتعيني أركان اجلُملة ا َّلتي ت َ‬
‫ُعر ُ‬ ‫الت ُّ‬‫يقو ُم ا ُملح ِّل ُل َّ‬
‫بأقسام الكالم ‪Parts of Speech‬؛ كام يقو ُم بتعيني وظائف هذه األركان وتوصيفها من‬
‫بني عمل‬ ‫التكيب يف ال ُّلغة العرب َّية تستدعي ُ‬
‫تداخ ًل َ‬ ‫أن طبيع َة َّ‬
‫والواقع َّ‬
‫ُ‬ ‫التكيب َّية‪.‬‬ ‫النَّاحية َّ‬
‫َ‬
‫عوامل‪ ،‬منها‪َ :‬ق ُبول‬ ‫نظرا لعدَّ ة‬
‫التكيب َّية وأدوات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل‪ً ،‬‬ ‫ا ُملح ِّلالت َّ‬
‫بني االسم َّية والفعل َّية [ال س َّيام يف العرب َّية ا ُملعارصة]‪،‬‬‫جلملة العرب َّية الواحدة للت َُّّنوع َ‬ ‫ا ُ‬
‫تتجر ُد يف ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كثري من‬ ‫جلملة بصورة َغري ُم َّطردة‪ ،‬وواقع الكتابة العرب َّية ا َّلتي َّ‬ ‫وتغي أطوال ا ُ‬ ‫ُّ‬
‫كيبي يف‬
‫الت ّ‬ ‫ور ا ُملح ِّلل َّ‬
‫ويقترص َد ُ‬
‫ُ‬ ‫بالشكل‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫الضبط َّ‬ ‫األحيان من عالمات َّ‬
‫التكيب َّية لوحدات ا ُملعجم‪.‬‬ ‫صناعة ا ُملعجم عىل تعيني املعاين الوظيف َّية َّ‬

‫كيبي يف العرب َّية (‪)Penn Arabic treebank‬‬


‫الت ّ‬ ‫َّ‬
‫الشكل ‪ :4-6‬نموذج آلل َّية التَّحليل َّ‬

‫‪-230-‬‬
‫اليل‬
‫‪ -5.4‬نظام التَّحليل الدِّ ّ‬
‫فردات‬ ‫عمل ا ُملح ِّلل الدِّ ال ّيل ‪ Semantic Analyzer‬عىل املعاين ا ُملعجم َّية ُ‬
‫للم َ‬ ‫يرتكز ُ‬ ‫ُ‬
‫كونات ا ُملعجم‪ ،‬ينبني نظا ُم التَّحليل الدِّ ال ّيل‬ ‫عالة ُم ِّ‬‫سياقاتا‪ .‬ومن النَّاحية العمل َّية يف ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫الل للك َِلامت ‪Word Sense Disambiguation‬‬ ‫ِ‬
‫ف بآل َّية َف ِّك االلتباس الدِّ ِ ّ‬ ‫عر ُ‬‫عىل ما ُي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كر َتا األساس َّي َة من ا ُملتَصاحبات [ا ُملتالزمات] ال َّلفظ َّية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ .)(WSD‬وتَستَمدُّ هذه اآلل َّي ُة ف َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫داتا يف َعال َقة تَركيبِ َّية‪،‬‬ ‫فر ُ‬ ‫‪ Collocations‬ا َّلتي َت َتك ََّو ُن عن ِسلس َلة من الكلامت‪َ ،‬تت َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َالز ُم ُم َ‬
‫(مثل‪ :‬عابر‬ ‫(مثل‪ :‬صاح الدِّ يك‪ ،‬ساد الصمت)‪ ،‬و َعال َقة اإلضافة ِ‬ ‫والفاعل ِ‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬ ‫َكعال َقة ِ‬
‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َسبِيل‪ ،‬قاطع َطريق)‪ .‬و ُيستفا ُد من نظام التَّحليل الدِّ ال ّيل يف استخالص املعاين ا ُملعجم َّية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫كبرية من‬ ‫جمموعات‬ ‫وصا عندَ التَّعا ُمل مع‬ ‫ياقي‪ُ ،‬خ ُص ً‬ ‫الس ّ‬ ‫كمرحلة تالية ملرحلة الكشف ِّ‬
‫تدل‬‫حيث ُّ‬ ‫السياقات؛ كام ُيستفا ُد من ُه ُجزئ ًّيا يف استكشاف املعلومات التَّارخي َّية والتَّأثيل َّية؛ ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الوحد ُة (القطار) بال ُّلغة‬ ‫ُ‬ ‫سياقات الوحدة ا ُملعجم َّية‪ .‬وعىل سبيل املثال‪،‬‬
‫سرتتبط َ‬ ‫ُ‬ ‫عليها‬
‫كلامت مثل (ال َغيث‪ ،‬ال ُعشب‪ ،)... ،‬وبالعرب َّية الوسيطة إذا‬ ‫ٌ‬ ‫صاح َبتها‬
‫العرب َّية القديمة إذا َ‬
‫صاح َبتها‬ ‫ِ‬
‫كلامت مثل (القافلة‪ ،‬اإلبل‪ ،)... ،‬وبالعرب َّية احلديثة وا ُملعاصة إذا‬ ‫ٌ‬ ‫صاح َبتها‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫السكَّة‪ ،)... ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫كلامت مثل (التَّذاكر‪ِّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫الـمستوى‬
‫ُ‬ ‫الزَّمان‬ ‫الدِّ اللة‬ ‫السياق‬
‫ِّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َواِس َت َبحنا َسنا َم األَ ِ‬
‫القديمة‬ ‫‪ 22‬ق‪.‬هـ‬ ‫‪1‬‬ ‫رض إِذ َقح َط الق ُ‬
‫طار‬ ‫‪1‬‬
‫القديمة‬ ‫‪ 283‬هـ‬ ‫‪1‬‬ ‫َ‬
‫أنزل الدَّ َار ا ُمل َبنَّا َة عىل ُس ْقيا القطار‬ ‫‪2‬‬
‫الوسيطة‬ ‫‪ 346‬هـ‬ ‫‪2‬‬ ‫قطار إبل‬ ‫ٍ‬
‫فال ََح هلم من ُب ْعد ُ‬ ‫‪3‬‬
‫الوسيطة‬ ‫‪ 845‬هـ‬ ‫‪2‬‬ ‫ومن مجلة ما كان معها قطار مجال ُم َ َّم َلة‬ ‫‪4‬‬
‫احلديثة‬ ‫‪ 1354‬هـ‬ ‫‪3‬‬ ‫احلديدي‬
‫ّ‬ ‫سافر إىل بلده عىل القطار‬ ‫ثم َ‬ ‫‪5‬‬
‫احلديثة‬ ‫‪ 1383‬هـ‬ ‫‪3‬‬ ‫ِ‬
‫ها َمت َت ُ ُّر عىل املرافئ أو حم َّطات القطار‬ ‫‪6‬‬
‫اليل‬ ‫للمتصاحبات الدَّ ا َّلة عىل ُم َ‬
‫فردات العرب َّية يف آل َّية التَّحليل الدِّ ّ‬ ‫اجلدول ‪ :4-6‬نموذج ُ‬

