You are on page 1of 167

‫التوفيق اجليل‬

‫بني‬
‫ا ألشعري واحلنبيل‬
‫تأأليف ‪:‬‬
‫الإمام العالمة احلرب الفهامة‬
‫الش يخ عبد الغين النابليس احلنفي (ت ‪ 4411 :‬هـ)‬
‫(ريض هللا تعاىل عنه ونفعنا بعلومه يف ادلارين آمني)‬

‫تقدمي وحتقيق وتعليق ‪:‬‬


‫خادم طلبة العمل الرشعي‬
‫آأيب سابق سوفراينتو القديس‬
‫(غفر هللا هل ولوادليه و ألجداده وملشاخيه)‬

‫الطبعة ا ألوىل ‪ :‬جامدى الثانية س نة ‪ 4111‬هـ‬

‫‪0‬‬
‫" أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق ‪ :‬ا ألثرية وإاماهمم الإمام أآمحد‬
‫ريض هللا عنه‪ ،‬وا ألشعرية وإاماهمم أآبو احلسن ا ألشعري رمحه هللا‬
‫تعاىل‪ ،‬واملاتريدية وإاماهمم أآبو منصور املاتريدي رمحه هللا تعاىل"‪.‬‬

‫(تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ‪)57 :‬‬

‫حقوق الطبع حمفوظة‬

‫‪1‬‬
‫[مقدمة احملقق ]‬
‫اإن امحلد هلل‪ ،‬حنمده ونس تعينه ونس تغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من رشور أآنفس نا‬
‫ومن سيئات أآعاملنا‪ ،‬من هيده هللا فال مضل هل‪ ،‬ومن يضلل فال هادي هل‪،‬‬
‫و أآشهد أآن ل اهل اإل هللا وحده ل رشيك هل‪ ،‬و أآشهد أآن محمدا عبده ورسوهل‪،‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فأأقدم اإىل القراء الكرام رساةل حققهتا ل إالمام اهلامم احلرب الفهام الش يخ‬
‫عبد الغين النابليس احلنفي رمحه هللا تعاىل‪ .‬وقد بني فهيا املؤلف أآمهية احملافظة‬
‫عىل ا ألخوة الإسالمية ابحلث عىل عدم التفرق‪ ،‬ورصح بأأن ا ألشاعرة واحلنابةل‬
‫مه من أآهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬فال وجه هلم للتخامص ماداموا اإخواان ألهنم أآهل‬
‫الس نة وامجلاعة‪ .‬وما حتصل بيهنم من اختالف يف مسأأةل الكم هللا تعاىل اإمنا هو‬
‫يف احلقيقة مثل اختالفهم يف املسائل الفروعية ا ألخرى‪ .‬وذكل ل خيرهجم من‬
‫س نيهتم‪ .‬حيث اإهنم لكهم اعتقدوا ومتسكوا بأأصل عظمي وهو أآن القرآن الكم هللا‬
‫تعاىل غري خملوق‪ .‬وكيف؟ ومنشأأ هذا اخلالف اإمنا هو وارد من اختالفهم يف‬
‫العبارات وطريقة تعبريها‪.‬‬
‫فأأمتىن من هللا عز وجل أآن أآكون قد وفقت يف حتقيق هذه الرساةل‪،‬‬
‫ومن أآدرك فيه خطأأ حصل مين فأأرجو أآن ينهبين عليه‪ ،‬وهل من هللا تعاىل املثوبة‪.‬‬
‫ويف ا ألخري أآسأأل هللا س بحانه وتعاىل أآن جيعل هذا اجلهد املتواضع ذخرا‬
‫يل يوم القيامة‪ ،‬وينفع هبذه الرساةل لك من قر أآها فتكون سببا لحتاد ا ألمة‪ ،‬اإنه‬
‫عىل ما يشاء قدير‪ ،‬وابلإجابة جدير‪ .‬وصىل هللا عىل نبينا محمد وعىل آهل وحصبه‬
‫وسمل‪.‬‬
‫وكتهبا يف سواكبويم ‪ 14 :‬جامدى الثانية ‪ 4111‬هـ‬
‫أآبو سابق سوفراينتو القديس‬

‫‪2‬‬
‫[ مهنج التحقيق ]‬
‫اإن مهنجي يف حتقيق هذه الرساةل القمية غالبا ل خيتلف عن مناجهي‬
‫السابقة اليت اس تعملهتا لتحقيق رسائل أآخرى‪ ،‬وهو يتلخص فامي ييل ‪:‬‬

‫‪ ‬نسخ كتاب (( التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل )) من النسخ اليت‬


‫ل تزال عىل صورة اخملطوط‪.‬‬
‫‪ ‬مقابةل املنسوخ عىل أآصل اخملطوطات مرارا للوصول اإىل املوافقة اخلطية‬
‫بيهنام‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط وتصحيح بعض اللكامت الغامضة أآو العبارات الساقطة مبا يقتضيه‬
‫س ياقها‪.‬‬
‫‪ ‬وضع عالمات الرتقمي املناس بة املس تعمةل يف وقتنا احلارض‪.‬‬
‫‪ ‬وضع العناوين املناس بة للك فقرة للتسهيل بني املعقوفتني [ ]‪.‬‬
‫عزو الايت القرآنية اإىل سورها ابلإشارة اإىل رمق الية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عزو ا ألحاديث النبوية والاثر اإىل مصادرها ابلإشارة اإىل مظاهنا يف كتب‬ ‫‪‬‬
‫الس نة املعتربة‪.‬‬
‫خترجي مضمون النصوص و أآقوال العلامء اليت أآوردها املؤلف وعزوها اإىل‬ ‫‪‬‬
‫مصادرها‪.‬‬
‫رشح بعض العبارات الغامضة والتعليق علهيا ووزايدة الفوائد املهمة‬ ‫‪‬‬
‫املتعلقة مبنت الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف بعض الفرق املوجود ذكرها يف هذه الرساةل بشلك موجز‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬توثيق املصارد اليت مت الرجوع اإلهيا يف عزو أآقوال العلامء بذكر ما لها يف‬
‫الهوامش من امس الكتاب ورمق اجلزء والصفحة‪ ،‬وعدم ذكر ما يتعلق‬
‫مبؤلف هذه املصادر وبياانت النارش وس نة الطبع بغية الإجياز وتسهيل‬
‫القراءة‪.‬‬
‫‪ ‬تقس مي هذه الرساةل اإىل ثالثة أآقسام أآولها قسم متهيدي قبل ادلخول يف‬
‫صلب الرساةل فيه بيان شأأن احلنابةل وا ألشاعرة ويشء من خالفهم حول‬
‫الكم هللا تعاىل‪ ،‬واثنهيا ‪ :‬قسم فيه ترمجة وجزية ملؤلف هذا الكتاب‪،‬‬
‫واثلهثا ‪ :‬فيه نص حتقيقي للكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر فهرس املراجع اليت مت الرجوع اإلهيا ووضعها يف آخر الكتاب اذلي‬
‫يليه فهرس املوضوعات واحملتوايت هل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫[ تعريف موجز ابخملطوطات اليت اعمتدت علهيا ]‬

‫مصدر النسخة اخلطية ‪:‬‬

‫اإين قد اعمتدت يف حتقيق هذا الكتاب عىل نسختني مصورتني وهام ‪:‬‬

‫‪ ‬النسخة ا ألوىل ‪ :‬ويه اليت اعمتدت علهيا كثريا ورمزت اإلهيها حبرف ( أآ)‪،‬‬
‫ويه نسخة خطية مبكتبة جامعة املكل سعود يف اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬مصنفة يف قسم التوحيد‪ ،‬برمق ‪ ،7411‬وكتبت يف القرن‬
‫الثالث عرش‪ ،‬وعدد أآوراقها أآربعة‪ ،‬وعدد أآسطرها س بعة وعرشون‬
‫سطرا‪ ،‬بيامن يرتاوح عدد اللكامت يف لك سطر من أآربع عرشة لكمة اإىل‬
‫مخس عرشة لكمة‪.‬‬
‫‪ ‬النسخة الثانية ‪ :‬ورمزت اإلهيا حبرف (ب)‪ ،‬ويه نسخة خطية من‬
‫مكتبة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض يف مضن مجموع‪ .‬واكنت مصنفة‬
‫يف التوحيد‪ ،‬وعدد أآوراقها مخسة‪ ،‬وعدد مقاسها ‪ 4417×45 :‬مس‪،‬‬
‫وعدد أآسطرها‪ 14 :‬سطرا‪ ،‬بيامن عدد لكامهتا يف لك سطر يرتاوح من‬
‫س بع لكامت اإىل عرش لكامت‪.‬‬

‫وقد ذكر بعض العلامء أآن هناك خمطوطات أآخرى لهذه الرساةل توجد يف‬
‫مكتبة ظاهرية دمشق‪ ،‬ومكتبة اخلديويه مبرص‪ ،‬ومكتبة مركز املكل فيصل‬

‫‪5‬‬
‫للبحوث وادلراسات ا إلسالمية ابلرايض‪ 4،‬اإل أآنين مل يتيرس يل الوقوف علهيا‬
‫لظروف خاصة يب‪.‬‬

‫نوع اخلط ووصفه ‪:‬‬

‫اإين قد لحظت النسختني اليت مت الاعامتد علهيا فوجدت أآن خط لكهيام‬


‫معتاد جيد واحض‪ ،‬غري أآن نسخة جامعة املكل عبد العزيز أآوحض ألنه أآكرب جحام‪.‬‬

‫توثيق نس بة هذه الرساةل اإىل الش يخ عبد الغين النابليس ‪:‬‬

‫قد ذكر العلامء اخلرباء بعمل أآسامء املصنفات ومصنفهيا أآهنم نس بوا هذه‬
‫الرساةل القمية اإىل الإمام عبد الغين النابليس‪ ،‬فقد نس هبا الش يخ اإسامعيل ابشا‬
‫الباابين ‪ -‬وهو املتخصص يف عمل أآسامء الكتب ‪ -‬اإىل الإمام عبد الغين النابليس‬
‫فقال يف اإيضاحه ‪" :‬التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل للش يخ عبد الغين‬
‫‪1‬‬
‫النابليس ادلمشقي أآوهل امحلد هلل ويل التوفيق اخل"‪.‬‬

‫كام أآنه ذكره أآيضا يف كتابه الخر (( هدية العارفني أآسامء املؤلفني وآاثر‬
‫املصنفني )) (‪ )744 / 4‬ونس هبا اإليه‪.‬‬

‫‪ 4‬انظر ‪ :‬خزانة الرتاث ‪ -‬فهرس خمطوطات (‪ )14/14‬برتقمي آيل من مكتبة الشامةل غري‬
‫موافق للمطبوع‬
‫‪ 1‬اإيضاح املكنون يف اذليل عىل كشف الظنون (‪)114 / 1‬‬
‫‪6‬‬
‫وقد أآشار الش يخ عبد الغين النابليس يف كتابه (( اجملاز واحلقيقة )) اإىل‬
‫أآن هل رسائل كثرية ل حيرضه رسدها عندما ذكر أآسامء كتبه‪ ،‬فقال ‪" :‬مفن‬
‫املصنفات اليت لنا يف فن احلقيقة ا إللهية اليت يه الرشيعة النبوية احملمدية ‪ ...‬وغري‬
‫‪1‬‬
‫ذكل من الكتب والرسائل اليت مل حترضان الن"‪.‬‬

‫مث قال حمقق كتاب احلقيقة واجملاز ‪" :‬هناك عناوين أآخرى لرسائل أآو‬
‫كتب يف ظاهرية دمشق أآو يف املرسد النقدي أآوردها فامي ييل ‪ ... :‬التوفيق‬
‫‪1‬‬
‫اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل"‪.‬‬

‫وذكر يف كتاب ((خزانة الرتاث ‪ -‬فهرس خمطوطات)) أآن كتاب ((‬


‫التوفيق اجليل )) نسب أآيضا اإىل الإمام عبد الغين النابليس‪ ،‬وتوجد خمطوطاته‬
‫يف مكتبة اخلديويه مبرص‪ ،‬ويف مكتبة مركز املكل فيصل للبحوث وادلراسات‬
‫‪7‬‬
‫ا إلسالمية ابلرايض‪.‬‬

‫‪ 1‬احلقيقة واجملاز يف رحةل بالد الشام ومرص واحلجاز (‪)155-111‬‬


‫‪ 1‬احلقيقة واجملاز يف رحةل بالد الشام ومرص واحلجاز (‪)155‬‬
‫‪ 7‬انظر ‪ :‬خزانة الرتاث ‪ -‬فهرس خمطوطات (‪ )14/14‬برتقمي آيل من املكتبة الشامةل غري‬
‫موافق للمطبوع‬
‫‪7‬‬
‫القسم ا ألول ‪:‬‬

‫الفصول المتهيدية‬
‫يف بيان شأأن طائفيت احلنابةل وا ألشعرية‬
‫واختالفهم يف الكم رب الربية‬
‫وضعها ‪:‬‬

‫خادم طلبة العمل الرشعي‬

‫أآبو سابق سوفراينتو القديس‬

‫‪8‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫[ فصل يف ذكر نشأأة خالف ا ألمة يف الكم هللا تعاىل ]‬

‫امحلد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل س يدان محمد أآرشف ا ألنبياء‬
‫واملرسلني وعىل آهل وحصبه أآمجعني‪ .‬أآما بعد ‪:‬‬

‫فاإن الاختالف بني الناس آأمر مقدر يف سنن هللا الكونية وابتالء من‬
‫هللا لسائر الإنسانية‪ ،‬كام قال هللا تعاىل ‪ (( :‬ولو شاء ربك جلعل الناس أآمة‬
‫واحدة ول يزالون خمتلفني‪ ،‬اإل من رمح ربك وذلكل خلقهم ومتت لكمة ربك‬
‫‪1‬‬
‫ألم ألن هجمن من اجلنة والناس أآمجعني ))‪.‬‬
‫ومع ذكل فاإن هللا عز وجل حثنا حنن املسلمني عىل عدم التفرق‪ ،‬فقال‬
‫جل جالهل ‪ (( :‬واعتصموا حببل هللا مجيعا ول تفرقوا واذكروا نعمت هللا عليمك‬
‫اإذ كنمت أآعداء فأألف بني قلوبمك فأأصبحمت بنعمته اإخواان وكنمت عىل شفا حفرة من‬
‫النار فأأنقذمك مهنا كذكل يبني هللا لمك آايته لعلمك هتتدون ولتكن منمك أآمة يدعون‬
‫اإىل اخلري ويأأمرون ابملعروف ويهنون عن املنكر و أآولئك مه املفلحون ول تكونوا‬
‫‪5‬‬
‫اكذلين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءمه البينات و أآولئك هلم عذاب عظمي ))‪.‬‬
‫فهذه مقدمة وجزية وضعهتا عىل شلك فصول خمترصة مجعت فهيا أآقوال‬
‫العلامء الرابنيني يف بيان شأأن ا ألشاعرة واحلنابةل وما بيهنام من خالف يف الكم‬
‫هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة هود ‪ :‬اليتان ( ‪)444-441‬‬


‫‪ 55‬سورة آل معران (‪)447-441‬‬
‫‪9‬‬
‫ذكرهتا هنا لنعرف هبا أآهنام يف احلقيقة من أآهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬وما‬
‫حتصل بيهنام من خالف يف بعض املسائل كنحو مسأأةل الكم هللا تعاىل اإمنا هو يف‬
‫فروع العقيدة فقط دون أآصولها وذكل ل خيرهجام من س نيهتام‪.‬‬

‫وقد عمل أآن أآهل الس نة وامجلاعة اتفقوا عىل أآن من صفات هللا عز وجل‬
‫صفة الالكم‪ ،‬و أآن الكمه صفة أآزلية قامئة به س بحانه‪ ،‬ل يش به الكم آأحد من‬
‫خلقه‪ ،‬فالكم اخللق خملوق حادث مركب من حروف أآو رموز أآو اإشارات اتفق‬
‫اخللق علهيا‪ ،‬وحيتاج اإىل التدبري والرتتيب والإعداد قبل ظهوره‪ ،‬وقد طر أآ عليه‬
‫آفة أآو خلل أآو عي عند التلفظ به‪ ،‬ول بد لظهوره من أآعضاء و أآدوات وحنجرة‬
‫وحبال صوتية‪.‬‬

‫أآما الكم هللا عز وجل مفزنه عن ذكل لكه‪ ،‬فالكمه س بحانه قدمي غري‬
‫خملوق‪ ،‬وهو صفة اثبتة هل يف الكتاب والس نة‪ ،‬فنؤمن بذكل مث نعتقد أآن آأي‬
‫ختيالت تطر أآ عىل اذلهن مما يومه التشبيه بني الكم هللا والكم خلقه ختيالت‬
‫‪1‬‬
‫مردودة مرفوضة لقوهل تعاىل ‪ (( :‬ليس مكثهل يشء وهو السميع البصري ))‪.‬‬

‫ومن املقرر أآن الصحابة ريض هللا عهنم اكنوا ل خيوضون يف يشء من‬
‫ذكل‪ ،‬اإذ املطلوب فهم الكم هللا وتدبر معانيه مث العمل به‪ ،‬أآمام حماولت تصور‬
‫كيفية صدور الالكم من هللا عز وجل فهيي حماولت برشية ابئسة ايئسة‪ ،‬اإذ هو‬
‫‪4‬‬
‫من العمل الغييب اذلي ل ميكن تصوره والإحاطة به‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الشورى الية ‪44 :‬‬


‫‪ 4‬انظر ‪ :‬مفهوم البدعة و أآثره يف اضطراب الفتاوى املعارصة (‪)411-411‬‬
‫‪10‬‬
‫قال احلافظ ابن الصالح ‪" :‬وآأما الالكم يف آأن الكمه حرف وصوت أآو‬
‫ليس كذكل فهو بدعة ألن السلف مل خيوضوا يف هذا ومل يزيدوا عىل قوهلم القرآن‬
‫الكم هللا غري خملوق‪ ،‬فالسكوت عام يسكت عنه السلف تقصري‪ ،‬واخلوض فامي‬
‫‪44‬‬
‫مل خيوضوا فيه فضول"‪.‬‬

‫قال الإمام النووي ‪" :‬واس تفيت الغزايل يف الكم هللا تبارك وتعاىل فاكن‬
‫من جوابه ‪ :‬وآأما اخلوض يف آأن الكمه تعاىل حرف وصوت آأو ليس كذكل فهو‬
‫‪44‬‬
‫بدعة"‪.‬‬

‫قال الإمام البهيقي ‪" :‬ل يعرف للصحابة ريض هللا تعاىل عهنم اخلوض يف‬
‫القرآن‪ ،‬قلت‪ :‬اإمنا أآراد به أآنه مل يقع يف الصدر ا ألول ول الثاين من يزمع ‪ :‬أآن‬
‫القرآن خملوق‪ ،‬حىت حيتاج اإىل اإناكره‪ ،‬فال يثبت عهنم يشء هبذا اللفظ اذلي‬
‫روينا عن أآنس ريض هللا عنه‪ ،‬لكن قد ثبت عهنم اإضافة القرآن اإىل هللا تعاىل‪،‬‬
‫ومتجيده بأأنه الكم هللا تعاىل‪ ،‬كام روينا عن أآيب بكر وعائشة وخباب بن ا ألرت‬
‫‪41‬‬
‫وابن مسعود والنجايش وغريمه"‪.‬‬

‫وقال الإمام اذلهيب حاكيا حلدوث الاختالف حول القرآن ‪" :‬قال أآمحد‬
‫بن اكمل القايض‪ :‬آأخربين أآبو عبد هللا الوراق‪ :‬أآنه اكن يورق عىل داود بن عيل‬
‫و أآنه مسعه يسأأل عن القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬أآما اذلي يف اللوح احملفوظ‪ :‬فغري خملوق و أآما‬
‫اذلي هو بني الناس‪ :‬مفخلوق‪ .‬قلت‪ :‬هذه التفرقة والتفصيل ما قالها آأحد قبهل فامي‬

‫‪ 44‬فتاوى ابن الصالح (‪)445 / 4‬‬


‫‪ 44‬اجملموع رشح املهذب (‪)71 / 4‬‬
‫‪ 41‬ا ألسامء والصفات (‪)741 /4‬‬
‫‪11‬‬
‫علمت‪ ،‬وما زال املسلمون عىل أآن القرآن العظمي الكم هللا‪ ،‬ووحيه وتزنيهل حىت‬
‫أآظهر املأأمون القول‪ :‬بأأنه خملوق وظهرت مقاةل املعزتةل فثبت الإمام أآمحد ابن‬
‫حنبل و أآمئة الس نة عىل القول‪ :‬بأأنه غري خملوق اإىل أآن ظهرت مقاةل حسني بن‬
‫عيل الكرابييس‪ ،‬ويه‪ :‬أآن القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬و أآن أآلفاظنا به خملوقة‬
‫فأأنكر الإمام أآمحد ذكل‪ ،‬وعده بدعة وقال‪ :‬من قال‪ :‬لفظي القرآن خملوق يريد به‬
‫القرآن فهو هجمي وقال أآيضا‪ :‬من قال‪ :‬لفظي ابلقرآن غري خملوق فهو مبتدع فزجر‬
‫عن اخلوض يف ذكل من الطرفني‪ .‬وآأما داود فقال القرآن حمدث‪ .‬فقام عىل داود‬
‫خلق من آأمئة احلديث‪ ،‬و أآنكروا قوهل وبدعوه وجاء من بعده طائفة من آأهل‬
‫النظر فقالوا‪ :‬الكم هللا معىن قامئ ابلنفس‪ ،‬وهذه الكتب املزنةل داةل عليه‪ ،‬ودققوا‬
‫‪41‬‬
‫ومعقوا فنسأأل هللا الهدى"‪.‬‬

‫مث ظهر اجلعد بن درمه وهو أآول من قال خبلق القرآن‪ ،‬وتبعه عليه هجم‬
‫بن صفوان‪ ،‬مث برش املرييس‪ ،‬مث سائر املعزتةل‪ .‬قال الإمام ابن ا ألثري يف بيان‬
‫ذكل ‪" :‬وفهيا تويف القايض أآبو عبد هللا أآمحد بن أآيب دؤاد يف احملرم بعد ابنه أآيب‬
‫الوليد بعرشين يوما‪ ،‬واكن داعية اإىل القول خبلق القرآن وغريه من مذاهب‬
‫املعزتةل‪ ،‬و أآخذ ذكل عن برش املرييس‪ ،‬و أآخذه برش من اجلهم بن صفوان‪ ،‬و أآخذه‬
‫هجم من اجلعد بن أآدمه‪ ،‬و أآخذه اجلعد من أآابن بن مسعان‪ ،‬و أآخذه أآابن من‬
‫طالوت ابن أآخت لبيد ا ألعصم وختنه‪ ،‬و أآخذه طالوت من لبيد بن ا ألعصم‬
‫الهيودي اذلي حسر النيب‪ ،‬صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬واكن لبيد يقول خبلق‬
‫‪41‬‬
‫التوراة"‪.‬‬

‫‪ 41‬سري أآعالم النبالء ( ‪)151-154 / 44‬‬


‫‪ 41‬الاكمل يف التارخي (‪)414 / 1‬‬
‫‪12‬‬
‫وحينئذ بد أآ أآهل الس نة يف تفنيد هذا القول الباطل‪ ،‬بني ذكل الإمام‬
‫البهيقي فقال ‪" :‬وفامي أآجازين أآبو عبد هللا احلافظ روايته عنه‪ ،‬قال‪ :‬أآان الش يخ‬
‫أآبو بكر بن اإحساق‪ ،‬أآخربان عبد هللا بن أآمحد بن حنبل‪ ،‬ثنا محمد بن احلسني‪ ،‬ثنا‬
‫عباس العنربي‪ ،‬ثنا رومي بن يزيد املقرئ‪ ،‬ثنا عبد هللا بن عياش اخلزاز‪ ،‬عن‬
‫يونس بن بكري‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أآبيه‪ ،‬قال‪ :‬س ئل عيل بن احلسني ريض‬
‫‪47‬‬
‫هللا عهنام عن القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬ليس خبالق ول خملوق‪ ،‬وهو الكم اخلالق"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪ " :‬أآخربان محمد بن عبد احلافظ قال مسعت أآاب جعفر محمد بن‬
‫صاحل بن هائن يقول‪ :‬مسعت محمد بن عيل املش يخاين يقول‪ :‬مسعت محمد بن‬
‫اإسامعيل البخاري يقول‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬عليه أآدركنا علامء احلجاز‬
‫أآهل مكة واملدينة‪ ،‬و أآهل الكوفة والبرصة‪ ،‬و أآهل الشام ومرص‪ ،‬و علامء أآهل‬
‫‪41‬‬
‫خراسان"‪.‬‬

‫مث قال ‪" :‬وحدثين أآبو جعفر محمد بن عبد هللا قال حدثين محمد بن‬
‫قدامة ادللل ا ألنصاري‪ :‬قال مسعت وكيعا يقول‪ :‬ل تس تخفوا بقوهلم ‪:‬القرآن‬
‫خملوق‪ ،‬فاإنه من رش قوهلم‪ ،‬وإامنا يذهبون اإىل التعطيل‪ .‬قلت (القائل هو‬
‫البهيقي)‪ :‬وقد روينا حنو هذا عن جامعة آخرين من فقهاء ا ألمصار وعلامهئم ريض‬
‫هللا تعاىل عهنم‪،‬ومل يصح عندان خالف هذا القول عن آأحد من الناس يف زمن‬

‫‪ 47‬ا ألسامء والصفات (‪)144 / 4‬‬


‫‪ 41‬ا ألسامء والصفات (‪)147 / 4‬‬
‫‪13‬‬
‫الصحابة والتابعني ريض هللا تعاىل عهنم أآمجعني‪ .‬وآأول من خالف امجلاعة يف ذكل‬
‫‪45‬‬
‫اجلعد بن درمه‪ ،‬فأأنكر عليه خادل بن عبد هللا القرسي وقتهل"‪.‬‬

‫قال العالمة الكوثري ‪" :‬قال ابن أآيب حامت يف كتاب "الرد عىل اجلهمية“‬
‫‪ ...‬قال أآيضا ‪ :‬أآول من أآىت خبلق القرآن اجلعد بن درمه يف س نة نيف وعرشين‬
‫ومائة‪ ،‬مث هجم بن صفوان مث من بعدهام برش بن غياث املرييس ‪ ...‬وقال‬
‫الاللاكيئ يف “ رشح الس نة “ ‪ :‬ول خالف بني ا ألمة آأن آأول من قال ‪:‬القرآن‬
‫خملوق‪ ،‬اجلعد بن درمه يف س نة نيف وعرشين ومائة‪ ،‬انهتي ‪ .‬و أآلقي القبض عىل‬
‫جعد يف س نة ‪ 411‬هـ‪ ،‬واكن قتهل أآيضا يف تكل الس نة عىل ما يذكره ابن‬
‫جرير‪ ...‬ومل حيل قتل جعد دون ذيوع ر أآيه يف القرآن‪ ،‬فافتنت به أآانس وشايعه‬
‫مشايعون‪ ،‬وانفره منافرون‪ ،‬حفصلت احليدة عن العدل اإىل اإفراط وإاىل تفريط‬
‫من غري معرفة كثري مهنم ملغزى هذا املبتدع‪ ،‬أآانس جاروه يف نفي الالكم‬
‫النفيس‪ ،‬و أآانس قالوا يف معاكس ته‪ :‬بقدم الالكم اللفظي‪ .‬وملا ر أآى أآبو حنيفة ذكل‬
‫تدارك ا ألمر و أآابن احلق‪ ،‬فقال ‪(( :‬ما قام ابهلل غري خملوق‪ ،‬وما قام ابخللق‬
‫خملوق))‪ .‬يريد آأن الكم هللا ابعتبار قيامه ابهلل صفة هل كبايق صفاته يف القدم‪.‬‬
‫وآأما ما يف آألس نة التالني وآأذهان احلفاظ واملصاحف من ا ألصوات والصور‬
‫اذلهنية والنقوش مفخلوقة كخلق حاملها‪ ،‬فاس تقرت آراء أآهل العمل والفهم عىل‬
‫‪41‬‬
‫ذكل بعده"‪.‬‬

‫وقد مىض الصدر ا ألول عىل ذكل من الإثبات والتزنيه وعدم اخلوض فامي‬
‫ل فائدة منه‪ ،‬مث نشأأت بعد ذكل فرق اإسالمية كثرية خفاضت يف تكل السائل‬
‫‪ 45‬ا ألسامء والصفات (‪)141 / 4‬‬
‫‪ 41‬تأأنيب اخلطيب (‪)445-441‬‬
‫‪14‬‬
‫الغيبية‪ ،‬ومهنا صفة الالكم‪ ،‬وفتحوا الباب عىل مرصاعيه حملاوةل تصور كيفية الكم‬
‫هللا عز وجل‪.‬‬

‫فنشأأت املعزتةل اليت قالت ‪ :‬إان الكم هللا تعاىل خملوق‪ ،‬و أآنه ليس بقامئ‬
‫بذاته تعاىل‪ ،‬وقالوا‪ :‬اإن الكم هللا تعاىل مؤلف من أآصوات وحروف مرتتبة‪ ،‬وهو‬
‫قامئ بغريه تعاىل‪ ،‬و أآن معىن كونه متلكام كونه موجدا لتكل احلروف وا ألصوات يف‬
‫جسم اكللوح احملفوظ أآو جربيل أآو النيب أآو غريها كشجرة مو ى عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬فأأثبتوا هلل تعاىل الالكم اللفظي فقط‪ ،‬ونفوا عنه الالكم النفيس‪ ،‬كام‬
‫‪44‬‬
‫نفوا قيام الالكم بذاته تعاىل‪.‬‬

‫ومذههبم هذا مردود بأأمور‪ ،‬مهنا ‪ :‬أآنه خمالف للغة ف إان هللا تعاىل وصف‬
‫نفسه يف كتابه ابلالكم‪ ،‬ووصفه أآنبيائه بكونه متلكام واملتلكم يف اللغة من قام به‬
‫الالكم ل من أآوجد الالكم يف غريه‪ ،‬كام أآن العامل والضارب من قام به العمل‬
‫والرضب ل من أآوجد العمل والرضب يف غريه‪.‬‬

‫ومهنا ‪ :‬أآن هللا تعاىل آمر انه خمرب وا ألمر والهنيي والإخبار من أآنواع‬
‫الالكم‪ ،‬والمر النايه اخملرب من قام به ا ألمر والهنيي واخلرب‪ ،‬فقام الالكم بذاته‬
‫تعاىل وما قام به تعاىل قدمي فالكم هللا تعاىل قدمي ‪.‬‬

‫ومهنا ‪ :‬أآن هذا املذهب مس تلزم للتسلسل‪ ،‬وقد أآوحضه الإمام البهيقي‬
‫يف كتاب "ا ألسامء والصفات" فقال‪" :‬قوهل جل وعال ‪ (( :‬اإمنا أآمران ليشء اإذا‬
‫أآردانه أآن نقول هل كن فيكون )) فوكد القول ابلتكرار‪ ،‬ووكد املعىن ابإمنا‪ ،‬و أآخرب‬

‫‪ 44‬انظر ‪ :‬مقالت الإسالميني (‪)441‬‬


‫‪15‬‬
‫أآنه اإذا أآراد خلق يشء قال هل‪ :‬كن‪ ،‬ولو اكن قوهل‪( :‬كن) خملوقا لتعلق بقول آخر‪،‬‬
‫وكذكل حمك ذكل القول حىت يتعلق مبا ل يتناىه‪ ،‬وذكل يوجب اس تحاةل القول‪،‬‬
‫وذكل حمال‪ .‬فوجب آأن يكون القول آمرا آأزليا متعلقا ابملكون فامي ل يزال‪ ،‬فال‬
‫يكون ل يزال اإل وهو اكئن عىل مقتىض تعلق ا ألمر به‪ ،‬وهذا كام أآن ا ألمر من‬
‫هجة صاحب الرشع متعلق الن بصالة غد‪ ،‬وغد غري موجود‪ ،‬ومتعلق مبن مل‬
‫خيلق من امللكفني اإىل يوم القيامة‪ ،‬وبعدُ مل يوجد بعضهم‪ ،‬اإل أآن تعلقه هبا وهبم‬
‫‪14‬‬
‫عىل الرشط اذلي يصح فامي بعد‪ ،‬كذكل قوهل تعاىل يف التكوين‪ ،‬وهللا أآعمل"‪.‬‬

‫وقد انل أآهل الس نة وامجلاعة رضرا من ذكل الاختالف‪ ،‬ومن أآعظم‬
‫ذكل الرضر احملنة العظم اليت ابتيل فهيا مجهور أآهل الس نة وامجلاعة من العلامء‬
‫والقضاء والصاحلني‪ ،‬حيث زين املعزتةل لالمراء العباس يني القول مبعتقدمه يف‬
‫صفة الالكم‪ ،‬وملخصه أآن الالكم ليس صفة من صفات هللا‪ ،‬بل هو الكم خيلقه‬
‫هللا يف غريه من اخمللوقات فيقوم الالكم بذاكل اخمللوق‪ ،‬وقد امتدت احملنة أآايم‬
‫املأأمون واملعتصم والواثق واملتولك ‪ -‬عف هللا عهنم ‪ -‬وقد رضب الإمام أآمحد بن‬
‫حنبل رمحه هللا املثل ا ألعىل يف الصرب والثبات يف تكل احملنة الكربى‪.‬‬

‫وظهرت أآيضا الكرامية أآحصاب أآيب عبد هللا محمد بن كرام‪ 14،‬اذلين‬
‫ذهبوا اإىل أآن الكمه تعاىل صفة هل مؤلفة من احلروف وا ألصوات احلادثة وقامئة‬
‫بذاته تعاىل‪ ،‬جفوزوا قيام احلوادث بذاته تعاىل‪.‬‬

