Professional Documents
Culture Documents
دور
دور
:الفهرس
المقدمة 1 :
المبحث األول :الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة 5
المطلب األول :أوجه الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة 5
المبحث الثاني:رصد حماية الحقوق و الحريات من خالل تطبيقات دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة 14
المطلب األول:تطور حقوق اإلنسان في المغرب 15
:المقدمة
سعى القضاء اإلداري منذ أن بُعث ،إلى إحداث التوازن بين الحاكم والمحكومين ،وحماية الحقوق والحريات الفردية والجماعية ،
ومثـل القضاء اإلداري في جسم المجتمع ،كمثل جهاز المناعة في الجسم البشري ،فإذا كان جهاز المناعة يقاوم األمراض،
والفيروسات ،والميكروبات والطفيليات ،فإن القضاء اإلداري يقاوم الشطط في استعمال السلطة ،والتجاوز في االختصاصات،ـ وعيب
السبب ،ورفع التعدي المادي ،و التعسف التظلم اإلداري ،وإذا ضعف جهاز المناعة في الجسم البشري ،يصاب ذلك الجسم بالعلل
واألسقام ،وإذا ضعف القضاء اإلداري ينتظر التظلم والتعسف في المجتمع.لهذا فوجود رقابة قضائية على مشروعية تصرفات اإلدارة
يمثل ضمانة مهمةـ من ضمانات حقوق األفراد وحرياتهم ،والقاضي هو مفتاح االلتزام بسيادة القانون ويتوقف عليه احترامه بمعناه
.الواسع الذي يتجاوز التقيد المجرد بالنصوص إلى احترام مضمون القانون من حيث وجوب حمايته لحقوق اإلنسان
لدى فالنظام القضائي في الدولة يمثل سيادتها القانونية القائمة على احترام حقوق اإلنسان فيما يوفره من عناصر تتمثل في تكوين
جهاتـ التقاضي واختيار القضاة وضمان استقاللهم وحيادهم ،وبالتالي تمثل الحماية القانونية المخولة لجميع أفراد المجتمع تكملة
للحماية القضائية اإلدارية ،فهماـ وجهان لعملة واحد .ألن الحماية القضائية اإلدارية تعتمد في بسط حمايتها على نصوص قانونية غالبا
.ما تقع اإلشارة إليها في القاعدة المستنبطة
فقد تمثلت وظيفة النظام القضائي في إيجاد قضاء يعمل على ضمان احترام الحقوق والحريات في التشريعات الداخلية من خالل
الرقابة على أعمال اإلدارة وضمان مشروعية تصرفاتها ،إذ أن وجود اإلدارة طرفا في عالقة قانونية مع األفراد ،بما تتمتع به
سلطة وامتيازات كثيرة ،يؤدي في كثير من األحيان غالى تجاوز اإلدارة في استعمالها للسلطة المخولة لها ،كما قد يحدث أن تتجاهل
.اإلدارة بعض القواعد القانونية التي سنها المشرع حفاظا على مصلحة األفراد
فاإلدارة ذاك االتصال المستمر بحياة الفرد وقد تؤدي أخطاءها إلى اإلضرار بهم واالعتداء على حقوقهم ،ومن مقتضيات العدالة
ومقوماتها ان تخضع اإلدارة لحكم القانون وان تكون كلمة القانون هي العليا ،والبد لذلك من تنظيم رقابة قضائية على أعمال اإلدارة
.تضمن سيادة حكم القانون
يقول األستاذ عبد الرزاق الشهوري في هذا المعنى إن من كان مظلوما وكان خصمه قويا كاإلدارة فال بد له من مالذ يلوذ به ويتقدم
إليه بشكواه والشيء أكرم لإلدارة وأحفظ لمكانتها من أن تنزل مع خصمها إلى ساحة القضاء تنصفه أو تنتصف منه وذلك أدنى إلى
.الحق والعدل و أبقى للهيبة واالحترام
ولإلحاطة الفعلية بالدور الف ّع ال للقضاء اإلداري ،سنتطرق من زاوية ألنواع الرقابة القضائية ،وأسباب ظهور القضاء اإلداري
( المبحث األول) و من زاوية ثانية ،تطبيقات القضاء اإلداري وإلى أي مدى قام هذا األخير بحماية الحقوق والحريات األساسية
لألفراد ؟(المبحث الثاني)
التنظيم القضائي في أغلب الدول تماشى مع وجود نوعين من الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة حيث لم يميز النوع األول بين
األشخاص واإلدارة في مراقبة تصرفاتهم وبالتالي يخضعون لمسطرة القضاء العادي ،ويسمى نظام القضاء الموحد .أما النوع الثاني
فيسمى القضاء المزدوج .ويتم فيه التمييز بين منازعات األشخاص ويختص بها القضاء العادي والمنازعات اإلدارية وتخضع لقضاء
.متخصص هو القضاء اإلداري