‫‪ -6.4‬شبكة الكلامت‬
‫الصناعات ال ُّلغو َّية احلاسوب َّية‪.‬‬
‫رئيسا يف ِّ‬ ‫ُت َعدُّ شبك ُة الكلامت ‪ WordNet‬مور ًدا ً‬
‫صدر َغ ٌّ‬
‫ني باملعارف‪ُ ،‬م َعدٌّ‬ ‫عالة اآلل َّية باملفهوم الدَّ قيق؛ لكنَّها َم ٌ‬ ‫للم َ‬‫ليست أدا ًة ُ‬
‫وهي َ‬
‫بأنا‬ ‫تعريف شبكة الكلامت َّ‬ ‫ُ‬ ‫عالة الدِّ الل َّية وا ُملعجم َّية‪ .‬و ُيمك ُن‬
‫للمساعدة يف ا ُمل َ‬
‫َسل ًفا ُ‬

‫‪-231-‬‬
‫دات فيها‬ ‫فر ُ‬ ‫َّف ا ُمل َ‬
‫قاعدة بيانات ُمعجم َّية دالل َّية ‪ ،Lexical-Semantic Database‬ت َُصن ُ‬
‫وعات من ا ُمل َتادفات ‪ Synonyms‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫وجمم‬ ‫َ‬
‫سالسل‬ ‫إىل أقسام الكالم‪ُ ،‬ث َّم ت َُصن ُ‬
‫َّف يف‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وترتابط فيام بينها بشبكة من العالقات الدِّ الل َّية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫املفاهيم ‪ Synsets‬ا َّلتي تت ُ‬
‫َّفق يف معانيها‬
‫كونات ا ُملعجم‬ ‫وهبذا التَّوصيف‪ُ ،‬يمك ُن اإلفاد ُة من شبكات الكلامت عندَ ُم َ‬
‫عالة ُم ِّ‬
‫غوي يف تت ُّبع املعاين ا ُملعجم َّية واالستدالل عليها؛ كام ُيستفا ُد من شبكات الكلامت‬ ‫ال ُّل ّ‬
‫حل ُقول والعالقات الدِّ الل َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عىل نطاق واس ٍع يف تعيني ا ُ‬

‫الشكل ‪ :5-6‬نموذج لشبكة الكلامت يف العرب َّية (‪)Arabic WordNet‬‬


‫َّ‬

‫الصوت َّية الكتاب َّية‬ ‫‪ -7.4‬نظام ا ُمل َ‬


‫عالة َّ‬
‫ورتا‬ ‫يت يف ال ُّلغات ال َّطبيع َّية يف ُص ِ‬
‫الصو ّ‬
‫الفونيم ‪ Phoneme‬هو َوحدة التَّحليل َّ‬
‫ب عن أشكال‬ ‫الصورة املكتوبة (اجلرافيم ‪ )Grapheme‬ا َّلذي ُي َع ِّ ُ‬ ‫املنطوقة‪ ،‬و ُيقاب ُل ُه يف ُّ‬
‫يب ‪ Phono-grapheme Analyzer‬يف‬ ‫يت الكتا ّ‬ ‫املحارف‪ .‬و ُيستَخدَ ُم ا ُملح ِّل ُل َّ‬
‫الصو ّ‬
‫وحمارفِها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رب ُماكاة القواعد القياس َّية ألصوات ال ُّلغة‬ ‫تعيني معلومات اهلجاء والنُّطق‪َ ،‬ع َ‬
‫ٍ‬
‫حل ُروف العرب َّية‬
‫ف بآل َّية َرومنة ا ُ‬ ‫ويف ال ُّلغة العرب َّية يبدو هذا النِّظا ُم يف ُصورة ما ُي َ‬
‫عر ُ‬

