You are on page 1of 10

‫دور القضاء اإلداري في حماية حقوق وحريات األفراد‬

‫‪ :‬الفهرس‬

‫المقدمة ‪1 :‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ‪5‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬أوجه الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ‪5‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬رصد حماية الحقوق و الحريات من خالل تطبيقات دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة ‪14‬‬
‫المطلب األول‪:‬تطور حقوق اإلنسان في المغرب ‪15‬‬

‫‪ :‬المقدمة‬

‫سعى القضاء اإلداري منذ أن بُعث‪ ،‬إلى إحداث التوازن بين الحاكم والمحكومين‪ ،‬وحماية الحقوق والحريات الفردية والجماعية ‪،‬‬
‫ومثـل القضاء اإلداري في جسم المجتمع ‪ ،‬كمثل جهاز المناعة في الجسم البشري‪ ،‬فإذا كان جهاز المناعة يقاوم األمراض‪،‬‬
‫والفيروسات‪ ،‬والميكروبات والطفيليات‪ ،‬فإن القضاء اإلداري يقاوم الشطط في استعمال السلطة ‪ ،‬والتجاوز في االختصاصات‪،‬ـ وعيب‬
‫السبب‪ ،‬ورفع التعدي المادي‪ ،‬و التعسف التظلم اإلداري‪ ،‬وإذا ضعف جهاز المناعة في الجسم البشري‪ ،‬يصاب ذلك الجسم بالعلل‬
‫واألسقام‪ ،‬وإذا ضعف القضاء اإلداري ينتظر التظلم والتعسف في المجتمع‪.‬لهذا فوجود رقابة قضائية على مشروعية تصرفات اإلدارة‬
‫يمثل ضمانة مهمةـ من ضمانات حقوق األفراد وحرياتهم ‪ ،‬والقاضي هو مفتاح االلتزام بسيادة القانون ويتوقف عليه احترامه بمعناه‬
‫‪.‬الواسع الذي يتجاوز التقيد المجرد بالنصوص إلى احترام مضمون القانون من حيث وجوب حمايته لحقوق اإلنسان‬

‫لدى فالنظام القضائي في الدولة يمثل سيادتها القانونية القائمة على احترام حقوق اإلنسان فيما يوفره من عناصر تتمثل في تكوين‬
‫جهاتـ التقاضي واختيار القضاة وضمان استقاللهم وحيادهم ‪ ،‬وبالتالي تمثل الحماية القانونية المخولة لجميع أفراد المجتمع تكملة‬
‫للحماية القضائية اإلدارية‪ ،‬فهماـ وجهان لعملة واحد‪ .‬ألن الحماية القضائية اإلدارية تعتمد في بسط حمايتها على نصوص قانونية غالبا‬
‫‪.‬ما تقع اإلشارة إليها في القاعدة المستنبطة‬

‫فقد تمثلت وظيفة النظام القضائي في إيجاد قضاء يعمل على ضمان احترام الحقوق والحريات في التشريعات الداخلية من خالل‬
‫الرقابة على أعمال اإلدارة وضمان مشروعية تصرفاتها ‪ ،‬إذ أن وجود اإلدارة طرفا في عالقة قانونية مع األفراد ‪ ،‬بما تتمتع به‬
‫سلطة وامتيازات كثيرة ‪ ،‬يؤدي في كثير من األحيان غالى تجاوز اإلدارة في استعمالها للسلطة المخولة لها ‪ ،‬كما قد يحدث أن تتجاهل‬
‫‪.‬اإلدارة بعض القواعد القانونية التي سنها المشرع حفاظا على مصلحة األفراد‬

‫فاإلدارة ذاك االتصال المستمر بحياة الفرد وقد تؤدي أخطاءها إلى اإلضرار بهم واالعتداء على حقوقهم ‪ ،‬ومن مقتضيات العدالة‬
‫ومقوماتها ان تخضع اإلدارة لحكم القانون وان تكون كلمة القانون هي العليا ‪ ،‬والبد لذلك من تنظيم رقابة قضائية على أعمال اإلدارة‬
‫‪ .‬تضمن سيادة حكم القانون‬

‫يقول األستاذ عبد الرزاق الشهوري في هذا المعنى إن من كان مظلوما وكان خصمه قويا كاإلدارة فال بد له من مالذ يلوذ به ويتقدم‬
‫إليه بشكواه والشيء أكرم لإلدارة وأحفظ لمكانتها من أن تنزل مع خصمها إلى ساحة القضاء تنصفه أو تنتصف منه وذلك أدنى إلى‬
‫‪.‬الحق والعدل و أبقى للهيبة واالحترام‬

‫ولإلحاطة الفعلية بالدور الف ّع ال للقضاء اإلداري ‪ ،‬سنتطرق من زاوية ألنواع الرقابة القضائية‪ ،‬وأسباب ظهور القضاء اإلداري‬
‫( المبحث األول) و من زاوية ثانية ‪ ،‬تطبيقات القضاء اإلداري وإلى أي مدى قام هذا األخير بحماية الحقوق والحريات األساسية‬
‫لألفراد ؟(المبحث الثاني)‬

‫المبحث األول ‪ :‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‬


‫تعد رقابة القضاء على أعمال اإلدارة أهم صور الرقابة وأكثرها ضمانا لحقوق األفراد وحرياتهم لما تتميز به الرقابة القضائية من‬
‫‪ ..‬استقالل وحياد ‪،‬و لتكتمل مكونات الدولة القانونية البد من وجود تنظيم للرقابة القضائية على مختلف السلطات فيها‬
‫تحت مظلة القضاء العادل تحترم الحريات وتصان الحقوق وبغياب هاته ال ِم ظلة القضائية العادلة المستقل النزيهة تهدر الحقوق وتنتهك‬
‫‪ .‬الحرمات ‪ .‬ومن مقتضيات العدل أن تخضع الدولة بهيئاتها وأفرادها جميعهم ألحكام القانون وال تبتعد عن نطاقه‬

‫المطلب األول ‪ :‬أوجه الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‬

‫التنظيم القضائي في أغلب الدول تماشى مع وجود نوعين من الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة حيث لم يميز النوع األول بين‬
‫األشخاص واإلدارة في مراقبة تصرفاتهم وبالتالي يخضعون لمسطرة القضاء العادي‪ ،‬ويسمى نظام القضاء الموحد ‪.‬أما النوع الثاني‬
‫فيسمى القضاء المزدوج ‪ .‬ويتم فيه التمييز بين منازعات األشخاص ويختص بها القضاء العادي والمنازعات اإلدارية وتخضع لقضاء‬
‫‪.‬متخصص هو القضاء اإلداري‬

‫‪ .‬أوال ‪ :‬القضاء الموحد‬

‫حيث تختص جهة قضائية واحدة بالنظر في جميع المنازعات التي تنشأ بين األفراد أنفسهم أو بينهم وبين اإلدارة أو بين الهيئات‬
‫‪ ,‬اإلدارية ذاتها ‪ ،‬ويتواجد هذا النظام القضائي في انكلترا والواليات المتحدة األمريكية وبعض الدول األخرى‬

