Professional Documents
Culture Documents
الطعن بالنقض في القرارات الجنائية القاضية بالبراءة أو الإعفاء
الطعن بالنقض في القرارات الجنائية القاضية بالبراءة أو الإعفاء
نعٌمة شتتهً
محمد اخوٌرة
1
ال بد لنا و نحن نخطو خطواتنا األخيرة لنيل شهادة
مع أساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير باذلين جهودا كثيرة في بناء
جيل الغد لتبعث األمة من جديد ...وقبل أن نمضي نتقدم بأسمى آيات
الشكر و االمتنان و التقدير و المحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في الحياة...
إلى الذين مهدوا لنا طريق العلم و المعرفة إلى جميع أساتذتنا األفاضل و أخص
2
إهداء آلبابنا وأمهاتنا الذٌن اكتووا بنار الجهل وعلمونا أال نكتوي به،
ولكل أساتذتنا الكرام فً رحاب
جامعة القاضً عٌاض الذٌن قدموا لنا الكثٌر فً سبٌل تلقً العلم
والمعرفة
إهداء خاص
ألستاذنا الفاضل موالي حفٌظ علوي قاديري الذي أشرؾ لنا على
هذا البحث ودعمنا بتوجٌهاته وارشادته التً كانت بمثابة نبراس
أنار لنا الطرٌق للوصول إلى المعلومة متوجهٌن له بعبارات الشكر
واإلمتنان.
نهدي بحثنا المتواضع ثمرة جهد وعناء.
3
مقدمة
تعتبر العدالة الوجه الحقٌقً للحضارة اإلنسانٌة إذ أن تطور هذا الجهاز ٌقاس بمدى سمو
حضارة هذا المجتمع أو مدى انحطاطها ،وأن تحدٌث وعصرنة المإسسات السٌاسٌة والدستورٌة ٌمر
عبر دولة الحق والقانون ومن الضروري أن تبنى هذه الدولة على العدالة الجنابٌة التً تعكس لنا السٌاسة
الجنابٌة للدولة ،فكان الزما وضع سٌاسة جنابٌة تضبط سلوك األفراد وتدافع عن حقوقهم وتوقع العقاب
على من أخل ببنود المسطرة بمحاكمة عادلة تحفظ كرامة اإلنسان ،فكل مجتمع متحضر ٌعطً للعدالة
قٌمتها وللكرامة اإلنسانٌة قدرها ،وذلك أن خارج العدالة ال ٌمكن أن نجد سوى االستبداد وكل الصور
الهمجٌة واالستعباد الذي ال ٌصلح مع الحدٌث عن حضارة المجتمع أو عن كرامة الفرد فالمشرع
المؽربً دأب على إصدار قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد و عمل فٌه على تثبٌت شروط المحاكمة العادلة
واحترام حقوق اإلنسان من خالل دعم الفصل بٌن سلطات المتابعة والتحقٌق والحكم وعلى المساواة وبٌن
األشخاص الموجودٌن فً نفس المراكز القانونٌة الواقعٌة ،كما اهتم بتوفٌر ضمانات مهمة للفرد سواء
فً مرحلة البحث أو التحقٌق أو المحاكمة العادلة وخلق عدة مإسسات ؼاٌتها تحقٌق العدالة كهٌبات
التحقٌق ومحاكمة األحداث وعمل على توسٌع اختصاصات النٌابة العامة بوضع آلٌات جدٌدة تساعدها
على كشؾ الجرٌمة والتوصل إلى الحقٌقة وتسلٌط الضوء على القضاء فً مجال تطبٌق العقوبة.
ذلك أن الممارسة المٌدانٌة فً مجال اإلجراءات النظامٌة المتعلقة بالمسطرة الجنابٌة خلفت
مجموعة من التراكمات السلبٌة وكشفت عن مجموعة من الثؽرات التطبٌقٌة أصبح من الالزم التصدي
لها فضال عن كون انخراط المملكة المؽربٌة فً المنظومة الحقوقٌة العالمٌة ومصادقتها على المواثٌق
الدولٌة واإلقلٌمٌة فرضت علٌه إعادة النظر فً هٌكلة ترسانته القانونً لتكون أكثر تجاوبا مع المستجدات
الحقوقٌة العالمٌة ٌ ،ضاؾ إلى هذه االعتبارات عامل القفزة النوعٌة التً شهدها المؽرب فً مجال حقوق
اإلنسان .وعلى ؼرار أي مولود تشرٌعً جدٌد فان تسلٌط الضوء على المستجدات المضمنة به تفرض
علٌنا بداٌة تناول بعض مقتضٌاتها بالرصد والتحلٌل من خالل الوقوؾ عند التعرٌؾ بقانون المسطرة
الجنابٌة ونشؤته وأهمٌته وأهم التعدٌالت التً عرفها بعد قانون اإلجراءات االنتقالٌة والتً تم االعتماد
علٌه دخول القانون الجدٌد حٌز التطبٌق .
4
أوال :التعرٌؾ بقانون المسطرة الجنائٌة
22.01 لم ٌعرؾ المشرع المؽربً قانون المسطرة الجنابٌة ونفس األمر بالنسبة لقانون رقم
المتعلق بمدونة المسطرة الجدٌدة اال أنه من خالل نصوصه ٌمكن القول بؤنه " مجموعة من القواعد
القانونٌة التً تنظم النشاط الذي تباشره السلطات العامة بسبب ارتكاب جرٌمة وتستهدؾ به تحدٌد
المسإول عنها وإنزال العقوبة أو التدابٌر الوقابٌة به " وٌفترض من قانون من قانون المسطرة الجنابٌة
وجود قانون جنابً ذلك أن الجرٌمة والعقوبة اللتٌن ٌتعلق بهما نشاط السلطات العامة الذي ٌنظمه قانون
المسطرة الجنابٌة ٌحددها القانون الجنابً ومن تم صاغ القول بؤنه إذا لم ٌوجد قانون جنابً فال ٌتصور
وجود قانون المسطرة الجنابٌة وقد قٌل أن قانون المسطرة الجنابٌة هو الذي ٌنقل قواعد القانون الجنابً
من حالة السكون الى حالة الحركة كما قٌل بؤن قانون المسطرة الجنابٌة والقانون الجنابً هما وجهان
لعملة واحدة ذلك أن القانون الجنابً فً مفهومه الموسع ٌشمل القواعد الموضوعٌة وكذا القواعد
المسطرٌة .
تتجلى أهمٌة قواعد المسطرة الجنابٌة من الناحٌة التشرٌعٌة فً كونها تحرك قواعد القانون
الجنابً كما سبق التطرق إلى ذلك .كما أن قواعدها تحتك باستمرار مع حقوق الفرد وحرٌته .فمبدأ ال
جرٌمة وال عقوبة إلى بنص ال ٌستفٌد منها الفرد إال إذا كانت المسطرة قد أؼفلت حماٌته من التعسؾ فً
الوضع تحت الحراسة واالعتقال االحتٌاطً ولم تتوفر له ضمانات الدفاع عن نفسه طبعا إذا كانت أحكام
المسطرة معٌبة أما إذا كانت سلٌمة فإنها تساعد على تفادي قساوة القانون الجنابً وذلك بنصها على
ضمان حقوق الدفاع واقتناع القاضً بنسبة الجرٌمة إلى المحكوم علٌه فؤهمٌة المسطرة تتمثل فً أنها
ضرورٌة لتطبٌق القانون الجنابً فهً التً تبث الروحة فً نصوصه وتخرجها من الجمود إلى التطبٌق
عن طرٌق رسم السبل التً ٌلزم إتباعها الكتشاؾ الجرٌمة والوصول إلى المجرم كما أن المسطرة
الجنابٌة ثمتل قوانٌنها مصالح األفراد ومصالح المجتمع ألن رد الفعل االجتماعً ضد الجرٌمة ٌهدؾ ال
محال إلى حماٌة مصلحة المجتمع .
كما أن هذه المسطرة تقٌم التوازن الحقٌقً والفعال بٌن حق المجتمع فً معاقبة المدنبٌن من
أفراده وحق الفرد فً ضمان حرٌته التً ال ٌنبؽً النٌل منها إال بمحاكمة عادلة وتتحقق بؤن تتوفر فً
قواعده الوضوح واالعتدال وحقوق الدفاع واستقاللٌة القضاء .
5
ثالثا :نشؤة قانون المسطرة الجنائٌة :
كانت قواعد الشرٌعة اإلسالمٌة تطبق فً مٌدان القانون الجنابً والى حٌن فرض الحماٌة سنة
1912بدأت السلطات االستعمارٌة بإصدار كتلة من القوانٌن الوضعٌة رؼبة فً استبعاد قواعد الشرٌعة
اإلسالمٌة .
أما نشؤت قانون المسطرة الجنابٌة فان تارٌخ مٌالده ٌعود إلى العاشر من شهر فبراٌر من سنة
تسعة وخمسون وتسعة مابة وألؾ الذي ٌؤخذ بالنظرٌة الحدٌثة فً الفقه الجنابً والتً تعتمد على العوامل
والدوافع الشخصٌة واالجتماعٌة فً تقدٌر المسإولٌة الجنابٌة .
وهو مزٌج من النظام االتهامً والنظام التحقٌقً أو نظام التحري ،فاألول ٌتمٌز بالعلنٌة
والمشافهة وبوضع المتضرر فً مركز الخصم للمتهم الذي ٌثٌر الدعوى بنفسه كما ٌفعل فً الدعوى
المدنٌة ،أما الثانً أي النظام التحقٌقً فٌتمٌز باالستؽناء عن المتضرر فً إثارة الدعوى وتسٌٌرها حٌث
ٌسند ذلك إلى قاض خاص وٌتمٌز بالسرٌة فً انجاز اإلجراءات .
وبعد تحدٌد كل من تعرٌؾ المسطرة الجنابٌة وبٌان نشؤتها والتطرق إلى مدى أهمٌتها ،سنحاول
3 دراسة مختلؾ التعدٌالت التً مرة منها المسطرة الجنابٌة إلى حدود أخر تعدٌل والذي وضع فً
أكتوبر 2002تحت قانون رقم . 22.01
نظرا للتطورات التً عرفها المجتمع عامة وخاصة نظام العدالة الجنابٌة الذي لم ٌعد مبعث ارتٌاح
لدى مختلؾ الفعالٌات كان البد من مواكبة هذا التطور بإدخال كتلة من التعدٌالت االنتقالٌة لتفادي كل
انتقاء وٌمكن إجمال هذه التعدٌالت فً ما ٌلً :
ظهٌر 18شتنبر : 1962الذي أتى بإجراءات صارمة فعدل 90مادة بحٌث ضاعؾ
2 1
وخول للنٌابة العامة سلطة إٌداع واالعتقال االحتٌاطً مدد الوضع تحت الحراسة
3
المتهم فً السجن فً الجنح مالم تتوفر فً مرتكب الجنحة ضمانات كافٌة للحضور
وقد قام بإلؽاء المادة 351وتعدٌل المواد 384و 406و 427سلطة إٌداع المتهم فً
1تقدٌم المادة 2من قانون المسطرة الجنائٌة بؤنه ٌ :ترتب عن كل جرٌمة الحق فً إقامة دعوى العمومٌة بتطبٌق العقوبات والحق فً إقامة
الدعوى المدنٌة للمطالبة بالتعوٌض عن الضرر الذي تسببت فٌه الجرٌمة .
2المادتٌن 154/153وتقضً المادة 153من قانون المسطرة الجنائٌة ال ٌمكن لقاضً التحقٌق أن ٌصدر أمرا بإٌداع المتهم فً السجن إلى
بعد استنطاقه وبشرط أن تكون األفعال المرتكبة جناٌة أو جنحة ٌعاقب علٌها بعقوبة سالبة للحرٌة
المادة 154األمر بإلقاء القبض هو األمر الصادر من القوة العمومٌة بالبحث عن المتهم ونقله إلى المإسسة السجنٌة المبنٌة فً األمر حٌث ٌتم
تسلمه واعتقاله فٌها
3تم إلؽاء هذا الشرط بظهٌر 3فبراٌر 1963المعدل بالفقرة الثالثة من المادة 76من القانون الجنائً
68 4و 69و 76و 82و 127و 154من قانون المسطرة الجنائٌة
6
السجن رؼم الحكم بالبراءة أو اإلعفاء أو بإٌقاؾ التنفٌذ أو بما قضا ،فً السجن متى
استؤنفت النٌابة هذا الحكم .
ظهٌر 28شتنبر : 1974الذي تضمن إجراءات انتقالٌة تطبقت مع قانون 10فبراٌر
1959بصفة مإقتة إلى أن دخل القانون الجدٌد للمسطرة الجنابٌة حٌز التطبٌق .
ظهٌر 30دسمبر : 1991الذي عدل مجموعة من مواد " المسطرة الجنابٌة والمادة 2
من ظهٌر اإلجراءات االنتقالٌة 1974/08/28والمادة 17من قانون محكمة العدل
الخاصة 1972/10/6وقد جاء بمجموعة من االمتٌازات لفابدة المتهم .
ظهٌر شتنبر : 1993الذي جاء بعدة تعدٌالت تهم نظام القضاء الجماعً وهو ٌهم
المحاكم الزجرٌة والفصلٌن التاسع والسابع عشر من ظهٌر اإلجراءات االنتقالٌة .
3أكتوبر وبعد كل من هذه التعدٌالت التً لحقت المسطرة الجنابٌة جاء المشرع المؽربً بظهٌر
( 2002قانون رقم ) 22.01وذلك لترسٌخ دولة الحق والقانون واحترام منظومة حقوق اإلنسان كما هً
متعارؾ علٌها دولٌا بعد سردنا لهذه الترسانة من التعدٌالت التً عرفتها المسطرة الجنابٌة والمنظمة
إلجراءات البحث والتحقٌق والمحاكمة العادلة التً ال تصبح أحكامها الجنابٌة نهابٌة إال بعد أن تمر
الخصومة الجنابٌة من مراحل متعددة تضمن لكل األفراد حقهم فً الدفاع وإظهار الحقٌقة ،وتضمن
بالخصوص للمتهم حقه فً إثبات براءته .
وبالرؼم من أن األحكام ٌفترض فٌها بؤنها عادلة وأنها ثمتل الحقٌقة فٌما قضت به فان الممارسة
القضابٌة أظهرت أن بعض األحكام ٌمكن أن تمسها شابٌة الخطؤ مما ٌجب معه تمكٌن الخصوم فً
الدعوى فٌها وعرض الحكم على واجهة قضابٌة أعلى من تلك التً أصدرت الحكم المشوب بخطؤ و
إمكانٌة وقوع القاضً فً خطؤ أصبحت واردة :أصبحت واردة بل هً أهم من أهم ضمانات المحاكمة
العادلة .
وألجل كل هذا أوجد القانون طرق الطعن لتصحٌح ما ٌشوب األحكام القضابٌة من أخطاء ،وهً
عبارة عن ضمانات للمتقاضٌن من أجل حسن تطبٌق العدالة وتحقٌقها بنوع من اإلنصاؾ حتى ٌطمبن
إلٌها المجتمع إال أنه إذا لم ٌستعملها المتقاضً فان الحكم آنذاك ٌصبح حكما قطٌعا أي حابز لقوة الشًء
المقضً به .وطرق الطعن تمتاز بكونها قانونٌة نظمها قانون المسطرة الجنابٌة وربطها بقٌود وقواعد
ٌجب إتباعها حتى تنتج أثارها ومع ذلك فهناك من طرق الطعن ما ٌسمح بطرح الدعوى برمتها على
المحكمة للنظر فٌها من حٌث الوقابع وكذا األخطاء القانونٌة وذلك كطرٌق التعرض واالستبناؾ وهناك
من طرق الطعن ما ٌسمى بالنظر ر فً الجانب القانونً فقط كالطعن بالنقض أو الجانب المادي
كالمراجعة وتنقسم طرق الطعن إلى طرق طعن العادٌة وهً التعرض واالستبناؾ وطرق طعن ؼٌر
7
العادٌة وتشمل كل من إعادة النظر والمراجعة ثم النقض .هذا األخٌر الذي سٌكون موضوع دراسة لهذا
البحث .
وٌقصد بنقض الحكم إبطاله إذا كان قد صدر مبنٌا على خطؤ فً تطبٌق القانون أو تؤوٌله أو مشوبا
بخطؤ جوهري فً إجراءات الفصل أو ببطالن فً الحكم ،والطعن بالنقض وسٌلة لنقض الحكم الصادر
دون احترام القانون فقد نصت المادة 518من قانون المسطرة الجنابٌة على أن المجلس األعلى ٌتولى
النظر فً الطعون بالنقض المقدمة ضد األحكام الصادرة عن المحاكم الزجرٌة وٌسهر على التطبٌق
الصحٌح للقانون ،وٌعمل على توحٌد االجتهاد القضابً وأن مراقبته تمد إلى التكٌٌؾ القانونً للوقابع
المبنٌة علٌها المتابعة الجنابٌة لكنها ال تمتد إلى الوقابع المادٌة التً ٌشهد بثبوتها قضاة المحاكم الزجرٌة ،
وال إلى قٌمة الحجج التً أخذوا بها ما عدا فً الحاالت المحددة التً ٌجٌز فٌها القانون هذه المراقبة .
وانطالقا من هذه المقدمة سنتناول موضوع هذا الفصل من خالل التصمٌم التالً :
8
أوال :أهمٌة البحث
تتجلى أهمٌة البحت فً هذا الموضوع فً معرفة مدى سالمة األحكام الصادرة فً حق الشخص
المتهم المحكوم علٌه باإلعفاء أو البراءة من أٌة شاببة تمس بحقه وتهضم حقوقه و مدى نجاعة طرٌق
النقض المعتمد فً هذه القضاٌا فً الرقابة على هذه األحكام الصادرة فً حق الشخص المتهم.
اعتبارا لما ٌكتسٌه هذا الموضوع من أهمٌة كبرى داخل المواثٌق الدولٌة وكذا اإلعالنات العالمٌة
المتعلقة بحقوق اإلنسان وحرٌاته كما تمت المصادقة علٌه من طرؾ الدستور المؽربً وتكرٌس ذلك فً
معظم مواده.
من أهم الصعوبات التً واجهت هذه الدراسة هً عدم وفرة المراجع خاصة فً ما ٌتعلق
باإلعفاء كما أن لٌس هناك نصوص تشرٌعٌة همت هذا المجال فقد ثم التطرق له بشكل مقتضب ولٌس
بشكل شامل و كذلك نذرة القرارات القاضٌة باإلعفاء.
إن األصل فً اإلنسان البراءة حٌث أن الشخص بريء حتى تثبت إدانته بنص قانونً لكن هناك
أحكام تصدر فً حق المتهم مشوبة وؼٌر سلٌمة مما ٌجعل قاعدة األصل فً اإلنسان البراءة مجرد قاعدة
جامدة لٌس إال وبذلك أوجد القانون وسٌلة الطعن بالنقض فً هذه األحكام الضرة بالشخص المتهم وإتاحة
الفرصة إلثبات براءته أو إعفابه من المقرر الصادر ضده ،ومن ثم فإن موضوع طعن بالنقض القاضً
باإلعفاء أو البراءة ٌثٌر إشكاالت ربٌسٌة تتمثل فً:
22.01فً الحفاظ على حقوق المتهم وإعمال قاعدة ـ ما مدى نجاعة قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد
البراءة هً األصل؟
ـ ما مدى نجاعة طرٌق النقض كطرٌق ؼٌر عادي فً التثبت من براءة المتهم أو إعفاءه؟
9
سنتناول فً هذا المبحث من خالل دراسة الحق فً الطعن فً القرارات الجنابٌة ( المطلب
األول ) واألحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر قابلة بالنقض ( الفقرة األولى ) وأوجه الطعن بالنقض فً
القرارات الجنابٌة ( المطلب الثانً ) .
إن فكرة الطعن جاءت للتوفٌق بٌن اعتبار الثبات واالستقرار من جهة ومن إزالة الخطؤ من
جهة أخرى وبذلك تعتبر طرق الطعن الوسابل القضابٌة االختٌارٌة التً ٌنظمها القانون لمصلحة المحكوم
علٌه إذا أراد هذا االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلؽابه أو تعدٌله أو إزالة أثاره وٌعتبر
الطعن بالنقض طرٌق من طرق ؼٌر العادٌة والذي ٌسمح فٌه باألصل فً كل األحكام والقرارات
واألوامر القضابٌة النهابٌة الصادرة فً الجوهر ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك وسنتناول فً الفقرة
األولى األحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر القابلة للطعن بالنقض .
