You are on page 1of 5

‫‪2016‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬


‫ين أ ِبي ِهَ‬ ‫وجل َ‬
‫س عنَ ي ِم ِ َ‬
‫‪Καἰ Καθεζὀμενον Εκ Δεξιῶν Τοῦ Πατρός‬‬
‫"العبارة المنسوبة خطأ إلى مجمع نيقية"‬

‫چاك عبده ‪ -‬الفرقة الثانية‬


‫‪6610/60/18‬‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يظن البعض أن عبارة " َو َج َل َ‬
‫س َعن َي ِم ِين أ ِبي ِه" من القانون النيقاوي‪ ،‬حيث تشير أغلب املراجع خطأ إلى أن نص إلايمان‬
‫وح ال ُق ُد ِِ"!!!‪.‬‬ ‫هللا آلاب" وحتى ُ"نؤ ِم ُن ب ُّ‬
‫الر‬ ‫د‬ ‫اح‬‫و‬‫كل العبارات الوارده في النص من أول ُ"نؤم ُن ب َإله َ‬ ‫املُ َ‬
‫عت َمد في نيقية‪ ،‬هو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وبالطبع هذا غير سليم‪ ،‬حيث أن نص إيمان نيقية لم يكن عندما وضع‪ ،‬بنفس شكله آلان‪ ،‬بل أضيف عليه ِعدة عبارات‬
‫َ‬ ‫ومن ضمن هذه العبارات‪ ،‬عبارة " َو َج َل َ‬
‫س َعن َي ِم ِين أ ِبي ِه"‪.‬‬
‫ً ً‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫كال َّية هذا التعبير في أن البعض يتصور أنه طاملا جلس املسيح عن يمين آلاب‪ ،‬فإذا كال من الابن وآلاب‬ ‫كذلك تك ُمن ِإش ِ‬
‫فهم ان هللا له صورة أو هيئة انسان‪ ،‬وذلك للفهم الخاطىء لكلمة " َج َل َ‬
‫س" وكلمة " َي ِم ِين"‪ ،‬وهو ما‬ ‫هم محدودين‪ ،‬كما ُي َ‬
‫نادى به البعض في زمان القديس كيرلس الكبير فجاءت رسالته‪ً 1‬ردا على هذه البدعه‪.‬‬
‫َ‬
‫و ِمن ث َّم فقد جاء هذا البحث على نقطتين‪ ،‬هما كاآلتي‪:‬‬

