Professional Documents
Culture Documents
بني
ا ألشعري واحلنبيل
تأأليف :
الإمام العالمة احلرب الفهامة
الش يخ عبد الغين النابليس احلنفي (ت 4411 :هـ)
(ريض هللا تعاىل عنه ونفعنا بعلومه يف ادلارين آمني)
0
" أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق :ا ألثرية وإاماهمم الإمام أآمحد
ريض هللا عنه ،وا ألشعرية وإاماهمم أآبو احلسن ا ألشعري رمحه هللا
تعاىل ،واملاتريدية وإاماهمم أآبو منصور املاتريدي رمحه هللا تعاىل".
(تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية )57 :
1
[مقدمة احملقق ]
اإن امحلد هلل ،حنمده ونس تعينه ونس تغفره ،ونعوذ ابهلل من رشور أآنفس نا
ومن سيئات أآعاملنا ،من هيده هللا فال مضل هل ،ومن يضلل فال هادي هل،
و أآشهد أآن ل اهل اإل هللا وحده ل رشيك هل ،و أآشهد أآن محمدا عبده ورسوهل،
وبعد :
فأأقدم اإىل القراء الكرام رساةل حققهتا ل إالمام اهلامم احلرب الفهام الش يخ
عبد الغين النابليس احلنفي رمحه هللا تعاىل .وقد بني فهيا املؤلف أآمهية احملافظة
عىل ا ألخوة الإسالمية ابحلث عىل عدم التفرق ،ورصح بأأن ا ألشاعرة واحلنابةل
مه من أآهل الس نة وامجلاعة ،فال وجه هلم للتخامص ماداموا اإخواان ألهنم أآهل
الس نة وامجلاعة .وما حتصل بيهنم من اختالف يف مسأأةل الكم هللا تعاىل اإمنا هو
يف احلقيقة مثل اختالفهم يف املسائل الفروعية ا ألخرى .وذكل ل خيرهجم من
س نيهتم .حيث اإهنم لكهم اعتقدوا ومتسكوا بأأصل عظمي وهو أآن القرآن الكم هللا
تعاىل غري خملوق .وكيف؟ ومنشأأ هذا اخلالف اإمنا هو وارد من اختالفهم يف
العبارات وطريقة تعبريها.
فأأمتىن من هللا عز وجل أآن أآكون قد وفقت يف حتقيق هذه الرساةل،
ومن أآدرك فيه خطأأ حصل مين فأأرجو أآن ينهبين عليه ،وهل من هللا تعاىل املثوبة.
ويف ا ألخري أآسأأل هللا س بحانه وتعاىل أآن جيعل هذا اجلهد املتواضع ذخرا
يل يوم القيامة ،وينفع هبذه الرساةل لك من قر أآها فتكون سببا لحتاد ا ألمة ،اإنه
عىل ما يشاء قدير ،وابلإجابة جدير .وصىل هللا عىل نبينا محمد وعىل آهل وحصبه
وسمل.
وكتهبا يف سواكبويم 14 :جامدى الثانية 4111هـ
أآبو سابق سوفراينتو القديس
2
[ مهنج التحقيق ]
اإن مهنجي يف حتقيق هذه الرساةل القمية غالبا ل خيتلف عن مناجهي
السابقة اليت اس تعملهتا لتحقيق رسائل أآخرى ،وهو يتلخص فامي ييل :
3
توثيق املصارد اليت مت الرجوع اإلهيا يف عزو أآقوال العلامء بذكر ما لها يف
الهوامش من امس الكتاب ورمق اجلزء والصفحة ،وعدم ذكر ما يتعلق
مبؤلف هذه املصادر وبياانت النارش وس نة الطبع بغية الإجياز وتسهيل
القراءة.
تقس مي هذه الرساةل اإىل ثالثة أآقسام أآولها قسم متهيدي قبل ادلخول يف
صلب الرساةل فيه بيان شأأن احلنابةل وا ألشاعرة ويشء من خالفهم حول
الكم هللا تعاىل ،واثنهيا :قسم فيه ترمجة وجزية ملؤلف هذا الكتاب،
واثلهثا :فيه نص حتقيقي للكتاب.
ذكر فهرس املراجع اليت مت الرجوع اإلهيا ووضعها يف آخر الكتاب اذلي
يليه فهرس املوضوعات واحملتوايت هل.
4
[ تعريف موجز ابخملطوطات اليت اعمتدت علهيا ]
اإين قد اعمتدت يف حتقيق هذا الكتاب عىل نسختني مصورتني وهام :
النسخة ا ألوىل :ويه اليت اعمتدت علهيا كثريا ورمزت اإلهيها حبرف ( أآ)،
ويه نسخة خطية مبكتبة جامعة املكل سعود يف اململكة العربية
السعودية ،مصنفة يف قسم التوحيد ،برمق ،7411وكتبت يف القرن
الثالث عرش ،وعدد أآوراقها أآربعة ،وعدد أآسطرها س بعة وعرشون
سطرا ،بيامن يرتاوح عدد اللكامت يف لك سطر من أآربع عرشة لكمة اإىل
مخس عرشة لكمة.
النسخة الثانية :ورمزت اإلهيا حبرف (ب) ،ويه نسخة خطية من
مكتبة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض يف مضن مجموع .واكنت مصنفة
يف التوحيد ،وعدد أآوراقها مخسة ،وعدد مقاسها 4417×45 :مس،
وعدد أآسطرها 14 :سطرا ،بيامن عدد لكامهتا يف لك سطر يرتاوح من
س بع لكامت اإىل عرش لكامت.
وقد ذكر بعض العلامء أآن هناك خمطوطات أآخرى لهذه الرساةل توجد يف
مكتبة ظاهرية دمشق ،ومكتبة اخلديويه مبرص ،ومكتبة مركز املكل فيصل
5
للبحوث وادلراسات ا إلسالمية ابلرايض 4،اإل أآنين مل يتيرس يل الوقوف علهيا
لظروف خاصة يب.
قد ذكر العلامء اخلرباء بعمل أآسامء املصنفات ومصنفهيا أآهنم نس بوا هذه
الرساةل القمية اإىل الإمام عبد الغين النابليس ،فقد نس هبا الش يخ اإسامعيل ابشا
الباابين -وهو املتخصص يف عمل أآسامء الكتب -اإىل الإمام عبد الغين النابليس
فقال يف اإيضاحه " :التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل للش يخ عبد الغين
1
النابليس ادلمشقي أآوهل امحلد هلل ويل التوفيق اخل".
كام أآنه ذكره أآيضا يف كتابه الخر (( هدية العارفني أآسامء املؤلفني وآاثر
املصنفني )) ( )744 / 4ونس هبا اإليه.
4انظر :خزانة الرتاث -فهرس خمطوطات ( )14/14برتقمي آيل من مكتبة الشامةل غري
موافق للمطبوع
1اإيضاح املكنون يف اذليل عىل كشف الظنون ()114 / 1
6
وقد أآشار الش يخ عبد الغين النابليس يف كتابه (( اجملاز واحلقيقة )) اإىل
أآن هل رسائل كثرية ل حيرضه رسدها عندما ذكر أآسامء كتبه ،فقال " :مفن
املصنفات اليت لنا يف فن احلقيقة ا إللهية اليت يه الرشيعة النبوية احملمدية ...وغري
1
ذكل من الكتب والرسائل اليت مل حترضان الن".
مث قال حمقق كتاب احلقيقة واجملاز " :هناك عناوين أآخرى لرسائل أآو
كتب يف ظاهرية دمشق أآو يف املرسد النقدي أآوردها فامي ييل ... :التوفيق
1
اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل".
الفصول المتهيدية
يف بيان شأأن طائفيت احلنابةل وا ألشعرية
واختالفهم يف الكم رب الربية
وضعها :
8
بسم هللا الرمحن الرحمي
امحلد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل س يدان محمد أآرشف ا ألنبياء
واملرسلني وعىل آهل وحصبه أآمجعني .أآما بعد :
فاإن الاختالف بني الناس آأمر مقدر يف سنن هللا الكونية وابتالء من
هللا لسائر الإنسانية ،كام قال هللا تعاىل (( :ولو شاء ربك جلعل الناس أآمة
واحدة ول يزالون خمتلفني ،اإل من رمح ربك وذلكل خلقهم ومتت لكمة ربك
1
ألم ألن هجمن من اجلنة والناس أآمجعني )).
ومع ذكل فاإن هللا عز وجل حثنا حنن املسلمني عىل عدم التفرق ،فقال
جل جالهل (( :واعتصموا حببل هللا مجيعا ول تفرقوا واذكروا نعمت هللا عليمك
اإذ كنمت أآعداء فأألف بني قلوبمك فأأصبحمت بنعمته اإخواان وكنمت عىل شفا حفرة من
النار فأأنقذمك مهنا كذكل يبني هللا لمك آايته لعلمك هتتدون ولتكن منمك أآمة يدعون
اإىل اخلري ويأأمرون ابملعروف ويهنون عن املنكر و أآولئك مه املفلحون ول تكونوا
5
اكذلين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءمه البينات و أآولئك هلم عذاب عظمي )).
فهذه مقدمة وجزية وضعهتا عىل شلك فصول خمترصة مجعت فهيا أآقوال
العلامء الرابنيني يف بيان شأأن ا ألشاعرة واحلنابةل وما بيهنام من خالف يف الكم
هللا تعاىل.
وقد عمل أآن أآهل الس نة وامجلاعة اتفقوا عىل أآن من صفات هللا عز وجل
صفة الالكم ،و أآن الكمه صفة أآزلية قامئة به س بحانه ،ل يش به الكم آأحد من
خلقه ،فالكم اخللق خملوق حادث مركب من حروف أآو رموز أآو اإشارات اتفق
اخللق علهيا ،وحيتاج اإىل التدبري والرتتيب والإعداد قبل ظهوره ،وقد طر أآ عليه
آفة أآو خلل أآو عي عند التلفظ به ،ول بد لظهوره من أآعضاء و أآدوات وحنجرة
وحبال صوتية.
أآما الكم هللا عز وجل مفزنه عن ذكل لكه ،فالكمه س بحانه قدمي غري
خملوق ،وهو صفة اثبتة هل يف الكتاب والس نة ،فنؤمن بذكل مث نعتقد أآن آأي
ختيالت تطر أآ عىل اذلهن مما يومه التشبيه بني الكم هللا والكم خلقه ختيالت
1
مردودة مرفوضة لقوهل تعاىل (( :ليس مكثهل يشء وهو السميع البصري )).
ومن املقرر أآن الصحابة ريض هللا عهنم اكنوا ل خيوضون يف يشء من
ذكل ،اإذ املطلوب فهم الكم هللا وتدبر معانيه مث العمل به ،أآمام حماولت تصور
كيفية صدور الالكم من هللا عز وجل فهيي حماولت برشية ابئسة ايئسة ،اإذ هو
4
من العمل الغييب اذلي ل ميكن تصوره والإحاطة به.
قال الإمام النووي " :واس تفيت الغزايل يف الكم هللا تبارك وتعاىل فاكن
من جوابه :وآأما اخلوض يف آأن الكمه تعاىل حرف وصوت آأو ليس كذكل فهو
44
بدعة".
قال الإمام البهيقي " :ل يعرف للصحابة ريض هللا تعاىل عهنم اخلوض يف
القرآن ،قلت :اإمنا أآراد به أآنه مل يقع يف الصدر ا ألول ول الثاين من يزمع :أآن
القرآن خملوق ،حىت حيتاج اإىل اإناكره ،فال يثبت عهنم يشء هبذا اللفظ اذلي
روينا عن أآنس ريض هللا عنه ،لكن قد ثبت عهنم اإضافة القرآن اإىل هللا تعاىل،
ومتجيده بأأنه الكم هللا تعاىل ،كام روينا عن أآيب بكر وعائشة وخباب بن ا ألرت
41
وابن مسعود والنجايش وغريمه".
وقال الإمام اذلهيب حاكيا حلدوث الاختالف حول القرآن " :قال أآمحد
بن اكمل القايض :آأخربين أآبو عبد هللا الوراق :أآنه اكن يورق عىل داود بن عيل
و أآنه مسعه يسأأل عن القرآن ،فقال :أآما اذلي يف اللوح احملفوظ :فغري خملوق و أآما
اذلي هو بني الناس :مفخلوق .قلت :هذه التفرقة والتفصيل ما قالها آأحد قبهل فامي
مث ظهر اجلعد بن درمه وهو أآول من قال خبلق القرآن ،وتبعه عليه هجم
بن صفوان ،مث برش املرييس ،مث سائر املعزتةل .قال الإمام ابن ا ألثري يف بيان
ذكل " :وفهيا تويف القايض أآبو عبد هللا أآمحد بن أآيب دؤاد يف احملرم بعد ابنه أآيب
الوليد بعرشين يوما ،واكن داعية اإىل القول خبلق القرآن وغريه من مذاهب
املعزتةل ،و أآخذ ذكل عن برش املرييس ،و أآخذه برش من اجلهم بن صفوان ،و أآخذه
هجم من اجلعد بن أآدمه ،و أآخذه اجلعد من أآابن بن مسعان ،و أآخذه أآابن من
طالوت ابن أآخت لبيد ا ألعصم وختنه ،و أآخذه طالوت من لبيد بن ا ألعصم
الهيودي اذلي حسر النيب ،صىل هللا عليه وسمل ،واكن لبيد يقول خبلق
41
التوراة".
وقال أآيضا " :أآخربان محمد بن عبد احلافظ قال مسعت أآاب جعفر محمد بن
صاحل بن هائن يقول :مسعت محمد بن عيل املش يخاين يقول :مسعت محمد بن
اإسامعيل البخاري يقول :القرآن الكم هللا غري خملوق ،عليه أآدركنا علامء احلجاز
أآهل مكة واملدينة ،و أآهل الكوفة والبرصة ،و أآهل الشام ومرص ،و علامء أآهل
41
خراسان".
مث قال " :وحدثين أآبو جعفر محمد بن عبد هللا قال حدثين محمد بن
قدامة ادللل ا ألنصاري :قال مسعت وكيعا يقول :ل تس تخفوا بقوهلم :القرآن
خملوق ،فاإنه من رش قوهلم ،وإامنا يذهبون اإىل التعطيل .قلت (القائل هو
البهيقي) :وقد روينا حنو هذا عن جامعة آخرين من فقهاء ا ألمصار وعلامهئم ريض
هللا تعاىل عهنم،ومل يصح عندان خالف هذا القول عن آأحد من الناس يف زمن
قال العالمة الكوثري " :قال ابن أآيب حامت يف كتاب "الرد عىل اجلهمية“
...قال أآيضا :أآول من أآىت خبلق القرآن اجلعد بن درمه يف س نة نيف وعرشين
ومائة ،مث هجم بن صفوان مث من بعدهام برش بن غياث املرييس ...وقال
الاللاكيئ يف “ رشح الس نة “ :ول خالف بني ا ألمة آأن آأول من قال :القرآن
خملوق ،اجلعد بن درمه يف س نة نيف وعرشين ومائة ،انهتي .و أآلقي القبض عىل
جعد يف س نة 411هـ ،واكن قتهل أآيضا يف تكل الس نة عىل ما يذكره ابن
جرير ...ومل حيل قتل جعد دون ذيوع ر أآيه يف القرآن ،فافتنت به أآانس وشايعه
مشايعون ،وانفره منافرون ،حفصلت احليدة عن العدل اإىل اإفراط وإاىل تفريط
من غري معرفة كثري مهنم ملغزى هذا املبتدع ،أآانس جاروه يف نفي الالكم
النفيس ،و أآانس قالوا يف معاكس ته :بقدم الالكم اللفظي .وملا ر أآى أآبو حنيفة ذكل
تدارك ا ألمر و أآابن احلق ،فقال (( :ما قام ابهلل غري خملوق ،وما قام ابخللق
خملوق)) .يريد آأن الكم هللا ابعتبار قيامه ابهلل صفة هل كبايق صفاته يف القدم.
وآأما ما يف آألس نة التالني وآأذهان احلفاظ واملصاحف من ا ألصوات والصور
اذلهنية والنقوش مفخلوقة كخلق حاملها ،فاس تقرت آراء أآهل العمل والفهم عىل
41
ذكل بعده".
وقد مىض الصدر ا ألول عىل ذكل من الإثبات والتزنيه وعدم اخلوض فامي
ل فائدة منه ،مث نشأأت بعد ذكل فرق اإسالمية كثرية خفاضت يف تكل السائل
45ا ألسامء والصفات ()141 / 4
41تأأنيب اخلطيب ()445-441
14
الغيبية ،ومهنا صفة الالكم ،وفتحوا الباب عىل مرصاعيه حملاوةل تصور كيفية الكم
هللا عز وجل.
فنشأأت املعزتةل اليت قالت :إان الكم هللا تعاىل خملوق ،و أآنه ليس بقامئ
بذاته تعاىل ،وقالوا :اإن الكم هللا تعاىل مؤلف من أآصوات وحروف مرتتبة ،وهو
قامئ بغريه تعاىل ،و أآن معىن كونه متلكام كونه موجدا لتكل احلروف وا ألصوات يف
جسم اكللوح احملفوظ أآو جربيل أآو النيب أآو غريها كشجرة مو ى عليه الصالة
والسالم ،فأأثبتوا هلل تعاىل الالكم اللفظي فقط ،ونفوا عنه الالكم النفيس ،كام
44
نفوا قيام الالكم بذاته تعاىل.
ومذههبم هذا مردود بأأمور ،مهنا :أآنه خمالف للغة ف إان هللا تعاىل وصف
نفسه يف كتابه ابلالكم ،ووصفه أآنبيائه بكونه متلكام واملتلكم يف اللغة من قام به
الالكم ل من أآوجد الالكم يف غريه ،كام أآن العامل والضارب من قام به العمل
والرضب ل من أآوجد العمل والرضب يف غريه.
ومهنا :أآن هللا تعاىل آمر انه خمرب وا ألمر والهنيي والإخبار من أآنواع
الالكم ،والمر النايه اخملرب من قام به ا ألمر والهنيي واخلرب ،فقام الالكم بذاته
تعاىل وما قام به تعاىل قدمي فالكم هللا تعاىل قدمي .
ومهنا :أآن هذا املذهب مس تلزم للتسلسل ،وقد أآوحضه الإمام البهيقي
يف كتاب "ا ألسامء والصفات" فقال" :قوهل جل وعال (( :اإمنا أآمران ليشء اإذا
أآردانه أآن نقول هل كن فيكون )) فوكد القول ابلتكرار ،ووكد املعىن ابإمنا ،و أآخرب
وقد انل أآهل الس نة وامجلاعة رضرا من ذكل الاختالف ،ومن أآعظم
ذكل الرضر احملنة العظم اليت ابتيل فهيا مجهور أآهل الس نة وامجلاعة من العلامء
والقضاء والصاحلني ،حيث زين املعزتةل لالمراء العباس يني القول مبعتقدمه يف
صفة الالكم ،وملخصه أآن الالكم ليس صفة من صفات هللا ،بل هو الكم خيلقه
هللا يف غريه من اخمللوقات فيقوم الالكم بذاكل اخمللوق ،وقد امتدت احملنة أآايم
املأأمون واملعتصم والواثق واملتولك -عف هللا عهنم -وقد رضب الإمام أآمحد بن
حنبل رمحه هللا املثل ا ألعىل يف الصرب والثبات يف تكل احملنة الكربى.
وظهرت أآيضا الكرامية أآحصاب أآيب عبد هللا محمد بن كرام 14،اذلين
ذهبوا اإىل أآن الكمه تعاىل صفة هل مؤلفة من احلروف وا ألصوات احلادثة وقامئة
بذاته تعاىل ،جفوزوا قيام احلوادث بذاته تعاىل.
مث ظهرت مسأأةل اللفظ ويه قول القائل (( :لفظي ابلقرآن خملوق ))
ويقال ألحصاهبا واجملزيين لها "اللفظية" .وقد اختلف فهيا أآهل الس نة وامجلاعة عىل
ر أآيني :
الر أآي ا ألول :ر أآي الإمام أآمحد بن حنبل رمحه هللا وملخصه أآنه ل جيوز
قول هذه العبارة ومن قالها فهو هجمي مبتدع ،وثبت عنه أآنه قال (( :اللفظية
هجمية )) ،بل ل جيوز عنده قول ما يضادها أآي أآن الإمام أآمحد كام مينع قول
والر أآي الثاين :ر أآي الإمام احلسني عيل الكرابييس آأحد آأحصاب الإمام
الشافعي الناقلني ملذهبه القدمي يف العراق ،وملخصه جواز قول هذه العبارة فقال
(( :لفظي ابلقرآن خملوق)) .فبلغ قول أآمحد فأأنكره وقال :هذه بدعة ،فأأوحض
احلسني املسأأةل وقال :تلفظك ابلقرآن غري امللفوظ ،مث قال :أآي يشء نعمل معه
يعين الإمام أآمحد -اإن قلنا خملوق قال بدعة وإان قلنا غري خملوق قال بدعة مث قال
بذاكل داود بن عيل ا ألصهباين اإمام الظاهرية وهو يومئذ بنيسابور فأأنكر عليه
اإحساق بن راهويه وبلغ ذكل أآمحد فلام قدم بغداد مل يأأذن هل أآمحد يف ادلخول
عليه .وقال الإمام البخاري مبثل قول الكرابييس فقال :أآلفاظنا ابلقرآن ،من مجةل
أآفعالنا و أآفعالنا خملوقة ،و أآلف كتابه خلق آأفعال العباد ،يف تقرير هذه املسأأةل
واس تظهر اب ألايت وا ألحاديث والاثر الواردة عن السلف يف ذكل وغرضه يف
كتابه الرد عىل من مل يفرق بني التالوة واملتلو والتلفظ وامللفوظ فالتالوة والتلفظ
فعل القاري وهام خملوقان أآما املتلو وامللفوظ فالكم هللا فهام غري خملوقني واكن مما
قاهل البخاري :القرآن الكم هللا غري خملوق و أآفعال العباد خملوقة والامتحان
بدعة ،واذلي يتحصل من الكم حمققي العلامء أآن من منع اإطالق تكل العبارة
اكلإمام أآمحد ومن وافقه أآرادوا حسم املادة صوان للقرآن أآن يوصف بكونه خملوقا
ولئال يتذرع به أآحد اإىل القول خبلق القرآن ،وإاذا حقق ا ألمر علهيم مل يفصح آأحد
مهنم بأأن حركة لسانه وصوته واحلروف الصادرة مهنا اإذا قر أآ تكون قدمية ولكن
العامل من شانه اإذا ابتيل يف رد بدعة أآن يكون أآكرث الكمه يف ردها دون ما يقابلها
فلام ابتيل الإمام أآمحد مبن يقول :القرآن خملوق اكن أآكرث الكمه يف الرد علهيم
18
فأأنكر عىل اللفظية القائلني لفظي ابلقرآن خملوق ،وكذكل أآنكر عىل الواقفية ومه
الذلين يقولون :ل أآقول :لفظي ابلقرآن خملوق ول غري خملوق ،و أآما الإمام
البخاري فقد ابتيل مبن يقول :أآصوات العباد غري خملوقة حىت ابلغ بعضهم فقال :
املداد أآي احلبرب والورق بعد الكتابة غري خملوقني ،فاكن أآكرث الكمه يف الرد علهيم
وابلغ يف ذكل حىت نسب اإىل أآنه من اللفظية ،فقال يف كتابه خلفق أآفعال العباد
:ما يدعونه عن أآمحد ليس الكثري منه ابلبني ولكهنم مل يفهموا مراده ومذهبه
واملعروف عن أآمحد و أآهل العمل أآن الكم هللا تعاىل غري خملوق وما سواه خملوق،
لكهنم كرهوا التنقيب عن ا ألش ياء الغامضة وجتنبوا اخلوض فهيا والتنازع اإل ما بينه
17
الرسول صىل هللا عليه وسمل.
وهكذا ،اإىل أآن اختلفوا يف آأش ياء أآخرى كنحو اختالفهم يف هل الكم
هللا تعاىل حبرف وصوت أآم ل؟ وهل يسمع آأم ل يسمع؟ وهل القر أآن جسم آأم
غري جسم؟ وهل القراءة يه املقروء أآم ل؟ 11اإىل غري ذكل مما اكنت حقيقته
ليست من مسائل ا ألصول عند أآهل الس نة وامجلاعة ،وإامنا الزناع يف هذه املسأأةل
يف التعبري والعبارات.
قد بني ذكل الإمام ابن قتيبة حيث قال " :مث انهتي بنا القول اإىل ذكر
غرضنا من هذا الكتاب وغايتنا من اختالف أآهل احلديث يف اللفظ ابلقرآن
وتشانهئم وإاكفار بعضهم بعضا وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع ا أللفة ،ول مما يوجب
الوحشة ألهنم مجمعون عىل آأصل واحد وهو (القرآن الكم هللا غري خملوق) يف
لك موضع ،وبلك هجة ،وعىل لك حال ،وإامنا اختلفوا يف فرع مل يفهموه لغموضه
17مفهوم البدعة ()411-411
11مقالت الإسالميني واختالف املصلني ( )141
19
ولطف معناه ،فتعلق لك فريق مهنم بشعبة منه ،ومل يكن معهم آةل المتيزي ،ول
15
حفص النظارين ،ول عمل أآهل اللغة".
وينبغي أآن يعمل أآيضا أآن أآهل الس نة وامجلاعة مه السواد ا ألعظم الفرقة
الناجية ،وقد حدث بعد س نة مائتني وس تني للهجرة انتشار ما تقدم من بدع
املعزتةل واملش هبة وغريهام فقيض هللا اإمامني جليلني أآاب احلسن الاشعري املتوىف
س نة 111هـ و أآاب منصور املاتريدي املتوىف س نة 111هـ ريض هللا عهنام فقاما
إابيضاح عقيدة أآهل الس نة اليت اكن علهيا الصحابة ومن تبعهم ابإيراد أآدةل نقلية
وعقلية مع رد ش به املعزتةل واملش هبة وغريهام فنسب اإلهيام آأهل الس نة فصار يقال
ألهل الس نة أآشعريون وماتريديون .