‫‪-232-‬‬
‫حيث ُّ‬
‫حتل‬ ‫ُ‬ ‫‪Romanization of Arabic‬؛ أي‪ :‬كتابتها باحر ٍ‬
‫ف رومان َّية [أو التين َّية]؛‬ ‫ُ‬
‫مكان حمارف ال ُّلغة العرب َّية؛ ويف بعض األحيان‪،‬‬‫َ‬ ‫الصوت َّية الدَّ ول َّية‬
‫حمارف األلفبائ َّية َّ‬
‫ُ‬
‫كيبي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الت ّ‬ ‫الص ّيف أو َّ‬
‫لحقة بأنظمة أخرى للتَّحليل َّ‬ ‫تكون هذه اآلل َّية ُم َ‬
‫الصورة املكتوبة‬
‫ُّ‬ ‫الصورة املنطوقة‬
‫ُّ‬ ‫ِقسم الكالم‬ ‫الوحدات ا ُملعجم َّية‬ ‫م‬
‫َب‬ ‫َكت َ‬ ‫‪kAtAbA‬‬ ‫فِعل‬ ‫كتب‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫عاهدَ‬
‫َ‬ ‫‪ʕÆhADA‬‬ ‫فِعل‬ ‫عاهدَ‬ ‫‪2‬‬
‫است َْأ َث َر‬
‫ْ‬ ‫‪ʔiStAʔṯARA‬‬ ‫فِعل‬ ‫استأثر‬
‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫َل ٌيل‬ ‫‪ʔAl-lAyl-ʊn‬‬ ‫اسم‬ ‫ال َّليل‬ ‫‪4‬‬
‫ا َّلذي‬ ‫‪ʔAllAḏi:‬‬ ‫اسم‬ ‫ا َّلذي‬ ‫‪5‬‬
‫ُو ٌّد‬ ‫‪ʔAl-wʊDD-ʊn‬‬ ‫اسم‬ ‫الو ّد‬
‫ُ‬ ‫‪6‬‬
‫نِسا ُء‬ ‫‪ʔAn-niSÆʔ-ʊ‬‬ ‫اسم‬ ‫النِّساء‬ ‫‪7‬‬
‫ْ‬
‫إن‬ ‫‪ʔin‬‬ ‫حرف ‪ /‬أداة‬ ‫ْ‬
‫إن‬ ‫‪8‬‬
‫َأ ْن‬ ‫‪ʔAn‬‬ ‫حرف ‪ /‬أداة‬ ‫ْ‬
‫أن‬ ‫‪9‬‬
‫ك َْي‬ ‫‪kAy‬‬ ‫حرف ‪ /‬أداة‬ ‫كَي‬ ‫‪10‬‬
‫[الصوت َّية الكتاب َّية]‬ ‫اجلدول ‪ :5-6‬نامذج ُم َرجات ا ُمل َ‬
‫عالة الفونوجراف َّية َّ‬

‫وحات علم َّي ٍة ودراسات ُمستقبل َّية‬


‫ٍ‬ ‫ألطر‬
‫أفكار بحث َّية ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪-5‬‬
‫عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية وحداثة‬‫َن َظ ًرا لنُدرة الدِّ راسات ا َّلتي كُتِ َبت بال َع َربِ َّية عن ا ُمل َ‬
‫ِ‬
‫لبعض األفكار‬ ‫نعر َض‬ ‫ُحاو ُل ‪ -‬فيام يأيت ‪ -‬أن ِ‬ ‫مناهج دراستها عىل ال ُّلغة العرب َّية‪ ،‬سن ِ‬
‫ِ‬
‫للباحثني يف علوم‬ ‫ٍ‬
‫ودراسات ُمستقبل َّية‬ ‫حات علم َّي ٍة‬ ‫البحثِية ا َّلتي قد تَص ُلح إلنجاز أطرو ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ال ُّلغة وا ُملعجم‪.‬‬

‫‪-233-‬‬
‫موضوع ِ‬
‫الفكرة األوىل‪:‬‬ ‫‪ُ -1.5‬‬
‫أنساق املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العريب ا ُمل ِ‬
‫عاص‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫«دراسة ُلغو َّية إحصائ َّية»‬
‫Ÿ Ÿفكرة الدِّ راسة‪:‬‬
‫تقو ُم فكر ُة الدِّ راسة عىل َحرص وإحصاء أنامط املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية يف‬
‫عاصة أو أحدها؛ وتعيني األنساق ا ُملختلفة للمداخل‬ ‫بعض املعاجم العربية ا ُمل ِ‬
‫َّ‬
‫فرد ًة أو ُم َركَّبة؛ ُث َّم‬ ‫ُ‬
‫تكون ُم َ‬ ‫حني‬
‫ذورا‪ ،‬وللوحدات َ‬
‫ول أو ُج ً‬ ‫أص ً‬ ‫ُ‬
‫تكون ُ‬ ‫حني‬
‫َ‬
‫يب‪.‬‬ ‫منهجي ُيساعدُ يف تقويم صناعة ا ُملعجم العر ّ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫أساس‬ ‫ضبط هذه األنساق عىل‬
‫Ÿ Ÿما َّدة الدِّ راسة‪:‬‬
‫معجم [أو أكثر] ل ُّلغة العربية ا ُمل ِ‬
‫عاصة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫Ÿ Ÿاألسئِلة ال َبحثِ َّية‪:‬‬
‫أنساق املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العريب ا ُمل ِ‬
‫عاص؟‬ ‫ُ‬ ‫Ÿ Ÿما‬
‫ّ‬
‫استخالص منهج َّية لضبط بنية هذه األنساق يف صناعة ا ُملعجم؟‬
‫ُ‬ ‫كيف ُيمك ُن‬
‫ŸŸ َ‬
‫Ÿ Ÿمنهج الدِّ راسة‪ ،‬وجمال البحث‪:‬‬
‫َّحلييل‪ ،‬و َي َتن ََّو ُع ُ‬
‫جمال البحث بني‬ ‫ّ‬ ‫الوصفي الت‬
‫ّ‬ ‫املقتح ُة عىل املنهج‬
‫تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ‬
‫اإلحصاء ال ُّل َغ ِو ّي ِّ‬
‫والصناعة ا ُملعجم َّية‪.‬‬
‫موضوع ِ‬
‫الفكرة ال َّثانية‪:‬‬ ‫‪ُ -2.5‬‬
‫اخلاصة‬
‫َّ‬ ‫ويب تفا ُع ّيل لذوي االحتياجات‬ ‫نحو ُمعج ٍم ُ‬
‫حاس ٍّ‬ ‫َ‬
‫«املنهج والنَّمو َذج»‬
‫Ÿ Ÿفكرة الدِّ راسة‪:‬‬
‫ٍ ٍ‬
‫تقو ُم فكر ُة الدِّ راسة عىل وضع منهج َّية قابلة للتَّطبيق لبناء وتطوير ُمعج ٍم ُل ٍّ‬
‫غوي‬
‫بنائ ِه ال َّثالثة (اجلمع‪ ،‬والتَّحرير‪،‬‬
‫مراحل ِ‬
‫ِ‬ ‫عاص‪ ،‬يعتمدُ عىل تقنيات اآللة يف‬ ‫ُم ِ ٍ‬
‫حاسوب َّي ٍة تفا ُعل َّي ٍة‪ ،‬هبدف ُمساعدة ذوي االحتياجات‬ ‫ٍ‬
‫ويظهر يف بيئة ُ‬
‫ُ‬ ‫والنَّرش)‪،‬‬