‫‪ 14‬ا ألسامء والصفات (‪ ،)771 / 4‬اعتقادات فرق املسلمني واملرشكني (‪)15‬‬


‫‪ 14‬امللل والنحل للشهرس تاين (‪)441 / 4‬‬
‫‪16‬‬
‫وهذه املقاةل ل ختتلف عن املعزتةل أآصال‪ ،‬بني ذكل الإمام عبد القاهر‬
‫البغدادي فقال ‪" :‬وشاركت الكرامية املعزتةل ىف دعواها حدوث قول هللا عز‬
‫وجل مع فرقها بني القول والالكم ىف دعواها أآن قول هللا س بحانه من جنس‬
‫أآصوات العباد وحروفهم و أآن الكمه قدرته عىل إاحداث القول وزادت عىل‬
‫املعزتةل قولها حبدوث قول هللا عز وجل ىف ذاته بناء عىل أآصلهم ىف جواز كون‬
‫‪11‬‬
‫الاهل حمال للحوادث"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وهذا املذهب مردود بدليل امتناع قيام احلوادث بذات هللا تعاىل‬
‫‪11‬‬
‫اإجامعا‪.‬‬

‫مث ظهرت مسأأةل اللفظ ويه قول القائل ‪ (( :‬لفظي ابلقرآن خملوق ))‬
‫ويقال ألحصاهبا واجملزيين لها "اللفظية"‪ .‬وقد اختلف فهيا أآهل الس نة وامجلاعة عىل‬
‫ر أآيني ‪:‬‬

‫الر أآي ا ألول ‪ :‬ر أآي الإمام أآمحد بن حنبل رمحه هللا وملخصه أآنه ل جيوز‬
‫قول هذه العبارة ومن قالها فهو هجمي مبتدع‪ ،‬وثبت عنه أآنه قال ‪ (( :‬اللفظية‬
‫هجمية ))‪ ،‬بل ل جيوز عنده قول ما يضادها أآي أآن الإمام أآمحد كام مينع قول‬

‫‪ 11‬الفرق بني الفرق (‪)141‬‬


‫‪ 11‬ملع ا ألدةل يف قواعد عقائد أآهل الس نة وامجلاعة (‪ ،)441‬معامل أآصول ادلين (‪،)14‬‬
‫غاية املرام يف عمل الالكم (‪ ،)444‬املواقف (‪ ،)141‬لوامع ا ألنوار الهبية (‪)171 / 4‬‬
‫‪11‬قال الإمام اجلويين ‪" :‬الرب س بحانه وتعاىل يتقدس عن قبول احلوادث وانفق عىل‬
‫ذكل أآهل امللل والنحل وخالف اإجامع ا ألمة طائفة نبغوا من جسس تان لقبوا ابلكرامية"‪.‬‬
‫انظر ‪( :‬ملع ا ألدةل يف قواعد عقائد أآهل الس نة وامجلاعة ‪)444 :‬‬
‫‪17‬‬
‫لفظي ابلقرآن خملوق فاإنه مبنع أآيضا قول لفظي ابلقرآن غري خملوق بل مينع التوقف‬
‫أآيضا وهو قول القائل لفظي ابلقرآن ل أآقول خملوق ول غري خملوق‪.‬‬

‫والر أآي الثاين ‪ :‬ر أآي الإمام احلسني عيل الكرابييس آأحد آأحصاب الإمام‬
‫الشافعي الناقلني ملذهبه القدمي يف العراق‪ ،‬وملخصه جواز قول هذه العبارة فقال‬
‫‪(( :‬لفظي ابلقرآن خملوق))‪ .‬فبلغ قول أآمحد فأأنكره وقال ‪ :‬هذه بدعة‪ ،‬فأأوحض‬
‫احلسني املسأأةل وقال ‪ :‬تلفظك ابلقرآن غري امللفوظ‪ ،‬مث قال ‪ :‬أآي يشء نعمل معه‬
‫يعين الإمام أآمحد‪ -‬اإن قلنا خملوق قال بدعة وإان قلنا غري خملوق قال بدعة مث قال‬
‫بذاكل داود بن عيل ا ألصهباين اإمام الظاهرية وهو يومئذ بنيسابور فأأنكر عليه‬
‫اإحساق بن راهويه وبلغ ذكل أآمحد فلام قدم بغداد مل يأأذن هل أآمحد يف ادلخول‬
‫عليه‪ .‬وقال الإمام البخاري مبثل قول الكرابييس فقال ‪ :‬أآلفاظنا ابلقرآن‪ ،‬من مجةل‬
‫أآفعالنا و أآفعالنا خملوقة‪ ،‬و أآلف كتابه خلق آأفعال العباد‪ ،‬يف تقرير هذه املسأأةل‬
‫واس تظهر اب ألايت وا ألحاديث والاثر الواردة عن السلف يف ذكل وغرضه يف‬
‫كتابه الرد عىل من مل يفرق بني التالوة واملتلو والتلفظ وامللفوظ فالتالوة والتلفظ‬
‫فعل القاري وهام خملوقان أآما املتلو وامللفوظ فالكم هللا فهام غري خملوقني واكن مما‬
‫قاهل البخاري ‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق و أآفعال العباد خملوقة والامتحان‬
‫بدعة‪ ،‬واذلي يتحصل من الكم حمققي العلامء أآن من منع اإطالق تكل العبارة‬
‫اكلإمام أآمحد ومن وافقه أآرادوا حسم املادة صوان للقرآن أآن يوصف بكونه خملوقا‬
‫ولئال يتذرع به أآحد اإىل القول خبلق القرآن‪ ،‬وإاذا حقق ا ألمر علهيم مل يفصح آأحد‬
‫مهنم بأأن حركة لسانه وصوته واحلروف الصادرة مهنا اإذا قر أآ تكون قدمية ولكن‬
‫العامل من شانه اإذا ابتيل يف رد بدعة أآن يكون أآكرث الكمه يف ردها دون ما يقابلها‬
‫فلام ابتيل الإمام أآمحد مبن يقول ‪ :‬القرآن خملوق اكن أآكرث الكمه يف الرد علهيم‬

‫‪18‬‬
‫فأأنكر عىل اللفظية القائلني لفظي ابلقرآن خملوق‪ ،‬وكذكل أآنكر عىل الواقفية ومه‬
‫الذلين يقولون ‪ :‬ل أآقول ‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق ول غري خملوق‪ ،‬و أآما الإمام‬
‫البخاري فقد ابتيل مبن يقول ‪ :‬أآصوات العباد غري خملوقة حىت ابلغ بعضهم فقال ‪:‬‬
‫املداد أآي احلبرب والورق بعد الكتابة غري خملوقني‪ ،‬فاكن أآكرث الكمه يف الرد علهيم‬
‫وابلغ يف ذكل حىت نسب اإىل أآنه من اللفظية‪ ،‬فقال يف كتابه خلفق أآفعال العباد‬
‫‪ :‬ما يدعونه عن أآمحد ليس الكثري منه ابلبني ولكهنم مل يفهموا مراده ومذهبه‬
‫واملعروف عن أآمحد و أآهل العمل أآن الكم هللا تعاىل غري خملوق وما سواه خملوق‪،‬‬
‫لكهنم كرهوا التنقيب عن ا ألش ياء الغامضة وجتنبوا اخلوض فهيا والتنازع اإل ما بينه‬
‫‪17‬‬
‫الرسول صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬اإىل أآن اختلفوا يف آأش ياء أآخرى كنحو اختالفهم يف هل الكم‬
‫هللا تعاىل حبرف وصوت أآم ل؟ وهل يسمع آأم ل يسمع؟ وهل القر أآن جسم آأم‬
‫غري جسم؟ وهل القراءة يه املقروء أآم ل؟‪ 11‬اإىل غري ذكل مما اكنت حقيقته‬
‫ليست من مسائل ا ألصول عند أآهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬وإامنا الزناع يف هذه املسأأةل‬
‫يف التعبري والعبارات‪.‬‬

‫قد بني ذكل الإمام ابن قتيبة حيث قال ‪" :‬مث انهتي بنا القول اإىل ذكر‬
‫غرضنا من هذا الكتاب وغايتنا من اختالف أآهل احلديث يف اللفظ ابلقرآن‬
‫وتشانهئم وإاكفار بعضهم بعضا وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع ا أللفة‪ ،‬ول مما يوجب‬
‫الوحشة ألهنم مجمعون عىل آأصل واحد وهو (القرآن الكم هللا غري خملوق) يف‬
‫لك موضع‪ ،‬وبلك هجة‪ ،‬وعىل لك حال‪ ،‬وإامنا اختلفوا يف فرع مل يفهموه لغموضه‬
‫‪ 17‬مفهوم البدعة (‪)411-411‬‬
‫‪ 11‬مقالت الإسالميني واختالف املصلني ( ‪)141‬‬
‫‪19‬‬
‫ولطف معناه‪ ،‬فتعلق لك فريق مهنم بشعبة منه‪ ،‬ومل يكن معهم آةل المتيزي‪ ،‬ول‬
‫‪15‬‬
‫حفص النظارين‪ ،‬ول عمل أآهل اللغة"‪.‬‬

‫وينبغي أآن يعمل أآيضا أآن أآهل الس نة وامجلاعة مه السواد ا ألعظم الفرقة‬
‫الناجية‪ ،‬وقد حدث بعد س نة مائتني وس تني للهجرة انتشار ما تقدم من بدع‬
‫املعزتةل واملش هبة وغريهام فقيض هللا اإمامني جليلني أآاب احلسن الاشعري املتوىف‬
‫س نة ‪ 111‬هـ و أآاب منصور املاتريدي املتوىف س نة ‪ 111‬هـ ريض هللا عهنام فقاما‬
‫إابيضاح عقيدة أآهل الس نة اليت اكن علهيا الصحابة ومن تبعهم ابإيراد أآدةل نقلية‬
‫وعقلية مع رد ش به املعزتةل واملش هبة وغريهام فنسب اإلهيام آأهل الس نة فصار يقال‬
‫ألهل الس نة أآشعريون وماتريديون ‪.‬‬

‫واكن جل العلامء من أآتباع املذاهب ا ألربعة بعد ذكل مه اإما أآشعرية وإاما‬
‫ماتريدية‪ ،‬بني ذكل الإمام ابن الس بيك يف معيد النعم‪ ،‬وذكر أآن ا ألمئة من‬
‫املذاهب ا ألربعة مه عىل عقيدة واحدة أآهل الس نة وامجلاعة اإل من حلق من‬
‫احلنابةل ابلتجس مي‪ ،‬فقال ‪" :‬وهؤلء احلنفية والشافعية واملالكية وفضالء احلنابةل‬
‫–وهلل تعاىل امحلد– يف العقائد يد واحدة لكهم عىل رآأي آأهل الس نة وامجلاعة‪،‬‬
‫يدينون هللا تعاىل بطريق ش يخ الس نة أآيب احلسن ا ألشعري رمحه هللا‪ ،‬ل حييد‬
‫عهنا اإل رعاع من احلنفية والشافعية حلقوا بأأهل الاعزتال ورعاع من احلنابةل حلقوا‬
‫بأأهل التجس مي‪ ،‬و ّبر أآ هللا املالكية فمل نر مالكيا اإل أآشعراي عقيدة"‪.11‬‬

‫‪ 15‬الاختالف يف اللفظ والرد عىل اجلهمية واملش هبة (‪)75‬‬


‫‪ 11‬معيد النعم ومبيد النقم (‪)57‬‬
‫‪20‬‬
‫و قال أآيضا ‪" :‬وهذه املذاهب ا ألربعة ‪ -‬وهلل امحلد ‪ -‬يف العقائد واحدة‪،‬‬
‫اإل من حلق مهنا بأأهل الاعزتال والتجس مي‪ ،‬وإال جفمهورها عىل احلق يقرون‬
‫عقيدة آأيب جعفر الطحاوي‪ ،‬اليت تلقاها العلامء سلفا وخلفا ابلقبول‪ ،‬ويدينون هللا‬
‫‪14‬‬
‫بر أآي ش يخ الس نة أآيب احلسن ا ألشعري اذلي مل يعارضه اإل مبتدع"‪.‬‬

‫وقال يف طبقاته ‪" :‬قد قدمنا ىف تضاعيف الالكم ما يدل عىل ذكل‬
‫وحكينا كل مقاةل الش يخ ابن عبد السالم ومن س بقه اإىل مثلها وتاله عىل قولها‬
‫حيث ذكروا أآن الشافعية واملالكية واحلنفية وفضالء احلنابةل آأشعريون هذه عبارة‬
‫ابن عبد السالم ش يخ الشافعية وابن احلاجب ش يخ املالكية واحلصريى ش يخ‬
‫احلنفية ومن الكم ابن عساكر حافظ هذه ا ألمة الثقة الثبت هل من الفقهاء‬
‫احلنفية واملالكية والشافعية اإل موافق ا ألشعرى ومنتسب اإليه وراض حبميد‬
‫سعيه ىف دين هللا ومنث بكرثة العمل عليه غري رشذمة قليةل تضمر التشبيه وتعادى‬
‫لك موحد يعتقد التزنيه أآو تضاىه قول املعزتةل ىف ذمه وتباىه ابإظهار هجرها‬
‫‪14‬‬
‫بقدرة سعة علمه"‪.‬‬

‫فاإطالق أآهل الس نة بشلك عام قد يراد هبا أآيضا غري الرافضة‪ .‬فقد قال‬
‫الإمام ابن تميية ‪" :‬فلفظ "آأهل الس نة" يراد به من آأثبت خالفة اخللفاء الثالثة‪،‬‬
‫فيدخل يف ذكل مجيع الطوائف اإل الرافضة‪ ،‬وقد يراد به أآهل احلديث والس نة‬
‫احملضة‪ ،‬فال يدخل فيه اإل من يثبت الصفات هلل تعاىل ويقول‪ :‬اإن القرآن غري‬

‫‪ 14‬معيد النعم ومبيد النقم (‪)11-11‬‬


‫‪ 14‬طبقات الشافعية الكربى (‪)151 / 1‬‬
‫‪21‬‬
‫خملوق‪ ،‬وإان هللا يرى يف الخرة‪ ،‬ويثبت القدر‪ ،‬وغري ذكل من ا ألصول املعروفة‬
‫‪14‬‬
‫عند أآهل احلديث والس نة"‪.‬‬

‫واحلاصل ‪ :‬أآن لك من معل بسنن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل فهو‬
‫من أآهل الس نة‪ ،‬وإامنا وقع التفاوت حسب تفاوهتم يف تطبيقها‪ ،‬فقال الش يخ زيك‬
‫اإبراهمي املرصي ‪" :‬والس نة يف اصطالح علامء ادلين يه قول النيب صىل هللا عليه‬
‫وسمل أآو معهل أآو اإقراره‪ ،‬فهيي شعب ثالث من معل ابإحداها ولو مرة واحدة من‬
‫معره أآصبح من آأهل الس نة ‪ ...‬ومعىن هذا آأن لك من آمن بصاحب الس نة‬
‫صىل هللا عليه وسمل فهو من أآهل الس نة وإان قرص يف التنفيذ والالزتام فلك‬
‫مسمل هو من أآهل الس نة بقدر ما الزتم و أآدى فليست املفاضةل اإل يف حماوةل‬
‫حتصيل ا ألجر مبحاوةل احملافظة عىل ما يتيرس للك اإنسان من العمل والتطبيق‬
‫‪11‬‬
‫والالزتام"‪.‬‬

‫[ فصل يف اش هتار ا ألشاعرة بكوهنم آأهل الس نة منذ بروز املعزتةل ]‬

‫اعمل رمحك هللا تعاىل أآن مصلطح أآهل الس نة وامجلاعة مل يكن مشهورا‬
‫قبل ظهور املعزتةل‪ ،‬فلام ظهرت هذه الفرقة الضاةل ظهر واش هتر اصطالح أآهل‬
‫الس نة اذلين حينئذ أآطلقوا عىل ا ألشاعرة واملاتريدية واحملدثني احلنبليني‪ ،‬فقال‬

‫‪ 14‬مهناج الس نة النبوية (‪)114 / 1‬‬


‫‪ 11‬السلفية املعارصة اإىل أآين؟ (‪)11‬‬
‫‪22‬‬
‫الإمام الإجيي ‪" :‬وآأما الفرقة الناجية املس تثناة اذلين قال فهيم مه اذلين عىل ما آأان‬
‫‪11‬‬
‫عليه وآأحصايب فهم ا ألشاعرة والسلف من احملدثني و أآهل الس نة وامجلاعة"‪.‬‬

‫وقال الإمام ادلواين ‪" :‬الفرقة الناجية ومه ا ألشاعرة آأي التابعون يف‬
‫‪11‬‬
‫ا ألصول للش يخ أآيب احلسن ا ألشعري"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن جحر الهيمتي ‪" :‬واملراد ابلس نة ما عليه اإماما آأهل الس نة‬
‫‪17‬‬
‫وامجلاعة الش يخ آأبو احلسن ا ألشعري و أآبو منصور املاتريدي"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن عابدين احلنفي ‪" :‬آأهل الس نة وامجلاعة ومه ا ألشاعرة‬
‫واملاتريدية‪ ،‬ومه متوافقون اإل يف مسائل يسرية أآرجعها بعضهم اإىل اخلالف‬
‫‪11‬‬
‫اللفظي"‪.‬‬

‫وقال الإمام الزبيدي ‪" :‬اإذا آأطلق آأهل الس نة وامجلاعة فاملراد هبم‬
‫‪15‬‬
‫ا ألشاعرة واملاتريدية"‪.‬‬

‫واحلاصل أآن جل العلامء ذكروا أآن أآهل الس نة وامجلاعة مصطلح يراد به‬
‫احلنابةل وا ألشاعرة واملاتردية‪ .‬وخالفهم يف بعض املسائل ل يكون قادحا وخمرجا‬
‫هلم من كوهنم من أآهل الس نة وامجلاعة‪ .‬وس يأأيت تقارير بعض احلنابةل يف ذكل اإن‬
‫شاء هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪ 11‬املواقف (‪)545/ 1‬‬


‫‪ 11‬رشح العقيدة العضدية (‪)14‬‬
‫‪ 17‬الزواجر عن اقرتاف الكبائر ( ‪)417 /4‬‬
‫‪ 11‬ادلر اخملتار حباش ية ابن عابدين ( ‪)14 / 4‬‬
‫‪ 15‬اإحتاف السادة املتقني (‪)1/ 1‬‬
‫‪23‬‬
‫[ فصل يف بيان آأن مذهب ا ألشاعرة هو عني مذهب السلف ]‬

‫اإنه قد يعرتض من ديدنه المتسك ابلظاهر فقال متسائال ‪ :‬اإن ا ألشاعرة‬


‫لو اكنوا من الطائفة الناجية فأأين السلف؟ ومه ليسوا ا ألشاعرة ألن أآاب احلسن‬
‫ا ألشعري ودل بعد قرون الصحابة‪ ،‬وعاشوا قبل ظهور ا ألشاعرة‪ ،‬فكيف نعتربمه‬
‫طائفة انجية؟!‪.‬‬

‫واجلواب عىل هذا الاعرتاض السخيف‪ :‬أآن يقال بأأنه ينبغي أآن نعمل أآن‬
‫مذهب ا ألشاعرة هو مذهب السلف عينه‪ ،‬ألنه امتداد منه‪.‬‬

‫ها هو الإمام الشهرس تاين حىك لنا هذه احلقيقة قائال ‪ ":‬اعمل أآن جامعة‬
‫كثرية من السلف اكنوا يثبتون هللا تعاىل صفاته أآزلية من العمل‪ ،‬والقدرة‪ ،‬واحلياة‪،‬‬
‫وا إلراد والسمع‪ ،‬والبرص‪ ،‬والالكم‪ ،‬واجلالل‪ ،‬والإكرام‪ ،‬واجلود‪ ،‬والإنعام‪ ،‬والعزة‪،‬‬
‫والعظمة‪ ،‬ول يفرقون بني صفات اذلات وصفات الفعل بل يسوقون الالكم‬
‫سوقا واحدا‪ ،‬وكذكل يثبتون صفات خربية مثل اليدين‪ ،‬والوجه ول يؤولون‬
‫ذكل اإل آأهنم يقولون‪ :‬هذه الصفات قد وردت يف الرشع‪ ،‬فنسمهيا صفات خربية‪.‬‬
‫وملا اكنت املعزتةل ينفون الصفات والسلف يثبتون‪ ،‬مسي السلف صفاتية واملعزتةل‬
‫معطةل‪ .‬فبالغ بعض السلف يف اإثبات الصفات اإىل حد التشبيه بصفات احملداثت‪،‬‬
‫واقترص بعضهم عىل صفات دلت ا ألفعال علهيا وما ورد به اخلرب؛ فافرتقوا فرقتني‬
‫‪ :‬مفهنم من أآوهل عىل وجه حيمتل اللفظ ذكل‪ .‬ومهنم من توقف يف التأأويل‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫عرفنا مبقتىض العقل أآن هللا تعاىل ليس مكثهل يشء‪ ،‬فال يش به شيئا من اخمللوقات‬
‫ول يش به يشء مهنا‪ ،‬وقطعنا بذكل؛ اإل أآن ل نعرف معىن اللفظ الوارد فيه‪،‬‬
‫مثل قوهل تعاىل‪َّ { :‬الر م َمح ُن عَ َىل الم َع مر ِش ماس تَ َوى} ومثل قوهل‪َ { :‬خلَ مق ُت ِب َيدَ َّي}‬

‫‪24‬‬
‫ومثل قوهل‪َ { :‬و َج َاء َرب ُّ َك} اإىل غري ذكل‪ .‬ولس نا ملكفني مبعرفة تفسري هذه الايت‬
‫وتأأويلها‪ ،‬بل التلكيف قد ورد ابلعتقاد بأأنه ل رشيك هل‪ ،‬وليس مكثهل يشء‪،‬‬
‫وذكل قد آأثبتناه يقينا‪ .‬مث اإن جامعة من املتأأخرين زادوا عىل ما قاهل السلف؛‬
‫فقالوا لبد من اإجراهئا عىل ظاهرها‪ ،‬فوقعوا يف التشبيه الرصف‪ ،‬وذكل عىل‬
‫خالف ما اعتقده السلف‪ .‬ولقد اكن التشبيه رصفا خالصا يف الهيود‪ ،‬ل يف لكهم‬
‫بل يف القرائني مهنم‪ ،‬اإذ وجدوا يف التوراة آألفاظا كثرية تدل عىل ذكل‪ .‬مث الش يعة‬
‫يف هذه الرشيعة وقعوا يف غلو وتقصري‪ ،‬أآما الغلو فتشبيه بعض أآمئهتم ابلإهل تعاىل‬
‫وتقدس‪ ،‬و أآما التقصري فتشبيه الإهل بواحد من اخللق‪ .‬وملا ظهرت املعزتةل‬
‫واملتلكمون من السلف رجعت بعض الروافض عن الغلو والتقصري‪ ،‬ووقعت يف‬
‫الاعزتال وختطت جامعة من السلف اإىل التفسري الظاهر فوقعت يف التشبيه‪.‬‬
‫وآأما السلف اذلين مل يتعرضوا للتأأويل‪ ،‬ول هتدفوا للتشبيه مفهنم‪ :‬ماكل بن آأنس‬
‫ريض هللا عهنام؛ اإذ قال‪ :‬الاس تواء معلوم‪ ،‬والكيفية جمهوةل‪ ،‬والإميان به واجب‪،‬‬
‫والسؤال عنه بدعة‪ .‬ومثل آأمحد بن حنبل رمحه هللا‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وداود بن‬
‫عيل ا ألصفهاين‪ ،‬ومن اتبعهم‪ .‬حىت انهتي الزمان اإىل عبد هللا بن سعيد الالكيب‪،‬‬
‫وآأيب العباس القالنيس‪ ،‬واحلارث بن آأسد احملاس يب‪ ،‬وهؤلء اكنوا من مجةل‬
‫السلف اإل آأهنم ابرشوا عمل الالكم‪ ،‬وآأيدوا عقائد السلف حبجج الكمية‪،‬‬
‫وبراهني آأصولية‪ ،‬وصنف بعضهم ودرس بعض حىت جرى بني أآيب احلسن‬
‫ا ألشعري وبني آأس تاذه مناظرة يف مسائل من مسائل الصالح وا ألصلح‬
‫فتخاصام‪ ،‬واحناز ا ألشعري اإىل هذه الطائفة‪ ،‬فأأيد مقالهتم مبناجه الكمية‪ ،‬وصار‬
‫‪11‬‬
‫ذكل مذهبا ألهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬وانتقلت مسة الصفاتية اإىل ا ألشعرية"‪.‬‬

‫‪ 11‬امللل والنحل (‪)41 / 4‬‬


‫‪25‬‬
‫قلت ‪ :‬من هنا عرفنا أآن مهنج ا ألشاعرة هو امتداد من السلف ومه يف‬
‫املبادئ العقدية مثلهم ابلفعل‪ .‬غري أآننا لحظنا أآن من بعض السلف من مل يبارش‬
‫عمل الالكم يف مواهجة تيار املعزتةل وغريمه من الفرق الفاسدة أكمثال الإمام أآمحد‬
‫بن حنبل‪ ،‬فاإنه اكن هيجر جدا لك من خيوض يف الالكم أآو يف بعض مسائهل‪ ،‬فقد‬
‫روي أآنه جهر الإمام احلارث احملاس يب ذلكل‪ ،‬وجهر الإمام احلسني الكرابييس ‪ -‬واكن‬
‫من كبار احملدثني ‪ -‬لقوهل‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق‪ ،‬واكن عىل رأآي الكرابييس هذا الإمام‬
‫البخاري والإمام ومسمل وغريهام‪.‬‬

‫فقد بني الإمام اذلهيب أآن ما ذهب اإليه الإمام الكرابييس حق ولكن الإمام‬
‫أآمحد بدعه سدا لذلريعة‪ ،‬فقال ‪" :‬ل ريب أآن ما ابتدعه الكرابييس وحرره يف مسأأةل‬
‫اللفظ و أآنه خملوق هو حق لكن آأابه الإمام آأمحد‪ ,‬لئال يتذرع به اإىل القول خبلق‬
‫القرآن‪ ،‬فسد الباب؛ ألنك ل تقدر أآن تفرز التلفظ من امللفوظ اذلي هو الكم‬
‫‪14‬‬
‫هللا اإل يف ذهنك‪".‬‬

‫قلت ‪ :‬اإن مبارشة عمل الالكم يف احلقيقة ليست بفارق أآسايس بني كون‬
‫صاحبه سلفيا أآو غري سلفي‪ ،‬اإذا عرفنا أآن املسأأةل تتعلق برضورة وصالحية‪ .‬مع علمنا‬
‫بأأن مبارشة عمل الالكم يف ذكل احلني يه من مقتضيات الرد عىل الفرق الضاةل‪.‬‬

‫فقد ذكر محمد بن مو ى بن عامر الالكعي املايريق الفقيه وهجة نظر الإمام‬
‫أآيب احلسن ا ألشعري يف مناظرته بينه وبني الفرق الفاسدة وخباصة املعزتةل يف‬
‫زمن احملنة فقال ‪ " :‬أآعظم ما اكنت احملنة يعين املعزتةل زمن املأأمون واملعتصم‬
‫فتورع من جمادلهتم أآمحد بن حنبل ريض هللا عنه مفوهوا بذكل عىل امللوك وقالوا‬

‫‪ 14‬سري أآعالم النبالء (‪)154 / 4‬‬


‫‪26‬‬
‫هلم اإهنم يعنون أآهل الس نة يفرون من املناظرة ملا يعلمونه من ضعفهم عن نرصة‬
‫الباطل و أآهنم ل جحة بأأيدمه وش نعوا بذكل علهيم حىت امتحن يف زماهنم أآمحد ابن‬
‫حنبل وغريه فأأخذ الناس حينئذ ابلقول خبلق القرآن حىت ما اكن تقبل شهادة‬
‫شاهد ول يس تقيض قاض ول يفيت مفت ل يقول خبلق القرآن واكن يف ذكل‬
‫الوقت من املتلكمني جامعة كعبد العزيز امليك واحلارث احملاس يب وعبد هللا بن‬
‫الكب وجامعة غريمه واكنوا آأويل زهد وتقشف مل يروا آأحد مهنم أآن يطأأ ألهل‬
‫البدع بساطا ول أآن يداخلهم فاكنوا يردون علهيم ويؤلفون الكتب يف اإدحاض‬
‫جحجهم اإىل آأن نشأأ بعدمه وعارص بعضهم ابلبرصة آأايم اإسامعيل القايض ببغداد أآبو‬
‫احلسن عيل بن اإسامعيل بن أآيب برش ا ألشعري ريض هللا عنه وصنف يف هذا‬
‫العمل ألهل الس نة التصانيف وآألف هلم التواليف حىت آأدحض جحج املعزتةل وكرس‬
‫شوكهتم واكن يقصدمه بنفسه يناظرمه فلكم يف ذكل وقيل هل ‪ :‬كيف ختالط أآهل‬
‫البدع وتقصدمه بنفسك وقد أآمرت هبجرمه؟ فقال ‪ :‬مه آأولوا رايسة معهم الوايل‬
‫والقايض ولرايس هتم ل يزنلون اإيل فاإذا اكنوا مه ل يزنلون اإىل ول أآسري آأان اإلهيم‬
‫‪14‬‬
‫فكيف يظهر احلق ويعلمون آأن ألهل الس نة انرصا ابحلجة"‪.‬‬

‫وهذا الإمام البخاري اس متد يف مباحثه الالكمية يف حصيحه من الإمام‬


‫الكرابييس وابن الكب‪ ،‬فقد ذكر احلافظ ابن جحر العسقالين ‪ " :‬أآن البخاري يف مجيع‬
‫ما يورده من تفسري الغريب اإمنا ينقهل عن أآهل ذكل الفن أكيب عبيدة والنرض بن‬
‫مشيل والفراء وغريمه و أآما املباحث الفقهيه فغالهبا مس متدة من الشافعي و أآيب عبيد‬
‫‪14‬‬
‫و أآمثاهلام وآأما املسائل الالكمية فأأكرثها من الكرابييس وابن الكب وحنوهام"‪.‬‬

‫‪ 14‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)441‬‬
‫‪ 14‬فتح الباري رشح حصيح البخاري (‪)111 / 4‬‬
‫‪27‬‬
‫مث مواهجة تيار الفرق املبتدعة ابلالكم ليست اإل من مقتضيات العرص‬
‫ورضوراته‪ ،‬هذا هو الإمام ابن قتيبة قد اعرتض عىل اذلين يسكتون عن‬
‫اخلوض يف الالكم وجعل ذكل املوقف نوعا من عدم الاهامتم بشأأن ا ألمة اذلين‬
‫قد يكفر بعضهم بعضا بسبب مسأأةل القرآن‪ ،‬فقال رمحه هللا تعاىل ‪" :‬وإان اكن‬
‫الوقوف يف اللفظ ابلقرآن حىت ل يقال فيه خملوق أآو خملوق هو الصواب مفا‬
‫جحتنا عىل الواقفة يف القرآن‪ ،‬ومل جعلنامه شاكاك وجعلنامه ضالل و أآكفرمه بعض‬
‫أآهل الس نة و أآكفر من شك يف كفرمه‪ ،‬هل ا ألمر يف ذكل اإل واحد‪ ،‬فاإن قيل ‪:‬‬
‫اإن الثوري وابن عيينة وابن املبارك وآأش باههم مل يقفوا‪ ،‬قلنا ‪ :‬للك زمان‬
‫‪11‬‬
‫رجال"‪.‬‬

‫عىل أآن ما نقل من بعض السلف يف ذم الالكم اإمنا معناه موجه اإىل‬
‫الالكم املذموم‪ ،‬اإذ ليس لك الكم مذموما‪ ،‬فقد بني ذكل احلافظ ابن عساكر‬
‫فقال ‪ " :‬الالكم املذموم الكم آأحصاب ا ألهوية وما يزخرفه أآرابب البدع املردية‬
‫فأأما الالكم املوافق للكتاب والس نة املوحض حلقائق ا ألصول عند ظهور الفتنة فهو‬
‫محمود عند العلامء ومن يعلمه وقد اكن الشافعي حيس نه ويفهمه وقد تلكم مع غري‬
‫‪11‬‬
‫واحد ممن ابتدع وآأقام احلجة عليه حىت انقطع"‪.‬‬

‫وقصة مبارشة الإمام الشافعي للالكم معروفة ذكرها احلافظ ابن عساكر‬
‫يف تبيينه فقال ‪ " :‬و أآخربان الش يخ أآبو ا ألعز قراتكني بن ا ألسعد قال أآان احلسن‬
‫بن عيل اجلوهري قال أآان عيل بن عبد العزيز بن مردك قال أآان أآبو محمد عبد‬
‫الرمحن بن أآيب حامت قال يف كتايب عن الربيع بن سلامين قال حرضت الشافعي‬
‫‪ 11‬الاختالف يف اللفظ (‪)11‬‬
‫‪ 11‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)114‬‬
‫‪28‬‬
‫وحدثين أآبو سعيد اإل أآين أآعمل أآنه حرض عبد هللا بن عبد احلكمي ويوسف بن‬
‫معرو بن يزيد وحفص الفرد واكن الشافعي يسميه املنفرد فسأأل حفص عبد هللا‬
‫بن عبد احلمك فقال ما تقول يف القرآن فأأىب أآن جييبه فسأأل يوسف بن معرو بن‬
‫يزيد فمل جيبه فالكهام أآشار اإىل أآن الشافعي فسأأل الشافعي فاحتج عليه الشافعي‬
‫فطالت فيه املناظرة فقام الشافعي ابحلجة عليه بأأن القرآن الكم هللا غري خملوق‬
‫وكفر حفص الفرد‪ ،‬قال الربيع ‪ :‬فلقيت حفصا يف املسجد بعد فقال أآراد الشافعي‬
‫‪11‬‬
‫قتيل"‪.‬‬

