Professional Documents
Culture Documents
ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﺣث ٢٠٠٩/١/٢٧ :؛ ﺗﺎرﯾﺦ ﻗﺑول اﻟﻧﺷر ٢٠٠٩/٥/١١ :
٣١٢
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
٣١٣
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
اﻟﻣﻘدﻣﺔ:
ﺷﻬدت ﻓﺗرة اﻟﻐزو اﻹﻓرﻧﺟﻲ ﻟﻠﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ )اﻟﺣروب اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ( ،ﺗﺄﺛﯾ ار ﻟﺗﻠك
اﻟظﺎﻫرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻟﻬﺎ وﻛﺎن ﻣن أﺑرزﻫم ،ﻣؤرﺧﻧﺎ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﻓﻘد ﺣوى ﻛﺗﺎﺑﻪ
" اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق " ،أﺣداث ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺳت وﺧﻣﺳﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟوﺟود اﻹﻓرﻧﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻗد ﺗداﺧﻠت ﻓﻲ ﺗدوﯾﻧﻪ ﻟﺗﻠك اﻷﺣداث ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف واﻟرﻫﺑﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻐﺎزي
وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣذاﺑﺢ اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﻓﻬﺎ ﺑﺣق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻣﻌرة اﻟﻧﻌﻣﺎن واﻟﻘدس .
ورت
وﺻ ْ
ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ اﻧﻪ ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﻫﻲ اﻗرب ﺟﻐراﻓﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻌدو اﻹﻓرﻧﺟﻲ ُ ،
ﻓﯾﻪ ﻫواﺟس اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﺟراء ﺗﻘدﻣﻪ ﻧﺣو اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎش ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﻟف – اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ، -
وﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻋﺗﻣد اﻟﺑﺣث ﻣﺣﺎور ﻣﻧﻬﺎ ؛ ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﻟف وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ دﻣﺷق وﻣوﻗﻌﻪ
ﺑﯾن ﻣؤرﺧﻲ ﻋﺻرﻩ ،ﺛم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣذﯾﱠل ،وﻫل ﻛﺎن ﺗﻛﻣﻠﺔً ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫﻼل اﻟﺻﺎﺑﻲ )ت:
٤٤٨ﻫـ( أم ﻟﻐﯾرﻩ ؟ .
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻓﻘد
وﺿﻊ اﻟﻣﺳﺗﺷرق اﻣدروز اﻟذي ﻧﺷر اﻟﻛﺗﺎب ،ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻋن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ
وﺗﺎرﯾﺧﻪ اﻟذﯾل ،وﻛذﻟك ﻓﻌل اﻟﺳﯾر ﻫﺎﻣﻠﺗون ﺟب ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﻣﺎ
ﺗﺣدث ﺷﺎﻛر ﻣﺻطﻔﻰ ﻋن اﻟﻣؤﻟف واﻟﻛﺗﺎب ،وﻏﯾرﻫم ﻣﻣن ﺗﺣدﺛوا ﻋن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ ،
وﻗد ﻗﺎم اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ ﺗﺛﻣﯾن اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑذول ﻣن ﻗﺑل ﻫؤﻻء اﻟﻣؤرﺧﯾن ،رﻏم وﺟود ﺑﻌض اﻟﻬﻔوات ،
وﯾﺳرﻧﻲ اﻟﯾوم ﻓﻲ أن أﺿﻊ ﺑﯾن ﯾدي اﻟدارﺳﯾن واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻛﻲ ﯾﻛﻣل ﻣﺎ ﺳﺑﻘﻪ ﻣن
اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ﺣول اﻟﻣؤرخ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟوﺣﯾد " اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق ".
٣١٤
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
ﻧﺷﺄ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ دﯾﻧﯾﺔ أدﺑﯾﺔ إذ ﺳﻣﻊ اﻟﺣدﯾث ﻣن اﻟﺷﯾﺦ ﺳﻬل ﺑن ﺑﺷر
)(٨
وﺣدث ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ دﻣﺷق ،ﻛﻣﺎ ّ اﻻﺳﻔراﺋﯾﻧﻲ (٧)،واﻟﺷﯾﺦ ﺣﺎﻣد ﺑن ﯾوﺳف اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﻲ ،
ﺑرع ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻠﻐﺔ ،ﻻ ﻟﯾﺻﺑﺢ أدﯾﺑﺎ ﻓﺣﺳب ﺑل ﻟﯾﻌﯾﻧﻪ ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻧﺗظرﻩ ﻣن ارث اﻟﻌﻣل ﻓﻲ
دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء ،ﻛﻣﺎ أﺗﻘن أﯾﺿﺎ اﻟﺣﺳﺎب و اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ ) ،(٩ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﻠم اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ
ﻋﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻣﺷق ،أﻣﺎ اﻷﻣر اﻟذي ﻧﺣن ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن ﻣﻧﻪ اﻧﻪ ﻋﻣل ﻓﻲ
إﻣﺎرة آل طﻐﺗﻛﯾن (١٠)،ﺣﯾث ﺟﻣﻊ ﻟﻪ ﻛﺗﺎﺑﺔ دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء واﻟﺧراج وﺑذﻟك اﺳﺗطﺎع اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ
ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻏﻠب اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺷؤون اﻟدوﻟﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻗﻠﻣﺎ ﺿﻣن
)(١١
ﺗﻠك اﻟوﺛﺎﺋق ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻟذﯾل".