‫‪-234-‬‬
‫السمع أو اإلبصار عىل فهم ال ُّلغة وتع ُّلم ُم َ‬
‫فرداهتا‬ ‫اخلاصة من فاقدي ال ُقدرة عىل َّ‬
‫َّ‬
‫الباحث من خاللهِ‬
‫ُ‬ ‫ثبت‬
‫يب ُي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫حاسو ٍّ‬
‫نموذج ُ‬ ‫عجمي‪ ،‬مع تقديم‬
‫ّ‬ ‫الـم‬
‫وإدراك نظامها ُ‬
‫فاعل َّي َة املنهج‪.‬‬
‫Ÿ Ÿما َّدة الدِّ راسة‪:‬‬
‫دونة ُلغو َّية عا َّمة للعرب َّية‬ ‫ِ‬
‫عاص [أو جمموعة من املعاجم]‪ ،‬و ُم َّ‬ ‫يب ُم ٌ‬ ‫عجم عر ٌّ‬‫ُم ٌ‬
‫الـمعاصة‪ ،‬وقاعدة بيانات دالل َّية ُمعجم َّية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫Ÿ Ÿاألسئِلة ال َبحثِ َّية‪:‬‬
‫اخلاصة؟‬
‫َّ‬ ‫يب لذوي االحتياجات‬ ‫ُ‬
‫ضوابط صناعة ُمعج ٍم عر ٍّ‬ ‫Ÿ Ÿما‬
‫حاسوب َّي ٍة تفا ُعل َّية؟‬ ‫ٍ‬ ‫يب ُم ِ ٍ‬
‫عاص يف بيئة ُ‬ ‫أي مدً ى ُيمك ُن بنا ُء وتطوير ُمعج ٍم عر ٍّ‬
‫Ÿ Ÿإىل ِّ‬
‫كيف ُيمك ُن توجي ُه الفئات ا ُملستهدَ فة من تع ُّلم ا ُمل َ‬
‫فردات ومعرفة املعلومات‬ ‫ŸŸ َ‬
‫ٍ‬
‫برشي؟‬
‫ّ‬ ‫دون وسيط‬‫رب اآللة‪َ ،‬‬ ‫ا ُملعجم َّية َع َ‬
‫Ÿ Ÿمنهج الدِّ راسة‪ ،‬وجمال البحث‪:‬‬
‫جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات‬
‫الوصفي‪ ،‬و َي َتن ََّو ُع ُ‬
‫ّ‬ ‫املقتح ُة عىل املنهج‬
‫تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ‬
‫والصناعة ا ُملعجم َّية‪.‬‬
‫احلاسوب َّية ِّ‬
‫ُ‬
‫موضوع ِ‬
‫الفكرة ال َّثالثة‪:‬‬ ‫‪ُ -3.5‬‬
‫عاصة‬ ‫التَّوليد اآليل للمعاين يف معاجم ال ُّلغة العربية ا ُمل ِ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫حاسوب َّية يف ضوء تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل»‬ ‫عالة ُ‬ ‫« ُم َ‬
‫Ÿ Ÿفكرة الدِّ راسة‪:‬‬
‫ِ‬
‫الـمعجم َّية احلديثة؛‬
‫الصناعة ُ‬
‫أهم إشكاالت ِّ‬ ‫قتحة أحدَ ِّ‬ ‫تُعال ُج الدِّ راس ُة ُ‬
‫الـم َ َ‬
‫السياقات‪ .‬وتقو ُم الفكر ُة عىل‬
‫الـمعجم َّية من ِّ‬‫إشكال استخالص املعاين ُ‬ ‫َ‬ ‫ونعني‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دونة ُلغو َّية للعرب َّية ُ‬
‫الـمعاصة‪ُ ،‬ث َّم إخضاع ما َّدهتا للتَّدريب والتَّجريب عىل‬ ‫بناء ُم َّ‬
‫تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل‪ ،‬واإلبانة عن فاعل َّية هذه التِّقنيات يف استخالص‬
‫املعاين وتوليدها آليا‪ ،‬وتقييم الـمخرجات استنادا إىل معاجم عربية منج ٍ‬
‫زة سل ًفا‪.‬‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ًّ‬