‫وعليه يتميز هذا النوع من القضاء كونه أكثر اتفاقا ً مع مبدأ المشروعية إذ يخضع األفراد واإلدارة إلى قانون واحد مما ال يسمح بمنح‬
‫‪ .‬اإلدارة أي امتيازات في مواجهة األفراد‬

‫باإلضافة إلى بساطة إجراءات التقاضي إذا ما قورنت بأسلوب توزيع االختصاصات القضائية بين القضاء العادي واإلداري في نظام‬
‫‪ .‬القضاء المزدوج‬

‫وباإلضافة هذا كله فقد وجهت إليه انتقادات من حيث انه يقضي على االستقالل الواجب توفره لإلدارة بتوجيه األوامر إليها مما يعيق‬
‫أدائها ألعمالها ‪ ,‬مما يدفع اإلدارة إلى استصدار التشريعات التي تمنع الطعن في قراراتها ‪,‬وال يخفى ما لهذا من أضرار بحقوق‬
‫‪ .‬األفراد وحرياتهم‬

‫ومن جانب أخر فإن نظام القضاء الموحد يؤدي إلى تقرير مبدأ المسؤولية الشخصية للموظفين مما يدفع إلى الخشية من أداء عملهم‬
‫بالوجه المطلوب خوفا ً من المساءلة‪ ,‬وإذا ما قرر القضاء تضمين الموظفين بناء على هذا المبدأ فانه يحرم المضرورين من اقتضاء‬
‫‪ .‬التعويض المناسبـ لضعف إمكانية الموظف المالية غالبا ً‬

‫‪ .‬ثانيا ً ‪ :‬القضاء المزدوج‬

‫ويقوم النظام القضاء المزدوج على أساس وجود جهتين قضائيتين مستقلتين ‪ ،‬جهة القضاء العادي وتختص بالفصل في المنازعات‬
‫التي تنشأ بين األفراد أو بينهم وبين اإلدارة عندما تتصرف كشخص من أشخاص القانون الخاص ‪ ,‬ويطبق القضاء على هذا النزاع‬
‫‪ .‬أحكام القانون الخاص‬

‫وجهة القضاء اإلداري تختص بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين األفراد واإلدارة عندما تظهر األخيرة بصفتها صاحبة السلطة‬
‫‪ .‬وتتمتع بامتيازات ال يتمتع بها األفراد ويُطبق القضاء اإلداري في المنازعة المعروضة قواعد القانون العام‬

‫وتعتبر فرنسا مهد القضاء اإلداري ومنها انتشر هذا النظام في الكثير من الدول كمصر والعراق ‪ ,‬لما يتمتع به من خصائص مهمةـ ‪،‬‬
‫فالقضاء اإلداري قضاء انشائي يسهم في خلق قواعد القانون العام المتميزة عن القواعد العادية في ظل القانون الخاص والتي يمكن‬
‫‪ .‬من خاللها تحقيق المصلحة العامةـ وحماية حقوق األفراد وحرياتهم‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب وجود القضاء اإلداري وأهميته‬


‫من المسلم به خضوع جل قرارات اإلدارة وتصرفاتها لرقابة القضاء وذلك ضمانا ً الحترام حقوق و حريات ‪ ،‬والقضاء اإلداري في‬
‫‪ .‬هذا المجــال له أكثر من خصوصية وميزته هذه تجعله أكثر بروزاً وتميزاً‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬ظهور القضاء اإلداري‪-‬‬


‫فرنسا مهد القضاء اإلداري ومنها قد انتشر إلى جل الدول األخرى وكان ظهور هذا النظام نتيجة لألفكار التي جاءتـ بها الثورة‬
‫الفرنسية عام ‪ ، 1789‬التي تقوم على أساس مبدأ الفصل بين السلطات ومن مقتضياته منع المحاكمـ القضائية التي كانت قائمة في ذلك‬
‫‪ .‬الوقت من الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية‬

‫وبناءا ًعليه أصدر رجال الثورة الفرنسية قانون ‪ 24-16‬آب عام ‪ 1790‬نص على إلغاء المحاكم القضائية التي كانت تسمى‬
‫بالبرلمانات وانشأ ما يسمى باإلدارة القاضية او الوزير القاضي كمرحلة أولى قبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسي ‪ .‬وفي هذه المرحلة‬
‫كان على األفراد اللجوء إلى اإلدارة نفسها للتظلم إليها وتقديم الشكوى ‪ ،‬فكانتـ اإلدارة هي الخصم والحكم في الوقت ذاته ‪ ،‬وكان هذا‬
‫‪ .‬األمر مقبوالً إلى حد ما في ذلك الوقت بسبب السمعة السيئة لقضاء (( البرلمانات )) التعسفية‬

‫وبإحداث مجلس الدولة في ‪ 1799 / 12 / 12‬في عهد نابليون وضعت اللبنة األولى للقضاء اإلداري الفرنسي وكان اختصاصه‬
‫‪ .‬استشاريا ً أول األمر ‪ ,‬وبتاريخ ‪ 1872 / 5 / 24‬منح المجلس اختصاصا ً قضائيا ً باتا ً‬

‫ومنذ ذلك الحين تمتع القضاء اإلداري بالكثير من االستقالل والخصوصية تناسب وظيفته في الفصل بالمنازعات اإلدارية وإنشاء‬
‫‪ .‬قواعد القانون اإلداري المتميزة أصالً عن قواعد القانون الخاص‬

‫الفقرة الثانية‪:‬أسباب إحداث المحاكمـ اإلدارية في المغرب‪-‬‬

‫ساهمت عدة أحداث و معطيات في إنشاء المحاكمـ اإلدارية بالمغرب ‪ ،‬ففي الخطاب الذي وجهه العاهل المغربي بمناسبة تأسيس‬
‫المجلس الوطني االستشاري لحقوق اإلنسان يوم ‪ 8‬ماي ‪ .1990‬أبرز الدور الريادي الذي ستلعبه المحاكم اإلدارية في حماية هذا‬
‫الحق‪ ،‬إال أننا ال يمكن أن نعتبر الوضعية الداخلية المرتبطة بتعزيز النظام القضائي المغربي هي وحدها التي أنجبت هذا المولود‬
‫الجديد‪ ،‬إنما هناك تأثير يمكن أن تمارسه األوضاع الدولية نتيجة مظاهر الصراع في المجتمع الدولي‪ ،‬التي من الممكن أن تساهم في‬
‫‪.‬توجيه المشرع الوطني و التعجيل باتخاذ قرار إحداث المحاكمـ اإلدارية‬

‫الفرع األول‪ :‬األسباب الداخلية إلنشاء المحاكم اإلدارية‬


‫أوال‪ -‬تكريس تعايش الفرد و الدولة‬
‫فمع زيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية و االجتماعية و زيادة مهامهاـ و تعقد أجهزتها‪ ،‬جعلها في حاجة إلى أفراد للقيام بمختلف‬
‫نشاطاتها ‪ ،‬هذه النشاطات التي زادت من حاجة األفراد إلى الدولة لتقديم المزيد من الخدمات و زادت من كثرة الترابط بين الفرد و‬
‫‪.‬اإلدارة و من تعدد فرص التعامل بين الجهتين‬