‫ألاولى‪ :‬دراسة تاريخ هذه العبارة‪ ،‬وإضافتها إلى قانون إلايمان النيقاوي القسطنطيني‪ ،‬ومحاولة استنتاج سبب إلاضافة‪.‬‬
‫ً‬
‫والهوتيا‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬تفسير العبارة ً‬
‫أبائيا‪،‬‬
‫ً‬
‫أوال تاريخ العبارة وإضافتها و استنتاج سبب إضافتها‪َ :‬‬
‫ً‬
‫كتابيا‪َ :‬‬ ‫‪ .1‬العبارة‬
‫لم يكن أول ظهور لهذه العبارة في قانون إلايمان النيقاوي القسطنطيني‪ ،‬بل أول إشارة لها كانت كتابية‪ ،‬حيث َو َردت في‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫املزمور َ"ق َ‬
‫ض َع أع َد َاء َك َمو ِط ًئا ِلق َد َمي َك»" (مز ‪ ،)1 :111‬ثم تكررت العبارة في‬ ‫الر ُّب ِل َرِبي‪« :‬اج ِلس َعن َي ِم ِيني حتى أ‬ ‫ال َّ‬
‫العهد الجديد بنفس الصياغة في (مت ‪ ( ،)44 : 22‬مر ‪( ،) 63 : 12‬لو ‪( ،) 42 : 21‬اع ‪( ،)64 : 2‬عب ‪،) 16 : 1‬‬
‫الس َم ِاء»" ( مت ‪: 23‬‬ ‫ون اب َن إلان َسان َج ِال ًسا َعن َيمين ال ُق َّوة‪َ ،‬وآ ِت ًيا َع َلى َس َحاب َّ‬ ‫آلان ُتبص ُر َ‬ ‫وبصياغات متشابهه‪" :‬م َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ َ ُ نُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َم ِاء‪ ،‬وجل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر َّب بعدما كل َم ُه ُم ارتفع إلى َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪( ،)34‬مر ‪"ُ ،) 32 : 14‬ث َّم إن َّ‬
‫َّ‬
‫هللا " (مر ‪" ،)11 : 13‬منذ آلان يكو‬ ‫س عن ي ِم ِين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وح القد ِِ‪ ،‬فرأى‬ ‫هللا" (لو ‪" ،)31 : 22‬وأما هو فشخص ِإلى السم ِاء وهو ممت ِلئ ِمن الر ِ‬ ‫ابن ِإلانس ِان ج ِالسا عن ي ِم ِين قو ِة ِ‬
‫هللا»" (أع‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ات مفتوحة‪ ،‬وابن ِإلانس ِان قا ِئ ًما عن ي ِم ِين ِ‬
‫الس َم َاو َ ُ َ ً َ َ‬
‫ِ‬ ‫ال‪َ « :‬ها َأ َنا َأن ُظ ُر َّ‬ ‫هللا‪َ .‬ف َق َ‬ ‫َ َ‬
‫هللا‪ ،‬ويسوع قا ِئ ًما عن ي ِم ِين ِ‬
‫ََ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫م جد ِ‬
‫ات‪َ ،‬و َأج َل َس ُه َعن َيمي ِن ِه في َّ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َّ‬
‫ات" (أف ‪"َ ،)21 : 1‬بع َد َما‬ ‫الس َم ِاو َّي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪" ،) 53 ، 55 : 7‬ال ِذي ع ِمله ِفي امل ِس ِيح‪ِ ،‬إذ أق َامه ِمن ألام َو ِ‬
‫ا‪،‬قد َج َل َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َن َع ب َنف ِس ِه َتطه ًيرا ِل َخ َط َاي َانا‪َ ،‬ج َل َ‬
‫س ِفي‬ ‫يس ك َه َن ٍة ِمثل هذ‬ ‫س ِفي َي ِم ِين ال َعظ َم ِة ِفي ألا َع ِالي" (عب ‪" ،) 6 : 1‬أن لنا رِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ ً َ ًَ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َيمين َعرش ال َع َظ َمة في َّ َ‬
‫س ِإلى ألا َب ِد َعن‬ ‫ات" (عب ‪"َ ،)1 : 8‬وأ َّما هذا ف َبع َد َما ق َّد َم َع ِن الخطايا ذ ِبيحة و ِاحدة‪ ،‬جل‬ ‫الس َماو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وع‪َ ...‬ف َجل َ َ‬ ‫َ‬
‫ين إلى َ ئيس إلا َيمان َو ُمكمله َي ُس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هللا" (عب ‪.)2 : 12‬‬ ‫س ِفي ي ِم ِين عر ِش ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اظ ِر ِ رِ ِ ِ ِ‬ ‫هللا" (عب ‪" ،) 12 : 11‬ن ِ‬ ‫ي ِم ِين ِ‬

‫‪1‬‬

‫‪ 1‬كيرلس السكندري‪ ،‬ضد الذين يتصورون أن هلل هيئة بشرية‪ ،‬د‪.‬جورج عوض ابراهيم‪،‬الطبعة االولى‪3112 ،‬م‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َعنَ َي ِم ِ َ‬
‫ين أ ِبي َِه" ‪ -‬إعداد الطالب‪ :‬چاك عبده‬ ‫صفحة‪":‬طلبة الكلية الاكليريكية‪ ،‬القاهرة – القسم النهاريَ" | مقال " َو َجل َ َ‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫ً‬
‫قانونيا‪:‬‬ ‫‪ .2‬التعبير تاري ً‬
‫خيا‪/‬‬
‫‪ /1‬قوانين إيمان ما قبل مانيقية‪َ :‬‬