الفقرة األولى :األحكام القابلة للطعن بالنقض والؽٌر القابلة للطعن بالنقض
لٌست كل األحكام الصادرة عن المحاكم المؽربٌة قابلة للنقض فقد سمح المشرع بالطعن فً
البعض منها ( أوال ) ولم ٌسمح بذلك فً أحكام أخرى ( ثانٌا ) .
وبالمقارنة مع القانون المصري فالمبدأ أنه ال ٌجوز الطعن بالنقض إال فً األحكام الصادرة فً
الجناٌات والجنح فقط دون المخالفات ( المادة 30من قانون حاالت وإجراءات الطعن بالنقض ) ولقد
10
أجاز قانون اإلجراءات الجنابٌة عند صدور الطعن بالنقض فً المخالفات ،ثم جاء المرسوم بقانون رقم
353سنة 1952فؤقر هذا الوضع وٌشترط فً األحكام التً ٌجوز فٌها الطعن بالنقض حسب القانون
المصري أن تصدر فً مواد الجناٌات والجنح وأن تكون نهابٌة وأن تكون صادرة من أخر درجة ثم
أخٌرا األحكام الصادرة فً الجناٌات والجنح .
.1األحكام الؽٌابٌة :تنص المادة 521من قانون المسطرة الجنابٌة على الحالة التً تكون فٌها
المسطرة تشمل عدة أطراؾ وٌتؽٌب بعضهم ،حٌث ٌمكن للطرؾ الصادر فً حقه مقرر
حضوري نهابً أن ٌطعن فٌه بالنقض داخل األجل القانونً وٌمكن للطرؾ المتؽٌب الطعن
بالنقض عندما ٌصبح المقرر الصادر فً حقه نهابٌا ومن تم فان متى كان الحكم ؼٌابٌا فانه ال
ٌقبل الطعن فٌه بالنقض ،ؼٌر أن األطراؾ الصادر فً حقهم حكم حضوري أو بمثابة
حضوري فبإمكانهم الطعن فٌه بالنقض .وقد جاء فً أحد قرارات مجلس األعلى ( محكمة
النقض حالٌا ) فً ضل قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى أنه متى كان الحكم ؼٌابٌا بالنسبة ألحد
األطراؾ فانه ال ٌمكن الطعن فٌه بالنقض من قبل أطراؾ وصؾ الحكم فً حقها حضورٌا ،
ومما جاء فً القرار المذكور " :إذا كان الحكم قابال لتعرض من طرؾ أحد األطراؾ ال ٌمكن
الطعن فٌه بالنقض من طرؾ من كان الحكم فً حقه حضوري "
" األحكام التً الزالت قابلة للطعن بالطرق العادٌة كاالستبناؾ والتعرض ال ٌمكن الطعن فٌها
571 عن طرٌق المطالبة بالنقض من أي طرؾ من أطراؾ الدعوى عمال بمقتضٌات الفصل
من قانون المسطرة الجنابٌة "
ٌكون ؼٌر مقبول طلب النقض الموجه ضد القرار الصادر ؼٌابٌا فً حق المتهم ولو رفع من
طرؾ شركة التؤمٌن التً كان الحكم حضورٌا بالنسبة إلٌها. 4
.2المقررات اإلعدادٌة و التمهٌدٌة :تنص المادة 522من قانون المسطرة الجنابٌة على ان
المقررات اإلعدادٌة او التمهٌدٌة الصادرة بشان نزاع عارض أو دفع ،ال تقبل الطعن بالنقض
إال فً أن واحد مع الطعن بالنقض فً المقرر النهابً الصادر فً الجوهر .
.3المقررات الصادرة بشان االختصاص :تنص الفقرة الثانٌة من المادة 521من قانون المسطرة
الجنابٌة على أنه ال ٌمكن الطعن فً المقرر النهابً الصادر فً الجوهر ما لم تكن متعلقة بعدم
االختصاص النوعً شرٌطة إثارته قبل كل دفع فً الجوهر.
4
:جاء فً قرار المجلس االعلى "ان القرار التمهٌدي ال ٌكتسً الصفة النهائٌة ،وبذلك فان الطعن فٌه بطرٌق المطالبة بالنقض ؼٌر مقبول
عمال بمقتضٌات الفصل 571من قانون المسطرة الجنائٌة الذي ٌنص على {اذا ارتؤت المحكمة ،فً حالة االبطال انه ٌمكن ان تجري من جدٌد مناقشات
شفهٌة حضورٌة احالت القضٌة للحكم فٌها مرة اخرى الى محكمة مماثلة نوعا ...بناء على ملتمسات الوكٌل العام للملك لدى محكمة النقض ،
تبت فً القضٌة طبقا لما ورد فً لفقرة االولى من المادة 573 / 575.بعده"} .
قرار المجلس االعلى عدد 2985صادر بتارٌخ 3ـ 4ـ 84ملؾ جنحً عدد 15138منشور بمجلة المحاكم 46ص51
11
.4األحكام الصادرة بؽرامة ال تتجاوز 20.000درهم :هذه األحكام بدورها ال تقبل الطعن بالنقض
طبقا لما جاء فً المادة 523من قانون المسطرة الجنابٌة إال إذا أدى المحكوم علٌه بما ٌثبت أنه
أدى الؽرامة المحكوم بها علٌه.
.5قرارات اإلحالة على محكمة زجرٌة :تنص المادة 524على أنه ال ٌمكن طلب نقض قرارات
5
اإلحالة إال محكمة زجرٌة إال مع الحكم فً الجوهر مع مراعاة مقتضٌات الماد227
.6قرارات البت فً اإلفراج المإقت والمراقبة القضائٌة :قد نصت نفس المادة 524على انه ال
ٌمكن طلب نقض القرارات التً تبٌث فً اإلفراج المإقت والمراقبة القضابٌة.
.7قرارات عدم المتابعة :بمقتضى المادة من قانون المسطرة الجنابٌة فإنه ال ٌمكن للطرؾ المدنً
ان ٌطلب نقض القرار بعدم المتابعة إال إذا كان نص هذا القرار على عدم قبول تدخله فً
الدعوى أو إذ أؼفل البث فً تهمة ما.
إن نظام النٌابة العامة كما هو مطبق أمام المحاكم المؽربٌة حالٌا لٌس ولٌدة تقالٌد قضابٌة
مؽربٌة صرفة ,فهو من ضمن التراث القانونً الذي حملته لنا فرنسا باعتبارها دولة حامٌة للمؽرب
ابتداء من معاهدة فاس 30مارس .1912
وبالرجوع إلى قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد نجد أن األصل فً مهام النٌابة العامة إنها تقوم
بمساعدة الشرطة القضابٌة والتً تعمل تحت إشرافها ,بالتثبٌت من وقوع الجرابم وجمع األدلة عنها
والبحت عه مرتكبٌها .إضافة إلى المهمة التً أنٌطت لها فً توفٌر أجوبة سرٌعة المدى وفعالة الجدوى
لحسم الخصومات ذات الطابع البسٌط وؼٌر الخطٌر عن طرٌق الصلح.
ثم إقامة الدعوى العمومٌة وتحرٌكها أمام القضاء لمطالبة المحكمة بتطبٌق القانون وذلك طبقا
للمادة 36من المسطرة الجنابٌة .وإقامة الدعوى ٌكون إما من طرؾ وكٌل الملك باعتباره ممثل النٌابة
العامة إمام المحاكم االبتدابٌة بمساعدة نابب أو عدة نواب ,أو من طرؾ الوكٌل العام للملك بصفته ممثال
لها أمام محاكم االستبناؾ بمساعدة نوابه .
ٌمارس وكٌل الملك شخصٌا او بواسطة نوابه الدعوى العمومٌة فً المخالفات والجنح المركبة
فً دابرة نفوذ المحكمة االبتدابٌة المعٌن بها ,وذلك تحت مراقبة الوكٌل العام ,إما تلقابٌا أو بناء على
5
:قضى المجلس األعلى بعدم قبول الطعن بالنقض فً قرار للؽرفة الجنحٌة بمحكمة االستئناؾ بالرباط اٌدت فٌه أمرا باإلحالة من طرؾ قاضً
التحقٌق العسكري على المحكمة العسكرٌة معتبرا ان الطعن بالنقض ال ٌمكن اال مع الحكم فً الجوهر ـقرار مجلس األعلى عدد 1088ـ 3الصادر
بتارٌخ17ــ06ـ 2009فً الملؾ الجنائً عدد 09/3/6/259
12
شكاٌة متضرر ,كما ٌمارس وكٌل الملك سلطته على نوابه وله أثناء أداء مهامه الق فً تسخٌر القوة
العمومٌة وذلك طبقا للمادة 40من قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد.
وٌمارس الوكٌل العام للملك الدعوى العمومٌة فً الجناٌات وكذا الجنح المرتبطة بها .او تلك التً
ال تقبل التجزبة عنها المرتكبة فً دابرة نفوذه والدعوى العمومٌة تعرؾ بكونها الطرٌقة التً تخول
للمجتمع الذي تمثله النٌابة العامة حق إٌقاع الجزاء على المجرم الذي تبت إجرامه بعد إتباع اإلجراءات
المنصوص علٌها قانونا.
ثانٌا :المتهم
للمتهم إن ٌطعن فً الحكم الصادر فً الدعوى الجنابٌة أو الحكم الصادر فً الدعوى المدنٌة او
فٌهما معا ,حسب تقدٌره ذلك ان له المصلحة فً الطعن وال بقبل نزول المتهم عن حقه فً الطعن قبل
انقضاء مٌعاده وتطبٌقا لذلك فاتن قبول الحكم المطعون فٌه بل وتنفٌذه اختٌارا ال ٌجعل طعنه فٌه بعد ذلك
ؼٌر مقبول وإذا لم ٌستؤنؾ المتهم إن ٌطعن فً الحكم اإلستبنافً ولو كان مإٌدا للحكم االبتدابً الذي لم
ٌستؤنفه.
له كامل الحق فً الطعن فً الحكم الصادر عن محكمة الموضوع ,والذي ٌعتبر ضارا
بمصالحه مثله مثل باقً األطراؾ ,شرٌطة أن ٌكون قد انصب طرفا فً الدعوى ,
أي له الصفة التً صدر فٌها الحكم المشكو منه قبل محكمة الموضوع أما أن لم ٌكن كذلك فال
االبتدابٌة حكما ٌلزم فً حدود معٌنة المسإول ٌقبل منه الطعن بالنقض ونحو ذلك أن تصدر المحكمة
عن الحقوق المدنٌة بتعوٌض المتضرر المطالب بالحق المدنً إال أنه ـ أي المسإول المدنً ـ ٌستكؾ
عن طلب االستبناؾ فً الحكم ،فً حٌن ٌبادر المتهم إلى طلبه بالنسبة للدعوٌٌن المدنٌة والجنابٌة
،وٌحصل أن ٌفلح فً استصدار حكم لمصلحته فً هذه لمرحلة ،حٌث ٌحرم ،بمقتضى الشرط الذي
نتحدث عنه ،المسإول عن الحقوق المدنٌة الذي لم ٌستؤنؾ الحكم االبتدابً من حق طلب نقض القرار
اإلستبنافً الصادر بناء على إستبناؾ المتهم للدعوٌٌن العمومٌة والمدنٌة.6
6
عبد الواحد العلمً شروح فً قانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنائٌة ،الجزء الثالث ،مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء ،الطبعة االولى
،2014ص .325
13
المطلب الثانً :أوجه الطعن بالنقض فً القرارات الجنائٌة
إن الوسابل الواجب اعتمادها فً طلب النقض تعتبر مفتاح الطعن بالنقض ،وتشكل المإاخذة
أو الخلل الذي ٌعزٌه الطاعن للحكم الصادر ضده .وٌمكن أن تتضمن الوسٌلة الواحدة عدة فروع كما إذا
كانت الوسٌلة تتعلق بعدة خروقات لإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة حٌث ٌتم تناول كل خرق فً فرع
مستقل وٌمكن تقسٌم الفرع إلى أجزاء .
إن ؼرض الوسابل ٌقتضً التركٌز والوضوح والبساطة واإلنجاز حتى ٌفهم قضاة النقض منذ
الوهلة األولى الوسٌلة التً ٌجب أن تسطع مثل الشمس ودون أن ٌتكلفوا أي عناء لفهمها وإال فإن هم
سٌعتبرونها ؼامضة ومبهمة .أو أنها تخلط بٌن القانون والواقع وٌعلمون على رفض طلب الطعن بالنقض
لم ٌتعلق األمر بالنظام ،إن قضاة النقض لن ٌحلوا محل الطاعن فً اعتماد وسابل لم تعرض علٌهم ما
لعام.7
ولقد جاء فً قرار لمجلس األعلى ":تكون ؼٌر مقبولة الوسٌلة المستدل بها والتً لم ٌتبٌن فٌها
طالبوا النقض ما هو القانون الذي خالفه الحكم المطلوب نقضه أو أخطؤ فً تؤوٌله وال أي سبب من
األسباب التً ٌنص علٌها الفصل 13من ظهٌر تؤسٌس المجلس األعلى بٌاننا تاما معه المجلس األعلى
8
ممارسة مراقبته بل ساقوا الكالم فً قالب الؽموض واإلبهام".
وفً قرار آخر "وسابل النقض ٌجب أن ٌعبر عنها بالفاض ٌمكن معها معرفة العٌوب
الموجهة ضد الحكم المطعون فٌه ،والوسٌلة التً ٌكنفها الؽموض واإلبهام تكون ؼٌر مقبولة لهذا السبب"
وقد حددت المادة 534من قانون المسطرة الجنابٌة أسباب النقض فً:
ٌشترط لٌكون سببا من أسباب النقض ان ٌكون خرق هذه القاعدة قد أضر بطالب النقض ،بحٌث
أن القاعدة المسطرٌة ولو كانت جوهرٌة إذا لم ٌتضرر الحاصل له به ال ٌعد سببا كافٌا لنقض القرار
المطعون فٌه .
وٌمكن أن نذكر على سبٌل المثال القواعد المتعلقة بالتفتٌش والحجز والحراسة النظرٌة وخرق
حق من حقوق الدفاع وعدم تشكٌل الهٌبة الحاكمة على الشكل المنصوص علٌه قانون (تشكٌل من قاضً
فردي فً حٌن ٌشترط القانون تكوٌنها من هٌبة جماعٌة ).
7
2011ص.325 الحسن البو عٌسً ،الوسٌط فً قانون القضاء العسكري ،القسم االول ،المسطرة الجنائٌة العسكرٌة ،الطبعة االولى
8
:الحكم الشرعً عدد 17الصادر بتاري 1970111منشور بمجلة قضاء لمجلس االعلى عدد 22ص29
14
وتنص المادة من قانون المسطرة الجنابٌة على أنه إذا أبطل المجلس األعلى مقررا بسب خرق
اإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة فان الوكٌل العام للملك لدى المجلس األعلى ٌوجه نسخة من القرار
الصادر بهذا الشؤن إلى وزٌز العدل .
نصت المسطرة الجنابٌة على خرق اإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة ،باعتبار أن خرق القضاة
لمثل اإلجراءات األزمة لتفادي ارتكاب نفس الخطؤ وذلك إما بإعادة تكوٌن القاضً وإعفاءه من تولً
إصدار األحكام و تكلٌفه بمهام أخرى .
وقد إستقر القضاء على قواعد القواعد اإلجرابٌة المترتبة لطلب النقض وهً:
القواعد المسطرٌة التً ٌنتج عن خرقها بطالن الحكم على سبٌل المثال :إؼفال الحكم لعبارة
"بإسم جاللة الملك وطبقا للقانون ".
القواعد المسطرٌة المتعلقة بحقوق الدفاع :كعدم إستدعاء األطراؾ بطرٌقة قانونٌة ورفض
للشاهد بعد أن أدى الٌمٌن القانونٌة .
القواعد المسطرٌة المتعلقة بالنظام العام :كانعدام الصفة واألهلٌة والمصلحة .
الشطط فً استعمال السلطة فً مفهومه الواسع ,ما هو سوى خرق للقانون بصفة عامة،
فٌشمل تبعا لذلك خرق قواعد قانون المسطرة الجنابٌة ،أو مجموعة القانون الجنابً ،او ؼٌرها من
القوانٌن اتى وجدت ، 9فضابط الشرطة القضابٌة الذي ٌحتفظ بالمشوه فٌه ألكثر من الوقت القانونً
المحدد للحراسة النظرٌة ٌ،كون قد خالؾ قانون المسطرة الجنابٌة من حٌث المدة ،وما ٌنجزه بعد ذلك
ٌكون مشوبا بالبطالن (حسب الرأي الراجح) وٌكون فً نفس الوقت اشتط فً استعمال سلطته ،
والقاضً ،الذي ٌحدد النص القانونً جزاء ألفعال معٌنة عقوبة محددة لفاعلها ،فٌحكم بعقوبة ؼٌرها،
ٌكون قد ارتكب شططا فً استعمال سلطته ،وإدانة المحكمة لشخص باعتباره مساهما أو مشاركا مع
المتابع أمامها و الحال أنه لن ٌتابع وفقا لألصول المسطرٌة ٌ،شكل هذا شططا فً استعمال السلطة من
قبلها ،وتجاوز السلطة أو الشطط فً استعمالها بشكل عام ٌظهر من خالل تخل القضاء فً اختصاص
السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة.
عدم اإلختصاص قد ٌكون نوعٌا ،أو شخصٌا ،أو مكانٌا على التفصٌل الذي سبق لنا الكالم فٌه،
والمادة من قانون المسطرة الجنابٌة ،وان اعتبرته أحد األوجه التً تسمح بتؤسٌس طلبات النقض علٌه
9
عبدالواحد لعلمً شروح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة لجنائٌة ،الجزء لثالت مطبعة النجاح الجدٌدة للدار البٌضاء ،الطبعة االولى
،2014ص196
15
،فإنه مع ذلك ٌجدر التذكٌر ،بان ذلك و إن صح مطلقا بالنسبة لعدم االختصاصٌن النوعً والشخصً
بات اعتبارهما ٌتعلقان بالنظام العام ،ومن تم كان للمتشبث بؤحدهما ان ٌثٌره فً جمٌع مراحل المسطرة،
سواء أمام محاكم الموضوع.10
11
،فإن بناء على طلب النقض على أساس عدم اختصاص أو ألول مرة أمام المجلس األعلى
المحكمة الترابً ،أو المكانً ،ال ٌنتج مفعوله وٌحصل أثره بالقبول من قبل المجلس األعلى ،إال إذا
وقعت أثارته أمام المحكمة التً تنظر فً الدعوى قبل حصول أي دفاع فً الجوهر ،وإال ما صلح وجها
323من قانون المسطرة من أوجه طلب النقض ،وهذا نزوال على ما توجبه الفقرة األولى من المادة
الجنابٌة عند قولها ٌ " :جب تحت طابلة السقوط ،أن تقدم قبل كل دفاع فً جوهر الدعوى ،ودفعة واحدة
طلبات اإلحالة بسبب عدنت اإلختصاص ـ مالم تكن بسبب نوع الجرٌمة ـ وأنواع الدفع المترتبة"...
المقصود بهذا السبب الممكن اتحاده للطعن بالنقض فً حكم محكمة الموضوع أمام المجلس
األعلى ،هو المساس بالنصوص الموضوعٌة الواجبة التطبٌق عند البت فً الدعوى ،سواء فً شقها
الزجري أو المدنً ،من قبٌل األولى ،تؽافل محكمة الموضوع عن تطبٌق عذر معفً من العقاب ٌنص
علٌه القانون ،أو عدم إعمالها لظروؾ التخفٌؾ كما تقضً بها النصوص ،ومن قبٌل الثانٌة عدم احترام
المحكمة الزجرٌة وهً تنظر الدعوى المدنٌة تبعا لدعوى عمومٌة.12
وبصفة عامة فان هذا السبب ٌتعلق بجهل القاضً الذي اصدر الحكم المطعون فٌه بالنصوص القانونٌة،
كان ٌحكم بعقوبة ترجع إلى نوع من الجرابم او ٌحكم بعقوبة ال ٌنص علٌها القانون بالنسبة للنازلة
المعروضة علٌه أو ال ٌطبق تطبٌقا سلٌما لألعذار القانونٌة أو ظروؾ التشدٌد ،أو االسباب المبررة.13
نذكر هنا الحاالت التً قد ال تتؤكد فٌها المحكمة من عناصر الجرٌمة ،أو تقتصر على القول إن
التهمة ثابتة فً حق المتهم دون بٌان كٌؾ ثبت لها ذلك ،ونذكر كذال التناقض فً التعلٌل كما اذا
صرحت ان الشاهد لم ٌعاٌن شٌبا ثم عادت واعتمدت على شهادته فً اإلدانة ،أو صرحت ان لعقوبة
تقادمت ثم تدٌن المتهم .وٌدخل ضمن انعدام التعلٌل تحرٌؾ الوقابع كان تتحدث المحكمة عن الوقابع
بؽٌر ماهً مدونة بملؾ القضٌة ،كما ٌدخل ضمن انعدام التعلٌل ،عدم رد المحكمة على الدفوع الجدٌة
التً ٌثٌرها األطراؾ.