‫بل حىك الإمام عبد القاهر البغدادي مبارشة السلف الصاحل لعمل الالكم‬
‫فقال ‪" :‬آأول متلكمي أآهل الس نة من الصحابة عىل بن آأيب طالب ملناظرته‬
‫اخلوارج يف مسائل الوعد والوعيد ومناظرته القدرية يف القدر والقضاء واملشيئة‬
‫والاس تطاعة‪ ،‬مث عبد هللا بن معر يف الكمه عىل القدرية وبرائته مهنم ومن‬
‫زعميهم املعروف مبعبد اجلهين ‪ ...‬وآأول متلكمي آأهل الس نة من التابعني معر بن‬
‫عبد العزيز وهل رساةل بليغة يف الرد عىل القدرية‪ ،‬مث زيد بن عيل بن احلسني بن‬
‫عيل بن أآيب طالب وهل كتاب يف الرد عىل القدرية من القرآن‪ ،‬مث احلسن‬
‫البرصي‪ ...‬مث الشعيب واكن آأشد الناس عىل القدرية‪ ،‬مث الزهري وهو اذلي أآفىت‬
‫عبد املكل بن مروان بدماء القدرية‪ ،‬ومن بعد هذه الطبقة جعفر بن محمد‬
‫الصادف وهل كتاب يف الرد عىل القدرية وكتاب يف الرد عىل اخلوارج ورساةل يف‬
‫الرد عىل الغالة من الروافض‪ ... ،‬و أآول متلكمهيم من الفقهاء وآأرابب املذاهب‬
‫أآبو حنيفة والشافعي فاإن آأاب حنيفة هل كتاب يف الرد عىل القدرية سامه كتاب‬
‫الفقه الأكرب وهل رساةل آأمالها يف نرصة قول آأهل الس نة أآن الاس تطاعة مع الفعل‬

‫‪ 11‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)114-114‬‬
‫‪29‬‬
‫ولكنه قال ‪ :‬أآهنا تصلح للضدين وعىل هذا مق من أآحصابنا‪ ،‬وقال صاحبه أآبو‬
‫يوسف يف املعزتةل أآهنم زاندقة‪ ،‬وللشافعي كتاابن يف الالكم آأحدهام يف تصحيح‬
‫النبوة والرد عىل الربامهة والثاين يف الرد عىل آأهل ا ألهواء وذكر طرفا من هذا‬
‫النوع يف كتاب القياس و أآشار فيه اإىل رجوعه عن قبول شهادة املعزتةل و أآهل‬
‫ا ألهواء‪ ،‬فأأما املرييس من آأحصاب أآيب حنيفة فاإمنا وافق املعزتةل يف خلق القرآن‬
‫و أآكفرمه يف خلق ا ألفعال‪ ،‬مث من بعد الشافعي تالمذته اجلامعون بني عمل الفقه‬
‫والالكم اكحلارث ابن أآسد احملاس يب و أآيب عيل الكرابييس وحرمةل البويطي وداود‬
‫ا ألصهباين ‪ ...‬ومن متلكمي آأهل الس نة يف آأايم املأأمون عبد هللا بن سعيد المتميي‬
‫اذلي دمر عىل املعزتةل يف جملس املأأمون وفضحهم ببيانه وآاثر بيانه وهو أآخو‬
‫حيىي بن سعيد القطان‪ 17‬وارث عمل احلديث وصاحب اجلرح والتعديل ومن‬
‫تالمذة عبد هللا بن سعيد عبد العزيز امليك الكتاين اذلي فضح املعزتةل يف جملس‬
‫املأأمون‪ ،‬وتلميذه احلسني بن الفضل البجيل صاحب الالكم وا ألصول وصاحب‬
‫التفسري والتأأويل ‪ ...‬ومن تالمذة عبد هللا بن سعيد آأيضا اجلنيد ش يخ الصوفية‬
‫وإامام املوحدين وهل يف التوحيد رساةل عىل رشط املتلكمني وعبارة الصوفية‪ ،‬مث‬
‫بعدمه ش يخ النظر وإامام الفاق يف اجلدل والتحقيق أآبو احلسن عيل بن آأسامعيل‬
‫ا ألشعري اذلي صار جشا يف حلوق القدرية والنجارية واجلهمية واجلسمية‬
‫والروافض واخلوارج‪ ،‬وقد م أل ادلنيا كتبه وما رزق أآحد من املتلكمني من التبع‬
‫‪ 17‬ذكر الإمام ابن جحر أآن الإمام ابن الكب هذا ليس أآخا ل إالمام حيىي القطان فقال ‪" :‬‬
‫ونقل احلامك يف اترخيه ‪ ،‬عن ابن خزمية أآنه اكن يعيب مذهب الالكبية ويذكر عن أآمحد بن‬
‫حنبل أآنه اكن آأشد الناس عىل عبد هللا بن سعيد و أآحصابه ويقال ‪ :‬اإنه قيل هل ابن الكب‬
‫ألنه اكن خيطف اذلي يناظره وهو بضم الاكف تشديد الالم‪ .‬وقول الضياء ‪ :‬اإنه اكن أآخا‬
‫حيىي بن سعيد القطان غلط وإامنا هو من توافق الإمسني والنس بة"‪ .‬انظر ‪ :‬لسان املزيان‬
‫(‪)111 / 1‬‬
‫‪30‬‬
‫ما قد رزق ألن مجيع أآهل احلديث ولك من مل يمتعزل من أآهل الر أآي عىل‬
‫‪11‬‬
‫مذهبه"‪.‬‬

‫[ فصل يف بيان من مه ا ألشاعرة؟ ]‬

‫فلام هذا الكتاب اذلي أآقدم هل فيه تعرض لشأأن ا ألشاعرة مفن اجلدير يب‬
‫أآن أآبني حملة عن هذه الطائفة‪ ،‬فنقول ‪ :‬اإن ا ألشاعرة مه أآتباع طريقة الإمام أآيب‬
‫احلسن ا ألشعري‪ ،‬ومه عىل تعبري احلافظ ابن عساكر ‪" :‬املمتسكون ابلكتاب‬
‫والس نة التاركون للأس باب اجلالبة للفتنة الصابرون عىل ديهنم عند الاختبار‬
‫واحملنة الظاهرون عىل عدومه مع اطراح الانتصار والإحنة ل يرتكون المتسك‬
‫ابلقرآن واحلجج ا ألثرية ول يسلكون يف املعقولت مساكل املعطةل القدرية لكهنم‬
‫جيمعون يف مسائل ا ألصول بني ا ألدةل السمعية وبراهني العقول ويتجنبون افراط‬
‫املعزتةل ويتكبون طرق املعطةل ويطرحون تفريط اجملسمة املش هبة ويفضحون‬
‫ابلرباهني عقائد الفرق املموهة وينكرون مذاهب اجلهمية وينفرون عن الكرامية‬
‫والساملية ويبطلون مقالت القدرية ويرذلون ش به اجلربية ويتربؤن من الروافض‬
‫واخلوارج ويظهرون املواقفني عن احلق وجوه اخملارج مفذههبم أآوسط املذاهب‬
‫ومرشهبم أآعذب املشارب ومنصهبم أآكرم املناصب ورتبهتم أآعظم املراتب فال يؤثر‬

‫‪ 11‬أآصول ادلين (‪)144-145‬‬


‫‪31‬‬
‫فهيم قدح قادح ول يظهر فهيم جرح جارح وقد ذكرت فامي تقدم رشح اعتقادمه‬
‫‪15‬‬
‫فال يطعن فهيم اإل اذلين معوا عن رشادمه"‪.‬‬

‫و أآما الإمام اجملهتد أآبو احلسن ا ألشعري فهو معدود من اجملددين يف املائة‬
‫الثالثة‪ ،‬فقال الإمام اتج ادلين ابن الس بيك ‪" :‬وقال آخرون اإمنا املبعوث عىل‬
‫رآأس املائة الثالثة آأبو احلسن ا ألشعري ألنه القامئ يف آأصل ادلين املناضل عن‬
‫عقيدة املوحدين الس يف املسلول عىل املعزتةل املارقني املغرب يف أآوجه املبتدعة‬
‫اخملالفني‪ ،‬وعندي أآنه ل يبعد أآن يكون لك مهنام مبعواث هذا يف فروع ادلين وهذا‬
‫‪11‬‬
‫يف أآصوهل والكهام شافعي املذهب"‪.‬‬

‫وهو من أآمئة أآهل احلديث‪ ،‬فقال الإمام القشريي ‪" :‬اتفق آأحصاب‬
‫احلديث آأن آأاب احلسن عىل بن اإسامعيل ا ألشعرى اكن اإماما من آأمئة آأحصاب‬
‫احلديث ومذهبه مذهب آأحصاب احلديث تلكم ىف آأصول ادلايانت عىل طريقة‬
‫أآهل الس نة ورد عىل اخملالفني من أآهل الزيغ والبدعة واكن عىل املعزتةل‬
‫والروافض واملبتدعني من أآهل القبةل واخلارجني من املةل س يفا مسلول ومن‬
‫طعن فيه أآو قدح أآو لعنه أآو س به فقد بسط لسان السوء ىف مجيع أآهل‬
‫‪14‬‬
‫الس نة"‪.‬‬

‫‪ 15‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)141‬‬
‫‪ 11‬طبقات الشافعية الكربى (‪)144/ 4‬‬
‫‪ 14‬طبقات الشافعية الكربى (‪)151/ 1‬‬
‫‪32‬‬
‫وهو النارص للس نة‪ ،‬فقال الإمام الزبيدي ‪ :‬فأأما آأبو احلسن الاشعري‬
‫‪74‬‬
‫فهو الإمام النارص للس نة اإمام املتلكمني"‪.‬‬

‫و اكن يف بداية ا ألمر معزتليا مث اتب وقال بقول أآهل الس نة وامجلاعة‬
‫وقام ابلرد عىل الفرق املنحرفة أكمثال املعزتةل واجلهمية واملش هبة والقدرية‪ ،‬فقال‬
‫الإمام ابن خلاكن ‪" :‬واكن أآبو احلسن ا ألشعري أآول معزتليا‪ ،‬مث اتب من القول‬
‫ابلعدل وخلق القرآن يف املسجد اجلامع ابلبرصة يوم امجلعة‪ ،‬وريق كرس يا واندى‬
‫بأأعىل صوته‪ :‬من عرفين فقد عرفين ومن مل يعرفين فأأان آأعرفه بنفيس‪ ،‬أآان فالن‬
‫بن فالن‪ ،‬كنت أآقول خبلق القرآن و أآن هللا ل تراه ا ألبصار و أآن أآفعال الرش أآان‬
‫أآفعلها‪ ،‬و أآان اتئب مقلع‪ ،‬معتقد للرد عىل املعزتةل خمرج لفضاحئهم ومعايهبم‪ .‬واكن‬
‫فيه دعابة ومزاح كثري‪ ،‬وهل من الكتب كتاب " اللمع " وكتاب " املوجز "‬
‫وكتاب " اإيضاح الربهان " وكتاب " التبيني عن أآصول ادلين " وكتاب "‬
‫الرشح والتفصيل يف الرد عىل أآهل الإفك والتضليل " وهو صاحب الكتب يف‬
‫الرد عىل املالحدة وغريمه من املعزتةل والرافضة واجلهمية واخلوارج‪ ،‬وسائر‬
‫‪74‬‬
‫أآصناف املبتدعة"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن فورك رمحه هللا ‪" :‬انتقل الش يخ آأبو احلسن عيل بن‬
‫امسعيل ا ألشعري ريض هللا عنه من مذاهب املعزتةل اإىل نرصة مذاهب آأهل‬
‫الس نة وامجلاعة ابحلجج العقلية وصنف يف ذكل الكتب وهو برصي من أآولد أآيب‬
‫مو ى ا ألشعري ريض هللا عنه صاحب رسول هللا صىل هللا عليه وسمل وهو‬
‫اذلي فتح كثريا من بالد العجم مهنا كور ا ألهواز ومهنا أآصهبان واكن نفر من أآولد‬
‫‪ 74‬اإحتاف السادة املتقني (‪)1 / 1‬‬
‫‪ 74‬وفيات ا ألعيان و أآنباء أآبناء الزمان ( ‪)117/ 1‬‬
‫‪33‬‬
‫أآيب مو ى ا ألشعري ريض هللا عنه ابلبرصة وإاىل وقت الش يخ أآيب احلسن مهنم‬
‫من اكن يذكر ابلرايسة فلام وفق هللا الش يخ أآاب احلسن ما اكن عليه من بدع‬
‫املعزتةل وهداه اإىل ما يرسه من نرصة أآهل الس نة وامجلاعة ظهر أآمره وانترشت‬
‫كتبه بعد الثلامثئة وبقي اإىل س نة أآربع وعرشين وثلامثئة وممن خترج به ممن اختلف‬
‫اإليه واس تفاد منه املعروف بأأيب احلسن الباهيل واكن اإماميا يف ا ألول رئيس يا‬
‫مقدما فانتقل عن مذههبم مبناظرة جرت هل مع الش يخ أآيب احلسن ا ألشعري ريض‬
‫هللا عنه آألزمه فهيا احلجة حىت ابن هل اخلطأأ فامي اكن عليه من مذاهب الإمامية‬
‫فرتكها واختلف اإليه ونرش علمه ابلبرصة واس تفاد منه اخللق الكثريون مث خترج‬
‫به أآيضا املعروف بأأيب احلسن الرماين واكن مقدما يف أآحصابه وكذكل خترج به آأبو‬
‫عبد هللا محويه السريايف وطالت حصبته هل وعاد اإىل سرياف وانتفع به من هناك‬
‫ور أآيت من آأحصابه بشرياز من لقيه ودرس عليه وممن حصب الش يخ أآاب احلسن‬
‫ببغداد واس تفاد منه من أآهل خراسان الش يخ آأبو عيل زاهر بن آأمحد الرسخيس‬
‫وكذكل الفقيه آأبو زيد املرزوي والفقيه آأبو سهل الصعلويك النيسابوري وممن‬
‫‪71‬‬
‫حصبه آأبو نرص الكوازي بشرياز"‪.‬‬

‫وقال الإمام عبد القاهر البغدادي ‪" :‬مث بعدمه ش يخ النظر وإامام الفاق‬
‫يف اجلدل والتحقيق آأبو احلسن عيل بن اإسامعيل ا ألشعري اذلي صار جشا يف‬
‫حلوق القدرية والنجارية واجلهمية واجلسمية والروافض واخلوارج وقد م أل ادلنيا‬
‫كتبه وما رزق أآحد من املتلكمني من التبع ما قد رزق ألن مجيع أآهل احلديث‬
‫‪71‬‬
‫ولك من مل يمتعزل من أآهل الر أآي عىل مذهبه"‪.‬‬

‫‪ 71‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ( ‪)411‬‬
‫‪ 71‬أآصول ادلين (‪)144-144‬‬
‫‪34‬‬
‫ومذهب الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ليس جبديد مبتدع وإامنا هو قرر‬
‫مذهب السلف حبجج عقلية ونقلية‪ ،‬فقال الإمام ابن الس بيك ‪" :‬اعمل آأن آأاب‬
‫احلسن مل يبدع ر أآاي ومل ينشأأ مذهبا وإامنا هو مقرر ملذاهب السلف مناضل عام‬
‫اكنت عليه حصابة رسول هللا صىل هللا عليه وسمل فالنتساب اإليه اإمنا هو ابعتبار‬
‫أآنه عقد عىل طريق السلف نطاقا ومتسك به و أآقام احلجج والرباهني عليه فصار‬
‫‪71‬‬
‫املقتدى به ىف ذكل الساكل سبيهل ىف ادللئل يسم أآشعراي"‪.‬‬

‫وقد بني ذكل الإمام البهيقي قائال ‪ " :‬اإىل آأن بلغت النوبة اإىل ش يخنا‬
‫أآىب احلسن ا ألشعري رمحه هللا فمل حيدث ىف دين هللا حداث ومل يأأت فيه ببدعة‬
‫بل آأخذ آأقاويل الصحابة والتابعني ومن بعدمه من ا ألمئة ىف آأصول ادلين فنرصها‬
‫بزايدة رشح وتبيني وآأن ما قالوا وجاء به الرشع ىف ا ألصول حصيح ىف العقول‬
‫خبالف ما زمع أآهل ا ألهواء من أآن بعضه ل يس تقمي ىف الراء فاكن ىف بيانه‬
‫وثبوته ما مل يدل عليه أآهل الس نة وامجلاعة ونرصة أآقاويل من مىض من ا ألمئة أكىب‬
‫حنيفة وسفيان الثورى من آأهل الكوفة وا ألوزاع وغريه من أآهل الشام‪ ،‬وماكل‬
‫والشافع من أآهل احلرمني ومن حنا حنوهام من أآهل احلجاز وغريها من سائر‬
‫البالد و أكمحد بن حنبل وغريه من أآهل احلديث والليث بن سعد وغريه و أآىب عبد‬
‫هللا محمد بن اإسامعيل البخارى و أآىب احلسني مسمل بن احلجاج النيسابورى اإماىم‬
‫‪77‬‬
‫أآهل الاثر وحفاظ السنن الىت علهيا مدار الرشع"‪.‬‬

‫واكن عىل ر أآي ا ألمئة السلفية أكمثال ابن الكب والقالنيس واحلارث‬
‫احملاس يب‪ ،‬فقال الإمام ابن خدلون ‪" :‬اإىل أآن ظهر الش يخ أآبو احلسن ا ألشعري‬
‫‪ 71‬طبقات الشافعية الكربى (‪)117 / 1‬‬
‫‪ 77‬طبقات الشافعية الكربى (‪)145 / 1‬‬
‫‪35‬‬
‫وانظر بعض مش يخهتم يف مسائل الصالح وا ألصلح‪ ،‬فرفض طريقهتم‪ ،‬واكن عىل‬
‫رآأي عبد هللا بن سعيد بن الكب وآأيب العباس القالنيس واحلارث بن آأسد‬
‫‪71‬‬
‫احملاس يب من أآتباع السلف وعىل طريقة الس نة"‪.‬‬

‫وقد نسب بعض احلنابةل الكبار اإىل املذهب ا ألشعري‪ ،‬ومهنم الإمام أآبو‬
‫اخلطاب حمفوظ بن أآمحد اللكوذاين احلنبيل (ت ‪ 744 :‬هـ) وقد حصح تلميذه‬
‫الإمام أآمحد بن معاي بن بركة احلريب احلنبيل (ت ‪ 771 :‬هـ) هذه النس بة اإليه‪.‬‬

‫بني ذكل احلافظ ابن عساكر ‪" :‬ومل أآزل أآمسع ممن يوثق به أآنه اكن صديقا‬
‫للمتمييني سلف أآيب محمد رزق هللا ابن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن احلرث‬
‫واكنوا هل مكرمني وقد ظهر آأثر بركة تكل الصحبة عىل آأعقاهبم حىت نسب اإىل‬
‫مذهبه آأبو اخلطاب اللكوذاين من آأحصاهبم وهذا تلميذ آأيب اخلطاب آأمحد احلريب‬
‫‪75‬‬
‫خيرب بصحة ما ذكرته"‪.‬‬

‫بل بعضهم أكمثال الإمام آأيب احلسن المتميي احلنبيل أآوىص ابلمتسك‬
‫ابلباقالين ا ألشعري والثناء عليه‪ ،‬فقد ذكر احلافظ ابن عساكر شيئا من ذكل فقال‬
‫‪" :‬واكن آأبو احلسن المتميي احلنبيل يقول ألحصابه متسكوا هبذا الرجل (آأي‬
‫الباقالين) فليس للس نة عنه غىن آأبدا‪ ،‬قال ‪ :‬ومسعت الش يخ أآاب الفضل المتميي‬
‫احلنبيل رمحه هللا وهو عبد الواحد بن أآيب احلسن بن عبد العزيز بن احلرث يقول‬
‫‪(( :‬اجمتع رآأيس ورآأس القايض آأيب بكر محمد بن الطيب عىل خمدة واحدة س بع‬
‫س نني))‪ .‬قال الش يخ أآبو عبد هللا وحرض الش يخ أآبو الفضل المتميي يوم وفاته‬

‫‪ 71‬مقدمة ابن خدلون (‪)14 /1‬‬


‫‪ 75‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)144‬‬
‫‪36‬‬
‫العزاء حافيا مع اإخوته و أآحصابه و أآمر أآن ينادى بني يدي جنازته ((هذا انرص‬
‫الس نة وادلين هذا اإمام املسلمني هذا اذلي اكن يذب عن الرشيعة آألس نة‬
‫اخملالفني هذا اذلي صنف س بعني آألف ورقة ردا عىل امللحدين)) وقعد للعزاء مع‬
‫‪71‬‬
‫أآحصابه ثالثة أآايم فمل يربح واكن يزور تربته لك يوم مجعة يف ادلار"‪.‬‬

‫وهو اإمام أآهل الس نة وامجلاعة فقال ا إلمام أآىب اإحساق الشريازى ‪" :‬و أآبو‬
‫احلسن ا ألشعرى اإمام آأهل الس نة وعامة آأحصاب الشافع عىل مذهبه ومذهبه‬
‫‪74‬‬
‫مذهب آأهل احلق"‪.‬‬

‫فبامجلةل اإنه ل يعتقد أآن الإمام أآاب احلسن ا ألشعري وا ألمئة ا ألشاعرة عىل‬
‫ضالةل اإل جاهل غيب أآو مبتدع زائغ عن احلق‪ ،‬فقد س ئل الإمام ابن رشد اجلد‬
‫عن ا ألمئة ا ألشاعرة فقال ‪" :‬هؤلء اذلين مسيت من العلامء آأمئة خري وهدى وممن‬
‫جيب هبم الاقتداء ألهنم قاموا بنرص الرشيعة و أآبطلوا ش به أآهل الزيغ والضالةل‬
‫و أآوحضوا املشالكت وبينوا ما جيب أآن يدان به من املعتقدات فهم مبعرفهتم‬
‫بأأصول ادلايانت العلامء عىل احلقيقة لعلمهم ابهلل عز وجل وما جيب هل وما جيوز‬
‫عليه وما ينتفي عنه‪ ،‬اإذ ل تعمل الفروع اإل بعد معرفة ا ألصول‪ ،‬مفن الواجب أآن‬
‫يعرتف بفضائلهم ويقر هلم بسوابقهم فهم اذلين عىن رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫وسمل بقوهل ‪ ( :‬حيمل هذا العمل من لك خلف عدوهل ينفون عنه حتريف الغالني‬
‫واحتال املبطلني وتأأويل اجلاهلني) فال يعتقد آأهنم عىل ضالةل وهجاةل اإل غيب‬
‫جاهل آأو مبتدع زائغ عن احلق مائل‪ ،‬ول يس هبم وينسب اإلهيم خالف ما مه‬
‫عليه اإل فاسق ‪ ...‬فيجب آأن يبرص اجلاهل مهنم ويؤدب الفاسق ويستتاب‬
‫‪ 71‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)114‬‬
‫‪ 74‬طبقات الشافعية الكربى (‪)151/ 1‬‬
‫‪37‬‬
‫املبتدع الزائغ عن احلق اإذا اكن مستسهال ببدعة‪ ،‬فاإن اتب وإال رضب آأبدا حىت‬
‫‪14‬‬
‫يتوب"‪.‬‬

‫و أآما شهادة العلامء املعارصين فأأكرث من أآن حتىص‪ ،‬فقال الش يخ ا ألس تاذ‬
‫ادلكتور محمد حسن هيتو ‪" :‬والإمام ا ألشعري مل يؤسس يف الإسالم مذهبا‬
‫جديدا يف العقيدة خيالف مذهب سلف هذه ا ألمة‪ ،‬وإامنا هداه هللا تعاىل ابلزتام‬
‫مذهب أآهل الس نة بعد أآن آأمىض أآربعني س نة من حياته عىل مذاهب الاعزتال‬
‫‪ ...‬وعقيدة الإمام ايب احلسن ا ألشعري اليت سار علهيا يه عقيدة الإمام آأمحد بن‬
‫حنبل والشافعي وماكل و أآيب حنيفة وآأحصابه ويه عقيدة السلف الصاحل كام نص‬
‫عىل ذكل أآمئة أآهل العمل ممن سار عىل هذه العقيدة عىل كر العصور ومر ادلهور‪،‬‬
‫وذلكل اكن الصواب يف السؤال أآن يقول السائل من يدخل مع ا ألشاعرة يف أآهل‬
‫الس نة وامجلاعة؟ واجلواب عىل هذا ‪ :‬أآنه يدخل معهم لك من سار عىل هنجهم‬
‫وسكل سبيلهم وإان وقع يشء من اخلالف يف بعض املسائل بيهنم‪ ،‬فاملاتريدية من‬
‫‪14‬‬
‫أآهل الس نة وا ألثريون من أآهل الس نة"‪.‬‬

‫وقال الش يخ عيل مجعة ‪ ":‬اكن السادة ا ألشاعرة رمحهم هللا سلفا وخلفا‬
‫عىل املهنج الوسط والبصرية اليت أآبرصوا هبا حقيقة الوقوف اب ألدب يف املعامةل مع‬
‫هللا س بحانه‪ ،‬وهذا ما جعل العلامء قاطبة يطلقون عىل السادة ا ألشاعرة آأهنم‬
‫آأحصاب املذهب احلق فاكنوا آأحق هبا و أآهلها واس تقر التدريس يف لك معاهد‬
‫العمل العريقة يف ا ألمة الإسالمية مثل ا ألزهر الرشيف والزيتونة والقريوان عىل‬

‫‪ 14‬فتاوى ابن رشد اجلد (‪)147-141 / 1‬‬


‫‪ 14‬أآهل الس نة ا ألشاعرة شهادة علامء ا ألمة و أآدلهتم (‪)5‬‬
‫‪38‬‬
‫تدريس مذهب السادة ا ألشاعرة اعرتافا من احملققني من علامء ا ألمة بأأنه املذهب‬
‫‪11‬‬
‫احلق"‪.‬‬

‫وقال مفيت دمشق الش يخ عبد الفتاح الزبم ‪" :‬ولقد آأمجع كثري من آأهل‬
‫العمل عىل آأهنا آأهل الس نة وامجلاعة من أآشاعرة وماتريدية وسلف وحمدثني وفقهاء‬
‫‪11‬‬
‫وآأصوليني خال مذههبم من ا ألهواء والبدع"‪.‬‬

‫وقال الش يخ ادلكتور محمد سعيد رمضان البوطي ‪" :‬فاإن الإمام ااب‬
‫احلسن عليا بن اإسامعيل ا ألشعري (‪ 114 – 114‬هـ) واحد من عيون رجال‬
‫السلف ومن أآبرزمه علام واس تقامة عىل هنج كتاب هللا وس نة رسوهل صىل هللا‬
‫عليه وسمل‪ ،‬مفن جتاهل هذه احلقيقة فقد خامص التارخي وتعاىم عن الواقع املريئ‬
‫للك ذي عينني‪ ،‬وإان الإمام ا ألشعري مل يبتدع رااي ومل ينيشء مذهبا وإامنا اكن‬
‫مقررا ملذهب السلف مناضال عن احلق اذلي ترك رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫‪11‬‬
‫وسمل أآحصابه"‪.‬‬

‫[ فصل يف بيان آأن العداوة بني ا ألشاعرة واحلنابةل ظاهرة قدمية ]‬

‫ومما ل خيف عىل قارئ أآنه قد وقعت العداوة بني ا ألشاعرة واحلنابةل منذ‬
‫قدم الزمن بسبب اختالفهم يف بعض املسائل وخاصة يف مسأأليت الصفات والكم‬

‫‪ 11‬أآهل الس نة ا ألشاعرة شهادة علامء ا ألمة و أآدلهتم (‪)44‬‬


‫‪ 11‬أآهل الس نة ا ألشاعرة شهادة علامء ا ألمة و أآدلهتم (‪)17‬‬
‫‪ 11‬أآهل الس نة ا ألشاعرة شهادة علامء ا ألمة و أآدلهتم (‪)41‬‬
‫‪39‬‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬وها هو الإمام احلنبيل املوفق ابن قدامة قد قرر موقفه الشديد من‬
‫ا ألشاعرة عامة ومن الإمام أآيب احلسن ا ألشعري خاصة فقال‪" :‬آأخربوان هل‬
‫وجدمت هذه الضالةل وقبيح هذه املقاةل عند آأحد من املتقدمني سوى قائدمك ( أآي‬
‫الإمام آأيب احلسن ا ألشعري) اإىل اجلحمي الناكب بمك عن الرصاط املس تقمي اذلي مل‬
‫يعرف هل فضيةل يف عمل رشعي ول دين مريض سوى عمل الالكم املذموم‬
‫املشؤوم اذلي اخلري فيه معدوم نشأأ يف الاعزتال اإىل آأربعني عاما يناظر عليه‬
‫ويدعو الناس اإليه مث أآمثر ذكل مقالته هذه اليت يرد هبا عىل هللا س بحانه وعىل‬
‫نبيه صىل هللا عليه وسمل وخالف هبا املسلمني واجلنة والناس آأمجعني فكيف‬
‫‪17‬‬
‫رضيمت به اإمام عوضا عن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل"‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا املوقف من الإمام فيه من التشدد الظاهر ما ل خيف ‪.‬‬

‫وقد جسل التارخي أآن هذه العداوة قد تش تد وتنهتيي اإىل املالعنة واهلم‬
‫ابملقاتةل من بعض املتعصبني مهنام‪ .‬فقال ابن املربد ‪" :‬قال أآبو بكر املقري ‪" :‬اكن‬
‫يلعهنم (آأي ا ألشاعرة) لك يوم بعد صالة الغداة يف احملراب يف امجلع‪ ،‬ومه‬
‫‪11‬‬
‫يؤمنون"‪.‬‬

‫وقال احلافظ اذلهيب ‪" :‬واكن بني ا ألشعرية واحلنابةل تعصب زائد يؤدي‬
‫اإىل فتنة‪ ،‬وقيل وقال‪ ،‬وصداع طويل‪ ،‬فقام اإليه آأحصاب احلديث بساككني‬

‫‪ 17‬رساةل يف القرآن والكم هللا (‪)75‬‬


‫‪ 11‬مجع اجليوش وادلساكر عىل ابن عساكر (‪)141‬‬
‫‪40‬‬
‫ا ألقالم‪ ،‬واكد الرجل يقتل‪ .‬قلت (اذلهيب) ‪ :‬ما هؤلء بأأحصاب احلديث‪ ،‬بل‬
‫‪15‬‬
‫جفرة هجةل‪ ،‬آأبعد هللا رشمه"‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وهذا مما ل ينبغي حدوثه بعد أآن علمنا أآن احلنابةل وا ألشعرية‬
‫متفقون يف ا ألصول‪ ،‬خفالفهم بعد التأأمل ل يكون اإل يف فروع العقيدة وبعض‬
‫متغرياهتا‪.‬‬

‫[ فصل يف بيان آأن عقيدة ا ألشعرية موافقة للعقيدة الطحاوية ]‬

‫وقد س بق بيان أآن ا ألشاعرة من أآهل الس نة‪ ،‬وذكل أآن عقيدهتم موافقة‬
‫لعقيدة السلف عامة ومناس بة لعقيدة الإمام الطحاوي اجملمع عىل حصهتا خاصة‪،‬‬
‫فقال الإمام اتج ادلين ابن الس بيك ‪" :‬مسعت الش يخ الإمام رمحه هللا يقول ما‬
‫تضمنته عقيدة الطحاوى هو ما يعتقده ا ألشعرى ل خيالفه اإل ىف ثالث مسائل‪.‬‬
‫قلت أآان أآعمل أآن املالكية لكهم أآشاعرة ل آأس تثىن أآحدا والشافعية غالهبم أآشاعرة ل‬
‫آأس تثىن اإل من حلق مهنم بتجس مي أآو اعزتال ممن ل يعبأأ هللا به واحلنفية أآكرثمه‬
‫أآشاعرة أآعىن يعتقدون عقد ا ألشعرى ل خيرج مهنم اإل من حلق مهنم ابملعزتةل‬
‫واحلنابةل أآكرث فضالء متقدمهيم أآشاعرة مل خيرج مهنم عن عقيدة ا ألشعرى اإل من‬
‫‪11‬‬
‫حلق بأأهل التجس مي ومه ىف هذه الفرقة من احلنابةل أآكرث من غريمه"‪.‬‬

‫‪ 15‬سري أآعالم النبالء (‪)471 / 41‬‬


‫‪ 11‬طبقات الشافعية الكربى ( ‪)151/ 1‬‬
‫‪41‬‬
‫وطريقة ا ألشاعرة ‪ -‬ويه أآهل الس نة وامجلاعة ‪ -‬مبنية عىل مسلكني‬
‫اجهتاديني ‪ :‬ا ألول ‪ :‬مسكل التفويض ‪ :‬و عليه أآكرث السلف ‪ .‬الثاين ‪ :‬مسكل‬
‫التأأويل ‪ :‬و عليه أآغلب اخللف‪.‬‬

‫وقد ثبت أآن السلف أآ ّولوا يف مواضع‪ .‬وعىل هذا فا ألشعري دار يف كتبه‬
‫عىل املسلكني اترة ابلتأأويل واترة ابلتفويض‪ ،‬وا ألشاعرة اإىل اليوم ـ كقاعدة آأغلبية‬
‫‪14‬‬
‫مقرون بأأن التفويض أآوىل اإذا اندحر التشبيه والتجس مي‪.‬‬
‫ـ ّ‬

