You are on page 1of 16

‫أصول الفقه‬

‫المطلب األول ‪ :‬المبادئ العشرة فى أصول الفقه‬


‫الحد ‪ :‬هو علم يعرف به أحوال األدلة‬ ‫‪.1‬‬
‫ا‬
‫دخًل فى‬ ‫واألحكام الشرعيتين من حيث أن له‬
‫إثبات األحكام باألدلة‪.‬‬
‫الموضوع ‪ :‬اعلم أن موضوع كل علم‪ ،‬هو‬ ‫‪.2‬‬
‫الشئ الذي يبحث في ذلك العلم عن أحواله‬
‫العارضة لذاته‪ .‬ولما كانت مباحث االصوليين‬
‫في علم االصول‪ ،‬ال تخرج عن أحوال االدلة‬
‫الموصلة إلى االحكام الشرعية المبحوث عنها‬
‫فيه‪ ،‬وأقسامها‪ ،‬واختًلف مراتبها‪ ،‬وكيفية‬
‫استثمار االحكام الشرعية عنها‪ ،‬على وجه‬
‫كلي‪ ،‬كانت هي موضوع علم االصول‪.‬‬
‫[‪ ]1‬األدلة السمعية من حيث إثبات األحكام‬
‫الشرعية بها ‪ ]2[،‬واألحكام الشرعية من حيث‬
‫ثبوتها باألدلة السمعية‪.‬‬
‫الغاية ‪ :‬معرفة األحكام الربانية بحسب‬ ‫‪.3‬‬
‫الطاقة اإلنسانية لينال بالجريان على‬
‫موجبها السعادة الدينية والدنياوية ‪،‬‬
‫وذلك ألن هذا العلم متكفل ببيان جهات داللة‬
‫األدلة على األحكام وبيان شروط إفادتها لها‬
‫وبيان األمور المعتبرة فى تلك اإلفادة ولو‬
‫إجماال‪.‬‬
‫اإلستمداد ‪ :‬من الكتاب العزيز والسنة‬ ‫‪.4‬‬
‫النبوية‪.‬‬
‫المسائل ‪ :‬قضايا هذا العلم كاألمر عند‬ ‫‪.5‬‬
‫اإلطًلق يقتضى الوجوب‬
‫النسبة ‪ :‬لعلم الفقه أنه األصل ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ولغيره أنه المباينة‪.‬‬
‫اإلسم ‪ :‬علم أصول الفقه‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫حكم الشروع فيه ‪ :‬الفرض الكفائي إذا‬ ‫‪.8‬‬
‫ّن له‬ ‫فعله البعض فى كل ناحية إال َ‬
‫من تعي‬
‫لنصب الحكم مثًلا‪.‬‬
‫الفضل ‪ :‬بفضل موضوعه وفضل غايته‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬الواضع له أوالا ‪ :‬اإلمام محمد بن إدريس‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫المبادئ العشرة فى دراسة أصول الفقه‬
‫الحد ‪ :‬وأما أصول الفقه‪ :‬فاعلم أن أصل‬ ‫‪.1‬‬
‫كل شئ‪ ،‬هو ما يستند تحقيق ذلك الشئ إليه‪.‬‬
‫فأصول الفقه‪ :‬هي أدلة الفقه‪ ،‬وجهات‬
‫دالالتها على االحكام الشرعية‪ ،‬وكيفية حال‬
‫المستدل بها‪ ،‬من جهة الجملة‪ ،‬ال من جهة‬
‫التفصيل‪ ،‬بخًلف االدلة الخاصة‪ ،‬المستعملة‬
‫في آحاد المسائل الخاصة‪.‬‬
‫الموضوع ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫غاية علم االصول‪ :‬الوصول إلى معرفة‬ ‫‪.3‬‬
‫االحكام الشرعية‪ ،‬التي هي مناط السعادة‬
‫الدنيوية واالخروية‪.‬‬
‫مسائله ‪ :‬أحوال االدلة المبحوث عنها‬ ‫‪.4‬‬
‫فيه مما عرفناه‪.‬‬
‫استمداده ‪ :‬علم الكًلم‪ ،‬والعربية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫واالحكام الشرعية‪ :‬أما علم الكًلم‪ :‬فلتوقف‬