حيث تختص جهة قضائية واحدة بالنظر في جميع المنازعات التي تنشأ بين األفراد أنفسهم أو بينهم وبين اإلدارة أو بين الهيئات
,اإلدارية ذاتها ،ويتواجد هذا النظام القضائي في انكلترا والواليات المتحدة األمريكية وبعض الدول األخرى
وعليه يتميز هذا النوع من القضاء كونه أكثر اتفاقا ً مع مبدأ المشروعية إذ يخضع األفراد واإلدارة إلى قانون واحد مما ال يسمح بمنح
.اإلدارة أي امتيازات في مواجهة األفراد
باإلضافة إلى بساطة إجراءات التقاضي إذا ما قورنت بأسلوب توزيع االختصاصات القضائية بين القضاء العادي واإلداري في نظام
.القضاء المزدوج
وباإلضافة هذا كله فقد وجهت إليه انتقادات من حيث انه يقضي على االستقالل الواجب توفره لإلدارة بتوجيه األوامر إليها مما يعيق
أدائها ألعمالها ,مما يدفع اإلدارة إلى استصدار التشريعات التي تمنع الطعن في قراراتها ,وال يخفى ما لهذا من أضرار بحقوق
.األفراد وحرياتهم
ومن جانب أخر فإن نظام القضاء الموحد يؤدي إلى تقرير مبدأ المسؤولية الشخصية للموظفين مما يدفع إلى الخشية من أداء عملهم
بالوجه المطلوب خوفا ً من المساءلة ,وإذا ما قرر القضاء تضمين الموظفين بناء على هذا المبدأ فانه يحرم المضرورين من اقتضاء
.التعويض المناسبـ لضعف إمكانية الموظف المالية غالبا ً
ويقوم النظام القضاء المزدوج على أساس وجود جهتين قضائيتين مستقلتين ،جهة القضاء العادي وتختص بالفصل في المنازعات
التي تنشأ بين األفراد أو بينهم وبين اإلدارة عندما تتصرف كشخص من أشخاص القانون الخاص ,ويطبق القضاء على هذا النزاع
.أحكام القانون الخاص
وجهة القضاء اإلداري تختص بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد واإلدارة عندما تظهر األخيرة بصفتها صاحبة السلطة
.وتتمتع بامتيازات ال يتمتع بها األفراد ويُطبق القضاء اإلداري في المنازعة المعروضة قواعد القانون العام
وتعتبر فرنسا مهد القضاء اإلداري ومنها انتشر هذا النظام في الكثير من الدول كمصر والعراق ,لما يتمتع به من خصائص مهمةـ ،
فالقضاء اإلداري قضاء انشائي يسهم في خلق قواعد القانون العام المتميزة عن القواعد العادية في ظل القانون الخاص والتي يمكن
.من خاللها تحقيق المصلحة العامةـ وحماية حقوق األفراد وحرياتهم
وبناءا ًعليه أصدر رجال الثورة الفرنسية قانون 24-16آب عام 1790نص على إلغاء المحاكم القضائية التي كانت تسمى
بالبرلمانات وانشأ ما يسمى باإلدارة القاضية او الوزير القاضي كمرحلة أولى قبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسي .وفي هذه المرحلة
كان على األفراد اللجوء إلى اإلدارة نفسها للتظلم إليها وتقديم الشكوى ،فكانتـ اإلدارة هي الخصم والحكم في الوقت ذاته ،وكان هذا
.األمر مقبوالً إلى حد ما في ذلك الوقت بسبب السمعة السيئة لقضاء (( البرلمانات )) التعسفية
وبإحداث مجلس الدولة في 1799 / 12 / 12في عهد نابليون وضعت اللبنة األولى للقضاء اإلداري الفرنسي وكان اختصاصه
.استشاريا ً أول األمر ,وبتاريخ 1872 / 5 / 24منح المجلس اختصاصا ً قضائيا ً باتا ً
ومنذ ذلك الحين تمتع القضاء اإلداري بالكثير من االستقالل والخصوصية تناسب وظيفته في الفصل بالمنازعات اإلدارية وإنشاء
.قواعد القانون اإلداري المتميزة أصالً عن قواعد القانون الخاص
ساهمت عدة أحداث و معطيات في إنشاء المحاكمـ اإلدارية بالمغرب ،ففي الخطاب الذي وجهه العاهل المغربي بمناسبة تأسيس
المجلس الوطني االستشاري لحقوق اإلنسان يوم 8ماي .1990أبرز الدور الريادي الذي ستلعبه المحاكم اإلدارية في حماية هذا
الحق ،إال أننا ال يمكن أن نعتبر الوضعية الداخلية المرتبطة بتعزيز النظام القضائي المغربي هي وحدها التي أنجبت هذا المولود
الجديد ،إنما هناك تأثير يمكن أن تمارسه األوضاع الدولية نتيجة مظاهر الصراع في المجتمع الدولي ،التي من الممكن أن تساهم في
.توجيه المشرع الوطني و التعجيل باتخاذ قرار إحداث المحاكمـ اإلدارية
.حاجة الدولة لألفراد :إن الدولة في حاجة إلى األفراد لتوفير أهم وسائل عملها:العنصر البشري و المالي1-