‫[ فصل يف اعرتاف العلامء بأأن احلنابةل وا ألشاعرة واملاتريدية من آأهل الس نة ]‬

‫هذا وقد اعرتف كثري من احلنابةل أآنفسهم أآن ا ألشاعرة مه أآهل الس نة‬
‫وامجلاعة‪ ،‬فقال الش يخ عبد البايق احلنبيل ‪" :‬آأن طوائف أآهل الس نة ثالثة‬
‫أآشاعرة وحنابةل وماتريدية بدليل عطف العلامء عىل ا ألشاعرة يف كثري من الكتب‬
‫‪54‬‬
‫الالكمية ومجيع كتب احلنابةل"‪.‬‬

‫وقال الش يخ السفاريين احلنبيل ‪ " :‬أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق‪:‬‬
‫ا ألثرية وإاماهمم آأمحد بن حنبل ‪ -‬ريض هللا عنه‪ ،‬وا ألشعرية وإاماهمم آأبو احلسن‬

‫‪ 14‬درر ا أللفاظ العوايل (‪)5‬‬


‫‪ 54‬العني وا ألثر يف عقائد أآهل ا ألثر (‪)71‬‬
‫‪42‬‬
‫ا ألشعري ‪ -‬رمحه هللا‪ ،‬واملاتريدية وإاماهمم آأبو منصور املاتريدي‪ ،‬و أآما فرق‬
‫‪54‬‬
‫الضالل فكثرية جدا"‪.‬‬

‫وقال الش يخ ابن صوفان احلنبيل ‪" :‬قال بعض آأهل العمل هو يعين‬
‫الناجية آأهل احلديث املعرب عهنم بأأهل ا ألثر وإاماهمم الإمام أآمحد وا ألشعرية‬
‫واملاتريدية انهتي آأقول ‪ :‬وهذا ل ش هبة فيه فاإن هذه الفرق الثالث مه املعرب عهنم‬
‫بأأهل الس نة وامجلاعة ومه آأهل الظهور يف مجيع ا ألعصار وا ألمصار ومه الطائفة‬
‫املنصورة ومه السواد ا ألعظم‪ ،‬فاإن قلت ‪ :‬اإن لفظ احلديث ينايف التعدد ألنه ل‬
‫يصدق اإل عىل فرقة واحدة واملذكورون ثالث فرق‪ ،‬قلت ‪ :‬ل منافاة؛ ألن أآهل‬
‫احلديث وا ألشعرية واملاتريدية فرقة واحدة متفقون يف آأصول ادلين عىل التوحيد‬
‫وتقدير اخلري والرش ويف رشوط النبوة والرساةل ويف موالاة الصحابة لكهم وما‬
‫جرى جمرى ذكل‪ ،‬كعدم وجوب الصالح وا ألصلح ويف اإثبات الكسب وإاثبات‬
‫الشفاعة وخروج عصاة املوحدين من النار‪ ،‬واخلالف بيهنم يف مسائل قليةل‬
‫كتأأويل آايت الصفات وآأحادهيا‪ ،‬هل هو جائز أآو ممتنع؟ ومن قال جبوازه من‬
‫اخللف فاإنه يرى الفضل ملذهب آأهل التفويض مع التزنيه لسالمته‪ ،‬وكذكل‬
‫اخلالف يف صفات ا ألفعال وحنوها نزر يسري ل يوجب تكفري بعضهم لبعض ول‬
‫‪51‬‬
‫تضليهل وهذا اذلي ذكرانه ظاهر وهلل امحلد واملنة ل غبار عليه"‪.‬‬

‫وقال الش يخ العالمة عبد الغين اللبدي معلقا عىل الكم الش يخ ابن‬
‫صوفان احلنبيل ‪" :‬آأقول ‪ :‬هذا البحث جدير ابلتنويه وما آأجاب به سديد وجيه‬

‫‪ 54‬لوامع ا ألنوار الهبية وسواطع ا ألرسار ا ألثرية لرشح ادلرة املضية يف عقد الفرقة املرضية‬
‫(‪)51/ 4‬‬
‫‪ 51‬املهنج ا ألمحد (‪)11-11‬‬
‫‪43‬‬
‫جيب املصري اإليه‪ ،‬وخالفه ل يعول عليه‪ ،‬وإان جزم به احملقق السفاريين يف‬
‫منظومته فقال ‪( :‬وليس هذا النص جزما يعترب ‪ #‬يف فرقة اإل عىل أآهل ا ألثر)‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫فالكم املؤلف آأصوب وإاىل احلق آأدىن وآأقرب وهللا س بحانه وتعاىل أآعمل"‪.‬‬

‫وقال الإمام الطويف احلنبيل ‪" :‬اختلف الناس يف آايت الصفات مثل‬
‫هذه يف القبضة والميني وحنو ( وجه ربك ) ‪ ...‬عىل أآقوال ‪ :‬أآحدها ‪ :‬اإمرارها كام‬
‫جاءت من غري تشبيه ول متثيل وهو مذهب آأهل احلديث‪ ،‬الثاين ‪ :‬محلها عىل‬
‫ظاهرها يف التشبيه ورصحوا به‪ ،‬وهو قول الكرامية ورد علهيم ب (ليس مكثهل‬
‫يشء) وابس تحاةل التجس مي عىل القدمي‪ ،‬الثالث ‪ :‬محلها عىل صفات هلل عز وجل‬
‫حقيقية مقوةل عىل صفات اخمللوقني ابلشرتاك اللفظي اللهم أكهنم قالوا ‪ :‬هلل يد‬
‫يه صفة لئقة به ل تش به يدان‪ ،‬ولنا يد يه هذه اجلارحة مس تحيةل يف حقه عز‬
‫وجل‪ ،‬وهو حميك عن الظاهرية وإاليه يرجع املذهب ا ألول‪ ،‬الرابع ‪ :‬تأأويل ما آأومه‬
‫مهنا التشبيه عىل ما يزيل تكل الش ناعة مما حيمتهل اللفظ يف الكم العرب‪ ،‬وهو‬
‫مذهب ا ألشعرية ومن وافقهم‪ ،‬اخلامس ‪ :‬آأن اللفظ اإن ظهر منه إارادة احلقيقة‬
‫محل علهيا عىل املذهب ا ألول اإو إارادة اجملاز محل عليه لكفظ اجلنب وقلب‬
‫املؤمن بني اإصبعني واحلجر ميني هللا يف ا ألرض وحنوه وإان مل يظهر منه آأحدهام‬
‫اجهتد فيه اجملهتد يف ا ألصول وقدل فيه املقدل‪ ،‬وا ألش به ا ألخذ ابملذهب‬
‫‪51‬‬
‫الثالث"‪.‬‬

‫‪ 51‬املهنج ا ألمحد (‪)17‬‬


‫‪ 51‬الإشارات الإلهية اإىل املباحث ا ألصولية (‪)445-441 /1‬‬
‫‪44‬‬
‫وقال الش يخ ابن شطي احلنبيل ‪" :‬قال بعض العلامء مه ‪ -‬يعين الفرقة‬
‫‪57‬‬
‫الناجية ‪ -‬آأهل احلديث يعين ا ألثرية وا ألشعرية واملاتريدية"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪(" :‬الثاين) ترتيهبم يف ا ألفضلية عىل ترتيهبم يف اخلالفة وهذا‬
‫قول عامة آأهل السنن من آأهل احلديث والفقه والالكم من ا ألثرية وا ألشعرية‬
‫‪51‬‬
‫واملاتريدية وغريمه"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬فائدة‪ :‬أآهل الس نة وامجلاعة ثالث فرق‪ ،‬ا ألثرية وإاماهمم‬
‫الإمام آأمحد ريض هللا عنه‪ .‬وا ألشعرية وإاماهمم آأبو احلسن ا ألشعري رمحه هللا‬
‫‪55‬‬
‫تعاىل‪ .‬واملاتريدية وإاماهمم آأبو منصور املاتريدي رمحه هللا تعاىل"‪.‬‬

‫وقال الش يخ عبد هللا خلف ادلحيان احلنبيل ‪(" :‬فاإذا قلت‪ :‬لفظ‬
‫احلديـث يقتضـي عدم الت مع ِديَة حيث قـال فيه "س تفرتق آأميت عىل بضع وس بعني‬
‫فرقة لكهم يف النار اإل فرقة واحدة ويه ما اكن عىل ما أآان عليه و أآحصايب "‬
‫فاجلواب‪ :‬آأن الثالث فرق يه فرقة واحدة ألهنم لكهم آأهل احلديث‪ ،‬فاإن‬
‫ا ألشاعرة واملاتريدية مل يردوا ا ألحاديث ول آأمهلوها‪ ،‬ف إا ّما فوضوها وإا ّما أآ ّولوها‪،‬‬
‫ولك مهنـم آأهـل حديث‪ ،‬وحينئذ فالثالث فرقة واحدة‪ ،‬لقتفاهئم ا ألخبار‬
‫حّكوا العقول وخالفوا املنقول فهم أآهل‬ ‫وانتحاهلم الاثر‪ ،‬خبالف ابيق الفرق فاإهنم ّ‬
‫‪51‬‬
‫بدعة وضالةل وخمالفة وهجاةل وهللا تعاىل أآعمل"‪.‬‬

‫‪ 57‬تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية (‪)51‬‬
‫‪ 51‬تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية (‪)141‬‬
‫‪ 55‬تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية (‪)57‬‬
‫‪ 51‬تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية (‪)57‬‬
‫‪45‬‬
‫وقال الإمام ابن العامد احلنبيل عن الإمام أآيب احلسن ا ألشعري ‪" :‬ومما‬
‫بيض به وجوه آأهل الس نة النبوية‪ ،‬وسود به راايت آأهل الاعزتال واجلهمية‪،‬‬
‫فأأابن به وجه احلق ا ألبلج ولصدور آأهل الإميان والعرفان أآثلج‪ ،‬مناظرته مع‬
‫‪54‬‬
‫ش يخه اجلبايئ‪ ،‬اليت هبا قصم ظهر لك مبتدع ومرايئ"‪.‬‬

‫وقال الإمام السفاريين احلنبيل ‪(" :‬الثاين) ترتيهبم يف ا ألفضلية عىل‬


‫ترتيهبم يف اخلالفة وهذا قول عامة آأهل السنن من آأهل احلديث والفقه والالكم‬
‫‪14‬‬
‫من ا ألثرية وا ألشعرية واملاتريدية وغريمه"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬فالصفات اذلاتية املتفق علهيا عند آأهل الس نة من ا ألثرية‬
‫‪14‬‬
‫وا ألشعرية واملاتريدية احلياة والعمل والالكم والقدرة وا إلرادة والسمع والبرص"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬وهذا قول عامة أآهل الس نة وامجلاعة من آأهل احلديث‬
‫‪11‬‬
‫والفقه والالكم من ا ألثرية وا ألشعرية واملاتريدية وغريمه"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬مفذهب آأهل الس نة اكفة من السلف ا ألثرية واخللف‬
‫ا ألشعرية واملاتريدية أآن مجيع أآنواع الطاعات املعايص والكفر والفساد ولك معل‬
‫‪11‬‬
‫وفعل وقول واقع بقضاء هللا وقدره"‪.‬‬

‫‪ 54‬شذرات اذلهب يف أآخبار من ذهب ( ‪)414 / 1‬‬


‫‪ 14‬لوامع ا ألنوار الهبية وسواطع ا ألرسار ا ألثرية ( ‪)177 / 1‬‬
‫‪ 14‬لواحئ ا ألنوار السنية ولواحق ا ألفاكر السنية (‪)114 / 4‬‬
‫‪ 11‬لواحئ ا ألنوار السنية ولواحق ا ألفاكر السنية (‪)47 / 1‬‬
‫‪ 11‬لواحئ ا ألنوار السنية ولواحق ا ألفاكر السنية (‪)414 – 411 / 1‬‬
‫‪46‬‬
‫[ فصل يف اعرتاف الإمام الزبيدي ا ألشعري بأأن احملدثني آأو احلنابةل من أآهل‬
‫الس نة ]‬

‫وقال الإمام الزبيدي ‪" :‬واملراد بأأهل الس نة مه الفرق ا ألربعة احملدثون‬
‫‪11‬‬
‫والصوفية وا ألشاعرة واملاتريدية"‪.‬‬

‫[ فصل يف ذكر الكم الإمام أآمحد عن القرآن من عدة رواايت ]‬

‫اعمل أآن التعمق يف حبث يف الكم هللا تعاىل بدعة غري معروفة يف عهد‬
‫الصحابة‪ ،‬كام تقدمت الإشارة اإليه‪ ،‬فقال الإمام الرضير محمد بن خازم ‪" :‬الالكم‬
‫فيه بدعة وضالةل وما تلكم النيب صىل هللا عليه وسمل ول الصحابة ول التابعون‬
‫‪17‬‬
‫ول الصاحلون يعين القرآن خملوق"‪.‬‬

‫وقال الإمام البهيقي ‪" :‬ل يعرف للصحابة ريض هللا عهنم اخلوض يف‬
‫القرآن قلت‪ :‬اإمنا أآراد به أآنه مل يقع يف الصدر ا ألول ‪ ,‬ول الثاين من يزمع أآن القرآن‬
‫خملوق حىت حيتاج اإىل اإناكره ‪ ,‬فال يثبت عهنم يشء هبذا اللفظ اذلي روينا عن‬
‫أآنس ريض هللا عنه ‪ ,‬لكن قد ثبت عهنم اإضافة القرآن اإىل هللا تعاىل ‪ ,‬ومتجيده‬
‫بأأنه الكم هللا تعاىل ‪ ,‬كام روينا عن أآيب بكر وعائشة وخباب بن ا ألرت وابن‬
‫‪11‬‬
‫مسعود والنجايش وغريمه‪ ،‬وهللا أآعمل"‪.‬‬

‫‪ 11‬أآحتاف السادة املتقني (‪)11 / 1‬‬


‫‪ 17‬الرد عىل من يقول ان القران خملوق للنجاد (‪)14‬‬
‫‪ 11‬ا ألسامء والصفات للبهيقي (‪)741 / 4‬‬
‫‪47‬‬
‫وكذكل ليس فيه كبري الفائدة وقليةل الفائدة‪ ،‬أآشار اإليه الإمام الشواكين‬
‫فقال ‪" :‬مسأأةل اخلالف يف الكم هللا س بحانه‪ ،‬وإان طالت ذيولها‪ ،‬وتفرق الناس‬
‫فهيا فرقا‪ ،‬وامتحن هبا من امتحن‪ ،‬من أآهل العمل وظن من ظن أآهنا من أآعظم‬
‫مسائل أآصول ادلين‪ ،‬ليس لها كبري فائدة‪ ،‬بل يه من فضول العمل‪ ،‬ولهذا صان‬
‫‪15‬‬
‫هللا سلف هذه ا ألمة من الصحابة‪ ،‬والتابعني‪ ،‬واتبعهيم عن التلكم فهيا"‪.‬‬

‫فلام اكن هذا الكتاب اذلي أآقدمه هنا فيه بيان اختالف ا ألشاعرة‬
‫واحلنابةل يف مسأأةل الكم هللا تعاىل‪ ،‬حفري يب أآن أآذكر الكم الإمام أآمحد بن حنبل‬
‫حول القرآن مث أآتبعه الكم آأتباعه احلنابةل مث الكم الإمام أآيب احلسن ا ألشعري‬
‫وا ألشاعرة‪ .‬فباهلل التوفيق فنقول ‪:‬‬

‫فامي ييل الكم الإمام أآمحد بن حنبل اذلي وقفت عليه من عدة رواايت‬
‫يف كتب أآتباعهم‪ ،‬وحمصهل أآنه ذكر أآن القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬ومل يرد بعبارة‬
‫رصحية منه وجود زايدة عليه‪ ،‬وهو هبذا رد عىل املعزتةل القائلني بأأن القرآن‬
‫خملوق‪.‬‬

‫فقال الإمام أآمحد بن حنبل يف كتاب منسوب اإليه ‪" :‬الكم هللا ل جيئي‬
‫‪11‬‬
‫ول يتغري من حال اإىل حال"‪.‬‬

‫وقال يف رسالته اإىل الإمام مسدد ‪" :‬فاإن الكم هللا عز وجل وما تلكم‬
‫به فليس مبخلوق‪ ،‬وما أآخرب به عن عن القرون املاضية فغري خملوق‪ ،‬وما يف‬
‫اللوح احملفوظ وما يف املصاحف وتالوة الناس وكيفام قرئ وكيفام يوصف فهو الكم‬
‫‪ 15‬اإرشاد الفحول اإيل حتقيق احلق من عمل ا ألصول (‪)14 / 4‬‬
‫‪ 11‬الرد عىل اجلهمية والزاندقة (‪)411‬‬
‫‪48‬‬
‫هللا غري خملوق‪ ،‬مفن قال خملوق فهو اكفر ابهلل العظمي‪ ،‬ومن مل يكفره فهو‬
‫‪14‬‬
‫اكفر"‪.‬‬

‫وقال يف رسالته اإىل الإمام العطار ‪" :‬والقرآن الكم هللا وليس مبخلوق‪،‬‬
‫ول يضعف أآن يقول ليس مبخلوق‪ ،‬وآأن الكم هللا ليس ببائن منه‪ ،‬وليس يشء‬
‫منه خملوق‪ ،‬وإاايك ومناظرة من أآحدث فيه وقال ابللفظ وغريه ومن وقف فيه‬
‫فقال ‪( :‬ل آأدري خملوق أآو ليس مبخلوق؟ وإامنا هو الكم هللا) فهو صاحب‬
‫‪44‬‬
‫بدعة‪ ،‬مثل من قال هو خملوق‪ ،‬وإامنا هو الكم هللا وليس مبخلوق"‪.‬‬

‫وقال يف رسالته اإىل الإمام الربعي ‪" :‬والقر أآن الكم هللا مزنل عىل قلب‬
‫‪44‬‬
‫نبيه محمد صىل هللا عليه وسمل غري خملوق من حيامث تيل"‪.‬‬

‫وقال يف رسالته اإىل الإمام الرسخيس ‪" :‬والقرآن الكم هللا عز وجل‬
‫‪41‬‬
‫مزنل وليس مبخلوق"‪.‬‬

‫وقد نقل الإمام عيل بن الفرات ا ألصهباين عن الإمام آأمحد آأش ياء مهنا‬
‫‪41‬‬
‫قوهل ‪" :‬مسعت أآمحد بن حنبل يقول ‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق‪.‬‬

‫ويف طبقات احلنابةل يف مناظرته بينه وبني املعتصم ‪" :‬فقال‪ :‬أآمحد ‪ :‬وهللا‬
‫اي أآمري املؤمنني لقد دخلت عليك وما يف قليب مثقال حبة من الفزع فقال‪ :‬هل‬

‫‪ 14‬طبقات احلنابةل لبن أآيب يعىل (‪)111 / 1‬‬


‫‪ 44‬طبقات احلنابةل لبن أآيب يعىل (‪)411 – 415 / 1‬‬
‫‪ 44‬طبقات احلنابةل لبن أآيب يعىل (‪)174 / 4‬‬
‫‪ 41‬طبقات احلنابةل لبن أآيب يعىل ( ‪)141 / 1‬‬
‫‪ 41‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)114 / 4‬‬
‫‪49‬‬
‫املعتصم ما تقول يف القرآن فقال‪ :‬الكم هللا قدمي غري خملوق قال‪ :‬هللا عز وجل‬
‫(( وإان أآحد من املرشكني اس تجارك فأأجره حىت يسمع الكم هللا )) فقال هل ‪:‬‬
‫عندك جحة غري هذا فقال أآمحد ‪ :‬نعم اي أآمري املؤمنني قول هللا عز وجل ((‬
‫الرمحن عمل القرآن )) ومل يقل الرمحن خلق القرآن وقوهل عز وجل (( يس والقرآن‬
‫‪41‬‬
‫احلكمي )) ومل يقل يس والقرآن اخمللوق"‪.‬‬

‫وهذا الإمام شاهني بن السميذع أآبو سلمة العبدي قد نقل عن الإمام‬


‫أآمحد بن حنبل آأش ياء‪ ،‬فقال ‪" :‬مسعت أآاب عبد هللا آأمحد بن حنبل يقول ‪:‬‬
‫الواقفة رش من اجلهمية ومن قال‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق فهو اكفر قال‪ :‬ومسعت أآاب‬
‫عبد هللا يقول ‪ :‬اإحساق بن إارسائيل واقفي مش ئوم قال‪ :‬وسالت أآاب عبد هللا‬
‫معن يقول أآان أآقف يف القرآن تورعا قال‪ :‬ذاك شاك يف ادلين‪ ،‬اإجامع العلامء‬
‫وا ألمئة املتقدمني عىل آأن القرآن الكم هللا غري خملوق هذا ادلين اذلي أآدركت‬
‫‪47‬‬
‫عليه الش يوخ و أآدرك من اكن قبلهم عىل هذا"‪.‬‬

‫وهذا الإمام عبد هللا بن معر بن محمد بن أآابن القريش الكويف املعروف‬
‫مبشكدانه قد نقل عن الإمام أآمحد بن حنبل آأش ياء فقال ‪" :‬سأألت أآاب عبد هللا‬
‫‪41‬‬
‫عن القرآن فقال‪ :‬الكم هللا عز وجل وليس مبخلوق"‪.‬‬

‫‪ 41‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)411 / 4‬‬


‫‪ 47‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)451 / 4‬‬
‫‪ 41‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)414 / 4‬‬
‫‪50‬‬
‫وهذا الإمام أآعني بن زيد الشويب أآحد أآحصاب الإمام أآمحد قد روى‬
‫عنه عبد الرمحن بن أآيب حامت يف كتاب الرد عىل اجلهمية قال‪" :‬مسعت آأعني بن‬
‫‪45‬‬
‫زيد يقول مسعت أآمحد بن حنبل يقول ‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق"‪.‬‬

‫وهذا الإمام حنبل قال ‪" :‬مسعت أآاب عبد هللا يقول ‪ :‬مل يزل هللا متلكام‬
‫والقرآن الكم هللا عز وجل غري خملوق وعىل لك هجة ول يوصف هللا بيشء‬
‫‪41‬‬
‫أآكرث مما وصف به نفسه عز وجل"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآمحد بن حنبل يف رساةل نقلها الإمام محمد بن حبيب‬


‫‪44‬‬
‫ا ألنداري ‪" :‬والقرآن الكم هللا وتزنيهل وليس مبخلوق"‪.‬‬

‫وهذا الإمام ابن كثري حىك لنا الكم الإمام أآمحد بن حنبل يف البداية‬
‫والهناية قائال ‪" :‬وروى البهيقي من طريق اسامعيل بن محمد السلمي عن أآمحد أآنه‬
‫‪444‬‬
‫قال‪ :‬من قال القرآن حمدث فهو اكفر"‪.‬‬

‫وهذا الإمام أآبو جعفر محمد بن شداد الصفدي يقول ‪" :‬مسعت أآمحد بن‬
‫حنبل وتذاكران أآمر القرآن فقال‪ :‬هو من حيث ترصف غري خملوق واللفظ ابلقرآن‬
‫من قال‪ :‬هو خملوق فهذا من قول هجم والنيب ‪ -‬صىل هللا عليه وسمل ‪ -‬يقول‪(( :‬‬
‫منعوين أآن أآبلغ الكم ريب عز وجل )) وقال هللا ‪ (( :‬حىت يسمع الكم هللا ))‬

‫‪ 45‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)444 / 4‬‬


‫‪ 41‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)411 / 4‬‬
‫‪ 44‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)147 / 4‬‬
‫‪ 444‬البداية والهناية (‪)114 / 44‬‬
‫‪51‬‬
‫قال‪ :‬وقال أآمحد ‪ :‬ل جيالس من قال‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق ول يصيل خلفه فاإن‬
‫‪444‬‬
‫هذا من قول هجم"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآمحد بن حنبل كام يف خط الإمام أآمحد الس نجي ‪" :‬والقرآن‬
‫‪441‬‬
‫الكم هللا غري خملوق من حيامث مسع وتيل منه بدا وإاليه يعود"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن وارة ‪" :‬سأألت أآمحد عن القرآن فقال‪ :‬القرآن الكم هللا‬
‫‪441‬‬
‫غري خملوق حيامث ترصف"‪.‬‬

‫وهذا الإمام مميون بن ا ألصبغ قد نقل عن الإمام أآمحد بن حنبل آأش ياء‪:‬‬
‫مهنا قوهل ‪" :‬مسعت املعتصم يوم احملنة يقول ألمحد ‪ :‬بلغين أآنك تقول اإن القرآن‬
‫الكم هللا غري خملوق‪ ،‬فقال هل ‪ :‬أآصلح هللا أآمري املؤمنني البالغات تزيد وتنقص‬
‫فقال هل أآمري املؤمنني فاإيش تقول قال‪ :‬آأقول غري خملوق عىل آأي احلالت اكن‬
‫قال‪ :‬ومن أآين قلت‪ :‬فقال‪ :‬حدثين عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أآنس‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسمل – (( اإن الكم هللا اذلي اختص به‬
‫مو ى مائة أآلف لكمة وثالمثائة وثالثة عرش لكمة )) فاكن الالكم من هللا‬
‫والاس امتع من مو ى اإىل أآن قال‪ :‬قال أآمحد قال‪ :‬هللا تعاىل (( ولكن حق القول‬
‫مين ألم ألن هجمن من اجلنة والناس آأمجعني )) فاإن يكن القول من هللا فالالكم‬
‫الكم هللا‪ .‬وقال مميون بن ا ألصبغ ملا رضب أآمحد سوطا قال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬فلام‬

‫‪ 444‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)144 / 4‬‬


‫‪ 441‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)141 / 4‬‬
‫‪ 441‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)111 / 4‬‬
‫‪52‬‬
‫رضب الثاين قال‪ :‬امحلد هلل ول حول ول قوة اإل ابهلل‪ ،‬فلام رضب الثالث قال‪:‬‬
‫‪441‬‬
‫القرآن الكم هللا غري خملوق"‪.‬‬

‫وهذا الإمام أآبو أآمحد محمود بن خادل اخلانقيين قال‪" :‬مسعت أآمحد بن‬
‫حنبل يقول القرآن الكم هللا وليس مبخلوق ومن زمع أآن القرآن خملوق فهو‬
‫‪447‬‬
‫اكفر"‪.‬‬

‫ويف رساةل الاصطخري ‪" :‬والقرآن الكم هللا تلكم به ليس مبخلوق ومن‬
‫زمع أآن القرآن خملوق فهم هجمي اكفر ومن زمع أآن القرآن الكم هللا ووقف ومل‬
‫يقل ليس مبخلوق فهو أآخبث من قول ا ألول ومن زمع أآن أآلفاظنا به وتالوتنا هل‬
‫خملوقة والقرآن الكم هللا فهو هجمي ومن مل يكفر هؤلء القوم لكهم فهو مثلهم‪.‬‬
‫ولكم هللا مو ى تلكامي من فيه وانوهل التوراة من يده اإىل يده ومل يزل هللا عز‬
‫‪441‬‬
‫وجل متلكام فتبارك هللا أآحسن اخلالقني"‪.‬‬

‫وهذا الإمام البخاري ذكر املعروف من الإمام أآمحد بن حنبل يف هذه‬


‫املسأأةل فقال ‪" :‬املعروف عن أآمحد و أآهل العمل آأن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬وما‬
‫سواه خملوق‪ ،‬و أآهنم كرهوا البحث والتنقيب عن ا ألش ياء الغامضة‪ ،‬وجتنبوا أآهل‬
‫الالكم‪ ،‬واخلوض والتنازع اإل فامي جاء فيه العمل‪ ،‬وبينه رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫‪445‬‬
‫وسمل"‪.‬‬

‫‪ 441‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)117 / 4‬‬


‫‪ 447‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)114 / 4‬‬
‫‪ 441‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)14 / 4‬‬
‫‪ 445‬خلق أآفعال العباد والرد عىل اجلهمية و أآحصاب التعطيل (‪)44 / 1‬‬
‫‪53‬‬
‫وقال الإمام أآبو الفضل المتميي احلنبيل ‪" :‬واكن ( أآي أآمحد بن حنبل)‬
‫يقول ‪ :‬اإن هلل عز وجل الكما هو به متلكم وذكل صفة هل يف ذاته خالف هبا‬
‫‪441‬‬
‫اخلرس والبمك والسكوت"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬واكن يقول اإن القرآن كيف ترصف غري خملوق و أآن هللا‬
‫تعاىل تلكم ابلصوت واحلرف واكن يبطل احلاكية ويضلل القائل بذكل وعىل‬
‫مذهبه أآن من قال اإن القرآن عبارة عن الكم هللا عز وجل فقد هجل وغلط و أآن‬
‫الناخس واملنسوخ يف كتاب هللا عز وجل دون العبارة عنه ودون احلاكية هل‬
‫وتبطل احلاكية عنده بقوهل عز وجل {ولكم هللا مو ى تلكامي} وتلكامي مصدر تلكم‬
‫يتلكم فهو متلكم وذكل يفسد احلاكية ومل ينقل عن احد من أآمئة املسلمني من‬
‫املتقدمني من أآحصاب رسول هللا صىل هللا عليه وسمل والتابعني علهيم السالم‬
‫‪444‬‬
‫القول ابحلاكية والعبارة فدل عىل أآن ذكل من البدع احملدثة"‪.‬‬

‫وقال الش يخ ابن السعدي احلنبيل ‪ ":‬اكن أآبو عبد هللا اإذا دعي اإىل‬
‫‪444‬‬
‫القول خبلق القرآن ورضب ابلس ياط يقول ‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق"‪.‬‬

‫اخلالصة ‪ :‬من خالل عرض هذه ا ألقوال من الإمام أآمحد بن حنبل من‬
‫عدة رواايت عمل أآن الكمه يف القرآن ل يتجاوز عن أآن يكون القرآن الكم هللا‬
‫وهو غري خملوق‪ ،‬ويبدو أآنه مل يتعرض ألش ياء أآخرى آأصال‪ ،‬أكن يكون هل‬
‫القرآن ابحلرف والصوت أآو ل؟ اإىل غري ذكل من املسائل ادلقيقة‪ ،‬بل بدع‬

‫‪ 441‬اعتقاد الإمام أآمحد (‪)441‬‬


‫‪ 444‬اعتقاد الإمام أآمحد (‪)445‬‬
‫‪ 444‬اجلوهر احملصل يف مناقب الإمام أآمحد بن حنبل (‪)71‬‬
‫‪54‬‬
‫الإمام أآمحد لك من حاول التدقيق يف هذه املساةل كام نرى‪ ،‬وإامنا وجد اإثبات‬
‫هذه الزايدات أآو نفهيا يف الكم احلنابةل وغريمه بعد وفاة الإمام أآمحد بن حنبل‪.‬‬

‫ويؤيد خالصيت هذه ما ذكره الش يخ خوقري احلنبيل حيث قال ‪" :‬وقد‬
‫اقترص السلف عىل قوهلم الكم هللا غري خملوق وعلينا الاقتداء وعدم اخلوض فامي‬
‫‪444‬‬
‫ل طائل حتته والوقوف عند ما ورد بال زايدة ول نقص"‪.‬‬

‫كام أآنه يؤيده الكم بعض السلف الخر أآو من تصدى لتأأليف عقيدة‬
‫سلفية اكلتايل ‪:‬‬

‫قال الإمام ابن أآيب زيد القريواين ‪" :‬وآأن القرآن الكم هللا ليس‬
‫‪441‬‬
‫مبخلوق"‪.‬‬

‫وقال الإمام الصابوين ‪" :‬والقرآن اذلي هو الكم هللا ووحيه هو اذلي‬
‫يزنل به جربيل عىل الرسول صىل هللا عليه وسمل قرآان عربيا لقوم يعلمون‪ ،‬بشريا‬
‫ونذيرا‪ ،‬كام قال عز من قائل‪( :‬وإانه لتزنيل رب العاملني‪ .‬نزل به الروح ا ألمني‪.‬‬
‫عىل قلبك لتكون من املنذرين‪ ،‬بلسان عريب مبني) وهو اذلي بلغه الرسول‬
‫صىل هللا عليه وسمل أآمته‪ ،‬كام أآمر به يف قوهل تعاىل‪( :‬اي أآهيا الرسول بلغ ما أآنزل‬
‫اإليك من ربك) فاكن اذلي بلغهم بأأمر هللا تعاىل الكمه عز وجل‪ ،‬وفيه قال‬
‫صىل هللا عليه وسمل‪ (( :‬آأمتنعوين أآن أآبلغ الكم ريب )) وهو اذلي حتفظه‬
‫الصدور‪ ،‬وتتلوه ا أللس نة‪ ،‬ويكتب يف املصاحف‪ ،‬كيف ما ترصف بقراءة قارئ‪،‬‬
‫لفظ لفظ‪ ،‬وحفظ حافظ‪ ،‬وحيث تيل‪ ،‬ويف أآي موضع قرئ وكتب يف‬
‫‪ 444‬ما ل بد منه (‪)41‬‬
‫‪ 441‬مقدمة رساةل ابن أآيب زيد القريواين (‪)1‬‬
‫‪55‬‬
‫مصاحف آأهل الإسالم‪ ،‬وآألواح صبياهنم وغريها لكه الكم هللا جل جالهل‪ ،‬غري‬
‫‪441‬‬
‫خملوق"‪.‬‬

