Professional Documents
Culture Documents
مقاصد PDF
مقاصد PDF
قسم الشريعة
مادة :مقاصد الشربعة
1
مفهوم المقاصد لغة واصطالحاً
المقاصد في اللغة :مأخوذة من القصد واملقصد ،ومها مشتقان من الفعل (قصد) :ويطلق على عدة
معان منها:استقامة الطريق واالعتماد والعدل والتوسط ،واملقاصد مجع مقصد وهو :موضوع القصد
أو الوجهة.
وفي االصطالح :فقد اجتهد العلماء املعاصرون يف تعريف املقاصد واختلفت عباراهتم واتفقت يف
الغالب يف املعىن املراد من التعريف ومنها هذه التعاريف:
يعرفها ابن عاشور بقوله «:مقاصد التشريع العامة هي :املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع
1
أحوال التشريع أو معظمها ،حبيث ال ختتص مالحظتها بالكون يف نوع خاص من أحكام الشريعة»
فورود لفظ"العامة" راجع إىل تفاوت املقاصد يف االنتشار والتعميم والتخصيص ،والعربة باملقاصد
تشتد كلما قويت أو عمت أو توسعت.
يعرفها عالل الفاس :بتعريف موجز مجع فيه بني املقاصد العامة واخلاصة ،فقال «:املراد مبقاصد
الشريعة :الغاية منها ،واألسرار اليت وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها» 2فالشطر األول من
التعريف« الغاية منها» :تضمن املقاصد العامة،والشطر الثاين :تضمن املقاصد اخلاصة.
ومجيع التعاريف السابقة وغريها مما مل أورده هنا ،تدور حول فكرة واحدة واالختالف حاصل بينهم
يف تقدمي وتأخري يف الصيغ والعبارات ،وال يوجـد فيها ما خيرج املقاصد عن مدلوهلا املتفق عليه.
3
علل رسول اهلل أموراً كثرية نصاً وإمياء ،فمن ذلك قوله((:كنت قد هنيتكم عن حلوم األضاحي من
أجل الدفة ،فكلوا وادخروا ))،8
ومبا أن املقاصد دائرة مع احلكم والغايات ،و التعليل مرتبطاً ببيان الغاية واملقصد من التشريع ،وما
جيري بينهما من اختالف يتلخص فيما يلي:9
-العلة موجودة قبل وجود احلكم ،ومقاصد الشريعة ال توجد إال بعد وجود أحكامها.
-مقاصد الشريعة هي األمور اليت شرع احلكم من أجلها ،والعلل أوصاف ربط احلكم هبا وجودا
وعدما-.العلة تتعلق بأفراد األحكام الشرعية ،بينما الغالب يف مقاصد الشريعة اتصافها بالعموم
4
أهمية المقاصد الشرعية
وقد استفاد اجملتهدون من علم املقاصد فوائد كثرية نذكر منها ما يلي :
5
خصائص المقاصد الشرعية
أوالً :الثبات :أن تكون تلك املعاين جمزوما بتحقيقها أو مظنونا ظنا قريبا من اْلزم.
ثانياً :الظهور :االتضاح حبيث ال خيتلف الفقهاء يف تشخيص املعىن و ال يلتبس على معظمهم
مبشاهبة مثل حفظ النسب الذي هو القصد من مشروعية النكاح ،فهو معىن ظاهر و ال يلتبس
حبفظه الذي حيصل بطرق غري شرعية.
ثالثاً :االنضباط :أن يكون للمعىن حد معترب ال يتجاوزه و ال يقصر عنه حبيث يكون القدر الصاحل
منه يعترب مقصدا شرعيا قدرا غري مشكك ،مثل حفظ العقل إىل القدر الذي خيرج به العاقل عن
تصرفات غري العقالء الذي هو املقصد من مشروعية التعزير بالضرب عن اإلسكار.
رابعاً :االطراد و اإلطالق :أن ال يكون املعىن خمتلفا باختالف أحوال األقطار و القبائل و
األعصار ،يقول الشاطيب” :مقاصد الشارع يف بث املصاحل أن تكون مطلقة عامة ،ال ختتص بباب
دون باب ،و ال مبحل دون حمل ،و ال مبحل وفاق دون حمل خالف ،و باْلملة األمر يف املصاحل
مطرد مطلقا يف كليات الشريعة و جزئياهتا“ .و السبب أن األحكام مشروعة ملصاحل العباد ،و ال
يتأتى أن تكون خمتصة ببعض املكلفني دون بعض و لو اختصت بالبعض مل تكن موضوعة على
اإلطالق.