‫‪.‬حاجة الدولة لألفراد‪ :‬إن الدولة في حاجة إلى األفراد لتوفير أهم وسائل عملها‪:‬العنصر البشري و المالي‪1-‬‬

‫‪.‬فالعنصر البشري يتحدد في العاملين في مرافق الدولة بمختلف أصنافهم من أجل تسيير دواليبها المعقدة‬

‫‪.‬أما العنصر المالي فيتمثل في رؤوس األموال التي يقدمها الملتزمون الساعون إلى استثمار أموالهم في المشاريع العمومية‬

‫حاجة األفراد للدولة‪:‬إن الدولة بالنسبة لألفراد لم تعد تجسد لهم ذاك المظهر القوي فقط بل أصبحت رمز التماسك و التضامن ‪2-‬‬
‫االجتماعي و أنها منبع الخدماتـ االجتماعية التي يحتاج إليها األفراد الذين بدءوا يطالبون بإشباع حاجاتـ عامة متنوعة و متعددة لم‬
‫‪.‬يكونوا في السابق يطالبون بها مثل النقل‪ ،‬توزيع الماء و الكهرباء‪...‬الخ‬

‫التعايش بين الدولة و األفراد‪:‬نظرا لهذه الحاجة المتبادلة التي إزاءها ال يمكن للفرد أن يكون في غنى عن الدولة و ال الدولة أن ‪3-‬‬
‫تكون في غنى عن الفرد‪ ،‬فالعالقة بينهما لم تعد عالقة وصاية من طرف الدولة على األفراد بل أصبحت عالقة تعايش و هذا التعايش‬
‫بين الدولة وألفراد يتطلب إيجاد توازن بين مصالحهما المشتركة و التوفيق بين حاجة كل منهما لآلخر‪.‬و لتحقيق هذا التوازن البد من‬
‫جهاز مستقل يتوفر فيه الحياد ليضمن حقوق كل طرف‪ ،‬و هذا هو دور القضاء اإلداري و إليه يطمئن األفراد و تطمئن الدولة في‬
‫نفس الوقت‪ .‬فبالنسبة لألفراد يشكل ضمانة تجعلهم يتشجعون في التعامل مع الدولة فيقبل الراغبون في العمل على تقبل شغل‬
‫‪.‬المناصب في دواليبها‪ ،‬كما يقبل أصحاب رؤوس األموال على استثمار أموالهم في المشاريع التي تخططها‬

‫أما بالنسبة للدولة فان القضاء اإلداري سيضمن لها الكثير من حرية التصرف و يجعلها مطمئنة فيما لو أنها أخطأت فلن يترتب على‬
‫خطئها ظلم دائم ألن هناك جهاز سيحكم عليها برفع هذا الخطأ و هو الجهاز الذي يوفر الكل من الوسائل القانونية و االجتهادات‬
‫‪.‬القضائية التي تترك لها قدرا من الحرية‬

‫فالقضاء اإلداري زيادة على كونه يقوم بدور الحفاظ على التوازن ألنه يقوم بدور اجتماعي متمثل في تكريس التعايش مع الفرد و‬
‫‪ .‬الدولة إضافة إلى دوره في تحقيق العدالة‬
‫وهكذا يالحظ بأن إنشاء المحاكم اإلدارية جاء لتعزيز الرقابة الممارسة على اإلدارة و لتكريس مبدأ المركزية المنازعات اإلدارية‪،‬‬
‫‪.‬التي ينبغي أن تكون مواكبة للتطور السريع الحاصل في المجال الالمركزية اإلدارية‬

‫الفرع الثاني‪ -‬األسباب الخارجية المُنشئة للمحاكمـ اإلدارية بالمغرب‬


‫فالمغربـ جزء ال يتجزأ من المنظومة الدولية ‪ ،‬فهو عضو في أغلب المنظماتـ و صادق على مجموعة من اإلصالحات التي من‬
‫شأنها أن تهدف إلى دمقرطة المؤسسات و احترام حقوق اإلنسان ومن ثم يمكن اعتبار أحداث المحاكم اإلدارية بمثابة استجابة لهذه‬
‫‪.‬الحملة الدولية‪ ،‬المطالبة بالديمقراطية‪ ،‬و احترام حقوق اإلنسان‬

‫فكل دولة مطالبة بتحسين صورتها على الصعيد الدولي‪ ،‬عن مدى التزامها الفعلي بقضية حقوق األفراد و خلق جهاز قضائي يتكيف‬
‫‪.‬مع الشروط التي تفرضها المعامالت الدولية‬

‫المبحث الثاني‪:‬رصد حماية الحقوق و الحريات من خالل تطبيقات دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة‬

‫في ظل كل دولة تحترم القانون وتلتزم بحقوق اإلنسان ‪ ،‬أن تخضع كل أنشطتها التنفيذية لقاعدة عُليا‪ ،‬والتي يجب أن تتوافق مع‬
‫الدستور ومع مبادئ العامة للقانون وحتى مع مجموعة قواعد اآلداب و إال تعرضت كل األنشطة المخالفة لجزاء من طرف القضاء‪،‬‬
‫‪.‬وعندما يتعلق األمر بقرارات إدارية تنفيذية فيتم الطعن فيها باإللغاء بسبب تجاوز السلطة‬

‫إن القضاء هنا ملزم لحد ما بأن يكون على علم بثقافة حقوق اإلنسان حتى يضمن حسن ممارستها خاصة وأن نصوص قانونية ال‬
‫تكتسب قيمتها الحقيقة إال بمقدار الجهود المبذولة لتنفيذها و حمايتها من الخروقات المختلفة و ينطبق هذا بشكل أساسي على ممارسة‬
‫‪.‬الحقوق و الحريات‬

‫المطلب األول‪:‬تطور حقوق اإلنسان في المغرب‬

‫‪.‬انخرط المغرب إلى منظومة حقوق اإلنسان منذ مطلع التسعينيات في ظالل السياسة الرشيدة للمرحوم الحسن الثاني‬

‫فقد وضعت اللبنة األولى لحماية حقوق اإلنسان سنة ‪ 1990‬حينما تم إنشاء المجلس االستشاري لحقوق اإلنسان‪ ،‬وتعيين أول وزارة‬
‫‪.‬منتدبة لدى الوزير األول مكلفة بحقوق اإلنسان في حكومة ‪1993‬‬

‫ومع اعتالء جاللة الملك محمد السادس العرش‪ ،‬تضاعفت الجهود من أجل تطوير وتوسيع نطاق حقوق اإلنسان‪ ،‬بحيث تم فتح‬
‫‪.‬اوراش كبرى في هذا المجال بهدف ضمان وحماية حقوق اإلنسان من جهة وترسيخ ثقافة الحوار االجتماعي من جهة ثانية‬