‫وقال الإمام الطحاوي يف عقيدته ‪" :‬وإان القرآن الكم هللا منه بدا بال‬
‫كيفية قول و أآنزهل عىل رسوهل وحيا وصدقه املؤمنون عىل ذكل حقا و أآيقنوا أآنه‬
‫الكم هللا تعاىل ابحلقيقة ليس مبخلوق كالكم الربية مفن مسعه فزمع أآنه الكم البرش‬
‫‪441‬‬
‫فقد كفر"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآبو زرعة و أآبو حامت ‪" :‬ومن قال‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق فهو‬
‫‪447‬‬
‫هجمي أآو القرآن بلفظي خملوق فهو هجمي"‪.‬‬

‫وقال الإمام حرب بن اإسامعيل الكرماين احلنظيل‪" :‬اإن احلق والصواب‬


‫الواحض املس تقمي اذلي أآدركنا عليه أآهل العمل أآن من زمع أآن أآلفاظنا ابلقرآن‬
‫‪441‬‬
‫وتالوتنا خملوقة‪ ،‬فهو هجمي مبتدع خبيث"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬القر أآن الكم هللا لكم به ليس مبخلوق‪ ،‬مفن زمع أآن القرآن‬
‫‪445‬‬
‫خملوق فهو هجمي اكفر"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآبو زرعة ‪" :‬القرآن الكم هللا غري خملوق واذلي يقف فيه‬
‫عىل الشك هو واذلي يقول خملوق يشء واحد‪ ،‬أآمحد بن حنبل يقول ‪ :‬تفرقت‬

‫‪ 441‬عقيدة السلف أآحصاب احلديث (‪)41-45‬‬


‫‪ 441‬العقيدة الطحاوية بتعليق ا أللباين (‪)14‬‬
‫‪ 447‬رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة (‪)445 / 4‬‬
‫‪ 441‬رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة (‪)111 / 41‬‬
‫‪ 445‬معتقد حرب الكرماين (‪)11‬‬
‫‪56‬‬
‫اجلهمية عىل ثالث آأصناف صنف قالت الفرآن خملوق وصنف وقفت وصنف‬
‫‪441‬‬
‫قالت لفظنا ابلقرآن خملوق"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن أآيب حامت ‪" :‬حدثنا أآيب قال‪ :‬قال عبد الوهاب الوراق ‪:‬‬
‫‪444‬‬
‫القرآن الكم هللا غري خملوق ومن قال‪ :‬خملوق فهو اكفر هو وهللا زنديق"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآبو القامس حفص بن معر‪" :‬قر أآ علينا أآبو حامت هذا الالكم‬
‫وقال لنا ‪ :‬هذا مذهبنا واختياران وما نعتقده وندين هللا به ونسأأهل السالمة يف‬
‫ادلين وادلنيا اإن الإميان قول ومعل وتصديق ابلقلب وإاقرار ابللسان ومعل‬
‫اب ألراكن مثل الصالة والزاكة ملن اكن هل مال واحلج ملن اس تطاع اإليه سبيال‬
‫وصوم شهر رمضان ومجيع فرائض هللا اليت فرض عيل عباده العمل هبا من‬
‫الإميان والإميان يزيد وينقص والقرآن الكم هللا وعلمه وآأسامؤه وصفاته وآأمره وهنيه‬
‫ليس مبخلوق جبهة من اجلهات ومن زمع أآنه خملوق جمعول فهو اكفر كفرا ينتقل به‬
‫عن املةل ومن شك يف كفره ممن يفهم ول جيهل فهو اكفر ومن اكن جاهال عمل‬
‫فاإن أآذعن ابحلق بتكفريه وإال أآلزم الكفر والواقفية واللفظية هجمية هجمهم أآبو عبد‬
‫‪414‬‬
‫هللا أآمحد بن حنبل"‪.‬‬

‫وقال الإمام هارون امحلال ‪" :‬القرآن الكم هللا ليس مبخلوق عىل لك‬
‫‪414‬‬
‫حال وعىل لك هجة ومن زمع أآن أآسامء هللا خملوقة فهو عندي اكفر"‪.‬‬

‫‪ 441‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)141 / 4‬‬


‫‪ 444‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)141 / 4‬‬
‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)111 / 4‬‬
‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)141 / 4‬‬
‫‪57‬‬
‫وقال الإمام الفضل بن محمد الشعراين ‪ ":‬مسعت حيىي بن أآكمث يقول ‪:‬‬
‫القرآن الكم هللا غري خملوق مفن قال‪ :‬خملوق يستتاب فاإن اتب وإال رضبت‬
‫‪411‬‬
‫عنقه"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن عينية ‪" :‬مسعت معرو بن دينار يقول ‪ :‬أآدركت مشاخينا‬
‫‪411‬‬
‫منذ س بعني س نة يقولون ‪ :‬القرآن الكم هللا منه بد أآ وإاليه يعود"‪.‬‬

‫وقال الإمام جعفر بن محمد ‪" :‬اإهنم يسأألون عن القرآن خملوق أآو خالق؟‬
‫‪411‬‬
‫فقال ‪ :‬اإنه ليس خبالق ول خملوق ولكنه الكم هللا عز وجل"‪.‬‬

‫وقال الإمام الإسامعييل ‪" :‬القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬وإانه كيفام‬
‫ترصف بقراءة القارئ هل وبلفظه وحمفوظا يف الصدور متلو اب أللسن‪ ،‬مكتواب يف‬
‫املصاحف غري خملوق‪ ،‬ومن قال خبلق اللفظ ابلقرآن يريد به القرآن فقد قال‬
‫‪417‬‬
‫خبلق القرآن"‪.‬‬

‫ويف طبقات احلنابةل ‪" :‬آأخربان أآمحد بن همدي أآخربين أآبو الوليد‬
‫ادلربندي أآخربان محمد بن أآمحد بن محمد بن سلامين حدثنا أآبو نرص أآمحد بن سهل‬
‫بن محدويه حدثنا أآبو العباس الفضل بن بسام قال‪ :‬مسعت اإبراهمي بن محمد يقول‬
‫أآان توليت دفن محمد بن اإسامعيل ملا أآن مات خبرتنك أآردت محهل اإىل مدينة‬
‫مسرقند أآن أآدفنه هبا فمل يرتكين صاحب لنا فدفناه فهيا فلام أآن فرغنا ورجعت اإىل‬

‫‪ 411‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)141 / 4‬‬


‫‪ 411‬رصحي الس نة (‪)11‬‬
‫‪ 411‬رصحي الس نة (‪)17‬‬
‫‪ 417‬اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة (‪)14‬‬
‫‪58‬‬
‫املزنل اذلي كنت فيه قال‪ :‬يل صاحب القرص سأألته أآمس فقلت‪ :‬اي أآاب عبد هللا‬
‫( أآي ‪ :‬البخاري) ما تقول يف القرآن فقال‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق قال‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬هل اإن الناس يزمعون أآنك تقول ليس يف املصاحف قرآن ول يف صدور‬
‫الناس قرآن فقال‪ :‬آأس تغفر هللا أآن تشهد عيل بيشء مل تسمعه مين آأقول كل كام‬
‫قال‪ :‬هللا تعاىل‪" :‬والطور وكتاب مسطور" آأقول يف املصاحف قرآن ويف صدور‬
‫‪411‬‬
‫الناس قرآن مفن قال‪ :‬غري هذا يستتاب فاإن اتب وإال فسبيهل سبيل الكفر"‪.‬‬

‫وقال ابن منده ‪" :‬مفن الصفات اليت وصف هبا نفسه ومنح خلقه الالكم‬
‫فاهلل عز وجل يتلكم الكما آأزليا غري معمل ول منقطع فيه خيلق ا ألش ياء وبالكمه‬
‫دل عىل صفاته اليت ل يس تدرك كيفيهتا خملوق ول يبلغها وصف واصف‪ ،‬والعبد‬
‫‪415‬‬
‫متلكم بالكم حمدث معمل خمتلف فان بفنائه"‪.‬‬

‫وقال ابن تميية ‪" :‬ومذهب سلف ا ألمة وآأمئهتا من الصحابة والتابعني هلم‬
‫ابإحسان وسائر آأمئة املسلمني اك ألمئة ا ألربعة وغريمه ما دل عليه الكتاب والس نة‬
‫وهو اذلي يوافق ا ألدةل العقلية الرصحية آأن القرآن الكم هللا مزنل غري خملوق منه‬
‫‪411‬‬
‫بد أآ وإاليه يعود"‪.‬‬

‫اخلالصة ‪ :‬ظهر من عدة نقولت من الإمام أآمحد يف مسأأةل القرآن أآن‬


‫الإمام ل يتوسع يف مباحث القرآن‪ ،‬واكن الكمه مقترصا عىل أآنه الكم هللا و أآنه‬
‫غري خملوق‪ ،‬وهذ بذكل رد عىل خصومه حينذاك من املعزتةل القائلني بأأن القرآن‬

‫‪ 411‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)151 / 4‬‬


‫‪ 415‬كتاب التوحيد لبن منده (‪)114‬‬
‫‪ 411‬مجموع الفتاوى ( ‪)15/41‬‬
‫‪59‬‬
‫خملوق‪ .‬وما نقل عن الإمام أآمحد يف اإثباته للصوت‪ ،‬كام رواه ابنه عبد هللا فقال ‪:‬‬
‫قال أآيب رمحه هللا‪« :‬حديث ابن مسعود ريض هللا عنه اإذا تلكم هللا عز وجل‬
‫مسع هل صوت كجر السلسةل عىل الصفوان‪ .‬قال أآيب‪ :‬وهذا اجلهمية تنكره وقال‬
‫أآيب‪ :‬هؤلء كفار يريدون أآن ميوهوا عىل الناس‪ ،‬من زمع أآن هللا عز وجل مل‬
‫‪414‬‬
‫يتلكم فهو اكفر‪ ،‬أآل اإان نروي هذه ا ألحاديث كام جاءت"‪.‬‬

‫ونقهل الإمام ابن رجب يف ذيهل عىل طبقات احلنابةل عندما دافع عن آأحد ا ألمئة‬
‫احلنابةل إلثباته للصوت فقال ‪" :‬و أآما اإناكر اإثبات الصوت عن الإمام اذلي ينمتي‬
‫اإليه احلافظ‪ ،‬مفن أآجعب العجب‪ ،‬والكمه يف اإثبات الصوت كثري جدا‪ .‬قال عبد‬
‫هللا ابن الإمام أآمحد يف كتاب الس نة ‪" :‬سأألت أآيب عن قوم يقولون‪ :‬ملا لكم هللا‬
‫مو ى مل يتلكم بصوت‪ .‬فقال أآيب‪ :‬بيل‪ ،‬تلكم بصوت‪ ،‬هذه ا ألحاديث نروهيا كام‬
‫‪414‬‬
‫جاءت"‪.‬‬
‫اإمنا هو اإثبات لوقوفه عىل ظواهر النصوص بدون التعرض لتدقيقه‪ ،‬كام‬
‫حصل عند املتأأخرين‪.‬‬

‫‪ 414‬الس نة لعبد هللا بن أآمحد (‪)711 /114 / 4‬‬


‫‪ 414‬ذيل طبقات احلنابةل ( ‪)11 / 1‬‬
‫‪60‬‬
‫[ فصل يف بدعة الاختالف يف هل الكم هللا حبرف وصوت آأم ل؟ ]‬

‫اعمل أآنه اتضح مما س بق أآن السلف اكنوا ل يتلكمون بدقة عن القرآن‪،‬‬
‫بل ذكروا أآن الالكم يف هللا س بحانه وتعاىل يف امجلةل بدعة حمدثة‪ ،‬فقال الإمام‬
‫‪414‬‬
‫الربهباري ‪" :‬واعمل آأن الالكم يف الرب تعاىل حمدث وهو بدعة وضالةل"‪.‬‬

‫وإامنا دقق العلامء يف البحث عنه حني ظهر فتنة املعزتةل يف مسأأةل القرآن‬
‫دلحض ش هباهتم‪.‬‬

‫فقد قال ش يخ الإسالم ابن متية ‪" :‬ويتبني هذا ابجلواب عن املسأأةل‬
‫الثانية وهو قوهل اإن الكم هللا هل هو حرف وصوت آأم ل فاإن اإطالق اجلواب‬
‫يف هذه املسأأةل نفيا وإاثباات خطأأ ويه من البدع املودلة احلادثة بعد املائة‬
‫‪411‬‬
‫الثالثة"‪.‬‬

‫ذلكل ميكنين أآن نقول بأأن الاختالف الواقع بني ا ألشاعرة واحلنابةل يف‬
‫مسأأةل القرآن هو اختالف يف فروع العقيدة ول يف أآصولها‪ ،‬وذكل ل يقتيض‬
‫التفس يق ول التبديع‪ ،‬مع العمل بأأن ا ألشاعرة قالوا ملا قال به احلنابةل من أآن القرآن‬
‫الكم هللا غري خملوق‪.‬‬

‫وقد أآشار اإىل ذكل احلافظ اذلهيب حيث ذكر موقفه امجليل من شأأن‬
‫الإمام البخاري ودفاعه عنه فقال ‪ " :‬واذلي ظهر من محمد آأمر خفيف من‬
‫املسائل اليت اختلف فهيا ا ألمئة يف القول يف القرآن‪ ،‬وتسم مسأأةل آأفعال التالني‪،‬‬

‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)44 / 1‬‬


‫‪ 411‬مجموع الفتاوى ( ‪)111 / 41‬‬
‫‪61‬‬
‫جفمهور ا ألمئة والسلف واخللف عىل أآن القرآن الكم هللا‪ ،‬مزنل‪ ،‬غري خملوق‪.‬‬
‫وهبذا ندين هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬وبدعوا من خالف ذكل‪ ،‬وذهبت اجلهمية‪ ،‬واملعزتةل‪،‬‬
‫واملأأمون‪ ،‬و أآمحد بن أآيب دواد القايض‪ ،‬وخلق من املتلكمني‪ ،‬والرافضة اإىل أآن‬
‫القرآن الكم هللا املزنل خملوق‪ ،‬وقالوا‪ :‬هللا خالق لك يشء‪ ،‬والقرآن يشء‪ .‬وقالوا‪:‬‬
‫تعاىل هللا أآن يوصف بأأنه متلكم‪ .‬وجرت حمنة القرآن‪ ،‬وعظم البالء‪ ،‬ورضب‬
‫أآمحد بن حنبل ابلس ياط ليقول ذكل ‪ -‬نسأأل هللا السالمة يف ادلين ‪ .-‬مث نشأأت‬
‫طائفة‪ ،‬فقالوا‪ :‬الكم هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬مزنل غري خملوق‪ ،‬ولكن أآلفاظنا به خملوقة ‪-‬‬
‫يعنون‪ :‬تلفظهم و أآصواهتم به وكتابهتم هل‪ ،‬وحنو ذكل ‪ -‬وهو حسني الكرابييس‬
‫ومن تبعه‪ ،‬فأأنكر ذكل الإمام أآمحد‪ ،‬و أآمئة احلديث‪ ،‬وابلغ الإمام آأمحد يف احلط‬
‫علهيم‪ ،‬وثبت عنه أآن قال‪ :‬اللفظية هجمية‪ .‬وقال‪ :‬من قال‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق‪،‬‬
‫فهو هجمي‪ ،‬ومن قال‪ :‬لفظي ابلقرآن غري خملوق‪ ،‬فهو مبتدع‪ ،‬وسد ابب اخلوض‬
‫يف هذا‪ .‬وقال أآيضا‪ :‬من قال‪ :‬لفظي ابلقرآن خملوق‪ ،‬يريد به القرآن‪ ،‬فهو هجمي‪.‬‬
‫وقالت طائفة‪ :‬القرآن حمدث كداود الظاهري ومن تبعه‪ ،‬فبدعهم الإمام آأمحد‪،‬‬
‫وآأنكر ذكل‪ ،‬وثبت عىل اجلزم بأأن القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬و أآنه من عمل‬
‫هللا‪ ،‬وكفر من قال خبلقه‪ ،‬وبدع من قال حبدوثه‪ ،‬وبدع من قال‪ :‬لفظي ابلقرآن‬
‫غري خملوق‪ ،‬ومل يأأت عنه ول عن السلف القول‪ :‬بأأن القرآن قدمي‪ .‬ما تفوه آأحد‬
‫مهنم هبذا‪ .‬فقولنا‪ :‬قدمي‪ ،‬من العبارات احملدثة املبتدعة‪ ،‬كام آأن قولنا‪ :‬هو حمدث‪،‬‬
‫بدعة‪ .‬و أآما البخاري‪ ،‬فاكن من كبار ا ألمئة ا ألذكياء‪ ،‬فقال‪ :‬ما قلت‪ :‬أآلفاظنا ابلقرآن‬
‫خملوقة‪ ،‬وإامنا حراكهتم‪ ،‬و أآصواهتم و أآفعاهلم خملوقة‪ ،‬والقرآن املسموع املتلو امللفوظ‬
‫املكتوب يف املصاحف الكم هللا‪ ،‬غري خملوق‪ .‬وصنف يف ذكل كتاب (آأفعال‬
‫العباد) جمدل‪ ،‬فأأنكر عليه طائفة‪ ،‬وما فهموا مرامه اكذلهيل‪ ،‬و أآيب زرعة‪ ،‬و أآيب‬
‫حامت‪ ،‬و أآيب بكر ا ألعني‪ ،‬وغريمه‪ .‬مث ظهر بعد ذكل مقاةل الالكبية‪ ،‬وا ألشعرية‪،‬‬
‫‪62‬‬
‫وقالوا‪ :‬القرآن معىن قامئ ابلنفس‪ ،‬وإامنا هذا املزنل حاكيته وعبارته ودال عليه‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬هذا املتلو معدود متعاقب‪ ،‬والكم هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬ل جيوز عليه التعاقب‪ ،‬ول‬
‫التعدد‪ ،‬بل هو يشء واحد‪ ،‬قامئ ابذلات املقدسة‪ .‬واتسع املقال يف ذكل‪ ،‬ولزم‬
‫‪411‬‬
‫منه أآمور و أآلوان‪ ،‬تركها ‪ -‬وهللا ‪ -‬من حسن الإميان" ‪.‬‬

‫فذلكل بني الإمام عبد الغين النابليس احلنفي أآن احلنابةل وا ألشاعرة مه‬
‫من أآهل الس نة وامجلاعة و أآن اخلالف الواقع بيهنم يف هذا الباب اإمنا هو نزاع يف‬
‫حترير العبارات‪ ،‬فقال ‪" :‬اعمل آأن الطائفتني من الس نة وامجلاعة‪ ،‬ول فرق بني‬
‫معتقدهيام‪ ،‬وإامنا الزناع بيهنام يف ا أللفاظ واللكامت اليت يتلكمون هبا يف وصف‬
‫الكم هللا تعاىل ‪ .‬ومه مجمعون لكهم عىل آأن هذا املقروء اب أللس نة‪ ،‬احملفوظ يف‬
‫القلوب‪ ،‬املكتوب يف املصاحف‪ ،‬الكم هللا تعاىل القدمي املزنل عىل نبينا محمد‬
‫‪411‬‬
‫صىل هللا عليه وسمل من غري خالف بيهنم يف يشء من ذكل"‪.‬‬

‫[ فصل يف ذكر الكم احلنابةل عن القرآن ]‬

‫بعد أآن ذكرت فامي س بق الكم الإمام أآمحد بن حنبل يف القرآن من عدة‬
‫رواايت حيسن يب أآن أآرسد مثهل الكم احلنابةل اذلين جاءوا بعد اإمامه احلنبيل ليك‬
‫نعرف وجود الفرق بينه وبيهنم يف العبارات‪ ،‬و أآن الإمام أآمحد برئي من هذا‬
‫التدقيق الصادر مهنم‪.‬‬

‫‪ 411‬سري أآعالم النبالء ( ‪)744-744 /44‬‬


‫‪ 411‬انظر إاىل ص ‪ 411-411‬من هذا الكتاب‬
‫‪63‬‬
‫مث اذلي ينبغي أآن يعمل أآن اإن الإمام أآاب محمد موفق ادلين ابن قدامة هل‬
‫مصنفات خاصة هبذه املسأأةل مهنا ‪ :‬الربهان يف بيان القرآن‪ ،‬والرصاط املس تقمي يف‬
‫اإثبات احلرف القدمي‪ ،‬وحاكية املناظرة يف القرآن الكرمي‪ ،‬ورساةل يف القرآن‬
‫والكم هللا‪.‬‬

‫فقد قال الإمام ابن قدامة احلنبيل يف الربهان ‪" :‬مذهب أآهل الس نة‬
‫وامجلاعة واذلي اكن عليه رسول هللا صىل هللا عليه وسمل و أآحصابه والتابعون هلم‬
‫ابإحسان ومن بعدمه من أآمئة الإسالم آأن القرآن الكم هللا القدمي وحبهل املتني‬
‫وكتابه املبني نزل به الروح ا ألمني عىل قلب س يد املرسلني بلسان عريب مبني‬
‫وهو سور وآايت وحروف ولكامت منه آايت حمكامت هن أآم الكتاب و أآخر‬
‫متشاهبات ملن قر أآه فأأعربه ‪ ...‬وهذا هو الكتاب العريب اذلي هو مائة و أآربع‬
‫عرشة سورة أآولها الفاحتة وآخرها املعوذاتن مكتوب يف املصاحف متلو يف‬
‫‪417‬‬
‫احملاريب مسموع ابلذان متلو اب أللسن‪ ،‬هل أآول وآخر و أآجزاء و أآبعاض"‪.‬‬

‫وقد ذكر الإمام ابن قدامة اتفاق العلامء عىل أآن ما بني أآيدينا الن هو‬
‫القرآن وإامنا اختلفوا يف قدمه وخلقه فقال ‪" :‬واتفق امجليع عىل آأنه قرآن واختلفوا‬
‫يف قدمه وخلقه‪ ،‬ومن صورة الاختالف التفاق عىل حمهل فيحصل الإجامع من‬
‫أآمة محمد صىل هللا عليه وسمل عىل أآن هذا الكتاب هو القرآن املزنل وثبت اب ألدةل‬
‫القاطعة ‪ ...‬أآن هذا قرآن فال يلتفت اإىل من خالف ذكل وإاذا ثبت أآنه قرآن فهو‬
‫‪411‬‬
‫سور وآايت ولكامت وحروف بغري اإشاكل"‪.‬‬

‫‪ 417‬الربهان يف بيان القرآن (‪)11-17‬‬


‫‪ 411‬الربهان يف بيان القرآن (‪)74‬‬
‫‪64‬‬
‫وقال الإمام ابن قدامة احلنبيل ‪" :‬القرآن الكم هللا ابتفاقنا والالكم اإمنا‬
‫‪415‬‬
‫هو اللفظ املش متل عىل احلروف"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬قيل آأول من قال به (القرآن معىن قامئ ابلنفس) ابن‬
‫الكب فهو حمدث يف ادلين فثبت آأنه بدعة‪ 411،‬و أآنه من رش ا ألمور و أآن قولنا‬
‫‪414‬‬
‫هو الس نة فيكون صوااب"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪ " :‬أآننا نعتقد أآن هذا القرآن هو القرآن اذلي هو الكم هللا‬
‫مزنل غري خملوق و أآنه سور و أآايت وحروف ولكامت و أآنه قرآن كرمي يف كتاب‬
‫مكنون‪ ،‬و أآنه قرآن جميد يف لوح حمفوظ و أآنه حيث تيل وقرئ ومسع وحفظ فهو‬
‫‪414‬‬
‫الكم هللا تعاىل القدمي"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن أآيب داود ‪" :‬ول تقل القرآن خلقا قرآأته ‪ ...‬فاإن الكم هللا‬
‫‪414‬‬
‫ابللفظ يوحض"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآبو اخلطاب اللكوذاين احلنبيل ‪:‬‬

‫"قالوا ‪ :‬مفا القرآن قلت الكمه ‪ #‬من غري ما حدث وغري جتدد‬

‫‪ 415‬الربهان يف بيان القرآن (‪)11‬‬


‫‪ 411‬قلت ‪ :‬ليس هذا بيشء‪ ،‬وقد س بق بيان أآن الالكم عن الكم هللا تعاىل بدقة ابتداء‬
‫هو أآيضا بدعة‪ ،‬وعىل هذا املنطق ميكنين أآيضا أآن أآقول بأأن لك من تصدى لتاليف كتاب‬
‫حول هذا الباب هو ايضا مبتدع‪.‬‬
‫‪ 414‬الربهان يف بيان القرآن ( ‪)44-44‬‬
‫‪ 414‬الربهان يف بيان القرآن (‪)44‬‬
‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)71 / 1‬‬
‫‪65‬‬
‫‪411‬‬
‫قالوا ‪ :‬اذلي نتلوه قلت الكمه ‪ #‬ل ريب فيه عند لك مسدد"‪.‬‬

‫وقال الإمام عبد الغين املقديس احلنبيل ‪" :‬ومن مذهب أآهل احلق آأن‬
‫‪411‬‬
‫هللا عز وجل مل يزل متلكام بالكم مسموع مفهوم مكتوب"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن رجب احلنبيل ويف ذيل طبقات احلنابةل حاكيا لالكم‬
‫الإمام عبد الغين املقديس احلنبيل ‪" :‬و أآما احلرف والصوت‪ ،‬فاإنه مل يصح عن‬
‫اإمامك اذلي تنمتي اإليه فيه يشء‪ ،‬وإامنا املنقول عنه‪ :‬اإنه الكم هللا عز وجل غري‬
‫‪411‬‬
‫خملوق‪ .‬وارتفعت ا ألصوات"‪.‬‬

‫ووقال أآيضا ‪" :‬وذكر القايض يعقوب اخلالف بني آأحصابنا يف آأن‬
‫احلروف هل يه حرف واحد قدمي آأو حرفان قدمي وحمدث؟ وقال ‪ :‬الكم آأمحد‬
‫‪417‬‬
‫حيمتل القولني ولكنه اختار آأهنا حرف واحد وحاكه عن ش يخه القايض"‪.‬‬

‫وقال حاكيا لالكم الإمام صدقة البغدادي احلنبيل ‪" :‬وقد ر أآيت هل مسأأةل‬
‫يف القرآن‪ ،‬قرر فهيا‪ :‬آأن ما يف املصحف ليس بالكم هللا‪ ،‬حقيقة‪ ،‬وإامنا هو عبارة‬
‫عنه‪ ،‬ودلةل عليه‪ ،‬وإامنا يسم الكم هللا جمازا‪ .‬قال‪ :‬ول خالف بيننا‪ ،‬وبني‬

‫‪ 411‬رشح عقيدة اللكوذاين ( ‪)14‬‬


‫‪ 411‬الاقتصاد يف الاعتقاد (‪)414‬‬
‫‪ 411‬ذيل طبقات احلنابةل (‪)11 / 1‬‬
‫‪ 417‬ذيل طبقات احلنابةل ( ‪)454 / 4‬‬
‫‪66‬‬
‫اخملالفني يف ذكل‪ ،411‬اإل آأن عندان‪ :‬آأن مدلوهل هو الكم هللا اذلي هو احلروف‬
‫‪415‬‬
‫وا ألصوات‪ ،‬وعندمه مدلول الالكم‪ ،‬اذلي هو املعىن القدمي ابذلات"‪.‬‬

‫وحىك أآيضا عن الإمام اجلبايئ احلنبيل ‪" :‬وحدثين الش يخ طلحة عنه‪:‬‬
‫أآنه ر أآى النيب صىل هللا عليه وسمل يف املنام‪ ،‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬أآيثاب الرجل‬
‫عىل قراءة القرآن‪ .‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪ :‬اي رسول هللا‪ ،‬بفهم وبغري فهم؟ قال‪ :‬بفهم‬
‫وبغري فهم‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬اي رسول هللا الكم هللا حبرف وبصوت؟ فقال‪ :‬وهل‬
‫يكون الكم بغري حرف وصوت؟ وهل يكون الكم بغري حرف وصوت؟ قال‪:‬‬
‫‪411‬‬
‫وهذا املنام عندي خبط الش يخ طلحة رمحه هللا"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن أآيب يعىل احلنبيل يف ترمجة الإمام اإبراهمي بن شداد‬
‫احلنبيل ‪" :‬قال عبد الرمحن بن أآيب حامت حدثنا أآيب قال‪ :‬قال اإبراهمي بن شداد‬
‫‪414‬‬
‫صاحب أآمحد بن حنبل ‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق"‪.‬‬

‫وقال أآيضا يف حاكية الكم الإمام اإسامعيل بن علية احلنبيل ‪ " :‬أآنبأأان‬
‫احلسن بن عيل اجلرهري أآخربان محمد بن املظفر احلافظ حدثنا أآمحد بن احلسن‬

‫‪ 411‬هذا الالكم امجليل يس تحق أآن يكتب مباء اذلهب‪ ،‬حيث رصح بأأن احلنابةل‬
‫وا ألشاعرة ليس هلم نزاع أآصال‪.‬‬
‫‪ 415‬ذيل طبقات احلنابةل ( ‪)144 / 1‬‬
‫‪ 411‬ذيل طبقات احلنابةل (‪)41 / 1‬‬
‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)47 /4‬‬
‫‪67‬‬
‫بن عبد اجلبار حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال‪ :‬مسعت اإسامعيل بن علية‬
‫‪474‬‬
‫يقول القرآن الكم هللا غري خملوق"‪.‬‬

‫وقال الإمام محمد بن أآمحد بن أآيب مو ى أآبو عيل الهامشي القايض احلنبيل‬
‫‪" :‬والقرآن الكم هللا تعاىل وصفة من صفات ذاته غري خملوق ول حمدث الكم‬
‫رب العاملني يف صدور احلافظني وعىل أآلسن الناطقني ويف أآسامع السامعني‬
‫و أآكف الاكتبني ومالحظة الناظرين برهانه ظاهر وحّكه قاهر ومعجزه ابهر‪ .‬و أآن‬
‫هللا عز وجل لكم مو ى تلكامي وجتىل للجبل جفعهل داك هش امي و أآنه خلق النفوس‬
‫‪474‬‬
‫وسواها و أآهلمها جفورها وتقواها"‪.‬‬

‫وقال ا إلمام ابن تميية ‪ " :‬و أآما البدعة الثانية ‪ -‬املتعلقة ابلقرآن املزنل تالوة‬
‫العباد هل ‪ -‬ويه "مسأأةل اللفظية"‪ ،‬فقد أآنكر بدعة "اللفظية" اذلين يقولون‪ :‬اإن‬
‫تالوة القرآن وقراءته واللفظ به خملوق أآمئة زماهنم جعلومه من اجلهمية وبينوا أآن‬
‫قوهلم‪ :‬يقتيض القول خبلق القرآن ويف كثري من الكهمم تكفريمه‪ .‬وكذكل من‬
‫يقول‪ :‬اإن هذا القرآن ليس هو الكم هللا وإامنا هو حاكية عنه أآو عبارة عنه آأو أآنه‬
‫ليس يف املصحف والصدور اإل كام آأن (( هللا )) و(( رسوهل )) يف املصاحف‬
‫والصدور وحنو ذكل وهذا حمفوظ عن الإمام أآمحد وإاحساق و أآيب عبيد و أآيب‬
‫مصعب الزهري و أآيب ثور و أآيب الوليد اجلارودي ومحمد بن بشار ويعقوب بن‬

‫‪ 474‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي (‪)441 / 4‬‬


‫‪ 474‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪) 411 / 1‬‬
‫‪68‬‬
‫اإبراهمي ادلوريق ومحمد بن حيىي بن أآيب معرو العدين ومحمد بن حيىي اذلهيل ومحمد‬
‫‪471‬‬
‫بن أآسمل الطويس وعدد كثري ل حيصهيم اإل هللا من أآمئة الإسالم وهداته"‪.‬‬

‫وقال الإمام أآبو يعىل احلنبيل ‪" :‬وهللا تعاىل متلكم بالكم قدمي غري‬
‫خملوق ليس جبسم ول جوهر ول عرض‪ ،‬وهو موصوف به فامي مل يزل والكمه ل‬
‫‪471‬‬
‫يش به الكم الدميني"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن محدان احلنبيل ‪" :‬وهللا تعاىل قائل ومتلكم ويتلكم بالكم‬
‫قدمي ذايت وجودي غري خملوق ول حمدث ول حادث ل يش به الكم الناس مل يزل‬
‫‪471‬‬
‫أآمرا وهنيا وخربا وما هو عليه"‬

‫وقال الإمام أآبو الفضل المتميي احلنبيل ‪" :‬واكن يقول اإن هلل عز وجل‬
‫الكما هو به متلكم وذكل صفة هل يف ذاته خالف هبا اخلرس والبمك‬
‫‪477‬‬
‫والسكوت"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬واكن يقول اإن القرآن كيف ترصف غري خملوق وآأن هللا‬
‫‪471‬‬
‫تعاىل تلكم ابلصوت واحلرف"‪.‬‬

‫‪ 471‬مجموع الفتاوى ( ‪)114 / 41‬‬


‫‪ 471‬املعمتد يف أآصول ادلين (‪)11‬‬
‫‪ 471‬هناية املبتدئني يف أآصول ادلين (‪)11‬‬
‫‪ 477‬اعتقاد الإمام أآمحد (‪)11‬‬
‫‪ 471‬اعتقاد الإمام أآمحد (‪)11‬‬
‫‪69‬‬
‫وقال الش يخ ابن صوفان احلنبيل ‪" :‬وجيب اجلزم بأأنه تعاىل عامل بعمل‬
‫واحد ‪ ...‬وبأأنه متلكم بالكم قدمي ذايت وجودي غري خملوق ول حمدث ول حادث‬
‫‪475‬‬
‫بال تشبيه ول متثيل ول تكييف"‪.‬‬

‫وقال الإمام عبد البايق احلنبيل ‪" :‬القرآن الكم هللا نزهل عىل محمد صىل‬
‫هللا عليه وسمل معجز بنفسه متعبد بتالوته والالكم حقيقة ا ألصوات واحلروف‬
‫‪471‬‬
‫وإان مسي هل املعىن النفيس وهو نس بة بني مفردين قامئة ابملتلكم مفجاز"‪.‬‬