10
التً لها بدورها حق االثارة التلقائٌة لعدم االختصاص النوعً او الشخصً اثناء مباشرة المساطٌر لدٌها.
11
الذي له بدوره اثارته تلقائٌا من دون طلب من الخصوم
12
عبد الواحد العلمً ،مرجع سابق ،ص 193
13
الحسن البو عٌسً ،مرجع سابق ،ص 327
16
كما جاء فً احد قرارات المجلس األعلىٌ " :شترط لصحة األحكام أن تكون معللة وان عدم
اإلجابة عن دفع له أثره فً نتٌجة القرار ٌعد بمثابة نقصان التعلٌل ٌنزل منزلة انعدامه".
وفً قرار أخر صادر عن (":إن القرار ٌعد بمثابة نقصان )ٌتبٌن من وثابق الملؾ أن الطالب هو الذي
رؼب فً فسخ العقد دون أن ٌبٌن ماهً الوثابق ومضمونها ٌستوجب ناقص التعلٌل".
نصت المادة من قانون المسطرة الجنابٌة على عدم قبول وسٌلة النقض المبنٌة على سبٌل
اإلبطال حدث أثناء النظر فً القضٌة ابتدابٌا ولم تتم إثارته أمام محكمة االستبناؾ .
536على عدم قبول وسٌلة النقض المستخلصة من أسباب لٌست كما نصت أٌضا المادة
ضرورٌة لمنطوق المقرر المطعون فٌه.
وقد اصدر المجلس األعلى مجموعة من القرارات اعتبر فٌها بعض وسابل النقض الذي اعتمدها
الطاعنون ؼٌر مجدٌة نذكر منها :
ـ قرار المجلس األعلى عدد 7554صادر بتارٌخ 7/11/1985ملؾ جنحً عدد منشور بمجلة
المحاكم المؽربٌة عدد 40ص ،88والذي جاء فٌه ":إذا كانت دٌباجة القرار االستبنافً قد
تضمنت بؤن الحكم االبتدابً المإٌد ،قضى للمجًء علٌه بمبلػ ما والحال إن ما قضى به هو اقل
من ذلك فإن األمر ال ٌعد مجرد خطؤ مادي ال ٌترتب عنه البطالن ،لعدم إدراجه فً أي سبب من
أسباب النقض الواردة حصرا فً لفصل 586من فانون المسطرة الجنابٌة".
القرار عدد الصادر بتارٌخ ملؾ جنحً منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 48ص 275
والذي جاء فٌه ":ال تقبل أمام المجلس األعلى الدفوعات التً لم تشرفً المرحلة االستبنافٌة تقدم
التعوٌض الواجب منحة فً حدود طلبات المدعً المدنً ٌدخل فً نطاق السلطة التقدٌرٌة
14
لقاضً الموضوع وال ٌحتاج إلى تبرٌر بتعلٌل خاص".
14
لحسن البو عٌسً ،مرجع سابق ص 327
17
المطلب األول :شروط طلب وقبول الطعن النقض فً القرارات الجنائٌة
ٌقصد بهذه الشروط " الشروط العامة الواجبة فً جمٌع األطراؾ" 15وٌمكن إستخالص هذه
الشروط
المادة 523من قانون المسطرة الجنابٌة فً فقرتها األولى التً تقضً بؤنه " ال ٌقبل طلب
النقض من أي شخص إال إذا كان كان طرفا فً الدعوى الجنابٌة ،وتضرر من الحكم المطعون فٌه " .
والمادة 531من قانون مسطرة الجنابٌة التً جاء بها بؤنه" ال ٌمكن ألي سبب و ألبناء على أٌة وسٌلة
للطرؾ الذي سبق رفض طلبه الرامً إلى النقض،أن ٌطلب من جدٌد نقض نفس القرار".
و بناء على متقدم فقد لخصت محكمة النقض المصرٌة هذه الشروط بقولها"الطعن بطرٌق النقض ال
ٌكون إال من كان طرفا فً الحكم المطعون فٌه وبصفته التً كان متصفا بها ،وكانت له مصلحة فً
الطعن ولٌس ٌكفً لإلعتباره كذلك أن ٌكون قد اختصم أمام محكمة أول درجة دون محكمة ثانً
16
درجة".
ٌجب أن ٌتوفر الطاعن عاى األهلٌة وقت التصرٌح بالطعن ةإلى حٌن بث المجلس األعلى فً
طلب النقض،أما إذا فقد الطاعن األهلٌة ألي سبب من األسباب،فإن المجلس األعلى ٌصرح إما بعدم قبول
الطلب أو بسقوطه حسب األحوال .
15
الدكتور عبد الواحد العلمً :شروطح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنائٌة ،الجزء الثاالت ،مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء
الطبعة األولى ،2014ص 167
16
نقض مصري فً دجنبر ،1966مجموعة أحكام النقض،سنة ،17رقم القاعدة 238ص .1264
18
وقد جاء فً قرار للمجلس األعلى أنه إذا ثبت أن طالب النقض المحكوم علٌه من ألجل جنحة قد
توفً بعد تقدٌم طلبه بالنقض فعلى المجلس األعلى أن ٌصرح بسقوط الدعوى العمومٌة فً حق المعنً
17
باألمر ،وبؤنه ال موجب للبث فً طلب النقض وال داعً الستخالص باقً الصابر.
تتحقق هذه الصفة إذا كان الطاعن هو طرفا (متهما ،مدعٌا بالحق المدنً ،مسإوال عن الحقوق
المدنٌة ،نٌابة عامة)فً الدعوى التً صدر فٌها المقرر المطعون فٌه بالنقض ولو سبق له أن كان طرفا
19
فٌها فً مرحلة من مراحلها،فإن صفته فً الطعن بالنقض تنتفً إن لم تكن كذلك فً مرحلتها األخٌرة
وحتى تتوضح فكرة الصفة فً األذهان نرى إدراج بعض قرارات المجلس األعلى فً موضوع تطلب
هذه الصفة فٌما ٌلً :
ٌ - 1جب التصرٌح بعدم قبول طلب النقض المرفوع من قبل شخص لٌست له الصفة إلنتفاء تعلٌل
20
حكم لم ٌصدر فً مواجهته.
" - 2الشخص الذي لم ٌتدخل فً المرحلة االبتدابٌة كمطالب بالحق المدنً ال ٌعتبر طرفا بهذا المعنى
وال ٌقبل منه طلب النقض حتى ولو كان هو الذي أستؤنؾ الحكم االبتدابً فقضت المحكمة بعدم
21
قبول استبنافه ".
الصفة فً الطعن بالنقض وإن تحققت وفق ما سبق لفرٌق من فرقاء الدعوى،فإنهاالتعتبرلوحدها
سببا لقبول الطعن بالنقض ما لم ٌكن المراد بذلك هو تحقٌق مصلحة لطالب الطعن ،بحٌث إن هً انتفت
رفض الطعن وهً تنتفً كما عبرت عن ذلك المادة 523من قانون المسطرة الجنابٌة،إذ هو كان الطرؾ
الطاعن بالنقض"لم ٌتضررمن الحكم المراد نقضه"حٌث أن شرط المصلحة فً الطعن بالنقض هو الذي
ٌثبت حثما لصاحبه كلما وقع اإلضرار بؤحد مصالحه فً الحكم المراد الطعن فٌه"والذي كرسه القضاء
17
الجكم الجنائً عدد (78س )12الصادر بتارٌخ ،1968/11/7منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 5ص .93
18
Cour de cassation Audience du 29 Juin 1959 Revue Marocaine de droit 1959P. 425 .
19
عبد الواحد العلمً:مرجع سابق،ص 170
20
قرار رقم 1022لمحكمة النقض،فً 8فبراٌر 1962المرجع فً إجتهادات المجلس األعلى فً المادة الجنائٌة لسنوات ،65_57ص,25
21
على عدد ،26ص ,202قرار رقم 469فً ،1976_2_16قضاء المجلس األ
19
المؽربً فً عدة مناسبات من بٌنهاٌ "22كون طلب شركة التؤمٌن التً ثم إخراجها من الدعوى نتٌجة لعدم
الحكم بتعوٌضات ؼٌر مقبولة بسبب إنعدام المصلحة للطعن فً هذا المقرر".
وٌجب اإلشارة من جهة إلً أن مناط قٌام المصلحة فً الطعن من عدمها،رهٌن بوقت صدور
الحكم المراد الطعن فٌه حتى وإن هً إنتفت بعد ذلك،ومن جهة أخرى وجوب فهم "المصلحة فً الطعن
بالنقض" بالنسبة للنٌابة العامة بكٌفٌة مؽاٌرة عنها لباقً األطراؾ فً الطعن أمكن تضررمنه خصمها
األصٌل الذي هو المتهم أم إستفاد.23
24
الذي تعرض للمسؤلة فً المؽرب ٌرى تؤسٌسا على الفصل 583من ٌالحظ أن بعض الفقه
قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى والذي تقابله المادة 531من قانون المسطرة الجنابٌة الحالٌة،بؤن تطبٌق
القٌد المانع من إستعمال طرٌق الطعن ألكثر من مرة ٌقتضً أن ٌكون المجلس األعلى سابقا محكمة
النقض حالٌا،قد بت فعال فً موضوع الطعن بالنقض ولم ٌقتصر فً رفضه له على تقدٌر الجانب الشكلً
منه فقط ،فإن هذا األمر لم ٌعد كذلك مع وضوح المادة المذكورة( )531والتً جاء فٌها بؤنه"الٌمكن ألي
سبب وال بناءا على أٌة وسٌلة للطرؾ الذي رفض طلبه الرامً إلى النقض أن ٌطلب من جدٌد نقض
نفس القرار" .حٌث أنه من خالل هذه الصٌاؼة الجامعة والدقٌقة ٌتبٌن أن المشرع كرس بها قاعدة عدم
جواز معاودة طلب النقض نفس المقرر الذي سبق للمجلس أن رده،ولو تؤسس الطلب الجدٌد على أسباب
أو وسابل ام تكن أساسا للطلب السابق رده من قبله،سواء تعلقت تلك الوسابل بالموضوع أم بالشكل.
إن القررات القضابٌة القابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض"مجلس األعلى سابقا" إما أن
تكون صادرة عن هٌبآت الحكم،وإما أن تكون صادرة عن هٌبات التحقٌق.
تنص المادة 521من قانون المسطرة الجنابٌة على ماٌلً"ٌمكن الطعن بالنقض فً كل األحكام
والقرارات واألوامر القضابٌة النهابٌة الصادرة فً الجوهرما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك.إذا كانت
المسطرة تشمل عدة أطراؾ وتؽٌب بعضهم فٌمكن للطرؾ الصادر فً حقه مقرر حضوري نهابً أن
ٌطعن فٌه بالنقض داخل األجل القانونً،وٌمكن للطرؾ المتؽٌب الطعن بالنقض عندما ٌصبح المقرر
الصادر فً حقه نهابٌا تبلػ كتابة ضبط المحكمة المصدرة المقرر فورا مقررا للطرؾ المتؽٌب".
22
قرار رقم،460،إجتهادات المجلس األعلى فً المادة الجنائٌة ،قضاء المجلس األعلى عدد 14ص.24
23
عبد الواحد العلمً،مرجع سابق،ص 173
24
أحمد الخملٌشً:شرح قانون المسطرة الجنائٌة،الجزء الثانً،مكتبة المعارؾ،الطبعة الثانٌة 1983ص.318،317
20
فانطالقا من نص هذه المادة أعاله فإن المقررات القضابٌة التً تقبل الطعن بالنقض هً التً
تتوافر فٌها الشروط الثالت اآلتٌة: 25
.1شروط نهابٌة المقرر القضابً المطعون فٌه:وهو ٌكون كذلك إذا كان صادرا عن محكمة آخر
درجة فً سلم محاكم الموضوع ومقتضى هذا أن الحكم ٌكون نهابٌا إذا كان صادرا عن محكمة
ال تقبل أحكامها الطعن باإلستبناؾ أصال كؤحكام المحكمة العسكرٌة مثال،أو كان صادرا عن
محكمة الدرجة الثانٌة ضد مقرر إبتدابً ٌقبل الطعن باالستبناؾ .
.2اشتراط أن ٌكون المقرر المراد الطعن فٌه بالنقض صادرا فً الجوهر:حٌث ٌجب أن ٌكون
المقرر القضابً صادرا فً موضوع الدعوى العمومٌة (باإلدانة أو البراءة أو اإلعفاء،وما ٌرتبه
ذلك من آثار جنابٌة)أو الدعوى المدنٌة التابعة (بتقرٌر المسإولٌة المدنٌة أو نفٌها وتحدٌد آثارها
من تعوٌض وتضامن بٌن المحكوم علٌهم من المتهمٌن إن تعددوا وهكذا)وهذا ما جاءت به المادة
26
522من قانون المسطرة الجنابٌة المذكورة فً الهامش.
.3عدم وجود نص فً القانون ٌمنع ممارسة الطعن بالنقض فً المقرر المراد الطعن فٌه ،لقد فقد
هذا الشرط أهمٌته بإلؽاء (الفصل 27576من ظهٌر )59/2/12الذي كان ٌمنع كال من المطالب
بالحق المدنً و النٌابة العامة فً الطعن بالنقض فً األحكام الصادرة عن ؼرفة الجناٌات
بالبراءة أو اإلعفاء وعدم نقل أحكامها إلى المسطرة الجنابٌة الحالٌة،التً ٌالحظ بؤنها أتاحت
لجمٌع األطراؾ حق الطعن بالنقض حتى فً القرارات النهابٌة الصادرة عن ؼرفة الجناٌات
اإلستبنافٌة ،وبالنظر إلى هذه المالحظة فإن الحاالت التً ٌمنع فٌها القانون الطعن بالنقض فً
القرارات قد تقلصت وأصبحت قلٌلة العدد نظرا لجسامة ما قد ٌترتب عن ذلك من خطر المساس
بمصلح المتقاضٌن والتً ٌمكن ذكرا من خالت بعض المواد كالمادة 382من قانون المسطرة
الجنابٌة التً تمنع الطعن بالنقض فً األوامر القضابٌة فً المخالفات ما لم ٌكن الطعن بالنقض
لفابدة القانون.
والمادة 451من قانون المسطرة الجنابٌة التً تمنع الطعن فً القرار الصادر ؼٌابٌا فً
جناٌة(والنقض طعن من الطعون)من ؼٌر النٌابة العامة والطرؾ المدنً فٌم ٌتعلق بحقوقه.
ثانٌا :المقررات القابلة للطعن بالنقض الصادرة عن ؼٌر هٌآت الحكم"هٌآت التحقٌق"
25
عبد الواحد العلمً،م س،ص 176
26
والتً جاء فٌها":التقبل المقررات اإلعدادٌة أو التمهٌجٌة أو الصادرة بشؤن النزاع عارض أو دفعالطعن بالنقض إال فً آن واحد مع الطعن
بالنقض فً المقرر النهائً الصادر فً الجوهر"
27
وٌنص الفصل 576من قانون المسطرة الجنائٌة على أنه":ال ٌمكن للمطالب بالحق المدنً فً القضاٌا الجنائٌة أن ٌطلب نقض األحكام
الصادرة بالبراءةأو بإلعفاء وكذا الشؤن فٌما ٌرجع للنٌابة العامة مالم ٌعلل الحكم الصادر باإلعفاء بعدم وجود نص قانونً جنائً مع أنه موجود
فً الواقع"
21
بالتوقؾ عند النصوص الحالٌة التً تنظم طرٌق الطعن بالنقض فً قرارات هٌآت
التحقٌق"قاضً التحقٌق أو الؽرفة الجنحٌة" نجد هنا مادتٌن األولى هً:
المادة 524من قانون المسطرة الجنابٌة والتً جاء فٌها أنه ال ٌمكن طلب النقض بالنسبة لقرارات
28
اإلحالة إلى المحكمة زجرٌة إال مع الحكم فً الجوهر مع مراعاة مقتضات المادة227
والمادة525من قانون المسطرة الجنابٌة":ال ٌمكن للطرؾ المدنً أن ٌطلب نقض القرار بعد
المتابعة إال إذا نص هذا القرار على عدم قبول تدخله فً الدعوى أوإذا أؼفل البت فً تهمة ما".وانطالقا
من هذا التؽٌر الذي طال المسطرة الجنابٌة فقد ثم تعمٌم طرٌق الطعن باإلستبناؾ لٌشمل حتى القرارات
التً تصدرها ؼرؾ الجناٌات،حٌث ٌمكن القول انطالقا من مإلؾ الدكتور عبد الواحد العلمً :29
.1إن قرارات اإلحالة على محكمة زجرٌة حتى ولو أضحت نهابٌة ال تقبل الطعن باإلستبناؾ
حٌث أن الطعن فٌها ٌكون بالنقض وإن جاز ال ٌصح مستقال وإنما ال ٌكون كذلك،إال بعد صدور
الحكم فً الجوهر وتبعا للطعن فٌه بالنقض أٌضا.
.2أعطً للقرارات الباتة فً اإلفراج المإقت أو الوضع تحت المراقبة القضابٌة حكم قرارات
اإلحالة على محكمة زجرٌة من حٌث إمكانٌة قبول الطعن بالنقض بصددها.
.3القرارات بعدم المتابعة التً تصدرعن الؽرفة الجنحٌة مإٌدة لقاضً التحقٌق بعد الطعن فٌها
طبعا باإلستبناؾ ال ٌتصور الطعن فٌها كما هو معلوم من المتهم باعتبار أن عدم المتابعة هو
بمثابة براءة .
ٌعتبر الطعن بالنقض طرٌقا استثنابٌا للطعن فً القرارات الجنابٌة،حٌث أحاطه المشرع بعدة
ضوابط إجرابٌة سعٌا منه لضمان الجدٌة فً استعماله،وحتى تتفرغ محكمة النقض لبحث الطعون الجادة
526إلى 530من قانون المسطرة الجنابٌة وتقوم بدورها على الوجه المطلوب،حٌث بٌنت المواد
اإلجراءات التً ٌتعٌن إنجازها من قبل طالب النقض،وهً إجراءات واحٌة االستٌفاء ،والتً ٌالحظ أنها
تقلصت فً الوقت الراهن إلى ثالثة وهً:
ٌ 12نص الفصل227من قانون المسطرة الجنائٌة على أنه":ال ٌمكن إثارة الدفع ببطالن إجراءات التحقٌق بعد صدور قرار الؽرفة الجنحٌة
القاضً باإلحالة على هٌئة الحكم".
29
عبد الواحد العلمً:م س،ص 189_188_187
22
ٌرفع طلب النقض بتصرٌح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التى أصدرت الحكم المطعون فٌه،تبعا
للمادة 526من قانون المسطرة الجنابٌة وٌقدم التصرٌح طالب النقض بنفسه أو بواسطة محام وٌقٌد
التصرٌح بسجل معد لهذه الؽاٌة،وٌوقع علٌه كاتب الضبط والمصرح حٌث ٌعتبر هذا التصرٌح بمثابة
إفصاح الطاعن عن رؼبته فً االعتراض على الحكم الصادر فً الدعوى ضده وإبداء عدم قبوله له
بهدؾ نقضه كلٌا أو جزبٌا أو تصحٌحه.
فإذا كان المصرح ال ٌحسن التوقٌع وٌضع توقٌعه ،وإذا كان طالب النقض معتقال،فإن تصرٌحه
526من ٌكون صرٌحا ٌكون صحٌحا إذا قدمه شخصٌا إلى كتابة الضبط بالمإسسة السجنٌة ،فالمادة
قانون المسطرة الجنابٌة المذكورة أعاله قد سكتت عن تقدٌم المصرح لتصرٌحه بالنقض بواسطة مدافع
577من قانون المسطرة الجنابٌة الملؽى بالنص المذكور عنه أو بوكٌل بوكالة خاصة عكس الفصل
سابقا ،وهو ما ٌعنً أن هذه الشكلٌة ربما لم تعد فً القانون الجدٌد للمسطرة صالحة لتقدٌم التصارٌح
بطلبات النقض بها.
