Professional Documents
Culture Documents
Ep 175
Ep 175
مة في
س َبة ال ُّل َغــــــــة َ
الع َر ِب َّية َح ْو َ
تحرير
السعيـد
عتز بالله َّ
الـم ّ
دُ . دُ .محســــــــــن َرشـــــــوان
الباحثون:
مباحث لغوية 55
ُمق َِّد ٌ
مة في
َح ْو َس َبة ال ُّل َغـ ـ ـ ــة ال َع َر ِب َّية
حترير
السعيــد
الـمعت ّز باهلل َّ
دُ . دُ .مســـن َرشـــــوان
الباحثون:
د .أمحـــــــــــد ِ
راغب دُ .مســـن َرشــــــوان
دِ .
سامـــح األنصــاري ُحمــــد َعط َّيــــــة
د.مـ َّ
السعيـــد
الـمعت ّز باهلل َّ
دُ .
-5-
80 -2آليات التنفيذ ،وإعداد قاعدة البيانات الصوتية
91 فردات العرب َّية
للم َ
اآليل ُ الفصل ال َّثالث :التَّحليل َّ
الص ّيف ّ
93 -1الكلمة كوحدة أساسية يف معاجلة النص العريب
95 -2أصناف الكلامت يف النص العريب
101 -3طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية
106 -4الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية
109 -5حجم حصيلة املفردات العربية
113 -6تعريف التحليل الرصيف اآليل وتطبيقاته
118 ربا حلوسبة التحليل الرصيف
-7الرتكيب الرصيف مع ً
120 -8االلتباس الرصيف وأساليب إزالته
126 ِ
املوارد اللغوية الالزمة لفك االلتباس الرصيف -9بناء
127 -10أدوات وبرجميات ومعايري
135 كيبي
الت ّالرابع :التَّحليل َّ
الفصل َّ
137 -1تقديم
138 -2عالقة منظومة النحو بمنظومتي الرصف واملعجم
140 -3مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة
162 -4مدخل إىل معاجلة تركيب اجلملة آليا
167 -5اجتاهات بناء املحلالت النحوية
169 -6دقة املحلالت النحوية
173 -7أمثلة للمحلالت النحوية
-6-
-8بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف
179
اللغة العربية
183 اليل
الفصل اخلامس :التَّحليل الدِّ ّ
185 -1األنطولوجيا ِ
وداللة اللغة
188 -2التحليل الدِّ اليل امل ْع َجمي
193 َ
املعالة الدِّ اللية امل ْع َجمية يف اللغة العربية -3
196 ولوجي جزئي
ٍّ ٍ
كإطار ُأ ْن ُط -4شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية
197 -5االلتباس الدِّ اليل والعمل عىل إزالته
201 -6تطبيقات التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي
205 للمدونات النصية العربية
َّ -7ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية
206 -8التحليل الدِّ اليل ما بعد املستوى ا ُمل ْع َجمي
213 اآليل
عجمي ّّ السادس :التَّحليل ا ُمل
ال َفصل َّ
215 عجمي
ّ -1يف التَّحليل ا ُمل
216 كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ
وي -2من ُم ِّ
224 عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ
الصناعة -3ا ُمل َ
-7-
-8-
كلمة املركز
يعمل املركز يف جمال البحث العلمي ونرش الكتب مستهدف ًا الرتكيز عىل املجاالت
البحثية التي ما زالت بحاجة إىل تسليط الضوء عليها ،وتكثيف البحث فيها ،ولفت أنظار
الباحثني واجلهات األكاديمية إىل أمهية استثامرها بمختلف وجوه االستثامر ،وذلك مثل
جمال (التخطيط اللغوي) و (العربية يف العامل) و(األدلة واملعلومات) و (تعليم العربية
ألبنائها أو لغري الناطقني هبا) إىل غري ذلك من املجاالت ،وإن من أهم جماالت البحث
املستقبلية يف اللغة العربية جمال (العربية واحلوسبة ،والذكاء االصطناعي) حيث إن
حياة اللغات ومستقبلها مرهونة بمدى جتاوهبا مع التطورات التقنية والعامل االفرتايض،
وكثافة املحتوى االلكرتوين املكتوب ،وهو ما يشكّل حتديا حقيقيا أمام اللغات غري
املنتجة للمعرفة أو للتقنية.
وقد عمل املركز عىل تسليط الضوء عىل هذا املجال التخصيص؛ مستعينا بالكفاءات
القادرة من املهتمني بالتخصص البيني (بني اللغة واحلاسوب) مقدّ را جهودهم ،وهادف ًا
إىل نرشها ،وتعميم مبادئها ،راغب ًا أن يكون هذا املسار العلمي مقررا يف اجلامعات يف
كلية العربية واحلاسوب ،وجماال بحثيا يقصده الباحثون األكاديميون ،واجلهات البحثية
العربية.
-9-
وقد أصدر املركز سابقا ستة عرش كتاب ًا خمتصا يف (حوسبة العربية) ويف اإلفادة من
(املدونات اللغوية) يف األبحاث العربية ،وحيتفل بإصدار سبعة كتب جديدة خمتصة يف
(حوسبة العربية والذكاء االصطناعي) ،ويقدمها للقارئ العريب ،وللجهات األكاديمية؛
لإلفادة منها يف مناهج التعليم والبناء عليه ،وهذه الكتب السبعة هي( :العرب َّية َّ
والذكاء
االصطناعي ،تطبيقات الذكاء االصطناعي يف خدمة اللغة العربية ،خوارزميات الذكاء
ّ
االصطناعي يف حتليل النص العريب ،مقدمة يف حوسبة اللغة العربية ،املوارد اللغوية
احلاسوبية ،املعاجلة اآللية للنصوص العربية ،تطبيقات أساسية يف املعاجلة اآللية للغة
العربية).
ويشكر املركز السادة مؤلفي الكتب ،وحمررهيا ،ملا تفضلوا به من عمل علمي
رصني ،وأدعو الباحثني واملؤلفني إىل التواصل مع املركز الستكامل املسرية ،وتفتيق
فضاءات املعرفة.
وفق اهلل اجلهود وسدد الرؤى.
األمني العام
أ .د .حممود إسامعيل صالح
-10-
مقدمة
إخضاع اآللة
ُ رن احلادي والعرشون ،أمك َن مع ال َّطفرة املعلومات َّية ا َّلتي َش ِهدَ ها ال َق ُ
البرشي
ّ جلهد
ذلك يف توفري الوقت وا ُ َ ُعالة ن ُُصوص ال ُّلغات ال َّطبيع َّية .وساعدَ ملـ َ
ٍ
كبرية من ن ُُصوص ال ُّلغة. ٍ
بمجموعات حني يتع َّل ُق ُ
األمر وصا َ املبذول؛ ُخ ُص ً
عالة ال ُّلغات ال َّطبيع َّية يف املرشق الباحثني يف ُم َ
َ وقد َحظِ َيت ال ُّلغ ُة العرب َّية بعناية
عالتِها ٍ
ناجعة ُمل َ ٍ
أدوات بعض خصائص ال ُّلغة العرب َّية عىل تطوير واملغرب؛ وساعدَ ت ُ
يب ا َّلتي ٍ
للصف العر ّ رب عدَّ ة ُمستويات ،ومن هذه اخلصائص ال َّطبيع ُة القياس َّية َّ آل ًّيا ع َ
بعض خصائص الص ّيف .ويف الوقت ذاته ،م َّث َلت ُ َم َّكنَت من تطوير أدوات التَّحليل َّ
التكيب َّية.
يب ،وطبيعة بنيتها َّ ِ ٍ
حوس َبتها ،مثل طبيعة نظامها الكتا ّ العرب َّية حتديات أما َم َ
عالة اآلل َّية ل ُّلغة العرب َّية والتَّحدِّ يات ا َّلتي تُواج ُه
وسع ًيا إىل الوقوف عىل طرائق ا ُمل َ
آملني
َ وسبة ال ُّلغة العرب َّية)،
يب كتاب ( ُمقدِّ مة يف َح َ وس َبتَها ،فإنَّنا نُقدِّ ُم للقارئ العر ّ
َح َ
عالة ال ُّلغة العرب َّية
كبريا يف مصادر ُم َ نقصا ً سهم يف إثراء املكتبة العرب َّية ا َّلتي تُعاين ًأن ُي َ
الباحثني لطرق هذا امليدان وتنمية أساليب َ الباب أما َم
َ نفتح
بذلك َُ وتقنياهتا .ولع َّلنا
البحث فيه.
-11-
حوسبة ال ُّلغة
َ يب إىل مبادئ اهلدف من هذا الكتاب توجي َه القارئ العر ّ ُ وملا َ
كان
ننطلق من ُمستويات التَّحليل ال ُّل ّ ومقدِّ ِ
تعارف عليها غوي األساس َّية ا ُمل َ َ ماتا ،رأينا أن ُ
كيبي،
والت ّ والص ّيفَّ ، يتَّ ، (الصو ّالباحثني يف ُع ُلوم ال ُّلغة؛ ونعني ا ُملستويات اخلمسة َّ
َ بني
َ
قسمنا وسبة ال ُّلغة .هلذا ،فقد َّ ٍ
بمدخل إىل َح َ َ
لذلك عجمي) مع التَّقديم
ّ والدِّ ال ّيل ،وا ُمل
الكتاب إىل ستَّة ُف ُص ٍ
ول ،عىل النَّحو اآليت: َ
وسبة ال ُّلغة وأبرز وسبة ال ُّلغة؛ ُيعنى بمفهوم َح َ األول :مدخل إىل َح َ الفصل َّ
يعرض للتَّحدِّ ياتُ االصطالحات ا ُملستخدمة يف التَّعبري عن هذا ا َمليدان؛ ُث َّم
عال َة ال ُّلغات اإلنسان َّية ،وال ُّلغة العرب َّية عىل وجه اخلُ ُصوص. ا َّلتي تُواج ُه ُم َ
ويعرض
ُ ِ
حول تقنيات ال ُّلغات اإلنسان َّية ووظائفها، َ ُ
الفصل متهيدً ا و ُيقدِّ ُم
بحوس َبة ال ُّلغة العرب َّية.
َ ؤسسات ا َملعن َّية كذلك تعري ًفا ببعض ا ُمل َّ
َ
غوي يف للصوت ال ُّل ّ عر ُض دراس ًة حتليل َّي ًة َّ يت؛ و َي ِ
الصو ّ
الفصل الثاين :التَّحليل َّ
بأهم ا ُملصطلحات ا ُملستَخدَ مة يف ا ُمل َ
عالة اآلل َّية َ
لذلك ِّ ال َعرص احلديثُ ،مقدِّ ًما
يت
الصو ّ الفصل لكيف َّية التَّحليل َّ ُ ويعرض هذا
ُ غوي ومفاهيمها. للصوت ال ُّل ّ
َّ
غوي، الصوت ال ُّل ّ حلوسبة َّ َ يب ،من خالل اإلبانة عن األجهزة األساس َّية احلاسو ّ
وكذلك األدوات والربجم َّيات ا ُملساعدة يف حتليل أصوات ال ُّلغة.
ُ
الفصل للمفردات العرب َّية؛ ُيعنى هذا الص ّيف اآل ّيل ُ الفصل ال َّثالث :التَّحليل َّ
تصو ًرا حلجم حصيلة ا ُملفردات الص ّيف يف ال ُّلغة العرب َّية ،و ُي َقدِّ ُم ُّ بطبيعة البناء َّ
الص ّيفالص ّيف اآل ّيل وتطبيقاته ،وااللتباس َّ العرب َّية .و ُيقدِّ ُم تعري ًفا للتَّحليل َّ
اللزمة إلزالة االلتباس كذلك للموارد ال ُّلغو َّية َّ َ ويعرض
ُ وأساليب إزالته.
الص ّيف.َّ
حول عالقة َ ُ
الفصل متهيدً ا كيبي؛ ُي َقدِّ ُم هذاالت ّ الرابع :التَّحليل َّ الفصل َّ
جلملة يف مدخل إىل تركيب ا ُ ً الصف وا ُملعجمُ ،ث َّم منظومة النَّحو بمنظو َمتَي َّ
كذلك ألساليب بناء ا ُملح ِّلالت النَّحو َّية َ ويعرض ُ ال ُّلغة ،وا ُمل َ
عالة اآلل َّية هلا.
أيضا لبعض الفصل ً ُ ويعرض ُ واتاهاهتا ود َّقتِها ،مع التَّمثيل عليها. [التكيب َّية] ِّ
َّ
التكيب يف ال ُّلغة العرب َّية. النِّقاط البحث َّية ا َّلتي تُساعدُ يف تطوير ُم َ
عالة َّ
-12-
مدخل للتَّحليل الدِّ ال ّيل يف ال ُّلغات ً الفصل اخلامس :التَّحليل الدِّ ال ّيل؛ ُيقدِّ ُم
ويعرض لشبكات ُ ال َّطبيع َّية عمو ًما ،ويف ال ُّلغة العرب َّية عىل وجه اخلُ ُصوص.
ويعرض
ُ يعرض لاللتباس الدِّ ال ّيل وأساليب إزالتِه، ُ الدِّ الالت ا ُملعجم َّية ،كام
دونات ال ُّلغو َّية. للم َّ
كذلك لتطبيقات التَّحليل الدِّ ال ّيل وال َعنونة الدِّ الل َّية ُ َ
تتم ًة ُملستويات عجمي اآل ّيل؛ ويأيت هذا الفصل َّ ّ السادس :التَّحليل ا ُمل الفصل َّ
كونات ويعرض ُمل ِّ ُ عجمي،
ّ حيث ُيقدِّ ُم ملفهوم التَّحليل ا ُمل ُ التَّحليل ال ُّل ّ
غوي؛
ُ ٍ
ً
مدخل الفصل كونات أساس َّية أم ثانو َّية .و ُيقدِّ ُم غوي ،سوا ٌء أكانت ُم ِّ ا ُملعجم ال ُّل ّ
ونرشا؛
ً وحتريرا
ً الصناعة ا ُملعجم َّية ،مج ًعا عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ للم َُ
التكيز وي ،مع َّ كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ عالة اآلل َّية ُمل ِّ ويعرض كذلك ألدوات ا ُمل َ ُ
يب. عىل ا ُملعجم العر ّ
حلوسبة ال ُّلغة العرب َّية،
َ الكريم يف هذا الكتاب ُمقدِّ م ًة وافي ًة ُ القارئ
ُ إنَّنا نأمل أن جيدَ
بصورتَيها :املنطوقة َ فردات ال ُّلغة وتراكيبها، عالة اآلل َّية ُمل َ تُعينُ ُه عىل فهم منطق اآللة يف ا ُمل َ
للباحثني يف ميادين ال ُّلغة العرب َّية
َ مفتاحا
ً الكتاب
ُ َ
يكون هذا َ
كذلك أن واملكتوبة .ونرجو
ِ
عالتها وتقعيدها وتيسري تعليمها وتع ُّلمها. ِ للتَّفكري يف تطوير أساليب ُم َ
ِ
واألجر اجلزيل ،وأن جيع َله من حل َس ِن نسأل اهلل تعاىل أن يتق َّب َل هذا اجلهدَ ِّ
بالذكر ا َ ُ
ينفع أصحا َبه بعد مماهتم.العل ِم ا َّلذي ُ
وإليك ِ
املصري. َ َ
وإليك أنَبنا َ
عليك توكَّلنا ر َّبنا
حرران
الـم ِّ
ُ
-13-
-14-
الفصل األول
ٌ
مدخل إلى حوسبة ال ُّلغة
-15-
-16-
متهيد
ُيعنى هذا الكتاب بحوسبة ال ُّلغة العرب َّية وما يت َِّص ُل هبا من ُم َقدِّ مات .وحوسبة ال ُّلغة
علم بينِ ًّيا، ِ
باعتباره ً ظهر يف مطلع النِّصف ال َّثاين من القرن العرشين حديث نسبِ ًّياَ ، ٌ علم
ٌ
ُيعت ََمدُ فيه عىل احلاسوب لدراسة ال ُّلغات اإلنسان َّية وفهم طبيعتها.
احلاسوبِ َّية
ُ مهها :ال ِّلسانِ َّيات
لعل أ َّ يات أخرىَّ ، ويشار إىل هذا العلم بمسم ٍ
ُ َ َّ ُ ُ
طبيع َّيــة (Natural ِ عالـة ال ُّلغـات ال َّ ( ،)Computational Linguistics - CLو ُم َ
يع َّية (اإلنسانِ َّية) (Human ،)Language Processing - NLPوتقنيات ال ُّلغة ال َّطبِ ِ
وتفاوت أساليب ُ املس َّميات
.)Language Technologies - HLTومع تعدُّ د هذه َ
دائرة واحدة ،هي دائر ُة ٍ تدور مجي ًعا يف دراستها بني ال ُّل َغ ِو ِّيني واحلاسوب ِّيني ،إالَّ َّأنا
ُ
الذكاء وماكاة َّذلك العلم ا َّلذي ت َُو َّج ُه من خالله أنظمة احلاسوب إىل فهم ُلغة اإلنسان ُ
ال َب َ ِ
ش ّي.
حماور أساس َّية ،هي:
َ وتقو ُم حوسب ُة ال ُّلغة عىل ثالثة
التمجة اآلل َّية، تقنيات معاجلة النُّصوص ( .)Text Processingومن أمثلتِهاَّ :
والتَّلخيص اآل ّيل ،والتَّنقيب يف النُّصوص.
تقنيات معاجلة الكالم املنطوق ( .)Speech Processingومن أمثلتِها :ال َّت َع ُّرف
َّص املكتوب إىل كالم منطوق. اآل ّيل عىل الكالم املنطوق ،وحتويل الن ّ
الص َور ( .)Image Processingومن أمثلتِها :ال َّت َع ُّرف اآل ّيل عىلعالة ُّ تقنيات ُم َ
الكتابة (.)Optical Character Recognition - OCR
-17-
ُ -1مستوايت التَّحليل اللُّغَ ِّوي
ُ -1مستويات التَّحليل ال ُّلغ َِو ّ
ي
نود أن نح ِش ِ َري – بدايةً – إىل ما جرى عليه الباحثون يف حوسبة اللُّغة من ترتيب مراحل ُّ
نو ُّد أن نُش َري -بداي ًة -إىل ما جرى عليه الباحثون يف حوسبة ال ُّلغة من ترتيب مراحل
َّكل َّ التَّايل:
الشكل التَّايل:
املوضَّح يف الش التَّحليل اللُّغ ِوي يف سلٍَّم لغ ِو ٍي على الن
َّحوالن َ
َّحو املوضح يف التَّحليل َال ُّل َّغ ِوي حيف سح َّلَ ٍم ُلّ َغ ِوي عىل
َ َّ ٍّ ُ ّ
8
-18-
الفونولوجي ()Phonological analysis
ّ -1.1التَّحليل
ويتم يف هذه الدَّ رجة حسم طريقة نُطق الكلمة مع ُمراعاة احلُ ُروف ا َّلتي ال تُن َطق أوُّ
ِ
الساكنان). حل ُروف ا َّلتي يلتقي فيها َّ ا َّلتي تُن َطق عىل غري أصلها (كا ُ
حل ُروف املد َغمة وا ُ
و ُت َعدُّ علو ُم التَّجويد الوسيل َة األساس َّية ا َّلتي تُساعد عىل معرفة قواعد نُطق القرآن
ومها. وبني قواعد نُطق العربية ال ُفصحى يف ُعم ِ الكريم ،مع مالحظة التَّبا ُين بينها َ
ُ َّ
وصا -صعوب ٌة تكم ُن يف عدم استخدام احلركات ُواجهنا يف العرب َّية ُ -خ ُص ً وت ُ
إنجاز آل َّية النُّطق اآل َّيل لكلامت العرب َّية ُم ِه َّم ًة
َ القصرية ( ،)short vowelsوهذا جيعل
بنظائ ِرها من ال ُّلغات ا َّلتي تُراعى يف كتابتها احلركات القصرية وال َّط ِويلة، ِ قارن ًة
صعبة ُم َ
مثل العديد من ال ُّلغات الالتِينِ َّية.
-19-
اليل ()Semantic analysis
-4.1التَّحليل الدِّ ّ
سياقها (كأن ن َُحدِّ َد داللةدرجات عديدةٌ ،أدناها حتديد داللة الكلمة يف ِ ٌ وللتَّحليل الدِّ ال ّيل
كلمة « َعني» عىل اجلارحة أو اجلاسوس أو بئر املاء)؛ وقد أو َلينا آل َّية التَّحليل الدِّ ال ّيل أ ِّ
مه َّية
انجازا.
ً مهيتها مع أهنا األقل تفرقة من ُف ُصول هذا الكتاب ً -
نظرا أل ِّ مواضع ُم ِّ
َ خاصة -يفَّ
وجتدر اإلشارة إىل َّ
أن التحليل الدِّ اليل له العديد من الدَّ رجات الفرع َّية ،مثل: ُ
فك االلتباس الدِّ ال ّيل للكلمة (،)Word sense Disambiguation - WSD § ّ
ومثال ذلك كلمة «عني» حيث تأيت بمعنى اجلارحة ،أو بئر املاء ،أو اجلاسوس...
َّعرف عىل أسامء الكائنات (Named فرعي لداللة الكلمة :الت ُّ
ّ إلخ .وكمبحث
ٍ ،)Entity Recognitionومن أمثلتها كلمة «القاهرة» ا َّلتي تأيت نعتًا َّ
ملؤنث ،أو
علم عىل مدينة القاهرة.
ً
رتك ال َّلفظِ ّي ( .)Anaphora Disambiguationومن أمثلة فك التباس املش َ § ّ
فلم قابلتها جرت إليها» .وموضع االلتباس كثرياَّ ،
البنت أختها ً
ُ ذلك« :أح َّبت
أنَّنا نجد ُص ُعوبة يف معرفة َمن ا َّلذي جرى إىل َمن ،هل البنت إىل أختها؟ أم
األخت إىل البنت؟ وجيوز أن نسميه «إزالة التباس الضامئر».
§حتليل اإلملاحات ( .)Mention analysisومثال ذلك «قابل هشام حممدً ا» فقال
له« :موعدنا غدً ا يا هشام» فرد قائالً« :بل بعد غد»َ .من قال ماذا؟
فك االلتباس البالغي ( :)Rhetoric Disambiguationومثاله «رأيت أسو ًدا § ّ
«رأيت جنو ًدا شجعانا».
ُ يف املعركة» ،إذ القصد
§الفصل بني املوضوعات ( .)Subject separationففي أحيان كثرية تتناول
املقالة أكثر من موضوع وال نجدُ بالرضورة عناوين فرعية للفصل بني
املوضوعات اجلزئية .نعم؛ يمكن أن يكون كل موضوع له فقرات منفصلة،
فرعي .فكيف ّ ولكن عدد فقرات كل موضوع خمتلف وال يفصل بينها عنوان
إن هذا الفصل يكون رضور ًّيا عنديمكن أن نفصل بني املوضوعات اجلزئية؟ َّ
اسرتجاع املعلومات املفيدة؛ فلو أمكن اإلشارة إىل موضع املعلومة املفيدة يف
املقالة أو الكتاب بشكل دقيق ،فإن ذلك يوفر عىل الباحثني الكثري من الوقت.
-20-
إن املوضوعات املراد الفصل فيها حتت مسمى التحليل وليس ذلك فحسب .بل َّ
ال منها مل يبلغ مستوى حسمه -إن بدأ أصال يف الداليل كثرية جدًّ ا؛ واملشكلة أن ك ًّ
العربية -مبل ًغا مقن ًعا ومفيدً ا؛ إذ حني نصل إىل ٪70أو ٪80فإن هذا املستوى ُي َم ِّث ُل
درج َة حسم ضعيف ًة للغاية لكثري من الغايات املطلوبة من احلاسوب.
-21-
وكمثال للحروف غري املنطوقة ،األلف بعدَ الواو يف «خرجوا»؛ فإن األلف ال
«الشجرة»؛ ُ
حيث تُد َغم الالم ومثال للحروف املد َغمة ،الم التَّعريف يف َّ ٌ تنطق.
يف الشني ،وت َُشدَّ د الشني بالتايل.
ُ
ونالحظ َّحوي،
يتداخل مستوى التَّحليل الفونولوجي مع مستوى التَّحليل الن ّ
هذا يف االرتباط الوثيق بني التَّشكيل الكامل للكلمة العربية والت ِ
َّوصيف َّ
للجملة.
َّحوي ُ
يب النَّاتج عن التَّحليل الن ّ
اإلعرا ّ
َّحوي،
الرغم من انفصال العديد من األبحاث يف جانبي التَّحليل الدِّ ال ّيل والن ّ وعىل َّ
ِ
الربط بني هذين املستويني رياض ًّيا، إالَّ أنَّنا ندعو -عند التَّعا ُمل مع ال ُّلغة العرب َّية -إىل َّ
يكون فرع املعنى.َ ألن األصل يف النحو أن َّ
-22-
الذي أود توضيحه أننا معذورون يف عدم قدرتنا عىل اللحاق بمقدرة اإلنسان ولو
بعد حني.
يف عا م 2000م ،يف أحد املؤمترات الدولية ألبحاث وتقنيات الصوت (�Inter
مفتوحا
ً ختام ِه سؤاالً
،)Speech 2000, Istanbul-Turkeyسأل أحد مدراء املؤمتر يف ِ
وطلب من احلضور اإلجابة؛ هل بعد 15سنة من ذلك الوقت يمكن أن نعتمد عىل
وكان إمجاع شيوخ العلمَ فهم جيعل اإلنسان يعتمد عليه كل ًّيا؟
احلاسوب يف فهم الكالم ً
وأساطينه باستحالة ذلك .فقد انقطع أمل العلامء الذين قضوا 50سنة أو تزيد يف تقنيات
الصوت يف الوصول إىل يشء يقارب اإلنسان ،ولكن مل ينقطع األمل يف إنجاز مهام
لكلامت حمدودة يف جماالت ختصصية حمددة؛ بحيث نخاطب اآللة (احلاسوب أو ٍ حمددة،
النَّ َّقال) يف جو هادئ وبشكل منتظم وبلغة صحيحة؛ أما أن نتعامل مع اآللة كام نتعامل
بعضا ،فهذا عىل قدر علمنا يف هذا الزمن من املحال – ولعل اهلل الذي تكرم مع بعضنا ً
بالبيان يتكرم بالعلم الذي يمكن اإلنسان أكثر وأكثر.
تم إنفاقه عىل
حني قارن العلامء بني ما تم إنفاقه عىل أبحاث التعرف عىل الكالم وما َّ
أبحاث األشعة يف الطب يف الثامنينيات من القرن العرشين ،كان اإلنفاق عىل األبحاث
أيضا متقاربة ،إذ قاربت النتائج يف احلالتني ٪90كنسبة نجاح.
متقار ًبا وكانت النتائج ً
ولكن شتان بني التأثريين؛ ففي جمال الطب ال تكاد جتد مستشفى وال مستوصفا إال فيه
جهاز أو أكثر لألشعة ،وليس احلال كذلك بالنسبة للكالم ،ألن ٪99هي بداية الرضا
احلقيقي ،وما دون ذلك يصعب انتشاره وقبوله ،ناهيك عن .٪90
والسبب -كام ذكرنا سال ًفا -أننا نملك أجهزة نطق وحتليل للكالم غري قابلة
للمقارنة ،فمن العسري جدا مضاهاة أذن اإلنسان ،حتى ٪99هبا عدد من األخطاء أكثر
بعرش مرات من نسبته عند اإلنسان ( ،)٪ 99.9والتي تكاد تكون مرجع قدرة اإلنسان
فسوى َو َقدَّ َر فهدى.
الراقية جدا يف هذا املجال .سبحان من خلق َّ
ومع أننا استعرضنا يف هذا الفصل تقنية التعرف عىل الكالم مع مقارنة قدرة
كثريا من التقنيات يتفاوت رضا اإلنسان عنه ،بني أن
احلاسوب مع قدرة اإلنسان فإن ً
يكون كام ً
ال أو ما يقارب الوضع مع تقنية التعرف عىل الكالم.
-23-
-3التَّحدِّ يات ا َّلتي تُواجه معاجلة اللغة العربية
أن هذه السامت قد ُت ِّث ُل ِ
السامت ا َّلتي ُت َ ِّي ُزها ،ومع َّ
عناص
َ َ ِّ ل ُّلغة العرب َّية العديد من ِّ
ُق َّو ٍة هلا ،إالَّ َّأنا ُت َ ِّث ُل يف الوقت ذاته عنارص حتدٍّ إذا ما أردنا إخضاعها للحوسبة.
للم َ
عالة بعض التَّحدِّ يات ا َّلتي ت ُ
ُواجهنا عند إخضاع العرب َّية ُ وسن ِ
ُور ُد يف هذا املحور َ
احلاسوب َّية -من خالل النِّقاط التَّالية:
-1.3الكتابة العربية
الكتابة العربية ال تُفهم إال إذا كانت حروفها متصلة ،كام يف هذا الكتاب:
ِ
تجاوراتا من بعض احلروف ا َّلتي ال تقبل االتِّصال ،إذ بينها وبني ُم
-هناك ُ
أن َ
فصل الكلامت والواقع َّ
ُ حل ُروف يف نفس الكلمة مسافة قصرية نسب ًّيا. ا ُ
بعضها عن بعض مسألة ليست بسيطة .ففي أنظمة جتارية لربامج التعرف
أن نسبة تقارب ٪10من األخطاء عىل مستوى عىل احلروف العربية نجدُ َّ
يكون أصل اخلطأ فيها خطأ يف فصل الكلامت بعضها عن بعض، ُ الكلامت،
هذا اذا كانت الوثيقة واضحة.
-الكلمة العربية -والتي جيب أن تكتب فيها الكثري من احلروف متصلة
ببعضها -جتعل مسألة التعرف عىل حروف هذه الكلامت مسألة أكثر
صعوبة من التعرف عىل النصوص املكتوبة يف اللغات الالتينية ،حيث يمكن
أن تكتب مجيع حروفها بطريقة ُمنفصلة عن بعضها البعض (وهو الغالب يف
الطباعة) .وذلك يضيف حتد ًيا آخر أمام تقنية حتويل الكالم العريب املطبوع
إىل نصوص مقروءة .وسوف نتعرف عىل ذلك بالتفصيل يف الباب اخلامس
عرش من هذا الكتاب.
أسامء األعالم والكائنات ( )Named Entitiesال ُت َ َّي ُز يف اللغة العربية ،بينام
يف بعض اللغات متيز بحروف كبرية يف الرسم ( .)Capital lettersمثال ذلك
«زرت القاهرة» مقابلها ( .)I have visited Cairoفإن وجود هذه العالمة
الكائنات آل ًّيا (Name Entity ِ اإلضافية يف الكتابة ترفع نسبة التعرف عىل أسامء
كثريا ما تستدعي يف جمال حمركات البحث ،إذ ال يكون ،)Recognitionوهذه ً
-24-
كونات اسم َّية سواء أكانت
االستفسار عن الكلامت العادية ،ولكن عن ُم ِّ
أشخاصا أم أحداثا أم مؤسسات....إلخ.
غياب التشكيل عند بنية الكلمة أو هنايتها .فقد اعتا َد العرب يف ُمع َظم كتاباهتم
عدم وجود تشكيل عىل احلروف ،وإذا وجد (ربام يف ٪10من الكتب) يكون
ال جزئ ًّيا لبيان الفعل املبني للمجهول من الفعل املبني للمعلوم مثالً ،أو تشكي ً
لبيان التشديد يف الكلامت التي يغري فيها التشديد املعني ...إلخ .وهذا يدع لنا
كبريا؛ فكلمة مثل عني يمكن أن لغزا ًالكلمة العربية من وجهة النظر احلاسوبية ً
ي ..الخ .التشكيل يف احلقيقة يمثل جز ًء رضور ًّيا من ي أو ُع ِّ َ
تكونَ -:ع ْي أو َع َّ َ
حقيقة الكلمة العربية ،إذ إنه يمثل احلركات القصرية ( ،)Short vowelsوا َّلتي
عادة ما تكتب يف لغات أخرى كاإلنجليزية والفرنسية ...،إلخ .إذ يرتك للقارئ
العريب استنباط ما مل يكتب من هذه احلركات أو التشديد أو التنوين لبداهته،
قادرا عىل احلسم بيرس وسهولة يف قريب من ٪100 وإذا كان العقل البرشي ً
من احلاالت ،فإن األمر بالنسبة للحاسوب ليس بنفس السهولة.
هذا األمر يسهل الكتابة العربية؛ فمتوسط عدد حروف الكلمة العربية املكتوبة يزيد
كثريا (نظرا لكتابة ال عن ذلك ً قليال من 4حروف؛ بينام يزيد األمر يف اإلنجليزية مث ً
كل يشء تقريبا ،باستثناء «الكلامت الوظِ ِيف َّية ،)»function wordsولكنه يزيد دائرة
االلتباس عند احلاسوب وجيعل املعاجلة احلاسوبية ذات أبعاد أكثر من مثيالهتا يف بعض
اللغات الالتينية .ومن نعمة اهلل أن أص َب َحت الكتاب ُة العرب َّية منقوطة؛ فلو َب ِق َيت احلُ ُر ُ
وف
هم ُة احلاسوب شب َه ُمستَحيلة. ٍ ال َعربِ َّية َ
دون تنقيط ألص َب َحت ُم َّ
-2.3األخطاء الشائعة
كثرية يف كل اللغات ولكن يف اللغة العربية هناك حاالت تتسبب يف زيادة
نسبة هذه األخطاء ،منها:
اهلمزات ،خاصة مع األلف (ا ،أ ،إ)؛ فنسبة األخطاء فيها عالية بني عامة الناس.
كثريا ما تُكتب «القاهره» والعكس
اهلاء والتاء املربوطتان؛ مثال «القاهرة» ً
«رضبه» يمكن أن تكتب «رضبة».
-25-
قد ال يكون خطأ ولكن اعتاد أهل مرص مثال عدم استعامل الياء آخر الكلمة
منقوطة لتمييزها عن األلف املقصورة كام يف «عىل» و «عيل».
أي نظام لتحليل النص هذه األخطاء الشائعة تضيف لاللتباس حتد ًيا آخر ،إذ َّ
إن َّ
العريب اخلام مثال أو التشكيل يتط َّلب -لكي يكون مقبوالً عمل ًّيا -التعامل مع
النصوص العربية املرتبكة يف مهزاهتا أو هائها وتائها أو يائها وألفها املقصورة.
كثريا من النصوص
نظرا لدخول الثقافة األجنبية بشدة وشيوع الكتابة هبا ،فإن ً
ً
املطلوب التعامل معها عىل اإلنرتنت مكتوبة باحلروف الالتينية .ومثال ذلك:
( )Dadi ana bahebk a’wyويقصد الكاتب« :أبى أنا أحبك ً
كثريا».
نظرا إلمهال التعامل بالعرب َّية يف املرحلة اجلامعية يف معظم اجلامعات العرب َّية،
ً
نجد الكثريين من خرجيي اجلامعات ختتلط العامية يف كتاباهتم بالعربية مثال:
«معلهش أنا كنت فاكر إين هاقدر أجي امبارح .»...
وأحيانًا نجد أننا نود معرفة آرائهم وأفكارهم فنجد أنه ال بد من حماولة ترمجة مقاالهتم
كام هي إىل العربية الفصحى احلديثة (.)Modern Standard Arabic- MSA
األخطاء اإلمالئ َّية َّ
الشائعة ،مثل:
شء ← (شئ -شيئ). َ ْ
إن شاء اهلل ← (إنشاء اهلل).
ال ُبدَّ ← (البد).
ناهيك عن أخطاء اهلجاء األخرى ،كمن يستعمل احلروف القريبة يف النطق
فيكتب:
يب).
مظاهر ← مضاهر (وهو خلط شائع يف اجلزيرة العربية واملغرب العر ّ
ذليل ← زليل.
وسيط ← وصيط ...إلخ.
َّوع منترش يف كل اللغات اإلنسان َّية ويكثر بني متعلمي العربية كلغة
إال أن هذا الن َ
ثانية.
-26-
-3.3الرتكيب الرصيف للكلمة العربية
الكلمة العربية مركبة تركي ًبا عمي ًقا مما جيعلها من اللغات ذات املفردات الكثيـــرة
( )morphologically rich languageمقـــارنة باإلنجليزية مثالً ،وسوف نعرض
يف فصــول الكتـــاب لرتكيب الكلمة العربية .ولكن ما هيمنـــا هنا اإلشـــارة إىل
حقيقـــة عدد الكلمــات العربية والتي يمكن أن تكون باملاليني ،ومع أن الكلمـــة
املعجم َّية (5000 ~( )Lexemes َ العربية تتكون من عدد حمدود جدا من الوحدات
جذر 100 ~ ،وزن (عدا ما يتفرع منها نتيجة االعتالل) 300 ~ ،سابق و ~ 550
عج ِم َّية ( ،)Lexemesفهذه
الحق) .وهـــذا يف جمموعه ال يتجاوز 6000وحدة ُم َ
ميزة كبرية جدًّ ا مل تستفد منها كثري من التقنيات بالقدر الكايف بعد .وما الصعوبة التي
يشكلها العدد الكبري من الكلامت يف اللغة؟ عىل سبيل املثال :التعرف عىل الكالم ،هذه
التقنية تتأثر نتائجها بعدد الكلامت التي تتعامل معها يف أي مهمة من مهام هذه التقنية.
وللعلم ،فإنه يف جمال األعامل يكفي يف اإلنجليزية نحو 64ألف كلمة لتغطي ٪99
من احتياج املتحدث بينام حيتاج العريب إىل أكثر من 600ألف كلمة ليغطي ٪99من
احتياجاته يف نفس املجال.
-27-
وال بد من صياغة القواعد اللغوية بطريقة يمكن االستفادة منها حاسوب ًّيا.
ونرضب لذلك مثاالً:
تتبع الصفة املوصوف يف العدد واجلنس والتعريف (مع وجود أنواع أخرى
للصفة) .وعليه ،فالقياس احلاسويب للعدد واجلنس والتعريف ممكن ،وبذلك
تم
تنجح هذه القاعدة يف الربجمة احلاسوبية .بينام إذا قلنا إن اخلرب هو الذي ُي ُّ
معنى املبتدأ فإننا ربطنا احلسم النحــــوي بالداللة وضـــاع طريـــق احلسـم
من حتت أقدامنا .إذ إن الداللة أعىل يف سلم احلسم اللغوي من النحو.
غياب بعض الكلامت متا ًما مع وجودها التقديري :ومثال ذلك أنك تتحدث
عن «زيد» من الناس ثم تقول( :ودخل إىل احلديقة) .أين الفاعل الذي دخل؟
تقول إنه لضمري مسترت تقديره هو .قد تكون هذه الظاهرة منترشة يف لغات
أخرى بيد أهنا تزيد التحدي أمام املعاجلة اآللية.
ُ
الفعل عن اجلملة العربية مجلة وتفصي ً
ال وتسمى مجلة اسمية، يغيب
َ يمكن أن
بينام اجلملة اإلنجليزية ال بد من وجود فعل هبا ،وإن اقتىض األمر استخدم فعل
مساعد.)auxiliary verb: verb to be( :
«اجلو مجيل» املقابل هلا باإلنجليزية .))The weather is beautiful
إن ذلك يرفع العربية درجة يف مرونة استخدامها وجيعلها أرفع وأيرس يف
االستخدام البرشي ،ولكنه يوسع دائرة اخليارات غري املحسومة أمامنا عندَ
إخضاع اآللة هلذا العمل.
§ ومن التحديات التي تواجهنا أن كاتب العربية يستطيع أن يربط بني مجلتني
بحرف الواو ،إذ إن كتابته أسهل عليه من كتابة فاصلة أو نقطة؛ لذلك فمتوسط
طول اجلملة العربية أكرب بكثري من متوسط طول اجلملة اإلنجليزية .وماذا
يشكل هذا بالنسبة حلوسبة اللغة؟
-28-
فهم دقيقا .خذ هذا املثال؛ لو أن تقنية
إن طول اجلملة يصعب عىل احلاسوب فهمها ً
ِ
وصلت لدقة ٪90يف املتوسط ملعاجلة كل كلمة عىل حدة ،ستكون نسبة الدقة
( )1التي جلملة من:
-كلمتني ،دقة اجلملة = (دقة الكلمة)٪ 81 = 2)٪ 90( = 2
5-كلامت ،دقة اجلملة = (دقة الكلمة)٪ 59 = 5)٪ 90( = 5
100-كلمة ،دقة اجلملة = (دقة الكلمة) ٪ 0.0027 = 100أي تقري ًبا
صفر ٪؛ وهذا يعني أنه كلام طالت اجلملة كلام صعبت معاجلتها.
-29-
أما بالنسبة للتعرف عىل الكالم من العامة فإننا نجد لزا ًما عىل الباحثني أن
يتعاملوا مع الواقع خلدمته وفهمه .فتطوير نظام للتعرف عىل الكالم بالعامية
قد يكون مهام خلدمة عامة الناس يف شؤون حياهتم املختلفة.
املدقِّقات اللُّغَويَّة
َ
األسلويب ِ
القياس
ّ
َّ
الشكل :2-1من تقنيات اللغات اإلنسان َّية.
الشَّكل :2-1من تقنيات اللغات اإلنسانيَّة.
إبجيا ٍز – هلذه التِّقنيات ،على أن نعود ِ
لتفصيل -30- حاول – فيما يلي – أن نع ِر َ
ض– وسنح ح
صول الكتاب الالحقة. احلديث يف املشهور منها يف فح ح
بإجياز -هلذه التِّقنيات ،عىل أن نعود ِ
لتفصيل ٍ ُحاول -فيام ييل -أن ِ
نعر َض - وسن ُ
احلديث يف املشهور منها يف ُف ُصول الكتاب الالحقة.
-31-
البحث عن الصور.
البحث يف ملفات ِ
املرئ َّيات.
-32-
لغات العامل .وعىل سبيل املثال :يتيح حمرك الرتمجة اآللية يف جوجل الرتمجة بني أكثر من
ستني لغة.
-33-
املم ِّيزة لإلجابات اجلديدة وطريقة قياسها بإجابات النِّظام.
كيف َّية تعيني املالمح َ
وص.وص.
ُّصن ُُّص
اآليل لل
َّلخيص ّ الشكل :3-1الت َّ
اآليل للن ح
الشَّكل :3-1التَّلخيص ّ
-34-
26
-6.4تصنيف وجتميع الوثائق
()Document Classification & Clustering
عند استخدام حمركات البحث للوصول إىل وثائق مهمة فإن اإلنسان حيتاج إىل
الوثائق املشاهبة ملا اختاره .وذلك يمكن أن يتم بطريقتني:
§تصنيف الوثائق آليا ( :)Document Classificationحيث يكون هناك
تقسيم مسبق للوثائق (كأن تقسم إىل سياسة واقتصاد...الخ) وهناك تصنيفات
متعارف عليها لدى علم املكتبات ،وكذلك تصنيفات فرعية هلذه التصنيفات.
§جتميع الوثائق اآليل ( :)Clustering Documentويف هذه احلالة ليس لدينا
تقسيم مسبق للوثائق .وتُستَخدَ م هذه ال َّطريقة إذا كانت لدينا جمموعة من
النصوص أو الوثائق وأردنا عمل جتميعات ألنواع الوثائق املتشاهبة.
ويتم تصنيف الوثائق وجتميعها
واهلدف يف احلالتني أن نصل إىل الوثائق املتشاهبةُّ .
آل ًّيا عىل النَّحو التَّايل:
َّ
الشكل :4-1تصنيف وجتميع الوثائق.
يف حالة التصنيف اآليل :تُؤخذ مالمح كل وثيقة ُ
وتَدَّ ُد خصائصها (يف شكل
ريايض) ويتم حساب درجة قرب أو بعد الوثائق من بعضها البعض حسب املالمح،
-35-
ويتم حساب املسافة بني الوثيقة املراد تصنيفها والوثائق املصنفة سلفا (سياسة،
اقتصاد ...،إلخ) ،فإىل أي قسم كانت الوثيقة أقرب تصنف عىل هذا القسم.
ويف حالة جتميع النصوص آل ًّيا إىل جمموعات :يتم حساب قرب الوثائق كلها من
بعضها البعض ،وكل جمموعة منهم تقاربت مالحمها يتم ضمها يف جمموعة مستقلة.
-36-
ويتم بعــــد جتميع املواد عمل تصنيف لآلراء حسـب الكلامت املستخدمة .فكلامت
مثل( :رائعة ،ومجيلة ،ومدهشة )...،تعرب عـن آراء إجيابيـة ،وكلامت مثل( :سيئة ،غاليـة
جدا )...،تعرب عن آراء سلبية .طبعا هناك تعقيدات كثرية للوصول الدقيق لآلراء.
فعىل سبيل املثال :ماذا لو كتب الناس (ليست سيئة ،أو ليست مجيلة)؛ فورود كلمة
ٍ
إشارة سلب َّية .كل ذلك (مجيلة) مسبوقة بالنَّفي تقلب اإلشارة اإلجياب َّية يف الكلمة إىل
جيب أن يؤخذ يف االعتبار.
يل
والنحوي ،والدال ّ
ّ اإلمالئي،
ّ -8.4املدقق
()Spelling, Syntax and Semantic Checker
بعد ظهور احلاسوب اآليل الشخيص وانتشاره يف الثامنين َّيات من القرن املايض
انترشت برامج الكتابة عليه مثل :برنامج «© »MS-Wordمن ميكروسوفت .وقد
َد َعت احلاجة إىل ظهور تقنيات تكتشف األخطاء اإلمالئية والن ِ
َّحو َّية والدِّ الل َّية يف
الن ُُّصوص ،وتساعد يف كثري من األحيان عىل تصويب آيل للكلامت اخلاطئة.
وهناك عدَّ ة طرق إلعداد هذه التقنية ،منها:
عمل قائمة بالكلامت الصحيحة ،وعرض كل كلمة عىل هذه القائمة ،فإن كانت
الكلمة املكتوبة تتطابق مع إحدى كلامت القائمة فهذا يعني أهنا صحيحة ،وإال
فإهنا كلمة خاطئة ومن ثم ننتقل للخطوة الثانية.
تبي خطأ كتابتها إمالئيا ،فنحرض قائمة
نبحث عن أقرب كلامت إىل الكلمة التي َّ َ
موجزة من عدد حمدود من الكلامت ،ثم يتم اختيار أقرب الكلامت باختبار
وأيا كان هلا أعىل احتامل تم اختيارها بدالً
السياق (جمموعة الكلامت يف اجلوار) ُّ
من الكلمة اخلطأ.
ليسرض إىل حد كبري ،لك َّن األمر َ والتقدم يف تقنية التصحيح اإلمالئي ٍ
عال و ُم ٍ
ِ
السياق؟ لو أرا َد
دائم؛ فامذا لو كُت َبت كلمة صحيحة ،لكنَّها غري مطلوبة يف ِّ بسي ًطا ً
«قل» صحيحة أن كلمة ََّب « َق َّل ساعده» ..نُالحظ َّ
الكاتب أن يقول« :ك ََّل ساعده» ف َكت َ
اكتشاف هذا النَّوع من األخطاء يكون أكثر السياقَّ .
إن ِ
َ ليست صوا ًبا يف ِّ إمالئ ًّيا ،ولكنَّها َ
ُصعوبة .ولكن ال يزال أمام تقنيتي املصحح النحوي والداليل بعض الوقت للنضج
-37-
وعموم االستخدام بالنسبة للغة العربية ،عىل أن هناك مصححات نحوية متاحة للغات
أخرى مثل اإلنجليزية .املصحح الداليل عموما أصعبهم ومل يصل لدرجة النضج
الكافية بعد إال يف ختصصات حمددة.
-38-
من تصنيف الواثئق الذي أشران إليه آنفا .وميكن اإلفادة من هذه التقنية يف القضااي اليت حتتاج
إىل توثيق نسبة مقال لكاتبه كما حيدث يف نسبة األوالد آلابئهم .فسبحان هللا الذي خلقنا
متشاهبني ولسنا متطابقني حىت حيدث التمايز بيننا والتعارف ،ليس ذلك يف اجلينات والبصمات
كالبصمةيفها
للكاتبمنا وتصار
يستخدمها كل
أخرى ،هي كلامتاليت
الكلمات وتصاريفها الكتابة .إن
وتصاحباهتا مع منا يف أسلوب
لكنكلأيضا فقط؛ و
يستخدمها
وتصاحباهتا مع كلمات أخرى ،هي للكاتب كالبصمة للبنان.للبنان.
Stylometry
الشكل ِ :5-1
األسلحُلويبّ.
ويب. ياس األسِ الق
الشَّكل :5-1القياس
َّ
ّ
اآليل عىل الكالم ()Automatic Speech Recognition
-11.4التعرف ّ
الكالم ()Automatic Speech Recognition -11.4التعرف اآليل على
الكالم هو أفضل طرق التواصل بني البرش .وقد اكتسبت تقنية التعرف عىل
()1
الكالم
على بني التعرف
واملريح التواصلتقنية
السهل نحواكتسبت
خطوةوقد
التقنيةالبشر.
اصل بنيوتعدالتوهذه
ذلك.طرق
أمهيتهاهومنأفضل
( )2
الكالم
الكالم
اإلنسان واآللة عند نضجها عمليا.
َّص منها:
املكتوب. ومتنوعة، وتطبيقات هذه التقنية كثرية
َّص) إىل الن ّ
( )2يحشري (الكالم) املنطوق ،ويحشري (الن ّ
أنظمة اإلمالء ( ،)Dictation Engineوتستخدم إلمالء مقال أو رسالة
31 وحتويلها من صوت إىل نص.
تستخدم كأداة لإلبحار والتجول ( )Navigation Toolيف بعض التطبيقات.
وقد يكون ذلك مهام يف مواقف ُم َع َّينة ،مثل إمكانية إدارة مكاملة هاتفية بالكامل
داخل سيارة وبدون احلاجة إىل البحث عن رقم اهلاتف بالعني واليد ،ألن ذلك
يشغل عن قيادة السيارة .فتمكن هذه التقنية املست ِ
َخد َم من إصدار األمر بالبحث
َّص املكتوب.
َّص) إىل الن ّ
ُ -1يشري (الكالم) إىل الكالم املنطوق ،و ُيشري (الن ّ
-39-
عن رقم هاتف ُم َع َّي فتقوم هبذه املهمة .كام متكن هذه التقنية من الوصول لوثيقة
أو كتاب وطلب قراءته ،وعندئذ تستدعي تقنية أخرى لقراءة النصوص.
تسجيل االجتامعات وحتويلها آليا إىل حمارض اجتامعاتSpontaneous( :
،)Speech Recognitionوإن كانت نتائج هذا التَّطبيق ال تزال دون املستوى
املطلوب كثريا.
ومع نضج املجتمع الرقمي تتعدد جماالت اإلفادة من تقنيات الصوت وغريه.
ولكن كيف تعمل هذه التقنية؟ ببساطة َّ
فإن كل تقنيات التعرف عىل الصوت واحلروف
ويوضح الشكل ( )6-1كيفية عمل هذهِّ واملتحدث تعمل تقريبا بمبادئ متقاربة.
األنظمة.
عىلَّناط.
األنامط. على األَّعرتف ُّ
َّعرف عامعا ّللمت ُّلل َّ ::6-1نوذج
نموذج ّ َّكل 6-1
الشالش
كل َّ
)Text
)Text to Speech
to Speech كالم (كالم
– TTS
(– TTS إىل
َّصالن ّ
َّص إىل حتويل الن
حتويل -12.4-12.4
البرص، وضعاف
البصر ،ومنها للمكفوفني
وضعاف الكتب
للمكفوفني نطقنطق
الكتب منهامنها
كثرية، عملية
كثرية، تطبيقات
عملية التقنيةهلاهلاتطبيقات
هذهالتقنية
هذه
وتتكون
إلخ.التقنية من
معلومة...هذه
إعطاءإخل .وتتكون خدمة أو
معلومة... لإلخبارأوعنإعطاء
اهلاتفعن خدمة اهلاتفعرب
لإلخبار الرسائل نطق عربالرسائلومنها
نطق
هذه التقنية من تقنيات أخرى ،والشكل ( )7-1يبني مكونات تقنية حتويل النص إىل
تقنيات أخرى ،والشكل ( )7-1يبني مكوانت تقنية حتويل النص إىل كالم العريب.
كالم العريب.
ممحَِّهد الن ّ
َّص
العريب اخلام
َّص ّ الن ّ اآليل َِ
Normalizer املش ّكل ّ انطق الكالم
Arabic Raw -40-حُم ِّول النُّصوص Diacritizer Speech
Text Synthesizer
لنحصوص طبيعيَّة
هذه التقنية هلا تطبيقات عملية كثرية ،منها نطق الكتب للمكفوفني وضعاف البصر ،ومنها
نطق الرسائل عرب اهلاتف لإلخبار عن خدمة أو إعطاء معلومة ...إخل .وتتكون هذه التقنية من
تقنيات أخرى ،والشكل ( )7-1يبني مكوانت تقنية حتويل النص إىل كالم العريب.
ممحَِّهد الن ّ
َّص
العريب اخلام
َّص ّ الن ّ اآليل َِ
Normalizer املش ّكل ّ انطق الكالم
Arabic Raw حُم ِّول النُّصوص Diacritizer Speech
Text Synthesizer
لنحصوص طبيعيَّة
صريف ِ
حُملّل ّ
كالم. ِ
كالم. إىلإىل
النصحتويلالنص
تقنيةحتويل
ناتتقنية
:7-1حمم َككّوَوانت
ُ ِّ
كل :7-1
الشَّكل
الش
َّ
الالتينية
حيث اللغات
الالتينية مطلوب يف
اللغات اجلزء غري
مطلوب يف وهذاوهذا
اجلزء غري آيل،آيل،
ملشكل حتتاجحتتاج
ملشكل العربية هنا أن
العربية يالحظ
هنا أن يالحظ
حيدث عند
كلمة عند نطقحيدثمثلام
مثلماللنطق
القواعد
بعضللنطق
إىلواعد
حتتاج الق
فقط بعض فقطغالبا.
حتتاج إىل األصوات األصوكل
ات غالبا. كلتكتبحيثتكتب
آخرها (.)…tion كلمة…).
نطق(tion
آخرها
وبالنسبة لتقنية ناطق الكالم ( )Speech Synthesizerهلا مدرستان ،مدرسة تعتمد
33
عىل تقطيع الفونيامت من كمية من الصوت املعد للتدريب إذ ُيق ّطع الصوت املسجل إىل
فونيامت .وتُستدعي الفونيامت املطلوبة يف سياقات متشاهبة وقت تعليم التقنية سلفا،
وهذه الطريقة هي األكثر شيوعا.
ولكن هناك مدرسة أخرى تعتمد عىل توليد نامذج رياضية لكل صوت .ويمكن
تدريب وتعليم هذه النامذج سلفا .املدرسة األوىل يكون الصوت فيها طبيعيا أكثر ولكن
يعاين بعض التقطيع يف السالسة واالنسيابية؛ والصوت الناتج عن املدرسة الثانية أكثر
كالصوت النَّاتج عن
َّ انسيابية وال تشعر األذن فيه بتقطع أجزائه ،لكنَّه ال يبدو طبيع ًّيا
املدرسة األوىل .وكال املدرستَني تسعى إىل حتسني األداء بزيادة كمية الصوت املستخدم
يف التدريب.
والزالت األبحاث قائمة لزيادة درجة التعبري يف الصوت ()Expressive Speech
حتى يتسنى للمستمع متييز االداء املتسم بالفرح أو احلزن أو الفزع أو الغضب ...إلخ.
كام يمكن متييز االسلوب اخلربى من االستفهامى ...إلخ.
-41-
ِ
-13.4البحث يف الصوت َّيات واملرئ َّيات ()Audio and Video Search
أي البحث عن كلمة أو تعبري يف ملفات صوتية أو ملفات ِ
مرئ َّية (يف مسار الصوت َّ
فيها) .هب أننا نريد أن نبحث يف ملفات صوتية كثرية (باآلالف) عن «صالة العيد»
حتى نعرف اآلراء املختلفة حول فقه صالة العيد مثال ،حيث تغنينا هذه التقنية عن
االستامع إىل هذا الكم اهلائل بآذاننا لنصل إىل ما نريد ،حيث تقوم التقنية باستعراض كل
هذا الكم من الصوت وختتار املواضع التي تشتبه يف تعبري «صالة العيد» وتدلنا عليها.
وهلذه التقنية استخدامات كثرية منها:
البحث يف اخلطب والتَّسجيالت الصوتية عن موضوعات هتمنا ،ويمكن أن يتم
ذلك أيضا يف ِ
املرئ َّيات (يف مسار الصوت فيها) الستخدامات بحثية أو ثقافية.
حمطات اإلذاعة والتلفزيون حتتاجه إلعداد تقارير عن شخصية أو حدث أو مؤسسة
فتستدعي ما سبق قوله حوهلا يف تراثها أوال حتى تكون منسجمة مع نفسها فيام تعده.
ألسباب أمنية يتم تسجيل املكاملات الدولية يف كثري من دول العامل؛ واالستامع
إليها يكون شاقا جدا ،لذلك تُستدعي هذه التقنية وتزود بمجموعة من الكلامت
التي لو وجد بعضها تنبه املعنيني باألمر للمراجعة الدقيقة (مثال للكلامت:
خمدرات ،أفيون ،هريوين ،أسلحة.)...،
ِ
واملرئ َّيات عىل اإلنرتنت حاليا ومستقبال ،فإن هذه ونظرا لتزايد حجم الصوت
ً
التقنية ستفيد الباحثني عن املحارضات واخلطب ،بل واألفالم ،وكل املطلوب
منك هو كتابة عدة كلامت تذكرها من أحاديث من فيها مثال ،فتستدعي أقرب
هذه اخلطب أو األفالم.
وتعتمد هذه التقنية أساسا عىل تقنية التعرف عىل الكالم ،إما بصورة كاملة أو
بصورة جزئية.
وجدير بالذكر أن كلامت البحث يمكن كذلك أن تكون بالصوت بدل الكتابة،
وهذا خيدم مستعميل اهلواتف النَّ َّقالة .وكذلك تشمل هذه التقنية البحث يف الصور
فيكفى أن تكتب كلمة «هرم» لتستدعى آالف الصور التى عوجلت من قبل و ُيظن أن
هبــا صورة «هرم» .
-42-
()Language Recognition -14.4التعرف عىل ال ُّلغة
تزايدت احلاجة إىل هذه التِّقنية بعد ظهور اإلنرتنت واالنفتاح عىل كل الثقافات
واللغات؛ فإذا حصلنا (عند البحث عن موضوع هيمنا) عىل حديث صويت له صلة
بموضوع البحث ،وأردنا معرفة لغة املتحدث لنعرف من أي البالد هو كخطوة أوىل
نحو معرفة ما يقول .إذ نستدعي تقنية التعرف عىل الكالم املدربة عىل لغته التي يتحدث
هبا.
هذه التقنية يمكن رشح فكرهتا باستدعاء النموذج املرشوح يف الشكل ( )5-1وبدال
من أن تكون األنامط عبارة عن كلامت ،تكون األنامط عبارة عن صوت بلغات شتى،
ويدرب النظام عىل اللغات التي يراد التعرف عليها .وبعد تكوين النامذج الرياضية
قادرا عىل التمييز بينها عندما يتعرض إلحداها.