أﻟﻘﺎﺑﮫ:
ورد ذﻛر ﺑﻌض أﻟﻘﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﻪ اﻟذﯾل ﻣﺛل " ،اﻟرﺋﯾس اﻷﺟل ﻣﺟد اﻟرؤﺳﺎء أﺑو ﯾﻌﻠﻰ
ﺣﻣزة ﺑن أﺳد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺗﻣﯾﻣﻲ "(١٢)،ﻛﻣﺎ ﻟﻘب ﺑـ " اﻟﻌﻣﯾد "(١٣)،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟﻘﺑﻪ اﺑن
ﺑ "ﻋﻣﯾد اﻟدﯾن" و " اﻷدﯾب اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣؤرخ"(١٥)،أﻣﺎ اﻟرﺋﯾس :ﻣن اﻟرﯾﺎﺳﺔ وﻫﻲ رﻓﻌﺔ )(١٤
اﻟﻔوطﻲ،
اﻟﻘدر وﻋﻠو اﻟرﺗﺑﺔ ،(١٦).واﻟﻌﻣﯾد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺳﯾد (١٧)،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب اﻟدوﻟﺔ
واﻟﺳﻼطﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺑوﯾﻬﻲ واﻟﺳﻠﺟوﻗﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻼزم إﺣداﻫﻣﺎ اﻷﺧرى ﻓﺎﻟﻌﻣﯾد واﻟرﺋﯾس ﻛﺎﻧﺗﺎ
ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء .اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺗﻲ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻣﺷق:
أﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﺗﻲ ﺗوﻻﻫﺎ ﻓﻧﺳﺗﺷﻔﻬﺎ ﻣن أﻟﻘﺎﺑﻪ ﻓﻬو اﻟرﺋﯾس اﻟﻌﻣﯾد اﻟﻛﺎﺗب ،وﻣن ذﻟك
ﻛﺎن ﻋﻣل اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﯾﻧدرج ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرﺳﺎﺋل ٕ ،وادارة اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺣﯾث ذﻛر اﻟذﻫﺑﻲ) ،(١٨اﻧﻪ ﺗوﻟﻰ
رﺋﺎﺳﺔ دﻣﺷق ﻣرﺗﯾن ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك رﺋﺎﺳﺔ أﺣداﺛﻬﺎ ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎﻟك ﻣن ﻗﺎل أﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟدﯾوان
،ﻟذا ﻓﻘد ﻧوﻩ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎب "اﻟذﯾل " ،ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟذي أورد ﻓﯾﻪ أﻟﻘﺎب واﺳم ﻣؤﻟف اﻟﻛﺗﺎب إذ
ذﻛر ذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺑﻘوﻟﻪ :
)(١٩
"ﻗﺎل اﻟرﺋﯾس اﻷﺟل ﻣﺟد اﻟرؤﺳﺎء أﺑو ﯾﻌﻠﻲ ﺣﻣزة ﺑن أﺳد اﻟﺗﻣﯾﻣﻲ "
وﻟو ﻗﺎرﻧﺎ ذﻟك ﻣﻊ ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ ﻻﺣﻘﺔ:
"وﻓﻲ ﺳﻧﺔ …٥٣١وان ﯾرد أﻣر اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد إﻟﻰ اﻷﻣﯾر اﻟﻣﻘدم ذﻛرﻩ )اﻷﻣﯾر ﺷﺟﺎع
اﻟدوﻟﺔ أﺑﻲ اﻟﻔوارس اﻟﻣﺳﯾب اﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺻوﻓﻲ(،وﻛﺗب ﻟﻪ اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟرﺋﺎﺳﺔ وﻧﻌت ﻓﯾﻪ
)(٢٠
ﻣﻊ أو ﺻﺎﻓﻪ ﺑﺎﻷﻣﯾر اﻟرﺋﯾس اﻷﺟل ﻣؤﯾد اﻟدﯾن …"
"وﻓﻲ أواﺧر ذي اﻟﻘﻌدة اﺳﺗدﻋﻲ اﻟرﺋﯾس …… وﻟﻘب ﺑﺎﻟرﺋﯾس اﻷﺟل وﺟﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺳدﯾد
)(٢١
اﻟﻣﻠك ﻓﺧر اﻟﻛﻔﺎة ﻋز اﻟﻣﻌﺎﻟﻲ ﺷرف اﻟرؤﺳﺎء"
إذا ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﻠﻘب ﯾﺧص رﺋﯾس اﻟﺑﻠد اﻟذي ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺄﻣن اﻟﺑﻠد ﺣﯾث ذﻛر ﻫذا اﻟﻠﻘب ﻋﻧد
ﺗوﻟﻲ أﺧﯾﻪ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺑﻠد ﺳﻧﺔ) ٥٤٨ھ( ﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧرﺟﺢ أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﺗوﻟﻲ ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب.
٣١٥
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
وﯾؤﯾد ذﻟك ﻣﺎ وﺟد ﻓﻲ ﻛﺗﺎب "ﻋﯾون اﻟﺗوارﯾﺦ" ﻓﻲ أﺣداث ﺳﻧﺔ ) ٥٤٠ھ( ﻋﻧد ذﻛر
ﺗرﺟﻣﺔ اﺣد اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن اﺳﺗﻘروا ﺑدﻣﺷق وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻣﻧﻬﺎ " :وﻓﯾﻬﺎ اﺣﻣد ﺑن
ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺳري ﻧﺟم اﻟدﯾن أﺑو اﻟﻔﺗﺢ اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن اﻟﺻﻼح ﻛﺎن ﻓﺎﺿﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺣﻛﻣﯾﺔ ﺟﯾد
اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻣطﻠﻊ ﻋﻠﻰ دﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ﻓﺻﯾﺢ اﻟﻠﺳﺎن ﻣﻠﯾﺢ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻣﺗﻣﯾ از ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟطب وﻛﺎن
ﻋﺟﻣﯾﺎ أﺻﻠﻪ ﻣن ﻫﻣدان ……،ﺛم ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ دﻣﺷق وﻟم ﯾزل ﻣﻘﯾﻣﺎ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗوﻓﻲ )٥٤٠ھ ("
وﻣن ﺷﻌرﻩ ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﻲ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب:
وﺟـدت ﺑﻪ ﻣـﺎ ﻟم ﯾﺟـد أﺣد ﻗـﺑﻠﻲ ﻓﻼ ﺗـﻌﺟﺑوا ﻣﻣﺎ دﻫﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻧﻲ
)(٢٢
ﯾؤرخ ﻣﺎ ﻻﻗﯾت ﻓﻲ اﻟذﯾـل ﻣن اﺟﻠﻲ ﺳﺄﺷﻛو إﻟﻰ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﻌﻣﯾد ﻟﻌﻠﻪ
وﻫﻧﺎﻟك ﻣن ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﺗوﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟدﯾوان )اﻟرﺳﺎﺋل واﻟﺟﻧد( (٢٣)،أو ﺗوﻟﻰ
اﻟوظﯾﻔﺗﯾن ﻓﻲ آن واﺣد ﻟﻛﺛرة ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻣن ﻋﺑﺎرات ﺗدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺛل "ورد اﻟﺧﺑر")(٢٤وﻋﺑﺎرة "وردت
اﻷﺧﺑﺎر") ،(٢٥ﻣن ﻫذﻩ وﺗﻠك ﻣن اﻹﺷﺎرات اﻟﺗﻲ أردﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗوﺿﯾﺢ ﺟﺎﻧب ﻣن ﺟواﻧب ﺣﯾﺎة
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﺗﻼﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ وردت ﻋن ﺣﯾﺎة
)(٢٦
ﻟذا ﻓﻘد أﻛد اﻏﻠب اﻟﻣؤرﺧﯾن أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟﻛن ﻟم اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،
ﻧﺗﻌرف اﻟﻰ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺷﻐل ﻓﯾﻬﺎ ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب! وﻟم ﯾﺻرح ﻫو اﻵﺧر ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ!.
ﯾﺑدو أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻻزﻣﻪ أﻧﻪ ﻣؤﻟف ﻟﻔﺗرة ﻟم ﺗﻌد ﻣﺣﻣودة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،وﻗد اﺛر ذﻟك
ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﻋدم ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻼﺣﻘﯾن ﻟﻪ.