‫‪-235-‬‬
‫Ÿ Ÿما َّدة الدِّ راسة‪:‬‬
‫ِ‬
‫املعاصة‪،‬‬ ‫ُمدَ َّون ٌة ُل َغ ِو َّي ٌة مكتُوبة (ن َِّص َّية) ُمست ََمدَّ ٌة من ن ُُصوص ال ُّلغة العرب َّية‬
‫َ‬ ‫لتكون ماد ًة للتَّدريب والتَّجريب‪ ،‬ومعجم عريب م ِ‬
‫ليكون ما َّد ًة للتَّقييم‪.‬‬ ‫عاص‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫Ÿ Ÿاألسئِلة ال َبحثِ َّية‪:‬‬
‫عاصة‪ ،‬وما ِسامتُه‪ ،‬وما هي القرائن‬ ‫شكل املعنى يف املعاجم العربية الـم ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ ·ما ُ‬
‫فردة الواحدة؟‬ ‫للم َ‬
‫الـمعجم َّية ُ‬ ‫ُ‬
‫االستدالل هبا عىل املعاين ُ‬ ‫ال ُّلغو َّية ا َّلتي ُيمك ُن‬
‫توظيف تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل يف استخالص املعنى‬
‫ُ‬ ‫كيف ُيمك ُن‬
‫· َ‬ ‫ ‬
‫وتوليده؟‬
‫توظيف هذه التِّقنيات يف ُم َ‬
‫عالة إشكاالت صناعة‬ ‫ُ‬ ‫أي مدً ى ُيمك ُن‬
‫·إىل ِّ‬ ‫ ‬
‫الـمعجم؟‬‫ُ‬
‫Ÿ Ÿمنهج الدِّ راسة‪ ،‬وجمال البحث‪:‬‬
‫جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات‬
‫الوصفي‪ ،‬و َي َتن ََّو ُع ُ‬
‫ّ‬ ‫املقتح ُة عىل املنهج‬
‫تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ‬
‫والصناعة ا ُملعجم َّية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلاسوب َّية ولسان َّيات املدَ َّونة ِّ‬
‫ُ‬

‫الرابعة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ -4.5‬‬


‫موضوع الفكرة َّ‬
‫الصناعة ا ُملعجم َّية العرب َّية‬ ‫ِ‬
‫نحو قاعدة بيانات َش َبك َّية دالل َّية ألغراض ِّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫«دراس ٌة ُل َغ ِو َّية ُ‬
‫حاسوب َّية»‬
‫Ÿ Ÿفكرة الدِّ راسة‪:‬‬
‫قتحة إىل بناء وتطوير قاعدة بيانات من احلُ ُقول والعالقات‬ ‫تسعى الدِّ راس ُة ُ‬
‫الـم َ َ‬
‫الـمعجم َّية العرب َّية‪ .‬وتقو ُم الفكر ُة عىل إعداد‬
‫للصناعة ُ‬ ‫لتكون مور ًدا ِّ‬‫َ‬ ‫الدِّ الل َّية‪،‬‬
‫ٍ‬
‫الـم َص َّغ َر لشبكة كلامت ‪ WordNet‬تستمدُّ ما َّد َتا‬ ‫َ‬
‫َّموذج ُ‬
‫َ‬ ‫اهليكل أو الن‬ ‫ما ُيشب ُه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫لتكون قادر ًة عىل متثيل املعاين‬ ‫الـمعاصة‪،‬‬‫و ُمع َطياتا من واقع ال ُّلغة العرب َّية ُ‬
‫ص منها‪ ،‬للتَّأكُّد‬‫عجمي ُمستَخ َل ٍ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫نموذج ُم‬ ‫نحو دقيق‪ ،‬مع تقديم‬ ‫الـمعجم َّية عىل ٍ‬ ‫ُ‬
‫الصناعة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من ُمناس َبتها ألهداف ِّ‬

‫‪-236-‬‬
‫Ÿ Ÿما َّدة الدِّ راسة‪:‬‬
‫شبكة الكلامت العرب َّية ‪ ،Arabic WordNet‬وعدد من شبكات الكلامت‬
‫نجزة ل ُّلغات األخرى‪.‬‬
‫الـم َ‬
‫واألنطولوجيات ُ‬
‫Ÿ Ÿاألسئِلة ال َبحثِ َّية‪:‬‬
‫كيف نبني قاعدة بيانات دالل َّية ُمعجم َّية للعرب َّية؟‬
‫· َ‬ ‫ ‬
‫توظيف شبكة الكلامت يف تطوير قاعدة البيانات؟‬
‫ُ‬ ‫كيف ُيمك ُن‬
‫· َ‬ ‫ ‬
‫وكيف ُيمك ُن توليدُ ها‬
‫َ‬ ‫العالقات األساس َّية يف قاعدة البيانات املنشودة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫·ما‬ ‫ ‬
‫أي مدً ى ُيمك ُن اففاد ُة من ُم َرجات التَّوليد اآل ّيل؟‬
‫آل ًّيا‪ ،‬وإىل ِّ‬
‫Ÿ Ÿمنهج الدِّ راسة‪ ،‬وجمال البحث‪:‬‬
‫جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات‬
‫الوصفي‪ ،‬و َي َتن ََّو ُع ُ‬
‫ّ‬ ‫املقتح ُة عىل املنهج‬
‫تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ‬
‫الـمعجم َّية‪.‬‬
‫والصناعة ُ‬
‫احلاسوب َّية وعلم الدِّ اللة ِّ‬
‫ُ‬
‫موضوع ِ‬
‫الفكرة اخلامسة‪:‬‬ ‫‪ُ -5.5‬‬
‫العريب‬
‫ّ‬ ‫عجمي‬
‫ّ‬ ‫بناء وتطوير نظام مفتوح املصدر للتَّحرير ا ُمل‬
‫حاسوب َّية»‬ ‫« ُم َ‬
‫عالة ُ‬
‫Ÿ Ÿفكرة الدِّ راسة‪:‬‬
‫يدعم ال ُّلغ َة‬ ‫اكثرها ال‬ ‫عجمي‪َّ ،‬إل َّ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫أن َ‬ ‫ّ‬ ‫الـم‬
‫مع ُوجود عدد من أدوات التَّحرير ُ‬
‫فإن الدِّ راس َة‬‫الـمعجم َّية‪ .‬هلذا‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫يتناسب مع بنيتها ُ‬‫ُ‬ ‫كامل‪ ،‬وال‬ ‫العرب َّي َة ً‬
‫دعم‬
‫يتناسب مع‬‫ُ‬ ‫يب‪،‬‬
‫عجمي العر ّ‬
‫ّ‬ ‫قتحة تسعى إىل بناء وتطوير نظا ٍم للتَّحرير ُ‬
‫الـم‬ ‫الـم َ َ‬ ‫ُ‬
‫ويكون مفتوح املصدر ‪ Open Source‬من ناحيةٍ‬ ‫ُ‬ ‫طبيعة ال ُّلغة العرب َّية من ناحية‪،‬‬
‫َ‬
‫عجمي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫حترير ُم‬ ‫الباحثني من استخدام نظام‬
‫َ‬ ‫متكني‬
‫ُ‬ ‫واهلدف من ذلك‬‫ُ‬ ‫أخرى‪.‬‬
‫ِ‬
‫حوسبة ال ُّلغة والعرب َّية وتقنياتا من تطوير‬ ‫العاملني يف‬
‫َ‬ ‫يب بال ُق ُيود‪ ،‬ومتكني‬ ‫عر ٍّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ذلك النِّظام وإثرائه‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪-237-‬‬
‫Ÿ Ÿما َّدة الدِّ راسة‪:‬‬
‫جمموعة من املعاجم العربية الـم ِ‬
‫عاصة‪ ،‬وقاعدة بيانات ُمعجم َّية قياس َّية‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫للتَّدريب‪.‬‬
‫Ÿ Ÿاألسئِلة ال َبحثِ َّية‪:‬‬
‫يب؟‬
‫عجمي العر ّ‬
‫ّ‬ ‫الـم‬
‫·ما املواصفات القياس َّية لنظام التَّحرير ُ‬ ‫ ‬
‫عجمي يف صناعة ُمعج ٍم‬
‫ّ‬ ‫الـم‬
‫أي مدً ى ُيمك ُن اإلفاد ُة من أنظمة التَّحرير ُ‬
‫·إىل ِّ‬ ‫ ‬
‫يب؟‬‫عر ّ‬
‫عجمي‬
‫ّ‬ ‫·ما اخلُطوات املنهج َّية لبناء وتطوير نظا ٍم مفتوح املصدر للتَّحرير ُ‬
‫الـم‬ ‫ ‬
‫الـمستقبل َّية لدعم هذا النَّوع من أنظمة التَّحرير؟‬
‫الرؤية ُ‬‫يب‪ ،‬وما ُّ‬
‫العر ّ‬
‫Ÿ Ÿمنهج الدِّ راسة‪ ،‬وجمال البحث‪:‬‬
‫جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات‬
‫الوصفي‪ ،‬و َي َتن ََّو ُع ُ‬
‫ّ‬ ‫املقتح ُة عىل املنهج‬
‫تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ‬
‫الـمعجم َّية‪.‬‬
‫والصناعة ُ‬‫احلاسوب َّية ِّ‬
‫ُ‬