ألصوات كل لغة يصبح النظام ً
ومن اجلدير بالذكر أن التعرف عىل اللغة من النصوص املتاحة أهون بكثري اذ يكفى
أن نحتفظ بالشائع من كل لغة من األلفاظ والتعبريات الستخراج لغة املقال الذى نريد
معرفة لغته.
-43-
ينطق كلمة «طبيب» فإننا سل ًفا ندرب النظام عىل كلمتني «طبيب» و «تبيب» فإذا كان
النطق أقرب لـ «تبيب» نعطي تغذية مرجعية للمتعلم بموضع اخلطأ ونطلب منه معاودة
املحاولة وربام نحيله إىل طريقة نطق «الطاء» تفصيل ًّيا .وهكذا يتعلم األجنبي كيف ينطق
احلروف والكلامت العربية.
وأمهية هذه التقنية تكمن يف أن التدريب عليها حيتاج إىل وقت وصرب طويل قد ال
يتوافر عند البرش ،ولكن احلاسوب ليست لديه مشكلة يف ذلك ،وال يمل التكرار الذي
هو أساس يف هذا املوضع.
ومن أبرز التطبيقات التي ظهرت يف هذا املجال تقنية لتعليم أحكام التجويد حتت
اسم «حفص» وتعد خري مثال كتطبيق نافع يف جمال مهم.
-44-
وتقوم فكرة تقنية التعرف اآل ّيل عىل الكتابة املطبوعة (مع اختالف اخلطوط نوعا
وحجام) بمسح ورقات الوثيقة أو الكتاب آل ًّيا فيصبح صورة رقمية ،ثم تقوم التقنية
باستخراج األجزاء من الصور ،والتي يوجد هبا نصوص مطبوعة ثم تفصل األسطر ثم
َّعرف عىل (احلروف ُث َّم) الكلامت فاجلمل فالفقرات،
ويتم الت ُّ
الكلامت (وربام احلروف)ُّ ،
والشكل ( )9-1ليبني الفكرة األساسية.
اآلين عىل ُ
احل ُروف -18.4ال َّت َع ُّرف ّ
()Intelligent Character Recognition
بعد انتشار اهلواتف النَّ َّقالة ذات الشاشات احلساسة ل َّلمس ،ومن قبل ذلك ظهور
وح َّية [التي يمكن الكتابة عليها] ( ،)Tablet computesظهرت احلاجة احلواسيب ال َّل ِ
ملثل هذه التقنية َّ
ألن الكتابة بالقلم عند عامة الناس أسهل من استخدام لوحة املفاتيح.
وإذا كان استخدام لوحة املفاتيح يف حالة احلاسوب ممكنًا التساع املكان وطول الدربة،
-45-
فإن الكتابة باستخدام لوحة املفاتيح عىل اهلواتف النَّ َّقالة أصعب ولذلك تكتسب هذه
التقنية أمهية أكرب يف هذه احلالة.
تتميز ظروف هذه التقنية بمواصفات مواتية ،منها أنه ال توجد ضوضاء كام يف
الصفحات املصورة سواء لكتابة اليد أو الكتابة املطبوعة .كام تتو َّفر لدينا معلومات أكثر
عن وضع القلم وترتيب الكتابة قد يكون مفيدا عند التطبيق .وتتفق هذه التقنية مع
الشكل ( )9-1الوارد آنفا. سالفتيها يف نفس النموذج املرجعي يف َّ
-19.4تع ُّلم َ
اخل ّط ُ
بمساعدة احلاسوب
()Computer-Aided Font Learning
هذه التقنية تشبه تقنية تعليم النطق السليم للغة أجنبية .فهي تساعد عىل وزن نسب
األطوال والزوايا املختلفة لكتابة احلروف وتراكيبها للغة ما .إن توظيف احلاسوب
للقيام هبذه املهمة يعد استخدا ًما مناس ًبا لرفع كفاءة املدارس يف حتسني خطوط الطالب.
ويمكن بالطبع االنتفاع هبا لكل األعامر وملن سيتعلم اللغة من األجانب أو العكس عند
يب لكتابة احلروف الالتينية أو الصينية مثال.تعلم العر ّ
وكام قيل يف تعليم النطق يقال هنا .إن أصل ومرجع التقنية هو الشكل (،)7-1
مع وضع مواصفات ملقاييس احلرف املقبول؛ فإذا تم االلتزام هبا يعطي الكاتب تغذية
مرجعية إجيابية؛ أما إذا خالف يف تلك املقاييس فيتم التعرف عيل موضع اخللل ويعطي
تغذية مرجعية عن اخللل وموضعه .وال ّ
يمل احلاسوب (أو اهلاتف النَّ َّقال) من طول
التدريب حتى تُصقل املهارة ويتحسن اخلط.
تقنيات مركبة
-20.4تقنية قراءة الكتب ()Book Reader
حيث تُعنى األوىل بال َّت َع ُّرف عىل احلُ ُروف وترتكب هذه التقنية من تقنيتني َف ِ
رع َّيتَنيُ ،
شكل الض ِ
وئ َّية ،ليت ََح َّو َل ُ املاسحات َّ إدخالا إىل احلاسوب يف هيئة صو ٍر باستخدام ِ ِ بعدَ
ُ َ ُ
ٍ ٍ ٍ
بذلك -من ُصورة ورق َّية إىل ُصورة رقم َّية ُيمك ُن التَّحك ُُّم فيها؛ وتُعنى التِّقني ُة
َ املس َتنَد -
َّص (املكتوب) إىل كال ٍم (منطوق). األخرى بقراءة الن ُُّصوص من خالل حتويل الن ّ
-46-
َّ
الشكل :10-1تقنية قراءة الكتب.
-47-
الصوتِ َّية التَّفا ُعلِ َّية
-22.4أنظمة االستجابة َّ
()Interactive Voice Response System - IVR
كام يف َّ
الشكل ( ،)12-1فإن تقنيتي التعرف عىل الكالم ونطق النصوص تستخدمان
للتفاعل مع املستخدم حلجز تذكرة أو معرفة معلومة أو أداء خدمة.
-48-
الشكل :13-1تقنية حتويل ُلغة اإلشارة إىل كالم ،والعكس.
َّ
َّ
الشكل :14-1أنظمة إدارة احلوار.
-49-
-25.4األنظمة امل َت َقدِّ مة السرتجاع املعلومات
()Advanced Information Retrieval Systems
ور ِتا
املخ َّزنة يف أوعية املعلومات يف ُص َ ال تكتفي هذه األنظمة باسرتجاع املعلومات َ
معلومات مع َّقدة من جمموعاتٍٍ اسرتجاع َ
كذلك- َ
ليشمل - ِ
املباشة؛ وإنَّام يمتدُّ عم ُلها
َُ َ
واألوعية؛ باإلضافة إىل ُقدرة هذه األنظمة عىل تلخيص املعلومات ِ ِ
الوثائق ٍ
ضخمة من
غات ُمتلفة ،أو استخدام املستجعة إذا د َعت احلاج ُة إىل ذلك ،أو اسرتجاعها من ُل ٍ
َ َ َ َ
ِ
رب اهلاتف النَّ َّقال أو أساليب ُم َت َقدِّ مة يف عمل َّيات االسرتجاع ،كأن ُيست َ
وت ع َ الص ُ
َخدَ َم َّ
الشكل (.)15-1 ال َّلمس يف احلواسيب ال َّل ِ
وح َّية ،ونحو ذلك كام يف َّ
-50-
-26.4التَّنقيب يف النصوص ()Text Mining
ٍ
معلومات عالية اجلودة من البيانات الن َِّّص َّية. هتدف هذه التِّقنية إىل استخالصُ
معلومات ُل َغويةٍ
ٍ ِ
املدخ َلة وإعدادها بإضافة
رب إجراءات ،تبدأ بتحليل الن ُُّصوص َ ٍ
َّ وتتم ع َ
ُّ
ومرورا باستخالص املعلومات من ٍ ِ
ُمصاحبةُ ،ث َّم إدراجها يف قواعد بيانات ن َِّص َّية؛
ً
تقنيات أخرى ،منها: ٌ وتتفر ُع عن هذه التِّقنية قواعد البيانات؛ وانتهاء بتقييم الن ِ
َّتائج.
َّ ً
ِ
املشاعر. حتليل
تلخيص وتصنيف وجتميع الن ُُّصوص.
أكاديمي
ّ مؤسسات ذات طابع
َّ -1.5
§ § ُم َؤ َّسسة (:LDC (Linguistic Data Consortium
واملؤ َّسسات املعنِ َّية باملوارد
هي ُم َؤ َّسسة بحث َّية ،تُساهم فيها جمموع ٌة من اجلامعات َ
ِ ِ ٍ
تأس َست يف عام 1992 حلكُوم َّيةَ . ال ُّل َغ ِو َّية ،باإلضافة إىل عدد من املخت ََبات ال َبحث َّية ا ُ
حوث امل َت َقدِّ مة (the Advanced Research Projects بدع ٍم من وكالة مرشوعات ال ُب ُ
.)Agency -ARPAتويل ُم َؤ َّسسة LDCعناي ًة ببناء املدَ َّونات ال ُّل َغ ِو َّية ،وقواعد
البيانات ال ُّل َغ ِو َّية املكتوبة واملنطوقة ،واملعاجم ال ُّل َغ ِو َّية ألغراض البحث والت ِ
َّطوير.
املقر :جامعة بنسلفانيا -الواليات املتَّحدة األمريك َّية.
· ّ
اإللكرتوينhttp://www.ldc.upenn.edu :
ّ ·املوقع
-51-
· ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية:
متنح أكاديم َّي ًة ُمت َ ِ ُت َعدُّ ُك ِّل َّية ُع ُلوم احلاسوب يف جامعة ليدز ُم َؤ َّس َس ًة
َخ ِّصصةُ ،
أطروحاتم للامجستري والدُّ كتوراه .وال ُك ِّل َّي ُة ِ ُرشف عىل للباحثِني ،وت ِ
ِ ِ
العلم َّية الدَّ رجات
َخ ِّصصة يف علوم احلاسوب باململكة يم َّية ُمت َ أكاد ِ
مصنَّف ٌة ضمن أفضل 10مؤسسات ِ
َّ ُ َ
ِ ٍ ِ
عالة ال ُّلغات ال َّطبِيع َّية بال ُك ِّل َّية يف مرشوعات بحث َّية فريق البحث يف ُم َ املتَّحدة .يعمل ُ
الفريق يف ُ وموار ِدها ال ُّل َغ ِو َّيةُ .ي َرك ُِّز
ِ خاص ًة بتقنيات ال ُّلغة ال َع َربِ َّية
شتكة ،و ُيويل عناي ًة َّ ُم َ َ
نمذجة ال ُّلغة وبناء املدَ َّونات ال ُّل َغ ِو َّية العربِ َّية. أبحاثِه عىل َ
املقر :جامعة ليدز -اململكة املتَّحدة.
· ّ
اإللكرتوين:
ّ ·املوقع
http://www.engineering.leeds.ac.uk/computing/postgraduate/
research-degrees/projects/natural-language-processing.shtml
-52-
§ §املنَ َّظمة ال َع َربِ َّية َّ
للتبية وال َّثقافة وال ُع ُلوم (ألكسو) -إدارة ال ُع ُلوم:
The Arab League Educational, Cultural and Scientific Organization
– ALECSO
للتبية وال َّثقافة وج َهت إدار ُة ال ُع ُلوم باملنَ َّظمة ال َع َربِ َّية َّمع مطلع األلف َّية ال َّثالثة َّ
حوسبة ال ُّلغة العرب َّية ،فعقدَ ت عد ًدا من املؤمترات واملحافل الدَّ ول َّية، وال ُع ُلوم عنايتَها إىل َ
يعمل يفاملعالة اآلل َّية ل ُّلغة ال َع َربِ َّيةُ .
َ تتبع َ
جمال ٍ
مرشوعات ُ وأنجزت -وال تزال -عدَّ َة ُ َ
ِ
مرشوعات حوسبة ال ُّلغة بإدارة ال ُع ُلوم عد ٌد من األكاديم ِّيني واخلُرباء ال َع َرب من خالل
سات واهليئات املؤ َّس ٌتتعاون مع املنَ َّظمة جمموعة من َ ُ وجمموعات بحثِ َّية ،كام
ٍ ٍ
عمل فِ َرق
للتبية وال َّثقافةاملعنِ َّية بحوسبة ال ُّلغة ال َعربِ َّية .جتدُ ر اإلشار ُة إىل عناية املنَ َّظمة العرب َّية َّ
ورة ُح َّرة أو مفتوحة املصدر ،سع ًيا والع ُلوم بتوفري تقنيات ال ُّلغة العربية املنج َزة يف ص ٍ
ُ َ َّ ُ
عالة جوانب ال ُق ُصور فيها تطويرها و ُم َ ِ إىل إتاحتها للباحثني من ناحية ،والعمل عىل
ٍ
ناحية أخرى. من
املقر :تونُس.
· ّ
اإللكرتوينhttp://www.alecso.org :
ّ ·املوقع
· ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية:
الص ِ ّف «اخلليل». -نظام التَّحليل َّ
يب التَّفا ُع ِ ّل.
-املعجم العر ّ
· ِمن املرشوعات القائمة:
-نظام التَّحليل الن ِ
َّحو ّي.
اإلمالئي ل ُّلغة العرب َّية.
ّ -املدَ ِّقق
-آل َّية تشكيل الن ُُّصوص ال َع َربِ َّية.
-53-
§ §مدينة امللك عبد العزيز لل ُع ُلوم والتِّقنية (معهد ُبحوث احلاسب):
()King Abdulaziz City for Science and Technology
ِ ِ
ألغراض البحث ا َّلتي ختدم اململك َة العرب َّية ُّ
السعود َّية تأس َس املعهدُ يف عام 1992َّ
وخ َط َطها لل ُع ُلوم والتِّقنية يف جمال تقنية املعلومات .و َي ُض ُّم املعهدُ أربع َة أقسام علم َّية،
ُ
والشبكات، الصوت َّيات وال ُّل َغ ِو َّيات ،وقسم احلوسبة العلمية ،وقسم النظم َّ هي :قسم َّ
ِ
الصوت َّيات وال ّل َغ ِو َّيات بإعداد
وقسم هندسة الربجميات واألنظمة املبتكرةُ .يعنى قسم َّ
حللول ُملشكالت حوسبة ال ُّلغة العرب َّية ،كام يقوم بتقديم ال ُبحوث والدِّ راسات وتقديم ا ُ
َّطورات احلادثة االستشارات وإقامة املؤمترات وال ِّلقاءات العلم َّية املت َ
َخ ِّصصة ُملتابعة الت ُّ
َّعاون مع مراكز األبحاث والتَّطوير الدولية. يف ميادين تقنيات ال ُّلغة والبحث يف ُس ُبل الت ُ
املقر :مدينة امللك عبد العزيز لل ُع ُلوم والتِّقنية ِّ -
الرياض -اململكة العرب َّية · ّ
السع ِ
ود َّية. ُّ ُ
اإللكرتوين:
ّ ·املوقع
http://www.kacst.edu.sa/ar/about/institutes/pages/ce.aspx
-54-
لنمذجة ال َّلهجات ال َع َربِ َّية ،جامعة كولومبيا:
§ §جمموعة كولومبيا َ
)(«Columbia’s Arabic Dialect Modeling Group» CADIM
-55-
ِ
بمعاجلة َو َف ْهم وار ْزميات التي ت َْس َمح ِلجهزة الكمبيوتر
َي ْع َمل َأ ْع َضاؤه م ًعا عىل اخلُ ِ
اللغات البرشية.
املقر :كَالِي ُفورنيا -الواليات املتحدة األمريكية.
· ّ
اإللكرتوينhttp://nlp.stanford.edu :
ّ ·املوقع
·من املرشوعات:
ِ
للت َجة اآللية.
ورد َّ ْ -ن َظام ستَا ْن ُف ْ
الستنتاج ُمدَ َّونات ال ُّلغات الطبيعية. ِ
ِ -ن َظام ستَا ْن ُف ْ
ورد
ورد ا َْل ْفتُوح ِل ْستِ ْخراج ال َب َيانات. -نظام ستَا ْن ُف ْ
ال ْو َسبة ()QCRI § § َم ْعهد َق َطر لِ ُبحوث َْ
()Qatar Computing Research Institute
َج ْز ٍء من مؤسسة َق َطر للرتبية والعلوم وتنمية حي ،ت ََأسس ك ُ
ِ
ُهو َم ْعهد َب ْحث ُّي َغري ِر ْب ٍّ
املجتمع يف عام ،2010ومن َت َُّص َصاته التي ُيركز عليها تِ ْقنِ َّيات اللغة العربية واحلوسبة
َعالية األداء واملعلوماتية احليوية.
املقر :الدَّ ْو َحة َ -ق َطر.
· ّ
اإللكرتوينhttp://qcri.org.qa :
ّ ·املوقع
· َتدِّ يات ا َْل ْعهد يف َمَال تِ ْقنِ َّيات اللغة العربية:
َ -تدِّ ي َّ ْ
الت َجة اآللية للغة العربية.
اإللكرتوين.
ّ َ -تَدِّ ي ُم َع ِّلم اللغة العربية
ِ
َ -تَدِّ ي ن َظام ا ُْل َحا َد َثة ا ُْل َّ
ستمرة باللغة العربية.
َ -تَدِّ ي املحتوى َوال َب ْحث باللغة العربية.
-56-
اجلمع َّية امل ِ ِ
رص َّية هلندسة ال ُّلغة :ESOLE ِ §§
()The Egyptian Society of Language Engineering
نش َئت يف عام 1996ب ُك ِّل َّية اهلندسة يف جامعة َعني شمس ،وتُعنى بحوسبة ال ُّل َغة ُأ ِ
ِ
اجلمع َّية -وف ًقا ألهدافها املع َلنة -عىل عموما وال ُّلغة العربِ َّية عىل وجه اخلُ ُصوصُ .
تعمل
حتقيق التَّقارب بني األكاديم ِّيني والباحثني والتِّقن ِّيني واملنتجني واملستخدمني من خمتلف
األماكن وخمتلف ال ُّلغات ممَّا يساعد عىل تبادل املعلومات من أجل حتسني تقنية االتِّصال
بني اإلنسان واآللة بال ُّلغة ال َّطبيع َّية .وتتم َّث ُل جوانب العناية بتقنيات ال ُّلغة العرب َّية يف
يمي ِ ِ ٍ متابعة ال َّت َطور ال ِّت َقنِي يف ِ
ميادين م َ ِ
َّعاون البحث ّي واألكاد ّ عالتها آل ًّيا ،وفتح قنوات للت ُ
ُ َ ّ ُّ ُ
ِ ِ
مع اجلمع َّيات العلم َّية املعن َّية بحوسبة ال ُّلغة عىل املستوى ِّ ّ
املحل والقوم ّي والدَّ و ّيل.
املقر :جامعة َعني شمس -القاهرة ِ -مرص. · ّ
اإللكرتوينhttp://www.esole-eg.org :
ّ ·املوقع
ِ
اجلمع َّية: · ِمن أنشطة
ناق ُش خمتلف القضايا يف َحوسبة ال ُّلغة مؤمتر سنوي هلندسة ال ُّلغة ،ي ِ
ٍ -عقد
ُ ٍّ
وتطبيقاهتا.
َخ ِّص ِصني يف جماالت ندوات وورش عمل لإلفادة من خربات املت َ ٍ -عقد
للمعنِ ِّيني بحوسبة ال ُّلغة. ٍ
حوسبة ال ُّلغة .وتنظيم دورات تدريب َّية َ
§ §مركز تِقنيات ال ُّلغة العرب َّية :ALTEC
()Arabic Language Technology Center
ٍ
رشكات تأس َس املركز يف عام 2009بدع ٍم من ِ ِ
الربحَّ . ُم َؤ َّس َسة أهل َّية ال هتدف إىل ِّ
للمعنِ ِّيني بحوسبة ِ
املوارد ال ُّل َغ ِو َّية َ وأكاديم َّية ،وهيدف إىل توفري ِ سات بحثِ َّي ٍة تِ َقنِي ٍة وم َؤس ٍ
َّ ُ َّ
ِ
ال ُّلغة العرب َّية من الباحثني وامل َط ِّورين ،كام هتدف إىل تنمية املوارد البرش َّية من خالل ِ
درجات علم َّي ٍة ُمت َ
َخ ِّصصة ٍ والسعي إىل إجياد التَّدريب عىل جماالت هندسة ال ُّلغة العرب َّية َّ
املركز بتقديم اخلدمات ال ِّت َقنِ َّية لذوي ُ ِ
األكاديم َّية .و ُيعنى واملؤسسات َّ باجلامعات
الحتياجاتم ،كام ُيعنى بتطويرِ اخلاصة من خالل تطوير التِّقنيات املناسبة َّ االحتياجات
التِّقنيات املساعدة يف تع ُّلم ال ُّلغة العرب َّية لغري النَّاطِ ِق َ
ني هبا.
-57-
املقر :اجليزة ِ -مرص.
· ّ
اإللكرتوينhttp://www.altec-center.org :
ّ ·املوقع
· ِمن أنشطة املركز:
ِ
وتقنياتا. -عقد مؤمترات يف حوسبة ال ُّلغة ال َع َربِ َّية
-إنجاز جمموعة من األنظمة واملوارد اللغوية للباحثني وامل َط ِّورين.
· ِمن املوارد ال ُّل َغ ِو َّية لل َع َربِ َّية:
حل ُروف
َّعرف عىل ا ُ
-جمموعة ضخمة من قواعد البيانات املستَخدَ مة يف الت ُّ
ضوئ ًّيا (حيتوى عىل 14000 -صفحة) العربية -سواء أكانَت ممسوح ًة ِ
ٌ َّ
أم مكتوب ًة باليد (كتابه آللف كاتب كتابة آن ّيه .)on-line
بالشكل الك ُِّلُ ،أ ِ
نج َزت باستخدام آل َّية التَّشكيل -مدَ َّونة ُل َغ ِو َّية مضبوطة َّ
ّ
الكائنات ويصل حجم ِ اآل ّيل للن ُُّصوص ال َع َربِ َّية ،وكذلك حمشاة بأسامء
املدونة إىل 3ماليني كلمة.
-58-
«صخر» :Sakhr Software - Arabic Language Technology § §رشكة َ
الر ِئيس :القاهرة ِ -مرص.
املقر َّ
· ّ
اإللكرتوينhttp://www.sakhr.com :
ّ ·املوقع
-59-
ببليوجرافيا مرجع َّية
1. Alansary, S. & Nagi, M. & Adly, N. (2013): A Suite of Tools for Ar�
abic Natural Language Processing: A UNL Approach. (ICCSPA’13),
Sharjah, UAE.
2. Benesty, J. & Sondhi, M. M. & Huang, Y. (2007): Handbook of
Speech Processing. Springer.
3. Clark, A. & Fox, C. & Lappin, S. (2010): The Handbook of Com-pu�
tational Linguistics and Natural Language Processing. John Wiley
& Sons.
4. Deng, L.; Liu, Y. (2018). Deep Learning in Natural Language Pro�
cessing. Springer.
5. Dickinson, M. & Brew, C. & Meurers, D. (2012): Language and
Computers. John Wiley & Sons.
6. Dry, H. A. & Lawler, J. (2012): Using Computers in Linguistics: A
Practical Guide. Routledge.
7. Dybkjr, L. & Hemsen, H. & Minker, W. (2007): Evaluation of Text
and Speech Systems. Springer.
8. Farghaly, A. A. S. (2010): Arabic Computational Linguistics. Uni�
versity of Chicago Press.
9. Johnson, M. & Khudanpur, S. P. & Ostendorf, M. & Rosenfeld, R.
(2004): Mathematical Foundations of Speech and Language Pro�
cessing. Springer.
10. Jurafsky, D. & Martin, J. H. (2009): Speech And Language Pro�
cessing: An Introduction to Natural Language Processing, Compu�
tational Linguistics, and Speech Recognition. Prentice Hall.
11. Kao, A. & Poteet, S. R. (2007): Natural Language Processing and
Text Mining. Springer.
12. Karwowski, W. (2019). Intelligent Human Systems Integration
2019. Springer.
-60-
13. Kulkarni, A.; Shivananda, A. (2019). Natural Language Processing
Recipes: Unlocking Text Data with Machine Learning and Deep
Learning using Python. Apress.
14. Kumar, E. (2011): Natural Language Processing. I. K. International
Pvt Ltd.
15. Manning, C. D. & Schütze, H. (1999): Foundations of Statistical
Natural Language Processing. MIT Press.
16. Manning, C. D. & Surdeanu, M. & Bauer, J. & Finkel, J. & Bethard,
S. J. & McClosky, D. (2014): The Stanford CoreNLP Natural Lan�
guage Processing Toolkit. Proceedings of 52nd Annual Meeting of
the Association for Computational Linguistics: System Demonstra�
tions, pp. 55-60, Baltimore, Maryland.
17. Mihalcea, R. & Radev, D. (2011): Graph-based Natural Language
Processing and Information Retrieval. Cambridge University Press.
18. Neamat El, G.; Yee, S. (2018). Computational Linguistics, Speech
and Image Processing for Arabic Language. World Scientific.
19. Ovchinnikova, E. (2012): Integration of World Knowledge for Nat�
ural Language Understanding. Atlantis Press.
20. Pasha, A. & Al-Badrashiny, M. & Diab, M. & El Kholy, A. & Es�
kander, R. & Habash, N. & Pooleery, M. & Rambow, O. & Roth, R.
M. (2014): Madamira: A fast, comprehensive tool for morphologi�
cal analysis and disambiguation of Arabic. Proceedings of the Lan�
guage Resources and Evaluation Conference (LREC), Reykjavik,
Iceland.
21. Pustejovsky, J. & Stubbs, A. (2012): Natural Language Annotation
for Machine Learning. O’Reilly Media, Inc.
22. Rkowski, A. P. & Piasecki, M. & Przepiórkowski, A. & Jassem, K.
& Fuglewicz, P. (2012): Computational Linguistics: Applications.
Springer.
-61-
23. Rosner, M. & Johnson, R. (1992): Computational Linguistics and
Formal Semantics. Cambridge University Press.
24. Sharp, B.; Sedes, F.; Lubaszewski, W. (2017). Cognitive Approach
to Natural Language Processing. Elsevier.
25. Shoufan, A. & Al-Ameri, S. (2015): Natural Language Processing
for Dialectical Arabic: A Survey. Proceedings of the Second Work�
shop on Arabic Natural Language Processing, pp. 36-48, Beijing,
China.
26. Srinivasa-Desikan, V. (2018). Natural Language Processing and
Computational Linguistics: A practical guide to text analysis with
Python, Gensim, spaCy, and Keras. Packt Publishing.
27. Tavast, A. & Muischnek, K. & Koit, M. (2012): Human Language
Technologies - the Baltic Perspective: Proceedings of the Fifth In�
ternational Conference Baltic HLT 2012 - Frontiers in Artificial In�
telligence and Applications. IOS Press.
28. Vetulani, Z. “Ed”. (2011): Human Language Technology. Challeng�
es for Computer Science and Linguistics: 4th Language and Tech�
nology Conference, LTC 2009, Roznan, Poland, November 6-8,
2009, Re-vised Selected Papers. Springer.
29. Witt, A. & Metzing, D. (2010): Linguistic Modeling of Informa�
tion and Mark Languages: Contributions to Language Technology.
Springer.
30. Zhu, R. (2012): Information Engineering and Applications. Spring�
er.
-62-
الفصل ال َّثاني
وتي
الص ّ
التَّحليل َّ
للصوت ال ُّلغ َِو ّي يف العصر احلديث)
(الدراسة ال َّتحليل َّية َّ
ِّ
د .أمحد ِ
راغب
الصوت ال ُّل ّ
غوي. -1حتليل َّ
-2آليات التنفيذ ،وإعداد قاعدة البيانات الصوتية.
-63-
-64-
مدخل
يقوم هذا الفصل عىل تقديم دراسة حتليل َّية للصوت اللغوي ،وذلك من خالل
االتكاء عىل نتائج التحليل التقني ألصوات اللغة ،إال أن تلك الدراسة مل تكن منبتة
الصلة عن جهود علامء العربية الذين قدموا وص ًفا تفصيال ألصوات اللغة العربية بغية
احلفاظ عىل النطق العريب من اللحن أو التبديل؛ فلقد كانت «جهود علامء العربية مثل
اخلليل وسيبو ْيه وا ْبن جنّي يف دراسة األصوات ال ّلغوية يشار إليها دائام يف عرصنا عىل
أهنا من اإلنجازات املتميزة يف الدرس اللغوي ،وقامت حوهلا دراسات ليست قليلة».
ُ
الباحث يف هذه الفصل بمعاجلة الدراسة التحليلية للصوت اللغوي وسوف يقو ُم
من خالل حمورين رئيسني:
-1أوهلام يتناول حتليل الصوت اللغوي.
-2واآلخر يتناول آليات التنفيذ ،وإعداد قاعدة البيانات الصوتية.
-65-
أما ابن جني فقد ذهب إىل أن الصوت اللغوي «عرض خيرج مع النفس مستطي ً
ال متصال
حتى يعرض له يف احللق والفم والشفتني مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته ،فيسمى
املقطع أينام عرض له حر ًفا ،وختتلف أجراس احلروف بحسب اختالف مقاطعها».
«وقد ثبت علم ًّيا أن الصوت اهتزازات حمسوسة يف موجات اهلواء ،تنطلق من جهة
الصوت ،وتذبذب من مصانعه املصدّ رة له ،فتسبح يف الفضاء حتى تتالشى ،يستقر
فرحا أو حزنًا ،هن ًيا
اجلزء األكرب منها يف السمع بحسب درجة تذبذهبا ،فتوحي بدالئلهاً ،
ربا أو إنشا ًء ،صدى أو موسيقى ،أو شي ًئا عاد ًّيا مما يفرسه التشابك العصبي يف
أمرا ،خ ً
أو ً
الدماغ ،أو يرتمجه احلس املتوافر يف أجهزة املخ بكل دقائقها» .وتتم عملية إنتاج الصوت
عرب ما يعرف باجلهاز النطقي «الذي يتمثل يف «الرئتني ولسان املزمار والرقيقتني أو
احلبلني الصوتيني واألنف والفم بأجزائه».
فالصوت يمثل الصورة الواقعية للغة التي يرى «دي سوسري» أهنا «كيان عام يضم
النشاط اللغوي اإلنساين ،يف صورة ثقافة منطوقة أو مكتوبة ،معارصة أو متوارثة،
وبعبارة أخرى كل ما يمكن أن يدخل يف نطاق النشاط اللغوي من رمز صويت أو كتايب
أو إشارة أو اصطالح فهو من قبيل اللغة ،التي إما أن تكون يف صورة منظمة ذات
قواعد وقوانني ،وذات وجود اجتامعي فيطلق عليها اللسان ،وهي اللغة املعينة التي
تتخذ موضو ًعا للدراسة مثل العربية أو االنكليزية وإما أن تكون ذات صورة عامة يف
العقل اجلمعي ويطلق عليها اللغة».
ويف املعجم الوسيط« :الصوت كل ما يسمع ،وسببه متوج اهلواء نتيجة لقرع أو قلع
أو نحومها» [ما َّدة :ص و ت] ،ويرى الدُّ كتور حممد أمحد كامل ،يف كتابه (العلوم وحياة
أن «اإلحساس يف األذن بالطاقة امليكانيكية الناجتة من اهتزاز األجسام يف اإلنسان) َّ
جمال الرتدد من 20إىل 20000ذبذبة يف الثانية ،ويصدر الصوت عند اهتزاز األجسام
نتيجة لتأثرها بالطاقة احلركية أو املغناطيسية أو الكهربية مثل الشوكة الرنانة أو اآلالت
املوسيقية ،أو اهتزاز الثنايا الصوتية باحلنجرة أو اجلرس الكهريب ،وتنتقل املوجات
الصوتية يف الوسط املحيط باجلسم (اهلواء مثال) يف صورة كرات من االنضغاط (تتقارب
اجلزيئات من بعضها) تتبعها كرات من التخلخل (تتباعد اجلزيئات عن بعضها)،
وتتكون املوجه الواحدة أو الذبذبة من انضغاط كامل +ختلخل كامل ،ويعترب طول
-66-
املوجة Wavelengthهو طول الذبذبة الواحدة ،أو هو املسافة بني مركزين متضاغطني
متتاليني أو مركزين متخلخلني متتاليني» .
هي رسعة انتقال الطاقة الصوتية يف الوسط ،وهي ثابتة يف الوسط الواحد برصف
فتتغي طبقا لكثافة
َّ النظر عن نوع الصوت وتردده ،ولكنها ختتلف من وسط إىل آخر
الوسط وإعاقته للصوت ودرجة احلرارة ،وخصائص الوسط التي حتدد رسعة الصوت
هي الكثافة وقابلية االنضغاط ،والكثافة هي مقدار الكتلة املوجودة يف وحدة احلجم
من املادة ،وتقيس قابلية االنضغاط مدى سهولة كبس املادة يف حيز ضيق .وكلام زادت
الكثافة وزادت قابلية االنضغاط ،قلت رسعة الصوت .وتزداد رسعة الصوت يف
السوائل عن الغازات ويف األجسام الصلبة عن السوائل؛ وذلك لتقارب اجلزيئات هبا،
أيضا أقل من اهلواء
فالسوائل واألجسام الصلبة بصفة عامة أكثر كثافة من اهلواء ،وهي ً
بكثري يف قابلية االنضغاط .ولذلك ،فإن الصوت ينتقل برسعة أكرب خالل السوائل
واألجسام الصلبة.
هي أحد أشكال انتقال الطاقة ،وتتحرك املوجات يف وسط مادي( ،)1حيث تنتقل فيه
املوجات وتنقل الطاقة من مكان إىل آخر بدون إزاحة جزيئات الوسط بشكل دائم ،أي
أنه ال تنتقل أي كتلة مع انتقال املوجة ،ولكن جزيئات الوسط تتحرك بشكل متعامد
أو مواز الجتاه حركة املوجة حول موقع ثابت .وللموجات صفة الدورية ،فتكون عادة
تكرارا لنمط ما من الشدة يف فرتات زمنية متتابعة ،ويسمى عدد املوجات املارة يف مقطع
ما مقسوما عىل وحدة الزمن الرتدد .وتسمى املسافة األفقية التي تقطعها املوجة الواحدة
طول املوجة ،وهو أصغر جزء متكرر مكون للموجات ،ويساوي املسافة بني قمتني أو
قعرين متتابعني ،أو هو املسافة املحصورة بني 3قيم صفرية متتابعة للموجة ،ويوضح
الشكل ( )1-2رسام ختطيطيا لطول املوجة.
-67-
الشكل :1-2رسم ختطيطي لطول املوجة.
َّ
وصفة الدورية للموجة عبارة عن الرتدد أو التواتر ،وهو مقدار تكرر املوجة الواحدة
ذات الطول املوجي املتفق عليه يف كل وحدة زمن.
وتكون درجة الصوت أعىل كلام كانت الذبذبات أرسع ،وكلام زادت رسعة هذه
الذبذبات كان الصوت دقي ًقا أو حا ًّدا ،ومن ثم فإن الصوت يكون سميكًا إذا قل
عدد الذبذبات يف الثانية الواحدة« .فالفرق بني شوكة رنانة ذات درجة صوتية عالية
وأخرى ذات درجة صوتية منخفضة أن األوىل تعمل عد ًدا أكرب من الذبذبات يف الثانية
الواحدة» .ويقاس الرتدد بعدد الذبذبات التي حتدث يف الثانية الواحدة».
وإذا كان تردد الصوت ( :)1()Sound Frequencyهو عدد الذبذبات أو املوجات
الكاملة يف الثانية الواحدة فإنه يمكننا رصد هذا الرتدد كام يف الشكل ( )2-2الذي
يعرض ملوجة صوتية ذات تردد مرتفع وأخرى ذات تردد منخفض.
َّ
الشكل :2-2موجة صوتية ذات تردد مرتفع (صوت رفيع) وموجة صوتية ذات تردد منخفض
(صوت غليظ).
-68-
ونالحظ هنا أن الرتدد يتناسب عكسيا مع طول املوجة ،أي كلام زاد الرتدد قرص
طول املوجة ،أي :الرتدد 4000هرتز له طول موجة أقرص من الرتدد 500هرتز.
ويعترب الرتدد من العنارص التي تؤدي إىل إدراك بعض األصوات ومتييزها؛ حيث
«يؤدي اختالف تردد موجات بعض األصوات اللغوية إىل تغري يف إدراكها ،فالصوت
/س /ذو تردد عال يفوق 4000هرتز ،فإذا انخفض تردده ليقرتب من 2500هرتز
فإن السامع يدركه /ش.»/
ويمكن رصد العالقة بني الرتدد والشدة من خالل الشكل ( )3-2الذي يعرض
رسام ختطيطيا لرصد العالقة بني الرتدد والشدة ملوجة مفردة.
الشكل :3-2رسم ختطيطي يرصد العالقة بني الرتدد والشدة ملوجة مفردة.
َّ
التدد األسايس
ّ - 4.1
هو أحد العوامل التي «يمكن عن طريقها إنتاج أصوات خيتلف الواحد منها عن
اآلخر( .)1وحني تسمع أي صوتني يمكن أن تقارهنام من هذه اجلوانب املختلفة ،مثل
شوكة رنانة وأرغن ،فهام يصدران صوتني خمتلفني نتيجة عامل أو أكثر».
ويعرب شكل املوجة عن قيم شكل املوجة أو الرتدد األسايس هلذا الصوت ،فالصوت
تتكون من جزأين أساسيني:
ينظر إليه عاد ًة عىل أنه عمل ّية فيزيائية ما ّد ّية ّ
منتج حقيقي للصوت؛ ويمثله احلبالن الصوتيان.
-69-
مشكل للصوت؛ وهو عبارة عن منتج مساعد ،يقترص دوره عىل إمتام عملية
التوجيه واكتساب الصفات التمييزية ،ومتثله باقي أعضاء النطق مثل :ال ّلسان
ّ
والشفاه واألسنان ...إلخ.
وحتاول عملية حتليل التنغيم رصد هذا الرتدد األسايس للصوت املنطوق.
وهناك عدّ ة قواعد ملعرفة الرتدد األسايس ختلص إىل أنه العنرص األقوى الذي جيعلنا
ندرك عالقة التالزم بني الصوت وصاحبه ،فبمجرد أن نسمع مجلة نعرف قائلها بسبب
معرفتنا لتنغيمه« .ويمكن أن نميز صوتًا عن صوت آخر بشكل املوجة التي ُتنْتِ ُج ك ًّ
ال
مقياسا باملعنى الدقيق ،ولكنه جمرد وسيلة لتمييز األصوات
ً منهام ،وليس شكل املوجة
بتحليلها إىل املوجات التي تتكون منها».
وتظهر معامل الرتدد األسايس عىل هيئة منحنيات أفقية موازية خلط الزمن ،وتكون
الصوت ّيان ،وتتواجد القيم
هيتز احلبالن ّ
وضوحا مع األصوات املجهورة؛ حيث ًُّ أكثر
هلذه احلزم بني 200-80هرتز بالنسبة للمتحدثني الذكور ،وتتزايد هذه القيمة مع
اإلناث لضيق احلنجرة عن حنجرة الذكور ،وقلة سمك األحبال الصوتية؛ فتبلغ قيمة
هذه احلزم مع األنثى البالغة 350-150هرتز .ويوضح الشكل ( )4-2منحنى الرتدد
األسايس لكلمة مفردة.
َّ
الشكل :4-2منحنى الرتدد األسايس لكلمة مفردة.
يف هذه الصورة تتواجد قيم الرتدد األسايس بني 100و 150هرتز ،والصورة عبارة
عن رسم طيفي لكلمة «فوناتيك» بصوت ذكر بالغ ،ونالحظ أن الرتدد األسايس يف
املقطع األول أعىل منه يف املقطعني الثاين والثالث ،ويظهر الشكل ( )5-2منحنى الرتدد
األسايس جلملة خربية.
-70-
َّ
الشكل :5-2منحنى الرتدد األسايس جلملة خربية.
ويعرض الشكل صورة طيفية جلملة خربية متثل النغمة اهلابطة؛ حيث يبدأ فيها
منخفضا ثم يزداد يف منتصف اجلملة ليصل إىل أقل انخفاض يف هناية ً الرتدد األسايس
ِ
ت ْوا بِه َأ ْن ُف َس ُهم﴾ [البقرة.]90/
اجلملة ،واجلملة هي قوله تعاىل﴿:بِ ْئ َسام ْاش َ َ
بينام يعرض الشكل ( )6-2منحنى الرتدد األسايس جلملة استفهامية.
َّ
الشكل :6-2منحنى الرتدد األسايس جلملة استفهامية.
-71-
- 5.1شدة الصوت ()Sound intensity
هي قياس كمية الطاقة الصوتية لصوت ما بالنسبة إىل كمية طاقة صوتية ثابتة
تستخدم كمرجع ،ويتم القياس بطريقة لوغارمتية ،وتسمى وحدة شدة الصوت
«الديسيبل» ( )decibelواختصارها .dBومن أهم أنواع الديسيبل:
ديسيبل ضغط الصوت (.)dB sound pressure leveldBspl
املرجع الثابت هو طاقة صوتية قدرها 0.0002داين/سم.2
وحتسب شدة الصوت كاآليت = 20لو (الطاقة الصوتية املراد قياس شدهتا ÷
املر ِجع).
الطاقة الصوتية ْ
فمثال إذا كانت طاقة صوتية قدرها 0.02داين/سم 2فإن شدة الصوت هبا
تكــون:
× 20لو ( 20 = )0.0002 ÷ 0.02لو 40 = 2× 20 = 100ديسيبل.
حيث :الداين :هو وحدة قياس الضغط [ .]11ومقداره 1000/1من اجلرام،
«وضغطة موجة ما هو عبارة عن عدد الداينات التي تضغط عىل مساحة سنتيمرت مربع
واحد» [.]11
والديسيبل هو وحدة شدة الصوت وهو وحدة ليس هلا متييز؛ ألهنا نسبة بني كميتني
من الطاقة ،وهو األساس لقياس كل األصوات يف الطبيعة {كالم ،ضوضاء ،أصوات
حيوانات وغريها -ويتم قياسه عن طريق جهاز قياس شدة الصوت.
«مقياسا عمل ًّيا لقوة الصوت وضغطه ،والديسيبل 10/1بيل،
ً ويمثل الديسبل
والبيل هو ضغط أضعف صوت تدركه األذن اإلنسانية» [.]11
وتقاس شدة الصوت «بأجزاء من عرشة آالف مليون مليون من الوات يف السنتيمرت
املربع ،وتبلغ قوة أضعف صوت تسمعه األذن جزءا واحدا من عرشة آالف مليون
مليون وات سنتيمرت مربع» [.]11
-72-
َّذبذيب (شكل املوجة)
ُّ الرسم الت
َّ - 6.1
الضغط يف الوسط بني املرسل يعرف الصوت فيزيائ ًّيا بأنه سلسلة لتغيريات ّ
سي َع ْ ِ ٍ ٍ
ادي يف اهلواء َيت ََم َّث ُل ِف ُق َّوة َأ ْو َض ْعف َ ِ
ي «اض ِّط َر ٌ
اب َم ٌّ واملستقبل .فالصوت هوْ :
الز َو ِ ِ ٍ
املصدَ ِر يف اجتاه اخلارج ،ثم يف َض ْعف تَدْ ِر ِ
جي ٍّي ِإل ُن ْق َطة َّ ِ ِ َّ ِ
ال للض ْغط املت ََح ِّرك م َن ْ
الن َِّه ِائ ّي» [ .]26 ،25فاملرسل عندما يبدأ عملية إصدار الصوت فإن الصوت اخلارج
منه يقوم بالضغط عىل اهلواء يف شكل موجات متالحقة تصطدم باملستقبل – ميكرفون
مثل -فتحدث عملية التخلخل التي تصاحب الضغط ،وأكثر األمور شيو ًعا أو أذن ً
يب ،الذي يطلق عليه الشكل الرسم التّذبذ ّ لتمثيل معامل الصوت احلسية ورصدها هو ّ
الزمن وتتم قراءته من اليسار إىل اليمني بينام املوجي .ويمثل املحور األفقي فيه حمور ّ
يمثل املنحنى الرأيس قوة هذا الصوت يف حلظة معينة ،يف الوقت الذي تظهر فيه عدد
الرتددات الذبذبية للحظة الواحدة عىل هيئة تتابع وتالحق هذه اخلطوط الرأسية هلذا
املنحنى.
فعندما ننطق أية كلمة (دفقة صوتية واحدة) يف البداية سيتم التنفس من الرئتني
ثم خيرج اهلواء إىل احلنجرة الذي قد يسبب عند مروره هبا اهتزاز احلبلني الصوتيني
ويستمر يف مسريه حتى يصل إىل القناة الصوتية وينتقل منها إىل التجويف الفموي(،)1
وبعدها خترج الكلمة وتصبح مسموعة وتتحول إىل شكل املوجة .ويظهر الشكل (-2
)7صورة للرسم التذبذيب من خالل برنامج .Cool Edit Pro
ا َّ
لشكل :7-2صورة للرسم التذبذيب (شكل املوجة) ،كام يعرضه برنامج .Cool Edit Pro
من الشكل ( )7-2يمكن حتليل صوت الفاء بأنه صوت استغرق 126ميليل
ثانية( ،)2وهو صوت عايل الرتدد 4000هرتز ،ضعيف اإلسامع .بينام متثل النون قوة
-1ويف األصوات األنفية يضطر اهلواء للمرور بالتجويف األنفي (.)nasal cavity
-2كلمة ميل Milliتعني ،1000/1ويعني ميليل ثانية 1000/1من الثانية ويف األصوات األنفية يضطر اهلواء للمرور
-73-
اإلسامع 2500هرتز ،مع ترددات متوسطة 680ذبذبة ،وقد استغرق هذا الصوت 55
ميليل ثانية.
أما صوت الدال فهو منخفض الرتددات ،ومنخفض اإلسامع ،وقد استغرق 130
ميليل ثانية .وبالنظر إىل الشكل ( )8-2نرى إحداثيات شكل املوجة من خالل املحورين
السيني والصادي.
َّ
الشكل :8-2وتظهر فيه إحداثيات شكل املوجة حيث املحور السيني هو الوقت
والصادي يمثل الشدة.
-74-
وهدف كل هذه األجهزة واألدوات إظهار املعامل احلسية للصوت بشكل ما،
باإلضافة إىل حماولة رصد بعض جوانب تلك اإلشارات أو املعامل احلسية للصوت
البرشي عىل هيئة صورة يمكن طبعها عىل الورق أو رصدها عىل شاشة كمبيوتر.
والكمبيوتر اليوم هو من أكثر األدوات سهولة واستخدا ًما؛ فعن طريقه تعد عمل َّية
كثريا وأرسع عاد ًة إذا ما قورنت باألدوات األخرى ،مع احلفاظ
التَّحليل الصويت أبسط ً
عىل جودة النتائج ،وإمكانية مجع كل األدوات يف برنامج واحد.
نستطيع متثيل الصوت اللغوي عن طريق الصورة الطيفية وهي ذات ثالثة أبعاد:
الزمن الصورة ال َّطيف َّية منحنى َّ
األفقي يف ُّ
ُّ الوقت ،والرتدد ،والشدة ،ويمثل املحور
الت ّدد بامليليل ثانية ،ويمثل الرتدد املحور الرأيس باهلريتز ،أما البعد ال ّثالث وهو مدى ّ
الصورة أو شدة الصوت ف ُي َم َّثله قرب أو بعد لون الصورة عن لون اخللفية .وقد تعترب ّ
السالسل املتوالية إذا نظرنا إليها من أعىل (مسقط أفقي)؛ حيث ُت َ َّثل ال ّطيف ّية عددا من ّ
الصورة ال ّطيف ّية ،وكلتامها الزيادات أو القمم الرأسية يف الصور الطيفية بالبقع املظلمة يف ّ
ّ
تعرب عن شدة الصوت املنطوق.
ويعد جهاز املطياف من أفضل األجهزة التي خدمت الصوتيات األكوستية إن مل يكن
أفضلها عىل اإلطالق ،حيث يقوم بعرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص
الكلمة املنطوقة ،وهو يفيد يف معرفة صفات األصوات اللغوية وترجيح أوجه اخلالف
«ونظرا ألن موجات
ً قديم وحدي ًثا،
يف وصف بعض األصوات التي دار حوهلا اجلدل ً
الصوت اللغوية من النوع املركب فإن عرضها باستخدام جهاز عارض الذبذبات ال
يقدم كل التفاصيل عن املوجة الصوتية .بينام يقدم املطياف ثالثة أبعاد للموجة املرسومة
وهي :الرتدد ،والشدة ،والزمن .وهذا يعني الباحث يف معرفة زمن الصوت ،والرتدد
األسايس ،والنطاق الرنيني وشدته؛ ولذا فإن معظم دراسات أكوستية الصوت اللغوية
تعتمد عىل املطياف بشكل أو بآخر» [.]21
وبالنظر إىل الشكل ( )9-2نرى صورة طيفية مأخوذة من املطياف توضح األبعاد
الثالثية للصوت املنطوق.
-75-
َّ
الشكل :9-2صورة طيفية مأخوذة من املطياف توضح األبعاد الثالثية للصوت املنطوق.
الصورة يتضح لنا اختالف طبيعة األصوات املنطوقة حسب معطيات الصورة من ّ
االحتكاكي املهموس نجد أن ال ّطاقة مركّزة بكثرة يف نطاق ّ
الت ّدد ّ الطيفية ،ففي احلرف
بالضوضاء) يف مظهره .أما يف باقي األصوات وفوضوي إىل حدّ ما (شبيه ّ
ّ أو احلزم،
تتكون من فرتة صامتة حتّى
املهموسة-االنفجارية عىل سبيل املثال-فإن هذه األصوات ّ
تظهر ال ّطاقة فجأة وبقوة يف نطاقات ّ
الت ّدد أو احلزم ،عىل هيئة انفجار.
السلسلة (البقع املظلمة) يف تنظيم ،وتبدو أعىل ّ
ً وتبدو األصوات املجهورة أكثر
الصورة ال ّطيف ّية ،ومت ّثل هذه احلزم أفقي ّ
الشكل عرب ّ الواقع عىل هيئة خطوط يف وضع ّ
ّ
الذبذبات؛ حيث يعطي شكل الفم رنني الصوت ،هذه احلزم ت َُس َّمى املعامل ،ويتم ترقيمها
من األسفل إىل األعىل عىل هذا النحو ف 1ف 2ف 3أو F3 F, 2 F, 1إلخ؛ وختتلف
مواضع هذه احلزم باختالف نوع الصوت املنطوق ،ومن املمكن حتديدها بشكل تقريبي
مع كل فونيم.
فهذه احلزم الصوتية التي يطلق عليها املعامل هي «الرتددات أو جمموعة الرتددات
التي تشكل نوع الصوت ومتيزه عن األصوات األخرى ذات األنواع املختلفة» [.]20
ومن خالل الشكل ( )10-2نرى صورة طيفية توضح أبعاد احلزم الصوتية
للحركات القصرية.
-76-
ا َّ
لشكل :10-2صورة طيفية توضح أبعاد احلزم الصوتية للحركات القصرية ،مصدر الصورة:
موسوعة ويكيبيديا.
الصوت ّية
-9.1الكتابة ّ
متثل الكتابة العادية طريقة واحدة للتعبري عن األصوات عن طريق جمموعة من
الرموز الكتابية .فإذا كانت اللغة عبارة عن «أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم»
فإن الكتابة هي رموز يعرب هبا كل قوم عن أصواهتم ،وتقوم الكتابة عىل نظام رمزي
صويت« ،ومهمة هذا النظام أن يزودنا بالرموز التي يمكن أن نعرب هبا عن القيم الصوتية
املختلفة للمواد اللغوية يف لغة ما» [.]22
«فمن اخلصائص العاملية للغة التناظر بني احلرف والصوت ،بني اهلجاء والنطق،
حيث متاثل تلك العالقة نظام الكتابة الصوتية العاملي وهو النظام النموذجي العاملي
الذي توافق عليه علامء اللغة واألصوات» [ ،]32وقد عدَّ سابري اللغة العربية من
اللغات اخلمس الوحيدة احلاملة للحضارة اإلنسانية والتي يسهل إدراجها يف نظام
الكتابة الصوتية العاملية.
-77-
ومنذ فرتة ليست بالبعيدة استطاع علامء األصوات أن يبتكروا ألفبائية جديدة للتعبري
عن األصوات املختلفة .وحتاول هذه األلفبائية احلفاظ عىل قرب العالقة بني الرموز
والصوت املنطوق .وتعترب األلفبائية املستخدمة عىل نطاق واسع هيIPA : ّ الكتابية
أو ( .)International Phonetic Associationوهو ُ
اسم مجع ّية صوت ّية دول ّية نشأت
أواخر القرن التّاسع عرش ،وكانت املراجعة األخرية هلا يف عام 1989م .ويعمل نظام
ّغياتكل لغة برش ّية ،ووضع عالمات تشكيلية للت ّ لكل فونيم يف ّ
IPAعىل إجياد رمز ّ
التي تعرتي أية لغة من اللغات.
وقد قسمت هذه اجلمعية اللغوية األصوات اإلنسانية إىل ستة أقسام ،هي:
رموز ألصوات صامتة رئوية.
رموز ألصوات صامتة غري رئوية.
رموز ألصوات صائتة (احلركات).
رموز ألصوات نغمية.
رموز لعالمات متييزية.
رموز الفوقطعيات.
ثم تطورت فكرة هذه األلفبائية ،واكتست ثو ًبا جديدً ا يتوافق مع سهولة التعامل مع
احلاسب اآليل؛ بحيث جيد كل رمز صويت مكانًا له عىل لوحة املفاتيح باجلهاز ،وقد تم
ذلك بفضل جهود نظام سامبا اللغوية الصوتية
()SAMPA - Speech Assessment Methods Phonetic Alphabet
فجمعت الرموز الصوتية العربية عىل النحو املبني يف اجلدول (:)1-2
-78-
الكتابة الصوتية الكلمة املثال الرمز الكتابة الصوتية الكلمة املثال الرمز
احلركات: الصوامت االحتكاكية:
D`il ظل I fi:l فيل F
X\al حل A nivi:n نفني V
?`umr عمر U Tala:T ثالث T
?`i:d عيد i: Dakar ذكر D
ma:l مال a: D`ala:m ظالم `D
fu:l فول u: sa?`i:d سعيد S
-79-
-2آليات التنفيذ ،وإعداد قاعدة البيانات الصوتية
يمكن تفصيل نقاط البحث يف هذا املبحث إىل:
- 1.2أجهزة التحليل الصويت
- 2.2األدوات والربامج التحليلية احلاسوبية
-80-
§مقياس التنفس ()Spirometer/Respirometer §
يفيد هذا اجلهاز يف قياس مقدار وقوة واجتاه هواء الزفري ،واجلهاز عبارة عن خرطوم
مطاطي متصل بجهاز قياس ،حيث يوضع األنبوب املطاطي يف فم املتحدث مع إغالق
فتحتي اخليشوم ،فيقوم اجلهاز برصد مقدار وقوة واجتاه التنفس.
-81-
§األشعة السينية ()X_ Ray §
تقوم هذه األشعة بتصوير أعضاء اجلهاز الصويت أثناء قيامه بعملية إنتاج الكالم،
فهذه األشعة «تسمح بدراسة كل موقع ألي عضو من أعضاء الكالم عند أي نقطة أثناء
الكالم ،وهناك كذلك الصور املتحركة ألشعة إكس التي تسجل حركات هذه األعضاء
أثناء النطق ،ومن املمكن مصاحبة هذه األفالم بتسجيل صويت حتى يمكن أن تستمع
إىل الصوت وتشاهد احلركات التي تقوم هبا أعضاء النطق أثناء إحداث هذه األصوات»
[ .]20وقد اجته العلامء حدي ًثا إىل استخدام األشعة السينية املنخفضة لتفادي األرضار
الناجتة عن تعرض اجلهاز الصويت لألشعة السينية لفرتة طويلة.
-82-
§رسام احلنجرة اإللكرتوين ()Electrolaryngograph §
«يتكون اجلهاز من حالبني يوضعان عىل سطح اجللد املغطي لغرضوف احلنجرة
بحيث يقعان عىل الصفيحتني الغرضوفيتني ،يتابع احلالبان حركة تقارب الرقيقتني
الصوتيتني أثناء إصدار الصوت ،وتنقل اإلشارة إىل جهاز عرض أو رسم ،واجلهاز
يقيس تردد الرقيقتني الصوتيتني ونمط الرتدد ،وله فوائد يف حتديد ما إذا كان عمل
الرقيقتني الصوتيتني طبيعي أم ال» [.]21
-83-
الشكل :11-2صورة توضيحية لربنامج .COOL EDIT PRO
َّ
http://www.softpedia.com/get/Multimedia/Audio/Au-dio-Editors-Recorders/Cool-
Edit-Pro.shtml
-84-
الشكل :12-2صورة توضيحية لربنامج .SFS
َّ
www.phon.ucl.ac.uk/resource/sfs
-85-
الشكل :13-2صورة توضيحية لربنامج .EMU
َّ
www.emu.sourceforge.net
-86-
ببليوجرافيا مرجع َّية
1.1ابن جني ،أبو الفتح عثامن ( :)1985رس صناعة اإلعراب ،حتقيق حسن هنداوي،
دار القلم ،دمشق ،ط .1
الرئيس :حتقيق حممد حسان الطيان وحييى مري علم، 2.2ابن سينا ،عيل احلسنيَّ :
مطبوعات جممع ال ُّلغة العرب َّية بدمشق.
3.3أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد ( :)2004فونولوجيا القرآن « -دراسة ألحكام
التجويد يف ضوء علم األصوات احلديث( ،رسالة ماجستري) ،كلية اآلداب،
جامعة عني شمس.
4.4أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد( :)2013دور املؤثرات الصوتية يف تقدير املدى
الزمني للفونيم ،جملة الدراسات اللغوية واألدبية ،العدد ،3املجلد .
5.5أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد( :)2015تأصيل النظرية الصوتية عند إخوان الصفا،
جملة الدراسات اللغوية واألدبية ،العدد ،6املجلد الثاين.
6.6أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد ( :)2015قضايا صوتية خالفية يف ضوء التحليل
الصويت احلاسويب ،جملة جامعة القدس املفتوحة ،العدد ،36املجلد األول.،
7.7أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد ( :)2013الدرس الصويت العريب بني النظرية
والتطبيق ،دار متان إيامن ،ط.2
8.8أمحد ،أمحد أمحد راغب أمحد ( :)2013النون وامليم يف القرآن الكريم دراسة
صوتية حاسوبية ،دار متان إيامن ،ط.2
فردات ال ُقرآن ،حتقيق ُم َّمد س ِّيد كيالين ،دار املعرفة.
الراغبُ :م َ
9.9األصفهاينَّ ،
1010أنيس ،إبراهيم ( :)1975األصوات اللغوية ،مكتبة األنجلو ،ط .5
1111أيوب ،عبد الرمحن ( :)1984الكالم إنتاجه وحتليله ،مطبوعات جامعة الكويت.
1212بوجلرام ،أرنست (1977م) :يف علم األصوات الفيزيقي ،ترمجة د .سعد
مصلوح ،ط.