‫ويعتبر إحداث مؤسساتـ وهيئات جديدة‪ ،‬وتجديد وتطوير تلك القائمة تعبيرا حقيقيا نحو كسب رهان الديمقراطية في مجال حقوق‬
‫‪.‬اإلنسان ببالدنا‬

‫فهيئة اإلنصاف والمصالحة‪ ،‬التي تعتبر األولى من نوعها في العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬شكلت خطوة هامة في ميثاق حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫‪.‬من أجل البحث عن الحقيقة ومن أجل مصالحة المغرب مع نفسه‪ ،‬وبالتالي انطالقة للمسار الديمقراطي‬

‫إذ سنحت لضحايا االعتداءات والتجاوزات الماضية لحقوق اإلنسان التعبير عن اآلالم التي تعرضوا لها بحيث أصبح بإمكانهم وصف‬
‫‪.‬ذلك في جلسات عمومية تابعها الرأي العام الوطني والدولي مباشرة على شاشة التلفزة الوطنية‬

‫وبخصوص حقوق المرأة ذهب خطاب الملك محمد السادس أمام البرلمان في دورة ‪ 10‬أكتوبر ‪ 2003‬إلى اإلعالن عن خطوط‬
‫عريضة لمدونة جديدة لألسرة عن طريق تعديل بعض النصوص القانونية القديمة واستبدال أخرى بنصوص من شأنها رد االعتبار‬
‫‪ .‬للمرأة وصون كرامتها وجعلها تتمتع بحقوقها كاملة‬
‫ومن أجل التصدي لبعض خروقات اإلدارة العمومية تم إحداث ديوان المظالم لترسيخ دولة الحق والقانون وهي مؤسسة تستمد‬
‫مرجعيتها من نصوص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومما درج عليه الملوك والسالطين العلويين من تقاليد وعادات في رفع الجور الذي‬
‫‪.‬يمارسه األقوياء من أصحاب السلطة والنفوذ على المستضعفين من مرؤوسيهم ومن الرعية والمواطنين‬

‫ولم تستثنى حقوق الطفل من منظومة النهوض بحقوق اإلنسان في بالدنا بل اتخذت عدة إجراءات وتدابير بدءا بمدونة األسرة الجديدة‬
‫التي تحفظ للطفل رعاية متكاملة سواء عاش بين أحضان أمه وأبيه أو شاءتـ له األقدار أن ينمو بعيدا عن أحدهما أو كليهما‪ ،‬ويعتبر‬
‫‪.‬المرصد الوطني للطفل من أهم المنجزات في هذا الميدان‬

‫وتشكل مؤسسة محمد الخامس للتضامن مظهرا جديدا لالعتناء بحقوق اإلنسان‪ ،‬نظرا لما تقوم به من أعمال التكافل والتضامن‬
‫االجتماعي ومبادرات اجتماعية لفائدة فئات المواطنين الذين يعيشون وضعية اقتصادية واجتماعية غير قارة‪ ،‬وبالنظر كذلك إلى‬
‫‪.‬المخططات والبرامج التي تنفذها في إطار التنمية المستديمة‬

‫إن كل هذه المبادرات التي تم اتخاذها وهذه األوراش التي تم فتحها في مجال حقوق اإلنسان وأفكار أخرى يفرزها الواقع المعاش‪،‬‬
‫إنما تدل على اإلرادة الحقيقية للمغرب من أجل إقرار وترسيخ دولة الحق والقانون‪ ،‬وللقطع مع الماضي المؤلـم‪ ،‬ولتأسيس ثقافة‬
‫‪.‬حقيقية لحقوق اإلنسان ببالدنا وكسب رهان الديمقراطية بمفهومها المعاصر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور القضاء اإلداري في حماية الحقوق القانونية و السياسية‬


‫الفقرة األولى‪ :‬الحق في المساواة‬
‫إن النظام السياسي المتشبع بحقوق اإلنسان و اإلرادة السياسية المقتنعة بها ‪ ،‬هما اللذان يضمنان كافةـ الحقوق‪.‬على اعتبار أن الحقوق‬
‫‪.‬األساسيةـ هي العمود الفقري لكل الحقوق األخرى بل هي مفتاحهاـ و الضامن لها‪،‬ضمن النظم السياسية‬

‫ومن المهم اإلشارة إلى أنه يمكن النظر إلى المساواة كمبدأ قبل أن ينظر إليه كحق‪،‬حيث تعد ركنا لبناء دولة الحق و القانون إلى جانب‬
‫‪.‬احترام تسلسل القواعد القانونية و استقاللية القضاء‬

‫الحق في المساواة بين حماية القضاء اإلداري المغربي وتصور المواطن‪-‬‬

‫لقد كان مبدأ المساواة محل العديد من قرارات المجلس األعلى وأحكام المحاكمـ اإلدارية و باالطالع على العديد من القرارات و الحكام‬
‫القضائية اإلدارية يتضح أن القضاء اإلداري ال يتردد في التصريح باإللغاء إذا ما تبث له خرق أو مساس بمبدأ المساواة غير أن‬
‫‪.‬السؤال يطرح حول رأي المواطن وتصوره حول دور القضاء اإلداري المغربي في حمايته لهذا المبدأ‬

‫‪:‬أوال مبدأ المساواة من خالل االجتهاد القضائي اإلداري‪-‬‬

‫لقد كان الجتهادات المجلس األعلى دور مهم في توضيح المقصود من مبدأ المساواة في العديد من قراراته إذ ال يصرح بإلغاء القرار‬
‫المطعون فيه إال بعد تأكده من المساسـ الفعلي بالحق في المساواة وهذا ما يتضح من خالل قراره الذي جاء فيه(‪..‬إن مبدأ المساواة في‬
‫تحمل التكاليف العمومية ال ينطبق اال فيما يتعلق باألشخاص الموجودين في حالة مماثلة إذ أن اإلدارة من حقها أن تسن أنظمة متباينة‬
‫ألصناف متباينة من األفراد أو النشاطاتـ بدون أن تخرق من أجل ذالك مبدأ المساواة‪..‬فالقرار المطعون فيه آل يخترق مبدأ المساواة‬
‫أمام التكاليف العمومية‪)...‬‬
‫غير أنه إذا اتضح أن اإلدارة ميزت في التعامل بين مواطنين من نفس الصنف أو الفئة فان المجلس األعلى ال يتردد في التصريح‬
‫باإللغاء و هذا ما جاء في قراره(‪...‬يعتبر إخالالً بمبدأ المساواة ومن ثم شططا في استعمال السلطة ‪ :‬رفض الوزير الفالحة منح‬
‫الطالب شهادة بطبيعة األرض المطلوبة‪)...‬‬
‫ومن المالحظ أن مجال الوظيفة العمومية شكل مجاال خصبا لخرق مبدأ المساواة‪ ،‬و بالتالي لتصريح القضاء اإلداري المغربي بإلغاء‬
‫القرارات الغير القانونية حيث نجد مثال فيما يخص ترقية الموظفين أن المجلس األعلى قضى بأن(‪..‬مبدأ مساواة الموظفين أمام القانون‬
‫و أمام الفرص المتاحة لترقيتهم يفرض على اإلدارة أن تستجيب لطلب الطاعنين الذين يوجدون في نفس الوضعية القانونية التي كان‬
‫)عليها أحد زمالئهم و رفض إدماجهم في سلم واحد جميعا‪ ،‬قرار يتسم بالتجاوز في استعمال السلطة‪)...‬‬