‫‪-238-‬‬
‫ببليوجرافيا مرجع َّية‬
ّ ‫ ا َملورد العر‬:)‫(روحي‬
.2016 ،1‫ ط‬،‫ بريوت‬،‫ دار العلم للماليني‬،‫يب‬ َ ‫البعلبكِّي‬1.1
ّ ‫ جم َّلة ال ِّلسان العر‬،‫َّارخيي ل ُّلغة العرب َّية‬
،‫يب‬ ّ ّ ‫السعيد (ا ُمل‬
‫ حوسبة املعجم الت‬:)‫عتز باهلل‬ َّ 2.2
.2014 ،74 ‫ العدد‬،‫بالرباط‬ ِّ ‫مكتب تنسيق التَّعريب‬
ّ ‫السعيد (ا ُمل‬
.2012 ،‫ القاهرة‬،‫ دار اهلاين‬،‫ علم الدِّ اللة ونظر َّية املعنى‬:)‫عتز باهلل‬ َّ 3.3
ّ ‫ جم َّلة ال ِّلسان العر‬،‫يب‬
‫ مكتب تنسيق‬،‫يب‬ ّ ‫َمذجة ا ُملعجم العر‬ ّ ‫السعيد (ا ُمل‬
َ ‫ ن‬:)‫عتز باهلل‬ َّ 4.4
.2016 ،76 ‫ العدد‬،‫بالرباط‬ ِّ ‫التَّعريب‬
.2009 ،2‫ ط‬،‫ القاهرة‬،‫عال ال ُكتُب‬ َ ،‫ ِصناعة ا ُملعجم احلديث‬:)‫ ُع َمر (أمحد ُمتار‬5.5
.1997 ،‫ اإلسكندرية‬،‫ دار املعرفة اجلامعية‬،‫ يف علم الداللة‬:)‫ ُع َمر (أمحد ُمتار‬6.6
‫للتبية‬ َّ ‫ ا ُملن َّظمة العرب َّية‬،‫األسايس‬
ّ ّ ‫ ا ُملعجم العر‬:‫ وآخرون‬،)‫ ُع َمر (أمحد ُمتار‬7.7
‫يب‬
.1989 ،‫ الروس‬،‫وال َّثقافة وال ُع ُلوم‬
ِ
،‫القاه َرة‬ ،‫الشوق الدَّ ولِ َّية‬ ِ
َ ‫ ا ُمل‬:‫ َممع ال ُّلغة ال َع َربِ َّية بالقاهرة‬8.8
ّ ‫ مك َت َبة‬،‫عجم الوسيط‬
.2004 ،3‫ط‬
9. Abel, A. (2012). Dictionary writing systems and beyond. In: Grang�
er, S. & Paquot, M. (ED). Electronic Lexicography. Oxford Univer�
sity Press, 2012.
10. Black, W., Elkateb, S., Rodriguez, H, Alkhalifa, M., Vossen, P.,
Pease, A. and Fellbaum, C., (2006). Introducing the Arabic Word�
Net Project, in Proceedings of the Third International WordNet Con�
ference, GWC 2006, South Jeju Island, Korea, January 22-26, 2006.
11. Cantos-Gomez, P., Almela-Sanchez, M. (2019). Lexical Colloca�
tion Analysis: Advances and Applications. Springer Nature Cus�
tomer Service Center Gmbh.
12. Čibej, J., Gorjanc, V., Kosem, I., Krek, S. Lexicography in Global Con�
texts: Book of Abstracts. Ljubljana University Press, Faculty of Arts.
13. Dash, N. S., Ramamoorthy, L. (2018). Utility and Application of
Language Corpora. Springer.