-87-
1313احلمد ،غانم قدوري ( :)1996أبحاث يف علم التجويد ،دار عامر للنرش
والتوزيع ،األردن.
1414احلمد ( ،)1986غانم قدوري :الدراسات الصوتية عند علامء التجويد ،مطبعة
اخللود ببغداد.
1515اخلويل ،حممد عيل ( :)1987األصوات اللغوية ،مكتبة اخلرجيي ،ط .1
1616شاهني ،عبد الصبور ( :)1977املنهج الصويت للبنية العربية ،القاهرة.
حممد حسني عيل ( :)1994الصوت اللغوي يف القرآن الكريم ،دار الصغريّ ،
ّ 1717
املؤرخ العريب ،لبنان.
1818ضوة ،إبراهيم ( :)2000حمارضات يف اللغة العربية واحلاسب ،دار الثقافة
العربية ،ط.1
1919العاين ،سلامن حسن ( :)1983فونولوجيا العربية ،ترمجة يارس املالح ،مطبوعات
النادي األديب الثقايف بجدة ،ط.1
2020عمر ،أمحد خمتار ( :)2000دراسة الصوت اللغوي ،عامل الكتب.
2121الغامدي ،منصور بن حممد ( :)2000الصوتيات العربية ،مكتبة التوبة ،ط .1
2222فتيح ،حممد ( :)1984األصوات العامة واألصوات العربية ،دار الثقافة العربية،
القاهرة.
2323قدور ،أمحد حممد ( :)1998أصالة علم األصوات عند اخلليل من خالل مقدمة
كتاب العني ،دار الفكر املعارص ،بريوت ،ط.1
2424مصلوح ،سعد ( :)1980دراسة السمع والكالم ،القاهرة.
2525املوسوي ،مناف ( :)1998علم األصوات اللغوية ،عامل الكتب ،بريوت ،ط.1
2626هالل ،عبد الغفار حامد ( :)1988أصوات اللغة العربية ،مكتبة األنجلو
املرصية ،ط.2
-88-
27. Ahmed Ragheb Ahmed Mahmoud (2015). The acoustic efforts of
the Medieval Arab philosophers: brethren of purity as a model.
World Journal of Social Science Research (WJSSR), 2 (2). , 0 pp.
191-199. ISSN 2332-5534.
28. Ahmed Ragheb Ahmed Mahmoud, Muhammad Sabri Sahrir, Rah�
mah Ahmad H. Osman (2013). Integration of an interactive program
in learning Arabic language for non-native speakers via virtual tu�
tor. GEMA Online Journal of Language Studies, 13 (3). , 0 pp. 117-
131. ISSN 1675-8021.
29. Gleson, H. A. (1961). (TR). An Introduction to Descriptive Linguis�
tics Reued, New York.
30. Hartmann, R. & Stark, F. (1973). Dictionary of Language and Lin�
guistics, London.
31. Ikoyo-Eweto, E ; Ekiugbo, Philip, A Phonetic analysis of Uvwiẹ
vowels, The Journal of West African Languages, 2017, Vol.44(2),
p.1.
32. Loo, Alfred ; Chung, C. W. ; Lam, Alan, Speech Analysis and Visual
Image: Language Learning, Gifted Education International, 2016,
Vol.32(2), p.100-112.
33. Robins, R. H. (1980). General Linguistics an Introductory Survey,
Third Edition.
34. Sapier, E. D. (1921). Language: an Introduction to the study of
Speech, New York, Harcourt, Brace and company.
35. Saussur, F. D. (1959). Course in general Linguistics, New York.
36. Thomas, M. (2011). Fifty Key Thinkers on Language and Linguis�
tics. Routledge: London.
37. Young, S. et al, (2002). The HTK book for version 3.2, Cambridge
University.
-89-
-90-
الفصل َّ
الثالث
للمف َردات العرب َّية
اآللي ُ
ّ الصر ّ
يف التَّحليل َّ
-91-
-92-
-1الكلمة كوحدة أساسية يف معاجلة النص العريب
حتفل لغتنا اجلميلة بالعديد من االستخدامات املجازية ملفردة «ك َِلمة» التي من أمثلة
ِدالالهتا ما ييل:
ون ()99 -1.1مقالة؛ مثل قوله تعاىل ﴿حتَّى إِ َذا جاء َأحدَ ُهم ا َْلو ُت َق َال رب ار ِجع ِ
َ ِّ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ْت ك ََّل إ َّنَا كَل َم ٌة ُه َو َقائ ُل َها[ ﴾...املؤمنون -99 َل َع ِّل َأ ْع َم ُل َص ً
الا ف َيم ت ََرك ُ
.]100
- 2.1قرار من إنسان ،أو َقدَ ر من اهلل؛ مثل قوله تعاىل ﴿ ...ولوال كلم ٌة سب َق ْت من
ِ
ض بينهم [ ﴾ ...يونس .]19 ربك َل ُق َ
ُ
رسول اهلل املسيح عيسى اب ُن َم ْر َي َم
ُ -3.1آية ومعجزة؛ مثل قوله تعاىل ﴿ ...إنام
وروح ِمنْ ُه [ ﴾ ...النساء .]171
ٌ وكلم ُت ُه ألقاها إىل َم ْر َي َم
معان ودالالت عديدة. ٍ ...إىل آخر ما هنالك من
ولكننا هنا يف إطار العلوم اللسانية ومعاجلة اللغة نختار ( )1التعريف التقني اآليت
املحدد لتلك املفردة (الكلمة هي أصغر وحدة كالمية طليقة يمكن عند كتابتها أو
حمتوى ِدالل ًّيا) ،وقد أوجز كبار
التلفظ هبا بشكل منفرد أن تنقل للقارئ أو السامع ً
اللغويني العرب مثل «ابن هشام» هذا املفهوم بقوهلم (الكلم ُة ٌ
قول ُم ْف َرد) وهذا بالطبع
ِ
تط فيه أن حيمل معنى أو داللة اصطالحا ُي ْش َ َ
ً عندما نضع يف اعتبارنا أن «القول» لدهيم
يتلقاها السامع أو القارئ.
وبالنسبة للمشتغلني بمعاجلة اللغة حاسوب ًّيا عىل املستوى الرصيف أو النحوي أو
الداليل أو ما بعد ذلك من مستويات وتطبيقات لتلك املعاجلات ،فإن الكلمة لدهيم
كذلك هي وحدة أساسية للتعامل مع النص .وألن كل تلك املعاجلات عىل املستوى
احلاسويب مثقلة بمشكلة االلتباس (أي احتامل أكثر من تأويل) فإن احلاسوبيني ال ُبدَّ هلم
من نقطة بداية غري ملتبسة يستطيعون االنطالق منها يف عملهم ،ويمكننا أن نطلق عىل
نقطة البداية هذه اسم «الكلمة الرقمية اخلام» ( )crude digital wordولكي نتفهم
-1هناك جدل لغوي وفلسفي مطول بني القدماء واملعارصين حول مفهوم وتعريف الكلمة ،وربام تطلبت اإلحاطة هبذا
اجلدل كتا ًبا منفصالً ،ولذا فقد أوردنا فقط أحد التعريفات العملية املقبولة عىل نطاق واسع.
-93-
ما بعد ذلك من مستوايت وتطبيقات لتلك املعاجلات ،فإن الكلمة لديهم كذلك هي وحدة
أساسية للتعامل مع النص .وألن كل تلك املعاجلات على املستوى احلاسويب مثقلة مبشكلة
االلتباس (أي احتمال أكثر من أتويل) فإن احلاسوبيني ال بح َّد هلم من نقطة بداية غري ملتبسة
يستطيعون االنطالق منها يف عملهم ،وميكننا أن نطلق على نقطة البداية هذه اسم «الكلمة
ماهية ذلك نحتاج أوالً إللقاء نظرة عىل اهليئة الرقمية التي يبدو عليها النص اخلام املراد
الرقمية اخلام» ( )crude digital wordولكي نتفهم ماهية ذلك ُنتاج أوالً إللقاء نظرة على
حتليله لغو ًّيا.
لغواي.
اهليئة الرقمية اليت يبدو عليها النص اخلام املراد حتليله ًّ
«س َّيال النص» ( )text streamالرقمي اخلام عند تداوله عىل احلاسبات الرقمية يبدو َ
احلاسبات ٍالرقمية على
كل منها عىل ٍ تداوله عند اخلام الرقمي
«األكواد» ( )codesيدل ٌّ ()text stream » النص ال يبدوعن« َ َّ
يس
معي واحد رمز َّ سلسلة من الشفرات عبارة
ٍ ٍ
فرا ًغافقط...أواحدمعني و
عالمةرمز َّ
ترقيم أو علىرقممنهاعبارة عن سلسلة من الشفرات «األكواد» ( )codesيدل كل
فقط سواء كان حر ًفا هجائ ًّيا أم عالمة ضبط صويت أو ٌّ ً
اخلام مامن
إىل آخر العربيةًغا ...
الرقمية ترقيم أو فرا احلاسوبيونعالمة
الكلامت رقما أو
صويت أو ً عالمة ضبط
ويستخلص رموز.من أم
هجائيًّا
هنالككانماحرفًا إىلاءآخر
سو
التايل:من سيال النص الرقمي الرقمية اخلام
غريبيةامللتبس اإلجرائي العر
احلاسوبيون الكلمات
ويستخلص بالتعريف
الرقمي اخلام رموز. النص هنالك من
سيال
اخلام ابلتعريف اإلجرائي غري امللتبس التايل:
الكلمة العربية الرقمية اخلام هي تسلسل من الشفرات َي ْر ُمز كل منها إما إىل حرف
هذا
هجائي يدَّ
أن َ ُ إما -إىلعىل
حرف ذلك خالفمنها
يشءحمز كلوالات يَـْر
عربية -الشفر ضبطهيصويت
تسلسل من عالمةاخلام
عريبربيةأو الرقمية هجائي
الكلمة الع
ضبط
التسلسل من إىل عالمة والهذا
عريب َحيح َّد
هجائيعلى أنحرفذلك - شيءإىلخالفشفر ٌة-الوالترمز
طرفيه عربية
ضبط صويت من كال التسلسلعالمة
عريب أو
شفرةٌ ال ترمز إىل حرف هجائي عريب وال إىل عالمة ضبط صويت عريب. عريب. صويت
طرفيه كال
حمتثِّل هذه الفقرة القصرية (الواردة يف هذا الشكل رقم 1يف الفصل رقم )3للتعريف
اإلجرائي ملا اصطلحنا على تسميته «الكلمة الرقمية العربية اخلام» ،حيث حميَِّزت ُّ
كل
كلمة خبلفية رمادية.
الرقمي .اخلام.
العريبقمي اخلام
العريب الر
النصاخلاممنمنالنص
الرقميةاخلام
العربيةبية الرقمية
الكلمات العر استخالص
الكلامت :1-:1-3
استخالص الشَّكل 3 َّ
الشكل
الرقمية
العربيةاخلام من
الكلامتالرقمية استخالص
الكلمات العربية علىالً عىل
استخالص يعرض مثا أعالهأعاله
يعرض مثاالً ()1-3
رقم)1-3والشكلرقم (
والشكل
العريب.الرقمي اخلام. العريبالنص
الرقمي اخلام اخلام من
النص
ملخت َلاعفاملعاجلة
أنواع جاهزة
ف أنو استخالصها
جاهزة ملختلَ اخلام بعد
استخالصها الرقمية
اخلام بعد العربيةالرقمية
الكلامتالعربية
هذهالكلمات
تصريهذه
تصري
املعاجلة احلاسوبية ،والتي غال ًبا ما يكون أوهلا التحليل الرصيف اآليل وهو بدوره يكشف
كلامت غري عربية؛ سواء أكانت ٍ 92
ما إذا كانت هذه الكلامت الرقمية اخلام ال تؤدي إىل
كلامت أجنبية مكتوبة باحلروف العربية ( )Transliterated wordsأم كانت جمرد كلامت
خاطئة غري ذات معنى ،أو كانت تؤدي إىل كلامت عربية سليمة بأصنافها املختلفة وهو
ما ُي ْسلمنا إىل القسم التايل الذي يعرض لتصنيف الكلامت العربية.
-94-
-2أصناف الكلامت يف النص العريب
رصيف آ ّيل» ُم ْعت ََب ،فإنه من
ّ «م َ ِّلل
عند عرض الكلمة العربية الرقمية اخلام عىل ُ
املفرتض أن يستطيع هذا املحلل التعرف عىل تصنيف الكلمة (أو الكلامت) العربية
احلقيقية التي تناظرها هذه الكلمة الرقمية اخلام.
فمن الوارد أال يتوصل املحلل الرصيف إىل أية كلمة عربية حقيقية تناظر الكلمة العربية
ٍ
عندئذ أحد أمرين؛ إما أهنا كلمة غري عربية (أجنبية) مكتوبة الرقمية اخلام التي قد حتتمل
بحروف عربية ( )Transliteratedكاألمثلة التي ت َِر ُد يف احلالة 1.2بالشكل رقم (- 3
)2يف ختام هذا ِ
الق ْسم ،أو أهنا كلمة خاطئة كاألمثلة التي ت َِر ُد يف احلالة 2.2يف نفس
خطأ كل ًّيا بحيث تكون الكلمة الرقميةالشكل .وربام يكون اخلطأ يف احلالة رقم ً 2.2
اخلام عبارة عن سلسلة حروف عشوائية ال معنى هلا ،أو أن منشأ اخلطأ خلط من الكاتب
(أو من الناسخ) بني حروف اهلجاء أو إسقاط بعضها أو التصاق كلمتني ...إلخ.
-95-
ِ ِ
اي»« ،بِ ُيون ْْج َيان ْْج»« ،إِ ْد َو ْار ُدو»ُ ،
«ج َوا َدا َل َخ َارا»َ « ،ط ْش َقنْدْ »، «شنْغ َه ْ
ِ ِ ِ ِ
اسكَات ْ
ُون»، ورونْدي»« ،م ُيون ْخ»ُ « ،بو َدابِ ْس ْت»َ ،
«س ْ اسات ُْشوست ْْس»ُ « ،ب ُ « َم َ
ِ ِ
اجا»ُ « ،فوكُوش َيم»« ،ك َُو َال َْل ُب ْ
ور» ...إلخ. يس َ«م ِّس َ
وهو ما جيعل أية حماولة لوضع نامذج -ولو تقريبية -ترتصد أو تتحسب ملثل
متعذرا.
ً أمرا
هذه الكلامت صوت ًّيا أو رصف ًّيا -أو ما سوى ذلكً -
يزيد من صعوبة احلرص أن اهلجاء الذي تكتب به كل كلمة من هذا النوع يفتقد
بالطبع إىل مرجعية عربية وبالتايل إىل أية مرجعية ،وعىل ذلك فهو أمر اجتهادي
قد يتغري من مرتجم آلخر ومن كاتب آلخر؛ ومن أمثلة ذلك اهلجاءات املتداولة
للكلامت اآلتية:
« :Birminghamبِ ْري ِمين ِْج َها ْم»« ،بِ ْر ِمن ِْج َها ْم»« ،بِ ْر ِمين ِْج َها ْم»
«سج ِريدْ هون ِ
ْك ْه»، «سي ْغ ِريدْ هو ْنكَا»ِ ، «سيج ِريدْ هو ْنكَة»ِ ، ِ :Sigrid Hunke
ُ ْ ُ ُ ْ
ِ
«زي ْغ ِريدْ ُهو ْن َك ْه» ....إلخ
«ديت ْ
ُون» ُون»ِ ،ُون»َ « ،دات ْ َ « :Daytonدا ْيت ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
تا»« ،إِنْغ ْل َ
تة» ...إلخ تا»« ،إِنْك ْل َ (« :)England Engliteraإِنْج ْل َ
يس» ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يس»« ،مينْ َيا ُبول ْس»« ،منْ َيا ُبول ْ « :Minneapolisمينْ َيا ُبول ْ
كام يرتفع التحدي أكثر وأكثر أمام خيار حرص هذه الكلامت يف جداول بسبب
دخول اللواصق العربية عىل الكلامت األجنبية املكتوبة باحلروف العربية ،بل
ويمكن هلذا الدخول أن يغري من هجاء هذه الكلامت؛ ومن أمثلة ذلك:
يم َّي ِة» ...إلخ
َاد ِ
لك ِ
ون»« ،لِ ْ َ َاد ِ
يم ُّي َ يمي»َ « ،ا ْلَك ِ ِ ِ
يم َيا)َ « :أكَاد ّ
ِ
( َأكَاد ْ
او ّي» ... ،إلخ ( َف َرن َْسا)« :ا ْل َف َرن ِْس ُّي َ
ون»َ « ،ا ْل َف َرن َْس ِ
-96-
« ُد ْ
ون» )... ،ومشرتكاهتا اهلجائية العربية («مري»« ،ميت»« ،تيم»« ،دون» ...
إلخ).
نضجا ملعاجلة اللغة العربية
ً وبسبب هذه املشكالت جمتمع ًة ،فإن األنظمة األكثر
حاسوب ًّيا تتَّبع مقاربات أخرى أكثر احرتا ًفا يف هذا الصدد يمكن تصنيفها حتت القسمني
التاليني:
يؤجل التعامل مع هذه املسألة بعد التحليل الرصيف إىل حني إجراءالقسم األول ِّ
حتليالت لغوية من طبقات أعىل وذلك مثل «تَعيني أقسام الكالم» ((Part-of-
ٍ
حينئذ املسألة جز ًءا من تعتب
Speech Taggingو/أو الدِّ اللة و/أو النحو ،حيث َ
مسألة متييز «أسامء األعالم» ( )Proper Namesعن سواها من كلامت النص والتي
املرجحة من خمرجات تلك الطبقات تو َّظف هلا عاد ًة أساليب تعتمد عىل بعض القرائن ِّ
اللغوية الالحقة إىل جانب النامذج اإلحصائية الرياضية.
القسم الثاين ُي ِْرج هذه املسألة من إطار طبقة التحليل الرصيف ،ويصدِّ رها ببساطة
إىل مستوى التطبيق القائم عىل هذه املعاجلة اللغوية .واملنطق وراء ذلك هو أن االحتامل
ٍ
عندئذ من التباسا وذلك بام يتوافر سا وأقل
ً كبري أن يكون احلل ضمن التطبيق أكثر ُي ْ ً
جزئي
ٍّ معلومات إضافية -أو حتى قيود إضافية -كام أن التطبيق ربام يتطلب جمرد متييز
فقط أو حتى ال يتطلب من األصل متييز الكلامت األجنبية املكتوبة بحروف عربية.
كثريا هبذا التمييز ،يف
ال قد ال هتتم ًوعىل سبيل املثال؛ فإن تطبيقات الربط املعجمي مث ً
حني أن تطبيقات البحث النيص أو اسرتجاع املعلومات قد يكون الوعاء النيص الذي
تبحث فيه مق ِّيدً ا الحتامالت تأويل الكلامت سواء العربية أم األجنبية والتمييز بينهام
ال عن أن هذا النوع من التطبيقات عمو ًما غري مرهف احلساسية لألخطاء يف هذا فض ً
فه ُّمها الرئييس هو دقة استنباط الضبط الصدد ،أما تطبيقات التشكيل الصويت اآليل َ
الصويت لكل الكلامت املكتوبة بالنص العريب سواء أكانت عربية أم أجنبية ولذلك فقد
يكون من األفضل أن حتتفظ بكل التأويالت املمكنة ويف هناية املطاف تفاضل بينها
احتامل ًّيا وفق نامذج إحصائية وربام مع قيود فونولوجية تضمن موافقة الضبط الصويت
(.)1
املرجح للقوانني الصوتية العربية
َّ
-1القسم السادس من هذا الفصل خمصص لتطبيقات التحليل الرصيف اآليل للنص العريب.
-97-
-2.2تصنيف الكلامت العربية
معتب
وبالعودة اآلن إىل استعراض بقية احلاالت التي يمكن أن ينتجها حملل رصيف َ
عند تشغيله عىل كلمة عربية رقمية خام ،فإنه يمكن أن يعثر عىل تركيب رصيف (أو
تراكيب رصفية) تناظر كلمة (أو كلامت) عربية تقابل هذه الكلمة اخلام وهو املسار
الرئييس األول حسب الشكل رقم ( )2-3أدناه.
مرصفة أو كلمة عربية غري
يقودنا هذا املسار بدوره إىل أحد مسارين؛ إما إىل كلمة عربية َّ
مرصفة ،ونبدأ بمسار الكلمة العربية املرصفة وهي احلالة رقم 1.1يف الشكل رقم (.)2-3َّ
فاللغة العربية تؤول الغالبية الكاسحة من كلامهتا إىل مواد لغوية أولية ُي ْط َلق عليها
ٍ
عندئذ «جذور» وكل جذر منها هو عبارة عن؛ إما ثالثة حروف -وهو األكثر -ويسمى ُ
«جذرا ثالثيا» مثل مادة (ن ،ص ،ر) ،أو أربعة حروف -وهو األقل -ويسمى عندئذٍ ِ
ًّ ً
ذرا رباع ًّيا» مثل مادة (ع ،ر ،ق ،ل) .وتتولد الكلمة من صب إحدى هذه املواد يف ِ
«ج ً
(الص َيغ) الرصفية القياسية ،والصيغة الرصفية هي كلمة بضبط صويت كامل أحد القوالب ِّ
إال أن هبا ثالثة حروف (إذا كانت صيغ ًة للجذور الثالثية) أو أربعة حروف (إذا كانت
صيغ ًة للجذور الرباعية) متغرية قابلة الستبداهلا بحروف اجلذر عند صبه يف هذه الصيغة.
اعل» عىل سبيل املثال هي صيغة تقبل اجلذور الثالثية وتكون حروف فصيغة « َف ِ
الفاء والعني والالم يف الصيغة حرو ًفا عامة تقبل استبداهلا بحروف اجلذر الثالثي
عىل الرتتيب؛ فإذا صببنا عىل سبــيل املثــال جــــذر «ن ص ر » يف هــذه الصيغة
َاص» ،وبنفس األسلوب إذا صببنا مادة «ع ر ق (ف=ن،ع=ص ،ل=ر) تتولد كلمة «ن ِ
ل» يف صيغة للجذور الرباعية مثل « َف َعالِيل» -حيث حيل احلرف الرابع من اجلذر حمل
الالم الثانية من الصيغة الرصفية -تتولد كلمة « َع َر ِاقيل» وكذلك إذا ُص َّبت نفس املادة
يف الصيغة الفعلية « َف ْع َل َل» تتولد كلمة « َع ْر َق َل» ...وهكذا تسري عملية اشتقاق الغالبية
العظمى من الكلامت العربية التي هي كلامت عربية منتظمة الترصيف.
إىل جانب ذلك يوجد عدد حمدود جدًّ ا (بضع مئات قليلة) من الكلامت العربية غري
منتظمة الترصيف ت ََو َّلدَ ك ٌُّل منها نتيجة صب أحد اجلذور يف قالب رصيف غري قيايس
(أي أنه قالب غري صالح لتوليد كلامت أخرى غري هذه الكلمة بالتحديد) أو ربام كان
ترصيفها قياس ًّيا يف البداية ثم وقع شذوذ عنه ثم شاع الشذوذ -لسهولة نطقه مث ً
ال -بينام
-98-
«ات ََذ» من مادة (أ ،خ ،ذ) وكان املفرتض َخ ُف َت القياس .ومن أمثلة ذلك الكلمة الفعلية َّ
َخ َذ» عىل صيغة (ا ْف َت َع َل) القياسية وذلك مثل أن يؤدي ترصيفها القيايس إىل كلمة «ا ْئت َ
ــر» مــن (أ ،م ،ر) ...إلخ. نظرياهتا «ا ْئت ََم َن» من (أ ،م ،ن) وكذلك «ا ْئت ََم َ
وحمصل ُة ذلك أن مسار الكلمة العربية املرصفة ( )1يتفرع بدوره إىل أحد مسارين؛
إما إىل مسار الكلمة العربية منتظمة الترصيف (املر َّقم 1.1.1يف الشكل رقم )2-3
أو إىل مسار الكلمة العربية غري منتظمة الترصيف (واملر َّقم 2.1.1يف نفس الشكل).
أما مسار الكلامت العربية غري املرصفة -ور ْق ُمه 2.1يف الشكل رقم ( - )2-3فهو
خيتص بنوعني من الكلامت ال تتولد نتيجة عملية رصفية كالتي عرضناها للتو ،ولكنها
دخلت اللغة كام هي عىل حاهلا ( )2من حيث ثبات اهلجاء والضبط الصويت (ربام باستثناء
َغي احلركة الصوتية اإلعرابية مع تغري املحل اإلعرايب ملا هو ُم ْع َرب من هذه الكلامت).
ت ُّ
ويقودنا هذا املسار بدوره إىل أحد مسارين؛ إما إىل كلمة جامدة وهي احلالة رقم 1.2.1
يف الشكل رقم ( )2-3أدناه ،أو إىل كلمة م َع َّربة وهي احلالة رقم 2.2.1يف نفس الشكل.
أ َّما الكلامت اجلامدة فهي بضع مئات قليلة من الكلامت العربية لكنها عالية التكرار
يف النص العريب ،وأغلبها أدوات كحروف جر ،وحروف ناسخة ،وأسامء إشارة،
وأسامء موصولة ،وحروف نداء ،وضامئر منفصلة ...إلخ؛ وذلك مثل ِ
«م ْن»« ،إِ َّن»،
« َذا»« ،ا َّلتِي»َ « ،يا»« ،ن َْح ُن» ... ،إلخ.
أيضا بضع مئات قليلة من الكلامت التي دخلت اللغة وأ َّما الكلامت امل َع َّربة فهي ً
العربية مــن لــغات احلضارات املجــاورة (كالفــــارسية واحلبشــية والســريانية
والرومــانية )....واستقرت فيها وربام عَدَّ ل العرب من أصواهتا لتالئم ذائقتهــم
اللغوية ،ومما يدل عىل استقرار هذه األلفاظ يف اللغة العربية أن القرآن الكريم وقد
َبق»املعربة؛ «إِ ْست ْ َ
بعضا منها .ومن أمثلة تلك الكلامت َّ يب مبني قد أورد ً نزل بلسان عر ٍّ
ِ
وسف، ونُ ،ي ُ وسىَ ،ه ُار ْ
ني» (وأصلها حبيش)ُ « ،م ََبه» الفارسية)« ،آم ْ (وهي من «إِ ْست ْ َ
َم ْر َيم ...إلخ» (وهي أسامء عربانية) ... ،إلخ.
-1حيتوي القسامن الثالث والرابع من هذا الفصل عىل املزيد حول طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية.
-2مثل كل أنواع الكلامت العربية ،فإن هذه الكلامت غري املرصفة تقبل إضافة اللواصق إليها (من سوابق ولواحق) حتت
رشوط معينة ،وحيتوي القسامن الثالث والرابع من هذا الفصل عىل املزيد حول هذا األمر.
-99-
آخ َر ها ًما للتعريب ومن اهلام يف هذا املقام اإلشارة إىل أن اللغة العربية تعتمد أسلو ًبا َ
أكثر مرونة من هذه الفئة املحدودة من الكلامت امل َع َّربة ،ويعتمــد هــذا األسلوب عىل
ظ األجنبي وجعلها ماد ًة جلذر رباعي يمكن متييزا لِ َّل ْف ِ
اختيار احلروف األربعة األكثر ً
رشحه عالِ َي ُه يف احلالة رقم 1.1.1فعىل سبيل املثال؛ اجلذر الرباعي ترصيفه كام سبق ُ
ِ ِ
ص من الكلمة الفرنسية «ت ِلف ْز ُيون» و ُي ْشتَق منه « َت ْل َف َز»َ « ،ت ْل َف َزة»، (ت ،ل ،ف ،ز) مستخ َل ٌ
ِ
ص من الكلمة «ت ْل َفاز»َ « ،م َت ْل َفز» ...إلخ ،كام أن اجلذر الرباعي (هـ ،ن ،د ،س) مستخ َل ٌ
()1
«هنْدَ َسة»ُ « ،م َهن ِْدس» ...إلخ. «هنْدَ َس»َ ، الفارسية «إِنْدَ َازة» و ُي ْشتَق منه َ
كلمة عربية رقمية خام
-1عربية سليمة
مرصفة َّ -1.1
ِ
-1.1.1منتظمة
نيَ ،فا ْل ُب ْلدَ انَ ،ي ْق َر ُؤو َن ُه ... احثِ َ أمثلة :لِ ْلب ِ
َ
رصيف) ِ
-2.1.1غري منتظمة (استثناء
ّ
أمثلة :اهللَ ،ت ْق َوىَ ُ ،تم ...
مرصفة
-2.1غري َّ
-1.2.1جامدة
أمثلةُ :ه َو ،ا َّل ِذي ،م ْنَ ،م َع ُه ْم ...
ِ
-2.2.1م َع َّربة
َبقَ ،ج َهنَّم ... يم ،إِ ْست ْ َ
ِ
ني ،إِ ْب َراه ْ أمثلةِ :آم ْ
-2غري عربية
-1.2أجنبية مكتوبة بحروف عربية
َانَ ،ب ْر َلانِ َّيةَ ،ال ِّت ْكنُو ْق َراط َّية ...
ِ اشنْ ُط ْن ،ت ُْرك َُمنِ ْست ْ أمثلة :و ِ
َ
-2.2خاطئة
أمثلة :لنبنمسبمن ،ألظباط ،بكقاجيكت ،كاملبينبالشكل...
َّ
الشكل :2-3تصنيف ما يمكن أن تؤول إليه أية كلمة عربية رقمية خام بعد حتليلها رصف ًّيا.
أيضا؛ اجلذر الرباعي (أ ،ت ،م ،ت) لتعريب كلمة « »automationالدالة عىل التشغيل اآليل
-1من األمثلة األكثر حداثة ً
ٍ
ملهمة ما ،وكذلك اجلذر الرباعي (ق ،و ،ق ،ل) من اسم رشكة « »Googleليدل عىل البحث يف »الشبكة أو التلقائي
العنكبوتية .»Internt
-100-
-3طبيعة البناء الرصيف للمفردات العربية
اصطالحا اسم
ً دائم عىل جزء أسايس ُي ْط َلق عليه حيتوي جسم الكلمة العربية ً
«اجل ْذع» ( )Stemوهو اجلزء الذي جرى للتو عرض أصنافه وكيفية نشوء كل منها ِ
يكون بمفرده الكلمة العربية يف حالتها العامة ،بل يف القسم السابق .لكن اجلذع ال ِّ
اصطالحا اسم «السابقة»
ً آخر يتقدم عليه و ُي ْط َلق عليهإنه يمكن أن يلتصق بجزء َ
اصطالحا اسم
ً (( ،prefixكام يمكن أن يلتصق باجلذع جزء ثالث َيتْب ُع ُه و ُي ْط َلق عليه
«الالحقة» ( .)suffixو ُي ْص َط َلح عىل تسمية السوابق واللواحق م ًعا «باللواصق»
( .)affixesوبطبيعة احلال فإن اللواصق تضاف إىل اجلذع إلنتاج كلمة توائم بنيتُها
النحوي وكي تكتمل ِداللتها يف السياق املعنوي للكالم. َّ الوظيفية سيا َقها
«ر َهان» -من مادة «ر هـ ن» املصبوبةفعىل سبيل املثال إذا كان لدينا جذع الكلمة ِ
«الر َهان» ،فإذا ِ
يف الصيغة الرصفية «ف َعال» -فإن إضافة السابقة «الـ» إليها ينتج كلمة ِّ
«الر َهانَات» .ويف حـــني أن الســـابقة يف هذاأضفنا إليها الالحقة «ات» صارت ِّ
املثــال قد أضافـــت ِس َمة التعريف فإن الالحقة قد أضافت ِس َمتَي اجلمع والتأنيث،
فإذا كانت هذه الكلمة قد وردت -عىل سبيل املثال -يف عبارة ( ...مع أن هذه
الرهان ِ
َات الكبري َة كانت حمل تساؤل منذ البداية )...فإن إفادة السابقة يف هذا السياق هو ِّ َ
التعريف بغرض التخصيص؛ بام يعني هذه الرهانات بالتحديد وليس أية رهــانــات
أخــرى ،كمــا أن الالحقة أفادت اجلمع وألن املفردة تدل عىل غري عاقل فإهنا قد
استخدمت صيغــة مجع املؤنث ،ونالحظ كذلك ما تقتضيه سالمة الرتكيب النحوي
من موافقة الصفة «الكبرية» ملوصوفها «الرهانات» من حيث التعريف والنوع (التأنيث
يف هذه احلالة) بينـام احتفظـــت الصفة باإلفراد لكون موصوفها غري عاقل ويامثل
كل من اسم اإلشــارة «هــذه» الذي يسـبق الكلمــة والفعل الذي الصفـــة يف ذلك ٌّ
يعود عليها «كانــت»(.)1
ومن أجل حوسبة البِنْية الرصفية للكلمة العربية ،علينا أن ننتبه إىل أربع مسائل
أساسية وهي مسألة اللواصق املركَّبة ،ومسألة ضامن عدم التنافر بني أي زوجني من
-1الحظ التغري يف سمة العدد بالنسبة للصفة واسم اإلشارة والفعل عندما يكون املوصوف عاقالً؛ كأن تصري العبارة كام
ييل ...( :مع أن هؤالء السيدات الكبريات ُك َّن حمل ترحيب منذ البداية .)...
-101-
األجزاء الثالثة ألية كلمة سليمة ،ومسألة التأثري املتبادل يف بنية األجزاء الثالثة عند
التحامها يف كلمة واحدة ،ثم مسألة التوافق مع الفونولوجيا العربية عرب اإلعالل
واإلبدال واحلذف.
-102-
املضارعة مع جذع الكلمة الفعيل « َتنَا َفس» مع الالحقة «ـون» َ أن تلتحم سابقة «يـ»
إلسناد الفعل املضارع إىل مجع املذكر ورفعه بثبوت النون لتكوين الكلمة « َي َتنَا َف ُسون»،
وذلك ألنه يف كــال املثــالني ال يتنافر أي جزأين من األجزاء الثالثة للكلمة .بينام ال
ال أن تلتحم سابقة «يـ» املضارعة مع جذع الكلمة االسمي « َم َصابِيح» ،وال يمكن مث ً
واملضارعة – والتي َ «سيـ» للتسويفيمكن كذلك أن جتتمع يف كلمة واحدة سابقة َ
تقتيض لزوم الفعل حالة الرفع -مع الحقة «ـوا» التي تشري إىل حالة نصب أو جزم
الفعل املضارع (أو األمر) املسند جلمع املذكر.
وللتأكد من َ َت ُّقق رشوط عدم التنافر هذه يمكن اتباع أسلوب ريايض يسهل تنفيذه
حاسوب ًّيا ومؤداه أن جيري تعريف فئة حمدودة من السامت األساسية -يكون عددها يف
أي من السوابق
حدود عرشات قليلة -التي تغطي كل السامت التي يمكن أن تتخذها ٌّ
{ اسمية ،حمايدة ،فعلية ... ،إلخ} ،وكذلك جيري تعريف فئة أخرى للسامت األساسية
لِ َّلواحق ،وبنا ًء عىل ذلك جيري إعداد جدول تبني خالياه احلالة بني كل عنرصين من
ٍ
عندئذ عىل صفر) أو التواؤم (وحتتوي هاتني الفئتني من حيث التنافر (حتتوي اخللية
ٍ
عندئذ عىل واحد).
التوصيف احلاسويب لكل الصقة -
ُ وأثنا َء إعداد برجميات التحليل الرصيف ُي َض َّمن
شفرات (أكواد) السامت التي تنطبق عليها ،وكذلك ِ سواء كانت سابقة أم الحقة -
ِ ِ
ُي َض َّمن التوصيف احلاسويب لكل قالب رصيف (نياب ًة عن اجلذع) السامت غري املقبولة يف
اللواصق التي تلتحم معه (وأحيانًا سم ًة يتحتم وجودها يف الالصقة التي تلتحم معه).
وتأسيسا عىل كل ما سبق يمكن أن تتحقق برجميات التحليل الرصيف يف «وقت ً
التشغيل» (( runtimeمن تواؤم إحدى السوابق مع إحدى اللواحق ببساطة عن طريق
التأكد أنه ال توجد أية سمة لِ َّلصقة تتنافر مع أية سمة لِ َّلحقة وذلك بمراجعة اخلاليا
املناسبة يف اجلدول املشار إليه عالِ َيه ،ويمكن بعد ذلك التأكد من أن توصيف سامت
كل من السابقة والالحقة ال حيتوي عىل أية سمة غري مرغوب فيها من قبل القالب
الرصيف(.)1
-1وكذلك أن توصيف سامت كل من السابقة والالحقة حيتوي عىل أية سمة يتحتم وجودها يف القالب الرصيف.
-103-
-3.3التأثري البنيوي املتبادل بني اللواصق واجلذع
وتتعلق املسألة الثالثة بأن السابقة واجلذع عند التحامهام يؤثران بشكل متبادل يف
بعضهام البعض من حيث اهلجاء والضبط الصويت ،وكذلك هو احلال عند التحام اجلذع
والالحقة م ًعا ،فعىل سبيل املثال؛ إذا التحمت السابقة «بِالـ» باجلذع «ا ْقتِ َصاد» (الناتج
عن صب مادة اجلذر «ق ص د» يف القالب الرصيف «ا ْفتِ َعال») فإن ألف الوصل التي
دائم بسبب اتصاهلا بالسابقة (وهذا هو فِ ْعل السابقة يف تتصدر اجلذع تصري غري منطوقة ً
اجلذع) ولكن ذلك يؤدي إىل تتابع ساكن َْي (الالم يف السابقة والقاف يف اجلذع) وهو
ي َّرك الساكن
ما خيالف القوانني الصوتية (الفونولوجية) العربية وللخروج من ذلك ُ َ
األول وهو الالم بالكرس (وهذا هو فِ ْعل اجلذع يف السابقة) وتكون نتيجة هذا االلتحام
ِ ِ
«ص َم َت» (الناتج عن صب هي «بِال ْقت َصاد» .وعىل اجلانب اآلخر ،إذا التحم اجلذع َ
مادة اجلذر «ص م ت» يف القالب الرصيف « َف َع َل») مع الالحقة «تُم» -وهي ضمري
الرفع للمخا َطبِني -فإن هذه الالحقة تقتيض تسكني آخر حروف الفعل املايض وهي
التاء (وهذا هو فِعل الالحقة يف اجلذع) فيصري لدينا حرفان متشاهبان أوهلام ساكن وهو
ما تقتيض القوانني الصوتية العربية إدغامهام م ًعا يف حرف مشدد (وهذا هو فِعل اجلذع
«ص َمتُّم».
يف الالحقة) فتكون نتيجة هذا االلتحام هي َ
وللتعامل حاسوب ًّيا مع هذه املسألة فإنه جيري تعريف فئة حمدودة العدد من التأثريات
ال متبا َدالً بني بنية السابقة واجلذع ،كام جيري كذلك تعريف فئة كل منها فِ ْع ً
التي يمثل ٌّ
كل منها فِ ْع ً
ال متبادالً بني بنية اجلذع أخرى حمدودة العدد من التأثريات التي يمثل ٌّ
كل من هذه التأثريات يف كلتا الفئتني عبارة عن إجراء حاسويب مكون والالحقة .ويكون ٌّ
من خطوات مرشوطة لتعديل بِنْ َيتَي اجلزأين امللتحمني حسب ما يصادفه اإلجراء من
حروف وحركات يف السابقة والصيغة الرصفية امللتحمتني أو الصيغة الرصفية والالحقة
امللتحمتني .وجيري بطبيعة احلال تضمني رمز هلذا اإلجراء يف التوصيف احلاسويب لكل
يب لكل
التوصيف احلاسو ُّ
ُ الصقة أثناء إعداد برجميات التحليل الرصيف ،كام ُي َض َّمن
صيغة رصفية «راي ًة» (( flagوهي عبارة عن رمز رقمي ينتمي لفئة حمدودة العدد) قد
كرها. ِ ِ ِ ِ
السابق ذ ُ التأثريات خطوات تدخل قيمتها ضمن رشوط تنفيذ بعض
-104-
-4.3اإلعالل واإلبدال واحلذف
أما املسألة الرابعة واألخرية فهي متعلقة بتكوين جذع الكلمة عرب صب مادة اجلذر
أيضا «القالب الرصيف» وكذلك «امليزان الرصيف») ،وهو يف الصيغة الرصفية (وتسمى ً
ما مررنا عليه رسي ًعا يف القسم السابق ونود هنا أن نلقي الضوء عىل مزيد من التفاصيل
اهلامة بخصوصه .فبالنسبة لعدد الصيغ الرصفية األساسية يف اللغة العربية بام فيها
الصيغ االسمية والفعلية وبام فيها صيغ اجلذور الثالثية والرباعية فإن عددها مجي ًعا قد
ال عىل املئة صيغة ،هذا بافرتاض أن كل حروف الصيغة الرصفية املتغرية جيري يربو قلي ً
التعويض عنها بشكل مبارش بحروف مادة اجلذر وهي احلالة التي عرضناها و َم َّث ْلنا هلا
يف القسم السابق ،ولكن األمر يف الواقع أكثر تعقيدً ا من ذلك.
ولتفهم ذلك ينبغي علينا أن نتذكر أن الرصف طبقة لغوية تالية للطبقة الصوتية
(الفونولوجية) وهذا يعني أن البناء الرصيف العريب حمكوم بالقوانني الفونولوجية العربية،
ويف حني أن هذه القوانني ال متنع التعويض املبارش يف احلروف املتغرية للصيغة الرصفية
«ص َّحة/صحيحــة»؛ وذلك مثل صــب مــــادة حني تكون احلروف يف مواضع ِ
(ك ،ث ،ر) يف القــــالب الرصيف « َت َفــــا ُعل» حيــــث نحصــل بالتــعويــض
املباشــر (ف=ك ،ع=ث ،ل=ر) عىل جذع الكلمة « َتكَا ُثر» ،ولكن بعض احلروف قد
«ع َّلة» أو مواضع «إبدال» صوتية وهو ما جيعل التعويض املبارش يف هذه تقع يف مواضع ِ
ُ
تبديل عندئذ من أجل موافقتِها
ٍ املواضع خمال ًفا للقوانني الفونولوجية العربية فيتوجب
.
احلرف عند أحد هذه املواضع بحرف آخر أو حتى حذ ُفه أحيانًا
ونرضب لذلك بعض األمثلة؛ فلو عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة (س ،ق،
مستهجن فونولوج ًّيا يف العربيةَ «استِ ْس َقاي» وهو ي) يف صيغة ِ
«است ْف َعال» حلصلنا عىل ْ
ْ
«است ْس َقاء» .ولو عوضنا ِ
لتطرف الياء بعد ألف ممدودة مما يقتيض حتوهلا إىل مهزة لتصري ْ
ِ
«م ْف َعال» حلصلنا عىل «م ْوالد» وهو بشكل مبارش عند صب مادة (و ،ل ،د) يف صيغة ِ
غري مقبول فونولوج ًّيا يف العربية ألن الواو الساكنة تيل حركة الكرسة والبد هلا من
«ميالد» .ولو أن تتحرك عىل نفس جنس هذه احلركة فتصري ياء ممدوة فنحصل عىل ِ
ً
ِ
عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة (ض ،ر ،ب) يف صيغة «ا ْفت َعال» حلَ ُص ْلنا عىل
تاب» وهو متعذر النطق لصعوبة االنتقال من خمرج الضاد -وهو حرف َّ
مفخم ْ ِ
«اض َ
-105-
– بعد السكون عليه إىل املخرج البعيد عنه للتاء -وهو حرف مر َّقق – فيتوجب لذلك
مفخمها فتصري طا ًء يمكن االنتقال إليها ب ُي ْس بعد الضاد الساكنة حتريك حرف التاء إىل َّ
«اضطِ َراب» .ولو عوضنا بشكل مبارش عند صب مادة )ت ،ل ،و) يف فنحصل عىل ْ
صيغة فعل األمر «ا ْف ُع ْل» حلصلنا عىل «ا ْت ُل ْو» -هذا بالطبع إذا مل تكن هناك الحق ٌة بعد
مفرد خما َطب -وهو عسري النطق بسبب صعوبة الفعل؛ أي إذا كان األمر مسنَدً ا إىل َ
املحافظة عىل تسكني الواو بعد حركة الضمة حيث أن الفونولوجيا حينئذ تدفع نحو
حتريك الواو باملد ولكن ذلك يطمس عالمة إعراب الفعل املجزوم ،ولذلك ُ ْت َذف
الواو كعالمة إعراب ونحصل عىل « ُات ُْل» كفعل أمر جمزوم وعالمة َج ْز ِمه حذف حرف
العلة وهو الواو يف مثالنا هذا.
وتستلزم تغطية حاالت اإلعالل واإلبدال واحلذف يف كل الصيغ الرصفية العربية
لص َي ٍغ رصفية فرعية تصف كل منها حالة من تلك احلاالت، إضافة توصيف حاسويب ِ
وعىل ذلك يتجاوز العدد اإلمجايل للصيغ الرصفية األلف بقليل ،كام ُت َع َّي احلروف
املتغرية يف القسم اهلجائي من التوصيف احلاسويب لكل من هذه الصيغ برموز تدل عىل
ال بالطبع عن ترتيب ٍّ
كل منها باملنا َظرة ما إذا كانت صحيحة أو معتلة أو حمذوفة فض ً
مع حروف اجلذور .وجدير بالذكر أن التوصيف الصويت للصيغة الرصفية هو ذاته
التوصيف الصويت لكل اجلذوع التي يمكن أن تنتج عن صب مادة أي جذر فيها ،كام أن
حمدِّ دات قابلية التحام هذه اجلذوع بال َّلواصق -كام سبق التنويه إليه يف القسم الفرعي
أيضا التوصيف احلاسويب للصيغة الرصفية (.)1
قبل السابق -يتضمنها ً
-1ملزيد من التفاصيل التقنية الدقيقة لكل ما ورد يف هذا القسم يمكن االطالع عىل الفصل اخلامس باملرجع رقم []15
ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب.
-106-
الكلمة ،ونرمز هلذه العملية كام ييل:
جذع كلمة = جذر ⊙← صيغة رصفية
.بتلتحم إحدى السوابق مع جذع الكلمة الناتج إذا حتققت رشوط عدم التنافر
بني السابقة والصيغة الرصفية للجذع ،مع أخذ التأثري البنيوي املتبادل بني
السابقة واجلذع يف االعتبار ،ونرمز لذلك كام ييل:
سابقة ⊕←جذع كلمة = سابقة ⊕←(جذر ⊙← صيغة رصفية)
.جتلتحم إحدى اللواحق مع الناتج من اخلطوة السابقة إذا حتققت رشوط عدم
التنافر بني الالحق والصيغة الرصفية ،مع أخذ التأثري البنيوي املتبادل يف
االعتبار ،فنحصل بذلك عىل الكلمة يف شكلها النهائي .ويمكننا صياغة هذه
اخلطوات رمز ًّيا كام ييل:
و ُت َعدُّ هذه الصيغ ُة ركيز ًة أساسية حلوسبة الرصف العريب عرب برجميات التحليل
أي
استيعاب أية كلمة تقع حتت ٍّ
َ الرصيف العريب ،هذا بالطبع رشيط َة أن تستطيع بالفعل
ِ
من أصناف «الكلامت العربية السليمة» املب َّينة يف الشكل رقم ( )3-3عال َيه .ففي حني
أن القسم السابق قد أوضح بالتفصيل دقة توصيف هذه الصيغة البنائية لبنية الكلامت
أيضا تنطبق عىل الكلامت العربية استثنائية الترصيف العربية منتظمة الترصيف ،فإهنا ً
حيث يكون جذع كل استثناء رصيف حال ًة فريد ًة ال تقبل معه الصيغة الرصفية االستثنائية
ب فيها إال جذر وحيد ولذلك فإن توصيفها اهلجائي ال حيتوي عىل أية حروف أن ُي َص َّ
متغرية.
ويتبقى اآلن نوعان من الكلامت العربية غري املرصفة؛ ومها الكلامت اجلامدة
املعربة (وعددها كذلك مئات قليلة) ،وكالمها بحاجة (وعددها مئات قليلة) والكلامت َّ
وتفسريا يف هذه الصيغة البنــائية العامة للكلمـــة العربيـــة .ف َع َل
ً إىل أن جيد مكانًا
ناحية الصيغة الرصفية فمن الواضح أنه يمكن مناظرهتا بسهولة -يف كال النوعني -
-107-
بحالة االستثناء الرصيف أي أن اجلذع اجلامد أو امل َع َّرب يلعب هو نفسه دور الصيغة
الرصفية بال أية حروف متغرية ،أما عىل ناحية اجلذر فيبدو ألول وهلة أنه عديم القيمة
دورا قد ُي ِفيد
دورا يف توليد اجلذع وال الكلمة ،ولكننا نستطيع أن نعطيه ً
ألنه ال يلعب ً
يف بعض التطبيقات للمعاجلة احلاسوبية للغة العربية.
فمن املفيد بالنسبة للجوامد أن ننظر إىل املرتابط منها وظيف ًّيا كعائلة ننتخب إحداها
(ويفضل أن يكون أبسطــها تركيــ ًبا ،أو أكثــرها شيو ًعا) كجذر هلذه العائلة ،فعىل َّ
ِ ِ ِ ِ
سبيل املثال؛ األسامء املوصــولة {« َم ْن»َ « ،ما»« ،ا َّلذي»« ،ا َّلتي»« ،ا َّلذين»َّ ،
«اللت»}..
جذرا وليكن «ا َّل ِذي» ،كام يمكن أن ننظر إىل ضامئر يمكن أن ننظر إليها كعائلة ونضع هلا ً
ْت»َ « ،أ ْنت َُم»َ « ،أ ْنت ُْم»َ « ،أ ْن ُت َّن»}كعائلةْت»َ « ،أن ِ
الرفع املنفصلة يف حالة اخلطاب {« َأن َ
ْت» ... ،وهكذا .ويف حالة وجود جامدة غري مرتبطة بغريها جذرا وليكن « َأن َ
ونضع هلا ً
من اجلوامد فإن اجلذر ببساطة يكون مساو ًيا للجذع وكفى.
املعربة بمفردها،
املعربة فتلك العائالت تضم إما الكلمة َّ أما يف حالة الكلامت َّ
ِ ِ
املعربة بتفرعاهتا اهلجائية املختلفة؛ وذلك مثل {« ُموسي َقى»ُ « ،موسي َقا»،
أو الكلمة َّ
ِ ِ ِ ِ
جذرا وليكن « ُموسي َقى» ،وكذلك {«ميكَال»« ،ميكَائيل»، «م ِ
وسي َقار» }..ونضع هلا
ً ُ
ِ ِ
جذرا وليكن «م َ
يخائيل» ... ،وهكذا. ِ «م َِ
يخائيل»}ونضع هلا ً
ويفيد جتميع هذه الكلامت يف عائالت يف بعـض التطبيقات احلاسوبية اهلامة ملعاجلة
اللغة العربية؛ ومنها عىل سبيل املثال «البحث يف النصوص العربية» ،و«اسرتجاع
املعلومات» ،وكذلك يف بعض نواحي التحليل الداليل العريب.
جذر ،وصيغ ٌة رصفي ٌة ،وسابق ٌة ،والحق ٌة،
وتأسيسا عىل كل ما تقدَّ َم فإنه إذا توافر لدينا ٌ
ً
فإننا نستطيع عرب الصيغة البنائية العامة للكلمة العربية أن نقوم حاسوب ًّيا برتكيب الكلمة
املكونـــات (بافتـــراض عدم تنافرها) ،مع التنويه أننا بالطبع العربية املناظرة لتلك ِّ
أيضا ملعرفة نوع الكلمة العربيــة من أجل تقرير كيفــية تركيـــب جذعها من نحتاج ً
جذرها وصيغتها الرصفية ،ولذلك فإن الرتكيب (نوع الكلــمة :السابــقة ،اجلذر،
ومكافئ للكلمة العربية ،مع مالحظة أن متثيل ٍ
كاف الصيغة الرصفية ،الالحقة) هو ٌ
ٌ
غياب السابقة عن أية كلمــة ُي ْعت َبـر بحد ذاته سابقـــة (سابقـــة فارغـــة null
)prefixوباملثل فإن غياب الالحقة يف أية كلمـــــة ُيعت َبـــر الحقة (الحقــة فــارغة
-108-
.)null suffix
ومن الواضح يف هذا التمثيل املعلومايت أنه يكفي ِذكْر «الكود» الرقمي لكل ُمك َِّون
ُ
الوصول إىل التوصيف احلاسويب املكونات اخلمس والذي ُي ْم ِكن من خالله
من هذه ِّ
الكامل هلذا املكون يف برجميات التحليل الرصيف.
املطولة [ ]2التي ُت ْعنَى بجمع كل الروايات تصل هبذا العدد إىل حوايل تسعة آالف ِجذر ،ولكن
-1بعض املعاجم العربية َّ
-109-
100 ≈
الص َيغ الرصفية املنتظمة األساسية
عدد ِّ
1.100
≈
()1
عدد مجيع الصيغ الرصفية املنتظمة
350 ≈
عدد االستثناءات الرصفية
300 ≈
عدد اجلوامد
400 ≈
عدد امل َع َّربات
300 ≈
عدد السوابق (البسيطة واملركَّبة)
550
≈
عدد اللواحق (البسيطة واملركَّبة)
ِ
املمكن توليدُ ها ومن هذه األرقام نستطيع أن نقدر جمموع عدد اجلذوع العربية
()2
بحوايل النصف مليون جذع وهو حاصل رضب عدد الصيغ الرصفية األساسية
ويالحظ بالطبع أن عدد االستثناءات الرصفية واجلوامد َ يف عدد اجلذور املرصفة،
مهمل بالنسبة لنصف مليون. واملعربات م ًعا يف حدود األلف وهو عدد َ َّ
أما بالنسبـــة لِ َّلواصق فإن عدد األزواج املرتَّبة (سابقة ،الحقـــة) غري املتنـــافرة
التـــي يمكن أن جتتمــع يف كلمة عربية سليمة واحدة هو بالتأكيـــد أقل من حاصــل
ضــرب عـــدد السوابق يف عدد اللواحق ،وبالتايل فإن عدد هذه األزواج ≈ (300
ال للتنافر ،وتقدِّ ر بعض الدراسات × ÷ )550ع؛ حيث يمكن أن نعتبـر «ع» معام ً
احلاسوبية وكذلك بعض استقراءات السامت األساسية لِ َّلواصق أن قيمة «ع» تقع بني
الثامنية والعرشة ،وعىل ذلك نستطيع أن نقدِّ ر أن عدد هذه األزواج األزواج ≈ (× 300
ً 18.000 ≈9 ÷ )550
زوجا.
وبام أن كافة اجلذوع املمكن توليدها تكاد تنقسم بالتساوي بني اسمية وفعلية ،فإن
العدد الكيل للكلامت الناجتة من التحام اجلذوع بأزواج اللواصق يمكن تقديره تقريب ًّيا
واملص َّحف ...إلخ -تثمر عن عدد بني أربعة آالف ومخسة آالف
َ املكرر
متحيص وغربلة كل الروايات -الستبعاد َّ
مرصف. ِ
جذر َّ
-1ويغطي هذا العدد احلاالت األساسية إضاف ًة لكافة حاالت اإلعالل واإلبدال واحلذف.
املرصف يف كل الصيغ الرصفية (بكل حاالت اإلعالل واإلبدال
َّ -2عدد املشتقات املمكنة من صب اجلذر الواحد
واحلذف) يساوي فقط عدد الصيغ الرصفية األساسية ،ولذلك استخدمنا هذا العد َد يف حاصل الرضب.
-110-
عرب حاصل الرضب ( 4.500.000.000 =2÷ )500.000 ×18.000كلمة
عربية؛ أي «أربعة آالف ومخسمئة مليون» كلمة ،أو بتعبري آخر «أربعة ونصف بِ ْليون»
كلمة .ويشكل هذا العدد املهول حجم «فضاء املفردات» ))Vocabulary Space
العربية الذي ال ُبدَّ أن تنتمي إليه أية كلمة عربية سليمة.
وعىل اجلانب اآلخر لتقدير حجم حصيلة املفردات عىل السامع ،فمن الواضح أن
هذه احلصيلة السامعية حتتل جمرد حيز جزئي من فضاء املفردات العربية (احلصيلة
القياسية) ،ولكننا نحتاج من أجل حتديد هذه احلصيلة السامعية إىل جتميع ثم دراسة ما
ب وما ِق َيل بالعربية عرب األبعاد األربعة األساسية التالية: ِ
كُت َ
.أالبعد الزمني :حيث أنه كلام مر الزمنَ ،جدَّ استخدام كلامت من فضاء املفردات
العربية مل تكن مسموعة من قبل()1؛ ومن أمثلة هذه الكلامت العربية التي
انتقلت إىل احلصيلة السامعية حدي ًثا؛ «اكتِتاب» ،و«حاسوب» ،و« َث َّل َجة»،
و«ال ْش ِت ِ
اك َّية» ... ،إلخ. و«الرسم َلة»ِ ،
َ َّ ْ َ
.بالبعد اجلغرايف :حيث يشيع استخدام كلامت عربية سليمة يف مناطق عربية
مع َّينة بينام هي مهجورة أو نادرة االستخدام يف باقي املناطق ،فعىل سبيل املثال
كلامت عربي ٌة سليم ٌة ٌ تستخدَ م يف املغرب العريب دون غريه من املناطق العربية
َظاهرة» (مناسبة عا َّمة مثل املعرض أو املهرجان) ،و« ُم َفت ِِّش َّية» (هيئ ُة أو مثل؛ «ت ُ
َخدَ م مع األزمنة كالشهر والسنة بمعنى سلط ُة التفتيش) ،و«الفارط» (صفة ت ُْست ْ
(مهاجرون غري رشعيني يف ِ «ح َّراقة» السابق أو الفائت) ،و«در ِكي» ُ ِ
(شط ّي)َ ، َ ََ ّ
بالد أجنبية) ...إلخ.
.جالبعــد املوضوعــي :حيــث ت ُْستَخـــدَ م كلامت عـربيــة سليمة كاصطالحات
يف جماالت/موضوعات بعينهــا بينام يقل أو ينعدم ذكرهـــا فيمــا ســـواها
مــن جمــاالت/موضوعات؛ ومن أمثلة هذه الكلامت «األَ ْيض» (يف علـوم
األحياء والكيمــياء العضــوية) ،و «االئْتِكال» (يف علــوم الكيميــاء
و«االحتِباك» (يف جمال البالغة) ،و ُ
«م َ ْح َفل» (يف العلوم ْ وهندســة املعــادن)،
-1هذا بالطبع إضاف ًة إىل تلك الكلامت املسموعة بالفعل والتي تكتسب دالالت جديدة مع مرور الزمن.
-111-
العسكرية) ...إلخ.
.دالبعد األسلويب :حيث ختتلف الكلامت املستخدمة مع أسلوب الكالم ،ففي
ال إسناد األفعال للغائب؛ مثل َ
«قال»« ،قالوا»، الس ِد ّي يغلب مث ً
األسلوب َّ ْ
«ص َح»َ « ،أ َّكدَ ْت» ...إلخ ،كام يندر اإلسناد للمتك ِّلم واملخا َطب ،ويندر
َ َّ
استخدام صيغة األمر ،ويندر استخدام أدوات النداء ... ،إلخ ،أما يف األسلوب
واري يكثر إسناد األفعال للمخا َطب ،كام يمكن مصادفة اإلسناد للمتكلم، ِ
احل ّ
ويمكن مصادفة أفعال األمر ... ،إلخ ،وكذلك يتميز األسلوب اخلَ َطايب
بمفردات خاصة ... ،وهكذا.