وفً الحدود المالحظة األنفة وبتقصً إعمال للمجلس األعلى للفصل 577من قانون المسطرة
الجنابٌة (الملؽى) والذي استبدل حالٌا بالمادة 526المذكورة أعاله،نجده ٌتشدد ولو لدرجة ملفتة للنضر
من جهة،فً إلزام األطراؾ أٌا كانت بما فٌها النٌابة العامة ب تقدٌم تصرٌحاتها وفق الشكل الذي حدده
القانون ومن جهة ثانٌة بإلزامه بتقدٌم التصرٌح من الطاعن شخصٌا أو بواسطة محامٌه ،ومن جهة ثالثة
بوجوب ذكر اسم المصرح بالطعن بكٌفٌة واضحة وعدم االكتفاء فً التصرٌح بإٌراد كلمة "المطالب
بالحق المدنً"أو"المسإول عن الحقوق المدنٌة"أو"المتهم فالن ومن معه"...
527من قانون المسطرة الجنابٌة فً عشرة أٌام ٌحدد أجل الطعن أو المٌعاد القانونً طبقا للمادة
من ٌوم صدور المقرر المطعون فٌه ما لم مقتضٌات خاصة على خالؾ ذلك.
ؼٌر أن هذا األجل ال ٌبتدئ إال من بوم تبلٌػ المقرر إلى الشخص نفسه أو فً موطنه فً الحاالت:
.1بالنسبة للطرؾ الذي لم ٌكن بعد المناقشات الحضورٌة حاضرا أو ممثال فً الجلسة التً صدر
فٌا المقرر،ما لم ٌكن الطرؾ قد اشعر لسماع المقرر فً ٌوم معٌن وصدر المقرر فعال فً ذلك
الٌوم.
23
بالنسبة للمتهم الذي طلب أن تجرى المحاكمة فً ؼٌبته طبق الشروط المنصوص علٌها فً .2
314من قانون المسطرة الجنابٌة 30أو الذي لم ٌحضر فً الحالة الفقرة الثانٌة من المادة
المنصوص علٌها فً الفقرتٌن الرابعة و الخامسة من المادة المذكورة
.3بالنسبة للمتهم الذي حكم بإلؽاء تصرفه وفقا لمقتضٌات الفقرة الرابعة من المادة 394من قانون
المسطرة الجنابٌة . 31وال ٌبتدئ أجل طلب النقض فً األحكام الؽٌابٌة إال من الٌوم الذي ٌصبح
فٌه التعرض ؼٌر مقبول وٌعتبر الطعن بالنقض بمثابة تنازل عن الحق فً الطعن بالتعرض من
قبل الطرؾ الذي قام به.
نظم هذا اإلجراء بصورة أساسٌة فً المادة 528من قانون المسطرة الجنابٌة والتً نصت على:
ٌ .1سلم كاتب الضبط نسخة من المقرر المطعون فٌه مشهودا بمطابقتها لألصل إلى المصرح
بالنقض أو محامٌه خالل أجل أقصاه ثالثون ٌوما تبتدئ من تارٌخ تلقً التصرٌح.
ٌ .2ضع طالب النقض بواسطة محام مقبول لدى محكمة النقض مذكرة بوسابل الطعن ادى كتابة
النقض بالمحكمة التً أصدرت المقرر المطعون فٌه،خالل الستٌن ٌوما الموالٌة لتارٌخ تصرٌحه
بالنقض .
.3تكون هذه المذكرة اختٌارٌة فً قضاٌا الجناٌات وٌمكن وضعها من طرؾ المحامً الذي آزر
فعال طالب النقض ولم ٌكن هذا المحامً مقبوال لدى محكمة النقض.
.4توقع كل مذكرة وترفع بنسخ مساوٌة لعدد األطراؾ الذٌن ٌهمهم البث فً طلب النقض وٌشهد
كاتب الضبط بعدد هذه النسخ وٌضع طابع المحكمة وتوقٌعه على األصل،وعلى النسخة التى
تسلم لطالب النقض.
ٌ .5وجه الملؾ إلى محكمة النقض بمجرد وضع المذكرة،وفً جمٌع األحوال إلى أجل أقصاه 90
ٌوما
.6إذا لم تسلم نسخة المقرر للمصرح بالنقض داخل األجل المشار إلٌه فً الفقرة األولى من هذه
المادة .
30
الفقرة الثانٌة من المادة 314ق م ج":الٌمكن أن ٌقبل من أي شخص اعتباره ؼائبا إذا كان حاضرا فً الجلسة" .
31
الفقرة الرابعة من النادة 394ق .م .جٌ":لؽى التعرض إن لم ٌحضر المتعرض فً التارٌخ المحدد فً هذا اإلستدعاء الجدٌد ال ٌقبل التعرض
على الحكم الصادر بنلءا على تعرض سابق".
24
الفقرة الثانٌة :آثار الطعن بالنقض:
ٌترتب من اآلثار على الطعن بالنقض إثنان ،أولهما واقؾ و ثانٌهما ناقل
ٌتعلق األثر الواقؾ بنطاق إعمال "القوة التنفٌذٌة" للحكم المطعون فٌه بالنقض،والتً هً أثر
إٌجابً لكل حكم جنابً تصدره محكمة الموضوع فاصال فً نزاع بٌن المتهم و النٌابة العامة حٌث
المنطق المجرد ٌقتضً منع إعمالها ؼن كلٌا و إن جزبٌا أثناء المدة أو المٌعاد المخولة للتصرٌح بالطعن
بالنقض،ولتلك التً تمتد بعد ذلك عند النظر فٌه والتً قد تطول،فإضفاء هذه القوة التنفٌذٌة على الحكم
الجنابً قبل صٌرورته باتا(،أي أثناء المٌعاد المخول للطعن فٌه بالنقض) قد تظهر فً قانون معٌن
ظهورا ملحوظا جدا،لدرجة قد تسمح بالتصور بؤن األصل فً هذا القانون هو خلع القوة التنفٌذٌة على
األحكام الجنابٌة ؼٌر الباتة أو الؽٌر المبرمة والتً ال تزال خاضعة للطعن بالنقض بكٌفٌة شبه مطلقة
وعامة ، 32وقد تظهر فً قانون آخر بصورة معتدلة بحٌث ٌخلع القوة التنفٌذٌة على الحكم الجنابً قبل
صٌرورته باتا فً حاالت معٌنة وال ٌسمح بإكسابها هذه القوة التنفٌذٌة فً ؼٌر هذه الحاالت وبالنسبة
للقانون المؽربً،فٌمكن القول بؤنه ٌصنؾ من ضمن الفبة الثانٌة المعتدلة،وٌتؤسس موقفه ربما على كون
المقرر ،إذا نفذ على المحكوم علٌه فإنه حتى ولو ألؽً فً مرحلة النقض فإنه ؼالبا ما ٌستحٌل رد األمور
إلى الحالة التى كان علٌها قبل تنفٌذ الحكم وهو أمر ٌؤباه المنطق السلٌم وال ترضاه العدالة أبدا،وٌمس
مسا خطٌرا بحق الطاعن بالنقض فً طرق كل األبواب المتاحة إلٌه،وهو البريء بحسب األصل
لتحصٌل حكم قضابً ٌراه عادال و منصفا له،وذلك قبل تنفٌذ أي جزاء علٌه.33
ٌعتبر الطعن بالنقض تضلما من حكم محكمة الموضوع أمام المجلس األعلى ،34بسبب مظنة
حمل الحكم لشوابب ٌبٌنها الطالب فً السبب أو األسباب الذي ٌقٌمها سندا ودعامة لطلبه،ناقال لذلك
لمحكمة النقض رؼبته فً تصحٌح ما قد ٌراه خاطبا وضارا به،مما قرر الحكم المطلوب نقضه،وباعتبار
أن محكمة النقض كما هو معلوم لٌس درجة أعلى من درجات التقاضً( ،كمحاكم اإلستبناؾ) النحصار
صالحٌاته فً مراقبة مدى مطابقته ما فصلت فٌه محاكم الموضوع للقانون دون الوقابع المتناع ذلك
32
من ذلك المادة 469من قانون اإلجراءات الجنائٌة المصرٌة التً تنص":ال ٌرتب على الطعن بالنقض إٌقاؾ للتنفٌد إال إذا كان الحكم صادرا
باإلعدام"
33
عبد الواحد العلمً،م س ،ص 227
34
احمد الخملٌشً:م س،ص 299
25
عنه،فإن األثر الناقل للطعن بالنقض فً هذا سٌكون من حٌث نطاقه أقل ظهورا واتساعا من الطعن
باإلستبناؾ كما تبٌن ذلك المادة 533من قانون المسطرة الجنابٌة.35
35
"ٌنحصر أثر الطعن بالنقض المرفوع من النٌابة العامة فٌما ٌرجع لنظر المجلس األعلى فً المقتضٌات المتعلقة بالدعوى العمومٌة و ال
ٌمكن التنازل عنه بعد رفعه
26
نظرا للتطور الذي عرفته المجتمعات فً ترسٌخ وتدعٌم حقوق اإلنسان والسهر على عدم
انتهاكها ووعٌا منها بؤن هذا ال ٌتؤتى إال عن طرٌق خلق وتحسٌن المساطر الجنابٌة المعتمدة باألساس
على قرنٌة البراءة وجعلها كمبدأ أولً من مبادئ المسطرة الجنابٌة فعلى الرؼم من االختالؾ الجؽرافً
والثقافً للشعوب فقد أقروا بقاسم مشترك ٌجب أن ٌطبع المساطر الجنابٌة من أجل تدعٌم الحرٌات
العامة ،فمفهوم البراءة وجد أساسا فً االتفاقٌات الدولٌة واإلعالنات الدولٌة وكذا الدساتٌر والقوانٌن
الداخلٌة وقبل ذلك وجد أساسه فً الشرٌعة اإلسالمٌة فً حدٌث شرٌؾ " إ ذ رإوا الحدود عن المسلمٌن
ما استطعتم فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلو سبٌله ،فإن اإلمام ألن ٌخطا فً العفو خٌر من أن ٌخطا
فً العقوبة" ،كما جاء فً إعالن حقوق اإلنسان والمواطن الذي نادت به الثورة الفرنسٌة 1789فً
المادة التاسعة " أن كل إنسان تفترض براءته إلى أن ٌحكم بإدانته" وفً العهد الحالً تراكمت الدعوات
العالمٌة إلقرار هذا المبدأ ،وهكذا نصت المادة 88من اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان ( 10دجنبر
)1948إن كل شخص متهم بجرٌمة ٌعتبر بريء إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمته علنٌة تإمن له فٌها
الضمانات الضرورٌة للدفاع عنه ،ثم جاءت اإلتفاقٌة األوربٌة لحقوق اإلنسان ( سنة ) 1958لتإكد هذا
المبدأ فً المادة 6معتبرة أن كل شخص متهم بجرٌمة ٌعتبر برٌبا إلى إن تثبت إدانته قانونٌا ،ثم أجمع
المجامع الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ( 16دجنبر )1996التً نصت أن " لكل فرد متهم بتهمة
جنابٌة الحق فً أن ٌعتبر برٌبا ما لم تثبت إدانته طبقا للقانون ،وقرٌنة البراءة مقررة لمصلحة اإلنسان
تجنبه عدم المساس بحرٌته وتصون حقوقه ،فلوال ذلك الستطاعت السلطة العامة من التدخل واإلنقاص
من حرٌة الشخص الفردٌة ،كما أن وجودها ٌإدي إلى عدم اإللحاق الضرر بالمتهم فٌما لو تمت معاملته
مسبقا على أنه مدان ،ثم اتضحت براءته بعد ذلك وكذا عدم إصدار العدالة واهتزاز ثقة الناس بالقضاء،
كما أنها تجنب وقوع األخطاء القضابٌة بإدانة األبرٌاء الذٌن ٌقصرون فً إثبات براءتهم.
وقد نص المشرع كذلك على حالة اإلعفاء فٌما ٌخص المسإولٌة الجنابٌة فهناك حاالت تم إعفاء
الشخص من المسإولٌة نظرا لكونه مصاب بعاهة أو خلل عقلً ٌزول معه اإلدراك والتمٌٌز والمالحظ
أن المشرع لم ٌتعرض ألسباب عوارض المسإولٌة الجنابٌة وإنما تصدت ألهمها عند بحثه فً أسباب
اإلباحة أو التبرٌر وذلك فً الفترة الثانٌة من الفصل 124حٌنما نفى عن النشاط الذي ٌقع نتٌجة حالة
الضرورة والقوة القاهرة بقوله " ال جناٌة وال جنحة وال مخالفة إذا اضطر الفاعل مادٌا إلى ارتكاب
الجرٌمة ،أو كان فً حالة استحال علٌه معها ،استحالة مادٌة ،وذلك لسبب خارجً لم ٌستطع مقاومته".
27
المبحث األول :حكم البراءة فً القضاٌا الجنائٌة
نظرا للتطور الذي عرفته المجتمعات فً ترسٌخ وتدعٌم حقوق اإلنسان والسهر على عدم
انتهاكها ،ووعٌا منها بؤن هذا ال ٌتؤتى إال عن طرٌق خلق وتحسٌن المساطر الجنابٌة المعتمدة باألساس
على قرٌنة البراءة ،وجعلها كمبدأ أولً من مبادئ المسطرة الجنابٌة ،فعلى الرؼم من االختالؾ
الجؽرافً للشعوب والثقافً فقد أقروا بقاسم مشترك ٌجب أن ٌطبع المساطر الجنابٌة من أجل تدعٌم
الحرٌات العامة وحقوق اإلنسان ،فقرٌنة البراءة مبدأ عرفته اإلنسانٌة من عمود النور ،فلقد نادت به
الثورة الفرنسٌة سنة 1789فً المادة التاسعة من نص إعالن حقوق اإلنسان والمواطن فً الهامش ، 36
حٌث تراكمت الدعوات العالمٌة بعد هذا اإلقرار مبدأ قرٌنة البراءة وذلك بعدة من النصوص واالتفاقٌات
لؽل أبرزها المادة 14من العهد الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة ( 16دجنبر ، 37)1966حٌث نصت
على افتراض البراءة للمتهم ،أما باقً األشخاص ؼٌر المتهمٌن فإنهم أبرٌاء بالفطرة وأن براءتهم ال
حاجة إلثباتها فً نص.
إن قرٌنة البراءة كما ٌدل علٌها اسمها تعتبر قرٌنة من القرابن ،حٌث أصبحت قرٌبة قانونٌة
،38)1بعدما كانت عندما أصبح التنصٌص علٌها صراحة فً قانون المسطرة المدنٌة بمقتضى المادة(
تعتبر من القرابن الضرورٌة القضابٌة التً ٌستمدها الفقه والقضاء من االجتهاد القضابً وعمل للمحاكم
حٌث أعتبر المشرع قرٌنة البراءة من ضمن الرسابل المتعلقة باإلثبات ،وبالتالً أعطى من ٌتمتع بها
من إقامة الدلٌل على براءته ،وهو ما أدى إلى قلب عبر اإلثبات الذي أصبح على عاتق النٌابة ،حٌث
تعتبر قرٌنة البراءة بسٌطة ٌمكن إثبات ما ٌخالفها بجمٌع وسابل اإلتباث ولو بشهادة الشهود.
فالمشرع المؽربً أقر قرٌنة البراءة فً القانون المتعلق بالمسطرة الجنابٌة لضمان امن
األشخاص وحماٌة الحرٌة الفردٌة ،39واضعا بذلك الحد للممارسات التً كانت تطال المواطنٌن فً
السابق ،وأخذ بعٌن االعتبار التوصٌات والتدابٌر السٌاسٌة التً جاءت بها هٌبة اإلنصاؾ والمصالحة من
أجل تفعٌل مبادئ حقوق اإلنسان ،وتفعٌل مفهوم قرٌنة البراءة وضمان الحق فً المحاكمة العادلة،
وإقرار إستراتٌجٌة وطنٌة لمناهضة اإلفالت من العقاب وجملة من اإلصالحات فً مجال العدل واألمن
والتشرٌع من أجل تدعٌم السٌاسة الجنابٌة وتوطٌد دولة الحق والقانون.
36
" :كل إنسان تفترض براءته إلى أن ٌحكم بإدانته"
37
:لكل فرد متهم بتهم جنائٌة الحق فً أن ٌعتبر برٌئا ما لم تثبت إدانته طبقا للقانون.
38
:كل متهم أو مشتبه فٌه بارتكاب جرٌمة ٌعتبر برٌئا إن لم تثبت إدانته قانونا بمقرر مكتسب لقوة الشًء المقضً به بناءا على محاكمة
عادلة تتوفر فٌها كل الضمانات القانونٌة ٌ ،فسر الشك لفائدة المتهم"
39
رشٌد تاشفٌن ،للندوة الدولٌة حول " الولوج إلى العدالة والحقوق " المعهد العالً للقضاء ،سطات " 2009موقع هؽرس"
28
وانطالقا من هذا فقرٌنة البراءة تقوم وفق أسس وعلى أسباب ،وعلى أدلة جنابٌة معتمدة
لإلقرار بها ،وضمانات مقررة لحماٌتها قبل المحاكمة وبعد مرور الحكم ن كما ٌمكن الطعن أٌضا فً
قرارات الجناٌة القاضٌة بها بالنقض وهذا ما تطرقتا إلٌه فً الفصل األول وفق الضوابط القانونٌة ،حٌث
سنتطرق لمبدأ قرٌنة البراءة فً هذا المبحث نظرا لما ٌكتسٌه هذا المبدأ بالؽة فً مجال قانون وحقوق
اإلنسان والحرٌات العامة وذلك على الشكل التالً:
المطلب الثانً :األدلة الجنابٌة المعتمدة فً البراءة وعبا إثبات الدفع :وتفسٌر قاعدة الشك.
29
المطلب األول :أساس قرٌنة البراءة وأسبابه
بالرجوع إلى الطبٌعة القانونٌة لنظام القرابن فً المادة الجنابٌة فإنه ٌخضع لنفس قواعد تطبٌقه
فً المواد المدنٌة سواء كانت قرابن قانونٌة أم كانت قرابن قضابٌة ،40ذلك أن المشرع ٌلجؤ إلى افتراض
عناصر مكونة ألركان الجرٌمة وبالتالً إعفاء النٌابة العامة من االلتزام بإثبات وقوعها ونسبتها إلى
المتهم كقاعدة أصلٌة ،فافتراض القانون مثال سوء نٌة بالنسبة للجرابم الواقعة على الجنس قرٌنة ودلٌل
على اتجاه إرادة الجانً لتحقٌق نفس النتٌجة ،41وعلٌه فربط مصطلح القرٌنة بمصطلح البراءة فهو
ضرورة تقٌٌد بإعمال البراءة ،وٌمكننا من إثبات العكس باإلدانة ،حٌث ٌمكن اعتبار أن البراءة مجرد
قرٌنة تكون منطلقا مفترضا ٌقبل إقامة الدلٌل على عكسه .من هذا سنخصص الفقرة األولى من المطلب
لتبٌان أساس مبدأ قرٌنة البراءة ،والفقرة الثانٌة ألسباب هذا المبدأ.
لقد استقر القضاء والفقه على اعتبار أصل البراءة منطلقها فً تعامل السلطات القضابٌة واإلدارة
مع الشخص المتهم أو للمشتبه فٌه بارتكابه لجرٌمة ما على مستوى مراحل الدعوى ،معاملة تحفظ
للشخص جمٌع حقوقه الشخصٌة ؼٌر منقوصة وكذلك الدفاع عن نفسه لكونه بريء حتى تثبت إدانته
بحكم قضابً بات بناءا على محاكمته محاكمة عادلة تتوفر فٌها الضمانات القانونٌة ،فهدؾ افتراض
البراءة من هذا المنطلق هو إشهار الحقٌقة ،وإقرار مبدأ المساواة فالحقوق المضمونة للدفاع تكون ؼٌر
تامة دون مساواة الجرابم والعقوبات التً ترجع حقٌقة إلى افتراض البراءة للمضمون لكل متهم.42
رؼم ما ٌبدوا لمبدأ البراءة فً اإلنسان من بداهة تتسق والفطرة الطبٌعٌة وإن صار متهما ،إال
أنه قد تعرض لنقد شدٌد من قبل عدٌد من الفقهاء وعلى رأس هإالء أنصار المدرسة الوضعٌة ،حٌث
القى مبدأ افتراض البراءة نقدا شدٌدا من قبل أنصار ورواد هذه المدرسة لما رأوه من تعارض مع هذا
المبدأ وفلسفتهم المعتمدة فً تصنٌؾ المجرمٌن ،والتً تنبنً على االهتمام بشخص المجرم أكثر مما تهتم
بالواقعة اإلجرامٌة ،حٌث قال فقهاء هذه المدرسة وعلى رأسهم (إنرٌكو فٌري) ( )1928-1896بؤنه ال
ٌمكن األخذ بإمكانٌة مبدأ افتراض البراءة إال بالنسبة للمجرمٌن بالصدفة وللمجرمٌن بالعاطفة ،عكس
المجرم الذي ٌعود إجرامه إلى تكوٌنه الطبٌعً أو البٌولوجً والمجرمٌن بالعادة والمجرم المجنون ،نظرا
لما ٌإدٌه هذا االفتراض لمبدأ البراءة ،من نتابج كمنح حصانة ؼٌر مرؼوب فٌها لمرتكبً الجرابم
40
- Mohamed jalal essaid, la présomption d’innocence, université mohemed 5, collection de la FSJES,22éme
éd : 1971 ;p 79-86 .