‫وقال الش يخ خوقري احلنبيل ‪" :‬احلنابةل سائرون عىل طريقة السلف‬
‫وإاماهمم ش يخ هذه الطريقة ومه متفقون عىل آأن الكمه تعاىل قدمي غري خملوق وآأنه‬
‫حبرف وصوت قدميني بال كيف كام جاء ذكل يف آأحاديث كثرية نيف عىل أآربعني‬
‫حديثا وكام جاء ذكر النداء يف القرآن يف مثانية آايت منسواب اإليه تعاىل وهو يف‬
‫اللغة الصوت وتكل احلروف القدمية ل حتتاج اإىل خمارج ‪ ...‬كام يف حقنا فهو تعاىل‬
‫‪474‬‬
‫متلكم بال كيف"‪.‬‬

‫وقال الإمام الربهباري احلنبيل ‪" :‬والقرآن الكم هللا وتزنيهل ونوره وليس‬
‫‪414‬‬
‫خملوقا ألن القرآن من هللا وما اكن من هللا فليس مبخلوق"‪.‬‬

‫وقال الش يخ خوقري احلنبيل ‪" :‬بل هو (آأي آأمحد) وآأمئة آأحصابه متفقون‬
‫عىل آأن القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬وإامنا اكن مقصوده آأنه قامئ بنفسه‪ ،‬وهو قول‬

‫‪ 475‬املهنج ا ألمحد يف درء املثالب اليت تمن ملذهب الإمام أآمحد (‪)41‬‬
‫‪ 471‬العني وا ألثر (‪)17‬‬
‫‪ 474‬ما ل بد منه (‪)41‬‬
‫‪ 414‬طبقات احلنابةل بتحقيق الفقي ( ‪)44 / 1‬‬
‫‪70‬‬
‫غري واحد من أآمئة السلف وهو قول البخاري وغريه‪ ،‬والزناع يف ذكل بني أآهل‬
‫الس نة لفظي‪ ،‬فاإهنم متفقون عىل آأنه ليس مبخلوق منفصل‪ ،‬ومتفقون عىل آأن‬
‫‪414‬‬
‫الالكم قامئ بذاته"‪.‬‬

‫وقال الش يخ خوقري احلنبيل ‪" :‬التالوة والكتابة من آأفعال اخمللوقني فهو‬
‫غري املسموع واملكتوب واحملفوظ كام أآن اللفظ مبعىن التلفظ غري امللفوظ وإامنا أآنكر‬
‫الإمام أآمحد عىل من قال أآن لفظي ابلقرآ‪ ،‬خملوق ألل يتوصل به اإىل القول خبلق‬
‫‪411‬‬
‫القرآن‪ ،‬فسد اذلريعة ألن اللفظ يس تعمل مبعىن التلفظ ومبعىن امللفوظ"‪.‬‬

‫اخلالصة ‪ :‬أآن احلنابةل فارقوا الإمام أآمحد بن حنبل مجةل‪ ،‬حيث دققوا يف‬
‫مباحث صفة الكم هللا تعاىل‪ ،‬خفاضوا يف ما مل خيض فيه اإماهمم احلنبيل‪ ،‬وليس‬
‫ذكل ملوما يف ذاته ألنه كام بينته يف البداية من مقتضيات العرص واحلال‪.‬‬

‫[ فصل يف بيان قول املش هبة يف القرآن كام حاكه الشهرس تاين ]‬

‫من املهم يف هذا الصدد أآن آأذكر أآيضا الكم املش هبة حول القرآن‪ ،‬ألن ل‬
‫يقرتب منه أآحد‪ .‬فقد قال الإمام الشهرس تاين ‪" :‬وزادوا عىل التشبيه قوهلم يف‬
‫‪411‬‬
‫القرآن‪ ،‬اإن احلروف وا ألصوات والرقوم املكتوبة قدمية آأزلية"‪.‬‬

‫‪ 414‬حترير الالكم (‪)1‬‬


‫‪ 411‬حترير الالكم (‪)44‬‬
‫‪ 411‬امللل والنحل (‪)441 / 4‬‬
‫‪71‬‬
‫[ فصل يف ذكر الكم ا ألشاعرة عن القرآن ]‬

‫فلام اكن هذا الكتاب يبني خالف احلنابةل وا ألشاعرة يف حقيقة القرآن‬
‫انسب هنا بعد أآن ذكرت أآقوال احلنابةل أآن ذكرت أآيضا أآقوال ا ألشاعرة يف‬
‫القرآن‪ .‬فأأقول ‪:‬‬

‫قد قال الإمام املزين ‪" :‬القرآن الكم هللا عز وجل ومن دلنه وليس‬
‫مبخلوق فيبيد ولكامت هللا وقدرة هللا ونعته وصفاته اكمالت غري خملوقات دامئات‬
‫‪411‬‬
‫آأزليات وليست مبحداثت فتبيد‪ ،‬ول اكن ربنا انقصا فزييد"‪.‬‬

‫فقد قال الإمام أآبو احلسن ا ألشعري ‪" :‬فاإن قال قائل‪ :‬حدثوان‪ ،‬أآتقولون‪:‬‬
‫اإن الكم هللا يف اللوح احملفوظ‪ .‬قيل هل‪ :‬كذكل نقول؛ ألن هللا تعاىل قال‪( :‬بل‬
‫هو قرآن جميد يف لوح حمفوظ) (‪ ، )17/ 11 - 14‬فالقرآن يف اللوح احملفوظ‪.‬‬
‫وهو يف صدور اذلين آأوتوا العمل‪ ،‬قال هللا تعاىل‪( :‬بل هو آايت بينات يف صدور‬
‫اذلين أآوتوا العمل) من الية (‪ . )14/ 14‬وهو متلو اب أللس نة‪ ،‬قال هللا تبارك‬
‫وتعاىل‪( :‬ل حترك به لسانك لتعجل به) (‪ .)57/ 41‬والقرآن مكتوب يف‬
‫مصاحفنا يف احلقيقة‪ ،‬حمفوظ يف صدوران يف احلقيقة‪ ،‬متلو بأألس نتنا يف احلقيقة‪،‬‬
‫مسموع لنا يف احلقيقة‪ ،‬كام قال تعاىل ‪( :‬فأَ ِج مره حىت يسمع الكم هللا) من الية‬
‫(‪ ....)4/ 1‬فاإن قال قائل‪ :‬حدثوان عن اللفظ ابلقرآن كيف تقولون فيه؟ قيل هل‪:‬‬
‫القرآن يقرآأ يف احلقيقة‪ ،‬ويتىل‪ ،‬ول جيوز آأن يقال يلفظ به؛ ألن القائل ل جيوز هل‬
‫أآن يقول اإن الكم هللا ملفوظ به؛ ألن العرب اإذا قال قائلهم لفظت ابللقمة من‬
‫مفي مفعناه رميت هبا‪ ،‬والكم هللا تعاىل ل يقال يلفظ به‪ ،‬وإامنا يقال يقرآأ‪ ،‬ويتىل‪،‬‬

‫‪ 411‬رشح الس نة (‪)14‬‬


‫‪72‬‬
‫ويكتب‪ ،‬وحيفظ‪ .‬وإامنا قال قوم لفظنا ابلقرآن ليثبتوا أآنه خملوق‪ ،‬ويزينوا بدعهتم‪،‬‬
‫وقوهلم خبلقه‪ ،‬ويدلسوا كفرمه عىل من مل يقف عىل معنامه‪ ،‬فلام وقفنا عىل معنامه‬
‫آأنكران قوهلم‪ ،‬وكذا ل جيوز أآن يقال اإن شيئا من القرآن خملوق؛ ألن القرآن بكامهل‬
‫‪417‬‬
‫غري خملوق"‪.‬‬

‫ويف الاعتقاد القادري (‪" : )71‬جيب عىل الإنسان أآن يعمل أآن هللا عز‬
‫وجل وحده ل رشيك هل ‪ ..‬متلكم بالكم ل بأةل خملوقة كةل اخمللوقني ‪ ...‬ويعمل أآن‬
‫الكم هللا تعاىل غري خملوق‪ ،‬تلكم به تلكامي و أآنزهل عىل رسوهل صىل هللا عليه‬
‫وسمل عىل لسان جربيل بعد ما مسعه جربيل منه‪ ،‬فتاله جربيل عىل محمد صىل‬
‫هللا عليه وسمل وتاله محمد عىل أآحصابه وتاله آأحصابه عىل ا ألمة‪ ،‬ومل يرص بتالوة‬
‫اخمللوقني خملوقا‪ ،‬ألن ذكل الالكم بعينه اذلي تلكم هللا به فهو غري خملوق بلك‬
‫حال‪ ،‬متلوا وحمفوظا ومكتواب ومسموعا‪ ،‬ومن قال اإنه خملوق عىل حال من‬
‫ا ألحوال فهو اكفر حالل ادلم"‪.‬‬

‫وقال الإمام الطربي ‪" :‬القرآن الكم هللا وتزنيهل اإذ اكن من معاين توحيده‬
‫فالصواب من القول يف ذكل عندان أآنه الكم هللا غري خملوق كيف كتب وحيث‬
‫تيل ويف آأي موضع قرئ يف السامء وجد ويف ا ألرض حيث حفظ يف اللوح‬
‫احملفوظ اكن مكتواب ويف آألواح صبيان الكتاتيب مرسوما يف جحر نقش أآو يف‬
‫‪411‬‬
‫ورق خط أآو يف القلب حفظ وبلسان لفظ"‪.‬‬

‫‪ 417‬ا إلابنة عن أآصول ادلاينة (‪)444-444‬‬


‫‪ 411‬رصحي الس نة (‪)11‬‬
‫‪73‬‬
‫وقال الإمام الباقالين ‪" :‬اعمل آأن هللا تعاىل متلكم هل الكم عند أآهل‬
‫الس نة وامجلاعة وآأن الكمه قدمي وليس مبخلوق ول جمعول ول حمدث بل الكمه‬
‫قدمي صفة من صفات ذاته كعلمه وقدرته وإارادته وحنو ذكل من صفات اذلات‬
‫ول جيوز آأن يقال الكم هللا عبارة ول حاكية ول يوصف بيشء من صفات‬
‫اخللق‪ ،‬ول جيوز أآن يقول آأحد لفظي ابلقرآن خملوق ول غري خملوق ول أآنين‬
‫‪415‬‬
‫أآتلكم بالكم هللا"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬فأأما ادلليل عىل كون الكم هللا قدميا غري خملوق مفن‬
‫الكتاب قوهل تعاىل أآل هل اخللق وا ألمر ‪ ...‬ويدل عليه من الس نة قوهل صىل هللا‬
‫عليه وسمل فضل الكم هللا عىل سائر الالكم كفضل هللا عىل سائر خلقه ‪..‬‬
‫ويدل عليه آأيضا اإجامع الصحابة وهو أآن عليا عليه السالم ملا أآنكر عليه التحمك‬
‫وكفر اخلوارج فقال حبرضة الصحابة ‪ :‬وهللا ما حّكت خملوقا وإامنا حّكت‬
‫‪411‬‬
‫القرآن"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬و أآما ادلليل عىل آأن احلروف وا ألصوات من صفات قراءة‬
‫‪414‬‬
‫القارئ ل آأهنا من الكم الباري س بحانه وتعاىل من ا ألخبار فكثرية جدا"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬وجيب آأن يعمل آأن الكم هللا تعاىل مكتوب يف املصاحف‬
‫عىل احلقيقة كام قال (( اإنه لقرآن كرمي يف كتاب مكنون )) وهو يف مصاحفنا‬
‫مكتوب عىل الوجه اذلي هو مكتوب يف اللوح احملفوظ كام قال تعاىل ‪ (( :‬بل‬

‫‪ 415‬الإنصاف للباقالين (‪)15‬‬


‫‪ 411‬الإنصاف ( ‪)11‬‬
‫‪ 414‬الإنصاف (‪)11‬‬
‫‪74‬‬
‫هو قرآن جميد يف لوح حمفوظ )) ‪ ...‬وكذكل القرآن حمفوظ ابلقلوب عىل احلقيقة‬
‫‪ ...‬وكذكل نقول اإنه مقروء بأألس نتنا نتلو هبا عىل احلقيقة ‪ ...‬وجيب آأن يعمل آأن‬
‫‪454‬‬
‫الكم هللا تعاىل مسموع لنا عىل احلقيقة لكن بواسطة وهو القارئ"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬وجيب أآن يعمل أآن هللا تعاىل ل يتصف الكمه القدمي‬
‫ابحلروف وا ألصوات ول يشء من صفات اخللق و أآنه تعاىل ل يفتقر يف الكمه‬
‫اإىل خمارج و أآدوات بل يتقدس عن مجيع ذكل و أآن الكمه القدمي ل حيل يف يشء‬
‫‪454‬‬
‫من اخمللوقات"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬فاإن القول بقدم ا ألصوات واحلروف يوجب القدم مجليع‬
‫الكم اخللق و أآصوات الناطق والصامت وهذا قول يؤدي اإىل قدم مجيع العامل‬
‫‪451‬‬
‫أآمجع"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬ومما يدل عىل آأن حقيقة الالكم هو املعىن القامئ ابلنفس‬
‫‪451‬‬
‫من الكتاب والس نة وا ألثر والكم العرب ما نذكر"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬اعمل آأن مذهب آأهل احلق والس نة وامجلاعة آأن الكم هللا‬
‫القدمي ليس مبخلوق ول حمدث ول حادث ول خلق ول خملوق ول جعل ول‬
‫جمعول ول فعل ول مفعول‪ ،‬بل هو الكم آأزيل آأبدي هو متلكم به يف ا ألزل كام‬
‫هو متلكم به فامي ل يزال ل أآول لوجوده ول آخر هل ول يقال اإن الكمه حاكية‬

‫‪ 454‬الإنصاف (‪)44-11‬‬
‫‪ 454‬الإنصاف (‪)41‬‬
‫‪ 451‬الإنصاف (‪)47‬‬
‫‪ 451‬الإنصاف (‪)441‬‬
‫‪75‬‬
‫ول عبارة ول اإين أآحيك الكم هللا ول اإين أآعرب الكم هللا بل نقول ‪ :‬نتلو الكم‬
‫هللا ونقرآ الكم هللا ونكتب الكم هللا وحنفظ الكم هللا و أآنه جيب التفرقة بني‬
‫القراءة واملقروء والتالوة واملتلو والكتاب واملكتوب واحلفظ واحملفوظ ول جيوز‬
‫أآن يطلق عىل الكمه يشء من أآمارات احلدث من حرف ول صوت ‪...‬‬
‫ومذهب املش هبة احللولية اجملسمة ان الكم الباري حروف وآأصوات وآأنه قدمي‬
‫وآأن احلروف وا ألصوات اليت توجد يف الكم اخللق لكها قدمية ل آأخصص بعضها‬
‫عىل بعض وهذا قول يفيض اإىل قدم العامل عند لك حمقق ‪ ...‬ومهنم من حدث‬
‫قس هذا الوقت وابن هل فساد ا ألقوال املتقدم ذكرها فقال جبههل ‪ :‬آأقول اإن القرآن‬
‫بأأصوات وحروف تلكم هبا هللا وإان الكمه حروف وآأصوات لكن حروف قدمية‬
‫وآأصوات قدمية ل تش به هذه احلروف وا ألصوات اخمللوقة اليت جتري يف الكم‬
‫اخللق وهذا آأيضا هجل من قائهل ويؤدي آأن ل يكون يف املصاحف قرآن ألن‬
‫احلروف اليت تكتب هبا املصاحف يه هذه احلروف اليت جتري يف سائر ما‬
‫يكتب ويؤدي اإىل أآن القرآن اذلي نقر أآه ليس بقرآن ألن القرآن حبروف و أآصوات‬
‫قدمية ول تش به هذه احلروف وا ألصوات وحنن ل نسمع اإل صوات مثل هذه‬
‫ا ألصوات ول نرى حرفا ول نسمعه اإل مثل هذه احلروف‪ ،‬وهذا القول يوجب‬
‫أآن ل يكون عندان قرآن ابمجلةل أآو يؤدي اإىل أآن يكون هذا القرآن هبذه احلروف‬
‫وا ألصوات املعروفة غري ذكل القرآن اذلي هو حبروف و أآصوات قدمية ل تش به‬
‫‪451‬‬
‫هذه احلروف وا ألصوات وامجليع فاسد"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن فورك ‪" :‬اإن الكم هللا مل يزل ول يزال موجودا فاإنه يفهم‬
‫خلقه معاين الكمه أآول فأأول وشيئا فشيئا و أآن اذلي يتجدد ا ألسامع وا ألفهام‬

‫‪ 451‬الإنصاف (‪)441-447‬‬
‫‪76‬‬
‫دون املسموع املفهوم وقد ذكر يف هذا القدر ما يغين عن ترداد ا ألخبار فيه وإاهبام‬
‫اخلطأأ بأأن تلكم يف وقت كذا وتلكم يف وقت كذا ألجل آأن الكمه ل خيص‬
‫ا ألوقات وا ألزمان كام آأن علمه ومسعه وقدرته ل يصح آأن يقال فيه يشء من ذكل‬
‫وإامنا يتجدد املعلوم واملقدور حبدوثه شيئا بعد يشء دون العمل به والقدرة عليه ‪...‬‬
‫وآأعمل آأنه كام ينكر قول من قال اإن هللا مل يتلكم اإل مرة واحدة كذكل ينكر قول‬
‫‪457‬‬
‫من قال اإن هللا تلكم مرة بعد آأخرى ألن لك ذكل يوجب حدث الالكم"‪.‬‬

‫وقال الإمام الإسفراييين ‪ " :‬آأن الكم هللا تعاىل ليس حبرف ول صوت‬
‫ألن احلرف والصوت يتضمنان جواز التقدم والتأأخر وذكل مس تحيل عىل القدمي‬
‫س بحانه وما دل من كتاب هللا تعاىل عىل أآن متعلقات الالكم ل هناية لها دليل‬
‫‪451‬‬
‫عىل أآنه ليس حبرف ول صوت لوجوب التنايه فامي حص وصفه به"‪.‬‬

‫وقال الإمام اجلويين ‪" :‬ذهبت احلشوية املنمتون اإىل الظاهر اإىل آأن الكم‬
‫هللا تعاىل قدمي آأزيل مث زمعوا آأنه حروف و أآصوات وقطعوا بأأن املسموع من‬
‫أآصوات القراء ونغامهتم عني الكم هللا تعاىل وآأطلق الرعاع مهنم القول بأأن املسموع‬
‫‪455‬‬
‫صوت هللا تعاىل وهذا قياس هجالهتم"‪.‬‬
‫‪451‬‬
‫وقال أآيضا ‪ ":‬الكم هللا تعاىل مسموع يف اإطالق املسلمني"‪.‬‬

‫‪ 457‬مشلك احلديث وبيانه (‪)111-117‬‬


‫‪ 451‬التبصري يف ادلين ومتيزي الفرقة الناجية عن الفرق الهالكني (‪)415‬‬
‫‪ 455‬الإرشاد اإىل قواطع ا ألدةل يف أآصول الاعتقاد للجويين (‪)411‬‬
‫‪ 451‬الإرشاد اإىل قواطع ا ألدةل يف أآصول الاعتقاد (‪)411‬‬
‫‪77‬‬
‫وقال أآيضا ‪" :‬وا ألوىل أآن نقول ‪ :‬الالكم هو القول القامئ ابلنفس‪ ،‬وإان‬
‫رمنا تفصيال فهو القول القامئ ابلنفس اذلي تدل عليه العبارات وما يصطلح عليه‬
‫‪454‬‬
‫من الإشارات"‪.‬‬

‫وقال الإمام البهيقي ‪" :‬الالكم هو نطق نفس املتلكم؛ بدليل ما روينا عن‬
‫أآمري املؤمنني معر ريض هللا عنه يف حديث السقيفة‪ ،‬فذهب معر يتلكم فأأسكته‬
‫أآبو بكر ريض هللا عهنام‪ ،‬فاكن معر يقول‪ :‬وهللا ما أآردت بذاك اإل أآين قد هيأأت‬
‫الكما قد أآجعبين‪ ،‬ويف رواية أآخرى‪ :‬وكنت زورت مقاةل أآجعبتين‪ ،‬فسم تزوير‬
‫الالكم يف نفسه الكما قبل التلفظ به‪ ،‬مث اإن اكن املتلكم ذا خمارج‪ ،‬مسع الكمه‬
‫ذا حروف وآأصوات‪ ،‬وإان اكن املتلكم غري ذي خمارج مسع الكمه غري ذي‬
‫حروف وآأصوات‪ ،‬والباري جل ثناؤه ليس بذي خمارج‪ ،‬والكمه ليس حبرف ول‬
‫‪414‬‬
‫صوت‪ ،‬فاإذا فهمناه مث تلوانه تلوانه حبروف و أآصوات"‪.‬‬

‫وقال الإمام ابن عساكر متحداث عن عقيدة أآيب احلسن ا ألشعري ‪:‬‬
‫"قالت املعزتةل الكم هللا خملوق خمرتع مبتدع وقالت احلشوية اجملسمة احلروف‬
‫املقطعة وا ألجسام اليت يكتب علهيا وا أللوان اليت يكتب هبا وما بني ادلفتني لكها‬
‫قدمية آأزلية فسكل ريض هللا عنه طريقة بيهنام فقال القرآن الكم هللا قدمي غري‬
‫مغري ول خملوق ول حادث ول مبتدع فأأما احلروف املقطعة وا ألجسام وا أللوان‬
‫‪414‬‬
‫وا ألصوات واحملدودات ولك ما يف العامل من املكيفات خملوق مبتدع خمرتع"‪.‬‬

‫‪ 454‬الإرشاد اإىل قواطع ا ألدةل يف أآصول الاعتقاد (‪)441‬‬


‫‪ 414‬ا ألسامء والصفات ( ‪)11 / 1‬‬
‫‪ 414‬تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري (‪)474‬‬
‫‪78‬‬
‫وقال الإمام التفتازاين ‪" :‬ل خالف ألرابب امللل واملذاهب يف كون‬
‫الباري تعاىل متلكام وإامنا اخلالف يف معىن الكمه ويف قدمه وحدوثه فعند آأهل‬
‫احلق الكمه ليس من جنس ا ألصوات واحلروف بل صفة آأزلية قامئة بذات هللا‬
‫تعاىل منافية للسكوت والفة كام يف اخلرس والطفولية هو هبا آمر انه خمرب وغري‬
‫ذكل يدل علهيا ابلعبارة أآو الكتابة أآو الإشارة فاإذا عرب عهنا ابلعربية فقرآن‬
‫وابليواننية فاإجنيل وابلعربانية فتوراة وابلرساينية فزبور فالختالف يف العبارات‬
‫‪411‬‬
‫دون املسم كام اإذا ذكر هللا تعاىل بأألس نة متعددة ولغات خمتلفة"‪.‬‬

‫وقال الش يخ عبد اللطيف املال ‪" :‬هل س بحانه وتعاىل الكم وهو صفة‬
‫آأزلية قامئة بذاته تعاىل ل يفارقها ليس حبرف ول صوت مناف للسكوت والفة‪،‬‬
‫هو آمر انه خمرب بدل عليه ابلالكم احلريف وهذا الالكم احلريف احلادث ادلال عىل‬
‫‪411‬‬
‫ذكل املعىن القدمي أآيضا الكم هللا ابتفاق أآهل الس نة"‪.‬‬

‫وقال أآيضا ‪" :‬واعمل آأن الكم هللا تعاىل كام يطلق عىل املعىن النفيس‬
‫القامئ بذاته يطلق أآيضا عىل النظم املعروف املؤلف من ا ألصوات واحلروف‬
‫ويسميان ابلقرآن وهو مبعىن الالكم النفيس غري خملوق‪ ،‬نعم ميتنع آأن يقال القرآن‬
‫خملوق مرادا به اللفظ املزنل ابتفاق السلف‪ ،‬ولكن يقال القرآن الكم هللا القدمي‬
‫‪411‬‬
‫غري خملوق"‪.‬‬

‫‪ 411‬رشح املقاصد يف عمل الالكم ( ‪)44 / 1‬‬


‫‪ 411‬نيل املرام برشح كفاية الغالم (‪)51‬‬
‫‪ 411‬نيل املرام برشح كفاية الغالم (‪)51‬‬
‫‪79‬‬
‫وقال احلافظ ابن جحر الشافعي ‪" :‬واذلي اس تقر عليه قول ا ألشعرية أآن‬
‫القرآن الكم هللا غري خملوق مكتوب يف املصاحف حمفوظ يف الصدور مقروء‬
‫اب أللس نة‪ ،‬قال هللا تعاىل ‪ (( :‬فأأجره حىت يسمع الكم هللا وقال تعاىل بل هو‬
‫آايت بينات يف صدور اذلين أآوتوا العمل )) ويف احلديث املتفق عليه عن بن معر‬
‫كام تقدم يف اجلهاد (( ل تسافروا ابلقرآن اإىل أآرض العدو كراهية أآن يناهل العدو‬
‫)) وليس املراد ما يف الصدور بل ما يف الصحف‪ ،‬و أآمجع السلف عىل أآن اذلي‬
‫‪417‬‬
‫بني ادلفتني الكم هللا"‪.‬‬

‫وقال احلافظ اذلهيب ‪" :‬فالقرآن العظمي حروفه ومعانيه و أآلفاظه الكم رب‬
‫العاملني غري خملوق وتلفظنا به و أآصواتنا به من آأعاملنا اخمللوقة قال النيب ‪-‬صىل هللا‬
‫عليه وسمل‪" :‬زينوا القرآن بأأصواتمك"‪ .‬ولكن ملا اكن امللفوظ ل يس تقل اإل بتلفظنا‪،‬‬
‫واملكتوب ل ينفك عن كتابة‪ ،‬واملتلو ل يسمع‪ :‬اإل بتالوة اتل صعب فهم املسأأةل‪،‬‬
‫وعرس اإفراز اللفظ اذلي هو امللفوظ من اللفظ اذلي يعىن به التلفظ فاذلهن‬
‫يعمل الفرق بني هذا وبني هذا‪ ،‬واخلوض يف هذا خطر نسأأل هللا السالمة يف‬
‫ادلين‪ ،‬ويف املسأأةل حبوث طويةل الكف عهنا آأوىل‪ ،‬ول س امي يف هذه ا ألزمنة‬
‫‪411‬‬
‫املزمنة"‪.‬‬

‫وقال الإمام القرطيب ‪ " :‬قوهل يف احلديث‪ :‬فينادهيم بصوت اس تدل به‬
‫مكن قال ابحلرف والصوت‪ .‬و أآن هللا يتلكم بذكل تعاىل هللا عام يقوهل اجملسمون‬
‫واجلاحدون علوا كبري ًا‪ ،‬وإامنا حيمل النداء املضاف اإىل هللا تعاىل عىل نداء بعض‬
‫املالئكة املقربني ابإذن هللا تعاىل و أآمره‪ ،‬ومثل ذكل سائغ يف الالكم غري مستنكر‬

‫‪ 417‬فتح الباري برشح حصيح البخاري (‪)141/41‬‬


‫‪ 411‬سري أآعالم النبالء ( ‪)151 / 44‬‬
‫‪80‬‬
‫أآن يقول القائل اندى ا ألمري وبلغين نداء ا ألمري كام قال تعاىل‪{ :‬واندى فرعون يف‬
‫‪415‬‬
‫قومه} وإامنا املراد اندى املنادي عن أآمره"‪.‬‬
‫اخلالصة ‪ :‬أآن ا ألشاعرة قالوا بأأن الكم هللا تعاىل صفة قدمية ويه معىن‬
‫قامئ بذات الباري بدون حروف ول أآصوات‪ ،‬ومه يف هذا التعريف ينظرون اإىل‬
‫كون الكم هللا صفة هل قدمية أآزلية ل يعرف كهنها اإل هللا س بحانه‪ ،‬وكوهنم ينفون‬
‫ا ألصوات واحلروف يف الكم هللا تعاىل هو عني ما ذهب اإليه الإمام أآبو حنيفة‪،‬‬
‫فقد قال ‪" :‬وهللا تعاىل يتلكم بال آةل ول حروف واحلروف خملوقة والكم هللا‬
‫تعاىل غري خملوق وهو يشء ل اك ألش ياء ومعىن اليشء الثابت بال جسم ول‬
‫‪411‬‬
‫جوهر ول عرض ول حد هل ول ضد هل ول ند هل ول مثل هل"‪.‬‬

‫وقالوا أآيضا بأأن الكم هللا تعاىل مكتوب يف املصاحف عىل احلقيقة كام‬
‫قال (( اإنه لقرآن كرمي يف كتاب مكنون ))‪ ،‬وهو يف مصاحفنا‪ ،‬مكتوب عىل‬
‫الوجه اذلي هو مكتوب يف اللوح احملفوظ كام قال تعاىل ‪ (( :‬بل هو قرآن جميد‬
‫يف لوح حمفوظ ))‪ ،‬و حمفوظ ابلقلوب عىل احلقيقة‪ ،‬ومقروء بأألس نتنا عىل احلقيقة‬
‫و مسموع لنا عىل احلقيقة لكن بواسطة وهو القارئ‪ .‬ومه هبذا التدقيق مثل‬
‫احلنابةل متاما وامحلد هلل تعاىل‪.‬‬

‫[ فصل ‪ :‬هل ابن جحر آأثبت الصوت؟ ]‬


‫هذا‪ ،‬وليس لك أآشعري نف الصوت يف الكم هللا تعاىل‪ ،‬ألن منشأأ‬
‫اخلالف وارد من خالف الطرفني يف النظر‪ ،‬وقد س بق أآن احلنابةل أآثبتوا الصوت‬

‫‪ 415‬التذكرة بأأحوال املوىت و أآمور الخرة ( ‪)111‬‬


‫‪ 411‬الفقه الأكرب (‪)11‬‬
‫‪81‬‬
‫نظرا لتصحيحهم ألحاديث فيه ذكر الصوت‪ ،‬ونظرا للتجاهئم اإىل معىن الالكم‬
‫املعروف يف اللغة‪.‬‬

‫وبيامن بعض ا ألشاعرة ر أآوا أآن تكل ا ألحاديث ليست يف مرتبة الصحة‬
‫القطعية‪ ،‬ونظروا أآيضا اإىل الالكم اذلي هو صفة ذاته اليت ل يعرفها أآحد‪ .‬مث‬
‫ظهر هنا أآن احلافظ ابن جحر ممن حصحها و أآخذ مبقتضاها فقال ‪" :‬قوهل فينادهيم‬
‫بصوت يسمعه من بعد كام يسمعه من قرب محهل بعض ا ألمئة عىل جماز احلذف‬
‫أآي يأأمر من ينادي واستبعده بعض من آأثبت الصوت بأأن يف قوهل يسمعه من‬
‫بعد اإشارة اإىل آأنه ليس من اخمللوقات ألنه مل يعهد مثل هذا فهيم وبأأن املالئكة اإذا‬
‫مسعوه صعقوا كام س يأأيت يف الالكم عىل احلديث اذلي بعده وإاذا مسع بعضهم‬
‫بعضا مل يصعقوا قال فعىل هذا فصفاته صفة من صفات ذاته ل تش به صوت غريه‬
‫اإذ ليس يوجد يشء من صفاته من صفات اخمللوقني هكذا قرره املصنف يف‬
‫كتاب خلق آأفعال العباد وقال غريه معىن ينادهيم يقول وقوهل بصوت أآي خملوق‬
‫غري قامئ بذاته واحلّكة يف كونه خارقا لعادة ا ألصوات اخمللوقة املعتادة اليت يظهر‬
‫التفاوت يف سامعها بني البعيد والقريب يه أآن يعمل أآن املسموع الكم هللا كام أآن‬
‫‪414‬‬
‫مو ى ملا لكمه هللا اكن يسمعه من مجيع اجلهات"‪.‬‬

‫‪ 414‬فتح الباري برشح حصيح البخاري (‪)175 / 41‬‬


‫‪82‬‬
‫[ فصل يف بيان آأن القرآن غري حمدث ]‬

‫ذكر بعض املعارصين أآنه ل حرج يف اإطالق القول بأأن القرآن حادث أآو‬
‫حمدث‪ ،‬وهذا ليس بسديد‪ ،‬ألن القرآن غري حادث ول حمدث‪.‬‬

‫فقد قال ا إلمام وكيع ‪" :‬من قال اإن القرآن خملوق فقد زمع أآن القرآن‬
‫‪444‬‬
‫حمدث ومن زمع آأن القرآن حمدث فقد كفر"‪.‬‬

‫وجاء يف "سري أآعالم النبالء" يف ترمجة الإمام ابن خزمية اإثباته هذا‬
‫املعتقد فقال ‪" :‬القرآن الكم هللا تعاىل‪ ،‬وصفة من صفات ذاته‪ ،‬ليس يشء من‬
‫الكمه خملوق ول مفعول ول حمدث‪ .‬مفن زمع آأن شيئا منه خملوق آأو حمدث آأو‬
‫زمع آأن الالكم من صفة الفعل‪ ،‬فهو هجمي ضال مبتدع‪ ،‬وآأقول ‪ :‬مل يزل هللا‬
‫‪444‬‬
‫متلكام والالكم هل صفة ذات"‪.‬‬

‫وقال محمد بن حيىي اذلهيل ‪" :‬الإميان قول‪ ،‬ومعل يزيد وينقص‪ ،‬والقرآن‬
‫الكم هللا غري خملوق جبميع هجاته‪ ،‬وحيث ترصف‪ ،‬ول نرى الالكم فامي آأحدثوا‬
‫فتلكموا يف ا ألصوات وا ألقالم واحلرب والورق‪ ،‬وما آأحدثوا من املتيل واملتىل‬
‫واملقرئ‪ ،‬فلك هذا عندان بدعة‪ ،‬ومن زمع آأن القرآن حمدث‪ ،‬فهو عندان هجمي ل‬
‫‪441‬‬
‫يشك فيه ول ميرتى"‪.‬‬

