Professional Documents
Culture Documents
البيئة و الإنسان
البيئة و الإنسان
البيئة و اإلنسان
تمهيد 1-
الكائنات الحية بحاجة إلى البيئة ثابتة لتطورها و استقرارها ،ونتيجة لتغير البيئة تكيفت بعض الكائنات أما األخرى فقد
انقرضت .إن اإلنسان لديه القدرة على التكيف و تغير البيئة وهو كذلك بحاجة إلى بيئة ثابتة ودوره سلبي جدا في البيئة
نتيجة لألضرار التي يصيب بها المحيط عن طريق الفضالت التي يرميها فيه ،وهذا الضرر له وجهان أو شكالن كما
:يشخصهما علماء البيولوجيا
وجه أو شكل طبيعي للحياة ال يمكن أن يغيره إال بحدود ضيقة جدا (االحتياجات الطبيعية أو الحياتية لإلنسان) وجه أو شكل
تقني للحياة يتقدم بصورة ال محدودة ،لذلك فان المحافظة على التوازن الطبيعي للحياة يتم بإخضاع الجانب التقني للحياة
إذا القواعد األساسية للمحافظة على التوازن النوعي للبيئة .للجانب الطبيعي و ذلك باالستعانة بالطرق العلمية الحديثة
أصبحت واضحة على العموم لكن التطبيق العلمي ال يزال في بداية الطريق ( بسبب الالمباالة أو قلة اإلمكانات المادية و
البشرية المتخصصة خاصة بالبلدان السائرة في طريق النمو ) في سابق ( قبل االنفجار الصناعي ) كانت جل المصادر
البيئية (الماء ،الهواء ،التربة ) نقية و قادرة على التنقية الذاتية ثم مع التطور التكنولوجي بدأت هذه المصادر تفقد من
:إمكانياتها على التنقية الذاتية ،على سبيل المثال
في هذه الزيادات تمثل نسبة % 95نسبة الدول األقل تقدما (نموا) أي الدول التي ليست لديها اإلمكانات المالية و المادية
:لحماية بيئتها .باإلضافة إلى ذلك ازداد تمركز السكان بالمدن كما هو مبين أدناه
% .في سنة 1950نسبة تمركز السكان بالمدن كانت في حدود 30
%.في سنة 1985نسبة تمركز السكان بالمدن كانت في حوالي 45
%.في سنة 2000يتوقع العلماء نسبة تصل إلى 60
سيؤدي كل ذلك بدون أدنى شك إلى حدوث مشاكل بيئية خطير إن لم نقل كوارث بيئية بسبب نشاط اإلنسان .ففي مدينة
شيكاغو بالواليات المتحدة األمريكية يحجب التلوث الهوائي %40من أشعة الشمس بسبب التطور الصناعي المذهل ،و
يعرف البشر اكثر من 400000نوع من المركبات الكيماوية صنع منها إلى حد اآلن أكثر من 70000نوع ،و سنويا
تطرح الصناعات 6000نوع جديد من المواد المسببة للتلوث .أي ما يعادل 2100مليون طن من النفايات الصلبة و 238
مليون طن م ن النفايات الخطرة .من الملوثات البيئية نجد قطاع الصناعات البالستيكية التي بدأت مع الحرب العالمية فقد
:كانت تنتج
.في سنة 1966حوالي 16مليون طن أي ما يمثل نسبة 04.50كغ للفرد الواحد بالنسبة لمجموع سكان األرض
.في سنة 1990حوالي 420مليون طن أي ما يمثل نسبة 75كغ للفرد الواحد بالنسبة لمجموع سكان األرض
بالنسبة للتقديرات لسنة 2000ستكون حوالي 17000مليون طن أي ما يمثل نسبة 243كغ للفرد الواحد بالنسبة لمجموع
.سكان االرض
من الملوثات األخرى نجد الزراعة فان نسبة تلوث كبرى أصابت التربة بالمزارع الكبيرة الممكنة و ذلك بسبب استخدام
األسمدة و المبيدات .القطاع األخر المساهم مساهمة كبيرة في تلوث الجو هو قطاع النقل و الخدمات ،فقد اتسع استهالك
