You are on page 1of 57

‫الفصل السادس‬ ‫شعبة العلوم القانونٌة‬

‫مسلك القانون المدنً‬

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة في القانون الخاص حول ‪:‬‬

‫تحت إشراؾ األستاذ ‪:‬‬ ‫من انجاز الطلبة ‪:‬‬


‫موالي حفٌظ علوي قادٌري‬ ‫حسناء شٌكر‬

‫نعٌمة شتتهً‬
‫محمد اخوٌرة‬

‫السنة الجامعٌة ‪2015-2014 :‬‬

‫‪1‬‬
‫ال بد لنا و نحن نخطو خطواتنا األخيرة لنيل شهادة‬

‫اإلجازة من وقفة نعود فيها إلى أعوام قضيناها في رحاب الجامعة‬

‫مع أساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير باذلين جهودا كثيرة في بناء‬

‫جيل الغد لتبعث األمة من جديد ‪...‬وقبل أن نمضي نتقدم بأسمى آيات‬

‫الشكر و االمتنان و التقدير و المحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في الحياة‪...‬‬

‫إلى الذين مهدوا لنا طريق العلم و المعرفة إلى جميع أساتذتنا األفاضل و أخص‬

‫بالتقدير و أشكر أستاذنا الفاضل الدكتور موالي حفيظ علوي قاديري‬

‫على إشرافه لنا في هذا البحث و على المجهود‬

‫الذي بذله معنا فزرع فينا روح التفاؤل و المضي لألمام‬

‫كما أننا نتوجه بأسمى عبارات التقدير و االحترام‬

‫إلى جل أساتذة شعبة الدراسات القانونية و لن‬

‫ننسى أن نشكر من وجهنا و ساندنا من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إهداء آلبابنا وأمهاتنا الذٌن اكتووا بنار الجهل وعلمونا أال نكتوي به‪،‬‬
‫ولكل أساتذتنا الكرام فً رحاب‬
‫جامعة القاضً عٌاض الذٌن قدموا لنا الكثٌر فً سبٌل تلقً العلم‬
‫والمعرفة‬
‫إهداء خاص‬
‫ألستاذنا الفاضل موالي حفٌظ علوي قاديري الذي أشرؾ لنا على‬
‫هذا البحث ودعمنا بتوجٌهاته وارشادته التً كانت بمثابة نبراس‬
‫أنار لنا الطرٌق للوصول إلى المعلومة متوجهٌن له بعبارات الشكر‬
‫واإلمتنان‪.‬‬
‫نهدي بحثنا المتواضع ثمرة جهد وعناء‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر العدالة الوجه الحقٌقً للحضارة اإلنسانٌة إذ أن تطور هذا الجهاز ٌقاس بمدى سمو‬
‫حضارة هذا المجتمع أو مدى انحطاطها ‪ ،‬وأن تحدٌث وعصرنة المإسسات السٌاسٌة والدستورٌة ٌمر‬
‫عبر دولة الحق والقانون ومن الضروري أن تبنى هذه الدولة على العدالة الجنابٌة التً تعكس لنا السٌاسة‬
‫الجنابٌة للدولة ‪ ،‬فكان الزما وضع سٌاسة جنابٌة تضبط سلوك األفراد وتدافع عن حقوقهم وتوقع العقاب‬
‫على من أخل ببنود المسطرة بمحاكمة عادلة تحفظ كرامة اإلنسان ‪ ،‬فكل مجتمع متحضر ٌعطً للعدالة‬
‫قٌمتها وللكرامة اإلنسانٌة قدرها ‪ ،‬وذلك أن خارج العدالة ال ٌمكن أن نجد سوى االستبداد وكل الصور‬
‫الهمجٌة واالستعباد الذي ال ٌصلح مع الحدٌث عن حضارة المجتمع أو عن كرامة الفرد فالمشرع‬
‫المؽربً دأب على إصدار قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد و عمل فٌه على تثبٌت شروط المحاكمة العادلة‬
‫واحترام حقوق اإلنسان من خالل دعم الفصل بٌن سلطات المتابعة والتحقٌق والحكم وعلى المساواة وبٌن‬
‫األشخاص الموجودٌن فً نفس المراكز القانونٌة الواقعٌة ‪ ،‬كما اهتم بتوفٌر ضمانات مهمة للفرد سواء‬
‫فً مرحلة البحث أو التحقٌق أو المحاكمة العادلة وخلق عدة مإسسات ؼاٌتها تحقٌق العدالة كهٌبات‬
‫التحقٌق ومحاكمة األحداث وعمل على توسٌع اختصاصات النٌابة العامة بوضع آلٌات جدٌدة تساعدها‬
‫على كشؾ الجرٌمة والتوصل إلى الحقٌقة وتسلٌط الضوء على القضاء فً مجال تطبٌق العقوبة‪.‬‬

‫ذلك أن الممارسة المٌدانٌة فً مجال اإلجراءات النظامٌة المتعلقة بالمسطرة الجنابٌة خلفت‬
‫مجموعة من التراكمات السلبٌة وكشفت عن مجموعة من الثؽرات التطبٌقٌة أصبح من الالزم التصدي‬
‫لها فضال عن كون انخراط المملكة المؽربٌة فً المنظومة الحقوقٌة العالمٌة ومصادقتها على المواثٌق‬
‫الدولٌة واإلقلٌمٌة فرضت علٌه إعادة النظر فً هٌكلة ترسانته القانونً لتكون أكثر تجاوبا مع المستجدات‬
‫الحقوقٌة العالمٌة ‪ٌ ،‬ضاؾ إلى هذه االعتبارات عامل القفزة النوعٌة التً شهدها المؽرب فً مجال حقوق‬
‫اإلنسان ‪ .‬وعلى ؼرار أي مولود تشرٌعً جدٌد فان تسلٌط الضوء على المستجدات المضمنة به تفرض‬
‫علٌنا بداٌة تناول بعض مقتضٌاتها بالرصد والتحلٌل من خالل الوقوؾ عند التعرٌؾ بقانون المسطرة‬
‫الجنابٌة ونشؤته وأهمٌته وأهم التعدٌالت التً عرفها بعد قانون اإلجراءات االنتقالٌة والتً تم االعتماد‬
‫علٌه دخول القانون الجدٌد حٌز التطبٌق ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أوال ‪ :‬التعرٌؾ بقانون المسطرة الجنائٌة‬

‫‪22.01‬‬ ‫لم ٌعرؾ المشرع المؽربً قانون المسطرة الجنابٌة ونفس األمر بالنسبة لقانون رقم‬
‫المتعلق بمدونة المسطرة الجدٌدة اال أنه من خالل نصوصه ٌمكن القول بؤنه " مجموعة من القواعد‬
‫القانونٌة التً تنظم النشاط الذي تباشره السلطات العامة بسبب ارتكاب جرٌمة وتستهدؾ به تحدٌد‬
‫المسإول عنها وإنزال العقوبة أو التدابٌر الوقابٌة به " وٌفترض من قانون من قانون المسطرة الجنابٌة‬
‫وجود قانون جنابً ذلك أن الجرٌمة والعقوبة اللتٌن ٌتعلق بهما نشاط السلطات العامة الذي ٌنظمه قانون‬
‫المسطرة الجنابٌة ٌحددها القانون الجنابً ومن تم صاغ القول بؤنه إذا لم ٌوجد قانون جنابً فال ٌتصور‬
‫وجود قانون المسطرة الجنابٌة وقد قٌل أن قانون المسطرة الجنابٌة هو الذي ٌنقل قواعد القانون الجنابً‬
‫من حالة السكون الى حالة الحركة كما قٌل بؤن قانون المسطرة الجنابٌة والقانون الجنابً هما وجهان‬
‫لعملة واحدة ذلك أن القانون الجنابً فً مفهومه الموسع ٌشمل القواعد الموضوعٌة وكذا القواعد‬
‫المسطرٌة ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬أهمٌة قانون المسطرة الجنائٌة‬

‫تتجلى أهمٌة قواعد المسطرة الجنابٌة من الناحٌة التشرٌعٌة فً كونها تحرك قواعد القانون‬
‫الجنابً كما سبق التطرق إلى ذلك ‪ .‬كما أن قواعدها تحتك باستمرار مع حقوق الفرد وحرٌته ‪ .‬فمبدأ ال‬
‫جرٌمة وال عقوبة إلى بنص ال ٌستفٌد منها الفرد إال إذا كانت المسطرة قد أؼفلت حماٌته من التعسؾ فً‬
‫الوضع تحت الحراسة واالعتقال االحتٌاطً ولم تتوفر له ضمانات الدفاع عن نفسه طبعا إذا كانت أحكام‬
‫المسطرة معٌبة أما إذا كانت سلٌمة فإنها تساعد على تفادي قساوة القانون الجنابً وذلك بنصها على‬
‫ضمان حقوق الدفاع واقتناع القاضً بنسبة الجرٌمة إلى المحكوم علٌه فؤهمٌة المسطرة تتمثل فً أنها‬
‫ضرورٌة لتطبٌق القانون الجنابً فهً التً تبث الروحة فً نصوصه وتخرجها من الجمود إلى التطبٌق‬
‫عن طرٌق رسم السبل التً ٌلزم إتباعها الكتشاؾ الجرٌمة والوصول إلى المجرم كما أن المسطرة‬
‫الجنابٌة ثمتل قوانٌنها مصالح األفراد ومصالح المجتمع ألن رد الفعل االجتماعً ضد الجرٌمة ٌهدؾ ال‬
‫محال إلى حماٌة مصلحة المجتمع ‪.‬‬

‫كما أن هذه المسطرة تقٌم التوازن الحقٌقً والفعال بٌن حق المجتمع فً معاقبة المدنبٌن من‬
‫أفراده وحق الفرد فً ضمان حرٌته التً ال ٌنبؽً النٌل منها إال بمحاكمة عادلة وتتحقق بؤن تتوفر فً‬
‫قواعده الوضوح واالعتدال وحقوق الدفاع واستقاللٌة القضاء ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثالثا ‪ :‬نشؤة قانون المسطرة الجنائٌة ‪:‬‬

‫كانت قواعد الشرٌعة اإلسالمٌة تطبق فً مٌدان القانون الجنابً والى حٌن فرض الحماٌة سنة‬
‫‪ 1912‬بدأت السلطات االستعمارٌة بإصدار كتلة من القوانٌن الوضعٌة رؼبة فً استبعاد قواعد الشرٌعة‬
‫اإلسالمٌة ‪.‬‬

‫أما نشؤت قانون المسطرة الجنابٌة فان تارٌخ مٌالده ٌعود إلى العاشر من شهر فبراٌر من سنة‬
‫تسعة وخمسون وتسعة مابة وألؾ الذي ٌؤخذ بالنظرٌة الحدٌثة فً الفقه الجنابً والتً تعتمد على العوامل‬
‫والدوافع الشخصٌة واالجتماعٌة فً تقدٌر المسإولٌة الجنابٌة ‪.‬‬

‫وهو مزٌج من النظام االتهامً والنظام التحقٌقً أو نظام التحري ‪ ،‬فاألول ٌتمٌز بالعلنٌة‬
‫والمشافهة وبوضع المتضرر فً مركز الخصم للمتهم الذي ٌثٌر الدعوى بنفسه كما ٌفعل فً الدعوى‬
‫المدنٌة ‪ ،‬أما الثانً أي النظام التحقٌقً فٌتمٌز باالستؽناء عن المتضرر فً إثارة الدعوى وتسٌٌرها حٌث‬
‫ٌسند ذلك إلى قاض خاص وٌتمٌز بالسرٌة فً انجاز اإلجراءات ‪.‬‬

‫وبعد تحدٌد كل من تعرٌؾ المسطرة الجنابٌة وبٌان نشؤتها والتطرق إلى مدى أهمٌتها ‪ ،‬سنحاول‬
‫‪3‬‬ ‫دراسة مختلؾ التعدٌالت التً مرة منها المسطرة الجنابٌة إلى حدود أخر تعدٌل والذي وضع فً‬
‫أكتوبر ‪ 2002‬تحت قانون رقم ‪. 22.01‬‬

‫التعدٌالت أالحقة لقانون ‪ 10‬فبراٌر ‪1959‬‬

‫نظرا للتطورات التً عرفها المجتمع عامة وخاصة نظام العدالة الجنابٌة الذي لم ٌعد مبعث ارتٌاح‬
‫لدى مختلؾ الفعالٌات كان البد من مواكبة هذا التطور بإدخال كتلة من التعدٌالت االنتقالٌة لتفادي كل‬
‫انتقاء وٌمكن إجمال هذه التعدٌالت فً ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ ‬ظهٌر ‪ 18‬شتنبر ‪ : 1962‬الذي أتى بإجراءات صارمة فعدل ‪ 90‬مادة بحٌث ضاعؾ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫وخول للنٌابة العامة سلطة إٌداع‬ ‫واالعتقال االحتٌاطً‬ ‫مدد الوضع تحت الحراسة‬
‫‪3‬‬
‫المتهم فً السجن فً الجنح مالم تتوفر فً مرتكب الجنحة ضمانات كافٌة للحضور‬
‫وقد قام بإلؽاء المادة ‪ 351‬وتعدٌل المواد ‪ 384‬و ‪ 406‬و ‪ 427‬سلطة إٌداع المتهم فً‬

‫‪ 1‬تقدٌم المادة ‪ 2‬من قانون المسطرة الجنائٌة بؤنه ‪ٌ :‬ترتب عن كل جرٌمة الحق فً إقامة دعوى العمومٌة بتطبٌق العقوبات والحق فً إقامة‬
‫الدعوى المدنٌة للمطالبة بالتعوٌض عن الضرر الذي تسببت فٌه الجرٌمة ‪.‬‬
‫‪ 2‬المادتٌن ‪ 154/153‬وتقضً المادة ‪ 153‬من قانون المسطرة الجنائٌة ال ٌمكن لقاضً التحقٌق أن ٌصدر أمرا بإٌداع المتهم فً السجن إلى‬
‫بعد استنطاقه وبشرط أن تكون األفعال المرتكبة جناٌة أو جنحة ٌعاقب علٌها بعقوبة سالبة للحرٌة‬
‫المادة ‪ 154‬األمر بإلقاء القبض هو األمر الصادر من القوة العمومٌة بالبحث عن المتهم ونقله إلى المإسسة السجنٌة المبنٌة فً األمر حٌث ٌتم‬
‫تسلمه واعتقاله فٌها‬
‫‪ 3‬تم إلؽاء هذا الشرط بظهٌر ‪ 3‬فبراٌر ‪ 1963‬المعدل بالفقرة الثالثة من المادة ‪ 76‬من القانون الجنائً‬
‫‪ 68 4‬و‪ 69‬و ‪76‬و ‪ 82‬و ‪ 127‬و ‪ 154‬من قانون المسطرة الجنائٌة‬

‫‪6‬‬
‫السجن رؼم الحكم بالبراءة أو اإلعفاء أو بإٌقاؾ التنفٌذ أو بما قضا‪ ،‬فً السجن متى‬
‫استؤنفت النٌابة هذا الحكم ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهٌر ‪ 28‬شتنبر ‪ : 1974‬الذي تضمن إجراءات انتقالٌة تطبقت مع قانون ‪ 10‬فبراٌر‬
‫‪ 1959‬بصفة مإقتة إلى أن دخل القانون الجدٌد للمسطرة الجنابٌة حٌز التطبٌق ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهٌر ‪ 30‬دسمبر ‪ : 1991‬الذي عدل مجموعة من مواد " المسطرة الجنابٌة والمادة ‪2‬‬
‫من ظهٌر اإلجراءات االنتقالٌة ‪ 1974/08/28‬والمادة ‪ 17‬من قانون محكمة العدل‬
‫الخاصة ‪ 1972/10/6‬وقد جاء بمجموعة من االمتٌازات لفابدة المتهم ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهٌر شتنبر ‪ : 1993‬الذي جاء بعدة تعدٌالت تهم نظام القضاء الجماعً وهو ٌهم‬
‫المحاكم الزجرٌة والفصلٌن التاسع والسابع عشر من ظهٌر اإلجراءات االنتقالٌة ‪.‬‬

‫‪ 3‬أكتوبر‬ ‫وبعد كل من هذه التعدٌالت التً لحقت المسطرة الجنابٌة جاء المشرع المؽربً بظهٌر‬
‫‪ ( 2002‬قانون رقم ‪ ) 22.01‬وذلك لترسٌخ دولة الحق والقانون واحترام منظومة حقوق اإلنسان كما هً‬
‫متعارؾ علٌها دولٌا بعد سردنا لهذه الترسانة من التعدٌالت التً عرفتها المسطرة الجنابٌة والمنظمة‬
‫إلجراءات البحث والتحقٌق والمحاكمة العادلة التً ال تصبح أحكامها الجنابٌة نهابٌة إال بعد أن تمر‬
‫الخصومة الجنابٌة من مراحل متعددة تضمن لكل األفراد حقهم فً الدفاع وإظهار الحقٌقة ‪ ،‬وتضمن‬
‫بالخصوص للمتهم حقه فً إثبات براءته ‪.‬‬

‫وبالرؼم من أن األحكام ٌفترض فٌها بؤنها عادلة وأنها ثمتل الحقٌقة فٌما قضت به فان الممارسة‬
‫القضابٌة أظهرت أن بعض األحكام ٌمكن أن تمسها شابٌة الخطؤ مما ٌجب معه تمكٌن الخصوم فً‬
‫الدعوى فٌها وعرض الحكم على واجهة قضابٌة أعلى من تلك التً أصدرت الحكم المشوب بخطؤ و‬
‫إمكانٌة وقوع القاضً فً خطؤ أصبحت واردة ‪ :‬أصبحت واردة بل هً أهم من أهم ضمانات المحاكمة‬
‫العادلة ‪.‬‬

‫وألجل كل هذا أوجد القانون طرق الطعن لتصحٌح ما ٌشوب األحكام القضابٌة من أخطاء ‪ ،‬وهً‬
‫عبارة عن ضمانات للمتقاضٌن من أجل حسن تطبٌق العدالة وتحقٌقها بنوع من اإلنصاؾ حتى ٌطمبن‬
‫إلٌها المجتمع إال أنه إذا لم ٌستعملها المتقاضً فان الحكم آنذاك ٌصبح حكما قطٌعا أي حابز لقوة الشًء‬
‫المقضً به ‪ .‬وطرق الطعن تمتاز بكونها قانونٌة نظمها قانون المسطرة الجنابٌة وربطها بقٌود وقواعد‬
‫ٌجب إتباعها حتى تنتج أثارها ومع ذلك فهناك من طرق الطعن ما ٌسمح بطرح الدعوى برمتها على‬
‫المحكمة للنظر فٌها من حٌث الوقابع وكذا األخطاء القانونٌة وذلك كطرٌق التعرض واالستبناؾ وهناك‬
‫من طرق الطعن ما ٌسمى بالنظر ر فً الجانب القانونً فقط كالطعن بالنقض أو الجانب المادي‬
‫كالمراجعة وتنقسم طرق الطعن إلى طرق طعن العادٌة وهً التعرض واالستبناؾ وطرق طعن ؼٌر‬

‫‪7‬‬
‫العادٌة وتشمل كل من إعادة النظر والمراجعة ثم النقض ‪ .‬هذا األخٌر الذي سٌكون موضوع دراسة لهذا‬
‫البحث ‪.‬‬

‫وٌقصد بنقض الحكم إبطاله إذا كان قد صدر مبنٌا على خطؤ فً تطبٌق القانون أو تؤوٌله أو مشوبا‬
‫بخطؤ جوهري فً إجراءات الفصل أو ببطالن فً الحكم ‪ ،‬والطعن بالنقض وسٌلة لنقض الحكم الصادر‬
‫دون احترام القانون فقد نصت المادة ‪ 518‬من قانون المسطرة الجنابٌة على أن المجلس األعلى ٌتولى‬
‫النظر فً الطعون بالنقض المقدمة ضد األحكام الصادرة عن المحاكم الزجرٌة وٌسهر على التطبٌق‬
‫الصحٌح للقانون ‪ ،‬وٌعمل على توحٌد االجتهاد القضابً وأن مراقبته تمد إلى التكٌٌؾ القانونً للوقابع‬
‫المبنٌة علٌها المتابعة الجنابٌة لكنها ال تمتد إلى الوقابع المادٌة التً ٌشهد بثبوتها قضاة المحاكم الزجرٌة ‪،‬‬
‫وال إلى قٌمة الحجج التً أخذوا بها ما عدا فً الحاالت المحددة التً ٌجٌز فٌها القانون هذه المراقبة ‪.‬‬

‫وانطالقا من هذه المقدمة سنتناول موضوع هذا الفصل من خالل التصمٌم التالً ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الحق فً الطعن بالنقض وأوجهه وإجراءاته فً القرارات الجنائٌة‬

‫المبحث األول ‪ :‬شروط الطعن بالنقض فً القرارات الجنائٌة‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬إجراءات مباشرة الطعن بالنقض فً القرارات الجنائٌة‬

‫‪8‬‬
‫أوال ‪ :‬أهمٌة البحث‬

‫تتجلى أهمٌة البحت فً هذا الموضوع فً معرفة مدى سالمة األحكام الصادرة فً حق الشخص‬
‫المتهم المحكوم علٌه باإلعفاء أو البراءة من أٌة شاببة تمس بحقه وتهضم حقوقه و مدى نجاعة طرٌق‬
‫النقض المعتمد فً هذه القضاٌا فً الرقابة على هذه األحكام الصادرة فً حق الشخص المتهم‪.‬‬

‫اعتبارا لما ٌكتسٌه هذا الموضوع من أهمٌة كبرى داخل المواثٌق الدولٌة وكذا اإلعالنات العالمٌة‬
‫المتعلقة بحقوق اإلنسان وحرٌاته كما تمت المصادقة علٌه من طرؾ الدستور المؽربً وتكرٌس ذلك فً‬
‫معظم مواده‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬صعوبات البحث‬

‫من أهم الصعوبات التً واجهت هذه الدراسة هً عدم وفرة المراجع خاصة فً ما ٌتعلق‬
‫باإلعفاء كما أن لٌس هناك نصوص تشرٌعٌة همت هذا المجال فقد ثم التطرق له بشكل مقتضب ولٌس‬
‫بشكل شامل و كذلك نذرة القرارات القاضٌة باإلعفاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إشكالٌة البحث‬

‫إن األصل فً اإلنسان البراءة حٌث أن الشخص بريء حتى تثبت إدانته بنص قانونً لكن هناك‬
‫أحكام تصدر فً حق المتهم مشوبة وؼٌر سلٌمة مما ٌجعل قاعدة األصل فً اإلنسان البراءة مجرد قاعدة‬
‫جامدة لٌس إال وبذلك أوجد القانون وسٌلة الطعن بالنقض فً هذه األحكام الضرة بالشخص المتهم وإتاحة‬
‫الفرصة إلثبات براءته أو إعفابه من المقرر الصادر ضده ‪،‬ومن ثم فإن موضوع طعن بالنقض القاضً‬
‫باإلعفاء أو البراءة ٌثٌر إشكاالت ربٌسٌة تتمثل فً‪:‬‬

‫‪ 22.01‬فً الحفاظ على حقوق المتهم وإعمال قاعدة‬ ‫ـ ما مدى نجاعة قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد‬
‫البراءة هً األصل؟‬

‫ـ ما مدى نجاعة طرٌق النقض كطرٌق ؼٌر عادي فً التثبت من براءة المتهم أو إعفاءه؟‬

‫ما موقؾ المشرع المؽربً فً األحكام المشوبة و الؽٌر السلٌمة فً حق المتهم؟‬

‫‪9‬‬
‫سنتناول فً هذا المبحث من خالل دراسة الحق فً الطعن فً القرارات الجنابٌة ( المطلب‬
‫األول ) واألحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر قابلة بالنقض ( الفقرة األولى ) وأوجه الطعن بالنقض فً‬
‫القرارات الجنابٌة ( المطلب الثانً ) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحق فً الطعن بالنقض فً القرارات الجنائٌة ‪:‬‬

‫إن فكرة الطعن جاءت للتوفٌق بٌن اعتبار الثبات واالستقرار من جهة ومن إزالة الخطؤ من‬
‫جهة أخرى وبذلك تعتبر طرق الطعن الوسابل القضابٌة االختٌارٌة التً ٌنظمها القانون لمصلحة المحكوم‬
‫علٌه إذا أراد هذا االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلؽابه أو تعدٌله أو إزالة أثاره وٌعتبر‬
‫الطعن بالنقض طرٌق من طرق ؼٌر العادٌة والذي ٌسمح فٌه باألصل فً كل األحكام والقرارات‬
‫واألوامر القضابٌة النهابٌة الصادرة فً الجوهر ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك وسنتناول فً الفقرة‬
‫األولى األحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر القابلة للطعن بالنقض ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر القابلة للطعن بالنقض‬

‫لٌست كل األحكام الصادرة عن المحاكم المؽربٌة قابلة للنقض فقد سمح المشرع بالطعن فً‬
‫البعض منها ( أوال ) ولم ٌسمح بذلك فً أحكام أخرى ( ثانٌا ) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض‬

‫األصل أن الطعن بالنقض ٌسمح به فً كل األحكام والقرارات واألوامر القضابٌة النهابٌة‬