‫وإذا كان القضاء اإلداري المغربي ال يتردد في التصريح باإللغاء نظرا لخرق مبدأ المساواة فان السؤال المطروح هو هل هذا‬
‫االعتقاد سائد لدى المواطن المغربي؟ بعبارة أخرى هل المواطن المغربي يعلم بأن القضاء اإلداري المغربي يؤدي دوره في حماية‬
‫مبدأ المساواة في القضايا المعروضة أمامه بشكل جيد؟‬

‫‪:‬مدى قدرة القضاء اإلداري المغربي على حماية مبدأ المساواة في نظر المواطن‪-‬‬
‫باالعتماد على االستمارة التي سبق اإلشارة إليها و على معطياتها و بطرحنا للسؤال اآلتي ‪ :‬في نظرك ما هو مستوى حماية القضاء‬
‫‪:‬اإلداري المغربي للحق في المساواة؟ ضعيف‪-‬متوسط أم جيد؟نحصل على الجدول التالي‬

‫مستوى حماية القضاء اإلداري للحق في المساواة العدد النسبة‬


‫ضعيـف ‪ 50.33 151‬في المائة‬

‫‪%‬متوسـط ‪40 120‬‬

‫‪%‬جيـد ‪9.66 29‬‬

‫‪%‬المجمـوع ‪100 300‬‬

‫‪.‬المصدر مستخرج من عينة البحث‬

‫لقد ذهب ‪ 151‬من المشاركين في عينة البحث بأن حماية القضاء لحق المساواة ضعيفة أي ما يمثل نسبة ‪ 50.33‬في المائة و مما‬
‫يثير التساؤل أن ‪ 120‬آخرين يرون أن مستوى الحماية متوسط أي ما يقابل ‪ 40‬أي أن ‪ 90.33‬في المائة ال يرون بأن القضاء‬
‫‪.‬اإلداري يقوم بحماية جيدة للحق في المساواة‬

‫‪:‬الفقرة الثانية‪:‬القضاء اإلداري المغربي و الحق في الدفاع‬

‫يعتبر حق الدفاع مبدأ مقدسا و لم يتوان القضاء في تكريسه كمبدأ من المبادئ العامةـ للقانون وذلك بالتصريح بإلغاء كل القرارات‬
‫‪.‬اإلدارية التي ال تحترمه وعد مبدأ حق الدفاع ذا مكانة متميزة لوروده بالشرائع السماوية‪ ،‬و بالقوانين الوضعية‬

‫من المهم اإلشارة أن دوره ينحصر تدخله في النطاق بإلغاء القرارات التي ال تحترم حق الدفاع و بالتالي فال يمكنه تجاوز اختصاصه‬
‫أمام هيئات تأديبية أو التدخل بأية صيغة أخرى غير الوظيفة القضائية‪،‬و من تم فان الحاالت التي ال تعرض على القضاء ال مجال‬
‫‪.‬ألي دور له في حمايتها‬

‫‪ :‬إنذار الموظف بصفة قانونية*‬

‫إن عدم إنذار المتابع تأديبيا أمام المجلس التأديبي يعد خرقا لحق الدفاع‪ ،‬ولقد وجدت تطبيقات عديدة لذلك في االجتهاد القضائي‬
‫اإلداري المغربي‪.‬ففي قرار للمجلس األعلى جاء فيه أن‪...":‬المرسوم الملكي المؤرخ في ‪17‬دجنبر‪ 1968‬و المتمم لظهير ‪ 24‬فبراير‬
‫‪ 1958‬ال يبيح عدم استشارة المجلس التأديبي في حالة ترك الوظيفة إال بشرط أن ينذر الموظف بااللتحاق في أجل سبعة أيام من يوم‬
‫التبليغ و أن عدم مراعاة هذا األجل بأكمله يعتبر إغفاال إلجراء جوهري يترتب عنه إهدار للضماناتـ التأديبية‬

‫"‪...‬التي كفلها القانون للموظف‬

‫باإلضافة إلى وجود احترام اإلدارة للقيام بإنذار الموظف بااللتحاق بعمله فانه يجب عليها استدعاءه للحضور للمجلس التأديبي و‬
‫‪.‬تمكينه من االطالع على ما نسب إليه‬

‫الفقرة الثالثة ‪:‬حماية القضاء اإلداري لحرية التجمع و االجتماع‬


‫حرية التجمع تعد من الحريات األساسية التي ضمنتها القوانين الدولية و كذا نص عليها ظهير الحريات العامة المغربي المنظم‬
‫بالظهير الشريف عدد ‪ 1-377‬الصادر في ‪ 3‬جمادى األولى ‪ 1378‬موافقل‪ 15‬نونبر ‪ 1958‬بشأن التجمعاتـ العمومية كما وقع‬
‫‪.‬تغييره و تتميمه‬

‫إن هذه الحرية تعني باألساس تشكيل تجمعات خاصة تمنح اإلمكانية لمجموعة حق التبادل اآلراء و التعبير عن المواقف سياسية‬
‫‪.‬معينة‬

‫إن حرية التجمع و االجتماع ال يمكن حصرها في التجمعات بالشارع العمومي أو التجمهر فيه فقط أو في التنظيمات السياسية في حق‬
‫‪.‬االنتماء إلى أحزاب بل تعني أيضا حرية تشكيل جمعياتـ مدنية‬
‫و إذا كانت النصوص القانونية قد ضمنت ممارسة هذا الحق مكرسة بذلك لدعائم دولة الحق و القانون فان الواقع العملي أبان عن‬
‫الخروقات عديدة لهذا الحق مما جعل القضاء اإلداري المغربي أمام مسؤولية جسيمة لضمان ممارسة هذه الحرية و إلغاء القرارات‬
‫‪.‬الالمشروعة‬

‫‪:‬حماية حرية التجمع و االجتماع من خالل االجتهاد و القضاء اإلداري المغربي‪-‬‬

‫تعد دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة ضمانة أساسية لممارسة حق التجمع أو االجتماع‪ ،‬ذلك كلما تم منع ممارستهاـ إال و يصبح من‬
‫‪.‬حق المتضرر اللجوء إلى القضاء اإلداري حالة اختصاصه للطعن بإلغاء القرارات اإلدارية غير المشروعة‬

‫‪:‬حول حرية التجمع‪1-‬‬

‫إن حرية التجمع حق أصيل لألفراد محفوظ بقوة القانون‪ ،‬و ال يستوجب الحصول على ترخيص من اإلدارة أو إذن مسبق"‪ .‬لكن و "‬
‫كما سبق القول فان األمر يستوجب توجيه تصريح إلى السلطات المحلية تسلم عنه هذه األخيرة وصال‪ ،‬لكن المشكل الذي يقع هو أن‬
‫‪.‬السلطة المحلية في حاالت معينة أم أنها تمنع التجمع بإصدار قرار شفوي أو كتابي أو أنها تمنع تسليم الوصل‬