ﻣﺎ ﺗﺣدث ﺑﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺧﻼل أﺷﻌﺎرﻩ :
ﻋﻧد ﻗراءة أﺷﻌﺎر اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ أﺑﯾﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻧﻔﺳﻪ واﻷﺑﯾﺎت ﻫﻲ :
ﻓﻲ رﺛﺎﺋﻪ ﻟﺻدﯾق ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ٥٥٢ھ
ﺑﻔﻘدي ﻣن أﻫوى ﺑﻐﯾر ﻣﺟﯾـر ﺳﺄﺷﻛو زﻣﺎﻧﺎ روﻋﺗﻧﻲ ﺻروﻓـﻪ
ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻠك ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن ﺧطﯾر وﻣﺎ ﻧﺎﻓﻌﻲ ﺷﻛوى اﻟزﻣﺎن وﻗد ﻏدا
)(٢٧
وﻛل ﺷﺟﺎع ﻓﺎﺗـك وﻧﺻﯾـر وأﺟﻧﺎدﻩ ﺑﺎﻟﻣرﻫﻔﺎت ﺗﺣوط ــﻪ
وﻫو ﻫﻧﺎ ﯾﻧﺗﻘد اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﻫو ﻓﯾﻪ -ﺑﻔﻘد ﻣن أﻫوى ﺑﻐﯾر ﻣﺟﯾر – ﻓﻠو أدرﻛﻧﺎ أن اﺑن
اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺳن اﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ ،ﻓﺎﻟزﻣن ﻫو اﻟﺳﺑب ﺑﻧظرﻩ – ﻛل ﻣﻠك ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن ﺧطﯾر – وﻫﻧﺎ
ﯾﺻرح ﺑﺣﺎل اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺣﺎط ﺑﺄﺳﻧﺔ اﻟرﻣﺎح ،وﻛﺄﻧﻪ اﺧﺗل ﻧظﺎم ﻛﺎن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻣﻌﺗﺎدا ﻋﻠﯾﻪ ﻣن
ﻗرب وﻣودة ﻣن اﻟﻣﻠك أو اﻷﻣﯾر.
وﻓﻲ ﻣدﯾﺣﻪ ﻷﺣد اﻷﻣراء ﻓﻲ أﺣداث ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ :
ﺳواﻩ إذ ﻣﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻣدح ﻋزﻣﻲ وﻣﺎ أﻟﻔﯾت ﻣن ﯾﺣظﻰ ﺑـﻣدح
)(٢٨
ﻋﻠﻰ ﺿﻧﻲ ﺑﻪ ﻋـن ﻛـل ﻗدم وﻣﺎ ﺳﻣﺣت ﻟﻐﯾر ﻋﻼﻩ ﻧﻔﺳﻲ
٣١٦
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
وﻫﻧﺎ ﯾﻧﻔﻲ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﻣﻠق واﻟﻣدﯾﺢ إﻻ ﻟﻬذا اﻷﻣﯾر اﻟﻌﺎﻟم اﻷدﯾب ،ﻓﻘﻠﻣﺎ ﻓﻌل ذﻟك
ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻻ ﯾﻔوﺗﻧﺎ اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣدح أﻣﯾ ار ﺻﻐﯾر اﻟﺳن ﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ .
وﻓﻲ ﺷﻌرﻩ ﻋﻧد ﺷﻔﺎء اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎدل ﻧور اﻟدﯾن ﺳﻧﺔ )٥٥٣ﻫـ( :
٣١٧
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
٣١٨
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
٣١٩
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘت ﺳﻧﺔ ،(٥٤٠إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب وﻣراﺟﻌﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت داﺧل اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﻘد أﺣﺎل و ﻷﻛﺛر
)(٣٧
ﻣن ﻣرة ﻓﻲ داﺧل اﻟﻛﺗﺎب.
.٤ﺑدا وﻛﺄﻧﻪ ﯾﻌﺗذر ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾذﻛر أﻟﻘﺎب ﻣن أرخ ﻟﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣن اﻷﻟﻘﺎب ،وﯾﺑدو أن ﺳﺑﺑﻪ ﻣن
أﺷﺎر أو طﻠب ﻣﻧﻪ وﺟوب ذﻛر اﻷﻟﻘﺎب ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﻪ ﻟذا ﻓﻘد اﺳﺗدرك ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﻣن ذﻛرﻫﺎ.
.٥ﻋطﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎﻧﻪ ﻟم ﯾﺟد ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﺗﺎرﯾﺦ " ﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺻﻧف وﻻ ﻛﺗﺎب ﯾؤﻟف " ﻟﻛﻧﻪ
اﺳﺗﻧﻛر ﺑﻘوﻟﻪ ٕ " :واﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟرﺳم ﺟﺎرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﺑﺄطراح اﻷﻟﻘﺎب ﻟﻬﺎ ﺑﯾن ذوي اﻟﻌﻠوم
واﻵداب " ،أي أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻰ أﻫل اﻟﻌﻠوم واﻵداب ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ وﺻل ﻋﺎﻟم ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ
)(٣٨
. ﺑﻠﺦ اﻟﺗﻣس أﻟﻘﺎﺑﻪ وأوردﻫﺎ
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻛل واﺣدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﺎط ﻋﻠﻰ ﺣدة ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل :
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ٕواذا ﻋدﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﺑن ﺧﻠﻛﺎن ﻓﻲ أن اﻟﻛﺗﺎب ﻫو إﺗﻣﺎم ﻟﻌﻣل "ﻫﻼل
اﻟﺻﺎﺑﻲ "وﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧص ﺳﺄوردﻩ ﺣﯾث ﻗﺎل اﺑن ﺧﻠﻛﺎن " :وذﻛر أﺑو ﯾﻌﻠﻲ ﺣﻣزة ﺑن أﺳد اﻟدﯾن
اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ اﻟدﻣﺷﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻪ اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ ذﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ أﺑﻲ اﻟﺣﺳﯾن ﻫﻼل ﺑن
اﻟﺻﺎﺑﻲ" .
ﻟﻘد ﺑﻧﻰ ﺑﻌض ﻣؤرﺧﯾﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم ﻫﺎﻣﻠﺗون ﺟب) ،(٣٩ﻓﻲ أن اﻟﻣﻘﺻود ﻫو "
ﺗﺗﻣﺔ ﻟﺗﺄرﯾﺦ اﺳﺑق أي ﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣؤرخ اﻟﺷﻬﯾر ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن اﻟﺻﺎﺑﻲ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺑدأ ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ
اﻟﺗﻲ أﻧﻘطﻊ ﻋﻧدﻫﺎ ﻛﺗﺎب اﻟﺻﺎﺑﻲ ﺑوﻓﺎة ﻣؤﻟﻔﻪ ﻋﺎم)٤٤٨ﻫـ١٠٥٦/م(…" ،ﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ أن
اﻟﻛﺗﺎب ﯾﺑدأ ﻣن ﺳﻧﺔ) ٤٤٨ﻫـ( ﺑل اﻧﻪ ﺑدأ ﻣن أﺣداث ﺳﻧﺔ )٣٦٣ھ (،اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻊ ﺷﺎﻛر
)(٤٠
إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺗﻌﻠﯾل ﻟذﻟك ﺑﻘوﻟﻪ " :اﻟﻣذﯾل ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق وﻫو اﻟﻣﺷﻬور ﺧطﺄ ﺑﺎﺳم ﻣﺻطﻔﻰ،
ذﯾل ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق ﺟﻌل اﻟرﺟل ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗذﯾﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻫﻼل اﻟﺻﺎﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺳﻧﺔ ) ٤٤٨ھ
١٠٥٦/م(.