‫الصادرة فً الجوهر مالم ٌنص القانون على خالؾ ذلك ومن بٌن هذه األحكام هناك األحكام الصادرة‬
‫عن المحاكم اإلستبنافٌة بالدرجة األولى واإلنتهابٌة واألحكام التً تصدرها محاكم االستبناؾ بعد الطعن‬
‫فً انتخاب مجلس نقابة المحامٌن ثم األحكام الصادرة ابتدابٌا ونهابٌا من المحاكم االبتدابٌة أما األحكام‬
‫الصادرة عن محاكم الجماعات والمقاطعات التً تم تعوٌضها بمحاكم القرب فال تقبل نقض ألن المشرع‬
‫اعتبر هذه األحكام ؼٌر قابلة ألي طعن عادي أو استثنابً ‪.‬‬

‫وبالمقارنة مع القانون المصري فالمبدأ أنه ال ٌجوز الطعن بالنقض إال فً األحكام الصادرة فً‬
‫الجناٌات والجنح فقط دون المخالفات ( المادة ‪ 30‬من قانون حاالت وإجراءات الطعن بالنقض ) ولقد‬

‫‪10‬‬
‫أجاز قانون اإلجراءات الجنابٌة عند صدور الطعن بالنقض فً المخالفات ‪ ،‬ثم جاء المرسوم بقانون رقم‬
‫‪ 353‬سنة ‪ 1952‬فؤقر هذا الوضع وٌشترط فً األحكام التً ٌجوز فٌها الطعن بالنقض حسب القانون‬
‫المصري أن تصدر فً مواد الجناٌات والجنح وأن تكون نهابٌة وأن تكون صادرة من أخر درجة ثم‬
‫أخٌرا األحكام الصادرة فً الجناٌات والجنح ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬األحكام الؽٌر القابلة للطعن بالنقض‬

‫‪ .1‬األحكام الؽٌابٌة ‪ :‬تنص المادة ‪ 521‬من قانون المسطرة الجنابٌة على الحالة التً تكون فٌها‬
‫المسطرة تشمل عدة أطراؾ وٌتؽٌب بعضهم ‪ ،‬حٌث ٌمكن للطرؾ الصادر فً حقه مقرر‬
‫حضوري نهابً أن ٌطعن فٌه بالنقض داخل األجل القانونً وٌمكن للطرؾ المتؽٌب الطعن‬
‫بالنقض عندما ٌصبح المقرر الصادر فً حقه نهابٌا ومن تم فان متى كان الحكم ؼٌابٌا فانه ال‬
‫ٌقبل الطعن فٌه بالنقض ‪ ،‬ؼٌر أن األطراؾ الصادر فً حقهم حكم حضوري أو بمثابة‬
‫حضوري فبإمكانهم الطعن فٌه بالنقض ‪ .‬وقد جاء فً أحد قرارات مجلس األعلى ( محكمة‬
‫النقض حالٌا ) فً ضل قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى أنه متى كان الحكم ؼٌابٌا بالنسبة ألحد‬
‫األطراؾ فانه ال ٌمكن الطعن فٌه بالنقض من قبل أطراؾ وصؾ الحكم فً حقها حضورٌا ‪،‬‬
‫ومما جاء فً القرار المذكور ‪ " :‬إذا كان الحكم قابال لتعرض من طرؾ أحد األطراؾ ال ٌمكن‬
‫الطعن فٌه بالنقض من طرؾ من كان الحكم فً حقه حضوري "‬
‫" األحكام التً الزالت قابلة للطعن بالطرق العادٌة كاالستبناؾ والتعرض ال ٌمكن الطعن فٌها‬
‫‪571‬‬ ‫عن طرٌق المطالبة بالنقض من أي طرؾ من أطراؾ الدعوى عمال بمقتضٌات الفصل‬
‫من قانون المسطرة الجنابٌة "‬
‫ٌكون ؼٌر مقبول طلب النقض الموجه ضد القرار الصادر ؼٌابٌا فً حق المتهم ولو رفع من‬
‫طرؾ شركة التؤمٌن التً كان الحكم حضورٌا بالنسبة إلٌها‪. 4‬‬
‫‪ .2‬المقررات اإلعدادٌة و التمهٌدٌة ‪ :‬تنص المادة ‪ 522‬من قانون المسطرة الجنابٌة على ان‬
‫المقررات اإلعدادٌة او التمهٌدٌة الصادرة بشان نزاع عارض أو دفع ‪،‬ال تقبل الطعن بالنقض‬
‫إال فً أن واحد مع الطعن بالنقض فً المقرر النهابً الصادر فً الجوهر ‪.‬‬
‫‪ .3‬المقررات الصادرة بشان االختصاص ‪ :‬تنص الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 521‬من قانون المسطرة‬
‫الجنابٌة على أنه ال ٌمكن الطعن فً المقرر النهابً الصادر فً الجوهر ما لم تكن متعلقة بعدم‬
‫االختصاص النوعً شرٌطة إثارته قبل كل دفع فً الجوهر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ :‬جاء فً قرار المجلس االعلى "ان القرار التمهٌدي ال ٌكتسً الصفة النهائٌة ‪،‬وبذلك فان الطعن فٌه بطرٌق المطالبة بالنقض ؼٌر مقبول‬
‫عمال بمقتضٌات الفصل ‪ 571‬من قانون المسطرة الجنائٌة الذي ٌنص على {اذا ارتؤت المحكمة ‪،‬فً حالة االبطال انه ٌمكن ان تجري من جدٌد مناقشات‬
‫شفهٌة حضورٌة احالت القضٌة للحكم فٌها مرة اخرى الى محكمة مماثلة نوعا ‪...‬بناء على ملتمسات الوكٌل العام للملك لدى محكمة النقض ‪،‬‬
‫تبت فً القضٌة طبقا لما ورد فً لفقرة االولى من المادة ‪ 573 / 575.‬بعده‪"} .‬‬
‫قرار المجلس االعلى عدد ‪ 2985‬صادر بتارٌخ ‪3‬ـ ‪4‬ـ ‪84‬ملؾ جنحً عدد‪ 15138‬منشور بمجلة المحاكم ‪46‬ص‪51‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .4‬األحكام الصادرة بؽرامة ال تتجاوز ‪ 20.000‬درهم‪ :‬هذه األحكام بدورها ال تقبل الطعن بالنقض‬
‫طبقا لما جاء فً المادة ‪ 523‬من قانون المسطرة الجنابٌة إال إذا أدى المحكوم علٌه بما ٌثبت أنه‬
‫أدى الؽرامة المحكوم بها علٌه‪.‬‬
‫‪ .5‬قرارات اإلحالة على محكمة زجرٌة ‪ :‬تنص المادة ‪ 524‬على أنه ال ٌمكن طلب نقض قرارات‬
‫‪5‬‬
‫اإلحالة إال محكمة زجرٌة إال مع الحكم فً الجوهر مع مراعاة مقتضٌات الماد‪227‬‬
‫‪ .6‬قرارات البت فً اإلفراج المإقت والمراقبة القضائٌة‪ :‬قد نصت نفس المادة ‪ 524‬على انه ال‬
‫ٌمكن طلب نقض القرارات التً تبٌث فً اإلفراج المإقت والمراقبة القضابٌة‪.‬‬
‫‪ .7‬قرارات عدم المتابعة‪ :‬بمقتضى المادة من قانون المسطرة الجنابٌة فإنه ال ٌمكن للطرؾ المدنً‬
‫ان ٌطلب نقض القرار بعدم المتابعة إال إذا كان نص هذا القرار على عدم قبول تدخله فً‬
‫الدعوى أو إذ أؼفل البث فً تهمة ما‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الطعن بالنقض من حٌت األشخاص‬

‫أوال‪ :‬النٌابة العامة‬

‫إن نظام النٌابة العامة كما هو مطبق أمام المحاكم المؽربٌة حالٌا لٌس ولٌدة تقالٌد قضابٌة‬
‫مؽربٌة صرفة‪ ,‬فهو من ضمن التراث القانونً الذي حملته لنا فرنسا باعتبارها دولة حامٌة للمؽرب‬
‫ابتداء من معاهدة فاس ‪ 30‬مارس ‪.1912‬‬

‫وبالرجوع إلى قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد نجد أن األصل فً مهام النٌابة العامة إنها تقوم‬
‫بمساعدة الشرطة القضابٌة والتً تعمل تحت إشرافها ‪,‬بالتثبٌت من وقوع الجرابم وجمع األدلة عنها‬
‫والبحت عه مرتكبٌها‪ .‬إضافة إلى المهمة التً أنٌطت لها فً توفٌر أجوبة سرٌعة المدى وفعالة الجدوى‬
‫لحسم الخصومات ذات الطابع البسٌط وؼٌر الخطٌر عن طرٌق الصلح‪.‬‬

‫ثم إقامة الدعوى العمومٌة وتحرٌكها أمام القضاء لمطالبة المحكمة بتطبٌق القانون وذلك طبقا‬
‫للمادة ‪ 36‬من المسطرة الجنابٌة ‪ .‬وإقامة الدعوى ٌكون إما من طرؾ وكٌل الملك باعتباره ممثل النٌابة‬
‫العامة إمام المحاكم االبتدابٌة بمساعدة نابب أو عدة نواب ‪,‬أو من طرؾ الوكٌل العام للملك بصفته ممثال‬
‫لها أمام محاكم االستبناؾ بمساعدة نوابه ‪.‬‬

‫ٌمارس وكٌل الملك شخصٌا او بواسطة نوابه الدعوى العمومٌة فً المخالفات والجنح المركبة‬
‫فً دابرة نفوذ المحكمة االبتدابٌة المعٌن بها ‪,‬وذلك تحت مراقبة الوكٌل العام ‪,‬إما تلقابٌا أو بناء على‬

‫‪5‬‬
‫‪:‬قضى المجلس األعلى بعدم قبول الطعن بالنقض فً قرار للؽرفة الجنحٌة بمحكمة االستئناؾ بالرباط اٌدت فٌه أمرا باإلحالة من طرؾ قاضً‬
‫التحقٌق العسكري على المحكمة العسكرٌة معتبرا ان الطعن بالنقض ال ٌمكن اال مع الحكم فً الجوهر ـقرار مجلس األعلى عدد ‪1088‬ـ‪ 3‬الصادر‬
‫بتارٌخ‪17‬ــ‪06‬ـ‪ 2009‬فً الملؾ الجنائً عدد ‪09/3/6/259‬‬

‫‪12‬‬
‫شكاٌة متضرر ‪,‬كما ٌمارس وكٌل الملك سلطته على نوابه وله أثناء أداء مهامه الق فً تسخٌر القوة‬
‫العمومٌة وذلك طبقا للمادة ‪ 40‬من قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد‪.‬‬

‫وٌمارس الوكٌل العام للملك الدعوى العمومٌة فً الجناٌات وكذا الجنح المرتبطة بها‪ .‬او تلك التً‬
‫ال تقبل التجزبة عنها المرتكبة فً دابرة نفوذه والدعوى العمومٌة تعرؾ بكونها الطرٌقة التً تخول‬
‫للمجتمع الذي تمثله النٌابة العامة حق إٌقاع الجزاء على المجرم الذي تبت إجرامه بعد إتباع اإلجراءات‬
‫المنصوص علٌها قانونا‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المتهم‬

‫للمتهم إن ٌطعن فً الحكم الصادر فً الدعوى الجنابٌة أو الحكم الصادر فً الدعوى المدنٌة او‬
‫فٌهما معا‪ ,‬حسب تقدٌره ذلك ان له المصلحة فً الطعن وال بقبل نزول المتهم عن حقه فً الطعن قبل‬
‫انقضاء مٌعاده وتطبٌقا لذلك فاتن قبول الحكم المطعون فٌه بل وتنفٌذه اختٌارا ال ٌجعل طعنه فٌه بعد ذلك‬
‫ؼٌر مقبول وإذا لم ٌستؤنؾ المتهم إن ٌطعن فً الحكم اإلستبنافً ولو كان مإٌدا للحكم االبتدابً الذي لم‬
‫ٌستؤنفه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المسإول عن الحقوق المدنٌة‬

‫له كامل الحق فً الطعن فً الحكم الصادر عن محكمة الموضوع ‪ ,‬والذي ٌعتبر ضارا‬
‫بمصالحه مثله مثل باقً األطراؾ ‪,‬شرٌطة أن ٌكون قد انصب طرفا فً الدعوى ‪,‬‬

‫أي له الصفة التً صدر فٌها الحكم المشكو منه قبل محكمة الموضوع أما أن لم ٌكن كذلك فال‬
‫االبتدابٌة حكما ٌلزم فً حدود معٌنة المسإول‬ ‫ٌقبل منه الطعن بالنقض ونحو ذلك أن تصدر المحكمة‬
‫عن الحقوق المدنٌة بتعوٌض المتضرر المطالب بالحق المدنً إال أنه ـ أي المسإول المدنً ـ ٌستكؾ‬
‫عن طلب االستبناؾ فً الحكم ‪،‬فً حٌن ٌبادر المتهم إلى طلبه بالنسبة للدعوٌٌن المدنٌة والجنابٌة‬
‫‪،‬وٌحصل أن ٌفلح فً استصدار حكم لمصلحته فً هذه لمرحلة‪ ،‬حٌث ٌحرم‪ ،‬بمقتضى الشرط الذي‬
‫نتحدث عنه‪ ،‬المسإول عن الحقوق المدنٌة الذي لم ٌستؤنؾ الحكم االبتدابً من حق طلب نقض القرار‬
‫اإلستبنافً الصادر بناء على إستبناؾ المتهم للدعوٌٌن العمومٌة والمدنٌة‪.6‬‬

‫‪6‬‬
‫عبد الواحد العلمً شروح فً قانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنائٌة ‪،‬الجزء الثالث‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪،2014‬ص ‪.325‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثانً ‪:‬أوجه الطعن بالنقض فً القرارات الجنائٌة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الوسائل الواجب اعتمادها فً طلب الطعن بالنقض‬

‫إن الوسابل الواجب اعتمادها فً طلب النقض تعتبر مفتاح الطعن بالنقض ‪،‬وتشكل المإاخذة‬
‫أو الخلل الذي ٌعزٌه الطاعن للحكم الصادر ضده ‪.‬وٌمكن أن تتضمن الوسٌلة الواحدة عدة فروع كما إذا‬
‫كانت الوسٌلة تتعلق بعدة خروقات لإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة حٌث ٌتم تناول كل خرق فً فرع‬
‫مستقل وٌمكن تقسٌم الفرع إلى أجزاء ‪.‬‬

‫إن ؼرض الوسابل ٌقتضً التركٌز والوضوح والبساطة واإلنجاز حتى ٌفهم قضاة النقض منذ‬
‫الوهلة األولى الوسٌلة التً ٌجب أن تسطع مثل الشمس ودون أن ٌتكلفوا أي عناء لفهمها وإال فإن هم‬
‫سٌعتبرونها ؼامضة ومبهمة ‪.‬أو أنها تخلط بٌن القانون والواقع وٌعلمون على رفض طلب الطعن بالنقض‬
‫لم ٌتعلق األمر بالنظام‬ ‫‪،‬إن قضاة النقض لن ٌحلوا محل الطاعن فً اعتماد وسابل لم تعرض علٌهم ما‬
‫لعام‪.7‬‬

‫ولقد جاء فً قرار لمجلس األعلى ‪ ":‬تكون ؼٌر مقبولة الوسٌلة المستدل بها والتً لم ٌتبٌن فٌها‬
‫طالبوا النقض ما هو القانون الذي خالفه الحكم المطلوب نقضه أو أخطؤ فً تؤوٌله وال أي سبب من‬
‫األسباب التً ٌنص علٌها الفصل ‪ 13‬من ظهٌر تؤسٌس المجلس األعلى بٌاننا تاما معه المجلس األعلى‬
‫‪8‬‬
‫ممارسة مراقبته بل ساقوا الكالم فً قالب الؽموض واإلبهام‪".‬‬

‫وفً قرار آخر "وسابل النقض ٌجب أن ٌعبر عنها بالفاض ٌمكن معها معرفة العٌوب‬
‫الموجهة ضد الحكم المطعون فٌه ‪،‬والوسٌلة التً ٌكنفها الؽموض واإلبهام تكون ؼٌر مقبولة لهذا السبب"‬

‫وقد حددت المادة ‪ 534‬من قانون المسطرة الجنابٌة أسباب النقض فً‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خرق اإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة‬

‫ٌشترط لٌكون سببا من أسباب النقض ان ٌكون خرق هذه القاعدة قد أضر بطالب النقض ‪،‬بحٌث‬
‫أن القاعدة المسطرٌة ولو كانت جوهرٌة إذا لم ٌتضرر الحاصل له به ال ٌعد سببا كافٌا لنقض القرار‬
‫المطعون فٌه ‪.‬‬

‫وٌمكن أن نذكر على سبٌل المثال القواعد المتعلقة بالتفتٌش والحجز والحراسة النظرٌة وخرق‬
‫حق من حقوق الدفاع وعدم تشكٌل الهٌبة الحاكمة على الشكل المنصوص علٌه قانون (تشكٌل من قاضً‬
‫فردي فً حٌن ٌشترط القانون تكوٌنها من هٌبة جماعٌة )‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 2011‬ص‪.325‬‬ ‫الحسن البو عٌسً‪ ،‬الوسٌط فً قانون القضاء العسكري‪ ،‬القسم االول ‪،‬المسطرة الجنائٌة العسكرٌة‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪8‬‬
‫‪:‬الحكم الشرعً عدد ‪ 17‬الصادر بتاري ‪1970111‬منشور بمجلة قضاء لمجلس االعلى عدد ‪22‬ص‪29‬‬

‫‪14‬‬
‫وتنص المادة من قانون المسطرة الجنابٌة على أنه إذا أبطل المجلس األعلى مقررا بسب خرق‬
‫اإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة فان الوكٌل العام للملك لدى المجلس األعلى ٌوجه نسخة من القرار‬
‫الصادر بهذا الشؤن إلى وزٌز العدل ‪.‬‬

‫نصت المسطرة الجنابٌة على خرق اإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة ‪،‬باعتبار أن خرق القضاة‬
‫لمثل اإلجراءات األزمة لتفادي ارتكاب نفس الخطؤ وذلك إما بإعادة تكوٌن القاضً وإعفاءه من تولً‬
‫إصدار األحكام و تكلٌفه بمهام أخرى ‪.‬‬

‫وقد إستقر القضاء على قواعد القواعد اإلجرابٌة المترتبة لطلب النقض وهً‪:‬‬

‫‪ ‬القواعد المسطرٌة التً ٌنتج عن خرقها بطالن الحكم على سبٌل المثال ‪:‬إؼفال الحكم لعبارة‬
‫"بإسم جاللة الملك وطبقا للقانون "‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد المسطرٌة المتعلقة بحقوق الدفاع ‪:‬كعدم إستدعاء األطراؾ بطرٌقة قانونٌة ورفض‬
‫للشاهد بعد أن أدى الٌمٌن القانونٌة ‪.‬‬
‫‪ ‬القواعد المسطرٌة المتعلقة بالنظام العام ‪ :‬كانعدام الصفة واألهلٌة والمصلحة ‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الشطط فً استعمال السلطة‬

‫الشطط فً استعمال السلطة فً مفهومه الواسع ‪,‬ما هو سوى خرق للقانون بصفة عامة‪،‬‬
‫فٌشمل تبعا لذلك خرق قواعد قانون المسطرة الجنابٌة ‪ ،‬أو مجموعة القانون الجنابً ‪،‬او ؼٌرها من‬
‫القوانٌن اتى وجدت ‪ ، 9‬فضابط الشرطة القضابٌة الذي ٌحتفظ بالمشوه فٌه ألكثر من الوقت القانونً‬
‫المحدد للحراسة النظرٌة ‪ٌ،‬كون قد خالؾ قانون المسطرة الجنابٌة من حٌث المدة ‪،‬وما ٌنجزه بعد ذلك‬
‫ٌكون مشوبا بالبطالن (حسب الرأي الراجح) وٌكون فً نفس الوقت اشتط فً استعمال سلطته ‪،‬‬
‫والقاضً ‪،‬الذي ٌحدد النص القانونً جزاء ألفعال معٌنة عقوبة محددة لفاعلها‪ ،‬فٌحكم بعقوبة ؼٌرها‪،‬‬
‫ٌكون قد ارتكب شططا فً استعمال سلطته ‪،‬وإدانة المحكمة لشخص باعتباره مساهما أو مشاركا مع‬
‫المتابع أمامها و الحال أنه لن ٌتابع وفقا لألصول المسطرٌة ‪ٌ،‬شكل هذا شططا فً استعمال السلطة من‬
‫قبلها‪ ،‬وتجاوز السلطة أو الشطط فً استعمالها بشكل عام ٌظهر من خالل تخل القضاء فً اختصاص‬
‫السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عدم االختصاص‬

‫عدم اإلختصاص قد ٌكون نوعٌا‪ ،‬أو شخصٌا‪ ،‬أو مكانٌا على التفصٌل الذي سبق لنا الكالم فٌه‪،‬‬
‫والمادة من قانون المسطرة الجنابٌة ‪،‬وان اعتبرته أحد األوجه التً تسمح بتؤسٌس طلبات النقض علٌه‬

‫‪9‬‬
‫عبدالواحد لعلمً شروح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة لجنائٌة‪ ،‬الجزء لثالت مطبعة النجاح الجدٌدة للدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪ ،2014‬ص‪196‬‬

‫‪15‬‬
‫‪،‬فإنه مع ذلك ٌجدر التذكٌر‪ ،‬بان ذلك و إن صح مطلقا بالنسبة لعدم االختصاصٌن النوعً والشخصً‬
‫بات اعتبارهما ٌتعلقان بالنظام العام ‪،‬ومن تم كان للمتشبث بؤحدهما ان ٌثٌره فً جمٌع مراحل المسطرة‪،‬‬
‫سواء أمام محاكم الموضوع‪.10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ ،‬فإن بناء على طلب النقض على أساس عدم اختصاص‬ ‫أو ألول مرة أمام المجلس األعلى‬
‫المحكمة الترابً ‪،‬أو المكانً ‪،‬ال ٌنتج مفعوله وٌحصل أثره بالقبول من قبل المجلس األعلى‪ ،‬إال إذا‬
‫وقعت أثارته أمام المحكمة التً تنظر فً الدعوى قبل حصول أي دفاع فً الجوهر‪ ،‬وإال ما صلح وجها‬
‫‪ 323‬من قانون المسطرة‬ ‫من أوجه طلب النقض ‪،‬وهذا نزوال على ما توجبه الفقرة األولى من المادة‬
‫الجنابٌة عند قولها ‪ٌ " :‬جب تحت طابلة السقوط ‪،‬أن تقدم قبل كل دفاع فً جوهر الدعوى‪ ،‬ودفعة واحدة‬
‫طلبات اإلحالة بسبب عدنت اإلختصاص ـ مالم تكن بسبب نوع الجرٌمة ـ وأنواع الدفع المترتبة‪"...‬‬

‫رابعا‪ :‬الخرق الجوهري للقانون‬

‫المقصود بهذا السبب الممكن اتحاده للطعن بالنقض فً حكم محكمة الموضوع أمام المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬هو المساس بالنصوص الموضوعٌة الواجبة التطبٌق عند البت فً الدعوى ‪،‬سواء فً شقها‬
‫الزجري أو المدنً ‪،‬من قبٌل األولى‪ ،‬تؽافل محكمة الموضوع عن تطبٌق عذر معفً من العقاب ٌنص‬
‫علٌه القانون‪ ،‬أو عدم إعمالها لظروؾ التخفٌؾ كما تقضً بها النصوص‪ ،‬ومن قبٌل الثانٌة عدم احترام‬
‫المحكمة الزجرٌة وهً تنظر الدعوى المدنٌة تبعا لدعوى عمومٌة‪.12‬‬

‫وبصفة عامة فان هذا السبب ٌتعلق بجهل القاضً الذي اصدر الحكم المطعون فٌه بالنصوص القانونٌة‪،‬‬
‫كان ٌحكم بعقوبة ترجع إلى نوع من الجرابم او ٌحكم بعقوبة ال ٌنص علٌها القانون بالنسبة للنازلة‬
‫المعروضة علٌه أو ال ٌطبق تطبٌقا سلٌما لألعذار القانونٌة أو ظروؾ التشدٌد ‪ ،‬أو االسباب المبررة‪.13‬‬

‫خامسا‪ :‬انعدام األساس القانونً أو انعدام التعلٌل‬

‫نذكر هنا الحاالت التً قد ال تتؤكد فٌها المحكمة من عناصر الجرٌمة ‪،‬أو تقتصر على القول إن‬
‫التهمة ثابتة فً حق المتهم دون بٌان كٌؾ ثبت لها ذلك ‪،‬ونذكر كذال التناقض فً التعلٌل كما اذا‬
‫صرحت ان الشاهد لم ٌعاٌن شٌبا ثم عادت واعتمدت على شهادته فً اإلدانة ‪،‬أو صرحت ان لعقوبة‬
‫تقادمت ثم تدٌن المتهم ‪ .‬وٌدخل ضمن انعدام التعلٌل تحرٌؾ الوقابع كان تتحدث المحكمة عن الوقابع‬
‫بؽٌر ماهً مدونة بملؾ القضٌة ‪،‬كما ٌدخل ضمن انعدام التعلٌل‪ ،‬عدم رد المحكمة على الدفوع الجدٌة‬
‫التً ٌثٌرها األطراؾ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التً لها بدورها حق االثارة التلقائٌة لعدم االختصاص النوعً او الشخصً اثناء مباشرة المساطٌر لدٌها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الذي له بدوره اثارته تلقائٌا من دون طلب من الخصوم‬
‫‪12‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪193‬‬
‫‪13‬‬
‫الحسن البو عٌسً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪327‬‬