الطاقة إلى حدوث كوارث بيئية الن غرق حاملة نفط بالمياه العالمية يؤدي إلى كارثة كبيرة بالوسط المائي فإذا افترضنا
على سبيل المثال غرق حاملة ذات حمولة 100000م 3و بغشاء قدره 0.10سم تكون 10000كلم 2حيث تمنع دخول
.األكسجين إلى الماء مما ينجم عنه ارتباك في التوازن البيئي
ومن مشاكل البيئية الكبرى التي يعاني منها العالم االستنزاف الكبير للموارد الطبيعية ( الغابات ) لعدة أغراض ،فسنويا
تقطع من الغابات مساحة 100000كلم 2خاصة بالبرازيل ( الرئة الممدة للعالم باألكسجين ) مما انجر عنه قلة التنوع
.اإلحيائي
اكتشف أحد المعامل األمريكية أن تركيز ثاني أكسيد الكربون زاد و اصبح في حدود %25رغم أن وجوده 1957في سنة
الكر ِِبون
مخاطر وجود هذه الغازات و بنسب معينة يتمثل Cifc5بالجو هو 3000/1إضافة إلى الميتان و كلور فلوردات ِ
:في
إن التلوث البيئي اصبح اكثر شمولية فهو ال يمس بلدا واحدا بعينه إنما قضية البيئة غدت قضية عالمية بحيث نجد بان الرأي
العام العالمي منشغال بالتغيرات المناخية المرتقبة نتيجة
إن السؤال المحرج و األكثر طرحا هو :من المتسبب في تلوث البيئة أو من هو األكثر تلويثا ؟
الجواب عن هذا السؤال جد سهل ،ان أكبر ملوث للبيئة هي الدول الصناعية فعلى سبيل المثال نجد أن النسبة استهالك الماء
فان %15من أغنى سكان W.c.e.dللفرد األمريكي مقارنة مع الفرد الغاني هي ، 07/01وحسب اللجنة العالمية للبيئة
العالم يستهلكون نسبة %30من األسمدة و %50من الطاقة و قد أعلن الصندوق العالمي للطبيعة في دراسة نشرت له في
بون و جنيف يوم الجمعة 07مارس 1997بأن الواليات المتحدة األمريكية هي الشريك األسوأ في مكافحة تغير المناخ و
أحصت الدراسة تصرفات 20دولة صناعية والحظت بأن هذه األخيرة توجد في طليعة الدول المسؤولة إن التغيرات
المناخية و خصوصا انبعاث الغاز الذي يسبب ارتفاع درجات الحرارة (تتوقع الدراسات الحديثة (دراسة علمية أمريكية
درجة مئوية سنويا في حالة زيادة كثافة أول 2.4يابانية مشتركة )1998بان ارتفاع متوسط درجة حرارة األرض تقدر ب
) أكسيد الكربون في الهواء بثالثة أضعاف عن ما هو عليه اآلن
إلى جانب أ.م.أ هناك كل من أستراليا ،كندا و النرويج ( تبعث ثاني أكسيد الكربون في الجو بمعدل أكثر من 16طن لكل
شخص ) أما الدول األقل تلويثا للجو فهي الدانمارك ،ألمانيا هولندا ،سويسرا و بريطانيا ،كما أن هناك %25من األمراض
سببها تدهور البيئة فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية 1998بأن تردي المحيط السبب المباشر في عودة أمراض قضي
عليها سابقا و الممكن تفاديها كاإلسهال ،أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بعدم نقاوة الماء و تلوث الهواء حيث يموت سنويا
) .ما يقارب ال 25مليون شخص بسبب تلوث المياه (خصوصا بالبلدان المتخلفة
الوضع البيئي في الجزائر يمتاز بالتدهور و الالمباالة فهناك زحف كبير للرمال من الجنوب باتجاه الشمال و الغالف أو
الغطاء النباتي ضعيف و في طريق الزوال نتيجة لعامل الجفاف و زحف األسمنت أو التعمير و البناء و السياسة الآلتشجير