واكن جل العلامء من أآتباع املذاهب ا ألربعة بعد ذكل مه اإما أآشعرية وإاما
ماتريدية ،بني ذكل الإمام ابن الس بيك يف معيد النعم ،وذكر أآن ا ألمئة من
املذاهب ا ألربعة مه عىل عقيدة واحدة أآهل الس نة وامجلاعة اإل من حلق من
احلنابةل ابلتجس مي ،فقال " :وهؤلء احلنفية والشافعية واملالكية وفضالء احلنابةل
–وهلل تعاىل امحلد– يف العقائد يد واحدة لكهم عىل رآأي آأهل الس نة وامجلاعة،
يدينون هللا تعاىل بطريق ش يخ الس نة أآيب احلسن ا ألشعري رمحه هللا ،ل حييد
عهنا اإل رعاع من احلنفية والشافعية حلقوا بأأهل الاعزتال ورعاع من احلنابةل حلقوا
بأأهل التجس مي ،و ّبر أآ هللا املالكية فمل نر مالكيا اإل أآشعراي عقيدة".11
وقال يف طبقاته " :قد قدمنا ىف تضاعيف الالكم ما يدل عىل ذكل
وحكينا كل مقاةل الش يخ ابن عبد السالم ومن س بقه اإىل مثلها وتاله عىل قولها
حيث ذكروا أآن الشافعية واملالكية واحلنفية وفضالء احلنابةل آأشعريون هذه عبارة
ابن عبد السالم ش يخ الشافعية وابن احلاجب ش يخ املالكية واحلصريى ش يخ
احلنفية ومن الكم ابن عساكر حافظ هذه ا ألمة الثقة الثبت هل من الفقهاء
احلنفية واملالكية والشافعية اإل موافق ا ألشعرى ومنتسب اإليه وراض حبميد
سعيه ىف دين هللا ومنث بكرثة العمل عليه غري رشذمة قليةل تضمر التشبيه وتعادى
لك موحد يعتقد التزنيه أآو تضاىه قول املعزتةل ىف ذمه وتباىه ابإظهار هجرها
14
بقدرة سعة علمه".
فاإطالق أآهل الس نة بشلك عام قد يراد هبا أآيضا غري الرافضة .فقد قال
الإمام ابن تميية " :فلفظ "آأهل الس نة" يراد به من آأثبت خالفة اخللفاء الثالثة،
فيدخل يف ذكل مجيع الطوائف اإل الرافضة ،وقد يراد به أآهل احلديث والس نة
احملضة ،فال يدخل فيه اإل من يثبت الصفات هلل تعاىل ويقول :اإن القرآن غري
واحلاصل :أآن لك من معل بسنن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل فهو
من أآهل الس نة ،وإامنا وقع التفاوت حسب تفاوهتم يف تطبيقها ،فقال الش يخ زيك
اإبراهمي املرصي " :والس نة يف اصطالح علامء ادلين يه قول النيب صىل هللا عليه
وسمل أآو معهل أآو اإقراره ،فهيي شعب ثالث من معل ابإحداها ولو مرة واحدة من
معره أآصبح من آأهل الس نة ...ومعىن هذا آأن لك من آمن بصاحب الس نة
صىل هللا عليه وسمل فهو من أآهل الس نة وإان قرص يف التنفيذ والالزتام فلك
مسمل هو من أآهل الس نة بقدر ما الزتم و أآدى فليست املفاضةل اإل يف حماوةل
حتصيل ا ألجر مبحاوةل احملافظة عىل ما يتيرس للك اإنسان من العمل والتطبيق
11
والالزتام".
اعمل رمحك هللا تعاىل أآن مصلطح أآهل الس نة وامجلاعة مل يكن مشهورا
قبل ظهور املعزتةل ،فلام ظهرت هذه الفرقة الضاةل ظهر واش هتر اصطالح أآهل
الس نة اذلين حينئذ أآطلقوا عىل ا ألشاعرة واملاتريدية واحملدثني احلنبليني ،فقال
وقال الإمام ادلواين " :الفرقة الناجية ومه ا ألشاعرة آأي التابعون يف
11
ا ألصول للش يخ أآيب احلسن ا ألشعري".
وقال الإمام ابن جحر الهيمتي " :واملراد ابلس نة ما عليه اإماما آأهل الس نة
17
وامجلاعة الش يخ آأبو احلسن ا ألشعري و أآبو منصور املاتريدي".
وقال الإمام ابن عابدين احلنفي " :آأهل الس نة وامجلاعة ومه ا ألشاعرة
واملاتريدية ،ومه متوافقون اإل يف مسائل يسرية أآرجعها بعضهم اإىل اخلالف
11
اللفظي".
وقال الإمام الزبيدي " :اإذا آأطلق آأهل الس نة وامجلاعة فاملراد هبم
15
ا ألشاعرة واملاتريدية".
واحلاصل أآن جل العلامء ذكروا أآن أآهل الس نة وامجلاعة مصطلح يراد به
احلنابةل وا ألشاعرة واملاتردية .وخالفهم يف بعض املسائل ل يكون قادحا وخمرجا
هلم من كوهنم من أآهل الس نة وامجلاعة .وس يأأيت تقارير بعض احلنابةل يف ذكل اإن
شاء هللا تعاىل.
واجلواب عىل هذا الاعرتاض السخيف :أآن يقال بأأنه ينبغي أآن نعمل أآن
مذهب ا ألشاعرة هو مذهب السلف عينه ،ألنه امتداد منه.
ها هو الإمام الشهرس تاين حىك لنا هذه احلقيقة قائال ":اعمل أآن جامعة
كثرية من السلف اكنوا يثبتون هللا تعاىل صفاته أآزلية من العمل ،والقدرة ،واحلياة،
وا إلراد والسمع ،والبرص ،والالكم ،واجلالل ،والإكرام ،واجلود ،والإنعام ،والعزة،
والعظمة ،ول يفرقون بني صفات اذلات وصفات الفعل بل يسوقون الالكم
سوقا واحدا ،وكذكل يثبتون صفات خربية مثل اليدين ،والوجه ول يؤولون
ذكل اإل آأهنم يقولون :هذه الصفات قد وردت يف الرشع ،فنسمهيا صفات خربية.
وملا اكنت املعزتةل ينفون الصفات والسلف يثبتون ،مسي السلف صفاتية واملعزتةل
معطةل .فبالغ بعض السلف يف اإثبات الصفات اإىل حد التشبيه بصفات احملداثت،
واقترص بعضهم عىل صفات دلت ا ألفعال علهيا وما ورد به اخلرب؛ فافرتقوا فرقتني
:مفهنم من أآوهل عىل وجه حيمتل اللفظ ذكل .ومهنم من توقف يف التأأويل ،وقال:
عرفنا مبقتىض العقل أآن هللا تعاىل ليس مكثهل يشء ،فال يش به شيئا من اخمللوقات
ول يش به يشء مهنا ،وقطعنا بذكل؛ اإل أآن ل نعرف معىن اللفظ الوارد فيه،
مثل قوهل تعاىلَّ { :الر م َمح ُن عَ َىل الم َع مر ِش ماس تَ َوى} ومثل قوهلَ { :خلَ مق ُت ِب َيدَ َّي}
24
ومثل قوهلَ { :و َج َاء َرب ُّ َك} اإىل غري ذكل .ولس نا ملكفني مبعرفة تفسري هذه الايت
وتأأويلها ،بل التلكيف قد ورد ابلعتقاد بأأنه ل رشيك هل ،وليس مكثهل يشء،
وذكل قد آأثبتناه يقينا .مث اإن جامعة من املتأأخرين زادوا عىل ما قاهل السلف؛
فقالوا لبد من اإجراهئا عىل ظاهرها ،فوقعوا يف التشبيه الرصف ،وذكل عىل
خالف ما اعتقده السلف .ولقد اكن التشبيه رصفا خالصا يف الهيود ،ل يف لكهم
بل يف القرائني مهنم ،اإذ وجدوا يف التوراة آألفاظا كثرية تدل عىل ذكل .مث الش يعة
يف هذه الرشيعة وقعوا يف غلو وتقصري ،أآما الغلو فتشبيه بعض أآمئهتم ابلإهل تعاىل
وتقدس ،و أآما التقصري فتشبيه الإهل بواحد من اخللق .وملا ظهرت املعزتةل
واملتلكمون من السلف رجعت بعض الروافض عن الغلو والتقصري ،ووقعت يف
الاعزتال وختطت جامعة من السلف اإىل التفسري الظاهر فوقعت يف التشبيه.
وآأما السلف اذلين مل يتعرضوا للتأأويل ،ول هتدفوا للتشبيه مفهنم :ماكل بن آأنس
ريض هللا عهنام؛ اإذ قال :الاس تواء معلوم ،والكيفية جمهوةل ،والإميان به واجب،
والسؤال عنه بدعة .ومثل آأمحد بن حنبل رمحه هللا ،وسفيان الثوري ،وداود بن
عيل ا ألصفهاين ،ومن اتبعهم .حىت انهتي الزمان اإىل عبد هللا بن سعيد الالكيب،
وآأيب العباس القالنيس ،واحلارث بن آأسد احملاس يب ،وهؤلء اكنوا من مجةل
السلف اإل آأهنم ابرشوا عمل الالكم ،وآأيدوا عقائد السلف حبجج الكمية،
وبراهني آأصولية ،وصنف بعضهم ودرس بعض حىت جرى بني أآيب احلسن
ا ألشعري وبني آأس تاذه مناظرة يف مسائل من مسائل الصالح وا ألصلح
فتخاصام ،واحناز ا ألشعري اإىل هذه الطائفة ،فأأيد مقالهتم مبناجه الكمية ،وصار
11
ذكل مذهبا ألهل الس نة وامجلاعة ،وانتقلت مسة الصفاتية اإىل ا ألشعرية".
فقد بني الإمام اذلهيب أآن ما ذهب اإليه الإمام الكرابييس حق ولكن الإمام
أآمحد بدعه سدا لذلريعة ،فقال " :ل ريب أآن ما ابتدعه الكرابييس وحرره يف مسأأةل
اللفظ و أآنه خملوق هو حق لكن آأابه الإمام آأمحد ,لئال يتذرع به اإىل القول خبلق
القرآن ،فسد الباب؛ ألنك ل تقدر أآن تفرز التلفظ من امللفوظ اذلي هو الكم
14
هللا اإل يف ذهنك".
قلت :اإن مبارشة عمل الالكم يف احلقيقة ليست بفارق أآسايس بني كون
صاحبه سلفيا أآو غري سلفي ،اإذا عرفنا أآن املسأأةل تتعلق برضورة وصالحية .مع علمنا
بأأن مبارشة عمل الالكم يف ذكل احلني يه من مقتضيات الرد عىل الفرق الضاةل.
فقد ذكر محمد بن مو ى بن عامر الالكعي املايريق الفقيه وهجة نظر الإمام
أآيب احلسن ا ألشعري يف مناظرته بينه وبني الفرق الفاسدة وخباصة املعزتةل يف
زمن احملنة فقال " :أآعظم ما اكنت احملنة يعين املعزتةل زمن املأأمون واملعتصم
فتورع من جمادلهتم أآمحد بن حنبل ريض هللا عنه مفوهوا بذكل عىل امللوك وقالوا
14تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ()441
14فتح الباري رشح حصيح البخاري ()111 / 4
27
مث مواهجة تيار الفرق املبتدعة ابلالكم ليست اإل من مقتضيات العرص
ورضوراته ،هذا هو الإمام ابن قتيبة قد اعرتض عىل اذلين يسكتون عن
اخلوض يف الالكم وجعل ذكل املوقف نوعا من عدم الاهامتم بشأأن ا ألمة اذلين
قد يكفر بعضهم بعضا بسبب مسأأةل القرآن ،فقال رمحه هللا تعاىل " :وإان اكن
الوقوف يف اللفظ ابلقرآن حىت ل يقال فيه خملوق أآو خملوق هو الصواب مفا
جحتنا عىل الواقفة يف القرآن ،ومل جعلنامه شاكاك وجعلنامه ضالل و أآكفرمه بعض
أآهل الس نة و أآكفر من شك يف كفرمه ،هل ا ألمر يف ذكل اإل واحد ،فاإن قيل :
اإن الثوري وابن عيينة وابن املبارك وآأش باههم مل يقفوا ،قلنا :للك زمان
11
رجال".
عىل أآن ما نقل من بعض السلف يف ذم الالكم اإمنا معناه موجه اإىل
الالكم املذموم ،اإذ ليس لك الكم مذموما ،فقد بني ذكل احلافظ ابن عساكر
فقال " :الالكم املذموم الكم آأحصاب ا ألهوية وما يزخرفه أآرابب البدع املردية
فأأما الالكم املوافق للكتاب والس نة املوحض حلقائق ا ألصول عند ظهور الفتنة فهو
محمود عند العلامء ومن يعلمه وقد اكن الشافعي حيس نه ويفهمه وقد تلكم مع غري
11
واحد ممن ابتدع وآأقام احلجة عليه حىت انقطع".
وقصة مبارشة الإمام الشافعي للالكم معروفة ذكرها احلافظ ابن عساكر
يف تبيينه فقال " :و أآخربان الش يخ أآبو ا ألعز قراتكني بن ا ألسعد قال أآان احلسن
بن عيل اجلوهري قال أآان عيل بن عبد العزيز بن مردك قال أآان أآبو محمد عبد
الرمحن بن أآيب حامت قال يف كتايب عن الربيع بن سلامين قال حرضت الشافعي
11الاختالف يف اللفظ ()11
11تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ()114
28
وحدثين أآبو سعيد اإل أآين أآعمل أآنه حرض عبد هللا بن عبد احلكمي ويوسف بن
معرو بن يزيد وحفص الفرد واكن الشافعي يسميه املنفرد فسأأل حفص عبد هللا
بن عبد احلمك فقال ما تقول يف القرآن فأأىب أآن جييبه فسأأل يوسف بن معرو بن
يزيد فمل جيبه فالكهام أآشار اإىل أآن الشافعي فسأأل الشافعي فاحتج عليه الشافعي
فطالت فيه املناظرة فقام الشافعي ابحلجة عليه بأأن القرآن الكم هللا غري خملوق
وكفر حفص الفرد ،قال الربيع :فلقيت حفصا يف املسجد بعد فقال أآراد الشافعي
11
قتيل".
بل حىك الإمام عبد القاهر البغدادي مبارشة السلف الصاحل لعمل الالكم
فقال " :آأول متلكمي أآهل الس نة من الصحابة عىل بن آأيب طالب ملناظرته
اخلوارج يف مسائل الوعد والوعيد ومناظرته القدرية يف القدر والقضاء واملشيئة
والاس تطاعة ،مث عبد هللا بن معر يف الكمه عىل القدرية وبرائته مهنم ومن
زعميهم املعروف مبعبد اجلهين ...وآأول متلكمي آأهل الس نة من التابعني معر بن
عبد العزيز وهل رساةل بليغة يف الرد عىل القدرية ،مث زيد بن عيل بن احلسني بن
عيل بن أآيب طالب وهل كتاب يف الرد عىل القدرية من القرآن ،مث احلسن
البرصي ...مث الشعيب واكن آأشد الناس عىل القدرية ،مث الزهري وهو اذلي أآفىت
عبد املكل بن مروان بدماء القدرية ،ومن بعد هذه الطبقة جعفر بن محمد
الصادف وهل كتاب يف الرد عىل القدرية وكتاب يف الرد عىل اخلوارج ورساةل يف
الرد عىل الغالة من الروافض ... ،و أآول متلكمهيم من الفقهاء وآأرابب املذاهب
أآبو حنيفة والشافعي فاإن آأاب حنيفة هل كتاب يف الرد عىل القدرية سامه كتاب
الفقه الأكرب وهل رساةل آأمالها يف نرصة قول آأهل الس نة أآن الاس تطاعة مع الفعل
11تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ()114-114
29
ولكنه قال :أآهنا تصلح للضدين وعىل هذا مق من أآحصابنا ،وقال صاحبه أآبو
يوسف يف املعزتةل أآهنم زاندقة ،وللشافعي كتاابن يف الالكم آأحدهام يف تصحيح
النبوة والرد عىل الربامهة والثاين يف الرد عىل آأهل ا ألهواء وذكر طرفا من هذا
النوع يف كتاب القياس و أآشار فيه اإىل رجوعه عن قبول شهادة املعزتةل و أآهل
ا ألهواء ،فأأما املرييس من آأحصاب أآيب حنيفة فاإمنا وافق املعزتةل يف خلق القرآن
و أآكفرمه يف خلق ا ألفعال ،مث من بعد الشافعي تالمذته اجلامعون بني عمل الفقه
والالكم اكحلارث ابن أآسد احملاس يب و أآيب عيل الكرابييس وحرمةل البويطي وداود
ا ألصهباين ...ومن متلكمي آأهل الس نة يف آأايم املأأمون عبد هللا بن سعيد المتميي
اذلي دمر عىل املعزتةل يف جملس املأأمون وفضحهم ببيانه وآاثر بيانه وهو أآخو
حيىي بن سعيد القطان 17وارث عمل احلديث وصاحب اجلرح والتعديل ومن
تالمذة عبد هللا بن سعيد عبد العزيز امليك الكتاين اذلي فضح املعزتةل يف جملس
املأأمون ،وتلميذه احلسني بن الفضل البجيل صاحب الالكم وا ألصول وصاحب
التفسري والتأأويل ...ومن تالمذة عبد هللا بن سعيد آأيضا اجلنيد ش يخ الصوفية
وإامام املوحدين وهل يف التوحيد رساةل عىل رشط املتلكمني وعبارة الصوفية ،مث
بعدمه ش يخ النظر وإامام الفاق يف اجلدل والتحقيق أآبو احلسن عيل بن آأسامعيل
ا ألشعري اذلي صار جشا يف حلوق القدرية والنجارية واجلهمية واجلسمية
والروافض واخلوارج ،وقد م أل ادلنيا كتبه وما رزق أآحد من املتلكمني من التبع
17ذكر الإمام ابن جحر أآن الإمام ابن الكب هذا ليس أآخا ل إالمام حيىي القطان فقال " :
ونقل احلامك يف اترخيه ،عن ابن خزمية أآنه اكن يعيب مذهب الالكبية ويذكر عن أآمحد بن
حنبل أآنه اكن آأشد الناس عىل عبد هللا بن سعيد و أآحصابه ويقال :اإنه قيل هل ابن الكب
ألنه اكن خيطف اذلي يناظره وهو بضم الاكف تشديد الالم .وقول الضياء :اإنه اكن أآخا
حيىي بن سعيد القطان غلط وإامنا هو من توافق الإمسني والنس بة" .انظر :لسان املزيان
()111 / 1
30
ما قد رزق ألن مجيع أآهل احلديث ولك من مل يمتعزل من أآهل الر أآي عىل
11
مذهبه".
فلام هذا الكتاب اذلي أآقدم هل فيه تعرض لشأأن ا ألشاعرة مفن اجلدير يب
أآن أآبني حملة عن هذه الطائفة ،فنقول :اإن ا ألشاعرة مه أآتباع طريقة الإمام أآيب
احلسن ا ألشعري ،ومه عىل تعبري احلافظ ابن عساكر " :املمتسكون ابلكتاب
والس نة التاركون للأس باب اجلالبة للفتنة الصابرون عىل ديهنم عند الاختبار
واحملنة الظاهرون عىل عدومه مع اطراح الانتصار والإحنة ل يرتكون المتسك
ابلقرآن واحلجج ا ألثرية ول يسلكون يف املعقولت مساكل املعطةل القدرية لكهنم
جيمعون يف مسائل ا ألصول بني ا ألدةل السمعية وبراهني العقول ويتجنبون افراط
املعزتةل ويتكبون طرق املعطةل ويطرحون تفريط اجملسمة املش هبة ويفضحون
ابلرباهني عقائد الفرق املموهة وينكرون مذاهب اجلهمية وينفرون عن الكرامية
والساملية ويبطلون مقالت القدرية ويرذلون ش به اجلربية ويتربؤن من الروافض
واخلوارج ويظهرون املواقفني عن احلق وجوه اخملارج مفذههبم أآوسط املذاهب
ومرشهبم أآعذب املشارب ومنصهبم أآكرم املناصب ورتبهتم أآعظم املراتب فال يؤثر
و أآما الإمام اجملهتد أآبو احلسن ا ألشعري فهو معدود من اجملددين يف املائة
الثالثة ،فقال الإمام اتج ادلين ابن الس بيك " :وقال آخرون اإمنا املبعوث عىل
رآأس املائة الثالثة آأبو احلسن ا ألشعري ألنه القامئ يف آأصل ادلين املناضل عن
عقيدة املوحدين الس يف املسلول عىل املعزتةل املارقني املغرب يف أآوجه املبتدعة
اخملالفني ،وعندي أآنه ل يبعد أآن يكون لك مهنام مبعواث هذا يف فروع ادلين وهذا
11
يف أآصوهل والكهام شافعي املذهب".
وهو من أآمئة أآهل احلديث ،فقال الإمام القشريي " :اتفق آأحصاب
احلديث آأن آأاب احلسن عىل بن اإسامعيل ا ألشعرى اكن اإماما من آأمئة آأحصاب
احلديث ومذهبه مذهب آأحصاب احلديث تلكم ىف آأصول ادلايانت عىل طريقة
أآهل الس نة ورد عىل اخملالفني من أآهل الزيغ والبدعة واكن عىل املعزتةل
والروافض واملبتدعني من أآهل القبةل واخلارجني من املةل س يفا مسلول ومن
طعن فيه أآو قدح أآو لعنه أآو س به فقد بسط لسان السوء ىف مجيع أآهل
14
الس نة".
15تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ()141
11طبقات الشافعية الكربى ()144/ 4
14طبقات الشافعية الكربى ()151/ 1
32
وهو النارص للس نة ،فقال الإمام الزبيدي :فأأما آأبو احلسن الاشعري
74
فهو الإمام النارص للس نة اإمام املتلكمني".
و اكن يف بداية ا ألمر معزتليا مث اتب وقال بقول أآهل الس نة وامجلاعة
وقام ابلرد عىل الفرق املنحرفة أكمثال املعزتةل واجلهمية واملش هبة والقدرية ،فقال
الإمام ابن خلاكن " :واكن أآبو احلسن ا ألشعري أآول معزتليا ،مث اتب من القول
ابلعدل وخلق القرآن يف املسجد اجلامع ابلبرصة يوم امجلعة ،وريق كرس يا واندى
بأأعىل صوته :من عرفين فقد عرفين ومن مل يعرفين فأأان آأعرفه بنفيس ،أآان فالن
بن فالن ،كنت أآقول خبلق القرآن و أآن هللا ل تراه ا ألبصار و أآن أآفعال الرش أآان
أآفعلها ،و أآان اتئب مقلع ،معتقد للرد عىل املعزتةل خمرج لفضاحئهم ومعايهبم .واكن
فيه دعابة ومزاح كثري ،وهل من الكتب كتاب " اللمع " وكتاب " املوجز "
وكتاب " اإيضاح الربهان " وكتاب " التبيني عن أآصول ادلين " وكتاب "
الرشح والتفصيل يف الرد عىل أآهل الإفك والتضليل " وهو صاحب الكتب يف
الرد عىل املالحدة وغريمه من املعزتةل والرافضة واجلهمية واخلوارج ،وسائر
74
أآصناف املبتدعة".
وقال الإمام ابن فورك رمحه هللا " :انتقل الش يخ آأبو احلسن عيل بن
امسعيل ا ألشعري ريض هللا عنه من مذاهب املعزتةل اإىل نرصة مذاهب آأهل
الس نة وامجلاعة ابحلجج العقلية وصنف يف ذكل الكتب وهو برصي من أآولد أآيب
مو ى ا ألشعري ريض هللا عنه صاحب رسول هللا صىل هللا عليه وسمل وهو
اذلي فتح كثريا من بالد العجم مهنا كور ا ألهواز ومهنا أآصهبان واكن نفر من أآولد
74اإحتاف السادة املتقني ()1 / 1
74وفيات ا ألعيان و أآنباء أآبناء الزمان ( )117/ 1
33
أآيب مو ى ا ألشعري ريض هللا عنه ابلبرصة وإاىل وقت الش يخ أآيب احلسن مهنم
من اكن يذكر ابلرايسة فلام وفق هللا الش يخ أآاب احلسن ما اكن عليه من بدع
املعزتةل وهداه اإىل ما يرسه من نرصة أآهل الس نة وامجلاعة ظهر أآمره وانترشت
كتبه بعد الثلامثئة وبقي اإىل س نة أآربع وعرشين وثلامثئة وممن خترج به ممن اختلف
اإليه واس تفاد منه املعروف بأأيب احلسن الباهيل واكن اإماميا يف ا ألول رئيس يا
مقدما فانتقل عن مذههبم مبناظرة جرت هل مع الش يخ أآيب احلسن ا ألشعري ريض
هللا عنه آألزمه فهيا احلجة حىت ابن هل اخلطأأ فامي اكن عليه من مذاهب الإمامية
فرتكها واختلف اإليه ونرش علمه ابلبرصة واس تفاد منه اخللق الكثريون مث خترج
به أآيضا املعروف بأأيب احلسن الرماين واكن مقدما يف أآحصابه وكذكل خترج به آأبو
عبد هللا محويه السريايف وطالت حصبته هل وعاد اإىل سرياف وانتفع به من هناك
ور أآيت من آأحصابه بشرياز من لقيه ودرس عليه وممن حصب الش يخ أآاب احلسن
ببغداد واس تفاد منه من أآهل خراسان الش يخ آأبو عيل زاهر بن آأمحد الرسخيس
وكذكل الفقيه آأبو زيد املرزوي والفقيه آأبو سهل الصعلويك النيسابوري وممن
71
حصبه آأبو نرص الكوازي بشرياز".
وقال الإمام عبد القاهر البغدادي " :مث بعدمه ش يخ النظر وإامام الفاق
يف اجلدل والتحقيق آأبو احلسن عيل بن اإسامعيل ا ألشعري اذلي صار جشا يف
حلوق القدرية والنجارية واجلهمية واجلسمية والروافض واخلوارج وقد م أل ادلنيا
كتبه وما رزق أآحد من املتلكمني من التبع ما قد رزق ألن مجيع أآهل احلديث
71
ولك من مل يمتعزل من أآهل الر أآي عىل مذهبه".
71تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ( )411
71أآصول ادلين ()144-144
34
ومذهب الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ليس جبديد مبتدع وإامنا هو قرر
مذهب السلف حبجج عقلية ونقلية ،فقال الإمام ابن الس بيك " :اعمل آأن آأاب
احلسن مل يبدع ر أآاي ومل ينشأأ مذهبا وإامنا هو مقرر ملذاهب السلف مناضل عام
اكنت عليه حصابة رسول هللا صىل هللا عليه وسمل فالنتساب اإليه اإمنا هو ابعتبار
أآنه عقد عىل طريق السلف نطاقا ومتسك به و أآقام احلجج والرباهني عليه فصار
71
املقتدى به ىف ذكل الساكل سبيهل ىف ادللئل يسم أآشعراي".
وقد بني ذكل الإمام البهيقي قائال " :اإىل آأن بلغت النوبة اإىل ش يخنا
أآىب احلسن ا ألشعري رمحه هللا فمل حيدث ىف دين هللا حداث ومل يأأت فيه ببدعة
بل آأخذ آأقاويل الصحابة والتابعني ومن بعدمه من ا ألمئة ىف آأصول ادلين فنرصها
بزايدة رشح وتبيني وآأن ما قالوا وجاء به الرشع ىف ا ألصول حصيح ىف العقول
خبالف ما زمع أآهل ا ألهواء من أآن بعضه ل يس تقمي ىف الراء فاكن ىف بيانه
وثبوته ما مل يدل عليه أآهل الس نة وامجلاعة ونرصة أآقاويل من مىض من ا ألمئة أكىب
حنيفة وسفيان الثورى من آأهل الكوفة وا ألوزاع وغريه من أآهل الشام ،وماكل
والشافع من أآهل احلرمني ومن حنا حنوهام من أآهل احلجاز وغريها من سائر
البالد و أكمحد بن حنبل وغريه من أآهل احلديث والليث بن سعد وغريه و أآىب عبد
هللا محمد بن اإسامعيل البخارى و أآىب احلسني مسمل بن احلجاج النيسابورى اإماىم
77
أآهل الاثر وحفاظ السنن الىت علهيا مدار الرشع".