‫العلم بكون أدلة االحكام مفيدة لها شرعا‪،‬‬
‫على معرفة هللا تعالى وصفاته‪ ،‬وصدق رسوله‬
‫فيما جاء به‪ ،‬وغير ذلك مما ال يعرف في غير‬
‫علم الكًلم‪ .‬وأما علم العربية‪ :‬فلتوقف‬
‫معرفة دالالت االدلة اللفظية‪ ،‬من الكتاب‪،‬‬
‫والسنة‪ ،‬وأقوال أهل الحل والعقد من االمة‪،‬‬
‫جهة‬ ‫من‬ ‫لغة‪،‬‬ ‫موضوعاتها‬ ‫معرفة‬ ‫على‬
‫والخصوص‪،‬‬ ‫والعموم‪،‬‬ ‫والمجاز‪،‬‬ ‫الحقيقة‪،‬‬
‫واالضمار‪،‬‬ ‫والحذف‪،‬‬ ‫والتقييد‪،‬‬ ‫واالطًلق‪،‬‬
‫والمنطوق‪ ،‬والمفهوم‪ ،‬واالقتضاء‪ ،‬واالشارة‪،‬‬
‫والتنبيه‪ ،‬وااليماء‪ ،‬وغيره‪ ،‬مما ال يعرف في‬
‫غير علم العربية‪ .‬وأما االحكام الشرعية‪:‬‬
‫فمن جهة أن الناظر في هذا العلم‪ ،‬إنما‬
‫ينظر في أدلة االحكام الشرعية‪ ،‬فًل بد أن‬
‫يكون عالما بحقائق االحكام‪ ،‬ليتصور القصد‬
‫إلى إثباتها ونفيها‪ ،‬وأن يتمكن بذلك من‬
‫وكثرة‬ ‫االمثلة‪،‬‬ ‫بضرب‬ ‫المسائل‪،‬‬ ‫إيضاح‬
‫للنظر‬ ‫فيها‬ ‫بالبحث‬ ‫ويتأهل‬ ‫الشواهد‪،‬‬
‫واالستدالل‪ .‬وال نقول إن استمداده من وجود‬
‫هذه االحكام ونفيها في آحاد المسائل‪،‬‬
‫فإنها من هذه الجهة الثبت لها بغير‬
‫أدلتها‪ ،‬فلو توقفت االدلة على معرفتها من‬
‫هذه الجهة‪ ،‬كان دورا ممتنعا‪.‬‬
‫الواضع ‪ :‬اإلمام الشافعي أبو عبد هللا‬ ‫‪.6‬‬
‫محمد بن ادريس الشافعي‪.‬‬
‫حكم الشروع فيه ‪ :‬فرض الكفاية على‬ ‫‪.7‬‬
‫المسلمين ‪ ،‬وفرض العين إن تعين أنه لم‬
‫من ّ‬
‫علم فيه‪.‬‬ ‫يجد فى ذلك البلد َ‬
‫‪.8‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬التعريف بإمام الحرمين‬


‫إسمه ونسبه ‪ :‬هو عبد الملك بن عبد هللا‬ ‫‪.1‬‬
‫بن يوسف بن محمد الجويني النيسابوري ‪،‬‬
‫َين ‪ ،‬بضم الجيم وفتح‬ ‫ُو‬
‫والجويني نسبة إلى ج‬
‫الواو ‪ ،‬وهي إحدى نواحي نيسابور ‪ ،‬حيث‬
‫ولد أبوه‪.‬‬
‫لقبه وكنيته ‪ :‬يكنى بأبي المعالي ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وهي كنية تعظيم وتشريف ‪ ،‬فكأنه يطلب‬
‫بإمام‬ ‫ويلقب‬ ‫وأشرفها‪.‬‬ ‫األمور‬ ‫معالي‬
‫الحرمين ‪ ،‬لمجاورته في مكة أربع سنين‬
‫درس ويفتي ‪ ،‬وكذلك جاور بالمدينة أربع‬ ‫يَ‬
‫ُ‬
‫درس ويفتي ويجمع طرق المذهب‬ ‫يَ‬
‫سنين ‪ُ ،‬‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫مولده ‪ :‬ولد أبو المعالي في المحرم‬ ‫‪.3‬‬
‫سنة ‪ 419‬هـ على أرجح األقوال‪.‬‬
‫نشأته وطلبه للعلم ‪ :‬نشأ أبو المعالي‬ ‫‪.4‬‬
‫في أسرة ذات فضل وعلم ‪ ،‬فقد اعتنى به‬
‫والده منذ الصغر ‪ ،‬فقد كان والده أبو‬
‫ا ‪ ،‬بل شيخ الشافعية في عصره ‪،‬‬ ‫محمد فقيها‬
‫له مؤلفات عديدة ‪ ،‬منها شرح رسالة اإلمام‬
‫الشافعي ‪ ،‬وكان عمه علي بن يوسف الجويني‬
