Professional Documents
Culture Documents
إن التطور الكبير الذي شهده العالم خالل القرن التاسع عشر ال سيما في المجال اإلقتصادي أدى
لتطور الشركات االقتصادية من حيث شكلها و حجمها و نشاطاتها و طريقة تسييرها ،فتحولت
تلك الشركات الصغيرة و المتوسطة ذات التعامالت البسيطة و المباشرة إلى شركات كبيرة
الحجم و متعددة األنشطة ذات عمليات معقدة ،كما تخطت الشركات الحدود الجغرافية ،فظهرت
شركات متعددة الجنسيات ،بسياسات مختلفة و معقدة من إندماج و توسع بهدف تعظيم حصتها
من الربح باألسواق العالمية ،حيث أدى هذا التطور لضرورة فصل ملكية الشركات عن تسييرها
و إدارتها ،أو كما يعرف في بعض البلدان نظرية المنشأة المسيرة أو نظرية الوكالة ،نتيجة لهذا
التطور زادت الحاجة للمراجعة أو التدقيق كأداة تمكن المساهمين و أصحاب المصالح اآلخرين
من اإلطمئنان على دقة و سالمة القوائم المالية المعدة من طرف اإلدارة .و من ناحية أخرى فإن
زيادة أهمية البيانات المالية والتوسع في استخدامها بواسطة مختلف الجهات و األفراد أصحاب
المصلحة أي مستخدمي البيانات سواء أطراف داخلية أو خارجية أضفى أهمية كبرى على عملية
مراجعة الحسابات .
والجزائر من بين الدول التي لطالما سعت وراء تحسين جودة المعلومات من خالل تفعيل دور
المدقق في إبداء رأيه حول مصداقية وشفافية المعلومات ،حيث تم استحداث قوانين جديدة تمنح
مراجع الحسابات حرية و استقاللية تامة من أجل الوصول لمعلومة دقيقة و صادقة ،و من أجل
مساعدة المراجع في عمله ظهرت العديد من القوانين و التشريعات التي تهدف لتنطيم و ضبط
مهنة المراجعة و منها القانون 01-10المعمول به حاليا ،كما تم استحداث بعض المعايير
الجزائرية للتدقيق و التي تعتبر توجيهية للمراجع تساعده في الوصول لألهداف المرجوة وفق
خطة واضحة و منطمة .
اإلشكالية :
لإلجابة على هذه اإلشكالية ،تم تقسيمها إلى التساؤالت الفرعية التالية:
ما هي الهيئات المنظمة للمراجعة المحاسبية في الجزائر؟
هل هناك اجراءات عملية لمراجعة الحسابات في الجزائر؟
ما هي االضافة التي تقدمها معايير التدقيق الجزائرية لعملية مراجعة الحسابات؟
الفرضيات:
و لالجابة على هذه التساؤالت الفرعية نطرح الفرصيات التالية :
تتمثل الهيئات في المجلس الوطني للمحاسبة والغرفة الوطنية لمراجعي الحسابات.
هناك اجراءات و معايير عملية تنظم عملية المراجعة .
تطبيق معايير التدقيق الجزائرية في عملية المراجعة المحاسبية سيعمل على تحسين جودة
المعلومة و تكوين رأي فني صادق حول البيانات المحاسبية.
-كسب معارف اكاديمية و خبرات تقنية في مجال المراجعة المحاسبية و اجراءات عمل محافظ
الحسابات .
-أهمية الموضوع و بغية التعرف أكثر على الواقع العملي لعملية المراجعة المحاسبية .
-مشروع المجلس الوطني للمحاسبة منذ 2011لطرح المعايير الجزائرية للتدقيق .
-التعرف أكثر على الواقع المهني من حيث التنظيم و الهيكلة و اجراءات العمل لعملية المراجعة
المحاسبية .
تلعب مهنة المراجعة الخارجية أهمية كبيرة في العملية الرقابية على المؤسسات و في اعطاء
صورة صادقة للقوائم المالية للشركات ،مما يساهم في تحريك عجلة االقتصاد و اختيار
السياسات المالية المناسبة للدولة و كذا للشركات و المتعاملين مع الشركات ،و للوصول الى
الهدف األسمى من عملية المراجعة وجب التعرف على اساسيات عملية المراجعة و منهجيتها و
المعايير الواجب التقيد بها من طرف ممارسي مهنة المراجعة .
تهدف هذه الدراسة الى التعرف على منهجية عملية المراجعة و تحديد معايير العمل التي يتقيد بها
مراجع الحسابات منذ بداية المهمة الى غاية ابداء رأيه ،كما تهدف الى التعرف على المعايير
الجزائرية للتدقيق التي اصدرها المجلس الوطني للمحاسبة منذ سنة ، 2011و التي تهدف في
مجملها للسعي الى توحيد منهجية عمل مراجعي الحسابات داخل الوطن و توافقها مع ما هو
معمول به على الصعيد الدولي ،باالضافة الى التعرف على التنظيم المهني لمهنة محافظ
الحسابات في الجزائر.
حدود الدراسة :
الحدود المكانية :تتعلق هذه الدراسة بالجزائر ،كما تضمنت دراسة ميدانية عن طريق
االستبيان لعينة من محافظي الحسابات بواليتي باتنة و سطيف .
الحدود الزمانية :دامت فترة الدراسة من فيفري الى نهاية أفريل .
-
-
بناءا على طبيعة اإلشكال المطروح وبغية الوصول إلى األهداف المرجوة في هذا
البحث ،وقصد اإلحاطة بجوانب موضوع الدراسة والتمكن منه ،استخدمنا المناهج
المعتمدة في الدراسات المالية واالقتصادية ،وعليه فإن المنهج المستخدم كان المنهج
الوصفي لسرد الحقائق المتعلقة بتاريخ المراجعة وتطورها ومن خالل االستعانة
بالمصادر العلمية ذات العالقة بموضوعات المعلومات المحاسبية ،مراجعة
الحسابات ،المراجع الخارجي ،كما اعتمدنا األداة التحليلية في باقي األطوار النظرية
للبحث ،باإلضافة إلى األداة اإلحصائية بالنسبة للدراسة التطبيقية باالستعانة ببرنامج
التحليل اإلحصائي (SPSS) Statistical Package for social science
حيث قمنا بتحليل نتائج كل محور من االستبيان واختبار فرضيات الدراسة ومن
خالله تم التوصل لنتائج المتعلقة بموضوع الدراسة.
صعوبات الدراسة :
أهم الصعوبات التي اعترضت الدراسة هي :
-قلة الدراسات السابقة التي تناولت موضوع المراجعة من الجانب العملي و
االجرائي .
-عدم التجاوب االيجابي للمهنيين و االكاديميين من مجتمع الدراسة
-قلة المراجع من داخل الوطن .
-االعتماد فقط على النصوص القانونية كمصدر في الحديث عن المعايير الجزائرية
للتدقيق .
هيكل الدراسة :
تناولنا هذا الموضوع من خالل ثالثة فصول إضافة إلى مقدمة عامة و خاتمة عامة،
قسم البحث حسب المنهجية التالية:
الفصل األول كان تحت عنوان