واكن عىل ر أآي ا ألمئة السلفية أكمثال ابن الكب والقالنيس واحلارث
احملاس يب ،فقال الإمام ابن خدلون " :اإىل أآن ظهر الش يخ أآبو احلسن ا ألشعري
71طبقات الشافعية الكربى ()117 / 1
77طبقات الشافعية الكربى ()145 / 1
35
وانظر بعض مش يخهتم يف مسائل الصالح وا ألصلح ،فرفض طريقهتم ،واكن عىل
رآأي عبد هللا بن سعيد بن الكب وآأيب العباس القالنيس واحلارث بن آأسد
71
احملاس يب من أآتباع السلف وعىل طريقة الس نة".
وقد نسب بعض احلنابةل الكبار اإىل املذهب ا ألشعري ،ومهنم الإمام أآبو
اخلطاب حمفوظ بن أآمحد اللكوذاين احلنبيل (ت 744 :هـ) وقد حصح تلميذه
الإمام أآمحد بن معاي بن بركة احلريب احلنبيل (ت 771 :هـ) هذه النس بة اإليه.
بني ذكل احلافظ ابن عساكر " :ومل أآزل أآمسع ممن يوثق به أآنه اكن صديقا
للمتمييني سلف أآيب محمد رزق هللا ابن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن احلرث
واكنوا هل مكرمني وقد ظهر آأثر بركة تكل الصحبة عىل آأعقاهبم حىت نسب اإىل
مذهبه آأبو اخلطاب اللكوذاين من آأحصاهبم وهذا تلميذ آأيب اخلطاب آأمحد احلريب
75
خيرب بصحة ما ذكرته".
بل بعضهم أكمثال الإمام آأيب احلسن المتميي احلنبيل أآوىص ابلمتسك
ابلباقالين ا ألشعري والثناء عليه ،فقد ذكر احلافظ ابن عساكر شيئا من ذكل فقال
" :واكن آأبو احلسن المتميي احلنبيل يقول ألحصابه متسكوا هبذا الرجل (آأي
الباقالين) فليس للس نة عنه غىن آأبدا ،قال :ومسعت الش يخ أآاب الفضل المتميي
احلنبيل رمحه هللا وهو عبد الواحد بن أآيب احلسن بن عبد العزيز بن احلرث يقول
(( :اجمتع رآأيس ورآأس القايض آأيب بكر محمد بن الطيب عىل خمدة واحدة س بع
س نني)) .قال الش يخ أآبو عبد هللا وحرض الش يخ أآبو الفضل المتميي يوم وفاته
وهو اإمام أآهل الس نة وامجلاعة فقال ا إلمام أآىب اإحساق الشريازى " :و أآبو
احلسن ا ألشعرى اإمام آأهل الس نة وعامة آأحصاب الشافع عىل مذهبه ومذهبه
74
مذهب آأهل احلق".
فبامجلةل اإنه ل يعتقد أآن الإمام أآاب احلسن ا ألشعري وا ألمئة ا ألشاعرة عىل
ضالةل اإل جاهل غيب أآو مبتدع زائغ عن احلق ،فقد س ئل الإمام ابن رشد اجلد
عن ا ألمئة ا ألشاعرة فقال " :هؤلء اذلين مسيت من العلامء آأمئة خري وهدى وممن
جيب هبم الاقتداء ألهنم قاموا بنرص الرشيعة و أآبطلوا ش به أآهل الزيغ والضالةل
و أآوحضوا املشالكت وبينوا ما جيب أآن يدان به من املعتقدات فهم مبعرفهتم
بأأصول ادلايانت العلامء عىل احلقيقة لعلمهم ابهلل عز وجل وما جيب هل وما جيوز
عليه وما ينتفي عنه ،اإذ ل تعمل الفروع اإل بعد معرفة ا ألصول ،مفن الواجب أآن
يعرتف بفضائلهم ويقر هلم بسوابقهم فهم اذلين عىن رسول هللا صىل هللا عليه
وسمل بقوهل ( :حيمل هذا العمل من لك خلف عدوهل ينفون عنه حتريف الغالني
واحتال املبطلني وتأأويل اجلاهلني) فال يعتقد آأهنم عىل ضالةل وهجاةل اإل غيب
جاهل آأو مبتدع زائغ عن احلق مائل ،ول يس هبم وينسب اإلهيم خالف ما مه
عليه اإل فاسق ...فيجب آأن يبرص اجلاهل مهنم ويؤدب الفاسق ويستتاب
71تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ()114
74طبقات الشافعية الكربى ()151/ 1
37
املبتدع الزائغ عن احلق اإذا اكن مستسهال ببدعة ،فاإن اتب وإال رضب آأبدا حىت
14
يتوب".
و أآما شهادة العلامء املعارصين فأأكرث من أآن حتىص ،فقال الش يخ ا ألس تاذ
ادلكتور محمد حسن هيتو " :والإمام ا ألشعري مل يؤسس يف الإسالم مذهبا
جديدا يف العقيدة خيالف مذهب سلف هذه ا ألمة ،وإامنا هداه هللا تعاىل ابلزتام
مذهب أآهل الس نة بعد أآن آأمىض أآربعني س نة من حياته عىل مذاهب الاعزتال
...وعقيدة الإمام ايب احلسن ا ألشعري اليت سار علهيا يه عقيدة الإمام آأمحد بن
حنبل والشافعي وماكل و أآيب حنيفة وآأحصابه ويه عقيدة السلف الصاحل كام نص
عىل ذكل أآمئة أآهل العمل ممن سار عىل هذه العقيدة عىل كر العصور ومر ادلهور،
وذلكل اكن الصواب يف السؤال أآن يقول السائل من يدخل مع ا ألشاعرة يف أآهل
الس نة وامجلاعة؟ واجلواب عىل هذا :أآنه يدخل معهم لك من سار عىل هنجهم
وسكل سبيلهم وإان وقع يشء من اخلالف يف بعض املسائل بيهنم ،فاملاتريدية من
14
أآهل الس نة وا ألثريون من أآهل الس نة".
وقال الش يخ عيل مجعة ":اكن السادة ا ألشاعرة رمحهم هللا سلفا وخلفا
عىل املهنج الوسط والبصرية اليت أآبرصوا هبا حقيقة الوقوف اب ألدب يف املعامةل مع
هللا س بحانه ،وهذا ما جعل العلامء قاطبة يطلقون عىل السادة ا ألشاعرة آأهنم
آأحصاب املذهب احلق فاكنوا آأحق هبا و أآهلها واس تقر التدريس يف لك معاهد
العمل العريقة يف ا ألمة الإسالمية مثل ا ألزهر الرشيف والزيتونة والقريوان عىل
وقال مفيت دمشق الش يخ عبد الفتاح الزبم " :ولقد آأمجع كثري من آأهل
العمل عىل آأهنا آأهل الس نة وامجلاعة من أآشاعرة وماتريدية وسلف وحمدثني وفقهاء
11
وآأصوليني خال مذههبم من ا ألهواء والبدع".
وقال الش يخ ادلكتور محمد سعيد رمضان البوطي " :فاإن الإمام ااب
احلسن عليا بن اإسامعيل ا ألشعري ( 114 – 114هـ) واحد من عيون رجال
السلف ومن أآبرزمه علام واس تقامة عىل هنج كتاب هللا وس نة رسوهل صىل هللا
عليه وسمل ،مفن جتاهل هذه احلقيقة فقد خامص التارخي وتعاىم عن الواقع املريئ
للك ذي عينني ،وإان الإمام ا ألشعري مل يبتدع رااي ومل ينيشء مذهبا وإامنا اكن
مقررا ملذهب السلف مناضال عن احلق اذلي ترك رسول هللا صىل هللا عليه
11
وسمل أآحصابه".
ومما ل خيف عىل قارئ أآنه قد وقعت العداوة بني ا ألشاعرة واحلنابةل منذ
قدم الزمن بسبب اختالفهم يف بعض املسائل وخاصة يف مسأأليت الصفات والكم
وقد جسل التارخي أآن هذه العداوة قد تش تد وتنهتيي اإىل املالعنة واهلم
ابملقاتةل من بعض املتعصبني مهنام .فقال ابن املربد " :قال أآبو بكر املقري " :اكن
يلعهنم (آأي ا ألشاعرة) لك يوم بعد صالة الغداة يف احملراب يف امجلع ،ومه
11
يؤمنون".
وقال احلافظ اذلهيب " :واكن بني ا ألشعرية واحلنابةل تعصب زائد يؤدي
اإىل فتنة ،وقيل وقال ،وصداع طويل ،فقام اإليه آأحصاب احلديث بساككني
قلت :وهذا مما ل ينبغي حدوثه بعد أآن علمنا أآن احلنابةل وا ألشعرية
متفقون يف ا ألصول ،خفالفهم بعد التأأمل ل يكون اإل يف فروع العقيدة وبعض
متغرياهتا.
وقد س بق بيان أآن ا ألشاعرة من أآهل الس نة ،وذكل أآن عقيدهتم موافقة
لعقيدة السلف عامة ومناس بة لعقيدة الإمام الطحاوي اجملمع عىل حصهتا خاصة،
فقال الإمام اتج ادلين ابن الس بيك " :مسعت الش يخ الإمام رمحه هللا يقول ما
تضمنته عقيدة الطحاوى هو ما يعتقده ا ألشعرى ل خيالفه اإل ىف ثالث مسائل.
قلت أآان أآعمل أآن املالكية لكهم أآشاعرة ل آأس تثىن أآحدا والشافعية غالهبم أآشاعرة ل
آأس تثىن اإل من حلق مهنم بتجس مي أآو اعزتال ممن ل يعبأأ هللا به واحلنفية أآكرثمه
أآشاعرة أآعىن يعتقدون عقد ا ألشعرى ل خيرج مهنم اإل من حلق مهنم ابملعزتةل
واحلنابةل أآكرث فضالء متقدمهيم أآشاعرة مل خيرج مهنم عن عقيدة ا ألشعرى اإل من
11
حلق بأأهل التجس مي ومه ىف هذه الفرقة من احلنابةل أآكرث من غريمه".
وقد ثبت أآن السلف أآ ّولوا يف مواضع .وعىل هذا فا ألشعري دار يف كتبه
عىل املسلكني اترة ابلتأأويل واترة ابلتفويض ،وا ألشاعرة اإىل اليوم ـ كقاعدة آأغلبية
14
مقرون بأأن التفويض أآوىل اإذا اندحر التشبيه والتجس مي.
ـ ّ
هذا وقد اعرتف كثري من احلنابةل أآنفسهم أآن ا ألشاعرة مه أآهل الس نة
وامجلاعة ،فقال الش يخ عبد البايق احلنبيل " :آأن طوائف أآهل الس نة ثالثة
أآشاعرة وحنابةل وماتريدية بدليل عطف العلامء عىل ا ألشاعرة يف كثري من الكتب
54
الالكمية ومجيع كتب احلنابةل".
وقال الش يخ السفاريين احلنبيل " :أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق:
ا ألثرية وإاماهمم آأمحد بن حنبل -ريض هللا عنه ،وا ألشعرية وإاماهمم آأبو احلسن
وقال الش يخ ابن صوفان احلنبيل " :قال بعض آأهل العمل هو يعين
الناجية آأهل احلديث املعرب عهنم بأأهل ا ألثر وإاماهمم الإمام أآمحد وا ألشعرية
واملاتريدية انهتي آأقول :وهذا ل ش هبة فيه فاإن هذه الفرق الثالث مه املعرب عهنم
بأأهل الس نة وامجلاعة ومه آأهل الظهور يف مجيع ا ألعصار وا ألمصار ومه الطائفة
املنصورة ومه السواد ا ألعظم ،فاإن قلت :اإن لفظ احلديث ينايف التعدد ألنه ل
يصدق اإل عىل فرقة واحدة واملذكورون ثالث فرق ،قلت :ل منافاة؛ ألن أآهل
احلديث وا ألشعرية واملاتريدية فرقة واحدة متفقون يف آأصول ادلين عىل التوحيد
وتقدير اخلري والرش ويف رشوط النبوة والرساةل ويف موالاة الصحابة لكهم وما
جرى جمرى ذكل ،كعدم وجوب الصالح وا ألصلح ويف اإثبات الكسب وإاثبات
الشفاعة وخروج عصاة املوحدين من النار ،واخلالف بيهنم يف مسائل قليةل
كتأأويل آايت الصفات وآأحادهيا ،هل هو جائز أآو ممتنع؟ ومن قال جبوازه من
اخللف فاإنه يرى الفضل ملذهب آأهل التفويض مع التزنيه لسالمته ،وكذكل
اخلالف يف صفات ا ألفعال وحنوها نزر يسري ل يوجب تكفري بعضهم لبعض ول
51
تضليهل وهذا اذلي ذكرانه ظاهر وهلل امحلد واملنة ل غبار عليه".
وقال الش يخ العالمة عبد الغين اللبدي معلقا عىل الكم الش يخ ابن
صوفان احلنبيل " :آأقول :هذا البحث جدير ابلتنويه وما آأجاب به سديد وجيه
54لوامع ا ألنوار الهبية وسواطع ا ألرسار ا ألثرية لرشح ادلرة املضية يف عقد الفرقة املرضية
()51/ 4
51املهنج ا ألمحد ()11-11
43
جيب املصري اإليه ،وخالفه ل يعول عليه ،وإان جزم به احملقق السفاريين يف
منظومته فقال ( :وليس هذا النص جزما يعترب #يف فرقة اإل عىل أآهل ا ألثر)،
51
فالكم املؤلف آأصوب وإاىل احلق آأدىن وآأقرب وهللا س بحانه وتعاىل أآعمل".
وقال الإمام الطويف احلنبيل " :اختلف الناس يف آايت الصفات مثل
هذه يف القبضة والميني وحنو ( وجه ربك ) ...عىل أآقوال :أآحدها :اإمرارها كام
جاءت من غري تشبيه ول متثيل وهو مذهب آأهل احلديث ،الثاين :محلها عىل
ظاهرها يف التشبيه ورصحوا به ،وهو قول الكرامية ورد علهيم ب (ليس مكثهل
يشء) وابس تحاةل التجس مي عىل القدمي ،الثالث :محلها عىل صفات هلل عز وجل
حقيقية مقوةل عىل صفات اخمللوقني ابلشرتاك اللفظي اللهم أكهنم قالوا :هلل يد
يه صفة لئقة به ل تش به يدان ،ولنا يد يه هذه اجلارحة مس تحيةل يف حقه عز
وجل ،وهو حميك عن الظاهرية وإاليه يرجع املذهب ا ألول ،الرابع :تأأويل ما آأومه
مهنا التشبيه عىل ما يزيل تكل الش ناعة مما حيمتهل اللفظ يف الكم العرب ،وهو
مذهب ا ألشعرية ومن وافقهم ،اخلامس :آأن اللفظ اإن ظهر منه إارادة احلقيقة
محل علهيا عىل املذهب ا ألول اإو إارادة اجملاز محل عليه لكفظ اجلنب وقلب
املؤمن بني اإصبعني واحلجر ميني هللا يف ا ألرض وحنوه وإان مل يظهر منه آأحدهام
اجهتد فيه اجملهتد يف ا ألصول وقدل فيه املقدل ،وا ألش به ا ألخذ ابملذهب
51
الثالث".
وقال أآيضا (" :الثاين) ترتيهبم يف ا ألفضلية عىل ترتيهبم يف اخلالفة وهذا
قول عامة آأهل السنن من آأهل احلديث والفقه والالكم من ا ألثرية وا ألشعرية
51
واملاتريدية وغريمه".
وقال أآيضا " :فائدة :أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق ،ا ألثرية وإاماهمم
الإمام آأمحد ريض هللا عنه .وا ألشعرية وإاماهمم آأبو احلسن ا ألشعري رمحه هللا
55
تعاىل .واملاتريدية وإاماهمم آأبو منصور املاتريدي رمحه هللا تعاىل".
وقال الش يخ عبد هللا خلف ادلحيان احلنبيل (" :فاإذا قلت :لفظ
احلديـث يقتضـي عدم الت مع ِديَة حيث قـال فيه "س تفرتق آأميت عىل بضع وس بعني
فرقة لكهم يف النار اإل فرقة واحدة ويه ما اكن عىل ما أآان عليه و أآحصايب "
فاجلواب :آأن الثالث فرق يه فرقة واحدة ألهنم لكهم آأهل احلديث ،فاإن
ا ألشاعرة واملاتريدية مل يردوا ا ألحاديث ول آأمهلوها ،ف إا ّما فوضوها وإا ّما أآ ّولوها،
ولك مهنـم آأهـل حديث ،وحينئذ فالثالث فرقة واحدة ،لقتفاهئم ا ألخبار
حّكوا العقول وخالفوا املنقول فهم أآهل وانتحاهلم الاثر ،خبالف ابيق الفرق فاإهنم ّ
51
بدعة وضالةل وخمالفة وهجاةل وهللا تعاىل أآعمل".
57تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ()51
51تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ()141
55تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ()57
51تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ()57
45
وقال الإمام ابن العامد احلنبيل عن الإمام أآيب احلسن ا ألشعري " :ومما
بيض به وجوه آأهل الس نة النبوية ،وسود به راايت آأهل الاعزتال واجلهمية،
فأأابن به وجه احلق ا ألبلج ولصدور آأهل الإميان والعرفان أآثلج ،مناظرته مع
54
ش يخه اجلبايئ ،اليت هبا قصم ظهر لك مبتدع ومرايئ".
وقال أآيضا " :فالصفات اذلاتية املتفق علهيا عند آأهل الس نة من ا ألثرية
14
وا ألشعرية واملاتريدية احلياة والعمل والالكم والقدرة وا إلرادة والسمع والبرص".
وقال أآيضا " :وهذا قول عامة أآهل الس نة وامجلاعة من آأهل احلديث
11
والفقه والالكم من ا ألثرية وا ألشعرية واملاتريدية وغريمه".
وقال أآيضا " :مفذهب آأهل الس نة اكفة من السلف ا ألثرية واخللف
ا ألشعرية واملاتريدية أآن مجيع أآنواع الطاعات املعايص والكفر والفساد ولك معل
11
وفعل وقول واقع بقضاء هللا وقدره".
وقال الإمام الزبيدي " :واملراد بأأهل الس نة مه الفرق ا ألربعة احملدثون
11
والصوفية وا ألشاعرة واملاتريدية".
اعمل أآن التعمق يف حبث يف الكم هللا تعاىل بدعة غري معروفة يف عهد
الصحابة ،كام تقدمت الإشارة اإليه ،فقال الإمام الرضير محمد بن خازم " :الالكم
فيه بدعة وضالةل وما تلكم النيب صىل هللا عليه وسمل ول الصحابة ول التابعون
17
ول الصاحلون يعين القرآن خملوق".
وقال الإمام البهيقي " :ل يعرف للصحابة ريض هللا عهنم اخلوض يف
القرآن قلت :اإمنا أآراد به أآنه مل يقع يف الصدر ا ألول ,ول الثاين من يزمع أآن القرآن
خملوق حىت حيتاج اإىل اإناكره ,فال يثبت عهنم يشء هبذا اللفظ اذلي روينا عن
أآنس ريض هللا عنه ,لكن قد ثبت عهنم اإضافة القرآن اإىل هللا تعاىل ,ومتجيده
بأأنه الكم هللا تعاىل ,كام روينا عن أآيب بكر وعائشة وخباب بن ا ألرت وابن
11
مسعود والنجايش وغريمه ،وهللا أآعمل".
فلام اكن هذا الكتاب اذلي أآقدمه هنا فيه بيان اختالف ا ألشاعرة
واحلنابةل يف مسأأةل الكم هللا تعاىل ،حفري يب أآن أآذكر الكم الإمام أآمحد بن حنبل
حول القرآن مث أآتبعه الكم آأتباعه احلنابةل مث الكم الإمام أآيب احلسن ا ألشعري
وا ألشاعرة .فباهلل التوفيق فنقول :
فامي ييل الكم الإمام أآمحد بن حنبل اذلي وقفت عليه من عدة رواايت
يف كتب أآتباعهم ،وحمصهل أآنه ذكر أآن القرآن الكم هللا غري خملوق ،ومل يرد بعبارة
رصحية منه وجود زايدة عليه ،وهو هبذا رد عىل املعزتةل القائلني بأأن القرآن
خملوق.
فقال الإمام أآمحد بن حنبل يف كتاب منسوب اإليه " :الكم هللا ل جيئي
11
ول يتغري من حال اإىل حال".
وقال يف رسالته اإىل الإمام مسدد " :فاإن الكم هللا عز وجل وما تلكم
به فليس مبخلوق ،وما أآخرب به عن عن القرون املاضية فغري خملوق ،وما يف
اللوح احملفوظ وما يف املصاحف وتالوة الناس وكيفام قرئ وكيفام يوصف فهو الكم
15اإرشاد الفحول اإيل حتقيق احلق من عمل ا ألصول ()14 / 4
11الرد عىل اجلهمية والزاندقة ()411
48
هللا غري خملوق ،مفن قال خملوق فهو اكفر ابهلل العظمي ،ومن مل يكفره فهو
14
اكفر".
وقال يف رسالته اإىل الإمام العطار " :والقرآن الكم هللا وليس مبخلوق،
ول يضعف أآن يقول ليس مبخلوق ،وآأن الكم هللا ليس ببائن منه ،وليس يشء
منه خملوق ،وإاايك ومناظرة من أآحدث فيه وقال ابللفظ وغريه ومن وقف فيه
فقال ( :ل آأدري خملوق أآو ليس مبخلوق؟ وإامنا هو الكم هللا) فهو صاحب
44
بدعة ،مثل من قال هو خملوق ،وإامنا هو الكم هللا وليس مبخلوق".
وقال يف رسالته اإىل الإمام الربعي " :والقر أآن الكم هللا مزنل عىل قلب
44
نبيه محمد صىل هللا عليه وسمل غري خملوق من حيامث تيل".
وقال يف رسالته اإىل الإمام الرسخيس " :والقرآن الكم هللا عز وجل
41
مزنل وليس مبخلوق".
وقد نقل الإمام عيل بن الفرات ا ألصهباين عن الإمام آأمحد آأش ياء مهنا
41
قوهل " :مسعت أآمحد بن حنبل يقول :القرآن الكم هللا غري خملوق.
ويف طبقات احلنابةل يف مناظرته بينه وبني املعتصم " :فقال :أآمحد :وهللا
اي أآمري املؤمنني لقد دخلت عليك وما يف قليب مثقال حبة من الفزع فقال :هل
وهذا الإمام عبد هللا بن معر بن محمد بن أآابن القريش الكويف املعروف
مبشكدانه قد نقل عن الإمام أآمحد بن حنبل آأش ياء فقال " :سأألت أآاب عبد هللا
41
عن القرآن فقال :الكم هللا عز وجل وليس مبخلوق".
وهذا الإمام حنبل قال " :مسعت أآاب عبد هللا يقول :مل يزل هللا متلكام
والقرآن الكم هللا عز وجل غري خملوق وعىل لك هجة ول يوصف هللا بيشء
41
أآكرث مما وصف به نفسه عز وجل".
وهذا الإمام ابن كثري حىك لنا الكم الإمام أآمحد بن حنبل يف البداية
والهناية قائال " :وروى البهيقي من طريق اسامعيل بن محمد السلمي عن أآمحد أآنه
444
قال :من قال القرآن حمدث فهو اكفر".
وهذا الإمام أآبو جعفر محمد بن شداد الصفدي يقول " :مسعت أآمحد بن
حنبل وتذاكران أآمر القرآن فقال :هو من حيث ترصف غري خملوق واللفظ ابلقرآن
من قال :هو خملوق فهذا من قول هجم والنيب -صىل هللا عليه وسمل -يقول(( :
منعوين أآن أآبلغ الكم ريب عز وجل )) وقال هللا (( :حىت يسمع الكم هللا ))
وقال الإمام أآمحد بن حنبل كام يف خط الإمام أآمحد الس نجي " :والقرآن
441
الكم هللا غري خملوق من حيامث مسع وتيل منه بدا وإاليه يعود".
وقال الإمام ابن وارة " :سأألت أآمحد عن القرآن فقال :القرآن الكم هللا
441
غري خملوق حيامث ترصف".
وهذا الإمام مميون بن ا ألصبغ قد نقل عن الإمام أآمحد بن حنبل آأش ياء:
مهنا قوهل " :مسعت املعتصم يوم احملنة يقول ألمحد :بلغين أآنك تقول اإن القرآن
الكم هللا غري خملوق ،فقال هل :أآصلح هللا أآمري املؤمنني البالغات تزيد وتنقص
فقال هل أآمري املؤمنني فاإيش تقول قال :آأقول غري خملوق عىل آأي احلالت اكن
قال :ومن أآين قلت :فقال :حدثين عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أآنس
قال :قال رسول هللا -صىل هللا عليه وسمل – (( اإن الكم هللا اذلي اختص به
مو ى مائة أآلف لكمة وثالمثائة وثالثة عرش لكمة )) فاكن الالكم من هللا
والاس امتع من مو ى اإىل أآن قال :قال أآمحد قال :هللا تعاىل (( ولكن حق القول
مين ألم ألن هجمن من اجلنة والناس آأمجعني )) فاإن يكن القول من هللا فالالكم
الكم هللا .وقال مميون بن ا ألصبغ ملا رضب أآمحد سوطا قال :بسم هللا ،فلام
وهذا الإمام أآبو أآمحد محمود بن خادل اخلانقيين قال" :مسعت أآمحد بن
حنبل يقول القرآن الكم هللا وليس مبخلوق ومن زمع أآن القرآن خملوق فهو
447
اكفر".
ويف رساةل الاصطخري " :والقرآن الكم هللا تلكم به ليس مبخلوق ومن
زمع أآن القرآن خملوق فهم هجمي اكفر ومن زمع أآن القرآن الكم هللا ووقف ومل
يقل ليس مبخلوق فهو أآخبث من قول ا ألول ومن زمع أآن أآلفاظنا به وتالوتنا هل
خملوقة والقرآن الكم هللا فهو هجمي ومن مل يكفر هؤلء القوم لكهم فهو مثلهم.
ولكم هللا مو ى تلكامي من فيه وانوهل التوراة من يده اإىل يده ومل يزل هللا عز
441
وجل متلكام فتبارك هللا أآحسن اخلالقني".