خامساً .العموم و الشمول :و هي خاصية الزمة ملقاصد الشريعة اإلسالمية و خاصة يف أصوهلا
من الضروريات و احلاجيات و التحسينيات ،فهي مبثوثة يف كل مباحث الشريعة شاملة ألبواهبا و
أدلتها ،تعم اْلزئيات و تستغرق الكليات ،و ال ختتص جبهة دون أخرى أو مبوضع دون آخر أو
بقاعدة دون قاعدة ،فهي أصول الشريعة و الكافية يف مصاحل اخللق عموما و خصوصا حبيث ال
تفتقر تلك الكليات إىل إثباهتا عن طريق قياس أو غريه.
6
تقسيمات المقاصد الشرعية
التقسيم األول :تقسيم المقاصد باعتبار المصالح.
تكاليف الشريعة ترجع على حفظ مقاصدها يف اخللق ،وهذه املقاصد ال تعدو ثالثية أن تكون
ضرورية ،الثاين :أن تكون حاجية ،الثالث :أن تكون حتسينية.
أوالً :المقاصد الضرورية:
واملقصود باملقاصد الضرورية :هي اليت البد منها يف القيام مصاحل الدين والدنيا ،حبيث إذا فقدت مل
جتر مصاحل الدنيا على استقامة ،بل على فساد وهتارج وفوت حياة ،ويف األخرى فوت النجاة،
والنعيم ،والرجوع باخلسران املبني.
والراجح عند األصوليني أن هذه الضروريات مخس على النحو اآليت:الدين -النفس -العقل –
النسل – املال .قال الغزايل« :ومقصود الشرع من اخللق مخسة ،وهي :أن حيفظ عليهم دينهم،
ونفسهم ،وعقلهم ،ونسلهم ،وماهلم ...وهذه األصول اخلمسة حفظها واقع يف رتبة الضروريات».
المقصد األول:حفظ الدين:
واملراد حبفظ الدين :احلفظ احلاصل من ثالثة معان :اإلسالم ،واإلميان،واإلحسان .فحفظ الدين
اإلنس إِ َّل لِيـعب ُد ِ من أهم مقاصد الشريعة ،قال تعاىل {:وما خلَ ْقت ِْ
ون} .أي ليكونوا عبيداً، اْل َّن َو ِْ َ َ ْ ُ ََ َ ُ
وال يكون العبد عبداً ما مل يعرف ربه بالربوية ،ونفسه بالعبودية ،والبد أن يعرف نفسه وربه ،فهذا
هو املقصود األقصى ببعثة األنبياء .
وسائل حفظ الدين:
وسائل حفظ الدين من جهة الوجود
.5حفظ الدين بالتيسري.
.2حفظ الدين باالجتهاد.
.3حفظ الدين بالتبليغ.
7
.4حفظ الدين بالسلطان.
وسائل حفظ الدين من جهة العدم :
.5مشروعية اْلهاد باألنفس و األموال.
.2مشروعية ردع و قتل املرتدين و الزنادقة.
.3حماربة االبتداع يف الدين ،و معاقبة املبتدعني و السحرة.
.4حترمي املعاصي و معاقبة من يقرتفوهنا باحلدود و التعازير.
.1على املفيت املاجن.
المقصد الثاني حفظ النفس:
واملقصود حبفظ النفس تعظيم قتل النفس ،وإحيائها يف القلوب ترهيباً عن التعرض هلا ،وترغيباً يف
احملاماة عليها .ومعىن حفظ النفوس حفظ األرواح من التلف أفراداً وعموماً؛ ألن العامل مركب من
أفراد اإلنسان ،ويف كل نفس خصائصها اليت هبا بعض قوام العامل.
واملقصود بالنفس اليت قصد الشارع احملافظة عليها هي النفس احملرتمة املعرب عنها باملعصومة الدم يف
س الَِّيت َحَّرَم اللّهُ إِالَّ بِ ْ
احلَ ِّق} . قوله تعاىلَ { :والَ تَـ ْقتُـلُواْ النَّـ ْف َ
وسائل حفظ النفس :
من جانب الوجود :
.5حتديد املسؤولية قبل وجود اإلنسان.