.فالعنصر البشري يتحدد في العاملين في مرافق الدولة بمختلف أصنافهم من أجل تسيير دواليبها المعقدة
.أما العنصر المالي فيتمثل في رؤوس األموال التي يقدمها الملتزمون الساعون إلى استثمار أموالهم في المشاريع العمومية
حاجة األفراد للدولة:إن الدولة بالنسبة لألفراد لم تعد تجسد لهم ذاك المظهر القوي فقط بل أصبحت رمز التماسك و التضامن 2-
االجتماعي و أنها منبع الخدماتـ االجتماعية التي يحتاج إليها األفراد الذين بدءوا يطالبون بإشباع حاجاتـ عامة متنوعة و متعددة لم
.يكونوا في السابق يطالبون بها مثل النقل ،توزيع الماء و الكهرباء...الخ
التعايش بين الدولة و األفراد:نظرا لهذه الحاجة المتبادلة التي إزاءها ال يمكن للفرد أن يكون في غنى عن الدولة و ال الدولة أن 3-
تكون في غنى عن الفرد ،فالعالقة بينهما لم تعد عالقة وصاية من طرف الدولة على األفراد بل أصبحت عالقة تعايش و هذا التعايش
بين الدولة وألفراد يتطلب إيجاد توازن بين مصالحهما المشتركة و التوفيق بين حاجة كل منهما لآلخر.و لتحقيق هذا التوازن البد من
جهاز مستقل يتوفر فيه الحياد ليضمن حقوق كل طرف ،و هذا هو دور القضاء اإلداري و إليه يطمئن األفراد و تطمئن الدولة في
نفس الوقت .فبالنسبة لألفراد يشكل ضمانة تجعلهم يتشجعون في التعامل مع الدولة فيقبل الراغبون في العمل على تقبل شغل
.المناصب في دواليبها ،كما يقبل أصحاب رؤوس األموال على استثمار أموالهم في المشاريع التي تخططها
أما بالنسبة للدولة فان القضاء اإلداري سيضمن لها الكثير من حرية التصرف و يجعلها مطمئنة فيما لو أنها أخطأت فلن يترتب على
خطئها ظلم دائم ألن هناك جهاز سيحكم عليها برفع هذا الخطأ و هو الجهاز الذي يوفر الكل من الوسائل القانونية و االجتهادات
.القضائية التي تترك لها قدرا من الحرية
فالقضاء اإلداري زيادة على كونه يقوم بدور الحفاظ على التوازن ألنه يقوم بدور اجتماعي متمثل في تكريس التعايش مع الفرد و
.الدولة إضافة إلى دوره في تحقيق العدالة
وهكذا يالحظ بأن إنشاء المحاكم اإلدارية جاء لتعزيز الرقابة الممارسة على اإلدارة و لتكريس مبدأ المركزية المنازعات اإلدارية،
.التي ينبغي أن تكون مواكبة للتطور السريع الحاصل في المجال الالمركزية اإلدارية
فكل دولة مطالبة بتحسين صورتها على الصعيد الدولي ،عن مدى التزامها الفعلي بقضية حقوق األفراد و خلق جهاز قضائي يتكيف
.مع الشروط التي تفرضها المعامالت الدولية
المبحث الثاني:رصد حماية الحقوق و الحريات من خالل تطبيقات دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة
في ظل كل دولة تحترم القانون وتلتزم بحقوق اإلنسان ،أن تخضع كل أنشطتها التنفيذية لقاعدة عُليا ،والتي يجب أن تتوافق مع
الدستور ومع مبادئ العامة للقانون وحتى مع مجموعة قواعد اآلداب و إال تعرضت كل األنشطة المخالفة لجزاء من طرف القضاء،
.وعندما يتعلق األمر بقرارات إدارية تنفيذية فيتم الطعن فيها باإللغاء بسبب تجاوز السلطة
إن القضاء هنا ملزم لحد ما بأن يكون على علم بثقافة حقوق اإلنسان حتى يضمن حسن ممارستها خاصة وأن نصوص قانونية ال
تكتسب قيمتها الحقيقة إال بمقدار الجهود المبذولة لتنفيذها و حمايتها من الخروقات المختلفة و ينطبق هذا بشكل أساسي على ممارسة
.الحقوق و الحريات
.انخرط المغرب إلى منظومة حقوق اإلنسان منذ مطلع التسعينيات في ظالل السياسة الرشيدة للمرحوم الحسن الثاني
فقد وضعت اللبنة األولى لحماية حقوق اإلنسان سنة 1990حينما تم إنشاء المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان ،وتعيين أول وزارة
.منتدبة لدى الوزير األول مكلفة بحقوق اإلنسان في حكومة 1993
ومع اعتالء جاللة الملك محمد السادس العرش ،تضاعفت الجهود من أجل تطوير وتوسيع نطاق حقوق اإلنسان ،بحيث تم فتح
.اوراش كبرى في هذا المجال بهدف ضمان وحماية حقوق اإلنسان من جهة وترسيخ ثقافة الحوار االجتماعي من جهة ثانية