التي كانت في زمن سابق من أولويات و أبجديات العمل التطوعي (حتى نهاية السبعينات ) ،من ميزات الوضع االيكولوجي
كذلك الموارد المائية اآليلة لالندثار و الوسط البحري و الشواطئ المتدهورة و التلوث الصناعي المقلق (مصانع األسمنت
بمفتاح ،مصنع البرايت بتسمسيلت و مركب اسمدال بعنابة ...الخ ) نفايات سامة و مكنسة في الهواء الطلق دون مراعاة
األساليب العلمية للتخزين و في مقابل كل هذا هناك ضغط ديمغرافي شديد و مشاكل حضرية تؤثر سلبا على األوضاع
صحية مؤلمة (حاالت التيفويد في جل مدن الجزائر أم البواقي 1997عين طاية 1997خنشلة 1998بسكرة ، 1998بسبب
قضية الكثير التي ذهب ضحيتها أزيد ( 1998اختالط مياه المجاري بالمياه الصالحة للشرب ) حاالت للتسمم الغذائي جويلية
) عن عشرون شخصا في كل من سطيف ،قسنطينة ،بجاية ،باتنة ...الخ
ترتبط البيئة بالفقر في عالقة جدلية تجعل كل منهما يؤثر على اآلخر ،فالتدهور االيكولوجي في مجتمع ما هو سبب مباشر
لتنامي الفقر و انتشاره ،كما أن المناطق المدمرة ايكولوجيا في العالم توجد في المناطق الفقيرة ،و بالرغم من الجهود التي
سعت الحكومات العالم الثالث لتحقيقها في إطار التنمية ،مازالت لحد اآلن محدودة النتائج خصوصا في المجال االيكولوجي
.
البداية األولى لالهتمام بالبيئة :لقد اجتمع في خريف 1921بسويسرا بعض الرواد و هم اقتصاديون من الشمال و الجنوب
تمخضت عن دراساتهم فكرة أال يكو تنمية أ تنمية االيكولوجية مما أدى إلى اقتران فكرتي التنمية و البيئة ،و لم يهتم
بموضوع التنمية و البيئة إال في حدود شهر ديسمبر من سنة 1988حيث تم استدعاء
يذكر بأنه إلى غاية سنة 1972لم تكن بالدول المتقدمة كهيئات سياسية أو إدارية مكلفة بالبيئة سوى ست دول و كانت
األفكار االيكولوجية من اهتمامات المجتمعات المتطورة فقط )...( .وفي الواقع فان دول العالم الثالث كانت لها اهتمامات
.أخرى بل باألحرى أولويات أخرى
:وقد تمخض عن مؤتمر ريو عدد من الوثائق البالغة األهمية أهمها
كل الدول في العالم ملزمة بالتعاون فيما بينها للقضاء على الفقر علما بان هذا اإلنجاز يعتبر شرطا أساسيا و ضروريا لكل "
"تنمية مستديمة تهدف إلى تقليص الفوارق في مستوى المعيشة لتلبية تطلعات كل شعوب العالم
أما في البند الثالث من مخطط العمل 21فيحدد األهداف و األعمال التي يجب القيام بها الستئصال الفقر و يعتبر هذا 5-
.اإلنجاز من أهم رهانات القرن الواحد و العشرين بالنسبة للبشرية جمعاء
نظرا الهتمام العالم أجمع بمشكلة التلوث في المحيطات و البحار و السيطرة عليها ،فقد تم عقد الكثير من اتفاقيات بين
:الدول المتخلفة لمكافحة مصادر التلوث للبحار و المحيطات ومن هذه االتفاقيات
وقد وضعت هذه .اتفاقية الحد من إلقاء بعض المواد السامة و النفايات المشعة في البحر التي وقعت في لندن 1- 1972
االتفاقية ((قائمة سوداء )) للمواد التي ال يمكن التخلص منها بإلقائها في البحر و ((قائمة رمادية )) للمواد التي يمكن
.التخلص منها في مياه البحر .وذلك بعد اتخاذ بعض االحتياطات الواجبة
اتفاقية باريس بين دول األطلنطي عام 1974و التي تطلب من الدول الموقعة عليها السيطرة على مصادر التلوث من 2-