نحتاج إذن جلمع ما قيل وما كتب بالعربية عىل امتداد هذه األبعاد األربعة من أجل
حرصا وعدًّ ا ،ويف حني أن حرص وعدً استخالص حصيلة املفردات العربية السمعية
املفردات هو أمر متيرس حاسوب ًّيا ،فإن مهمة اجلمع غري هينة أبدً ا ليس فقط لضخامة
أيضا ألن الكثري من نطاقات األبعاد السابق ذكرها غري مغطاة رقم ًّيا بشكل
احلجم بل ً
ٍ
كاف؛ وذلك مثل اللغة الرتاثية ،واألسلوب احلواري.
ذكرها كمرشوع كبري مقرتح يتعاون فيه يمكن طرح عمليات اجلمع واحلرص والعد السابق ُ
اللغويون واحلاسوبيون هبدف حرص حصيلة املفردات اللغوية العربية السامعية وعَدِّ ها،
ٍ
مستوف حتى تاريخ كتابة هذه السطور. حيث أن ذلك العمل مل يتم بشكل
جل َزاف ّية»
وأ ًّيا ما كان التقدير الدقيق حلجم احلصيلة السامعية -التي ترتاوح تقديراهتا «ا ُ
بني الواحد يف األلف والواحد يف املئة من حجم فضاء املفردات العربية -فإنه يمكن
بثقة تقرير عدد من احلقائق اهلامة:
.أإن فضاء املفردات العربية ذو حجم هائل.
.بإن حصيلة املفردات العربية السامعية ما زالت متثل جز ًءا ضئي ً
ال من فضاء
املفردات العربية.
.جإن حصيلة املفردات العربية السامعية بالرغم من ذلك ذات حجم ضخم (يقدر
بماليني الكلامت حسب أكثر التقديرات تواض ًعا) يفوق حجم حصيلة املفردات
السامعية يف لغات العامل احلية الكربى ،ولذلك فإن تلك احلصيلة حتتاج عاد ًة إىل
-112-
مزيد من العمل (مقارن ًة بنظرياهتا يف لغات العامل الكربى األخرى) من أجل ٍ
التعامل معها ب َف َعالِ َي ٍة يف خمتلف تطبيقات حوسبة اللغة العربية.
.دإن املساحات غري املستخدمة يف فضاء املفردات العربية كبرية جدًّ ا وتُشكِّل
احتياط ًّيا لفظ ًّيا إسرتاتيج ًّيا يمكِّن اللغة العربية من االستجابة الذاتية املرنة
لالحتياجات االصطالحية الراهنة واملستقبلية يف خمتلف جماالت النشاط
اإلنساين ،وذلك يف تواصل مطرد بسالسة مع التاريخ العريق املمتد اللغة.
-1بينام يعنى ِ
«الفس ُيو ُل ِ
وجي» Physiologyيف علم األحياء بالوظائف احليوية للكائن وألعضائه. ْ ُْ َ
-113-
اللغوي الذي ينتجه البرش بشكل طبيعي واملستهدَ ف معاجل ُت ُه حاسوب ًّيا هو النص (أو
الكالم) والذي هو عبارة عن سلسلة من الكلامت املو َّلدة بالفعل ،واملطلوب من هذه
مكوناهتا البنائية األساسية.
كل من هذه الكلامت إىل ِّ املعاجلة هو تفكيك/حتليل ٍّ
قبل السابق من هذا الفصل أن نضع ونستطيع ببساطة وبناء عىل ما ُختِم به ِ
الق ْس ُم َ َ ً
:
يب» كنظا ٍم كام يف الشكل رقم ( )4-3أدناه رصيف عر ّ
ّ التعريف الوظيفي ألي «حم ِّلل
كلمة عربية ← حتليل رصيف ← (نوع الكلمة :السابقة ،اجلذر ،الصيغة الرصفية ،الالحقة)
َّ
الشكل :4-3التعريف الوظيفي لنظام التحليل الرصيف العريب.
املكونات
كل من ِّ ونكرر هنا إىل أنه يف العادة يكتفي املحلل الرصيف بإخراج «أكواد» ٍّ
لكل منبها الوصول إىل التوصيف احلاسويب ٍّ
الرصفية األساسية اخلمس التي يمكن َع ْ َ
هذه املكونات يف برجميات التحليل الرصيف العريب .ويعرض اجلدول رقم ( )1-3أدناه
(:)1
عين ًة من َ
خمرجات أحد برجميات التحليل الرصيف العريب
عند هذه النقطة وقد اتضحت البنية الرصفية للمفردات العربية وصار لدينا تعريف
حمدد للتحليل الرصيف العريب ،من الطبيعي أن نتساءل عن أمهية حوسبة التحليل الرصيف
العريب وفوائده التطبيقية.
ويف الواقع فإن انتظام عملية التوليد الرصيف للكلامت مع االرتفاع اهلائل يف م ِ
عامله ُ
كل منُب َيان لِ ُّلغة العربية تضفيان مزيدً ا من األمهية عىل َد ْور الرصف يف ٍّ
مها ميزتان ك ْ َ
استخدامها البرشي وكذلك معاجلتها احلاسوبية ،حيث تشكالن م ًعا ركيز ًة لغوية
حمورا للعديد من تطبيقات املعاجلة احلاسوبية
للناطقني بالعربية ومتعلميها ،كام متثالن ً
للغة العربية.
الالحقة الصيغة الرصفية اجلذر السابقة نوعها الكلمة
- َما َا َّل ِذي َفـ ِ
جامدة َف َم
0 48 87 2
-1وهو املوصوف يف املرجعني رقم [ ]15ورقم [ ]16ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب.
-114-
الالحقة الصيغة الرصفية اجلذر السابقة نوعها الكلمة
ـه َت َفا َع َل نول تـ مرصفة
َّ َاوله
َت َتن َ
8 176 4077 86 منتظِمة
ـات فِ َعال كتب الـ مرصفة
َّ َا ْل ِكتَا َبات
27 684 3354 9 منتظِمة
ـ َّية فِ ْعل علم الـ مرصفة
َّ َا ْل ِع ْل ِم َّية
28 842 2754 9 منتظِمة
- ِم ْن ِم ْن - ِ
جامدة ِم ْن
0 118 63 0
- اعيل م َف ِ وضع - مرصفة
َ َّ مو ِ
اضيع
0 93 4339 0 منتظِمة ََ
ـة ُمت َ
َّخذ أخذ - استثناء
َّخ َذة
ُمت َ
26 13 39 0 رصيف
ّ
اجلدول :1-3أمثلة عىل التحليل الرصيف لبعض الكلامت العربية.
فامل َلكات اللغوية للناطقني باللسان العريب تتشكل ويف ُأ ُس ِسها أن السيطرة الذهنية
عىل احلصيلة اللغوية ذات احلجم الضخم ال تقوم فقط عىل حفظ واستظهار مفرداهتا
بمعزل عن بعضها البعض بل تقوم إىل حد بعيد عىل الرتابط البنائي والداليل املتني
ِ
مثل{«ع ْلم»ُ « ،ع ُلوم»، بني هذه املفردات؛ فمن الواضح عىل سبيل املثال أن كلامت
اجلذر «ع ل م» ال» -}...،والتي تشرتك يف ِ « َتعلم»َ « ،تع ُّلم»« ،م َتع ِّلم»« ،مع ِّلم»َ « ،ع ِ
َُ ُ َ َ َ
– تدور مجيعها حول معنًى مشرتك عام (وهو املعرفة والفهم) وذلك عىل الرغم من
«استِ ْع َطاف»، ِ
{«است ْعالم»ْ ،
ْ لكل منها ِداللة تفصيلية خمتلفة( ،)1كام أن كلامت مثل أن ٍّ
«است ْطالع» -}...،والتي تشرتك يف القالب ِ ِ ِ ِ
«است ْك َثار»ْ ، «استن َْصار»ْ ،«است ْح َضار»ْ ، ْ
ال «ابن فارس» يف قاموسه «مقاييس اللغة» وهو املرجع رقم [ ]1ىف -1انتبه علامء اللغة العرب منذ وقت باكر (راجع مث ً
مرصف تدور حول عدد قليل من املعاين الكلية َّ جذر كل من ةقَّ املشت قائمة املراجع هناية هذا الكتاب) إىل أن اجلذوع
(واحد أو اثنني أو ثالثة ،ويف حاالت نادرة يزيد عدد هذه املعاين الكلية عن ذلك) .وقد جرى استثامر هذه احلقيقة
«الدالالت املعجمية العربية» وهو ما س ُي ْف َرد له الفصل األول من الباب السادس اهلامة يف األعامل احلديثة حلوسبة ِ
«التحليل الداليل» يف هذا الكتاب.
أيضا -معنى كل ًّيا َ
آخر ً فارس» ابن «مقاييس حسب - له فإن م»، ل «ع جذر عىل املرضوب ولتكملة اإلفادة من املثال
وهو (األَ َثر يتميز عن سواه) ومن مشتقات اجلذر التي تدور حول هذا املعنى الكيل {« َع َلم»َ « ،أعْالم»َ « ،م ْع َلم»،
«مع ِ
ال».}... ، ََ
-115-
ملمحا ِدالل ًّيا عا ًّما (وهو طلب اليشء والسعي
ً «استِ ْف َعال» – حتمل مجيعها
الرصيف ْ
لتحصيله) ،كام أن اللواصق حتمل ِدالالت ووظائف نحوية حمدَّ دة .إذن ،فإن تع ُّلم عدد
قليل نسب ًّيا من ال َّلبِنات الرصفية (عدة آالف) مع إتقان ضوابط التفاعالت بني هذه
اللبنات يمكِّن املرء من السيطرة الداللية والبنائية عىل احلصيلة اللغوية العربية هائلة
احلجم (بني املاليني والباليني) ()1مما ييرس عليه القراءة والفهم وكذلك التعبري والكتابة.
أما بالنسبة ملعاجلة اللغة العربية حاسوب ًّيا فإن أمهية احلصول عىل حملل رصيف عريب
آيل تكمن يف اختصار العبء الثقيل للتعامل مع العدد اهلائل من حصيلة مفردات اللغة
العربية عرب تفكيكها إىل عدد حمدود من ال َّلبِنات الرصفية العربية األولية .ومن حيث
االعتامد عىل التحليل الرصيف العريب اآليل؛ فإن بعض التطبيقات للمعاجلة احلاسوبية
حمورها األسايس هو التحليل الرصيف العريب ،بينام بعض التطبيقات ُ لِ ُّلغة العربية
ِ
مساعد ًة إلنجازها. األخرى يكون التحليل الرصيف العريب اآليل وسيل ًة رضوري ًة أو
ومن بني التطبيقات احلاسوبية التي تنتمي للنوع األول؛ نذكر عىل سبيل املثال ال
احلرص:
.أدعم وظائف البحث االشتقاقي العريب يف حمركات البحث النيص :فاملستخدم
نيص معني؛ ولتكن كلمة «اعتامد» عىل سبيل ٍ ٍ
عندما يبحث عن كلمة ما يف نطاق ٍّ
ٍ
كلامت كثريا ما يرغب يف احلصول ضمن نتائج بحثه عىل مواقع املثال ،فإنه ً
مثل «اعتامدات»« ،فاالعتامد»« ،واعتامدهم»« ،االعتامدية» ...وكل الكلامت
األخرى املشرتكة يف نفس اجلذع والواردة يف نطاق البحث (ويسمى ذلك
«نمط البحث عىل مستوى اجلذع») ،وقد يود املستخدم توسيع نتائج البحث
ٍ
كلامت مثل «يعتمدونه»« ،معتمد»، حتى حيصل إضاف ًة عىل ما سبق عىل مواقع
«عامد»« ،العمود» ...وكل الكلامت األخرى املشرتكة يف نفس اجلذر والواردة
كذلك يف نطاق البحث (ويسمى ذلك «نمط البحث عىل مستوى «اجلذر»)،
...وهكذا.
-1كام جرى تفصي ُله يف القسم السابق من هذا الفصل؛ فإن تقدير حجم احلصيلة اللغوية العربية القياسية قد يصل إىل
أربعة ونصف بليون كلمة ،بينام ترتاوح التقديرات «اجلزافية» حلجم احلصيلة اللغوية العربية السامعية بني بضعة ماليني
(كحد أدنى) وعرشات املاليني (كحد أقىص) من الكلامت.
-116-
.بالربط املعجمي العريب اآليل :فالقارئ للنص العريب إلكرتون ًّيا ربام حيتاج إىل
رشوح لبعض املفردات التي تصادفه ،ولكن مداخل املعاجم العربية هي مواد
نظرا التساع احلصيلة اللغوية العربية السابق اجلذور (وليست الكلامت ً -
ُ
الوصول إليها استخدا َم التحليل الرصيف اآليل ،ويتيح هذا كره) والتي يتطلب ِ
ذ ُ
أيضا فرصة إضافة مداخل أخرى لرشح الصيغ الرصفية واللواصق االستخدام ً
مما يستويف رشح املفردة من كافة زواياها.
.جالتحليل الدِّ اليل املعجمي العريب :يكاد يكون من املستحيل تغطية كل املفردات
تامة -وذلك مر ًة أخرى بسبب ضخامة حجم حصيلتها - ككلامت ٍ
ٍ العربية
موسعة ترتبط فيها كل مفردة بام يناسبها من ٍ ٍ
بشكل كاف يف قاعدة بيانات َّ
ِ ٍ ٍ
حقول داللية (معان عا َّمة) كام ترتبط عرب عالقات داللية ببعضها البعض،ِ
أكثر مرونة منها تسمح بتغطية ٍ
ولذلك تُستبدَ ل الكلامت التامة برتكيبات رصفية َ
مفردات اللغة العربية بنسبة عالية يف أية قاعدة بيانات للربط الدِّ اليل ،كام
ُيستخدَ م التحليل الرصيف اآليل للعبور من كلامت النصوص املطلوب دراستها
ِدالل ًّيا إىل هذه الرتكيبات الرصفية(.)1
وخصوصا تلك املعنية باهلجاء/
ً .دالربجميات التي تساعد يف تع ُّلم اللغة العربية:
اإلمالءِ ،
وع ْلم الرصف.
وكذلك العديد من التطبيقات األخرى التي يشكِّل التحليل الرصيف العريب
حمورها األسايس.
اآليل َ
أما عىل جانب تطبيقات املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة العربية التي يم ِّثل التحليل الرصيف
ِ
العريب اآليل وسيل ًة رضوري ًة أو مساعد ًة إلنجازها فمن أمثلتها؛ «تشكيل الن ّ
َّص
العريب» (( )2()Arabic Diacritizationحيث حتتوي نواتج التحليل الرصيف لكل
كلمة عىل «سابقة» « +صيغة رصفية» « +الحقة» م ًعا ،وبعد تطبيق التأثريات البنيوية
اللتحامها عىل التشكيل الصويت للكلمة ما عدا احلركة الصوتية اإلعرابية أحيانًا)(،)3
-1للمزيد حول ذلك املوضوع يمكن الرجوع إىل الفصل اخلامس «التحليل الداليل» يف هذا الكتاب.
يب ما. -2و ُي ْق َصد بذلك النظم اآللية الستنباط عالمات الضبط الصويت لكلامت ٍّ
نص عر ٍّ
-3وهو بدوره يدخل يف نظم معاجلة لغوية أخرى؛ من بينها عىل سبيل املثال «ختليق الكالم املنطوق من النص العريب
-117-
وكذلك التدقيق اإلمالئي يف النص العريب (الكتشاف مواضع األخطاء اإلمالئية و/
أو تصحيحها) ،... ،إلخ.
وجيادل البعض بعدم احلاجة إىل عملية التحليل الرصيف يف التطبيقات التي يم ِّثل
التحليل الرصيف العريب اآليل وسيل ًة إلنجازها ،وبأن مثل هذه التطبيقات يكفيها
االقتصار عىل التعامل مع حصيلة املفردات العربية التامة بشكل مبارش عرب استقرائها
موسعة وبتوظيف أساليب حاسوبية إحصائية وبالتعويل عىل مدونات نصية عربية َّ من َّ
القدرات الكبرية (واملتصاعدة) لألجيال احلالية من احلاسبات الرقمية ،ولكن أرفع
األبحاث املدققة بينت حدي ًثا أن تغطية حصيلة املفردات العربية ال يمكن حتقيقها
ض وأن أكفأ وأكمل احللول العملية املتاحة تتكون من مزيج/هجني حاسوب ًّيا بشكل ُم ْر ٍ
(.)1
من كال التوجهني
أساسا تقوم عليه عدة تطبيقات مثل «متكني املكفوفني من استخدام الكمبيوتر
ً املكتوب»؛ وهذا األخري بدوره يعترب
عرب قراءة حمتويات شاشته» ،وأنظمة «االستجابة التفاعلية الصوتية ... »IVRإلخ.
-1ومن أمثلة تلك الدراسات احلديثة ما جاء يف الورقة البحثية اآلتية:
�Rashwan ,M ,.Al-Badrashiny ,M ,.Attia ,M ,.Abdou ,S ,.Rafea ,A ,.A Stochastic Arabic Dia
�critizer Based on a Hybrid of Factorized and Un-factorized Textual Features ,IEEE Transac
�tions on Audio ,Speech ,and Language Processing( TASLP )http//:www.SignalProcessingSoci
ety.org/Publications/Periodicals/TASLP ,Vol – 19 .Issue ;1 pp 166-175 .http//:ieeexplore.ieee.
org/xpl/freeabs_all.jsp?arnumber ,5428861=Jan.2011 .
-118-
ٍ
عندئذ هي تلك ِ
املمكنة للمسألة بكاملها أجزاء/مستويات املسألة فتكون فئة احللول
التي نجت من احلذف وبقيت يف فضاء احللول.
اتباع ِ
وإلسقاط «التقييد املتعاقب» عىل مسألة التحليل الرصيف العريب( ،)1فإن علينا َ
اخلطوات التالية:
أ .تضاف أية سابقة ينطبق هجاؤها عىل َصدْ ٍر من هجاء الكلمة َّ
حمل الدراسة إىل
فضاء احللول‹‹ .آلية طرح فرضيات››.
ب .تضاف أية الحقة ينطبق هجاؤها عىل َع ُج ٍز( )2من هجاء الكلمة َّ
حمل الدراسة
إىل فضاء احللول‹‹ .آلية طرح فرضيات››.
ج .من بني القائمتني اللتني حصلنا عليهام يف اخلطوتني السابقتني يتم توليد كل
األزواج املرتَّبة املمكنة (سابقة ،الحقة) ومن َث َّم يتم دف ُعها إىل فضاء احللول.
‹‹آلية طرح فرضيات››.
د .يتم استبعا ُد األزواج املتنافرة من فضاء احللول‹‹ .آلية تقييد››.
متبق يف فضاء احللول من اخلطوة السابقة؛ يتم استخالص هـ .لكل زوج مرتَّب ٍّ
جذع الكلمة (الكلمة بدون السابقة والالحقة) مع التعويض بالطبع عن
التأثريات البنيوية من التحام السابقة باجلذع وكذلك من التحام الالحقة
اجلذوع الناجت ُة عن هذه العملية إىل فضاء احلل‹‹ .آلية طرح
ُ وتضاف
ُ باجلذع.
فرضيات››.
املكررة من فضاء احللول‹‹ .آلية تقييد››.
و .تُستب َعد اجلذوع َّ
لكل من اجلذوع املتبقية يف فضاء احللول ،جيري البحث يف التوصيفات زٍّ .
احلاسوبية ِّ
لكل اجلذور والصيغ الرصفية يف القاعدة اللغوية لربنامج التحليـل
الرصيف عن كل األزواج املرتَّبة عىل هيئة (نوع الكلمة :جذر ،صيغة رصفيـة)
التي يكون اهلجاء الناتج من صب جذرها يف صيغتها الرصفية مطاب ًقا هلجاء
اجلذع ،وتُدْ َف ُع فرضيات التحليل الرصيف للكلمة العربية حمل الدراسة إىل فضاء
-1ملزيد من التفاصيل التقنية الدقيقة هبذا اخلصوص يمكن االطالع عىل الفصل السادس من املرجع رقم [ ]15ىف قائمة
املراجع هناية هذا الكتاب.
َجز اليشء هو مؤخرته أو أسفله أو خامتته ،واجلمع َأعْجاز.
-2ع ُ
-119-
احللول يف صورهتا القياسية (نوع الكلمة :سابقة ،جذر ،صيغة رصفية ،الحقة).
‹‹آلية طرح فرضيات››.
ح .وبالطبع تُستب َعد من فضاء احللول تلك اجلذوع التي ال يمكن تكوينها بصب
أي جذر يف أية صيغة رصفية‹‹ .آلية تقييد››.
لكل من التحليالت الرصفية املوجودة يف فضاء احللول بعد اخلطوة السابقة؛ طٍّ .
جيري اختبار عدم التنافر بني السابقة والصيغة الرصفية وكذلك بني الصيغة
الرصفية وبني الالحقة ،وتُستب َعد تب ًعا لذلك التحليالت التي حتتوي عىل أي
تنافر‹‹ .آلية تقييد››.
متبق يف فضاء احلل بعد اخلطوة السابقة ،ثم
كلمة من كل حتليل ٍّ ٍ ي .يتم تركيب
تُطا َبق الكلمة الناجتة من الرتكيب مقابل الكلمة حمل الدراسة من حيث اهلجاء
أي ضبط صويت يف الكلمة َ
املدخلة وكذلك من حيث الضبط الصويت (إن ُو ِجدَ ُّ
حمل الدراسة) ،وتُستب َعد التحليالت الرصفية غري املطابقة من فضاء احللول.
‹‹آلية تقييد››.
ك .التحليالت املتبقية (الناجية) اآلن يف فضاء احللول هي فئة كل التحليالت
ِ
املمكنة للكلمة العربية حمل الدراسة‹‹ .آلية تقييد››. الرصفية
وجدير باملالحظة يف كل هذه اخلطوات أن احلصول عىل التحليالت الرصفية للكلمة
يتم تدرجي ًّيا عرب الرتكيب الرصيف (وفق ما جرى عرضه يف األقسام السابقة من هذا الفصل)
لفرضيات حتليالهتا الرصفية اجلزئية ،ثم اختبار حتقيق هذه الفرضيات للرشوط الرصفية
العربية واستبعاد ما ال يستويف هذه الرشوط ،وبتكرار هذه العملية إىل أن تُغ ِّطي جسم
ِ
املمكنة هلذه الكلمة. الكلمة حمل الدراسة ُي َشكِّل ما يتبقى من هذه الفرضيات فئ َة احللول
-120-
اصطالحا باسم ف ٍ
حتليالت متعدد ًة وهو ما ُي ْع َر ُ هذه العملية عىل أية كلمة عربية ُينْتِج
ً
«االلتباس الرصيف» (.)Morphological Ambiguity
ويعرض اجلدول رقم ( )3-2أدنــاه مثاالً َّ
مفص ً
ال عىل هذا االلتبـــاس عنـد إجراء
عملية التحليل الرصيف العريب حاسوب ًّيا عىل الكلمة العربية اخلام «بطـيـن»؛ حيث تم
تظليل كل حتليل ممكن من التحليالت الرصفية القياسية املتعددة هلـذه الكلـمـة بظــل
(.)1 ٍ
متناسبة مع درجة الشيـوع السمـاعية هلذا التحليل ٍ
كثافة رمـادي ذي
آلية ختتار واحدً ا فقط من بني التحليالت الرصفية املتعددة -وهو ويف غياب ٍ
ك االلتبـــاس الصـــريف» (Morphological اصطالحا بِ ْ
اسـم « َف ّ ً ما ُي ْع َرف
عتب هذا التحليل الرصيف العريب آل ًّيا ويظل ذا
- )Disambiguationفال يمكن أن ُي َ
قيمه تطبيقية حمدودة.
وجيدر بنا َ
قبل مناقشة كيفية فك االلتباس الرصيف العريب أن نلقي نظر ًة عىل األسباب
الرئيسية هلذا االلتباس والتي يمكن تلخيصها فيام ييل:
.أافتقاد عالمات التشكيل/الضبط الصويت -إال فيام ندر -يف الكتابة املعارصة
للنص العريب وذلك ارتكانًا عىل قدرة القارئ العريب املتمرس عىل استنباط هذه
العالمات بنفسه مستفيدً ا من عدة قرائن سوف نذكرها فيام ييل من نقاط.
بل إنه من اجلدير بالذكر أن استنتاج عالمات التشكيل الصويت حاسوب ًّيا لكلامت
املعمق لِ ُّلغة العربية
النص العريب اخلام هو بحد ذاته هدف للتحليل احلاسويب َّ
ُي ْس ِهم فيه التحليل الرصيف العريب اآليل كام أرشنا إىل ذلك يف القسم قبل السابق
من هذا الفصل .وعىل الرغم من أن إضافة التشكيل الصويت ولو جزئ ًّيا لبعض
ِ
«مستعمر»« ،مقدَّ م»، الكلامت قد يفك/يقلل من االلتباس فيها؛ وذلك مثل
«يقسم» ، ...فإن علينا االنتباه يف احلالة العامة إىل عدم كفاية إضافة التشكيل ِّ
ِ ِ
ال إلزالة االلتباس؛ وذلك مثل « َف َر ُضوا»َ « ،قائل»َ « ،يسري»،
الصويت ولو كان كام ً
ال ماض ًيا من مادة اجلذر (ف ،ر ،ض) أو «ش َذا» ...فقد يكون املثال األول فع ً
َ
-1املحلل الرصيف العريب املستخدَ م للحصول عىل التحليالت الواردة يف اجلدول املذكور هو ذلك املوصوف يف املرجع
(وخصوصا الفصول من مخسة إىل سبعة) من قائمة املراجع هناية هذا الكتاب.
ً رقم []15
-121-
ال ماض ًيا معطو ًفا بالفاء من مادة اجلذر (ر ،ض ،ي) ،كام قد يكون املثال الثاين
فع ً
اسم فاعـل من مادة اجلذر (ق ،و ،ل) أو من مادة اجلذر (ق ،ي ،ل) ،أما املثال
ال مضار ًعا من مادة اجلذر (س ،ي ،ر) أو صيغة مبالغة من الثالث فقد يكون فع ً
اسم وكالمها مادة اجلذر (ي ،س ،ر) أما املثال الرابع فقد يكون فع ً
ال ماض ًيا أو ً
من مادة اجلذر (ش ،ذ ،و).
.ببينام تشتغل أية آلية للتحليل الرصيف عىل كل كلمة يف النص بشكل منفرد ،فإن
الذهن البرشي يستفيد يف حكمه عىل أية كلمة من سياق النص حوهلا؛ فعىل
سبيل املثال نستطيع كقارئني للعربية بكفاءة فك التباس كلمة «بطني» عندما ترد
يف السياقات الثالث املختلفة اآلتية ( ...حيمل الدم املوجود يف البطني األيمن
من القلب ،)...و( ...الذي خيتلط بطني األرض فيصري ،)...و( ...أنه رجل
بطني جسيم.)...
.جويف قدراته تلك عىل فك االلتباس الرصيف يعتمد الذهن البرشي عىل املعاجلة
وخصوصا
ً املتزامنة لسياق الكلمة عىل مستويات عدة من التحليل اللغوي -
الداللة والنحو -إضاف ًة إىل الرصف ،ولسوء احلظ ال تزال أدواتنا احلاسوبية
والرياضية قارصة عن حماكاة هذه املعاجلة اللغوية املتزامنة بكفاءة حلظية.
وكمثال عىل ذلك نحلل السياق التايل ( ...فالكهرباء وقود يسري هذا النوع
من السيارات ).حيث يستبعد القارئ العريب تفسري ما حتته خط عىل أنه الصفة
« َي ِسري» من مادة اجلذر (ي ،س ،ر) يف صيغة املبالغة « َف ِعيل» وذلك ألن ما
يتيحه السياق النحوي من موصوفات حمتملة هو «فالكهرباء» أو «وقود»
أيضا وكالمها بعيد دالل ًّيا عن َو ْس ِمه بصفة «ال ُي ْس» ،كام يستبعد القارئ العريب ً
تفسريه عىل أنه الفعل الالزم « َي ِسري» من مادة جذر (س ،ي ،ر) وذلك ألن َ
ِ
اعتبار «هذا» كفاعل رصيح يؤدي إىل اختالل داللة العبارة وبنائها حيث تفتقر
اجلملة الفعلية التي تقع يف حمل ِص َفة لالسم قبلها إىل متعلق يربطها بموصوفها
ضمريا
ً -كأن يقال ( ...وقود َي ِس ُري به هذا النوع - )...كام أن اعتبار الفاعل
رتا يعود عىل «فالكهرباء» أو «الوقود» غري مناسب دالل ًّيا حيث إن أ ًّيا منهام مست ً
ِ
ال « َيسري» ،و ُيستب َعد كذلك التفسري « ُي َس َّي» ألسباب مماثلة ،... ،وربام ال يتبقى
-122-
لدى القارئ يف هناية املطاف احتامل قوي حيقق صحة الكالم رصف ًّيا ونحو ًّيا
(.)1
ودالل ًّيا يف آن واحد سوى « ُي َس ِّي»
.دإضاف ًة إىل سياق النص الذي ترد فيه الكلمة حمل الدراسة والتحليل ،يوجد
خارج النص»
َ سياق آخر ال يقل أمهية عنه يف فك التباسها؛ أال وهو «السياق
ونقصد به حقائق العامل وتفاعالته ومالبسات األحداث املعارصة للكالم ...
إلخ ،ومرة أخرى ومع األسف فإنه مل يتم إىل اآلن بناء قاعدة معرفية حاسوبية
تصف بصورة مكتملة العامل املشرتك بني عموم البرش( )2ناهيك عن القدرة عىل
حوسبة كل سياق خارجي خاص بفئة معينة من البرش كاملحامني ،أو مهنديس
االتصاالت ،أو األدباء ،أو عامل البناء ،أو سكان حي معني يف ٍ
بلدة ما ... ،إلخ.
وقد تبينت أمهية هذا السياق اخلارجي أثناء مناقشة املثال يف النقطة السابقة،
وملزيد من التبيان نحلل السياق التايل ( ...وقد تزينت البليدة هلذا احلدث
اهلام )...فإذا كان القارئ يعرف أن السياق اخلارجي للنص يشري إىل بلدنا
ال يف جريدة تصدر يف اجلزائر ... ،إلخ) وكان العزيز «اجلزائر» (كأن يرد مث ً
أيضا أن «ا ْل ُب َل ْيدَ ة» هي إحدى مدهنا التي تتأهب الستقبال مناسبة هامة يعرف ً
ِ
فإنه يستطيع تقرير أن ما حتته خط ليس كلمة «ا ْل َبليدَ ة» (التي قد تصف بنتًا أو
امرأ ًة تتزين زين ًة حقيقة) وإنام هي كلمة «ا ْل ُب َل ْيدَ ة» (بافرتاض علم القارئ أن
فعل التز ُّين يمكن أن ُي ْسنَد إىل اسم علم عىل مدينة كاستخدام جمازي بالغي
عرب االستعارة املكْنِ َّية).
الالحقة الصيغة الرصفية اجلذر السابقة نوعها الكلمة
- َف ِعيل بطن -
مرصفة منتظِمة
َّ َبطِني
0 673 352 0
- ُف َع ْيل بطن -
مرصفة منتظِمة
َّ ُب َط ْي
0 789 352 0
-1ملزيد من التفاصيل حول حوسبة املعاجلة الداللية يرجى الرجوع إىل الباب السادس من هذا الكتاب حول «التحليل الداليل».
-2تسمى مثل هذه القاعدة املعرفية «أنطولوجيا »Ontologyويف الفصل اخلامس «التحليل الداليل» يف هذا الكتاب
نستعرض هذا املفهوم ونناقش أهم مكوناته وكذلك أمهيته حلوسبة التحليل الداليل.
-123-
الالحقة الصيغة الرصفية اجلذر السابقة نوعها الكلمة
ِْ
ـي َف ّل بطط -
مرصفة منتظِمة
َّ
َب َّط ْ ِ
ي
80 820 348 0
- فِعل طين بـ
مرصفة منتظِمة
َّ بـِطِني
0 847 2563 15
- فِ ِّعيل بطن -
مرصفة منتظِمة
َّ بـِ ِّطني
0 673 352 0
- ُف َع ِّيل بطن -
مرصفة منتظِمة
َّ ُب َط ِّي
0 788 352 0
- َف ْعل طين بـ
مرصفة منتظِمة
َّ بـِ َط ْي
0 819 2563 15
ِْ
ـي ُف ّل بطط -
مرصفة منتظِمة
َّ ُب َّط ْي
80 834 348 0
ِْ
ـي فِ ّل بطط -
مرصفة منتظِمة
َّ
بـِ َّط ْ ِ
ي
80 843 348 0
- فِ َعل طين بـ
مرصفة منتظِمة
َّ بـِطِ َي
0 850 2563 15
- ُف َّعل طين بـ
مرصفة منتظِمة
َّ بـِ ُط َّي
0 739 2563 15
- َف ِّعل طين بـ
مرصفة منتظِمة
َّ بـِ َط ِّي
0 675 2563 15
اجلدول :2-3مثال عىل االلتباس الرصيف عند التحليل الرصيف اآليل لكلمة «بطني».
ومع بروز إشكالية االلتباس عىل املستوى الرصيف (وعىل باقي مستويات اللغة)
كأمر ال فِكاك منه بكل حتدياته التي عرضناها عالِ َيه ،فقد توجه املشتغلون باملعاجلة
احلاسوبية لِ ُّلغات احلية إىل استعارة وتطويع أساليب التعلم احلاسويب التي أثبتت
َف َعالِ َّيتَها يف التعامل مع مسائل صعبة وحيوية يف صناعة املعلومات واالتصاالت احلديثة
مثل «معاجلة اإلشارات» ( ،)Signal Processingو «التعرف عىل األنامط» (Pattern
... )Recognitionإلخ .وبصفة عامة فإن أساليب «التعلم احلاسويب» ((Machine
-124-
ملقاربة املسائل التي ال ُت ْع َرف هلا أو حيث يتعذر
Learningتط َّبق كأنسب ما يكون َ
احلصول هلا عىل «حلول بقواعد ُمْكَمة»( ، )Closed-Form Solutionsوتنطلق
هذه األساليب -عىل اختالفها -من مبدأ إمكانية التعلم عرب تكرار التعرض الغزير
لألمثلة الصحيحة واألمثلة اخلاطئة أو عرب تكرار التعرض الغزير لألسئلة وأجوبتها
حول جزئيات املسألة املطلوب مقاربتها؛ فالطفل مث ً
ال قد جييد القراءة السليمة للغة
العربية قبل أن يتعلم أسس وقواعد اللغة من رصف ونحو وداللة ...إلخ وذلك عرب
تقليد األكرب سنًّا وعرب حماوالت الصواب واخلطأ مع تصويب األخطاء حيث يتحسن
وتكرارا.
ً مرارا
األداء مع معاو َدة ذلك كله ً
ويرتكز بصفة عامة تفعيل تلك األساليب رياض ًّيا وحاسوب ًّيا هلذا املبدأ عىل استقراء
السياق االحتاميل للكلمة ِع َو ًضا عن سياقها اللغوي (النحوي-الداليل) ُب ْغ َي َة الوصول
إىل حساب االحتامل الريايض لوقوع كل حتليل ممكن للكلمة بني ما يسبقه وما يلحق
به من كلامت ومن َث َّم ترجيح التحليل صاحب أكرب احتامل ريايض ،وتستلزم عملية
إجراء احلساب هذه تكوين نموذج احتامل ريايض حياكي كل تتا ُبعات الوحدات
اللغوية كام حتدث يف الواقع احلقيقي الستخدام اللغة .ويف حني أن املرجع رقم []21
من قائمة املراجع هناية هذا الكتاب يدرس باستفاضة أساليب التعلم احلاسويب املختلفة
املعمقة ،فإن املرجع رقم [ ]20من نفس القائمة يستفيض يف تطبيق بتفاصيلها الرياضية َّ
بعض هذه األساليب عىل معاجلة اللغات احلية.
وأ ًّيا ما كانت األساليب الرياضية واحلاسوبية املختارة لبناء مثل هذا النموذج
االحتاميل ،فال ُبدَّ هلا من مادة لغوية متأل وعا ًء واس ًعا من األسئلة (الكلامت اخلام عىل
سبيل املثال) مع أجوبتها (التحليل الرصيف الصحيح للكلمة عىل سبيل املثال) مثلام
املوجه ،و ُي ْط َلق عىل عملية تشغيل هذه األساليب الرياضية عىل
يقتيض التعلم احلاسويب َّ
املادة اللغوية لبناء النموذج االحتاميل اسم «التدريب» ( )Trainingكام يطلق عىل الوعاء
«املو ِرد اللغوي» ( ،)Language Resourceوبطبيعة الواسع املمتلئ باملادة اللغوية اسم ْ
احلال فإن النموذج االحتاميل سوف حيمل اخلصائص اإلحصائية للمورد اللغوي الذي
َتك ََّو َن منه ،والذي عليه بدوره أن حيمل خصائص الظاهرة اللغوية التي يعرب عنها وهو
ِ
املوارد اللغوية يف القسم التايل. ما ُي ْسلمنا إىل اعتبارات ورشوط بناء
-125-
ِ
املوارد اللغوية الالزمة لفك االلتباس الرصيف -9بناء
من أجل نجاح عملية فك االلتباس اللغوي (سواء كان رصف ًّيا أو غري ذلك) فإن
قدر اإلمكان النموذج االحتاميل الريايض للظاهرة اللغوية حمل الدرس ال ُبدَّ أن حيمل َ
ذات اخلصائص اإلحصائية( )1هلذه الظاهرة اللغوية ،ومن أجل حت ُّقق ذلك ال ُبدَّ أن َ
ذات اخلصائص اإلحصائية للظاهرة اللغوية، قدر اإلمكان َحيمل املورد اللغوي بدوره َ
ومن أجل ذلك يتوجب أن يتوافر فيه الرشطان اآلتيان:
نصوصا أم خالف ذلك) يف املورد اللغوي
ً .أأن ُتتار املادة اخلام (سواء أكانت
بحيث تُشكِّل عين ًة حسنة التمثيل للظاهرة اللغوية ،ويعني ذلك أن تغطي هذه
العينة األبعاد األربعة لفضاء التنوع اللغوي السالف ذكرها يف القسم اخلامس
من هذا الفصل (وهي البعد الزمني ،والبعد اجلغرايف ،والبعد املوضوعي،
والبعد األسلويب) بحيث تتناسب أوزان متثيل كل حيز يف هذا الفضاء يف تلك
املادة اخلام َقدْ َر اإلمكان مع أمهيتها يف التطبيق الذي س ُيو َّظف فيه النموذج
االحتاميل الناتج من التدريب عىل هذا املورد اللغوي.
.بأن ُ ْت َرى عملية َعن َْونة املادة اللغوية اخلام إلنتاج املورد اللغوي بدقة عالية،
و ُي ْق َصد بعملية «العنونة» (ُ )2()Annotation
إحلاق التحليالت اللغوية املناسبة
ُكون
(كالتحليل الرصيف عىل سبيل املثال) بكل وحدة لغوية يف املادة اخلام لت ِّ
مجي ُعها املورد اللغوي .وتنبع رضورة الدقة العالية يف هذا املقام من أن املورد
اللغوي النـــاتج هو مـادة التدريب (أ ًّيا كانت أساليب التدريب) إلنتاج
النموذج االحتاميل الريايض الذي تعتمد عليه آليات فك االلتباس ،فإن
معيب
ٌ كان املورد رديء اجلودة فالنموذج االحتاميل الناتج عنه هو بالتأكيد
-1املقصود باخلصائص اإلحصائية للظاهرة اللغوية هو التكرارات النسبية لوحداهتا اللغوية يف واقع تطبيق هذه
الظاهرة اللغوية.
أيضا لفظة «توسيم» لرتمجة املصطلح «.»Annotation
تشيع ً
ُ -2
-126-
املعتم ِ
دة عليه ردي ًئا ،و ُي َعدُّ هذا جتل ًيا ِ وبالتبعية يصري أداء ِ
آلية فك االلتباس ُ
ِ
ملبدأ يف الرياضيات احلاسوبية مؤداه أن «معاجلة النفايات املدْ َخلة ال ُتْر ُج إال
النفايـات» ( )Garbage In - Garbage Outويعرف باالختصار «.»GIGO
ِ
املوارد اللغوية العربية احلديثة ما جاء يف الورقة املشار ومن النامذج اجليدة عىل بناء
إليها برقم [ ]22ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب والتي تناولت عدة أصناف من
ِ
املوارد اللغوية التي تم إنجازها بالفعل؛ منها النصية ومنها الصوتية ومنها املخت َلطة.
ومن اجلدير بالذكر يف هذا املقام أن إعداد وعنونة املواد اللغوية اخلام -سواء كانت
ِ
املوارد اللغوية اصطالحا « ُمدَ َّونات» ()Corporaإلنتاج
ً نصية أم ال ،والتي تسمى
قد صار منذ بداية القرن احلادي والعرشين امليالدي نشا ًطا ذا حجم كبري يف أبحاث
وصناعة تطبيقات معاجلة اللغات احلية بمخت َلف أصنافها ،وقد يتخطى حجم هذا
َ
معالات النشاط أحيانًا اخلمسني يف املئة ضمن كافة أنشطة معاجلة اللغات احلية من
رياضية وتصميم وبناء الربجميات الالزمة لتنفيذها ...إلخ ،وهو ما أدركه املجتمع
ِ
للموارد اللغوية وبمختلف العاملي املشتغل هبذا املجال فقام بتخصيص أكرب مؤمتراته
ِ
املوارد و ُي ْع َرف هذا املؤمتر باسم LRECو ُي ْع َقد بوترية منتظمة مر ًة كل سنتني أنواع هذه
كل من دوراته ما بني األلف واأللفني من منذ عام 1998م ويرتاوح عدد حضوره يف ٍّ
مسارا كي تغطي خمتلف أنواع وأنامط ً املتخصصني كام يتجاوز عدد مساراته العرشين
املوارد اللغوية .http://www.lrec-conf.org ِ
املوارد اللغوية بمختلف أنواعها هو أحد أكرب األنشطة يف ِ إعداد املدَ َّونات اللغوية وبناء
جمال أبحاث وصناعة تطبيقات معاجلة اللغات احلية .وبسبب ضخامة حجم املادة وارتفاع
ال عن التنوع الواسع ألصناف هذه ِ
املوارد اللغوية ،فض ً لكل من هذه دقة العنونة املطلو َب ْي ٍّ
املوارد اللغوية التي جرى إنجازها بالفعل يف حقل اللغة العربية، املوارد ،إضاف ًة إىل قلة عدد ِِ
املؤهلني ِ
واملل ِّمني فإن هذا النشاط يستدعي أن تنخرط فيه أعداد كبرية من اللغويني العرب َّ
بطبيعة تقنيات املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة مما َن ُعدُّ ه أحد األهداف التي نرجو أن تتحقق من وراء
تأليف هذا الكتاب.
-127-
خارج إطار َ ِ
املوارد اللغوية عىل وجه العموم يتعذر بشكل واقعي إجراء عملية بناء
املدونات اللغوية (مثل التحليل الرصيف لكلامت تنظيمي يضبط ا ِّطراد واتساق عنونة َّ
املدونة) من ُم َعن ِْو ٍن آلخر ،ويدعم يف الوقت نفسه كفاءة العنونة ودقتها ،ويتيح كذلك
مراجعتها ومراقبة نسبة اإلنجاز ...وغري ذلك من وظائف .وغال ًبا ما ُيصا ُغ كل إطار
من مثل هذه األُ ُطر عىل هيئة برنامج حاسويب ذي بيئة تفاعلية ُي َس َّمى «أداة َعن َْونة»
(.)Annotation Tool
ويعرض الشكل رقم ( )5-3أدناه لقطة أثناء تشغيل إحدى هذه األدوات التي متكن
اللغويني من إدارة وعنونة املدونات النصية العربية من النواحي الصوتية (الفونولوجية)
والرصفية والداللية وذلك بأسلوب تفاعيل عرب واجهة استخدام رسومية مفصلة تتيح
هلم مراجعة عملهم هذا ومراقبة نسب اإلنجاز فيه.
-128-
(.)1
الشكل :5-3لقطة من أداة عنونة النص العريب صوت ًّيا ورصف ًّيا ودالل ًّيا؛ « َفصيح»
َّ
ِ ِ
ويف حني جتعل طبيع ُة بعض املوارد اللغوية أدوات العنونة املستخدَ م َة إلنتاجها َ
غري
ِ
املوارد اللغوية للكالم ِ
املوارد (مثل بعض أنواع عتم ٍ
دة يف وظائفها عىل لغة حمتوى هذه م ِ
ُ
ِ
مثل هذه األدوات قابل ًة إلعادة االستخدام يف أغلب املنطوق) فتكون تب ًعا لذلك ُ
(وخصوصا تلك
ً ِ
املوارد اللغوية األخرى األحيان بني لغة وأخرى ،فإن طبيع َة بعض
النصية ،أو تلك التي يشكل النص ركنًا أساس ًّيا فيها) حتتم إنشاء أدوات عنونة جديدة
تراعي خصوصيات لغة حمتوى هذه ِ
املوارد ،وتقع أدوات عنونة املدَ َّونات النصية العربية
بمختلف أنواعها ضمن الفئة الثانية ،وبنظرة عامة عىل احلالة الراهنة لألدوات العربية
من هذه الفئة الثانية تتضح لنا املساحات التالية التي تتسع إلسهامات اللغويني العرب:
-1يمكن الرجوع إىل تفاصيل هذه األداة التفاعلية يف الورقة املشار إليها برقم [ ]16ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب.
-129-
ِ
املوارد اللغوية إنجازه والقيام عىل حتديثه من خمتلف
ُ بالقياس إىل الكثري الذي ُيرت َقب
عتب النص العريب ركنًا فيها) ُي َعدُّ ما جرى بناؤه من أدوات العربية النصية (أو تلك التي ُي َ
العنونة العربية الالزمة لتلك ِ
املوارد قليالً .وإىل جانب اجلهود العلمية واهلندسية والربجمية
املطلوبة لبناء األدوات الناقصة ،فإن هناك كذلك حاجة إىل إسهام من ناحية اللغويني
وخصوصا فيام يتعلق بتصميم واختبار واجهات االستخدام وتفا ُع ِل َّيتِها.
ً العرب
وحتى بالنظر إىل أدوات العنونة العربية التي تم بناؤها بالفعل فإن استخدامها ال يزال
غري شائع إال عىل نطاق حمدود ،ومرجع ذلك يف كثري من األحيان هو أن ملكيتها تعود
إىل الرشكات التي طورهتا ،ولذلك فإن هناك حاجة للعمل عىل التوعية باألدوات اجليدة
وخصوصا تلك املتاحة لالستخدام احلر ،فض ً
ال عن اقرتاح أنامط ً بني أوساط اللغويني
مبتكرة من تعويض الرشكات إلقناعها بإتاحة أفضل ما طورته من أدوات العنونة
العربية لالستخدام احلر أو مقابل رسوم زهيدة ،وهو ما حيتاج إىل مجعيات/تنسيقيات/
تكتالت من املشتغلني بأبحاث وصناعة تطبيقات املعاجلة احلاسوبية للغة العربية بمن
فيهم اللغويون.
إجراء رصد دوري شامل لكل ما ُي ْط َرح من أدوات العنونة العربية مع نقد وتقييم أداء
ِ
املوارد اللغوية العربية، كل منها ومن َث َّم ترشيح األفضل من بينها إلنجاز كل نوع من
ال عن إجراء رصد أوسع ألدوات العنونة غري العربية ذات الربجميات مفتوحة املصدر فض ً
ِ
املوارد اللغوية العربية ،ومثل هذه األرصاد مما قد يمكن تطويعها بجهد معقول إلنتاج
أيضا جلهود من َّظمة من مجعيات/تنسيقيات/تكتالت من املشتغلني والتقييامت حتتاج ً
بأبحاث وصناعة تطبيقات املعاجلة احلاسوبية للغة العربية بمن فيهم اللغويون.
أما بالنظر إىل الوضع الراهن لربجميات التحليل الرصيف العريب ِ
بش َّق ْيها؛ األول املختص
املم ِكنة ألية كلمة عربية والثاين املختص بفكباستخالص كل التحليالت الرصفية ْ
االلتباس الرصيف ،فإن تاريخ العمل عىل هذه املسألة من بحث وتطوير والذي يمتد
منذ سبعينات القرن العرشين امليالدي قد أثمر عد ًدا كاف ًيا من حزم الربجميات الناضجة
بمستوى تطبيقي صناعي وذلك مع هناية تسعينات القرن العرشين امليالدي ،حيث
وصل هامش اخلطأ يف الشق األول إىل ما دون االثنني يف األلف كام وصل هامش اخلطأ
يف الشق الثاين إىل ما دون اخلمسة يف املئة بعد التدريب عىل ذخرية رصفية عربية متوازنة
-130-
التغطية للفضاء اللغوي ذات حجم ثالثة ماليني كلمة ( )1وذات جودة عنونة رفيعة
ال يزيد هامش اخلطأ فيها عن مخسة يف األلف ،ويف حدود هوامش خطأ حمدودة كهذه
أمكن بناء تطبيقات صناعية ترتكز عىل التحليل الرصيف العريب اآليل وذات أداء مقبول.
وجيدر بنا اإلشارة يف هذا املقام قبل أن نختتم هذا الفصل إىل بعض األعامل
التي اشتهــرت وشاعت بني الباحثني يف جمــــال املعاجلة اآللية لِ ُّلغة العربية؛
ِ
يم باك ُْوو ْل َ ْ
ت» فلدينــا املحلل الرصيف العريب الذي اشتهر باسم مصممه األسايس «ت ْ
( Tim Buckwalter (http://www.qamus.org/morphology.htmالذي يمكن
احلصول عليه من خالل « ُم َؤ َّسسة ( »Linguistic Data Consortium (LDCيف
جامعة «بِن ِْس ْلفانْيا» بالواليات املتحدة األمريكية أثناء عمله فيها وذلك عرب http://
www.ldc.upenn.edu/catalog/catalogEntry.jsp?cataloId=LDC2002L49
والنسخة الشائعة منه هي اإلصدارة 1.0التي ظهرت يف نوفمرب عام 2002م ويمكن
احلصول عليها باملجان للمشرتكني يف اجلمعية أو بمقابل رمزي لغري املشرتكني فيها.
كام أن هناك حزمة األدوات الربجمية املعروفة باسم « َمدَ ى و ُطو َق ْ
ان» (MADA+
)TOKANوالتي تعمل عىل معاجلة النص العريب اخلام الستخراج أنسب املعلومات
الرصفية واملعجمية والصوتية واألنواع الكالمية لكل كلمة بمراعاة السياق املحيط هبا،
وقد تم تطوير هذه احلزمة يف جامعة «كُو ُلو ْمبِيا» بالواليات املتحدة األمريكية ويمكن
االطالع عىل تفاصيلها يف الورقة املشار إليها برقم [ ]19ىف قائمة املراجع هناية هذا
-1وقد ينخفض هامش اخلطأ يف فك االلتباس الرصيف اآليل إىل ما دون الثالثة يف املئة مع ذخرية رصفية بنفس احلجم
ولكنها مركزة يف حيز ضيق من الفضاء اللغوي («النصوص القانونية املعارصة يف مرص» عىل سبيل املثال) ،كام ُيع َت َقد
أنه دون االستعانة بتحليالت صحيحة من طبقات لغوية أعىل (كالداللة والنحو عىل سبيل املثال) يظل هناك حدٌّ أدنى
هلذا النوع من هوامش اخلطأ ال يقل عن الثالثة يف املئة مهام زاد حجم الذخرية اللغوية الرصفية التي جرى تدريب آلية
فك االلتباس عليها.
-131-
الكتاب.
كام تعالج حزمة األدوات الربجمية املعروفة باسم « َأ ِم َرية» ))AMIRAكلامت النص
العريب لتعيني لواصقها وحتديد أنواعها الكالمية وتقسيم النص إىل أقرص عبارات غري
متداخلة يف شجرة حتليله اإلعرايب ،ويمكن االطالع عىل تفاصيلها يف الورقة املشار إليها
برقم [ ]18ىف قائمة املراجع هناية هذا الكتاب.
ومع عدم احلاجة للمزيد من األبحاث يف مسألة التحليل الرصيف العريب اآليل ،فإنه
التزال هناك رضورة للعمل من أجل حتقيق األهداف التالية:
-132-
حل َياةْ ،بيوت1960 ،م. حد ِر َضاَ ،م ْك َت َبة ا َ ِ 5.5رضا (أمحد)ُ :م ْع َجم َمتْن ال ُّل َغةَ ،أ ْ َ
ارةاإلعال ِم واهر القاموسَ ،طبعة و َز ِ روس ِم ْن َج ِ ِ تاج ال َع
ْ َ (م َّمدُ ُم ْرت ََض)ُ : بيدي ُالز ّ َّ 6.6
الك َُو ْيت َّية.
7.7العاين (سلامن حسن)ُ :فونولوجيا العربية - ،ترمجة ِ
يبامللح ،دار النَّادي األَ َد ِّ ياس َّ َّ َ َ َ
السعود َّية1983 ،م. املم َلكة ال َع َرب َّية َّ
بجدَّ ة ْ -
حوث ِ ويل لِ ْل ُقر ِ
آن الكَري ِمَ ،م ْ َم ُع ال ُب القاموس ال َّط ُ حد): َ 8.8ع ْبد ال َفتَّاح (إبراهيم َأ ْ َ
ْ ُ
اإلسالم َّي ِة1983 ،م.
ِ ِ ِ
دار احلَديث. (م َّمد َع ْبدُ اخلالق) :امل ْغني ِف ترصيف األَ ْفعالُ ، ُ 9.9ع َض ْيمة ُ
أحد خمتارإبراهيم)ِ :ديوان األدب ،حتقيقَ ْ : َ إس َ
حاق ا ْب ُ
ن راهيم ْ
َ ِّ
الفاراب ( َأ ُبو إ ْب 1010
ُع َمر1974 ،م.
قول الدَّ َلل َّي ُة الصف َّي ُة لِ َ ِ
حل ُ
بالرياض،
يخ ِّ أل ْفعال ال َع َرب َّية ،دار ِّ
املر ِ َّ ْ (س َليامن) :ا ُ َ 1111ف َّياض ُ
1990م.
ِ ِ ِ ِ
سيط ،ط1985 ،3م. الو ُ َ 1212م ْ َم ُع ال ُّل َغة ال َع َرب َّية بالقاهرة ،امل ْع َج ُم َ
ف األَلِف رة ،ما ت ََّم ِم ْن (امل ْع َجم الكَبري) ،طَ ،1ح ْر ُ بالقاه ِ
ِ َ 1313م ْ َم ُع ال ُّل َغ ِة ال َع َرب َّي ِة
ف اجليم ،2000 ف الباء َ ،1981ح ْرفا التَّاء وال َّثاء َ ،1992ح ْر ُ َ ،1970ح ْر ُ
ف اخلاء ،2004حرف الدال ،2006حرف الذال ف احلاء َ ،2000ح ْر ُ َح ْر ُ
الراء 2015م. 2008م ،حرف َّ
رة ،معجم َأ ْل ِ
فاظ ال ُقر ِ ِ ِ ِ ِ
آن الكَري ِمَ ،ط ْبع ٌة ُمنَ َّقح ٌة1990 ،م. ْ َ 1414م ْ َم ُع ال ُّل َغة ال َع َرب َّية بالقاه ُ ْ َ ُ
15. Attia, M., A Large-Scale Computational Processor of the Arabic
Morphology, and Applications, M.Sc. thesis, Dept. of Computer
Engi-neering, Faculty of Engineering, Cairo University, 2000.
�16. Attia, M., Rashwan, M., Al-Badrashiny, M., Fassieh©; a Semi-Auto
�matic Visual Interactive Tool for the Morphological, PoS-Tags, Pho
netic, and Semantic Annotation of the Arabic Text, IEEE Transactions
-133-
on Audio, Speech, and Language Processing (TASLP) http://www.
SignalProcessingSociety.org/Publications/Periodicals/TASLP: Spe�
cial Issue on Processing Morphologically Rich Languages, Vol.
17 - Issue 5; pp. 916-925 http://ieeexplore.ieee.org/xpl/freeabs_
all.jsp?isnumber=5067414&arnumber=5075778&count=21&in�
dex=6, July 2009.
17. Cavalli-Sforza, V., Soudi, A., Mitamura, T., Arabic Morphology
Gen-eration Using a Concatenative Strategy, ACM Int’l Conference
Pro-ceeding Series; Proceedings of the first conference on North
Ameri-can chapter of the Association for Computational Linguistics
(NAACL), 2000.
18. Diab, M., Second Generation AMIRA Tools for Arabic Process�
ing: Fast and Robust Tokenization, POS tagging, and Base Phrase
Chunking, The Proceedings of the 2nd Intl. Conference on Arabic
Language Resources and Tools, ISBN: 2-9517408-5-9, Cairo –
Egypt, http://www.medar.info/conference_all/2009/index.php, Apr.
2009.
19. Habash, N., Rambow, O., Roth, R., MADA+TOKAN: A Toolkit for
Ara-bic Tokenization, Diacritization, Morphological Disambigua�
tion, POS Tagging, Stemming and Lemmatization, The Proceed�
ings of the 2nd Intl. Conference on Arabic Language Resources and
Tools, ISBN: 2-9517408-5-9, Cairo – Egypt: http://www.medar.
info/ conference_all/ 2009/ index.php, Apr. 2009.
20. Schütze, H., Manning, C. D., Foundations of Statistical Natural
Language Processing, MIT Press, 2000.
21. Vapnik, V. N., Statistical Learning Theory, John Wiley & Sons Inc.,
1998.
22. Yaseen, M., et al., Building Annotated Written and Spoken Arabic
LR’s in NEMLAR Project, LREC2006 conference http://www.
lrec-conf.org/lrec2006, Genoa-Italy, May 2006.
-134-
الرابع
الفصل َّ
َّركيبي
ّ التَّحليل الت
-1تقديم.
-2عالقة منظومة النحو بمنظومتي الرصف واملعجم.
-3مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة.
-4مدخل إىل معاجلة تركيب اجلملة آليا.
-5اجتاهات بناء املحلالت النحوية.
-6دقة املحلالت النحوية.
-7أمثلة للمحلالت النحوية.
-8بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف اللغة
العربية.
-135-
-136-
-1تقديم
إن تناول قضية التحليل النحوي واملعاجلة اآللية لرتكيب اجلملة يف اللغة العربية
موضوع متشعب األبعاد واجلوانب نتيجة خلصوصية طبيعة اللغة العربية ،حيث إن
منظومة النحو تندرج فيها العديد من النظريات النحوية القديمة واحلديثة ،باإلضافة
إىل ارتباطها ارتبا ًطا وثي ًقا بمنظومتي الرصف واملعجم ،وال مناص من مناقشة التفاعل
بينهم؛ التفاعل الذي يصل إىل حد االندماج الكامل.