ويعتبر إحداث مؤسساتـ وهيئات جديدة ،وتجديد وتطوير تلك القائمة تعبيرا حقيقيا نحو كسب رهان الديمقراطية في مجال حقوق
.اإلنسان ببالدنا
فهيئة اإلنصاف والمصالحة ،التي تعتبر األولى من نوعها في العالم العربي واإلسالمي ،شكلت خطوة هامة في ميثاق حقوق اإلنسان،
.من أجل البحث عن الحقيقة ومن أجل مصالحة المغرب مع نفسه ،وبالتالي انطالقة للمسار الديمقراطي
إذ سنحت لضحايا االعتداءات والتجاوزات الماضية لحقوق اإلنسان التعبير عن اآلالم التي تعرضوا لها بحيث أصبح بإمكانهم وصف
.ذلك في جلسات عمومية تابعها الرأي العام الوطني والدولي مباشرة على شاشة التلفزة الوطنية
وبخصوص حقوق المرأة ذهب خطاب الملك محمد السادس أمام البرلمان في دورة 10أكتوبر 2003إلى اإلعالن عن خطوط
عريضة لمدونة جديدة لألسرة عن طريق تعديل بعض النصوص القانونية القديمة واستبدال أخرى بنصوص من شأنها رد االعتبار
.للمرأة وصون كرامتها وجعلها تتمتع بحقوقها كاملة
ومن أجل التصدي لبعض خروقات اإلدارة العمومية تم إحداث ديوان المظالم لترسيخ دولة الحق والقانون وهي مؤسسة تستمد
مرجعيتها من نصوص الشريعة اإلسالمية ،ومما درج عليه الملوك والسالطين العلويين من تقاليد وعادات في رفع الجور الذي
.يمارسه األقوياء من أصحاب السلطة والنفوذ على المستضعفين من مرؤوسيهم ومن الرعية والمواطنين
ولم تستثنى حقوق الطفل من منظومة النهوض بحقوق اإلنسان في بالدنا بل اتخذت عدة إجراءات وتدابير بدءا بمدونة األسرة الجديدة
التي تحفظ للطفل رعاية متكاملة سواء عاش بين أحضان أمه وأبيه أو شاءتـ له األقدار أن ينمو بعيدا عن أحدهما أو كليهما ،ويعتبر
.المرصد الوطني للطفل من أهم المنجزات في هذا الميدان
وتشكل مؤسسة محمد الخامس للتضامن مظهرا جديدا لالعتناء بحقوق اإلنسان ،نظرا لما تقوم به من أعمال التكافل والتضامن
االجتماعي ومبادرات اجتماعية لفائدة فئات المواطنين الذين يعيشون وضعية اقتصادية واجتماعية غير قارة ،وبالنظر كذلك إلى
.المخططات والبرامج التي تنفذها في إطار التنمية المستديمة
إن كل هذه المبادرات التي تم اتخاذها وهذه األوراش التي تم فتحها في مجال حقوق اإلنسان وأفكار أخرى يفرزها الواقع المعاش،
إنما تدل على اإلرادة الحقيقية للمغرب من أجل إقرار وترسيخ دولة الحق والقانون ،وللقطع مع الماضي المؤلـم ،ولتأسيس ثقافة
.حقيقية لحقوق اإلنسان ببالدنا وكسب رهان الديمقراطية بمفهومها المعاصر
ومن المهم اإلشارة إلى أنه يمكن النظر إلى المساواة كمبدأ قبل أن ينظر إليه كحق،حيث تعد ركنا لبناء دولة الحق و القانون إلى جانب
.احترام تسلسل القواعد القانونية و استقاللية القضاء
لقد كان مبدأ المساواة محل العديد من قرارات المجلس األعلى وأحكام المحاكمـ اإلدارية و باالطالع على العديد من القرارات و الحكام
القضائية اإلدارية يتضح أن القضاء اإلداري ال يتردد في التصريح باإللغاء إذا ما تبث له خرق أو مساس بمبدأ المساواة غير أن
.السؤال يطرح حول رأي المواطن وتصوره حول دور القضاء اإلداري المغربي في حمايته لهذا المبدأ
لقد كان الجتهادات المجلس األعلى دور مهم في توضيح المقصود من مبدأ المساواة في العديد من قراراته إذ ال يصرح بإلغاء القرار
المطعون فيه إال بعد تأكده من المساسـ الفعلي بالحق في المساواة وهذا ما يتضح من خالل قراره الذي جاء فيه(..إن مبدأ المساواة في
تحمل التكاليف العمومية ال ينطبق اال فيما يتعلق باألشخاص الموجودين في حالة مماثلة إذ أن اإلدارة من حقها أن تسن أنظمة متباينة
ألصناف متباينة من األفراد أو النشاطاتـ بدون أن تخرق من أجل ذالك مبدأ المساواة..فالقرار المطعون فيه آل يخترق مبدأ المساواة
أمام التكاليف العمومية)...
غير أنه إذا اتضح أن اإلدارة ميزت في التعامل بين مواطنين من نفس الصنف أو الفئة فان المجلس األعلى ال يتردد في التصريح
باإللغاء و هذا ما جاء في قراره(...يعتبر إخالالً بمبدأ المساواة ومن ثم شططا في استعمال السلطة :رفض الوزير الفالحة منح
الطالب شهادة بطبيعة األرض المطلوبة)...