وﯾﺑدو اﻧﻪ أﻋﺟب ﺑﻪ ﻓﻘرر أن ﯾﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟﻣذﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺻﺎﺑﻲ ،
وﻟﻛﻧﻪ وﺟد أن ﻫذا اﻟﻣؤرخ ﻻ ﯾﻌطﻲ أﺣداث دﻣﺷق ﺣﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﺷرح واﻟﺗﺳﺟﯾل ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟدى اﺑن
اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﻘوﻟﻪ ﻋن ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق وﯾﺿﯾﻔﻪ إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺻﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﺳﻌﯾن
)(٤١
إذ رﺟﻊ اﻟﺗﻲ أرﺧﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺳﻧﺔ ٣٦٠وﺳﻧﺔ ."٤٤٧وﻫﻧﺎ ذﻫب إﻟﻰ أن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب "اﻟﻣذﯾل"،
إﻟﻰ ﻧص ورد ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺣوادث ﺳﻧﺔ) ٤٤٢ﻫ( ﻋﻧد ذﻛرﻩ واﻟﻲ دﻣﺷق ؛ " واﺳﺗﻣرت ﻋﻠﯾﻪ
اﻷﯾﺎم ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ٤٤٨اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﻲ ﻫذا اﻟﻣذﯾل ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻋﺎدت ﺳﯾﺎق اﻟﺣوادث ﻣﻧﻬﺎ ٕواﯾراد ﻣﺎ
ﻓﯾﻬﺎ وﺗﺟدد ﺑﻌدﻫﺎ " ،وﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺎﺗﺔٌ ﺣﺳﻧﺔ ﻧوﻩ ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻻﺳم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ
)(٤٢
وأﺑو ذﻟك اﻻﺳم اﻗرب اﻟﻣؤرﺧﯾن إﻟﯾﻪ زﻣﻧﯾﺎ ﺣﯾث ذﻛرﻩ اﺑن اﻟﻌدﯾم)ت٦٦٠:ھ( ،
ﺷﺎﻣﺔ)ت٦٦٥:ھ( (٤٣).ﻓﻬو ﻣذﯾل ﺑﺣﺳب اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﻟﻛﻧﻪ ذﯾل ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن ،ﻓﻲ
ﺣﯾن ﻋدﻩ آﺧرون ﺗﺎرﯾﺦ ﻟﻣدﯾﻧﺔ دﻣﺷق وﺣب دون ذﻛر اﻟﻌﻧوان.
٣٢٠
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
أﻣﺎ ﻋن ﺑدء اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﻘد أﺧطﺄ ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻻﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ
ﻧﻔﺳﻪ ،إذ ﻗﺎل اﺑن ﻋﺳﺎﻛر " :وﺻﻧف ﺗﺄرﯾﺧﺎ ﻟﻠﺣوادث ﺑﻌد ﺳﻧﺔ أرﺑﻌﯾن وأرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ إﻟﻰ ﺣﯾن وﻓﺎﺗﻪ
" (٤٤).وﻣﻧﻪ اﺧذ ﻣؤرﺧون آﺧرون ﻣﻧﻬم اﻟذﻫﺑﻲ ،واﺑن اﻟﻔوطﻲ ،واﺑن ﻛﺛﯾر ،إذ ﻓﯾﻪ ﺗﺑﺎﯾن واﺿﺢ
ﻓﻲ اﻧﻪ اﺑﺗدأ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ) ٣٦٣ﻫ ٩٧٣ /م( ،ﻟذا ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد ذﻟك ٕ ،واﻣﺎطﺔ اﻟﻠﺛﺎم
ﻋن ﺳﺑب ﻛل ﺗﻠك اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺑررة و اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ إن أﻣﻛن ذﻟك.
)(٤٥
ﻓﻲ وﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻘﺻﻲ ﻧﺟد أن اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻷرﺟﺢ ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﺑن أﺑﻲ اﺻﯾﺑﻌﺔ ،
ﺗرﺟﻣﺔ ﺛﺎﺑت ﺑن ﻗرة اﻟﺻﺎﺑﻲ " :وﻛﺎن ﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﻣذﻛور ﺧﺎل ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن ﺑن إﺑراﻫﯾم
اﻟﺻﺎﺑﻲ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺑﻠﯾﻎ ،وﻟﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن ﺑن ﺛﺎﺑت ﺑن ﻗرة ﻣن اﻟﻛﺗب ؛ ﻛﺗﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺦ ذﻛر ﻓﯾﻪ
اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺣوادث اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ ،وذﻟك ﻣن ﺳﻧﺔ ﺧﻣس وﺗﺳﻌﯾن وﻣﺎﺋﺗﯾن إﻟﻰ ﺣﯾن وﻓﺎﺗﻪ ،
ووﺟدﺗﻪ ﺑﺧطﻪ وﻗد أﺑﺎن ﻓﯾﻪ ﻋن ﻓﺿل ،وﻛﺎﻧت وﻓﺎة ﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن ﻓﻲ ﺷﻬور ﺳﻧﺔ ﺛﻼث وﺳﺗﯾن
وﺛﻠﺛﻣﺎﺋﺔ " ،ﻛذﻟك ﻣﺎ أوردﻩ ﺣﺎﺟﻲ ﺧﻠﯾﻔﺔ(٤٦)،ﻓﻲ ذﻛر ﺗﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑت ﺑن ﻗرة اﻟﺻﺎﺑﻲ ،ﺑﻘوﻟﻪ " :ﻛﺗﺑﻪ
ﺳﻧﺔ ﻣﺎﺋﺔ وﺗﺳﻌﯾن إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﺛﻼث وﺳﺗﯾن و ﺛﻠﺛﻣﺎﺋﺔ وذﯾﻠﻪ ﺑن أﺧﺗﻪ ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن اﻟﺻﺎﺑﻲ
واﻧﺗﻬﻰ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﺳﺑﻊ وأرﺑﻌﯾن وأرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ ﺛم ذﯾﻠﻪ وﻟدﻩ ﻏرس اﻟﻧﻌﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻫﻼل (٤٧)،وﻟم ﯾﺗم
ذﯾﻠﻪ اﻟﻬﻣداﻧﻲ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ اﺛﻧﺗﻲ ﻋﺷرة وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ، "٠٠٠وﻫذا اﻟﻧص ﺗؤﯾدﻩ ﻧﺻوص أﺧرى إذ أﺷﺎر
)(٤٨
ﻋن ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﺄرﯾﺦ ﺛﺎﺑت ﺑﻘوﻟﻪ " :إﻟﻰ آﺧر ﻫذﻩ اﻟﺳﻧﺔ اﻧﺗﻬﻰ) ٣٦٣ﻫ( ﺗﺄرﯾﺦ ﺛﺎﺑت اﺑن اﻷﺛﯾر،
ﺑن ﺳﻧﺎن ﺑن ﺛﺎﺑت ﺑن ﻗرة ،وأوﻟﻪ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ اﻟﻣﻘﺗدر ﺑﺎﷲ ﺳﻧﺔ ﺧﻣس وﺗﺳﻌﯾن وﻣﺋﺗﯾن " ،وﻗد ﻛﻧﺎﻩ
)(٥٠ )(٤٩
ﺳﻧﺔ " أﺑو اﻟﺣﺳن " ﻟﻛﻧﻪ ﺑﯾن أن ﺳﻧﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧت )٣٦٥ﻫـ( وﻗد ذﻛر اﻟذﻫﺑﻲ ، ﯾﺎﻗوت ،
)(٥١
وﻓﺎﺗﻪ ﺳﻧﺔ ) ٣٦٣ﻫ( وﻛﻧﺎﻩ " أﺑو اﻟﺣﺳن ﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﺻﺎﺑﻲ " ،وأﻛد ذﻟك اﻟﻌﻣﺎد اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ
،ﻫﻛذا وﻣن ﻣﺎ أوردﻧﺎﻩ ﻣن دﻻﺋل ﺗﺷﯾر أن ﻫﻧﺎﻟك ﻟﺑس ﻣﺣﺗﻣل ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺎ ﻟﺛﺎﺑت ﻻﺑن أﺧﺗﻪ
ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن ،رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﻟﺗﻘﺎرب اﻟﻛﻧﯾﺗﯾن "أﺑو اﻟﺣﺳن "(٥٢)،و "أﺑو اﻟﺣﺳﯾن")(٥٣وﻫﻲ
ﻛﻧﯾﺔ ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن اﻟﺻﺎﺑﻲ.