-239-
14. Draper, C. (2018). Synonyms and Antonyms. Achieve2day.
15. Fuertes-Olivera, P. A. (2017). The Routledge Handbook of Lexicog�
raphy. Routledge.
16. Hagberg, G. (2018). Meaning and Interpretation: Wittgenstein,
Henry James, and Literary Knowledge. Cornell University Press.
17. Harm, V., Lobenstein-Reichmann, A., Diehl, G. (2019). Wortwel�
ten: Lexikographie, Historische Semantik und Kulturwissenschaft.
Walter de Gruyter GmbH & Co KG.
18. Heusinger, K., Maienborn, C., Portner, P. (2019). Semantics - Ty�
pology, Diachrony and Processing. Walter de Gruyter GmbH & Co
KG.
19. Mel’čuk, I. (2015). Semantics: From meaning to text. John Benja�
mins Publishing Company.
20. Nielsen, S. (2008), “The Effect of Lexicographical Information
Costs on Dictionary Making and Use”, Lexikos, 18: 170–189.
21. Opland, J. (2019). Lexicography: Notes on Xhosa Lore and Lan�
guage (1909-1934) - Robert Godfrey. University of Kwazulu-Natal
Press.
22. Pustejovsky, J., Batiukova, O. (2019). The Lexicon. Cambridge
University Press.
23. Reqqass, M., Lakhouaja, A., Mazroui, A., Bebah, M. (2014). “Con�
ception et réalisation d’un système de production de dictionnaires
arabes respectant la norme LMF”, 5th International Conference on
Arabic Language Processing. CITALA 2014. November 26-27.
2014, Oujda, Morocco.
24. Šipka, D. (2019). Lexical Layers of Identity: Words, Meaning, and
Culture in the Slavic Languages. Cambridge University Press.
25. Zhekov, M. A. (2018). Lexicography in Action: Designing an Eng�
lish-Romanian Glossary of English Criminal Law for Interpreters
and Legal Professionals Using Electronic Corpora. CreateSpace In�
dependent Publishing Platform.

-240-
‫الباحثون‬

‫‪-241-‬‬
-242-
‫الرازق عيل رشوان‬ ‫ِ‬
‫الدكتور‪ُ /‬مسن عبد َّ‬
‫أستاذ بقسم اإللكرتونيات واالتصاالت‬ ‫ٍ‬ ‫يشغل منصب‬
‫ختر َج عام ‪1977‬‬‫الكهربائية يف ُك ِّل َّية اهلندسة ‪ -‬جامعة القاهرة‪َّ .‬‬
‫وحصل عىل ثالتة ماجستريات‪ ،‬ثم‬ ‫َ‬ ‫وكان األول عىل دفعته‪،‬‬
‫عىل الدُّ كتوراه من جامعة كوين بكندا؛ أرشف عىل أكثر من مائة‬
‫املتخ ِّصصة‬ ‫الشكة اهلندسية لتطوير النُّ ُظم الر ِ‬
‫قم َّية ‪َ RDI‬‬ ‫رسالة ماجستري ودكتوراه‪ .‬يدير َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يف جمال تقنيات ال ُّلغة العرب َّية‪.‬‬

‫الدكتور‪ /‬ا ُملعت ّز باهلل َّ‬


‫السعيد طه‬
‫الـمساعد بجامعة القاهرة‪ ،‬وأستاذ‬ ‫أستاذ الدِّ راسات ال ُّلغو َّية ُ‬
‫ال ِّلسان َّيات احلاسوب َّية املـُشارك بمعهد الدَّ وحة للدِّ راسات ال ُعليا‪،‬‬
‫الـمعجم َّية بمرشوع ُمعجم الدَّ وحة‪.‬‬ ‫نسق َوحدة املوارد ُ‬ ‫و ُم ِّ‬
‫عدد من الكتب‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثني ورقة علم َّي ٍة‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫نحو‬
‫َ‬ ‫َش َ‬ ‫نََ‬
‫وأسهم يف أكثر من عرشة‬ ‫عاصة‪،‬‬ ‫يف الـمعج ِمية العربِية والدِّ راسات ال ُّل َغ ِوية الـم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َّ َ َ َّ‬
‫عدد من اجلوائز‬ ‫حصل عىل ٍ‬ ‫َ‬ ‫وعات بحث َّي ٍة دول َّي ٍة يف ميادين ُم َ‬
‫عالة ال ُّلغات ال َّطبيع َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مرش‬
‫ُ‬
‫ختصصه‪ ،‬منها‪ :‬جائزة (ألكسو ‪ )ALECSO‬لإلبداع واالبتكار يف «املـَع ُلومات َّية‬ ‫يف َميدان ُّ‬
‫حيد لل ُع ُلوم وال َّثقافة‪.‬‬ ‫عالة اآلل َّية ل ُّلغة العرب َّية»‪ ،‬وجائزة راشد بن ُ َ‬
‫والـم َ‬
‫ُ‬

‫الدكتور‪ /‬أمحد راغب أمحد‬


‫ور ِئيس ِق ْسم اللغة‬ ‫ارك‪َ ،‬‬ ‫ُأ ْستَاذ الدِّ راسات ال ُّل َغ ِو َّية ا ُْل َش ِ‬
‫حصل عىل‬ ‫َ‬ ‫العربية وآداهبا باجلامعة اإلسالمية العاملية بامليزيا‪.‬‬
‫َش عد ًدا‬ ‫ِ‬
‫درجة الدُّ كتوراه من جامعة القاهرة عام ‪َ .2009‬ون َ َ‬
‫شار َك يف العديد من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫من األوراق البحث َّية يف دور َّيات علم َّية؛ كام َ‬
‫ا ُملؤمترات الدَّ ول َّية ا َملعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة؛ وله عد ٌد من ا ُمل َؤ َّلفات‬
‫ِ‬
‫العلم َّية‪.‬‬

