You are on page 1of 7

‫جامعة محمد خيضر ‪ -‬بسكرة ‪-‬‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‬


‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫التخصص‪ :‬أولى ماستر إعالم‪.‬‬ ‫* الشعبة ‪ :‬علوم اإلعالم واإلتصال‪.‬‬

‫المقياس‪ :‬المداخل األساسية لبحوث اإلعالم‪.‬‬

‫اإلجابة عن الفرض‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫* من إعداد ‪:‬‬

‫* رياض زروقي‪.‬‬ ‫* أيمن بن عبد الالوي‪.‬‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2019/2018‬‬
‫التحليل‬
‫* من المعلوم أن رحلة األلف ميل تبدأ بخطوة‪,‬ورحلة عالمنا اليوم لم يعد اثنان يختلفان في القول‬
‫فيها ‪ ,‬بأنها قد خطت قدما نحو مسايرة التكنولوجيا والمعلوماتية في بيئات أساسها اإلتصال‬
‫والتواصل اإلنساني ‪ .‬هذا ما نالمسه في العديد من األعمال في شتى المجاالت لعل أبرزها نجد مجال‬
‫اإلنتاج السينمائي على وجه الخصوص ما ينتج في مجال الرسوم المتحركة ‪ ,‬والذي يعتمد بدرجة‬
‫كبيرة على استخدام التقنيات والبرمجيات إضافة إلى مفرزات التزاوج التكنولوجي الذي أنجب لنا‬
‫ما يعرف بالذكاء اإلصطناعي وما شابه من المفاهيم والمصطلحات المعقدة‪.‬‬

‫* نتصادم اليوم أمام بعض المشكالت العويصة في مجال البيئة الرقمية لعل أهمها ما يدور في حقل‬
‫االتصاالت ووسائل االتصال من خالل ما تلعبه إحدى هذه الوسائل من دور فعال في تغيير الموازين‬
‫‪ ,‬و يقودنا الحديث هنا عن الهواتف الذكية وما تحمله من تقنيات وبرمجيات وتطبيقات في داخلها‬
‫وهذا ما نسعى إليه في تحديد إشكالية الفيلم الذي أمام أعيننا والمتمثلة في نمط الحياة الذي‬
‫أصبحنا نعيشه اليوم بفعل التجاوب مع الهواتف الذكية ‪ ,‬إذ يناقش هذا الفيلم والمعنون (بالرموز‬
‫التعبيرية) أحداث يجري في العالم السري داخل هاتف ذكي والمخفية بتطبيقات الرسائل المختلفة‬
‫والتي تحيا داخل مدينة صاخبة تدعى " تيكستوبوليس" إذ يوجد داخل هذه المدينة رمز تعبيري‬
‫يدعى (جين) متعدد التعبيرات والذي يعيش في الهاتف الذكي والمنطلق في رحلة ليصبح رمز‬
‫تعبيري طبيعبي ذو تعبير واحد‪.‬‬

‫* هذا األخير نجده يعاني الويل في هذا العالم إذ ينقصه العديد من األمور البرمجية لعل أهمها (‬
‫إعادة برمجة بياناته األولية ‪ ,‬ومعالجتها أيضا التركيز على عمليات الضبط والمتمثلة في رسكلة‬
‫البيانات ‪ ,‬والتوجيه الصحيح لمسارها السوي بهدف تحقيق عنصر التحكم في المعلومات‬
‫والسلوكيات الظاهرة ‪ .‬وهذا ما نجده يتقاطع مع إحدى البراديغمات في المداخل االجتماعية لبحوث‬
‫االعالم أهمها البراديغم السيبرنطيقي الذي يرتكز على هذه المفاهيم والمصطلحات والمتمثلة في‬
‫الضبط والتوجيه والتحكم إضافة إلى البرمجة اآللية ‪...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ -‬التعريف بالبراديغم محل الدراسة‪.‬‬


‫* البراديغم السيبرنطيقي‪:‬‬
‫* مفهوم السيبرنطيقا يعني التحكم والضبط ‪ ,‬نجد أيضا أن أفالطون قد أطلق هذا االسم على موجه‬
‫السفينة ‪ .‬وبالتالي السيبرنطيقا تقوم على التغذية الراجعة من خالل متابعة وضع ما لفترات زمنية‬
‫معينة لتحديد الموقع الالحق‪.‬‬

‫* ولتحديد مفهوم السيبرنطيقا يجب توفر مرتكزات أساسية والمتمثلة في عمليات الضبط والمتعلقة‬
‫بالمعلومة وتوجيهها في المسار السوي‪ ,‬وأيضا التحكم وذلك من خالل التحكم في البيانات األولية‬
‫ومعالجتها لنبرمج المعلومة كمادة أخيرة في المخرجات‪ ,‬ونجد المفعول الرجعي من خالل متابعة‬
‫وضع ما لتحديد الهدف في األخير‪.‬‬