.2مشروعية النكاح .
.3وجوب النفقة و القيام على شؤون اآلوالد.
.4حترمي كل ما من شأنه أن يضر بالنفس من املأكل واملشرب .
8
من جهة العدم :
.5حترمي االعتداء على األنفس و األعضاءأو القتل و الضرب.
.2حترمي االنتحار وقتل النفس.
.3تشريع العقوبة القصاص
.4والدية و األرش و احلكومة .
المقصد الثالث :حفظ العقل:
والعقل نعمة كربى أنعم اهلل هبا على اإلنسان ،وميزه احليوان ،فإذا فقد اإلنسان عقله أصبح
كالبهيمة يساق إىل حتفه وهو ال يشعر ،واحملافظة على سالمة العقل من املفسدات.
وسائل حفظ العقل :
من جانب الوجود.
.5تكرمي العقل ورفع مكانته وجعله مناطاً للتكليف.
.2األمر بطلب العلم و التعلم.
.3احلث على النظر والتفكري والتأمل.
من جانب العدم:
.5بتحرمي املسكرات و املخدرات.
.2باملعاقبة على تعاطيها.
.3التوجيه اإلعالمي.
.4حماربة الشعوذة و اخلرافة و املعتقدات الفاسدة.
9
المقصد الرابع :حفظ النسل:
اختلف األصوليون يف تسميته بالنسب أو النسل ،فذهب الرازي وابن قدامة والبيضاوي وصدر
الشريعة إىل تسميته بالنسب.وذهب الغزايل واآلمدي وابن احلاجب والزركشي والشاطيب إىل تسميته
بالنسل.
وسائل حفظ النسل :
من جانب الوجود :
-5األمر بالزواج.
-2تشريع احلقوق والوجبات األسرية.
-3كراهية الطالق والتحذير منه.
-4النهي عن االختصاء وحتديد النسل وما شابه.
-1حترمي منع املرأة من الزواج ،واملغاالة يف املهور .
من جانب العدم
.5بتحرمي الزىن و ما يقرب إليه.
.2تشريع العقوبات الدنيوية كاْللد أو الرجم.
.3حترمي الطعن يف االنساب.
.4حترمي االجهاض.
.1إباحة التعدد يف الزواج.
.6اباحة الفحص الطيب قبل الزواج.
المقصد الخامس :مقصد حفظ المال
:واملراد حبفظ املال هو حفظ أموال األمة من اإلتالف ،ومن اخلروج إىل أيدي غري األمة بدون
عوض ،وحفظ أجزاء املال املعتربة عن التلف بدون عوض ،واملال الذي قصد الشارع حفظه هو
املال احملرتم يف نظر الشارع ،الذي اعرتف الشارع بقيمته الذاتية.
10
وسائل حفظ المال:
من جانب الوجود
.5بالكسب و التنمية
.2حفظه من التلف بالعبثي أو اإلسراف.
.3محاية امللكية.
.4تشريع الكتابة والتوثيق.
.1اباحة الصيد يف الرب والبحر.
.6اباحة احياء األرض املوات .
من جانب العدم
.5منع من التعدي على حق الغري،
.2وإجياب الضمان.
.3تشريع حد السرقة.
.4تشريع حد احملاربة.
.1األمر بالتدوال.
.6منع كنزه و احتكاره
.9حترمي الربا.
11
ثانيا :المقاصد الحاجية:
واملقاصد احلاجية تلي املقاصد الضرورية ،فتأيت يف املرتبة الثانية ،وهي مفتقر إليها من حيث
اع
التوسعة ،ورفع الضيق املؤدي يف الغالب إىل احلرج واملشقة الالحقة بفوت املطلوب ،فإذا مل تر َ
دخل على املكلفني – على اْلملة – احلرج واملشقة ،ولكن ال يبلغ مبلغ الفساد العادي املتوقع يف
املصاحل العامة .
واملقصود باملقاصد احلاجية هو ما حتتاج األمة إليه القتناء مصاحلها ،وانتظام أمورها على وجه
حسن ،حبيث لوال مراعاته ملا فسد النظام ،ولكنه كان على حالة غري منتظمة فلذلك كان ال يبلغ
مرتبة الضروري ،وتكون احلاجيات يف العبادات والعادات واملعامالت واْلنايات .