وقال أآيضا " :واكن يقول اإن القرآن كيف ترصف غري خملوق و أآن هللا
تعاىل تلكم ابلصوت واحلرف واكن يبطل احلاكية ويضلل القائل بذكل وعىل
مذهبه أآن من قال اإن القرآن عبارة عن الكم هللا عز وجل فقد هجل وغلط و أآن
الناخس واملنسوخ يف كتاب هللا عز وجل دون العبارة عنه ودون احلاكية هل
وتبطل احلاكية عنده بقوهل عز وجل {ولكم هللا مو ى تلكامي} وتلكامي مصدر تلكم
يتلكم فهو متلكم وذكل يفسد احلاكية ومل ينقل عن احد من أآمئة املسلمني من
املتقدمني من أآحصاب رسول هللا صىل هللا عليه وسمل والتابعني علهيم السالم
444
القول ابحلاكية والعبارة فدل عىل أآن ذكل من البدع احملدثة".
وقال الش يخ ابن السعدي احلنبيل ":اكن أآبو عبد هللا اإذا دعي اإىل
444
القول خبلق القرآن ورضب ابلس ياط يقول :القرآن الكم هللا غري خملوق".
اخلالصة :من خالل عرض هذه ا ألقوال من الإمام أآمحد بن حنبل من
عدة رواايت عمل أآن الكمه يف القرآن ل يتجاوز عن أآن يكون القرآن الكم هللا
وهو غري خملوق ،ويبدو أآنه مل يتعرض ألش ياء أآخرى آأصال ،أكن يكون هل
القرآن ابحلرف والصوت أآو ل؟ اإىل غري ذكل من املسائل ادلقيقة ،بل بدع
ويؤيد خالصيت هذه ما ذكره الش يخ خوقري احلنبيل حيث قال " :وقد
اقترص السلف عىل قوهلم الكم هللا غري خملوق وعلينا الاقتداء وعدم اخلوض فامي
444
ل طائل حتته والوقوف عند ما ورد بال زايدة ول نقص".
كام أآنه يؤيده الكم بعض السلف الخر أآو من تصدى لتأأليف عقيدة
سلفية اكلتايل :
قال الإمام ابن أآيب زيد القريواين " :وآأن القرآن الكم هللا ليس
441
مبخلوق".
وقال الإمام الصابوين " :والقرآن اذلي هو الكم هللا ووحيه هو اذلي
يزنل به جربيل عىل الرسول صىل هللا عليه وسمل قرآان عربيا لقوم يعلمون ،بشريا
ونذيرا ،كام قال عز من قائل( :وإانه لتزنيل رب العاملني .نزل به الروح ا ألمني.
عىل قلبك لتكون من املنذرين ،بلسان عريب مبني) وهو اذلي بلغه الرسول
صىل هللا عليه وسمل أآمته ،كام أآمر به يف قوهل تعاىل( :اي أآهيا الرسول بلغ ما أآنزل
اإليك من ربك) فاكن اذلي بلغهم بأأمر هللا تعاىل الكمه عز وجل ،وفيه قال
صىل هللا عليه وسمل (( :آأمتنعوين أآن أآبلغ الكم ريب )) وهو اذلي حتفظه
الصدور ،وتتلوه ا أللس نة ،ويكتب يف املصاحف ،كيف ما ترصف بقراءة قارئ،
لفظ لفظ ،وحفظ حافظ ،وحيث تيل ،ويف أآي موضع قرئ وكتب يف
444ما ل بد منه ()41
441مقدمة رساةل ابن أآيب زيد القريواين ()1
55
مصاحف آأهل الإسالم ،وآألواح صبياهنم وغريها لكه الكم هللا جل جالهل ،غري
441
خملوق".
وقال الإمام الطحاوي يف عقيدته " :وإان القرآن الكم هللا منه بدا بال
كيفية قول و أآنزهل عىل رسوهل وحيا وصدقه املؤمنون عىل ذكل حقا و أآيقنوا أآنه
الكم هللا تعاىل ابحلقيقة ليس مبخلوق كالكم الربية مفن مسعه فزمع أآنه الكم البرش
441
فقد كفر".
وقال الإمام أآبو زرعة و أآبو حامت " :ومن قال :لفظي ابلقرآن خملوق فهو
447
هجمي أآو القرآن بلفظي خملوق فهو هجمي".
وقال أآيضا " :القر أآن الكم هللا لكم به ليس مبخلوق ،مفن زمع أآن القرآن
445
خملوق فهو هجمي اكفر".
وقال الإمام أآبو زرعة " :القرآن الكم هللا غري خملوق واذلي يقف فيه
عىل الشك هو واذلي يقول خملوق يشء واحد ،أآمحد بن حنبل يقول :تفرقت
وقال الإمام ابن أآيب حامت " :حدثنا أآيب قال :قال عبد الوهاب الوراق :
444
القرآن الكم هللا غري خملوق ومن قال :خملوق فهو اكفر هو وهللا زنديق".
وقال الإمام أآبو القامس حفص بن معر" :قر أآ علينا أآبو حامت هذا الالكم
وقال لنا :هذا مذهبنا واختياران وما نعتقده وندين هللا به ونسأأهل السالمة يف
ادلين وادلنيا اإن الإميان قول ومعل وتصديق ابلقلب وإاقرار ابللسان ومعل
اب ألراكن مثل الصالة والزاكة ملن اكن هل مال واحلج ملن اس تطاع اإليه سبيال
وصوم شهر رمضان ومجيع فرائض هللا اليت فرض عيل عباده العمل هبا من
الإميان والإميان يزيد وينقص والقرآن الكم هللا وعلمه وآأسامؤه وصفاته وآأمره وهنيه
ليس مبخلوق جبهة من اجلهات ومن زمع أآنه خملوق جمعول فهو اكفر كفرا ينتقل به
عن املةل ومن شك يف كفره ممن يفهم ول جيهل فهو اكفر ومن اكن جاهال عمل
فاإن أآذعن ابحلق بتكفريه وإال أآلزم الكفر والواقفية واللفظية هجمية هجمهم أآبو عبد
414
هللا أآمحد بن حنبل".
وقال الإمام هارون امحلال " :القرآن الكم هللا ليس مبخلوق عىل لك
414
حال وعىل لك هجة ومن زمع أآن أآسامء هللا خملوقة فهو عندي اكفر".
وقال الإمام ابن عينية " :مسعت معرو بن دينار يقول :أآدركت مشاخينا
411
منذ س بعني س نة يقولون :القرآن الكم هللا منه بد أآ وإاليه يعود".
وقال الإمام جعفر بن محمد " :اإهنم يسأألون عن القرآن خملوق أآو خالق؟
411
فقال :اإنه ليس خبالق ول خملوق ولكنه الكم هللا عز وجل".
وقال الإمام الإسامعييل " :القرآن الكم هللا غري خملوق ،وإانه كيفام
ترصف بقراءة القارئ هل وبلفظه وحمفوظا يف الصدور متلو اب أللسن ،مكتواب يف
املصاحف غري خملوق ،ومن قال خبلق اللفظ ابلقرآن يريد به القرآن فقد قال
417
خبلق القرآن".
ويف طبقات احلنابةل " :آأخربان أآمحد بن همدي أآخربين أآبو الوليد
ادلربندي أآخربان محمد بن أآمحد بن محمد بن سلامين حدثنا أآبو نرص أآمحد بن سهل
بن محدويه حدثنا أآبو العباس الفضل بن بسام قال :مسعت اإبراهمي بن محمد يقول
أآان توليت دفن محمد بن اإسامعيل ملا أآن مات خبرتنك أآردت محهل اإىل مدينة
مسرقند أآن أآدفنه هبا فمل يرتكين صاحب لنا فدفناه فهيا فلام أآن فرغنا ورجعت اإىل
وقال ابن منده " :مفن الصفات اليت وصف هبا نفسه ومنح خلقه الالكم
فاهلل عز وجل يتلكم الكما آأزليا غري معمل ول منقطع فيه خيلق ا ألش ياء وبالكمه
دل عىل صفاته اليت ل يس تدرك كيفيهتا خملوق ول يبلغها وصف واصف ،والعبد
415
متلكم بالكم حمدث معمل خمتلف فان بفنائه".
وقال ابن تميية " :ومذهب سلف ا ألمة وآأمئهتا من الصحابة والتابعني هلم
ابإحسان وسائر آأمئة املسلمني اك ألمئة ا ألربعة وغريمه ما دل عليه الكتاب والس نة
وهو اذلي يوافق ا ألدةل العقلية الرصحية آأن القرآن الكم هللا مزنل غري خملوق منه
411
بد أآ وإاليه يعود".
ونقهل الإمام ابن رجب يف ذيهل عىل طبقات احلنابةل عندما دافع عن آأحد ا ألمئة
احلنابةل إلثباته للصوت فقال " :و أآما اإناكر اإثبات الصوت عن الإمام اذلي ينمتي
اإليه احلافظ ،مفن أآجعب العجب ،والكمه يف اإثبات الصوت كثري جدا .قال عبد
هللا ابن الإمام أآمحد يف كتاب الس نة " :سأألت أآيب عن قوم يقولون :ملا لكم هللا
مو ى مل يتلكم بصوت .فقال أآيب :بيل ،تلكم بصوت ،هذه ا ألحاديث نروهيا كام
414
جاءت".
اإمنا هو اإثبات لوقوفه عىل ظواهر النصوص بدون التعرض لتدقيقه ،كام
حصل عند املتأأخرين.
اعمل أآنه اتضح مما س بق أآن السلف اكنوا ل يتلكمون بدقة عن القرآن،
بل ذكروا أآن الالكم يف هللا س بحانه وتعاىل يف امجلةل بدعة حمدثة ،فقال الإمام
414
الربهباري " :واعمل آأن الالكم يف الرب تعاىل حمدث وهو بدعة وضالةل".
وإامنا دقق العلامء يف البحث عنه حني ظهر فتنة املعزتةل يف مسأأةل القرآن
دلحض ش هباهتم.
فقد قال ش يخ الإسالم ابن متية " :ويتبني هذا ابجلواب عن املسأأةل
الثانية وهو قوهل اإن الكم هللا هل هو حرف وصوت آأم ل فاإن اإطالق اجلواب
يف هذه املسأأةل نفيا وإاثباات خطأأ ويه من البدع املودلة احلادثة بعد املائة
411
الثالثة".
ذلكل ميكنين أآن نقول بأأن الاختالف الواقع بني ا ألشاعرة واحلنابةل يف
مسأأةل القرآن هو اختالف يف فروع العقيدة ول يف أآصولها ،وذكل ل يقتيض
التفس يق ول التبديع ،مع العمل بأأن ا ألشاعرة قالوا ملا قال به احلنابةل من أآن القرآن
الكم هللا غري خملوق.
وقد أآشار اإىل ذكل احلافظ اذلهيب حيث ذكر موقفه امجليل من شأأن
الإمام البخاري ودفاعه عنه فقال " :واذلي ظهر من محمد آأمر خفيف من
املسائل اليت اختلف فهيا ا ألمئة يف القول يف القرآن ،وتسم مسأأةل آأفعال التالني،
فذلكل بني الإمام عبد الغين النابليس احلنفي أآن احلنابةل وا ألشاعرة مه
من أآهل الس نة وامجلاعة و أآن اخلالف الواقع بيهنم يف هذا الباب اإمنا هو نزاع يف
حترير العبارات ،فقال " :اعمل آأن الطائفتني من الس نة وامجلاعة ،ول فرق بني
معتقدهيام ،وإامنا الزناع بيهنام يف ا أللفاظ واللكامت اليت يتلكمون هبا يف وصف
الكم هللا تعاىل .ومه مجمعون لكهم عىل آأن هذا املقروء اب أللس نة ،احملفوظ يف
القلوب ،املكتوب يف املصاحف ،الكم هللا تعاىل القدمي املزنل عىل نبينا محمد
411
صىل هللا عليه وسمل من غري خالف بيهنم يف يشء من ذكل".
بعد أآن ذكرت فامي س بق الكم الإمام أآمحد بن حنبل يف القرآن من عدة
رواايت حيسن يب أآن أآرسد مثهل الكم احلنابةل اذلين جاءوا بعد اإمامه احلنبيل ليك
نعرف وجود الفرق بينه وبيهنم يف العبارات ،و أآن الإمام أآمحد برئي من هذا
التدقيق الصادر مهنم.
فقد قال الإمام ابن قدامة احلنبيل يف الربهان " :مذهب أآهل الس نة
وامجلاعة واذلي اكن عليه رسول هللا صىل هللا عليه وسمل و أآحصابه والتابعون هلم
ابإحسان ومن بعدمه من أآمئة الإسالم آأن القرآن الكم هللا القدمي وحبهل املتني
وكتابه املبني نزل به الروح ا ألمني عىل قلب س يد املرسلني بلسان عريب مبني
وهو سور وآايت وحروف ولكامت منه آايت حمكامت هن أآم الكتاب و أآخر
متشاهبات ملن قر أآه فأأعربه ...وهذا هو الكتاب العريب اذلي هو مائة و أآربع
عرشة سورة أآولها الفاحتة وآخرها املعوذاتن مكتوب يف املصاحف متلو يف
417
احملاريب مسموع ابلذان متلو اب أللسن ،هل أآول وآخر و أآجزاء و أآبعاض".
وقد ذكر الإمام ابن قدامة اتفاق العلامء عىل أآن ما بني أآيدينا الن هو
القرآن وإامنا اختلفوا يف قدمه وخلقه فقال " :واتفق امجليع عىل آأنه قرآن واختلفوا
يف قدمه وخلقه ،ومن صورة الاختالف التفاق عىل حمهل فيحصل الإجامع من
أآمة محمد صىل هللا عليه وسمل عىل أآن هذا الكتاب هو القرآن املزنل وثبت اب ألدةل
القاطعة ...أآن هذا قرآن فال يلتفت اإىل من خالف ذكل وإاذا ثبت أآنه قرآن فهو
411
سور وآايت ولكامت وحروف بغري اإشاكل".
وقال أآيضا " :قيل آأول من قال به (القرآن معىن قامئ ابلنفس) ابن
الكب فهو حمدث يف ادلين فثبت آأنه بدعة 411،و أآنه من رش ا ألمور و أآن قولنا
414
هو الس نة فيكون صوااب".
وقال أآيضا " :أآننا نعتقد أآن هذا القرآن هو القرآن اذلي هو الكم هللا
مزنل غري خملوق و أآنه سور و أآايت وحروف ولكامت و أآنه قرآن كرمي يف كتاب
مكنون ،و أآنه قرآن جميد يف لوح حمفوظ و أآنه حيث تيل وقرئ ومسع وحفظ فهو
414
الكم هللا تعاىل القدمي".
وقال الإمام ابن أآيب داود " :ول تقل القرآن خلقا قرآأته ...فاإن الكم هللا
414
ابللفظ يوحض".
"قالوا :مفا القرآن قلت الكمه #من غري ما حدث وغري جتدد
وقال الإمام عبد الغين املقديس احلنبيل " :ومن مذهب أآهل احلق آأن
411
هللا عز وجل مل يزل متلكام بالكم مسموع مفهوم مكتوب".
وقال الإمام ابن رجب احلنبيل ويف ذيل طبقات احلنابةل حاكيا لالكم
الإمام عبد الغين املقديس احلنبيل " :و أآما احلرف والصوت ،فاإنه مل يصح عن
اإمامك اذلي تنمتي اإليه فيه يشء ،وإامنا املنقول عنه :اإنه الكم هللا عز وجل غري
411
خملوق .وارتفعت ا ألصوات".
ووقال أآيضا " :وذكر القايض يعقوب اخلالف بني آأحصابنا يف آأن
احلروف هل يه حرف واحد قدمي آأو حرفان قدمي وحمدث؟ وقال :الكم آأمحد
417
حيمتل القولني ولكنه اختار آأهنا حرف واحد وحاكه عن ش يخه القايض".
وقال حاكيا لالكم الإمام صدقة البغدادي احلنبيل " :وقد ر أآيت هل مسأأةل
يف القرآن ،قرر فهيا :آأن ما يف املصحف ليس بالكم هللا ،حقيقة ،وإامنا هو عبارة
عنه ،ودلةل عليه ،وإامنا يسم الكم هللا جمازا .قال :ول خالف بيننا ،وبني
وحىك أآيضا عن الإمام اجلبايئ احلنبيل " :وحدثين الش يخ طلحة عنه:
أآنه ر أآى النيب صىل هللا عليه وسمل يف املنام ،فقال :اي رسول هللا ،أآيثاب الرجل
عىل قراءة القرآن .فقال :نعم .فقال :اي رسول هللا ،بفهم وبغري فهم؟ قال :بفهم
وبغري فهم .قال :فقلت :اي رسول هللا الكم هللا حبرف وبصوت؟ فقال :وهل
يكون الكم بغري حرف وصوت؟ وهل يكون الكم بغري حرف وصوت؟ قال:
411
وهذا املنام عندي خبط الش يخ طلحة رمحه هللا".
وقال الإمام ابن أآيب يعىل احلنبيل يف ترمجة الإمام اإبراهمي بن شداد
احلنبيل " :قال عبد الرمحن بن أآيب حامت حدثنا أآيب قال :قال اإبراهمي بن شداد
414
صاحب أآمحد بن حنبل :القرآن الكم هللا غري خملوق".
وقال أآيضا يف حاكية الكم الإمام اإسامعيل بن علية احلنبيل " :أآنبأأان
احلسن بن عيل اجلرهري أآخربان محمد بن املظفر احلافظ حدثنا أآمحد بن احلسن
411هذا الالكم امجليل يس تحق أآن يكتب مباء اذلهب ،حيث رصح بأأن احلنابةل
وا ألشاعرة ليس هلم نزاع أآصال.
415ذيل طبقات احلنابةل ( )144 / 1
411ذيل طبقات احلنابةل ()41 / 1
414طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ()47 /4
67
بن عبد اجلبار حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال :مسعت اإسامعيل بن علية
474
يقول القرآن الكم هللا غري خملوق".
وقال الإمام محمد بن أآمحد بن أآيب مو ى أآبو عيل الهامشي القايض احلنبيل
" :والقرآن الكم هللا تعاىل وصفة من صفات ذاته غري خملوق ول حمدث الكم
رب العاملني يف صدور احلافظني وعىل أآلسن الناطقني ويف أآسامع السامعني
و أآكف الاكتبني ومالحظة الناظرين برهانه ظاهر وحّكه قاهر ومعجزه ابهر .و أآن
هللا عز وجل لكم مو ى تلكامي وجتىل للجبل جفعهل داك هش امي و أآنه خلق النفوس
474
وسواها و أآهلمها جفورها وتقواها".
وقال ا إلمام ابن تميية " :و أآما البدعة الثانية -املتعلقة ابلقرآن املزنل تالوة
العباد هل -ويه "مسأأةل اللفظية" ،فقد أآنكر بدعة "اللفظية" اذلين يقولون :اإن
تالوة القرآن وقراءته واللفظ به خملوق أآمئة زماهنم جعلومه من اجلهمية وبينوا أآن
قوهلم :يقتيض القول خبلق القرآن ويف كثري من الكهمم تكفريمه .وكذكل من
يقول :اإن هذا القرآن ليس هو الكم هللا وإامنا هو حاكية عنه أآو عبارة عنه آأو أآنه
ليس يف املصحف والصدور اإل كام آأن (( هللا )) و(( رسوهل )) يف املصاحف
والصدور وحنو ذكل وهذا حمفوظ عن الإمام أآمحد وإاحساق و أآيب عبيد و أآيب
مصعب الزهري و أآيب ثور و أآيب الوليد اجلارودي ومحمد بن بشار ويعقوب بن
وقال الإمام أآبو يعىل احلنبيل " :وهللا تعاىل متلكم بالكم قدمي غري
خملوق ليس جبسم ول جوهر ول عرض ،وهو موصوف به فامي مل يزل والكمه ل
471
يش به الكم الدميني".
وقال الإمام ابن محدان احلنبيل " :وهللا تعاىل قائل ومتلكم ويتلكم بالكم
قدمي ذايت وجودي غري خملوق ول حمدث ول حادث ل يش به الكم الناس مل يزل
471
أآمرا وهنيا وخربا وما هو عليه"
وقال الإمام أآبو الفضل المتميي احلنبيل " :واكن يقول اإن هلل عز وجل
الكما هو به متلكم وذكل صفة هل يف ذاته خالف هبا اخلرس والبمك
477
والسكوت".
وقال أآيضا " :واكن يقول اإن القرآن كيف ترصف غري خملوق وآأن هللا
471
تعاىل تلكم ابلصوت واحلرف".
وقال الإمام عبد البايق احلنبيل " :القرآن الكم هللا نزهل عىل محمد صىل
هللا عليه وسمل معجز بنفسه متعبد بتالوته والالكم حقيقة ا ألصوات واحلروف
471
وإان مسي هل املعىن النفيس وهو نس بة بني مفردين قامئة ابملتلكم مفجاز".
وقال الش يخ خوقري احلنبيل " :احلنابةل سائرون عىل طريقة السلف
وإاماهمم ش يخ هذه الطريقة ومه متفقون عىل آأن الكمه تعاىل قدمي غري خملوق وآأنه
حبرف وصوت قدميني بال كيف كام جاء ذكل يف آأحاديث كثرية نيف عىل أآربعني
حديثا وكام جاء ذكر النداء يف القرآن يف مثانية آايت منسواب اإليه تعاىل وهو يف
اللغة الصوت وتكل احلروف القدمية ل حتتاج اإىل خمارج ...كام يف حقنا فهو تعاىل
474
متلكم بال كيف".
وقال الإمام الربهباري احلنبيل " :والقرآن الكم هللا وتزنيهل ونوره وليس
414
خملوقا ألن القرآن من هللا وما اكن من هللا فليس مبخلوق".
وقال الش يخ خوقري احلنبيل " :بل هو (آأي آأمحد) وآأمئة آأحصابه متفقون
عىل آأن القرآن الكم هللا غري خملوق ،وإامنا اكن مقصوده آأنه قامئ بنفسه ،وهو قول
475املهنج ا ألمحد يف درء املثالب اليت تمن ملذهب الإمام أآمحد ()41
471العني وا ألثر ()17
474ما ل بد منه ()41
414طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( )44 / 1
70
غري واحد من أآمئة السلف وهو قول البخاري وغريه ،والزناع يف ذكل بني أآهل
الس نة لفظي ،فاإهنم متفقون عىل آأنه ليس مبخلوق منفصل ،ومتفقون عىل آأن
414
الالكم قامئ بذاته".
وقال الش يخ خوقري احلنبيل " :التالوة والكتابة من آأفعال اخمللوقني فهو
غري املسموع واملكتوب واحملفوظ كام أآن اللفظ مبعىن التلفظ غري امللفوظ وإامنا أآنكر
الإمام أآمحد عىل من قال أآن لفظي ابلقرآ ،خملوق ألل يتوصل به اإىل القول خبلق
411
القرآن ،فسد اذلريعة ألن اللفظ يس تعمل مبعىن التلفظ ومبعىن امللفوظ".
اخلالصة :أآن احلنابةل فارقوا الإمام أآمحد بن حنبل مجةل ،حيث دققوا يف
مباحث صفة الكم هللا تعاىل ،خفاضوا يف ما مل خيض فيه اإماهمم احلنبيل ،وليس
ذكل ملوما يف ذاته ألنه كام بينته يف البداية من مقتضيات العرص واحلال.
[ فصل يف بيان قول املش هبة يف القرآن كام حاكه الشهرس تاين ]
من املهم يف هذا الصدد أآن آأذكر أآيضا الكم املش هبة حول القرآن ،ألن ل
يقرتب منه أآحد .فقد قال الإمام الشهرس تاين " :وزادوا عىل التشبيه قوهلم يف
411
القرآن ،اإن احلروف وا ألصوات والرقوم املكتوبة قدمية آأزلية".
فلام اكن هذا الكتاب يبني خالف احلنابةل وا ألشاعرة يف حقيقة القرآن
انسب هنا بعد أآن ذكرت أآقوال احلنابةل أآن ذكرت أآيضا أآقوال ا ألشاعرة يف
القرآن .فأأقول :
قد قال الإمام املزين " :القرآن الكم هللا عز وجل ومن دلنه وليس
مبخلوق فيبيد ولكامت هللا وقدرة هللا ونعته وصفاته اكمالت غري خملوقات دامئات
411
آأزليات وليست مبحداثت فتبيد ،ول اكن ربنا انقصا فزييد".
فقد قال الإمام أآبو احلسن ا ألشعري " :فاإن قال قائل :حدثوان ،أآتقولون:
اإن الكم هللا يف اللوح احملفوظ .قيل هل :كذكل نقول؛ ألن هللا تعاىل قال( :بل
هو قرآن جميد يف لوح حمفوظ) ( ، )17/ 11 - 14فالقرآن يف اللوح احملفوظ.
وهو يف صدور اذلين آأوتوا العمل ،قال هللا تعاىل( :بل هو آايت بينات يف صدور
اذلين أآوتوا العمل) من الية ( . )14/ 14وهو متلو اب أللس نة ،قال هللا تبارك
وتعاىل( :ل حترك به لسانك لتعجل به) ( .)57/ 41والقرآن مكتوب يف
مصاحفنا يف احلقيقة ،حمفوظ يف صدوران يف احلقيقة ،متلو بأألس نتنا يف احلقيقة،
مسموع لنا يف احلقيقة ،كام قال تعاىل ( :فأَ ِج مره حىت يسمع الكم هللا) من الية
( ....)4/ 1فاإن قال قائل :حدثوان عن اللفظ ابلقرآن كيف تقولون فيه؟ قيل هل:
القرآن يقرآأ يف احلقيقة ،ويتىل ،ول جيوز آأن يقال يلفظ به؛ ألن القائل ل جيوز هل
أآن يقول اإن الكم هللا ملفوظ به؛ ألن العرب اإذا قال قائلهم لفظت ابللقمة من
مفي مفعناه رميت هبا ،والكم هللا تعاىل ل يقال يلفظ به ،وإامنا يقال يقرآأ ،ويتىل،
ويف الاعتقاد القادري (" : )71جيب عىل الإنسان أآن يعمل أآن هللا عز
وجل وحده ل رشيك هل ..متلكم بالكم ل بأةل خملوقة كةل اخمللوقني ...ويعمل أآن
الكم هللا تعاىل غري خملوق ،تلكم به تلكامي و أآنزهل عىل رسوهل صىل هللا عليه
وسمل عىل لسان جربيل بعد ما مسعه جربيل منه ،فتاله جربيل عىل محمد صىل
هللا عليه وسمل وتاله محمد عىل أآحصابه وتاله آأحصابه عىل ا ألمة ،ومل يرص بتالوة
اخمللوقني خملوقا ،ألن ذكل الالكم بعينه اذلي تلكم هللا به فهو غري خملوق بلك
حال ،متلوا وحمفوظا ومكتواب ومسموعا ،ومن قال اإنه خملوق عىل حال من
ا ألحوال فهو اكفر حالل ادلم".