‫‪16‬‬
‫كما جاء فً احد قرارات المجلس األعلى‪ٌ " :‬شترط لصحة األحكام أن تكون معللة وان عدم‬
‫اإلجابة عن دفع له أثره فً نتٌجة القرار ٌعد بمثابة نقصان التعلٌل ٌنزل منزلة انعدامه‪".‬‬

‫وفً قرار أخر صادر عن ‪(":‬إن القرار ٌعد بمثابة نقصان )ٌتبٌن من وثابق الملؾ أن الطالب هو الذي‬
‫رؼب فً فسخ العقد دون أن ٌبٌن ماهً الوثابق ومضمونها ٌستوجب ناقص التعلٌل‪".‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الوسائل ؼٌر المجدٌة للطعن بالنقض‬

‫نصت المادة من قانون المسطرة الجنابٌة على عدم قبول وسٌلة النقض المبنٌة على سبٌل‬
‫اإلبطال حدث أثناء النظر فً القضٌة ابتدابٌا ولم تتم إثارته أمام محكمة االستبناؾ ‪.‬‬

‫‪ 536‬على عدم قبول وسٌلة النقض المستخلصة من أسباب لٌست‬ ‫كما نصت أٌضا المادة‬
‫ضرورٌة لمنطوق المقرر المطعون فٌه‪.‬‬

‫وقد اصدر المجلس األعلى مجموعة من القرارات اعتبر فٌها بعض وسابل النقض الذي اعتمدها‬
‫الطاعنون ؼٌر مجدٌة نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ ‬ـ قرار المجلس األعلى عدد ‪ 7554‬صادر بتارٌخ ‪7/11/1985‬ملؾ جنحً عدد منشور بمجلة‬
‫المحاكم المؽربٌة عدد ‪40‬ص‪ ،88‬والذي جاء فٌه ‪":‬إذا كانت دٌباجة القرار االستبنافً قد‬
‫تضمنت بؤن الحكم االبتدابً المإٌد‪ ،‬قضى للمجًء علٌه بمبلػ ما والحال إن ما قضى به هو اقل‬
‫من ذلك فإن األمر ال ٌعد مجرد خطؤ مادي ال ٌترتب عنه البطالن‪ ،‬لعدم إدراجه فً أي سبب من‬
‫أسباب النقض الواردة حصرا فً لفصل ‪ 586‬من فانون المسطرة الجنابٌة‪".‬‬
‫‪ ‬القرار عدد الصادر بتارٌخ ملؾ جنحً منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 48‬ص ‪275‬‬
‫والذي جاء فٌه‪ ":‬ال تقبل أمام المجلس األعلى الدفوعات التً لم تشرفً المرحلة االستبنافٌة تقدم‬
‫التعوٌض الواجب منحة فً حدود طلبات المدعً المدنً ٌدخل فً نطاق السلطة التقدٌرٌة‬
‫‪14‬‬
‫لقاضً الموضوع وال ٌحتاج إلى تبرٌر بتعلٌل خاص‪".‬‬

‫‪14‬‬
‫لحسن البو عٌسً ‪،‬مرجع سابق ص ‪327‬‬

‫‪17‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط طلب وقبول الطعن النقض فً القرارات الجنائٌة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الشروط متطلبة فً األطراؾ طالبً النقض‬

‫ٌقصد بهذه الشروط " الشروط العامة الواجبة فً جمٌع األطراؾ" ‪ 15‬وٌمكن إستخالص هذه‬
‫الشروط‬

‫من خالل مادتٌن وهما‪:‬‬

‫المادة ‪ 523‬من قانون المسطرة الجنابٌة فً فقرتها األولى التً تقضً بؤنه " ال ٌقبل طلب‬
‫النقض من أي شخص إال إذا كان كان طرفا فً الدعوى الجنابٌة ‪،‬وتضرر من الحكم المطعون فٌه " ‪.‬‬

‫والمادة ‪ 531‬من قانون مسطرة الجنابٌة التً جاء بها بؤنه" ال ٌمكن ألي سبب و ألبناء على أٌة وسٌلة‬
‫للطرؾ الذي سبق رفض طلبه الرامً إلى النقض‪،‬أن ٌطلب من جدٌد نقض نفس القرار‪".‬‬

‫و بناء على متقدم فقد لخصت محكمة النقض المصرٌة هذه الشروط بقولها"الطعن بطرٌق النقض ال‬
‫ٌكون إال من كان طرفا فً الحكم المطعون فٌه وبصفته التً كان متصفا بها‪ ،‬وكانت له مصلحة فً‬
‫الطعن ولٌس ٌكفً لإلعتباره كذلك أن ٌكون قد اختصم أمام محكمة أول درجة دون محكمة ثانً‬
‫‪16‬‬
‫درجة"‪.‬‬

‫حٌث تنقسم هذه الشروط إلى ثالت ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شرط األهلٌة فً الطعن بالنقض‬

‫ٌجب أن ٌتوفر الطاعن عاى األهلٌة وقت التصرٌح بالطعن ةإلى حٌن بث المجلس األعلى فً‬
‫طلب النقض‪،‬أما إذا فقد الطاعن األهلٌة ألي سبب من األسباب‪،‬فإن المجلس األعلى ٌصرح إما بعدم قبول‬
‫الطلب أو بسقوطه حسب األحوال ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الدكتور عبد الواحد العلمً ‪:‬شروطح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنائٌة ‪،‬الجزء الثاالت ‪،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‬
‫الطبعة األولى ‪،2014‬ص ‪167‬‬
‫‪16‬‬
‫نقض مصري فً دجنبر ‪،1966‬مجموعة أحكام النقض‪،‬سنة ‪،17‬رقم القاعدة ‪238‬ص ‪.1264‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد جاء فً قرار للمجلس األعلى أنه إذا ثبت أن طالب النقض المحكوم علٌه من ألجل جنحة قد‬
‫توفً بعد تقدٌم طلبه بالنقض فعلى المجلس األعلى أن ٌصرح بسقوط الدعوى العمومٌة فً حق المعنً‬
‫‪17‬‬
‫باألمر‪ ،‬وبؤنه ال موجب للبث فً طلب النقض وال داعً الستخالص باقً الصابر‪.‬‬

‫كما جاء فً قرار لمحكمة النقض الفرنسٌة‪:‬‬

‫‪« Le pourvoi en cassation constituant une instance nouvelle ne peut être‬‬


‫‪introduite au nom d’une personne qui n’existe plus au moment où le pourvoi a‬‬
‫‪18‬‬
‫» ‪été formé.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬شرط الصفة فً الطرؾ طالب النقض ‪:‬‬

‫تتحقق هذه الصفة إذا كان الطاعن هو طرفا (متهما ‪،‬مدعٌا بالحق المدنً ‪،‬مسإوال عن الحقوق‬
‫المدنٌة ‪،‬نٌابة عامة)فً الدعوى التً صدر فٌها المقرر المطعون فٌه بالنقض ولو سبق له أن كان طرفا‬
‫‪19‬‬
‫فٌها فً مرحلة من مراحلها‪،‬فإن صفته فً الطعن بالنقض تنتفً إن لم تكن كذلك فً مرحلتها األخٌرة‬
‫وحتى تتوضح فكرة الصفة فً األذهان نرى إدراج بعض قرارات المجلس األعلى فً موضوع تطلب‬
‫هذه الصفة فٌما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ٌ - 1‬جب التصرٌح بعدم قبول طلب النقض المرفوع من قبل شخص لٌست له الصفة إلنتفاء تعلٌل‬
‫‪20‬‬
‫حكم لم ٌصدر فً مواجهته‪.‬‬
‫‪ " - 2‬الشخص الذي لم ٌتدخل فً المرحلة االبتدابٌة كمطالب بالحق المدنً ال ٌعتبر طرفا بهذا المعنى‬
‫وال ٌقبل منه طلب النقض حتى ولو كان هو الذي أستؤنؾ الحكم االبتدابً فقضت المحكمة بعدم‬
‫‪21‬‬
‫قبول استبنافه "‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط المصلحة فً الطعن بالنقض ‪:‬‬

‫الصفة فً الطعن بالنقض وإن تحققت وفق ما سبق لفرٌق من فرقاء الدعوى‪،‬فإنهاالتعتبرلوحدها‬
‫سببا لقبول الطعن بالنقض ما لم ٌكن المراد بذلك هو تحقٌق مصلحة لطالب الطعن ‪،‬بحٌث إن هً انتفت‬
‫رفض الطعن وهً تنتفً كما عبرت عن ذلك المادة ‪ 523‬من قانون المسطرة الجنابٌة‪،‬إذ هو كان الطرؾ‬
‫الطاعن بالنقض"لم ٌتضررمن الحكم المراد نقضه"حٌث أن شرط المصلحة فً الطعن بالنقض هو الذي‬
‫ٌثبت حثما لصاحبه كلما وقع اإلضرار بؤحد مصالحه فً الحكم المراد الطعن فٌه"والذي كرسه القضاء‬

‫‪17‬‬
‫الجكم الجنائً عدد ‪(78‬س ‪)12‬الصادر بتارٌخ‪ ،1968/11/7‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد ‪ 5‬ص ‪.93‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Cour de cassation Audience du 29 Juin 1959 Revue Marocaine de droit 1959P. 425 .‬‬
‫‪19‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪:‬مرجع سابق‪،‬ص ‪170‬‬
‫‪20‬‬
‫قرار رقم‪ 1022‬لمحكمة النقض‪،‬فً ‪8‬فبراٌر ‪1962‬المرجع فً إجتهادات المجلس األعلى فً المادة الجنائٌة لسنوات ‪،65_57‬ص‪,25‬‬
‫‪21‬‬
‫على عدد ‪،26‬ص ‪ ,202‬قرار رقم ‪469‬فً ‪،1976_2_16‬قضاء المجلس األ‬

‫‪19‬‬
‫المؽربً فً عدة مناسبات من بٌنها‪ٌ "22‬كون طلب شركة التؤمٌن التً ثم إخراجها من الدعوى نتٌجة لعدم‬
‫الحكم بتعوٌضات ؼٌر مقبولة بسبب إنعدام المصلحة للطعن فً هذا المقرر"‪.‬‬

‫وٌجب اإلشارة من جهة إلً أن مناط قٌام المصلحة فً الطعن من عدمها‪،‬رهٌن بوقت صدور‬
‫الحكم المراد الطعن فٌه حتى وإن هً إنتفت بعد ذلك‪،‬ومن جهة أخرى وجوب فهم "المصلحة فً الطعن‬
‫بالنقض" بالنسبة للنٌابة العامة بكٌفٌة مؽاٌرة عنها لباقً األطراؾ فً الطعن أمكن تضررمنه خصمها‬
‫األصٌل الذي هو المتهم أم إستفاد‪.23‬‬

‫رابعا‪ :‬شرط إمتناع تخوٌل إستعمال بالنقض ألكثرمن مرة‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫الذي تعرض للمسؤلة فً المؽرب ٌرى تؤسٌسا على الفصل ‪583‬من‬ ‫ٌالحظ أن بعض الفقه‬
‫قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى والذي تقابله المادة ‪531‬من قانون المسطرة الجنابٌة الحالٌة‪،‬بؤن تطبٌق‬
‫القٌد المانع من إستعمال طرٌق الطعن ألكثر من مرة ٌقتضً أن ٌكون المجلس األعلى سابقا محكمة‬
‫النقض حالٌا‪،‬قد بت فعال فً موضوع الطعن بالنقض ولم ٌقتصر فً رفضه له على تقدٌر الجانب الشكلً‬
‫منه فقط‪ ،‬فإن هذا األمر لم ٌعد كذلك مع وضوح المادة المذكورة( ‪)531‬والتً جاء فٌها بؤنه"الٌمكن ألي‬
‫سبب وال بناءا على أٌة وسٌلة للطرؾ الذي رفض طلبه الرامً إلى النقض أن ٌطلب من جدٌد نقض‬
‫نفس القرار"‪ .‬حٌث أنه من خالل هذه الصٌاؼة الجامعة والدقٌقة ٌتبٌن أن المشرع كرس بها قاعدة عدم‬
‫جواز معاودة طلب النقض نفس المقرر الذي سبق للمجلس أن رده‪،‬ولو تؤسس الطلب الجدٌد على أسباب‬
‫أو وسابل ام تكن أساسا للطلب السابق رده من قبله‪،‬سواء تعلقت تلك الوسابل بالموضوع أم بالشكل‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬المقررات القابلة للطعن بالنقض‬

‫إن القررات القضابٌة القابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض"مجلس األعلى سابقا" إما أن‬
‫تكون صادرة عن هٌبآت الحكم‪،‬وإما أن تكون صادرة عن هٌبات التحقٌق‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقررات القضائٌة القابلة للطعن بالنقض الصادرة عن هٌئآت الحكم‬

‫تنص المادة ‪521‬من قانون المسطرة الجنابٌة على ماٌلً"ٌمكن الطعن بالنقض فً كل األحكام‬
‫والقرارات واألوامر القضابٌة النهابٌة الصادرة فً الجوهرما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك‪.‬إذا كانت‬
‫المسطرة تشمل عدة أطراؾ وتؽٌب بعضهم فٌمكن للطرؾ الصادر فً حقه مقرر حضوري نهابً أن‬
‫ٌطعن فٌه بالنقض داخل األجل القانونً‪،‬وٌمكن للطرؾ المتؽٌب الطعن بالنقض عندما ٌصبح المقرر‬
‫الصادر فً حقه نهابٌا تبلػ كتابة ضبط المحكمة المصدرة المقرر فورا مقررا للطرؾ المتؽٌب‪".‬‬

‫‪22‬‬
‫قرار رقم‪،460،‬إجتهادات المجلس األعلى فً المادة الجنائٌة ‪،‬قضاء المجلس األعلى عدد ‪14‬ص‪.24‬‬
‫‪23‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪173‬‬
‫‪24‬‬
‫أحمد الخملٌشً‪:‬شرح قانون المسطرة الجنائٌة‪،‬الجزء الثانً‪،‬مكتبة المعارؾ‪،‬الطبعة الثانٌة ‪1983‬ص‪.318،317‬‬

‫‪20‬‬
‫فانطالقا من نص هذه المادة أعاله فإن المقررات القضابٌة التً تقبل الطعن بالنقض هً التً‬
‫تتوافر فٌها الشروط الثالت اآلتٌة‪: 25‬‬

‫‪ .1‬شروط نهابٌة المقرر القضابً المطعون فٌه‪:‬وهو ٌكون كذلك إذا كان صادرا عن محكمة آخر‬
‫درجة فً سلم محاكم الموضوع ومقتضى هذا أن الحكم ٌكون نهابٌا إذا كان صادرا عن محكمة‬
‫ال تقبل أحكامها الطعن باإلستبناؾ أصال كؤحكام المحكمة العسكرٌة مثال‪،‬أو كان صادرا عن‬
‫محكمة الدرجة الثانٌة ضد مقرر إبتدابً ٌقبل الطعن باالستبناؾ ‪.‬‬
‫‪ .2‬اشتراط أن ٌكون المقرر المراد الطعن فٌه بالنقض صادرا فً الجوهر‪:‬حٌث ٌجب أن ٌكون‬
‫المقرر القضابً صادرا فً موضوع الدعوى العمومٌة (باإلدانة أو البراءة أو اإلعفاء‪،‬وما ٌرتبه‬
‫ذلك من آثار جنابٌة)أو الدعوى المدنٌة التابعة (بتقرٌر المسإولٌة المدنٌة أو نفٌها وتحدٌد آثارها‬
‫من تعوٌض وتضامن بٌن المحكوم علٌهم من المتهمٌن إن تعددوا وهكذا)وهذا ما جاءت به المادة‬
‫‪26‬‬
‫‪ 522‬من قانون المسطرة الجنابٌة المذكورة فً الهامش‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم وجود نص فً القانون ٌمنع ممارسة الطعن بالنقض فً المقرر المراد الطعن فٌه‪ ،‬لقد فقد‬
‫هذا الشرط أهمٌته بإلؽاء (الفصل ‪ 27576‬من ظهٌر ‪)59/2/12‬الذي كان ٌمنع كال من المطالب‬
‫بالحق المدنً و النٌابة العامة فً الطعن بالنقض فً األحكام الصادرة عن ؼرفة الجناٌات‬
‫بالبراءة أو اإلعفاء وعدم نقل أحكامها إلى المسطرة الجنابٌة الحالٌة‪،‬التً ٌالحظ بؤنها أتاحت‬
‫لجمٌع األطراؾ حق الطعن بالنقض حتى فً القرارات النهابٌة الصادرة عن ؼرفة الجناٌات‬
‫اإلستبنافٌة‪ ،‬وبالنظر إلى هذه المالحظة فإن الحاالت التً ٌمنع فٌها القانون الطعن بالنقض فً‬
‫القرارات قد تقلصت وأصبحت قلٌلة العدد نظرا لجسامة ما قد ٌترتب عن ذلك من خطر المساس‬
‫بمصلح المتقاضٌن والتً ٌمكن ذكرا من خالت بعض المواد كالمادة ‪ 382‬من قانون المسطرة‬
‫الجنابٌة التً تمنع الطعن بالنقض فً األوامر القضابٌة فً المخالفات ما لم ٌكن الطعن بالنقض‬
‫لفابدة القانون‪.‬‬
‫والمادة ‪ 451‬من قانون المسطرة الجنابٌة التً تمنع الطعن فً القرار الصادر ؼٌابٌا فً‬
‫جناٌة(والنقض طعن من الطعون)من ؼٌر النٌابة العامة والطرؾ المدنً فٌم ٌتعلق بحقوقه‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المقررات القابلة للطعن بالنقض الصادرة عن ؼٌر هٌآت الحكم"هٌآت التحقٌق"‬

‫‪25‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪،‬م س‪،‬ص ‪176‬‬
‫‪26‬‬
‫والتً جاء فٌها‪":‬التقبل المقررات اإلعدادٌة أو التمهٌجٌة أو الصادرة بشؤن النزاع عارض أو دفعالطعن بالنقض إال فً آن واحد مع الطعن‬
‫بالنقض فً المقرر النهائً الصادر فً الجوهر"‬
‫‪27‬‬
‫وٌنص الفصل ‪576‬من قانون المسطرة الجنائٌة على أنه‪":‬ال ٌمكن للمطالب بالحق المدنً فً القضاٌا الجنائٌة أن ٌطلب نقض األحكام‬
‫الصادرة بالبراءةأو بإلعفاء وكذا الشؤن فٌما ٌرجع للنٌابة العامة مالم ٌعلل الحكم الصادر باإلعفاء بعدم وجود نص قانونً جنائً مع أنه موجود‬
‫فً الواقع"‬

‫‪21‬‬
‫بالتوقؾ عند النصوص الحالٌة التً تنظم طرٌق الطعن بالنقض فً قرارات هٌآت‬
‫التحقٌق"قاضً التحقٌق أو الؽرفة الجنحٌة" نجد هنا مادتٌن األولى هً‪:‬‬

‫المادة‪ 524‬من قانون المسطرة الجنابٌة والتً جاء فٌها أنه ال ٌمكن طلب النقض بالنسبة لقرارات‬
‫‪28‬‬
‫اإلحالة إلى المحكمة زجرٌة إال مع الحكم فً الجوهر مع مراعاة مقتضات المادة‪227‬‬

‫والمادة‪525‬من قانون المسطرة الجنابٌة‪":‬ال ٌمكن للطرؾ المدنً أن ٌطلب نقض القرار بعد‬
‫المتابعة إال إذا نص هذا القرار على عدم قبول تدخله فً الدعوى أوإذا أؼفل البت فً تهمة ما"‪.‬وانطالقا‬
‫من هذا التؽٌر الذي طال المسطرة الجنابٌة فقد ثم تعمٌم طرٌق الطعن باإلستبناؾ لٌشمل حتى القرارات‬
‫التً تصدرها ؼرؾ الجناٌات‪،‬حٌث ٌمكن القول انطالقا من مإلؾ الدكتور عبد الواحد العلمً ‪:29‬‬

‫‪ .1‬إن قرارات اإلحالة على محكمة زجرٌة حتى ولو أضحت نهابٌة ال تقبل الطعن باإلستبناؾ‬
‫حٌث أن الطعن فٌها ٌكون بالنقض وإن جاز ال ٌصح مستقال وإنما ال ٌكون كذلك‪،‬إال بعد صدور‬
‫الحكم فً الجوهر وتبعا للطعن فٌه بالنقض أٌضا‪.‬‬
‫‪ .2‬أعطً للقرارات الباتة فً اإلفراج المإقت أو الوضع تحت المراقبة القضابٌة حكم قرارات‬
‫اإلحالة على محكمة زجرٌة من حٌث إمكانٌة قبول الطعن بالنقض بصددها‪.‬‬
‫‪ .3‬القرارات بعدم المتابعة التً تصدرعن الؽرفة الجنحٌة مإٌدة لقاضً التحقٌق بعد الطعن فٌها‬
‫طبعا باإلستبناؾ ال ٌتصور الطعن فٌها كما هو معلوم من المتهم باعتبار أن عدم المتابعة هو‬
‫بمثابة براءة ‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪:‬إجراءات مباشرة الطعن بالنقض وآثاره فً القرارات الجنائٌة‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الطعن بالنقض‪:‬‬

‫ٌعتبر الطعن بالنقض طرٌقا استثنابٌا للطعن فً القرارات الجنابٌة‪،‬حٌث أحاطه المشرع بعدة‬
‫ضوابط إجرابٌة سعٌا منه لضمان الجدٌة فً استعماله‪،‬وحتى تتفرغ محكمة النقض لبحث الطعون الجادة‬
‫‪526‬إلى ‪ 530‬من قانون المسطرة الجنابٌة‬ ‫وتقوم بدورها على الوجه المطلوب‪،‬حٌث بٌنت المواد‬
‫اإلجراءات التً ٌتعٌن إنجازها من قبل طالب النقض‪،‬وهً إجراءات واحٌة االستٌفاء‪ ،‬والتً ٌالحظ أنها‬
‫تقلصت فً الوقت الراهن إلى ثالثة وهً‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التصرٌح بطلب النقض‬

‫‪ٌ 12‬نص الفصل‪227‬من قانون المسطرة الجنائٌة على أنه‪":‬ال ٌمكن إثارة الدفع ببطالن إجراءات التحقٌق بعد صدور قرار الؽرفة الجنحٌة‬
‫القاضً باإلحالة على هٌئة الحكم‪".‬‬
‫‪29‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪:‬م س‪،‬ص ‪189_188_187‬‬

‫‪22‬‬
‫ٌرفع طلب النقض بتصرٌح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التى أصدرت الحكم المطعون فٌه‪،‬تبعا‬
‫للمادة ‪ 526‬من قانون المسطرة الجنابٌة وٌقدم التصرٌح طالب النقض بنفسه أو بواسطة محام وٌقٌد‬
‫التصرٌح بسجل معد لهذه الؽاٌة‪،‬وٌوقع علٌه كاتب الضبط والمصرح حٌث ٌعتبر هذا التصرٌح بمثابة‬
‫إفصاح الطاعن عن رؼبته فً االعتراض على الحكم الصادر فً الدعوى ضده وإبداء عدم قبوله له‬
‫بهدؾ نقضه كلٌا أو جزبٌا أو تصحٌحه‪.‬‬

‫فإذا كان المصرح ال ٌحسن التوقٌع وٌضع توقٌعه ‪،‬وإذا كان طالب النقض معتقال‪،‬فإن تصرٌحه‬
‫‪526‬من‬ ‫ٌكون صرٌحا ٌكون صحٌحا إذا قدمه شخصٌا إلى كتابة الضبط بالمإسسة السجنٌة‪ ،‬فالمادة‬
‫قانون المسطرة الجنابٌة المذكورة أعاله قد سكتت عن تقدٌم المصرح لتصرٌحه بالنقض بواسطة مدافع‬
‫‪ 577‬من قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى بالنص المذكور‬ ‫عنه أو بوكٌل بوكالة خاصة عكس الفصل‬
‫سابقا‪ ،‬وهو ما ٌعنً أن هذه الشكلٌة ربما لم تعد فً القانون الجدٌد للمسطرة صالحة لتقدٌم التصارٌح‬
‫بطلبات النقض بها‪.‬‬

‫وفً الحدود المالحظة األنفة وبتقصً إعمال للمجلس األعلى للفصل ‪ 577‬من قانون المسطرة‬
‫الجنابٌة (الملؽى) والذي استبدل حالٌا بالمادة ‪ 526‬المذكورة أعاله‪،‬نجده ٌتشدد ولو لدرجة ملفتة للنضر‬
‫من جهة‪،‬فً إلزام األطراؾ أٌا كانت بما فٌها النٌابة العامة ب تقدٌم تصرٌحاتها وفق الشكل الذي حدده‬
‫القانون ومن جهة ثانٌة بإلزامه بتقدٌم التصرٌح من الطاعن شخصٌا أو بواسطة محامٌه ‪،‬ومن جهة ثالثة‬
‫بوجوب ذكر اسم المصرح بالطعن بكٌفٌة واضحة وعدم االكتفاء فً التصرٌح بإٌراد كلمة "المطالب‬
‫بالحق المدنً"أو"المسإول عن الحقوق المدنٌة"أو"المتهم فالن ومن معه‪"...‬‬