41
- jean pradel , droit pénal , 2éme éd, 1976, p28
42
فهد مؽار " :قرٌنة البراءة فً ظل قانون المسطرة الجنائٌة" ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر ،2012كلٌة الحقوق مراكش.ص .14
30
وحماٌة المصلحة الشخصٌة للمجرم على حساب المجتمع ،وحسب René.GARRAUDللفقٌه الفرنسً
فال توجد قرابن نهابٌة للبراءة وال حتى لإلدانة حٌث ٌكون دور هذه القرابن محدودا فً المٌدان
الزجري.43
إن انتقادات هذه المدرسة تبدو مؽالى فٌها ألن التصنٌؾ الذي اعتمدته المدرسة تصنٌفا فقهٌا
أكثر منه تصنٌؾ علمً ٌستند على األساس السلٌمة ،فمبدأ البراءة ٌفترض تطبٌقه كؤصل على كافة
المتهمٌن مراعاة لمبدأ المساواة النابع مما تقتضٌه المواثٌق واإلعالنات الدولٌة ،وقاعدة القانون من
اتصافها بالعمومٌة والتجرٌد رؼم أن افتراض البراءة حق ٌستفٌد منه بعض المدنٌٌن ،فالعدالة ال ٌإدٌها
اإلفالت واإلستفادة للبعض بقدر ما ٌإدٌها اإلدانة لبرئ واحد
حٌث إذا ما نظرنا إلى قول أنصار هذه المدرسة الذي ٌعاب علٌه ٌتشدد مواقفه وأقوال فقهابه
44
سٌدفع هذا األمر بالمجتمع نحو التضحٌة باألبرٌاء فً سبٌل إدانة المدنٌٌن
ٌشارك بعض الفقهاء المعاصرٌن الرأي مع أنصار المدرسة الوضعٌة وروادها ٌتوجهم الرافض،
حٌث منهم من وجه سهام النقد لمبدأ أصل البراءة ،حتى أنهم وصفوه بالمبدأ ذو الطبٌعة الخٌالٌة أو
المثالٌة ،فلدى هإالء أن ما ٌدعم المبدأ فً الماضً ال ٌدعمه فً الحاضر فمٌزان العدالة كان ٌمٌل إلى
جانب سلطة اإلتمام على حساب مصلحة المتهم ،إلى أن تحسٌن مركز المتهم ونال الكثٌر من حقوقه ،
حٌث ٌنتهً قول هإالء إلى ضرورة أن ٌفسر للشك للصالح المجنً علٌه أو المضرور من الجرٌمة ال
لصالح المتهم ،من الخٌال للقول ببراءته ثم إحالته للمحاكمة ،وال ٌخشى فً رأي هإالء للتعسؾ نحو
المتهم ،وخصوصا أن االتهام ال ٌسعى إلى اإلدانة بل إلى الحقٌقة سواء كانت فً صالح المتهم أو ضده،
وطالما تقرر حق الطعن فً أحكام للمحاكم الدنٌا لدى درجات قضابٌة أعلى تسمح بتجنب اإلدانة .
والواقع أننا نجد لهذا النقد صدى بالؽرد الفقه المصري لتعارضه مع االتهام ومع اإلجراءات
الماسة بالحرٌة كالقبض والتفتٌش واألمر بالحبس االحتٌاطً وهً إجراءات ال ٌتسنى اتخاذها إال قبل
توافر دالبل قوٌة فً حق االتهام ارتكاب الجرٌمة ،فان قٌل بقرٌنة البراءة أصبحت اإلجراءات بؽٌر
أساس قانونً سلٌم فضال عن الضمانات التً تقررت للمتهم فً كافة المراحل الدعوى الجنابٌة لم تتقرر
لكونه برٌبا وإنما للمجرد كونه متهم كما أن تفسٌر الشك للمصلحة المتهم ال ٌعود لكونه برٌبا بل ألن
اإلدانة الجنابٌة تنبنً على الجزم والٌقٌن وأن ٌعٌن إلثبات ٌقع على عاتق التهام فهً لٌست تطبٌقا لقاعدة
افتراض البراءة ،وإنما نابعة من طبٌعة الخصومة الجنابٌة ،وٌنهى الرأي باستبدال عبارة قرنٌة البراءة
43
)- GARRAUD. RENE. « traité de l’instruction criminelle ».PARIS 1907 T1,P(.
44
عبد الواحد شعٌر " ،المختصر المفٌد لنظرٌة القانون " :الجزء األول :الطبعة الرابعة 2004ص.37
31
بما ٌتبناه الدستور االٌطالً القابل " المتهم ال ٌعد مذنبا حتى صدور الحكم النهابً بإدانته " م ( ، )2/27
أو بالنص على اعتبار المتهم مجرد مشتبه فٌه بدال من اعتباره برٌبا. 45
فتلك الحجج لٌس من شؤنها اإلقناع بعدم مقبولٌة أصل البراءة ،فلٌس صحٌحا أنه ال ٌجد فً
الحاضر ما ٌبرر المبدأ ،إذ أن قرٌنة البراءة ال تتوجه بالخطاب فقط للرجال السلطة العامة ،بل ٌتوجه
للقضاء فً مرحلة المحاكمة فالواقع أن المبدأ ٌبدو مكمل لعدد من المبادئ التً تلزم لوصؾ المحاكمة
الجنابٌة بالمحاكمة العادلة أو على رأسها مبدأ حٌاد القاضً الجنابً فلو فرض وقام شاهد بالتعبٌر عن
رأي ٌضٌر بالمتهم ،أو أطلق العنان بلسانه لسب المتهم ولم تنهً المحكمة عن هذا تكون فقدت حٌادها
بؤن حٌادها بؤن شاركت الشاهد عدوانه للمتهم وافتؤت من تم على مبدأ أصل للبراءة الذي ٌظهر مكمل
لمبدأ حٌاد القضابً.46
بل إنما ال نشترط فً الحدٌث إذا قلنا أن النص على المبدأ فً صلب الوثابق الدستورٌة ٌعنً
توجهه بالخطاب للسلطة القابمة على أمر التشرٌع الجنابً ،بما ٌضع على عاتقها قٌدا ٌوجب مراعاة قٌم
المبدأ أو نتابجه على حال تنظٌم اإلجراءات القانونٌة التً ٌمكن اتخاذها إذ تم توجٌه االتهام ألحد أفراد.47
وكما أن الرأي ٌتفاعل عن الخصوصٌة التً تتمتع بها الدعوى العمومٌة ،كونها دعوى تهم
المجتمع بؤسره ،ومن تم فان تحدٌد مواقؾ الخصوم تملٌه المصلحة العامة ال مصلحة الجنً علٌه،
والمجتمع كما تهمه معاقبة المتهم حال ثبوت الجرم فً حقه ،تهمه أٌضا براءة من وجه الٌه اتهام ظالم .
48
الفقرة الثانٌة :أسباب البراءة
عندما ٌحمل النزع إلى القاضً الجنابً وٌطرح أمامه ،ال شك أنه ٌجتهد فً تحمٌل وتحدٌد
الوقابع المنتجة فً الخصومة ،ثم ٌبحث عنً القواعد القانونٌة التً ترسم النموذج التشرٌعً الذي
ٌتطابق مع تلك الوقابع التً أكتمت لدٌه لتستخلص النتٌجة القانونٌة التً ٌفضً إلٌها هذا تطابق ثم ٌعلن
ذلك فً قراره الذي ٌسمى الحكم الجنابً ،والحكم الجنابً البد أن ٌفصل فً موضوع الدعوى الجنابٌة
وموضوع الدعوى الجنابٌة هو " حق الدولة فً العقاب " ومعنى ذلك أن الحكم الجنابً البد أن ٌقرر ما
إذا كانت الدولة لها حق فً عقاب الجانً ،وفً تلك الحالة ٌصدر حكم بإدانته ،أم لٌس لهل حق فً
معاقبته ،حٌث أنه فً هده الحالة ٌصدر حكم بالبراءة سواء استندت البراءة إلى أسباب قانونٌة أو أسباب
واقعٌة :
45
-أمال عثمان " ،اإلثبات الجنائً ووسائل التحقٌق العلمٌة " ،مطبعة دار الهنا 1975 ،ص .76
46
ٌ -وسؾ البحري ،حقوق االنسان المعاٌٌر الدولٌة والٌات الرقابة ،الطبعة األولى ،مطبعة الوراقة الوطنٌة ،مراكش ،2010ص .169
47
-فهد صؽار ،مرجع سابق ،ص .17
48
-كمال عبد الواحد الجوهري " ،تؤسٌس طلب الحكم والبراءة والطعن بالنقض فً القضاٌا الجنائٌة" دار محمود للنشر والتوزٌع ،الطبعة
األولى( ،ص) . 9.8.7
32
أوال :األسباب القانونٌة
فً حالة األسباب القانونٌة للبراءة قد ٌكون الفصل ؼٌر خاضع لنص تجرٌم أو خاضع لسبب
إباحة ،أو إن مرتكبة ٌستفٌد من مانع مسإولٌة أو مانع عقاب ،حٌث أنه انطالقا قامت هذه الحاالت
تقضً المحكمة بالبراءة التً تستخلص أسبابها من نصوص القانون السابقة فً وجودها على الحكم الذي
تصدر.
فً حالة استناد حكم البراءة إلى أسباب واقعٌة فان ذلك ٌكون ناتجا عن قٌام الدلٌل على وقوع
الفعل أو على نسبته إلى المتهم ،فٌكون معنى ذلك فً حدود علم .
ومفاد ما تقدم أن القاضً الجنابً عن طرٌق إصدار حكمه فً الدعوى الجنابٌة ٌحقق أهم أهداؾ
القانون أال وهو "اقتضاء حق الدولة فً العقاب الجنابً " إذا توصل إلى وجود وثبوت هذا الحق فٌقضً
الحكم باإلدانة ،فال ٌمكن القول بوجود حق الدولة فً العقاب اتجاه متهم معٌن إال إذا توفرت العناصر
التالٌة :
وخالصة هذا ،أن هناك حاالت ٌجب على القاضً الجنابً أن ٌقضً فٌها ببراءة المتهم المقامة هذه
الدعوى الجنابٌة وٌمكن تعنٌؾ هذه الحاالت فً :
33
-األسباب التً تتصل بموانع المسإولٌة والعقاب
-األسباب التً تتصل بانقضاء الدعوى الجنابٌة .
المطلب الثانً :األدلة الجنائٌة المعتمدة فً البراءة وعبء أتبات الدفع وتفسٌر قاعدة
الشك
سنتناول من خالل هذا المطلب األدلة الجنابٌة (فقرة األولى) ثم إثبات صحة الدفع وتفسٌر قاعدة
الشك لصالح المتهم (الفقرة الثانٌة) .
تكمل أهمٌة الدلٌل الجنابً على إثبات حدوث الجرٌمة فً الواقع ونسبتها إلى شخص معٌن سواء
كان فاعال أصلٌا أو شرٌكا ،فدلٌل ٌقوم على أركان الجرٌمة لتطبٌق قانون العقوبات علٌها والحال
كذالك لمقارنة المتهم بارتكابه لها حتى ٌمكن اذانته ،بل تبدو أهمٌة الذلٌل الجنابً فً تحدٌد الوضع
اإلجرامً للمتهم والعقوبات المناسبة لجرٌمته .
والدلٌل أما اٌ ،كون دلٌال مباشرا (أوال) وإما ؼٌر مباشر (ثانٌا) .
ٌقصد به ذلك الدلٌل الذي ٌنصب مباشرة على الواقعة المراد إثباتها ، 49فاالعتراؾ دلٌل مباشر
على الجرٌمة كذالك الحال بالنسبة لشهادة الشهود وال ٌشترط لكً ٌكون الدلٌل مباشرا أن ٌكون نصا
فً إثبات جمٌع الوقابع ،بل تلحقه هذه الصفة ولو تعلق بواقعة واحدة أوشك فٌها أو أكثر من واقعة
ن كما ال ٌشترط لكً ٌكون الدلٌل مباشرا لصالح المتهم بنفً التهمة عنه كشهادة الشاهد بؤنه كان مع
المتهم فً نفس لحظة ارتكاب الجرٌمة .
ٌكون الدلٌل ؼٌر مباشر عندما ٌنصب مباشرة على الواقع المراد إثباتها ،وٌتطلب ألخذ به فً
الواقعة فً تحكٌم العقل والمنطق فالقاضً ٌستخلص من الدلٌل ما ٌمكن أن ٌنتجه عن طرٌق ؼٌر
مباشر بطرٌق االستدالل العقلً أو المنطقً ،والدلٌل ؼٌر المباشر أذنى مرتبة من الدلٌل المباشر
وٌمكن تقسٌمه إلى قرابن ودالبل والقرٌنة محصلة االستنتاج من أمر معلوم لداللة على أمر مجهول
ٌراد الوصول إلٌه.
49
-ذ .عبد الواحد الجوهري حكم البراءة فً القضاٌا الجنائٌة بدون ذكر الطبعة.
34
الفقرة الثانٌة :عبء إثبات على النٌابة العامة والمتهم وتفسٌر الشك لصالحه
تقوم نظرٌة اإلثبات فً المواد الجنابٌة على االستفادة من كل ما ٌإدي إلى ظهور الحقٌقة أي
إثبات وقوع الفعل وارتكابه من قبل المتهم ونسبته إلٌه ،ولذالك فالقاضً مطلب بالٌقٌن التام الذي
ٌكونه من مناقشة الظروؾ والوقابع التً تثبت الجرٌمة ببرهان تإدٌه األدلة المنطقٌة المستوحاة من
وقابع الجرٌمة نفسها وذلك حتى ال ٌبقى مجال للشك فً حكم القاضً ألن الشك ٌجب أن ٌفسر
لصالح المتهم وٌإدي إلى براءته وأن مبدأ ضمان الحرٌات الفردٌة ٌقتضً أن ٌعتبر كل إنسان برٌبا
حتى ٌدان بحكم قضابً.50
إن النتٌجة المباشرة بؤعمال افتراض البراءة هً تحمل النٌابة العامة إثبات جمٌع العناصر
المكونة للجرٌمة بؤركانها الثالث – كما تثبت عدم التوافر أي سبب لالنقضاء الدعوى العمومٌة
والسإال الذي ٌطرح كٌؾ تثبت النٌابة العامة أركان الجرٌمة كنتٌجة ألعمال افتراض البراءة ؟
إن أعمال مبدأ األصل فً المتهم البراءة ٌقتضً عدم مطالبته بتقدٌم أدلة على براءته اللتزام جهة
االتهام بإثبات الجرٌمة ونسبتها له مع لزوم اشتراط الٌقٌن فً اإلثبات أعماال لقاعدة " الٌقٌن ال ٌزول
فً الشك " فالنٌابة لٌست طرؾ فً مواجهة المتهم بل هً محاٌدة تبحث عن الحقٌقة وان كانت
51
كتطبٌق بسٌط وخالص لقرٌنة البراءة ،ومع ذلك فتطبٌق لصالحه فٌجب أال تحجبها وتتستر عنها
ٌثٌر تساإالت حول صحة عبء اإلثبات الذي ٌقع على عاتق النٌابة العامة لمعرفة هل المتهم ٌلتزم
أحٌانا فً إثبات وقابع مثبتة لدفوعه كسب إلباحة ،أداء واجب ،استعمال حق ،حلة دفاع شرعً،
توافر مانع للمسإولٌة الجنابٌة :أو عذر معفً من العقوبة أو مخففة لها. 52
وفً هذا الصدد نجد ثالثة أراء فقهٌة همت لمناقشة هذا الموضوع:
الرأي األول :ذهب للقول بعدم التزام المتهم بإقامة دلٌل على ما ٌدعً به دفاعا عن نفسه ،
باعتبار أن افتراض البراءة تنقل لنا عبء اإلثبات على عاتق النٌابة فتكون معها وسابل
اإلثبات جمعها ولم ٌتمسك بها المتهم.
الرأي الثانً ٌ :رى تطبٌق القاعدة األصلٌة فً اإلثبات المدنً " البنٌة على من ادعى" على
المواد الجنابٌة باعتبارها األصل لٌقع عاتق اإلثبات على المدعً وبإثارة المتهم لدفوع ٌعد
نفسه مدعً لدى تجنب لذى علٌه البنٌة .
50
-ذ .عبد السالم بنحدو الوجٌز فً شرح المسطرة الجنائٌة المؽربٌة ،الطبعة الرابعة مزٌدة ومنقحة .2001
51
-مروك نص الدنٌا ،محاضرات فً اإلثبات الجنائً ،مرجع سابق ،ص .289
52
-محمد محدة ضمانات المتهم أثناء التحقٌق مرجع سابق .ص .241
35
الرأي الثالث :اتجه منحى وسطً بتكلٌؾ المتهم – المدعً علٌه – باإلثبات ما ٌدفع به
دحضنا لتهمة المنسوبة إلٌه ،وحالة احتمال ثبوت األدلة رؼم عدم دقتها وجبة على القاضً
األخذ بها ألن " الشك ٌفسر لصالح المتهم ".53
1من قانون وٌبدو أن المشرع المؽربً ٌتبنى رأي النظرٌة الثالثة من خالل نصه فً المادة
المسطرة الجنابٌة على أن الشك ٌفسر لصالح المتهم ،كما أن هناك نصوص قانونٌة تإكد تكلٌؾ
المتهم بإقامة دلٌل على براءته حتى وأن لم ٌدفع بؤي دفع مثل الجنحة والمخالفة المثبتة فً محضر
قرر لها القانون حجة ال ٌمكن الطعن فٌها بالزور ،كمحاضر الجمرك ،أو التزام المتهم بإقامة دلٌل
على براءته من تهمة منسوبة إلٌه فً جرابم الحرب التً مجرد االنتماء إلحدى مجموعاتها
اإلجرامٌة قرٌنة على مشاركة عناصرها فً الجرابم المرتكبة إذا لم ٌقدم دلٌال ٌنفد انتمابه ،أو عدم
مشاركته أساسا .
ٌقع على االته ا م عبء تقدٌم أدلة اإلدانة ،وعلى المتهم هو دحضها وتنفٌذها بوضع بدور الشك
فٌها دون التزامه بتقدٌم أدلة اٌجابٌة تفٌد براءته ،فمجال إثبات التهمة بتحدد بعٌدا عن المتهم ،الذي له
حق التزام الصمت دون تؤوٌله ضده وذلك ال ٌمنع إدالبه طواعٌة واختٌارا بإقرار الفعل المنسوب إلٌه ،
فبإقراره هذا ال ٌمنع المحكمة من البحث فً أدلة إثبات أخرى لتهمة لتنضاؾ العترافه ،خاصة إذا
انصب اعترافه على واقعة إجرامٌة دون ركن معنوي كما فً حالة القتل التً ٌصبح فٌها من درجة العمد
لشبه العمد لؽٌاب ركن معنوي ،فبإقرار المتهم ال ٌسقط أصل البراءة فٌه متى كان مشكوكا فٌه،
فالمحكمة ال تنقض أصل البراءة إال بحكم قضابه بات مبنً على الجزم والٌقٌن ال على الشك والتخمٌن .