‫بعد ذلك لم يتوقف استخدام هذه العبارة‪ ،‬بل نجده في نصوص قوانين إلايمان املحلية‪ -‬املنتشرة في الاربعة قرون‬
‫ألاولى‪ ،‬قبل تحديد صيغة موحدة لإليمان في مجمع نيقية املسكوني ألاول‪ -‬والتي تعرف بأسم ]قوانين إيمان ما قبل‬
‫نيقية‪ ،[2‬ومنها آلاتي‪:‬‬

‫‪ .1‬قانون ألايمان للرسل (روما‪ -‬القرن الثاني)‪" :‬صعد إلى السموات‪ ،‬وجلس عن يمين آلاب"‪.6‬‬
‫‪ .2‬قانون إيمان العالمة ترتليان (شمال أفريقيا‪211 -‬م)‪"ُ :‬رفع إلى السموات وجلس عن يمين هللا آلاب"‪.4‬‬
‫‪ .6‬قانون لوكيانوِ (انطاكية‪611 -‬م)‪" :‬وصعد إلى السموات‪ ،‬وجلس عن يمين هللا آلاب"‪.5‬‬
‫‪ .4‬قانون إيمان اورشليم (‪683 – 615‬م)‪" :‬وصعد إلى السماوات‪ ،‬وجلس عن يمين آلاب"‪3.‬‬

‫ىء"‪7‬‬ ‫‪ .5‬قانون الايمان ألاثناسيوس ي‪ " :‬وهو الذي صعد إلى السماوات‪ ،‬وجلس عن يمين هللا آلاب القادر على كل ش‬
‫ُ‬
‫الق َد َ‬
‫اسات املستخدمة في كنيستنا القبطية الارثوذكسية‪َ :‬‬ ‫‪/2‬‬
‫اسات إلالهية املوضوعة في بعة قرون ألاولى نجد أن العبارة وردت في صلوات ُ‬
‫الق َداِ إلالهي‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬ ‫وفي ُ‬
‫الق َد َ‬
‫ألار‬
‫َ‬ ‫‪ُ .1‬‬
‫ُ‬
‫آلاب"‪8.‬‬‫وجلوس ِه عن يمي ِن َك أ ُّي َها‬
‫ِ‬ ‫السم َو ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫"وصعود ِه إلى َ‬
‫ِ‬ ‫الق َداِ الباسيلي‪:‬‬
‫وجلوس َك عن يمين َ‬
‫أبيك"‪1‬‬ ‫"وصعود َك إلى َ‬
‫الس َموات‪ُ ،‬‬ ‫الق َداِ الغريغوري‪ُ :‬‬ ‫‪ُ .2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لوس ِه عن يمي ِن َك َأ ُّي َها ُ‬
‫آلاب"‪11‬‬ ‫ُ‬
‫ات‪ ،‬وج ِ‬ ‫الس َم َو ِ‬
‫عوده إلى َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ .6‬القداِ الكيرلس ي‪" :‬وص ِ ِ‬

‫‪ 3‬ففي العصور األولى كانت توجد صيغ ُمبسطة لإليمان المسيحي ُتسلم بشكل أساسي لل ُمقبلين على المعمودية بهدف تعليمهم اإليمان المسيحي‬
‫السليم‪.‬‬
‫‪ 2‬تادرس يعقوب ملطي (القس)‪ ،‬قانون االيمان للرسل‪ -‬الديداكية‪ ،‬الكلية االكليريكية والالهوتيه باالسكندرية‪1791،‬م‪.11،‬‬
‫‪ 4‬تادرس يعقوب ملطي (القس)‪ ،‬قانون االيمان للرسل‪ -‬الديداكية‪.11،‬‬
‫‪ 1‬تادرس يعقوب ملطي (القس)‪ ،‬قانون االيمان للرسل‪ -‬الديداكية‪.17 -11،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 1‬غريغوريوس (االنبا)‪ ،‬الالهوت العقيدي‪ ،‬الجزء االول‪ :‬الهوت السيد المسيح‪ ،‬منشورات ابناء االنبا غريغوريوس‪3114،‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 9‬غريغوريوس (االنبا)‪ ،‬الالهوت العقيدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.111‬‬
‫‪ 1‬عبد المسيح صليب المسعودي (القمص)‪ ،‬الخوالجي المقدس‪،‬الطبعة الخامسة‪3111،‬م‪.291 ،‬‬
‫‪ 7‬عبد المسيح صليب المسعودي (القمص)‪ ،‬الخوالجي المقدس‪.111 ،‬‬
‫‪ 11‬عبد المسيح صليب المسعودي (القمص)‪ ،‬الخوالجي المقدس‪.942 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َعنَ َي ِم ِ َ‬
‫ين أ ِبي َِه" ‪ -‬إعداد الطالب‪ :‬چاك عبده‬ ‫صفحة‪":‬طلبة الكلية الاكليريكية‪ ،‬القاهرة – القسم النهاريَ" | مقال " َو َجل َ َ‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫‪ /3‬قانون إلايمان النيقاويَ ‪ -‬القسطنطيني‪َ :‬‬