‫ثانٌا‪:‬المٌعاد القانونً لتقدٌم التصرٌح‬

‫‪ 527‬من قانون المسطرة الجنابٌة فً عشرة أٌام‬ ‫ٌحدد أجل الطعن أو المٌعاد القانونً طبقا للمادة‬
‫من ٌوم صدور المقرر المطعون فٌه ما لم مقتضٌات خاصة على خالؾ ذلك‪.‬‬

‫ؼٌر أن هذا األجل ال ٌبتدئ إال من بوم تبلٌػ المقرر إلى الشخص نفسه أو فً موطنه فً الحاالت‪:‬‬

‫‪ .1‬بالنسبة للطرؾ الذي لم ٌكن بعد المناقشات الحضورٌة حاضرا أو ممثال فً الجلسة التً صدر‬
‫فٌا المقرر‪،‬ما لم ٌكن الطرؾ قد اشعر لسماع المقرر فً ٌوم معٌن وصدر المقرر فعال فً ذلك‬
‫الٌوم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫بالنسبة للمتهم الذي طلب أن تجرى المحاكمة فً ؼٌبته طبق الشروط المنصوص علٌها فً‬ ‫‪.2‬‬
‫‪314‬من قانون المسطرة الجنابٌة ‪ 30‬أو الذي لم ٌحضر فً الحالة‬ ‫الفقرة الثانٌة من المادة‬
‫المنصوص علٌها فً الفقرتٌن الرابعة و الخامسة من المادة المذكورة‬
‫‪ .3‬بالنسبة للمتهم الذي حكم بإلؽاء تصرفه وفقا لمقتضٌات الفقرة الرابعة من المادة ‪394‬من قانون‬
‫المسطرة الجنابٌة ‪ . 31‬وال ٌبتدئ أجل طلب النقض فً األحكام الؽٌابٌة إال من الٌوم الذي ٌصبح‬
‫فٌه التعرض ؼٌر مقبول وٌعتبر الطعن بالنقض بمثابة تنازل عن الحق فً الطعن بالتعرض من‬
‫قبل الطرؾ الذي قام به‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬هذه المادة جاءت محل الفصل ‪578‬من القانون الملؽى‪.‬‬

‫ثالتا‪ :‬إٌداع المذكرة بوسائل النقض المإسس علٌها الطلب‬

‫نظم هذا اإلجراء بصورة أساسٌة فً المادة ‪528‬من قانون المسطرة الجنابٌة والتً نصت على‪:‬‬

‫‪ٌ .1‬سلم كاتب الضبط نسخة من المقرر المطعون فٌه مشهودا بمطابقتها لألصل إلى المصرح‬
‫بالنقض أو محامٌه خالل أجل أقصاه ثالثون ٌوما تبتدئ من تارٌخ تلقً التصرٌح‪.‬‬
‫‪ٌ .2‬ضع طالب النقض بواسطة محام مقبول لدى محكمة النقض مذكرة بوسابل الطعن ادى كتابة‬
‫النقض بالمحكمة التً أصدرت المقرر المطعون فٌه‪،‬خالل الستٌن ٌوما الموالٌة لتارٌخ تصرٌحه‬
‫بالنقض ‪.‬‬
‫‪ .3‬تكون هذه المذكرة اختٌارٌة فً قضاٌا الجناٌات وٌمكن وضعها من طرؾ المحامً الذي آزر‬
‫فعال طالب النقض ولم ٌكن هذا المحامً مقبوال لدى محكمة النقض‪.‬‬
‫‪ .4‬توقع كل مذكرة وترفع بنسخ مساوٌة لعدد األطراؾ الذٌن ٌهمهم البث فً طلب النقض وٌشهد‬
‫كاتب الضبط بعدد هذه النسخ وٌضع طابع المحكمة وتوقٌعه على األصل‪،‬وعلى النسخة التى‬
‫تسلم لطالب النقض‪.‬‬
‫‪ٌ .5‬وجه الملؾ إلى محكمة النقض بمجرد وضع المذكرة‪،‬وفً جمٌع األحوال إلى أجل أقصاه ‪90‬‬
‫ٌوما‬
‫‪ .6‬إذا لم تسلم نسخة المقرر للمصرح بالنقض داخل األجل المشار إلٌه فً الفقرة األولى من هذه‬
‫المادة ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 314‬ق م ج‪":‬الٌمكن أن ٌقبل من أي شخص اعتباره ؼائبا إذا كان حاضرا فً الجلسة" ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفقرة الرابعة من النادة ‪ 394‬ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ٌ":‬لؽى التعرض إن لم ٌحضر المتعرض فً التارٌخ المحدد فً هذا اإلستدعاء الجدٌد ال ٌقبل التعرض‬
‫على الحكم الصادر بنلءا على تعرض سابق"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬آثار الطعن بالنقض‪:‬‬

‫ٌترتب من اآلثار على الطعن بالنقض إثنان‪ ،‬أولهما واقؾ و ثانٌهما ناقل‬

‫أوال‪ :‬األثر الواقؾ للطعن بالنقض‬

‫ٌتعلق األثر الواقؾ بنطاق إعمال "القوة التنفٌذٌة" للحكم المطعون فٌه بالنقض‪،‬والتً هً أثر‬
‫إٌجابً لكل حكم جنابً تصدره محكمة الموضوع فاصال فً نزاع بٌن المتهم و النٌابة العامة حٌث‬
‫المنطق المجرد ٌقتضً منع إعمالها ؼن كلٌا و إن جزبٌا أثناء المدة أو المٌعاد المخولة للتصرٌح بالطعن‬
‫بالنقض‪،‬ولتلك التً تمتد بعد ذلك عند النظر فٌه والتً قد تطول‪،‬فإضفاء هذه القوة التنفٌذٌة على الحكم‬
‫الجنابً قبل صٌرورته باتا‪(،‬أي أثناء المٌعاد المخول للطعن فٌه بالنقض) قد تظهر فً قانون معٌن‬
‫ظهورا ملحوظا جدا‪،‬لدرجة قد تسمح بالتصور بؤن األصل فً هذا القانون هو خلع القوة التنفٌذٌة على‬
‫األحكام الجنابٌة ؼٌر الباتة أو الؽٌر المبرمة والتً ال تزال خاضعة للطعن بالنقض بكٌفٌة شبه مطلقة‬
‫وعامة‪ ، 32‬وقد تظهر فً قانون آخر بصورة معتدلة بحٌث ٌخلع القوة التنفٌذٌة على الحكم الجنابً قبل‬
‫صٌرورته باتا فً حاالت معٌنة وال ٌسمح بإكسابها هذه القوة التنفٌذٌة فً ؼٌر هذه الحاالت وبالنسبة‬
‫للقانون المؽربً‪،‬فٌمكن القول بؤنه ٌصنؾ من ضمن الفبة الثانٌة المعتدلة‪،‬وٌتؤسس موقفه ربما على كون‬
‫المقرر‪ ،‬إذا نفذ على المحكوم علٌه فإنه حتى ولو ألؽً فً مرحلة النقض فإنه ؼالبا ما ٌستحٌل رد األمور‬
‫إلى الحالة التى كان علٌها قبل تنفٌذ الحكم وهو أمر ٌؤباه المنطق السلٌم وال ترضاه العدالة أبدا‪،‬وٌمس‬
‫مسا خطٌرا بحق الطاعن بالنقض فً طرق كل األبواب المتاحة إلٌه‪،‬وهو البريء بحسب األصل‬
‫لتحصٌل حكم قضابً ٌراه عادال و منصفا له‪،‬وذلك قبل تنفٌذ أي جزاء علٌه‪.33‬‬

‫ثانٌا‪:‬األثر الناقل للطعن بالنقض‬

‫ٌعتبر الطعن بالنقض تضلما من حكم محكمة الموضوع أمام المجلس األعلى ‪،34‬بسبب مظنة‬
‫حمل الحكم لشوابب ٌبٌنها الطالب فً السبب أو األسباب الذي ٌقٌمها سندا ودعامة لطلبه‪،‬ناقال لذلك‬
‫لمحكمة النقض رؼبته فً تصحٌح ما قد ٌراه خاطبا وضارا به‪،‬مما قرر الحكم المطلوب نقضه‪،‬وباعتبار‬
‫أن محكمة النقض كما هو معلوم لٌس درجة أعلى من درجات التقاضً‪( ،‬كمحاكم اإلستبناؾ) النحصار‬
‫صالحٌاته فً مراقبة مدى مطابقته ما فصلت فٌه محاكم الموضوع للقانون دون الوقابع المتناع ذلك‬

‫‪32‬‬
‫من ذلك المادة ‪469‬من قانون اإلجراءات الجنائٌة المصرٌة التً تنص‪":‬ال ٌرتب على الطعن بالنقض إٌقاؾ للتنفٌد إال إذا كان الحكم صادرا‬
‫باإلعدام"‬
‫‪33‬‬
‫عبد الواحد العلمً‪،‬م س ‪،‬ص ‪227‬‬
‫‪34‬‬
‫احمد الخملٌشً‪:‬م س‪،‬ص ‪299‬‬

‫‪25‬‬
‫عنه‪،‬فإن األثر الناقل للطعن بالنقض فً هذا سٌكون من حٌث نطاقه أقل ظهورا واتساعا من الطعن‬
‫باإلستبناؾ كما تبٌن ذلك المادة ‪ 533‬من قانون المسطرة الجنابٌة‪.35‬‬

‫‪35‬‬
‫"ٌنحصر أثر الطعن بالنقض المرفوع من النٌابة العامة فٌما ٌرجع لنظر المجلس األعلى فً المقتضٌات المتعلقة بالدعوى العمومٌة و ال‬
‫ٌمكن التنازل عنه بعد رفعه‬

‫‪26‬‬
‫نظرا للتطور الذي عرفته المجتمعات فً ترسٌخ وتدعٌم حقوق اإلنسان والسهر على عدم‬
‫انتهاكها ووعٌا منها بؤن هذا ال ٌتؤتى إال عن طرٌق خلق وتحسٌن المساطر الجنابٌة المعتمدة باألساس‬
‫على قرنٌة البراءة وجعلها كمبدأ أولً من مبادئ المسطرة الجنابٌة فعلى الرؼم من االختالؾ الجؽرافً‬
‫والثقافً للشعوب فقد أقروا بقاسم مشترك ٌجب أن ٌطبع المساطر الجنابٌة من أجل تدعٌم الحرٌات‬
‫العامة‪ ،‬فمفهوم البراءة وجد أساسا فً االتفاقٌات الدولٌة واإلعالنات الدولٌة وكذا الدساتٌر والقوانٌن‬
‫الداخلٌة وقبل ذلك وجد أساسه فً الشرٌعة اإلسالمٌة فً حدٌث شرٌؾ " إ ذ رإوا الحدود عن المسلمٌن‬
‫ما استطعتم فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلو سبٌله‪ ،‬فإن اإلمام ألن ٌخطا فً العفو خٌر من أن ٌخطا‬
‫فً العقوبة"‪ ،‬كما جاء فً إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الذي نادت به الثورة الفرنسٌة ‪ 1789‬فً‬
‫المادة التاسعة " أن كل إنسان تفترض براءته إلى أن ٌحكم بإدانته" وفً العهد الحالً تراكمت الدعوات‬
‫العالمٌة إلقرار هذا المبدأ‪ ،‬وهكذا نصت المادة ‪ 88‬من اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان ( ‪ 10‬دجنبر‬
‫‪ )1948‬إن كل شخص متهم بجرٌمة ٌعتبر بريء إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمته علنٌة تإمن له فٌها‬
‫الضمانات الضرورٌة للدفاع عنه‪ ،‬ثم جاءت اإلتفاقٌة األوربٌة لحقوق اإلنسان ( سنة ‪ ) 1958‬لتإكد هذا‬
‫المبدأ فً المادة ‪ 6‬معتبرة أن كل شخص متهم بجرٌمة ٌعتبر برٌبا إلى إن تثبت إدانته قانونٌا‪ ،‬ثم أجمع‬
‫المجامع الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ( ‪ 16‬دجنبر ‪ )1996‬التً نصت أن " لكل فرد متهم بتهمة‬
‫جنابٌة الحق فً أن ٌعتبر برٌبا ما لم تثبت إدانته طبقا للقانون‪ ،‬وقرٌنة البراءة مقررة لمصلحة اإلنسان‬
‫تجنبه عدم المساس بحرٌته وتصون حقوقه‪ ،‬فلوال ذلك الستطاعت السلطة العامة من التدخل واإلنقاص‬
‫من حرٌة الشخص الفردٌة‪ ،‬كما أن وجودها ٌإدي إلى عدم اإللحاق الضرر بالمتهم فٌما لو تمت معاملته‬
‫مسبقا على أنه مدان‪ ،‬ثم اتضحت براءته بعد ذلك وكذا عدم إصدار العدالة واهتزاز ثقة الناس بالقضاء‪،‬‬
‫كما أنها تجنب وقوع األخطاء القضابٌة بإدانة األبرٌاء الذٌن ٌقصرون فً إثبات براءتهم‪.‬‬

‫وقد نص المشرع كذلك على حالة اإلعفاء فٌما ٌخص المسإولٌة الجنابٌة فهناك حاالت تم إعفاء‬
‫الشخص من المسإولٌة نظرا لكونه مصاب بعاهة أو خلل عقلً ٌزول معه اإلدراك والتمٌٌز والمالحظ‬
‫أن المشرع لم ٌتعرض ألسباب عوارض المسإولٌة الجنابٌة وإنما تصدت ألهمها عند بحثه فً أسباب‬
‫اإلباحة أو التبرٌر وذلك فً الفترة الثانٌة من الفصل ‪ 124‬حٌنما نفى عن النشاط الذي ٌقع نتٌجة حالة‬
‫الضرورة والقوة القاهرة بقوله " ال جناٌة وال جنحة وال مخالفة إذا اضطر الفاعل مادٌا إلى ارتكاب‬
‫الجرٌمة‪ ،‬أو كان فً حالة استحال علٌه معها‪ ،‬استحالة مادٌة‪ ،‬وذلك لسبب خارجً لم ٌستطع مقاومته"‪.‬‬

‫ولدراسة هذا الموضوع سنتطرق للتصمٌم التالً ‪:‬‬

‫الفصل الثانً ‪ :‬الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة القاضٌة بالبراءة أو اإلعفاء‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬حكم البراءة فً القضاٌا الجنابٌة‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬حكم اإلعفاء فً القضاٌا الجنابٌة‬

‫‪27‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬حكم البراءة فً القضاٌا الجنائٌة‬

‫نظرا للتطور الذي عرفته المجتمعات فً ترسٌخ وتدعٌم حقوق اإلنسان والسهر على عدم‬
‫انتهاكها‪ ،‬ووعٌا منها بؤن هذا ال ٌتؤتى إال عن طرٌق خلق وتحسٌن المساطر الجنابٌة المعتمدة باألساس‬
‫على قرٌنة البراءة ‪ ،‬وجعلها كمبدأ أولً من مبادئ المسطرة الجنابٌة‪ ،‬فعلى الرؼم من االختالؾ‬
‫الجؽرافً للشعوب والثقافً فقد أقروا بقاسم مشترك ٌجب أن ٌطبع المساطر الجنابٌة من أجل تدعٌم‬
‫الحرٌات العامة وحقوق اإلنسان‪ ،‬فقرٌنة البراءة مبدأ عرفته اإلنسانٌة من عمود النور ‪ ،‬فلقد نادت به‬
‫الثورة الفرنسٌة سنة ‪ 1789‬فً المادة التاسعة من نص إعالن حقوق اإلنسان والمواطن فً الهامش ‪، 36‬‬
‫حٌث تراكمت الدعوات العالمٌة بعد هذا اإلقرار مبدأ قرٌنة البراءة وذلك بعدة من النصوص واالتفاقٌات‬
‫لؽل أبرزها المادة ‪ 14‬من العهد الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ( ‪ 16‬دجنبر ‪ ، 37)1966‬حٌث نصت‬
‫على افتراض البراءة للمتهم‪ ،‬أما باقً األشخاص ؼٌر المتهمٌن فإنهم أبرٌاء بالفطرة وأن براءتهم ال‬
‫حاجة إلثباتها فً نص‪.‬‬

‫إن قرٌنة البراءة كما ٌدل علٌها اسمها تعتبر قرٌنة من القرابن‪ ،‬حٌث أصبحت قرٌبة قانونٌة‬
‫‪ ،38)1‬بعدما كانت‬ ‫عندما أصبح التنصٌص علٌها صراحة فً قانون المسطرة المدنٌة بمقتضى المادة(‬
‫تعتبر من القرابن الضرورٌة القضابٌة التً ٌستمدها الفقه والقضاء من االجتهاد القضابً وعمل للمحاكم‬
‫حٌث أعتبر المشرع قرٌنة البراءة من ضمن الرسابل المتعلقة باإلثبات‪ ،‬وبالتالً أعطى من ٌتمتع بها‬
‫من إقامة الدلٌل على براءته‪ ،‬وهو ما أدى إلى قلب عبر اإلثبات الذي أصبح على عاتق النٌابة ‪ ،‬حٌث‬
‫تعتبر قرٌنة البراءة بسٌطة ٌمكن إثبات ما ٌخالفها بجمٌع وسابل اإلتباث ولو بشهادة الشهود‪.‬‬

‫فالمشرع المؽربً أقر قرٌنة البراءة فً القانون المتعلق بالمسطرة الجنابٌة لضمان امن‬
‫األشخاص وحماٌة الحرٌة الفردٌة ‪ ،39‬واضعا بذلك الحد للممارسات التً كانت تطال المواطنٌن فً‬
‫السابق‪ ،‬وأخذ بعٌن االعتبار التوصٌات والتدابٌر السٌاسٌة التً جاءت بها هٌبة اإلنصاؾ والمصالحة من‬
‫أجل تفعٌل مبادئ حقوق اإلنسان‪ ،‬وتفعٌل مفهوم قرٌنة البراءة وضمان الحق فً المحاكمة العادلة‪،‬‬
‫وإقرار إستراتٌجٌة وطنٌة لمناهضة اإلفالت من العقاب وجملة من اإلصالحات فً مجال العدل واألمن‬
‫والتشرٌع من أجل تدعٌم السٌاسة الجنابٌة وتوطٌد دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ " :‬كل إنسان تفترض براءته إلى أن ٌحكم بإدانته"‬
‫‪37‬‬
‫‪ :‬لكل فرد متهم بتهم جنائٌة الحق فً أن ٌعتبر برٌئا ما لم تثبت إدانته طبقا للقانون‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ :‬كل متهم أو مشتبه فٌه بارتكاب جرٌمة ٌعتبر برٌئا إن لم تثبت إدانته قانونا بمقرر مكتسب لقوة الشًء المقضً به بناءا على محاكمة‬
‫عادلة تتوفر فٌها كل الضمانات القانونٌة ‪ٌ ،‬فسر الشك لفائدة المتهم"‬
‫‪39‬‬
‫رشٌد تاشفٌن ‪ ،‬للندوة الدولٌة حول " الولوج إلى العدالة والحقوق " المعهد العالً للقضاء ‪ ،‬سطات ‪" 2009‬موقع هؽرس"‬

‫‪28‬‬
‫وانطالقا من هذا فقرٌنة البراءة تقوم وفق أسس وعلى أسباب‪ ،‬وعلى أدلة جنابٌة معتمدة‬
‫لإلقرار بها‪ ،‬وضمانات مقررة لحماٌتها قبل المحاكمة وبعد مرور الحكم ن كما ٌمكن الطعن أٌضا فً‬
‫قرارات الجناٌة القاضٌة بها بالنقض وهذا ما تطرقتا إلٌه فً الفصل األول وفق الضوابط القانونٌة ‪ ،‬حٌث‬
‫سنتطرق لمبدأ قرٌنة البراءة فً هذا المبحث نظرا لما ٌكتسٌه هذا المبدأ بالؽة فً مجال قانون وحقوق‬
‫اإلنسان والحرٌات العامة وذلك على الشكل التالً‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أساس قرٌنة البراءة وأسبابه‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬األدلة الجنابٌة المعتمدة فً البراءة وعبا إثبات الدفع‪ :‬وتفسٌر قاعدة الشك‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الحماٌة القانونٌة لضمانات قرٌنة البراءة‬

‫‪29‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أساس قرٌنة البراءة وأسبابه‬

‫بالرجوع إلى الطبٌعة القانونٌة لنظام القرابن فً المادة الجنابٌة فإنه ٌخضع لنفس قواعد تطبٌقه‬
‫فً المواد المدنٌة سواء كانت قرابن قانونٌة أم كانت قرابن قضابٌة ‪ ،40‬ذلك أن المشرع ٌلجؤ إلى افتراض‬
‫عناصر مكونة ألركان الجرٌمة وبالتالً إعفاء النٌابة العامة من االلتزام بإثبات وقوعها ونسبتها إلى‬
‫المتهم كقاعدة أصلٌة‪ ،‬فافتراض القانون مثال سوء نٌة بالنسبة للجرابم الواقعة على الجنس قرٌنة ودلٌل‬
‫على اتجاه إرادة الجانً لتحقٌق نفس النتٌجة ‪ ،41‬وعلٌه فربط مصطلح القرٌنة بمصطلح البراءة فهو‬
‫ضرورة تقٌٌد بإعمال البراءة‪ ،‬وٌمكننا من إثبات العكس باإلدانة‪ ،‬حٌث ٌمكن اعتبار أن البراءة مجرد‬
‫قرٌنة تكون منطلقا مفترضا ٌقبل إقامة الدلٌل على عكسه ‪ .‬من هذا سنخصص الفقرة األولى من المطلب‬
‫لتبٌان أساس مبدأ قرٌنة البراءة‪ ،‬والفقرة الثانٌة ألسباب هذا المبدأ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أساس قرٌنة البراءة‪:‬‬

‫لقد استقر القضاء والفقه على اعتبار أصل البراءة منطلقها فً تعامل السلطات القضابٌة واإلدارة‬
‫مع الشخص المتهم أو للمشتبه فٌه بارتكابه لجرٌمة ما على مستوى مراحل الدعوى‪ ،‬معاملة تحفظ‬
‫للشخص جمٌع حقوقه الشخصٌة ؼٌر منقوصة وكذلك الدفاع عن نفسه لكونه بريء حتى تثبت إدانته‬
‫بحكم قضابً بات بناءا على محاكمته محاكمة عادلة تتوفر فٌها الضمانات القانونٌة‪ ،‬فهدؾ افتراض‬
‫البراءة من هذا المنطلق هو إشهار الحقٌقة‪ ،‬وإقرار مبدأ المساواة فالحقوق المضمونة للدفاع تكون ؼٌر‬
‫تامة دون مساواة الجرابم والعقوبات التً ترجع حقٌقة إلى افتراض البراءة للمضمون لكل متهم‪.42‬‬

‫أوال ‪ :‬أساس البراءة فً الفقه الوضعً‬

‫رؼم ما ٌبدوا لمبدأ البراءة فً اإلنسان من بداهة تتسق والفطرة الطبٌعٌة وإن صار متهما‪ ،‬إال‬
‫أنه قد تعرض لنقد شدٌد من قبل عدٌد من الفقهاء وعلى رأس هإالء أنصار المدرسة الوضعٌة‪ ،‬حٌث‬
‫القى مبدأ افتراض البراءة نقدا شدٌدا من قبل أنصار ورواد هذه المدرسة لما رأوه من تعارض مع هذا‬
‫المبدأ وفلسفتهم المعتمدة فً تصنٌؾ المجرمٌن‪ ،‬والتً تنبنً على االهتمام بشخص المجرم أكثر مما تهتم‬
‫بالواقعة اإلجرامٌة‪ ،‬حٌث قال فقهاء هذه المدرسة وعلى رأسهم (إنرٌكو فٌري) ( ‪ )1928-1896‬بؤنه ال‬
‫ٌمكن األخذ بإمكانٌة مبدأ افتراض البراءة إال بالنسبة للمجرمٌن بالصدفة وللمجرمٌن بالعاطفة‪ ،‬عكس‬
‫المجرم الذي ٌعود إجرامه إلى تكوٌنه الطبٌعً أو البٌولوجً والمجرمٌن بالعادة والمجرم المجنون‪ ،‬نظرا‬
‫لما ٌإدٌه هذا االفتراض لمبدأ البراءة‪ ،‬من نتابج كمنح حصانة ؼٌر مرؼوب فٌها لمرتكبً الجرابم‬

‫‪40‬‬
‫‪- Mohamed jalal essaid, la présomption d’innocence, université mohemed 5, collection de la FSJES,22éme‬‬
‫‪éd : 1971 ;p 79-86 .‬‬
‫‪41‬‬
‫‪- jean pradel , droit pénal , 2éme éd, 1976, p28‬‬
‫‪42‬‬
‫فهد مؽار ‪ " :‬قرٌنة البراءة فً ظل قانون المسطرة الجنائٌة"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر ‪ ،2012‬كلٌة الحقوق مراكش‪.‬ص ‪.14‬‬

‫‪30‬‬
‫وحماٌة المصلحة الشخصٌة للمجرم على حساب المجتمع‪ ،‬وحسب ‪ René.GARRAUD‬للفقٌه الفرنسً‬
‫فال توجد قرابن نهابٌة للبراءة وال حتى لإلدانة حٌث ٌكون دور هذه القرابن محدودا فً المٌدان‬
‫الزجري‪.43‬‬