فإذا لم ٌكن أمام المحكمة إلثبات واقعة سوى أقوال المتهم فتعول علٌها مادامت لم ترى بٌنان تتعارض
مع تفاصٌل ذلك بوجود أقوال متناسق تتفق ومنطق األشٌاء لكون مبدأ البراءة األصلٌة ٌفرض على
محكمة البحث من خالل إجراءات المحاكمة عن الحقٌقة واألدلة الكافٌة لتمكنها من دحض هذا األصل أم
54
بتقدم به المتهم فاألساس الذي تقوم علٌه افتراض البراءة هو براءة المتهم ال ٌبحث كل دفاع جوهري
حتى تثبت إدانته ومن تم فمن المنطقً أن ٌعفى من إثباتها طبقا للقاعدة القانونٌة التً مفادها "على من
ٌدعً خالؾ أصل البراءة أن ٌثبت اإلدانة " بإقامة دلٌل أمام القضاء بطرق حددها القانون حٌث ٌقع
عبء اإلثبات على سلطة االتهام التً تثبت قٌام الجرٌمة وهوٌة المتهم بإثبات إذنابه لٌكون بالتبعٌة عبء
-53عبد الحكٌم فودة ،المحامً بالنقض امتناع المساءلة الجنائٌة فً ضوء الفقه والقضاء والنقض ،مرجع سابق ص.43
54
-والدفاع الجوهري هو دفاع منتج فً الدعوى ٌإثر علٌها سلبا أو اٌجابٌا سواء تعلق بنفً وقوع الجرٌمة أو بامتناع المسإولٌة أو العقاب
أو بانقضاء الدعوى الجنائٌة وإال أصبح حكمها مشوبا بالقصور فً التسبب فضال عن اإلخالل بحق الدفاع وٌتعٌن علٌها البحت عن توافر أركان
الجرٌمة ووقعها من طرؾ المتهم – رابطة السببٌة – وتبٌان األدلة التً قامت لدٌها ،وأن ترد ما قد ٌكون المتهم قد تمسك بٌه من أوجه
الدفاع المنتج
36
55
لٌتضمن عبء اإلثبات العناصر المكونة للجرٌمة من ركن شرعً إما مادي اإلثبات على المجنً علٌه
أو معنوي .
فالبحث عن عبء اإلثبات وعالقته بقرنٌة البراءة ٌجرنا لتطرق لمبدأ ؼاٌة فً األهمٌة وٌعتبر
نتٌجة لمبدأ قرنٌة البراءة األصلٌة وهً :قاعدة الشك ٌفسر لصالح المتهم .
تفسٌر الشك لمصلحة المتهم :عندما ال ٌطمبن القاضً لثبوت التهمة ،أو لثبوت نسبتها إلى
المتهم ،أو تكون األدلة المقدمة ؼٌر كافٌة .ففً هذه الحالة ٌكون القاضً الجنابً ملزما بإصدار حكمه
56
فقرٌنة البراءة تعنً افتراض براءة كل بالبراءة وهو ما ٌعبر عنه بمبدأ تفسٌر الشك لمصلحة المتهم
57
شخص مهما كان وزن أو قوة األدلة أو حتى قوة الشكوك التً تحٌط به ،فالبراءة قد تقوم عل الشك
58
فٌجب التمٌٌز بٌن القضاء باإلدانة والبراءة فحكم اإلدانة واإلدانة ٌجب أن تقوم على الٌقٌن الكامل
ٌجب أن ٌستوفً شروطه القانونٌة (شكلٌة كانت أم موضوعٌة) التً بنً علٌها فً ما وراء مرحلة الشك
المعقول أما حكم البراءة فٌكفً فٌه مجرد الشك حول قٌمة أدلة اإلثبات دون أن تلتزم المحكمة ببٌان أدلة
قاطعة على البراءة ومجرد أثارت الشك كافً لوصم البٌنة بتؤثٌر سلبً .فاألصل أن الشخص بريء مهما
بلؽت جسامة الجرٌمة أو كٌفٌة حدوثها وأن ٌعامل معاملة الشخص البريء إلى ؼاٌة صدور حكم قضابً
59
516لسنة 2000عاد ٌنص على أن بات ضده وهذا ما أكده المشرع الفرنسً فً القانون رقم
"ٌفترض براءة كل مشتبه فٌه أو متهم طالما لم تثبت إدانته" ما ٌستفاد من هذا النص أن المشرع الفرنسً
60
وضع المبادئ األساسٌة والتً شملت المشتبه فٌهم وذلك تكرٌسا لالتفاقٌة األوروبٌة لحقوق اإلنسان
وقد قررت محكمة النقض المصرٌة هذا األصل فً حكم لها على أن "أصل البراءة ٌتمدد إلى كل فرض
مشتبه فٌه أو متهم ،باعتباره قاعدة أساسٌة وذلك ٌمثل افتراض المبدأ إطالقا أصال ثابتا وٌنسحب إلى
الدعوى الجنابٌة فً جمٌع مراحلها وعلى امتداد إجراءاتها" .
فمن المقرر الحكم بالبراءة متى تشكلت المحكمة فً صحة إسناد التهمة إلى المتهم أو لعدم كفاٌة
أدلة الثبوت ؼٌر أن ذلك مشروط بؤن ٌشمل حكمها على ما ٌفٌد أنها فحصت الدعوى وأحاطت بظروفها
وبؤدلة الثبوت التً قام بها االتهام علٌها على بصر وبصٌرة ووازنت بٌنها وبٌن أدلة النفً فرجحت دفاع
المتهم أو داخلتها الرٌبة فً صحة عناصر اإلثبات ،لما كان ذلك ،فان عدم إٌراد الحكم مإدي التحقٌقات
55
-المادة 258من قانون العقوبات
56
-أحمد فتحً سرور الوسٌط فً قانون اإلجراءات الجنائٌة المرجع السابق .271
57
-وذلك ما ذهبت إلٌه محكمة النقض المصرٌة فً قولها "أنه ٌكفً أن ٌتشكك القاضً فً صحة إسناد التهمة إلى المتهم كً ٌقضً ببراءته"
نقض 31/1/ 1956مجموعة أحكام النقض س 7رقم 41ص .12
58
-محمود نجٌب حسنً ،شرح قانون اإلجراءات الجنائٌة ،المرجع السابق ص . 422
59
-Fréderic – Jérôme Panssieret . Cyrille Charbonneau, Commentaire article Par article de la loi sur ,
Présomption d’innocence : P.A. 2000 - n° 129 , P3 .ET,V. Fréderic suddre : droits de l’homme droit de la
convention européenne des droit de l’homme .G.C.P. la semaine juridique édition générale .2001.P.18.
60
- Christine lazerges, le renforcement de la protection de la présomption d’innocence et droit des
victimes,rve-S.C-6.Crim- 2001-N° 1.P 23
37
والدعوى المباشرة التً استخلص منها عدم ثبوت كدب الوقابع المبلػ عنها ...تصور تعجز محكمة
النقض عن أعمال رقابتها على الوجه الصحٌح .
إن نطاق البراءة األصلٌة ؼٌر محدد بمرحلة من مراحل الدعوى الجنابٌة بل تستؽرق كل مراحل
الدعوى إلى ؼاٌة الحكم النهابً حٌث ٌترتب على مبدأ افتراض البراءة األصلٌة للمتهم عند تطبٌقه
وتجسٌده واقعٌا عدة نتابج وهً بمثابة ضمانات ٌوفرها المشرع للمتهم أثناء مراحل التحقٌق وحتى بعد
صدور الحكم ألن هذا المبدأ ٌإدي إلى تفادي أضرار ال ٌمكن تداركها مهما بلؽت درجة التعوٌض عند
ظهور براءة المتهم حٌث سنتطرق لضمانات المقززة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل المحاكمة فً فقرة أولى
وبعد صدور للمحاكمة فً فقرة ثانٌة.
الفقرة األولى :الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل مرحلة المحاكمة
ٌنشؤ االتهام إذا قامت قرابن وأدلة مباشرة تشٌر الرتكاب فعل ٌشكل مخالفة للقانون الجنابً ما
ٌعرؾ بالبنٌة المبدبٌة وهً من األسباب القانونٌة التً تنهض علٌها للمساءلة الجنابٌة حتى تبدأ إجراءات
التحري فً الدعوة الجنابٌة ،وبعد هذه المرحلة ٌعطً القانون اإلجراءات الجنابٌة الحق فً اتخاذ
اإلجراءات الجنابٌة ضد المشتبه فٌه ابتدءا بالتكلٌؾ بالحضور مرورا بالقبض والتفتٌش وخالفها من
اإلجراءات الجنابٌة ففً هذه المرحلة ٌبدأ التنقٌب عن األدلة الجنابٌة سواء التً فً مصلحة المتهم أو
التً ضده باعتبار أن العدالة تقتضً ذلك وعمال بمبدأ البراءة البد من مراعاة مسؤلة مشروعٌة الدلٌل
الجنابً الذي ٌجب أن ٌكون متفقا مع الحقوق والضمانات الفردٌة بما فً ذلك احترام كرامة اإلنسان .
فقانون المسطرة الجنابٌة أقر جملة من الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة فً هذه المرحلة
وتدعٌمها خالل المراحل السابقة وتعزٌز وتقوٌة ضمانات المحاكمة العادلة:
61
-وزارة العدل ،شرح قانون م.ج ،الجزء ،1الدعوى العمومٌة السلطات المختصة بالتحري عن الجرائم ،منشورات جمعٌة نشر المعلومة
للقانونٌة والقضائٌة سلسلة الشروح والدالئل ،الطبعة 1العدل ،2السنة 2004ص.15
38
- 1ضرورة استعانة ضابط الشرطة القضابٌة بمترجم إذا كان الشخص المستمتع إلٌه ٌتحدث لؽة أو
لهجة ال ٌحسنها ضابط الشرطة القضابٌة والتؤكٌد على هذه الضمانة أمام النٌابة العامة،
وترسٌخها أمام قضاء التحقٌق وقضاء الحكم.
62
،إذ من - 2تقوٌة دور المحامً أثناء االستنطاق الذي تقوم به النٌابة العامة للمتهم فً حالة التلبس
حقه أن ٌلتمس إجراء فحص طبً على موكله أو ٌدلً نٌابة عنه بوثابق أو إثباتات كتابٌة أو
ٌعرض تقدٌم كفالة مقابل إطالق سراحه .
- 3تحدٌد أجال النجاز اإلجراءات القضابٌة والبحث فً القضاٌا للتحقٌق السرعة والفعالٌة فً أداء
العدالة االجتماعٌة وال سٌما فً قضاٌا المعتقلٌن.
- 4الحفاظ على مبادئ الشرٌعة اإلسالمٌة وقٌم وتقالٌد المجتمع المؽربً فً معاملة المرأة عند
تفتٌشها بواسطة جنسها .
فالجهة القضابٌة المختصة فً النظر فً هذه الدعاوي اإلجرابٌة بالمملكة العربٌة السعودٌة ،هً
دٌوان المظالم حٌث ٌتوجب علٌها فرض تعوٌض عادل وان كان من الصعوبة بمكان إثبات الضرر
األدٌب وتقدٌره وتحدٌد أثاره ،وٌحق للمتهم الطعن بالحكم دٌوان المظالم عند اعتقاده أن الضرر الذي
تعرض له أكبر من قٌمة التعوٌض لكون التعوٌض ٌحدده حجم الضرر. 63
الفقرة الثانٌة :الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة بعد صدور الحكم
إن االقتناع بإمكانٌة ورود الخطؤ على أحكام القضاة – وهم من البشر – كان وراء إجازة الطعن
فٌها ،تقنٌة لها من شواببها ورفعها لما ٌترتب علٌها من ؼبن بالنسبة للمتهم سعٌا لتحقٌق مرامٌها السامٌة
فً العدالة. 64
فالهدؾ من الطعن فً األحكام القضابٌة هو تقوٌمها بداٌة وعالجها نهاٌة ،فالقاضً عندما ٌدرك أن
حكمه سٌكون عرضة لإللؽاء ٌجعله ٌحرض على تدقٌقه قبل إصداره ،وإذا جاء حكمه على الرؼم من
ذلك مجانٌا لصواب كان الطعن الوسٌلة المناسبة لتالفً ما اشتمل علٌه من مثالب ،فالطعن فً األحكام
هو عبارة عن وسابل إجرابٌة تجٌز فحص جدٌد لدعوى الجنابٌة للمحكوم فٌها بؽرض التعدٌل الكلً أو
الجزبً للقرار المطعون فٌه أو فً إلؽابه ،فتكون بالتالً وسٌلة ال ؼنى عنها لتحقٌق العدالة .ومن هنا
ٌمكن القول بؤن طعن المتهم فً األحكام الصادرة ضده عندما ٌعتقد مجانبتها لصواب ٌعتبر ضمانة مهمة
للمتهم ،فعندما ٌصدر حكم ببراءة المتهم بعد إعادة المحاكمة مجدد فان األمر ٌستلزم تعوٌضا للمتهم عما
62
-زٌنب عٌوش :ضمانات التصمٌم فً مرحلة ماقبل المحاكمة ،الطبعة األولى ،مطبعة اٌفولكً تٌزنٌت 2009ص .35
63
-ناٌؾ بن محمد السلطان ،حقوق المتهم فً نظام اإلجراءات الجزائٌة السعودي دار الثقافة للنشر والتوزٌع ، 2005 ،ص .214
64
-طارق محمد الدٌراوي ،ضمانات وحقوق المتهم فً قانون اإلجراءات الجزائٌة ( دراسة مقارنة ) ،2005ص.40،
39
لحقه من أضرار نتٌجة الخطؤ فً تطبٌق العدالة وإدانة بريء ،وبالتالً فان األضرار التً تلحق المتهم
هً: 65
ضرر مادي :كضرر جسدي بحث ٌصٌب المتهم بصحته جراء االعتقال .
ضرر أدبً ومعنوي ٌ :مس القٌم األدبٌة للمتهم كالشرؾ واالعتبار الشخصً والكرامة أو بسبب
اتهام كٌدي أو سجن بطرٌقة ؼٌر مشروعة وقد أقر المشرع السعودي بمسإولٌة القصور
الخطٌر ،فنصت المادة 210على أن " كل حكم صادر بعدم اإلدانة بناءا على طلب إعادة النظر،
ٌجب أن ٌتضمن تعوٌضا معنوٌا ومادٌا للمحكوم علٌه لما أصابه من ضرر إذا طلب ذالك "
فالحق فً طلب التعوٌض ضمنته المادة 218من نظام اإلجراءات الجنابٌة السعودي.66
- 5تعزٌز مراقبة حقوق المعتقلٌن االحتٌاطٌٌن بالنص على زٌارة المإسسات السجنٌة من قبل قضاة
النٌابة العامة وقضاة التحقٌق وقضاة األحداث وقضاة العقوبات وربٌس الؽرفة الجنحٌة لدى
محكمة االستبناؾ ،بكٌفٌة دورٌة ومنظمة
- 6تقوٌة مراقبة القضاء للشرطة القضابٌة ،حٌث أصبح على وكٌل الملك معاٌنة أماكن الوضع
تحث الحراسة النظرٌة مرة كل أسبوع لتحقق من شرعٌة االعتقال وظروفه.
- 7النص على إشراؾ وزٌر العدل على السٌاسة الجنابٌة وتبلٌؽها للوكالء العامٌن للمالك
- 8تعرٌؾ المحضر الذي ٌنجزه ضباط الشرطة القضابٌة وتحدٌد الشكلٌات المتطلبة فً انجازه
توخٌا لدقة والضبط وسالمة اإلجراءات
- 9إقرار مسطرة لصلح فً حاالت تم تحدٌدها قانونا
-10ترسٌخ حق المتهم فً إشعاره بالتهمة الموجهة إلٌه وحقه فً االتصال بمحام خالل فترة تمدٌد
الحراسة النظرٌة ،وتقدٌم مالحظات كتابٌة خالل تلك الفترة
-13إمكانٌة النشر الكلً أو الجزبً لقرار عدم المتابعة الذي ٌصدره قاضً التحقٌق بالصحؾ بناءا
على طلب من ٌعٌنه األمر أو النٌابة العامة.
65
-فهد مؽار ،مرجع سابق ،ص .229
66
" -لكل من أصابه ضرر نتٌجة اتهامه كٌدا أو نتٌجة إطالة مدة سجنه أو توقٌفه أكثر من المدة المقررة الحق فً طلب التعوٌض ".
40
-14منع تصوٌر شخص معتقل أو ٌحمل أصفاد أو قٌود أو نشر صورته أو اسمه أو أٌة إشارة تعرؾ
به دون موافقة منه والمعاقبة على ذلك ،أو القٌام بؤٌة وسٌلة كانت بنشر تحقٌق أو تعلٌق أو استطالع
لرأي ٌتعلق بشخص تجري فً حقه مسطرة قضابٌة سواء كان متهما أو ضحٌة دون موافقته.67
القضاي الجنائٌة
ا المبحث الثانً :حكم اإلعفاء فً
من خالل هذا المبحث سنتطرق إلى الطبٌعة القانونٌة لإلعفاء و نطاقه و ذالك فً ( المطلب
األول) ثم الحاالت التً ٌشتملها اإلعفاء من العقاب ،و شروطها فً (المطلب الثانً )
ٌعتبر اإلعفاء من العقاب مانعا من موانع العقاب و ٌطلق علٌه العذر المعفى من العقاب ،و
ٌفترض مانع العقاب أن الجرٌمة قد اكتملت أركانها ثم حدثت واقعة قدر معها المشرع أن عدم توقٌع
العقاب على الجانً أكثر تحقٌقا للمصلحة العامة من توقٌع العقاب.68
ٌشكل نص المادة 48من قانون المخدرات مانعا من موانع العقاب أو عذرا معفٌا من العقاب ،و
ٌفترض هذا المانع أو العذر المعنً من العقاب أن الجرٌمة قد اكتملت أركانها و توافرت فٌها شروط
المسإولٌة الجنابٌة ،و حق العقاب على الجانً أو الجناة و شركاإهم و لكن المشرع و هو بصدد تقٌٌد
فابدة العقاب و ما تقتضً اعتبارات المنفعة االجتماعٌة قد ٌرى ترجٌح تشجٌع اإلدالء بالمعلومات
الخاصة ٌكشؾ هذه الجرابم مقابل ما ٌقدمه الجانً من خدمة للعدالة تتمثل ضبط باقً الجناة على إنزال
العقاب به .
قصر المشرع مانع العقاب على بعض الجناٌات المنصوص علٌها فً قانون مكافحة المخدرات و
هً تلك التً نصت علٌها المواد 33.34.35منه ،و ٌعنً ذالك أن على المحكمة أن تقوم أوال بإسباغ
الوصؾ القانونً الصحٌح على و واقعة الدعوى فإن كانت ..تنطبق علٌه إحدى هذه المواد جاز اإلعفاء
إذا توافرت شروطه و إن كانت تدخل تحت نطاق أخر لم ٌكن لإلعفاء وجه ،و تطبٌقا لذلك قضت
محكمة النقض بؤنه لما كان األصل وفقا للمادة 2048القانون 182لسنة 1960فً شؤن مكافحة
المخدرات و تنظٌم استعمالها و االتجار فٌها المعدل أن اإلعفاء قاصر على العقوبات الواردة فً المواد
67
-القانون المتعلق بالمسطرة الجنائٌة ،رقم ،22.01دٌباجة ،ص .9-8-7
-68مجدي محً قانون المخدرات معلقة علً بالفقه و أحكام النقض و اإلدارٌة و الدستورٌة العلٌا القاهرة 1996ص 120أوردها سعد
محمود أحمد سالمة ،التبلٌػ عن جرائم دراسة مقارنة ص 56
41
33.34.35من ذلك القانون كان تصدي المحكمة لبحث توافر هدا اإلعفاء أو انتفاء مقوماته إنما ٌكون
بعد إسباؼها الوصؾ القانونً الصحٌح على واقعة الدعوى و كان الحكم قد خلص إلى أن إحراز
الطاعن للمخدر كان ٌؽٌر قصد االتجار أو التعاطً و أعمل فً حقه حكم المادتٌن 37و 38و هذا ما لم
ٌخطا فً تقدٌره فإن دعوى اإلعفاء تكون ؼر مقبولة و ٌصح النعً على الحكم بالخطؤ تطبٌق القانون
ؼٌر سدٌد.69
واإلعفاء و جوبً على المحكمة ،فإذا توافرت الشروط المحددة قانونا تلتزم المحكمة بؤن تحكم
ٌستفً منه إال من استوفى شروطه.
د بالبراءة ،كذالك فإن اإلعفاء سبب شخصً ال
أن طلب المتهم الحكم ببراءته استنادا إلى توفر شروط اإلعفاء ،فقد وجت على المحكمة إن ترد
على هذا الطلب ألنه دفاع جوهري و ٌتمتع الجانً بهذا اإلعفاء إذا تمسك به فً إي مرحلة من مراحل
الدعوى ،و ٌظل متمتعا به حتى لو عدل عنه كله آو بضعه فً أي مرحلة من مراحل الدعوى.