‫ا ‪ .‬نشأ أبو المعالي في هذه‬ ‫ا أيضا‬‫فقيها‬
‫األسرة الفاضلة ‪ ،‬فدرس على والده الفقه‬
‫واألصول والتفسير ‪ ،‬وقرأ جميع مصنفات‬
‫والده ‪ ،‬ودرس على عدد من العلماء ‪ ،‬ورحل‬
‫في طلب العلم رحًلت عديدة ‪ ،‬استغرقت عشر‬
‫سنوات من عمره ‪ ،‬فرحل إلى الحجاز وبغداد‬
‫وخراسان ‪ ،‬والتقى بعدد من الشيوخ الذين‬
‫أخذ العلم عنهم‬
‫شيوخه ‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ )a‬والده فقد أخذ عنه الفقه واألصول‬
‫والتفسير وغيرها من العلوم ‪.‬‬
‫‪ )b‬أبو القاسم عبد الجبار بن علي المعروف‬
‫باإلسكاف اإلسفرايني توفى سنة ‪ 452‬هـ ‪،‬‬
‫ا ‪ ،‬وقد واظب أبو‬ ‫ا متكلما‬‫كان فقيها‬
‫المعالي على حضور دروسه ‪ ،‬قرأ عليه‬
‫األصول وتخرج بطريقته‪.‬‬
‫‪ )c‬أبو عبد هللا الخبازي ‪ ،‬محمد بن علي‬
‫النيسابوري المتوفى سنة ‪ 449‬هـ ‪ ،‬كان‬
‫شيخ القراء في وقته‪ ،‬قرأ عليه أبو‬
‫المعالي القرآن ‪.‬‬
‫‪ )d‬الحافظ أبو نعيم األصبهاني ‪ ،‬أحمد بن‬
‫ا المتوفى سنة‬‫ا ‪ ،‬فقيها‬ ‫عبد هللا ‪ ،‬كان محدثا‬
‫‪ 430‬هـ ‪ ،‬ودرس عليه إمام الحرمين‬
‫وأجازه‪.‬‬
‫‪ )e‬حسين بن محمد المروزي ‪ ،‬المشهور‬
‫بالقاضي حسين والمتوفى سنة ‪ 462‬هـ ‪ ،‬وهو‬
‫شيخ الشافعية بخراسان ‪ ،‬وتفقه عليه إمام‬
‫الحرمين‪.‬‬
‫تالميذه ‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ )a‬أبو حامد محمد بن محمد بن محمد‬
‫الغزالي حجة اإلسًلم والمسلمين ‪ ،‬كان‬
‫ا ‪ ،‬العلم‬ ‫ا متصوفا‬ ‫ا متكلما‬ ‫ا أصوليا‬‫فقيها‬
‫المعروف المتوفى سنة ‪ 505‬هـ‬
‫‪ )b‬علي بن محمد بن علي الطبري المعروف‬
‫ا‬
‫ا مفسرا‬
‫ا أصوليا‬‫بالكيا الهراسي كان فقيها‬
‫ا المتوفى سنة ‪ 504‬هـ ‪.‬‬ ‫محدثا‬
‫‪ )c‬عبد الرحيم بن عبد الكريم أبو نصر ‪،‬‬
‫ا‬
‫ا مفسرا‬
‫المعروف بابن القشيري ‪ ،‬كان فقيها‬
‫ا المتوفى سنة ‪ 514‬هـ ‪.‬‬ ‫متكلما‬
‫الفارسي‬ ‫اسماعيل‬ ‫بن‬ ‫الغافر‬ ‫‪ )d‬عبد‬
‫النيسابوري ‪ ،‬كان من أعيان المحدثين‬
‫ا المتوفى‬
‫ا أديبا‬ ‫والمؤرخين ‪ ،‬وكان فقيها‬
‫سنة ‪ 529‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )e‬أحمد بن محمد بن المظفر النيسابوري‬
‫الخوافي ‪ ،‬كان من عظماء أصحاب إمام‬
‫ا بحسن المناظرة‬ ‫الحرمين ‪ ،‬وكان مشهورا‬
‫المتوفى سنة ‪ 500‬هـ ‪.‬‬
‫ثناء العلماء عليه ‪ :‬كان إمام الحرمين‬ ‫‪.7‬‬
‫محل ثناء العلماء ‪ ،‬وإعجابهم بشخصيته‬
‫الفذة ‪ ،‬وبعلمه الواسع ‪ ،‬فمن عباراتهم في‬
‫الثناء عليه ‪ -‬وقد كان أهًلا للثناء ‪: -‬‬
‫‪ )a‬قال أبو سعد السمعاني ‪ (:‬كان أبو‬
‫ا ‪،‬‬ ‫المعالي إمام األئمة على اإلطًلق مجمعا‬
‫ا ‪ ،‬لم تر العيون‬ ‫ا وغربا‬
‫على إمامته ‪ ،‬شرقا‬
‫مثله )‪.‬‬
‫‪ )b‬قال أبو الحسن الباخرزي في حقه ‪(:‬‬