ومن المالحظ أن مجال الوظيفة العمومية شكل مجاال خصبا لخرق مبدأ المساواة ،و بالتالي لتصريح القضاء اإلداري المغربي بإلغاء
القرارات الغير القانونية حيث نجد مثال فيما يخص ترقية الموظفين أن المجلس األعلى قضى بأن(..مبدأ مساواة الموظفين أمام القانون
و أمام الفرص المتاحة لترقيتهم يفرض على اإلدارة أن تستجيب لطلب الطاعنين الذين يوجدون في نفس الوضعية القانونية التي كان
)عليها أحد زمالئهم و رفض إدماجهم في سلم واحد جميعا ،قرار يتسم بالتجاوز في استعمال السلطة)...
وإذا كان القضاء اإلداري المغربي ال يتردد في التصريح باإللغاء نظرا لخرق مبدأ المساواة فان السؤال المطروح هو هل هذا
االعتقاد سائد لدى المواطن المغربي؟ بعبارة أخرى هل المواطن المغربي يعلم بأن القضاء اإلداري المغربي يؤدي دوره في حماية
مبدأ المساواة في القضايا المعروضة أمامه بشكل جيد؟
:مدى قدرة القضاء اإلداري المغربي على حماية مبدأ المساواة في نظر المواطن-
باالعتماد على االستمارة التي سبق اإلشارة إليها و على معطياتها و بطرحنا للسؤال اآلتي :في نظرك ما هو مستوى حماية القضاء
:اإلداري المغربي للحق في المساواة؟ ضعيف-متوسط أم جيد؟نحصل على الجدول التالي
لقد ذهب 151من المشاركين في عينة البحث بأن حماية القضاء لحق المساواة ضعيفة أي ما يمثل نسبة 50.33في المائة و مما
يثير التساؤل أن 120آخرين يرون أن مستوى الحماية متوسط أي ما يقابل 40أي أن 90.33في المائة ال يرون بأن القضاء
.اإلداري يقوم بحماية جيدة للحق في المساواة
يعتبر حق الدفاع مبدأ مقدسا و لم يتوان القضاء في تكريسه كمبدأ من المبادئ العامةـ للقانون وذلك بالتصريح بإلغاء كل القرارات
.اإلدارية التي ال تحترمه وعد مبدأ حق الدفاع ذا مكانة متميزة لوروده بالشرائع السماوية ،و بالقوانين الوضعية
من المهم اإلشارة أن دوره ينحصر تدخله في النطاق بإلغاء القرارات التي ال تحترم حق الدفاع و بالتالي فال يمكنه تجاوز اختصاصه
أمام هيئات تأديبية أو التدخل بأية صيغة أخرى غير الوظيفة القضائية،و من تم فان الحاالت التي ال تعرض على القضاء ال مجال
.ألي دور له في حمايتها
إن عدم إنذار المتابع تأديبيا أمام المجلس التأديبي يعد خرقا لحق الدفاع ،ولقد وجدت تطبيقات عديدة لذلك في االجتهاد القضائي
اإلداري المغربي.ففي قرار للمجلس األعلى جاء فيه أن...":المرسوم الملكي المؤرخ في 17دجنبر 1968و المتمم لظهير 24فبراير
1958ال يبيح عدم استشارة المجلس التأديبي في حالة ترك الوظيفة إال بشرط أن ينذر الموظف بااللتحاق في أجل سبعة أيام من يوم
التبليغ و أن عدم مراعاة هذا األجل بأكمله يعتبر إغفاال إلجراء جوهري يترتب عنه إهدار للضماناتـ التأديبية
باإلضافة إلى وجود احترام اإلدارة للقيام بإنذار الموظف بااللتحاق بعمله فانه يجب عليها استدعاءه للحضور للمجلس التأديبي و
.تمكينه من االطالع على ما نسب إليه
إن هذه الحرية تعني باألساس تشكيل تجمعات خاصة تمنح اإلمكانية لمجموعة حق التبادل اآلراء و التعبير عن المواقف سياسية
.معينة
إن حرية التجمع و االجتماع ال يمكن حصرها في التجمعات بالشارع العمومي أو التجمهر فيه فقط أو في التنظيمات السياسية في حق
.االنتماء إلى أحزاب بل تعني أيضا حرية تشكيل جمعياتـ مدنية
و إذا كانت النصوص القانونية قد ضمنت ممارسة هذا الحق مكرسة بذلك لدعائم دولة الحق و القانون فان الواقع العملي أبان عن
الخروقات عديدة لهذا الحق مما جعل القضاء اإلداري المغربي أمام مسؤولية جسيمة لضمان ممارسة هذه الحرية و إلغاء القرارات
.الالمشروعة
تعد دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة ضمانة أساسية لممارسة حق التجمع أو االجتماع ،ذلك كلما تم منع ممارستهاـ إال و يصبح من
.حق المتضرر اللجوء إلى القضاء اإلداري حالة اختصاصه للطعن بإلغاء القرارات اإلدارية غير المشروعة
إن حرية التجمع حق أصيل لألفراد محفوظ بقوة القانون ،و ال يستوجب الحصول على ترخيص من اإلدارة أو إذن مسبق" .لكن و "