و ٌجوز لسلطات التحقٌق أن تصدر قرارا ...وجه إلقامة الدعوى متى تبٌن لها توافر شروط
اإلعفاء ،و ال ٌلزم االنتظار إلى حٌن تقدٌم المتهم للمحاكمة للحكم ببراءته لتوافر شروط اإلعفاء من
العقاب.
وتعتبر المسابل المتعلقة بالبالغ المقدم من المتهم إلى السلطات العامة ،و ما إذا كان ٌنطبق علٌه
و صؾ البالغ و توقٌت تقد ٌمه من المسابل الموضوعٌة التً ٌجوز لمحكمة الموضوع إن تقرها دون
تقدٌمه من المسابل الموضوعٌة التً ٌجوز لمحكمة الموضوع إن تقررها دون رقابة علٌها من محكمة
النقض أما التقدٌر بتجدٌد طبٌعة اإلعفاء و نطاقه
الحالة األولى :إبالغ السلطات العامة أن الجانً قد أبلػ عن الجرٌمة قبل علمها بها
نفترض فً هده الحالة أن الجانً قد أبلػ عن الجرٌمة أن تكتشؾ فٌكون لإلبالغ عنها فضل
كشفها للسلطات وٌالحظ هنا أن حكمة اإلعفاء من ناحٌة و سٌاق النص السٌما فً فقرته الثانٌة من
ناحٌة أخرى ،تفٌد انه قد ساهم فٌها عدد من الجناة سواء الفاعلٌن أو شركاء فجاء اإلبالغ عن الجرٌمة
ابتدءا من أحدهم بحٌث ٌفتح ذلك الطرٌق أمام السلطات لمالحقة باقً الجناة
69
نقض 18فبراٌر 1979مجموعة أحكام النقض س 30رقم 56ص ( 279أورده محمود احمد سالمة مرجع سابق ص( )563
42
إن شرط اإلعفاء فً الحالة األولى أن تكون هناك مبادرة من الجانً بإبالغ السلطات العامة
لوقوع الجرٌمة قبل علمها بها وٌقتضً ذلك أن ٌكون الجانً فً موقؾ المبلػ عن الجرٌمة ال موقؾ
المعترؾ بها.
ولم ٌشترط المشرع أن ٌتم اإلبالغ بطرٌق معٌنة ،فٌمكن أن ٌقع شفاهة أو كتابة كما لم ٌشترط
المشرع أن ٌحصر اإلبالغ إلى جهة معٌنة ،وإنما ٌشترط أن ٌقدم إلى السلطات العامة وتشمل هذه
العبارة كافة الجهات التً ٌصدق علٌها هذا الوصؾ ومنها النٌابة العامة والشرطة وسالح الحدود
والجمارك.
وٌشترط أن ٌتم اإلبالغ قبل عمل السلطات العامة بالجرٌمة وعلى ذلك فان الجانً ال ٌستفٌد من
اإلعفاء إذا كان سبق لسلطات العامة أن علمت بتفاصٌل الجرٌمة ة ،وإن كان من الممكن أن ٌستفٌد الجنً
من اإلعفاء إذا توفرت شروط الحالة الثانٌة.
وال ٌشكل الباعث على اإلبالغ عن الجرٌمة أٌة أهمٌة فال ٌهم أن ٌكون الباعث هو الرؼبة فً
تحقٌق نفع مادي أو االنتقام من الشركاء فً ارتكاب الجرٌمة أو الندم على ارتكابها ،فإبالغ ٌنتج أثره فً
اإلعفاء من العقوبة فً كافة هذه الحاالت.
لقد جرى قضاء محكمة النقد المصرٌة على أن مناط اإلعفاء الذي تتحقق به حكمة التشرٌع وهو
تعدد الجناة المساهمٌن فً الجرٌمة فاعلٌن كانوا أو شركاء وورود اإلبالغ على ؼٌر مبلػ بمفاده أنه حتى
ٌتوفر موجب اإلعفاء ٌتعٌن أوال أن ٌثبت أن عدة جناة قد ساهموا فً اقتراؾ الجرٌمة المبلػ عنها فاعلٌن
كانوا أو شركاء وأن ٌقوم أحدهم بإبالغ السلطات العامة بها فٌستحق بذلك منحه اإلعفاء المقابل الذي
قصده الشارع وهو تمكٌن السلطات من وضع ٌدٌها على مرتكب الجرابم الخطرة التً نص علٌها
القانون ،فإذا لم ٌتحقق صدق البالغ بؤن لم ٌثبت أصال أن هناك جناة آخرٌن ساهموا مع المبلػ فً
ارتكاب الجرٌمة فال إعفاء النتفاء مقوماته وعدم تحقق حكمة التشرٌع بعدم بلوغ النتٌجة التً ٌجزي
70
القانون عنها باإلعفاء وهو تمكٌن السلطات من الكشؾ عن تلك الجرابم الخطٌرة.
أما إذا كانت الجرٌمة قد وصلت إلى علم السلطات قبل اإلبالغ فال سبٌل إلى استفادة الجانً من
مانع العقد إال إذا توافرت الحالة الثانٌة.
وٌستوي فً نظر المشرع المصري أن الباعث الذي دفع الجانً إلى المبادرة إلى اإلبالغ فقد
ٌكون الخوؾ من العقاب أو ٌقظة الضمٌر أو الرؼبة فً االنتقام من باقً المساهمٌن.
-70نقض ٌ 12ناٌر 1984مجموعة أحكام النقض س 35رقم 7ص ( 43أورده أحمد محمود سالمة مرجع سابق ص . ) 558
43
الحالة الثانٌة :إبالغ السلطات العامة عن الجرٌمة بعد علمها بها
إذا أبلػ الجانً عن الجرٌمة بعد وصولها إلى علم السلطات فال ٌستفٌد من اإلعفاء إال إذا أذى
اإلبالغ فعال إلى ضبط باقً الجنات .وٌكفً لتحقق العلم لدى السلطات أن ٌكون منصبا على الجرٌمة
فلٌس بشرط أن تكون قد علمت بالمساهمٌن فٌها ولذلك فان اإلبالغ فً هذه الحالة ال ٌكون له قٌمة إال إذا
أذى إلى ضبط باقً الجناة واشترط المشرع لتوفر هذه الحالة ما ٌلً :
71
نقض 5فبراٌر 1983مجموعة أحكام النقض س 24رقم 20ص 130و نقض 11نونبر 1984مجموعة أحكام النقض 25رقم
157رقم 157ص ( 727أورد محمود احمد سالمة مرجع سابق ص 559
72
-نقض 1ابرٌل 1981مجموعة أحكام النقض س 32رقم 52ص ( 300أورده سعد محمود احمد سالمة مرجع سابق ص 559
44
الضبط بناء على هذا اإلبالغ و لو أفضت المحاكمة بعد ذلك إلى براءتهم لبطالن اإلجراءات
مثال أو لتوافرهم بعض موانع المسإولٌة لدٌهم و ٌستوي فً تحقٌق اإلفادة من اإلعفاء الوقت
الذي و قع فٌه اإلبالغ و قد ٌقع أثناء المحاكمة و بعبارة أخرى فً أي مرحلة تكون علٌها
الدعوى إلى أن ٌصدر فٌها حكم بات
و عنى عن البٌات أن المبلػ ٌستفٌد من اإلعفاء إذا توافرت شروطه سواء كان فاعال للجرٌمة أو
شرٌكا فٌها
و مفاد هذا الشرط أن تكون المعلومات التً ابلػ بها الجانً ذات قٌمة و تإدى إلى ضبط باقً
الجناة أو الشركاء على أن ٌالحظ أن عدم ضبط الجناة إذا كان راجعا إلى تقاعس السلطات عن
مالحقتهم ال ٌإدي إلى حرمان الجانً المبلػ من التمتع باإلعفاء ,و ٌستوي فً هذا الشؤن أن
تكون المعلومات التً اقضً بها الجانً المبلػ إلى السلطات العامة هً و حدها التً أدت إلى
ضبط باقً الجناة أو الشركاء ،أو كان هذا الضبط راجع إلى معلومات أخرى تحصلت علٌها
أجهزت الشرطة من عملٌات البحث و التحري
وٌكفً أن ٌكون البالغ قد أدى إلى ضبط باقً المتهمٌن أو بعضهم و لذلك فال ٌشترط إدانتهم ،
ت القبض أو التفتٌش أو عجزت أجهزت فإذا تبٌن أن المحكمة قد انتهت إلى بطالن إجراءا
التحقٌق عن حشد األدلة فً مواجهة المتهمٌن فترتب علٌها البراءة ،فإن المتهم ٌتمتع مع ذلك
باإلعفاء من العقاب
ت .أن تتوافر رابطة سببٌة بٌن اإلبالغ و الضبط
و ٌقصد بهذا الشرط أن ٌكون اإلبالغ هو الذي أدى إلى ضبط باقً الجناة سواء بطرٌق مباشر
أما إذا انتفت عالقة السببٌة بٌن البالغ و ضبط الجناة فال ٌكون للمتهم الحق فً التمتع باإلعفاء
من العقاب .73
وقد أوضحت ذلك محكمة النقض بؤن المادة 48من القانون رقم 182لسنة 1960تفرق بٌن
حالتٌن74
ر قبل علم األولى :اشترط القانون فٌها فضال عن المبادرة باالختٌار أن ٌصدر هذا االختبا
السلطات بالجرٌمة فالمقصود بالمبادرة هو المبدأ بالتبلٌػ عن الجرٌمة قبل علم السلطات بها
وذلك ٌقتضً أن ٌكون القاضً فً موقؾ المبلػ عن الجرٌمة ال موقؾ المعترؾ بها حٌن
ٌستوجب أو ٌسؤل فٌجزى على كشفه مرتكبً تلك الجرابم باإلعفاء من العقاب.
73
ادوارد ؼالً الذهبً :اإلجراءات الجنائٌة فً التشرٌع المصري مكتبة ؼرٌب طبعة 2القاهرة 1990ص ( 164أورده سعد محمود احمد
سالمة مرجع سابق ص ) 560
74
نقض 14فبراٌر 1971مجموعة أحكام النقض س 22رقم 35ص ( 144أورده سعد محمود احمد سالمة نفس المرجع ص 560
45
الثانٌة :لم ٌستلزم فٌها المبادرة باإلخبار بل اشترط فً مقابل الفسحة التً منحها الجانً فً
اإلخبار أن ٌكون إخباره هو الذي مكن السلطات من ضبط باقً الجناة مرتكبً الجرٌمة و
موجب اإلعفاء هنا ٌتوافر إذا كان إخبار السلطات بالجرٌمة ة بعد علمها بها و هو ا لذ ي مكنها
الشارع فً هذه الحالة فانه ٌلزم أن ٌكون ذلك اإلخبار قد اتسم بالجدٌة و الكفاٌة ووصل بالفعل
إلى ضبط باقً الجناة الذٌن ساهموا فً اقتراؾ الجرٌمة فال ٌكفً أن ٌصدر من الجانً فً
حق آخرٌن قول مرسل عار عن الدلٌل و إال انفسخ المجال إللصاق االتهامات بهم جزافا
بؽٌة اإلفادة من اإلعفاء و هو ما ٌنؤى عنه قصد الشارع فإذا كان ما أدلى به الجانً لم ٌحقق
ؼرض الشارع من ضبط باقً الجناة و كشؾ صلتهم بالجرٌمة المخبر عنها فال حق له فً
االنتفاع باإلعفاء المقرر ب المادة 48لتخلؾ المقابل المبرر له .
لقٌام المسإولٌة الجنابٌة ٌشترط وجود اإلرادة الحرة عند الفاعل و هً ال تكون كذلك إال إذا
توافر اإلدراك و التمٌز لدٌه ،و معنى هذا أن المسإولٌة الجنابٌة تتؽٌر بتؽٌر عناصر اإلرادة ( اإلرادة
و التمٌز و الحرٌة ) لدى الشخص ,وجودا و عدما ،كماال و نقصا و علٌه ٌكون مثال فاقد اإلدراك
(الجنون أو أٌة عاهة ) أو التمٌز مسإول جنابٌا إال أن هذه المسإولٌة ناقصة بفعل أخد العوارض أو
األسباب المسإولٌة الجنابٌة.
كالعاهات العقلٌة كما سنتطرق إلى ذالك فً ( الفقرة األولى ،صؽر السن الذي سوؾ ٌكون
جوهر الحدٌث فً ( الفقرة الثانٌة ) .
ٌعتبر الخلل العقلً من العاهات العقلٌة التً اعتبرها المشرع من موانع المسإولٌة ،كما جاء
فً الفصل 134من القانون الجنابً " ال ٌكون مسإوال و ٌجب بالحكم بإعفابه من كان وقت ارتكابه
للجرٌمة المنسوبة إلٌه فً حالة ٌستحٌل علٌه معها اإلدراك أو اإلرادة نتٌجة الخلل فً قواه العقلٌة و هً
الجناٌات ة الجنح ٌحكم باإلٌداع القضابً فً مإسسة للعالج األمراض العقلٌة و فق الشروط المقررة فً
الفصل 76من القانون الجنابً الذي ٌنص علة ما ٌلً ؟ :إذا تبٌن لمحكمة الموضوع بعد إجراء الخبرة
الطبٌة أن الشخص المتابع أمامها بجناٌة أو جنحة كان عدٌم المسإولٌة وقت ارتكاب الفعل بسب اختالل
عقلً فانه ٌجب
.1أن تثب أن المتهم كان وقت الفعل فً حالة خلل عقلً ٌمنعه تماما من اإلدراك أو اإلرادة
46
.2أن تصرح بانعدام مسإولٌة مطلقة تحكم بإعفابه
.3أن تؤمر فً حالة استمرار الخلل العقلً ،بإٌداعه ،فً مإسسة لعالج األمراض العقلٌة.
أما فً المخالفات فان الشخص الذي ٌحكم بإعفابه إذا كان خطرا على النظام العام ٌسلم إلى السلطة
اإلدارٌة .
ومن النص السابق ٌتضح أن المشرع قد أكد على الشروط الواجب توافرها لقٌام حالة الخلل العقلً
عند الفاعل و على حكم قٌام هذا العارض ال كنه لم ٌعرؾ ماهٌة الخلل العقلً و ٌمكن القول بان هذا
المصطلح " الخلل العقلً الذي استعمله المشرع من الو سع بحٌث تدخل فً نطاقه كل االضطرابات
التً تلحق بعقل الفاعل و تإدي إلى إلحاق خلل به ٌفضً إلى القضاء على اإلدراك عنده ،مما ٌإدي
بالتالً إلى امتناع مساءلة من الناحٌة الجنابٌة و من أمثلة الخلل العقلً نذكر " الجنون و األمراض
العقلٌة األخرى ؼٌر الجنون و الهته " فكل هذه األمراض تحول دون تطبٌق العقاب على الجانً
إذا اثبت قٌام الخلل العقلً لدى الشخص المتهم لحظة ارتكابه للجرٌمة امتنعت مساءلته جنابٌا
طبقا للفصل 134من القانون الجنابً و المحكمة تحكم علٌه باإلعفاء و لٌس بالبراءة 75ثم تؤمر وجوبا
بوضعه أو إٌداعه لدي مإسسة لعالج األمراض.
ومن أمثلة القرار القاضٌة بإعفاء المتهم نذكر القرار الصادر عن مجلس األعلى بإبطال و
نقض الحكم عدد 1107الصادر عن محكمة االستبناؾ بالرباط و التً رفض طلب إجراء الخبرة الن
المتهم اعترؾ بالمنسوب إلٌه و ثم النظر فً هذه القضٌة من جدٌد بتارٌخ 30ماي 1977قضٌة جنابٌة
تحت رقابة 2/77قرار عدد 143حٌث تم الحكم على المتهم باإلعفاء ة اإلٌداع فً مإسسة عالجٌة "
فاالعتراؾ وان كان وسٌلة لإلثبات الجرٌمة فهو لبس دلٌل على سالمة القوى العقلٌة للمتهم أو المإهل
لتؤكٌد ذلك هو الخبر الطبً فبعض األمراض العقلٌة و النفسٌة و التً سبقت اإلشارة إلٌها و التً تدخل
ضمن العاهات العقلٌة ( كالخلل العقلً و الجنون إ العاه ة ) هً التً تدفع المتهم إلى االعتراؾ بجرابم
76
و من المحتمل أٌضا ان الجانً ٌمكن أن ٌدعً مرضا عقلٌا أو نفسٌا و ذلك لإلفالت من لم ٌرتكبها
العقاب ،وذلك من الواجب التؤكد من الحالة الطبٌة قبل الحكم علٌه.
75
للتمٌز بٌن اإلعفاء و البراءة و عدم المتابعة ٌ ،راجع مقال األستاذ سلٌمان العلوي فً مجلة المحاماة عدد رقم 3ص 7و 8تحت عنوان
" فً اإلعفاء من العقوبة فً نطاق العاهات العقلٌة " و على العموم فان الحكم باإلعفاء _ و لٌس البراءة _ ٌفٌد أن الجرٌمة تابثة فً حق
وكل ما فً األمر انه ال ٌسال عنها جنائٌا و هذا ما ٌودي إلى عقاب كل من حملوه على ارتكابها _ إن وجدوا_ طبقا للفصل 131ق .ج
كفاعلٌن معنوٌٌن لها" ( أورده عبد الواحد العلمً شرح القانون الجنائً المؽربً ص )345
76
محمد بازي محاضرات ألقٌت على الطلبة الفصل الثانً ( قسم عربً ) كلٌة الحقوق 2015_2014
47
الفقرة الثانٌة :صؽر السن من عوارض المسإولٌة
إن مخالؾ التشرٌعات الحدٌثة تهتم بصؽر السن كسبب مإثر فً األهلٌة الجنابٌة " ٌكون ذلك
إما بانعدامها كلٌة أو بنقصانها مما ٌترتب علٌه عدم مساءلة الصؽٌر جنابٌا ا وان تكون مسإولٌته مخففة
77
و قد حدد القانون و العلة فً انتفاء مساءلة الصؽٌر جنابٌا هً عدم بلوؼه السن الذي ٌإهله للتمٌٌز
78
سن البلوغ بثمانً عشر سنة و لذا قرر عدم معاقبة من لم ٌبلػ هذه السن من األحداث و الفرنسً
بقرٌنة ال تقبل إثبات العكس حتى سن الثالثة عشر سنة ،ثم فان القانون الفرنسً ال ٌحكم على الحدث
بعقوبة جنابٌة مهما كانت المالحظة آو المساعدة أو التهذٌب ،من بعد الثالثة عشر سنة إلى الثامنة عشر،
إذا كانت الجرٌمة التً ارتكبها كما تؤمر وجوبا بوضعه أو إٌداعه فً مإسسة لعالج األمراض العقلٌة
جناٌة أو جنحة و كان الخلل العقلً مازال قابما مستمرا و فق الشروط الواردة فً الفصل 76من القانون
الجنابً إما أذا كانت الجرٌمة التً ارتكبت تشكل فقط من المخالفات فان المحكوم علٌه باإلعفاء ٌسلم
إلى السلطة اإلدارٌة إذا تبت خطره على النظام العام قال بإعفاء كل مرتكب جرٌمة و هو فً حالة
نخلل عقلً المتناع مساءلته و هذا ٌعنً إن امتناع المساءلة و بالتالً اإلعفاء ال ٌمتد لؽٌر المختل عقلٌا
من مساهمٌن و شركاء معه فً الفعل ما لم ٌكونوا بدوهم مختلً العقل فٌشملهم اإلعفاء على اعتبار أن
اثر هذا العارض شخصً محض ال ٌنطبق إال على من قام به .