‫‪ 444‬رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة (‪)111 / 1‬‬


‫‪ 444‬سري أآعالم النبالء ( ‪)111 /44‬‬
‫‪ 441‬سري أآعالم النبالء (‪)41 / 44‬‬
‫‪83‬‬
‫وقال احلافظ اذلهيب ‪" :‬مجهور ا ألمئة والسلف واخللف عىل أآن القرآن‬
‫الكم هللا‪ ،‬مزنل‪ ،‬غري خملوق‪ .‬وهبذا ندين هللا – تعاىل ‪ -‬وبدعوا من خالف‬
‫‪441‬‬
‫ذكل"‪.‬‬

‫وذكر الإمام البهيقي أآن الإمام أآاب بكر أآمحد بن اإحساق الفقيه أآمىل اعتقاده‬
‫واعتقاد رفقائه عىل أآيب بكر بن أآيب عامثن‪ ،‬وعرضه عىل محمد بن اإحساق الفقيه بن‬
‫خزمية فاس تصوبه محمد بن اإحساق وارتضاه‪ ،‬واكن فامي أآمىل من اعتقادمه ‪" :‬فالكم‬
‫هللا عز وجل غري ابئن عن هللا ليس هو دونه ول غريه ول هو هو‪ ،‬بل هو‬
‫صفة من صفات ذاته كعلمه اذلي هو صفة من صفات ذاته‪ ،‬مل يزل ربنا عاملا ول‬
‫يزال عاملا‪ ،‬ومل يزل يتلكم ول يزال يتلكم‪ ،‬فهو املوصوف ابلصفات العىل‪ ،‬ومل يزل‬
‫جبميع صفاته اليت يه صفات ذاته واحدا ول يزال‪ ،‬وهو اللطيف اخلبري‪ .‬واكن‬
‫فامي كتب ‪ :‬القرآن الكم هللا تعاىل وصفة من صفات ذاته‪ ،‬ليس يشء من الكمه‬
‫‪441‬‬
‫خلقا ول خملوقا ول فعال ول مفعول ول حمداث ول حداث ول آأحدااث"‪.‬‬

‫وقال الإمام اذلهيب رمحه هللا‪" :‬وقالت طائفة ‪ :‬القرآن حمدث كداود‬
‫الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أآمحد و أآنكر ذكل‪ ،‬وثبت عىل اجلزم بأأن القرآن‬
‫الكم هللا غري خملوق و أآنه من عمل هللا وكفر من قال خبلقه وبدع من قال‬
‫‪447‬‬
‫حبدوثه"‪.‬‬

‫‪ 441‬سري أآعالم النبالء (‪)744/44‬‬


‫‪ 441‬ا ألسامء والصفات للبهيقي ( ‪)14 / 1‬‬
‫‪ 447‬سري أآعالم النبالء (‪)744/44‬‬
‫‪84‬‬
‫وقال فضيل بن عياض ‪" :‬من زمع آأن القرآن حمدث فقد كفر ومن زمع‬
‫‪441‬‬
‫أآنه ليس من عمل هللا فهو زنديق"‪.‬‬

‫وقال احلافظ ابن جحر ‪" :‬و أآخرج ابن أآيب حامت من طريق هشام بن‬
‫عبيد هللا الرازي أآن رجال من اجلهمية احتج لزمعه أآن القرآن خملوق هبذه الية (‬
‫َو َما يَأْ ِت ِهي مم ِم من ِذ مك ٍر ِم من َر ِ ّ ِهب مم ُم محدَ ٍث ) فقال هل هشام ‪ :‬حمدث اإلينا حمدث اإىل‬
‫العباد‪ ،‬وعن أآمحد بن اإبراهمي ادلوريق حنوه ومن طريق نعمي بن حامد قال‪ :‬حمدث‬
‫عند اخللق ل عند هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬وإامنا املراد أآنه حمدث عند النيب صىل هللا عليه‬
‫‪445‬‬
‫وسمل يعلمه بعد أآن اكن ل يعلمه‪ ،‬و أآما هللا س بحانه فمل يزل عاملا"‪.‬‬

‫وقد نقل الهروي يف الفاروق بس نده اإىل حرب الكرماين ‪" :‬سأألت‬
‫اإحساق بن اإبراهمي احلنظيل يعين ابن راهويه عن قوهل تعاىل ( َو َما يَأْ ِت ِهي مم ِم من ِذ مك ٍر‬
‫ِم من َر ِ ّ ِهب مم ُم محدَ ٍث ) قال ‪ :‬قدمي من رب العزة حمدث اإىل ا ألرض‪ ،‬فها هو سلف‬
‫‪441‬‬
‫البخاري"‪.‬‬

‫[ فصل يف آأن املداد خملوق عند البخاري ]‬

‫قال الإمام البخاري ‪" :‬فأأما املداد والورق وحنوه فاإنه خلق ‪ ،‬كام أآنك‬
‫تكتب (( هللا )) ‪ ،‬فاهلل يف ذاته هو اخلالق ‪ ،‬وخطك واكتسابك من فعكل‬

‫‪ 441‬العلو للعيل الغفار يف اإيضاح حصيح ا ألخبار وسقميها (‪)474‬‬


‫‪ 445‬فتح الباري برشح حصيح البخاري (‪)145/41‬‬
‫‪ 441‬فتح الباري برشح حصيح البخاري (‪)145 / 41‬‬
‫‪85‬‬
‫خلق ‪ ،‬ألن لك يشء دون هللا عز وجل يصنعه فهو خلق ‪ ،‬وقال ‪{ :‬وخلق لك‬
‫يشء فقدره تقديرا} ‪ ،‬وقال ‪{ :‬وإانه يف أآم الكتاب دلينا لعيل حكمي} ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫‪444‬‬
‫{بل هو قرآن جميد يف لوح حمفوظ}"‪.‬‬

‫[ فصل يف ذكر حاصل املذاهب عن القرآن ]‬

‫قال احلافظ ابن جحر ‪" :‬وحمصل ما نقل عن أآهل الالكم يف هذه املسأأةل‬
‫مخسة آأقوال ‪ :‬ا ألول قول املعزتةل أآنه خملوق والثاين قول الالكبية آأنه قدمي قامئ‬
‫بذات الرب ليس حبروف ول آأصوات واملوجود بني الناس عبارة عنه ل عينه‬
‫والثالث قول الساملية اإنه حروف وآأصوات قدمية ا ألعني وهو عني هذه احلروف‬
‫املكتوبة وا ألصوات املسموعة والرابع قول الكرامية اإنه حمدث ل خملوق وس يأأيت‬
‫بسط القول فيه يف الباب اذلي بعده واخلامس أآنه الكم هللا غري خملوق آأنه مل‬
‫يزل يتلكم اإذا شاء نص عىل ذكل آأمحد يف كتاب الرد عىل اجلهمية وافرتق‬
‫آأحصابه فرقتني مهنم من قال هو لزم ذلاته واحلروف وا ألصوات مقرتنة ل متعاقبة‬
‫ويسمع الكمه من شاء و أآكرثمه قالوا اإنه متلكم مبا شاء مىت شاء وآأنه اندى‬
‫مو ى عليه السالم حني لكمه ومل يكن انداه من قبل‪ ،‬واذلي اس تقر عليه قول‬
‫ا ألشعرية آأن القرآن الكم هللا غري خملوق مكتوب يف املصاحف حمفوظ يف‬
‫الصدور مقروء اب أللس نة قال هللا تعاىل‪ (( :‬فأأجره حىت يسمع الكم هللا )) وقال‬
‫تعاىل ‪ (( :‬بل هو آايت بينات يف صدور اذلين اوتوا العمل )) ويف احلديث املتفق‬
‫عليه عن بن معر كام تقدم يف اجلهاد ‪ (( :‬ل تسافروا ابلقرآن اإىل أآرض العدو‬

‫‪ 444‬خلق أآفعال العباد والرد عىل اجلهمية و أآحصاب التعطيل (‪)57 / 1‬‬
‫‪86‬‬
‫كراهية أآن يناهل العدو )) وليس املراد ما يف الصدور بل ما يف الصحف وآأمجع‬
‫السلف عىل آأن اذلي بني ادلفتني الكم هللا‪ ،‬وقال بعضهم القرآن يطلق ويراد به‬
‫املقروء وهو الصفة القدمية ويطلق ويراد به القراءة ويه ا أللفاظ ادلاةل عىل ذكل‬
‫وبسبب ذكل وقع الاختالف‪ .‬وآأما قوهلم اإنه مزنه عن احلروف وا ألصوات‬
‫مفرادمه الالكم النفيس القامئ ابذلات املقدسة فهو من الصفات املوجودة القدمية‬
‫وآأما احلروف فاإن اكنت حراكت آأدوات اكللسان والشفتني فهيي آأعراض وإان‬
‫اكنت كتابة فهيي آأجسام وقيام ا ألجسام وا ألعراض بذات هللا تعاىل حمال ويلزم‬
‫من آأثبت ذكل آأن يقول خبلق القرآن وهو يأأىب ذكل ويفر منه فأأجلأأ ذكل بعضهم‬
‫اإىل ادعاء قدم احلروف كام الزتمته الساملية ومهنم من الزتم قيام ذكل بذاته ومن‬
‫شدة اللبس يف هذه املسأأةل كرث هنيي السلف عن اخلوض فهيا واكتفوا ابعتقاد آأن‬
‫القرآن الكم هللا غري خملوق ومل يزيدوا عىل ذكل شيئا وهو أآسمل ا ألقوال وهللا‬
‫‪144‬‬
‫املس تعان"‪.‬‬

‫ونقل صاحب املواقف أآن هناك أآربعة مذاهب مشهورة يف القرآن فقد‬
‫قال ‪" :‬اإن ههنا قياسني متعارضني أآحدهام اإن الكم هللا تعاىل صفة هل ولك ما هو‬
‫صفة هل فهو قدمي فالكمه تعاىل قدمي واثنهيام اإن الكمه مؤلف من أآجزاء مرتتبة‬
‫متعاقبة يف الوجود ولك ما هو كذكل فهو حادث فالكمه تعاىل حادث فافرتق‬
‫املسلمون اإىل فرق آأربع ففرقتان مهنم ذهبوا اإىل حصة القياس ا ألول وقدحت‬
‫واحدة مهنام يف صغرى القياس الثاين وقدحت ا ألخرى يف كرباه وفرقتان أآخراين‬
‫ذهبوا اإىل حصة الثاين وقدحوا يف اإحدى مقدميت ا ألول عىل التفصيل املذكور‬
‫وإاىل ما ذكرانه أآشار املصنف رمحه هللا بقوهل مث قال احلنابةل الكمه حرف‬

‫‪ 144‬فتح الباري برشح حصيح البخاري (‪)141 / 41‬‬


‫‪87‬‬
‫وصوت يقومان بذاته و أآنه قدمي وقد ابلغوا فيه حىت قال بعضهم هجال اجلدل‬
‫والغالف قدميان فضال عن املصحف فهؤلء حصحوا القياس ا ألول ومنعوا كربى‬
‫القياس الثاين وهذا ابطل ابلرضورة فاإن حصول لك حرف من احلروف اليت‬
‫تركب مهنا الكمه عىل زمعهم مرشوط ابنقضاء الخر مهنا فيكون هل أآي للحرف‬
‫املرشوط أآول فال يكون قدميا وكذا يكون للحرف الخر انقضاء فال يكون هو‬
‫أآيضا قدميا بل حاداث فكذا اجملموع املركب مهنا أآي من احلروف اليت لها أآول زمان‬
‫وجود وآخره أآو اجمتعا معا فهيا فيكون حاداث ل قدميا والكرامية وافقوا احلنابةل يف‬
‫آأن الكمه حروف وآأصوات وسلموا آأهنا حادثة لكهنم زمعوا آأهنا قامئة بذاته تعاىل‬
‫لتجويزمه قيام احلوادث به فقد قالوا بصحة القياس الثاين وقدحوا يف كربى‬
‫القياس ا ألول وقالت املعزتةل الكمه تعاىل آأصوات وحروف كام ذهبت اإليه‬
‫الفرقتان املذكوراتن لكهنا ليست قامئة بذاته تعاىل بل خيلقها هللا يف غريه اكللوح‬
‫احملفوظ أآو جربيل أآو النيب وهو حادث كام ذهبت اإليه الكرامية خالفا للحنابةل‬
‫‪144‬‬
‫فهم أآيضا حصحوا القياس الثاين لكهنم قدحوا يف صغرى"‪.‬‬

‫[ فصل يف ذكر طريق النجاة يف هذا الباب عند الشواكين ]‬

‫قال الإمام الشواكين ‪" :‬وقد اس تدل بوصف اذلكر لكونه حمداث عىل أآن‬
‫القرآن حمدث ألن اذلكر هنا هو القرآن‪ .‬وآأجيب بأأنه ل نزاع يف حدوث املركب‬
‫من ا ألصوات واحلروف ألنه متجدد يف الزنول‪ .‬فاملعىن حمدث تزنيهل‪ ،‬وإامنا الزناع‬
‫يف الالكم النفيس‪ ،‬وهذه املسأأةل‪ :‬أآعين قدم القرآن وحدوثه قد ابتيل هبا كثري من‬

‫‪ 144‬املواقف (‪)411 / 1‬‬


‫‪88‬‬
‫أآهل العمل والفضل يف ادلوةل املأأمونية واملعتصمية والواثقية‪ ،‬وجرى ل إالمام أآمحد‬
‫بن حنبل ما جرى من الرضب الشديد واحلبس الطويل‪ ،‬ورضب بسبهبا عنق‬
‫محمد بن نرص اخلزاعي‪ ،‬وصارت فتنة عظمية يف ذكل الوقت وما بعده‪ ،‬والقصة‬
‫أآشهر من أآن تذكر‪ ،‬ومن أآحب الوقوف عىل حقيقهتا طالع ترمجة الإمام أآمحد بن‬
‫حنبل يف كتاب «النبالء» ملؤرخ الإسالم اذلهيب‪ .‬ولقد آأصاب آأمئة الس نة‬
‫ابمتناعهم من الإجابة اإىل القول خبلق القرآن وحدوثه‪ ،‬وحفظ هللا هبم أآمة نبيه‬
‫عن الابتداع‪ ،‬ولكهنم رمحهم هللا جاوزوا ذكل اإىل اجلزم بقدمه ومل يقترصوا عىل‬
‫ذكل حىت كفروا من قال ابحلدوث‪ ،‬بل جاوزوا ذكل اإىل تكفري من قال لفظي‪:‬‬
‫القرآن خملوق‪ ،‬بل جاوزوا ذكل اإىل تكفري من وقف‪ ،‬وليهتم مل جياوزوا حد‬
‫الوقف وإارجاع العمل اإىل عالم الغيوب‪ ،‬فاإنه مل يسمع من السلف الصاحل من‬
‫الصحابة والتابعني ومن بعدمه اإىل وقت قيام احملنة وظهور القول يف هذه املسأأةل‬
‫يشء من الالكم‪ ،‬ول نقل عهنم لكمة يف ذكل‪ ،‬فاكن الامتناع من الإجابة اإىل ما‬
‫دعوا اإليه‪ ،‬والمتسك بأأذايل الوقف‪ ،‬وإارجاع عمل ذكل اإىل عامله هو الطريقة‬
‫املثىل‪ ،‬وفيه السالمة واخللوص من تكفري طوائف من عباد هللا‪ ،‬وا ألمر هلل‬
‫‪141‬‬
‫س بحانه"‪.‬‬

‫[ فصل يف آأن الإمام اذلهيب حث املسلمني عىل عدم التبديع يف هذه املسأأةل ]‬

‫ويف آخر هذه املقدمة أآريد أآن أآذكر الكما مجيال ل إالمام اذلهيب مفاده أآن‬
‫اختالف العلامء يف هذه املسأأةل ينغي أآن ل يشدد فيه حيث اإنه معدود أكمثال‬
‫اختالفهم يف الفروع بني اجملهتدين‪ ،‬وينبغي لنا ادلعاء لهؤلء ا ألمئة ابلعفو واملغفرة‪.‬‬

‫‪ 141‬فتح القدير (‪)114 / 1‬‬


‫‪89‬‬
‫فقد قال الإمام اذلهيب ‪" :‬وخالئق من كبار العلامء رمحة هللا علهيم بدع‬
‫بعضهم بعضا من الشافعية واحلنفية واحلنابةل وآأهل ا ألثر و أآهل الالكم ومثبتة‬
‫الصفات القرآنية ل اخلربية ومثبتة الش يعة دون غريها ومثبتة ما ثبت من ا ألخبار‬
‫دون ما حسن عىل اختالف آراهئم ومبالغة بعضهم يف الإقرار والإمرار وذم‬
‫التأأويل‪ .‬فبني هؤلء نزاع وخالف شديد مع اإمياهنم اللك ابهلل ومالئكته وكتبه‬
‫ورسهل والبعث والقدر والانقياد للكتاب والصحاح والإجامع وتعظمي الرب‬
‫وإاجالهل ومراقبته والانقياد لرسول هللا صىل هللا عليه وسكل واخلضوع هل‬
‫واحملافظة عىل الفرائض والطهارة والابهتال اإىل هللا يف الهدى والتوفيق مع اذلاكء‬
‫والعمل‪ ،‬وبعضهم يتعجب من بعض كيف خالف يف تأأويل الصفات كام يتعجب‬
‫الخر منه ومن سعة علومه كيف مجد عىل اإثباهتا وآأقرها وبعضهم يتعجب من‬
‫هؤلء ومن هؤلء كيف مل يسكتوا كام سكت امجلهور وفوضوا ذكل اإىل هللا‬
‫ورسوهل‪ ،‬حىت اإن التلميذ ليتعجب من ش يخه واملفضول فهيم من ا ألفضل‪ ،‬وحنن‬
‫نرجو للجميع العفو واملغفرة ونعد خطأأمه مع بذل الوسع وحسن النة يف ا ألصول‬
‫والفروع شيئا واحدا أآعين أآرابب هذا النوع اذلين ل حميد هلم عن الكتاب‬
‫‪141‬‬
‫والس نة"‪.‬‬

‫هذا آخر ما أآردان مجعه يف هذه املقدمة القصرية‪ ،‬و أآسأأل هللا عز وجل‬
‫أآن ينفع هبا لك من يقر أآها وجيعل ذكل وس يةل لنيل رضاه يوم ل ينفع مال ول‬
‫بنون اإل من أآىت هللا بقلب سلمي‪.‬‬

‫وصىل هللا عىل س يدان محمد وعىل آهل وحصبه وسمل‪.‬‬

‫‪ 141‬جزء فيه المتسك ابلسنن (‪)11-15‬‬


‫‪90‬‬
‫القسم الثاين ‪:‬‬
‫ترمجة وجزية‬
‫للش يخ عبد الغين النابليس‬
‫(ريض هللا تعاىل عنه ونفعنا بعلومه يف ادلارين)‬

‫‪91‬‬
‫[ ترمجة الإمام عبد الغين النابليس ]‬

‫امسه ونس به ‪:‬‬

‫هو آأس تاذ ا ألساتذة‪ ،‬وهجبذ اجلهابذة‪ ،‬الويل العارف‪ ،‬ينبوع الوارف‬
‫واملعارف‪ ،‬الإمام اهلامم‪ ،‬الفريد العالمة‪ ،‬احلجة الفهامة‪ ،‬البحر الكبري‪ ،‬احلرب‬
‫الشهري‪ ،‬ش يخ الإسالم‪ ،‬صدر ا ألمئة ا ألعالم‪ ،‬املشارك يف أآنواع العلوم‪ ،‬بركة‬
‫الشام وعاملها الفهام‪ ،‬صاحب املصنفات اليت اش هترت رشقا وغراب‪ ،‬الش يخ عبد‬
‫الغين بن اإسامعيل بن عبد الغين بن اإسامعيل بن أآمحد بن اإبراهمي ادلمشقي‪،‬‬
‫‪141‬‬
‫الصاحلي‪ ،‬احلنفي‪ ،‬النقشبندي‪ ،‬القادري‪ ،‬املعروف اببن النابليس‪.‬‬

‫و أآصل أآرسته من حامة فاإن جده الثاين عرش برهان ادلين اإبراهمي بن‬
‫سعد هللا بن جامعة ودل حبامة س نة ‪ 741‬ه مث انتقل اإىل دمشق ليتلق العلوم‬
‫عىل علامهئا ويف س نة ‪ 157‬ه قصد بيت املقدس لزايرته مفات بعد وصوهل بأأايم‬
‫فبقيت آأرسته يف بيت املقدس ودرس أآولده فهيا وتعلموا يف مساجدها وعىل‬
‫‪147‬‬
‫مشاخيها مث تولوا بعد ذكل خطابة املسجد ا ألقىص وغريه‪.‬‬

‫ولدته ورحلته العلمية‪:‬‬

‫ودل الش يخ بدمشق يف ‪ 7‬ذي احلجة س نة ‪ 4474‬ه‪ ،‬وقيل ‪ :‬ودل يوم‬


‫ا ألحد الرابع من ذي احلجة‪ .‬ورحل اإىل بغداد‪ ،‬وعاد اإىل سورية‪ ،‬فتنقل يف‬

‫‪ 141‬انظر ‪ ( :‬معجم املؤلفني ‪ ،154 / 7 :‬ا ألعالم ‪ ،11 /1 :‬فهرس الفهارس ‪/ 1 :‬‬
‫‪)575‬‬
‫‪ 147‬انظر ‪( :‬مقدمة احلقيقة واجملاز ‪)7 :‬‬
‫‪92‬‬
‫فلسطني ولبنان‪ ،‬وسافر اإىل مرص واحلجاز‪ ،‬واس تقر بدمشق اإىل أآن تويف رمحه‬
‫‪141‬‬
‫هللا تعاىل بعد مرض أآمل به يف ‪ 11‬شعبان س نة ‪ 4411‬ه‪.‬‬

‫وقد أآفردت ترمجته بعدة مصنفات مهنا ‪:‬‬

‫‪ (( -‬الفتح الطري اجلين يف بعض مأثر ش يخنا الش يخ عبد الغين)) لتلميذه‬
‫‪145‬‬
‫الش يخ مصطف البكري احلنفي (ت ‪ 4411 :‬هـ)‪.‬‬

‫‪ (( -‬الورد ا ألنيس والوارد القديس )) لبن س بطه الع ّالمة الش يخ محمد كامل‬
‫ادلين الغزي العامري ادلمشقي الشافعي (‪ 4451‬ه – ‪ 4141‬ه)‪ ،‬وهو يف‬
‫‪141‬‬
‫جمدله ورتبه عىل أآبواب‪.‬‬

‫نبوغه املبكر ‪:‬‬

‫يبدو أآن خمايل اذلاكء بدت عىل النابليس منذ صغره مما دفع ا ألب اإىل أآن‬
‫ميزيه عىل اإخوته بعناية خاصة‪ ،‬خفمت القرآن وهو يف سن اخلامسة وحفظ ا أللفية‬
‫والشاطبية والرحبية واجلزرية وهو يف سن العارشة‪ ،‬بل قال الشعر يف رصاء‬
‫وادلته اليت توفيت س نة ‪ 4411‬وس نه اإذ ذاك اثنتا عرشة س نة‪ .‬ونتيجة لهذا‬

‫‪ 141‬انظر ‪( :‬معجم املؤلفني ‪ ،154 / 7 :‬ا ألعالم ‪ ،11/1 :‬فهرس الفهارس ‪،575/1 :‬‬
‫مقدمة احلقيقة واجملاز ‪)1 :‬‬
‫‪ 145‬انظر (فهرس الفهارس ‪ ،571/ 1 :‬هدية العارفني ‪)111 / 1 :‬‬
‫‪ 141‬انظر ‪( :‬فهرس الفهارس ‪ ،571/1 :‬ثبت العالمة عبد الغين النابليس ‪ ،1 :‬حلية‬
‫البرش يف اترخي القرن الثالث عرش ‪ ،4111/ 4 :‬ا ألعالم ‪ ،54 / 5 :‬فهرس الفهارس ‪:‬‬
‫‪)114 / 4‬‬
‫‪93‬‬
‫النبوغ املبكر فقد بد أآ ابلإنتاج مبكرا مفا بلغ سن العرشين حىت ابرش ابإلقاء‬
‫‪144‬‬
‫ادلروس وتصنيف الكتب‪.‬‬

‫ش يوخه ‪:‬‬

‫تتلمذ الش يخ عبد الغين النابليس عىل عدة ش يوخ مهنم‪:‬‬

‫‪ )4‬وادله الإمام اهلامم العالمة الش يخ أآبو الفداء اإسامعيل بن الش يخ عبد‬
‫الغين النابليس (‪ 4445‬هـ ‪ 4411 -‬هـ)‪ ،‬وقد تلق عليه القر أآن‬
‫والتفسري والفقه‪.‬‬
‫‪ )1‬الش يخ الفقيه أآمحد القلعي امحليص احلنفي( ت ‪ 4415 :‬ه)‪ ،‬أآخذ عنه‬
‫الفقه و أآصوهل‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ )1‬الش يخ أآبو بكر القواف الشافعي (‪ 4441‬ه – ‪ 4454‬ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬الش يخ املعمر املال محمود الكردي نزيل دمشق (ت ‪ 4451 :‬ه) وقد‬
‫عاش حنوا من ‪ 414‬عاما‪ ،‬تلق عنه عمل النحو واملعاين والبيان‬
‫والرصف‪.‬‬
‫‪ )7‬الش يخ عبد البايق احلنبيل البعيل (‪ 4447‬هـ ‪ 4454 -‬هـ) الشهري‬
‫اببن فقيه فصة‪ ،‬صاحب العني وا ألثر‪ ،‬أآخذ عنه احلديث وعلومه ‪.‬‬

‫‪ 144‬انظر (مقدمة احلقيقة واجملاز ‪)5 :‬‬


‫‪ 144‬انظر (سكل ادلرر يف أآعيان القرن الثالث عرش ‪)71 / 4 :‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ )1‬الش يخ محمد أآفندي احملاس ين (‪ 4441‬هـ ‪ 4451 -‬هـ)‪ ،‬اخلاطب‬
‫ابجلامع ا ألموي‪ ،‬أآخذ عنه التفسري والنحو ‪.‬‬
‫‪ )5‬الش يخ كامل ادلين محمد بن حيىي الشهري ابلفريض (ت ‪4411 :‬‬
‫‪144‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬الش يخ محمد اإفندي ا ألسطواين احلنفي ( ‪ 4411‬ه – ‪ 4455‬ه)‪ ،‬قد‬
‫روى عنه حصيح البخاري‪.‬‬
‫‪ )4‬الش يخ اإبراهمي بن منصور الفتال احلنفي (‪ 4411‬ه – ‪ 4441‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )44‬الش يخ عبد القادر بن مصطف الفريض الصفوري الشافعي (‪ 4444‬هـ‬
‫‪ 4414 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ )44‬الش يخ جنم ادلين الفريض الشافعي (ت ‪ 4444 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )41‬الس يد محمد بن كامل ادلين احلسيين احلنفي (‪ 4411‬هـ ‪ 4417 -‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )41‬الش يخ محمد العيثاوي ادلمشقي (ت ‪ 4414 :‬ه)‪.‬‬
‫‪ )41‬الش يخ احلافظ بدمشق الشام جنم ادلين محمد بن بدر ادلين محمد الغزي‬
‫العامري (‪ 455‬هـ – ‪ 4414‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )47‬الش يخ عيل الشربامليس ا ألزهري الشافعي (‪ 415‬هـ ‪ 4415 -‬هـ)‪،‬‬
‫‪141‬‬
‫وقد أآجاز هل من مرص‪.‬‬

‫‪ 144‬انظر (مقدمة احلقيقة واجملاز ‪)1 :‬‬


‫‪95‬‬
‫تالمذته‪:‬‬

‫قد تتلمذ عىل الش يخ عبد الغين النابليس خلق كثري مهنم ‪:‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ )4‬العالمة مشس ادلين السفاريين احلنبيل ( ‪ 4441‬ه – ‪ 4411‬ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬الش يخ الشهاب أآمحد بن عيل املنيين احلنفي (‪ 4414‬ه – ‪4451‬‬
‫‪141‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬الش يخ عبد الرمحن عبد الرزاق ادلمشقي (‪ 4457‬ه – ‪4411‬‬
‫‪147‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬العالمة أآبو الفرج عبد الرمحن البعيل احلنبيل (‪ 4444‬ه – ‪4441‬‬
‫‪141‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪ )7‬الإمام احملدث اإسامعيل العجلوين اجلرايح (‪ 4415‬ه – ‪ 4411‬ه)‪،‬‬
‫‪145‬‬
‫صاحب كشف اخلفاء وغريه‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ )1‬الش يخ عبد الرمحن الهبلول الشافعي (ت ‪ 4411 :‬ه)‪.‬‬

‫‪ 141‬انظر (فهرس الفهارس ‪ ،575 / 1 :‬ثبت العالمة عبد الغين النابليس ‪)1-1 :‬‬
‫‪ 141‬انظر (فهرس الفهارس ‪)4441/ 1 :‬‬
‫‪ 141‬انظر ‪( :‬فهرس الفهارس ‪)451 / 1 :‬‬
‫‪ 147‬انظر (معجم املؤلفني ‪)441 / 7:‬‬
‫‪ 141‬انظر (فهرس الفهارس ‪)511 / 1 :‬‬
‫‪ 145‬انظر فهرس الفهارس (‪ ،41 / 4‬ا ألعالم ‪)117/ 4 :‬‬
‫‪ 141‬انظر (معجم املؤلفني ‪)417 / 7 :‬‬
‫‪96‬‬
‫‪144‬‬
‫‪ )5‬الش يخ حسن بن عيل العجميي احلنفي (‪ 4414‬ه – ‪ 4441‬ه)‪.‬‬
‫‪ )1‬الإمام محمد بن عبد الرمحن الغزي الشافعي (‪ 4441‬ه – ‪4415‬‬
‫‪114‬‬
‫ه)‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ )4‬الش يخ مو ى صفي الرويم (ت ‪ 4475 :‬ه)‪.‬‬
‫‪ )44‬الإمام مطصف البكري احلنفي اخللويت القادري الشهري ابلقطب البكري‬
‫‪111‬‬
‫(‪ 4444‬ه – ‪ 4411‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )44‬الش يخ محمد سعيد السويدي البغدادي النقشبندي (ت ‪4111 :‬‬
‫‪111‬‬
‫هـ)‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ )41‬الش يخ طه زاده احلليب (ت ‪4415 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ )41‬الش يخ محمد زين ادلين الكفريي احلنفي (‪ 4411‬ه – ‪ 4414‬ه)‪.‬‬

‫‪ 144‬انظر ( فهرس الفهارس ‪ ،575/1 :‬ا ألعالم ‪)147 /1 :‬‬


‫‪ 114‬انظر (فهرس الفهارس ‪)744/ 4 :‬‬
‫‪ 114‬انظر (معجم املؤلفني ‪)11 / 41 :‬‬
‫‪ 111‬انظر (حلية البرش يف اترخي القرن الثالث عرش ‪ ،4411/4 :‬فهرس الفهارس ‪/ 1 :‬‬
‫‪ ،571‬ا ألعالم ‪ ،114/5 :‬معجم املؤلفني ‪ ،154/41 :‬سكل ادلرر ‪)444/ 1 :‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪( :‬فهرس الفهارس ‪ ،575 / 1 ،4444 / 1 :‬ا ألعالم ‪ ،414/ 1 :‬معجم‬
‫املؤلفني ‪)11 / 44 :‬‬
‫‪ 111‬انظر (فهرس الفهارس ‪)171 / 1 :‬‬
‫‪ 117‬انظر (فهرس الفهارس ‪)145 / 4 :‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ )41‬الش يخ مصطف العمري املعروف اببن عبد الهادي (‪ 4441‬ه –‬
‫‪111‬‬
‫‪ 4411‬ه)‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ )47‬الإمام مرتىض الكردي احلنفي (ت ‪ 4477 :‬ه)‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ )41‬العالمة محمد املرعيش احلنفي (ت ‪ 4474 :‬ه)‪.‬‬
‫‪ )45‬الش يخ عبد الوهاب ادلكديك (ت ‪ 4414 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )41‬العالمة مصطف أآبو الرباكت ا أليويب ا ألنصاري الرمحيت (‪ 4417‬ه –‬
‫‪114‬‬
‫‪ 4147‬ه)‪.‬‬
‫‪ )44‬الش يخ مصطف الكردي العبدلين الشافعي (‪ 4447‬ه – ‪4141‬‬
‫‪114‬‬
‫ه)‪.‬‬

‫‪ 111‬انظر (معجم املؤلفني ‪)114 / 41 :‬‬


‫‪ 115‬انظر (معجم املؤلفني ‪)141 / 41 :‬‬
‫‪ 111‬انظر (معجم املؤلفني ‪ ،441 / 4 :‬ا ألعالم ‪)14/ 1 :‬‬
‫‪ 114‬انظر (فهرس الفهارس ‪ ،571/ 1 :‬ثبت العالمة عبد الغين النابليس ‪ ،1 :‬حلية‬
‫البرش ‪ ،4711/4 :‬فهرس الفهارس ‪)4414/ 1 :‬‬
‫‪ 114‬انظر (حلية البرش ‪)4711/4 :‬‬
‫‪98‬‬
‫تصوفه ‪:‬‬