‫إن انتقادات هذه المدرسة تبدو مؽالى فٌها ألن التصنٌؾ الذي اعتمدته المدرسة تصنٌفا فقهٌا‬
‫أكثر منه تصنٌؾ علمً ٌستند على األساس السلٌمة‪ ،‬فمبدأ البراءة ٌفترض تطبٌقه كؤصل على كافة‬
‫المتهمٌن مراعاة لمبدأ المساواة النابع مما تقتضٌه المواثٌق واإلعالنات الدولٌة‪ ،‬وقاعدة القانون من‬
‫اتصافها بالعمومٌة والتجرٌد رؼم أن افتراض البراءة حق ٌستفٌد منه بعض المدنٌٌن‪ ،‬فالعدالة ال ٌإدٌها‬
‫اإلفالت واإلستفادة للبعض بقدر ما ٌإدٌها اإلدانة لبرئ واحد‬

‫حٌث إذا ما نظرنا إلى قول أنصار هذه المدرسة الذي ٌعاب علٌه ٌتشدد مواقفه وأقوال فقهابه‬
‫‪44‬‬
‫سٌدفع هذا األمر بالمجتمع نحو التضحٌة باألبرٌاء فً سبٌل إدانة المدنٌٌن‬

‫ثانٌا ‪ :‬أساس البراءة فً الفقه المعاصر‬

‫ٌشارك بعض الفقهاء المعاصرٌن الرأي مع أنصار المدرسة الوضعٌة وروادها ٌتوجهم الرافض‪،‬‬
‫حٌث منهم من وجه سهام النقد لمبدأ أصل البراءة ‪ ،‬حتى أنهم وصفوه بالمبدأ ذو الطبٌعة الخٌالٌة أو‬
‫المثالٌة ‪ ،‬فلدى هإالء أن ما ٌدعم المبدأ فً الماضً ال ٌدعمه فً الحاضر فمٌزان العدالة كان ٌمٌل إلى‬
‫جانب سلطة اإلتمام على حساب مصلحة المتهم ‪ ،‬إلى أن تحسٌن مركز المتهم ونال الكثٌر من حقوقه ‪،‬‬
‫حٌث ٌنتهً قول هإالء إلى ضرورة أن ٌفسر للشك للصالح المجنً علٌه أو المضرور من الجرٌمة ال‬
‫لصالح المتهم ‪ ،‬من الخٌال للقول ببراءته ثم إحالته للمحاكمة ‪ ،‬وال ٌخشى فً رأي هإالء للتعسؾ نحو‬
‫المتهم ‪ ،‬وخصوصا أن االتهام ال ٌسعى إلى اإلدانة بل إلى الحقٌقة سواء كانت فً صالح المتهم أو ضده‪،‬‬
‫وطالما تقرر حق الطعن فً أحكام للمحاكم الدنٌا لدى درجات قضابٌة أعلى تسمح بتجنب اإلدانة ‪.‬‬

‫والواقع أننا نجد لهذا النقد صدى بالؽرد الفقه المصري لتعارضه مع االتهام ومع اإلجراءات‬
‫الماسة بالحرٌة كالقبض والتفتٌش واألمر بالحبس االحتٌاطً وهً إجراءات ال ٌتسنى اتخاذها إال قبل‬
‫توافر دالبل قوٌة فً حق االتهام ارتكاب الجرٌمة ‪ ،‬فان قٌل بقرٌنة البراءة أصبحت اإلجراءات بؽٌر‬
‫أساس قانونً سلٌم فضال عن الضمانات التً تقررت للمتهم فً كافة المراحل الدعوى الجنابٌة لم تتقرر‬
‫لكونه برٌبا وإنما للمجرد كونه متهم كما أن تفسٌر الشك للمصلحة المتهم ال ٌعود لكونه برٌبا بل ألن‬
‫اإلدانة الجنابٌة تنبنً على الجزم والٌقٌن وأن ٌعٌن إلثبات ٌقع على عاتق التهام فهً لٌست تطبٌقا لقاعدة‬
‫افتراض البراءة ‪ ،‬وإنما نابعة من طبٌعة الخصومة الجنابٌة ‪ ،‬وٌنهى الرأي باستبدال عبارة قرنٌة البراءة‬

‫‪43‬‬
‫)‪- GARRAUD. RENE. « traité de l’instruction criminelle ».PARIS 1907 T1,P(.‬‬
‫‪44‬‬
‫عبد الواحد شعٌر‪ " ،‬المختصر المفٌد لنظرٌة القانون "‪ :‬الجزء األول ‪ :‬الطبعة الرابعة ‪ 2004‬ص‪.37‬‬

‫‪31‬‬
‫بما ٌتبناه الدستور االٌطالً القابل " المتهم ال ٌعد مذنبا حتى صدور الحكم النهابً بإدانته " م ( ‪، )2/27‬‬
‫أو بالنص على اعتبار المتهم مجرد مشتبه فٌه بدال من اعتباره برٌبا‪. 45‬‬

‫فتلك الحجج لٌس من شؤنها اإلقناع بعدم مقبولٌة أصل البراءة ‪ ،‬فلٌس صحٌحا أنه ال ٌجد فً‬
‫الحاضر ما ٌبرر المبدأ ‪ ،‬إذ أن قرٌنة البراءة ال تتوجه بالخطاب فقط للرجال السلطة العامة ‪ ،‬بل ٌتوجه‬
‫للقضاء فً مرحلة المحاكمة فالواقع أن المبدأ ٌبدو مكمل لعدد من المبادئ التً تلزم لوصؾ المحاكمة‬
‫الجنابٌة بالمحاكمة العادلة أو على رأسها مبدأ حٌاد القاضً الجنابً فلو فرض وقام شاهد بالتعبٌر عن‬
‫رأي ٌضٌر بالمتهم ‪ ،‬أو أطلق العنان بلسانه لسب المتهم ولم تنهً المحكمة عن هذا تكون فقدت حٌادها‬
‫بؤن حٌادها بؤن شاركت الشاهد عدوانه للمتهم وافتؤت من تم على مبدأ أصل للبراءة الذي ٌظهر مكمل‬
‫لمبدأ حٌاد القضابً‪.46‬‬

‫بل إنما ال نشترط فً الحدٌث إذا قلنا أن النص على المبدأ فً صلب الوثابق الدستورٌة ٌعنً‬
‫توجهه بالخطاب للسلطة القابمة على أمر التشرٌع الجنابً ‪ ،‬بما ٌضع على عاتقها قٌدا ٌوجب مراعاة قٌم‬
‫المبدأ أو نتابجه على حال تنظٌم اإلجراءات القانونٌة التً ٌمكن اتخاذها إذ تم توجٌه االتهام ألحد أفراد‪.47‬‬

‫وكما أن الرأي ٌتفاعل عن الخصوصٌة التً تتمتع بها الدعوى العمومٌة ‪ ،‬كونها دعوى تهم‬
‫المجتمع بؤسره ‪ ،‬ومن تم فان تحدٌد مواقؾ الخصوم تملٌه المصلحة العامة ال مصلحة الجنً علٌه‪،‬‬
‫والمجتمع كما تهمه معاقبة المتهم حال ثبوت الجرم فً حقه ‪ ،‬تهمه أٌضا براءة من وجه الٌه اتهام ظالم ‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬أسباب البراءة‬

‫عندما ٌحمل النزع إلى القاضً الجنابً وٌطرح أمامه ‪ ،‬ال شك أنه ٌجتهد فً تحمٌل وتحدٌد‬
‫الوقابع المنتجة فً الخصومة ‪ ،‬ثم ٌبحث عنً القواعد القانونٌة التً ترسم النموذج التشرٌعً الذي‬
‫ٌتطابق مع تلك الوقابع التً أكتمت لدٌه لتستخلص النتٌجة القانونٌة التً ٌفضً إلٌها هذا تطابق ثم ٌعلن‬
‫ذلك فً قراره الذي ٌسمى الحكم الجنابً ‪ ،‬والحكم الجنابً البد أن ٌفصل فً موضوع الدعوى الجنابٌة‬
‫وموضوع الدعوى الجنابٌة هو " حق الدولة فً العقاب " ومعنى ذلك أن الحكم الجنابً البد أن ٌقرر ما‬
‫إذا كانت الدولة لها حق فً عقاب الجانً ‪ ،‬وفً تلك الحالة ٌصدر حكم بإدانته ‪ ،‬أم لٌس لهل حق فً‬
‫معاقبته‪ ،‬حٌث أنه فً هده الحالة ٌصدر حكم بالبراءة سواء استندت البراءة إلى أسباب قانونٌة أو أسباب‬
‫واقعٌة ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬أمال عثمان‪ " ،‬اإلثبات الجنائً ووسائل التحقٌق العلمٌة " ‪ ،‬مطبعة دار الهنا‪ 1975 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ٌ -‬وسؾ البحري‪ ،‬حقوق االنسان المعاٌٌر الدولٌة والٌات الرقابة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنٌة ‪ ،‬مراكش ‪ ،2010‬ص ‪.169‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬فهد صؽار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬كمال عبد الواحد الجوهري‪ " ،‬تؤسٌس طلب الحكم والبراءة والطعن بالنقض فً القضاٌا الجنائٌة" دار محمود للنشر والتوزٌع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪( ،‬ص) ‪. 9.8.7‬‬

‫‪32‬‬
‫أوال ‪ :‬األسباب القانونٌة‬

‫فً حالة األسباب القانونٌة للبراءة قد ٌكون الفصل ؼٌر خاضع لنص تجرٌم أو خاضع لسبب‬
‫إباحة ‪ ،‬أو إن مرتكبة ٌستفٌد من مانع مسإولٌة أو مانع عقاب ‪ ،‬حٌث أنه انطالقا قامت هذه الحاالت‬
‫تقضً المحكمة بالبراءة التً تستخلص أسبابها من نصوص القانون السابقة فً وجودها على الحكم الذي‬
‫تصدر‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬األسباب الواقعٌة‬

‫فً حالة استناد حكم البراءة إلى أسباب واقعٌة فان ذلك ٌكون ناتجا عن قٌام الدلٌل على وقوع‬
‫الفعل أو على نسبته إلى المتهم ‪ ،‬فٌكون معنى ذلك فً حدود علم ‪.‬‬

‫وأن المتهم فً سلوكه لم ٌكن خاضعا لعقاب القانون‪.‬‬

‫ومفاد ما تقدم أن القاضً الجنابً عن طرٌق إصدار حكمه فً الدعوى الجنابٌة ٌحقق أهم أهداؾ‬
‫القانون أال وهو "اقتضاء حق الدولة فً العقاب الجنابً " إذا توصل إلى وجود وثبوت هذا الحق فٌقضً‬
‫الحكم باإلدانة ‪ ،‬فال ٌمكن القول بوجود حق الدولة فً العقاب اتجاه متهم معٌن إال إذا توفرت العناصر‬
‫التالٌة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬وجود نص قانونً ٌحدد النموذج التشرٌعً للجرٌمة والعقوبة‬


‫‪ - 2‬ثبوت أن شخصا ما قد ارتكب هذه الجرٌمة المحددة األركان والعناصر بالنموذج التشرٌعً‬
‫السالؾ البٌان‬
‫‪ - 3‬مشروعٌة اإلجراءات البحث عن الجرٌمة أو الكشؾ عنها وكذا إجراءات التحقٌق والمحاكمة‬
‫العادلة التً ٌخضع لها هذا الشخص ‪.‬‬
‫‪ - 4‬عدا وجود مانع مسإولٌة أو مانع للعقاب أو سبب إباحة ٌخضع له من قامت الجرٌمة فً حقه‬
‫‪ - 5‬أن ٌكون حق الدولة فً العقاب أو فً متابعة الجانً مازالت قابما أي لم ٌنقص أو ٌسقط ألي‬
‫سبب من األسباب مثل مضً المدة أو وفاة المتهم أو التنازل أو الصلح فً الحاالت التً ال ٌجوز‬
‫فٌها ذلك‪.‬‬

‫وخالصة هذا ‪ ،‬أن هناك حاالت ٌجب على القاضً الجنابً أن ٌقضً فٌها ببراءة المتهم المقامة هذه‬
‫الدعوى الجنابٌة وٌمكن تعنٌؾ هذه الحاالت فً ‪:‬‬

‫‪ -‬األسباب التً تتعلق بمدى توافر أركان وعناصر الجرٌمة ‪.‬‬


‫‪ -‬األسباب التً تتصؾ بعملٌة اإلثبات‬
‫‪ -‬األسباب التً تتصل بؤسباب اإلباحة‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬األسباب التً تتصل بموانع المسإولٌة والعقاب‬
‫‪ -‬األسباب التً تتصل بانقضاء الدعوى الجنابٌة ‪.‬‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬األدلة الجنائٌة المعتمدة فً البراءة وعبء أتبات الدفع وتفسٌر قاعدة‬
‫الشك‬

‫سنتناول من خالل هذا المطلب األدلة الجنابٌة (فقرة األولى) ثم إثبات صحة الدفع وتفسٌر قاعدة‬
‫الشك لصالح المتهم (الفقرة الثانٌة) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬األدلة الجنائٌة المعتمدة فً إثبات البراءة‬

‫تكمل أهمٌة الدلٌل الجنابً على إثبات حدوث الجرٌمة فً الواقع ونسبتها إلى شخص معٌن سواء‬
‫كان فاعال أصلٌا أو شرٌكا‪ ،‬فدلٌل ٌقوم على أركان الجرٌمة لتطبٌق قانون العقوبات علٌها والحال‬
‫كذالك لمقارنة المتهم بارتكابه لها حتى ٌمكن اذانته ‪ ،‬بل تبدو أهمٌة الذلٌل الجنابً فً تحدٌد الوضع‬
‫اإلجرامً للمتهم والعقوبات المناسبة لجرٌمته ‪.‬‬

‫والدلٌل أما ا‪ٌ ،‬كون دلٌال مباشرا (أوال) وإما ؼٌر مباشر (ثانٌا) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الدلٌل المباشر‬

‫ٌقصد به ذلك الدلٌل الذي ٌنصب مباشرة على الواقعة المراد إثباتها ‪ ، 49‬فاالعتراؾ دلٌل مباشر‬
‫على الجرٌمة كذالك الحال بالنسبة لشهادة الشهود وال ٌشترط لكً ٌكون الدلٌل مباشرا أن ٌكون نصا‬
‫فً إثبات جمٌع الوقابع ‪ ،‬بل تلحقه هذه الصفة ولو تعلق بواقعة واحدة أوشك فٌها أو أكثر من واقعة‬
‫ن كما ال ٌشترط لكً ٌكون الدلٌل مباشرا لصالح المتهم بنفً التهمة عنه كشهادة الشاهد بؤنه كان مع‬
‫المتهم فً نفس لحظة ارتكاب الجرٌمة ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬الدلٌل ؼٌر المباشر‬

‫ٌكون الدلٌل ؼٌر مباشر عندما ٌنصب مباشرة على الواقع المراد إثباتها ‪ ،‬وٌتطلب ألخذ به فً‬
‫الواقعة فً تحكٌم العقل والمنطق فالقاضً ٌستخلص من الدلٌل ما ٌمكن أن ٌنتجه عن طرٌق ؼٌر‬
‫مباشر بطرٌق االستدالل العقلً أو المنطقً‪ ،‬والدلٌل ؼٌر المباشر أذنى مرتبة من الدلٌل المباشر‬
‫وٌمكن تقسٌمه إلى قرابن ودالبل والقرٌنة محصلة االستنتاج من أمر معلوم لداللة على أمر مجهول‬
‫ٌراد الوصول إلٌه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬عبد الواحد الجوهري حكم البراءة فً القضاٌا الجنائٌة بدون ذكر الطبعة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬عبء إثبات على النٌابة العامة والمتهم وتفسٌر الشك لصالحه‬

‫تقوم نظرٌة اإلثبات فً المواد الجنابٌة على االستفادة من كل ما ٌإدي إلى ظهور الحقٌقة أي‬
‫إثبات وقوع الفعل وارتكابه من قبل المتهم ونسبته إلٌه ‪ ،‬ولذالك فالقاضً مطلب بالٌقٌن التام الذي‬
‫ٌكونه من مناقشة الظروؾ والوقابع التً تثبت الجرٌمة ببرهان تإدٌه األدلة المنطقٌة المستوحاة من‬
‫وقابع الجرٌمة نفسها وذلك حتى ال ٌبقى مجال للشك فً حكم القاضً ألن الشك ٌجب أن ٌفسر‬
‫لصالح المتهم وٌإدي إلى براءته وأن مبدأ ضمان الحرٌات الفردٌة ٌقتضً أن ٌعتبر كل إنسان برٌبا‬
‫حتى ٌدان بحكم قضابً‪.50‬‬

‫أوال ‪ :‬عبء اإلثبات على النٌابة العامة‬

‫إن النتٌجة المباشرة بؤعمال افتراض البراءة هً تحمل النٌابة العامة إثبات جمٌع العناصر‬
‫المكونة للجرٌمة بؤركانها الثالث – كما تثبت عدم التوافر أي سبب لالنقضاء الدعوى العمومٌة‬
‫والسإال الذي ٌطرح كٌؾ تثبت النٌابة العامة أركان الجرٌمة كنتٌجة ألعمال افتراض البراءة ؟‬

‫إن أعمال مبدأ األصل فً المتهم البراءة ٌقتضً عدم مطالبته بتقدٌم أدلة على براءته اللتزام جهة‬
‫االتهام بإثبات الجرٌمة ونسبتها له مع لزوم اشتراط الٌقٌن فً اإلثبات أعماال لقاعدة " الٌقٌن ال ٌزول‬
‫فً الشك " فالنٌابة لٌست طرؾ فً مواجهة المتهم بل هً محاٌدة تبحث عن الحقٌقة وان كانت‬
‫‪51‬‬
‫كتطبٌق بسٌط وخالص لقرٌنة البراءة‪ ،‬ومع ذلك فتطبٌق‬ ‫لصالحه فٌجب أال تحجبها وتتستر عنها‬
‫ٌثٌر تساإالت حول صحة عبء اإلثبات الذي ٌقع على عاتق النٌابة العامة لمعرفة هل المتهم ٌلتزم‬
‫أحٌانا فً إثبات وقابع مثبتة لدفوعه كسب إلباحة‪ ،‬أداء واجب ‪ ،‬استعمال حق ‪ ،‬حلة دفاع شرعً‪،‬‬
‫توافر مانع للمسإولٌة الجنابٌة ‪ :‬أو عذر معفً من العقوبة أو مخففة لها‪. 52‬‬

‫وفً هذا الصدد نجد ثالثة أراء فقهٌة همت لمناقشة هذا الموضوع‪:‬‬

‫‪ ‬الرأي األول ‪ :‬ذهب للقول بعدم التزام المتهم بإقامة دلٌل على ما ٌدعً به دفاعا عن نفسه ‪،‬‬
‫باعتبار أن افتراض البراءة تنقل لنا عبء اإلثبات على عاتق النٌابة فتكون معها وسابل‬
‫اإلثبات جمعها ولم ٌتمسك بها المتهم‪.‬‬
‫‪ ‬الرأي الثانً ‪ٌ :‬رى تطبٌق القاعدة األصلٌة فً اإلثبات المدنً " البنٌة على من ادعى" على‬
‫المواد الجنابٌة باعتبارها األصل لٌقع عاتق اإلثبات على المدعً وبإثارة المتهم لدفوع ٌعد‬
‫نفسه مدعً لدى تجنب لذى علٌه البنٌة ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬ذ‪ .‬عبد السالم بنحدو الوجٌز فً شرح المسطرة الجنائٌة المؽربٌة‪ ،‬الطبعة الرابعة مزٌدة ومنقحة ‪.2001‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬مروك نص الدنٌا‪ ،‬محاضرات فً اإلثبات الجنائً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬محمد محدة ضمانات المتهم أثناء التحقٌق مرجع سابق‪ .‬ص ‪.241‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬الرأي الثالث ‪ :‬اتجه منحى وسطً بتكلٌؾ المتهم – المدعً علٌه – باإلثبات ما ٌدفع به‬
‫دحضنا لتهمة المنسوبة إلٌه ‪ ،‬وحالة احتمال ثبوت األدلة رؼم عدم دقتها وجبة على القاضً‬
‫األخذ بها ألن " الشك ٌفسر لصالح المتهم "‪.53‬‬

‫‪ 1‬من قانون‬ ‫وٌبدو أن المشرع المؽربً ٌتبنى رأي النظرٌة الثالثة من خالل نصه فً المادة‬
‫المسطرة الجنابٌة على أن الشك ٌفسر لصالح المتهم ‪ ،‬كما أن هناك نصوص قانونٌة تإكد تكلٌؾ‬
‫المتهم بإقامة دلٌل على براءته حتى وأن لم ٌدفع بؤي دفع مثل الجنحة والمخالفة المثبتة فً محضر‬
‫قرر لها القانون حجة ال ٌمكن الطعن فٌها بالزور ‪ ،‬كمحاضر الجمرك ‪ ،‬أو التزام المتهم بإقامة دلٌل‬
‫على براءته من تهمة منسوبة إلٌه فً جرابم الحرب التً مجرد االنتماء إلحدى مجموعاتها‬
‫اإلجرامٌة قرٌنة على مشاركة عناصرها فً الجرابم المرتكبة إذا لم ٌقدم دلٌال ٌنفد انتمابه ‪ ،‬أو عدم‬
‫مشاركته أساسا ‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬عبء اإلثبات على المتهم وتفسٌر الشك لصالحه‬

‫ٌقع على االته ا م عبء تقدٌم أدلة اإلدانة ‪ ،‬وعلى المتهم هو دحضها وتنفٌذها بوضع بدور الشك‬
‫فٌها دون التزامه بتقدٌم أدلة اٌجابٌة تفٌد براءته ‪ ،‬فمجال إثبات التهمة بتحدد بعٌدا عن المتهم ‪ ،‬الذي له‬
‫حق التزام الصمت دون تؤوٌله ضده وذلك ال ٌمنع إدالبه طواعٌة واختٌارا بإقرار الفعل المنسوب إلٌه ‪،‬‬
‫فبإقراره هذا ال ٌمنع المحكمة من البحث فً أدلة إثبات أخرى لتهمة لتنضاؾ العترافه ‪ ،‬خاصة إذا‬
‫انصب اعترافه على واقعة إجرامٌة دون ركن معنوي كما فً حالة القتل التً ٌصبح فٌها من درجة العمد‬
‫لشبه العمد لؽٌاب ركن معنوي ‪ ،‬فبإقرار المتهم ال ٌسقط أصل البراءة فٌه متى كان مشكوكا فٌه‪،‬‬
‫فالمحكمة ال تنقض أصل البراءة إال بحكم قضابه بات مبنً على الجزم والٌقٌن ال على الشك والتخمٌن ‪.‬‬

‫فإذا لم ٌكن أمام المحكمة إلثبات واقعة سوى أقوال المتهم فتعول علٌها مادامت لم ترى بٌنان تتعارض‬
‫مع تفاصٌل ذلك بوجود أقوال متناسق تتفق ومنطق األشٌاء لكون مبدأ البراءة األصلٌة ٌفرض على‬
‫محكمة البحث من خالل إجراءات المحاكمة عن الحقٌقة واألدلة الكافٌة لتمكنها من دحض هذا األصل أم‬
‫‪54‬‬
‫بتقدم به المتهم فاألساس الذي تقوم علٌه افتراض البراءة هو براءة المتهم‬ ‫ال ٌبحث كل دفاع جوهري‬
‫حتى تثبت إدانته ومن تم فمن المنطقً أن ٌعفى من إثباتها طبقا للقاعدة القانونٌة التً مفادها "على من‬
‫ٌدعً خالؾ أصل البراءة أن ٌثبت اإلدانة " بإقامة دلٌل أمام القضاء بطرق حددها القانون حٌث ٌقع‬
‫عبء اإلثبات على سلطة االتهام التً تثبت قٌام الجرٌمة وهوٌة المتهم بإثبات إذنابه لٌكون بالتبعٌة عبء‬

‫‪ -53‬عبد الحكٌم فودة‪ ،‬المحامً بالنقض امتناع المساءلة الجنائٌة فً ضوء الفقه والقضاء والنقض‪ ،‬مرجع سابق ص‪.43‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬والدفاع الجوهري هو دفاع منتج فً الدعوى ٌإثر علٌها سلبا أو اٌجابٌا سواء تعلق بنفً وقوع الجرٌمة أو بامتناع المسإولٌة أو العقاب‬
‫أو بانقضاء الدعوى الجنائٌة وإال أصبح حكمها مشوبا بالقصور فً التسبب فضال عن اإلخالل بحق الدفاع وٌتعٌن علٌها البحت عن توافر أركان‬
‫الجرٌمة ووقعها من طرؾ المتهم – رابطة السببٌة – وتبٌان األدلة التً قامت لدٌها ‪ ،‬وأن ترد ما قد ٌكون المتهم قد تمسك بٌه من أوجه‬
‫الدفاع المنتج‬

‫‪36‬‬
‫‪55‬‬
‫لٌتضمن عبء اإلثبات العناصر المكونة للجرٌمة من ركن شرعً إما مادي‬ ‫اإلثبات على المجنً علٌه‬
‫أو معنوي ‪.‬‬

‫فالبحث عن عبء اإلثبات وعالقته بقرنٌة البراءة ٌجرنا لتطرق لمبدأ ؼاٌة فً األهمٌة وٌعتبر‬
‫نتٌجة لمبدأ قرنٌة البراءة األصلٌة وهً ‪ :‬قاعدة الشك ٌفسر لصالح المتهم ‪.‬‬