‫الفقه فقه الشافعي ‪ ،‬واألدب أدب األصمعي‪،‬‬
‫وفي الوعظ الحسن الحسن البصري ‪ ،‬وكيف ما‬
‫هو فهو إمام كل إمام ‪ ،‬والمستعلي بهمته‬
‫على كل همام ‪ ،‬والفائز بالظفر على إرغام‬
‫كل ضرغام ‪ ،‬إن تصدر للفقه فالمزني من‬
‫مزنته ‪ ،‬وإذا تكلم فاألشعري شعرة من‬
‫وفرته )‪.‬‬
‫‪ )c‬وقال أبو إسحاق الشيرازي ‪ (:‬تمتعوا‬
‫بهذا اإلمام ‪ ،‬فإنه نزهة هذا الزمان ‪،‬‬
‫ة ‪(:‬‬ ‫يعني إمام الحرمين )‪ .‬وقال له مرا‬
‫أنت اليوم إمام األئمة )‪.‬‬
‫‪ )d‬وقال شيخ اإلسًلم أبو عثمان إسماعيل بن‬
‫عبد الرحمن الصابوني ‪ ،‬وقد سمع كًلم إمام‬
‫الحرمين في بعض المحافل ‪ (:‬صرف هللا‬
‫المكاره عن هذا اإلمام ‪ ،‬فهو اليوم قرة‬
‫عين اإلسًلم ‪ ،‬والذاب عنه بحسن الكًلم )‪.‬‬
‫‪ )e‬وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي ‪(:‬‬
‫إمام الحرمين فخر اإلسًلم ‪ ،‬إمام األئمة‬
‫على اإلطًلق ‪ ،‬حبر الشريعة المجمع على‬
‫ا ‪ ،‬المقر بفضله السراة‬ ‫ا وغربا‬‫إمامته شرقا‬
‫ا ‪ ،‬من لم تر العيون‬ ‫ْبا‬ ‫ا وع‬
‫ُر‬ ‫ُج‬
‫ْما‬ ‫والحداة ع‬
‫مثله قبله )‪.‬‬
‫ا‬
‫مؤلفاته ‪ :‬ألف إمام الحرمين كتبا‬ ‫‪.8‬‬
‫كثيرة في مختلف العلوم فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪ )a‬البرهان في أصول الفقه وهو من أعظم‬
‫المؤلفات في فنه ‪.‬‬
‫‪ )b‬التلخيص في أصول الفقه ‪.‬‬
‫‪ )c‬الورقات في أصول الفقه ‪.‬‬
‫‪ )d‬نهاية المطلب في دراية المذهب في‬
‫الفقه الشافعي ‪.‬‬
‫ّ ‪.‬‬ ‫‪ )e‬مغيث الخلق في ترجيح القول الحق‬
‫‪ )f‬الكافية في الجدل ‪.‬‬
‫‪ )g‬األساليب ‪.‬‬
‫‪ )h‬العمد ‪.‬‬
‫‪ )i‬العقيدة النظامية ‪.‬‬
‫‪ )j‬الشامل في أصول الدين‪ .‬وغير ذلك من‬
‫المؤلفات ‪.‬‬
‫وفاته ‪ :‬توفي إمام الحرمين بعد حياة‬ ‫‪.9‬‬
‫الخامس‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫والعطاء‬ ‫بالبذل‬ ‫حافلة‬
‫والعشرين من شهر ربيع اآلخر سنة ‪ 478‬هـ‪.‬‬
‫وتأسف عليه الخاصة والعامة ‪ ،‬رحمه هللا رحمة‬
‫واسعة وأسكنه فسيح جناته ‪.‬‬
‫التعريف بالشارح جالل الدين المحلي‬
‫إاسمه ونسبه ‪ :‬هو محمد بن أحمد بن‬ ‫‪.1‬‬
‫إبراهيم بن أحمد بن هاشم ‪ ،‬الجًلل أبو عبد‬
‫هللا بن الشهاب أبي العباس بن الكمال‬
‫األنصاري المحلي القاهري الشافعي‪ .‬وهو‬
‫منسوب إلى المحلة الكبرى من الغربية وهي‬
‫مدينة مشهورة في مصر‪.‬‬
‫لقبه ‪ :‬يعرف بالجًلل المحلي ‪ ،‬أو جًلل‬ ‫‪.2‬‬
‫الدين المحلي ‪ ،‬وأطلق عليه ابن العماد‬
‫لقب ( تفتازاني العرب )‪.‬‬
‫مولده ونشأته ‪ :‬ذكر السخاوي أنه رأى‬ ‫‪.3‬‬
‫بخط جًلل الدين المحلي ‪ ،‬أنه ولد في مستهل‬
‫شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة‪،‬‬
‫ونشأ في القاهرة ‪.‬‬