‫* نجد أيضا أن السيبرنطيقا تعتمد على التوجيه وذلك بمراقبة مسار المعلومة ونتائجها ‪ ,‬بإضافة‬
‫إلى عمليات المدخالت والمخرجات وبالتالي تصبح السيبرنطيقا هي عمليات الضبط والتوجيه في‬
‫مسار العملية اإلتصالية على عدة مستويات من أجل التحكم فيها استنادا على الثنائيات األساسية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪ ( :)1‬بطاهر هشام‪" ,‬التأسيس النظري لعلوم االعالم واالتصال انطالقا من البراديغم السيبرنطيقي"‪ (,‬ص‪ ,)229 :‬جامعة‬
‫جيجل)‪.‬‬

‫* كما نجد أن تعريف السيبرنطيقا في المفهوم اإلجرائي هي كاآلتي ‪:‬‬

‫" هو ذلك البراديغم الذي يدرس طريقة تفكير اإلنسان ومحاكاتها عند التقنية ‪.‬وفي الوقت نفسه‬
‫يدرس مبادئ بناء األجهزة اآللية بهدف مكننة العمل الذهني اإلنساني ‪".‬‬

‫‪ -‬لمحة تاريخية عن السيبرنطيقا‪.‬‬


‫* يعود ظهور السيبرنطيقا إلى فترة الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬حيث برزت الحاجة لجهاز قادر على‬
‫حل بعض المشاطل العسكرية بأكبر سرعة ممكنة ‪ ,‬وعلى رأس هذه المشاكل كيفية إسقاط الطائرات‬
‫التي كانت تقذف القنابل والتي كانت تراوغ بسرعة كبيرة مما يجعل مهمة تحديد موقعها أمرا‬
‫مستحيال ‪.‬‬

‫* وهذا ما طرح الحاجة إلى آلة تستطيع حل المشكلة في أقل وقت ممكن وتم إسناد مهمة تطوير‬
‫المدفعية المضادة للطائرات للعالم االمريكي (نوربرت فينر) المتخصص في الرياضيات ‪ ,‬وبمساعدة‬
‫فريق عمل مكون من باحثين متخصصين في العديد من المجاالت‪.‬‬

‫*وكان المنطلق األساسي هو كيف يمكن توقع موقع الطائرة الالحق من أجل تحديد سرعة واتجاه‬
‫القذيفة ‪ ,‬وتمكن (فينر) في األخير من تصميم جهاز إلكتروميكانيكي مكون من آلة حاسبة تستطيع‬
‫حل المعادالت وهذه اآللة الحاسبة متصلة بالمدفع ‪.‬‬

‫* ويقوم مبدأ عملها من خالل تزويد الجهاز بالمعلومات حول موقع الطائرة ليستطيع التنبؤ‬
‫بالموقع الالحق ‪ ,‬وبالتالي القدرة على إسقاطها وهذا ما يعرف بالمفعول الرجعي‪)2(.‬‬

‫(‪(: :)2‬بن سولة نور الدين ‪",‬السيبرنطيقا ووسائل االعالم "‪ ,‬جيل العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ,‬العدد الثاني ‪ ,‬ص‪.)129‬‬
‫* رواد البراديغم‪.‬‬
‫‪ -‬من بين رواد البراديغم السيبرنطيقي نجد‪:‬‬

‫* ( نوربرت فينر )‪ "1894-1964 " :‬عالم رياضيات أمريكي ‪ ,‬ولد في أمريكا من أبوين يهوديين‬
‫‪ ,‬وكان والده أستاذ في اللغات في جامعة هرفارد ‪ .‬في عمره الذي ال يتجاوز ‪ 11‬سنة بدأ فينر‬
‫دراساته الجامعية للرياضيات في ‪ , 1990‬ثم انتقل إلى هارفارد حيث درس علم األنواع ‪ ,‬لكنه انتقل‬
‫ثانية لكورنل لدراسة الفلسفة وعاد في نهاية المطاف لجامعة هارفارد حتى يكمل دراسته ببحث‬
‫حول المنطق الرياضي ‪ ,‬ثم تحول ليدرس في انجلترا وألمانيا ‪ .‬اشتغل فينر كمحاضر في جامعة‬
‫هارفارد وفي شركة الجنرال الكتريك‪ ,‬في الحرب العالمية اشتغل لحساب لجيش وطور اآلليات‬
‫المضادة للطيران أو ما يسمى بالدفاع الجوي ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن أهم مؤلفاته نذكر‪:‬‬