وتعترب عملية التحليل النحوي اآليل من ركائز املعاجلة اآللية للغات الطبيعية ،حيث
جيري فيها حتديد بنية اجلملة من حيث هيكلية مكوناهتا ووظائف عنارصها ،وإجياد
قالبها النحوي اعتام ًدا عىل القواعد النحوية األساسية من حيث تقسيم اجلملة وحتديد
مكوناهتا وتقسيم كلامهتا إلجياد العالقات النحوية فيام بينها .ويعد املحلل النحوي اآليل
مقو ًما أساس ًيا ال غنى عنه ،حيث تعتمد عليه العديد من تطبيقات معاجلة اللغة مثل
التطبيقات اخلاصة بتحليل مضمون النصوص وفهمها آل ًيا وعمليات االستخالص
والتلخيص والفهرسة اآللية ،ونظم الرتمجة اآللية ،وتطبيقات اكتشاف األخطاء
اهلجائية والنحوية آل ًيا.
وقبل التعرض آلليات التحليل النحوي ،ال بد من النظر -بشكل عام ودون التقيد
باجتاه معني -إىل مفهوم القواعد النحوية وكيفية التعبري عنها ومتثيلها وآليات حتليل
مكوناهتا ،فنحو اللغة كان أحد موضوعات البحث منذ وقت طويل يف أبحاث علوم
ونظرا لطبيعة النحو التي متيل إىل التجريد واالختزال ،فقد أصبح ً اللغة واآلداب.
النحو -كام ذكر الدُّ كتور نبيل عيل « -خط االلتقاء بني اللسانيات والرياضيات (عيل،
ومؤخرا قدم جمال علوم احلاسب رؤية جديدة للتمثيل النحوي؛ وهي أن ً .)1988
الرتكيب النحوي يمكن تعريفه عىل أنه نتاج عدد من العمليات احلسابية والتي يمكن
من خالهلا صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رياضية ،يمكن من خالهلا توليد عدد
ال هنائي من الرتاكيب اللغوية املسموح هبا يف اللغة.
فيهدف هذا الفصل إىل تقديم بعض املفاهيم األساسية املتعلقة برتكيب اجلملة
أيضا إىل
لرتسيخ مفهوم التحليل النحوي ،وتوضيح أهدافه .فسيسعى هذا الفصل ً
توضيح مفهوم القواعد والقدرة التوليدية للقواعد وقياسها وإلقاء الضوء عىل الفارق
-137-
بني بعض االجتاهات املختلفة للتحليل النحوي ،واستعراض التحديات التي تواجهه
يف اللغة العربية بشكل خاص .ثم يتم رصد بعض املحاوالت السابقة لبناء املحلالت
النحوية اآللية .وييل ذلك عرض عام لتقديم املحلل النحوي التفاعيل (Interactive
)Analyzer -IANكيفية عمله .وينتهي هذا الفصل بالتعرض للعديد من النقاط
البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب يف اللغة العربية.
-1درس نعوم تشومسكي يف جماالت متعددة وهي جماالت ال ِّلسان َّيات والرياضيات والفلسفة وهو مؤسس النظرية
التوليدية التحويلية.
-138-
وخصوصا مع عدم وجود احلركات اإلعرابية يف اجلمل (:)5( ،)4( ،)3
ً
()3
كنـ(ـت) أعمل عىل الورقة البحثية أمس.
()4
كنـ(ـت) تعمل عىل الورقة البحثية أمس.
()5 كنـ(ـت) تعملني عىل الورقة البحثية أمس .
(كنت)
ُ فيصعب حتديد نوع التاء امللحقة بكل فعل -هل هي تاء الفاعل للمتكلم
(كنت) كام يف ( )4أم تاء الفاعل للمخاطبَ كام يف ( )3أم تاء الفاعل للمخاطب املذكر
ِ
(كنت) كام يف ( - )5دون معرفة الفاعل يف البنية الرتكيبية لكل مجلة .وعىل ذلك املؤنث
فإنه ليس من املتصور أن تتم دراسة الرتكيب النحوي للجملة بمعزل عن الرتكيب
الرصيف للكلامت.
كام أن عالقة النحو باملعجم عالقة حمورية يف منظومة اللغة ملا يزودنا به من أبنية
األسامء واألفعال وصيغ االشتقاق .فلم يعد املعجم كيانًا مستقالً ،بل هو مصدر إلمداد
النحو باملفردات التي تغذي املنظومة النحوية ولتحديد أنواع هذه املفردات والفئات
متأخرا إىل املدرسة) نجد أنه ال
ً التي تنتمي إليها .فعىل سبيل املثال مجلة (حرض الطالب
يمكن التطرق لتحليل اجلملة ووصف تركيبها دون حتديد الفئات التي تنتمي إليها كل
كلمة وتعيني سامهتا الرصفية .وهنا يأيت دور املعجم املسئول عن هذه الوظيفة ليمدنا بمثل
هذه املعلومات :حرض :فعل )( ،)Verb (Vال :أداة تعريف ((،)Determiner(DET
متأخرا :حال ( ،))Adverb (ADVإىل :حرف ) ً طالب :اسم ((،)Noun (N
( ،)Preposition(Pمدرسة :اسم ( .)Nوجيب أن ننوه أن عالقة النحو العريب باملعجم
نظرا للثراء االشتقاقي الشديد للرصف تتم -يف معظمها -من خالل الرصف وذلك ً
العريب( .)1واخلالصة أن السامت الرصفية النحوية هي إحدى الركائز األساسية التي ال
ُبدَّ منها لصياغة النحو العريب وللمعاجلة اآللية للغة.
« -1اجلملة العربية ما هي إال نتاج التفاعل بني إسقاطات كلامهتا النحوية واملعجمية».
-139-
-3مدخل إىل تركيب اجلملة يف علم اللغة
تتكون اللغة من جمموعة من احلروف التي تتكون منها الكلامت والتي بدورها
مسئولة عن تكوين اجلمل ،وختتلف كل لغة عن األخرى يف العديد من اخلصائص
اللغوية ومن أهم هذه اخلصائص ترتيب الكلامت .فلكل لغة تركيب نحوي أي توزيع
منتظم غري عشوائي للعنارص املكونة لكل مجلة؛ ويتم ذلك التوزيع من خالل جمموعة
من القواعد؛ مسئولة عن حتديد هيكل اجلملة وترتيب عنارصها وتوصيف وظيفة كل
عنرص .فعىل سبيل املثال يف اللغة االنجليزية يأيت الفاعل قبل الفعل بينام يأيت املفعول
به بعد الفعل ويسمى هذا الرتكيب ( ))Subject -Verb -Object (SVOولكن
الوضع ليس كذلك يف كثري من اللغات األخرى فقد يأيت الفاعل واملفعول قبل الفعل.
لذلك فإن أحد الوظائف اهلامة للقواعد هي توصيف كيفية التعبري عن تركيب اجلمل.
عرف تشومسكي قواعد اللغة( (1عىل أهنا تتكون من ثالث مكونات أساسية وهي: و ُي ِّ
املحددة لرتكيب اجلملِ القواعد النحوية ويقوم هذا املكون بتحديد القواعد الرتكيبية
تركيبا سليام يف اللغة .والقواعد الداللية والتي حتدد كيفية تفسري معنى اجلمل .والقواعد
ِ
املحدد للنظام الصويت احلاكم للجانب املنطوق من اللغة .وال الفونولوجية وهو املكون
بد هنا أن ننوه إىل أن فقدان املكون املورفولوجي من ضمن تلك املكونات يرجع إىل أن
تشومسكي يتبنى الفكر الذي يزكي كون املكون املورفولوجي يتداخل ضمن املكونني
النحوي والفونولوجي (.)Katamba, 1993
وبالنظر إىل ُمكون القواعد النحوية -قضيتنا األساسية يف هذا الفصل -فإن هذا
املكون جيب أن يؤدي وظيفتني جوهريتني ومها؛ أوال :القدرة عىل التوليد والتحليل
الصحيحني لكل اجلمل الصحيحة فقط ،ثانيا :تعيني البنية النحوية املناسبة للجمل
املعنية بالتحليل مع األخذ يف االعتبار امللكة اللغوية ( )2البن اللغة وإدراكه للعالقات
النحوية بني الكلامت يف هيكل اجلملة .وقبل اخلوض يف تفاصيل هاتني الوظيفتني ال
ُبدَّ من إلقاء الضوء عىل مفهوم (الرتكيب النحوي) للجملة وكيفية متثيل هذا الرتكيب
-1كلمة قواعد تعني وصف اللغة من حيث هي واقع قائم بذاته وصفا موضوعيا وبإمكاهنا توليد مجل اللغة أي وصف
مجل اللغة بصورة بينة وجلية فمع نشوء ال ِّلسان َّيات وتطورها مل تعد كلمة قواعد تعني القوانني التي جيب اتباعها
للتعبري والكتابة بحسب األصول.
-2امللكة اللغوية :هي جزء من كفاية اإلنسان ،أي جزء من معرفته الضمنية بقواعد اللغة.
-140-
والقواعد املنظمة هلذا التمثيل .ويعد التمثيل اهلرمي من أنجح طرق التمثيل الرتكيبي
للجمل الطبيعية وذلك ألهنا حتاكي امللكة اللغوية البن اللغة الذي لديه معرفة بدهيية
برتكيب اجلمل يف لغته؛ فقدرته عىل بناء جمموعات صحيحة تبدأ من التعرف عىل
جمموعة معينة من األصوات يمكن أن تكون كلمة صحيحة قائمة بذاهتا منفصلة عن
تتابع آخر ،ويستطيع ابن اللغة أن يدرك أن تتابع الكلامت يمكن أن يشكل مكون أو
مركب أكرب وهو الوحدة املكونة للجملة؛ فعىل سبيل املثال يمكن متثيل تيار أصوات
اجلملة يف ( )6بدون مسافات .وهنا نجد أن أي ابن للغة العربية لديه ملكة لغوية جتعله
قادرا عىل متييز وتقسيم تلك التتابعات الصوتية املوجودة يف ( )6إىل تلك املوجودة يف
( )7بشكل غري واع:
()6
الطالبحرضمتأخرا
()7 الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة( .)1
ابإلضافة إىل قدرة ابن اللغة على تقسيم تتابعات األصوات إىل كلمات فإن هذه القدرة
القدرة
هذهالقدرة
فإنهذه
كلماتفإن
إىل كلامتاألصواتإىل
تتابعات األصوات
تقسيم تتابعات
عىل تقسيم
اللغةعلى
ابناللغة
قدرةابن
باإلضافةإىلإىلقدرة
ابإلضافة
متتد لبيان الرابط الرتكييب بني الوحدات ،فيستطيع أن يتعرف على العالقة الوثيقة بني «ال» و
بني و
الوثيقةال» العالقةالعالقة
الوثيقة بني « يتعرف عىل فيستطيع أن
يتعرف على الوحدات،
فيستطيع أن الرتكيبي بني
الوحدات، الرابطالرتكييب بني
لبيانالرابط
متتدلبيان
متتد
«طالب»؛ وهي من نفس نوع العالقة اليت تربط بني «ال» و«مدرسة» حيث ترتبط «ال» بـ
ترتبط» بـ حيث
تبط «ال و«مدرسة»
حيث تر مدرسة» «ال»
تربطال»بنيو«
العالقةبطالتيبني «
نوع اليت تر نفس
العالقة نفسمننوع
«طالب»؛منوهي
طالبو»؛ وهي ««ال»
). 1-
الشكل).)1-4(. 4 ( الشكل يف مبني
مبنيهويفمبني يف هو كما
«إىل» كام »
تسبقهاإىل« تسبقها اليت ابلوحدة ليس و » مدرسة
«««ال»
الشكل (1-4 كما هو التيإىل» بالوحدة
تسبقها « وليساليت
«مدرسة»ابلوحدة
مدرسةبـ» وليس
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
الشَّكل :1-4بيان الرابط الرتكييب بني الكلمات.
الكلامت.
بنيالكلمات.
الرتكيبيبني الرابط
:1:1-4بيانبيان الر
ابط الرتكييب كل َّ
الشالش
َّكل -4
أكرب وحدة
وحدة «إىل»لتمثل
لتمثل «املدرسة»رتبطة بـ «إىل»
أن «املدرسة» م
اعواعبشكلغري و
يعرفابنابناللغة بشكل
وابملثل يعرف
أكرب وحدة مرتبطة«بـإىل» لتمثل
أناملدرسة» مرتبطة بـ
أن « غرياع
اللغةبشكل غري و
وباملثليعرف ابن اللغة
وابملثل
الشكل.)2-
(.)2-4 الشكل (4 ممثلة يف
ممثلة يف كام هيأكربهي
كما
كما هي ممثلة يف الشكل (.)2-4
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
«إىل».
».«املدرسة» وو «إىل
بني «املدرسة»
الرابط بني
::2-4الرابط َّ
الشكل
َّكل 2-4الش
الشَّكل :2-4الرابط بني «املدرسة» و «إىل».
كما يف
احدةاالسم
تقديم جيوزُ و
كوحدةاملدرسة».ومع هذا
كيبي
الت ّ إىلط َّ حضر َم» ِِالفو ُعل«عىلمتأخرا
االسم»يف وهذا«الن ََّم « أن ُي َقدَّ
ِ
بط
العرب َّيلة،رت ُي َ َ
فت ُض
ِ
القدرة
ِ
هذه ال ُّلغَة -1ووف ًقا
متتدملعيار َّية
كما يف
احدةلتيسري
هبذاوالنَّمط
كوحدة
ف الت َ
َّمثيل املدرسة ِّل» ُ
إىلوقد آ َث َر املؤَ متأخرا» و «
[املائدة.]67/ ك موَن الن«َّاس﴾ حضر َ»
﴿واهلل َيعص ُمتعاىلبط « القدرةه لرت هذهكام يف َقول متتدالفعل، وعىل
ِ
تقديم االسم عىل الفعل. ُ يشيع
ُ ُ ِ
فهم القاعدة عىل اللغات اإلنسان َّية عُمو ًما ،حيث ُّ ). 3 - 4 ( الشكل
الشكل (.)3-4
-141-
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
ال طالب حضر متأخرا إىل ال مدرسة
الشَّكل :2-4الرابط بني «املدرسة» و «إىل».
ومتتد هذه القدرة لرتبط «حضر» و «متأخرا» و «إىل املدرسة» كوحدة واحدة كما يف
ومتتد هذه القدرة لرتبط «حرض» و «متأخرا» و «إىل املدرسة» كوحدة واحدة كام يف
الشكل (.)3-4
الشكل (.)3-4
قائمةقائمة
بذاهتا واحدة احدةوحدة
وحدة واملدرسة»ميثليمثل
متأخراإىلإىلاملدرسة»
حرضمتأخرا
«الطالبحضر
الكلامت«الطالب
تتابعالكلمات
وأخرياتتابع
أخريا ً
و ً
عقل يفابن
يدور ملايفيدور
ختطيطي متثيلعن متثيل
ختطيطي ملا عبارة
عبارةهوعن والذي ()4-4
الذي هو الشكل )4و هييفممثلة يف
الشكل (-4 بذاهتاهيكامممثلة
كما
على اللغة
حتديد قدرة ابن
ويربزاللغة املتتابعة
قدرة ابن الكلامتويربز
سلسلةاملتتابعة
الكلماتسلسلة بني
بنيالنحوية
العالقات
عن النحوية ابن اللغة
العالقات عقلعناللغة
منها).اجلملة يف (.)7 تتكون التي الوحدات حتديد
الوحدات اليت تتكون منها اجلملة يف (7 عىل
وذلكمن
الفئة وذلك
نفسالفئة
التيهلاهلانفس
الوحداتاليت
عىل الوحدات التعرفعلى
ليستطيع التعرف
اللغة ليستطيع
ابن اللغة
قدرة ابن
متتد قدرة
كذلك متتد
كذلك
بدهييا أن
يدركبديهيا
يستطيعأنأنيدرك
فإنهفإنهيستطيع
املثالاملثال
سبيلسبيل
فعلىفعىل
يمتلكها؛ الذيالذي
ميتلكها؛ اللغوية ملكتهملكته
اللغوية خاللخالل
من
أن «طالب» و «مدرسة» وحدتان تنتميان لنفس الفئة والتي ختتلف متاما عن فئة الكلمة
فئة الكلمة «حضر» «طالب» و «مدرسة» وحداتن تنتميان لنفس الفئة واليت ختتلف متاما عن
«حرض» فِعل .ويستطيع «حرض» وذلك ألن كال من «طالب» و «مدرسة» اسم؛ ولكن
وذلك ألن كال من «طالب» و «مدرسة» اسم؛ ولكن «حضر» فِعل .ويستطيع أيضا ابن
أيضا ابن اللغة أن يدرك أن «متأخرا» هلا فئة خمتلفة وهي حال والتي ختتلف عن فئة «إىل»
حرف تسبق» وهي
«مدرسة» تلكعنالتيفئة «إىل
ختتلف
نفسها«طالب»حالهيواليت
خمتلفة وهي
«ال» هلاالتيفئةتسبق
متأخرا» يدرك أن «
وكذلك وهيأنحرفاللغة
مدرسة» ويطلق عليهما أداة بالفئاتتسبق «
املعجمية. تلك اليت وتعرفهيهذهنفسها
الفئات تعريف.طالب»أداةتسبق «عليهاماليت
ويطلق«ال»
وكذلك
تعريف .وتعرف هذه الفئات ابلفئات املعجمية.
ويمكن كذلك البن اللغة أن يدرك فئة الوحدات األكرب ويميزها عن غريها من
غريهاأنمن«الطالب»
الوحدات يدركمييزهاأنعن
املثالو -
سبيلاألكرب فئة -عىل
الوحدات يستطيع
فهو يدرك اجلملة؛
اللغة أن داخلالبن
الوحداتكذلك
وميكن
،)Noun
املدرسة» «(NPالطالب
»phraseو« يدرك(( أن
اسمي
مركب أن
وهياملثال –
الفئةسبيل
نفسعلى وحدتان هلام
يستطيع – و«املدرسة»
اجلملة؛ فهو داخل
حرف ًّياألن
عليهبا ذلك
ويطلق مرك ً
املدرسة») ،تُشكل ويطلق عليه ذلك ألن فئة رأسه (اسم)؛ وأن الوحدة «إىل
وحداتن هلما نفس الفئة وهي مركب امسي ((Noun phrase )NP
(Prepositional فئة رأسه (اسم)؛ وأن الوحدة «إىل املدرسة» تحشكل مركبًا حرفيًّا ومسي حرفيًّا
-142-وأن «حضر متأخرا إىل املدرسة» حمتَثِّ حل حمَرَّكبًا ( ،)phrase )PPكذلك ألن فئة رأسه (حرف)؛
أن التتابع فعليًّا (( ،)Verbal phrase )VPومسي كذلك ألن فئة رأسه (فعل) ،وأخرياَّ ،
وسمي حرف ًّيا ( ،))Prepositional phrase (PPكذلك ألن فئة رأسه (حرف)؛ وأن
«حرض متأخرا إىل املدرسة» ُت َ ِّث ُل ُم َر َّك ًبا فعل ًّيا (( ،)Verbal phrase (VPوسمي كذلك
أن التتابع «الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة» ُي َم ِّث ُل
ألن فئة رأسه (فعل) ،وأخرياَّ ،
الوحدة األكرب التي يطلق عليها (اجلملة) (()Sentence (S؛ وتعرف هذه الفئات
بالفئات العبارية (.)Phrasal Categories
وهذا الفكر يطابق ما عرفه اللغويون بالوسم العباري ( )Phrase Markerالذي
اختصارا بـ ()P-marker؛ وهو يمثل اهليكل الرتكيبي للجملة يف شكل تتابع ً يعرف
هرمي من الكلامت هذه الكلامت تشكل مركب ( )Phraseوتتابع املركبات يكون مجلة.
ويتم توصيف هذا اهليكل الرتكيبي يف شكل متثيل شجري ،ومثال عىل ذلك مجلة (حرض
املعجم ..ففــ
خالليف املعجم
خالل يتم من اجلملة وذلك يف
كلمة يف إليها كل اليت تنتمي الفئة تعيني أوال
يتم أوال
اجلملة منكلمة يتم كل
وذلكإليها
اجلملةتنتمي
الفئة التي كلمة
كلتعينيإليهاأوال
تنتمي يتم إىل اليت
املدرسة): متأخراالفئة
الطالب تعيني يتم
احلال
احلال حضر»» وو
واالسم التعريف ««
«ال»
حضر الفعل
أداة ووالفعل
طالب»»
طالبتتكون««من
االسم
«الطالب»وواالسم
ال»»
يف ««ال
التعررفـيف أداة
املعجم.
التع من
تتكون من
خالل أداة يتم من
تتكون الطالب»»
««وذلك
الطالب
مدرسة»» االسم ««
فتتكون من
مدرسة ال»» وو
يف ««ال
«املدرسة»االسم التعررأما
يف أداة«إىل»
التع من
فتتكون من
واحلرفأداة املدرسة»»
«متأخرا»
فتتكون واحلال
املدرسة أما «« إىل»»
والفعل««إىل
«حرض»أما احلرف
«طالب» وواحلرف
متأخرراا»»
««متأخ
واالسم «مدرسة» كام يف الشكل (.)5-4 «ال».)55--
). التعريف
الشكل ((44
الشكل أداة يف
يف كما
كما
N
N DET
DET P
P ADV
ADV V
V N
N DET
DET
مدرسة
مدرسة ال
ال إىل
متأخرراا إىل
حضر متأخ
طالب حضر
طالب ال
ال
).. اجلملة ((77
(.))7 اجلملة
منها اجلملة
تتكونمنها
منها اليتتتكون
تتكون الكلماتالتي
اليت فئاتالكلامت
الكلمات ::55:5-4فئات
فئات َّكل --44
الش
كل
َّكل َّ
الشالش
«ال»مع
مع التعريفتكون
تكون ال»» أداة
يف ««ال
يف أداةأنالتع
التعرر فنجد
أداة أن مركبات،
فنجد أن
فنجد كبات،
كبات،تشكل
مر
تشكل مر
تشكلاليتالتي
الكلامت
اليت الكلمات
الكلمات مجعمجع ذلكمجع بعدبعدذلك
ذلك ويتمبعد
ويتم
ويتم
معمراالسم األخرى «ال» تكون التعريف التعراسميا وأداة
«طالب»ومركبا تكون«مع االسم
امسييًًّّاا
كبًًاا امس
مدرسة»» مركب
االسم ««مدرسة
مع االسم تكون مع
ال»» تكون يف ًّ األخرى
األخرى ««ال أداة ًالتعريف
امسييًًّّاا وأداة
كبًًاا امس
مركب
طالب»» مر
االسم «طالب
االسم
اسمًّ 6يا).كام يف الشكل (.)6-4 ا ب
ً مرك «مدرسة»
الشكل ((.)6--44يف الشكلكما يف
كما
NP
NP NP
NP
N
N DET
DET P
P ADV
ADV V
V N
N DET
DET
مدرسة
مدرسة ال
ال إىل
إىل متأخرراا
متأخ حضر
حضر طالب
طالب ال
ال
امسي..
كب امسي
اسمي. مر
تشكل مر
مركب
كب اليتتشكل
تشكل الكلمات
التياليت بط
ربطرربط
الكلامت
الكلمات ::66--:6-4
َّكل 44
الش
كلَّكل َّ
الشالش
الشكل
يف الشكل
كما يف حرفييًًّّاا ((PP
))PPكما كبًًاا حرف
مركب
إىل»» مر
احلرف ««إىل
مع احلرف
يكون مع
املدرسة»» يكون
االمسي ««املدرسة
كب االمسي
املركب
أن املر
ووأن
).
((.)77--44
PP -143-
PP
NP
NP NP
NP
N DET P ADV V N DET
مدرسة ال إىل متأخرا حضر طالب ال
الشَّكل :6-4ربط الكلمات اليت تشكل مركب امسي.
الشكل
)PPيفكام يف
PPا) (كما حرفياًّا (
حرف ًّي كبًامرك ًب
احلرف» مر
«إىل» احلرف «إىل يكون مع
يكون مع االسمياملدرسة»
«املدرسة» املركباالمسي «
وأناملركب
وأن
الشكل).)7-4( .
(7-4
PP
NP NP
[مدرسة]وNاس]S]VP]PP]NP. [ال)DET
ابستخدام األق
[إىل
ADVللجملة7( P
[[ال[DETطالب][ ]Nحضر [متأخرا]
:10NPمتثيلVالتحليل الرتكييب
الشَّكل -4
األقواس.
باستخداماألقواس.
()7ابستخدام
للجملة()7
الرتكيبي للجملة التحليل
التحليل الرتكييب متثيلمتثيل
:10:10-4 َّ
الشكل
الشَّكل -4
الشكالن ( )9-4و( )10-4يوضحان التمثيل التفصيلي للرتكيب النحوي للجملة ()7
للجملة
يعرف) النحوي ما
للجملة (7 النحويوهو للرتكيب
تفصيلي كيب التفصييلللرتغري
التفصيلي
بشكل التمثيل
التمثيل
للجمل يوضحان
يوضحان
النحوي كيب و()10-4
متثيل)10
الرت ()9-4
يفضلونو(-4 الشكالن
اللغويون()9-4
إال أنالشكالن
( )7إال أن اللغويون يفضلون متثيل الرتكيب النحوي للجمل بشكل غري تفصييل وهو ما
وهواليتما تحيعرف
شكل تفصيلي
ئيسية بشكل غري
الوحدات الر للجمل متثيل
النحوي يتم فيه
كيب والذي متثيل الرت
النحوي يفضلونكيب
اللغويوناجلزئي للرت
ابسمأنالتمثيل
إال
يعرف باسم التمثيل اجلزئي للرتكيب النحوي والذي يتم فيه متثيل الوحدات الرئيسية
شكل
الذي )11تح و
ئيسية -اليت
الشكلر (4
الوحدات ال كما يف الوحداتمتثيل
الذي يتم فيه
الداخلي ولتلك
كيب النحوي كيب النظرزئيإىل للرت
الرت التمثيل اجل ابسم
اجلملة دون
الشكل (-4 التي تُشكل اجلملة دون النظر إىل الرتكيب الداخيل لتلك الوحدات كام يف
والتيوالذي
اجلملة
ويفمل يتم
)11 معقد-
الشكليتم (4
متثيلها، معقد ويف
مناليت مل
تركيب
كما الوحدات
كيبتتكون لتلكمن
الداخليتتكون
الوحدات تر
التي
كيب
الوحدات اليت
لتمثيل
لتمثيل الرت
املثلثالنظر إىل
استخدم املثلث
اجلملة دون
استخدموالذي
)11
اجلملة
مفصل
وسوف بشكلويف
نتناولمتثيلها،
تفاصيل وسوفمل يتم
دون األقواس»واليت
لكن معقد
تفاصيل«استخدامكيب
لكنمندونتر
تتكون
اليتاس»
طريقة الوحدات
اتبعتاألقو لتمثيل()8
استخدام املثلثيقة
اجلملة« استخدم
اتبعتويفطر ()8
متثيلها،
املحلالت».بشكل مفصل وسوف نتناول تفاصيل«دقة
اخلاص بـ ».دون اجلزئي»يفلكن
اجلزء دقةاس
احمللالت األقو استخدام بـ
التمثيل « يفيقة «
مفصلاخلاص
اجلزء بشكلر
اتبعتئي ط ()8
نتناولاجلز
التمثيل
التمثيل اجلزئي يف اجلزء اخلاص بـ «دقة احمللالت.»S
S
VP NP
VP NP
حضر متأخرا إىل املدرسة الطالب
حضر متأخرا إىل املدرسة الطالب
(.)7
للجملة.)7
النحويللجملة (
للرتكيبالنحوي
اجلزئيئي للرتكيب التمثيل
التمثيل اجلز :11:11-4
كلَّكل -4 َّ
الشالش
الشَّكل :11-4التمثيل اجلزئي للرتكيب النحوي للجملة (.)7
()8 [[الطالب][ NPحضر متأخرا إىل املدرسة]S] VP
-145-
()8 ]
S VP ] املدرسة [[الطالب][ NPحضر متأخرا إىل
كما ذكران من قبل أن القواعد النحوية جيب أن تكون قادرة على توليد وحتليل اجلمل
[[الطالب][ NPحرض متأخرا إىل املدرسة] )8( ]S VP
كام ذكرنا من قبل أن القواعد النحوية جيب أن تكون قادرة عىل توليد وحتليل اجلمل
الصحيحة ،وتعيني البنية النحوية املناسبة للجمل املعنية بالتحليل وكام تبني لنا إنه يمكن
متثيل البنية النحوية للجمل عن طريق التمثيل الشجري كام يف الشكل ( ،)9-4فعلينا
أن نتساءل عن ماهية القواعد التي تستطيع متثيل البنية النحوية للجمل ،وللجواب عن
هذا بالنظر إىل التمثيل الشجري يف الشكل ( )9-4يمكن صياغة جمموعة من القواعد
كام يف (.)9
) VP → V ADV PPب( ) S → NP VPأ) ((9
)PP → P NPج( ) NP → DET Nد(
فالقاعدة (أ) تفرتض إمكانية تكوين اجلملة من مركب اسمي ( )NPمتبوع بمركب
فعيل ( .)VPوالقاعدة (ب) تفرتض أن املركب الفعيل ( )VPيتكون من فعل ()V
وحال ( )ADVباإلضافة إىل مركب حريف ( .)PPوالقاعدة (ج) تفرتض أن املركب
احلريف ( )PPيتكون من حرف ( )Pمتبوع بمركب اسمي ( .)NPثم ً
أخريا القاعدة (د)
تفرتض أن املركب االسمي ( )NPيتكون من أداة تعريف ( )DETواسم ( .)Nوقد
أطلق تشومسكي عىل تلك القواعد قواعد الرتكيب العباري ((Phrase structure
)Grammar (PSGوسميت بذلك ألهنا تستطيع حتديد كيفية تكوين اجلمل من
مركبات وكيفية تكوين املركبات من كلامت ،وهذه االفرتاضات تلقي الضوء عىل
دور تشومسكي يف تطوير علم اللغة الريايض وتطوير قواعد صورية يمكن من خالهلا
صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رياضية.
وبتطبيق تلك القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية ()Categorial grammar
يف ( )9وحدها نستطيع احلصول عىل التمثيل الشجري يف الشكل (:)12-4
-146-
خالهلا صياغة قواعد النحو يف صورة قواعد رايضية.
وبتطبيق تلك القواعد اليت تعتمد على الفئات النحوية ( )Categorial grammarيف ()9
وحدها نستطيع احلصول على التمثيل الشجري يف الشكل (:)12-4
S
VP NP
PP
NP N DET
P ADV V
N DET
(.)9
القواعديف (يف.)9
باستخدامالقواعد
( )7ابستخدام
للجملة ()7 التمثيلالشجري
الشجري للجملة التمثيل:12:12-4
كلَّكل -4 َّ
الشالش
باإلضافة إىل تلك القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية والتي استطاعت تكوين
152
أيضا عىل معجم به قائمة
التمثيل الشجري يف الشكل ( )12-4فاملكون النحوي حيتوي ً
من مفردات اللغة مع معلومات عن فئة تلك املفردات ويمكننا هنا أن نتخيل أن املعجم
املستخدم لدينا يف مجلة ( )7حيتوي عىل املفردات املبينة يف الشكل (.)13-4
V حرض
N طالب
N مدرسة
ADV متأخرا
P إىل
DET ال
َّ
الشكل :13-4معجم به قائمة من مفردات اللغة وفئتها.
وما علينا اآلن إال إدراج املفردات املتواجدة يف املعجم والتي هلا فئة حمددة حتت
الفئة التي تنتمي إليها داخل التمثيل الشجري يف الشكل ( )12-4واملسئول عن ذلك
قاعدة تُعرف باسم قاعدة إدراج املفردات وبذلك نتمكن من متثيل اجلملة كام يف الشكل
(:)14-4
-147-
وما علينا اآلن إال إدراج املفردات املتواجدة يف املعجم واليت هلا فئة ُمددة حتت الفئة اليت
تنتمي إليها داخل التمثيل الشجري يف الشكل ( )12-4واملسئول عن ذلك قاعدة تحعرف
ابسم قاعدة إدراج املفردات وبذلك نتمكن من متثيل اجلملة كما يف الشكل (:)14-4
S
VP NP
PP
NP N DET
تعتمد
على قواعد
تعتمد عىلواعد حيتوي
على ق للغةللغة
حيتوي النحوي
املكونالنحوي
ننتهيإىلإىلأنأناملكون
العرضننتهي
هذاالعرض
ختامهذا
ويفختام
ويف
عىل الفئات النحوية قادرة عىل متثيل الرتكيب الداخيل للجمل واملعجم وقاعدة إدراج
153التمثيل الشجري يف الشكل ()14-4 املفردات وتلك املكونات قادرة عىل توليد
للجملة يف ( )7وهو نفسه املوجود يف الشكالن ( .)10-4( )9-4ومن هنا نود أن
ننوه إننا قد حققنا اهلدف املنشود من بناء تلك القواعد النحوية يف ( )9والتي استطاعت
حتديد البنية الرتكيبية للجملة ()7كام هو موضح يف الشكل (.)14-4
-148-
وإذا تم تعديل القواعد يف ( )9إىل ( )10بحيث يكون وجود احلال يف املركب الفعيل
غري إلزامي -وذلك عن طريق إضافة قوسني كام نرى يف (ب )10مع وجود نفس
املعجم الذي استطاع توليد اجلمل يف الشكل ( )15-4فإنه يمكن توليد اجلمل كام يف
الشكل (.)16-4
) VP → V (ADV) PPب( ) S → NP VPأ( )(10
) PP → P NPج( ) NP → DET Nد(
الولد حرض إىل الفصل. الطالب حرض متأخرا إىل املدرسة.
الصبي حرض إىل املدرسة. الصبي وصل متأخرا إىل املدرسة.
الطالب حرض إىل املدرسة. الولد ذهب متأخرا إىل الفصل.
الولد حرض إىل املدرسة. الصبي حرض متأخرا إىل الفصل.
الطالب حرض إىل الفصل. الطالب حرض متأخرا إىل الفصل.
الصبي حرض إىل الفصل. الولد حرض متأخرا إىل املدرسة.
َّ
الشكل :16-4اجلمل التي يمكن توليدها من القواعد يف (.)10
لذا نحـــن بحاجة إىل اتساع يف املعجم واتساع يف عدد القواعد التي تعتمد عىل
الفئات النحوية لتوليد عدد ال هنائي من مجل اللغة الصحيحـــة ،وال بـــد من قيــاس
كفاءة القواعد التي تم بناؤها وذلك عن طريق توصيف معايري حمددة للتـــأكد مـــن
صحيحا من أجـــل حماكاة ً كفاءة القواعد وقدرهتا عىل وصف تراكيب اجلمل وص ًفا
أفـضل للنمـــوذج اللغوي البرشي .فقــــام تشومســكي بوضع ثالثـــة معاييـــر
أســـاسية لقياس كفاءة القواعد النحوية ألي لغة وهـــي :معيـــار كفـــاءة
الرصـــد ()Observational Adequacy؛ توصف قواعـــد اللغة بأهنـــا قد
حققت معيار كفاءة الرصـــد إذا كانـــت هذه القواعد قادرة عىل التنبؤ بصحة أو
خطأ اجلمــل نحـــو ًيا ودالل ًيا وفونـــولوج ًيا وهو أقل املعايري كفاءة .ومعيار كفاءة
الوصف ()Descriptive Adequacy؛ ُتقق القـــواعد معيار كفاءة الوصـــف إذا
كانت قادرة عىل التنبؤ بصحــة أو خطــأ اجلمل نحو ًيا ودالل ًيا وفونولوجـــ ًيا (كفاءة
الرصد) ،باإلضافة إىل قدرهتا عىل أن تصف بشكل صحيح نحو ًيا ودالل ًيا وفونولوج ًيا
-149-
تفسريا وصف ًيا لرتاكيـــب اللغــة كام يف
ً بنية اجلمل يف اللغـــة وتــقدم وص ًفا يعطــي
النموذج البرشي البن اللغة .ومعيار كــفاءة التفسري ( )Explanatory Adequacyهو
أعىل معيار حيدد كفاءة القواعد .ويتحقق معيار كفاءة التفسري إذا كانت القواعد قادرة أن
حتقق درجـــة كفاءة الوصف باإلضافة إىل رشطني أساسني .األول :إذا كانت القواعد
ال حتتوي عىل أي قاعدة تتناىف مع مبدأ كتابة القواعد يف أي لغـــة من اللغـــات أي أن
القواعد تستطيع وصـــف مجـــل اللغـــة يف ظـــل وجود جممـــوعة من الشـــروط
املحـــددة واملتفـــق عليهــا عامليـــا يف كتـــابة القواعد.
فعىل سبيل املثال فإنه من غري املتوقع أن حتتوي أي لغة عىل قاعدة نحوية تنص عىل
أنه يمكن أن حتلل اجلملة إىل مركب اسمي ومركب فعيل يف السادسة مسا ًء؛ فتلك
القاعدة ال يمكن أن تتواجد يف أي لغة من اللغات الطبيعية وذلك ألهنا تعتمد عىل
مناف لرشوط بناء القواعد يف أي لغة من اللغاتمعلومات غري لغوية (الزمن) وذلك ٍ
( .)1956 ,Chomskyأما الرشط الثاين فهو أن حتاكي القواعد الطبيعة النفسية الواقعية
والقدرة الذهنية للنموذج البرشي للغة.
-3.2هل تبنى قواعد الرتكيب عىل فكرة وجود املركبات والفئات النحوية
أم عىل فكرة وجود الكلامت؟
تتسم القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية بقدرهتا عىل حتقيق مبدأ التعميم.
فمنظومة النحو هتتم ببناء نظام قادر عىل حتديد توزيع وترتيب الكلامت داخل تركيب
قادرا عىل بناء
اجلمل .فأي حماولة لبناء نظام ال يعتمد عىل الفئات النحوية لن يكون ً
قواعد لتكوين املركبات وتوزيعها داخل اجلمل واستخدام هذه القواعد لتوليد عدد
ال هنائي من اجلمل .فإذا رفضنا فكرة القواعد املبنية عىل املركبات التي تعتمد عىل
الفئات النحوية ،فلن يكون هناك وسيلة لبناء قواعد لتحليل وتوليد جمموعة اجلمل
مثل تلك املوجودة يف ( )11إال باستخدام قواعد تبنى عىل الكلمة ،وهذا ما يعرف بـ
( )Noncategorial Grammarأو (.)Word-based Grammar
-150-
()11 املدرس املاهر قدم طالب ناجح للمدير الفاضل.
الطالب املاهر قدم مدير فاضل للمدرس الناجح.
املدير الناجح وصف مدرس ماهر للطالب الذكي.
الطالب الذكي قدم مدير ناجح للمدرس الفاضل.
الطالب املاهر قدم مدرس ذكي للمدير الناجح.
ويف هذه احلالة يتم توليد اجلمل يف ( )11عن طريق عمل مصفوفة تضم مكان لكل
كلمة من كلامت اجلملة وتوضع كل كلمة يف عمود كام نرى يف الشكل (:)17-4
12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1
فاضل ال مدير ال ل ناجح طالب قدم ماهر ال مدرس ال
ناجح طالب فاضل مدير … ..وصف طالب
ذكي مدرس مدرس ماهر ….. ناجح مدير
فاضل ….. …..… .. ….. ذكي ….
…… ….. ذكي ….. ….. فاضل …..
….. ….. ….. ….. ….. ….. …..
َّ
الشكل :17-4مصفوفة تضم مكان لكل كلمة من كلامت اجلملة.
وعندها يكون بناء جمموعة من القواعد لتوليد أي مجلة عن طريق اختيار كلمة من
عمود رقم ( )1ثم من عمود رقم ( )2ثم من عمود ( ......)3وهكذا .وهذا االجتاه
يف بناء القواعد يؤدي إىل مشكالت منهجية عدة منها( :أ( التخيل عن مبدأ التعميم يف
القواعد؛ فال بد من ذكر كل كلمة بعينها بدال من ذكر فئتها( .ب) نجد تكرارا واضحا
بني الكلامت وارتباطها بمكان توزيعها؛ فمجموعة الكلامت يف العمود رقم ( )2هي
نفسها الكلامت يف العمود رقم ( )6ورقم (( .)10ج) ال يمكن هلذه املنهجية التعامل
مع ظاهرة التكرار يف بناء املركبات داخل اجلملة؛ يمكن للجملة أن يزداد طوهلا إىل ما
ال هناية بسبب العطف مثال كام يف (:)12
()12 رأيت حممد وعيل وأمحد وخالد وطارق وعمر .
-151-
فإن أي حماولة لبناء قواعد ال تعتمد عىل الفئات النحوية لوصف ظاهرة التكرار
يف اللغة بشكلها املطلق ستكون مستحيلة .وإال سنضطر إىل بناء مصفوفة من أعمدة
ال هنائية من الكلامت كلام تكرر العطف .فيستحيل عىل هذا النوع من القواعد تفسري
القدرة التوليدية الال هنائية للجمل .وسيؤدي ذلك بدوره إىل خرق املبدأ الرئييس لبناء
القواعد الذي ال بد فيه أن تتوافر إمكانية بناء عدد حمدود من القواعد قادرة عىل توليد
عدد ال هنائي من اجلمل ،ولكن يف هذه احلالة ستكون عدد القواعد ال هنائية مع زيادة
عدد األعمدة يف املصفوفة الذي يعترب أمرا غري مقبول كمبدأ بناء للقواعد اللغوية.
ولكن إذا ما اعتمدنا يف نظام القواعد عىل الفئات النحوية فنجد أن مجيع املشكالت
السابقة لن يكون هلا وجود .فظاهرة التكرار يمكن التعامل معها بسهولة يف نظام القواعد
التي تعتمد عىل الفئات النحوية وتفسري إمكانية توليد عدد ال هنائي من الكلامت طبقا
أيضا التي ترجح كفة نظام القواعد التي تعتمد عىل للقواعد املوصفة .ومن نقاط القوة ً
الفئات النحوية أن هذه القواعد متثل نظا ًما أكثر إحكا ًما وتقييدً ا من نظام القواعد التي
ال تعتمد عىل الفئات النحوية .فنظام القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية يفرتض
وجود قيود حتدد القدرة التوليدية للقواعد رشط أن تكون مكونة من عدد حمدد من
الفئات العبارية ( )Phrasal Categoriesوالفئات املعجمية ()Lexical Categories
وهي ( )… N, NP, V, VP, ADV, ADVPوال يمكن اخلروج عن هذه الفئات (ملزيد
من املعلومات يمكن االطالع عىل (.))Radford, 1988
إ ًذا نستنتج مما سبق أن نظام القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية هو األكثر
تعبريا عن طبيعة بناء القواعد وذلك لثالثة أسباب :أوالً قدرته عىل التعميم وثان ًيا ً
وأخريا طبيعته األكثر إحكا ًما
ً قدرته عىل التعامل مع القدرة التوليدية الال هنائية للجمل
وتقييدً ا .فال بد ألي عمل يسعى إىل بناء قواعد نحوية قادرة عىل توليد وحتليل اجلمل
العربية أن تستمر يف هذه املهمة لنصل إىل قواعد نحوية عالية القدرة اإلنتاجية يف توليد
وحتليل عدد ال هنائي من اجلمل.
-152-
-3.3البنية السطحية والبنية العميقة للجملة
إن قواعد النحو ال بد أن تكون قادرة عىل توليد كل البنى السطحية للجمل يف اللغة
وهذا يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد التي تعتمد عىل الفئات النحوية واملعجم
وقاعدة إدراج املفردات .ولكن تلك املكونات وحدها مل يكن لدهيا القدرة عىل التعامل
مع أنواع أخرى من الرتاكيب تظهر يف اللغات الطبيعية؛ فعىل سبيل املثال اجلملة املبنية
للمجهول يف (:)13
()13 األقالم ُوضعت يف احلقيبة
فإن القواعد التي تعتمد عىل فئة املفردة التي تم بناؤها سوف تتنبأ خ ًطا أن اجلملة
يف ( )13غري صحيحة ،وذلك ألهنا تنتهك اإلطار النحوي (Subcategorisation
)()frameاملبني للفعل «وضع»؛ فالفعل «وضع» حيتاج إىل متعلقات نحوية إلمتام
تركيب اجلملة بشكل صحيح ،كقولنا «الرجل وضع األقالم يف احلقيبة» فيأيت ورائه
مركب اسمي ومركب حريف ولكن يف اجلملة ( )13نجد أن الفعل (وضع) يأيت ورائه
مركب حريف فقط وال يأيت ورائه مركب اسمي.
ولكن اجلملة يف ( )13هي مجلة صحيحة ولكن حدث فيها حتريك للعبارة االسمية
(األقالم) عن طريق عملية تعرف بعملية حتريك املركب االسمي؛ حيث إنه يتم حتريك
املركب االسمي من مكانه األصيل (بعد الفعل) يف البنية العميقة للجملة كام يف ()14
وهنا جيب أن نفرق بني البنية العميقة للجملة وهي الشكل الباطني وغري الظاهر للجملة
والبنية السطحية وهي عىل عكس البنية العميقة.
()14
ــــــــــــــــــ وضع األقالم يف احلقيبة.
يف ( )14استخدام (ــــــــ) يعرب عن موضع الفاعل ونجد أن الفعل (وضع) يقع
داخل املركب الفعيل متبوعا باملركب االسمي (األقالم) متبوعا باملركب احلريف (يف
احلقيبة) ،ومن هنا يمكن لنا أن نستنتج أن اجلملة يف ( )13نشئت من البنية األساس
( )Baseيف ( )14التي تم توليدها خالل املكون النحوي املبني عىل أساس القواعد
واملعجم وقاعدة إدراج املفردات فقط.
-153-
أن نستنتج أن اجلملة يف ( )13نشئت من البنية األساس ( )Baseيف ( )14اليت مت توليدها
خالل املكون النحوي املبين على أساس القواعد واملعجم وقاعدة إدراج املفردات فقط.
سوفسوف
يتمكن املثال املثال
سبيلسبيلفعلى فعىل
أخرى، مشكالت
أخرى، مشكالتيعاين من الطريقة
يعاين من هبذههبذه
الطريقة القواعد
وبناءالقواعد
وبناء
اجلملة يف
توليد.)16
من يف ( يتمكن
اجلملة ولكنهمنالتوليد ()15
يتمكن اجلملة يف
لكنه التوليد( )15و النحوي من
اجلملة يف املكونمن توليد
يتمكنالنحوي املكون
(.)16
()15 الرجل أكل التفاحة.
()15 الرجل أكل التفاحة.
()16 التفاحة أكلها الرجل.
()16 التفاحة أكلها الرجل .
وذلك ألن تلك القواعد تستطيع أن تقدم الوصف الذي يظهر فيه املتعلقات النحوية لكل
وذلك ألن تلك القواعد تستطيع أن تقدم الوصف الذي يظهر فيه املتعلقات النحوية
هياعد
القواعد قو
منواعد هي آخر الق
آخر من نشأة نوع
نشأة نوع بد المنبد منكانهناالكانومناملناسبة.هنا
املناسبة .ومن
أماكنهاأماكنها
لكل يفمسند يف
مسند
كب ينقل املر
حتويل حتويلإجراء ()15إجراء
بواسطة اجلملةواسطة
من )15ب اجلملة (
من ()16 تتحول)16
اجلملة حيثاجلملة (تتحول قواعد؛ حيث
التحويل؛ التحويل
الفعل
يسارالذي الركن على
االسمي الذي يقع التحويل االمسي
يتناول نقل وهذانقل الركناالبتداءيتناول
التحويل االبتداءإىلوهذا
موقع موقعاالسمي ينقل إىل
املركب االمسي
كان).
1983 املوقع،الذي كانعليه يف
يشغله )زكراي الذييعود
املوقععائدا
تاركا يفمكانه
االبتداء عليه موقع
عائدا يعود الفعل إىل
مكانه عىل يسار
االبتداء اتركا إىليقعموقع
مكون):
إلدراج18-4
التحلييلالشكل (
النحوكما يف
تنظيمحتويلي
إعادةمكون
التحليليمنإلدراج
ولذلك ال بد .)1983
تنظيم النحو (زكريا ،إعادة
يشغلهال بد من
ولذلك
حتوييل كام يف الشكل (:)18-4
مكونحتويلي.
حتوييل. وجودمكون
عىل وجود
بناءعلى
التحلييل بناء
النحو التحليلي
منظومة النحو
:18منظومةَّكل -4
:18-4 الشالشكل
َّ
160
وهكذا يمكن لقواعد النحو يف وضعها احلايل أن تكون قادرة عىل توليد مجل من
اللغة وهذا يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد واملعجم وقاعدة إلدراج املفردات
-154-
وهكذا ميكن لقواعد النحو يف وضعها احلايل أن تكون قادرة على توليد مجل من اللغة وهذا
يتحقق عن طريق جمموعة من القواعد واملعجم وقاعدة إلدراج املفردات وأخريا قواعد التحويل.
وعلينا أن نستمر يف حتسني قدرة النحو من أجل الوصول إىل قواعد على درجة عالية من
يف.حتسني قدرة النحو من أجل الوصول إىل نستمراللغة
أناكيب التحويل.معوعلينا
مجيع تر قواعد
عل التعامل وأخرياقادرة
الكفاءة
قواعد عىل درجة عالية من الكفاءة قادرة عل التعامل مع مجيع تراكيب اللغة.
-3,4املركبات الوسيطة
-3.4املركبات الوسيطة
سنجد الشكل)19-
()19-4 الشكل (4 النحوية يف
النحوية يف الشجرة
الشجرة اجلديد» يف
اجلديد» يف «كتابيدزيد
التتابعكتاب ز
نظرناإىلإىلالتتابع «
إذاإذانظران
).NPو(.)AP
)AP)N)NPو(و( ثالث ( )Nو(
وحدات ( ثالثإىلوحدات
ينقسمأنهإىلينقسم
أنهسنجد
NP
؟؟ AP
حيث ُيستخدم احلرف ( )Xيف هذه النظرية لكي يعرف الفئات املعجمية األساسية ،أو
رؤوس العبارات؛ فهناك أنواع من رؤوس العبارات وهي ( )Nلألسامء مثل الضامئر
الشخصية وأسامء اإلشارة ....إلخ و( )Vلألفعال و( )Jللصفات و( )Aللظروف
و( )Pحلروف اجلر و( )Dللمحددات كاألدوات عىل سبيل املثال و( )Cحلروف
العطف .وحتدد رؤوس العبارات نوع أو فئة العبارات فنجد أن Nتنتج مركب اسمي
-156-
(( NP، Vتنتج مركب فعيل ( )VPو Jتنتج مركب وصفي ((Adjective Phrase
)(JPو Aتنتج مركب ظريف (( )Adverb Phrase (APو Pتنتج مركب حريف ()PP
و Dتنتج عبارة حتديدية (( )Determiner Phrase(DPو Cتنتج مركب تكمييل
(( .)Complementizer Phrase(CPويف شكل ( )21-4الرمزين XPو XBيسميان
أيضا باإلسقاط إسقاطني ( ،)Projectionsوالرمز Xيسمى رأس العبارة ،ويسمى ً
الصفري ( )Zero Projectionحيث أنه الوحدة النهائية وال يمكن إسقاط أي
وحدات نحوية منه وعىل هذا فإن كل عبارة هلا إسقاط صفري واحد أي رأس واحدة.
والوحدة العليا املسامة بـ XPتسمى باإلسقاط األقىص ()Maximal Projection
حيث أنه أكرب وحدة نحوية يمكن أن ُيدرج حتتها أي عدد من اإلسقاطات .فكل
اإلسقاطات الواقعة بني الرأس واإلسقاط األقىص تسمى باإلسقاطات الوسيطة
ويمكن وصف اإلسقاطات الوسيطة بالوحدات غري النهائية وذلك إلمكانية
إسقاط وحدات نحوية منها؛ حيث أن اإلسقاط األقىص XPيسيطر عىل اإلسقاط
الوسيط XBالذي يسيطر عىل اإلسقاط الصفري .Xأما « )spec» (Specifierأو
«املخصص النحوي» وهي الكلمة أو العبارة أو اجلملة التي حتدد العنرص « »Xأما
الالزم
النحويسالمة
العنصرإلكامل
وهو الالزم املكمل»
النحوي وهوأو «
العنرص )Complement
comأو «املكمل» ( » »com العنصر « »Xأما «
( (Complement «
التيأو
العبارة الكلمة أو
اجلملة الكلمة»أوفهي
العبارة أو فهي«امللحق
«امللحق») أو
أوAdjunct أما( »«( »)adjt الرتكيب ،
Adjunct سالمةأما « إلكمال
الرتكيب ،
رؤيةالتمثيل
التمثيل ميكنارؤية
ويمكنا
نحوياُ.نواي .و
وجودهوجوده الرضوري
الضروري ليسلكنمنليس من »Xو ولكن العنرص «»X
العنصر « اليت تصفتصف
اجلملة
(.)22-4
الشكل.)22- املختلفة يف
الشكل (4 املركبات
املختلفة يف ألشكالكبات النحوي
ألشكال املر النحوي
NP
NB AP
N NP
زيد اجلديد
كتاب
الشَّكل :22-4التمثيل النحوي ألشكال املركبات ابستخدام نظرية .X�bar
الشكل :22-4التمثيل النحوي ألشكال املركبات باستخدام نظرية .X-bar
َّ
متثيل ميكننا Xإعادة
يمكننا نظرية bar خاللمننظرية
خاللX bar الوسيط من
الوسيط كباملركبوجود املر
وجود فكرةفكرة
على عىل
تعرفناتعرفنا وبعد أن
وبعد أن
الشكل (:)23-4
(-4)20-4إىل:)23
الشكل الشكل (
متثيل-يف )20إىل يف إعادة
الشكل (4
-157-
الشَّكل :22-4التمثيل النحوي ألشكال املركبات ابستخدام نظرية .X�bar
وبعد أن تعرفنا على فكرة وجود املركب الوسيط من خالل نظرية X barميكننا إعادة متثيل
يف الشكل ( )20-4إىل الشكل (:)23-4
الوسيط.
الوسيط. باستخدامكب
املركب ابستخدام املر لــلشكل)20-
()20-5 الرتكيبيـلشكل (5
التمثيل الرتكييب لـ
تعديل التمثيل
::23-4تعديل
كل 23-4
الشَّكل
َّ
الش
اجلملة
إىل اجلملة
نظرناإىل
فإذانظران
آخرآخرفإذا
مثالمثال
أخذأخذ
ميكننايمكننا
الوسيطة املركبات
الوسيطة مفهوم
املركبات ترسيخ
مفهوم ترسيخملزيد من
ملزيد من
الشكل- املوضح يف
الشكل (4 النحوالنحو
املوضح يف على عىل
اجلملة متثيلمتثيل
اجلملة نجد أن برسعة»،
جند أن بسرعة»، البيت إىل إىل
البيت ذهب «الرجل
ذهب «الرجل
البيت).إىل البيت).
إىل(ذهب احلدث
يصف(ذهب (برسعة)احلدث
يصف كبأن املركب
(بسرعة)164 حقيقة
عنأن املر عنيعرب
حقيقة ( )24-4ال
)24ال يعرب
S
VP NP
-159-
()17 عقد مؤمتر للسالم يف الشرق األوسط.
إذا نظران إىل القواعد اليت سوف يتم تطبيقها للحصول على البنية الرتكيبية للجملة يف
) فنجد أن تطبيق القواعد يف ( )18يصل بنا إىل متثيل اجلملة خالل شجرتني.
) NP➔ Nأ( NP PP
) NP➔ Nب( PP
) PP➔ Prepت( NP
()18 ) NP➔ Detث( N
) NP➔ Detج( N ADJP
) ADJP➔ Det Adjح(
) NP➔ Nخ( NP
عند تطبيق القواعد يف ( )18لتحليل اجلملة يف ( )17فإنه ميكن احلصول على البنية
فعند تطبيق القواعد يف ( )18لتحليل اجلملة يف ( )17فإنه يمكن احلصول عىل البنية
حة يف الشجرة يف الشكل (.)26-4
املوضحة يف الشجرة يف الشكل (.)26-4
166
َّ
الشكل :26-5التحليل الشجري للجملة (.)17
حيث يرتكب املركب االسمي «عقد مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» من اسم ()N
«عقد» ومركب اسمي ( )NPآخر «مؤمتر للسالم» ومركب حريف (« )PPيف الرشق
األوسط» كام يف (-18أ) ويتكون املركب االسمي «مؤمتر للسالم» من اسم «عقد»
ومركب حريف «للسالم» كام يف (-18ب) ويتكون املركب احلريف «للسالم» من حرف
«ل» ومركب اسمي «السالم» كام يف (-18ت) ويتكون ذلك املركب االسمي من أداة
تعريف «ال» واسم «سالم» كام يف (-18ث) ،أما املركب احلريف «يف الرشق األوسط»
املمثل داخل املربـع يف الشكل ( )26-4فهو يتكون من حرف «يف» ومركب اسمي
-160-
«الرشق األوسط» وذلك من خالل القاعدة (-18ت) واملركب االسمي «الرشق
األوسط» يتكون من أداة تعريف «ال» واسم «رشق» ومركب وصفي وذلك من خالل
القاعدة يف (-18ج) وأخريا يتكون هذا املركب الوصفي من أداة تعريف «ال» وصفة
«أوسط» من خالل القاعدة يف (-18ح).
ولكن إذا نظرنا إىل القواعد يف ( )18فإننا نجد إنه يمكن تطبيــق القواعد بشكـل
آخـر وعند ذلك يمكننا احلصول عىل متثيل خمتلـف للبنـية النحوية للجملة يف ()17
وهو املوضح يف الشـكل ( )27-4والذي خيتلف عـــن التمثيل يف الشكــل (.)26-4
َّ
الشكل :27-5حتليل شجري آخر للجملة (.)17
حيث يرتكب املركب االسمي «عقد مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» من اسم
(« )Nعقد» ومركب اسمي ( )NPآخر «مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» خالل
القاعدة (-18خ).
فإذا نظرنا إىل الشكل ( )26-4نجد أن املركب احلريف «يف الرشق األوسط» وصف
عىل أنه يرتبط بـ «عقد املؤمتر» ،أي أن عقد املؤمتر تم يف الرشق األوسط ،وتم متثيل
ذلك يف الشجرة النحوية عن طريق إضافة فرع من املركب االسمي ،وذلك عىل خالف
ما نجده يف الشكل ()27-5؛ حيث نجد أن اجلملة تم حتليلها عىل أساس أن املركب
-161-
احلريف «يف الرشق األوسط» يرتبط باملركب االسمي «السالم» ،أي أن «السالم» تم
حتديده بأنه يف الرشق األوسط ،وتم التعبري عن ذلك يف توصيف الشجرة النحوية حيث
أن املركب احلريف متصل بفرع من املركب االسمي «السالم» .وهنا نجد أن اختالف
الرتكيب النحوي كام يف الشكلني ( )27-5( ،)26-5أدى إىل اختالف يف املعنى
وتفسري الغموض يف اجلملة يف ( )17وعلينا أن ننوه أن ما حدث من تفسري للغموض
الذي هو ظاهرة داللية ال يعد تداخل بني الرتكيب والداللة ألن التداخل معناه
استخدام مفاهيم من مستوى آخر (الداللة) لوصف تركيب اجلملة فام حدث هنا يدل
عىل أن النحو بشكل طبيعي يمكنه أن يفرس املعنى دون استخدام مفاهيم من الداللة،
وتعد تلك القدرة حسب ما وصفه تشومسكي أحد املميزات التي تضاف إىل قدرة
القواعد النحوية التي لدهيا القدرة عىل تكوين بنى نحوية تفرس معاين اجلمل الطبيعية.