وقال الإمام الطربي " :القرآن الكم هللا وتزنيهل اإذ اكن من معاين توحيده
فالصواب من القول يف ذكل عندان أآنه الكم هللا غري خملوق كيف كتب وحيث
تيل ويف آأي موضع قرئ يف السامء وجد ويف ا ألرض حيث حفظ يف اللوح
احملفوظ اكن مكتواب ويف آألواح صبيان الكتاتيب مرسوما يف جحر نقش أآو يف
411
ورق خط أآو يف القلب حفظ وبلسان لفظ".
وقال أآيضا " :فأأما ادلليل عىل كون الكم هللا قدميا غري خملوق مفن
الكتاب قوهل تعاىل أآل هل اخللق وا ألمر ...ويدل عليه من الس نة قوهل صىل هللا
عليه وسمل فضل الكم هللا عىل سائر الالكم كفضل هللا عىل سائر خلقه ..
ويدل عليه آأيضا اإجامع الصحابة وهو أآن عليا عليه السالم ملا أآنكر عليه التحمك
وكفر اخلوارج فقال حبرضة الصحابة :وهللا ما حّكت خملوقا وإامنا حّكت
411
القرآن".
وقال أآيضا " :و أآما ادلليل عىل آأن احلروف وا ألصوات من صفات قراءة
414
القارئ ل آأهنا من الكم الباري س بحانه وتعاىل من ا ألخبار فكثرية جدا".
وقال أآيضا " :وجيب آأن يعمل آأن الكم هللا تعاىل مكتوب يف املصاحف
عىل احلقيقة كام قال (( اإنه لقرآن كرمي يف كتاب مكنون )) وهو يف مصاحفنا
مكتوب عىل الوجه اذلي هو مكتوب يف اللوح احملفوظ كام قال تعاىل (( :بل
وقال أآيضا " :وجيب أآن يعمل أآن هللا تعاىل ل يتصف الكمه القدمي
ابحلروف وا ألصوات ول يشء من صفات اخللق و أآنه تعاىل ل يفتقر يف الكمه
اإىل خمارج و أآدوات بل يتقدس عن مجيع ذكل و أآن الكمه القدمي ل حيل يف يشء
454
من اخمللوقات".
وقال أآيضا " :فاإن القول بقدم ا ألصوات واحلروف يوجب القدم مجليع
الكم اخللق و أآصوات الناطق والصامت وهذا قول يؤدي اإىل قدم مجيع العامل
451
أآمجع".
وقال أآيضا " :ومما يدل عىل آأن حقيقة الالكم هو املعىن القامئ ابلنفس
451
من الكتاب والس نة وا ألثر والكم العرب ما نذكر".
وقال أآيضا " :اعمل آأن مذهب آأهل احلق والس نة وامجلاعة آأن الكم هللا
القدمي ليس مبخلوق ول حمدث ول حادث ول خلق ول خملوق ول جعل ول
جمعول ول فعل ول مفعول ،بل هو الكم آأزيل آأبدي هو متلكم به يف ا ألزل كام
هو متلكم به فامي ل يزال ل أآول لوجوده ول آخر هل ول يقال اإن الكمه حاكية
454الإنصاف ()44-11
454الإنصاف ()41
451الإنصاف ()47
451الإنصاف ()441
75
ول عبارة ول اإين أآحيك الكم هللا ول اإين أآعرب الكم هللا بل نقول :نتلو الكم
هللا ونقرآ الكم هللا ونكتب الكم هللا وحنفظ الكم هللا و أآنه جيب التفرقة بني
القراءة واملقروء والتالوة واملتلو والكتاب واملكتوب واحلفظ واحملفوظ ول جيوز
أآن يطلق عىل الكمه يشء من أآمارات احلدث من حرف ول صوت ...
ومذهب املش هبة احللولية اجملسمة ان الكم الباري حروف وآأصوات وآأنه قدمي
وآأن احلروف وا ألصوات اليت توجد يف الكم اخللق لكها قدمية ل آأخصص بعضها
عىل بعض وهذا قول يفيض اإىل قدم العامل عند لك حمقق ...ومهنم من حدث
قس هذا الوقت وابن هل فساد ا ألقوال املتقدم ذكرها فقال جبههل :آأقول اإن القرآن
بأأصوات وحروف تلكم هبا هللا وإان الكمه حروف وآأصوات لكن حروف قدمية
وآأصوات قدمية ل تش به هذه احلروف وا ألصوات اخمللوقة اليت جتري يف الكم
اخللق وهذا آأيضا هجل من قائهل ويؤدي آأن ل يكون يف املصاحف قرآن ألن
احلروف اليت تكتب هبا املصاحف يه هذه احلروف اليت جتري يف سائر ما
يكتب ويؤدي اإىل أآن القرآن اذلي نقر أآه ليس بقرآن ألن القرآن حبروف و أآصوات
قدمية ول تش به هذه احلروف وا ألصوات وحنن ل نسمع اإل صوات مثل هذه
ا ألصوات ول نرى حرفا ول نسمعه اإل مثل هذه احلروف ،وهذا القول يوجب
أآن ل يكون عندان قرآن ابمجلةل أآو يؤدي اإىل أآن يكون هذا القرآن هبذه احلروف
وا ألصوات املعروفة غري ذكل القرآن اذلي هو حبروف و أآصوات قدمية ل تش به
451
هذه احلروف وا ألصوات وامجليع فاسد".
وقال الإمام ابن فورك " :اإن الكم هللا مل يزل ول يزال موجودا فاإنه يفهم
خلقه معاين الكمه أآول فأأول وشيئا فشيئا و أآن اذلي يتجدد ا ألسامع وا ألفهام
451الإنصاف ()441-447
76
دون املسموع املفهوم وقد ذكر يف هذا القدر ما يغين عن ترداد ا ألخبار فيه وإاهبام
اخلطأأ بأأن تلكم يف وقت كذا وتلكم يف وقت كذا ألجل آأن الكمه ل خيص
ا ألوقات وا ألزمان كام آأن علمه ومسعه وقدرته ل يصح آأن يقال فيه يشء من ذكل
وإامنا يتجدد املعلوم واملقدور حبدوثه شيئا بعد يشء دون العمل به والقدرة عليه ...
وآأعمل آأنه كام ينكر قول من قال اإن هللا مل يتلكم اإل مرة واحدة كذكل ينكر قول
457
من قال اإن هللا تلكم مرة بعد آأخرى ألن لك ذكل يوجب حدث الالكم".
وقال الإمام الإسفراييين " :آأن الكم هللا تعاىل ليس حبرف ول صوت
ألن احلرف والصوت يتضمنان جواز التقدم والتأأخر وذكل مس تحيل عىل القدمي
س بحانه وما دل من كتاب هللا تعاىل عىل أآن متعلقات الالكم ل هناية لها دليل
451
عىل أآنه ليس حبرف ول صوت لوجوب التنايه فامي حص وصفه به".
وقال الإمام اجلويين " :ذهبت احلشوية املنمتون اإىل الظاهر اإىل آأن الكم
هللا تعاىل قدمي آأزيل مث زمعوا آأنه حروف و أآصوات وقطعوا بأأن املسموع من
أآصوات القراء ونغامهتم عني الكم هللا تعاىل وآأطلق الرعاع مهنم القول بأأن املسموع
455
صوت هللا تعاىل وهذا قياس هجالهتم".
451
وقال أآيضا ":الكم هللا تعاىل مسموع يف اإطالق املسلمني".
وقال الإمام البهيقي " :الالكم هو نطق نفس املتلكم؛ بدليل ما روينا عن
أآمري املؤمنني معر ريض هللا عنه يف حديث السقيفة ،فذهب معر يتلكم فأأسكته
أآبو بكر ريض هللا عهنام ،فاكن معر يقول :وهللا ما أآردت بذاك اإل أآين قد هيأأت
الكما قد أآجعبين ،ويف رواية أآخرى :وكنت زورت مقاةل أآجعبتين ،فسم تزوير
الالكم يف نفسه الكما قبل التلفظ به ،مث اإن اكن املتلكم ذا خمارج ،مسع الكمه
ذا حروف وآأصوات ،وإان اكن املتلكم غري ذي خمارج مسع الكمه غري ذي
حروف وآأصوات ،والباري جل ثناؤه ليس بذي خمارج ،والكمه ليس حبرف ول
414
صوت ،فاإذا فهمناه مث تلوانه تلوانه حبروف و أآصوات".
وقال الإمام ابن عساكر متحداث عن عقيدة أآيب احلسن ا ألشعري :
"قالت املعزتةل الكم هللا خملوق خمرتع مبتدع وقالت احلشوية اجملسمة احلروف
املقطعة وا ألجسام اليت يكتب علهيا وا أللوان اليت يكتب هبا وما بني ادلفتني لكها
قدمية آأزلية فسكل ريض هللا عنه طريقة بيهنام فقال القرآن الكم هللا قدمي غري
مغري ول خملوق ول حادث ول مبتدع فأأما احلروف املقطعة وا ألجسام وا أللوان
414
وا ألصوات واحملدودات ولك ما يف العامل من املكيفات خملوق مبتدع خمرتع".
وقال الش يخ عبد اللطيف املال " :هل س بحانه وتعاىل الكم وهو صفة
آأزلية قامئة بذاته تعاىل ل يفارقها ليس حبرف ول صوت مناف للسكوت والفة،
هو آمر انه خمرب بدل عليه ابلالكم احلريف وهذا الالكم احلريف احلادث ادلال عىل
411
ذكل املعىن القدمي أآيضا الكم هللا ابتفاق أآهل الس نة".
وقال أآيضا " :واعمل آأن الكم هللا تعاىل كام يطلق عىل املعىن النفيس
القامئ بذاته يطلق أآيضا عىل النظم املعروف املؤلف من ا ألصوات واحلروف
ويسميان ابلقرآن وهو مبعىن الالكم النفيس غري خملوق ،نعم ميتنع آأن يقال القرآن
خملوق مرادا به اللفظ املزنل ابتفاق السلف ،ولكن يقال القرآن الكم هللا القدمي
411
غري خملوق".
وقال احلافظ اذلهيب " :فالقرآن العظمي حروفه ومعانيه و أآلفاظه الكم رب
العاملني غري خملوق وتلفظنا به و أآصواتنا به من آأعاملنا اخمللوقة قال النيب -صىل هللا
عليه وسمل" :زينوا القرآن بأأصواتمك" .ولكن ملا اكن امللفوظ ل يس تقل اإل بتلفظنا،
واملكتوب ل ينفك عن كتابة ،واملتلو ل يسمع :اإل بتالوة اتل صعب فهم املسأأةل،
وعرس اإفراز اللفظ اذلي هو امللفوظ من اللفظ اذلي يعىن به التلفظ فاذلهن
يعمل الفرق بني هذا وبني هذا ،واخلوض يف هذا خطر نسأأل هللا السالمة يف
ادلين ،ويف املسأأةل حبوث طويةل الكف عهنا آأوىل ،ول س امي يف هذه ا ألزمنة
411
املزمنة".
وقال الإمام القرطيب " :قوهل يف احلديث :فينادهيم بصوت اس تدل به
مكن قال ابحلرف والصوت .و أآن هللا يتلكم بذكل تعاىل هللا عام يقوهل اجملسمون
واجلاحدون علوا كبري ًا ،وإامنا حيمل النداء املضاف اإىل هللا تعاىل عىل نداء بعض
املالئكة املقربني ابإذن هللا تعاىل و أآمره ،ومثل ذكل سائغ يف الالكم غري مستنكر
وقالوا أآيضا بأأن الكم هللا تعاىل مكتوب يف املصاحف عىل احلقيقة كام
قال (( اإنه لقرآن كرمي يف كتاب مكنون )) ،وهو يف مصاحفنا ،مكتوب عىل
الوجه اذلي هو مكتوب يف اللوح احملفوظ كام قال تعاىل (( :بل هو قرآن جميد
يف لوح حمفوظ )) ،و حمفوظ ابلقلوب عىل احلقيقة ،ومقروء بأألس نتنا عىل احلقيقة
و مسموع لنا عىل احلقيقة لكن بواسطة وهو القارئ .ومه هبذا التدقيق مثل
احلنابةل متاما وامحلد هلل تعاىل.
وبيامن بعض ا ألشاعرة ر أآوا أآن تكل ا ألحاديث ليست يف مرتبة الصحة
القطعية ،ونظروا أآيضا اإىل الالكم اذلي هو صفة ذاته اليت ل يعرفها أآحد .مث
ظهر هنا أآن احلافظ ابن جحر ممن حصحها و أآخذ مبقتضاها فقال " :قوهل فينادهيم
بصوت يسمعه من بعد كام يسمعه من قرب محهل بعض ا ألمئة عىل جماز احلذف
أآي يأأمر من ينادي واستبعده بعض من آأثبت الصوت بأأن يف قوهل يسمعه من
بعد اإشارة اإىل آأنه ليس من اخمللوقات ألنه مل يعهد مثل هذا فهيم وبأأن املالئكة اإذا
مسعوه صعقوا كام س يأأيت يف الالكم عىل احلديث اذلي بعده وإاذا مسع بعضهم
بعضا مل يصعقوا قال فعىل هذا فصفاته صفة من صفات ذاته ل تش به صوت غريه
اإذ ليس يوجد يشء من صفاته من صفات اخمللوقني هكذا قرره املصنف يف
كتاب خلق آأفعال العباد وقال غريه معىن ينادهيم يقول وقوهل بصوت أآي خملوق
غري قامئ بذاته واحلّكة يف كونه خارقا لعادة ا ألصوات اخمللوقة املعتادة اليت يظهر
التفاوت يف سامعها بني البعيد والقريب يه أآن يعمل أآن املسموع الكم هللا كام أآن
414
مو ى ملا لكمه هللا اكن يسمعه من مجيع اجلهات".
ذكر بعض املعارصين أآنه ل حرج يف اإطالق القول بأأن القرآن حادث أآو
حمدث ،وهذا ليس بسديد ،ألن القرآن غري حادث ول حمدث.
فقد قال ا إلمام وكيع " :من قال اإن القرآن خملوق فقد زمع أآن القرآن
444
حمدث ومن زمع آأن القرآن حمدث فقد كفر".
وجاء يف "سري أآعالم النبالء" يف ترمجة الإمام ابن خزمية اإثباته هذا
املعتقد فقال " :القرآن الكم هللا تعاىل ،وصفة من صفات ذاته ،ليس يشء من
الكمه خملوق ول مفعول ول حمدث .مفن زمع آأن شيئا منه خملوق آأو حمدث آأو
زمع آأن الالكم من صفة الفعل ،فهو هجمي ضال مبتدع ،وآأقول :مل يزل هللا
444
متلكام والالكم هل صفة ذات".
وقال محمد بن حيىي اذلهيل " :الإميان قول ،ومعل يزيد وينقص ،والقرآن
الكم هللا غري خملوق جبميع هجاته ،وحيث ترصف ،ول نرى الالكم فامي آأحدثوا
فتلكموا يف ا ألصوات وا ألقالم واحلرب والورق ،وما آأحدثوا من املتيل واملتىل
واملقرئ ،فلك هذا عندان بدعة ،ومن زمع آأن القرآن حمدث ،فهو عندان هجمي ل
441
يشك فيه ول ميرتى".
وذكر الإمام البهيقي أآن الإمام أآاب بكر أآمحد بن اإحساق الفقيه أآمىل اعتقاده
واعتقاد رفقائه عىل أآيب بكر بن أآيب عامثن ،وعرضه عىل محمد بن اإحساق الفقيه بن
خزمية فاس تصوبه محمد بن اإحساق وارتضاه ،واكن فامي أآمىل من اعتقادمه " :فالكم
هللا عز وجل غري ابئن عن هللا ليس هو دونه ول غريه ول هو هو ،بل هو
صفة من صفات ذاته كعلمه اذلي هو صفة من صفات ذاته ،مل يزل ربنا عاملا ول
يزال عاملا ،ومل يزل يتلكم ول يزال يتلكم ،فهو املوصوف ابلصفات العىل ،ومل يزل
جبميع صفاته اليت يه صفات ذاته واحدا ول يزال ،وهو اللطيف اخلبري .واكن
فامي كتب :القرآن الكم هللا تعاىل وصفة من صفات ذاته ،ليس يشء من الكمه
441
خلقا ول خملوقا ول فعال ول مفعول ول حمداث ول حداث ول آأحدااث".
وقال الإمام اذلهيب رمحه هللا" :وقالت طائفة :القرآن حمدث كداود
الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أآمحد و أآنكر ذكل ،وثبت عىل اجلزم بأأن القرآن
الكم هللا غري خملوق و أآنه من عمل هللا وكفر من قال خبلقه وبدع من قال
447
حبدوثه".
وقال احلافظ ابن جحر " :و أآخرج ابن أآيب حامت من طريق هشام بن
عبيد هللا الرازي أآن رجال من اجلهمية احتج لزمعه أآن القرآن خملوق هبذه الية (
َو َما يَأْ ِت ِهي مم ِم من ِذ مك ٍر ِم من َر ِ ّ ِهب مم ُم محدَ ٍث ) فقال هل هشام :حمدث اإلينا حمدث اإىل
العباد ،وعن أآمحد بن اإبراهمي ادلوريق حنوه ومن طريق نعمي بن حامد قال :حمدث
عند اخللق ل عند هللا ،قال :وإامنا املراد أآنه حمدث عند النيب صىل هللا عليه
445
وسمل يعلمه بعد أآن اكن ل يعلمه ،و أآما هللا س بحانه فمل يزل عاملا".
وقد نقل الهروي يف الفاروق بس نده اإىل حرب الكرماين " :سأألت
اإحساق بن اإبراهمي احلنظيل يعين ابن راهويه عن قوهل تعاىل ( َو َما يَأْ ِت ِهي مم ِم من ِذ مك ٍر
ِم من َر ِ ّ ِهب مم ُم محدَ ٍث ) قال :قدمي من رب العزة حمدث اإىل ا ألرض ،فها هو سلف
441
البخاري".
قال الإمام البخاري " :فأأما املداد والورق وحنوه فاإنه خلق ،كام أآنك
تكتب (( هللا )) ،فاهلل يف ذاته هو اخلالق ،وخطك واكتسابك من فعكل
قال احلافظ ابن جحر " :وحمصل ما نقل عن أآهل الالكم يف هذه املسأأةل
مخسة آأقوال :ا ألول قول املعزتةل أآنه خملوق والثاين قول الالكبية آأنه قدمي قامئ
بذات الرب ليس حبروف ول آأصوات واملوجود بني الناس عبارة عنه ل عينه
والثالث قول الساملية اإنه حروف وآأصوات قدمية ا ألعني وهو عني هذه احلروف
املكتوبة وا ألصوات املسموعة والرابع قول الكرامية اإنه حمدث ل خملوق وس يأأيت
بسط القول فيه يف الباب اذلي بعده واخلامس أآنه الكم هللا غري خملوق آأنه مل
يزل يتلكم اإذا شاء نص عىل ذكل آأمحد يف كتاب الرد عىل اجلهمية وافرتق
آأحصابه فرقتني مهنم من قال هو لزم ذلاته واحلروف وا ألصوات مقرتنة ل متعاقبة
ويسمع الكمه من شاء و أآكرثمه قالوا اإنه متلكم مبا شاء مىت شاء وآأنه اندى
مو ى عليه السالم حني لكمه ومل يكن انداه من قبل ،واذلي اس تقر عليه قول
ا ألشعرية آأن القرآن الكم هللا غري خملوق مكتوب يف املصاحف حمفوظ يف
الصدور مقروء اب أللس نة قال هللا تعاىل (( :فأأجره حىت يسمع الكم هللا )) وقال
تعاىل (( :بل هو آايت بينات يف صدور اذلين اوتوا العمل )) ويف احلديث املتفق
عليه عن بن معر كام تقدم يف اجلهاد (( :ل تسافروا ابلقرآن اإىل أآرض العدو
444خلق أآفعال العباد والرد عىل اجلهمية و أآحصاب التعطيل ()57 / 1
86
كراهية أآن يناهل العدو )) وليس املراد ما يف الصدور بل ما يف الصحف وآأمجع
السلف عىل آأن اذلي بني ادلفتني الكم هللا ،وقال بعضهم القرآن يطلق ويراد به
املقروء وهو الصفة القدمية ويطلق ويراد به القراءة ويه ا أللفاظ ادلاةل عىل ذكل
وبسبب ذكل وقع الاختالف .وآأما قوهلم اإنه مزنه عن احلروف وا ألصوات
مفرادمه الالكم النفيس القامئ ابذلات املقدسة فهو من الصفات املوجودة القدمية
وآأما احلروف فاإن اكنت حراكت آأدوات اكللسان والشفتني فهيي آأعراض وإان
اكنت كتابة فهيي آأجسام وقيام ا ألجسام وا ألعراض بذات هللا تعاىل حمال ويلزم
من آأثبت ذكل آأن يقول خبلق القرآن وهو يأأىب ذكل ويفر منه فأأجلأأ ذكل بعضهم
اإىل ادعاء قدم احلروف كام الزتمته الساملية ومهنم من الزتم قيام ذكل بذاته ومن
شدة اللبس يف هذه املسأأةل كرث هنيي السلف عن اخلوض فهيا واكتفوا ابعتقاد آأن
القرآن الكم هللا غري خملوق ومل يزيدوا عىل ذكل شيئا وهو أآسمل ا ألقوال وهللا
144
املس تعان".
ونقل صاحب املواقف أآن هناك أآربعة مذاهب مشهورة يف القرآن فقد
قال " :اإن ههنا قياسني متعارضني أآحدهام اإن الكم هللا تعاىل صفة هل ولك ما هو
صفة هل فهو قدمي فالكمه تعاىل قدمي واثنهيام اإن الكمه مؤلف من أآجزاء مرتتبة
متعاقبة يف الوجود ولك ما هو كذكل فهو حادث فالكمه تعاىل حادث فافرتق
املسلمون اإىل فرق آأربع ففرقتان مهنم ذهبوا اإىل حصة القياس ا ألول وقدحت
واحدة مهنام يف صغرى القياس الثاين وقدحت ا ألخرى يف كرباه وفرقتان أآخراين
ذهبوا اإىل حصة الثاين وقدحوا يف اإحدى مقدميت ا ألول عىل التفصيل املذكور
وإاىل ما ذكرانه أآشار املصنف رمحه هللا بقوهل مث قال احلنابةل الكمه حرف
قال الإمام الشواكين " :وقد اس تدل بوصف اذلكر لكونه حمداث عىل أآن
القرآن حمدث ألن اذلكر هنا هو القرآن .وآأجيب بأأنه ل نزاع يف حدوث املركب
من ا ألصوات واحلروف ألنه متجدد يف الزنول .فاملعىن حمدث تزنيهل ،وإامنا الزناع
يف الالكم النفيس ،وهذه املسأأةل :أآعين قدم القرآن وحدوثه قد ابتيل هبا كثري من
[ فصل يف آأن الإمام اذلهيب حث املسلمني عىل عدم التبديع يف هذه املسأأةل ]
ويف آخر هذه املقدمة أآريد أآن أآذكر الكما مجيال ل إالمام اذلهيب مفاده أآن
اختالف العلامء يف هذه املسأأةل ينغي أآن ل يشدد فيه حيث اإنه معدود أكمثال
اختالفهم يف الفروع بني اجملهتدين ،وينبغي لنا ادلعاء لهؤلء ا ألمئة ابلعفو واملغفرة.
هذا آخر ما أآردان مجعه يف هذه املقدمة القصرية ،و أآسأأل هللا عز وجل
أآن ينفع هبا لك من يقر أآها وجيعل ذكل وس يةل لنيل رضاه يوم ل ينفع مال ول
بنون اإل من أآىت هللا بقلب سلمي.
91
[ ترمجة الإمام عبد الغين النابليس ]
هو آأس تاذ ا ألساتذة ،وهجبذ اجلهابذة ،الويل العارف ،ينبوع الوارف
واملعارف ،الإمام اهلامم ،الفريد العالمة ،احلجة الفهامة ،البحر الكبري ،احلرب
الشهري ،ش يخ الإسالم ،صدر ا ألمئة ا ألعالم ،املشارك يف أآنواع العلوم ،بركة
الشام وعاملها الفهام ،صاحب املصنفات اليت اش هترت رشقا وغراب ،الش يخ عبد
الغين بن اإسامعيل بن عبد الغين بن اإسامعيل بن أآمحد بن اإبراهمي ادلمشقي،
141
الصاحلي ،احلنفي ،النقشبندي ،القادري ،املعروف اببن النابليس.
و أآصل أآرسته من حامة فاإن جده الثاين عرش برهان ادلين اإبراهمي بن
سعد هللا بن جامعة ودل حبامة س نة 741ه مث انتقل اإىل دمشق ليتلق العلوم
عىل علامهئا ويف س نة 157ه قصد بيت املقدس لزايرته مفات بعد وصوهل بأأايم
فبقيت آأرسته يف بيت املقدس ودرس أآولده فهيا وتعلموا يف مساجدها وعىل
147
مشاخيها مث تولوا بعد ذكل خطابة املسجد ا ألقىص وغريه.
141انظر ( :معجم املؤلفني ،154 / 7 :ا ألعالم ،11 /1 :فهرس الفهارس / 1 :
)575
147انظر ( :مقدمة احلقيقة واجملاز )7 :
92
فلسطني ولبنان ،وسافر اإىل مرص واحلجاز ،واس تقر بدمشق اإىل أآن تويف رمحه
141
هللا تعاىل بعد مرض أآمل به يف 11شعبان س نة 4411ه.
(( -الفتح الطري اجلين يف بعض مأثر ش يخنا الش يخ عبد الغين)) لتلميذه
145
الش يخ مصطف البكري احلنفي (ت 4411 :هـ).
(( -الورد ا ألنيس والوارد القديس )) لبن س بطه الع ّالمة الش يخ محمد كامل
ادلين الغزي العامري ادلمشقي الشافعي ( 4451ه – 4141ه) ،وهو يف
141
جمدله ورتبه عىل أآبواب.
يبدو أآن خمايل اذلاكء بدت عىل النابليس منذ صغره مما دفع ا ألب اإىل أآن
ميزيه عىل اإخوته بعناية خاصة ،خفمت القرآن وهو يف سن اخلامسة وحفظ ا أللفية
والشاطبية والرحبية واجلزرية وهو يف سن العارشة ،بل قال الشعر يف رصاء
وادلته اليت توفيت س نة 4411وس نه اإذ ذاك اثنتا عرشة س نة .ونتيجة لهذا
141انظر ( :معجم املؤلفني ،154 / 7 :ا ألعالم ،11/1 :فهرس الفهارس ،575/1 :
مقدمة احلقيقة واجملاز )1 :
145انظر (فهرس الفهارس ،571/ 1 :هدية العارفني )111 / 1 :
141انظر ( :فهرس الفهارس ،571/1 :ثبت العالمة عبد الغين النابليس ،1 :حلية
البرش يف اترخي القرن الثالث عرش ،4111/ 4 :ا ألعالم ،54 / 5 :فهرس الفهارس :
)114 / 4
93
النبوغ املبكر فقد بد أآ ابلإنتاج مبكرا مفا بلغ سن العرشين حىت ابرش ابإلقاء
144
ادلروس وتصنيف الكتب.