٣٢١
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ﻓﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﺳﺗﺷﻬﺎدﻩ ﺑﺎﻟوﺛﺎﺋق ،وأﺷﺎر أﯾﺿﺎ إﻟﻰ اﻧﻪ دوﻧﻬﺎ ﻓﻲ
وﻗﺗﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺣﯾن أﻛد ﻣﺻطﻔﻰ (٥٥)،أن ﻫﻧﺎﻟك ﻣﺻدران ﻻﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻋن ﻓﺗرة ﺗدوﯾﻧﻪ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻫﻣﺎ:
" -ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣؤﻟﻔﯾن اﻟﻣﺟﻬوﻟﯾن وﯾﻧﻛﺷف ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎوت اﻟواﺿﺢ ﺑﯾن
أﻗﺳﺎم اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻬو أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻏزﯾر اﻟﻣﺎدة واﺳﻊ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺟدا…)ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣوادث ﺳﻧﺔ -٣٦٣
(٣٦٧أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﻘﺗﺿب ﺟدا ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾزﯾد ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺳطرﯾن وﻫو أﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﺗﺎﺑﻊ اﻟﻛﻼم
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺳﻧﯾن وﯾﺳﺟل وﻻﯾﺎت اﻷﻣراء أﻣﯾر ﺑﻌد أﻣﯾر ﺣﺗﻰ إذا اﻧﺗﻬﻰ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ٤٤٨اﻧﺗطم
ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﺣوﻟﻲ واﻟﺳﻧوات .
-ﻣﺣﻔوظﺎت اﻟدﯾوان ﺑدﻣﺷق وﻗد اﺳﺗﺧرج ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻛﻣﺎ ﻧﻘل
أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﻌض ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻣدﯾﺢ ".ﻛﻣﺎ أﺷﺎر أﻟﻲ" اﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺳﺟل اﻷﻣور ﺳﻧﺔ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻠﻣﺎ ﺷﻐل ﻣرة ﺑﻣﺷﺎﻏل اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﺑدﻣﺷق أﻫﻣل اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﺗرة اﻣﺗدت أرﺑﻊ ﺳﻧوات واﻋﺗذر ﻋﻧﻬﺎ
)(٤٣٨ -٤٣٥ﻛﻣﺎ ﻗرر ﻣرة أن ﯾﺧﺗم ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺳﻧﺔ ٥٤٠ھ وﻓﻌل ﺛم ﺑدا ﻓﺗﺎﺑﻊ اﻟﺗﺳﺟﯾل…"
ﻫﻛذا ﻓﺎن ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧراﺟﻊ اﻟﻛﺗﺎب وﻷﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﺣﯾث وﺟد أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ
ﻗد ﻧﻘل ﻣن اﻟﺧطﯾب اﻟﺑﻐدادي ) ،(٥٦ﻓﻲ ﺣوادث ﺳﻧﺔ ) ٤٥٠ﻫ ١٠٥٨ /م( وﯾﺑدو أن ﺷﻬرة
اﻟﺧطﯾب اﻟﺑﻐدادي ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺷﺎم ودﻣﺷق ﻏطت ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ واﻧﻪ ﺑﻘﻲ
ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺷﺎم وﻷﻛﺛر ﻣن أﺣد ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ (٥٧)،ﻟذا ﻓﻘد ﺗﺄﺛر اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻛﻐﯾرة ﻣن ﻣؤرﺧﻲ ﺑﻼد
اﻟﺷﺎم ﺑﺎﻟﺧطﯾب اﻟﺑﻐدادي ﻓﻼ ﻧﺳﺗﻐرب ذﻟك ﻛون اﺑن ﻋﺳﺎﻛر ﻗﻠدﻩ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﻛﺗﺎب
ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق ،ذﻟك ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺻرح ﺑﻪ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻋﻠﻧﺎ.
إن ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋن -اﻟوﺛﺎﺋق -ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗدﻗﯾق ،ﺣﯾث أن اﻟوﺛﺎﺋق
)(٥٨
وﻛﺎن أﺣدﻫﺎ ﻣﻘطوﻋﺎً ﺣﯾث ورد ﻓﻲ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺷﻬد ﺑﻬﺎ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وردت ﻓﻲ ﺗوارﯾﺦ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ؛
أﺣداث ﺳﻧﺔ )٤٤٣ﻫ( وﻫو " وﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺳﺟل اﻟﻣذﻛور ﺑﻌد اﻟﺑﺳﻣﻠﺔ،(٥٩).…:ﻟﻛﻧﻪ اﺳﺗدرك ﻓﻲ
ﻛﻣﺎ ذﻛر ﻧﺻﺎ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﺗﻘﻠﯾد أﻣﯾر دﻣﺷق(٦١)،وﻫو )(٦٠
ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺣﯾث أورد ﻧﺻﺎ ﻣطوﻻ ،
ﻧص طوﯾل ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ،وﺿ ﱠﻣن ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻷﺣداث ﻣﻧﻬﺎ (٦٢)،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ أورد ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻣن
)(٦٣
ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺗﻛل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺻطﻔﻰ ،ﻷﻧﻪ ذﻛر أن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ اﺳﺗﻌﺎن اﻟﺗﺟﺎر،
ﺑﻣﺣﻔوظﺎت ﻓﻲ دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء ،ﻓﻬﻲ ؛ أوﻻ :ﻗﻠﯾﻠﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﺎ :وردت ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻟم ﯾﻠد ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد اﺑن
اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ إذ ﯾﺟدر ﺑﻪ أن ﯾذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺗدوﯾﻧﻪ ﻫو ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء رﺋﯾﺳﺎ
(٦٤)،وﻗد أورد ﻣﺿﻣون ﻟﻛﺗﺎب ﻗﺎل ﻫو ﻋﻧﻪ " :وﻗﺎم ﻣﻘﺎﻣﻪ وﻟدﻩ ﻣن أﻣﺎرة وادي اﻟﺗﯾم وﺑﻬذا اﻟﺷرح
وﺻل ﻛﺗﺎﺑﻪ وﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺗﻪ أوردﺗﻪ" (٦٥)،ﻣن ذﻟك اﻧﻪ ﻛﺎن ﯾورد ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص ﺿﻣﻧﺎ ،ﻓﻼ وﺟود
ﻻﺳﺗﻬﻼل وﻻ ﺧﺎﺗﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻣذﻛور ﻋﻠﻰ اﻧﻪ وﺛﯾﻘﺔ أو رﺳﺎﻟﺔ وردة ﻣن ﺟﻬﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ .
٣٢٢
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
٣٢٣
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
اﻟﺧﻼﺻﺔ :
ﺑﻌد ﻓﺣص اﻏﻠب اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛت ﻋن اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﻣذﯾل أو ذﯾل
ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق " ،ﺗوﺻل اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ أﻣور ﻣﻧﻬﺎ :
.١إن ﺷﻬرﺗﻪ ﻛﻣؤرخ ﻟم ﺗﺗﻌد ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ دﻣﺷق ،وﻛﺎﻧت اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻼﺣﻘﯾن ﺑﻪ ﻟﺳد
ﺛﻐرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻓﺎﻗت ﺷﻬرة اﻟﺣﺎﻓظ
اﺑن ﻋﺳﺎﻛر وﻛﺗﺎﺑﻪ " ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق اﻟﻛﺑﯾر " ﻋﻠﻰ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﺣﺗﻰ ﻋد اﻟﺑﻌض ذﯾل ﺗﺎرﯾﺦ
دﻣﺷق ﻻﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق اﻟﻛﺑﯾر ﻻﺑن ﻋﺳﺎﻛر .
.٢ﺗﺑﯾﱠن ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ أن ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻻﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻫو "اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق " وﻟﯾس
اﻟذﯾل واﻟﺳﺑب واﺿﺢ ﻻن اﻟﻛﺗﺎب ﻣذﯾﱠل ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب ﺳﺎﺑق ،واﻟذي ﺑﯾﻧﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻧﻪ
ﻣذﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﻟﻣؤرخ آﺧر ﻫو ﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن ﺑن ﻗرة اﻟﺻﺎﺑﻲ )ت٣٦٣ :ﻫـ( واﻟذي أرخ
ﻟﻠﻔﺗرة )٣٦٣-٢٩٥ﻫـ( .
.٣ﻋرف اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن اﻟﺻﺎﺑﻲ ) ت٤٤٨:ﻫـ( ،ﻟﻛن اﻟﺑﺣث
اﺛﺑت أن اﻟﻛﺗﺎب أرخ ﻟﻔﺗرة ﺳﺑﻘت وﻓﺎة ﻫﻼل ﺑن اﻟﻣﺣﺳن اﻟﺻﺎﺑﻲ ،وﻫو ﻣذﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ
ﺛﺎﺑت ﺑن ﺳﻧﺎن ،وﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ وﺟود ﻛﺗﺎب ﺗﺎرﯾﺦ ﻟﻬﻼل اﻟﺻﺎﺑﻲ ﺗﻧﺎول ﺗﻠك اﻟﺣﻘﺑﺔ ﻣن اﻟزﻣن
.
٣٢٤
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
اﻟﮭواﻣش:
) (١أﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺣﺳن ﺑن ﻫﺑﺔ اﷲ ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن ﻋﺳﺎﻛر ،ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق اﻟﻛﺑﯾر ،ﺗﺣﻘﯾق:
ﻋﻠﻲ ﺳﯾري ) ،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻔﻛر ،د/ت( ،ج.١٩١/١٥
) (٢واﻟﻘﻠﻧﺳوة واﻟﻘﻠﻧﺳﺎة واﻟﻘﻠﻧﺳﯾﺔ واﻟﻘﻠﻧﯾﺳﺔ ،ﻣن ﻣﻼﺑس اﻟرأس ،ﯾﻧظر ﺟﻣﺎ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻣﻧظور،
ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ) ،ﺑﯾروت دار ﺻﺎدر ،د /ت( ج.١٨١/٦
) (٣وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﺗوﻟﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠﻣدﯾﻧﺔ ،واﻷﺣداث ،طﺑﻘﺔ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻋﺎدة ﯾﺣﺗرﻓون ﺑﻌض اﻟﺣرف ،
ﻟﻛﻧﻬم ﯾﻧﺿوون ﺗﺣت رﺋﺎﺳﺔ ﺷﯾﺦ أو ﻛﺑﯾر ﻟﻠﺣرﻓﺔ أو ﻟﻠﺣرف ﻛﻠﻬﺎ،وﻫﻲ ﺗﺷﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻋرف ﻓﻲ ﺑﻐداد
ﺑﺎﻟﻔﺗوة ،وﻫﻲ ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻏﻠب اﻟﻣدن اﻟﺷﺎﻣﯾﺔ ،ﯾﻧظر ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﻋﻣر ﺑم اﺣﻣد اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن اﻟﻌدﯾم ،
ﺑﻐﯾﺔ اﻟطﻠب ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﻠب ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺳﻬﯾل زﻛﺎر ) ﺑﯾروت ،دار اﻟﻔﻛر ١٩٨٨ ،م( ،
ج،٣٩٦/٨ج.٤١٦٢/٩واﻟﺣدث اﻟذي ﺟﺎوز ﺣد اﻟﺻﻐر ،وﻫؤﻻء ﻏﻠﻣﺎن ﺣدﺛﺎن أي أﺣداث ،ﯾﻧظر اﺑن
ﻣﻧظور ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق .١٣٣/٢،
) (٤إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﻛﺛﯾر ،اﻟﺑداﯾﺔ واﻟﻧﻬﺎﯾﺔ )،ﺑﯾروت ،دار اﺑن ﻛﺛﯾر ١٩٦٧ ،م( ج.١٥٦/١٤
) (٥اﻟرﺋﺎﺳﺔ :ﻋرﻓت دﻣﺷق ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ،وﻛﺎن ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣﺻو ار ﻓﻲ ﻋدد ﻣن
اﻟﻌواﺋل اﻟﻣﺗﻧﻔذة ﻣﺛل ،ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺑﻧو اﻟﺻوﻓﻲ .وﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﻧﺻب ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎط ﺑﻣﺗوﻟﻲ
ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب ،ﻓﻣن واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ وﻣطﺎردة اﻟﻣﻔﺳدﯾن وﺑﻐﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺻورة
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻪ ﻓرق ﻣﺳﻠﺣﺔ ﺗدﻋﻰ اﻷﺣداث ،وﻫو ﻣﺎ ﯾوازي اﻵن ﻣﻧﺻب اﻟﻣﺣﺎﻓظ أو اﻟﻣﺗﺻرف
…،واﻟطرﯾف ﻓﻲ اﻷﻣر أن ﯾﺷﻐل ﻣﻧﺻب اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﺷﺧﺻﺎن ﻓﻲ آن واﺣد .وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ وﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﺻب
اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻓﺎن ﺻﺎﺣب ذﻟك اﻟﻣﻧﺻب ﯾﺗﻌرض ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﺣﺳد وﻛرﻩ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣراء واﻟﻰ
اﻟﻣؤاﻣرات واﻟدﺳﺎﺋس اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎك ﺿدﻩ،ﺣول ذﻟك ﯾﻧظر ،ﺳﻠطﺎن ﺟﺑر ؛ أﻣﺎرة آل طﻐﺗﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﺎم ٤٩٧ﻫـ
_٥٣٩ﻫـ١١٠٣/م ـ ١١٥٤م دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺣﺿﺎري ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ
ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻼح اﻟدﯾن ١٩٩٢،م.