كما سبق القول فان األمر يستوجب توجيه تصريح إلى السلطات المحلية تسلم عنه هذه األخيرة وصال ،لكن المشكل الذي يقع هو أن
.السلطة المحلية في حاالت معينة أم أنها تمنع التجمع بإصدار قرار شفوي أو كتابي أو أنها تمنع تسليم الوصل
.و في الحالتين معا فان من حق المتضرر أو المتضررين اللجوء إلى القضاء اإلداري للطعن باإللغاء بسبب تجاوز السلطة
لقد عمل القضاء اإلداري المغربي على تكريس حماية حرية االجتماع و يتضح ذلك جليا من خالل دعوى اإللغاء بسبب تجاوز
السلطة المتعلقة بتأسيس الجمعيات و ذالك إيمانا منه بأن العلة ال تكمن فقط في تطبيق القانون و إنما أيضا في مدى مالئمة هذا القانون
لتحقيق العدالة.و في هذا الصدد قضت محكمة أكادير بأن":تأسيس الجمعيات في القانون المغربي يقوم على نظام تصريح غير خاضع
ألي ترخيص مسبق واإلدارة ملزمة بحكم القانون بتسليم وصل اإليداع ،و يختص القضاء وحده بمراقبة المشروعية أو المالئمة
"لنشاط الجمعية
إن مراقبة مالئمة و مشروعية نشاط جمعية ما ،ال يمكن أن يتخذ من طرف السلطة المحلية كذريعة لرفض تسلم الوصل و هذا ما
أكدته أيضا المحكمة اإلدارية بمراكش عندما صرحت بأنه":ال يحق للسلطة المحلية رفض تسليم وصل اإليداع المتعلق بتأسيس
".الجمعياتـ ،القضاء وحده هو المختص بمراقبة المشروعية و مدى احترام الجمعيات للقانون و التزامها به
ففي قرار للمجلس األعلى جاء فيه ":ينص الفصل التاسع من الدستور على حرية التجول و أنه ال يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه
.الحرية إال بمقضي القانون
.لكل مواطن الحق في الحصول على جواز سفر و ال يمكن أن يحرم منه إال عند وجود نص قانوني يمنع ذلك
يستوجب اإللغاء من أجل الشطط في استعمال السلطة مقرر العامل الذي يرفض طلب التجديد جواز سفر أو تسليم جواز جديد بالرغم
".من عدم وجود مانع قانوني يحول دون ذلك
ولقد كان إلنشاء المحاكم اإلدارية دور مهم في ضمان ممارسة هذه الحرية حيث أنها تجاوزت أحيانا التصريح بإلغاء القرارات
اإلدارية المطعون فيها إلى التصريح بكونها معدمة ،و هذا اتجاه سليم و محمود ذهبت إليه المحكمةـ اإلدارية بالرباط حيث اعتبرت
بأن ":القرار المعدوم هو القرار المشوب ،بعيب صارخ أو متناهي الجسامة ،كما لو كان مخالفا لمقتضيات الدستور،فان الطعن
.باإللغاء ضد مثل هذا القرار يكون جائزا في أي وقت دون التقيد بميعاد رفع دعوى اإللغاء
قرار االمتناع عن تجديد جواز السفر دون تبرير األسباب مخالفة لمقتضيات الفصل التاسع من الدستور ،و بالتالي يعتبر تجاوزا في
".استعمال السلطة و موجبا لإللغاء
إن أي إجراء شكلي إال و يرتبط بحقوق معينة قد تضيع على فئة معينة إذا تم تجاهل اإلجراءات الشكلية المرتبطة بنزع الملكية أو تم
القيام بها على شكل مخالف للقانون ،وهذا ما أكده قرار المجلس األعلى الذي جاء فيه...":من المبادئ العامة أن النصوص التشريعية
أو التنظيمية ال يمكن تعديلها أو إلغاؤها أو تمديد فترة مفعولها إال بمقتضى قرار من نفس النوع من لدن السلطة المختصة قانونا
باتخاذ النصوص المذكورة وأن القرار الذي خالف هذا المبدأ يكون معرضا لإللغاء و اإلبطال ...حيث إن ظهير 02/04/1955
صرح بأنه من المنفعة العامةـ إحداث طريق سريعة السير مسماةـ مدخل طريقي إلى ميناء الدار البيضاء وعدل تصميم و قوانين إعداد
.مختلف األحياء المجتازة
وحيث يتضح جليا مما تقدم أن القرار المطعون فيه تناول تصميم اإلعداد موضوع ظهير 02/04/1955و عدل تصفيفاته و مدد
".مفعوله لفترة 20سنة وبذلك خالف مبدأ موازاة االختصاصاتـ
إذا كان القضاء اإلداري المغربي في البداية يضع لنفسه حدودا و ذلك بتقييده الختصاصه في مراقبة السلطة التقديرية لإلدارة فانه
.تطور إلى أن يصدر قرارات جريئة القت استحسانا من العديد من الفقهاء والباحثين و توازت مع ترسيخ دعائم دولة الحق و القانون