ش يوخه :
)4وادله الإمام اهلامم العالمة الش يخ أآبو الفداء اإسامعيل بن الش يخ عبد
الغين النابليس ( 4445هـ 4411 -هـ) ،وقد تلق عليه القر أآن
والتفسري والفقه.
)1الش يخ الفقيه أآمحد القلعي امحليص احلنفي( ت 4415 :ه) ،أآخذ عنه
الفقه و أآصوهل.
144
)1الش يخ أآبو بكر القواف الشافعي ( 4441ه – 4454ه).
)1الش يخ املعمر املال محمود الكردي نزيل دمشق (ت 4451 :ه) وقد
عاش حنوا من 414عاما ،تلق عنه عمل النحو واملعاين والبيان
والرصف.
)7الش يخ عبد البايق احلنبيل البعيل ( 4447هـ 4454 -هـ) الشهري
اببن فقيه فصة ،صاحب العني وا ألثر ،أآخذ عنه احلديث وعلومه .
قد تتلمذ عىل الش يخ عبد الغين النابليس خلق كثري مهنم :
141
)4العالمة مشس ادلين السفاريين احلنبيل ( 4441ه – 4411ه).
)1الش يخ الشهاب أآمحد بن عيل املنيين احلنفي ( 4414ه – 4451
141
ه).
)1الش يخ عبد الرمحن عبد الرزاق ادلمشقي ( 4457ه – 4411
147
ه).
)1العالمة أآبو الفرج عبد الرمحن البعيل احلنبيل ( 4444ه – 4441
141
ه).
)7الإمام احملدث اإسامعيل العجلوين اجلرايح ( 4415ه – 4411ه)،
145
صاحب كشف اخلفاء وغريه.
141
)1الش يخ عبد الرمحن الهبلول الشافعي (ت 4411 :ه).
141انظر (فهرس الفهارس ،575 / 1 :ثبت العالمة عبد الغين النابليس )1-1 :
141انظر (فهرس الفهارس )4441/ 1 :
141انظر ( :فهرس الفهارس )451 / 1 :
147انظر (معجم املؤلفني )441 / 7:
141انظر (فهرس الفهارس )511 / 1 :
145انظر فهرس الفهارس ( ،41 / 4ا ألعالم )117/ 4 :
141انظر (معجم املؤلفني )417 / 7 :
96
144
)5الش يخ حسن بن عيل العجميي احلنفي ( 4414ه – 4441ه).
)1الإمام محمد بن عبد الرمحن الغزي الشافعي ( 4441ه – 4415
114
ه).
114
)4الش يخ مو ى صفي الرويم (ت 4475 :ه).
)44الإمام مطصف البكري احلنفي اخللويت القادري الشهري ابلقطب البكري
111
( 4444ه – 4411هـ).
)44الش يخ محمد سعيد السويدي البغدادي النقشبندي (ت 4111 :
111
هـ).
111
)41الش يخ طه زاده احلليب (ت 4415 :هـ).
117
)41الش يخ محمد زين ادلين الكفريي احلنفي ( 4411ه – 4414ه).
ذكر حمقق لكتاب (( احلقيقة واجملاز )) اذلي اعمتد فيه عىل خمطوطة
كتاب (الورد ا ألنيس والوارد القديس يف ترمجة العارف عبد الغين النابليس)) أآن
الش يخ منذ صغره أآدمن عىل قراءة كتب املتصوفة اكبن عريب وابن س بعني
والعفيف التلمساين فعادت عليه بركة أآنفاسهم عىل حد قول س بطه الغزي فااته
الفتح الدلين .وتروي الكتب أآنه دخل اخللوة ولزم العزةل يف داره قرب املسجد
ا ألموي س نة 4444ه وظل هذه العزةل بعيدا عن الناس ل يلكم آأحدا ول
خيرج اإل حلاجة وترك الألك والرشب اإل ما يقمي اوده ودوام عىل اذلكر والصالة
ودراسة القر أآن الكرمي ،وبعد س بع س نني خرج من هلوته بعدد من كتبه املعروفة
وصار بعد هذه اخللوة أآحد أآعالم التصوف يف العامل الإساليم .وبعد هذه اخللوة
أآكرث من الرتدد عىل رضاحئ ا ألولياء وقبور الصاحلني يزورمه ويبحث عهنم ويقر أآ
114
سريهتم ومؤلفاهتم و أآقواهلم ويدافع عهنم ضد املنكرين علهيم وميدهحم نرثا وشعرا.
وظائفه :
ا ألوىل :توىل قضاء حمّكة امليدان س نة 4457هـ ولكنه مل يلبث أآن تركها.
دروسه :
و أآما أآوقات دروسه العامة فقد اكنت بعد الفجر وحضوة الهنار وبعد
العرص .ومن طبيعة احلال أآن ادلروس اكنت موزعة عىل أآشهر الس نة اإل أآهنم
اكنوا جيدون لقراءة كتاب بعينه يف شهر رمضان أآو قبهل بشهرين.
واكن قارئ درسه محمد بن اإبراهمي ادلكديك وبعد موته صار ابنه اإبراهمي
ادلكديك هو القارئ ،واكن يتوىل القراءة أآحياان عبد الرمحن الهبلول.
و أآما مواد دروسه فقد اكنت تشمل العلوم لكها من مبادهئا اإىل التخصص
بدءا بعمل احلديث مث التفسري والفقه والتصوف ومن خالل اس تقراء ما اكن يقرئ
من كتب وجدت الكتب التالية عدا كتبه اخلاصة :
يف احلديث أآقر أآ الكتب الس تة ومس ند ادلاريم وموطأأ ماكل وسنن
ادلارقطين ومس ند الشافعي ومس ند الإمام أآمحد واملس تخرج عىل حصيح مسمل
أليب نعمي ،وا ألربعني النووية وا ألذاكر النووية أآيضا.
مؤلفاته العلمية:
اإن اذلي يطلع عىل سرية الش يخ عبد الغين النابليس سيتعجب كثريا،
ألن الش يخ هل مؤلفات كثرية يف ش ىت فنون ،فال جعب يف ذكل اإذا ر أآينا أآن
الش يخ هو العامل العالمة الفقيه احملدث ا ألديب املتفنن يف عدة فنون .وقد ذكر
بعضهم أآن مؤلفات الش يخ النابليس بلغت زهاء ثالث مائة مؤلف ما بني كتاب
ورساةل 111.ومن هذه املؤلفات ما ييل:
102
-14رد املفرتي عن الطعن يف الششرتي
-14رد اجلاهل اإىل الصواب يف جواز اإضافة التأأثري غىل ا ألس باب
103
-11مجع ا ألشاكل ومنع الإشاكل
-71التائية الكربى املسامة ابرسار القرآن و أآنوار الفرقان وهو حنو مخسة عرش
أآلف بيت تفسري للقرآن بلسان أآهل الإشارة
-74فتح القدير املاكل يف امجلع بني الكتب الس تة وموطأأ ماكل ويسم أآيضا
:متهيد السنن وجتريد السنن
105
-14كزن احلق املبني يف أآحاديث س يد املرسلني
106
-51القول ا ألبني رشح عقيدة أآيب مدين
107
-11صدق امحلامة يف رشوط الإمامة
108
-444كشف النور عن أآحصاب القبور
109
-441النعم السوابغ يف اإحرام املدين من رابغ
-441اجلواب الرشيف للحرضة الرشيفة يف أآن مذهب أآيب يوسف ومحمد هو
مذهب ايب حنيفة
-414رصف العنان اإىل قراءة حفص بن سلامين وهو رشح القول العامص
111
-414رحةل طرابلس الشام
-411ديوان يف مدح الرسول صىل هللا عليه وسمل ويسم نفحة القبول يف
مدح الرسول
-411ديوان يف الغزليات
113
-411حتقيق النظر يف حتقيق النظر
-451تنبيه ا ألفهام عىل معدة احلاكم رشح منطومة القايض جمب ادلين امحلوي
يف فقه احلنفية
-457ثبت اجلينيين
-444ديوان ادلواوين
-144رساةل يف قوهل عليه السالم من صىل عيل واحدة صىل هللا عليه هبا
عرشا
-141رفع الس تور عن متعلق اجلار واجملرور يف عبارة حرسو من حاشيته عىل
تفسري البيضاوي
116
-145رفع العناد عن حمك التفويض وا إلس ناد يف نظر الوقف
-147صورة سؤال اخللوتية لعلامء الزهر ملا اعرتض علهيم بعض املنكرين
-144العبري يف التعبري
117
-114العقد النظمي يف القدر العظمي يف رشح بيت من بردة املدحي
-111عنوان الاايت
-111فتاوى النابليس
-114قصيدة يف الطاعون
-111كوكب املباين ومركب املعاين رشح صلوات الش يخ عبد القادر الكيالين
118
-117جمالس يف التفسري عىل أآنوار التزنيل و أآرسار التاويل
-111نقود الرصر رشح عقود ادلر فامي يفىت به عىل قول زفر
120
[ مقدمة املؤلف ]
امحلد هلل ويل التوفيق ،والهادي مبحض فضهل اإىل [سواء] 111الطريق،
والصالة والسالم عىل س يدان محمد وعىل آهل و أآحصابه املؤيدين منه ابلتحقيق،
وعىل التابعني هلم واتبعي التابعني اإىل يوم ادلين من لك فريق ،أآما بعد :
فيقول العبد الفقري ،والعاجز احلقري ،عبد الغين -لطف هللا تعاىل به
وابملسلمني : -
وكون ا ألصوات خيالية أآو مدادية تقديرا ل حتقيقا؛ فاإن القارئ تظهر
منه احلروف وا ألصوات حقيقة عرفية ،واحلافظ [و] 171الاكتب تظهر منه
177
احلروف اخليالية واملدادية ،وتكون ا ألصوات [مهنام] 171تقديرية.
وهذا اذلي ظهر من القارئ واحلافظ والاكتب عىل طبق ما يف عمل هللا
تعاىل القدمي[ 171،و] 175ل [يزاد] 171عىل ما يف عمل هللا [تعاىل] 174القدمي،
114
ول ينقص منه ش ئي.
هللا عز وجل فقد مرق من ادلين ،وخرج عن مجةل املسلمني" .انظر ( :الاقتصاد يف
الاعتقاد )414 :
174انظر :الرصاط املس تقمي يف اإثبات احلرف القدمي ( ،)11املعمتد يف أآصول ادلين
( ،)44اعتقاد الإمام أآمحد للمتميي ( ،)11هناية املبتدئني ( ،)11العني وا ألثر ()17
174يف نسخة (ب) :قر أآت
171انظر :الإرشاد للجويين ()414
171يف نسخة ( أآ) :أآو
171يف نسخة ( أآ) :مهنا
177قال العالمة ا أللويس " :ومن هنا قال السنيون :القرآن الكم هللا تعاىل غري خملوق
وهو مكتوب يف املصاحف حمفوظ يف الصدور مقروء اب أللسن مسموع ابلذان غري حال
يف يشء مهنا وهو يف مجيع هذه املراتب قرآن حقيقة رشعية معلوم من ادلين ابلرضورة،
فقوهلم غري حال اإشارة اإىل مرتبته النفس ية ا ألزلية فاإنه من الشؤون اذلاتية ومل تفارق اذلات
ول تفارقها أآبدا ولكن هللا تعاىل أآظهر صورها يف اخليال واحلس فصارت لكامت خميةل
وملفوظة مسموعة ومكتوبة مرئية فظهر يف تكل املظاهر من غري حلول اإذ هو فرع
الانفصال" .انظر ( :روح املعاين )41 / 4 :
125
والكمه تعاىل القدمي مطابق ملا يف علمه تعاىل القدمي[ 114،ل يزاد عىل ما
يف علمه] ،111ول ينقص [منه][ 111يشء] 111،وهو يف [علمه] 117تعاىل
115
القدمي 111كام هو يف لسان القارئ ،ولك قارئ من اخمللوقني ،و [يف حفظ]
114
لك حافظ مهنم ،ويف [لك] 111كتابة لك اكتب مهنم.
171قال الإمام ابن حزم " :وقال أآهل الس نة أآن الكم هللا عز وجل هو علمه مل يزل و أآنه
غري خملوق وهو قول الإمام أآمحد بن حنبل وغريه" .انظر ( :الفصل يف امللل وا ألهواء
والنحل )1 / 1 :
175كذا يف نسخة ( أآ) وليس يف نسخة (ب) هذا احلرف
171يف نسخة (ب) :يزيد ابلبناء عىل الفاعل
174كذا يف نسخة (ب) وليس يف نسخة ( أآ)
114قال الإمام الإسامعييل " :ل سبيل ألحد أآن خيرج عن عمل هللا ول أآن يغلب فعهل
وإارادته مشيئة هللا ،ول أآن يبدل عمل هللا" .انظر ( :اعتقاد أآحصاب احلديث )14 :
114قال الإمام ابن بطة " :القرآن الكم هللا ووحيه وتزنيهل فيه معاين توحيده ومعرفته
وآلئه وصفاته و أآسامئه وهو عمل من علمه غري خملوق" .انظر ( :الرشح وا إلابنة لبن بطة :
،)11و (احلجة يف بيان احملجة )144 / 4 :
111كذا يف نسخة ( أآ) ويف نسخة (ب) :ل يزيد علهيا يف علمه
111يف نسخة (ب) :عنه
111كذا يف نسخة ( أآ) ول يوجد يف نسخة (ب)
117يف نسخة (ب) :عمل هللا
111قال الإمام أآبو الش يخ " :القرآن من عمل هللا مفن زمع أآن من عمل هللا شيئا خملوق
فقد كفر" .انظر ( :احلجة يف بيان احملجة )411 :
115كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)
111كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)
114قال الإمام اذلهيب " :قال محمد بن خلف اخلراز :مسعت هشام بن عبيد هللا الرازي
يقول :القرآن الكم هللا غري خملوق ،فقال هل رجل :أآليس هللا يقول{ :ما يأأتهيم من ذكر من
126
ول شك ول ش هبة ألحد أآصال أآن لك قارئ لالكم هللا تعاىل ابحلروف
وا ألصوات الهوائية خملوق 154،هو ومجيع ما جاء به معلوم يف حرضة عمل هللا
154
تعاىل يف أآزل ا ألزل ،قدمي لكه يف العمل الإلهيي.
وكذكل لك حافظ لالكم هللا تعاىل كام ذكران ،ولك اكتب جبميع ما
[حفظ هل احلافظ] ،151و [كتبه] 151الاكتب [ل خيف عىل هللا يشء من ذكل
أآصال.
رهبم حمدث} ؟ فقال :حمدث اإلينا ،وليس عند هللا مبحدث .قلت :ألنه من عمل هللا ،وعمل
هللا ل يوصف ابحلدث" .انظر ( :سري أآعالم النبالء )115 / 44 :
154قال الإمام ابن حزم " :و أآما الصوت فهو هواء مندفع من احللق والصدر واحلك
واللسان وا ألس نان والشفتني اإىل آذان السامعني وهو حروف الهجاء والهواء ،وحروف
الهجاء والهواء لك ذكل خملوق بال خالف ،قال هللا عز وجل { :وما أآرسلنا من رسول اإل
بلسان قومه ليبني هلم} وقال تعاىل { :بلسان عريب مبني} واللسان العريب ولسان لك قوم
يه لغهتم ،واللسان واللغات لك ذكل خملوق بال شك واملعاين املعرب عهنا ابلالكم املؤلف
من احلروف املؤلفة اإمنا يه هللا تعاىل واملالئكة والنبيون ومسوات و أآرضون وما فهيام من
ا ألش ياء وصالة وزاكة وذكر أآمم خالية واجلنة والنار وسائر الطاعات وسائر أآعامل ادلين
ولك ذكل خملوق حاشا هلل وحده ل رشيك هل خالق لك ما دونه ،و أآما املصحف فاإمنا هو
ورق من جلود احليوان ومركب مهنا من مداد مؤلف من مصغ وزاج وعفص وماء ولك
ذكل خملوق وكذكل حركة اليد يف حطه وحركة اللسان يف قراءته واس تقرار لك ذكل يف
النفوس هذه لكها أآعراض خملوقة وكذكل عيىس عليه السالم هو لكمة هلل وهو خملوق بال
شك" .انظر ( :الفصل يف امللل وا ألهواء والنحل )1 / 1 :
154وعمل هللا ل يوصف ابحلدوث كام تقدم و أآنه ل يعمل حقيقته اإل هللا تعاىل
151يف نسخة (ب) :حفظه احلافظ
151يف نسخة (ب) :يكتبه
127
فالكم هللا تعاىل اذلي يقرؤه القارئ وحيفظه احلافظ] 151ويكتبه الاكتب
ابحلروف وا ألصوات اخملتلفة قراءة وحفظا وكتابة ،مجيع ذكل يف عمل هللا تعاىل
القدمي ا ألزيل ،وليس يشء من ذكل حاداث [عند] 157هللا تعاىل يف علمه القدمي
ا ألزيل ،وإامنا ذكل لكه خملوق حادث يف عامل الكون 151،ل يف عمل هللا تعاىل
القدمي.
فاإذا أآشار العبد اإىل هذا القرآن اذلي عندان ،مزنل اإلينا ،نقول لكنا: 155
(( اإنه الكم هللا تعاىل القدمي حبروفه و أآصواته؛ 151ألنه قدمي يف عمل هللا تعاىل
154
كذكل حبروفه و أآصواته )).
و أآما ا ألشعرية فيقولون (( :الكم هللا تعاىل القدمي معىن [قدمي] 114قامئ
111
بذات هللا تعاىل 114،ليس حبروف ول أآصوات )).
مع أآهنم يقولون (( :هو هذا الالكم اذلي [نقر أآه] 111وحنفظه ونكتبه
حبروف و أآصوات ))111 .عىل معىن أآننا نقر أآه كذكل ،كام نذكر (( هللا )) تعاىل
حبروف و أآصوات[ 117 .وليس هللا تعاىل حبروف و أآصوات].111
ويعلمون لكهم أآن صفة [عمل] 111هللا تعاىل القدمي ا ألزيل ل خيف عنه
يشء يف عامل الكون أآصال.
فالكم هللا تعاىل اذلي عندان حبروف و أآصوات [هو] 114عند هللا أآيضا
حبروف و أآصوات؛ ألنه تعاىل بلك يشء علمي.
( ،)71ا إلابنة عن أآصول ادلاينة ( ،)444-444نيل املرام برشح كفاية الغالم (،)51
فتح الباري ( ،)141 / 41رصحي الس نة للطربي ()11
117قال الإمام الطربي " :غري جائز أآن تتحول قراءة قارئ أآو تالوته أآو حفظه القرآن
قرآان أآو الكم هللا تعاىل ذكره بل القرآن هو اذلي يقر أآ ويكتب وحيفظ كام الرب جل جالهل
هو اذلي يعبد ويذكر" .انظر :التبصري يف ادلين ()474
قال الإمام التفتازاين " :ل خالف ألرابب امللل واملذاهب يف كون الباري تعاىل
متلكام وإامنا اخلالف يف معىن الكمه ويف قدمه وحدوثه فعند أآهل احلق الكمه ليس من
جنس ا ألصوات واحلروف بل صفة أآزلية قامئة بذات هللا تعاىل منافية للسكوت والفة كام
يف اخلرس والطفولية هو هبا آمر انه خمرب وغري ذكل يدل علهيا ابلعبارة أآو الكتابة أآو
الإشارة فاإذا عرب عهنا ابلعربية فقرآن وابليواننية فاإجنيل وابلعربانية فتوراة وابلرساينية فزبور
فالختالف يف العبارات دون املسم كام اإذا ذكر هللا تعاىل بأألس نة متعددة ولغات
خمتلفة" .انظر ( :رشح املقاصد )44 / 1 :
111ما بني املعقوفتني سقط من نسخة ( أآ)
115وهو أآشار اإىل قوهل تعاىل (( :ما يأأتهيم من ذكر من رهبم حمد إاثل اس متعوه ومه
يلعبون )) (سورة الانبياء )1 :
111سقط من نسخة ( أآ)
131
لكن الالكم اذلي ابحلروف وا ألصوات عند هللا تعاىل ل يش به الالكم
144
اذلي ابحلروف وا ألصوات عندان.
ولهذا قالت ا ألشعرية عام عند هللا تعاىل من الالكم القدمي اذلي
ابحلروف وا ألصوات القدمية :أآنه معىن قامئ[ 144بذات هللا تعاىل].141
اإذ ل يعرف ذكل الالكم ،ول تعرف حروفه و أآصواته ،ول تدرك
141
تركباته.
وإامنا العبارة عنه :بأأنه معىن قدمي قامئ بذات هللا تعاىل ،ليس حبروف
[تش به] 141هذه احلروف اليت عندان ،وليس بأأصوات تشابه هذه ا ألصوات اليت
عندان.
وإامنا هذا اذلي عندان ابحلروف وا ألصوات [يطابق] 147ذكل اذلي عند
هللا تعاىل ،فهو [هو] 141مطابقة علمية ،كام يقول الإنسان (( :هللا )) ابحلروف
وا ألصوات 145،ويعمل أآن [(( هللا )) ليس ابحلروف وا ألصوات.144]141
145وقال الإمام عبد هللا بن الكب " :اإن العبارات عن الكم هللا س بحانه ختتلف
وتتغاير والكم هللا س بحانه ليس مبختلف ول متغاير كام ان ذكران هلل عز وجل خيتلف
ويتغاير واملذكور ل خيتلف ول يتغاير" .انظر ( :مقالت الإسالميني )711 :
141ألن هذا الوجود القويل اذلي هو من مقتىض الوجود العلمي ليس هو الوجود العيين
احلقيقي أآصال.
144ما بني املعقوفتني سقط من نسخة (ب)
144سقط من نسخة ( أآ)
144أآشار املؤلف رمحه هللا تعاىل اإىل قول هللا تعاىل { :ما يأأتهيم من ذكر من رهبم حمدث
اإل اس متعوه ومه يلعبون} [ا ألنبياء ،]1 :فاإن احملدث هنا ابلنس بة للمخلوق.
قال الإمام السمرقندي " :احملدث اإتيان جربيل عليه السالم ابلقرآن مرة بعد
مرة ،ويقال :قراءة النيب صىل هللا عليه وسمل القرآن مرة بعد مرة" .انظر ( :حبر العلوم :
.)144 / 1
وقال الإمام الثعليب " :وقال احلسن بن الفضل :اذلكر هاهنا محمد رسول هللا
صىل هللا عليه وسمل ،يدل عليه قوهل يف س ياق الية هل هذا اإل برش مثلمك ولو أآراد
اذلكر ابلقرآن لقال :هل هذا اإل أآساطري ا ألولني ،ودليل هذا التأأويل أآيضا قوهل :ويقولون
اإنه جملنون وما هو اإل ذكر للعاملني يعين محمدا" .انظر ( :الكشف والبيان عن تفسري القرآن
،)114 / 1 :وانظر أآيضا ( :تفسري القرآن العظمي لبن أآيب حامت ،1111 / 1 :تفسري
الطربي ،144 / 41 :الوس يط يف تفسري القرآن اجمليد ،114 / 1 :تفسري السمعاين :
،115 / 1معامل التزنيل يف تفسري القرآن ،111/ 1 :تفسري ابن كثري )144 / 4 :
133
[ غرض ا ألشعرية من تزنهيهم لالكم هللا عن احلروف وا ألصوات ]
وإامنا قالت ا ألشعرية زايدة عىل قوهلم (( :الكم هللا [تعاىل] 141القدمي
)) ،معىن قامئ بذات هللا تعاىل ،فقالوا (( :ليس حبروف ول أآصوات ))؛
ليحرتزوا عن كونه حبروف و أآصوات حادثة مثل حروفنا و أآصواتنا ،واكتفوا بأأنه
141
معىن قدمي قامئ بذات هللا تعاىل.
ومه يعلمون أآنه عندان ل يسم الكما اإل حبروف و أآصوات 141،أآي ما
به [يتأأدى] 147اإىل الغري يف اخلطاب؛ اإذ ل خطاب بدون الكم ،ول الكم اإل مبا
به الإيصال.
وملا اكن الكم هللا تعاىل القامئ بذاته [تعاىل][ 141و] 145ل يعرف،
وحروفه و أآصواته ل تعرف؛ ألن ذكل قدمي ،وحنن حادثون ،سكتت ا ألشعرية
عن [كونه] 141حبروف و أآصوات قدمية عىل طبق ما هو عندان؛ 144ألنه يف عمل
هللا تعاىل كام هو عندان ،ل يزيد ول ينقص 144،وهللا تعاىل حميط به علام.
يكون اإل أآصواات اتمة مفيدة قال أآبو احلسن مث اإهنم قد يتوسعون فيضعون لك واحد مهنام
موضع الخر ومما يدل عىل أآن الالكم هو امجلل املرتكبة يف احلقيقة قول كثري لو يسمعون
كام مسعت الكهما خروا لعزة ركعا وجسودا مفعلوم أآن اللكمة الواحدة ل تشجي ول حتزن
ول تمتكل قلب السامع وإامنا ذكل فامي طال من الالكم و أآمتع سامعيه لعذوبة مس متعه ورقة
حواش يه"( .لسان العرب )1411 / 7 :
147يف نسخة (ب) :ينادي
141كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)
145سقط من نسخة ( أآ)
141يف نسخة (ب) " :كون" بسقوط مضري الهاء
144وإامنا أآثبت احلنابةل الكم هللا تعاىل حبرف وصوت ألهنم اعمتدوا عىل ما ظهر يف
النصوصو الواردة يف ذكل ،ومعلوم أآن مذهب الإمام أآمحد الوقوف عىل ظواهر النصوص
دون التعمق يف دقائقها.
144قال الإمام عبد هللا بن الكب " :ان الكم هللا س بحانه صفة هل قامئة به وانه قدمي
بالكمه وان الكمه قامئ به كام ان العمل قامئ به والقدرة قامئة به وهو قدمي يعلمه وقدرته وان
الالكم ليس حبروف ول صوت ول ينقسم ول يتجز أآ ول يتبعض ول يتغاير"( .مقالت
الإسالميني )711 :
135
[ خطأأ احلنابةل يف تفهم الكم ا ألشعرية ]
فظن احلنابةل أآن ا ألشعرية يثبتون يف الكون ما ليس يف عمل هللا تعاىل،
ويقولون :إان القرآن املزنل يف هذه احلروف وا ألصوات ل يعلمه هللا تعاىل بعلمه
القدمي عىل طبق ما هو عليه عندان؛ ألنه تعاىل أآنزهل بعلمه ،فهو صفة ذاته [تعاىل
وهللا تعاىل عامل بالكمه القدمي يف علمه القدمي أآنه صفة ذاته] 144القدمية ،ويعمل أآنه
حبروف و أآصوات قدمية ،و أآن الالكم صفة املتلكم ،واملتلكم احلق ل يعرفه أآحد
عىل ما هو عليه ،ول يعرف صفاته عىل ما [يه] 141عليه.