‫بالرجوع إلى موسوعة أباء نيقية وما بعد نيقية‪ 11‬نجد أن قانون إلايمان النيقاوي ‪625‬م‪ .‬قد جاء غير شامل لهذه العبارة‬
‫‪13‬‬
‫–وهي لم تكن العبارة الوحيدة بل هناك عبارات أخرى‪ -‬تمت إضافتها في مجمع القسطنطينية املسكوني الثاني‪681‬م‪.‬‬
‫ً ُ‬
‫إذا أضيفت العبارة في املجمع املسكوني الثاني بالقسطنطينية وليس في مجمع نيقية املسكوني ألاولَ َ‬

‫‪ .3‬استنتاج سبب إلاضافة‪َ :‬‬


‫َ‬ ‫نظرا إلرتباط عبارة " َو َج َل َ‬
‫س َعن َي ِم ِين أ ِبي ِه"‬ ‫لم أتوصل إلى السبب الذي من أجله أضيفت هذه العبارة‪ ،‬ولكني أرجح أنه ً‬

‫س عن ي ِم ِين ِ‬
‫هللا "‬ ‫الر َّب َبع َد َما َك َّل َم ُه ُم ارَت َف َع إ َلى َّ‬
‫الس َم ِاء‪َ ،‬و َج َل َ َ َ‬ ‫كتابيا ُ"ث َّم إ َّن َّ‬
‫ً‬ ‫بصعود الابن إلى السموات‪ ،‬كما هو واضح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الق َداسات الالهية‪ ،‬وكذلك في‬ ‫(مر ‪ ،)11 : 13‬وبالتالي أرتباطهما في النصوص الليتورجية كما هو واضح من نصوص ُ‬

‫بعض قوانين إلايمان ماقبل نيقية ‪ -‬القسطنطينية‪ ،‬ولعدم إضافته في نص إيمان نيقية‪ .‬أرى أنه كان من الضروري‬
‫َّ‬
‫إضافة هذه العبارة التي تشير إلى كرامة ومجد الابن وتوقفه عن إخالء ذاته‪ ،‬ومساواته لآلب في الكرامة‪ ،‬وملا كانت هذه‬
‫العبارة خاصة بأقنوم الابن والذي تحدث عنه قانون ايمان نيقية كانت إلاضافة على النص القديم‪ -‬الجزء ألاول الخاص‬
‫وح ال ُق ُد ِِ)‪.‬‬ ‫ُ ُ ُّ‬
‫بنيقية‪ -‬وليست في الجزء املضاف في مجمع القسطنطينية الذي يبدء من بعد عبارة (نؤ ِمن ِبالر ِ‬
‫ً‬
‫والهوتيا‪َ :‬‬ ‫ثانيا تفسير العبارة ً‬
‫أبائيا‪،‬‬ ‫ً‬

