You are on page 1of 1

‫شريك له‪ ،‬وأش َهد أنّ‬

‫َ‬ ‫الحمد هلل على إِحسانه‪ ،‬وال ّ‬


‫شك ُر له َعلى توفيقِه وامتنانه‪ ،‬وأش َهد أن ال إله إال هللا وحدَ ه ال‬
‫نبيّنا مح ّم ًدا عب ُده ورسوله‪ ،‬صلّى هللا عليه وعلى آلِه وأصحابه‪.‬‬
‫ثم أمّا بعد‪:‬‬
‫فبعد أن تحدثنا في اللقاء الخامس من سلسلة طالب العلم ‪ ،‬عن (( التواضع من حياة النبي صلى هللا عليه‬
‫ٌ‬
‫صفة‬ ‫وسلم وأقوال السلف الصالح )) ! ‪.‬ال بد لنا اليوم أن نتحدث عن نقيض التواضع أال وهو الكبر ‪ ،‬وهي‬
‫ُتعرف ل ُت جتنب ‪ ،‬والنبي صلى هللا عليه وسلم هو قدوة العلماء واألمة بأجمعها فأسسنا في اللقاء السابق حول‬
‫التواضع أسسا ً ينبغي على طالب العلم التنبه لها ‪ ،‬ويجب عليه التمثل بالنبي صلى هللا عليه وسلم وأن يجتنب‬
‫الكبر المذموم والذي هو مدار لقائنا لهذا اليوم وهو اللقاء السادس من سلسلة طالب العلم ‪ ،‬أسأل هللا العظيم‬
‫أن يجعل فيها الخير والصالح لي ولطلبة العلم الشريف إنه هو السميع العليم ‪.‬‬

‫أوالً ــ تمهيد ‪:‬‬


‫* الكبر بطر الحق وهو التكبر عليه واالمتناع من قبوله كبرا إذا خالف هواه ومن هنا قال بعض السلف‬
‫التواضع أن تقبل الحق من كل من جاء به وإن كان صغيرا فمن قبل الحق ممن جاء به سواء كان صغيرا أو‬
‫كبيرا وسواء كان يحبه أو ال يحبه فهو متواضع ومن أبى قبول الحق تعاظما عليه فهو متكبر وغمط الناس‬
‫هو احتقارهم وازدراؤهم وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال وإلى غيره بعين النقص وفي‬
‫الجملة فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه فإن رأى في أخيه المسلم‬
‫نقصا في دينه اجتهد في إصالحه‪ [.  ‬انظرجامع العلوم والحكم (الجزء ‪ 1 :‬الصفحة ‪. ])122 :‬‬

‫ثانيا ً ــ حقائق عن الكبر ‪:‬‬


‫‪1‬ــ الكبر أول معصية عُصي هللا بها‪:‬‬
‫األخالق المذمومة كلِّها الكبر واالستعالء‪ ,‬به ا َّتصف إبليس َ‬
‫فحسد آدم واستكبر وامتنع من االنقياد ألمر‬ ‫ِ‬ ‫أصل‬
‫ربه‪(( ،‬وإذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)) [البقرة‪.]34:‬‬
‫وبه تخلّف اإليمان عن اليهود الذين رأَوا النبيَّ صلى هللا عليه وسلم وعرفوا صحَّ ة نبوّ ته‪ ،‬وهو الذي منع َ‬
‫ابن‬
‫أبيّ بن سلول من صِ دق التسليم‪ ،‬وبه تخلَّف إسالم أبي جهل‪ ،‬وبه استحبَّت قريشٌ العمى على الهدى‪ ،‬قال‬
‫ُون)) [الصافات‪ .]35:‬ودعا سليمانُ عليه السالم َبلقيس‬ ‫سبحانه‪(( :‬إِ َّن ُه ْم َكا ُنو ْا إِ َذا قِي َل لَ ُه ْم ال إل َه إِالَّ هَّللا ُ َيسْ َت ْك ِبر َ‬
‫وقو َمها إلى نب ِذ االستعالء واإلذعان‪(( :‬أَالَّ َتعْ لُو ْا َعلَيَّ َو ْأ ُتونِي مُسْ لِم َ‬
‫ِين)) [النمل‪.]31:‬‬

You might also like