‫‪.‬و في الحالتين معا فان من حق المتضرر أو المتضررين اللجوء إلى القضاء اإلداري للطعن باإللغاء بسبب تجاوز السلطة‬

‫‪:‬حول حرية االجتماع‪2-‬‬

‫لقد عمل القضاء اإلداري المغربي على تكريس حماية حرية االجتماع و يتضح ذلك جليا من خالل دعوى اإللغاء بسبب تجاوز‬
‫السلطة المتعلقة بتأسيس الجمعيات و ذالك إيمانا منه بأن العلة ال تكمن فقط في تطبيق القانون و إنما أيضا في مدى مالئمة هذا القانون‬
‫لتحقيق العدالة‪.‬و في هذا الصدد قضت محكمة أكادير بأن‪":‬تأسيس الجمعيات في القانون المغربي يقوم على نظام تصريح غير خاضع‬
‫ألي ترخيص مسبق واإلدارة ملزمة بحكم القانون بتسليم وصل اإليداع‪ ،‬و يختص القضاء وحده بمراقبة المشروعية أو المالئمة‬
‫"لنشاط الجمعية‬

‫إن مراقبة مالئمة و مشروعية نشاط جمعية ما ‪،‬ال يمكن أن يتخذ من طرف السلطة المحلية كذريعة لرفض تسلم الوصل و هذا ما‬
‫أكدته أيضا المحكمة اإلدارية بمراكش عندما صرحت بأنه‪":‬ال يحق للسلطة المحلية رفض تسليم وصل اإليداع المتعلق بتأسيس‬
‫‪".‬الجمعياتـ ‪ ،‬القضاء وحده هو المختص بمراقبة المشروعية و مدى احترام الجمعيات للقانون و التزامها به‬

‫الفقرة الرابعة‪:‬حماية القضاء اإلداري المغربي لحرية التجول‬


‫لقد أكد القضاء اإلداري المغربي في عدة مناسباتـ أنه حريص على عدم المساسـ بحرية التجول و يتضح ذلك جليا سواء في‬
‫‪.‬القرارات المجلس األعلى أو أحكام المحاكم اإلدارية‬

‫ففي قرار للمجلس األعلى جاء فيه‪ ":‬ينص الفصل التاسع من الدستور على حرية التجول و أنه ال يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه‬
‫‪.‬الحرية إال بمقضي القانون‬

‫‪.‬لكل مواطن الحق في الحصول على جواز سفر و ال يمكن أن يحرم منه إال عند وجود نص قانوني يمنع ذلك‬

‫يستوجب اإللغاء من أجل الشطط في استعمال السلطة مقرر العامل الذي يرفض طلب التجديد جواز سفر أو تسليم جواز جديد بالرغم‬
‫‪".‬من عدم وجود مانع قانوني يحول دون ذلك‬

‫ولقد كان إلنشاء المحاكم اإلدارية دور مهم في ضمان ممارسة هذه الحرية حيث أنها تجاوزت أحيانا التصريح بإلغاء القرارات‬
‫اإلدارية المطعون فيها إلى التصريح بكونها معدمة‪ ،‬و هذا اتجاه سليم و محمود ذهبت إليه المحكمةـ اإلدارية بالرباط حيث اعتبرت‬
‫بأن‪ ":‬القرار المعدوم هو القرار المشوب ‪،‬بعيب صارخ أو متناهي الجسامة‪ ،‬كما لو كان مخالفا لمقتضيات الدستور‪،‬فان الطعن‬
‫‪.‬باإللغاء ضد مثل هذا القرار يكون جائزا في أي وقت دون التقيد بميعاد رفع دعوى اإللغاء‬

‫قرار االمتناع عن تجديد جواز السفر دون تبرير األسباب مخالفة لمقتضيات الفصل التاسع من الدستور‪ ،‬و بالتالي يعتبر تجاوزا في‬
‫‪".‬استعمال السلطة و موجبا لإللغاء‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور القضاء اإلداري في حماية الحقوق االقتصادية و الثقافية‬


‫إذا كانت الوظيفة القضائية تسعى إلى التوصل إلى الحكم العادل و التصريح به‪ ،‬فان هذا التصريح أي النطق بالحكم تكون آثاره بالغة‬
‫األهمية سواء على أطراف المتقاضية أو على الغير عندما يتعلق األمر بحقوق اقتصادية و ثقافية فدولة الحق إذن هي التي تضمن‬
‫ممارسة الحقوق سواء أكانت اقتصادية ثقافية و سياسية و لو أنه يصعب أحيانا االستناد إلى هذا التقسيم نظرا للترابط الوثيق بين‬
‫‪.‬الحريات و الحقوق‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حماية القضاء اإلداري لحق الملكية‬


‫لقد أقر المجلس األعلى حماية كبيرة للحق في الملكية إذ لم يقتصر على ضمان سالمة اإلجراءات المتخذة في نزع الملكية‪ ،‬بل تجاوز‬
‫‪.‬ذلك ليراقب السلطة التقديرية اإلدارة وليوازن بين ما نزعت من أجله الملكية و المصلحة الخاصة للمالكين األصليين‬

‫‪:‬أوال‪ :‬ضمان سالمة اإلجراءات‬

‫إن أي إجراء شكلي إال و يرتبط بحقوق معينة قد تضيع على فئة معينة إذا تم تجاهل اإلجراءات الشكلية المرتبطة بنزع الملكية أو تم‬
‫القيام بها على شكل مخالف للقانون‪ ،‬وهذا ما أكده قرار المجلس األعلى الذي جاء فيه‪...":‬من المبادئ العامة أن النصوص التشريعية‬
‫أو التنظيمية ال يمكن تعديلها أو إلغاؤها أو تمديد فترة مفعولها إال بمقتضى قرار من نفس النوع من لدن السلطة المختصة قانونا‬
‫باتخاذ النصوص المذكورة وأن القرار الذي خالف هذا المبدأ يكون معرضا لإللغاء و اإلبطال‪ ...‬حيث إن ظهير ‪02/04/1955‬‬
‫صرح بأنه من المنفعة العامةـ إحداث طريق سريعة السير مسماةـ مدخل طريقي إلى ميناء الدار البيضاء وعدل تصميم و قوانين إعداد‬
‫‪.‬مختلف األحياء المجتازة‬

‫وحيث يتضح جليا مما تقدم أن القرار المطعون فيه تناول تصميم اإلعداد موضوع ظهير ‪ 02/04/1955‬و عدل تصفيفاته و مدد‬
‫‪".‬مفعوله لفترة ‪ 20‬سنة وبذلك خالف مبدأ موازاة االختصاصاتـ‬

‫‪:‬ثانيا‪:‬مراقبة القضاء اإلداري المغربي للسلطة التقديرية في مجال نزع الملكية‬

‫إذا كان القضاء اإلداري المغربي في البداية يضع لنفسه حدودا و ذلك بتقييده الختصاصه في مراقبة السلطة التقديرية لإلدارة فانه‬
‫‪.‬تطور إلى أن يصدر قرارات جريئة القت استحسانا من العديد من الفقهاء والباحثين و توازت مع ترسيخ دعائم دولة الحق و القانون‬