‫‪ .1‬التعبير ً‬
‫ابائيا‪:‬‬
‫ويقول القديس باسيليوِ الكبير(‪671 -661‬م)‪[ :‬على ما أظن أن القيام والجلوِ يدالن على الثبات في الطبيعة‬
‫ً‬
‫والاستمرار املطلق كما قال باروخ‪ ،‬دالا على عدم الحركة (التغيير) والتنقل في تصرف هللا‪" :‬إنك أنت تجلس إلى ألابد‪،‬‬
‫الكرامة]‪16‬‬ ‫أما نحن فنهلك إلى ألابد" (باروخ ‪ .)6 :6‬فمن الواضح إذن أن الجهة "اليمنى" تعني أن الرتبة متساوية في‬
‫ً‬
‫تفسيرا لتعبير "يمين هللا"‪[ :‬ال نفهم جلوسه بمعنى جلوِ أعضائه‬ ‫ويقدم لنا القديس أغسطينوِ(‪461 -654‬م)‬
‫الجسدية كما لو أن آلاب عن اليسار والابن عن اليمين‪ ،‬إنما نفهم اليمين بمعنى السلطان الذي قبله من آلاب بكونه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إنسانا (ممثل البشرية)‪ ،‬لكي يأتي ويدين‪ ،‬ذاك الذي جاء أوال لكي ُيحكم عليه‪ .‬فإن كلمة "يجلس" تعني "يسكن" كما‬

‫‪11‬‬
‫‪Philip Schaff, N.P.N.F., Series 2 , Vol 14 ,The Seven Ecumenical Councils, 34.‬‬
‫يمكنك الرجوع أيضا إلى الترجمة العربية لقانون اإليمان النيقاوي‪ -‬القسطنطيني في كال من‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫تادرس يعقوب ملطي (القس)‪ ،‬قانون االيمان للرسل‪ -‬الديداكية"‪ ،‬الكلية االكليريكية والالهوتيه باالسكندرية‪1791،‬م‪.17 -11،‬‬
‫اثناسيوس المقاري (الراهب القس)‪ ،‬األجبية اي صلوات السواعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪3111 ،‬م‪.329 -231 ،‬‬
‫مع األخذ على الكاتبين أنهما لم يشيروا في المرجعين السابقين إلي مصدر هذه المعلومة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Ibid, 233- 234.‬‬
‫‪ 12‬تادرس يعقوب ملطي(القمص)‪ ،‬أعمال الرسل‪،‬الجزء األول‪ :‬اإلصحاحات ‪.211 ،11 - 1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َعنَ َي ِم ِ َ‬
‫ين أ ِبي َِه" ‪ -‬إعداد الطالب‪ :‬چاك عبده‬ ‫صفحة‪":‬طلبة الكلية الاكليريكية‪ ،‬القاهرة – القسم النهاريَ" | مقال " َو َجل َ َ‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬
‫نقول عن إنسان أنه جلس في هذه ألارض ثالث سنوات‪ ،‬هكذا نؤمن أن املسيح يسكن عن يمين آلاب‪ ،‬إذ هو مطوب‬
‫هللا]‪14‬‬ ‫ويسكن في الطوباوية التي تسمى يمين‬
‫يقول القديس كيرلس الكبير (‪444 -675‬م)‪[ :‬ونحن ً‬
‫أيضا نضع ذات السؤال لفريس ي ألازمنة ألاخيرة (النساطرة)‪ ،‬ليت‬
‫هؤالء الذين ينكرون أن املولود من القديسة العذراء هو بعينه ابن هللا آلاب وأنه هو هللا‪ ،‬مقسمين املسيح إلى ابنين‪،‬‬
‫ليشرحوا لنا كيف يكون ابن داود ربه‪ ،‬ليس لربوبيه بشرية بل الهوتية‪ .‬فإن جلوسه عن يمين آلاب هو تأكيد وعربون‬
‫واحدة]‪15‬‬ ‫املجد ألاسمى‪ .‬فإذ لهما عرش واحد لهما كرامة واحدة‪ ،‬واملتوجان بكرامة واحدة لهما طبيعة‬
‫ً‬
‫الهوتيا‪َ :‬‬ ‫‪ .2‬التعبير‬
‫يقول املتنيح قداسة البابا شنودة الثالث إن هللا ليس له يمين ويسار‪ .‬عبارة يمين ويسار تقال عن أي كائن محدود بيمين‬
‫ويسار‪ .‬أما هللا فهو غير محدود‪ .‬ومن ناحية أخرى اليوجد فراغ حوله يجلس فيه أحد‪ ،‬آلنه مال ئ الكل وموجود في كل‬
‫مكان‪ .‬وكذلك لو جلس الابن إلى جواره‪ ،‬لكانا متجاورين‪ .‬وهذا ضد قول الابن "انا في آلاب وآلاب في" (يو ‪.) 11 : 14‬‬