‫طلبه للعلم وشيوخه ‪ :‬ذكر السخاوي أنه‬ ‫‪.4‬‬
‫ا ‪،‬‬ ‫نشأ في القاهرة ‪ ،‬وقرأ القرآن وكتبا‬
‫واشتغل في عدة فنون‪ ،‬فدرس الفقه وأصوله ‪،‬‬
‫والعربية والنحو والفرائض ‪ ،‬والحساب‬
‫والمعاني‬ ‫والبيان‬ ‫‪،‬‬ ‫والجدل‬ ‫والمنطق‬
‫والعروض ‪ ،‬ودرس التفسير وأصول الدين‬
‫وعلوم الحديث ‪ ،‬وتفنن في العلوم العقلية‬
‫ا أنه درس‬ ‫والنقلية ‪ .‬وذكر السخاوي أيضا‬
‫على شمس الدين البرماوي ‪ ،‬الفقه وأصوله‬
‫إبراهيم‬ ‫عن‬ ‫الفقه‬ ‫وأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫والعربية‬
‫البيجوري ‪ ،‬والجًلل البلقيني ‪ ،‬والولي‬
‫العراقي ‪ ،‬وأخذ أصول الفقه عن العز بن‬
‫جماعة ‪ ،‬وأخذ النحو عن الشهاب العجيمي‬
‫والشمس الشطنوفي ‪ ،‬وأخذ الفرائض والحساب‬
‫عن ناصر الدين بن أنس المصري الحنفي ‪،‬‬
‫وأخذ المنطق والجدل والمعاني والبيان‬
‫والعروض وأصول الفقه ‪ ،‬عن البدر األقصرائي‬
‫‪ ،‬وأخذ التفسير واصول الدين عن البساطي‪.‬‬
‫وأخذ علوم الحديث عن الولي العراقي وعن‬
‫الحافظ ابن حجر العسقًلني‪.‬‬
‫وتتلمذ على عدد كبير من الشيوخ أذكرهم‬
‫بإيجاز ‪:‬‬
‫‪ )a‬سراج الدين بن الملقن المتوفى سنة ‪804‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫‪ )b‬سراج الدين البلقيني المتوفى سنة ‪805‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫‪ )c‬برهان الدين إبراهيم األبناسي المتوفى‬
‫سنة ‪ 801‬هـ ‪.‬‬
‫الفوي‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫اللطيف‬ ‫عبد‬ ‫‪ )d‬سراج‬
‫المتوفى سنة ‪ 802‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )e‬بدر الدين أحمد بن محمد الطبندي‬
‫المتوفى سنة ‪ 809‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )f‬محمد بن موسى الدميري المتوفى سنة ‪808‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫‪ )g‬محمد بن أنس بن أبي بكر الطبنداوي‬
‫المتوفى سنة ‪ 809‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )h‬أحمد بن عماد األقفهسي المتوفى سنة ‪808‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫َّراقي‬
‫‪ )i‬شمس الدين محمد بن أحمد الغ‬
‫المتوفى سنة ‪ 816‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )j‬عز الدين بن جماعة المتوفى سنة ‪ 819‬هـ‬
‫‪.‬‬
‫‪ )k‬بدر الدين محمد بن محمد األقصرائي‬
‫المتوفى سنة ‪ 825‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )l‬عز الدين محمد بن أحمد بن خضر المتوفى‬
‫سنة ‪ 818‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )m‬شهاب الدين أحمد المغراوي المالكي‬
‫المتوفى سنة ‪ 820‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )n‬شرف الدين ابن الكويك الربعي المتوفى‬