ويتفق هذا مع إشكالية ما أسامه تشومسكي باستقاللية النحو (Autonomy of
،)Syntaxحيث يرى تشومسكي «أن الرتكيب مستقل عن الداللة ،وال عالقة له هبا»
(سريل ،)1979 ،وإنام يتم النظر إىل منظومة النحو دون الرجوع إىل املعنى أو السياق.
ولعلنا هنا قد لفتنا النظر إىل عالقة الـتأثري ما بني منظومة النحو والداللة .فوجود تفاعل
بني املنظومتني ال يعني الدمج بينهام .وملزيد من التفاصيل عن قضايا اللبس الرتكيبي
يمكنك االطالع عىل (.)Al-Ansary, & El-Kareh, 2004
-162-
والرضورية لفهم اللغة الطبيعية .فام علينا اآلن إال بناء نظام يمكن أن يقوم بتنفيذ مهمة
تكوين البنية الرتكيبية للجمل آليا ،وهو ما يعرف باسم املحلل النحوي حيث إن إتاحة
املحلالت النحوية اآللية هي نقطة انطالق للمعاجلة الذكية للغات الطبيعية.
-163-
()19
) Sأ(
) NP VPب(
) Det N Verb PPت(
) Det N Verb Prep NPث( S
) Det N Verb Prep Det Nج( VP NP
ال )ح( N Verb Prep Det N
PP V N Det
Verb Prep Det Nرجل ال )خ(
NP Prep
Prep Det Nذهب رجل ال )د(
Det Nإلى ذهب رجل ال )ذ( N Det
Nال إلى ذهب رجل ال )ر( ال البيت إىل ذهب رجل ال
بيت ال إلى ذهب رجل ال )ز( الشكل :28-4بناء الشجرة النحوية جلملة
النحويةأسفل.
جلملة «الرجل ذهب اىل البيت» من أعىل إىل أسفل. الشجرةأعلى إىل
البيت» من
:28-4اىلبناء
الرجل ذهب«
الشكل
عند دخول اجلملة -ويشار هلا بـ - Sإىل املحلل ،فإن املحلل يستوعب ذلك عن
اسمي
عن طريقمركب
منذلك احمللل تتكون
يستوعب احمللل،هذهفإناجلملة
حتديد أن
ذلك Sيتم -إىل
وبعد هلا بـ
(-19أ)ويشار
دخوليفاجلملة -
طريقعندالقاعدة
(-19 خالل
وآخر فعلي كبعليه
امسي احلصول الذي تم
تتكون من مر االسمياجلملة
املركبأن هذه ذلكوأن
يتم حتديد (-19ب)،
القاعدةفعيليف (كام19يف-أ) وبعد
وآخر
ب) يتكون من أداة تعريف واسم كام هو مبني يف (-19ت) وكذلك املركب الفعيل يف
كما يف (-19ب) ،وأن املركب االمسي الذي مت احلصول عليه خالل (-19ب) يتكون من
(-19ب) يتكون من فعل ومركب حريف كام يف (-19ث) وأن املركب احلريف يتكون
أداة تعريف واسم كما هو مبني يف (-19ت) وكذلك املركب الفعلي يف (-19ب) يتكون من
من حرف ومركب اسمي كام هو مبني يف (-19ج) وهذا املركب االسمي يف (-19ج)
فعل ومركب حريف كما يف (-19ث) وأن املركب احلريف يتكون من حرف ومركب امسي كما
يتكون من أداة تعريف واسم كام يف (-19ح)؛ وعند هذه املرحلة يكون قد تم الوصول
هو مبني يف (-19ج) وهذا املركب االمسي يف (-19ج) يتكون من أداة تعريف واسم كما يف
إىل العالقة البنائية ألجزاء اجلملة؛ وتم أيضا حتديد الفئة النحوية لكل جزء يف اجلملة.
(-19ح)؛ وعند هذه املرحلة يكون قد مت الوصول إىل العالقة البنائية ألجزاء اجلملة؛ ومت أيضا
أما يف القواعد (-19خ)-19( ،د)-19( ،ذ)-19( ،ر)-19( ،ز)-19( ،س) فيتم
حتديد الفئة النحوية لكل جزء يف اجلملة .أما يف القواعد (-19خ)-19( ،د)-19( ،ذ)،
فيه تسكني كل مفردة من مفردات اجلملة يف املكان املناسب هلا داخل الشجرة النحوية
ز)-19( ،س) فيتم فيه تسكني كل مفردة من مفردات اجلملة يف املكان بناء (-19
فروعها. تمر)، -19 (
التي
املناسب هلا داخل الشجرة النحوية اليت مت بناء فروعها.
171
-164-
▪ التحليل النحوي من أسفل إىل أعلى
§ §التحليل النحوي من أسفل إىل أعىل
هذا التحليل هو املقابل للتحليل السابق؛ حيث يقوم احمللل النحوي بتقسيم اجلملة املدخلة
اجلملة
بتقسيم احمللل النحوي
االجتاه يبدأ املحلل
ففي هذا حيث يقوم
التحليل؛ نقطةالسابق؛
االنطالق يف للتحليل
أصغر هيووحداتاملقابل
التحليل هو إىلهذا
مفردات
املدخلة إىل مفردات ووحدات أصغر هي نقطة االنطالق يف التحليل؛ ففي هذا االجتاه
النحوي بتطبيق القواعد لبناء شجرة للجملة املدخلة بدءًا من الوحدات النهائية وانتهاءً
يبدأ املحلل النحوي بتطبيق القواعد لبناء شجرة للجملة املدخلة بد ًءا من الوحدات
ابلوحدات غري النهائية .فيتم تقسيم اجلملة إىل كلمات وكل كلمة يتم ومسها ابلفئة النحوية اليت
النهائية وانتها ًء بالوحدات غري النهائية .فيتم تقسيم اجلملة إىل كلامت وكل كلمة يتم
تنتمي إليها ويتم استخدام هذه الفئات لبناء عالقات تركيبية بني الكلمات بعضها البعض
وسمها بالفئة النحوية التي تنتمي إليها ويتم استخدام هذه الفئات لبناء عالقات تركيبية
لتكوين مركبات أكرب ،يتم الربط بني هذه املركبات لبناء الشجرة التحليلية الكاملة للجملة.
بني الكلامت بعضها البعض لتكوين مركبات أكرب ،يتم الربط بني هذه املركبات لبناء
فعلى سبيل املثال إذا أدخلنا مجلة «الرجل ذهب إىل البيت»؛ فإن احمللل يقوم أوال ابلتعرف
الشجرة التحليلية الكاملة للجملة .فعىل سبيل املثال إذا أدخلنا مجلة «الرجلً ذهب إىل
واقعإىل» -
املعجم من» « -ذهب املكونة» « -
للجملة املفردات« -رجل
املعجمعىلوهي «ال»
بالتعرفمن واقع
للجملةأوالً
املكونة يقوم
املفرداتاملحلل على
البيت»؛ فإن
اسم .وميكن
تعريف، أداة تعريف،
الرتتيب أداة حرف،عىل اسم ،فعل،
«بيت» وهي «إىل»تعر-يف،
«ال» - تيب -أداة وهي-على الرت
«ذهب» «ال»«-بيت»
«رجل» وهي» -
«ال
بشكل()20
مبسط املوصفة يف
التحليلمراحلاعد
توصيفمن القو
ويمكنريق عدد
مبسط عن ط التحليل بشكل
تعريف ،اسم. حرف ،أداةفعل،راحل
توصيف ماسم،
املوصفة):يف ( )20الستخراج الشجرة يف الشكل (:)29-4 الشكل (29-4 منيفالقواعد
الشجرة
اج عدد
الستخر
طريق عن
()20
بيت ال إلى ذهب رجل ال )أ(
بيت ال إلى ذهب رجل ) Detب(
S
بيت ال إلى ذهب ) Det Nت(
VP NP
بيت ال إلى ) Det N Verbث(
) Det N Verbج( بيت ال Prep PP V N Det
-165-
ففي القاعدة (-20أ) يتم التعرف عىل املفردات املكونة للجملة وبعد ذلك يتم
وسم تلك املفردات كام يف القواعد رقم (-20ب)-20( ،ت)-20( ،ث)-20( ،ج)،
(-20ح)-20( ،خ) بعد ذلك يبدأ املحلل يف تكوين مركبات أكرب ففي القاعدة (-20
د) و(-20ذ) يتم تكوين مركب اسمي من خالل الدمج بني أداة التعريف واالسم
الذي تم احلصول عليهم يف (-20خ) .وكذلك من خالل (-20ر) يتم تكوين املركب
احلريف عن طريق اجلمع بني حرف اجلر واملركب االسمي الذي يليه والذي قد تم
احلصول عليهم من خالل القاعدة (-20ذ) .وبعد ذلك يتم الدمج بني املركب احلريف
والفعل اللذين قد تم احلصول عليهم خالل القاعدة (-20ر) ليتكون مركب فعيل كام
هو موضح يف القاعدة (-20ز) لتصبح اجلملة ( )Sيف النهاية تتكون من مركب اسمي
وآخر فعيل.
وبعد اختيار املحلل النحوي ألحد االجتاهني السابقني ،فإن املحلل النحوي عليه
أن حيدد ما إذا كان االجتاه املتبنى للتحليل غري حمدد ()Nondeterministic Parsing
أو حمدد ()Deterministic Parsing؛ حيث تظهر احلاجة إىل التحليل غري املحدد عند
ظهور مجل حتتمل أكثر من حتليل ،حيث إن القواعد تكون قادرة عىل أن تسلك أكثر من
اجتاه .فهذه الطريقة من التحليل تسمح بإنتاج مجيع الرتاكيب املمكنة يف حالة اجلمل
التي حيدث فيها لبس لغوي ،وذلك لتحديد التحليل األفضل للسياق .ففي هذه احلالة
يبدأ املحلل باختيار قاعدة معينة من جمموعة القواعد املحتملة لرتكيب اجلملة تاركا
إشارة متكنه من معرفة أن يف هذا املوضع كان هناك قاعدة أخرى حمتملة وبعد ذلك
يبدأ مساره يف التحليل مع القاعدة املختارة ويستمر يف تطبيق القواعد قيد التطبيق
التي متكنه من استكامل مساره يف بناء البنية الرتكيبة للجملة ،وعندئذ يرتاجع الربنامج
( )Backtrackإىل موضع اإلشارة التي تركها يف بداية مساره األول لتجربة القاعدة
األخرى البديلة التي متكنه من استخراج البنية الرتكيبية األخرى للجملة؛ فعىل سبيل
املثال عند حتليل اجلملة يف ( )17نجد أن املحلل أثناء حتليله للبنية الرتكيبية للجملة ظهر
له من خالل القواعد أن اجلملة حتتمل أكثر من حتليل؛ حيث إن املركب االسمي «عقد
مؤمتر للسالم يف الرشق األوسط» يمكن حتليل تركيبه وفقا للقاعدة (-18أ) فهو بذلك
يسلك املسار الذي حيقق التمثيل يف الشكل ( )26-4ويمكن أيضا أن يسلك التحليل
مسار آخر بادئا بقاعدة أخرى حمتملة يف (-18خ) فهو بذلك يسلك املسار الذي حيقق
-166-
بقاعدة أخرى ُمتملة يف (-18خ) فهو بذلك يسلك املسار الذي حيقق التمثيل يف الشكل
قادرا على استخراج أكثر من تركيب ُنوي للجملة.
( ،)27-4وهبذه الطريقة يكون احمللل ً
قادرا عىل استخراج أكثر من
التمثيل يف الشكل ( ،)27-4وهبذه الطريقة يكون املحلل ً
أما إذا كان اجتاه التحليل ُمدد فإن احمللل ينتقل من تطبيق قاعدة إىل أخرى سالكا مسار
تركيب نحوي للجملة.
واحد فقط الستخراج بنية تركيبية واحدة فقط للجملة ،فال يضطر الربانمج إىل الرتاجع إىل
أما إذا كان اجتاه التحليل حمدد فإن املحلل ينتقل من تطبيق قاعدة إىل أخرى سالكا
نقطة سابقة الختيار قواعد بديلة أخرى .وملزيد من التفاصيل عن اجتاهات بناء احمللالت
مسار واحد فقط الستخراج بنية تركيبية واحدة فقط للجملة ،فال يضطر الربنامج إىل
النحوية ينصح ابالطالع على ).(Grune, & Jacobs, 2007
الرتاجع إىل نقطة سابقة الختيار قواعد بديلة أخرى .وملزيد من التفاصيل عن اجتاهات
بناء املحلالت النحوية ينصح باالطالع عىل (.)Grune, & Jacobs, 2007
املحلالتالنحوية
النحوية بناء احمللالت
اجتاهات بناء
-5اجتاهات
-5
عىلالقواعد
القواعد املبنيعلى
االجتاهاملبين
االجتاه
-5,1-5,1
النحوية
البىنالبنى
عن عن معلومات
معلومات كتابةكتابة
االجتاهتتمتتم
باالعتامدعلىعىلهذاهذااالجتاه
ابالعتماد املحللالنحوي
النحوي بناء احمللل
عندبناء
عند
للنص النحوي
التحليل التحليل
خالهلا خالهلا
يتم من القواعدمنالتي
اعدهياليت يتم نحوية ،القو
وهذه قواعدوهذه هيشكلُنوية،
للغة قيفواعد
النحويةشكل
للغة يف
الكلمات
معلومات ختزين عن
عادة ُنوية
معلومات
ين ويتم األشجارعادة ختز
النحوية، النحوية ،ويتم
أجل إنتاجاألشجار أجل إنتاج
املدخل من النحويمنللنص
املدخل
والتي
تطبيق املعجمقبل
يف احمللل
الكلمةإليها
نوع يصل املعجميفواليت
املعلوماتيفتتمثل
وهذهنوع الكلمة املعلوماتاملفردة،
تتمثل يف وهذهالكلامت نحوية عن
املفردة،
املحلل
اللغوية بناءاعد
خطوات القو تلخيص
اعتمادا على ويمكن
النحوي اللغوية.احمللل
القواعدات بناء
تلخيص خطوقبل تطبيقاملحللميكن
اللغوية .واعد إليها
يصلالقو
)Kiril Ribarov,كام يف الشكل (.)30-4 .)30-42002 اللغوية (
الشكل ( القواعدكما يف
عىل)Kiril النحوي اعتامدا
Ribarov, (2002
َّ
الشكل :30-4خطوات بناء املحلل النحوي املبني عىل القواعد.
175
-167-
يف املخطط املوضح بالشكل ( )30-4يتم وسم املدخل رصف ًيا ثم البدء يف بناء البنية
النحوية للجملة وذلك عن طريق تطبيق عدد من القواعد املوجودة والتي تم احلصول
عليها مسب ًقا عىل أساس مجل حمللة يدويا .وعىل الرغم من انتشار استخدام املحلل املبني
عىل القواعد يف أنظمة املعاجلة اآللية للغة الطبيعية ،إال أن هناك العديد من التحديات
ال حيتاج إىل لقواميس حاسوبية باإلضافة إىل احلاجة إىل لغويني لبناء هذا املحلل فهو مث ً
حاسوبيني ذوي مهارة عالية لكتابة وملراجعة القواعد اللغوية.
-168-
.)Menzel, 2006فعىل الرغم من أن املحلل اإلحصائي قد يعطي أداء أفضل ،إال أنه
يواجه مشكالت عديدة نتيجة عدم دعم قدرته عىل مراعاة مرونة اللغة والرتتيب احلر
للكلامت داخل تركيب اجلمل (.)Selvam, & Thangarajan, 2008
وللتغلب عىل هذه العيوب يف كال االجتاهني ظهرت بعض اآلراء التي تنادي بتبني
دمج القواعد اللغوية مع العمليات اإلحصائية .فنجد أن حملالت االجتاه املختلط املبني
عىل القواعد واإلحصاء تعتمد عىل القواعد اخلاصة باللغة باإلضافة إىل بعض العمليات
اإلحصائية التي تعتمد عىل االحتامالت التي توضح مدى انتشار القواعد ومدى تطبيقها
يف االستخدام اللغوي .فقد وجد أن اللغويون جييدون كتابة القواعد النحوية اخلاصة
نظرا لكثرة الغموض باللغة ويفضلون االعتامد عىل االجتاه املبني عىل القواعد ولكن ً
التي تسببه القواعد اللغوية كان هناك اجتاه إىل االعتامد عىل بعض العمليات اإلحصائية
التي تساعد يف عملية فك الغموض التي تسببه القواعد النحوية .وأصبحت املحلالت
النحوية املبنية عىل االجتاه القواعدي اإلحصائي يف اآلونة األخرية أكثر نجاحا إىل حد
ما يف عمليات التحليل النحوي ،وملزيد من املعلومات عن االجتاه املختلط املبني عىل
القواعد واإلحصاء يمكن االطالع عىل (.)Foth, & Menzel, 2006
-169-
حسب اهلدف املنشود من بناء املحلل النحوي والتطبيقات األخرى املستفيدة منه .وكام
أن كال االجتاهني (العميق والسطحي) خيتلفان يف منهجية ورؤية التعامل مع النص
املدخل ،إال أن الفصل بينهام فص ً
ال جذر ًيا يشكل عقبة يف طريق التطبيقات املبنية عىل
أساس حتلييل سطحي بحت دون التطرق آلليات التحليل العميق .فعىل سبيل املثال
نجد أن أنظمة حتويل النص املكتوب إىل منطوق تقوم يف الغالب عىل أساس حملل نحوي
سطحي وظيفته فصل وتقسيم اجلمل إىل كتل نحوية ووحدات يمكن الربط بينها داخل
اهليكل الداخيل للجملة .ولكن هذه العملية ال تنطبق دائام بسهولة ويرس .ففي بعض
احلاالت ال يمكن االكتفاء بآلية التحليل النحوي السطحي بمعزل عن التحليل العميق
الذي يقدم معلومات لغوية وحلول أكثر عمقا ودقة .وعليه فإنه ال مانع من الدمج بني
النهجني من أجل الوصول إىل رؤية أفضل وحتليل لرتكيبات لغوية خمتلفة بشكل أكثر
فاعلية ومرونة (.)Balfourier, Blache, & Van Rullen, 2002
-6.1التحليل السطحي
أيضا بالتحليل املقداري أو التحليل البسيط أو التحليل اجلزئي .و ُيعرف
ويعرف ً
التحليل السطحي بأنه حتليل للجمل عن طريق عملية جتزئة النص إىل كتل نحوية؛ أي
تقسيم النص إىل ٍ
كتل ،كل كتلة عبارة عن جمموعة كلامت متجاورة متثل تركي ًبا يسهل
ال (Balfourier, Blache, & Van Rullen, 2002; Ibrahim, متثيله ومعاجلته منفص ً
.)Mahmoud, & El-Reedy, 2016; Mohammed, & Omar, 2011وهذا النوع
من التحليل ال يعتمد عىل التحليل املفصل ملكونات اجلملة ،وال دورها يف اجلملة
الرئيسية .وعليه فإن اهلدف األسايس من املحلل السطحي هو متثيل اجلملة عن طريق
عدد حمدود من املعلومات اللغوية.
ولقد تعددت اجتاهات التحليل السطحي من حيث اعتامدها عىل القواعد اللغوية
داخل بنية اجلملة ومن حيث اعتامدها عىل االحتامالت والتكرارات اإلحصائية داخل
النص .فنجد أن االجتاه املبني عىل القواعد يعتمد عىل استخدام عدد من املحوالت
حمدودة احلاالت ( )Finite State Transducersلتقوم بمهمة حتديد الكتل االسمية
والكتل الفعلية إلخ بناء عىل القواعد املخزنة .أما االجتاه املبني عىل اإلحصاء يتم فيه
حتديد الكتل النحوية عن طريق التعرض لكمية مناسبة من البيانات التدريبية تم وسمها
-170-
من قبل وحتديد الكتل اللغوية فيها .وتتميز التطبيقات املبنية عىل آلية التحليل السطحي
بأهنا تتعامل مع كمية ضخمة من النصوص املدخلة؛ فعىل سبيل املثال برامج اسرتجاع
املعلومات وبرامج استخراج املعلومات وبرامج التلخيص اآليل تعتمد بشكل أسايس
عىل وجود حملل نحوي سطحي يعمل عىل استنباط وحتديد املركبات االسمية واملركبات
أيضا تقوم عىل حتديد العالقات
الفعلية من اجلمل املدخلة .وبرامج اإلجابة عن األسئلة ً
النحو -داللية داخل بنية السؤال الستنباط تراكيب بعينها كتحديد الفاعل واملفعول به
واملكان والزمان إلخ.
يمكن وصف التحليل السطحي بشكل مبسط كام هو يف الشكل ( )31-4حيث
يمر املحلل بعدد من املراحل .أوال مرحلة اإلعداد وتشخيص النص إىل كلامت .وهذه
مرحلة أولية هتدف إىل إعداد النص وذلك عن طريق تقسيم وفصل النص إىل كلامت.
ثم تأيت مرحلة تصنيف أقسام الكالم حيث يتم يف هذه املرحلة تصنيف كل كلمة من
كلامت اجلملة حسب نوع كل كلمة وذلك ال يتم بمعزل عن املعجم .وبعد ذلك تأيت
مرحلة التكتيل أي تقسيم النص إىل كتل كل كتلة عبارة عن جمموعة كلامت متجاورة
وأخريا ننتهي بالعالقات النحوية وهي
ً متثل تركيب ،كل تركيب يسهل متثيله ومعاجلته.
مرحلة ربط الكتل النحوية بعالقات تربطها داخل هيكل اجلملة.
َّ
الشكل :31-4مراحل التحليل السطحي.
-171-
فعىل سبيل املثال مجلة (ذهب الطبيب اجلديد إىل املستشفى) يتم حتليلها كام يف الشكل
(:)32-4
َّ
الشكل :32-4التحليل السطحي جلملة «ذهب الطبيب اجلديد إىل املستشفى».
ومن أمثلة املحلالت السطحية :حملل كولينز ()Collins Parser؛ هو حملل سطحي
إحصائي تم تطويره بداي ًة كأطروحة للدكتوراه يف جامعة بنسلفانيا .وهذا املحلل
أيضا يمكن استخدامه كأحد ال يستخدم فقط من أجل حتليل اجلمل نحويا ،ولكن ً
املكونات لتطبيقات أخرى مثل برامج التلخيص اآليل ،وبرامج استخراج املعلومات
وبرامج الرتمجة اآللية وبرامج اإلجابة عىل األسئلة (.)M. Kaplan, R., et al., 2004
ومن اخلصائص التي متيز هذا املحلل أن الفئات اللغوية يف اجلمل املحللة يمكنها
التمييز فيها بني رأس اجلملة ،واملكمالت ،وامللحقات .وهذه الفروق يمكن أن توجه
يف بعض التطبيقات الستخالص عالقات داللية هامة.
-6.1التحليل العميق
ويقصد بالتحليل النحوي العميق أنه عىل املحلل النحوي اآليل توفري مجيع املعطيات
الالزمة للتحليل النحوي األعمق .واحلديث عن العمق هنا ليس حديث عن النهج
املبني عىل القواعد يف مقابل النهج املبني عىل اإلحصاء .فاالجتاه نحو التحليل العميق
يستفيد من كال املنهجني من أجل الوصول إىل أقىص معلومات لغوية نحوية يمكن
استخالصها من اجلمل .وأحد أهداف املحلل العميق القدرة عىل اكتشاف وحتليل كل
الرتاكيب النحوية التي ينتجها اإلنسان ،والقابلية للتعامل مع كل الظواهر اللغوية؛
القياسية منها وغري القياسية .واجلدير بالذكر أن املحلالت العميقة ال هتدف إىل تقديم
حتليل نحوي كامل للجمل ،كام قد يعتقد القارئ من املعنى احلريف للعمق .وإنام اهلدف
األسايس من التحليل العميق هو السعي إىل حل الرتاكيب النحوية التي تنطوي عىل
درجات متفاوتة من العمق والتعقيد ،وهذا يتوقف عىل مدى التعقيد ووجود املعلومات
اللغوية األساسية الالزمة حلل مثل هذه الرتاكيب (.)Chanod, 2001
-172-
وتواجه التطبيقات اللغوية القائمة عىل آلية التحليل العميق بعض العقبات التي تعوق
عملها ،فعىل الرغم من العمق والثراء اللغوي الذي قد يقدمه املحلل النحوي العميق،
إال أن تطبيقه يشكل عب ًئا مقارنة باملحلل السطحي .فنجد أن املحلل السطحي قد يكون
اجتاها أفضل من الناحية التطبيقية لعدة عوامل .منها عامل الرسعة والوقت املستهلك ً
يف التحليل ،فاملحلل السطحي يتعامل مع اجلمل من حيث تقسيمها إىل كتل أصغر دون
اخلوض يف تفاصيل ومشاكل أخرى كفك االلتباس والتعامل مع املحذوفات .وهذا
بالطبع يأيت عىل حساب العامل الوقتي للمحلل النحوي .وكذلك فإن طبيعة املحلل
السطحي وكونه يتعامل مع كتل لغوية قصرية تم فصلها من اجلملة؛ فإن هذا يتطلب
مساحة أقل من ذاكرة التخزين ويؤثر عىل رسعة وعملية التحليل (.)Collins,1996
كام أنه يف حالة إذا أخفق املحلل العميق يف حتليل مجلة ما ،يقوم بإسقاط اجلملة بكاملها
نتيجة لنظرته الكلية للمدخالت .إما يف حالة املحلل السطحي فإذا أخفق يف حتليل
مجلة فإنه يقوم بإسقاط الكلامت التي يصعب التعامل معها وتكتيلها يف كتل حمددة دون
(الولدولد اجلملة
اجلملة (ال العميق؛
العميق؛ للتحليل
للتحليل مثال مثال
تقديم تقدمي
ويمكنناوميكننا إسقاطكامل ًة.
اجلملة كاملةً. إسقاطإىلاجلملة
دونإىلاللجوء
اللجوء
ُمددة
(:)33-4
الشكل:)33-4
كماكاميفيفالشكل (
حتليلها
البيت)يتميتمحتليلها
برسعةإىلإىلالبيت)
ذهببسرعة
ذهب
إىل االبيت».
لبيت». ذهب بسرعة
برسعة إىل لد ذهبجلملة «الو
«الولد العميقجلملة
التحليلالعميق
:33التحليلَّكل -4
:33-4 الشالشكل
َّ
َّ
الشكل :34-4مثال لتحليل مجلة «قام الرئيس بافتتاح املرحلة اجلديدة من املرشوع» داخل حملل ستانفورد.
-174-
املحلل التفاعيل ()Interactive analyzer- IAN -7.2
قامت منظمة لغة التواصل الرقمية العاملية ( )UNDLبوضع أدوات ملساعدة
اللغويني يف إنتاج املوارد اللغوية املختلفة .ومن هذه األدوات التي وضعتها املنظمة
أداة املحلل التفاعيل ( )IANلتحليل اللغات الطبيعية .وهو حملل مبني عىل نظرية
X-barوهي نظرية لسانية توليدية من النظريات اللغوية،كام تم رشحها من قبل يف
جزء املركبات الوسيطة (.)Alansary, Nagi, & Adly, 2010
واملحلل النحوي التفاعيل يتبنى اجتاه التحليل النحوي من أسفل إىل أعىل .ولتوضيح
كيفية حدوث التحليل اآليل النحوي يف املحلل التفاعيل سيتم رشح املراحل التي جيب
استخدامها لنقل مجلة عربية إىل شجرهتا النحوية عن طريق اجلملة يف (:)21
()21
أكل الولد تفاحة لذيذة
أوالً متر اجلملة عىل القاموس الذي حيتوي عىل مفردات اللغة وبعض الصفات التي
توضح املعلومات اللغوية اخلاصة بتلك املفردات كاملعلومات املورفولوجية التي تدل
عىل الوسم اخلاص هبا ،وملزيد من التفاصيل يمكنك االطالع عىل الرابط:
http: //www.unlweb.net/wiki/index.php/Part_of_speech.
ففي حالة «أكل الولد تفاحة لذيذة» فإن املحلل النحوي سوف يقوم باستخراج كل
املفردات التي تطابق كلامت اجلملة من القاموس كام يف الشكل (.)35-4
َّ
الشكل :35-4نموذج من القاموس يمثل مفردات اجلملة يف (.)21
ففي «أكل» يوجد هناك غموض حيث يوجد «أكل» بوسم اسم و «أكل» بوسم
فعل .ولكن يف هذه اجلملة جيب اختيار «أكل» بوسم فعل وليس اسم .وبالتايل فإذا
-175-
كانت القواعد قادرة عىل اختيار الفعل بدال من االسم فهذا سيسهل عملية التحليل.
ولكن يف حالة اختيار «أكل» بوسم اسم فيأيت دور صفة التفاعلية يف املحلل .ألن املحلل
يتيح للمستخدم فرصة اختيار املفردات املناسبة يدو ًيا قبل مرحلة التحليل النحوي.
وبعد االنتهاء من اختيار املدخالت املعجمية املناسبة ملفردات اجلملة العربية فيبدأ
املحلل بحذف املسافات بني مفردات اجلملة املدخلة لتصبح شكل اجلملة املدخلة كام
يف الشكل (:)36-4
ثم يبدأ املحلل النحوي بناء املركبات النحوية املختلفة؛ فعند جتاور أداة التعريف
«ال» -التي تُعترب املخصص النحوي االسمي -واالسم «ولد» ُيبنى املركب االسمي
النهائي كام يف الشكل (:)37-4
َّ
الشكل :37-4بناء املركب االسمي (.)NP
وعند جتاور االسم «تفاحة» والصفة «لذيذة» يتم بناء املركب االسمي الوسيط كام
يف الشكل (:)38-4
َّ
الشكل :38-4بناء املركب االسمي الوسيط (.)NB
-176-
ثم تأيت القاعدة النحوية التي تنص عىل أنه عند جتاور فعل ومركب اسمي ومركب
اسمي آخر فسوف يتم تبديل مكان املركب االسمي األول «الولد» ليسبق الفعل لكي
يكون هذا املركب موجود يف موقع املخصص النحوي للفعل يف الشجرة النحوية
وهكذا يكون املركب االسمي الثاين «تفاحة لذيذة» يف موقع املتمم النحوي للفعل ،كام
يف الشكل (:)39-4
َّ
الشكل :40-4تكوين املركب الفعيل الوسيط «أكل تفاحة لذيذة».
والستكامل بناء الشجرة النحوية يأيت دور القاعدة النحوية التي تربط املركب
االسمي النهائي «الولد» والتي متثل الفاعل مع املركب الفعيل الوسيط لتكوين املركب
الفعيل النهائي كام يف الشكل (.)41-4
-177-
َّ
الشكل :41-4متثيل الرتكيب النحوي للجملة يف (.)21
وهكذا يكون قد تم بناء الشجرة النحوية التي متثل الرتكيب النحوي للجملة يف
( )21ويمكننا أيضا كتابة التمثيل النحوي للجملة يف ( )21كام يف الشكل ()42-4
خالل املحلل التفاعيل.
َّ
الشكل :42-4متثيل الرتكيب النحوي للجملة يف ( )21باستخدام املحلل التفاعيل.
ونجد أن املحلل يقوم بوضع أرقام أمام الفروع املكونة للشجرة لربطها داخل
هيكل الشجرة النحوية؛ فاملركب االسمي الوسيط «تفاحة لذيذة» الذي يمثل املكمل
النحوي للفعل يسمى يف الشجرة التي تنتج من املحلل ب « »02و ُيربط هذا املركب مع
-178-
الفعل «أكل» ليكون املركب الفعيل الوسيط الذي يسمى ب « .»03ثم املركب االسمي
النهائي «الولد» الذي يمثل املخصص النحوي للفعل ويسمى ب « »01الذي ُيربط
باملركب الفعيل الوسيط الذي يسمى « »03ليكون املركب الفعيل النهائي «أكل الولد
تفاحة لذيذة» .وهكذا نجد أن التمثيل النحوي يف الشكل ( )42-4يطابق التمثيل
الشجري يف الشكل (.)41-4
-8بعض النقاط البحثية اهلامة من أجل دعم خطة طريق ملعاجلة الرتكيب
يف اللغة العربية
أ .دراسة القواعد املنظمة لتتابع األسامء داخل املركبات االسمية.
ب .دراسة إمكانية تقسيم الكلامت العربية بشكل يدعم معاجلة الرتكيب النحوي.
ج .دراسة السامت اللغوية املختلفة للكلامت للمساعدة يف ضبط وانتظام تطبيق
القواعد.
د .دراسة اإلطار النحوي ملفردات اللغة العربية املختلفة وذلك إلثراء املعجم
بمزيد من املعلومات النحوية والتي هلا فوائد مجة تدعم التحليل النحوي
للجمل العربية.
هـ .دراسة قيود االنتقاء ( )Selection Constraintsملفردات العربية دعام للمعجم
ولدوره اجلليل أثناء التحليل النحوي.
و .دراسة إمكانية الوصول لقواعد حتديد حدود املركبات املختلقة داخل اجلملة.
ز .التحليل املنهجي لعالقة منظومة النحو العريب بمنظومتي الرصف والداللة.
ح .إعادة النظر يف جهود النحاة العرب القدامى من أجل تنظري أفضل لربط
النظريات احلديثة باجلهود القديمة.
ط .تفعيل استخدام النظريات املختلفة للغات األخرى ،مع رضورة األخذ يف
االعتبار طبيعة اللغة العربية.
ي .تطبيق نظرية X-barعىل الرتاكيب املختلفة يف اجلمل العربية.
-179-
ببليوجرافيا مرجع َّية
،126 ص،9-8 عدد، جملة الفكر العريب، تشومسكي والثورة اللغوية،جون سريل1.1
.1979
املؤسسة، األلسنية والتوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية،ميشال زكريا2.2
.1986 ،2 ط،اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع
.1988 ، دار تعريب، اللغة العربية واحلاسوب،نبيل عيل3.3
4. Al-Ansary, S., & El-Kareh, S. (2004, April). Arabic-English Ma�
chine Translation Systems: Discrepancies and Implications. In JEP/
TALN International Conference, Special session on Arabic text and
speech language processing.
5. Alansary, S., Nagi, M., & Adly, N. (2010, December). UNL+ 3: The
gateway to a fully operational UNL system. In 10th International
Conference on Language Engineering, Ain Shams University, Cai�
ro, Egypt.
6. Balfourier, J. M., Blache, P., & Van Rullen, T. (2002, August). From
shallow to deep parsing using constraint satisfaction. In Proceed�
ings of the 19th international conference on Computational linguis�
tics-Volume 1 (pp. 1-7). Association for Computational Linguistics.
7. Bunt, H., & Nijholt, A. (Eds.). (2013). Advances in probabilistic and oth�
er parsing technologies (Vol. 16). Springer Science & Business Media.
8. Chanod, J. P. (2001). Robust parsing and beyond. In Robustness in
Language and Speech Technology (pp. 187-204). Springer, Dordre�
cht.
9. Chomsky, N. (1956). Three models for the description of language.
IRE Transactions on information theory, 2(3), 113-124.
10. Collins, M. J. (1996, June). A new statistical parser based on bigram
lexical dependencies. In Proceedings of the 34th annual meeting on
Association for Computational Linguistics (pp. 184-191). Associa�
tion for Computational Linguistics.
-180-
11. Foth, K. A., & Menzel, W. (2006, July). Hybrid parsing: Using prob�
abilistic models as predictors for a symbolic parser. In Proceedings of
the 21st International Conference on Computational Linguistics and
the 44th annual meeting of the Association for Computational Lin�
guistics (pp. 321-328). Association for Computational Linguistics.
12. Grune, D., & Jacobs, C. J. (2007). Parsing Techniques. Monographs
in Computer Science. Springer,, 13.
13. Ibrahim, M. N., Mahmoud, M. N., & El-Reedy, D. A. (2016).
Bel-Arabi: advanced Arabic grammar analyzer. International Jour�
nal of Social Science and Humanity, 6(5), 341.
14. Kaplan, R., Riezler, S., King, T. H., Maxwell III, J. T., Vasserman,
A., & Crouch, R. (2004). Speed and accuracy in shallow and deep
stochastic parsing. In Proceedings of the Human Language Technol�
ogy Conference of the North American Chapter of the Association
for Computational Linguistics: HLT-NAACL 2004. Katamba, F. &
Stonham, J. (1993). Morphology, Palgrave Modern Linguistics.
15. Katamba, F. (1993). Morphology. New York: St.
16. Marimon, M., & Bel, N. (2004). Lexical Entry Templates for Ro�
bust Deep Parsing. In LREC.
17. Miyao, Y. (2006). From linguistic theory to syntactic analysis: Cor�
pus-oriented grammar development and feature forest model. PhD
thesis, University of Tokyo.
18. Mohammed, M. A., & Omar, N. (2011). Rule based shallow pars�
er for Arabic language. Journal of Computer Science, 7(10), 1505-
1514.
19. O’Reilly, C. (2010). These go to eleven’Investigations in tuning the
Stanford Statistical Parser.
20. Dobrovolsky, M., Katamba, F., & O’Grady, W. D. (Eds.). (1997).
Contemporary linguistics: an introduction. St. Martin’s Press.
-181-
21. Radford, A. (1988). Transformational grammar: A first course (Vol.
1). Cambridge University Press.
22. Selvam, M., Natarajan, A. M., & Thangarajan, R. (2008). Structural
parsing of natural language text in tamil using phrase structure hy�
brid language model. International Journal of Computer, Informa�
tion and Systems Science, and Engineering, 2008, 2-4.
-182-
الفصل اخلامس
اللي
الد ّالتَّحليل ِّ
-1األنطولوجيا ِ
وداللة اللغة
-2التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي.
عالة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية يف اللغة العربية.
-3ا ُمل َ
ولوجي جزئي.
ٍّ ٍ
كإطار ُأ ْن ُط -4شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية
-5االلتباس الدِّ اليل والعمل عىل إزالته.
-6تطبيقات التحليل الدِّ اليل ا ُمل ْع َجمي.
للمدونات النصية العربية.
َّ -7ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية
-8التحليل الدِّ اليل ما بعد املستوى ا ُمل ْع َجمي.
-183-
-184-
-1األنطولوجيا ِ
وداللة اللغة
يعود االنشغال بالدراسات الدِّ اللية إىل أقدم عصور احلضارات اإلنسانية يف التاريخ
املدون ،حيث انشغل العلامء واملفكرون والفالسفة ورجال الدين بتأمل العامل البرشي َّ
كل منهم يف حماولة تفسري معانيها و َن ْظ ِمها سو ًّيا يف سياق عام
وكائناته وظواهره واجتهد ٌّ
و ْف َق أنساق منتظمة.
لتعب عن هذهوربام كان أحد أنضج املفاهيم النظامية التي تبلورت عرب الزمن ِّ
وج َيا» ( - )Ontologyوهو الوجودية هو ما ُي َع َّب عنه بمصطلح «األُ ْن ُطو ُل ْ
التساؤالت ُ
اسم مشت ٌَّق من لفظة « ُأنْطو» اليونانية القديمة التي تعني َح ْرف ًّيا «الوجود أو الكينونة»
ٌ
-ويتبوأ املصطلح مكانته يف الفلسفة كعنوان عىل أحد مباحثها الرئيسية و ُي ْعنَى بدراسة
طبيعة الوجود ،وتصنيف املوجودات/الكائنات والعالقات بينها ،والتمييز بني العام
جوهر وما هو كائ ٌن ،وبني اخلصائص ٌ واخلاص ،وبني الكليات واجلزئيات ،وبني ما هو
الذاتية والصفات اخلارجية [.]20
طموحا إىل بناء نموذج َم ْع ِر ّيف َ
للعال هو ً األنطولوجي
ّ ومن الوجهات الشائعة للبحث
ِ
املكونة له عند َمفاص ِله األساسية
جل ْزئ َّيات ِّ العمل عىل الوصول إىل تقسيم طبيعي لكل ا ُ
بغرض اكتشاف الفئات التي تندرج حتتها موجوداته .ويف حني أسهب الفالسفة يف
جدل ال يكاد ينتهي فيام بينهم منذ منتصف القرن العرشين امليالدي حول التعريفات
واملقاربات والطرق املثىل لبناء أنطولوجيات مكتملة ومتامسكة ،فإهنم مل يقوموا يف َ
ومفصلة ُي ْعتَدُّ هبا!
َّ حقيقة األمر بإنجاز أية أنطولوجيا مكتملة
أما ما هيمنا من ناحية عملية يف هذا الفصل من الكتاب فهو ما قام به الباحثون
يف جمال علوم احلاسبات عمو ًما ويف حقل الذكاء االصطناعي عىل وجه اخلصوص،
حيث التقطوا منذ منتصف سبعينات القرن العرشين امليالدي أمهية مفهوم األنطولوجيا
إطارا جلمع املعرفة ومتثيلها بشكل منهجي منظم يمكن االستفادة منه ً واستلهموه
حاسوب ًّيا ]21[ .وقد تواكب هذا االستلهام مع انتهاء باحثي الذكاء االصطناعي إىل أن
وار ْزمات احلاسوبية»( )Algorithms( )1احلاذقـة (ومن أمثلة هذه اخلوارزمـات «اخلُ ِ
-185-
«أساليب البحـــث َّ
الشجر َّية )»Tree Search Methodsال تكفي َو ْحدَ ها حلل املسائل
الواقعية اجلادة ،بل ال بد كذلك من مزاوجتها بقاعدة معرفية حسنة التمثيل للمسألة
املطلوب التعامل معها ،وبذلك فإن خوارزمات املعاجلة احلاسوبية احلاذقة بالتزاوج
املحوسبة (األنطولوجيات) تشكالن القدمني اللتني يميش عليهام َ مع القواعد املعرفية
الذكاء احلاسويب القادر عىل التعامل مع مسائل صعبة كانت فيام مىض ال تستغني يف
قاربتها عن الذكاء البرشي. ُم َ
ومع وجود بعض االختالفات الفرعية بني الباحثني واملشتغلني بعلوم احلاسب فيام
يتعلق بالبِنَى األنطولوجية ،فإن هناك اتفا ًقا عاما عىل مرك ٍ
ِّبات أساسية لبِنْ َية األنطولوجيا؛ ُ ًّ
ومن أمهها:
أ .املوجودات/الكائنات وأفراد هذه املوجودات (.)1
ب .الفئات/األنواع ،وتصنيف املوجودات حتت هذه الفئات.
ج .العالقات بني املوجودات (وكذلك العالقات بني أفرادها).
ِ
(واملوجودات حتتَها). خصائص الفئات د .
ُ
هـ .األحداث؛ حيث يشري احلدث إىل ٍ
تغري يف خصائص األفراد و/أو املوجودات
أي منها.
و/أو الفئات ،و/أو العالقات بني ٍّ
و .الوظائف؛ وهي التي تسمح بتكوين بِنَى مركَّبة من األفراد يمكن التعامل معها
الح ًقا كوحدات أنطولوجية.
َ
كمدخالت من صيغ تقريرية حلالة ز .القيود؛ وتوضع عىل ما يمكن قبوله
األنطولوجيا أو جزء منها.
ح .القواعد (الرشطية غال ًبا -يف شكل مقدمات ونتائج) التي تصف االستدالل
املنطقي الذي يمكن استشفافه من جمموعة الصيغ التقريرية املقبولة.
ط .املس َّلامت.
املسمى «فالن بن فالن بن فالن» عىل سبيل املثال فهو فرد من أفراد هذا الكائن ،و«الشارع»
« -1اإلنسان» كائن؛ أما الشخص َّ
كائن؛ أما شارع «الشان ِْز ِلزي ْه» يف باريس عاصمة فرنسا عىل سبيل املثال فهو فرد من أفراد هذا الكائن ... ،إلخ.
-186-
(استاتِيك َّية)
ويف حني أن املركِّبات املذكورة أعاله من «أ» إىل «د» هي مركِّبات ثابتة ْ
ِ
ناميك َّية) يف زمن متغية ( َد ْي
يف زمن التشغيل ،فإن املركِّبات «هـ» مع «و» هي مركِّبات ِّ
متهد األرضية التشغيل ،كام أن املركِّبات من «ز» إىل «ط» هي مركِّبات استاتيكية ِّ
لديناميكية األنطولوجيا.
وبينام يشيع اليو َم بناء وتوظيف أنطولوجيات عىل درجة عالية من التفصيل يف عدد
من املجاالت احلاسوبية املتقدمة -ومن أمثلة ذلك؛ املحاكاة واأللعاب -إىل احلد الذي
قائم بذاته من «هندسة املعرفة» ،فإن
يعترب معه البعض «هندسة األنطولوجيات» فر ًعا ً
خاصا باألنطولوجيا.
حقل حوسبة اللغات احلية يويل اهتام ًما ًّ
وقد نشأ االهتامم املك َّثف من قبل الباحثني يف جمال معاجلة اللغات احلية باألنطولوجيا
عىل أساس أهنا تستطيع تشكيل اإلطار الرابط بني الطبقات األولية ملعاجلة اللغة احلية؛
وجي) عىل سبيل املثال ،وبني (املور ُفو ُل ّ
ْ والرصيف
ّ يت (ال ُفونُو ُل ّ
وجي) كالتحليل الصو ّ
الطبقات العليا ملعاجلة اللغة؛ مثل «الرتابط اخلطايب» ( )Discourse Integrationومعرفة
«املغزى السياقي للكالم» ( )Pragmaticsوهي التي تستلزم معرف ًة بواقع العامل وتفاعالته.
ففي غياب إطار معريف يربط مفردات اللغة وقواعدها الشكلية مع حقائق ووقائع العامل
الذي تعرب عنه بام فيه من كائنات وعالقات بني هذه الكائنات ...إلخ ،فإن معاجلات اللغة
احلية تبقى منحرصة يف اإلطار الشكيل الذي يقترص عىل أنواع من املعاجلة الرمزية ال ترتبط
بام تدل عليه هذه الرموز يف واقع استخدامها [( ]19سواء كان واقع العامل املشرتك اجلامع
واقع َ
عالٍ متخ َّيل)، عالٍ جزئي متخصص منه ،أم كان حتى َ واقع َ
لعموم البرش ،أم كان َ
كثريا من دقة وامتداد ومردود معاجلات أية لغة حية. ٍ
وعندئذ حيد هذا الغياب ً
وعىل ذلك فقد اجتهت حوسبة اللغات احلية منذ ثالثة عقود أو يزيد إىل اعتامد
إطارا نموذج ًّيا جلمع ومتثيل املعرفة اللغوية الداللية بحيث َ ْت ِس بني ما
األنطولوجيا ً
ونظرا ألن بناء أنطولوجيا كاملــــة ٍ
طبقات ملعاجلة اللغة احلية. دوهنا وما فوقها من
ً
بكل مركِّباهتا -املشار إليها عالِ َي ُه -وذات حمتوى يشمل معرفتنا عـــن العالـــم كان
طموحا شاه ًقا يمثل إنجازه َم ْع َل ًم أساس ًّيا عىل الطريق الطويلــة حلوسبة
ً وما يزال
اللغات احلية وتطبيقاهتا ،فإنه مل يتم حتى اآلن بنا ُء ِم ْث ِل هذه األنطولوجيا الكاملة
الشاملة ألية لغة حية وهناك جدل بني العلامء عام إذا كان يف املستطاع إنجاز ذلك يف
-187-
املستقبل املنظور( .)1وقد أدى ذلك بالعلامء والباحثني العاملني عىل حوسبة اللغة إىل
سلوك َمن ًْحى َع َم ِ ٍّل عرب االستعاضة عن بناء أنطولوجيا شاملة لِ ُّلغة ببناء أطر معرفية
ِداللية لِ ُّلغة بعدة أشكال خمترصة تستلهم روح األنطولوجيا وحتافظ عىل بعض أهم
وخصوصا تلك املر َّقمة عالِ َي ُه من أ إىل د -ويمكننا النظر إىل
ً مركباهتا للتمثيل الداليل -
مثل هذه األطر كأنطولوجيات جزئية سواء من حيث مركِّباهتا أو حمتوياهتا.
-1حيتاج إنجاز مثل هذه األنطولوجيا الكاملة الشاملة موار َد برشي ًة وإداري ًة وحاسوبي ًة ومالي ًة هائلة ،وال ُيعت َقد أنه من املمكن
إنجاز مرشوع كهذا يف زمن مقبول دون تعاون عىل مستوى عاملي -مثل ما اتُّبِ َع يف مرشوع «اجلينوم - »Genomeونرجو
أن تبادر إحدى املنظامت اإلقليمية أو الدولية يف أقرب وقت إىل القيام عىل التوعية بأمهيته ومن َث َّم الرتويج لتمويله وتنفيذه.
-188-
ʀ ل
2
املفردات) ف
املفردة (أو َ
املفردة ف 1ترتبط بالعالقة ل مع َ
أي أن َ
كبريا جدًّ ا
حيث أن م عاد ًة ما تكون عد ًدا ً
-189-
ُعب عن تكلفة فادحة يكاد يستحيل توفريها واقع ًّيا ،ولتوضيح وهذه الصيغة ت ِّ
ِ
ذلك نفرتض عىل سبيل املثال عملية بناء شبكة دالالت ُم ْع َجمية هبذه الطريقة املبارشة
كي تغطي مئة ألف مفردة يمكن أن تصل بني بعضها البعض عرشون عالقة ِداللية،
صفرا)،
فتكون التكلفة إذن حوايل مئتي مليار حالة فحص (أي اثنان وأمامها أحد عرش ً
وبافرتاض قدرة اللغوي عىل دراسة ألف حالة خالل الساعة فإن عدد ساعات العمل
املطلوبة يبلغ مئت َْي مليون ساعة عمل وهو ما جياوز مئة ألف سنة عمل من فرد واحد!
ولتجاوز هذه التكلفة الباهظة جيري استدعاء مفهوم داليل وسيط يسمى يف بعض
ُل» وهو ببساطة معنى أسايس األحيان «فئة الرتادف» أو «احلقل الدِّ اليل» أو «ا َمل ْعنَى الك ِّ ّ
ب» « ،الك ُْره» « ،ال َع َمل» « ،النجاح» « ،الفشل» « ،الصواب» ... حل ّ
عا ٌّم يف اللغة مثل «ا ُ
إلخ ،وتندرج حتت كل معنى كيل من هذه املعاين العديدُ من الكلامت املرتادفة؛ وكمثال
كلامت مثل
ٌ عىل ذلك نأخذ معنى «التأليف» ( )Authoringالذي يمكن أن تندرج حتته
«ز ُبور»« ،خمطوط»ُ « ،م َصنَّف»َ « ،ب ْحث» ، «س ْفر» َ ، «كتابة» « ،مؤ َّلف»ِ ، {«كتاب» ِ ،
ِ
ُ
«رسالة» ،)1(}... ،مع رضورة التنبيه إىل أن نفس الكلمة قد تندرج حتت « ُأ ْطروحة» ِ ،
واحد وذلك مثل كلمة « َع ْي» التي قد تأيت بمعنى « ُع ْضو اإلبصار» ٍ كيل
أكثر من معنًى ٍّ
أو «النَ ْبع» أو «اجلاسوس» أو «ال َع َقار» ...إلخ .ونفرتض أن املعاين الكلية التي نعتمدها
يف اللغة تشكل فئة مغلقة ذات حجم = ح معنًى كل ًّيا.
افرتاضا ِدالل ًّيا تقريب ًّيا ها ًّما
ً وبجانب استدعاء هذا املفهوم الدِّ اليل الوسيط ُننْشئ
مندرجة حتت أي معنى كيل «أ» وأي كلمةٍ ٍ ٍ
ّ ٍّ كلمة مفاده أن العالق َة الدِّ اللي َة بني ّ
أي
نفسها العالق ُة الدِّ اللي ُة بني املعنى الكيل «أ» ٍ
كيل «ب» هي ُ مندرجة حتت أي معنى ٍّ
واملعنى الكيل «ب».
-1ال خيفى عىل فطنة القارئ العريب أنه ال تكاد توجد كلمتان عربيتان متساويتان ِدالل ًّيا؛ فعىل سبيل املثال عند مقارنة كلمة
ِ ِ ِ
«ك ُْره» بكَلمة « َم ْقت» بدقة يتضح أن درجة احلدَّ ة يف الصفة الثانية أشدُّ من األوىل -قال تعاىل ﴿يا أهيا الذين آمنوا ل َ
«ج َل َس» باملقارنة ِ
ف ،3-2وعند َف ْحص داللة َ َب َم ْقتًا عند اهلل أن تقولوا ما ال تفعلون﴾ َّ
الص ّ تقولون ما ال تفعلون ،ك ُ َ
مع « َق َعدَ » نجد أن فِ ْعل اجللوس ال يأتيه إال الشخص القائم/الواقف بينام ال يلزم ذلك يف فعل القعود -قال الشاعر
ُ
ِ
ض لو كان َج َلس) ... ،إلخ .وعىل ذلك فإن أغلب اللغويني يرون أبو ن َُواس ( ُق ْل َل ْن يبكي عىل َر ْب ٍع َد َرس ً :::
قائم ما َ َّ
التساوي التام.
َ أن الرتادف بني كلمتني يعني عمل ًّيا شدة التقارب الدِّ اليل بينهام وليس
-190-
وإلقامة شبكة الدِّ الالت امل ْع َجمية «التقريبية» عرب هذا املفهوم الداليل الوسيط فإن
علينا توفري فريق لغوي َيدْ ُر ُس ك َُّل مفردة من بني فئة املفردات (وحجمها م مفردةً)
ويبحث وقو َعها حتت كل معني كيل من فئة املعاين الكلية (وحجمها ح معنًى كل ًّيا)،
إضاف ًة إىل دراسة احتامل اتصال كل معنى كيل بباقي املعاين الكلية وعددها = ح 1 -عرب
حساب عدد احلاالت التيُ إحدى العالقات الداللية وعددها = ع ،وعىل ذلك ُي ْم ِكن
وفق الصيغة: فحصها ونرمز له باحلرف نَ 2 جيب عىل الفريق ُ
ن = 2م × ح +ح × (ح × )1 -ع ≈ م × ح +ح × 2ع
N2 = M · S + S · (S - 1) · L ≈ M · S + S 2 · L
ُعب عن تكلفة أقل بكثري من األوىل بافرتاض نفس عدد املفردات وهذه الصيغة ت ِّ
ٍ
ونفس عدد العالقات الدِّ اللية؛ ومع افرتاض عدد من املعاين الكلية يساوي أل ًفا عىل
سبيل املثال تكون التكلفة إذن حوايل مئة وعرشين مليون حالة فحص وهو ما يكافئ
ثالث ًة وستني سنة عمل من فرد واحد وذلك أقل من التكلفة األوىل بنسبة تقارب
()1
-1أو سنة عمل واحدة من فريق به ثالثة وستني فر ًدا يقسم بينهم العمل بالتساوي.
-191-
وتكون عالقة االشتاملية «التصنيف اهلرمي» ( )Taxonomyلشبكة الكلامت( )1مع ِّ
مالحظة أن األفراد ال تكون إال يف آخر مستوى من هذا التصنيف.
ومن العالقات الدِّ اللية عالقات أساسية شهرية ال يمكن أن تغيب عن أية شبكة
داللية معجمية:
أ .عالقة «التضاد» ؛ مثل عالقة معنى «الك ََسل» كمضاد ملعنى «النَّشاط».
ب .عالقة «السببية» ؛ مثل عالقة معنى «األكْل» كسبب لتحقيق معنى «الشبع».
ج .عالقة «الرشطية» ؛ مثل عالقة معنى «الزواج» كرشط لوقوع معنى «الطالق».
د .عالقــة «احلا ِّل َّية الزمانية»؛ مثل عالقة معنى َّ
«الس َهر» الذي حيــل يف زمــن
«الليـل».
-1وهو ما يناظر تصنيف الكائنات يف األنطولوجيا الذي ذكرناه يف القسم األول من هذا الفصل ،والذي نعود إليه يف
القسم الرابع من هذا الفصل لتأصيل الشبكات الداللية املعجمية كأنطولوجيا لغوية جزئية.
-192-
َ
املعالة الدِّ اللية امل ْع َجمية يف اللغة العربية -3
تصنيف املقار ِ
بات امل َّت َبعة يف بناء الشبكات الداللية املعجمية إىل الطريقتني ُ ِ
يمكن
َ
اآلتيتني اللتني تؤديان إىل نفس الغاية مع بعض االختالفات التفصيلية:
اصطالحا «شبكة الكلامت» (]27[ )WORD NET ً املقارب ُة األوىل
َ ُسمى
.أت َّ
َ
الوسيط حيث ُت ِّسد فيها «فئ ُة املرتادفات» ( )1()Syn-Setاملفهو َم الدال َّيل
ٍ
كلامت ف مما ييل من فئة تراد ٍ
تشكيل ِ
ُ املشار إليه يف القسم السابق ف ُي ْم ِك ُن مث ً
ال
ُ َ
ِ ٍ ٍ
رب»، درس»« ،أستاذ»« ،مؤ ِّدب»ُ « ،م ِّ مرتادفة (متقاربة دالل ًّيا) {« ُمع ِّلم» ُ « ،م ِّ
«شيخ»ِ ُ ،
املفردة ذات «ماض» ...إلخ} ،وكام ورد يف القسم السابق فإن َ َ ْ
ُ
احلصول الدِّ الالت املتعددة قد تنتمي ألكثر من فئة مرتادفات واحدة ،ويتم
ب استقراء حصيلة املفردات وربام مع االستعانة عىل فئات املرتادفات هذه َع ْ َ
ِ
املفردات يف االجتاه من املوسعة كنقطة انطالق ،ونتيج َة استقراء َ ببعض ا َملكَانز َّ
ال إىل ِك َ ِب عدد فئات ِ
املرتادفات) فإن هناك مي ً أسفل (املفردات) إىل أعىل (فئات
املرتادفات ح .أما العالقات الدِّ اللية من مثل األنواع التي وردت يف القسم
السابق فهي تصل بني فئات املرتادفات نِياب ًة عام تتضمنه من مفردات وهذا عىل
ممكن ًة من الناحية وجه التقريب ،وهو كام بينَّا ما جيعل تكلفة بناء شبكة الكلامت ِ
َ َّ
العملية.