‫إنما كلمة يمين ترمز إلى القوة والعظمة والبر‪ .‬وكلمة جلس تعني استقر في هذه القوة‪ .‬أي أن عبارة أخلى ذاته (في ‪7: 2‬‬
‫)‪ ،‬قد أنتهت بالصعود‪ .‬وما كان َيسمح به من إهانات البصق و اللطم والجلد وما أشبه‪ ،‬قد أنتهى‪ .‬وقد أستقر آلان في‬
‫عظمته‪.13‬‬
‫ً‬
‫محدودا في املكان حتى تكون له يمين أو شمال‪.‬‬ ‫ويقول املتنيح ألانبا غريغوريوِ أن هللا ليس له جسم‪ .‬كما أنه ليس‬
‫ولعدم وجود قرينة تأتي باملعنى ألاصلي لكلمة (اليمين)‪ ،‬فالبد أن يكون اللفظ قد خرج عن معناه الحرفي إلى معني‬
‫َ‬
‫مجازي‪ .‬فهنا استعارة مكنية‪ ،‬شبه هللا فيها بانسان‪ ،‬والانسان له يمين ويسار‪ ،‬راجع ( مز ‪( ،) 1، 8 :23‬مز ‪،) 18 : 62‬‬
‫(دا ‪( ،)26 :5‬حز ‪ 2( ،)7 : 46‬أخ ‪ ...،)15: 7‬وعلى ذلك فالقول هنا ُيشير إلى موضع الكرامة واملجد‪ ،‬ومن ألامثلة على ذلك‬
‫مايذكره الكتاب عن الديان في يوم الدين من أنه يقيم الخراف الابرار عن يمينه‪ ،‬وأما الجداء الاشرار عن يساره‪ .‬أما‬
‫جلوِ الابن عن يمين آلاب‪ ،‬فهو ُيشير إلى املساواة في الربوبية والسلطان واملجد وسائر الصفات والكماالت إلالهيه‪17.‬‬

‫وكذلك يشرح الدكتور موريس تاوضروِ في تفسيره ألية (عب ‪" : )12 : 11‬وإذ قدم املسيح مرة واحدة نفسه من أجل‬
‫غفران خطايانا‪ ،‬فقد جلس إلى ألابد عن يمين هللا‪ .‬ولم يعد هناك من حاجه ألن يقدم نفسه مره أخرى‪ .‬وفي هذه العبارة‬
‫الارض"‪18‬‬ ‫إشارة إلى أنه أكمل إلى التمام عمله على‬

‫‪4‬‬
‫‪ 14‬تادرس يعقوب ملطي(القمص)‪ ،‬تفسير انجيل ُمرقس‪.219 ،‬‬
‫‪ 11‬تادرس يعقوب ملطي (القمص)‪ ،‬تفسير انجيل ُمرقس‪.331 ،‬‬
‫‪ 11‬شنودة الثالث (البابا)‪ ،‬سنوات مع أسئلة الناس أسئلة الهوتية وعقائدية أ‪ ،‬الكلية االكليريكية بالعباسية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪3111 ،‬م‪.94 ،92 ،‬‬
‫‪ 19‬غريغوريوس (االنبا)‪ ،‬الالهوت العقيدي‪ ،‬ج‪.921 ،921 ،1‬‬
‫‪ 11‬موريس تاوضروس (الدكتور)‪ ،‬تفسير الرسالة إلى العبرانيين‪ ،‬دار أنطون‪ ،‬الطبعة االولى‪3111 ،‬م‪.141 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َعنَ َي ِم ِ َ‬
‫ين أ ِبي َِه" ‪ -‬إعداد الطالب‪ :‬چاك عبده‬ ‫صفحة‪":‬طلبة الكلية الاكليريكية‪ ،‬القاهرة – القسم النهاريَ" | مقال " َو َجل َ َ‬

‫‪http://coptic-treasures.com‬‬

You might also like