‫تفسٌر الشك لمصلحة المتهم ‪ :‬عندما ال ٌطمبن القاضً لثبوت التهمة ‪ ،‬أو لثبوت نسبتها إلى‬
‫المتهم ‪ ،‬أو تكون األدلة المقدمة ؼٌر كافٌة ‪ .‬ففً هذه الحالة ٌكون القاضً الجنابً ملزما بإصدار حكمه‬
‫‪56‬‬
‫فقرٌنة البراءة تعنً افتراض براءة كل‬ ‫بالبراءة وهو ما ٌعبر عنه بمبدأ تفسٌر الشك لمصلحة المتهم‬
‫‪57‬‬
‫شخص مهما كان وزن أو قوة األدلة أو حتى قوة الشكوك التً تحٌط به‪ ،‬فالبراءة قد تقوم عل الشك‬
‫‪58‬‬
‫فٌجب التمٌٌز بٌن القضاء باإلدانة والبراءة فحكم اإلدانة‬ ‫واإلدانة ٌجب أن تقوم على الٌقٌن الكامل‬
‫ٌجب أن ٌستوفً شروطه القانونٌة (شكلٌة كانت أم موضوعٌة) التً بنً علٌها فً ما وراء مرحلة الشك‬
‫المعقول أما حكم البراءة فٌكفً فٌه مجرد الشك حول قٌمة أدلة اإلثبات دون أن تلتزم المحكمة ببٌان أدلة‬
‫قاطعة على البراءة ومجرد أثارت الشك كافً لوصم البٌنة بتؤثٌر سلبً‪ .‬فاألصل أن الشخص بريء مهما‬
‫بلؽت جسامة الجرٌمة أو كٌفٌة حدوثها وأن ٌعامل معاملة الشخص البريء إلى ؼاٌة صدور حكم قضابً‬
‫‪59‬‬
‫‪ 516‬لسنة ‪ 2000‬عاد ٌنص على أن‬ ‫بات ضده وهذا ما أكده المشرع الفرنسً فً القانون رقم‬
‫"ٌفترض براءة كل مشتبه فٌه أو متهم طالما لم تثبت إدانته" ما ٌستفاد من هذا النص أن المشرع الفرنسً‬
‫‪60‬‬
‫وضع المبادئ األساسٌة والتً شملت المشتبه فٌهم وذلك تكرٌسا لالتفاقٌة األوروبٌة لحقوق اإلنسان‬
‫وقد قررت محكمة النقض المصرٌة هذا األصل فً حكم لها على أن "أصل البراءة ٌتمدد إلى كل فرض‬
‫مشتبه فٌه أو متهم ‪ ،‬باعتباره قاعدة أساسٌة وذلك ٌمثل افتراض المبدأ إطالقا أصال ثابتا وٌنسحب إلى‬
‫الدعوى الجنابٌة فً جمٌع مراحلها وعلى امتداد إجراءاتها" ‪.‬‬

‫فمن المقرر الحكم بالبراءة متى تشكلت المحكمة فً صحة إسناد التهمة إلى المتهم أو لعدم كفاٌة‬
‫أدلة الثبوت ؼٌر أن ذلك مشروط بؤن ٌشمل حكمها على ما ٌفٌد أنها فحصت الدعوى وأحاطت بظروفها‬
‫وبؤدلة الثبوت التً قام بها االتهام علٌها على بصر وبصٌرة ووازنت بٌنها وبٌن أدلة النفً فرجحت دفاع‬
‫المتهم أو داخلتها الرٌبة فً صحة عناصر اإلثبات ‪ ،‬لما كان ذلك ‪ ،‬فان عدم إٌراد الحكم مإدي التحقٌقات‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 258‬من قانون العقوبات‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬أحمد فتحً سرور الوسٌط فً قانون اإلجراءات الجنائٌة المرجع السابق ‪.271‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬وذلك ما ذهبت إلٌه محكمة النقض المصرٌة فً قولها "أنه ٌكفً أن ٌتشكك القاضً فً صحة إسناد التهمة إلى المتهم كً ٌقضً ببراءته"‬
‫نقض ‪ 31/1/ 1956‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 7‬رقم ‪ 41‬ص ‪.12‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬محمود نجٌب حسنً ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائٌة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪. 422‬‬
‫‪59‬‬
‫‪-Fréderic – Jérôme Panssieret . Cyrille Charbonneau, Commentaire article Par article de la loi sur ,‬‬
‫‪Présomption d’innocence : P.A. 2000 - n° 129 , P3 .ET,V. Fréderic suddre : droits de l’homme droit de la‬‬
‫‪convention européenne des droit de l’homme .G.C.P. la semaine juridique édition générale .2001.P.18.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪- Christine lazerges, le renforcement de la protection de la présomption d’innocence et droit des‬‬
‫‪victimes,rve-S.C-6.Crim- 2001-N° 1.P 23‬‬

‫‪37‬‬
‫والدعوى المباشرة التً استخلص منها عدم ثبوت كدب الوقابع المبلػ عنها ‪ ...‬تصور تعجز محكمة‬
‫النقض عن أعمال رقابتها على الوجه الصحٌح ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الحماٌة القانونٌة لضمانات قرٌنة البراءة‬


‫‪61‬‬
‫ٌحصل أن ٌكون فً ممارسة الحق فً اإلعالم مساس مباشر بقرٌنة البراءة كمبدأ دستوري‬
‫فإذا كان لصحافة جانب اٌجابً ٌخدم العدالة ‪ ،‬بتوسٌع معطٌات القضاٌا لمساعدة العدالة ‪ ،‬فلها أٌضا‬
‫جانب سلبً ٌتمثل فً نشرها صور أو معلمات ؼٌر صحٌحة أو عن أشخاص أحٌلوا عن التحقٌق ‪ ،‬وفً‬
‫ذالك أساس بشرفهم وكرامتهم خاصة إذا صدرت بشؤنهم أوامر بؤن ال وجه للمتابعة أو حكم بالبراءة ‪،‬‬
‫فهذا المساس قد ٌكون مباشرا باإلساءة إلى المشتبه فٌه أو المتهم ‪ ،‬بنشر أخبار تنسب له مباشرة أفعاال‬
‫مجرمة متابع من أجلها‪ ،‬وهو ال ٌزال على مستوى التحقٌق‪ ،‬كما قد ٌكون هذا المساس ؼٌر مباشر‬
‫بالتروٌج لمنتوجات إعالمٌة خاطبة تمس لمتهم أو المشتبه فٌه وهو بريء من ما نسب إلٌه ‪.‬‬

‫إن نطاق البراءة األصلٌة ؼٌر محدد بمرحلة من مراحل الدعوى الجنابٌة بل تستؽرق كل مراحل‬
‫الدعوى إلى ؼاٌة الحكم النهابً حٌث ٌترتب على مبدأ افتراض البراءة األصلٌة للمتهم عند تطبٌقه‬
‫وتجسٌده واقعٌا عدة نتابج وهً بمثابة ضمانات ٌوفرها المشرع للمتهم أثناء مراحل التحقٌق وحتى بعد‬
‫صدور الحكم ألن هذا المبدأ ٌإدي إلى تفادي أضرار ال ٌمكن تداركها مهما بلؽت درجة التعوٌض عند‬
‫ظهور براءة المتهم حٌث سنتطرق لضمانات المقززة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل المحاكمة فً فقرة أولى‬
‫وبعد صدور للمحاكمة فً فقرة ثانٌة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل مرحلة المحاكمة‬

‫ٌنشؤ االتهام إذا قامت قرابن وأدلة مباشرة تشٌر الرتكاب فعل ٌشكل مخالفة للقانون الجنابً ما‬
‫ٌعرؾ بالبنٌة المبدبٌة وهً من األسباب القانونٌة التً تنهض علٌها للمساءلة الجنابٌة حتى تبدأ إجراءات‬
‫التحري فً الدعوة الجنابٌة ‪ ،‬وبعد هذه المرحلة ٌعطً القانون اإلجراءات الجنابٌة الحق فً اتخاذ‬
‫اإلجراءات الجنابٌة ضد المشتبه فٌه ابتدءا بالتكلٌؾ بالحضور مرورا بالقبض والتفتٌش وخالفها من‬
‫اإلجراءات الجنابٌة ففً هذه المرحلة ٌبدأ التنقٌب عن األدلة الجنابٌة سواء التً فً مصلحة المتهم أو‬
‫التً ضده باعتبار أن العدالة تقتضً ذلك وعمال بمبدأ البراءة البد من مراعاة مسؤلة مشروعٌة الدلٌل‬
‫الجنابً الذي ٌجب أن ٌكون متفقا مع الحقوق والضمانات الفردٌة بما فً ذلك احترام كرامة اإلنسان ‪.‬‬

‫فقانون المسطرة الجنابٌة أقر جملة من الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة فً هذه المرحلة‬
‫وتدعٌمها خالل المراحل السابقة وتعزٌز وتقوٌة ضمانات المحاكمة العادلة‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬وزارة العدل‪ ،‬شرح قانون م‪.‬ج ‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬الدعوى العمومٌة السلطات المختصة بالتحري عن الجرائم ‪ ،‬منشورات جمعٌة نشر المعلومة‬
‫للقانونٌة والقضائٌة سلسلة الشروح والدالئل‪ ،‬الطبعة ‪ 1‬العدل ‪ ،2‬السنة ‪2004‬ص‪.15‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ - 1‬ضرورة استعانة ضابط الشرطة القضابٌة بمترجم إذا كان الشخص المستمتع إلٌه ٌتحدث لؽة أو‬
‫لهجة ال ٌحسنها ضابط الشرطة القضابٌة والتؤكٌد على هذه الضمانة أمام النٌابة العامة‪،‬‬
‫وترسٌخها أمام قضاء التحقٌق وقضاء الحكم‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ ،‬إذ من‬ ‫‪ - 2‬تقوٌة دور المحامً أثناء االستنطاق الذي تقوم به النٌابة العامة للمتهم فً حالة التلبس‬
‫حقه أن ٌلتمس إجراء فحص طبً على موكله أو ٌدلً نٌابة عنه بوثابق أو إثباتات كتابٌة أو‬
‫ٌعرض تقدٌم كفالة مقابل إطالق سراحه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحدٌد أجال النجاز اإلجراءات القضابٌة والبحث فً القضاٌا للتحقٌق السرعة والفعالٌة فً أداء‬
‫العدالة االجتماعٌة وال سٌما فً قضاٌا المعتقلٌن‪.‬‬
‫‪ - 4‬الحفاظ على مبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة وقٌم وتقالٌد المجتمع المؽربً فً معاملة المرأة عند‬
‫تفتٌشها بواسطة جنسها ‪.‬‬

‫فالجهة القضابٌة المختصة فً النظر فً هذه الدعاوي اإلجرابٌة بالمملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬هً‬
‫دٌوان المظالم حٌث ٌتوجب علٌها فرض تعوٌض عادل وان كان من الصعوبة بمكان إثبات الضرر‬
‫األدٌب وتقدٌره وتحدٌد أثاره‪ ،‬وٌحق للمتهم الطعن بالحكم دٌوان المظالم عند اعتقاده أن الضرر الذي‬
‫تعرض له أكبر من قٌمة التعوٌض لكون التعوٌض ٌحدده حجم الضرر‪. 63‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة بعد صدور الحكم‬

‫إن االقتناع بإمكانٌة ورود الخطؤ على أحكام القضاة – وهم من البشر – كان وراء إجازة الطعن‬
‫فٌها ‪ ،‬تقنٌة لها من شواببها ورفعها لما ٌترتب علٌها من ؼبن بالنسبة للمتهم سعٌا لتحقٌق مرامٌها السامٌة‬
‫فً العدالة‪. 64‬‬

‫فالهدؾ من الطعن فً األحكام القضابٌة هو تقوٌمها بداٌة وعالجها نهاٌة‪ ،‬فالقاضً عندما ٌدرك أن‬
‫حكمه سٌكون عرضة لإللؽاء ٌجعله ٌحرض على تدقٌقه قبل إصداره‪ ،‬وإذا جاء حكمه على الرؼم من‬
‫ذلك مجانٌا لصواب كان الطعن الوسٌلة المناسبة لتالفً ما اشتمل علٌه من مثالب‪ ،‬فالطعن فً األحكام‬
‫هو عبارة عن وسابل إجرابٌة تجٌز فحص جدٌد لدعوى الجنابٌة للمحكوم فٌها بؽرض التعدٌل الكلً أو‬
‫الجزبً للقرار المطعون فٌه أو فً إلؽابه‪ ،‬فتكون بالتالً وسٌلة ال ؼنى عنها لتحقٌق العدالة ‪ .‬ومن هنا‬
‫ٌمكن القول بؤن طعن المتهم فً األحكام الصادرة ضده عندما ٌعتقد مجانبتها لصواب ٌعتبر ضمانة مهمة‬
‫للمتهم‪ ،‬فعندما ٌصدر حكم ببراءة المتهم بعد إعادة المحاكمة مجدد فان األمر ٌستلزم تعوٌضا للمتهم عما‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬زٌنب عٌوش ‪ :‬ضمانات التصمٌم فً مرحلة ماقبل المحاكمة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة اٌفولكً تٌزنٌت ‪ 2009‬ص ‪.35‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬ناٌؾ بن محمد السلطان‪ ،‬حقوق المتهم فً نظام اإلجراءات الجزائٌة السعودي دار الثقافة للنشر والتوزٌع‪ ، 2005 ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬طارق محمد الدٌراوي ‪ ،‬ضمانات وحقوق المتهم فً قانون اإلجراءات الجزائٌة ( دراسة مقارنة ) ‪ ،2005‬ص‪.40،‬‬

‫‪39‬‬
‫لحقه من أضرار نتٌجة الخطؤ فً تطبٌق العدالة وإدانة بريء ‪ ،‬وبالتالً فان األضرار التً تلحق المتهم‬
‫هً‪: 65‬‬

‫‪ ‬ضرر مادي ‪ :‬كضرر جسدي بحث ٌصٌب المتهم بصحته جراء االعتقال ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرر أدبً ومعنوي ‪ٌ :‬مس القٌم األدبٌة للمتهم كالشرؾ واالعتبار الشخصً والكرامة أو بسبب‬
‫اتهام كٌدي أو سجن بطرٌقة ؼٌر مشروعة وقد أقر المشرع السعودي بمسإولٌة القصور‬
‫الخطٌر‪ ،‬فنصت المادة ‪ 210‬على أن " كل حكم صادر بعدم اإلدانة بناءا على طلب إعادة النظر‪،‬‬
‫ٌجب أن ٌتضمن تعوٌضا معنوٌا ومادٌا للمحكوم علٌه لما أصابه من ضرر إذا طلب ذالك "‬

‫فالحق فً طلب التعوٌض ضمنته المادة ‪ 218‬من نظام اإلجراءات الجنابٌة السعودي‪.66‬‬

‫‪ - 5‬تعزٌز مراقبة حقوق المعتقلٌن االحتٌاطٌٌن بالنص على زٌارة المإسسات السجنٌة من قبل قضاة‬
‫النٌابة العامة وقضاة التحقٌق وقضاة األحداث وقضاة العقوبات وربٌس الؽرفة الجنحٌة لدى‬
‫محكمة االستبناؾ ‪ ،‬بكٌفٌة دورٌة ومنظمة‬
‫‪ - 6‬تقوٌة مراقبة القضاء للشرطة القضابٌة ‪ ،‬حٌث أصبح على وكٌل الملك معاٌنة أماكن الوضع‬
‫تحث الحراسة النظرٌة مرة كل أسبوع لتحقق من شرعٌة االعتقال وظروفه‪.‬‬
‫‪ - 7‬النص على إشراؾ وزٌر العدل على السٌاسة الجنابٌة وتبلٌؽها للوكالء العامٌن للمالك‬
‫‪ - 8‬تعرٌؾ المحضر الذي ٌنجزه ضباط الشرطة القضابٌة وتحدٌد الشكلٌات المتطلبة فً انجازه‬
‫توخٌا لدقة والضبط وسالمة اإلجراءات‬
‫‪ - 9‬إقرار مسطرة لصلح فً حاالت تم تحدٌدها قانونا‬

‫‪ -10‬ترسٌخ حق المتهم فً إشعاره بالتهمة الموجهة إلٌه وحقه فً االتصال بمحام خالل فترة تمدٌد‬
‫الحراسة النظرٌة‪ ،‬وتقدٌم مالحظات كتابٌة خالل تلك الفترة‬

‫‪-11‬حق المشتبه فٌه فً أن تشعر عابلته بوضعه تحت الحراسة النظرٌة‪.‬‬

‫‪-12‬تحسٌن ظروؾ الحراسة واالعتقال االحتٌاطً وإحاطاتهما بإجراءات رقابٌة قضابٌة‬

‫‪ -13‬إمكانٌة النشر الكلً أو الجزبً لقرار عدم المتابعة الذي ٌصدره قاضً التحقٌق بالصحؾ بناءا‬
‫على طلب من ٌعٌنه األمر أو النٌابة العامة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬فهد مؽار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ " -‬لكل من أصابه ضرر نتٌجة اتهامه كٌدا أو نتٌجة إطالة مدة سجنه أو توقٌفه أكثر من المدة المقررة الحق فً طلب التعوٌض "‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -14‬منع تصوٌر شخص معتقل أو ٌحمل أصفاد أو قٌود أو نشر صورته أو اسمه أو أٌة إشارة تعرؾ‬
‫به دون موافقة منه والمعاقبة على ذلك‪ ،‬أو القٌام بؤٌة وسٌلة كانت بنشر تحقٌق أو تعلٌق أو استطالع‬
‫لرأي ٌتعلق بشخص تجري فً حقه مسطرة قضابٌة سواء كان متهما أو ضحٌة دون موافقته‪.67‬‬

‫القضاي الجنائٌة‬
‫ا‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬حكم اإلعفاء فً‬

‫من خالل هذا المبحث سنتطرق إلى الطبٌعة القانونٌة لإلعفاء و نطاقه و ذالك فً ( المطلب‬
‫األول) ثم الحاالت التً ٌشتملها اإلعفاء من العقاب ‪ ،‬و شروطها فً (المطلب الثانً )‬

‫المطلب األول ‪ :‬الطبٌعة القانونٌة لإلعفاء و نطاقه‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الطبٌعة القانونٌة لإلعفاء من العقاب‬

‫ٌعتبر اإلعفاء من العقاب مانعا من موانع العقاب و ٌطلق علٌه العذر المعفى من العقاب ‪ ،‬و‬
‫ٌفترض مانع العقاب أن الجرٌمة قد اكتملت أركانها ثم حدثت واقعة قدر معها المشرع أن عدم توقٌع‬
‫العقاب على الجانً أكثر تحقٌقا للمصلحة العامة من توقٌع العقاب‪.68‬‬

‫ٌشكل نص المادة ‪ 48‬من قانون المخدرات مانعا من موانع العقاب أو عذرا معفٌا من العقاب ‪ ،‬و‬
‫ٌفترض هذا المانع أو العذر المعنً من العقاب أن الجرٌمة قد اكتملت أركانها و توافرت فٌها شروط‬
‫المسإولٌة الجنابٌة ‪ ،‬و حق العقاب على الجانً أو الجناة و شركاإهم و لكن المشرع و هو بصدد تقٌٌد‬
‫فابدة العقاب و ما تقتضً اعتبارات المنفعة االجتماعٌة قد ٌرى ترجٌح تشجٌع اإلدالء بالمعلومات‬
‫الخاصة ٌكشؾ هذه الجرابم مقابل ما ٌقدمه الجانً من خدمة للعدالة تتمثل ضبط باقً الجناة على إنزال‬
‫العقاب به ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬نطاق اإلعفاء من العقاب‬

‫قصر المشرع مانع العقاب على بعض الجناٌات المنصوص علٌها فً قانون مكافحة المخدرات و‬
‫هً تلك التً نصت علٌها المواد ‪ 33.34.35‬منه ‪ ،‬و ٌعنً ذالك أن على المحكمة أن تقوم أوال بإسباغ‬
‫الوصؾ القانونً الصحٌح على و واقعة الدعوى فإن كانت ‪ ..‬تنطبق علٌه إحدى هذه المواد جاز اإلعفاء‬
‫إذا توافرت شروطه و إن كانت تدخل تحت نطاق أخر لم ٌكن لإلعفاء وجه ‪ ،‬و تطبٌقا لذلك قضت‬
‫محكمة النقض بؤنه لما كان األصل وفقا للمادة ‪ 2048‬القانون ‪ 182‬لسنة ‪ 1960‬فً شؤن مكافحة‬
‫المخدرات و تنظٌم استعمالها و االتجار فٌها المعدل أن اإلعفاء قاصر على العقوبات الواردة فً المواد‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬القانون المتعلق بالمسطرة الجنائٌة‪ ،‬رقم ‪ ،22.01‬دٌباجة‪ ،‬ص ‪.9-8-7‬‬
‫‪ -68‬مجدي محً قانون المخدرات معلقة علً بالفقه و أحكام النقض و اإلدارٌة و الدستورٌة العلٌا القاهرة ‪ 1996‬ص ‪ 120‬أوردها سعد‬
‫محمود أحمد سالمة ‪ ،‬التبلٌػ عن جرائم دراسة مقارنة ص ‪56‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ 33.34.35‬من ذلك القانون كان تصدي المحكمة لبحث توافر هدا اإلعفاء أو انتفاء مقوماته إنما ٌكون‬
‫بعد إسباؼها الوصؾ القانونً الصحٌح على واقعة الدعوى و كان الحكم قد خلص إلى أن إحراز‬
‫الطاعن للمخدر كان ٌؽٌر قصد االتجار أو التعاطً و أعمل فً حقه حكم المادتٌن ‪ 37‬و ‪ 38‬و هذا ما لم‬
‫ٌخطا فً تقدٌره فإن دعوى اإلعفاء تكون ؼر مقبولة و ٌصح النعً على الحكم بالخطؤ تطبٌق القانون‬
‫ؼٌر سدٌد‪.69‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬وجوب اإلعفاء من العقاب‬

‫واإلعفاء و جوبً على المحكمة ‪ ،‬فإذا توافرت الشروط المحددة قانونا تلتزم المحكمة بؤن تحكم‬
‫ٌستفً منه إال من استوفى شروطه‪.‬‬
‫د‬ ‫بالبراءة‪ ،‬كذالك فإن اإلعفاء سبب شخصً ال‬

‫أن طلب المتهم الحكم ببراءته استنادا إلى توفر شروط اإلعفاء‪ ،‬فقد وجت على المحكمة إن ترد‬
‫على هذا الطلب ألنه دفاع جوهري و ٌتمتع الجانً بهذا اإلعفاء إذا تمسك به فً إي مرحلة من مراحل‬
‫الدعوى‪ ،‬و ٌظل متمتعا به حتى لو عدل عنه كله آو بضعه فً أي مرحلة من مراحل الدعوى‪.‬‬

‫و ٌجوز لسلطات التحقٌق أن تصدر قرارا‪ ...‬وجه إلقامة الدعوى متى تبٌن لها توافر شروط‬
‫اإلعفاء‪ ،‬و ال ٌلزم االنتظار إلى حٌن تقدٌم المتهم للمحاكمة للحكم ببراءته لتوافر شروط اإلعفاء من‬
‫العقاب‪.‬‬

‫وتعتبر المسابل المتعلقة بالبالغ المقدم من المتهم إلى السلطات العامة ‪ ،‬و ما إذا كان ٌنطبق علٌه‬
‫و صؾ البالغ و توقٌت تقد ٌمه من المسابل الموضوعٌة التً ٌجوز لمحكمة الموضوع إن تقرها دون‬
‫تقدٌمه من المسابل الموضوعٌة التً ٌجوز لمحكمة الموضوع إن تقررها دون رقابة علٌها من محكمة‬
‫النقض أما التقدٌر بتجدٌد طبٌعة اإلعفاء و نطاقه‬

‫المطلب الثانً‪ :‬حالتا اإلعفاء من العقاب و شروطهما‬

‫قرر المشرع إعفاء الجانً من العقاب فً حالتٌن ‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إبالغ السلطات العامة أن الجانً قد أبلػ عن الجرٌمة قبل علمها بها‬

‫نفترض فً هده الحالة أن الجانً قد أبلػ عن الجرٌمة أن تكتشؾ فٌكون لإلبالغ عنها فضل‬
‫كشفها للسلطات وٌالحظ هنا أن حكمة اإلعفاء من ناحٌة و سٌاق النص السٌما فً فقرته الثانٌة من‬
‫ناحٌة أخرى ‪ ،‬تفٌد انه قد ساهم فٌها عدد من الجناة سواء الفاعلٌن أو شركاء فجاء اإلبالغ عن الجرٌمة‬
‫ابتدءا من أحدهم بحٌث ٌفتح ذلك الطرٌق أمام السلطات لمالحقة باقً الجناة‬
‫‪69‬‬
‫نقض ‪18‬فبراٌر‪ 1979‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 30‬رقم ‪ 56‬ص ‪ ( 279‬أورده محمود احمد سالمة مرجع سابق ص( ‪)563‬‬

‫‪42‬‬
‫إن شرط اإلعفاء فً الحالة األولى أن تكون هناك مبادرة من الجانً بإبالغ السلطات العامة‬
‫لوقوع الجرٌمة قبل علمها بها وٌقتضً ذلك أن ٌكون الجانً فً موقؾ المبلػ عن الجرٌمة ال موقؾ‬
‫المعترؾ بها‪.‬‬