‫ففي قرار للمجلس األعلى اكتفى فقط بأن اإلدارة أشارت إلى تواجد المصلحة العامة دون البحث أكثر"‪...‬حيث يعيب الطاعن علة‬
‫المقرر المطعون فيه إساءة استعمال السلطة وانعدام سبب نزع الملكية متوفرة ولهذا فان القرار المطلوب إلغاؤه ال يشوبه أي‬
‫"‪...‬شطط‬

‫و هكذا فان القضاء اإلداري المغربي أرسى قواعد مهمة من شأنهاـ تكريس حماية حق الملكية و هو ما أجمله أحد قضاة المحاكم‬
‫‪:‬اإلدارية في القواعد التالية‬

‫إن الطعن باإللغاء ضد مشروع نزع الملكية مقبول ما دام هذا المشروع نشر في الجريدة الرسمية و قامت اإلدارة نفسها بترتيب ‪1-‬‬
‫‪ .‬اآلثار القانونية عليه وأثبتت عنه حقوقا للغير و أسقطت أخرى( قرار المجلس األعلى عدد ‪ 212‬بتاريخ ‪)29/06/1998‬‬

‫يجب أن ال يتضمن المشروع ما من شأنه التأثير في مراكز المنزوع ملكيتهم أو المس بحقوقهم و من ذلك تضمينه إجراءات وآجاالً‪2-‬‬
‫ال يتضمنها عادة إال مرسوم نزع الملكية(قرار المجلس األعلى عدد ‪ 533‬بتاريخ‪)7/12/1995‬‬

‫يجب على اإلدارة أن تقف في المشروع عند الحدود التي رسمها المشرع لمشروع المتعلق بنزع الملكية و المتمثلة في اإلفصاح ‪3-‬‬
‫‪.‬عن نية اإلدارة في ممارسة سلطتها في هذا المجال دون أن تعطي له أثرا قانونيا وترتب عليه حقوقا و تسقط أخرى‬

‫‪.‬يجب تضمين مشروع نزع الملكية كونه اتخذ باقتراح من الوزير المعني باألمر تحت طائلة البطالن ‪4-‬‬

‫ال يوجد ما يمنع اإلدارة من تالفي اختالالت سابقة و ذلك بإصدار مرسوم جديد تحترم فيه اإلجراءات القانونية و تتالفى فيه ‪5-‬‬
‫‪".‬العيوب التي شابت مقررا سابقا‬

‫الفقرة الثانية‪:‬حماية القضاء اإلداري المغربي لحرية التجارة‬


‫يختص القضاء التجاري بالنظر في القضايا التجارية غير أن اختصاصه يقف أثناء اعتداء اإلدارة على حرية التجارة وذالك احتراما‬
‫لمبدأ توزيع االختصاص‪،‬و بذلك يكون القضاء اإلداري هو المختص لكي يضمن حرية التجارة‪ ،‬وهو ما كرسه القضاء اإلداري‬
‫المغربي عبر مجموعة من أحكام المحاكم اإلدارية و قرارات المجلس األعلى يكون مهما االطالع على بعضها كما هو األمر بالنسبة‬
‫‪.‬لمعرفة رأي و تصور المواطن حول مستوى حماية القضاء اإلداري لحرية التجارة‬
‫‪:‬الفرع األول ‪:‬حماية حرية التجارة في االجتهاد القضائي اإلداري المغربي‬

‫لقد عمل المجلس األعلى في قرارات عديدة على حماية حرية التجارة و إلغاء القرارات اإلدارية المتسمةـ بتجاوز السلطة لخرقها مبدأ‬
‫حرية التجارة قواعد قانونية بشكل خاطئ و بشكل يحرم الطاعن من حقه في ممارسة نشاطه التجاري و بذلك صرح المجلس األعلى‬
‫منذ السنوات األولى إلنشائه أنه‪...":‬إذا كان من حق العامل وهو يتصرف كسلطة بديلة للشرطة أن يتخذ التدابير الضرورية لتجنب‬
‫الخطر الذي يمكن أن يشكله على النظام و األخالق العامة ارتياد األطفال في سن التمدرس لقاعات األلعاب المعروفة بالعاب النباهة‬
‫فال يمكن له أن يمس بحرية التجارة أن يتخذ تدبيرا له طابع شامل و مطلق لمنع استغالل تلك المحالتـ وال أن يقرن فتح تلك المحالت‬
‫"بالحصول على رخصة مسبقة‬

‫‪ .‬فالقضاء اإلداري المغربي إذن يقوم بحماية مهمة لضمان ممارسة حرية التجارة‬

‫الفقرة الثالثة‪:‬حماية القضاء اإلداري المغربي للحق في اإلضراب‬

‫يعرف اإلضراب بالتوقف العمدي عن العمل وذلك من أجل تحسين وضعية العمل أو إثارة االنتباه إلي قضية هي من صميمه في‬
‫‪.‬نطاق القوانين المنظمة‬

‫‪:‬االجتهادات القضائية المؤيدة لممارسة حق اإلضراب‪-‬‬

‫صرحت المحكمة اإلدارية بمكناس في أحد أحكامها أن"‪...‬حق اإلضراب حق دستوري أكدته جميع الدساتير المتعاقبة‪ ...‬عدم صدور‬
‫تشريع تنظيمي يحدد كيفية ممارسة حق اإلضراب ال يعني إطالق هذا الحق بال قيود بل ال بد من ممارسته في إطار ضوابط تمنع من‬
‫إساءة استعماله و تضمن انسجامهـ مع مقتضيات النظام العام و السير العادي للمرافق العمومية على نحو ال يمس سيرها المنتظم بشكل‬
‫‪.‬مؤثر‬

‫‪:‬االجتهادات المعارضة لممارسة حق اإلضراب‪-‬‬

‫ويتعلق األمر بموقف القضاء في حكمه المتعلق بالسيد محمد الحيحي الذي كان قد أضرب عن العمل كأستاذ في وزارة التربية‬
‫الوطنية و الشبيبة و الرياضة و الذي اتخذت الحكومة في حقه قرار يقضي بتوقيفه عن مهامهـ بدون راتب اعتمادا على الفصل‬
‫الخامس من مرسوم ‪ 1958‬الشيء الذي أدى بهذا الموظف إلى القيام بطعن أمام الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى التي أدى بهذا‬
‫الموظف إلى القيام بطعن أمام الغرفة اإلدارية للمجلس األعلى التي اعتبرت عقوبة التوقيف قانونية على أساس أن السلطة التنظيمية‬
‫‪.‬العامة لرئيس الحكومة تمكنه من اتخاذ التدابير الالزمة لمواجهة اإلضراب في المرافق العامة‬