‫سنة ‪ 821‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )o‬أبو زرعة ولي الدين العرافي المتوفى‬
‫سنة ‪ 826‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )p‬شمس الدين محمد بن عبد الماجد العجيمي‬
‫المتوفى سنة ‪ 822‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )q‬محمد بن سعد المعروف بابن الديري‬
‫المتوفى سنة ‪ 827‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )r‬شمس الدين البرماوي المتوفى سنة ‪831‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫‪ )s‬شمس الدين محمد بن إبراهيم الشطنوفي‬
‫المتوفى سنة ‪ 832‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )t‬شمس الدين بن الجزري المتوفى سنة ‪833‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫البخاري‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫الدين‬ ‫‪ )u‬عًلء‬
‫المتوفى سنة ‪ 841‬هـ ‪.‬‬
‫الطائي‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الدين‬ ‫‪ )v‬شمس‬
‫البساطي المتوفى سنة ‪ 842‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )w‬شمس الدين محمد بن إسماعيل الونائي‬
‫المتوفى سنة ‪ 849‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )x‬شمس الدين محمد بن علي القاياتي‬
‫المتوفى سنة ‪ 850‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )y‬الحافظ ابن حجر العسقًلني المتوفى سنة‬
‫‪ 852‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )z‬نظام الدين يحي بن يوسف السيرامي‬
‫المتوفى سنة ‪ 833‬هـ ‪.‬‬
‫إبراهيم البيجوري المتوفى سنة ‪825‬‬ ‫‪)aa‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫إسماعيل بن أبي الحسن البرماوي‬ ‫‪)bb‬‬
‫المتوفى سنة ‪ 834‬هـ ‪.‬‬
‫تالميذه ‪ :‬تتلمذ علي الجًلل المحلي عدد‬ ‫‪.5‬‬
‫كبير من التًلميذ ‪ ،‬وخاصة أنه تولى‬
‫التدريس في بعض مدارس القاهرة ‪ ،‬فقد تولى‬
‫تدريس الفقه في المدرسة البرقوقية ‪ ،‬كما‬
‫تولى التدريس في المدرسة المؤيدية ‪ ،‬بعد‬
‫وفاة الحافظ ابن حجر ‪ .‬ومن تًلميذه الذين‬
‫وقفت عليهم ‪:‬‬
‫جًلل الدين السيوطي المتوفى سنة ‪911‬‬ ‫‪)a‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫شمس الدين السخاوي المتوفى ‪ 892‬هـ‬ ‫‪)b‬‬
‫‪.‬‬
‫نور الدين السمهودي المتوفى سنة‬ ‫‪)c‬‬
‫‪ 911‬هـ ‪.‬‬
‫إبراهيم بن محمد بن أبي شريف‬ ‫‪)d‬‬
‫المقدسي المتوفى ‪ 923‬هـ ‪.‬‬
‫سبط الحافظ ابن حجر ‪ ،‬يوسف بن‬ ‫‪)e‬‬
‫شاهين العًلئي المتوفى سنة ‪ 899‬هـ ‪.‬‬
‫أحمد بن محمد بن إبراهيم البيجوري‬ ‫‪)f‬‬
‫‪.‬‬
‫أحمد بن محمد المنوفي ‪ ،‬قاضي منوف‪.‬‬ ‫‪)g‬‬