‫‪-243-‬‬
‫الدكتور‪ُ /‬م َّمد َعطِ َّية ُم َّمد ال َع َر ّيب‬
‫حصــل من جامعـــة القـــاهرة عىل بكالــوريوس هندسة‬
‫االتصاالت الكهربائية واإللكرتونيات عام ‪1995‬م‪ ،‬وعىل‬
‫املاجستري يف هندسة احلاسبات عام ‪2000‬م‪ ،‬ثم عىل درجة‬
‫الدكتوراه يف هندسة االتصاالت الكهربائية واإللكرتونيات عام‬
‫بالشكة اهلندسية لتطوير النُّ ُظم الر ِ‬
‫قم َّية ‪RDI‬‬ ‫‪2005‬م‪َ .‬ع ِم َل َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وبني عا َم ْي ‪2007‬م و ‪2010‬م أستا ًذا ً‬
‫زائرا يف‬ ‫منذ يوليو ‪1995‬م إىل هناية ‪2010‬م‪َ ،‬‬
‫كلية احلاسبات وتقنيات املعلومات باألكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل‬
‫البحري ‪ -‬فرع القاهرة‪ ،‬وخم ِّط ًطا للربجميات برشكة «لوكسور تكنولوجي» الكندية‬
‫ِ‬
‫وخبريا للغويات احلاسوبية والربجميات‬‫ً‬ ‫ْتار ُيو) منذ ‪2009‬م إىل اآلن‪،‬‬ ‫( ُأوكْف ْيل‪ُ /‬أون ْ‬
‫ملرشوع «معجم الدوحة التارخيي» بني عا َم ْي ‪2014‬م و ‪2016‬م‪.‬‬

‫األنصاري‬
‫ّ‬ ‫الدكتور‪ /‬سامح َسعد أبو ا َملجد‬
‫الصوتِ َّيات‬ ‫ورئيسا لقسم َّ‬ ‫ً‬ ‫احلاسوبِ َّية‬
‫ُ‬ ‫َيعمل أستا ًذا ل ِّلسان َّيات‬
‫ومديرا ملركز‬ ‫ً‬ ‫وال ِّلسان َّيات ب ُك ِّل َّية اآلداب بجامعة اإلسكندر َّية‪،‬‬
‫ال ُّلغو َّيات احلاسوب َّية العرب َّية بمكتبة اإلس َكندَ ِر َّية‪ .‬شارك يف العديد‬
‫َش ال َع ِديدَ من األوراق ال َبحثِ َّية ا َملعنِ َّية‬ ‫من املرشوعات العلمية ون َ َ‬
‫ضو بجمع َّية ال ِّلسان َّيات ال َع َربِ َّية‬ ‫بحوسبة ال ُّلغة ال َع َربِ َّية؛ وهو ُع ٌ‬
‫الشبكات الداللية احلاسوبية العا َلِ َّية‬ ‫بم َؤ َّسسة ُلغة َّ‬‫وعضو ُ‬‫ٌ‬
‫ِ‬
‫األمريك َّية‪،‬‬ ‫بالواليات ا ُملتَّحدة‬
‫بجنيف‪.‬‬

‫‪-244-‬‬
‫مباحث لغوية ‪٥٥‬‬
‫مة في‬ ‫ُمقَ ِّد ٌ‬
‫س َبة ال ُّل َغــــــــة َ‬
‫الع َر ِب َّية‬ ‫َح ْو َ‬
‫يُصدِ ر مركز امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدولي خلدمة اللغة العربية هذا الكتاب ضمن سلسلة‬
‫(مباحث لغوية)‪ ،‬وذلك وفق خطة عمل مقسمة إلى مراحل‪ ،‬ملوضوعات علمية رأى املركز حاجة املكتبة‬
‫اللغوية العربية إليها‪ ،‬أو إلى بدء النشاط البحثي فيها‪ ،‬واجتهد يف استكتاب نخبة من احملررين واملؤلفني‬
‫للنهوض بعنوانات هذه السلسلة على أكمل وجه‪.‬‬
‫ويهدف املركز من وراء ذلك إلى تنشيط العمل يف املجاالت التي تُـنَـ ّبه إليها هذه السلسلة‪ ،‬سواء أكان‬
‫العمل علميا بحثيا‪ ،‬أم عمليا تنفيذيا‪ ،‬ويدعو املركز الباحثني كافة من أنحاء العالم إلى املساهمة يف هذه‬
‫السلسلة‪.‬‬
‫وجهد ُمح ِّر َري الكتاب‪ ،‬على ما تفضلوا به من رؤى‬
‫وتو ّد األمانة العامة أن تشيد بجهد السادة املؤلفني‪ُ ،‬‬
‫وأفكار خلدمة العربية يف هذا السياق البحثي‪.‬‬
‫والشكر والتقدير الوافر ملعالي وزير التعليم املشرف العام على املركز‪ ،‬الذي يحث على كل ما من‬
‫شأنه تثبيت الهوية اللغوية العربية‪ ،‬ومتتينها‪ ،‬وفق رؤية استشرافية محققة لتوجيهات قيادتنا احلكيمة‪.‬‬
‫موجهة إلى جميع املختصني واملهتمني للتواصل مع املركز؛ لبناء املشروعات العلمية‪ ،‬وتكثيف‬
‫والدعوة ّ‬
‫اجلهود‪ ،‬والتكامل نحو متكني لغتنا العربية‪ ،‬وحتقيق وجودها السامي يف مجاالت احلياة‪.‬‬

‫األمني العام للمركز‬


‫أ‪ .‬د‪ .‬محمود إسماعيل صالح‬

‫‪-245-‬‬

You might also like