ففي قرار للمجلس األعلى اكتفى فقط بأن اإلدارة أشارت إلى تواجد المصلحة العامة دون البحث أكثر"...حيث يعيب الطاعن علة
المقرر المطعون فيه إساءة استعمال السلطة وانعدام سبب نزع الملكية متوفرة ولهذا فان القرار المطلوب إلغاؤه ال يشوبه أي
"...شطط
و هكذا فان القضاء اإلداري المغربي أرسى قواعد مهمة من شأنهاـ تكريس حماية حق الملكية و هو ما أجمله أحد قضاة المحاكم
:اإلدارية في القواعد التالية
إن الطعن باإللغاء ضد مشروع نزع الملكية مقبول ما دام هذا المشروع نشر في الجريدة الرسمية و قامت اإلدارة نفسها بترتيب 1-
.اآلثار القانونية عليه وأثبتت عنه حقوقا للغير و أسقطت أخرى( قرار المجلس األعلى عدد 212بتاريخ )29/06/1998
يجب أن ال يتضمن المشروع ما من شأنه التأثير في مراكز المنزوع ملكيتهم أو المس بحقوقهم و من ذلك تضمينه إجراءات وآجاالً2-
ال يتضمنها عادة إال مرسوم نزع الملكية(قرار المجلس األعلى عدد 533بتاريخ)7/12/1995
يجب على اإلدارة أن تقف في المشروع عند الحدود التي رسمها المشرع لمشروع المتعلق بنزع الملكية و المتمثلة في اإلفصاح 3-
.عن نية اإلدارة في ممارسة سلطتها في هذا المجال دون أن تعطي له أثرا قانونيا وترتب عليه حقوقا و تسقط أخرى
.يجب تضمين مشروع نزع الملكية كونه اتخذ باقتراح من الوزير المعني باألمر تحت طائلة البطالن 4-
ال يوجد ما يمنع اإلدارة من تالفي اختالالت سابقة و ذلك بإصدار مرسوم جديد تحترم فيه اإلجراءات القانونية و تتالفى فيه 5-
".العيوب التي شابت مقررا سابقا
لقد عمل المجلس األعلى في قرارات عديدة على حماية حرية التجارة و إلغاء القرارات اإلدارية المتسمةـ بتجاوز السلطة لخرقها مبدأ
حرية التجارة قواعد قانونية بشكل خاطئ و بشكل يحرم الطاعن من حقه في ممارسة نشاطه التجاري و بذلك صرح المجلس األعلى
منذ السنوات األولى إلنشائه أنه...":إذا كان من حق العامل وهو يتصرف كسلطة بديلة للشرطة أن يتخذ التدابير الضرورية لتجنب
الخطر الذي يمكن أن يشكله على النظام و األخالق العامة ارتياد األطفال في سن التمدرس لقاعات األلعاب المعروفة بالعاب النباهة
فال يمكن له أن يمس بحرية التجارة أن يتخذ تدبيرا له طابع شامل و مطلق لمنع استغالل تلك المحالتـ وال أن يقرن فتح تلك المحالت
"بالحصول على رخصة مسبقة
.فالقضاء اإلداري المغربي إذن يقوم بحماية مهمة لضمان ممارسة حرية التجارة
يعرف اإلضراب بالتوقف العمدي عن العمل وذلك من أجل تحسين وضعية العمل أو إثارة االنتباه إلي قضية هي من صميمه في
.نطاق القوانين المنظمة
صرحت المحكمة اإلدارية بمكناس في أحد أحكامها أن"...حق اإلضراب حق دستوري أكدته جميع الدساتير المتعاقبة ...عدم صدور
تشريع تنظيمي يحدد كيفية ممارسة حق اإلضراب ال يعني إطالق هذا الحق بال قيود بل ال بد من ممارسته في إطار ضوابط تمنع من
إساءة استعماله و تضمن انسجامهـ مع مقتضيات النظام العام و السير العادي للمرافق العمومية على نحو ال يمس سيرها المنتظم بشكل
.مؤثر
ويتعلق األمر بموقف القضاء في حكمه المتعلق بالسيد محمد الحيحي الذي كان قد أضرب عن العمل كأستاذ في وزارة التربية
الوطنية و الشبيبة و الرياضة و الذي اتخذت الحكومة في حقه قرار يقضي بتوقيفه عن مهامهـ بدون راتب اعتمادا على الفصل
الخامس من مرسوم 1958الشيء الذي أدى بهذا الموظف إلى القيام بطعن أمام الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى التي أدى بهذا
الموظف إلى القيام بطعن أمام الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى التي اعتبرت عقوبة التوقيف قانونية على أساس أن السلطة التنظيمية
.العامة لرئيس الحكومة تمكنه من اتخاذ التدابير الالزمة لمواجهة اإلضراب في المرافق العامة
ويشاطر األستاذ بودالي عزيز أحد قضاة اإلداريين لرأي األستاذ محمد ضريف في كون القضاء المغربي وان لم ينكر مشروعية حق
اإلضراب فانه تعامل معهاـ بنوع من الحذر حسب الظروف الزمنية و المكانية و المناخ السياسي السائد وأهميته وحجم المطالب