‫عبد الرحمن بن أحمد بن محمد‬ ‫‪)h‬‬
‫األنصاري القمولي المتوفى سنة ‪ 864‬هـ ‪.‬‬
‫محمد بن عبد هللا بن قاضي عجلون‬ ‫‪)i‬‬
‫المتوفى سنة ‪ 876‬هـ ‪.‬‬
‫عبد الحق بن محمد السنباطي ‪.‬‬ ‫‪)j‬‬
‫محمد بن عبد المنعم الجرجري ‪.‬‬ ‫‪)k‬‬
‫محمد بن محمد بن أحمد الدمشقي ‪.‬‬ ‫‪)l‬‬
‫محمد بن محمد بن عبد الرحمن‬ ‫‪)m‬‬
‫البلقيني المتوفى سنة ‪ 890‬هـ ‪.‬‬
‫محمد بن محمد المهلبي الفيومي ‪893‬‬ ‫‪)n‬‬
‫هـ ‪.‬‬
‫المعروف‬ ‫يحي بن محمد بن سعد‬ ‫‪)o‬‬
‫بالقباني المتوفى سنة ‪ 900‬هـ ‪.‬‬
‫أبو بكر بن عبد هللا بن عبد الرحمن ‪.‬‬ ‫‪)p‬‬
‫محمد بن داود البازلي ‪.‬‬ ‫‪)q‬‬
‫أخالقه وثناء العلماء عليه ‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫شرح الورقات (ص‪)18 :‬‬


‫العلماء‬ ‫بصفات‬ ‫المحلي‬ ‫الدين‬ ‫جًلل‬ ‫اتصف‬
‫ا ‪ ،‬عليه سيما‬ ‫ا وقورا‬
‫مهابا‬‫العاملين ‪ ،‬فكان ُ‬
‫الخير ‪ ،‬وقد اعتبره تلميذه السخاوي من‬
‫األولياء الصالحين (‪. )1‬‬
‫ا إلى الحق ‪ ،‬إذا ظهر له الصواب على‬ ‫ّاعا‬ ‫وكان رج‬
‫لسان من كان رجع إليه ‪ ،‬لشدة تحرزه ‪.‬‬
‫ا في المناصب ‪ ،‬فقد عرض عليه القضاء‬ ‫وكان زاهدا‬
‫بعد وفاة الحافظ ابن حجر فأبى ‪ ،‬وقال للسلطان‬
‫إنه عاجز عن تولي هذا المنصب ‪.‬‬
‫وكان يقول ألصحابه إنه ال طاقة لي على النار‪.‬‬
‫وكان المحلي شديد الذكاء ‪ ،‬حيث قال بعض‬
‫العلماء عنه ‪ :‬إن ذهنه يثقب الماس ‪ .‬وكان‬
‫رحمه هللا يقول عن نفسه ‪ :‬إن فهمي ال يقبل الخطأ‬
‫د القريحة قوي الحجة ‪ ،‬كما أنه كان‬ ‫‪ .‬وكان حاّ‬
‫ّ كما قال تلميذه‬‫حاد المزاج ‪ ،‬وال سيما في الحر‬
‫السخاوي ‪.‬‬
‫ومن ثناء العلماء عليه ‪:‬‬
‫ا عًلمة‬
‫قال السخاوي ‪ … (:‬وكان إماما‬ ‫‪.1‬‬
‫ا مفرط الذكاء ‪ ،‬صحيح الذهن …‬ ‫ا نظارا‬ ‫محققا‬
‫)‪.‬‬
‫قال السيوطي ‪ (:‬وكان غرة هذا العصر في‬ ‫‪.2‬‬
‫ًّلح‬
‫سلوك طريق السلف ‪ ،‬على قدم من الص‬
‫والورع ‪ ،‬واألمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر ‪ ،‬يواجه بذلك الظلمة والحكام‬
‫ويأتون إليه ‪ ،‬فًل يلتفت إليهم وال يأذن‬
‫لهم بالدخول عليه )‪.‬‬
‫قال ابن العماد الحنبلي ‪ (:‬جًلل الدين‬ ‫‪.3‬‬
‫محمد … المحلي الشافعي ‪ ،‬تفتازاني العرب‬
‫ا‬
‫اإلمام العًلمة… وبرع في الفنون ‪ ،‬فقها‬
‫ا )‪.‬‬
‫ا ومنطقا‬‫ا وأصوالا ونحوا‬
‫وكًلما‬
‫وقال محمد ابن إياس الحنفي ‪ … (:‬وكان‬ ‫‪.4‬‬
‫ا‬
‫ا خيرا‬‫ا في العلوم دينا‬ ‫ا فاضًلا بارعا‬‫عالما‬
‫ا بالفقه … )‪.‬‬ ‫عارفا‬
‫وقال عمر رضا كحالة ‪ … (:‬مفسر فقيه‬ ‫‪.5‬‬
‫متكلم أصولي نحوي منطقي …)‪.‬‬
‫ً ‪ :‬مؤلفاته ‪:‬‬ ‫سابعا‬
‫تفسير القرآن الكريم من أول سورة‬ ‫‪.1‬‬