‫‪* Nonlinear problems in rondom theory.‬‬

‫‪* Cybernetics or control and communication in the animal and‬‬


‫)‪machin.(3‬‬

‫(‪)3(: ) http://dictionnaire.sensagent.leparisien.fr‬‬

‫* النطريات المنظوية تحت البراديغم‬


‫* مهد وتقاطع البراديغم السيبرنطيقي مع بعض النظريات لعل أهمها مايلي ‪:‬‬

‫* نظرية المعلومات‪:‬‬

‫‪ -‬تبلورت هذه النظرية مع العلم الرياضي االمريكي (كلود شانون ) وهو مهندس في شركة بيل‬
‫للهاتف ‪ .‬وقع مع العالم (وارن ويفر ) أول نظرية في االتصال ‪ ,‬نظرية المعلومات التي تسمح‬
‫بحساب كمية المعلومات عبر فصلها عن معناها ‪ .‬فنظرية شانون لم تهتم بمعنى المعلومات بل‬
‫بنقلها واستقبالها ‪ .‬تاركة إدراك المعنى لإلنسان ‪ .‬وتتداخل مع السيبرنطيقا في عمليتي المدخالت‬
‫والمخرجات وكيفية معالجة البيانات لتصبح معلومة‪)4(.‬‬

‫* نظرية التكنولوجيا الويب ‪2.0‬‬

‫* كما نجد أن نظرية تكنولوجيا الويب‪ 2.0‬وتطبيقاته قد ساهمت وبشكل جلي في ربط العالقة بين‬
‫السيبرنطيقا ووسائل االعالم من خالل ما أفرزته هذه التكنولوجيا من سيمات ومميزات لعل ابرزها‬
‫التفاعلية االفتراضية وتنوع أنماطها بين التفاعالت الخاصة ‪ ,‬وتفاعل من نوع آخر والمتمثل‬
‫والوسائل التقنية وهي التفاعالت عبر الكاميرا ذلك النمط من التفاعل الذي يتم عبر كاميرا الويب‬
‫ويعد هذا النمط أكثر أنماط التفاعل مصداقية في الواقع الطبيعي واالفتراضي كونه يظهر هوية‬
‫المتفاعلين أثناء المحادثات في الواقع االفتراضي‪ .‬كما أن الويب ‪ 2.0‬يتميز بالمرونة والتفاعلية‬
‫التي من شأنها أن تنقل وتجعل االنسان متلقي ومرسل ومشارك ومتفاعل ال مجرد مستقبل سلبي‪( .‬‬
‫‪)5‬‬

‫(‪ ( :)4‬سعد حسين‪ ,2017 ,‬براديغمات البحوث االعالمية‪ ,‬ط‪ ,1‬دار المنهل اللبناني‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ص‪.) 145:‬‬

‫(‪ ( :)5‬مركز النظم للدراسات وخدمات البحث العلمي "‪,‬الجماعات المتشكلة في الفضاء العالمي بناؤهاومضامين تفاعالتها‬
‫االجتماعية" )‪.‬‬