.المهنية وأن القضاء يميل في هذا الصدد إلى التضييق من ممارسةـ حق اإلضراب
ولقد حظي حق التربية و التعليم بأهمية كبيرة سواء في االتفاقيات الدولية أو في التشريع المغربي و إن كانت هذه الحماية لم تمنع من
.المساسـ بهذا الحق الشيء الذي دفع البعض من المتضررين إلى اللجوء إلى القضاء اإلداري
بالرجوع إلى االجتهادات القضائية الصادرة في ميدان التعليم نجد أن النقاش األساسي الذي أثير بجدية هو ما يتعلق بالحق في المتابعة
.الدراساتـ العليا من أجل التسجيل بصف الدكتوراه و ذلك ناتج عما أثرته االنتقاء
وتبعا لذلك فقد تم الوقوف على رأيين متباينين األول مع حماية حق التعليم باعتباره حقا أصيال ال يقبل االنتقاص منه بأية وسيلة و
.الثاني أقل حماية وضمانا لحق التعليم
جاء بحكم للمحكمة اإلدارية بأكادير أن ....":حق التعليم حق دستوري أساسي ال ينبغي أن يطاله أي تضييق أو تغيير يمس جوهر
الحق في مبدأ تعميم التعليم في جميع مراحله" أكدت أن التحديد العددي المسبق للطاقة االستيعابية لولوج السلك الثالث بمثابة اإلغالق
.الجزئي لمرفق الجامعةـ
.أي مرسوم تنظيمي ينبغي أن ال يمس حق التعليم كحق دستوري تحت طائلة استبعاده
التوصيات و المذكرات و الدوريات الصادرة عن الجهة اإلدارية ليس لها طابع اإللزام للجامعةـ كمؤسسةـ مستقلة هذه اإللزامية التي ال
".تتوفر إال لنصوص التشريعية و التنظيمية
و في هذا الصدد أمرت نفس المحكمة بإيقاف تنفيذ قرار إداري يحول دون ممارسة الطاعن لحق التعليم و ذلك عندما صرحت
بأنه...":يكون من األجدى إيقاف تنفيذ قرار يحول دون ممارسة الطاعن لحق دستوري و طبيعي حتى يتم التأكد من عدم أحقيته في
مواصلة الدراسة بمقتضى القوانين و التنظيمات الجارية إذ لن تخسر اإلدارة بعد ذلك شيئا إذا صرفته عن مدرجاتـ الجامعة فيما لو
".قضي برفض طعنه فألن تخطئ الجامعة بتسجيل أشخاص غير محقين في االنتساب إليها خير من أن تخطئ في فصل من له الحق
ولقد أكدت المحكمةـ اإلدارية بالرباط ضمان ممارسة حق التعليم عندما قضت بأن....":القرارات اإلدارية الصادرة في إطار
االختصاص التقديري لإلدارة ال تخضع لرقابة القضاء اإلداري إال إذا كان األمر يتعلق بوقائع مادية غير موجودة أو عند وجود ذلك
.في القانون أو انحراف في استعمال السلطة أو خطأ بين التقدير
إن اإلدارة المطلوبة في الطعن حينما علقت قبول ملف التسجيل الطلبة في دبلوم الدراساتـ العليا المعمقة على شرط الميزة في إحدى
سنوات اإلجازة تكون قد عرضت قرارها هذا الخطأ بين يتمثل في سوء تقديرها لمقاييس االنتقاء نظرا لكون ذلك سيؤدي إلى إقصاء
فئة عريضة من الطلبة و حرمانهم من حقهم في مواصلة التعليم الذي قبل أن يكون حقا دستوريا فهو حق إنساني و طبيعي الذي ال
".يمكن لإلدارة أن تحد من مداه مما يجعل القرار متسما بتجاوز السلطة و موجبا للتصريح بالغاه
إذا كان يستنتج مما سبق أن بعض المحاكم تعمل جاهدة في ضمان ممارسة حق التعليم فان المحكمةـ اإلدارية بمراكش وان صرحت
بضمان ممارسةـ الحق إال أنها اعترفت لإلدارة بأحقيتها في الحد منه عبر دوريات أو مناشير ،وهذا ما يتضح من حكمهاـ الذي
صرحت فيه أن ":حق التعليم و إن كان حقا دستوريا من حق الجميع فان ذلك ال يتعارض و تنظيمه و ضبطه بقواعد عامة...عدم
"....منازعة الطاعن في عدم توفره على شروط الزمة للتسجيل يجعل القرار معلال تعليال سليما
خاتمة
عرف المغرب انتقاال نوعيا ويكاد يكون ملموسا ً في مجال حماية الحقوق و حريات األساسيةـ لألفراد ،وذلك نظراً للدور الذي لعبه
القضاء اإلداري في حماية هذه الحقوق و الحريات ،رغم التحديات التي يواجههاـ هذا األخير في تطبيق مقتضياته و أهدافه .إذ شهد
القضاء اإلداري في األعوام األخيرة تطورات ايجابية كما أنها تقودنا إلى الجزم بكل موضوعية و استنادا إلى أحكام عديدة صادرة
.عـن مختلف المحاكمـ اإلدارية بالمغرب