) (٦ﺷﺎﻛر ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻣؤرﺧون)،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن١٩٧٩،م(.٢٣٦،
) (٧ﻫو أﺑو اﻟﻔرج ﺳﻬل ﺑن ﺑﺷر ﺑن اﺣﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد ذﻛرﻩ اﻟذﻫﺑﻲ ﺑ"اﻟﺷﯾﺦ اﻹﻣﺎم اﻟﻣﺣدث اﻟﻣﺗﻘن اﻟرﺣﺎل" ،ﻧزل
دﻣﺷق ﺛم رﺣل إﻟﻰ ﻣﺻر ،ﺛم ﺑﻐداد ،وﺗﻧﯾس و ﺟرﺟﺎن،ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ دﻣﺷق ﺳﻧﺔ ٤٩١ﻫ ؛ ﻋز اﻟدﯾن ﻋﻠﻲ ﺑن
أﺑﻲ اﻟﻛرم ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن اﻷﺛﯾر ،اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ) ،ﺑﯾروت ،دار ﺑﯾوت ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ١٩٦٦ ،م(
ج ٢٨٠ /١٠؛ ﯾﻧظر ﺷﻣس اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن اﺣﻣد اﻟذﻫﺑﻲ ،ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ،ﺗﺣﻘﯾق ﺑﺷﺎر ﻋواد ﻣﻌرف
وﻣﺣﻲ ﻫﻼل اﻟﺳرﺣﺎن ) ،ﺑﯾروت ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ١٩٨٦،م(ج .١٦٣-١٦٢/١٩ﻋﺑد اﻟﺣﻲ ﺑن اﺣﻣد ﺑن
ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﺑن اﻟﻌﻣﺎد اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ ،ﺷذرات اﻟذﻫب ﻓﻲ أﺧﺑﺎر ﻣن ذﻫب ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻻرﻧﺎؤوط )
دﻣﺷق ،دار اﺑن ﻛﺛﯾر ١٤٠٦ ،ﻫـ( ج.٣٩٦/٣
) (٨ﺗﺣدث ﻋﻧﻪ ﯾﺎﻗوت ﻓﻲ ﻣﻌﺟﻣﻪ "وﯾﻧﺳب إﻟﻰ ﺗﻔﻠﯾس ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن أﻫل اﻟﻌﻠم ﻣﻧﻬم أﺑو اﺣﻣد ﺣﺎﻣد ﺑن ﯾوﺳف
اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﻲ ﺳﻣﻊ ﺑﺑﻐداد وﻏﯾرﻫﺎ ،وﺧرج ﻣن دﻣﺷق ﺳﻧﺔ ٤٨٤ﻫ"ﻛﻣﺎ ذﻛرﻩ اﺑن اﻟﻌدﯾم "أﺑﻲ اﺣﻣد ﺣﺎﻣد ﺑن ﯾوﺳف
ﺑن اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﻲ"،وﺗﺣدث ﺻﺎﺣب اﻟﺗدوﯾن ﻓﻲ ﺗرﺟﻣﺔ أﺣد اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻧﻪ "ﺳﻣﻊ ﺑﻬﯾت ﺳﻧﺔ ﺛﻼث وﺛﻣﺎﻧﯾن وأرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ
أﺑﺎ اﺣﻣد ﺣﺎﻣد ﺑن ﯾوﺳف ﺑن اﻟﺣﺳن اﻟﺗﻔﻠﯾﺳﻲ" ،ﯾﻧظر ﯾﺎﻗوت اﻟﺣﻣوي ،ﻣﻌﺟم اﻟﺑﻠدان )،ﺑﯾروت ،دار
ﺻﺎدر ١٩٥٥ ،م( ج ٣٧/٢؛ اﺑن اﻟﻌدﯾم ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج٢٥١٤ /٦؛ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟراﻓﻌﻲ
٣٢٥
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
ج
اﻟﻘز وﯾﻧﻲ ،اﻟﺗدوﯾن ﻓﻲ أﺧﺑﺎر ﻗز وﯾن ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻌطﺎردي ) ،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،
١٩٨٧م(ج.٢٦٠/٣
) (٩اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.٢٣٧ ،ﻟﻛﻧﻲ ﻻ ادري ﻛﯾف ﺣﺻل ﺷﺎﻛر ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ !.ﯾﺑدو اﻧﻪ اﺳﺗﻌﺎن
ﺑﻣﺎ ذﻛرﻩ اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ﻋن ﺑﻌض اﻟذﯾن ﻋﺎﺻرﻫم ﯾﻧظر اﻟﺻﻔﺣﺎت ،ص،٢٣٨،٢٢٩،٣٣٣،٣٤٧إذ ﻗﺎل ﻫﻧﺎ
"ﻣﺎ رأﯾت أﻓﺻﺢ ﻣن ﻟﺳﺎﻧﻪ ﺑﺑﻼﻏﺗﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ " ،وﻛﺄﻧﻪ ﯾﺗﻘﻧﻬﺎ .