‫* تحليل محتوى الفيلم‪.‬‬


‫* ملخص الفيلم‪.‬‬

‫‪ -‬بطاقة تقنية عن الفيلم ‪:‬‬

‫ي‪ ،‬مغامرات‪.‬‬
‫نوع الفيلم وتصنيفه‪ :‬أنيميشن‪ ،‬كوميد ّ‬ ‫*‬

‫تاريخ اإلصدار المتوقّع‪ :‬في ‪ 28‬ت ّموز‪/‬يوليو عام ‪.2017‬‬ ‫*‬

‫مخرج الفيلم ‪ :‬توني ليونديس‪.‬‬ ‫*‬


‫* كاتب الفيلم‪ :‬اريك سيغل ‪ ,‬توني ليونديس‪ ,‬مايك وايت‪.‬‬

‫* الشركة المنتجة ‪ :‬شركة سوني بيكتشرز أنيميشن وشركة إل ستار كابيتال‪.‬‬

‫* الشركة الموزعة ‪ :‬شركة سوني بيكتشرز إنترتينمنت‪.‬‬

‫* الملخص‪ :‬تدور أحداث الفيلم حول رمز تعبيري اسمه (جين ) يعيش في مدينة تدعي‬
‫(تيكستوبوليس)‪ ,‬وهي مدينة رقمية داخل هاتف مستخدمه ( اليكس)ى ‪ ,‬وهو ابن اثنين من الرموز‬
‫التعبيرية (ميل وماري) ‪ .‬فجين قادر على تقديم بعبيرات متعددة على الرغم من تنشئة والديه ‪,‬‬
‫ولكن يصر (جين ) على أنه يمكن أن يشعر بأنه مفيد عند تلقي نص من (أدي) ‪ .‬قرر (اليكس) أن‬
‫يرسل لها رمزا تعبيريا عندما يتم اختيار (جين) ينتابه الذعر ‪ .‬و(سميلر) هو رمز تعبيري مبتسم‬
‫وزعيم هو الذي يستنتج أن جين هو عطل ‪ ,‬ولكن يجب حذفه من خالل مالحقة (جين ) ببرامج‬
‫روبوتات ‪ ,‬ولكن تم إنقاذه من قبل (هاي ‪ -‬خمسة) الذي هو رمز تعبيري يتمتع بشعبية من قبل‬
‫وفقد شهرته بسبب عدم استخدامه ‪ .‬وبعده ترسل (سميلر) المزيد من البرامج التتبعية للبحث عن‬
‫جين عندما تكتشف أنه ترك تيكستوبوليس‪ ,‬الن أفعاله جعلت (اليكس) يعتقد ان هاتفه يحتاج‬
‫لإلصالح ‪ ,‬وبهذا تستمر رحلة جين مع هاي خمسة جليريك في البحث عن حل إلعادة برمجة‬
‫واصالح جين ليصبح رمز تعبيري عادي ذو وجه تعبيري واحد‪.‬‬

‫* ربط العالقة بين الفيلم والبراديغم والنظريات ‪:‬‬


‫* تكمن العالقة بين محتوى الفيلم والبراديغم والنظريات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعتمد الفيلم في محتواه على التقنية أو اآللة وهذا ما يتوافق مع مفهوم السيبرنطيقا الذي يعتمد‬
‫على اآللية واآللة وكذلك التقنية ‪.‬‬

‫‪ -‬تدور أحداث الفيلم في عالم سري داخل هاتف ذكي ‪ ,‬والذي يناقش كواليس اختيار كل رمز‬
‫تعبيري والذي يتبع مغامرات (جين ) الذي لديه القدرة إلظهار عدد ال متناه من المشاعر في سعيه‬
‫الن يصبح رمزا تعبيريا واحدا وهذا راجع لنقص في عملية الضبط والتحكم والتوجيه ورجع‬
‫الصدى ‪ ,‬ايضا هذا ماهو موجود في البراديغم السيبرنطيقي الذي يعتمد على عمليات ضبط‬
‫المعلومات و توجيهها في المسار السوي لنستطيع التحكم فيها فيما بعد في شكل ردفعل ‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم الفيلم على آليات البرمجة والتي تعتمد على ثنائية المدخالت والمخرجات وهذا نجده في‬
‫البراديغم السيبرنطيقي وأيضا في نظرية المعلومات التيتستند على هذين الثائيتين‪.‬‬

‫‪ -‬تدور أحداث هذا الفيلم في فضاء افتراضي داخل هاتف ذكي ويحاكي الواقع االفتراضي بدرجة‬
‫كبيرة وهذا ما نجده في نظرية تكنولوجيا الويب ‪ 2.0‬والذي أفرزت ما يعرف بالتفاعلية االفتراضية‬
‫إذ نجدها تتعارض مع الفيلم في ذلك ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫* نستنتج في االخير أن الفيلم الذي يعتمد على الرموز التعبيرية والذي بين أيدينا له عالقة وطيدة‬
‫بما تم تقديمه في االعمال الموجهة من بحوث في المداخل االساسية لبحوث االعالم بدأ من المدخل‬
‫النفسي إلى المدخل االجتماعي ‪.‬‬

‫* يتقاطع الفيلم في العديد من مشاهده ولقطاته مع جملة من البراديغمات وهذا ما لمسناه فيما‬
‫يخص البراديغم السيبرنطيقي من خالل عمليات الضبط والتحكم والمفعول الرجعي و التقنية اآللية‬
‫‪...‬الخ‪.‬‬

‫* نجد ايضا من خالل رؤيتنا للفيلم تجسيد ماهو عليه الحال اليوم بالنسبة لإلنسان ‪ .‬اذ دخلنا في‬
‫عالم زخم يعج بالتكنولوجيا والرقمنة أيضا التفاعل االفتراضي ومسايرة وسائل االتصال الحديثة و‬
‫التفنن في استخدام البرمجيات والتقنيات واآلالت‪...‬الخ‪.‬‬

‫* التوصل إلى أنه أغلب االنتاجات السينمائية تعتمد وبدرجة كبيرة على النظريات والبراديغمات في‬
‫تجسيد مشاريعها‪.‬‬

You might also like