أمثلة للمقاصد الحاجية:
في الدين :يظهر الرخصة يف التيمم والقصر واْلمع ،ويف الصوم بالفطر يف السفر واملرض.
في النفس :يظهر يف الرخصة للمضطر يف أكل امليتة ،وشرعية املواساة بالزكاة ،وإباحة الطالق
في المال :يظهر يف الرتخيص يف الغرر واليسري واْلهالة والسلم والعرايا والقرض والشفعة.
في العقل :يظهر رفع احلرج عن املكره ،وعلى اخلوف على النفس عند اْلوع والعطش.
ثالثاً :المقاصد التحسينية:
وهي ما ال يرجع إىل ضرورة وال إىل حاجة ،ولكن يقع موقع التحسني والتزيني والتيسري للمزايا
واملزائد ،ورعاية أحسن املناهج يف العادات واملعامالت.وقيل هي تقرير الناس على مكارم األخالق،
وحماسن الشيم.
والتحسينات تقع يف مرتبة الكمال للمرتبتني اليت قبلها من الضروريات واحلاجيات ،فهي األخذ مبا
يليق من احملاسن ومكارم األخالق ،مما يضفي على الشريعة من أكمل األوصاف ،وما يتناسب يف
حتقيقها على أهبج الصور والعادات ما مييزها ويرتقي باملكلفني أحواالً.
وجتري التحسينات أيضاً يف العبادات والعادات واملعامالت واْلنايات ،وعلى ما وجد يف
الضروريات واحلاجيات من حفظ للكليات اخلمس.
12
أمثلة للمقاصد التحسينية
للدين :كالطهارات بالنسبة إىل الصلوات ،وأخذ الزينة من اللباس.
للنفس:كالرفق واإلحسان ،وآداب األكل والشرب.
للعقل :كاالبتعاد عن اخلمر وجمانبتها.
للنسل :كاإلمساك باملعروف ،أو التسريح باإلحسان.
للمال :كأخذه من غري إشراف نفس ،والتورع يف كسبه واستعماله ،والبذل منه .
13
أمثلة المقاصد الخاصة :
-5مقاصد اخلاصة بالعبادات.
-2مقاصد اخلاصة باملعامالت.
-3مقاصد اخلاصة باْلنايات
-4مقاصد اخلاصة باألسرة.
وسيأيت بياهنا بالتفصيل عن احلديث عن التطبيقات
ثالثا :المقاصد الجزئية:
وهي كل ما يقصده الشارع من كل حكم شرعي من إجياب ،أو حترمي ،أو ندب ،أو كراهة ،أو
إباحة ،أو شرط ،أو سبب وهي مبثوثة ضمن كتاب قواعد األحكام للعز بن عبدالسالم ،أو
املقاصد اْلزئية املبثوثة داخل كتاب حكمة التشريع وفلسفته للجرجاوي.
أمثلة المقاصد الجزئية :
يف العبادات :مقاصد الطهارة ،ومقاصد احلج ،ومقصد زكاة الفطر
يف املعامالت :مقصد حترمي الربا ،مقصد إباحة الرهن ،مقصد وجوب الكتابة واالشهاد.
يف األسرة :مقصد املهر ،مقصد حترمي اْلمع بني األختني.
التقسيم الثالث للمقاصد :باعتبار القطع والظن.
وقسمت املقاصد باعتبار القطع والظن إىل مقاصد قطعية وظنية وومهية.
المقاصد القطعية :وهي اليت دلت عليها أدلة من قبيل النص الذي ال حيتمل تأويالً ،واليت تواترت
على إثباهتا طائفة عظمى من األدلة والنصوص.
كاألمن وحفظ األعراض وصيانة األموال وإقرار العدول.
المقاصد الظنية :وهي اليت تقع دون مرتبة القطع واليقني ،واليت اختلف حياهلا األنظار واآلراء.
14
كمقصد سد الذريعة يف إفساد العقل ،والذي نأخذ منه حترمي القليل من اخلمر ،وحترمي النبيذ الذي
ال يغلب إفضاؤه إىل اإلسكار فتكون تلك الداللة ظنية.
المقاصد الوهمية :وهي اليت يتخيل فيها صالح وخري وهو عند التأمل ضرر إما خللفاء ضرره مثل
تناول املخدرات من األفيون واحلشيش ،انعاش االقتصاد بالتعامل بالربا.
17