‫قال‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫القرآن‬ ‫آخر‬ ‫إلى‬ ‫الكهف‬
‫السيوطي ‪ (:‬وأجل كتبه التي لم تكمل "‬
‫تفسير القرآن " ‪ ،‬كتب منه من أول سورة‬
‫الكهف إلى آخر القرآن ‪ ،‬في أربعة عشر‬
‫ا … وهو ممزوج محرر في غاية الحسن ‪،‬‬ ‫كراسا‬
‫وكتب على الفاتحة وآيات يسيرة من البقرة‬
‫‪ ،‬وقد أكملته على نمطه من أول البقرة إلى‬
‫آخر اإلسراء )‪.‬‬
‫وهو مع كونه صغير الحجم كبير المعنى ‪،‬‬
‫ألنه لب لباب التفاسير ‪ ،‬وهو المعروف‬
‫بتفسير الجًللين وهو مطبوع ‪.‬‬
‫شرح جمع الجوامع في أصول الفقه لتاج‬ ‫‪.2‬‬
‫الدين عبد الوهاب بن السبكي ‪ ،‬وهو أحسن‬
‫شروح جمع الجوامع ‪ ،‬وهو شرح مفيد ممزوج‬
‫في غاية التحرير والتنقيح وسماه ( البدر‬
‫الطالع بشرح جمع الجوامع ) وهو مطبوع ‪.‬‬
‫شرح ورقات إمام الحرمين وهو محل‬ ‫‪.3‬‬
‫التحقيق وسيأتي الكًلم عليه ‪.‬‬
‫شرح منهاج اإلمام النووي في الفقه‬ ‫‪.4‬‬
‫الشافعي ‪ ،‬وسماه ( كنز الراغبين شرح‬
‫منهاج الطالبين ) وهو مطبوع ‪.‬‬
‫مختصر التنبيه في فروع الشافعية ألبي‬ ‫‪.5‬‬
‫إسحاق الشيرازي‪.‬‬
‫شرح تسهيل الفوائد في النحو ‪ ،‬لم يكمل‬ ‫‪.6‬‬
‫(‪ ، )2‬وتسهيل الفوائد البن مالك النحوي ‪.‬‬
‫الجهر بالبسملة ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫شرح اإلعراب عن قواعد اإلعراب ‪ ،‬وهو‬ ‫‪.8‬‬
‫مختصر مشهور بقواعد اإلعراب ‪.‬‬
‫شرح مقصورة ابن حازم ولم يكمله ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬كنز الذخائر في شرح التائية ‪.‬‬
‫‪ .11‬مناسك الحج‪.‬‬
‫‪ .12‬القول المفيد في النيل السعيد‪.‬‬
‫‪ .13‬األنوار المضية شرح مختصر البردة ‪.‬‬
‫‪ .14‬الطب النبوي ‪.‬‬
‫‪ .15‬كتاب في الجهاد ‪.‬‬
‫‪ .16‬شرح الشمسية في المنطق لنجم الدين‬
‫القزويني ‪.‬‬
‫‪ .17‬حاشية على شرح جامع المختصرات في فروع‬
‫الشافعية ‪ ،‬والجامع وشرحه للشيخ كمال‬
‫الدين أحمد بن عمر النشائي المدلجي‬
‫الشافعي المتوفى سنة ‪ 757‬هـ فوضع جًلل‬
‫الدين المحلي حاشية على الشرح ‪.‬‬
‫‪ .18‬تعليقة على جواهر البحرين في الفروع‬
‫لجمال الدين اإلسنوي ‪.‬‬
‫‪ .19‬شرح عروض أندلسي ألبي الجيش األنصاري ‪،‬‬
‫ولكن المحلي لم يكمله ‪.‬‬
‫ً ‪ :‬وفاته ‪:‬‬
‫ثامنا‬
‫أصاب الشيخ جًلل الدين المحلي اإلسهال من منتصف‬
‫ا إلى أن توفاه‬ ‫شهر رمضان ‪ 863‬هـ وأستمر مريضا‬
‫هللا سبحانه وتعالى في يوم السبت أول المحرم سنة‬
‫‪ 864‬هـ ‪ ،‬عن إحدى وسبعين سنة وبضعة أشهر رحمه‬
‫هللا رحمة واسعة ‪.‬ى قال السخاوي ‪ (:‬وصلي عليه‬
‫ا ‪ ،‬ثم دفن‬
‫بمصلى باب النصر ‪ ،‬في مشهد حافل جدا‬
‫عند آبائه بتربته التي أنشأها … وتأسف الناس‬
‫ا وأثنوا عليه جميًلا )‪.‬‬
‫عليه كثيرا‬

You might also like