ومرتكب الجرٌمة و هو فً حالة نخلل عقلً تسقط مسإولٌة الجنابٌة و المدنٌة فً نفس الوقت
على اعتبار انه ال ٌمكن أن ٌسؤل مدنٌا لعدم إمكانٌة نسبة أي خطؤ إلٌه بسبب تطابق الر كن المعنوي
للخطؤ فً كل من المٌدان الجنابً و المٌدان المدنً ألتقصٌري و ٌالحظ فً هذا الصدد آن األستاذ أبو
79
ٌقول ببقاء المسإولٌة المدنٌة للشخص المعفى بسبب خلل فً قواه العقلٌة و هذا فً الحقٌقة إن الفتوح
كان ٌصح بالنسبة للقانون المصري فانه بالنسبة للقانون المدنً المصري الجدٌد ٌجوز مساءلة المجنون
وعدٌم التمٌز 80فانه بالنسبة للقانون المدنً المؽربً فاألمر ؼٌر ممكن بسب خلو ق.ل.ع من هذا النص
الخاص الذي ٌجوز مساءلته عدٌم اإلدراك أو التمٌز من جهة أو لصراحة النصوص المنظمة لمسإولٌة
عن العمل الشخصً الخاطا التً تشترط صراحة اإلدراك و التمٌز و اإلرادة للمساءلة المدنٌة من جهة
أخرى. 81
التطور األول :سن الصبً دون الثانٌة عشر سنة فً هذه المرحلة من عدم ( الصؽٌر تنعدم مسإولٌته
الجنابٌة تماما الفصل 138من القانون الجنابً
77
لطٌفة الدودي بعض الجوانب القانونٌة للحدث المنحرؾ فً التشرٌعات العربٌة مداخلة ألقٌت فً ندوة نحو صٌؽة عربٌة لمعالجة ظاهرة
جنوح األحداث بطرابلس 1958
78
المادة الثانٌة من القانون الفرنسً الصادر فً 2فبراٌر 1945
79
أبو الفتوح مرجع سابق ص 239عبد الواحد العلمً شرح القانون الجنائً المؽربً ص . 345
80
المادة 164من القانون المدنً المصري الجدٌد
81
الفصل 96ق .ل.ع ٌقول القاصر عدٌم التمٌز لٌسؤل مدنٌا نعن الضرر الحاصل بفعله و ٌطبق نفس الحكم على فاقد العقل بالنسبة إلى األفعال
الحاصلة فً حالة جنونه "
48
82
عشر سنة فً هذه المرحلة تخفؾ مسإولٌة التطور الثانً :سن الصبً بٌن الثانٌة عشر و الثامنة
الحدث و جوبا ( الفصل 139ق.ج )
التطور الثالث :سن الصبً ٌصل او ٌتجاوز الثامنة عشر سنة و فً هده المرحلة من العمر ٌعتبر الحدث
بالؽا لسن الرشد الجنابً ن( الفصل 140من القانون الجنابً )
والمالحظ أن المشرع فً الفصول السابقة قد أخد بعامل السن كدلٌل علو كمال التمٌٌز أو انعدامه
أو انقضابه عند الحدث بمقتضى قرٌنه قانونٌة قاطعة و هذا ٌعنً أن كل من ٌرتكب جرٌمة وسنة دون
الثانٌة عشر من العمر إال وٌعتبر ؼٌر مسإول جنابٌا بسبب افتراض عدم تمٌٌزه بقوة النص القانونً
الفصل 138من القانون الجنابً ) الذي اعتبر أن كل من كان دون الثانٌة عشر من عمره عدٌم التمٌٌز
حكما حتى و لو كان فً واقع األمر ممٌزا أو ٌحظى بقدر كاؾ من التمٌٌز ٌكفً لمساءلته و الذي ٌبلػ
أكثر من 12سنة دون أن ٌصل إلى 18سنة ٌعتبر ناقص التمٌٌز بقوة النص القانونً الذي اعتبر فٌه
المشرع أن الشخص فً هذه السن ؼٌر كامل التمٌٌز (الفصل 139من القانون الجنابً ) و ٌكون كل من
بلػ 18سنة فؤكثر من عمره كامل التمٌٌز بمقتضى قرٌنة قانونٌة قاطعة على كمال التمٌٌز لدٌنه
شرٌطة سالمته العقلٌة الفصل 140القانون الجنابً ) و إذا ارتكب الصبً الجرٌمة و كان سنه لم ٌصل
بعد اثنتا عشرة سنة ( حتى لو تجاوزها وقت تحقق النتٌجة اإلجرامٌة أو وقت المحاكمة) فانه ٌعتبر نؽٌر
أهل للمساءلة الجنابٌة فتمتنع مسإولٌته و المحكمة تحكم بإعفابه.83
سنة فانه ٌكون القاضً الحكم على الحدث بعقوبة جنابٌة إذا ظهر من ظروؾ الجرٌمة و
شخصٌة الجانً ما ٌستلزم منها.
و قد كان القانون الجنابً لسنة 1810ال ٌؤخذ بقرٌنة انعدام المسإولٌة لفابدة األحداث إال أن
القاضً الجنابً إذا تبٌن له أن الحدث تصرؾ بدون تمٌٌز كان علٌه أن ٌحكم ببراءته وان كان ذلك ال
ٌمنع القاضً من إٌداع القاصر فً إصالحٌة كان من الممكن أن ٌبقى بها إلى أن ٌبلػ عشرٌٌن سنة .84
85
أصبحت العقوبة اقل صرامة تحت تؤثٌر العذر إال انه نفً الفصل 66و 67من القانون الحالً
المخفؾ الذي ٌستفٌد منه األحداث إال انه مع ذالك فقد كان األحداث ٌقضونها فً نفس المإسسات التً
82
بالتعدٌل بالقانون رقم ( 21.03أورده عبد الواحد العلمً .شرح القانون الجنائً المؽربً مرجع سابق ص 350
83
مع مالحظة أن هذا المانع شخصً محض ال ٌستفٌد منه ؼٌره من شركاء مساهمٌن ما لم ٌتوفر فٌنهم بدورهم ( أورده عبد الواحد العلمً
فً كتاب شرح القانون الجنائً المؽربً ص ) 351
84
الفصل 66من القانون الجنائً القدٌم ( 18-10أوردته لطٌفة الداودي الوجٌز فً القانون الجنائً المؽربً الطبعة الثانٌة 2013ص
140ن)
85
قانون 2فبراٌر ( 1945أوردته لطٌفة الداودي م .س ص ) 140
49
ٌوجد فٌها البالػ سن الر شد رؼم و جود قانون 5ؼشت 1850الذي نص على إنشاء مإسسات خاصة
لهإالء (إصالحٌة األحداث ) .
أما بالنسبة للمشرع المؽربً فقد حدد فً الفصل 140من القانون الجنابً سن الرشد الجنابً
ببلوغ 18سنة كاملة ثم أن السن الذي ٌعتبر لتحدٌد الرشد الجنابً هو سن المجرم فً ٌوم ارتكابه
الجرٌمة فان ثم توجد شهادة تثبت الحالة المدنٌة وقع خالؾ فً تارٌخ االزدٌاد فان المحكمة المرفوعة
إلٌها القضٌة تقدر السن بعد أن تؤمر بإجراء فحصا طبً و سابر األبحاث التً تراها مفٌدة. 86
أن الحدث الذي ال ٌبلػ عمره 16سنة ٌمكن أن ٌتخذ فً شؤنه فً قضاٌا الجناٌات و الجنح تدابٌر
482أو تكمل هذه العقوبات أو أكثر من بٌن الحماٌة أو التهذٌب أو إحدى العقوبتٌن المقرر فً المادة
بواحدة أو أكثر من تدابٌر الحماٌة أو التهذٌب .
و نجد المشرع قد اعتبر صؽر السن سببا من األسباب التً تإثر على المسإولٌة الجنابٌة و
تمنعها إما كلٌا أو جزبٌا بحسب ما إذا كان التمٌز عند الصؽٌر منعدما أو ناقصا على ضوء سن الصؽٌر
كاألتً .
تعرض المشرع لهذه األسباب فً الفصل 143من القانون الجنابً " األعذار القانونٌة هً حاالت محددة
فً القانون على سبٌل الحصر ٌ ،ترتب علٌها مع ثبوت الجرٌمة و قٌام المسإولٌة أن ٌتمتع المجرم إما
بعدم العقاب إذا كانت أعذار معفٌة و إما بتحقٌق العقوبة إذا كانت أعذار مخففة " .و من خالل الفصل
السابق ٌظهر
أوال :أسباب اإلعفاء من العقاب أو األعذار المعفٌة " كما سماها المشرع المؽربً واردة فً القانون
على سبل الحصر بحٌث ال ٌجوز للقاضً بالقول بوجودها و إعفاء الفاعل تبعا ما لم ٌكن منصوصا
علٌنها فً نص قانونً و من األمثلة على العذر المعفً كلٌا من العقاب فً القانون المؽربً نذكر العذر
المقرر للسارق – آدا كان المسروق ملكا لزوجه أو ألحد فروعه الفصل 87534من القانون الجنابً.
ثانٌا :اثر العذر لمعفً إلى العقوبة دون الجرٌمة و ٌترتب على ذالك أن هذا العذر لٌست له خواص
أسباب التبرٌر و بذلك تبقى المسإولٌة المدنٌة للمعفً قابمة إذا توافرت شروطها وبسبب اعتباره كما
سبق فان المستفٌد منه هو الذي ٌقوم لمصلحته شخصٌا دون ؼٌره من المساهمٌن أو الشركاء
86الفصل . 459
87
الفصل 534من القانون الجنائً.
50
ثالثا :بما أن العذر المعفً ال ٌنصرؾ إلى الجرٌمة فان المتمتع باإلعفاءات من العقاب ٌبقى معرضا ال
145من القانون الجنابً الذي جاء فٌه أن مكانٌة كتطبٌق بعض التدابٌر الوقابٌة علٌه إعمال للفصل
القاضً ٌبقى له الحق فً أن ٌحكم على المعنً بتدابٌر الوقابٌة و الشخصٌة أو العٌنٌة ماعدا اإلقصاء .
و ٌترتب عن النتٌجة األخٌرة أن قٌام العذر المعفً من العقاب ال ٌسمح لسلطات التحقٌق بإصدار قرار
المتابعة طبقا للمادتٌن 216و 243من قانون الجنابً كما ال ٌسمح أٌضا لسلطات المتابعة ( النٌابة
العامة) بإصدار أمر بالحفظ طبقا للمادة 40فقرة 4من القانون الجنابً على اعتبار أن هذه السلطات ال
ٌمكنها أن تصدر قرارا بإعفاء المتهم من العقاب ،الن قرار اإلعفاء معناه ثبوت مإاخذة المتهم و إدانته
و هده السلطات البد خ ل فً اختصاصها إصدار مثل هده القرارات التً تستقل بإصدارتها محكمة
الموضوع دون ؼٌرها خصوصا و أن الفصل 145ق.ج ٌخول إمكانٌة الحكم بتدبٌر من تدابٌر الوقاٌة –
كما هو معلوم فان توقٌع الجزاء مهما كان نوعه ( عقوبة أو تدبٌرا وقابٌا ) ٌرجع فٌه االختصاص إلى
محكمة الموضوع دون ؼٌرها من جهة التحقٌق أو المتابعة.
كما جاء فً القرار الصادر عن الؽرفة الجنحٌة بنها بتارٌخ الثالت عشر ابرٌل 1989عدد 89/ 1294
فً القضٌة ذات الرقم 88/3138/3340و كما ورد بداٌة القرار :و بعد إعفاء المستشار المقرر من
تالوة للتقرٌر فان هدا ٌإكد أن التقرٌر لم تقع تالوة مما ٌعد إخالل بإجراء مسطري جوهري ٌودي إلى
النقص و اإلبطال .
51
خــاتـمــة :
لقد انتهى هذا الموضوع ولم ٌنته موضوعه ،بقدر ما كنا نتناول مواضٌعه بقدر ما كانت
تطرح أ مامنا مواضٌع شتى تعرض نفسها بإلحاح ،ؼٌر أننا لم نطاوعها ولم نتطرق إلٌها باعتبار أن
الحجم المخصص لهذا الموضوع ال ٌسمح بتناولها جمٌعها .كما أن أٌة محاولة الستؽراق كل موضوع
تبقى ؼٌر ممكنة ،لذلك فإنه البد من وضع خاتمة لهذا الموضوع من خالل ما تم اإلشارة إلٌه بالرصد
والتحلٌل.
فقانون المسطرة الجنابٌة ٌبقى من أهم القوانٌن التً لها ارتباط وطٌد بحماٌة الحقوق
والحرٌات المتعلقة باألفراد داخل المجتمع .وقد خضع هذا القانون مند بداٌة إعداده لنقاشات خصبة
سواء على مستوى المإسسات الدستورٌة أو على مستوى الفاعلٌن الحقوقٌٌن السٌاسٌٌن والقانونٌٌن .كما
كرست مكاسب حقوقٌة بناء أسس دولة الحق والقانون وما ٌقتضٌه ذلك من تعزٌز للدٌمقراطٌة وحقوق
اإلنسان وتقوٌة سلطة العدالة الجنابٌة عن طرٌق جهاز القضاء وضمان المحاكة العادلة وحقوق الدفاع
والحرٌات الفردٌة والجماعٌة فً إطار التوازن بٌن حقوق الفرد وحقوق المجتمع.
واألصل فً المحاكمة الجنابٌة وفق المسطرة العادٌة أن تتلخص فً حضور المتهم أمام ؼرفة
الجناٌات وإعداد الترتٌبات األولٌة للبدء فً محاكمة المتهم الحاضر ،ومن اجل ذلك لزم العمل على
تمكٌن الحاضر من إعداد دفاعه والنظر فً مدى جاهزٌة الملؾ للمناقشة ،وذلك من أجل إصدار حكم
نهابً فً حق المتهم المعنً باألمر .
والحدٌث هنا ٌنصب حول هذا الحكم الذي تم النطق به فً حق المتهم ومدى صوابه سواء كان
باإلدانة أو البراءة أو اإلعفاء وإلى أي حد ٌمكن القول بؤنه قابل للطعن بالنقض .
فمن خالل دراستنا لهذا الموضوع ٌتضح بؤن األحكام القاضٌة بالبراءة أو اإلعفاء قابلة للطعن
بطرٌق النقض ما دامت هً أحكام نهابٌة صادرة عن ؼرفة الجناٌات والجنح وصادرة من آخر درجة.
ومعٌبة أوبها شاببة خطؤ ،كؤن ٌكون هناك خرق لإلجراءات الجوهرٌة للمسطرة أو الشطط فً استعمال
السلطة أو كؤن ٌكون الحكم صادر عن محكمة ؼٌر مختصة أو خرقا للقانون أو انعدم للتعلٌل الذي ٌعبر
جزاء ال ٌتجزأ عن الحكم ،ألنه ال ٌمكن تصور حكم قضابً بدون تعلٌل.
إال أن الوضع الحالً ال ٌتٌح الطعن بالنقض فً القرارات الصادرة عن ؼرفة الجناٌات إذا
قضت بالبراءة أو اإلعفاء ،و لذلك فإن المستفٌد الوحٌد من هذه الوضعٌة هو المتهم الذي ال ٌمكن
للنٌابة العامة أن تطعن بالنقض فً مواجهته إذا صرحت ؼرفة الجناٌات ببراءته أو بإعفابه .
52
والواقع أن هذه الوضعٌة منتقدة ،لكونها ال تضع الخصوم على قدر المساواة حٌث ٌمكن للمتهم
الطعن بالنقض فً حالة إدانته ،وال ٌتاح هذا الحق للنٌابة العامة بصفة ممثلة للمجتمع ومدافعه عن
النظام العام فً حالة استفادة المتهم من البراءة أو اإلعفاء من العقوبة .
وٌمكن لكل من النٌابة العامة او المتهم او المسإول عن الحقوق المدنٌة أن ٌمارس الدعوى
العمومٌة كطرؾ فً الدعوى ما دامت تتوفر فٌه شروط طلب النقض أي األهلٌة والصفة
والمصلحة .وذلك أمام محكمة النقض باعتبارها محكمة من الدرجة األخٌرة .
فمحكمة النقض محكمة قانون ال محكمة واقع ،لذلك فإنها تقتصر فً علمها على مراقبة تطبٌق
المحاكم للقانون تطبٌقا سلٌما ،سواء تعلق األمر بالقواعد الموضوعٌة أم بقواعد أإلجراءات .
وتبحث محكمة النقض ما إذا كانت المحكمة التً أصدرت الحكم قد طبقت القانون تطبٌقا سلٌما
على هذه القواعد فتفرض الطعن ،أم أنها لم تطبقه تطبٌقا سلٌما .فتنقض الحكم وتعٌد الدعوى للمحكمة
التً أصدرته لتنظر فٌه من جدٌد على ضوء األحكام والمبادئ التً قررتها محكمة النقض.
وإذا رفض المجلس األعلى طلب النقض فإن الحكم المطعون فٌه ٌكتسب قوة الشًء المقضً
به.
53
الئحة المراجع
أوال :باللؽة العربٌة
:1المإلفات
عبد الواحد العلمً :شروح فً القانون المتعلق بالمسطرة الجنابٌة ،الجزء الثالث ،مطبعة النجاح
الجدٌد الدار البٌضاء ،الطبعة األولى .2014
أحمد الخملٌشً :شرح قانون المسطرة الجنابٌة ،الجزء الثانً ،مكتبة المعارؾ ،الطبعة
الثانٌة . 1983
لطٌفة الداودي :دراسة فً قانون المسطرة الجنابٌة الجدٌد وفق آخر التعدٌالت ،الطبعة
الخامسة مزٌدة ومحٌنة ،مارس .2012
كمال عبد الواحد الجوهري :المحامً بالنقض ،حكم البراءة فً القضاٌا الجنابٌة.
عبد السالم بنحدو :الوجٌز فً شرح المسطرة الجنابٌة المؽربٌة ،الطبعة الرابعة ،مزٌدة
ومنقحة .
آمال عثمان :اإلثبات الجنابً ووسابل التحقٌق العلمٌة ،مطبعة دار الهناء 1975
ٌوسؾ البحٌري :حقوق اإلنسان المعاٌٌر الدولٌة وآلٌات الرقابة ،طبعة األولى ،مطبعة
الوراقة الوطنٌة ،مراكش2010 ،
زٌنب عٌوش :ضمانات المتهم فً مرحلة ما قبل المحاكمة ،طبعة األولى،مطبعة أفولكً،
تزنٌت .2009
المحامً بالنقض ،امتناع المساءلة الجنابٌة فً ضوء الفقه والقضاء عبد الحكم قودة:
والنقض.
تؤسٌس طلب الحكم و البراءة و الطعن بالنقض فً القضاٌا عبد الواحد الجوهري:
الجنابٌة ،دار محمود للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى.
54
ناٌؾ محمد سلطان :جقوق المتهم فً نظام اإلجراءات الجزابٌة السعودي،دار الثقافة النشر
والتوزٌع .2005
لحسن البوعٌسً :الوسٌط فً قانون القضاء العسكري ،القسم األول ،المسطرة الجنابٌة
العسكرٌة،دراسة نظرٌة تطبٌقٌة ،الطبعة األولى .2011
عبد الواحد العلمً :شرح القانون الجنابً المؽربً القسم العام ،دراسة المبادئ العامة
التً تحكم الجرٌمة والمجرم والعقوبة والتدبٌر الوقابً طبعة الخامسة مراجعة ومنقحة.
لطٌفة الداودي :الوجٌز فً القانون الجنابً المؽربً القسم العام ،الطبعة الثانٌة 2013
:2الرسائل
رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص شعبة العلوم الجنابٌة ،تحت عنوان قرٌنة
البراءة فً ظل المسطرة الجنابٌة المؽربٌة ،من تقدٌم الطالب فهد مؽار ،تحت إشراؾ
األساتذة ،فاطمة هنوش ،السعدٌة ماجدي ،أناس الطالبً .
:3المراجع بالفرنسٌة
Mohamed jalal essaid, la présontation d’innonce,université mohamed 5 ,collection de la FSJES ,22
éme éd ,1971,P,28.
55
الفصل األول :الحق فً الطعن بالنقض وأوجهه وإجراءاته فً القرارات الجنابٌة 7 ......................
الفقرة األولى :الوسابل الواجب اعتمادها فً طلب الطعن بالنقض 11 ..........
المبحث الثانً :شروط طلب وقبول الطعن بالنقض،وإجراءاته وآثاره فً القرارات الجنابٌة15 ..
المطلب األول :شروط طلب و قبول الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة 15 ..........
المطلب الثانً :اجراءات مباشرة الطعن بالنقض وآثاره فً القرارات الجنابٌة 19 ......
الفصل الثانً :الطعن بالنقض فً القرارات الجنابٌة القاضٌة بالبراءة أو اإلعفاء 25.....................
56
المطلب الثانً :األدلة الجنابٌة المعتمدة فً البراءة وعبا اإلثبات الدفع و تفسٌرقاعدة
الشك 31......................................................................
الفقرة الثانٌة :عبا إثبات الدفع وتفسٌر قاعدة الشك لصالح المتهم 32 ....................
الفقرة األولى :الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة قبل المحاكمة 35 ........
الفقرة الثانٌة :الضمانات المقررة لحماٌة قرٌنة البراءة بعد صدور الحكم 36 ...
خاتمة 49....................................................................................................
57