وقد بدأ تطوير «شبكة كلامت اللغة اإلنجليزية» ( )Princeton Word Netيف
حموسبة تتَّبِع ِ
عجمية َ
جامعة برينستون عام 1985م [ ]31كأول شبكة دالالت ُم َ
تطوير شبكات الكلامت
ُ أسلوب «شبكة الكلامت» ،ثم تواىل منذ ذلك احلني
لتغطي العديد من لغات العامل حتت مظلة «شبكة الكلامت العاملية» (Global
]30[ )WordNetالتي تضم اآلن عد ًدا واس ًعا من اللغات احلية (واألوروبية
منها بصفة خاصة) بام فيها اللغة العربية .ومن اجلدير بالذكر أن منظومة شبكة
الكلامت العاملية تعتمد املواصفات واملعايري امل َّت َبعة يف كل من مرشو َع ْي «شبكة
الكلامت اإلنجليزية من برينستون» ،و«شبكة الكلامت األوروبية» (Euro
.]27[ )Word Net
-193-
ب احلقول الداللية» ،حيث املعجمي َع ْ َ
َ «الر ْب ُط الدِّ اليل
املقاربة الثانية فهي َّ
َ .بأما
َ
الوسيط، «احلقل الدِّ ال ُّيل» ( ]24[ )Semantic Fieldاملفهو َم الدِّ ال َّيلُ ي ِّسدُ فيها
َُ
ِ
ب»، ويم ِّث ُل ك ُُّل حقل داليل أحدَ املعاين الكلية األساسية القائمة بذاهتا مثل «ا ُ
حل ّ
«السالح»« ،ا َمل ْسكَن»« ،الدِّ راسة»« ،الطعام» ... «ال َع َمل»« ،املنا َفسة»« ،املال» ِّ ،
تعبريا عن
ً إلخ ،وجيري إدراج كل مفردة من مفردات اللغة حتت احلقل األكثر
نفس املفردة ذات املعاين املتعددة حتت أكثر من ِ
داللتها ،ويمكن بالطبع أن تقع ُ
حقل داليل واحد ،ومن أجل إمتام تسكني كل املفردات حتت احلقول الدِّ اللية
ِ
ونظرا ألن إنشاء الشبكة الدِّ اللية عرب هذه املوسعةً . فإنه جتري االستعانة با َملكَانز َّ
الطريقة يتمدد من األعىل (أي احلقول الدِّ اللية) إىل األسفل (املفردات) فإن
ال إىل حتجيم عدد املفاهيم الداللية الوسيطة ح .أما العالقات الدِّ اللية هناك مي ً
أيضا عىل ِ
فهي تصل بني احلقول الدِّ اللية نياب ًة عام يقع حتتها من مفردات وهذا ً
املقاربة أكثر جاذبية. وجه التقريب ،وهو ما جيعل التكلفة االقتصادية هلذه َ
مية لِ ُّلغة العربية ،فإننا دالالت معج ٍ
َ
ٍ ِ
شبكات إنجازه بالفعل منُ وبالنظر إىل ما جرى
ال نجد حتى تاريخ كتابة هذه السطور( )1سوى القليل من النامذج التي يمكن االعتداد
املفردات العربية وثراء العالقات هبا ونذكر منها اثنني مها األكثر اكتامالً من حيث تغطية َ
الدِّ اللية بينها:
-1.3أما النموذج األول فهو «شبكة الكلامت العربية» ()Arabic Word Net
[ ]16وقد جرى تنفيذه حسب األسلوب األول املذكور عالِ َي ُه؛ «شبكة الكلامت» .وقد
بدأ العمل يف شبكة الكلامت العربية عام ألفني ومخسة ميالدية كأحد مرشوعات «شبكة
املعجمي
َ الكلامت العاملية» ( ،)Global Word Netوقد جرى ابتدا ًء إنشا ُء املحتوى
ال (عرب الرتمجة) عن حمتوى اإلصدارة الثانية لشبكة برينستون لشبكة الكلامت العربية نق ً
َْ
حوال تسعة آالف للكلامت اإلنجليزية [ .]17ويضم حمتوى شبكة الكلامت العربية
َْ
وحوال مئة ألف من األزواج تعبريا مر َّك ًبا)
مفردة (أو ً وحوال عرشين ألف َ َْ فئة ترادف
بعض التحسينات عىل هذا املحتوى املعجمي (مفردة ،فئة ترادف) ،كام ُأ ْج ِر َي ْت ُ
املرتَّبة َ
وخصوصا عرب توظيف أدوات معاجلة لغوية لتمكني التعامل بمرونة ً لتوسعة تغطيته
-1أي يف غضون الفرتة 2011م2012/م حيث جرى تأليف الطبعة األوىل من هذا الكتاب.
-194-
ُوجه لشبكة مع البنية الرصفية للكلامت العربية( .)1وربام كانت أهم أوجه النقد التي ت َّ
الكلامت العربية هي أن حمتواها مل ُي َف َّص ْل من األساس عىل مقاس اللغة العربية بل جرت
تطويرها من تعثر التمويل هناي َة عام
َ ترمجتُه عن اللغة اإلنجليزية ،وكذلك ما واجه
2007م/بداي َة عام 2008م .ورغم أن فريق العمل القائم عىل تطوير شبكة الكلامت
العربية ما زال يعتربها عىل طريق طويل من التطوير والتحسني( )2فإن هذا العمل يبقى
معتبة خاص ًة وأنه متاح بشكل مفتوح املصدر للجميع. ذا قيمة َ
املعجمية العربية عرب َ اآلخر فهو «قواعد بيانات الدِّ الالت
-2.3وأما النموذج َ
احلقول الدِّ اللية» ()Arabic Lexical Semantics Database via Semantic Fields
«الر ْب ُط الدِّ اليل ِ ُ
حسب األسلوب الثاين املذكور عال َي ُه َّ َ تنفيذه [ ]15والذي جرى
(آر-ب احلقول الدِّ اللية» بواسطة «الرشك ُة اهلندسية لتطوير ُن ُظم احلاسبات ْ
املعجمي َع ْ َ
َ
ي-آي)» ( )RDI; www.RDI-eg.comالتي عكفت عىل بناء وتطوير هذه الشبكة ْ ِد
الدِّ اللية املعجمية العربية بني منتصف عام 2005م حتى بداية عام 2011م بدعـــ ٍم
جزئي من «مركز متيز التنقيب املعلومايت والنمذجة احلاسوبية http:// ٍّ ٍ
ومتــــويل
»dmcm.cu.edu.egبمرص بني بداية عام 2006م إىل بداية عام 2010م [ .]34وقد
اإلنجاز مع إمتام املرحلة الثالثة
ُ مر العمل عرب هذه السنوات بثالث مراحل ،حيث امتد
يف بداية عام 2011م ليشمل نحو مئة ألف مفردة عربية رصحية تندرج حتت مستويني
أسايس عام به نحو ألفني من املعاين واملفاهيم الكلية، ٍّ مستوى
ً من احلقول الداللية؛
حقل ِدال ّيل أكثر تفصي ً
ال ٍ حوال ثامنية عرش أل ًفا وأربعمئة
َْ ثانوي يتشعب إىلٍّ ومستوى
ً
ووفق بعض التصنيفات الدِّ اللية .
()4
َ ()3
املعاين الكلي َة َ
وفق الصيغ الرصفية َ لتصنيف
-195-
رب عرشين نو ًعا مما أرشنا إليه من ٍ
ببعض ع َ بعضها ُ
احلقول الدِّ اللية ُ وترتبط هذه
عالقات ِداللية يف هناية القسم السابق سواء أكانت عالقات أساسية أم مشتقة أم
التصنيفات الرصفي ُة والدِّ اللي ُة للحقول الدِّ اللية يف
ُ معكوسات هذه وتلك ،وتتحكم
ِ
املستوى الثانوي فيام ينطبق وما ال ينطبق بينها من عالقات داللية؛ فعىل سبيل املثال
وز َمن ،ونتيج ًة لذلك فإن قيمة ح ال َف َّعالة حدث ٍَ ال تقوم عالق ُة احلا ِّل َّية الزمانية إال بني
املستخدَ مة يف حساب تكلفة إنشاء الشبكة الدِّ اللية هي ألفان وليست ثامنية عرش ألف
وأربعمئة .ويف حمصلة ذلك كله فإن لدينا يف نسيج الشبكة أكثر من مئتني وثالثة وتسعني
بعضها ببعض. ألف وصلة ِداللية تربط احلقول الدِّ اللية َ َ
ومن اجلدير بالذكر أن املئة ألف مفردة املندرجة يف قاعدة بيانات الربط الداليل
املعجمي هذه ليست جمرد كلامت عربية هنائية وإنام هي ُمركَّبات رصفية مرنة يم ِّث ُل ٌّ
كل
املكونة من تباديل هذه املركَّبات مع اللواصق؛ َّ كبريا من الكلامت النهائيةمنها عد ًدا ً
أيضا {املكتب ،ملكتبه ،فاملكتبان ،مكتبنا ،بمكتبي ،}... ،وذلك مثل « َم ْكتَب» التي مت ِّثل ً
ِ
أدواتا ي-آي هلذا الغرض يود تضمن بقاءها ضمن نفس ِداللتها وتستخدم آر ِ
-د حتت ُق ٍ
َ
ْ ْ ُ َ
للتحليل الرصيف والعنونة النحوية [ ،]14وعىل ذلك فإن هذه املئة ألف من املفردات
تغطي فعل ًّيا عرشات املاليني من الكلامت العربية النهائية مما يؤرش عىل مراعاة طبيعة بِنْية
املعجمية .وقد كانت ن َُواة إنشاء حمتوى هذه
اللغة العربية يف تصميم هذه الشبكة الدِّ اللية َ
الشبكة الدِّ اللية هي «ا َْل ْكنَز الكبري» [ ]4وهو عمل َق ِّيم أنجزه فريق كبري من الباحثني حتت
قيادة عامل اللغة الشهري الراحل «أ.د .أمحد خمتار عمر» لرصد احلقول الدِّ اللية األساسية يف
أخ َذ ْت بعني االعتبار عد ُة مصادر أخرى فيام بعد اللغة وإدراج املفردات العربية حتتها ،ثم ِ
ال عن االستفادة عند تنقيح حمتوى الشبكة الدِّ اللية [ ]12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،3فض ً
من «شبكة الكلامت العربية» ( )Arabic Word Netالسالف ُ
ذكرها.
ولوجي جزئي
ٍّ ٍ
كإطار ُأ ْن ُط -4شبكات الدِّ الالت ا ُمل ْع َجمية
ُ
تأصيل الشبكات الدِّ اللية امل ْع َجمية -سواء لعبت فئات الرتادف أم مكنُنا اآلني ِ
ُ
احلقول الدِّ اللية َد ْو َر املفاهيم الدِّ اللية الوسيطة فيها -كأنطولوجيات جزئية وفق
العرض الذي قدمناه يف القسم األول من هذا الفصل ،وذلك بالرتتيب عىل النحو التايل:
-196-
املفردات يف الشبكة الدِّ اللية.
ُ تناظرها
ُ .أكائنات األنطولوجيا وأفرا ُدها
املفاهيم الداللي ُة
ُ تناظرها يف الشبكة الدِّ الليةُ /األنواع يف األنطولوجيا
ُ الفئات
ُ .ب
ترادف أو حقوالً ِداللية -كام أن التصنيف ٍ ِ
فئات الوسيطة -سواء أكانت
اهلرمي هلذه الفئات يف األنطولوجيا متث ُله يف الشبكة الدِّ اللية عالق ُة االشتامل.
العالقات الدِّ اللي ُة بني املفاهيم
ُ تناظرها
ُ .جالعالقات بني كائنات األنطولوجيا
ِ ٍ ِ
الدِّ اللية الوسيطة -سواء أكانت فئات ترادف أو حقوالً داللية -وبالتبعية بني
العميل الذي ذكرناه. التقريب الدِّ ال ُّيل ٍ
مفردات وهو ما يندرج حتتها من
ُّ ُ
اخلصائص تناظرها ِ
والكائنات حتتَها يف األنطولوجيا ِ
الفئات/األنوا ِع خصائص .د
ُ ُ ُ
الرصفي ُة والدِّ اللي ُة (املذكورة يف امللحوظتني اهلامشيتني رقم 11و 12عالِ َي ُه)
التي تؤدي لتفصيل احلقول الداللية األساسية إىل حقول داللية ثانوية.
عنارص األنطولوجيا احلارض َة يف الشبكات الدِّ اللية املعجمية هي َ املالحظ أن َ ومن
يكية) بينام تغيب بقي ُة عنارص األنطولوجيا من مكوناتٍ (الستاتِ ِ تلك املكونات الثابتة ِ
ِّ ُ َّ ْ ِّ
حقائق العامل اخلارجي َ ِ ِ ِ
أنطولوجية متحركة (ديناميك َّية) إضاف ًة إىل تلك التي متثل ٍ
العام َة املعلوم َة خارج إطار النص لكنها حاكم ٌة لفهمنا الدِّ اليل له ،وما مل تُتِ ّم األبحاث
إنجاز هذه املكونات األنطولوجية الديناميكية فإن الطريق ال ُ
تزال َ والتقنيات احلا ِّل َّي ُة
ُ
ِ
املعجمي يف التحليل الدِّ اليل ل ُّلغة احلية.
طويل ًة نحو جتاوز املستوى َ
-197-
إنفاق املالَ ،م ْه َرب{ ،}... ،حقبة زمنية ،أحد أوقات اليوم .}... ،و ُت َعدُّ مسأل ُة «فك
االلتباس الدِّ اليل للكلامت» ( )Word Sense Disambiguationإحدى املسائل العتيدة
ض سواء يف اللغة العربية أم يف سواها .فبينام بشكل ُم ْر ٍ
ٍ العنيدة التي مل يتم َح ُّلها َب ْعدُ
ب ترجيح التحليل ذي تطبيق أساليب التع ُّلم احلاسويب لفك االلتباس الرصيف َ -ع ْ َ ُ أثمر
(- )1
االحتامل الريايض األعىل ضمن سياق التحليالت الرصفية املمكنة للنص املحيط به
ِ
املرتكزة عن معدَّ الت خطأ منخفضة إىل درجة مقبولة ( )2تكفي لسالسة أداء التطبيقات
عىل هذا النوع من التحليل ،فإن هامش اخلطأ الناتج عن استخدام نفس األساليب لفك
كثريا من ذلك حيث مل يقل يف أمثل األحوال مع اللغة أوسع ً
ُ االلتباس الداليل للكلامت
اإلنجليزية عن مخسة وعرشين يف املئة وقد يرتفع إىل ما فوق الثالثني يف املئة مع اللغة
ِ
املرتكزة عىل التحليل الداليل امل ْع َجمي -أو العربية( )3وهو ما يعرقل أدا َء التطبيقات
بعضا منها عىل األقل -مما سنأيت عىل ذكره يف القسم التايل من هذا الفصل [.]13 ً
ب أساليب تفسري اتساع هامش اخلطأ يف َف ِّك االلتباس الدِّ اليل للكلامت َع ْ َ ُ و ُي ْم ِك ُن
نفس األساليب مع مسألة َف ِّك االلتباس الرصيف التع ُّلم احلاسويب مقارن ًة بام ُ َت ِّق ُقه ُ
أكثر اتسا ًعا يف املتوسط من نظريه الرصيف، السياق االحتام َّيل الدِّ ال َّيل يف النص ُ َ بحقيقة أن
ُ ِ
أيضا
كثريا ما تتأثر ًترتبط دالل ُة الكلمة فقط بالكلامت القليلة املجاورة هلا ولكنها ً فال
فقرتا مما هو داخل وما بكامل الفقرة( )4التي ت َِر ُد فيها (بل ربام تتأثر كذلك بام يتجاوز َ
استعراضه يف هناية القسم الثامن من فصل « التحليل الرصيف اآليل ملفردات اللغة العربية» يف هذا الكتاب.
ُ -1وذلك كام جرى
-2حيث ُي ْم ِكن للمح ِّلالت الرصفية العربية رفيعة األداء أن تصل هبذا ا ُملعدَّ ل للخطأ إىل ما دون اخلمسة يف املئة عند
التدريب والتقويم عىل كامل اتساع الفضاء اللغوي ،بينام ُي ْم ِكن أن ينخفض إىل نحو الثالثة يف املئة عند التعامل مع حيز
أيضا كام جاء ِذك ُْره يف هناية القسم العارش من فصل «التحليل الرصيف اآليل ملفردات ضيق من الفضاء اللغوي ،وذلك ً
اللغة العربية» يف هذا الكتاب.
أيضا يف هامش خطأ فك االلتباس الدِّ اليل ٌ
داخل ً -3علينا االنتباه إىل أن هامش اخلطأ يف فك االلتباس الرصيف العريب
عجمية (من أجل احلفاظ ُ
مل ا الالت شبكة أية يف املفردات املذكورة بشكل رصيح ِ
َ للدِّ فنظرا لقلة عدد َللكلامت العربية؛ ً
ِ
للمفردات العربية ،فإن الكلمة العربية املطلوب حتليلها دالل ًّيا عىل تكلفة معقولة لبنائها) مقارن ًة بحجم احلصيلة الكلية
َ
ال ُبدَّ هلا أن متر أوالً عىل حم ِّلل رصيف َي ُر ُّدها إىل إحدى مشتقاهتا املذكورة رصاح ًة يف قاعدة بيانات شبكة الدِّ الالت
عجمية (كام سبق ِذك ُْره يف القسم الثالث من هذا الفصل).
ا ُمل َ
ي عىل ذلك؛ حيث ال نستطيع تقرير ما إذا كان معناها املقصود هو «جزء -4هذه الكلمة «فقرة» يف هذا املوضع ٌ
مثال َب ِّ ٌ
من النص» أو «جزء من برنامج» أو «حلقة يف العمود العظمي للحيوان الفقاري» ...إلخ إال إذا وسعنا إطار السياق
َص» و «بالكلامت» ويشمل كلامت تلحقها بمسافة ٍ ٍ
املحيط هبا لكي يشمل قرائن من كلامت تسبقها بمسافة بعيدة مثل «ن ّ
بعيدة مثل «ك َِلمة».
-198-
صغري يف عملية فك االلتباس ٍ ش خطأٍ حتقيق ِ
هام ِ ُ هو خارج النص)؛ فإذا كان ُي ْم ِكن
الرصيف بدراسة سياق احتاميل ضيق لكل كلمة يمتد لكلمتني أو ثال ًثا مما يسبقها وأخرى
ب لذلك يف عملية فك االلتباس الدِّ اليل هامش خطأٍ ِ
مقار ٍ ِ حتقيق
مثلها مما يلحقها ،فإن َ
حيتاج لدراسة نحو عرشة أو عرشين كلمة مما يسبقها وأخرى مثلها مما يلحقها ،وهو ربام ُ
ما يتجاوز بكثري القدرات الراهنة للمعاجلات احلاسوبية(.)1
املعجمي أن تتجاوز َ بعض التطبيقات املرتكزة عىل التحليل الدِّ اليل تستطيع ُ
ُ وقد
ذلك املعدل املرتفع للخطأ يف فك االلتباس الداليل آل ًّيا عرب استغالل بعض القيود
املعجمية يف مثل تلك التطبيقات ،ومنها َ اإلضافية التي تنشأ عند استدعاء الدِّ الالت
عىل سبيل املثال:
ب إنشاء شبكة ِداللية ُم ْع َجمية ِ
-1.5االستفاد ُة من ضيق النِّطاق اللغوي للتطبيق َع ْ َ
تطبيق السرتجاع ٍ تنفيذ ذلك يف ُ الضيق؛ في ِ
مكن مث ً
ال ُ مكرسة لذات النِّطاق اللغوي َ ِّ َّ
املعلومات حول «اآلفات التي تصيب احلاصالت الزراعية الصيفية يف صعيد مرص»
واملوضوعي مق َّيد بآفات ِ
املعاص ني مق َّيد بالزمن
ُّ والز َم ُّ
اجلغرايف مق َّيد بصعيد مرص َّ
ُّ فالبعدُ
ٍ
تقريري ،ولذلك فإن كلامت مثل رسدي يب غال ًبا
ٌّ ٌّ احلاصالت الزراعية الصيفية واألسلو ُّ
«اجل ْذر» و «حرارة» سوف تقترص معانيها -عىل الرتتيب -يف األنطولوجيا «فِ ْطر» و ِ
التطبيق عىل «نوع من النباتات الال َخ َضية التي تتكاثر ال ُ يرتكز عليها هذا
ُ التي
تراجع معاين {«تناول طعام بعد امتنا ٍع عنه» )}... ،ثم «القسم األسفل ِجنْس ًّيا» (مع ُ
تراجع معاين {«األصل»« ،السبب»« ،القاعدة»)}...، من النبات حتت األرض» (مع ُ
تراجع معاين {«شدة العاطفة»« ،احلامس والشغف»« ،عالمة عىل ثم «السخونة» (مع ُ
استعداد اآللة للعمل».)} ... ،
احلاجة أحيانًا إىل احلصول عىل املعاين األكثر تفصي ً
ال َ -2.5االستفاد ُة من عدم
ٍ
تطبيق لتبويب املقاالت للكلامت واالكتفا ُء باملعاين األعم هلا؛ فقد َي ْص ُل ُح ذلك مث ً
ال يف
آل ًّيا حتت عدد حمدود من األقسام العامة يف إحدى املواقع الصحفية اإللكرتونية .ويف هذه
ٍ
س وليس خط ًّيا، وفق نمط ُأ ِّ ٍّ
القدرات احلاسوبي ُة املطلوب ُة ملعاجلة سياق احتاميل مع زيادة اتساع هذا السياق َ
ُ -1تتضاعف
ْس كلامت وبني سياق ٍ
مهول بني القدرات احلاسوبية املطلوبة لدراسة سياق احتام ٍّيل باتساع َخ ِ
ٌ ولذلك فإن الفارق
احتاميل باتساع نحو أربعني كلمة (أو حتى نحو عرشين كلمة).
-199-
احلالة ُي ْك َت َفى بتعيني احلقول الدِّ اللية للكلامت يف املستويات ال ُع ْل َيا (العامة) من شجرة
ِ
بء البحث يف غابة املستويات الدنيا (التفصيلية) من التصنيف الدِّ اليل والتخ ُّفف من ع ْ
هذا التصنيف مما يؤدي يف املحصلة إىل التخفيف من درجة االلتباس الدِّ اليل ومن َث َّم
ويوضح اجلدول رقم ( )1-5أدناه بعض األمثلة ِّ تقليل ُف َرص اخلطأ يف عملية إزالته؛
عىل ذلك:
حقوهلا الدِّ اللية العا َّمة حقوهلا الدِّ اللية التفصيلية الك َِلمة
{مكان الصالة} خمصص للصالة} {م َ ّل الصالة ،مكان أو مبنى َّ
َ َم ْس ِجد
{دراسة العيوب ِ ْ
{دراسة العيوب واحلسنات ،املال ،التمويلَ ،دفع ِ
َن ْقد
واحلسنات ،املال} املال ،أوراق خمصوصة للبيع والرشاء}
خمصص لتناول{ما يؤكل من طعام ،مكان َّ
{تناول الطعام} َم ْط َعم
الطعام}
{اخلوف} التوجس والقلق}
ُّ {الرهبة ،اخلوف، َي َْشى
اجلدول :1-5أمثلة عىل احلقول الدِّ اللية التفصيلية والعامة لبعض الكلامت العربية.
ٍ
تطبيقات مثل «اسرتجاع املعلومات» (Information -3.5االستفاد ُة يف
ِ ِ
املعجمية كم َر ِّش ٍح («ف ْل َت )»Filterللدِّ الالت َ
َّص حمل البحث ُ )Retrievalمن اجل ْسم الن ِّ ّ
«طلب البحث» ( )Queryوذلك قبل إجراء عملية فك االلتباس الدِّ اليل هلا؛ ِ ِ
لكلامت
املمكنة هلذه الكلامت يف شبكة الدِّ الالت ِ ِ
احلقول الدِّ اللية ِ
بعض حيث ُي ْم ِك ُن استبعا ُد
نظري بشكل مرتابط يف ذلك اجلسم النيص ،مما خيفف من درجة يتوافر له ٌ ُ امل ْع َجمية مما ال
االلتباس الدِّ اليل وهو ما يؤ ِّدي بدوره إىل َر ْف ِع ِد َّق ِة عملية فك االلتباس الدِّ اليل التي تيل
ذلك االستبعاد.
كبري من التطبيقات األخرى اهلامة (مما سنأيت عىل ِذك ِْر ِه جانب ٌٌ ويبقى بطبيعة احلال
حتتاج للتعامل مع الفضاء اللغوي باتساع نطاقاته عىل ُ يف القسم التايل من هذا الفصل)
خمت َلف األبعاد ولذلك فإن ارتفاع معدَّ ل اخلطأ يف عملية فك االلتباس الدِّ اليل ينعكس
ُ
األبحاث تنضج
َ عىل فعالية تلك التطبيقات التي ال َم َف َّر أما َمها سوى االنتظار حتى
أعمق جتمع بني توسيع شبكات الدِّ الالت َ ٍ
مستويات اجلاري ُة ملعاجلة اللغة حاسوب ًّيا عىل
نات مناظِرة لبعض العنارص األنطولوجية الديناميكية (مما جاء يف ٍ املعجمية بإضافة مكو ٍ
ِّ َ
القسم األول يف هذا الفصل) إضاف ًة إىل حتليل الرتكيب النحوي العميق للنص []13
-200-
إطار من أساليب التع ُّلم احلاسوبية ،وهذا ما سنأيت عىل ِذك ِْر ِه يف
وكل هذا بالطبع يف ٍ
القسم الثامن من هذا الفصل.
-201-
أيضا يف اختيار التحليل الرصيف الصحيح من بني االحتامالت العديدة .باملسا َعدة ً
ٍ
التي عا َد ًة ما تتولدُ عند حماولة إجراء التحليل الرصيف احلاسويب لكلمة ما؛ فإذا
ال كلمة «بطني» يف النص التايل « ...فيتدفق الدم يف البطني األيمن َد َر ْسنا مث ً
الكلامت الواقع ُة يف سياقها
ُ َ
احلقول الدِّ اللي َة التي تقع حتتَها من القلب »...فإن
ٍ ِ ٍ
ذات ارتباطات داللية أقوى مع احلقل النيص القريب مثل «الدَّ ُم» و «ال َق ْلب» ُ
الرصيف « ُب َط ْي» (عىل صيغة التصغري ُف َع ْيل) من
ُّ ُ
التحليل الدِّ اليل الذي يقع حتتَه
ِ
االرتباطات الدِّ اللية مع بقية التحليالت الرصفية املحتملة األخرى مثل ِ تلك
ِ ِ ِ
جار
(كم َركَّب ّ التحليل « َبطني» (عىل صيغة املبالغة َفعيل) ومثل التحليل «بِطني» ُ
ُ
التحليل الرصيف « ُب َطني» وجمرور :بِـ +ـــــطِني) ...إلخ ،وعىل ذلك َي ْر ُج ُح
عىل غريه من التحليالت الرصفية القياسية املحتملة األخرى لكلمة «بطني».
املعجمية بني .أوبنفس منطق التطبيقني السابقني فإن دراسة االرتباطات الدِّ اللية َ
كلامت النص الناتج عن تقنيات التعرف اآليل؛ مثل «التعرف اآليل عىل الكالم
املنطوق» أو «القراء اآللية للنص املكتوب» ...إلخ ،هلا قيم ٌة ثمين ٌة يف تقدير
او َي متوسط خمرجات هذه التقنيات حيث َتك ُْمن الفكر ُة يف أن َت ِ ِ
مدى صحة َ
جياورها من كلامت يف سياقها النيص ُ قيمة االرتباط الدِّ اليل إلحدى الكلامت بام
يؤش إىل خطأ يف التعرف حتت املتوسط العام لقيمة هذا االرتباط بشكل كبري قد ِّ
عىل هذه الكلمة؛ فالعين َة النصية التالية عىل سبيل املثال والتي قد ُينْتِ ُجها
نظا ٌم للتعرف اآليل عىل الكالم املكتوب « ...ولذلك تعلو قيمة القرد املبدع
بإسهاماته االبتكارية يف املجتمعات احلديثة »...حتتوي عىل كلمة «القرد» ذات
الريب َة يفالرتابط الدِّ اليل الضعيف مع باقي كلامت هذه العينة النصية مما يثري ِّ
صحة التعرف عليها ومن ثم الرجوع إىل نظام التعرف اآليل مرة أخرى للبحث
عن بديل آخر ذي ترابط داليل قوي بام حوله ربام يكون كلمة «الفرد» يف املثال
السابق.
ٍ
وبصفة تطبيق نفس املنهج ملراجعة ُم ْ َرجات أنظمة الرتمجة اآللية،ُ .ج ُي ْم ِك ُن ً
أيضا
داخل آليات البحث َ املعجمي تضمني دراسة االرتباط الدِّ اليل
َ ٍ
عامة فإن
َ
(املتعرف
َّ املم ِكنة أثنا َء توليد النص
واملفاضلة االحتاملية بني الوحدات اللغوية ْ
َ
-202-
املرتجم) يف ك ٍُّل من هذه األنظمة يكون أكثر فعالية من استخدامها
َ عليه أو
التضمني
ُ يسمح هذا
ُ كمرحلة مراجعة هنائية بعد توليد ذلك النص ،حيث
تعظيم متوسط الرتابط الداليل بني كلامت
ُ يتحقق
َ باستدعاء بدائل أخرى إىل أن
املتعرف عليه ...إلخ.
املرتجم أو َّ
َ النص
هـ .يمكن ألنظمة «التدقيق والتصحيح اإلمالئي» (Spell Checking and
)Correctionأن تستفيد كذلك من دراسة االرتباط الدِّ اليل بنفس الطريقة
لتعيني الكلامت املش َت َبه يف خطئها رغم سالمتها هجائ ًّيا حيث قد يتعذر اكتشاف
مثل هذا النوع من األخطاء بأية وسيلة أخرى.
و .حتسني أداء أنظمة «اسرتجاع املعلومات النصية» (Text Information
)Retrievalبام فيها وظائف البحث النيص ،وذلك عرب فهرسة األوعية النصية
َمَل البحث بالدِّ الالت امل ْع َجمية لكلامهتا بدالً من فهرستها باملركبات الرصفية
جذور أو جذو ٍع( ،)1ويرجع هذا التحسن إىل أن الفهرسة ٍ هلذه الكلامت من
املؤشين َ
اللذ ْين يقاس هبام أدا ُء مثل هذه بالدِّ الالت امل ْع َجمية قد ترفع كال ِّ
األنظمة ومها:
وخصوصا
ً مؤش االستدعاء» ( )2()Recallحيث تعمل العالقات الدِّ اللية ِّ -
عالقة الرتادف عىل زيادة القدرة عىل استدعاء الكلامت املشاهبة ِدالل ًّيا لكلامت
طلب البحث حتى لو مل يكن بينها عالق ٌة رصفية؛ فعىل سبيل املثال إذا وردت
نتحص ُل نتيج َة الفهرسة الدِّ اللية عىل
َّ كلم ُة «األسد» يف طلب البحث فإننا
ٍ
كلامت من َقبيل {ال َّل ْيث ،ال َغ َضنْفر ،اهل َ ْي َثم( }... ،إضاف ًة بالطبع إىل «األسد»
يتجاوز
ُ ومشتقاهتا) مما قد َي ِر ُد يف األوعية النصية حمل البحث ،وهذا بالتأكيد
بم ْف َردها.
ما نحصل عليه نتيجة الفهرسة الرصفية ُ
-1وذلك كام ورد يف الفقرة أ من القسم السادس من فصل «التحليل الرصيف اآليل ملفردات اللغة العربية» يف هذا
الكتاب .
ٍ
ُ -2يعرف «مؤرش االستدعاء» كم ًّيا باإلشارة إىل «طلب بحث» ما يف قاعدة بيانات عىل أنه خارج قسمة «عدد املعلومات
ٍ
استجابات صحيح ًة لطلب البحث» عىل «عدد كل تعتب
املستدعاة -ضمن كامل فئة املعلومات املستدعاة -التي َ
املعلومات التي تعترب استجابات صحيحة لطلب البحث يف كامل قاعدة البيانات حمل البحث».
-203-
«مؤش الدِّ َّقة» ( )1()Precisionحيث جيري استبعا ُد الكلامت البعيدة ِدالل ًّيا ِّ -
عن كلامت طلب البحث حتى مع وجود تشابه بنائي (رصيف)؛ فعىل سبيل
املثال إذا وردت كلم ُة « َع ْي» يف طلب البحث بمعنى «مصدر جويف للمياه»
كلامت ٍ فإن الفهرسة الدِّ اللية لألوعية النصية حمل البحث تؤدي إىل استبعاد
متشاهبة رصف ًّيا من َقبيل {أ ْع ُي ،عيون (بمعنى جواسيس)َ ،ع ْينِ ّي }...مما
ٍ
كلامت قد َي ِر ُد يف هذه األوعية ،بينام تؤدي يف الوقت نفسه إىل احلصول عىل
من َقبيل { َن ْبعَ ،جدْ َولُ ،ع ُيون (بمعنى ينابيع) ،بئر ،ينابيع }...مما قد َي ِر ُد يف
األوعية النصية َم َ ّل البحث.
املعجمي خطو ٌة أوىل تأسيس ٌة نحو
َ ز .كام جيب أن نؤكِّد عىل أن التحليل الدِّ اليل
املقاربات املستخدمة فيها.
املعاجلة الدِّ اللية العميقة واملمتدة أ ًّيا كانت َ
ويف حني أن القائم َة السابقة قد تتسع للمزيد من تطبيقات التحليل الدِّ اليل َ
املعجمي،
احتياجها مجي ًعا لدرجة مقبولة من الدقة يف فك
ُ فإن امللمح الواضح املشرتك بينها هو
أساليب املعاجلة احلاسوبية
ُ االلتباس الدِّ اليل امل ْع َجمي وهو التحدي الذي مل تتغلب عليه
ض حتى اآلن. بشكل ُم ْر ٍ
ٍ لِ ُّل ِ
غة
ٍ
بحث» ما يف قاعدة بيانات عىل أنه خارج قسمة «عدد املعلومات ُ -1يعرف «مؤرش الدقة» كم ًّيا باإلشارة إىل «طلب
ٍ
تعتب استجابات صحيح ًة لطلب البحث» عىل «عدد كلاملستدعاة -ضمن كامل فئة املعلومات املستدعاة -التي َ
املعلومات املستدعاة يف فئة املعلومات املستدعاة».
-204-
للمدونات النصية العربية
َّ -7ال َعنْونة الدِّ اللية ا ُمل ْع َجمية
ويالحظ أن (،)1 الشكل :1-5لقطة من أداة عنونة النص العريب صوتيا ورصفيا ِ
ودالل ًّيا؛ « َفصيح» َّ
َ ًّ ًّ
«م ّر» جيري بعد حسم حتليلها الرصيف. اختيار احلقل الدِّ اليل األنسب للكلمة َ
ٍ ِ ِ االلتباس الدِّ اليل امل ْع َجمي ٍ
وحتتاج
ُ عجمية،كأمر واق ٍع يف أية شبكة دالالت ُم َ ُ يوجدُ
َ
املعجمي كام ورد يف القسم السابق من هذا الفصل إىل فك َ تطبيقات التحليل الدِّ اليل
ُ
هذا االلتباس ،وال ِغنًى يف الوقت الراهن عن االستعانة بأساليب التع ُّلم احلاسويب لفك
موارد لغوية كي تتدرب عليها مثل هذه األساليب بدورها إىل ِ وحتتاج ُ
ُ هذا االلتباس،
وتتكو ُن هذه املوار ُد يف حالتنا هذه من
َّ نامذجها االحتاملية الرياضية، َ و ُتك َِّو َن تب ًعا لذلك
ُ
احلقل الدِّ اليل (أو فئ ُة الرتادف) األنسب هلا ،و ُي َس َّمى نصوص ُتَدَّ ُد لكل كلمة فيها
للمدونات النصية التي ينطبق َّ املعجمية»
َ املوارد بعملية «العنونة الدِّ اللية ِ جتهيز هذه
ُ
عليها ما ورد يف القسم التاسع من باب «التحليل الرصيف اآليل للمفردات العربية» يف
هذا الكتاب .وباإلضافة إىل ذلك ينبغي االنتباه إىل النقاط التالية:
-1حتتوي الورقة املشار إليها برقم [ ]14يف قائمة مراجع هذا الكتاب عىل تفاصيل هذه األداة التفاعلية.
-205-
حسم التحليل الرصيف ُ َص جرى املعجمية إال عىل ن ٍّ
َ ال جتري عملي ُة العنونة الدِّ اللية
الشكل رقم 1أعالهُ ويعرض
ُ أيضا «أنوا ُعها الكالمية ،) »PoS tags لكلامته (وحتددت ً
تدعم َّ
كل هذه ال َعن َْونات. ُ لقط ًة أثناء تشغيل إحدى أدوات عنونة النصوص العربية التي
املعجمية للنصوص ،وأحد املؤهالت َ املؤهلون هبذه العنونة الدِّ اللية
يقوم اللغويون َّ
ِ
املطلوب عنونتُها. ِ
املدونة
املطلوبة هي اإلملا ُم بقدر معقول من املعرفة عن موضوع َّ
ٍ
اختالف طبيعي بني اللغويني القائمني بالعنونة الدِّ اللية أو بتقويم أداء أي ُ
هامش يوجدُ َ
ي ِر َي ٍ ِ نظا ِم
ي ُس ُن أن َ ْ
حتليل دال ٍّيل آ ٍّيل (عىل خالف العنونات الرصفية والصوتية) ولذلك َ ْ
ِ
املعنونني. لفريق يتكون من ٍ
عدد فردي من ٍ ُ
األخذ بالرأي الغالب
-206-
وضمــــن هــذا اإلطــار تقــــع «لغــ ُة الشبكــــات الدِّ الليــة احلاسوبيــة
أيضا باالختصار ف ً العامليــــة» ( - )Universal Networking Languageالتي ُت ْع َر ُ
يتجاوز املستوى
ُ غة فيام ( - )UNLيف موق ٍع ِريادي بني جهود احلوسبة الدِّ اللية لِ ُّل ِ
ٍّ
ِ
يصا لتمثيل البيانات الدِّ اللية مصمم ٌة خ ِّص ً
َّ امل ْع َجمي [ ،]33وهي لغة حاسوبية ُمْكَم ٌة
ٍ ٍ ِ
املستخلصة من نصوص اللغات احلية ،و ُي ْمكن توظي ُفها كلغة ارتكازية يف ُن ُظم الرتمجة
غة للتمثيل املعريف العام تستفيدُ منها عىل اآللية بني أزواج اللغات املختلفة ،وكذلك ك ُل ٍ
سبيل املثال أنظمة اسرتجاع املعلومات.
وقد نشأت هذه اللغة عا َم 1996م يف معهد الدراسات املتقدمة بجامعة األمم املتحدة
تطويرها منذ
ُ النرش عنها ألول مرة عام 1999م ،و َي ْست َِم ُّر ُ يف «طوكيو باليابان» وتم
واملطورين ،كام ُأن ِْش َئ ْت لذلك ِّ
ِ
واسعة النطاق من الباحثني ذلك احلني عرب شبكة عاملية
«جنِيف بسويرسا» يف هادفة للربح حتت اسم ( )UNDLوهي م ْش َهر ٌة يف ِ ٍ
ُ مؤسس ٌة ُ
غري َّ
ِ
عام 2001م للقيام عىل هذا املرشوع العمالق ،وتعلن هذه املؤسسة أن هذا العمل م ْل ٌك
لألمم املتحدة مما يعني أنه ِم ْل ٌك لعموم البرشية.
ومفص ً
ال يف اجتاه التمثيل َّ و ُت َعدُّ «لغ ُة الشبكات الدِّ اللية احلاسوبية العاملية» مثاالً عمي ًقا
ٍ
خصوصيات ك ُِّل لغة حية ،حيث جرى ِ رتك املستقل عن املعريف اللغوي البرشي املش َ
ومكونات هذه اللغة بالتناظر مع العنارص الرئيسية يف اللغة احلية من ِّ تصميم طبقات ُ
ُ
العمالق املرشوع ونحو وأنطولوجيا ولكن بصورة حيادية( .)1وقد أنجز هذا ٍ ٍ
مفردات
ُ َ
س لذلك فض ً
ال عن بِنْ َيتَه األساسية عرب السنني املاضية بواسطة جهود مئتي باحث ُمك ََّر ٍ
اآلالف غريهم ممن يسامهون و َين ُْشون حول هذا املرشوع عرب أرجاء األرض ،وما
قائم عىل حتسني هذه البنية التحتية كام ال يزال يواصل إنجاز اجلسور بني زال املرشوع ً
اللغات احلية الكربى (ومنها العربية) إىل هذه اللغة احليادية.
وال تزال هناك حتديات أساسية تواجه هذا املرشوع؛ منها عىل سبيل املثال االلتباس
الكبري عىل عدة مستويات لغوية أثناء النقل من أية ُل َغ ٍة ٍ
حية إىل لغة الشبكات الداللية
قصور قدرات هذه اللغة احليادية عن التعبري ُ أيضا
احلاسوبية العاملية (احليادية) ،ومنها ً
بشكل كامل عن الدِّ الالت واملقصودات العميقة لعبارات النصوص يف لغاهتا األصلية!
-1مع مراعاة استبعاد عنارص االلتباس الكامنة يف اللغات احلية من هذه التصميامت.
-207-
آخر حتت اسم « ُأو ْن ُطو -نُوتْس» ()OntoNotes مرشوع َ
ٌ كام يقع يف هذا اإلطار
«املرت َقبة» للمعاجلة
املوارد اللغوية الالزمة لتدريب األنظمة ْ ِ [ ]36لكنه عىل جانب بناء
ِ
ب العنونة الدِّ اللية-النحوية للمدونات النصية احلاسوبية الدِّ اللية العميقة ل ُّلغة احلية َع ْ َ
جل َمل .وقد انطلق « ُأو ْن ُطو-نُوتْس» خالل العام 2010م2011/م عىل مستوى ا ُ
وسيظل حتت التنفيذ ملدة مخس سنوات وتقوم عليه رشك ُة «يب-يب-إن» ()BBN
مع جامعة كولورادو ،وجامعة بِين ِْس ْل َفا ْن َيا ،ومعهد علوم املعلومات بجامعة جنوب
كاليفورنيا ،وتقع كل هذه املؤسسات يف الواليات املتحدة األمريكية.
نات ن َِّص ٍية باإلنجليزية (مليون كلمة) ويستهدف املرشوع إمتام العنونة اليدوية ملدو ٍ
َّ ُ َ
متنوعة ٍ
وبالصينية (مليون كلمة) وبالعربية (نصف مليون كلمة) ،وهي تغطي نطاقات ِّ
وجز» ( ،)Blogsنرشات أخبار، {أخبار ،حما َدثات تليفونية ،تدوينات إلكرتونية «ب ُل ْ
ٍ
واتفاق جياوز تسعني يف املئة بني ٍ
عالية جدًّ ا ذات ٍ
دقة عنونة ِ
ٍ حماضات }...وذلك عرب َ
خمتلف امل َعن ِْونني.
(نحوية-داللية) عىل مستوى اجلُ َمل الكاملة؛ِ والعنون ُة املستهدَ ف ُة هي عنونة تركيبية
املعلومات النحوي ُة (إعرابية +تراكيب « ُم ْسنـَد ُ -م ْسنـَد إليه») باملعلومات ُ ترتبط فيها
كلمة باملعنى الذي ت َِرد به يف أنطولوجيا ،وكذلك بعائدٍ تربط ك َُّل ٍالدِّ اللية السطحية (التي ُ
ُ
املعنونة للباحثني
َ املرشوع بعد إمتامه هذه املدونات ُ يتيح
ب إليه املعنى) .وسوف ُ ُين َْس ُ
بصورة مفتوحة املصدر من أجل تشجيعهم عىل تطبيق ُخ ِ
وار ْزمات التع ُّلم احلاسويب ٍ
عليها سع ًّيا إىل تدريبها عىل حتليل وإنتاج هذه االرتباطات والرتاكيب حاسوب ًّيا يف وثائق
جديدة خالف تلك التي أنتجها هذا املرشوع.
-208-
ضخم ،و ُت َعدُّ
ً ال تزال املعاجلة احلاسوبية لِ ُّلغة ِدالل ًّيا فيام يتجاوز املستوى امل ْع َجمي حتد ًيا
جلة اللغة حاسوب ًّيا الذي ينشط فيه الباحثون من األكثر خصوب ًة يف إطار ُمعا َ َ َ
احلقل اآلن
احلاسوبيني وال ُّل َغويني م ًعا ،ويف هذا الصدد حتتاج ال ُّلغ ُة العربي ُة عىل وجه اخلصوص إىل
غزيرة عىل مدى طويل من أجل: ٍ ٍ
جلهود تكريس العديد من مثل هؤالء الباحثني
ِ
االتفاق أوالً عىل الصياغات الرياضية املحكمة للمسائل الداللية املركزية عىل املستويات
ِ
ترويض التكلفة احلاسوبية هلذه ِ
فوق املعجمية ،ثم إجياد حلول رياضية مقبولة هلا ،ثم
أخريا
تصري يف متناول قدرات احلاسبات الرقمية املعارصة ويمك َن بذلك ً َ احللول حتى
ٍ
عملية ضمن إطار تقنيات معاجلة اللغات احلية. ٍ
تطبيقات إدماجها يف
ُ
العمل عىل العنونة الداللية املعجمية -وكذلك العنونة الداللية فوق املعجمية -ملدو ٍ
نات َّ
ِ
متوازنة النطاقات وذات أحجام كبرية وبدقة عالية ،وهو أمر متس احلاجة إليه من ٍ
نصية
أجل تدريب خمتلف آليات فك االلتباس الداليل.
-209-
.م1996 ،1ط
ِ ِ َ ِـقول الدِّ َلل َّي ُة الصف َّي ُة ل
ُ حل
،بالرياض
ِّ املريخ ُ ،أل ْفعال ال َع َرب َّية
ِّ دار ْ َّ ُ ا:)(س َل ْيامن
ُ َف َّياض8.8
.م1990
املنظمة العربية للرتبية- باالشرتاك مع- مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية9.9
يونيو، املعجم العريب التفاعيل؛ مواصفات وخصائص املرشوع،والثقافة والعلوم
http://www.almuajam.org/AraDicPlan_3.pdf .م2008
-210-
16. Black, W., Elkateb, S., Rodriguez, H., Alkhalifa, M., Vossen, P.,
Fell-baum, C., Introducing the Arabic Word Net Project, 2006;
http://www.globalwordnet.org/AWN/meetings/GWApaper.pdf.
17. Diab, M., The Feasibility of Bootstrapping an Arabic Word Net
Lev-eraging Parallel Corpora and an English Word Net, Proceed�
ings of the Arabic Language Technologies and Resources Int’l Con�
ference; NEMLAR, Cairo 2004.
18. Dichy, J., Hassoun, M., The DINAR.1 (DIctionnaire INformatisé de
l’ARabe, version 1) Arabic Lexical Resource, an Outline of Con�
tents and Methodology, The ELRA news letter, April-June 2005,
Vol.10 n.2, France.
19. Ghonaimy, M.A., A Tutorial Review on Word Nets, Proceedings
of the 4th Conference on Language Engineering; CLE’2003, the
Egyptian Society of Language Engineering (ESoLE).
20. Gruber, T., What is an Ontology? http://www-ksl.stanford.edu/kst/
what-is-an-ontology.html, Stanford University, 2001. (Retrieved
Nov. 9th, 2009(.
21. Gruber, T., Toward Principles for the Design of Ontologies Used
for Knowledge Sharing, International Journal of Human-Computer
Studies 43 (5-6): 907–928, 1995.
22. Hearst, M., Untangling Text Data Mining, Proceedings of the 37th
Annual Meeting of the Association for Computational Linguistics
(ACL), 1999; http://www.sims.Berkeley.edu/~hearst/papers/acl99/
acl99-tdm.html.
23. Kahusk, N., Vider, K., Lexical Semantic Databases, Summer School
Language Technology in Human-Computer Interaction, Institute of
Computer Science - Department of General Linguistics - University
of Tartu - Estonia, Aug. 2002. http://www.cs.ut.ee/~koit/SS02/lex�
sem_over1.pdf.
24. Lehrer, A., Semantic Fields and Lexical Structures, Amsterdam -
London, 1974.
-211-
25. Riloff, E., Jones, R., Learning Dictionaries for Information Extrac�
tion Using Multi-level Boot-strapping, Proceedings of AAAI-99.
26. Schütze, H., Manning, C.D., Foundations of Statistical Natural Lan�
guage Processing, the MIT Press, 2000.
27. Vossen, P., Euro Word Net; General Document, Version 3 - Final,
University of Amsterdam, http://www.hum.uva.nl/~ewn, 2002.
-212-
السادس
الفصل َّ
اآللي
ّ عجمي
ّ التَّحليل ا ُمل
السعيد
الـمعت ّز باهلل َّ
دُ .
عجمي.
ّ -1يف التَّحليل ا ُمل
كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ
وي. -2من ُم ِّ
عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ
الصناعة. -3ا ُمل َ
كونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّ
وي. عالة اآلل َّية ُمل ِّ
-4من أدوات ا ُمل َ
وحات علم َّي ٍة ودراسات ُمستقبل َّية. ٍ ألطر
أفكار بحث َّية ُ
ٌ -5
-213-
-214-
عجمي
ّ -1يف التَّحليل ا ُمل
تنبثق عن ُركنَني غوي ا َّلتي ُ
الـمعجم ال ُّل ّ
كونات ُ بم َ
عالة ُم ِّ عجمي ُ
ُّ الـم
َّحليل ُ ُيعنى الت ُ
ُ
يتناول عجمي
َّ الـم فإن الت َ
َّحليل ُ الـمن َط َلقَّ ،
ئيسنيُ ،ها :املبنى ،واملعنى .ومن هذا ُ َر َ
فردات ال ُّلغة وتصنيفها أساليب البحث يف ال َّثروة ال َّلفظ َّية ل ُّلغة اإلنسان َّية ،و ُط ُرق مجع ُم َ
َ
ِ ِ
وترتيبها وتعيني ص َيغها و ُمشت َّق ِاتا ومعانيها وأساليبها ،باإلضافة إىل شواهدها الدَّ ا َّلة ِ
ِ
استعامالتا ال ُّلغو َّية. عىل
الوحدة املفتاح َّية ا َّلتي ُيس َتنَدُ إليها يف االستدالل عىل غوي َو ُيم ِّث ُل املبنى يف ا ُملعجم ال ُّل ّ
الصناعة ب عن ُه يف ِّ والشواهد ،واالستعامالت)... ،؛ و ُي َع َّ ُ املعارف ا ُملعجم َّية (من املعاينَّ ،
(وحدة (الوحدة ا ُملعجم َّية) أو َ ف بـ (لكسيم )Lexemeأو َ ا ُملعجم َّية احلديثة بام ُي َ
عر ُ
الوحد ُة ا ُملعجم َّي ُة تتفر ُع َ عجمي) .ويف ال ُّلغات االشتقاق َّية – مثل ال ُّلغة العرب َّية – َّّ التَّحليل ا ُمل
حلقل عجمي) ،و ُيمك ُن تعري ُف ُه بأ َّن ُه ا َ ّ ف بـ (املدخل ا ُمل عر ُأصل [أو جذر] للكلمةُ ،ي َ ٍ عن
ُ
تفصيل واحدة؛ وسري ُد تشرتك يف ماد ٍة ُلغوي ٍة ِ ُ ا َّلذي تنتَمي إليه جمموع ٌة من الكلامت ا َّلتي
َّ َّ
ذلك الح ًقا. َ
أساسا ألجل الوصول إليه؛ ً ف ا َّلذي ُيصن َُع ا ُمل ُ
عجم كو ُن ا ُملستَهدَ ُ أ َّما املعنى فهو ا ُمل ِّ
فردات ال ُّلغة ا ُملم َّثلة يف الوحدات ا ُملعجم َّية .وهو عي ُمل َ و ُيم ِّث ُل املفهو َم ال ُّل َّ
غوي ا ُملجت ََم َّ
فردة؛ و ُيعت ََمدُ يف استنباط املعاين ا ُملعجم َّية عىل الدِّ الالت ِ
التباس ا ُمل َ بذلك وسيل ُة إزالة َ
لذلكُ ،يت ََم ُل أن تتعدَّ َد املعاين
َ السياقات ا َّلتي تر ُد فيها؛ وتب ًعا فردات ال ُّلغة يف ِّ ال ُّلغو َّية ُمل َ
السياقات تُست ََمدُّ
فإن هذه ِّ فردة الواحدة بحسب سياقاهتا .وبطبيعة احلالَّ ، للم َا ُملعجم َّية ُ
من ال ُّلغة الطبيع َّية ا ُملستَخدَ مة فعل ًّيا.
وتتفر ُع
َّ غوي ا َّلتي تبدأ باملداخل؛
كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ بم ِّ
عجمي إذن ُ
ُّ ُيعنى الت ُ
َّحليل ا ُمل
كل و ٍ ٍ
حدة معنًى ويتفر ُع عن ِّ َ
َّ مدخل َوحد ٌة أو جمموع ٌة من الوحدات ا ُملعجم َّية؛ عن ِّ
كل
كل معنًى َّصل ُّ ٍ
بمعان وظيف َّية ،ويت ُ َّصل ك ُُّل مبنًى
أو جمموعة من املعاين ا ُملعجم َّية ،ويت ُ
كونات و َدورها يف وسنعرض لبيان هذه ا ُمل ُِّ ومعارف ُمعجم َّية أخرى ،وهكذا. َ بشواهدَ
غوي فيام يأيت. ا ُملعجم ال ُّل ّ
-215-
كونات ا ُملعجم ال ُّلغ ّ
َوي -2من ُم ِّ
رض من ا ُملعجم، غوي لعدَّ ة عوامل ،منها :طبيع ُة ال ُّلغة ،وال َغ ُ ختضع بني ُة ا ُملعجم ال ُّل ّ ُ
تأخذ أنام ًطا ُمتلفة .وبطبيعة احلالَّ ،
فإن ُ املعاجم ال ُّلغو َّي َة
َ والفئات ا ُملستهدَ فة .هلذاَّ ،
فإن ُ
كونات ا ُملعجم [أو عنارصه] .وعىل سبيل املثالَّ ،
فإن االختالف ُيؤ ِّدي إىل تبا ُين ُم ِّ َ هذا
رئيسا يف املعاجم التَّارخي َّية؛ كونًا ً املعاجم ا ُملعارصة ال تُعنى بمعلومات التَّأثيل ا َّلتي ُت َعدُّ ُم ِّ َ
املعاجم
ُ وجهة ألبناء ال ُّلغة ا ُملع َّينة ال تُعنى بمعلومات التَّكرار ا َّلتي تُعنى هبا واملعاجم ا ُمل َّ
ُ
ِ
َّاطقني بغري هذه ال ُّلغة ،وقس عىل ذلك
أنواع املعاجم باختالف َ َ وجهة للنالتَّعليم َّية ا ُمل َّ
غاتا و ُمستوياهتا وأهدافها. ُل ِ
هناك مكو ٍ
عجم بدوهنا؛ وال يستقيم ا ُمل ُ
ُ نات ُمعجم َّي ًة رئيسة ،ال َ ُ ِّ ُ
القول َّ
إن ُيمك ُن
ب عن عجم باملفهوم الدَّ قيق َّإل ُبوجودها ،مثل( :الوحدات ا ُملعجم َّية) ا َّلتي ُت َع ِّ ُ يكون ُم ً ُ
رشحها َّاع ا ُملعج ِم َ ينشدُ ُصن ُ فردات [الغامضة] ا َّلتي ُ «ال ُّلغة املوصوفة»؛ وهي ا ُمل َم َّثلة يف ا ُمل َ
ب عن «ال ُّلغة الواصفة»؛ وهي وكذلك املعاين ا ُملعجم َّية ا َّلتي ُت َع ِّ ُ َ وإزا َل َة االلتباس عنها،
الصناعة األسايس من ِّ َّ اهلدف
َ ما َّد ُة اإلفهام ا َّلتي تُؤ ِّدي حاج َة ُمستخدمي ا ُملعجم ُ
وت ِّق ُق
ا ُملعجم َّية.
اعتبارين:
َ وفق كونات ا ُمل َ
عجم َ تصنيف ُم ِّ
ُ من هذا ا ُملن َط َلقُ ،يمك ُن
-اعتبار ال ُع ُموم واالختصاص:
نرصا يف ُم َت َلف أنواع املعاجم، َ
تكون ُع ً بعض ا ُمل ِّ
كونات ألن تصلح ُ
ُ ُ
حيث
مصنوعة ألهدافٍ
ٍ تكون ُعنصا يف معاجم ُمتَصةٍ
َ َّ َ ُ ً نات أخرى ألن كو ٌ
وتصلح ُم ِّ
ُ
ُم َع َّينة.
-216-
ال ّثبات وال َّتغ َُّي ال ُع ُموم واالختصاص
كونات ا ُملعجم ال ُّل ّ
غوي ُم ِّ م
تغية
ُم ِّ ثابتة ُمت ََّصة عامة
َّ
+ + املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية 1
+ + معلومات اهلجاء والنُّطق 2
+ + املعاين الوظيف َّية 3
+ + املعاين ا ُملعجم َّية 4
+ + املعلومات التَّأثيل َّية 5
+ + احلُ ُقول والعالقات الدِّ الل َّية 6
+ + الشواهد ا ُملعجم َّية
َّ 7
+ + املعلومات التَّارخي َّية 8
+ + ُمستويات االستعامل 9
+ + [الت ُّدد]
معلومات التَّكرار َّ َ 10
العريب
ّ الـمعجم
اجلدول :1-6نامذج من الوحدات املعجم َّية يف ُ
كونات ،ك ٍُّل عىل ِحدة ،مع التَّمثيل عليها يف ا ُملعجم العر ّيب.
ونعرض فيام يأيت ملاه َّية هذه ا ُمل ِّ
ُ
قل ا َّلذي تنتَمي إليه جمموع ٌة من عج ِم ُّي Lexical Entryهو ذلك احلَ ُ املدخل ا ُمل َ ُ
جذرا ُل َغ ِو ًّيا ُ تشرتك يف ماد ٍة ُل َغ ِوي ٍة ِ
ُ الكلامت ا َّلتي
يكون ً واحدة [يف معاجم األلفاظ] ،وقد َّ َّ
لكلم ٍة
َ عج ِم َّي ًة [جمموعة من املحارف األصيلة] ُ
يكون ما َّد ًة ُم َ لكلمة َع َربِ َّي ٍة أو ُم َع َّربة ،أو
ٍ
دخيلة؛ أما الوحدات ا ُملعج ِمية Lexemesفهي جممو َع ُة الك َِلامت الر ِ
أس َّية ا َّلتي ت َُشك ُِّل َّ ُ َ َّ َّ
نسد َل َة عن ا َملدخل. ِ ِ
ال َقوائ َم ا ُمل َ
نامذج املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العر ّ
يب. وض ُح (اجلدول َ )2-6
و ُي ِّ
-217-
الوحدات
أنواع َ أقسام الكالم املداخل ا ُملعجم َّية الوحدات ا ُملعجم َّية م
عرب َّية فِعل آ َث َر 1
عرب َّية فِعل ءثر استأ َث َر 2
عرب َّية اسم األ َثر 3
دخيلة اسم باشا الباشا 4
ُم َع َّربة اسم األُ ْس ُق ّ
ف 5
سقف
عرب َّية اسم الس ْقف
َّ 6
عرب َّية فِعل َكت َ
َب 7
عرب َّية اسم كتب الكاتِب 8
عرب َّية اسم املكتَبة 9
عرب َّية حرف /أداة يا يا 10
العريب
ّ الـمعجم
اجلدول :2-6نامذج من الوحدات املعجم َّية يف ُ
-218-
بباريس Association Phonétique Internationaleيف عام 1888م ،لتيسري قراءة
الصوت َّية
تصو ًرا ُلرموز الكتابة َّ
ُّ ُم َت َلف ال ُّلغات اإلنسان َّية .و ُي ِّ
وض ُح (اجلدول )3-6
للفونيامت [األصوات] العرب َّية.