) (١٠ﺣول اﻷﻣﺎرة وﻣدة ﺣﻛﻣﻬﺎ ﯾﻧظر،ﺟﺑر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
) (١١ﺣﻣزة ﺑن أﺳد ﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،ذﯾل ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق )،ﺑﯾروت ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻵﺑﺎء اﻟﯾﺳوﻋﯾﯾن ١٩٠٨ ،م( ص-٦٢
.٨٣-٧٧،٨٠-٦٣،٧٦
) (١٢اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.٢٨٣ﯾﻧظر ؛ ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﻣﻌروف ﺑﺄﺑو ﺷﺎﻣﺔ ،اﻟروﺿﺗﯾن
ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟدوﻟﺗﯾن اﻟﻧورﯾﺔ واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ) ،ﺑﯾروت ،دار اﻟﺟﯾل ،د/ت( ،ص.٤،٣١،٤٥،٤٦
) (١٣ﻋﺑد اﷲ ﺑن اﺳﻌد اﻟﯾﺎﻓﻌﻲ ،ﻣرآة اﻟﺟﻧﺎن وﻋﺑرة اﻟﯾﻘظﺎن ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﺣوادث اﻟزﻣﺎن ) ،ﺑﯾروت،
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻋﻠﻣﻲ،ط،(١٩٧٠، ٢ج.٣٠٨/٣
) (١٤ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن اﻟﻔوطﻲ ،ﺗﻠﺧﯾص ﻣﺟﻣﻊ اﻵداب ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻷﻟﻘﺎب ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺻطﻔﻰ ﺟواد،
)اﻟﻘﺎﻫرة،إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻘدﯾم، (١٩٦٢،ق .٩١٢/٢ﯾﻧظر أﯾﺿﺎ اﻟذﻫﺑﻲ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼم ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﻣر
ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺗدﻣري )،ﺑﯾروت ،دار اﻟﻛﺗﺎب ١٩٩٨،م()،ﺣوادث ﺳﻧﺔ٥٦٠-٥٥١ﻫ(،ص .١٥٩-١٥٨ﯾﻧظر
أﯾﺿﺎ اﻟﯾﺎﻓﻌﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ج/٣ص.٣٠٨
) (١٥ﯾﺎﻗوت اﻟﺣﻣوي ،ﻣﻌﺟم اﻷدﺑﺎء ) ،ﺑﯾروت ،دار ﻟﻔﻛر ١٩٨٠،م( ،م.٢٧٨/١٠
) (١٦ﺣﺳن اﻟﺑﺎﺷﺎ ،اﻷﻟﻘﺎب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر و اﻟوﺛﺎﺋق)،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻋﯾﺳﻰ اﻟﺑﺎﺑﻲ ١٩٥٧،م(.٣٠٨،
) (١٧اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.٤٠٩،
) (١٨ﺗﺎرﯾﺦ.١٥٩،
) (١٩اﻟذﯾل.٢٨٣ ،
) (٢٠اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٢٦١،
) (٢١اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٣٢٦،
) (٢٢ﻣﺣﻣد ﺑن ﺷﺎﻛر اﻟﻛﺗﺑﻲ ،ﻋﯾون اﻟﺗوارﯾﺦ ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻓﯾﺻل اﻟﺳﺎﻣر وﻧﺑﯾﻠﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ) ،ﺑﻐداد ،دار اﻟﺣرﯾﺔ
١٩٧٧ ،م(،ج.٤٠٢/١٢
) (٢٣اﺑن ﻋﺳﺎﻛر ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ١٥،ج.١٩١/
) ( ٢٤ورد ذﻛرﻫﺎ ﻷﻛﺛر ﻣن ١٣٠ﻣرة.
) ( ٢٥وردت ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻷﻛﺛر ﻣن ١٢٥ﻣرة.
) (٢٦ﻣﺻطﻔﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص٢٣٧؛ ﻣﯾﺳون ذﻧون ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﻌﺑﺎﺟﻲ ،اﺑن اﻷﺛﯾر ﻣؤرﺧﺎ ﻟﻠﺣروب
اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ ) ٥٨٨-٤٩٠ﻫـ ١١٩٢-١٠٩٦ /م( أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل ٢٠٠٣م ،ص.٨٥-٨٤
) (٢٧اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ، ٣٤٥ ،
) (٢٨اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٣٤٨،
) (٢٩اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٣٥٠،
٣٢٦
ﺻﻔوان طﻪ ﺣﺳن
ج
٣٢٧
اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ وﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣذﯾل ﻟﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق…
ج
اﻟﺣﻣوي ،ﻣﻌﺟم اﻷدﺑﺎء ،ج٤،١٥؛ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺟوزي ،اﻟﻣﻧﺗظم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻠوك
واﻷﻣم)،ﺣﯾدر آﺑﺎد –اﻟدﻛن ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﺟﻠس دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ١٣٥٩،ﻫ(ج.٢٢٦/٨
) (٥٧ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻛﺎﻓﻲ اﻟﺳﺑﻛﻲ ،طﺑﻘﺎت اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﺣﻣد اﻟﺣﻠو و
ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣد اﻟطﻧﺎﺣﻲ )اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻋﯾﺳﻰ اﻟﺑﺎﺑﻲ اﻟﺣﻠﺑﻲ و ﺷرﻛﺎؤﻩ ١٩٦٦ ،م(٣٣،؛اﻟذﻫﺑﻲ ،ﺗذﻛرة
اﻟﺣﻔﺎظ )ﺑﯾروت داﺋرة أﺣﯾﺎء اﻟﺗراث ،د/ت(م/٢ج.١١٣٨، ١١٣٦/٣
) (٥٨ﯾﻧظر ﺣوادث اﻟﺳﻧوات ؛)٤١٩ﻫ ﻛﺗﺎب إﻟﻰ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻔﺎطﻣﻲ٤١٨،ﻫ ،ﺗﻘﻠﯾد اﻟوزﯾر اﻟﻔﺎطﻣﻲ أﯾﺿﺎ٤٤٠،ﻫ،
أﺷﺎر إﻟﯾﻪ دون أن ﯾوردﻩ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ،اﻟذﯾل ،٨٣،٨٥-٧٨،٨٠-٧٦،ﻛﻣﺎ اﻧﻪ أورد ﻧﺻﺎ ﻣطوﻻ وﻫو ﻣﻧﺷور
ﺗﻘﻠﯾد ﻷﻣﯾر دﻣﺷق ،ﯾﻧظر ص.١٥٦-١٥٢
) (٥٩اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق .٨٥،
) (٦٠اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ.١٥٦-١٥٢،واﻧﻪ ﻗ أر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﺑر.
) (٦١اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .١٩٧-١٩٣،
) (٦٢اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٢٥٥،
) (٦٣اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ .٢٩٣،
) (٦٤ﻓﻬﻧﺎﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟذﯾن ﻋﻣﻠوا ﻓﻲ دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء ذﻛروا ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﻛﺗﺑوﻩ ﻓﻲ دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء أﻣﺛﺎل
اﻟﻌﻣﺎد اﻟﻛﺎﺗب)ت٥٩٨ﻫ( ،واﺑن ﻋﺑد اﻟظﺎﻫر )ت٦٩٢ﻫ(وﻏﯾرﻫم.
) (٦٥اﺑن اﻟﻘﻼﻧﺳﻲ،اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق .٣٠٣،
) (٦٦اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ.٢٠٢،٢٦٧،٢٧٥،٢٩١،٣١٧،٣١٨،٣١٩،٣٥٦،
) (٦٧اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.٢٣٠،٢٥٧،٢٨٠ ،٣٤١ ،٣١٨ ،٣٠٦ ،٢٩٣ ،٢٣٥ ،٢٩٤ ،٢٦٨ ،٢٠١،١٨١
أوردﺗﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل ﺗﻼ ﻓﯾﺎ ﻟﻠﺗﻛرار .
٣٢٨