ويس تحيل أآن يكون فهيا يشء زائد عىل ما يف عمل هللا تعاىل ،من
كيفية ،أآو مكية ،أآو ماكن ،أآو زمان ،أآو يكون يف عمل هللا تعاىل حادثة عندان يف
عامل الكون.
114
ومن مجلهتا الكم هللا تعاىل املزنل عىل ا ألنبياء علهيم [الصالة]
السالم ،التوراة ،والإجنيل ،والزبور ،والقرآن ،فاإهنا لكها حبروف و أآصوات،
ولغات خمتلفة [ا ألصوات واحلروف] ،114ولكها الكم هللا تعاىل القدمي ،ليس
ويه لكها كذكل عىل ما يه عليه عندان يف حرضة عمل هللا تعاىل القدمي،
مطابقة ملا يف عمل هللا تعاىل ،مل تزد عليه ،ومل تنقص عنه ،وهذا مبين عىل
مذهب أآهل الس نة يف آأن هللا تعاىل متصف [بصفة العمل] ،117وصفة
[الالكم] ،111وابيق الصفات ،خالفا للمعزتةل النافني للصفات.
ومبين أآيضا عىل أآن أآفعال العباد خبلق هللا تعاىل ،ل بأأن العباد خيلقون
115
أآفعاهلم كام هو مذهب املعزتةل.
فقد أآنزهل تعاىل بعلمه[ ،ول بد أآن نزنه الكمه تعاىل القدمي عن عدم
املطابقة ملا عنده من الكمه القدمي] ،114ول بد أآن [نعتقد] 114أآن القرآن املزنل
هو مطابق ملا عند هللا تعاىل يف ا ألزل من احلروف وا ألصوات القدمية ا ألزلية.
وهذا ا ألمر هل عندان مثال جيل واحض ملن أآنصف يف متابعة احلق ،وهو
مثال رضبه هللا تعاىل [للناس] ،114لكن ل يعقهل اإل العاملون ،كام قال تعاىل (( :
111
وتكل ا ألمثال نرضهبا للناس وما يعقلها اإل العاملون )).
وحنن ما رضبنا هذا املثل؛ 111ألن هللا تعاىل قال [ (( :فال] 111ترضبوا
117
هلل ا ألمثال )).
وقتاهلم ابلس يف .وعىل هذه ا ألصول امخلسة يقوم مذهب الاعزتال ،ومه ينقسمون اإىل
اإحدى وعرشين فرقة .انظر (الانتصار يف الرد عىل املعزتةل القدرية ا ألرشار )14 / 4 :
111سورة املكل ،من الية ()41
114هذه امجلةل بطولها سقطت من نسخة (ب)
114يف نسخة (ب) :تعتقد
114سقط من نسخة ( أآ)
111سورة العنكبوت ،ا ألية )11( :
111قال الإمام الفيويم " :املثل يس تعمل عىل ثالثة أآوجه مبعىن الشبيه ومبعىن نفس
اليشء وذاته وزائدة وامجلع أآمثال ويوصف به املذكر واملؤنث وامجلع فيقال هو ويه وهام
ومه وهن مثهل .ويف التزنيل { أآنؤمن لبرشين مثلنا} [املؤمنون ]15 :وخرج بعضهم عىل
140
واملثل ابلتحريك غري املثل ابلسكون؛ [ 111ألن هللا] 115تعاىل يقول :
(( [وهل] 111املثل ا ألعىل يف السموات وا ألرض )) 114وقال تعاىل (( :
111
[ليس] 114مكثهل [يشء].)) 114
هذا قوهل تعاىل {ليس مكثهل يشء} [الشورى ]44 :أآي ليس كوصفه يشء وقال هو أآوىل
من القول ابلزايدة ألهنا عىل خالف ا ألصل وقيل يف املعىن ليس كذاته يشء"( .املصبح
املنري )711 / 1 :
111يف نسخة ( أآ) و نسخة (ب) " :ول" ،والصحيح "فال" كام أآثبته هنا.
117سورة النحل ،من الية )51( :
قال الإمام ابن جرير يف تفسري هذه ا ألية " :قوهل (فال ترضبوا هلل ا ألمثال)
يقول :فال متثلوا هلل ا ألمثال ،ول تش هبوا هل ا ألش باه ،فاإنه ل مثل هل ول ش به"( .تفسري
ابن جرير )174 / 45 :
111قال الرازي ِ " :مثم ٌل لكمة تسوية يقال هذا ِمث ُ ُمهل و َمث َُهل كام يقال ِش هبم ُه َ
وش هبَ ه و املَثَ ُل
ما يرضب به من ا َل ممث َالِ و َمث َُل اليشء أآيضا بفتحتني صفته"( .خمتار الصحاح )111 :
115يف نسخة (ب) :ألنه
111يف ( أآ) و (ب) " :وهلل" ،والصحيح ما أآثبته هنا.
114سورة الروم ،من الية )15( :
114يف نسخة (ب) :وليس
114كذا يف نسخة ( أآ) وهو الصحيح ،ول يوجد يف نسخة (ب)
111سورة الشورى ،من الية ()44
قال ابن س يده " :وقوهل تعاىل {ليس مكثهل يشء} أآراد ليس مثهل ل يكون اإل
ذكل ألنه اإن مل يقل هذا أآثبت هل مثال تعاىل هللا عن ذكل"( .احملمك واحمليط ا ألعظم 44 :
)414 /
141
[ الفرق بني املثل املتحرك واملثل الساكن ]
اإذا عرفت هذا ،وحتققته ،فاصغ اإىل املثل [املتحرك] 117اذلي علمناه
فذكرانه كل ،وهللا بلك يشء علمي.
وهو أآن تنظر اإىل بزر 111لك نبات من ا ألجشار و [الزروع] ،115فتجد
[بزر لك] 111يشء من ا ألش ياء جامع مجليع ما يش متل عليه ذكل اليشء.
111ويف املصباح املنري ( " : )711 / 1واملثل بفتحتني واملثيل وزان كرمي كذكل وقيل
املكسور مبعىن ش به واملفتوح مبعىن الوصف ورضب هللا مثال أآي وصفا" .اهـ
111قال الإمام خليل بن أآمحد " :املثل :ش به اليشء يف املثال والقدر وحنوه حىت يف
املعىن"( .العني )111 / 1 :
117يف نسخة ( أآ) :احملرك
111قال الإمام خليل بن أآمحد ":الزبر :لك حب ينرث عىل ا ألرض للنبات" .انظر (العني
، 111 / 5:وهتذيب اللغة )411 / 41 :
115يف نسخة ( أآ) :الزرع
111يف نسخة ( أآ) :لك بزر
142
174
فزبر النخةل ويه [النواة 114فهيا خنةل] 174جبميع عراجيهنا،
وسعفها 171،وجريدها ،وطلعها 171،ومثرها 171عىل الامتم والكامل ،ل ميكن أآن
يظهر مهنا اإل ما هو فهيا.
114
النواة :بفتح النون مجع نوى ونوايت ويه بزرة المثر وحنوها( .معجم لغة الفقهاء :
)114
174يف نسخة (ب) :النواة يف خنةل
174قال الإمام الفريوزاابدي " :العرجون ،كزنبور :العذق ،أآو اإذا يبس واعوج ،أآو
أآصهل ،أآو عود الكباسة ،أآو نبت اكلفطر يش به الفقع ج :عراجني"( .القاموس احمليط :
)4147وقيل :رضب من الّكأأة قدر شرب أآو دوين ذكل وهو طيب ما دام غضا( .اتج
العروس )141 /17 :ويف املعجم الوس يط ((" : )741 / 1العرجون) ما حيمل المتر
والعذق وهو من النخل اكلعنقود من العنب (ج) عراجني".
171قال الإمام اخلليل بن أآمحد " :السعف :أآغصان النخةل .الواحدة :سعفة .و أآكرث ما
يقال ذكل اإذا يبست ،فاإذا اكنت رطبة فهيي شطبة"( .العني )114 / 4 :
171قال الإمام ابن س يده " :الطلع نور النخل ما دام يف الاكفور ،واحدته طلعة ،وقيل
الطلع هو الاكفور"( .اخملصص )114 / 1 :
171جاء يف اللكيات (" : )111 / 4لك ما يس تطعم من أآحامل الشجر فهو مثر".
177مجعها بزر ،ويه مرادفة لبذر وهو حب يلق يف ا ألرض ل إالنبات ،يقال :بزرته
وبذرته مبعىن .انظر (اتج العروس من جواهر القاموس ،415 / 44 :معجم اللغة العربية
املعارصة )144 / 4 :
171جاء يف معجم اللغة العربية املعارصة (ُ " : )1444 / 1م مش ُمشِ /م مش ِمش [مجع]:
مف ِم مش ِمشَ ة ... :جشر ممثر من الفصيةل الورديّة ،وتُطلق اللكمة أآيضا عىل مثر" .وجاء يف
معجم الصواب اللغوي ( " : )544 / 4امل ُ مش ُمش فاكهة ذليذة الطعم ...ا ِمل مشمش فاكهة
143
وكذكل بزر التفاح ،وا إلجناص 175،وحنو ذكل.
ول ميكن أآن يكون ذكل اذلي ظهر من النواة زائدا [ أآو] 111انقصا عام
اكن يف النواة ،وإامنا اكن يف النواة غيبا عنا ،واكنت النواة مشهودة لنا ،مرئية
دلينا[ ،فصار ما يف النواة ظاهرا لنا ،مشهودا عندان ،مرئيا دلينا] ،111وغابت
النواة.
ذليذة الطعم ...أآوردت املعامج لكمة «مشمش» مثلثة املمي؛ فهيي مكسورة يف لغة أآهل
البرصة ،ومفتوحة يف لغة أآهل الكوفة ،ومضمومة يف لغة أآهل الشام ،وقد اقترص املنجد
عىل الكرس ،وا ألسايس عىل الكرس والضم".
175الإجاص ،والإجناص :من الفاكهة معروف ،قال أآمية بن أآيب عائذ الهذيل يصف بقرة:
(يرتقب اخلطب السوامه حولها ...بلوامح كحواكل الإجاص) ويروى " :الإجناص " ،وهو
الّكرثى هو جشر ممثر من الفصيةل الوردية أآصنافه كثرية .انظر ( :احملمك واحمليط ا ألعظم :
،151 / 5لسن العرب ،11 / 4 :املعجم الوس يط )545 / 1 :
171يف نسخة (ب) :وإاذا
174يف نسخة (ب) :بسقي املاء
114يف نسخة ( أآ) :صربت
114يف نسخة (ب) :فاذلي
111يف نسخة (ب) :و
111سقط من نسخة (ب)
144
[ وجه متثيل تقرييب للقرآن ابلنواة ]
فاإذا قال الإنسان (( :مجيع هذه النخةل مبا هو ظاهر مهنا [اثبت
حمقق] 111يف غيب النواة ،ول فرق بني ما ظهر لنا ،ور أآيناه من هذه النخةل،
وما هو يف ابطن غيب النواة ،ل ينقص من هذا الظاهر يشء اإل وهو يف النواة
)) صدق ،واكن قوهل حقا.
وكذكل ا ألول ملا [قال] : 115اإن هذه النخةل جبميع ما يه مش متةل عليه
ظاهرا ،يه يف النواة مثل ذكل ابطنا ،أآراد تزنيه النواة عن نقصاهنا عام ظهر مهنا،
وتزنيه النواة أآيضا عن زايدة النخةل الظاهرة عىل ما هو فهيا.
ولك واحد مهنام صدق فامي قال ،و [لزم] 111عليه أآن يقول ما قال؛
حتراي لصدقه يف املقال.
وظهر كل أآيضا أآن احلنبيل يقول بأأن الكم هللا تعاىل القدمي هو هذا
الالكم املزنل املقروء ،واحملفوظ ،واملكتوب حبروفه و أآصواته ،كام أآن هذه النخةل
154
الظاهرة يه عني تكل النخةل اليت اكنت يف ابطن النواة بسعفها وعراجيهنا،
ولهذا غابت النواة ،وغاب ما اكن فهيا من النخةل الباطنة ،وما صار عندان غري
هذه النخةل الظاهرة [ننس هبا] 151اإىل النواة ابعتبار ما اكنت فهيا بامتهما ،وابعتبار
أآن النواة ملا غابت عنا بعد أآن [ أآظهرت] 151لنا ما اكن فهيا رصان نتخيلها،
ونتخيل ما فهيا ،ونعمل أآن النواة ل تفارق هذه النخةل الظاهرة ،وإان كنا ل نراها،
فقول احلنبيل (( :اإن هذا املقروء ،احملفوظ ،املكتوب ،الكمه تعاىل ))
حق ل ش هبة فيه؛ [فاإنه] 155حبروف و أآصوات كام هو عليه يف عمل [هللا تعاىل،
بل هو عينه؛ ألن زايدة الظهور أآوجبت] 151غيبة للمتلكم احلق (( ،وهو معمك
154
أآيامن كنمت )).
فلو حرض ظهر لك قارئ ولك حافظ ولك اكتب صورة فانية هالكة يف
حقيقة احلق تعاىل ،وانكشف قوهل تعاىل (( :فاإذا قر أآانه فاتبع قرآنه )) ،114وقوهل
تعاىل (( :لك يشء هاكل اإل وهجه )) ،114و (( لك من علهيا فان ويبق وجه
ربك [ ذو اجلالل ] 111والإكرام )) ،111وزالت احلروف وا ألصوات،
وانكشفت احلقيقة الالكمية الإلهية عىل ما يه عليه يف نفسها ،وظهر قوهل صىل
111هذا احلديث مدرج وليس موجودا يف كتب احلديث املعروفة ،ذكر ذكل احلافظ
ابن جحر " :وقع يف بعض الكتب يف هذا احلديث (( اكن هللا ول يشء معه وهو الن
عىل ما عليه اكن )) ويه زايدة ليست يف يشء من كتب احلديث نبه عىل ذكل العالمة
تقي ادلين بن تميية وهو مسمل يف قوهل وهو الن اإىل آخره و أآما لفظ ول يشء معه فرواية
الباب بلفظ (( ول يشء غريه )) مبعناها" .انظر (فتح الباري )114 / 1 :
اإل أآنه موافق حلديث حصيح آخر رواه الإمام البخاري يف حصيحه ()1411
لفظه (( :اكن هللا ومل يكن يشء قبهل ،واكن عرشه عىل املاء ،مث خلق السموات
وا ألرض ،وكتب يف اذلكر لك يشء )) .ويف رواية أآخرى ( (( : )1444اكن هللا ومل
يكن يشء غريه واكن عرشه عىل املاء وكتب يف اذلكر لك يشء وخلق الساموات
وا ألرض)).
117سورة الرعد ،من الية ()11
148
[ خامتة الرساةل ]
واحلاصل أآن قول احلنبيل أآقرب اإىل التحقيق ،وهللا ويل التوفيق ،و
[البحث] 111حيتاج اإىل زايدة بيان ،وابهلل املس تعان.
وهذا من [فتوح] 115الوقت ،ولو زدان عليه رمبا يدركنا املقت ،والسعيد
تكفيه الإشارة ،والغيب ل يفهم ولو بأألف عبارة.
وهللا تعاىل غين عن رضب ا ألمثال ،وهو املزنه عام يف اخليال ،وللك
الكم رجال[ ،و] 111يف لك قوة جمال.
وقد مكل ما [ أآدانه] 114 ،و [مت] 144الإذن لنا فامي [ أآبديناه] ،144وامحلد
هلل أآول وآخرا ،وظاهرا وابطنا ،وصىل هللا عىل س يدان محمد وعىل آهل و أآحصابه
141
أآمجعني[ 141.آمني آمني]
150
اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة :أآمحد بن غرباهمي الإسامعييل ،حتقيق جامل عزون ،دار ابن حزم ،الطبعة )41
ا ألوىل ،س نة 4114هـ
اعتقادات فرق املسلمني واملرشكني :أآبو عبد هللا محمد بن معر بن احلسن بن احلسني التميي الرازي )41
امللقب بفخر ادلين الرازي خطيب الري (املتوىف141 :هـ) ،احملقق :عيل سايم النشار ،النارش :دار
الكتب العلمية -بريوت
الاقتصاد يف الاعتقاد :عبد الغين بن عبد الواحد بن رسور املقديس ،حتقيق :أآمحد بن عطية بن عيل )41
الغامدي ،مكتبة العلوم واحلمك ،املدينة املنورة ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4141هـ
الإقناع يف سائل الإجامع :أآبو احلسن بن القطان ،حتقيق حسن بن فوزي الصعيدي ،الفاروق )47
احلديثية ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4111هـ
الانتصار يف الرد عىل املعزتةل القدرية الأرشار :أآبو احلسني حيىي بن أآيب اخلري بن سامل العمراين الميين )41
الشافعي (املتوىف771 :هـ) ،احملقق :سعود بن عبد العزيز اخللف ،النارش :أآضواء السلف ،الرايض،
اململكة العربية السعودية ،الطبعة :ا ألوىل4144 ،هـ4444/م ،عدد ا ألجزاء1 :
الإنصاف فامي جيب اعتقاده ول جيوز اجلهل به :أآبو بكر بن الطيب الباقالين البرصي ،حتقيق :محمد )45
زاهد بن احلسن الكوثري ،املكتبة ا ألزهرية للرتاث ،الطبعة الثانية ،س نة 4114هـ
أآهل الس نة الأشاعرة شهادة علامء الأمة و أآدلهتم :محد الس نان ،فوزي العنجري ،دار الضياء ،بدون )41
س نة الطبع
حبر العلوم :أآبو الليث نرص بن محمد بن اإبراهمي السمرقندي الفقيه احلنفي ،دار النرش :دار الفكر – )44
بريوت ،حتقيق :د.محمود مطريج ،عدد الأجزاء 1 :
البداية والهناية :أآبو الفداء اإسامعيل بن معر بن كثري القريش البرصي مث ادلمشقي (املتوىف551 :هـ)، )14
احملقق :عيل شريي ،النارش :دار اإحياء الرتاث العريب ،الطبعة :ا ألوىل ،4141هـ 4411 -م
الربهان يف بيان القرآن :ابن قدامة املقديس ( 114هـ) ،احملقق :أآمحد فريد املزيدي ،النارش :دار )14
الكتب العلمية [طبع مع كتاب احملنة عىل الإمام أآمحد] ،الطبعة :ا ألوىل 4117هـ 1441 -م
الرزاق احلسيين ،أآبو الفيض ،امللقّب اتج العروس من جواهر القاموس :محمّد بن محمّد بن عبد ّ )11
مبرتىضَّ ،الزبيدي (املتوىف4147 :هـ) ،احملقق :مجموعة من احملققني ،النارش :دار الهداية
تأأنيب اخلطيب عا ما ساقه يف ترمجة أآيب حنيفة من الأاكذيب :محمد زاهد بن احلسن الكوثري ،تعليق )11
أآمحد خريي
تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية :ايرس بن غرباهمي )11
املزروعي
التبصري يف ادلين ومتيزي الفرقة الناجية عن الفرق الهالكني :طاهر بن محمد ا ألسفراييين ،أآبو املظفر )17
(املتوىف154 :هـ) ،احملقق :كامل يوسف احلوت ،النارش :عامل الكتب – لبنان ،الطبعة :ا ألوىل،
4141هـ 4411 -م
151
التبصري يف معامل ادلين :محمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب الميل ،أآبو جعفر الطربي (املتوىف: )11
144هـ) ،احملقق :عيل بن عبد العزيز بن عيل الش بل ،النارش :دار العامصة ،الطبعة :ا ألوىل 4141هـ
4441 -م
تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام آأيب احلسن الأشعري :أآبو القامس عيل بن احلسن بن هبة هللا )15
املعروف اببن عساكر (املتوىف754 :هـ) ،النارش :دار الكتاب العريب – بريوت ،الطبعة :الثالثة،
4141ه
التحبري رشح التحرير يف أآصول الفقه :عالء ادلين أآبو احلسن عيل بن سلامين املرداوي ادلمشقي )11
الصاحلي احلنبيل (املتوىف117 :هـ) ،احملقق :د .عبد الرمحن اجلربين ،د .عوض القرين ،د .أآمحد
الرساح ،النارش :مكتبة الرشد -السعودية /الرايض ،الطبعة :ا ألوىل4114 ،هـ 1444 -م ،عدد
ا ألجزاء1 :
حترير الالكم يف اجلواب عن سؤال الهندي يف صفة الالكم :أآبو بكر بن محمد خوقري ،خمطوطة يف )14
مكتبة جامعة املكل سعود ،اململكة العربية السعودية.