الرمز
َّ الصوت
َّ الرمز
َّ الصوت
َّ الرمز
َّ الصوت
َّ
الصوامت
الصوامت وأشباه َّ
َّ Consonants & Semi Consonants
f ف R ر ʔ ء
q ق Z ز B ب
k ك S س T ت
l ل Š ش ṯ ث
m م ṣ ص dʒ ج
n ن ḍ ض Ħ ح
h هـ ṭ ط ḫ خ
w و ẓ ظ D د
y ي ʕ ع ḏ ذ
Ġ غ
الصوائت
َّ Vowels
i (ي) قصرية ʊ (و) قصرية A (ا) قصرية
i: (ي) طويلة u: (و) طويلة Æ (ا) طويلة
للو َحدات ا ُملعجم َّية العرب َّية
الصوت َّية َ
تصور ُلرموز الكتابة َّ
اجلدول ُّ :3-6
تتجاوز
ُ سياقات ُلغو َّي ٍة
ٍ فردات ا ُملعجم يف
ُ قصدُ هبا الوظائف النَّحو َّية ا َّلتي تُؤ ِّدهيا ُم ُي َ
املعاجم ال ُّلغو َّي ُة عمو ًما وتقترص ٍ
واستعامالت ُلغو َّية. إطار الكلمة الواحدة إىل تراكيب
ُ ُ َ
يب عىلدون القياس َّية .وتأيت املعاين الوظيف َّي ُة يف ا ُملعجم العر ّ السامع َّية َ عىل املعاين الوظيف َّية َّ
ورتَني:
إحدى ُص َ
فردات؛ ومن أمثلتها :ما للم َ (-املعاين الوظيف َّية البِنَو َّية) .تُعنى بالبنية َّ
الصف َّية ُ
دة ،ومصادرهاِ ،
وص َيغ التَّذكري والتَّأنيث، َّصل بأبواب األفعال ال ُّثالثية ا ُملجر ِ يت ُ
َ َّ َّ
وجوع التَّكسري.ُُ
-219-
بني أقسام التكيب َّية؛ ومن أمثلتها :التَّمييز َ التكيب َّية) .تُعنى بالبنية َّ
(-املعاين الوظيف َّية َّ
اللزم وا ُملتعدِّ ي من األفعال. بني َّ يب (االسم والفعل واألداة) ،والتَّمييز َ الكالم العر ّ
لقاعدة نحو َّي ٍة ُم َع َّي ٍنة ُيمك ُن
ٍ ختضع
ُ والدَّ اعي إىل ُوجود هذه املعاين يف ا ُملعجم َّأنا ال
َّحوي ل ُّلغة .ومن مصادر التَّقعيد الن ّ ُ وليست ممَّا تُعنى به القياس عليهاَ ، ُ االهتدا ُء هبا أو
ِ
واشتقاقاتا يف فردات َث َّم ،تبدو احلاج ُة إليها ُملساعدة ُمستخدمي ا ُملعجم عىل توظيف ا ُمل َ
استعامالت ُلغو َّي ٍة سليمة .وعىل سبيل املثال ،تُساعدُ املعاين الوظيف َّية البنو َّية عىل توجيه ٍ
َب)؛الثي ا ُمل َج َّرد ( َكت َُمستخدمي ا ُملعجم إىل صيغة الفعل ا ُملضارع ( َيكتُب) من املايض ال ُّث ّ
الفعل (أعطى) ال َ ستخدمني إىل َّ
أن َ التكيب َّي ُة عىل توجيه ا ُملو تُساعدُ املعاين الوظيف َّية َّ
فعل ُمتعدٍّ بمف ُعو َلني؛ وهكذا. جلملة العرب َّية َّإل ُبوجود املفعو َلني ،بمعنى أ َّن ُه ٌ يستقيم يف ا ُ
ُ
-220-
جليش» ،وإىل «كَبِري ِ َي ِري يف األرض» ،وت ِ
جمازا – إىل «اجلاسوس» ،وإىل « َطلي َعة ا َ َرمي – ً
واحل ْفظ» آخر ي ِفيدُ «اإلكرام ِ َرمي إىل َمعنًى َم ِالشء» ،وقد ت ِ ال َق ْوم» ،وإىل «ذات َّ
َ از ٍّي َ ُ
ِ
وغريها من املعاين ا َّلتي تت َِّض ُح ِ ِ الو ّد واألُلفة َ
(أنت عىل َعيني)، كأن َت ُقول – عىل سبيل ُ
ُشري إىل ُ الوحدة ا ُملعجم َّية (احلاجب)؛ ومثل َ السياقُ . ِ
حيث ت ُ ذلك نجدُ ُه يف َ من خالل ِّ
َ
وكذلك ِ
وحارسه)؛ أيضا – إىل (خازن الباب ُشري – ً (الش ْعر النَّابِت َف َ
َّ
وق ال َع ْي) وت ُ
وأحكَام َيتَّبِ ُعها ِ
الوحدة (القانون) ا َّلتي ت ُ
ُشري إىل (اآللة املوسيق َّية الوتر َّية) وإىل ( َقواعدَ ْ
ِ ِ
عالقاتم ا ُمل ْخت َِل َفة و ُتنَ َّف ُذ بواسطة املحاكم).
ِ َّاس يفالن ُ
عجمي يف العديد من ال ُّلغات ال َّطبيع َّية ،مثل: ّ َّاع املعاجم بالتَّأثيل ا ُمل
اهتم ُصن ُ
وقد َّ
معاجم خمصوص ًة لذلكُ ،ع ِر َفت باملعاجم َ فصنَعوا األملان َّية واإلنجليز َّية والفرنس َّيةَ ،
تأخ ٍ
حقبة زمن َّي ٍة ُم ِّ
ٍ ظهر الت ُ
رة نسب ًّيا، عجمي يف
ُّ َّأثيل ا ُمل التَّأثيل َّية .أ َّما يف ال ُّلغة العرب َّية ،فقد َ
يعمل عىلالصناعة ا ُملعجم َّية َغري ا ُملكتملة ،مثل «ا ُملعجم الكبري» ا َّلذي ُ يف بعض جتارب ِّ
رشف عليه َّارخيي» ا َّلذي ُي ُ ّ جممع ال ُّلغة العرب َّية بالقاهرة ،و « ُمعجم الدَّ وحة الت ُ إنجاز ِه
ِ
فردات عىل مثل هذه املعاجم يف تأثيل ا ُمل َ يب لألبحاث يف الدَّ وحة .وتعتمدُ ُ املركز العر ّ
السام َّية ،أو ُلغات بعض تعيني النَّظائر ا ُملشاهبة ملبنى الكلمة العرب َّية ومعناها يف ال ُّلغات َّ
ٍ
الفصائل ال ُّلغو َّية ا َّلتي كانت عىل صلة بال ُّلغات َّ
السام َّية.
ُ -6.2
احل ُقول والعالقات الدِّ الل َّية ()Semantic Fields & Semantic Relations
حلقول الدِّ الل َّية Semantic Fieldsاملجاالت املوضوع َّية [الدِّ الل َّية] ا َّلتي قصدُ با ُُي َ
يض ُّم حقل ُم َع َّي ،مثل حقل (املل َبس) ا َّلذي ُ ٍ فردات ا ُملنتمية إىل
تتب ُعها جمموع ٌة من ا ُمل َ
غوي [وما شاك َل ُه من األصول] ُيم ِّث ُل اجلذر ال ُّل ُّ
ُ واجللباب ،والعاممة) .وإذا َ
كان َ َ
(البنطال،
فردات ول الدِّ الل َّية ُت ِّث ُل أوعي َة ا ُمل َ
حل ُق َ عجمي يف معاجم األلفاظَّ ،
فإن ا ُ ّ ُصور َة املدخل ا ُمل
فردات ال ُّلغة وتُر ِّت ُبها انطال ًقا من املعنى. جتمع ُم َ
ُ يف معاجم املعاين [املوضوعات] ا َّلتي
-221-
بني الوحدات الربط َ العالقات الدِّ الل َّية Semantic Relationsفهي وسيل ُة َّ ُ أ َّما
ورتَني: غوي عىل إحدى ُص َ العالقات يف ا ُملعجم ال ُّل ّ
ُ ا ُملعجم َّية .وتأيت هذه
ٍ
تقع يف ُمستوى دال ٍّيل فردات ا َّلتي ُ بني جمموعة من ا ُمل َتكون َ ُ -العالقات األفق َّية:
فظي) (التا ُدف ،والتَّنا ُفر ،والتَّضا ّد ،واالشرتاك ال َّل ّ تواز؛ مثل عالقات َّ ُم ٍ
ٍ
تقع يف ُمستوى دال ٍّيل فردات ا َّلتي ُ بني جمموعة من ا ُمل َتكون َ ُ الرأس َّية:
-العالقات َّ
[عمودي]؛ مثل عالقات (االشتامل ،والنَّوع َّية ،وال ُك ِّل َّية ،واجلزئ َّية). ّ م ٍ
تتال ُ
ٍ
ظهرت حيث َ يب باملوضوعات يف وقت ُمبكِّر؛ ُ وجتدُ ُر اإلشار ُة إىل عناية ا ُملعجم العر ّ
العديدُ من ا ُمل َصنَّفات ا َّلتي اع َتنَت باحلُ ُقول والعالقات الدِّ الل َّية ،مثل( :الغريب
سلم (224هـ) ،و (جواهر األلفاظ) ل ُقدامة بن جعفر (،)377 ا ُمل َصنَّف) للقاسم بن َّ
ورس العرب َّية) لعبد امللك بن ُم َّمد ال َّثعالبي ( ،)429و (ا ُمل َخ َّصص) البن و (فقه ال ُّلغة ّ
ِ
يس (458هـ) ،وغريها. سيدَ ة األند ُل ّ
الشواهد ا ُملعجم َّية ()Lexical Evidence
َّ -7.2
حقيقي للوحدات ا ُملعجم َّية غوي ٍ
استعامل ُل ٍّ دليل عىل ُوجود الشواهدُ ا ُملعجم َّي ُة ً ُت َعدُّ َّ
ٍّ
وت ِّث ُل بذلك إحدى وسائل رشح املعنى ،ال س َّيام يف الوحدات واملعاين ا ُملعجم َّية ومعانيها؛ ُ
ٍ
الشواهدُ ا ُملعجم َّي ُة ما َّدهتا يف غوي .وتستمدُّ َّ حتمل دالالت َغري دائرة يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّ ا َّلتي ُ
جمموعات كبري ٌة نسب ًّيا من
ٌ دونات ال ُّلغو َّية )Linguistic Corpora؛ وهي الغالب من (ا ُمل َّ
أساسا .ويف بعض األحيان ،يلجأ ً غوي ،وا ُملستمدَّ ة منهن ُُصوص ال ُّلغة ا ُملم ِّثلة للواقع ال ُّل ّ
الشواهد ا ُملعجم َّية. ٍ
مصنوعة لتقو َم مقا َم َّ صنَّاع املعاجم إىل وضع ٍ
أمثلة ُ ُ
ٍ
بصورة عشوائ َّية؛ إذ ينبغي أن تتح َّق َق مع ُه الشواهد ا ُملعجم َّية ال ُّ
يتم اختيار َّ
َ أن والواقع َّ
ُ
الشواهد ا ُملعجم َّي ُة لبعض إخضاع َّ
ُ غاي ُة اإلفهام وإزالة التباس املباين واملعاين .هلذا ،ينبغي
السالمة الضوابط ،عىل سبيل املثالَّ : حتقيق الغاية .ومن هذه َّ الضوابط املنهج َّية ا َّلتي تضم ُن َ َّ
للشاهد يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّ
غوي. التكيب َّية َّ وشيوع البنية َّ والو ُضوحُ ، ال ُّلغو َّية ،واإلجيازُ ،
-222-
ِ
تارخيها. فردات ال ُّلغة ع َ
رب همل وا ُملامت من ُم َ
ستعمل وا ُمل َ
تبحث يف ا ُمل َ
ُ ال ُّلغة]؛ كام
يسريا يف املعاجم العرب َّية؛ ُ
حيث أمرا ً ليس ً أن التَّعاطي مع هذه املعلومات َ والواقع َّ
ُ
كبري من ا ُمل ُرونة عندَ التَّأريخ للوحدات ا ُملعجم َّية ٍ
تاريخ ال ُّلغة العرب َّية ُو ُجو َد قدر ٍُ يفرض
ُ
الكثري
ُ ضاع
السنني ،فقد َ ورتا املنطوق َة ملئات ِّ ربح ُص َ أن العرب َّي َة مل ت َ
ومعانيها .فباإلضافة إىل َّ
مرها املديد. اث ا ُملدَ َّو ُن يف سني التَّدوين األوىل من ُع ِ الت ُ من تُراثِها املكتوب ،الس َّيام ُّ
بني املعلومات التَّارخي َّية واملعلومات التَّأثيل َّية وطيدة ٍَ ٍ
عالقة وجتدر اإلشار ُة إىل وجود
ُ
املعلومات التَّأثيل َّي ُة تُعنى
ُ ول إ َّن ُه إذا كانتا َّلتي َس َب َقت اإلشار ٌة إليها .ولبيان ذلك ُيمك ُن ال َق ُ
ِ ِ
َّغيات احلادثة عىل باألصل ا َّلذي كانَت عليه الكلمة ،فاملعلومات التَّارخي َّية تُعنى بتع ُّقب الت ُّ
وي. َّطور ال ُّل َغ ّ ِ
لقوانني الت ُّ ختضع
ُ فإنا
ثمَّ ، الزمن َّية ا ُملتعاقبة ل ُّلغة؛ ومن َّ رب املراحل َّ
هذا األصل ع َ
ُ -9.2مستويات االستعامل ()Usage Levels
ٍ
اعتبارات وهي ا ُملستويات ا َّلتي تتحدَّ ُد من خالهلا حال ُة الوحدات ا ُملعجم َّية َ
وفق
ِ
(شائعُ ،م َّط ِرد ،نادر، ِ الش ُيوع واإلمهال ُمت ََمع َّية ُمتعدِّ دة ،منها عىل سبيل املثال :اعتِبار ُّ
وقي ،س ِ ِ ِ
واد ّي) واعتبار املكان ( َمدَ ّين، (م ُظورُ ،مبت ََذلُ ،س ّ َ حل ْظر َ
شا ّذ) واعتبار اإلباحة وا َ
الزمان (قديم ،وسيط ،حديث) ونحو ذلك .وبطبيعة احلال َّ
فإن وي) واعتبار َّ َق َر ّ
ويَ ،بدَ ّ
ختضع للعوامل ال َّثقاف َّية واحلضار َّية واالجتامع َّية ل ُّلغة ا ُمل َع َّينة.
ُ هذه ا ُملستويات
-223-
عالة ا ُملعجم َّية اآلل َّية يف مراحل ِّ
الصناعة -3ا ُمل َ
مراحل أساس َّية ،هي :اجلمع، َ الصناعة ا ُملعجم َّية Lexicographyبثالث متر ِّ
ُّ
ٍ
والتَّحرير ،والنَّرش .وتتخ َّل ُل ك َُّل مرحلة جمموع ٌة من املراحل الفرع َّية ا َّلتي تتحدَّ ُد يف
ِ
وي الكونات ا ُملعجم ال ُّل َغ ّعالة اآلل َّية ُمل ِّ
أن ا ُمل َ
والواقع َّ
ُ واهلدف منه. ضوء طبيعة ا ُملعجم
ُ
وبيان وطرائق ُمتلفة.
َ بأساليب
َ تتم يف املراحل ال َّثالث،
تنفر ُد هبا مرحل ٌة ُم َعينة؛ لكنَّها ُّ
ذلك عىل النَّحو اآليت: َ
-1.3ا ُمل َ
عالة اآلل َّية يف مرحلة اجلمع
تتكو ُن عن ُه ما َّد ُة ا ُملعجم .وإذا أردنا األسايس ا َّلذي َّ
ّ تُعنى مرحل ُة اجلمع ببناء املورد
نجمع ما َّد َت ُه من
َ البدهي أن
ّ عجم ُلغو ًّيا ُم ِّث ًل لواقع ال ُّلغة ال َّطبيع َّية ،فمن
نصنع ُم ً َ أن
ً
هيكل ملا َّدة نصنع
ُ الصناعة ا ُملعجم َّية احلديثة ،فإنَّنا غوي .ووف ًقا لضوابط ِّ جتمع ال ُّل ّ ا ُمل َ
دون ًة ُلغو َّية .Linguistic Corpusو ُي ُ
شار الرئيس] يف ُصورة ُم َّ ا ُملعجم [ا َّلتي ُت ِّث ُل مور َد ُه َّ
ٍ
ُتلة غري ُمنتظمة من الن ُُّصوص ا ُملستمدَّ ة من واقع ال ُّلغة ا ُمل َع َّينةُ ،ت َم ُع با ُملدونة ال ُّلغوية إىل ك ٍ
َّ َّ
يتناسب مع األهداف املنشودة ،و ُيمك ُن التَّحك ُُّم يف بياناهتا ُ أساليب إحصائ َّية ،بام َ وفق
َ
باإلضافة أو احلذف أو التَّعديل.
-224-
-2.3ا ُمل َ
عالة اآلل َّية يف مرحلة التَّحرير
مي Dictionary Writing حترير املعاجم احلديثة عىل نظام التَّحرير ا ُمل َ
عج ّ ُ يقو ُم
ف بنظام صناعة ا ُملعجم Dictionary Production/Publishing
عر ُ
Systemأو ما ُي َ
بيانات للمعلومات ا ُملعجم َّية ٍ ُ حاسوب َّي ٌة تفا ُعل َّية،
تشتمل عىل قاعدة .Systemوهو بيئ ٌة ُ
ِ ٍ ٍ
واحلاسوب َّية
ُ عجمي وأدوات إلدارة املوارد ال ُّل َغ ِو َّية وا ُمل َ
عجم َّية ّ وأداة للتَّحرير ا ُمل
ا ُملستخدمة يف صناعة ا ُملعجم ،باإلضافة إىل الواجهة التَّفا ُعل َّية لنظام التَّحرير .و ُيساعدُ
ٍ ٍ
مي عىل إخراج هيكل ا ُملعجم يف صيغة قياس َّية و ُمنتظمة َّ
تتوحدُ فيها عج ّ نظا ُم التَّحرير ا ُمل َ
شاركني يف صناعة ا ُملعجم. َ حررين ا ُمل مناهج ا ُمل ِّ
عالة اآلل َّية ا ُملعجم َّية للم َ ٍ أن أنظم َة التَّحرير ا ُمل والواقع َّ
ليست أدوات ُ عجمي َ ّ ُ
ب َقدر ما هي أنظمة للتَّحكُّم وإدارة البيانات .فهي تُساعدُ عىل استقبال ُم َرجات
يكل ُمنتظ ٍمُ ،يمك ُن التَّحك ُُّم فيه واستخالص ُمع َطياتِه عالة ا ُملعجم َّية ووضعها يف َه ٍ ا ُمل َ
بني
حلقول والعالقات الدِّ الل َّية َ كذلك يف ضبط ا ُ َ وإحصاءاتِه .وتُساعدُ أنظم ُة التَّحرير
وتتفاوت درج ُة اإلفادة من ُ فردات ا َّلتي تتب ُعها. فردات ،ونمذجة املعاين ا ُملعجم َّية ُ
للم َ ا ُمل َ
عجمي يف إدارة املعلومات ا ُملعجم َّية ،وف ًقا لطبيعة هذه املعلومات ود َّقة ّ أنظمة التَّحرير ا ُمل
عالة املا َّدة ا ُملعجم َّية. خرجات النَّاجتة عن ُم َ ا ُمل َ
-3.3ا ُمل َ
عالة اآلل َّية يف مرحلة النَّرش
توظيف اآللة يف استخالص املعلومات ا ُملعجم َّية يف مرحلة ُ كان باإلمكان إذا َ
دورها فإن َ والتتيب واهليكلة يف مرحلة التَّحريرَّ ، اجلمعُ ،ث َّم توظيفها يف التَّنظيم َّ
كيز عىل الت ُ يكون َُّ اجلوانب العلم َّية عىل اجلوانب الفنِّ َّية يف مرحلة النَّرش؛ ُ
حيث َ يتجاوز
ُ
ٍ ٍ
الصناعة. أهداف ِّ ُ للمستخدمني ،تتح َّق ُق معها إخراج املا َّدة ا ُملعجم َّية يف صورة ُمناسبة ُ
كونات األساس َّية ترتبط با ُمل ِّ
ُ كونات ا ُملعجم يف مرحلة النَّرش ال فإن ا ُملعاجلة اآلل َّي َة ُمل ِّ
هلذا َّ
تتفر ُع عنها .وعىل سبيل املثال ،ت َُو َّج ُه ا ُمل َ
عال ُة كونات ا َّلتي َّترتبط با ُمل ِّ
ُ بشكل ُمبارش؛ لكنَّهاٍ
تتبع الوحدات ا ُملعجم َّية ومعانيها، اآلل َّية إىل ضبط الوسائط ا ُملتعدِّ دة Multimediaا َّلتي ُ
والرسومات ا َّلتي تُستَخدَ ُم يف رشح املعنى [يف املعاجم الورق َّية] كاألشكال التَّوضيح َّية ُّ
والصوت َّيات واملرئ َّيات [يف املعاجم املنطوقة]؛ كام ُيستفا ُد منها يف ضبط ُم َرجات املعاجم َّ
اخلاصة.
َّ وجهة إىل ذوي االحتياجات ا ُمل َّ
-225-
كوانت املُعجم اللُّغَوي
-4من أدوات املُعا َجلة اآلليَّة ملُ ِّ
كونات ا ُملعجم ال ُّلغ ّ
َوي عالة اآلل َّية ُمل ِّ
-4من أدوات ا ُمل َ
عجمعجمكوانت امل كن اإلفادةح منها يف حم َعا َجلة حم ِّ العديد من أدوات املعا ُ َجلة َ اآلليَّة َّ
نات ا ُمل ح كو
مك ُن اإلفاد ُة منها يف ُمعالة ُم ِّ اآلل َّي اةلا َّليتتيحمي ُي ح أدوات املعالة
ح ناك حالعديدُ من ناك ُه َحه َ
اإلابنة عجميف َّيةاللُّيفغةال ُّلالعغةربيَّة،
العرب َّيمعة ،مع عجميَّة اآلليَّةة امل
اآلل َّية ا ُمل أدوات َاجل ُملة َ
عال أبرزات املعا )1-6أدو َ
أبرز
كلَ )1 (الش-6 َّكل َّ (الش ُح
حو ُي ِّ
وض ح غويِّ.
وض اللُّ ّ
غويالُّ .ل ويح ّ
ح ح
هذه األدوات. عملات. عناألدو استخالصهاهذه
عمل
ها عن ُ مك ُن كن َّية ا َّلتي ُي ح
استخالص يت ُمل حميعجم
املعلومات ا ح
املعلوماتعناملعجميَّة الَّ
ح
عن اإلبانة
املداخل والوحدات
نظام الفهرسة اآلليَّة
معلومات التَّكرار
املعاين املعجميَّة
ح
ياقي ِ
الس ّالكشَّاف ّ الشواهد املعجميَّة
ح
َّ
حمستوايت االستعمال
أدوات ُمعا َجلة ُم ِّ
املداخل والوحدات
ريف
الص ّ
نظام التَّحليل َّ
املعاين الوظيفيَّة (البنويَّة)
كوانت املُعجم اللُّغَوي
يب
الرتكي ّ
نظام التَّحليل َّ الرتكيبيَّة)
املعاين الوظيفيَّة ( َّ
املعاين املعجميَّة
ح
اليل ِ
نظام التَّحليل ال ّد ّ املعلومات التَّارخييَّة
املعلومات التَّأثيليَّة
املعاين املعجميَّة
شبكة الكلمات ح
ِ
احلحقول والعالقات ال ّدالليَّة
الصوتيَّة الكتابيَّة
نظام املعا َجلة َّ معلومات اهلجاء والنُّطق
ح
يف اليفلُّالغةُّلغةالعربيَّة
العرب َّية عجم َّية اآلل َّياملة ا ُمل
عجميَّة عا ُملَجلة َ
اآلليَّة
عالة منوات امل
أدوات ا من أد كل:1-
:1-6 الش 6
َّكل
الش َّ
ح ح
-226-
243
-1.4نظام الفهرسة اآلل َّية
فردات ا ُملت ََض َّمنة يف يعمل نظا ُم الفهرسة اآلل َّية Text Indexerعىل إعادة ترتيب ا ُمل َ ُ
فردات يف الن ُُّصوص .ومن دونات ال ُّلغو َّية؛ كام ُيساعدُ عىل إحصاء تر ُّددات هذه ا ُمل َ ا ُمل َّ
الصناعة ا ُملعجم َّية عىل استخالص املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية، دور ُه يف ِّيرتكز ُ
ُ َث َّم،
الوقت
َ فإن ُم َرجات هذا النِّظام تُو ِّف ُر وتعيني معلومات التَّكرار .وبطبيعة احلالَّ ،
كبرية من النُّصوص؛ لكنَّها يف الوقت ذاتِهِ ٍ ٍ
أعداد جلهدَ ،ال س َّيام عندَ التَّعامل مع
ُ وا ُ
اليدوي ،لضبط ُم َرجات اآللة َّأو ًلُ ،ث َّم التَّأكُّد من ُموافقة هذه ّ ال تُغني عن الت ُّ
َّدخل
تدعم ال ُّلغ َة
ُ وهناك ثالثة أنواع من أنظمة الفهرسة اآلل َّية ا َّلتيَ خرجات لطبيعة ال ُّلغة. ا ُمل َ
العرب َّية ،وإن اخت َل َفت يف طرائق ُمعاجلتها للن ُُّصوص ،هي:
اهلجائي.
ّ للتتيب -نظام الفهرسة األلفبائ َّية :ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ
فردات وف ًقا َّ
وفق اجلُ ُذوع ،Stemsبعدَ -نظام الفهرسة اجلذع َّية :ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ
فردات َ
[السوابق ،وال َّلواحق].
الزوائد َّ جتريدها من َّ
جل ُذور ،Rootsويستدعي وفق ا ُ فردات َ اجلذر َّية :ويقو ُم برتتيب ا ُمل َ -نظام الفهرسة ِ
شكلها،ِ المتَّفقة يف
فردات ُ بني ا ُمل َ
البنوي َّ هذا النِّظا ُم ُوجو َد آل َّي ٍة إلزالة االلتباس
حيث تدُ ُّل يفُ مثل يف كلمة [ َف َل َك]؛ أصلها؛ عىل نحو ما نجدُ ً المختلفة يف ِ
ُ
أيضا عىل حرف وتدل ً فردة عىل الفعل املايض من اجلذر (ف ل ك)ُّ ، صورهتا ا ُمل َ
كاف اخلطاب؛ ونحو ذلك. وتلحق به ُ ُ احلرف (ل) ا َّلذي تسب ُق ُه فا ُء االستئناف،
البرشي املبذول الستخالص ٍ
كبرية يف اجلُهد ٍ
بصورة أن طبيع َة ال ُّلغة تتحك َُّم والواقع َّ
ّ ُ
عجمي يف معاجم ال ُّلغة الواحدة ّ التتيب ا ُمل منهج َّ
َ املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية؛ بل َّ
إن
ٍ
جمهود ٍ
بحاجة إىل َ
نكون األكثر ُمناسب ًة للفهرسة .وعىل سبيل املثال ،لن ُيدِّ ُد النِّظا َم
َ
كبري يف استخالص الوحدات ا ُملعجم َّية يف معاجم ال ُّلغات :اإلنجليز َّية ،واألملان َّية، ٍ
نظرا لطبيعتها ٍ ألنا ُلغات إلصاق َّية .أ َّما العرب َّية ،فتستدعي َ
ربً ، بذل ُجهد أك َ واهلولند َّيةَّ ،
يب.
االشتقاق َّية ونظامها الكتا ّ
-227-
السياقيّ َّ -2.4
الكشاف ِّ
حيث ُيعنى ُ عمل نظام الفهرسة اآلل َّية؛ ياقي َ Concordancer الس ّ اف ِّالكش ُ َّ تم ُم ُي ِّ
ِ ٍ
دونة للفهرسة اآلل َّية. فردة عىل حدة ،بعدَ إخضاع ُجلة ن ُُصوص ا ُمل َّ بتعيني سياقات ك ُِّل ُم َ
السياقات؛ إذ بذلك عىل استخالص املعاين ا ُملعجم َّية من ِّ َ ياقي
الس ُّ اف ِّ الكش َُّ و ُيساعدُ
ِ
اف
الكش ُ َّ غوي .و ُيفيدُحال استخدامها يف ا ُملجت ََمع ال ُّل ّياق معنى ا ُملفردة َ الس ُ يعكس ِّ ُ
الشواهد ا ُملعجم َّية؛ كام ُيساعدُ عىل تعيني ُمستويات أيضا يف استخالص َّ ياقي ً الس ُّ ِّ
االستعامل.
فكثريا ما
ً ياقي ونظام الفهرسة اآلل َّية،
الس ّ
الكشاف ِّ َّ بني ونظرا للت ُ
َّداخل الواقع َ ً
للم َ
عالة ،عىل النَّحو الوارد يف َّ
(الشكل .)2-6 ٍ ٍ
نجدُ مها يف أداة واحدة ُ
-228-
الصيفّ
-3.4نظام التَّحليل َّ
حيث يقو ُمُ فردات يف ال ُّلغة العرب َّية؛ عالة ا ُمل َ
اهم أدوات ُم َ ا ُملح ِّل ُل َّ
الص ُّيف أحد ّ
ِ ِ ٍ
بتعيني ُجذور الكلامت [أو أصوهلا] وحتليل ك ُِّل كلمة عىل
جلذوع، عناصها َّ
األول َّية (ا ُ
شكل رصف ًّياً والسوابق ،وال َّلواحق) ،باإلضافة إىل تعيني ال ُف ُروع Lemmataا َّلتي ُت َعدُّ َّ
عمل ا ُملفهرس اآل ّيل؛ أيضا َ تم ُم ً الص ّيف ُي ِّ للوحدات ا ُملعجم َّية .وهبذا َّ
فإن نظا َم التَّحليل َّ
يضع املداخل [ا ُملم َّثلة يف اجلذور] والوحدات ا ُملعجم َّية [ا ُمل َم َّثلة يف ال ُف ُروع] يف ُ حيث ُ
ٍ
الص ُّيف عىل تظهر عليها .ومن ناحية أخرىُ ،يساعدُ ا ُملح ِّل ُل َّ َ الصورة ا َّلتي ينبغي أن ُّ
نموذجا
ً (الشكل )3-6 وض ُح َّ تعيني املعاين الوظيف َّية البنو َّية للوحدات ا ُملعجم َّية .و ُي ِّ
الص ّيف يف العرب َّية.
خرجات التَّحليل َّ ُمل َ
-229-
التكيبيّ
-4.4نظام التَّحليل َّ
ف كيبي Syntactic analyzerبتعيني أركان اجلُملة ا َّلتي ت َ
ُعر ُ الت ُّيقو ُم ا ُملح ِّل ُل َّ
بأقسام الكالم Parts of Speech؛ كام يقو ُم بتعيني وظائف هذه األركان وتوصيفها من
بني عمل التكيب يف ال ُّلغة العرب َّية تستدعي ُ
تداخ ًل َ أن طبيع َة َّ
والواقع َّ
ُ التكيب َّية. النَّاحية َّ
َ
عوامل ،منهاَ :ق ُبول نظرا لعدَّ ة
التكيب َّية وأدوات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيلً ، ا ُملح ِّلالت َّ
بني االسم َّية والفعل َّية [ال س َّيام يف العرب َّية ا ُملعارصة]،جلملة العرب َّية الواحدة للت َُّّنوع َ ا ُ
تتجر ُد يف ٍ ٍ
كثري من جلملة بصورة َغري ُم َّطردة ،وواقع الكتابة العرب َّية ا َّلتي َّ وتغي أطوال ا ُ ُّ
كيبي يف
الت ّ ور ا ُملح ِّلل َّ
ويقترص َد ُ
ُ بالشكل ،وغري ذلك. الضبط َّ األحيان من عالمات َّ
التكيب َّية لوحدات ا ُملعجم. صناعة ا ُملعجم عىل تعيني املعاين الوظيف َّية َّ
-230-
اليل
-5.4نظام التَّحليل الدِّ ّ
فردات عمل ا ُملح ِّلل الدِّ ال ّيل Semantic Analyzerعىل املعاين ا ُملعجم َّية ُ
للم َ يرتكز ُ ُ
كونات ا ُملعجم ،ينبني نظا ُم التَّحليل الدِّ ال ّيل عالة ُم ِّسياقاتا .ومن النَّاحية العمل َّية يف ُم َ ِ يف
الل للك َِلامت Word Sense Disambiguation ِ
ف بآل َّية َف ِّك االلتباس الدِّ ِ ّ عر ُعىل ما ُي َ
ِ ِ ِ
كر َتا األساس َّي َة من ا ُملتَصاحبات [ا ُملتالزمات] ال َّلفظ َّية ِ ِ
َ .)(WSDوتَستَمدُّ هذه اآلل َّي ُة ف َ
ِ ٍ
داتا يف َعال َقة تَركيبِ َّية، فر ُ Collocationsا َّلتي َت َتك ََّو ُن عن ِسلس َلة من الكلامتَ ،تت َ
ِ ٍ ِ
َالز ُم ُم َ
(مثل :عابر (مثل :صاح الدِّ يك ،ساد الصمت) ،و َعال َقة اإلضافة ِ والفاعل ِ
ِ الفعل َكعال َقة ِ
َ َّ ْ َ َ
َسبِيل ،قاطع َطريق) .و ُيستفا ُد من نظام التَّحليل الدِّ ال ّيل يف استخالص املعاين ا ُملعجم َّية، ِ
ٍ ٍ ٍ ٍ
كبرية من جمموعات وصا عندَ التَّعا ُمل مع ياقيُ ،خ ُص ً الس ّ كمرحلة تالية ملرحلة الكشف ِّ
تدلحيث ُّ السياقات؛ كام ُيستفا ُد من ُه ُجزئ ًّيا يف استكشاف املعلومات التَّارخي َّية والتَّأثيل َّية؛ ُ ِّ
ِ
الوحد ُة (القطار) بال ُّلغة ُ سياقات الوحدة ا ُملعجم َّية .وعىل سبيل املثال،
سرتتبط َ ُ عليها
كلامت مثل (ال َغيث ،ال ُعشب ،)... ،وبالعرب َّية الوسيطة إذا ٌ صاح َبتها
العرب َّية القديمة إذا َ
صاح َبتها ِ
كلامت مثل (القافلة ،اإلبل ،)... ،وبالعرب َّية احلديثة وا ُملعاصة إذا ٌ صاح َبتها
َ َ
السكَّة ،)... ،وهكذا. كلامت مثل (التَّذاكرِّ ، ٌ
الـمستوى
ُ الزَّمان الدِّ اللة السياق
ِّ م
ِ ِ َواِس َت َبحنا َسنا َم األَ ِ
القديمة 22ق.هـ 1 رض إِذ َقح َط الق ُ
طار 1
القديمة 283هـ 1 َ
أنزل الدَّ َار ا ُمل َبنَّا َة عىل ُس ْقيا القطار 2
الوسيطة 346هـ 2 قطار إبل ٍ
فال ََح هلم من ُب ْعد ُ 3
الوسيطة 845هـ 2 ومن مجلة ما كان معها قطار مجال ُم َ َّم َلة 4
احلديثة 1354هـ 3 احلديدي
ّ سافر إىل بلده عىل القطار ثم َ 5
احلديثة 1383هـ 3 ِ
ها َمت َت ُ ُّر عىل املرافئ أو حم َّطات القطار 6
اليل للمتصاحبات الدَّ ا َّلة عىل ُم َ
فردات العرب َّية يف آل َّية التَّحليل الدِّ ّ اجلدول :4-6نموذج ُ
-6.4شبكة الكلامت
الصناعات ال ُّلغو َّية احلاسوب َّية.
رئيسا يف ِّ ُت َعدُّ شبك ُة الكلامت WordNetمور ًدا ً
صدر َغ ٌّ
ني باملعارفُ ،م َعدٌّ عالة اآلل َّية باملفهوم الدَّ قيق؛ لكنَّها َم ٌ للم َليست أدا ًة ُ
وهي َ
بأنا تعريف شبكة الكلامت َّ ُ عالة الدِّ الل َّية وا ُملعجم َّية .و ُيمك ُن
للمساعدة يف ا ُمل َ
َسل ًفا ُ
-231-
دات فيها فر ُ َّف ا ُمل َ
قاعدة بيانات ُمعجم َّية دالل َّية ،Lexical-Semantic Databaseت َُصن ُ
وعات من ا ُمل َتادفات Synonymsأو ٍ وجمم َ
سالسل إىل أقسام الكالمُ ،ث َّم ت َُصن ُ
َّف يف
ُ
ٍ
وترتابط فيام بينها بشبكة من العالقات الدِّ الل َّية. ُ املفاهيم Synsetsا َّلتي تت ُ
َّفق يف معانيها
كونات ا ُملعجم وهبذا التَّوصيفُ ،يمك ُن اإلفاد ُة من شبكات الكلامت عندَ ُم َ
عالة ُم ِّ
غوي يف تت ُّبع املعاين ا ُملعجم َّية واالستدالل عليها؛ كام ُيستفا ُد من شبكات الكلامت ال ُّل ّ
حل ُقول والعالقات الدِّ الل َّية. ٍ
عىل نطاق واس ٍع يف تعيني ا ُ
-232-
حيث ُّ
حتل ُ Romanization of Arabic؛ أي :كتابتها باحر ٍ
ف رومان َّية [أو التين َّية]؛ ُ
مكان حمارف ال ُّلغة العرب َّية؛ ويف بعض األحيان،َ الصوت َّية الدَّ ول َّية
حمارف األلفبائ َّية َّ
ُ
كيبي. ٍ ُ
الت ّ الص ّيف أو َّ
لحقة بأنظمة أخرى للتَّحليل َّ تكون هذه اآلل َّية ُم َ
الصورة املكتوبة
ُّ الصورة املنطوقة
ُّ ِقسم الكالم الوحدات ا ُملعجم َّية م
َب َكت َ kAtAbA فِعل كتب
َ 1
عاهدَ
َ ʕÆhADA فِعل عاهدَ 2
است َْأ َث َر
ْ ʔiStAʔṯARA فِعل استأثر
َ 3
َل ٌيل ʔAl-lAyl-ʊn اسم ال َّليل 4
ا َّلذي ʔAllAḏi: اسم ا َّلذي 5
ُو ٌّد ʔAl-wʊDD-ʊn اسم الو ّد
ُ 6
نِسا ُء ʔAn-niSÆʔ-ʊ اسم النِّساء 7
ْ
إن ʔin حرف /أداة ْ
إن 8
َأ ْن ʔAn حرف /أداة ْ
أن 9
ك َْي kAy حرف /أداة كَي 10
[الصوت َّية الكتاب َّية] اجلدول :5-6نامذج ُم َرجات ا ُمل َ
عالة الفونوجراف َّية َّ
-233-
موضوع ِ
الفكرة األوىل: ُ -1.5
أنساق املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العريب ا ُمل ِ
عاص ّ َ
«دراسة ُلغو َّية إحصائ َّية»
فكرة الدِّ راسة:
تقو ُم فكر ُة الدِّ راسة عىل َحرص وإحصاء أنامط املداخل والوحدات ا ُملعجم َّية يف
عاصة أو أحدها؛ وتعيني األنساق ا ُملختلفة للمداخل بعض املعاجم العربية ا ُمل ِ
َّ
فرد ًة أو ُم َركَّبة؛ ُث َّم ُ
تكون ُم َ حني
ذورا ،وللوحدات َ
ول أو ُج ً أص ً ُ
تكون ُ حني
َ
يب. منهجي ُيساعدُ يف تقويم صناعة ا ُملعجم العر ّ
ٍّ ٍ
أساس ضبط هذه األنساق عىل
ما َّدة الدِّ راسة:
معجم [أو أكثر] ل ُّلغة العربية ا ُمل ِ
عاصة. َّ ُ
األسئِلة ال َبحثِ َّية:
أنساق املداخل والوحدات يف ا ُملعجم العريب ا ُمل ِ
عاص؟ ُ ما
ّ
استخالص منهج َّية لضبط بنية هذه األنساق يف صناعة ا ُملعجم؟
ُ كيف ُيمك ُن
َ
منهج الدِّ راسة ،وجمال البحث:
َّحلييل ،و َي َتن ََّو ُع ُ
جمال البحث بني ّ الوصفي الت
ّ املقتح ُة عىل املنهج
تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ
اإلحصاء ال ُّل َغ ِو ّي ِّ
والصناعة ا ُملعجم َّية.
موضوع ِ
الفكرة ال َّثانية: ُ -2.5
اخلاصة
َّ ويب تفا ُع ّيل لذوي االحتياجات نحو ُمعج ٍم ُ
حاس ٍّ َ
«املنهج والنَّمو َذج»
فكرة الدِّ راسة:
ٍ ٍ
تقو ُم فكر ُة الدِّ راسة عىل وضع منهج َّية قابلة للتَّطبيق لبناء وتطوير ُمعج ٍم ُل ٍّ
غوي
بنائ ِه ال َّثالثة (اجلمع ،والتَّحرير،
مراحل ِ
ِ عاص ،يعتمدُ عىل تقنيات اآللة يف ُم ِ ٍ
حاسوب َّي ٍة تفا ُعل َّي ٍة ،هبدف ُمساعدة ذوي االحتياجات ٍ
ويظهر يف بيئة ُ
ُ والنَّرش)،
-234-
السمع أو اإلبصار عىل فهم ال ُّلغة وتع ُّلم ُم َ
فرداهتا اخلاصة من فاقدي ال ُقدرة عىل َّ
َّ
الباحث من خاللهِ
ُ ثبت
يب ُي ُ ٍ ِ
حاسو ٍّ
نموذج ُ عجمي ،مع تقديم
ّ الـم
وإدراك نظامها ُ
فاعل َّي َة املنهج.
ما َّدة الدِّ راسة:
دونة ُلغو َّية عا َّمة للعرب َّية ِ
عاص [أو جمموعة من املعاجم] ،و ُم َّ يب ُم ٌ عجم عر ٌُّم ٌ
الـمعاصة ،وقاعدة بيانات دالل َّية ُمعجم َّية. ِ
ُ
األسئِلة ال َبحثِ َّية:
اخلاصة؟
َّ يب لذوي االحتياجات ُ
ضوابط صناعة ُمعج ٍم عر ٍّ ما
حاسوب َّي ٍة تفا ُعل َّية؟ ٍ يب ُم ِ ٍ
عاص يف بيئة ُ أي مدً ى ُيمك ُن بنا ُء وتطوير ُمعج ٍم عر ٍّ
إىل ِّ
كيف ُيمك ُن توجي ُه الفئات ا ُملستهدَ فة من تع ُّلم ا ُمل َ
فردات ومعرفة املعلومات َ
ٍ
برشي؟
ّ دون وسيطرب اآللةَ ، ا ُملعجم َّية َع َ
منهج الدِّ راسة ،وجمال البحث:
جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات
الوصفي ،و َي َتن ََّو ُع ُ
ّ املقتح ُة عىل املنهج
تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ
والصناعة ا ُملعجم َّية.
احلاسوب َّية ِّ
ُ
موضوع ِ
الفكرة ال َّثالثة: ُ -3.5
عاصة التَّوليد اآليل للمعاين يف معاجم ال ُّلغة العربية ا ُمل ِ
َّ ّ
حاسوب َّية يف ضوء تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل» عالة ُ « ُم َ
فكرة الدِّ راسة:
ِ
الـمعجم َّية احلديثة؛
الصناعة ُ
أهم إشكاالت ِّ قتحة أحدَ ِّ تُعال ُج الدِّ راس ُة ُ
الـم َ َ
السياقات .وتقو ُم الفكر ُة عىل
الـمعجم َّية من ِّإشكال استخالص املعاين ُ َ ونعني
ِ ٍ ٍ
دونة ُلغو َّية للعرب َّية ُ
الـمعاصةُ ،ث َّم إخضاع ما َّدهتا للتَّدريب والتَّجريب عىل بناء ُم َّ
تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل ،واإلبانة عن فاعل َّية هذه التِّقنيات يف استخالص
املعاين وتوليدها آليا ،وتقييم الـمخرجات استنادا إىل معاجم عربية منج ٍ
زة سل ًفا. َ َّ ُ َ ً ُ َ ًّ
-235-
ما َّدة الدِّ راسة:
ِ
املعاصة، ُمدَ َّون ٌة ُل َغ ِو َّي ٌة مكتُوبة (ن َِّص َّية) ُمست ََمدَّ ٌة من ن ُُصوص ال ُّلغة العرب َّية
َ لتكون ماد ًة للتَّدريب والتَّجريب ،ومعجم عريب م ِ
ليكون ما َّد ًة للتَّقييم. عاص، ُ ُ َ َّ
األسئِلة ال َبحثِ َّية:
عاصة ،وما ِسامتُه ،وما هي القرائن شكل املعنى يف املعاجم العربية الـم ِ
ُ َّ ·ما ُ
فردة الواحدة؟ للم َ
الـمعجم َّية ُ ُ
االستدالل هبا عىل املعاين ُ ال ُّلغو َّية ا َّلتي ُيمك ُن
توظيف تقنيات إزالة االلتباس الدِّ ال ّيل يف استخالص املعنى
ُ كيف ُيمك ُن
· َ
وتوليده؟
توظيف هذه التِّقنيات يف ُم َ
عالة إشكاالت صناعة ُ أي مدً ى ُيمك ُن
·إىل ِّ
الـمعجم؟ُ
منهج الدِّ راسة ،وجمال البحث:
جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات
الوصفي ،و َي َتن ََّو ُع ُ
ّ املقتح ُة عىل املنهج
تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ
والصناعة ا ُملعجم َّية. ِ
احلاسوب َّية ولسان َّيات املدَ َّونة ِّ
ُ
-236-
ما َّدة الدِّ راسة:
شبكة الكلامت العرب َّية ،Arabic WordNetوعدد من شبكات الكلامت
نجزة ل ُّلغات األخرى.
الـم َ
واألنطولوجيات ُ
األسئِلة ال َبحثِ َّية:
كيف نبني قاعدة بيانات دالل َّية ُمعجم َّية للعرب َّية؟
· َ
توظيف شبكة الكلامت يف تطوير قاعدة البيانات؟
ُ كيف ُيمك ُن
· َ
وكيف ُيمك ُن توليدُ ها
َ العالقات األساس َّية يف قاعدة البيانات املنشودة،
ُ ·ما
أي مدً ى ُيمك ُن اففاد ُة من ُم َرجات التَّوليد اآل ّيل؟
آل ًّيا ،وإىل ِّ
منهج الدِّ راسة ،وجمال البحث:
جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات
الوصفي ،و َي َتن ََّو ُع ُ
ّ املقتح ُة عىل املنهج
تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ
الـمعجم َّية.
والصناعة ُ
احلاسوب َّية وعلم الدِّ اللة ِّ
ُ
موضوع ِ
الفكرة اخلامسة: ُ -5.5
العريب
ّ عجمي
ّ بناء وتطوير نظام مفتوح املصدر للتَّحرير ا ُمل
حاسوب َّية» « ُم َ
عالة ُ
فكرة الدِّ راسة:
يدعم ال ُّلغ َة اكثرها ال عجميَّ ،إل َّ ٍ
ُ أن َ ّ الـم
مع ُوجود عدد من أدوات التَّحرير ُ
فإن الدِّ راس َةالـمعجم َّية .هلذاَّ ، ِ ً
يتناسب مع بنيتها ُُ كامل ،وال العرب َّي َة ً
دعم
يتناسب معُ يب،
عجمي العر ّ
ّ قتحة تسعى إىل بناء وتطوير نظا ٍم للتَّحرير ُ
الـم الـم َ َ ُ
ويكون مفتوح املصدر Open Sourceمن ناحيةٍ ُ طبيعة ال ُّلغة العرب َّية من ناحية،
َ
عجمي
ٍّ ٍ
حترير ُم الباحثني من استخدام نظام
َ متكني
ُ واهلدف من ذلكُ أخرى.
ِ
حوسبة ال ُّلغة والعرب َّية وتقنياتا من تطوير العاملني يف
َ يب بال ُق ُيود ،ومتكني عر ٍّ
َ
ِ
ذلك النِّظام وإثرائه. َ
-237-
ما َّدة الدِّ راسة:
جمموعة من املعاجم العربية الـم ِ
عاصة ،وقاعدة بيانات ُمعجم َّية قياس َّية ُ َّ
للتَّدريب.
األسئِلة ال َبحثِ َّية:
يب؟
عجمي العر ّ
ّ الـم
·ما املواصفات القياس َّية لنظام التَّحرير ُ
عجمي يف صناعة ُمعج ٍم
ّ الـم
أي مدً ى ُيمك ُن اإلفاد ُة من أنظمة التَّحرير ُ
·إىل ِّ
يب؟عر ّ
عجمي
ّ ·ما اخلُطوات املنهج َّية لبناء وتطوير نظا ٍم مفتوح املصدر للتَّحرير ُ
الـم
الـمستقبل َّية لدعم هذا النَّوع من أنظمة التَّحرير؟
الرؤية ُيب ،وما ُّ
العر ّ
منهج الدِّ راسة ،وجمال البحث:
جمال البحث بني ال ِّلسان َّيات
الوصفي ،و َي َتن ََّو ُع ُ
ّ املقتح ُة عىل املنهج
تقو ُم الدِّ راس ُة َ َ
الـمعجم َّية.
والصناعة ُاحلاسوب َّية ِّ
ُ
-238-
ببليوجرافيا مرجع َّية
ّ ا َملورد العر:)(روحي
.2016 ،1 ط، بريوت، دار العلم للماليني،يب َ البعلبكِّي1.1
ّ جم َّلة ال ِّلسان العر،َّارخيي ل ُّلغة العرب َّية
،يب ّ ّ السعيد (ا ُمل
حوسبة املعجم الت:)عتز باهلل َّ 2.2
.2014 ،74 العدد،بالرباط ِّ مكتب تنسيق التَّعريب
ّ السعيد (ا ُمل
.2012 ، القاهرة، دار اهلاين، علم الدِّ اللة ونظر َّية املعنى:)عتز باهلل َّ 3.3
ّ جم َّلة ال ِّلسان العر،يب
مكتب تنسيق،يب ّ َمذجة ا ُملعجم العر ّ السعيد (ا ُمل
َ ن:)عتز باهلل َّ 4.4
.2016 ،76 العدد،بالرباط ِّ التَّعريب
.2009 ،2 ط، القاهرة،عال ال ُكتُب َ ، ِصناعة ا ُملعجم احلديث:) ُع َمر (أمحد ُمتار5.5
.1997 ، اإلسكندرية، دار املعرفة اجلامعية، يف علم الداللة:) ُع َمر (أمحد ُمتار6.6
للتبية َّ ا ُملن َّظمة العرب َّية،األسايس
ّ ّ ا ُملعجم العر: وآخرون،) ُع َمر (أمحد ُمتار7.7
يب
.1989 ، الروس،وال َّثقافة وال ُع ُلوم
ِ
،القاه َرة ،الشوق الدَّ ولِ َّية ِ
َ ا ُمل: َممع ال ُّلغة ال َع َربِ َّية بالقاهرة8.8
ّ مك َت َبة،عجم الوسيط
.2004 ،3ط
9. Abel, A. (2012). Dictionary writing systems and beyond. In: Grang�
er, S. & Paquot, M. (ED). Electronic Lexicography. Oxford Univer�
sity Press, 2012.
10. Black, W., Elkateb, S., Rodriguez, H, Alkhalifa, M., Vossen, P.,
Pease, A. and Fellbaum, C., (2006). Introducing the Arabic Word�
Net Project, in Proceedings of the Third International WordNet Con�
ference, GWC 2006, South Jeju Island, Korea, January 22-26, 2006.
11. Cantos-Gomez, P., Almela-Sanchez, M. (2019). Lexical Colloca�
tion Analysis: Advances and Applications. Springer Nature Cus�
tomer Service Center Gmbh.
12. Čibej, J., Gorjanc, V., Kosem, I., Krek, S. Lexicography in Global Con�
texts: Book of Abstracts. Ljubljana University Press, Faculty of Arts.
13. Dash, N. S., Ramamoorthy, L. (2018). Utility and Application of
Language Corpora. Springer.
-239-
14. Draper, C. (2018). Synonyms and Antonyms. Achieve2day.
15. Fuertes-Olivera, P. A. (2017). The Routledge Handbook of Lexicog�
raphy. Routledge.
16. Hagberg, G. (2018). Meaning and Interpretation: Wittgenstein,
Henry James, and Literary Knowledge. Cornell University Press.
17. Harm, V., Lobenstein-Reichmann, A., Diehl, G. (2019). Wortwel�
ten: Lexikographie, Historische Semantik und Kulturwissenschaft.
Walter de Gruyter GmbH & Co KG.
18. Heusinger, K., Maienborn, C., Portner, P. (2019). Semantics - Ty�
pology, Diachrony and Processing. Walter de Gruyter GmbH & Co
KG.
19. Mel’čuk, I. (2015). Semantics: From meaning to text. John Benja�
mins Publishing Company.
20. Nielsen, S. (2008), “The Effect of Lexicographical Information
Costs on Dictionary Making and Use”, Lexikos, 18: 170–189.
21. Opland, J. (2019). Lexicography: Notes on Xhosa Lore and Lan�
guage (1909-1934) - Robert Godfrey. University of Kwazulu-Natal
Press.
22. Pustejovsky, J., Batiukova, O. (2019). The Lexicon. Cambridge
University Press.
23. Reqqass, M., Lakhouaja, A., Mazroui, A., Bebah, M. (2014). “Con�
ception et réalisation d’un système de production de dictionnaires
arabes respectant la norme LMF”, 5th International Conference on
Arabic Language Processing. CITALA 2014. November 26-27.
2014, Oujda, Morocco.
24. Šipka, D. (2019). Lexical Layers of Identity: Words, Meaning, and
Culture in the Slavic Languages. Cambridge University Press.
25. Zhekov, M. A. (2018). Lexicography in Action: Designing an Eng�
lish-Romanian Glossary of English Criminal Law for Interpreters
and Legal Professionals Using Electronic Corpora. CreateSpace In�
dependent Publishing Platform.
-240-
الباحثون
-241-
-242-
الرازق عيل رشوان ِ
الدكتورُ /مسن عبد َّ
أستاذ بقسم اإللكرتونيات واالتصاالت ٍ يشغل منصب
ختر َج عام 1977الكهربائية يف ُك ِّل َّية اهلندسة -جامعة القاهرةَّ .
وحصل عىل ثالتة ماجستريات ،ثم َ وكان األول عىل دفعته،
عىل الدُّ كتوراه من جامعة كوين بكندا؛ أرشف عىل أكثر من مائة
املتخ ِّصصة الشكة اهلندسية لتطوير النُّ ُظم الر ِ
قم َّية َ RDI رسالة ماجستري ودكتوراه .يدير َّ
َّ َّ
يف جمال تقنيات ال ُّلغة العرب َّية.
-243-
الدكتورُ /م َّمد َعطِ َّية ُم َّمد ال َع َر ّيب
حصــل من جامعـــة القـــاهرة عىل بكالــوريوس هندسة
االتصاالت الكهربائية واإللكرتونيات عام 1995م ،وعىل
املاجستري يف هندسة احلاسبات عام 2000م ،ثم عىل درجة
الدكتوراه يف هندسة االتصاالت الكهربائية واإللكرتونيات عام
بالشكة اهلندسية لتطوير النُّ ُظم الر ِ
قم َّية RDI 2005مَ .ع ِم َل َّ
َّ َّ
وبني عا َم ْي 2007م و 2010م أستا ًذا ً
زائرا يف منذ يوليو 1995م إىل هناية 2010مَ ،
كلية احلاسبات وتقنيات املعلومات باألكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل
البحري -فرع القاهرة ،وخم ِّط ًطا للربجميات برشكة «لوكسور تكنولوجي» الكندية
ِ
وخبريا للغويات احلاسوبية والربجمياتً ْتار ُيو) منذ 2009م إىل اآلن، ( ُأوكْف ْيلُ /أون ْ
ملرشوع «معجم الدوحة التارخيي» بني عا َم ْي 2014م و 2016م.
األنصاري
ّ الدكتور /سامح َسعد أبو ا َملجد
الصوتِ َّيات ورئيسا لقسم َّ ً احلاسوبِ َّية
ُ َيعمل أستا ًذا ل ِّلسان َّيات
ومديرا ملركز ً وال ِّلسان َّيات ب ُك ِّل َّية اآلداب بجامعة اإلسكندر َّية،
ال ُّلغو َّيات احلاسوب َّية العرب َّية بمكتبة اإلس َكندَ ِر َّية .شارك يف العديد
َش ال َع ِديدَ من األوراق ال َبحثِ َّية ا َملعنِ َّية من املرشوعات العلمية ون َ َ
ضو بجمع َّية ال ِّلسان َّيات ال َع َربِ َّية بحوسبة ال ُّلغة ال َع َربِ َّية؛ وهو ُع ٌ
الشبكات الداللية احلاسوبية العا َلِ َّية بم َؤ َّسسة ُلغة َّوعضو ٌُ
ِ
األمريك َّية، بالواليات ا ُملتَّحدة
بجنيف.
-244-
مباحث لغوية ٥٥
مة في ُمقَ ِّد ٌ
س َبة ال ُّل َغــــــــة َ
الع َر ِب َّية َح ْو َ
يُصدِ ر مركز امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدولي خلدمة اللغة العربية هذا الكتاب ضمن سلسلة
(مباحث لغوية) ،وذلك وفق خطة عمل مقسمة إلى مراحل ،ملوضوعات علمية رأى املركز حاجة املكتبة
اللغوية العربية إليها ،أو إلى بدء النشاط البحثي فيها ،واجتهد يف استكتاب نخبة من احملررين واملؤلفني
للنهوض بعنوانات هذه السلسلة على أكمل وجه.
ويهدف املركز من وراء ذلك إلى تنشيط العمل يف املجاالت التي تُـنَـ ّبه إليها هذه السلسلة ،سواء أكان
العمل علميا بحثيا ،أم عمليا تنفيذيا ،ويدعو املركز الباحثني كافة من أنحاء العالم إلى املساهمة يف هذه
السلسلة.
وجهد ُمح ِّر َري الكتاب ،على ما تفضلوا به من رؤى
وتو ّد األمانة العامة أن تشيد بجهد السادة املؤلفنيُ ،
وأفكار خلدمة العربية يف هذا السياق البحثي.
والشكر والتقدير الوافر ملعالي وزير التعليم املشرف العام على املركز ،الذي يحث على كل ما من
شأنه تثبيت الهوية اللغوية العربية ،ومتتينها ،وفق رؤية استشرافية محققة لتوجيهات قيادتنا احلكيمة.
موجهة إلى جميع املختصني واملهتمني للتواصل مع املركز؛ لبناء املشروعات العلمية ،وتكثيف
والدعوة ّ
اجلهود ،والتكامل نحو متكني لغتنا العربية ،وحتقيق وجودها السامي يف مجاالت احلياة.
-245-