‫ولم ٌشترط المشرع أن ٌتم اإلبالغ بطرٌق معٌنة‪ ،‬فٌمكن أن ٌقع شفاهة أو كتابة كما لم ٌشترط‬
‫المشرع أن ٌحصر اإلبالغ إلى جهة معٌنة ‪ ،‬وإنما ٌشترط أن ٌقدم إلى السلطات العامة وتشمل هذه‬
‫العبارة كافة الجهات التً ٌصدق علٌها هذا الوصؾ ومنها النٌابة العامة والشرطة وسالح الحدود‬
‫والجمارك‪.‬‬

‫وٌشترط أن ٌتم اإلبالغ قبل عمل السلطات العامة بالجرٌمة وعلى ذلك فان الجانً ال ٌستفٌد من‬
‫اإلعفاء إذا كان سبق لسلطات العامة أن علمت بتفاصٌل الجرٌمة ة‪ ،‬وإن كان من الممكن أن ٌستفٌد الجنً‬
‫من اإلعفاء إذا توفرت شروط الحالة الثانٌة‪.‬‬

‫وال ٌشكل الباعث على اإلبالغ عن الجرٌمة أٌة أهمٌة فال ٌهم أن ٌكون الباعث هو الرؼبة فً‬
‫تحقٌق نفع مادي أو االنتقام من الشركاء فً ارتكاب الجرٌمة أو الندم على ارتكابها ‪ ،‬فإبالغ ٌنتج أثره فً‬
‫اإلعفاء من العقوبة فً كافة هذه الحاالت‪.‬‬

‫لقد جرى قضاء محكمة النقد المصرٌة على أن مناط اإلعفاء الذي تتحقق به حكمة التشرٌع وهو‬
‫تعدد الجناة المساهمٌن فً الجرٌمة فاعلٌن كانوا أو شركاء وورود اإلبالغ على ؼٌر مبلػ بمفاده أنه حتى‬
‫ٌتوفر موجب اإلعفاء ٌتعٌن أوال أن ٌثبت أن عدة جناة قد ساهموا فً اقتراؾ الجرٌمة المبلػ عنها فاعلٌن‬
‫كانوا أو شركاء وأن ٌقوم أحدهم بإبالغ السلطات العامة بها فٌستحق بذلك منحه اإلعفاء المقابل الذي‬
‫قصده الشارع وهو تمكٌن السلطات من وضع ٌدٌها على مرتكب الجرابم الخطرة التً نص علٌها‬
‫القانون‪ ،‬فإذا لم ٌتحقق صدق البالغ بؤن لم ٌثبت أصال أن هناك جناة آخرٌن ساهموا مع المبلػ فً‬
‫ارتكاب الجرٌمة فال إعفاء النتفاء مقوماته وعدم تحقق حكمة التشرٌع بعدم بلوغ النتٌجة التً ٌجزي‬
‫‪70‬‬
‫القانون عنها باإلعفاء وهو تمكٌن السلطات من الكشؾ عن تلك الجرابم الخطٌرة‪.‬‬

‫أما إذا كانت الجرٌمة قد وصلت إلى علم السلطات قبل اإلبالغ فال سبٌل إلى استفادة الجانً من‬
‫مانع العقد إال إذا توافرت الحالة الثانٌة‪.‬‬

‫وٌستوي فً نظر المشرع المصري أن الباعث الذي دفع الجانً إلى المبادرة إلى اإلبالغ فقد‬
‫ٌكون الخوؾ من العقاب أو ٌقظة الضمٌر أو الرؼبة فً االنتقام من باقً المساهمٌن‪.‬‬

‫‪ -70‬نقض ‪ٌ 12‬ناٌر ‪ 1984‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 35‬رقم ‪ 7‬ص ‪ ( 43‬أورده أحمد محمود سالمة مرجع سابق ص ‪. ) 558‬‬

‫‪43‬‬
‫الحالة الثانٌة‪ :‬إبالغ السلطات العامة عن الجرٌمة بعد علمها بها‬

‫إذا أبلػ الجانً عن الجرٌمة بعد وصولها إلى علم السلطات فال ٌستفٌد من اإلعفاء إال إذا أذى‬
‫اإلبالغ فعال إلى ضبط باقً الجنات‪ .‬وٌكفً لتحقق العلم لدى السلطات أن ٌكون منصبا على الجرٌمة‬
‫فلٌس بشرط أن تكون قد علمت بالمساهمٌن فٌها ولذلك فان اإلبالغ فً هذه الحالة ال ٌكون له قٌمة إال إذا‬
‫أذى إلى ضبط باقً الجناة واشترط المشرع لتوفر هذه الحالة ما ٌلً ‪:‬‬

‫أن ٌكون البالغ جدٌا‬ ‫أ‪.‬‬


‫وؼنً عن البٌان أنه ٌشترط فً اإلبالغ أن ٌكون جدٌا فإذا نسب الجانً‬
‫تفٌد أن التهمة زورا إلً بعض األشخاص أال ٌجوز أن ٌستفٌد من اإلعفاء و إال استطاع عن‬
‫ب أن ٌخدع السلطات ‪ ،‬و لذلك فانه إذا لم ٌحقق اإلبالغ الهدؾ منه أو‬
‫طرٌق اإلبالغ الذي قام ه‬
‫تبٌن عدم صدقه فال ٌستفٌد من اإلعفاء لتخلؾ الهدؾ منه أو تبٌن عدم صدقه فال ٌستفٌد من‬
‫اإلعفاء لتخلؾ الهدؾ الذي ٌكافؤ عنه بمٌزة اإلعفاء أو تمكٌن السلطات من ضبط مرتكبً هذه‬
‫الجرابم الخطٌرة ‪.71‬‬
‫و ٌالحظ انه إذا توافرت الجدٌة فً إبالغ المتهم عن باقً المساهمٌن ٌترتب حقه فً اإلعفاء و‬
‫لو لم ٌضبط ٌرجع إلى عدم صدق اإلبالغ بل إلى سبب أخر مثل تقاعس السلطات ‪ 72‬و ذالك‬
‫بؤن تكون المعلومات التً أقضى بها الجانً إلى السلطات العامة صادقة و صحٌحة ‪ ،‬و لذلك‬
‫فإن إبالغ الجانً عن متهمٌن نسب إلٌهم زورا ارتكاب الجرٌمة ال ٌإدي إلى استفادة الجانً من‬
‫اإلعفاء ‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن ٌإدي البالغ إلى ضبط باقً الحٌاة‬
‫ٌكفً لتحقٌق الهدؾ من اإلبالغ ان تكون المعلومات الصحٌحة التً أدلى بها الجانً لرجال‬
‫الشرطة قد أدت بذاتها إلى القبض على المساهم و لو كان أمر هذا المساهم معلوما لرجال‬
‫الشرطة من قبل حسبما أسفرت عنه التحرٌات مادام إبالغ الجانً قد أضاؾ جدٌدا إلى‬
‫المعلومات السابقة علٌه من شؤنه تمكٌن السلطات من القبض علٌه ‪.‬‬
‫و ٌالحظ أن النص ٌشترط أن ٌكون إبالغ الجانً قد أدى إلى ضبط باقً الجناة و المقصود من‬
‫ذلك ‪ ،‬الجناة الذٌن ٌعرفهم الجانً فال ٌتضرر أن ٌتطلب منه القانون برشد على أشخاص ال‬
‫ٌعرفهم الجانً ‪ ،‬فال ٌتضرر أن ٌتطلب منه القانون ٌرشد على أشخاص ال ٌعرفهم إذا ال التزام‬
‫بمستحٌل و ٌكتفً المشرع لمكافبة الجانً عن إبالؼه الذي أدى إلى ضبط باقً الجناة بؤن ٌتم‬

‫‪71‬‬
‫نقض ‪ 5‬فبراٌر ‪ 1983‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 24‬رقم ‪ 20‬ص ‪ 130‬و نقض ‪ 11‬نونبر ‪ 1984‬مجموعة أحكام النقض ‪ 25‬رقم‬
‫‪ 157‬رقم ‪ 157‬ص ‪ ( 727‬أورد محمود احمد سالمة مرجع سابق ص ‪559‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -‬نقض ‪1‬ابرٌل ‪ 1981‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 32‬رقم ‪ 52‬ص ‪ ( 300‬أورده سعد محمود احمد سالمة مرجع سابق ص ‪559‬‬

‫‪44‬‬
‫الضبط بناء على هذا اإلبالغ و لو أفضت المحاكمة بعد ذلك إلى براءتهم لبطالن اإلجراءات‬
‫مثال أو لتوافرهم بعض موانع المسإولٌة لدٌهم و ٌستوي فً تحقٌق اإلفادة من اإلعفاء الوقت‬
‫الذي و قع فٌه اإلبالغ و قد ٌقع أثناء المحاكمة و بعبارة أخرى فً أي مرحلة تكون علٌها‬
‫الدعوى إلى أن ٌصدر فٌها حكم بات‬
‫و عنى عن البٌات أن المبلػ ٌستفٌد من اإلعفاء إذا توافرت شروطه سواء كان فاعال للجرٌمة أو‬
‫شرٌكا فٌها‬
‫و مفاد هذا الشرط أن تكون المعلومات التً ابلػ بها الجانً ذات قٌمة و تإدى إلى ضبط باقً‬
‫الجناة أو الشركاء على أن ٌالحظ أن عدم ضبط الجناة إذا كان راجعا إلى تقاعس السلطات عن‬
‫مالحقتهم ال ٌإدي إلى حرمان الجانً المبلػ من التمتع باإلعفاء ‪ ,‬و ٌستوي فً هذا الشؤن أن‬
‫تكون المعلومات التً اقضً بها الجانً المبلػ إلى السلطات العامة هً و حدها التً أدت إلى‬
‫ضبط باقً الجناة أو الشركاء‪ ،‬أو كان هذا الضبط راجع إلى معلومات أخرى تحصلت علٌها‬
‫أجهزت الشرطة من عملٌات البحث و التحري‬
‫وٌكفً أن ٌكون البالغ قد أدى إلى ضبط باقً المتهمٌن أو بعضهم و لذلك فال ٌشترط إدانتهم ‪،‬‬
‫ت القبض أو التفتٌش أو عجزت أجهزت‬ ‫فإذا تبٌن أن المحكمة قد انتهت إلى بطالن إجراءا‬
‫التحقٌق عن حشد األدلة فً مواجهة المتهمٌن فترتب علٌها البراءة ‪ ،‬فإن المتهم ٌتمتع مع ذلك‬
‫باإلعفاء من العقاب‬
‫ت‪ .‬أن تتوافر رابطة سببٌة بٌن اإلبالغ و الضبط‬
‫و ٌقصد بهذا الشرط أن ٌكون اإلبالغ هو الذي أدى إلى ضبط باقً الجناة سواء بطرٌق مباشر‬
‫أما إذا انتفت عالقة السببٌة بٌن البالغ و ضبط الجناة فال ٌكون للمتهم الحق فً التمتع باإلعفاء‬
‫من العقاب ‪.73‬‬
‫وقد أوضحت ذلك محكمة النقض بؤن المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 182‬لسنة ‪ 1960‬تفرق بٌن‬
‫حالتٌن‪74‬‬

‫ر قبل علم‬ ‫‪ ‬األولى ‪ :‬اشترط القانون فٌها فضال عن المبادرة باالختٌار أن ٌصدر هذا االختبا‬
‫السلطات بالجرٌمة فالمقصود بالمبادرة هو المبدأ بالتبلٌػ عن الجرٌمة قبل علم السلطات بها‬
‫وذلك ٌقتضً أن ٌكون القاضً فً موقؾ المبلػ عن الجرٌمة ال موقؾ المعترؾ بها حٌن‬
‫ٌستوجب أو ٌسؤل فٌجزى على كشفه مرتكبً تلك الجرابم باإلعفاء من العقاب‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ادوارد ؼالً الذهبً ‪ :‬اإلجراءات الجنائٌة فً التشرٌع المصري مكتبة ؼرٌب طبعة ‪ 2‬القاهرة ‪ 1990‬ص ‪ ( 164‬أورده سعد محمود احمد‬
‫سالمة مرجع سابق ص ‪) 560‬‬

‫‪74‬‬
‫نقض ‪ 14‬فبراٌر ‪ 1971‬مجموعة أحكام النقض س ‪ 22‬رقم ‪ 35‬ص ‪ ( 144‬أورده سعد محمود احمد سالمة نفس المرجع ص ‪560‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬الثانٌة ‪ :‬لم ٌستلزم فٌها المبادرة باإلخبار بل اشترط فً مقابل الفسحة التً منحها الجانً فً‬
‫اإلخبار أن ٌكون إخباره هو الذي مكن السلطات من ضبط باقً الجناة مرتكبً الجرٌمة و‬
‫موجب اإلعفاء هنا ٌتوافر إذا كان إخبار السلطات بالجرٌمة ة بعد علمها بها و هو ا لذ ي مكنها‬
‫الشارع فً هذه الحالة فانه ٌلزم أن ٌكون ذلك اإلخبار قد اتسم بالجدٌة و الكفاٌة ووصل بالفعل‬
‫إلى ضبط باقً الجناة الذٌن ساهموا فً اقتراؾ الجرٌمة فال ٌكفً أن ٌصدر من الجانً فً‬
‫حق آخرٌن قول مرسل عار عن الدلٌل و إال انفسخ المجال إللصاق االتهامات بهم جزافا‬
‫بؽٌة اإلفادة من اإلعفاء و هو ما ٌنؤى عنه قصد الشارع فإذا كان ما أدلى به الجانً لم ٌحقق‬
‫ؼرض الشارع من ضبط باقً الجناة و كشؾ صلتهم بالجرٌمة المخبر عنها فال حق له فً‬
‫االنتفاع باإلعفاء المقرر ب المادة ‪ 48‬لتخلؾ المقابل المبرر له ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عوارض المسإولٌة الجنائٌة و اإلعفاء من العقاب‬

‫لقٌام المسإولٌة الجنابٌة ٌشترط وجود اإلرادة الحرة عند الفاعل و هً ال تكون كذلك إال إذا‬
‫توافر اإلدراك و التمٌز لدٌه ‪ ،‬و معنى هذا أن المسإولٌة الجنابٌة تتؽٌر بتؽٌر عناصر اإلرادة ( اإلرادة‬
‫و التمٌز و الحرٌة ) لدى الشخص ‪ ,‬وجودا و عدما ‪ ،‬كماال و نقصا و علٌه ٌكون مثال فاقد اإلدراك‬
‫(الجنون أو أٌة عاهة ) أو التمٌز مسإول جنابٌا إال أن هذه المسإولٌة ناقصة بفعل أخد العوارض أو‬
‫األسباب المسإولٌة الجنابٌة‪.‬‬

‫كالعاهات العقلٌة كما سنتطرق إلى ذالك فً ( الفقرة األولى‪ ،‬صؽر السن الذي سوؾ ٌكون‬
‫جوهر الحدٌث فً ( الفقرة الثانٌة ) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى الخلل العقلً و أثاره‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الخلل العقلً ‪:‬‬

‫ٌعتبر الخلل العقلً من العاهات العقلٌة التً اعتبرها المشرع من موانع المسإولٌة ‪ ،‬كما جاء‬
‫فً الفصل ‪ 134‬من القانون الجنابً " ال ٌكون مسإوال و ٌجب بالحكم بإعفابه من كان وقت ارتكابه‬
‫للجرٌمة المنسوبة إلٌه فً حالة ٌستحٌل علٌه معها اإلدراك أو اإلرادة نتٌجة الخلل فً قواه العقلٌة و هً‬
‫الجناٌات ة الجنح ٌحكم باإلٌداع القضابً فً مإسسة للعالج األمراض العقلٌة و فق الشروط المقررة فً‬
‫الفصل ‪ 76‬من القانون الجنابً الذي ٌنص علة ما ٌلً ؟‪ :‬إذا تبٌن لمحكمة الموضوع بعد إجراء الخبرة‬
‫الطبٌة أن الشخص المتابع أمامها بجناٌة أو جنحة كان عدٌم المسإولٌة وقت ارتكاب الفعل بسب اختالل‬
‫عقلً فانه ٌجب‬

‫‪ .1‬أن تثب أن المتهم كان وقت الفعل فً حالة خلل عقلً ٌمنعه تماما من اإلدراك أو اإلرادة‬

‫‪46‬‬
‫‪ .2‬أن تصرح بانعدام مسإولٌة مطلقة تحكم بإعفابه‬
‫‪ .3‬أن تؤمر فً حالة استمرار الخلل العقلً‪ ،‬بإٌداعه‪ ،‬فً مإسسة لعالج األمراض العقلٌة‪.‬‬

‫أما فً المخالفات فان الشخص الذي ٌحكم بإعفابه إذا كان خطرا على النظام العام ٌسلم إلى السلطة‬
‫اإلدارٌة ‪.‬‬

‫ومن النص السابق ٌتضح أن المشرع قد أكد على الشروط الواجب توافرها لقٌام حالة الخلل العقلً‬
‫عند الفاعل و على حكم قٌام هذا العارض ال كنه لم ٌعرؾ ماهٌة الخلل العقلً و ٌمكن القول بان هذا‬
‫المصطلح " الخلل العقلً الذي استعمله المشرع من الو سع بحٌث تدخل فً نطاقه كل االضطرابات‬
‫التً تلحق بعقل الفاعل و تإدي إلى إلحاق خلل به ٌفضً إلى القضاء على اإلدراك عنده ‪ ،‬مما ٌإدي‬
‫بالتالً إلى امتناع مساءلة من الناحٌة الجنابٌة و من أمثلة الخلل العقلً نذكر " الجنون و األمراض‬
‫العقلٌة األخرى ؼٌر الجنون و الهته " فكل هذه األمراض تحول دون تطبٌق العقاب على الجانً‬

‫ثانٌا ‪ :‬اثر قٌام الخلل العقلً‬

‫إذا اثبت قٌام الخلل العقلً لدى الشخص المتهم لحظة ارتكابه للجرٌمة امتنعت مساءلته جنابٌا‬
‫طبقا للفصل ‪ 134‬من القانون الجنابً و المحكمة تحكم علٌه باإلعفاء و لٌس بالبراءة ‪75‬ثم تؤمر وجوبا‬
‫بوضعه أو إٌداعه لدي مإسسة لعالج األمراض‪.‬‬

‫ومن أمثلة القرار القاضٌة بإعفاء المتهم نذكر القرار الصادر عن مجلس األعلى بإبطال و‬
‫نقض الحكم عدد ‪ 1107‬الصادر عن محكمة االستبناؾ بالرباط و التً رفض طلب إجراء الخبرة الن‬
‫المتهم اعترؾ بالمنسوب إلٌه و ثم النظر فً هذه القضٌة من جدٌد بتارٌخ ‪ 30‬ماي ‪ 1977‬قضٌة جنابٌة‬
‫تحت رقابة ‪ 2/77‬قرار عدد ‪ 143‬حٌث تم الحكم على المتهم باإلعفاء ة اإلٌداع فً مإسسة عالجٌة "‬
‫فاالعتراؾ وان كان وسٌلة لإلثبات الجرٌمة فهو لبس دلٌل على سالمة القوى العقلٌة للمتهم أو المإهل‬
‫لتؤكٌد ذلك هو الخبر الطبً فبعض األمراض العقلٌة و النفسٌة و التً سبقت اإلشارة إلٌها و التً تدخل‬
‫ضمن العاهات العقلٌة ( كالخلل العقلً و الجنون إ العاه ة ) هً التً تدفع المتهم إلى االعتراؾ بجرابم‬
‫‪76‬‬
‫و من المحتمل أٌضا ان الجانً ٌمكن أن ٌدعً مرضا عقلٌا أو نفسٌا و ذلك لإلفالت من‬ ‫لم ٌرتكبها‬
‫العقاب ‪ ،‬وذلك من الواجب التؤكد من الحالة الطبٌة قبل الحكم علٌه‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫للتمٌز بٌن اإلعفاء و البراءة و عدم المتابعة ‪ٌ ،‬راجع مقال األستاذ سلٌمان العلوي فً مجلة المحاماة عدد رقم ‪ 3‬ص ‪ 7‬و ‪ 8‬تحت عنوان‬
‫" فً اإلعفاء من العقوبة فً نطاق العاهات العقلٌة " و على العموم فان الحكم باإلعفاء _ و لٌس البراءة _ ٌفٌد أن الجرٌمة تابثة فً حق‬
‫وكل ما فً األمر انه ال ٌسال عنها جنائٌا و هذا ما ٌودي إلى عقاب كل من حملوه على ارتكابها _ إن وجدوا_ طبقا للفصل ‪ 131‬ق ‪ .‬ج‬
‫كفاعلٌن معنوٌٌن لها" ( أورده عبد الواحد العلمً شرح القانون الجنائً المؽربً ص ‪)345‬‬
‫‪76‬‬
‫محمد بازي محاضرات ألقٌت على الطلبة الفصل الثانً ( قسم عربً ) كلٌة الحقوق ‪2015_2014‬‬

‫‪47‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬صؽر السن من عوارض المسإولٌة‬

‫إن مخالؾ التشرٌعات الحدٌثة تهتم بصؽر السن كسبب مإثر فً األهلٌة الجنابٌة " ٌكون ذلك‬
‫إما بانعدامها كلٌة أو بنقصانها مما ٌترتب علٌه عدم مساءلة الصؽٌر جنابٌا ا وان تكون مسإولٌته مخففة‬
‫‪77‬‬
‫و قد حدد القانون‬ ‫و العلة فً انتفاء مساءلة الصؽٌر جنابٌا هً عدم بلوؼه السن الذي ٌإهله للتمٌٌز‬
‫‪78‬‬
‫سن البلوغ بثمانً عشر سنة و لذا قرر عدم معاقبة من لم ٌبلػ هذه السن من األحداث و‬ ‫الفرنسً‬
‫بقرٌنة ال تقبل إثبات العكس حتى سن الثالثة عشر سنة ‪ ،‬ثم فان القانون الفرنسً ال ٌحكم على الحدث‬
‫بعقوبة جنابٌة مهما كانت المالحظة آو المساعدة أو التهذٌب ‪ ،‬من بعد الثالثة عشر سنة إلى الثامنة عشر‪،‬‬
‫إذا كانت الجرٌمة التً ارتكبها‬ ‫كما تؤمر وجوبا بوضعه أو إٌداعه فً مإسسة لعالج األمراض العقلٌة‬
‫جناٌة أو جنحة و كان الخلل العقلً مازال قابما مستمرا و فق الشروط الواردة فً الفصل ‪ 76‬من القانون‬
‫الجنابً إما أذا كانت الجرٌمة التً ارتكبت تشكل فقط من المخالفات فان المحكوم علٌه باإلعفاء ٌسلم‬
‫إلى السلطة اإلدارٌة إذا تبت خطره على النظام العام قال بإعفاء كل مرتكب جرٌمة و هو فً حالة‬
‫نخلل عقلً المتناع مساءلته و هذا ٌعنً إن امتناع المساءلة و بالتالً اإلعفاء ال ٌمتد لؽٌر المختل عقلٌا‬
‫من مساهمٌن و شركاء معه فً الفعل ما لم ٌكونوا بدوهم مختلً العقل فٌشملهم اإلعفاء على اعتبار أن‬
‫اثر هذا العارض شخصً محض ال ٌنطبق إال على من قام به ‪.‬‬

‫ومرتكب الجرٌمة و هو فً حالة نخلل عقلً تسقط مسإولٌة الجنابٌة و المدنٌة فً نفس الوقت‬
‫على اعتبار انه ال ٌمكن أن ٌسؤل مدنٌا لعدم إمكانٌة نسبة أي خطؤ إلٌه بسبب تطابق الر كن المعنوي‬
‫للخطؤ فً كل من المٌدان الجنابً و المٌدان المدنً ألتقصٌري و ٌالحظ فً هذا الصدد آن األستاذ أبو‬
‫‪79‬‬
‫ٌقول ببقاء المسإولٌة المدنٌة للشخص المعفى بسبب خلل فً قواه العقلٌة و هذا فً الحقٌقة إن‬ ‫الفتوح‬
‫كان ٌصح بالنسبة للقانون المصري فانه بالنسبة للقانون المدنً المصري الجدٌد ٌجوز مساءلة المجنون‬
‫وعدٌم التمٌز‪ 80‬فانه بالنسبة للقانون المدنً المؽربً فاألمر ؼٌر ممكن بسب خلو ق‪.‬ل‪.‬ع من هذا النص‬
‫الخاص الذي ٌجوز مساءلته عدٌم اإلدراك أو التمٌز من جهة أو لصراحة النصوص المنظمة لمسإولٌة‬
‫عن العمل الشخصً الخاطا التً تشترط صراحة اإلدراك و التمٌز و اإلرادة للمساءلة المدنٌة من جهة‬
‫أخرى‪. 81‬‬

‫التطور األول ‪ :‬سن الصبً دون الثانٌة عشر سنة فً هذه المرحلة من عدم ( الصؽٌر تنعدم مسإولٌته‬
‫الجنابٌة تماما الفصل ‪ 138‬من القانون الجنابً‬