.األرض و الحرص على عدم تسربها إلى مياه المحيط
خطة العمل لدول البحر األبيض المتوسط التي وقعت سنة 1976في برشلونة بين (تركيا ،اليونان ،سورية ،ليبيا ،مصر 3-
، ).الجزائر ،المغرب
اتفاقية الكويت بين دول الخليج سنة 4- 1978
برزت أهمية التربية البيئية بشكل أساسي في مؤتمر األمم المتحدة للبيئة البشرية في مدينة استوكهولم سنة 1972وذلك بغية
مجابهة المشكالت التي تثيرها البيئة أمام المجتمع المعاصر ،و التي تهف إلى غرس الوعي البيئي ،و الحفاظ على مكونات
.البيئة األساسية
.ما معنى التربية البيئية
هناك عدة آراء مختلفة و متعددة حول تعريف التربية البيئية و مدلولها ،تختلف بتعدد مدلوالت معنى التربية البيئية و أهدافها
من جهة ،و مدلوالت معنى البيئة من جهة أخرى ،إن التربية البيئية تعني إعداد الفرد للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية ،و
يتطلب هذا األعداد العمل على تنمية جوانب معينة في حياته منها :توضيح المفاهيم التي تربط ما بين اإلنسان و ثقافته من
جهة ،و بين المحيط البيوفيزيائي من جهة أخرى ،كما يتطلب هذا اإلعداد أيضا تنمية المهارات التي تكمن الفرد من
المساهمة في حل ما قد تتعرض له بيئته من مشاكل و ما قد يهددها من أخطار .من هنا يمكننا ان نفهم التربية البيئية على
أنها عملية تهدف إلى توعية اإلنسان ببيئته ،و إلى تفاعل عناصرها البيولوجية و الجماعية و الثقافية ،إضافة إلى تزويده
بالمعارف و القيم و الكفاءات التي تيسر له سبل التعامل مع المشكالت البيئية الحالية و المستقبلية .من بين المفاهيم األساسية
:المتعلقة بالمحافظة على البيئة و التي تساهم التربية البيئية في ترسيخها نجد
.مفهوم اعتماد الكائنات الحية بوجه عام على بعضها البعض ،واعتمادها بوجه عام على البيئة
مفهوم توزن المنظومة البيئية وما يقتضيه هذا التوازن من ضرورة الحفاظ على الحياة البرية و الحيوانية و الغابات و
.الكائنات البحرية
.مفهوم األضرار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء و الماء و اليابسة
مفهوم إدراك اإلنسان بأنه الوحيد القادر على تغيير البيئة ،سواء في االتجاه اإليجابي أو السلبي ،و أن ما أصاب البيئة من
.خلل ،إنما هو نتيجة لسلوك إنساني خاطئ ،وأن إصالح هذا الخلل ال يمكن أن يتم إال باتباع سلوك إنساني مغاير
في الحقيقة إن مفهوم حماية البيئة يظل نسبيا في أمثلته و موضوعاته ،ومختلفا باختالف البيئات و المجتمعات ،فهو إذا كان
في بيئات معينة يتعلق بحماية األجواء من اإلشعاعات و الغازات ،فانه في بيئات أخرى يعني المحافظة على نظافة الشارع
و المدرسة و المؤسسات الحكومية ،و عدم قطع األشجار و األزهار ،و التخلص السليم من الفضالت ،و التقيد بأنظمة
المرور ...و غيرها من أمور قد تبدو ألول وهلة سهلة التطبيق إال أن الواقع العلمي يثبت أنها صعبة ،وتحقيقها يحتاج إلى
تربية بيئية سليمة ،تبدأ من المدرسة التي تأخذ على عاتقها مسؤولية إعداد النشء ،وتزويده بالمعارف و المفاهيم السليمة
.حول بيئته ،وحثه على اتباع سلوك بيئي سليم
اإلنســـان هو صانــع بيئتـــه
mouna85
:الدولة
: 11/08/2009تاريخ التسجيل