التذكرة بأأحوال املوىت و أآمور الخرة :أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن أآيب بكر بن فرح ا ألنصاري )14
اخلزريج مشس ادلين القرطيب (املتوىف154 :هـ) ،حتقيق ودراسة :ادلكتور :الصادق بن محمد بن
اإبراهمي ،النارش :مكتبة دار املهناج للنرش والتوزيع ،الرايض ،الطبعة :ا ألوىل 4117 ،هـ
جامع البيان يف تأأويل القرآن :محمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب الميل ،أآبو جعفر الطربي )14
(املتوىف144 :هـ) ،احملقق :أآمحد محمد شاكر ،النارش :مؤسسة الرساةل ،الطبعة :ا ألوىل 4114 ،هـ -
1444م ،عدد ا ألجزاء11 :
تفسري القرآن العظمي :أآبو الفداء اإسامعيل بن معر بن كثري القريش البرصي مث ادلمشقي (املتوىف: )11
551هـ) ،احملقق :سايم بن محمد سالمة ،النارش :دار طيبة للنرش والتوزيع ،الطبعة :الثانية 4114هـ
4444 -م ،عدد ا ألجزاء1 :
تفسري القرآن :أآبو املظفر ،منصور بن محمد بن عبد اجلبار ابن أآمحد املروزى السمعاين المتميي احلنفي مث )11
الشافعي (املتوىف114 :هـ) ،احملقق :ايرس بن اإبراهمي وغنمي بن عباس بن غنمي ،النارش :دار الوطن،
الرايض – السعودية ،الطبعة :ا ألوىل4141 ،هـ4445 -م
تفسري القرآن العظمي :أآبو محمد عبد الرمحن بن محمد بن اإدريس بن املنذر المتميي ،احلنظيل ،الرازي ابن )11
أآيب حامت (املتوىف115 :هـ) ،احملقق :أآسعد محمد الطيب ،النارش :مكتبة نزار مصطف الباز -اململكة
العربية السعودية ،الطبعة :الثالثة 4144 -هـ
هتذيب اللغة :محمد بن أآمحد بن ا ألزهري الهروي ،أآبو منصور (املتوىف154 :هـ) ،احملقق :محمد عوض )17
مرعب ،النارش :دار اإحياء الرتاث العريب – بريوت ،الطبعة :ا ألوىل1444 ،م ،عدد ا ألجزاء1 :
جزء فيه المتسك ابلسنن :مشس ادلين اذلهيب ،حتقيق :جامل عزون ،مكتبة املعارف ،الرايض، )11
الطبعة ا ألوىل ،س نة 4111هـ
152
مجع اجليوش وادلساكر عىل ابن عساكر :يوسف بن حسن بن عبد الهادي الشهري اببن املربد ،حتقيق : )15
مأأفوس يعايس ساعا (محمد فوزي حسن سعد) ،إارشاف :عيل بن محمد بن انرص فقهييي ،س نة 4145
هـ
اجلوهر احملصل يف مناقب الإمام أآمحد بن حنبل :محمد بن السعدي ،حتقيق :محمد زيهنم محمد عزب، )11
مكتبة غريب ،بدون س نة الطبع
احلجة يف بيان احملجة ورشح عقيدة أآهل الس نة :اإسامعيل بن محمد بن الفضل بن عيل القريش )14
الطليحي التميي ا ألصهباين ،أآبو القامس ،امللقب بقوام الس نة (املتوىف717 :هـ) ،احملقق :محمد بن ربيع بن
هادي معري املدخيل ،النارش :دار الراية -السعودية /الرايض ،الطبعة :الثانية4144 ،هـ 4444 -م،
عدد ا ألجزاء1 :
خلق أآفعال العباد والرد عىل اجلهمية و أآحصاب التعطيل :محمد بن اإسامعيل بن اإبراهمي بن املغرية )14
البخاري ،أآبو عبد هللا (املتوىف171 :هـ) ،احملقق :فهد بن سلامين الفهيد ،النارش :دار أآطلس اخلرضاء،
الطبعة :ا ألوىل 1447 ،هـ ،عدد ا ألجزاء1 :
رد احملتار عىل ادلر اخملتار :ابن عابدين ،محمد أآمني بن معر بن عبد العزيز عابدين ادلمشقي احلنفي )14
(املتوىف4171 :هـ) ،النارش :دار الفكر-بريوت ،الطبعة :الثانية4141 ،هـ 4441 -م ،عدد ا ألجزاء:
1
درر الألفاظ العوايل :غيث بن عبد هللا الغاليب ،الإصدار الثاين ،س نة 4115هـ )11
الساليم ،البغدادي ،مث ذيل طبقات احلنابةل :زين ادلين عبد الرمحن بن أآمحد بن رجب بن احلسنَ ، )11
ادلمشقي ،احلنبيل (املتوىف547 :هـ) ،احملقق :د عبد الرمحن بن سلامين العثميني ،النارش :مكتبة
العبياكن – الرايض ،الطبعة :ا ألوىل 4117 ،هـ 1447 -م ،عدد ا ألجزاء7 :
راحئة اجلنة رشح اإضاءة ادلجنة يف عقائد أآهل الس نة :عبد الغين بن غسامعيل النابليس ،حتقيق أآمحد )11
فريد املزيدي ،دار الكتب العلمية ،بريوت
الرد عىل اجلهمية والزاندقة :أآبو عبد هللا أآمحد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أآسد الشيباين (املتوىف: )17
114هـ) ،احملقق :صربي بن سالمة شاهني ،النارش :دار الثبات للنرش والتوزيع ،الطبعة :ا ألوىل
الرد عىل من يقول أآن القران خملوق :أآمحد بن سلامن النجاد ،حتقيق رضا هللا محمد اإدريس ،مكتبة )11
الصحابة الإسالمية ،الساملية -الكويت ،بدون س نة الطبع
رساةل يف القرآن والكم هللا :عبد هللا بن أآمحد بن قدامة املقديس املعروف ابملوفق ابن قدامة ،حتقيق : )15
يوسف بن محمد السعيد ،دار أآطلس اخلرضاء ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4111 :هـ
روح املعاين يف تفسري القرآن العظمي والس بع املثاين :شهاب ادلين محمود بن عبد هللا احلسيين ا أللويس )11
(املتوىف4154 :هـ) ،احملقق :عيل عبد الباري عطية ،النارش :دار الكتب العلمية – بريوت ،الطبعة:
ا ألوىل 4147 ،هـ ،عدد ا ألجزاء41 :
153
الزواجر عن اقرتاف الكبائر :أآمحد بن محمد بن عيل بن جحر الهيمتي السعدي ا ألنصاري ،شهاب ادلين )14
ش يخ الإسالم ،أآبو العباس (املتوىف451 :هـ) ،النارش :دار الفكر ،الطبعة :ا ألوىل4145 ،هـ -
4415م ،عدد ا ألجزاء1 :
الشيباين البغدادي (املتوىف144 :هـ)،
ّ الس نة :أآبو عبد الرمحن عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن حنبل )74
احملقق :د .محمد بن سعيد بن سامل القحطاين ،النارش :دار ابن القمي – ادلمام ،الطبعة :ا ألوىل4141 ،
هـ 4411 -م ،عدد ا ألجزاء1 :
سري أآعالم النبالء :مشس ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن عامثن بن قَايمامز اذلهيب (املتوىف: )74
511هـ) ،النارش :دار احلديث -القاهرة ،الطبعة4115 :هـ1441-م ،عدد ا ألجزاء41 :
شذرات اذلهب يف أآخبار من ذهب :عبد احلي بن أآمحد بن محمد ابن العامد ال َعكري احلنبيل ،أآبو )71
الفالح (املتوىف4414 :هـ) ،حققه :محمود ا ألرانؤوط ،خرج أآحاديثه :عبد القادر ا ألرانؤوط ،النارش:
دار ابن كثري ،دمشق – بريوت ،الطبعة :ا ألوىل 4141 ،هـ 4411 -م ،عدد الأجزاء44 :
رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة :أآبو القامس هبة هللا بن احلسن بن منصور الطربي الرازي )71
الاللاكيئ (املتوىف141 :هـ) ،حتقيق :أآمحد بن سعد بن محدان الغامدي ،النارش :دار طيبة –
السعودية ،الطبعة :الثامنة4111 ،هـ 1441 /م ،عدد ا ألجزاء4 :
رشح الس نة :اإسامعيل بن حي املزين ،حتقيق جامل عزون،بدون س نة الطبع )71
رشح العقيدة السفارينية :محمد بن صاحل بن محمد العثميني (املتوىف4114 :هـ) ،النارش :دار الوطن )77
للنرش ،الرايض ،الطبعة :ا ألوىل 4111 ،هـ
عيل بن محمد ابن أآيب العز احلنفي ،ا ألذرعي الصاحلي رشح العقيدة الطحاوية :محمد بن عالء ادلين ّ )71
ادلمشقي (املتوىف541 :هـ) ،احملقق :أآمحد محمد شاكر ،النارش :واكةل الطباعة والرتمجة يف الرئاسة العامة
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء وادلعوة والإرشاد
رشح العقائد العضدية :محمد بن أآسعد الصديق جالل ادلين ادلواين ،بدون س نة الطبع )75
رشح املقاصد يف عمل الالكم :سعد ادلين مسعود بن معر بن عبد هللا التفتازاين ،النارش :دار املعارف )71
النعامنية ،ابكس تان ،س نة 4144هـ
رشح عقيدة اللكوذاين :عبد هللا بن عبد الرمحن اجلربين ،خترجي وتعليق :طارق بن محمد بن عبد هللا )74
اخلويطر ،كنوز اإشبيليا ،الرايض ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4114هـ
الرشح وا إلابنة عىل أآصول الس نة وادلاينة :ابو عبد هللا ابن بطة العكربي ،حتقيق عيل بن حسن بن )14
عيل بن عبد امحليد احلليب ا ألثري ،ادلار ا ألثرية ،عامن ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4114هـ
الرصاط املس تقمي يف اإثبات احلرف القدمي :عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن قدامة املقديس ،حتقيق :محمد )14
بن عبد الرمحن امخليس ،مكتبة الفرقان ،العامرات العربية املتحدة ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4144هـ
رصحي الس نة :أآبو جعفر محمد بن جرير الطربي ،حتقيق :بدر بن يوسف املعتوق ،مراجعة :بدر بن )11
عبد هللا البدر ،الطبعة الثانية ،س نة 4111هـ
154
طبقات احلنابةل :أآبو احلسني ابن أآيب يعىل ،محمد بن محمد (املتوىف711 :هـ) ،احملقق :محمد حامد الفقي، )11
النارش :دار املعرفة – بريوت ،عدد ا ألجزاء1 :
طبقات الشافعية الكربى :اتج ادلين عبد الوهاب بن تقي ادلين الس بيك (املتوىف554 :هـ) ،احملقق: )11
د .محمود محمد الطنايح د .عبد الفتاح محمد احللو ،النارش :جهر للطباعة والنرش والتوزيع ،الطبعة:
الثانية4141 ،هـ ،عدد ا ألجزاء44 :
عقيدة السلف و أآحصاب احلديث :اإسامعيل بن عبد الرمحن الصابوين ،حتقيق وتعليق :عبد الرمحن بن )17
عبد اجمليد الشمريي ،تقدمي :حيىي بن عيل احلجوري ،مكتبة الإمام الوادعي ،المين ،الطبعة ا ألوىل،
س نة 4111هـ
رشح العقيدة الطحاوية :محمد انرص ادلين ا أللباين ،النارش :املكتب الإساليم – بريوت ،الطبعة : )11
الثانية 4141 -
العلو للعيل الغفار يف اإيضاح حصيح الأخبار وسقميها :مشس ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن عامثن )15
بن قَايمامز اذلهيب (املتوىف511 :هـ) ،احملقق :أآبو محمد أآرشف بن عبد املقصود ،النارش :مكتبة أآضواء
السلف – الرايض ،الطبعة :ا ألوىل4141 ،هـ 4447 -م
كتاب العني :أآبو عبد الرمحن اخلليل بن أآمحد بن معرو بن متمي الفراهيدي البرصي (املتوىف454 :هـ)، )11
احملقق :د همدي اخملزويم ،د اإبراهمي السامرايئ ،النارش :دار ومكتبة الهالل ،عدد ا ألجزاء1 :
ادلمشقي،
ّ العني والأثر يف عقائد أآهل الأثر :عبد البايق بن عبد البايق بن عبد القادر البعيل ا ألزهري )14
تقي ادلين ،ابن فَ ِقيه فُ َّصة (املتوىف4454 :هـ) ،احملقق :عصام رواس قلعجي ،النارش :دار املأأمون ّ
للرتاث ،الطبعة :ا ألوىل4145 ,هـ
غاية املرام يف عمل الالكم :أآبو احلسن س يد ادلين عيل بن أآيب عيل بن محمد بن سامل الثعليب المدي )54
(املتوىف114 :هـ) ،احملقق :حسن محمود عبد اللطيف ،النارش :اجمللس ا ألعىل للش ئون الإسالمية -
القاهرة
فتاوى ابن الصالح :عامثن بن عبد الرمحن ،أآبو معرو ،تقي ادلين املعروف اببن الصالح (املتوىف: )54
111هـ) ،احملقق :د .موفق عبد هللا عبد القادر ،النارش :مكتبة العلوم واحلمك ,عامل الكتب – بريوت،
الطبعة :ا ألوىل4145 ،
فتاوى ابن رشد :أآبو الوليد محمد بن أآمحد بن أآمحد بن رشد القرطيب ،حتقيق :اخملتار بن الطاهر )51
السلييل ،دار الغرب الإساليم ،بريوت ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4145هـ
فتح الباري رشح حصيح البخاري :أآمحد بن عيل بن جحر أآبو الفضل العسقالين الشافعي ،رمق كتبه )51
و أآبوابه و أآحاديثه :محمد فؤاد عبد البايق ،قام ابإخراجه وحصحه و أآرشف عىل طبعه :حمب ادلين اخلطيب،
عليه تعليقات العالمة :عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز ،النارش :دار املعرفة -بريوت ،4154 ،عدد
ا ألجزاء41 :
155
فتح القدير :محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا الشواكين الميين (املتوىف4174 :هـ) ،النارش :دار ابن )51
كثري ،دار اللكم الطيب -دمشق ،بريوت ،لطبعة :ا ألوىل 4141 -هـ
الفرق بني الفرق وبيان الفرقة الناجية :عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا البغدادي المتميي )57
ا ألسفراييين ،أآبو منصور (املتوىف114 :هـ) ،النارش :دار الفاق اجلديدة – بريوت ،الطبعة :الثانية،
4455
الفصل يف امللل والأهواء والنحل :أآبو محمد عيل بن أآمحد بن سعيد بن حزم ا ألندليس القرطيب )51
الظاهري (املتوىف171 :هـ) ،النارش :مكتبة اخلاجني – القاهرة ،عدد ا ألجزاء1 × 7 :
الفقه الأكرب :ينسب أليب حنيفة النعامن بن اثبت بن زوطي بن ماه (املتوىف474 :هـ) ،النارش :مكتبة )55
الفرقان -الإمارات العربية ،الطبعة :ا ألوىل4144 ،هـ 4444 -م
القاموس احمليط :جمد ادلين أآبو طاهر محمد بن يعقوب الفريوزآابدى (املتوىف145 :هـ) ،حتقيق :مكتب )51
حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرساةل ،إابرشاف :محمد نعمي العر ُقسويس ،النارش :مؤسسة الرساةل للطباعة
والنرش والتوزيع ،بريوت – لبنان ،الطبعة :الثامنة 4111 ،هـ 1447 -م
القائد اإىل العقائد :محمد صديق حسن خان القنويج ،حتقيق :أآيب بكر محمد بن أآمحد ا ألثري ،الغرابء )54
ل إالسالم ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4111هـ
الاكمل يف التارخي :أآبو احلسن عيل بن أآيب الكرم محمد بن محمد بن عبد الكرمي بن عبد الواحد الشيباين )14
اجلزري ،عز ادلين ابن ا ألثري (املتوىف114 :هـ) ،حتقيق :معر عبد السالم تدمري ،النارش :دار
الكتاب العريب ،بريوت – لبنان ،الطبعة :ا ألوىل4145 ،هـ 4445 /م ،عدد ا ألجزاء44 :
كتاب التوحيد :محمد بن غسحاق بن منده ،حتقيق محمد بن عبد هللا الوهييب ،دار الهدى النبوي، )14
مرص ،البطعة ا ألوىل س نة 4111هـ
الكشف والبيان عن تفسري القرآن :أآمحد بن محمد بن اإبراهمي الثعليب ،أآبو اإحساق (املتوىف115 :هـ)، )11
حتقيق :الإمام أآيب محمد بن عاشور ،مراجعة وتدقيق :ا ألس تاذ نظري الساعدي ،النارش :دار اإحياء
الرتاث العريب ،بريوت – لبنان ،الطبعة :ا ألوىل ،4111هـ 1441 -م ،عدد الأجزاء44 :
اللكيات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية :أآيوب بن مو ى احلسيين القرميي الكفوي ،أآبو البقاء )11
احلنفي (املتوىف4441 :هـ) ،احملقق :عدانن درويش -محمد املرصي ،النارش :مؤسسة الرساةل -بريوت
لسان املزيان :أآمحد بن عيل بن جحر العسقالين ،احملقق :عبد الفتاح أآبو غدة ،النارش :دار البشائر )11
الإسالمية ،الطبعة :ا ألوىل 1441 ،م ،عدد ا ألجزاء44 :
لسان العرب :محمد بن مكرم بن عىل ،أآبو الفضل ،جامل ادلين ابن منظور ا ألنصاري الرويفع الإفريق )17
(املتوىف544 :هـ) ،النارش :دار صادر – بريوت ،الطبعة :الثالثة 4141 -هـ ،عدد ا ألجزاء47 :
ملع الأدةل يف قواعد عقائد أآهل الس نة وامجلاعة :عبد املكل بن عبد هللا بن يوسف بن محمد اجلويين، )11
أآبو املعايل ،ركن ادلين ،امللقب ابإمام احلرمني (املتوىف151 :هـ) ،احملقق :فوقية حسني محمود ،النارش:
عامل الكتب – لبنان ،الطبعة :الثانية4145 ،هـ 4415 -م
156
ملعة الاعتقاد :أآبو محمد موفق ادلين عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن قدامة امجلاعييل املقديس مث )15
ادلمشقي احلنبيل ،الشهري اببن قدامة املقديس (املتوىف114 :هـ) ،النارش :وزارة الشؤون الإسالمية
وا ألوقاف وادلعوة والإرشاد -اململكة العربية السعودية ،الطبعة :الثانية4114 ،هـ 1444 -م
لوامع الأنوار الهبية وسواطع الأرسار الأثرية لرشح ادلرة املضية يف عقد الفرقة املرضية :مشس ادلين، )11
أآبو العون محمد بن أآمحد بن سامل السفاريين احلنبيل (املتوىف4411 :هـ) ،النارش :مؤسسة اخلافقني
ومكتبهتا – دمشق ،الطبعة :الثانية 4141 -هـ 4411 -م ،عدد ا ألجزاء1 :
لواحئ الأنوار السنية ولواحق الأفاكر السنية ولواحق الافاكر السنية :محمد بن أآمحد بن سامل السفاريين، )14
حتقيق :عبد هللا بن محمد بن سلامين البصريي ،مكتبة الرشد الرايض ،بدون س نة الطبع
ما ل بد منه يف أآمور ادلين عىل طريقة السلف الصاحل ومذهب الإمام آأمحد بن حنبل :أآبو بكر بن )44
محمد خوقري ،خمطوطة مبكتبة جامعة املكل سعود ،املمسلكة العربية السعودية
مجموع الفتاوى :تقي ادلين أآبو العباس أآمحد بن عبد احللمي بن تميية احلراين (املتوىف511 :هـ) ،احملقق: )44
عبد الرمحن بن محمد بن قامس ،النارش :مجمع املكل فهد لطباعة املصحف الرشيف ،املدينة النبوية،
اململكة العربية السعودية ،عام النرش4141 :هـ4447/م
اجملموع رشح املهذب ((مع تّكةل الس بيك واملطيعي)) :أآبو زكراي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي )41
(املتوىف151 :هـ) ،النارش :دار الفكر
احملمك واحمليط الأعظم :أآبو احلسن عيل بن اإسامعيل بن س يده املريس [ت171 :هـ] ،احملقق :عبد )41
امحليد هنداوي ،النارش :دار الكتب العلمية – بريوت ،الطبعة :ا ألوىل 4114 ،هـ 1444 -م ،عدد
ا ألجزاء44 :
خمتار الصحاح :زين ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآيب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي (املتوىف: )41
111هـ) ،احملقق :يوسف الش يخ محمد ،النارش :املكتبة العرصية -ادلار المنوذجية ،بريوت – صيدا،
الطبعة :اخلامسة4114 ،هـ 4444 /م
اخملصص :أآبو احلسن عيل بن اإسامعيل بن س يده املريس (املتوىف171 :هـ) ،احملقق :خليل اإبرامه )47
جفال ،النارش :دار اإحياء الرتاث العريب – بريوت ،الطبعة :ا ألوىل4145 ،هـ 4441م ،عدد
ا ألجزاء7 :
مشلك احلديث وبيانه :محمد بن احلسن بن فورك ا ألنصاري ا ألصهباين ،أآبو بكر (املتوىف141 :هـ)، )41
احملقق :مو ى محمد عيل ،النارش :عامل الكتب – بريوت ،الطبعة :الثانية4417 ،م
املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري :أآمحد بن محمد بن عيل الفيويم مث امحلوي ،أآبو العباس (املتوىف: )45
حنو 554هـ) ،النارش :املكتبة العلمية – بريوت ،عدد ا ألجزاء1 :
معامل أآصول ادلين :أآبو عبد هللا محمد بن معر بن احلسن بن احلسني التميي الرازي امللقب بفخر ادلين )41
الرازي خطيب الري (املتوىف141 :هـ) ،احملقق :طه عبد الرؤوف سعد ،النارش :دار الكتاب العريب -
لبنان
157
معامل التزنيل يف تفسري القرآن :حميي الس نة ،أآبو محمد احلسني بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي )44
الشافعي (املتوىف 744 :هـ) ،احملقق :عبد الرزاق املهدي ،النارش :دار اإحياء الرتاث العريب –
بريوت ،الطبعة :ا ألوىل 4114 ،هـ ،عدد ا ألجزاء 7:
معتقد أآهل الس نة وامجلاعة كام نقهل الإمام حرب بن اإسامعيل الكرماين ،حتقيق :سلامين بن محمد )444
ادلبيخي بدون س نة الطبع
املعمتد يف أآصول ادلين :أآبو يعىل محمد بن احلسني بن محمد بن خلف بن أآمحد بن الفراء ،حتقيق وديع )444
زيدان حداد ،دار املرشق ،بريوت ،بدون س نة الطبع
معجم الصواب اللغوي دليل املثقف العريب :ادلكتور أآمحد خمتار معر مبساعدة فريق معل ،النارش :عامل )441
الكتب ،القاهرة ،الطبعة :ا ألوىل 4114 ،هـ 1441 -م ،عدد ا ألجزاء1 :
معجم اللغة العربية املعارصة :د أآمحد خمتار عبد امحليد معر (املتوىف4111 :هـ) مبساعدة فريق معل، )441
النارش :عامل الكتب ،الطبعة :ا ألوىل 4114 ،هـ 1441 -م ،عدد ا ألجزاء1 :
املعجم الوس يط :مجمع اللغة العربية ابلقاهرة (اإبراهمي مصطف /أآمحد الزايت /حامد عبد القادر /محمد )441
النجار) ،النارش :دار ادلعوة ،بدون س نة الطبع
معجم لغة الفقهاء :محمد رواس قلعجي -حامد صادق قنييب ،النارش :دار النفائس للطباعة والنرش )447
والتوزيع ،الطبعة :الثانية 4141 ،هـ 4411 -م
معيد النعم ومبيد النقم :اترج ادلين عبد الوهاب الس بيك ،حتقيق :محمد عيل النجار ،دار الكتاب )441
العريب ،القاهرة ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4115هـ
مفهوم البدعة و أآثره يف اضطراب الفتاوى املعارصة :عبد ا ألهل بن حسني العرجف ،دار الفتح ،الطبعة )445
الثانية ،س نة 4111هـ
مقالت الإسالميني واختالف املصلني :عيل بن اإسامعيل ا ألشعري أآبو احلسن ،النارش :دار اإحياء )441
الرتاث العريب – بريوت ،الطبعة الثالثة ،حتقيق :هلموت ريرت
مقدمة ابن خدلون :عبد امحلن بن خدلون ،حتقيق :هبد السالم الشدادي ،بيت الفنون والعلوم )444
والاداب ،الطبعة اخلامسة ،بدون س نة الطبع
رساةل ابن أآيب زيد القريواين :ابن أآيب زيد القريواين ،عبد هللا بن عبد الرمحن (املتوىف 111 :هـ)، )444
النارش :دار الفكر ،بدون س نة الطبع
امللل والنحل :أآبو الفتح محمد بن عبد الكرمي بن أآىب بكر أآمحد الشهرس تاين (املتوىف711 :هـ)، )444
النارش :مؤسسة احلليب ،عدد ا ألجزاء1 :
مهناج الس نة النبوية :تقي ادلين أآبو العباس أآمحد بن عبد احللمي بن عبد السالم بن عبد هللا بن أآيب )441
القامس بن محمد ابن تميية احلراين احلنبيل ادلمشقي (املتوىف511 :هـ) ،احملقق :محمد رشاد سامل ،النارش:
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسالمية ،الطبعة :ا ألوىل 4141 ،هـ 4411 -م ،عدد اجملدلات4 :
158
املهنج ا ألمحد يف درء املثالب اليت تمن ملذهب الإمام أآمحد :عبد هللا بن عودة بن عبد هللا صوفان )441
النابليس ،تقريظ :عبد الغين اللبدي ،حتقيق :بلعمري محمد فيصل اجلزائري ،دار الكتب العلمية،
بريوت ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 1441م
املواقف :عضد ادلين عبد الرمحن بن أآمحد الإجيي ،النارش :دار اجليل – بريوت الطبعة ا ألوىل، )441
،4445حتقيق :د .عبد الرمحن معرية ،عدد ا ألجزاء1 :
هناية املبتدئني يف أآصول ادلين :أآمحد بن محدان بن ش بيب بن محدان المنري احلنبيل ،حتقيق :انرص )447
بن سعود بن عبد هللا السالمة ،مكتبة الرشد ،الرايض ،الطبعة ا ألوىل ،س نة 4117ه
نيل املرام برشح كفاية الغالم :عبد اللطيف بن عبد الرمحن املال ،حتقيق :عبد الاهل بن محمد بن أآمحد )441
بن عبد اللطيف املال ،جامعة املكل فيصل ،الطبعة ا ألوىل ،س ىن 4111هـ
الوس يط يف تفسري القرآن اجمليد :أآبو احلسن عيل بن أآمحد بن محمد بن عيل الواحدي ،النيسابوري، )445
الشافعي (املتوىف111 :هـ) ،حتقيق وتعليق :الش يخ عادل أآمحد عبد املوجود ،الش يخ عيل محمد
معوض ،ادلكتور أآمحد محمد صرية ،ادلكتور أآمحد عبد الغين امجلل ،ادلكتور عبد الرمحن عويس ،قدمه
وقرظه :ا ألس تاذ ادلكتور عبد احلي الفرماوي ،النارش :دار الكتب العلمية ،بريوت – لبنان ،الطبعة:
ا ألوىل 4147 ،هـ 4441 -م ،عدد الأجزاء1 :
وفيات الأعيان و أآنباء أآبناء الزمان :أآبو العباس مشس ادلين أآمحد بن محمد بن اإبراهمي بن أآيب بكر ابن )441
خلاكن الربميك ا إلربيل (املتوىف114 :هـ) ،احملقق :اإحسان عباس ،النارش :دار صادر – بريوت ،عدد
ا ألجزاء 5 :
159
[ فهرس املوضوعات ]
الصفحة املوضوعات
[مقدمة احملقق ] 1 ...................................................................................
[ مهنج التحقيق ] 1 .................................................................................
[ تعريف موجز ابخملطوطات اليت اعمتدت علهيا ] 7 ..........................................
[ القسم ا ألول :الفصول المتهيدية يف بيان شأأن طائفيت احلنابةل وا ألشعرية واختالفهم يف
الكم رب الربية ] 1 ..................................................................................
[ فصل يف ذكر نشأأة خالف ا ألمة يف الكم هللا تعاىل ] 4 ...................................
[ فصل يف اش هتار ا ألشاعرة بكوهنم أآهل الس نة منذ بروز املعزتةل ] 11 ....................
[ فصل يف بيان أآن مذهب ا ألشاعرة هو عني مذهب السلف ] 11 ........................
[ فصل يف بيان من مه ا ألشاعرة؟ ] 14 ...........................................................
[ فصل يف بيان أآن العداوة بني ا ألشاعرة واحلنابةل ظاهرة قدمية ] 14 ........................
[ فصل يف بيان أآن عقيدة ا ألشعرية موافقة للعقيدة الطحاوية ] 14 ...........................
[ فصل يف اعرتاف العلامء بأأن احلنابةل وا ألشاعرة واملاتريدية من أآهل الس نة ] 11 ........
[فصل يف اعرتاف الإمام الزبيدي ا ألشعري بأأن احملدثني أآو احلنابةل من أآهل الس نة] 15
[ فصل يف ذكر الكم ا إلمام أآمحد عن القرآن من عدة رواايت ] 15 ........................
[ فصل يف بدعة الاختالف يف هل الكم هللا حبرف وصوت أآم ل؟ ] 14 ...............
[ فصل يف ذكر الكم احلنابةل عن القرآن ] 11 ...................................................
[ فصل يف بيان قول املش هبة يف القرآن كام حاكه الشهرس تاين ] 54 ........................
[ فصل يف ذكر الكم ا ألشاعرة عن القرآن ] 51 ................................................
[ فصل :هل ابن جحر أآثبت الصوت؟ ] 14 ....................................................
[ فصل يف بيان أآن القرآن غري حمدث ] 11 ......................................................
[ فصل يف أآن املداد خملوق عند البخاري ] 17 ..................................................
[ فصل يف ذكر حاصل املذاهب عن القرآن ] 11 ................................................
[ فصل يف ذكر طريق النجاة يف هذا الباب عند الشواكين ] 11 ..............................
[ فصل يف أآن الإمام اذلهيب حث املسلمني عىل عدم التبديع يف هذه املسأأةل ] 14 .......
160
[ القسم الثاين :ترمجة وجزية للش يخ عبد الغين النابليس ] 44 ............................
امسه ونس به 44 ....................................................................................... :
ولدته ورحلته العلمية 44 .......................................................................... :
نبوغه املبكر 41 ...................................................................................... :
ش يوخه 41 ............................................................................................. :
تالمذته 41 ............................................................................................ :
تصوفه 44 ............................................................................................. :
وظائفه 44 ............................................................................................ :
دروسه 444 .......................................................................................... :
مؤلفاته العلمية 444 .................................................................................. :
[ القسم الثالث :نص حتقيقي لكتاب التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل ] 414 ......
[ مقدمة املؤلف ] 414 ................................................................................
[ احلنابةل وا ألشعرية مه من أآهل الس نة وامجلاعة ] 411 .........................................
[ قول احلنابةل عن القرآن ] 411 ....................................................................
[ قول ا ألشعرية عن القرآن ] 414 ..................................................................
[ اإطالق ا ألشاعرة للقرآن اذلي بأأيدينا عىل أآنه الكم هللا ] 414 .............................
[ غرض ا ألشعرية من تزنهيهم لالكم هللا عن احلروف وا ألصوات ] 411 ...................
[ وجه سكوت ا ألشعرية عن الترصحي بكون القرآن ابحلروف وا ألصوات ] 417 ..........
[ خطأأ احلنابةل يف تفهم الكم ا ألشعرية ] 411 .....................................................
[ اتفاق احلنابةل وا ألشعرية عىل تزنيه الكم هللا عن احلوادث ] 411 .........................
[ الفرق بني املثل املتحرك واملثل الساكن ] 414 ................................................
[ مثل تقرييب لفهم حقيقة القرآن ] 414 ............................................................
[ وجه متثيل تقرييب للقرآن ابلنواة ] 417 ...........................................................
[ وجه حصة الكم ا ألشعرية عن القرآن ابعتبار هذا املثل ] 411 .............................
[ وجه حصة الكم احلنابةل عن القرآن ابعتبار هذا املثل ] 411 ...............................
[ خامتة الرساةل ] 414 .................................................................................
[ ثبت املراجع ] 474 ..................................................................................
[ فهرس املوضوعات ] 414 ..........................................................................
161
[ مناذج من صور اخملطوطات اليت مت الاعامتد علهيا ]
162
صورة الورقة الثانية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))
من نسخة جامعة املكل سعود ابململكة العربية السعودية
163
صورة الورقة ا ألخرية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))
من نسخة جامعة املكل سعود ابململكة العربية السعودية
164
صورة الورقة ا ألوىل خملطوط((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))
من نسخة جامعة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض
165
صورة الورقة ا ألخرية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))
من نسخة جامعة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض
166