‫‪77‬‬
‫لطٌفة الدودي بعض الجوانب القانونٌة للحدث المنحرؾ فً التشرٌعات العربٌة مداخلة ألقٌت فً ندوة نحو صٌؽة عربٌة لمعالجة ظاهرة‬
‫جنوح األحداث بطرابلس ‪1958‬‬
‫‪78‬‬
‫المادة الثانٌة من القانون الفرنسً الصادر فً ‪ 2‬فبراٌر ‪1945‬‬
‫‪79‬‬
‫أبو الفتوح مرجع سابق ص ‪ 239‬عبد الواحد العلمً شرح القانون الجنائً المؽربً ص ‪. 345‬‬
‫‪80‬‬
‫المادة ‪ 164‬من القانون المدنً المصري الجدٌد‬
‫‪81‬‬
‫الفصل ‪ 96‬ق ‪.‬ل‪.‬ع ٌقول القاصر عدٌم التمٌز لٌسؤل مدنٌا نعن الضرر الحاصل بفعله و ٌطبق نفس الحكم على فاقد العقل بالنسبة إلى األفعال‬
‫الحاصلة فً حالة جنونه "‬

‫‪48‬‬
‫‪82‬‬
‫عشر سنة فً هذه المرحلة تخفؾ مسإولٌة‬ ‫التطور الثانً ‪ :‬سن الصبً بٌن الثانٌة عشر و الثامنة‬
‫الحدث و جوبا ( الفصل ‪ 139‬ق‪.‬ج )‬

‫التطور الثالث ‪ :‬سن الصبً ٌصل او ٌتجاوز الثامنة عشر سنة و فً هده المرحلة من العمر ٌعتبر الحدث‬
‫بالؽا لسن الرشد الجنابً ن( الفصل ‪ 140‬من القانون الجنابً )‬

‫والمالحظ أن المشرع فً الفصول السابقة قد أخد بعامل السن كدلٌل علو كمال التمٌٌز أو انعدامه‬
‫أو انقضابه عند الحدث بمقتضى قرٌنه قانونٌة قاطعة و هذا ٌعنً أن كل من ٌرتكب جرٌمة وسنة دون‬
‫الثانٌة عشر من العمر إال وٌعتبر ؼٌر مسإول جنابٌا بسبب افتراض عدم تمٌٌزه بقوة النص القانونً‬
‫الفصل ‪ 138‬من القانون الجنابً ) الذي اعتبر أن كل من كان دون الثانٌة عشر من عمره عدٌم التمٌٌز‬
‫حكما حتى و لو كان فً واقع األمر ممٌزا أو ٌحظى بقدر كاؾ من التمٌٌز ٌكفً لمساءلته و الذي ٌبلػ‬
‫أكثر من ‪ 12‬سنة دون أن ٌصل إلى ‪ 18‬سنة ٌعتبر ناقص التمٌٌز بقوة النص القانونً الذي اعتبر فٌه‬
‫المشرع أن الشخص فً هذه السن ؼٌر كامل التمٌٌز (الفصل ‪ 139‬من القانون الجنابً ) و ٌكون كل من‬
‫بلػ ‪ 18‬سنة فؤكثر من عمره كامل التمٌٌز بمقتضى قرٌنة قانونٌة قاطعة على كمال التمٌٌز لدٌنه‬
‫شرٌطة سالمته العقلٌة الفصل ‪ 140‬القانون الجنابً ) و إذا ارتكب الصبً الجرٌمة و كان سنه لم ٌصل‬
‫بعد اثنتا عشرة سنة ( حتى لو تجاوزها وقت تحقق النتٌجة اإلجرامٌة أو وقت المحاكمة) فانه ٌعتبر نؽٌر‬
‫أهل للمساءلة الجنابٌة فتمتنع مسإولٌته و المحكمة تحكم بإعفابه‪.83‬‬

‫سنة فانه ٌكون القاضً الحكم على الحدث بعقوبة جنابٌة إذا ظهر من ظروؾ الجرٌمة و‬
‫شخصٌة الجانً ما ٌستلزم منها‪.‬‬

‫و قد كان القانون الجنابً لسنة ‪ 1810‬ال ٌؤخذ بقرٌنة انعدام المسإولٌة لفابدة األحداث إال أن‬
‫القاضً الجنابً إذا تبٌن له أن الحدث تصرؾ بدون تمٌٌز كان علٌه أن ٌحكم ببراءته وان كان ذلك ال‬
‫ٌمنع القاضً من إٌداع القاصر فً إصالحٌة كان من الممكن أن ٌبقى بها إلى أن ٌبلػ عشرٌٌن سنة ‪.84‬‬
‫‪85‬‬
‫أصبحت العقوبة اقل صرامة تحت تؤثٌر العذر‬ ‫إال انه نفً الفصل ‪ 66‬و ‪ 67‬من القانون الحالً‬
‫المخفؾ الذي ٌستفٌد منه األحداث إال انه مع ذالك فقد كان األحداث ٌقضونها فً نفس المإسسات التً‬

‫‪82‬‬
‫بالتعدٌل بالقانون رقم ‪ ( 21.03‬أورده عبد الواحد العلمً ‪ .‬شرح القانون الجنائً المؽربً مرجع سابق ص ‪350‬‬
‫‪83‬‬
‫مع مالحظة أن هذا المانع شخصً محض ال ٌستفٌد منه ؼٌره من شركاء مساهمٌن ما لم ٌتوفر فٌنهم بدورهم ( أورده عبد الواحد العلمً‬
‫فً كتاب شرح القانون الجنائً المؽربً ص ‪) 351‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل ‪ 66‬من القانون الجنائً القدٌم ‪ ( 18-10‬أوردته لطٌفة الداودي الوجٌز فً القانون الجنائً المؽربً الطبعة الثانٌة ‪ 2013‬ص‬
‫‪ 140‬ن)‬

‫‪85‬‬
‫قانون ‪ 2‬فبراٌر ‪ ( 1945‬أوردته لطٌفة الداودي م ‪.‬س ص ‪) 140‬‬

‫‪49‬‬
‫ٌوجد فٌها البالػ سن الر شد رؼم و جود قانون ‪ 5‬ؼشت ‪ 1850‬الذي نص على إنشاء مإسسات خاصة‬
‫لهإالء (إصالحٌة األحداث ) ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع المؽربً فقد حدد فً الفصل ‪ 140‬من القانون الجنابً سن الرشد الجنابً‬
‫ببلوغ ‪ 18‬سنة كاملة ثم أن السن الذي ٌعتبر لتحدٌد الرشد الجنابً هو سن المجرم فً ٌوم ارتكابه‬
‫الجرٌمة فان ثم توجد شهادة تثبت الحالة المدنٌة وقع خالؾ فً تارٌخ االزدٌاد فان المحكمة المرفوعة‬
‫إلٌها القضٌة تقدر السن بعد أن تؤمر بإجراء فحصا طبً و سابر األبحاث التً تراها مفٌدة‪. 86‬‬

‫أن الحدث الذي ال ٌبلػ عمره ‪ 16‬سنة ٌمكن أن ٌتخذ فً شؤنه فً قضاٌا الجناٌات و الجنح تدابٌر‬
‫‪ 482‬أو تكمل هذه العقوبات‬ ‫أو أكثر من بٌن الحماٌة أو التهذٌب أو إحدى العقوبتٌن المقرر فً المادة‬
‫بواحدة أو أكثر من تدابٌر الحماٌة أو التهذٌب ‪.‬‬

‫و نجد المشرع قد اعتبر صؽر السن سببا من األسباب التً تإثر على المسإولٌة الجنابٌة و‬
‫تمنعها إما كلٌا أو جزبٌا بحسب ما إذا كان التمٌز عند الصؽٌر منعدما أو ناقصا على ضوء سن الصؽٌر‬
‫كاألتً ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬أسباب اإلعفاء من العقاب‬

‫تعرض المشرع لهذه األسباب فً الفصل ‪ 143‬من القانون الجنابً " األعذار القانونٌة هً حاالت محددة‬
‫فً القانون على سبٌل الحصر ‪ٌ ،‬ترتب علٌها مع ثبوت الجرٌمة و قٌام المسإولٌة أن ٌتمتع المجرم إما‬
‫بعدم العقاب إذا كانت أعذار معفٌة و إما بتحقٌق العقوبة إذا كانت أعذار مخففة " ‪ .‬و من خالل الفصل‬
‫السابق ٌظهر‬

‫أوال ‪ :‬أسباب اإلعفاء من العقاب أو األعذار المعفٌة " كما سماها المشرع المؽربً واردة فً القانون‬
‫على سبل الحصر بحٌث ال ٌجوز للقاضً بالقول بوجودها و إعفاء الفاعل تبعا ما لم ٌكن منصوصا‬
‫علٌنها فً نص قانونً و من األمثلة على العذر المعفً كلٌا من العقاب فً القانون المؽربً نذكر العذر‬
‫المقرر للسارق – آدا كان المسروق ملكا لزوجه أو ألحد فروعه الفصل ‪ 87534‬من القانون الجنابً‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬اثر العذر لمعفً إلى العقوبة دون الجرٌمة و ٌترتب على ذالك أن هذا العذر لٌست له خواص‬
‫أسباب التبرٌر و بذلك تبقى المسإولٌة المدنٌة للمعفً قابمة إذا توافرت شروطها وبسبب اعتباره كما‬
‫سبق فان المستفٌد منه هو الذي ٌقوم لمصلحته شخصٌا دون ؼٌره من المساهمٌن أو الشركاء‬

‫‪86‬الفصل ‪. 459‬‬
‫‪87‬‬
‫الفصل ‪ 534‬من القانون الجنائً‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ثالثا ‪ :‬بما أن العذر المعفً ال ٌنصرؾ إلى الجرٌمة فان المتمتع باإلعفاءات من العقاب ٌبقى معرضا ال‬
‫‪ 145‬من القانون الجنابً الذي جاء فٌه أن‬ ‫مكانٌة كتطبٌق بعض التدابٌر الوقابٌة علٌه إعمال للفصل‬
‫القاضً ٌبقى له الحق فً أن ٌحكم على المعنً بتدابٌر الوقابٌة و الشخصٌة أو العٌنٌة ماعدا اإلقصاء ‪.‬‬

‫و ٌترتب عن النتٌجة األخٌرة أن قٌام العذر المعفً من العقاب ال ٌسمح لسلطات التحقٌق بإصدار قرار‬
‫المتابعة طبقا للمادتٌن ‪ 216‬و ‪ 243‬من قانون الجنابً كما ال ٌسمح أٌضا لسلطات المتابعة ( النٌابة‬
‫العامة) بإصدار أمر بالحفظ طبقا للمادة ‪ 40‬فقرة ‪ 4‬من القانون الجنابً على اعتبار أن هذه السلطات ال‬
‫ٌمكنها أن تصدر قرارا بإعفاء المتهم من العقاب ‪ ،‬الن قرار اإلعفاء معناه ثبوت مإاخذة المتهم و إدانته‬
‫و هده السلطات البد خ ل فً اختصاصها إصدار مثل هده القرارات التً تستقل بإصدارتها محكمة‬
‫الموضوع دون ؼٌرها خصوصا و أن الفصل ‪ 145‬ق‪.‬ج ٌخول إمكانٌة الحكم بتدبٌر من تدابٌر الوقاٌة –‬
‫كما هو معلوم فان توقٌع الجزاء مهما كان نوعه ( عقوبة أو تدبٌرا وقابٌا ) ٌرجع فٌه االختصاص إلى‬
‫محكمة الموضوع دون ؼٌرها من جهة التحقٌق أو المتابعة‪.‬‬

‫كما جاء فً القرار الصادر عن الؽرفة الجنحٌة بنها بتارٌخ الثالت عشر ابرٌل ‪ 1989‬عدد ‪89/ 1294‬‬
‫فً القضٌة ذات الرقم ‪ 88/3138/3340‬و كما ورد بداٌة القرار ‪ :‬و بعد إعفاء المستشار المقرر من‬
‫تالوة للتقرٌر فان هدا ٌإكد أن التقرٌر لم تقع تالوة مما ٌعد إخالل بإجراء مسطري جوهري ٌودي إلى‬
‫النقص و اإلبطال ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫خــاتـمــة ‪:‬‬

‫لقد انتهى هذا الموضوع ولم ٌنته موضوعه‪ ،‬بقدر ما كنا نتناول مواضٌعه بقدر ما كانت‬
‫تطرح أ مامنا مواضٌع شتى تعرض نفسها بإلحاح‪ ،‬ؼٌر أننا لم نطاوعها ولم نتطرق إلٌها باعتبار أن‬
‫الحجم المخصص لهذا الموضوع ال ٌسمح بتناولها جمٌعها‪ .‬كما أن أٌة محاولة الستؽراق كل موضوع‬
‫تبقى ؼٌر ممكنة‪ ،‬لذلك فإنه البد من وضع خاتمة لهذا الموضوع من خالل ما تم اإلشارة إلٌه بالرصد‬
‫والتحلٌل‪.‬‬

‫فقانون المسطرة الجنابٌة ٌبقى من أهم القوانٌن التً لها ارتباط وطٌد بحماٌة الحقوق‬
‫والحرٌات المتعلقة باألفراد داخل المجتمع ‪ .‬وقد خضع هذا القانون مند بداٌة إعداده لنقاشات خصبة‬
‫سواء على مستوى المإسسات الدستورٌة أو على مستوى الفاعلٌن الحقوقٌٌن السٌاسٌٌن والقانونٌٌن ‪.‬كما‬
‫كرست مكاسب حقوقٌة بناء أسس دولة الحق والقانون وما ٌقتضٌه ذلك من تعزٌز للدٌمقراطٌة وحقوق‬
‫اإلنسان وتقوٌة سلطة العدالة الجنابٌة عن طرٌق جهاز القضاء وضمان المحاكة العادلة وحقوق الدفاع‬
‫والحرٌات الفردٌة والجماعٌة فً إطار التوازن بٌن حقوق الفرد وحقوق المجتمع‪.‬‬

‫واألصل فً المحاكمة الجنابٌة وفق المسطرة العادٌة أن تتلخص فً حضور المتهم أمام ؼرفة‬
‫الجناٌات وإعداد الترتٌبات األولٌة للبدء فً محاكمة المتهم الحاضر‪ ،‬ومن اجل ذلك لزم العمل على‬
‫تمكٌن الحاضر من إعداد دفاعه والنظر فً مدى جاهزٌة الملؾ للمناقشة ‪ ،‬وذلك من أجل إصدار حكم‬
‫نهابً فً حق المتهم المعنً باألمر ‪.‬‬

‫والحدٌث هنا ٌنصب حول هذا الحكم الذي تم النطق به فً حق المتهم ومدى صوابه سواء كان‬
‫باإلدانة أو البراءة أو اإلعفاء وإلى أي حد ٌمكن القول بؤنه قابل للطعن بالنقض ‪.‬‬

‫فمن خالل دراستنا لهذا الموضوع ٌتضح بؤن األحكام القاضٌة بالبراءة أو اإلعفاء قابلة للطعن‬
‫بطرٌق النقض ما دامت هً أحكام نهابٌة صادرة عن ؼرفة الجناٌات والجنح وصادرة من آخر درجة‪.‬‬
‫ومعٌبة أوبها شاببة خطؤ ‪،‬كؤن ٌكون هناك خرق لإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة أو الشطط فً استعمال‬
‫السلطة أو كؤن ٌكون الحكم صادر عن محكمة ؼٌر مختصة أو خرقا للقانون أو انعدم للتعلٌل الذي ٌعبر‬
‫جزاء ال ٌتجزأ عن الحكم‪ ،‬ألنه ال ٌمكن تصور حكم قضابً بدون تعلٌل‪.‬‬

‫إال أن الوضع الحالً ال ٌتٌح الطعن بالنقض فً القرارات الصادرة عن ؼرفة الجناٌات إذا‬
‫قضت بالبراءة أو اإلعفاء ‪ ،‬و لذلك فإن المستفٌد الوحٌد من هذه الوضعٌة هو المتهم الذي ال ٌمكن‬
‫للنٌابة العامة أن تطعن بالنقض فً مواجهته إذا صرحت ؼرفة الجناٌات ببراءته أو بإعفابه ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫والواقع أن هذه الوضعٌة منتقدة ‪ ،‬لكونها ال تضع الخصوم على قدر المساواة حٌث ٌمكن للمتهم‬
‫الطعن بالنقض فً حالة إدانته ‪ ،‬وال ٌتاح هذا الحق للنٌابة العامة بصفة ممثلة للمجتمع ومدافعه عن‬
‫النظام العام فً حالة استفادة المتهم من البراءة أو اإلعفاء من العقوبة ‪.‬‬

‫وٌمكن لكل من النٌابة العامة او المتهم او المسإول عن الحقوق المدنٌة أن ٌمارس الدعوى‬
‫العمومٌة كطرؾ فً الدعوى ما دامت تتوفر فٌه شروط طلب النقض أي األهلٌة والصفة‬
‫والمصلحة‪ .‬وذلك أمام محكمة النقض باعتبارها محكمة من الدرجة األخٌرة ‪.‬‬

‫فمحكمة النقض محكمة قانون ال محكمة واقع ‪،‬لذلك فإنها تقتصر فً علمها على مراقبة تطبٌق‬
‫المحاكم للقانون تطبٌقا سلٌما ‪،‬سواء تعلق األمر بالقواعد الموضوعٌة أم بقواعد أإلجراءات ‪.‬‬

‫وتبحث محكمة النقض ما إذا كانت المحكمة التً أصدرت الحكم قد طبقت القانون تطبٌقا سلٌما‬
‫على هذه القواعد فتفرض الطعن‪ ،‬أم أنها لم تطبقه تطبٌقا سلٌما‪ .‬فتنقض الحكم وتعٌد الدعوى للمحكمة‬
‫التً أصدرته لتنظر فٌه من جدٌد على ضوء األحكام والمبادئ التً قررتها محكمة النقض‪.‬‬

‫وإذا رفض المجلس األعلى طلب النقض فإن الحكم المطعون فٌه ٌكتسب قوة الشًء المقضً‬
‫به‪.‬‬

‫وأملنا أن نكون قد وفقنا فً هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫أوال‪ :‬باللؽة العربٌة‬
‫‪:1‬المإلفات‬

‫عبد الواحد العلمً ‪ :‬شروح فً القانون المتعلق بالمسطرة الجنابٌة ‪،‬الجزء الثالث ‪،‬مطبعة النجاح‬
‫الجدٌد الدار البٌضاء ‪،‬الطبعة األولى ‪.2014‬‬
‫أحمد الخملٌشً ‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنابٌة ‪ ،‬الجزء الثانً ‪،‬مكتبة المعارؾ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة ‪. 1983‬‬
‫لطٌفة الداودي‪ :‬دراسة فً قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد وفق آخر التعدٌالت ‪،‬الطبعة‬
‫الخامسة مزٌدة ومحٌنة ‪ ،‬مارس ‪.2012‬‬
‫كمال عبد الواحد الجوهري‪ :‬المحامً بالنقض ‪ ،‬حكم البراءة فً القضاٌا الجنابٌة‪.‬‬

‫عبد السالم بنحدو‪ :‬الوجٌز فً شرح المسطرة الجنابٌة المؽربٌة ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مزٌدة‬
‫ومنقحة ‪.‬‬

‫آمال عثمان‪ :‬اإلثبات الجنابً ووسابل التحقٌق العلمٌة‪ ،‬مطبعة دار الهناء ‪1975‬‬

‫ٌوسؾ البحٌري‪ :‬حقوق اإلنسان المعاٌٌر الدولٌة وآلٌات الرقابة ‪ ،‬طبعة األولى ‪،‬مطبعة‬
‫الوراقة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪2010 ،‬‬

‫طارق محمد الدٌراوي‪ :‬ضمانات المتهم فً قانون اإلجراءات ‪.2005‬‬

‫زٌنب عٌوش ‪ :‬ضمانات المتهم فً مرحلة ما قبل المحاكمة‪ ،‬طبعة األولى‪،‬مطبعة أفولكً‪،‬‬
‫تزنٌت ‪.2009‬‬

‫المحامً بالنقض‪ ،‬امتناع المساءلة الجنابٌة فً ضوء الفقه والقضاء‬ ‫عبد الحكم قودة‪:‬‬
‫والنقض‪.‬‬

‫تؤسٌس طلب الحكم و البراءة و الطعن بالنقض فً القضاٌا‬ ‫عبد الواحد الجوهري‪:‬‬
‫الجنابٌة‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزٌع ‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ناٌؾ محمد سلطان‪ :‬جقوق المتهم فً نظام اإلجراءات الجزابٌة السعودي‪،‬دار الثقافة النشر‬
‫والتوزٌع ‪.2005‬‬

‫لحسن البوعٌسً ‪ :‬الوسٌط فً قانون القضاء العسكري‪ ،‬القسم األول‪ ،‬المسطرة الجنابٌة‬
‫العسكرٌة‪،‬دراسة نظرٌة تطبٌقٌة ‪،‬الطبعة األولى ‪.2011‬‬

‫عبد الواحد العلمً‪ :‬شرح القانون الجنابً المؽربً القسم العام ‪ ،‬دراسة المبادئ العامة‬
‫التً تحكم الجرٌمة والمجرم والعقوبة والتدبٌر الوقابً طبعة الخامسة مراجعة ومنقحة‪.‬‬

‫لطٌفة الداودي‪ :‬الوجٌز فً القانون الجنابً المؽربً القسم العام‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪2013‬‬

‫‪ :2‬الرسائل‬

‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص شعبة العلوم الجنابٌة ‪ ،‬تحت عنوان قرٌنة‬
‫البراءة فً ظل المسطرة الجنابٌة المؽربٌة‪ ،‬من تقدٌم الطالب فهد مؽار‪ ،‬تحت إشراؾ‬
‫األساتذة ‪،‬فاطمة هنوش ‪،‬السعدٌة ماجدي ‪ ،‬أناس الطالبً ‪.‬‬

‫‪ :3‬المراجع بالفرنسٌة‬
‫‪Mohamed jalal essaid, la présontation d’innonce,université mohamed 5 ,collection de la FSJES ,22‬‬
‫‪éme éd ,1971,P,28.‬‬

‫‪Jean pradel, droit pénale,2 éme éd,1976,P28 .‬‬

‫‪Frederic_jérome panssieret.cyrille charbonneau ,commentaire article paraticle paraticle de la loi‬‬


‫‪sur,présomptation d’innonce.P.a.200_n129,p3,ET,v‬‬

‫‪Christin lazerges,le renforcemment de la protection de la présomption d’innonce et droit des‬‬


‫‪victimer rve ,S .C _6.crim_2001_N1 ,P23 .‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الحق فً الطعن بالنقض وأوجهه وإجراءاته فً القرارات الجنابٌة ‪7 ......................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط الطعن بالنقض وأوجهه فً القرارات الجنابٌة ‪7............................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬الحق فً الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة ‪7............................... ............‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام القابلة للطعن بالنقض و الؽٌر القابلة ‪7 ....................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الطعن بالنقض من حٌث األشخاص ‪9..............................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬أوجه الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة ‪11 ............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الوسابل الواجب اعتمادها فً طلب الطعن بالنقض ‪11 ..........‬‬

‫‪14‬‬ ‫الفقرة الثانٌة‪ .:‬الوسابل ؼٌر المجدٌة للطعن بالنقض ‪..........................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬شروط طلب وقبول الطعن بالنقض‪،‬وإجراءاته وآثاره فً القرارات الجنابٌة‪15 ..‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط طلب و قبول الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة ‪15 ..........‬‬

‫اللفقرة األولى‪ :‬الشروط المتطلبة فً األطراؾ طالبً النقض ‪15 ...............‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬القرارات القابلة للطعن بالنقض ‪17...............................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬اجراءات مباشرة الطعن بالنقض وآثاره فً القرارات الجنابٌة ‪19 ......‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اجراءات مباشرة الطعن بالنقض ‪19 .............................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬آثار الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة ‪22 ....................‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة القاضٌة بالبراءة أو اإلعفاء ‪25.....................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حكم البراءة فً القضاٌا الجنابٌة ‪25...............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أساس قرٌنة البراءة وأسبابها ‪27.........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أساس قرٌنة البراءة ‪27............................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬أسباب قرٌنة البراءة ‪29............................................‬‬

‫‪56‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬األدلة الجنابٌة المعتمدة فً البراءة وعبا اإلثبات الدفع و تفسٌرقاعدة‬

‫الشك ‪31......................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األدلة الجنابٌة المعتمدة فً إثبات البراءة ‪31 .....................‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬عبا إثبات الدفع وتفسٌر قاعدة الشك لصالح المتهم ‪32 ....................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحماٌة القانونٌة لضمانات قرٌنة البراءة ‪35 .............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل المحاكمة ‪35 ........‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة بعد صدور الحكم ‪36 ...‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬حكم اإلعفاء فً القضاٌا الجنابٌة ‪38................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ اإلعفاء وأسبابه ونطاقه القانونً ‪38.............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعرٌؾ اإلعفاء وأسبابه ‪38........................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬نطاقه القانونً ‪38...................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬وجوب اإلعفاء من العقاب ‪39.....................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬حالتا اإلعفاء من العقاب وشروطهما ‪39.................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عوارض المسإولٌة الجنابٌة و اإلعفاء من العقاب ‪43 .................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الخلل العقلً وآثاره ‪43..........................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬صؽر السن من عوارض المسإولٌة ‪45 .........................‬‬

‫خاتمة ‪49....................................................................................................‬‬

‫البحة المراجع ‪50...........................................................................................‬‬

‫‪57‬‬

You might also like