‫ويشاطر األستاذ بودالي عزيز أحد قضاة اإلداريين لرأي األستاذ محمد ضريف في كون القضاء المغربي وان لم ينكر مشروعية حق‬
‫اإلضراب فانه تعامل معهاـ بنوع من الحذر حسب الظروف الزمنية و المكانية و المناخ السياسي السائد وأهميته وحجم المطالب‬
‫‪.‬المهنية وأن القضاء يميل في هذا الصدد إلى التضييق من ممارسةـ حق اإلضراب‬

‫الفقرة الرابعة‪:‬حماية القضاء اإلداري المغربي للحق في التربية و التعليم‬


‫يعرف بعض العلماء التربية و التعليم بأنه صناعة تهدف إلى إنتاج أعداد من القوى البشرية التي تعمل في قطاعات الحياة المختلفة و‬
‫مجاالت اإلنتاج المتعدد‪.‬سواء في إطار مجموعة من المؤسساتـ التعليمية ذات الطابع النظامي تنتمي إلى أنظمة فردية (تعليم أولي‪،‬‬
‫ابتدائي‪ )...‬و تخضع للتبعية القانونية و اإلدارية إما لوزارة التربية الوطنية و إما ألجهزة رسمية أخرى و إما تكون تابعة للقطاع‬
‫‪.‬الخاص‬

‫ولقد حظي حق التربية و التعليم بأهمية كبيرة سواء في االتفاقيات الدولية أو في التشريع المغربي و إن كانت هذه الحماية لم تمنع من‬
‫‪.‬المساسـ بهذا الحق الشيء الذي دفع البعض من المتضررين إلى اللجوء إلى القضاء اإلداري‬

‫‪:‬الفرع األول‪:‬حق التربية و التعليم من خالل االجتهاد القضائي اإلداري المغربي‬

‫بالرجوع إلى االجتهادات القضائية الصادرة في ميدان التعليم نجد أن النقاش األساسي الذي أثير بجدية هو ما يتعلق بالحق في المتابعة‬
‫‪.‬الدراساتـ العليا من أجل التسجيل بصف الدكتوراه و ذلك ناتج عما أثرته االنتقاء‬
‫وتبعا لذلك فقد تم الوقوف على رأيين متباينين األول مع حماية حق التعليم باعتباره حقا أصيال ال يقبل االنتقاص منه بأية وسيلة و‬
‫‪.‬الثاني أقل حماية وضمانا لحق التعليم‬

‫‪:‬أوال‪ :‬االتجاه األكثر ضمانة لحق التربية و التعليم‬

‫جاء بحكم للمحكمة اإلدارية بأكادير أن ‪....":‬حق التعليم حق دستوري أساسي ال ينبغي أن يطاله أي تضييق أو تغيير يمس جوهر‬
‫الحق في مبدأ تعميم التعليم في جميع مراحله" أكدت أن التحديد العددي المسبق للطاقة االستيعابية لولوج السلك الثالث بمثابة اإلغالق‬
‫‪.‬الجزئي لمرفق الجامعةـ‬

‫‪.‬أي مرسوم تنظيمي ينبغي أن ال يمس حق التعليم كحق دستوري تحت طائلة استبعاده‬

‫التوصيات و المذكرات و الدوريات الصادرة عن الجهة اإلدارية ليس لها طابع اإللزام للجامعةـ كمؤسسةـ مستقلة هذه اإللزامية التي ال‬
‫‪".‬تتوفر إال لنصوص التشريعية و التنظيمية‬

‫و في هذا الصدد أمرت نفس المحكمة بإيقاف تنفيذ قرار إداري يحول دون ممارسة الطاعن لحق التعليم و ذلك عندما صرحت‬
‫بأنه‪...":‬يكون من األجدى إيقاف تنفيذ قرار يحول دون ممارسة الطاعن لحق دستوري و طبيعي حتى يتم التأكد من عدم أحقيته في‬
‫مواصلة الدراسة بمقتضى القوانين و التنظيمات الجارية إذ لن تخسر اإلدارة بعد ذلك شيئا إذا صرفته عن مدرجاتـ الجامعة فيما لو‬
‫‪".‬قضي برفض طعنه فألن تخطئ الجامعة بتسجيل أشخاص غير محقين في االنتساب إليها خير من أن تخطئ في فصل من له الحق‬

‫ولقد أكدت المحكمةـ اإلدارية بالرباط ضمان ممارسة حق التعليم عندما قضت بأن‪....":‬القرارات اإلدارية الصادرة في إطار‬
‫االختصاص التقديري لإلدارة ال تخضع لرقابة القضاء اإلداري إال إذا كان األمر يتعلق بوقائع مادية غير موجودة أو عند وجود ذلك‬
‫‪.‬في القانون أو انحراف في استعمال السلطة أو خطأ بين التقدير‬

‫إن اإلدارة المطلوبة في الطعن حينما علقت قبول ملف التسجيل الطلبة في دبلوم الدراساتـ العليا المعمقة على شرط الميزة في إحدى‬
‫سنوات اإلجازة تكون قد عرضت قرارها هذا الخطأ بين يتمثل في سوء تقديرها لمقاييس االنتقاء نظرا لكون ذلك سيؤدي إلى إقصاء‬
‫فئة عريضة من الطلبة و حرمانهم من حقهم في مواصلة التعليم الذي قبل أن يكون حقا دستوريا فهو حق إنساني و طبيعي الذي ال‬
‫‪".‬يمكن لإلدارة أن تحد من مداه مما يجعل القرار متسما بتجاوز السلطة و موجبا للتصريح بالغاه‬

‫‪:‬ثانيا‪-‬االتجاه األقل حماية لحق التعليم‬

‫إذا كان يستنتج مما سبق أن بعض المحاكم تعمل جاهدة في ضمان ممارسة حق التعليم فان المحكمةـ اإلدارية بمراكش وان صرحت‬
‫بضمان ممارسةـ الحق إال أنها اعترفت لإلدارة بأحقيتها في الحد منه عبر دوريات أو مناشير‪ ،‬وهذا ما يتضح من حكمهاـ الذي‬
‫صرحت فيه أن‪ ":‬حق التعليم و إن كان حقا دستوريا من حق الجميع فان ذلك ال يتعارض و تنظيمه و ضبطه بقواعد عامة‪...‬عدم‬
‫"‪....‬منازعة الطاعن في عدم توفره على شروط الزمة للتسجيل يجعل القرار معلال تعليال سليما‬

‫خاتمة‬

‫عرف المغرب انتقاال نوعيا ويكاد يكون ملموسا ً في مجال حماية الحقوق و حريات األساسيةـ لألفراد ‪ ،‬وذلك نظراً للدور الذي لعبه‬
‫القضاء اإلداري في حماية هذه الحقوق و الحريات‪ ،‬رغم التحديات التي يواجههاـ هذا األخير في تطبيق مقتضياته و أهدافه ‪.‬إذ شهد‬
‫القضاء اإلداري في األعوام األخيرة تطورات ايجابية كما أنها تقودنا إلى الجزم بكل موضوعية و استنادا إلى أحكام عديدة صادرة‬
‫‪ .‬عـن مختلف المحاكمـ اإلدارية بالمغرب‬

You might also like