‫ذكر حمقق لكتاب (( احلقيقة واجملاز )) اذلي اعمتد فيه عىل خمطوطة‬
‫كتاب (الورد ا ألنيس والوارد القديس يف ترمجة العارف عبد الغين النابليس)) أآن‬
‫الش يخ منذ صغره أآدمن عىل قراءة كتب املتصوفة اكبن عريب وابن س بعني‬
‫والعفيف التلمساين فعادت عليه بركة أآنفاسهم عىل حد قول س بطه الغزي فااته‬
‫الفتح الدلين‪ .‬وتروي الكتب أآنه دخل اخللوة ولزم العزةل يف داره قرب املسجد‬
‫ا ألموي س نة ‪ 4444‬ه وظل هذه العزةل بعيدا عن الناس ل يلكم آأحدا ول‬
‫خيرج اإل حلاجة وترك الألك والرشب اإل ما يقمي اوده ودوام عىل اذلكر والصالة‬
‫ودراسة القر أآن الكرمي‪ ،‬وبعد س بع س نني خرج من هلوته بعدد من كتبه املعروفة‬
‫وصار بعد هذه اخللوة أآحد أآعالم التصوف يف العامل الإساليم‪ .‬وبعد هذه اخللوة‬
‫أآكرث من الرتدد عىل رضاحئ ا ألولياء وقبور الصاحلني يزورمه ويبحث عهنم ويقر أآ‬
‫‪114‬‬
‫سريهتم ومؤلفاهتم و أآقواهلم ويدافع عهنم ضد املنكرين علهيم وميدهحم نرثا وشعرا‪.‬‬

‫وظائفه ‪:‬‬

‫اإن الش يخ النابليس مل يشغل اإل وظيفتني‪:‬‬

‫ا ألوىل ‪ :‬توىل قضاء حمّكة امليدان س نة ‪ 4457‬هـ ولكنه مل يلبث أآن تركها‪.‬‬

‫‪ 114‬انظر (احلقيقة واجملاز ‪)1 :‬‬


‫‪99‬‬
‫الثانية ‪ :‬أآن أآهل دمشق انتخبوه يف عام ‪ 4417‬مفتيا دلمشق بعد وفاة مفتهيا‬
‫محمد بن اإبراهمي العامدي فرفض ولكهنم أآحلوا عليه فقبل‪ ،‬فكتبوا اإىل ادلوةل العلية‬
‫‪111‬‬
‫جفاء ا ألمر بتولية خليل بن أآسعد الصديقي‪.‬‬

‫دروسه ‪:‬‬

‫اكنت دروس الش يخ النابليس ثالثة مواضع ‪ :‬اجلامع ا ألموي واملدرسة‬


‫السلميية دلروسه العامة ويف داره دلروسه اخلاصة‪.‬‬

‫و أآما أآوقات دروسه العامة فقد اكنت بعد الفجر وحضوة الهنار وبعد‬
‫العرص‪ .‬ومن طبيعة احلال أآن ادلروس اكنت موزعة عىل أآشهر الس نة اإل أآهنم‬
‫اكنوا جيدون لقراءة كتاب بعينه يف شهر رمضان أآو قبهل بشهرين‪.‬‬

‫واكن قارئ درسه محمد بن اإبراهمي ادلكديك وبعد موته صار ابنه اإبراهمي‬
‫ادلكديك هو القارئ‪ ،‬واكن يتوىل القراءة أآحياان عبد الرمحن الهبلول‪.‬‬

‫و أآما مواد دروسه فقد اكنت تشمل العلوم لكها من مبادهئا اإىل التخصص‬
‫بدءا بعمل احلديث مث التفسري والفقه والتصوف ومن خالل اس تقراء ما اكن يقرئ‬
‫من كتب وجدت الكتب التالية عدا كتبه اخلاصة ‪:‬‬

‫يف احلديث أآقر أآ الكتب الس تة ومس ند ادلاريم وموطأأ ماكل وسنن‬
‫ادلارقطين ومس ند الشافعي ومس ند الإمام أآمحد واملس تخرج عىل حصيح مسمل‬
‫أليب نعمي‪ ،‬وا ألربعني النووية وا ألذاكر النووية أآيضا‪.‬‬

‫‪ 111‬مقدمة احلقيقة واجملاز (‪)4‬‬


‫‪100‬‬
‫ويف التفسري آأقر أآ تفسري البيضاوي‪ ،‬ويف العقيدة الس نوس ية يف العقائد‬
‫ورشهحا‪ ،‬ويف التصوف أآقر أآ كتب ابن عريب مكواقع النجوم والتجلبات مع رشهحا‬
‫‪111‬‬
‫لبن سودكني والفصوص والفتوحات املكية وديوان ابن الفارض‪.‬‬

‫مؤلفاته العلمية‪:‬‬

‫اإن اذلي يطلع عىل سرية الش يخ عبد الغين النابليس سيتعجب كثريا‪،‬‬
‫ألن الش يخ هل مؤلفات كثرية يف ش ىت فنون‪ ،‬فال جعب يف ذكل اإذا ر أآينا أآن‬
‫الش يخ هو العامل العالمة الفقيه احملدث ا ألديب املتفنن يف عدة فنون‪ .‬وقد ذكر‬
‫بعضهم أآن مؤلفات الش يخ النابليس بلغت زهاء ثالث مائة مؤلف ما بني كتاب‬
‫ورساةل‪ 111.‬ومن هذه املؤلفات ما ييل‪:‬‬

‫أآول ‪ :‬فن احلقيقة الإلهية‬

‫جواهر النصوص يف رشح لكامت الفصوص الليت للش يخ الأكرب‬ ‫‪-4‬‬

‫رشح ديوان ابن الفارض‪ ،‬يف جمدلين‬ ‫‪-1‬‬

‫مهرة احلان ورنة ا ألحلان شالح لرساةل الش يخ أآرسالن‬ ‫‪-1‬‬

‫كتاب الوجود وخطاب الشهود‬ ‫‪-1‬‬

‫اإطالق القيود رشح مرآة الوجود‬ ‫‪-7‬‬

‫‪ 111‬مقدمة احلقيقة واجملاز (‪)4‬‬


‫‪ 111‬انظر (احلقيقة واجملاز ‪)151 :‬‬
‫‪101‬‬
‫اإيضاح املقصود من معىن وحدة الوجود‬ ‫‪-1‬‬

‫العقود اللؤلئية يف بيان الطريقة املولوية‬ ‫‪-5‬‬

‫غاية املطلوب يف حمبة احملبوب‬ ‫‪-1‬‬

‫الرد املتني عىل منتقص العارف حميي ادلين‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -44‬املعارف الغيبية رشح العينية اجليلية‬

‫‪ -44‬الفتح الرابين والفيض الرحامين‬

‫‪ -41‬ملعات الربق النحدي رشح جتليات محمود أآفندي‬

‫‪ -41‬مناغاة القدمي ومناجاة احلكمي‬

‫‪ -41‬هدية الفقري وحتية الوزير‬

‫‪ -47‬الساحنات النابلس ية والسارحات ا ألنس ية‬

‫‪ -41‬املقام ا ألمس يف امزتاج ا ألسام‬

‫‪ -45‬مفتاح املعية رشح رساةل النقشبندية‬

‫‪ -41‬ملعة النور املضية رشح ا ألبيات الس بعة من امخلرية الفارضية‬

‫‪ -44‬الشمس عىل جناح طائر يف مقام الواقف والسائر‬

‫‪102‬‬
‫‪ -14‬رد املفرتي عن الطعن يف الششرتي‬

‫‪ -14‬قطرة سامء الوجود ونظرة علامء الشهود‬

‫‪ -11‬التنبيه من النوم يف حمك مواجيد القوم‬

‫‪ -11‬كوكب الصبح يف إازاةل ليل القبح‬

‫‪ -11‬النظر املرشف يف معىن عرفت أآم مل تعرف‬

‫‪ -17‬بداية املريد وهناية السعيد‬

‫‪ -11‬زايدة البسطة يف بيان العمل نقطة‬

‫‪ -15‬الرصاط السوي رشح ديباجات املثنوي‬

‫‪ -11‬حتقيق اذلوق والرشف يف معىن اخملالفة الواقعة بني أآهل الكشف‬

‫‪ -14‬الرس اخملتيب يف رضحي ابن العريب‬

‫‪ -14‬رفع الريب عن حرضة الغيب‬

‫‪ -14‬رد اجلاهل اإىل الصواب يف جواز اإضافة التأأثري غىل ا ألس باب‬

‫‪ -11‬القول اخملتار يف الرد عىل اجلاهل احملتار‬

‫‪ -11‬دفع الإهيام ورفع الإهبام‬

‫‪103‬‬
‫‪ -11‬مجع ا ألشاكل ومنع الإشاكل‬

‫‪ -17‬اللؤلؤ املكنون يف حمك الإخبار عام س يكون‬

‫‪ -11‬توفيق الرتبة يف حتقيق اخلطبة‬

‫‪ -15‬الكوكب املتاليل رشح قصيدة الغزايل‬

‫تثبيت القدمني يف سؤال امللكني‬ ‫‪-11‬‬

‫تّكيل النعوت يف لزوم البيوت‬ ‫‪-14‬‬

‫‪ -14‬خمرج املتقي ومهنج املرتقي‬

‫‪ -14‬رفع الاشتباه عن علمية امس هللا‬

‫‪ -11‬تنبيه من يلهو عىل علمية الامس هو‬

‫‪ -11‬احلامل يف الفكل واحملمول يف الفكل يف بيان اإطالق النبوة والرساةل‬


‫واخلالفة واملكل‬

‫‪ -11‬وسائل التحقيق ورسائل التوفيق‬

‫‪ -17‬اإيضاح ادلللت يف سامع اللت‬

‫‪ -11‬فتح الكرمي الوهاب يف العلوم املس تفادة من الناي والش باب‬

‫‪ -15‬زبدة الفائدة يف اجلواب عن ا ألبيات الواردة‬


‫‪104‬‬
‫‪ -11‬اإشارات القبول اإىل حرضات الوصول‬

‫‪ -14‬النغامت املنترشة يف اجلواب عن ا ألس ئةل العرشة‬

‫‪ -74‬ا ألجوبة البتة عن ا ألس ئةل الس تة‬

‫‪ -74‬بذل الإحسان يف حتقيق معىن الإنسان‬

‫‪ -71‬الواردات الرحامنية والنفحات القرآنية‬

‫‪ -71‬التائية الكربى املسامة ابرسار القرآن و أآنوار الفرقان وهو حنو مخسة عرش‬
‫أآلف بيت تفسري للقرآن بلسان أآهل الإشارة‬

‫‪ -71‬أآنوار السلوك يف أآرسار امللوك‬

‫‪ -77‬الفتح املدين والنفس الميين‬

‫‪ -71‬نفخة الصور ونفحة الزهور رشح أآبيات قبضة النور‬

‫‪ -75‬حق اليقني وهداية املتقني‬

‫اثنيا ‪ :‬فن احلديث الرشيف‬

‫ذخائر املواريث يف ادللةل عىل أآماكن الاحاديث‬ ‫‪-71‬‬

‫‪ -74‬فتح القدير املاكل يف امجلع بني الكتب الس تة وموطأأ ماكل ويسم أآيضا‬
‫‪ :‬متهيد السنن وجتريد السنن‬

‫‪105‬‬
‫‪ -14‬كزن احلق املبني يف أآحاديث س يد املرسلني‬

‫اجملالس الشامية يف مواعظ آأهل البالد الرومية‬ ‫‪-14‬‬

‫‪ -11‬اإس باغ املنة يف أآهنار اجلنة‬

‫إازاةل اخلفا عن حلية املصطف‬ ‫‪-11‬‬

‫‪ -11‬ملعات ا ألنوار يف املقطوع هلم ابجلنة واملقطوع هلم ابلنار‬

‫‪ -17‬صفوة ا ألصفياء يف بيان الفضيةل بني ا ألنبياء‬

‫‪ -11‬بيان حمك الإجازة يف املنام‬

‫اثلثا ‪ :‬فن عقائد آأهل الس نة وامجلاعة‬

‫‪ -15‬احلديقة الندية رشح الطريقة احملمدية يف ثالث جمدلات‬

‫‪ -11‬املطالب الوفية رشح الفرائد السنية يف ثالث جمدلات‬

‫‪ -14‬فتح املعيد املبدي رشح منظومة املوىل سعدي‬

‫‪ -54‬نور ا ألفئدة رشح املرشدة أليب الليث‬

‫‪ -54‬الكوكب الساري يف حقيقة اجلزء الاختياري‬

‫‪ -51‬قالئد املرجان يف عقائد الإميان‬

‫‪106‬‬
‫‪ -51‬القول ا ألبني رشح عقيدة أآيب مدين‬

‫‪ -51‬الكوكب الوقاد يف حمك الاعتقاد‬

‫‪ -57‬ا ألنوار الإلهية رشح املقدمة الس نوس ية‬

‫‪ -51‬رصف ا ألعنة اإىل اعتقاد أآهل الس نة‬

‫‪ -55‬حتريك سلسةل الوداد يف مسأأةل خلق أآفعال العباد‬

‫‪ -51‬القول السديد يف جواز خلف الوعيد‬

‫‪ -54‬اللطائف ا ألنس ية يف رشح نظم العقيدة الس نوس ية‬

‫‪ -14‬رشح املنظومة املقرية‪ ،‬عدد أآبياهتا مخسامئة بيت‬

‫رابعا ‪ :‬فن عمل الفقه الرشيف‬

‫‪ -14‬قالئد الفريد وموائد الفوائد‬

‫‪ -11‬هناية املراد رشح هدية ابن العامد‬

‫‪ -11‬الصلح بني اخلوان يف حمك اإابحة ادلخان‬

‫‪ -11‬حتفة الناسك يف بيان املناسك‬

‫‪ -17‬تطييب النفوس يف حمك املقادم والروس‬

‫‪107‬‬
‫‪ -11‬صدق امحلامة يف رشوط الإمامة‬

‫‪ -15‬كشف السرت عن فرضية الوتر‬

‫‪ -11‬كفاية الغالم يف أآراكن الغسالم‬

‫‪ -14‬رحشات الاقالم رشح كفاية الغالم‬

‫‪ -44‬الغيث املتبجس يف حمك املصبوغ ابلنجس‬

‫‪ -44‬حتصيل ا ألجر يف حمك آذان الفجر‬

‫‪ -41‬اإحتاف من ابدر يف حمك النوشادر‬

‫‪ -41‬إارشاق املعامل يف آأحاكم املظامل‬

‫‪ -41‬غاية الوجازة يف تكرار الصالة عىل اجلنازة‬

‫‪ -47‬تشحيذ ا ألذهان يف تطهري ا ألدهان‬

‫‪ -41‬نزهة الواجد يف حمك الصالة عىل اجلنازة يف املساجد‬

‫‪ -45‬الكواكب املرشقة يف حمك اس تعامل املنطقة‬

‫‪ -41‬ا ألجوبة ا ألنس ية عىل أآثر ا ألس ئةل القدس ية‬

‫‪ -44‬بذل الصالت يف بيان الصالة‬

‫‪108‬‬
‫‪ -444‬كشف النور عن أآحصاب القبور‬

‫‪ -444‬بغية املكتفي يف جواز املسح عىل اخلف احلنفي‬

‫‪ -441‬الرد الويف عىل جواب احلسكفي‬

‫‪ -441‬اجلوهر اللكي رشح معدة املصيل املعروف ابلكيدانية‬

‫‪ -441‬خالصة التحقيق يف بيان حمك التقليد والتلفيق‬

‫‪ -447‬حتقيق القضية يف الفرق بني الرشوة والهدية‬

‫‪ -441‬املقاصد احملمصة يف بيان يك امحلصة‬

‫‪ -445‬ا ألحباث اخمللصة يف حمك يك امحلصة‬

‫‪ -441‬القول املعترب يف بيان النظر‬

‫‪ -444‬رساةل يف بيان احرتام اخلزب‬

‫‪ -444‬رساةل يف مسأأةل التعسري‬

‫‪ -444‬رسعة الانتباه ملساةل الاشتباه‬

‫‪ -441‬إاابنة النص يف مسأأةل القص‬

‫‪ -441‬اشتباك ا ألس نة يف اجلواب عن الفرض والس نة‬

‫‪109‬‬
‫‪ -441‬النعم السوابغ يف اإحرام املدين من رابغ‬

‫‪ -447‬الابهتاج يف مناسك احلاج‬

‫‪ -441‬اجلواب الرشيف للحرضة الرشيفة يف أآن مذهب أآيب يوسف ومحمد هو‬
‫مذهب ايب حنيفة‬

‫‪ -445‬الكشف والبيان عام يتعلق ابلنس يان‬

‫‪ -441‬فتح الانغالق يف مسأأةل عيل الطالق‬

‫خامسا ‪ :‬فن التجويد‬

‫‪ -444‬كفاية املس تفيد يف معرفة التجويد‬

‫‪ -414‬القول العامص يف رواية حفص عن ش يخه عامص‬

‫‪ -414‬رصف العنان اإىل قراءة حفص بن سلامين وهو رشح القول العامص‬

‫سادسا ‪ :‬فن التارخي‬

‫‪ -411‬زهر احلديقة يف بيان رجال الطريقة‬

‫‪ -411‬ا ألبيات النورانية يف ملوك ادلوةل العامثنية‬

‫‪ -411‬اإحتاف الساري يف زايرة الش يخ مدرك الفزاري‬

‫‪ -417‬احلوض املورود يف زايرة الش يخ يوسف والش يخ محمود‬


‫‪110‬‬
‫سابعا ‪ :‬فن ا ألدب‬

‫‪ -411‬النس مي الربيعي يف التجاذب البديعي‬

‫‪ -415‬مليح البديع يف مدحي الشفيع‬

‫‪ -411‬نسامت ا ألحسار يف مدح النيب اخملتار‬

‫‪ -414‬رشح البديعيات املسم بنفحات ا ألزهار عىل نسامت ا ألحسار‬

‫‪ -414‬الروض املعطار بروائق ا ألشعار‬

‫‪ -414‬عيون ا ألمثال العدمية ا ألمثال‬

‫‪ -411‬سلوى الندمي وتذكرة العدمي‬

‫‪ -411‬تعطري ا ألانم يف تعبري املنام‬

‫‪ -411‬حالوة الل يف التعبري اإجامل‬

‫‪ -417‬النواجف الفاحئة برواحئ الرؤاي الصاحلة‬

‫‪ -411‬يوانع الرطب يف بدائع اخلطب‬

‫‪ -415‬حةل اذلهب الإبريز يف رحةل بعلبك والبقاع العزيز‬

‫‪ -411‬احلرضة ا ألمس ية يف الرحةل القدس ية‬

‫‪111‬‬
‫‪ -414‬رحةل طرابلس الشام‬

‫‪ -414‬احلقيقة واجملاز يف رحةل بالد الشام ومرص واحلجاز‬

‫‪ -414‬ديوان احلقائق الإلهية واملواجيد الرابنية‬

‫‪ -411‬ديوان يف مدح الرسول صىل هللا عليه وسمل ويسم نفحة القبول يف‬
‫مدح الرسول‬

‫‪ -411‬ديوان يف املراسالت بني الإخوان والالغاز وا ألحايج وا ألهايج‬

‫‪ -411‬ديوان يف الغزليات‬

‫اثمنا ‪ :‬رسائل وآأجوبة آأخرى‬

‫‪ -417‬أآجوبة الإشاكل املشهور يف الصالة الإبراهميية‬

‫‪ -411‬أآجوبة سؤالاة جاءتنا من بيت املقدس‬

‫‪ -415‬ا ألجوبة عن املائة وواحد وس تني سؤالا‬

‫‪ -411‬ا ألجوبة املنظومة عن ا ألس ئةل املعلومة‬

‫‪ -414‬أآرجوزة النابليس يف املنطق ورشهحا‬

‫‪ -474‬اإرشاد املمتيل يف تبليغ غري املصيل‬

‫‪ -474‬أآنس النافر يف معىن من قال أآان مؤمن فهو اكفر‬


‫‪112‬‬
‫‪ -471‬أآنوار الشموس يف خطيب ادلروس‬

‫‪ -471‬ا ألوراد الرشيفة اجملموعة من الكتاب والس نة‬

‫‪ -471‬برهان الثبوت يف تربئة هاروت وماروت‬

‫‪ -477‬بسط اذلراعني ابلوصيد يف بيان احلقيقة واجملاز من التوحيد‬

‫‪ -471‬بقية هللا خري بعد الفناء يف السري‬

‫‪ -475‬حترير ا ألحباث يف مسأأةل رويح طالقة ابلثالث‬

‫‪ -471‬التحرير احلاوي رشح تفسري البيضاوي‬

‫‪ -474‬حترير ميني ا ألثبات يف تقرير ميني الإثبات‬

‫‪ -414‬حتريك ا ألقليد يف فتح ابب التوحيد‬

‫‪ -414‬حتفة ذي العرفان يف مودل س يد عدانن‬

‫‪ -411‬حتفة الراكع الساجد يف جواز الاعتاكف يف فناء املساجد‬

‫‪ -411‬التحفة النابلس ية يف الرحةل الطرابلس ية‬

‫‪ -411‬حتقيق الانتصار يف اتفاق ا ألشعري واملاتريدي عىل خلق الاختيار‬

‫‪ -417‬حتقيق معىن املعبود يف صورة لك معبود‬

‫‪113‬‬
‫‪ -411‬حتقيق النظر يف حتقيق النظر‬

‫‪ -415‬ختيري العباد يف سكىن البالد‬

‫‪ -411‬ترشيق التغريب يف تزنيه القرآن عن التعريب‬

‫‪ -414‬تعليقات عىل الفتوحات املكية‬

‫‪ -454‬تقريب الالكم عىل الافهام يف معىن وحدة الوجود‬

‫‪ -454‬التلكيف الظاهري والباطين‬

‫‪ -451‬تنبيه ا ألفهام عىل معدة احلاكم رشح منطومة القايض جمب ادلين امحلوي‬
‫يف فقه احلنفية‬

‫‪ -451‬التنفري من التكفري يف حق من حرم ناكم املعتقة عىل الرشيقة‬

‫‪ -451‬التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل‬

‫‪ -457‬ثبت اجلينيين‬

‫‪ -451‬ثبت الش يخ النابليس‬

‫‪ -455‬ثواب املدرك لزايرة الست زينب والش يخ مدرك‬

‫‪ -451‬مجع ا ألرسار يف منع ا ألرشار عن الطعن يف الصوفية ا ألخيار‬

‫‪ -454‬اجلواب التام عن حقيقة الالكم‬


‫‪114‬‬
‫‪ -414‬جواب سؤال من القدس‬

‫‪ -414‬جواب سؤال يف رشط واقف من املدينة املنورة‬

‫‪ -411‬جواب سؤال ورد من طرف برتك النصارى التوحيد‬

‫‪ -411‬جواب سؤال ورد من طرف مكة املرشفة عن الاقتداء يف جوف‬


‫الكعبة‬

‫‪ -411‬اجلواب العيل عن حال الويل‬

‫‪ -417‬اجلواب عن عبارة وقعت يف الاربعني النووية‬

‫‪ -411‬اجلواب املعمتد عن سؤالات أآهل صفد‬

‫‪ -415‬اجلواب املنثور املنظوم عن السؤال املفهوم‬

‫‪ -411‬حةل العاري يف صفات الباري تعاىل‬

‫‪ -414‬دفع الرضورة عن جح الرصورة‬

‫‪ -444‬ديوان ادلواوين‬

‫‪ -444‬ربع الإفادات يف ربع العبادات يف فقه احلنفية‬

‫‪ -441‬رد التعنيف عىل املعنف وإاثبات هجل هذا املصنف‬

‫‪ -441‬الرد عىل من تلكم يف ابن عريب‬


‫‪115‬‬
‫‪ -441‬رساةل تتعلق يف ا ألئةل هل هو هذا الهيلك اخملصوص أآو غريه‬

‫‪ -447‬رساةل يف اإطالق الوجود عىل احلق املعبود‬

‫‪ -441‬رساةل يف ورد من بعض امللحدينث من النصارى وغريمه ورد ذكل‬

‫‪ -445‬رساةل يف احلث عىل اجلهاد‬

‫‪ -441‬رساةل يف سؤال عن حديث نبوي‬

‫‪ -444‬رساةل يف طاحون خراب‬

‫‪ -144‬رساةل يف عبارة البيضاوي يف اإعراب ابء البسمةل‬

‫‪ -144‬رساةل يف قوهل عليه السالم من صىل عيل واحدة صىل هللا عليه هبا‬
‫عرشا‬

‫‪ -141‬رساةل يف الكشف عن طريق الولية‬

‫‪ -141‬رساةل خمترصة من كتاب احلقيقة واجملاز‬

‫‪ -141‬الرسوخ يف مقام الش يوخ‬

‫‪ -147‬رفع الاختالف عن الكم القايض والكشاف‬

‫‪ -141‬رفع الس تور عن متعلق اجلار واجملرور يف عبارة حرسو من حاشيته عىل‬
‫تفسري البيضاوي‬

‫‪116‬‬
‫‪ -145‬رفع العناد عن حمك التفويض وا إلس ناد يف نظر الوقف‬

‫‪ -141‬رفع الكسا عن عبارة البيضاوي يف سورة النسا‬

‫‪ -144‬ركوب التقييد ابلإذعان يف وجوب التقليد يف الإميان‬

‫‪ -144‬رنة النس مي وغنة الرخمي‬

‫‪ -144‬رشح أآرجوزة النابليس يف املنتطق‬

‫‪ -141‬رشح رساةل مسكل اجليل يف حمك شطح الويل‬

‫‪ -141‬رشح قصيدة البكري‬

‫‪ -141‬صفوة الضمري يف نرصة الوزير‬

‫‪ -147‬صورة سؤال اخللوتية لعلامء الزهر ملا اعرتض علهيم بعض املنكرين‬

‫‪ -141‬الطلعة البدرية رشح القصيدة املرضية‬

‫‪ -145‬طلوع الصباح عىل خطبة ضوء املصباح‬

‫‪ -141‬الظل املمدود يف معىن وحدة الوجود (رشح وحدة الوجود للمالجايم)‬

‫‪ -144‬العبري يف التعبري‬

‫‪ -114‬عذر ا ألمئة يف نصح ا ألمة يف بيان الرشيعة واحلقيقة‬

‫‪117‬‬
‫‪ -114‬العقد النظمي يف القدر العظمي يف رشح بيت من بردة املدحي‬

‫‪ -111‬عمل املالحة يف عمل الفالحة‬

‫‪ -111‬عنوان الاايت‬

‫‪ -111‬غاية الوجازة يف تكرار الصالة عىل اجلنازة‬

‫‪ -117‬غيث القبول مه يف معىن (جعال هل رشياك فامي آاتهام)‬

‫‪ -111‬فتاوى النابليس‬

‫‪ -115‬فتح العني وكشف الغني عن الفرق بني البسملتني وإايضاح معىن‬


‫التسميتني‬

‫‪ -111‬الفتح امليك واللمح املليك‬

‫‪ -114‬فتح التكبري لفتح راء التكبري‬

‫‪ -114‬قصيدة يف الطاعون‬

‫‪ -114‬الكتابة العلية عىل الرساةل اجلنبالطية املرصية‬

‫‪ -111‬الكشف عن ا ألغالط التسعة يف بيت السلعة من القاموس‬

‫‪ -111‬الكشف والبيان عن أآرسار ا ألداين‬

‫‪ -111‬كوكب املباين ومركب املعاين رشح صلوات الش يخ عبد القادر الكيالين‬
‫‪118‬‬
‫‪ -117‬جمالس يف التفسري عىل أآنوار التزنيل و أآرسار التاويل‬

‫‪ -111‬مجموع فيه فقه وتفسريه‬

‫‪ -115‬حمو الظالمة يف رمس الرخامة‬

‫‪ -111‬مفتاح الفتوح يف مشاكة اجلسم وزجاجة النفس ومصباح الروح‬

‫‪ -114‬مناقب أآيب العباس السبيت‬

‫‪ -114‬منظومة النابليس لدلعاء بأأسامء هللا احلس ىن‬

‫‪ -114‬نتيجة العلوم ونصيحة علامء الروم يف رشح مقالت الرسهندي املعلوم‬

‫‪ -111‬خنبة املسأأةل رشح التحفة املرسةل يف التوحيد‬

‫‪ -111‬نظم اكفية ابن احلاجب‬

‫‪ -111‬نقود الرصر رشح عقود ادلر فامي يفىت به عىل قول زفر‬

‫‪ -117‬هياية السول يف حلية الرسول‬

‫‪ -111‬ورد الورود فيض البحر املورود‬


‫‪117‬‬
‫‪ -115‬وغريها كثري‪.‬‬

‫‪ 117‬انظر ‪ :‬احلقيقة واجملاز (‪)114-111‬‬


‫‪119‬‬
‫القسم الثالث ‪:‬‬
‫نص حتقيقي لكتاب‬
‫التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل‬
‫تأأليف ‪:‬‬
‫س يدي الإمام العالمة احلرب اهلامم‬
‫الش يخ عبد الغين النابليس احلنفي‬
‫( ريض هللا عنه ونفعنا بعلومه يف ادلارين آمني )‬

‫‪120‬‬
‫[ مقدمة املؤلف ]‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫وهللا بلك يشء علمي‬

‫امحلد هلل ويل التوفيق‪ ،‬والهادي مبحض فضهل اإىل [سواء]‪ 111‬الطريق‪،‬‬
‫والصالة والسالم عىل س يدان محمد وعىل آهل و أآحصابه املؤيدين منه ابلتحقيق‪،‬‬
‫وعىل التابعني هلم واتبعي التابعني اإىل يوم ادلين من لك فريق‪ ،‬أآما بعد ‪:‬‬

‫فيقول العبد الفقري‪ ،‬والعاجز احلقري‪ ،‬عبد الغين ‪ -‬لطف هللا تعاىل به‬
‫وابملسلمني ‪: -‬‬

‫هذه رساةل مسيهتا (( التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل )) وقد‬


‫وفقت فهيا بني [معتقد]‪ 115‬احلنابةل وا ألشعرية يف الكم هللا تعاىل عىل وجه‬
‫البيان‪ ،‬وابهلل املس تعان‪.‬‬

‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬سوي‬


‫‪ 115‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬معتعدي‪ ،‬والتصحيح من نسخة (ب)‬
‫‪121‬‬
‫[ احلنابةل وا ألشعرية مه من آأهل الس نة وامجلاعة ]‬
‫‪114‬‬ ‫‪111‬‬
‫ول فرق بني‬ ‫من الس نة وامجلاعة‪،‬‬ ‫اعمل أآن الطائفتني‬
‫‪114‬‬
‫معتقدهيام‪.‬‬

‫وإامنا الزناع بيهنام يف ا أللفاظ واللكامت‪ 114‬اليت يتلكمون هبا يف وصف‬


‫‪111‬‬
‫الكم هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪ 111‬أآي ا ألشاعرة واحلنابةل‬


‫‪ 114‬حيث اتفقوا عىل أآصول أآهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬وقد اعرتف بذكل عدد من احلنابةل‬
‫أآنفسهم أكمثال الش يخ عبد البايق احلنبيل والش يخ السفاريين احلنبيل والش يخ ابن صوفان‬
‫احلنبيل كام تقدم بيانه يف املقدمة‪.‬‬
‫‪ 114‬حيث اإهنام اتفقا عىل ا ألصول‪ ،‬وإامنا تنازعا يف بعض الفروع وذكل ل خيرهجام من كوهنام‬
‫من أآهل الس نة وامجلاعة‪.‬‬
‫‪ 114‬هذا املسكل يامتىش مع مسكل الإمام أآيب احلسن ا ألشعري حيث قال قبيل وفاته ‪:‬‬
‫" أآشهد عيل أآين ل أآكفر أآحدا من أآهل القبةل‪ ،‬ألن اللك يشريون اإىل معبود واحد‪ ،‬وإامنا‬
‫هذا لكه اختالف العبارات"‪ .‬انظر ‪( :‬سري أآعالم النبالء ‪)141 /44 :‬‬
‫‪ 111‬أآي اخلالف يف هذه املسأأةل بني ا ألشعرية واحلنابةل لفظي فقط‪ ،‬قال الإمام ابن قتيبة‬
‫‪" :‬مث انهتي بنا القول اإىل ذكر غرضنا من هذا الكتاب وغايتنا من اختالف أآهل احلديث‬
‫يف اللفظ ابلقرآن وتشانهئم وإاكفار بعضهم بعض ًا وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع ا أللفة‪ ،‬ول‬
‫مما يوجب الوحشة ألهنم مجمعون عىل آأصل واحد وهو (القرآن الكم هللا غري خملوق) يف‬
‫لك موضع‪ ،‬وبلك هجة‪ ،‬وعىل لك حال‪ ،‬وإامنا اختلفوا يف فرع مل يفهموه لغموضه ولطف‬
‫معناه‪ ،‬فتعلق لك فريق مهنم بشعبة منه‪ ،‬ومل يكن معهم آةل المتيزي‪ ،‬ول حفص النظارين‪،‬‬
‫ول عمل أآهل اللغة"‪ .‬انظر ‪( :‬الاختالف يف اللفظ والرد عىل اجلهمية واملش هبة ‪)75 :‬‬
‫‪122‬‬
‫ومه [مجمعون]‪ 111‬لكهم‪ 111‬عىل أآن هذا املقروء اب أللس نة‪ ،‬احملفوظ يف‬
‫القلوب‪ ،‬املكتوب يف املصاحف‪ ،‬الكم هللا تعاىل القدمي‪ 117‬املزنل عىل نبينا محمد‬
‫‪111‬‬
‫صىل هللا عليه وسمل من غري خالف بيهنم يف يشء من ذكل‪.‬‬

‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬جيمعون‬


‫‪ 111‬وممن نقل هذا الإجامع ابن قدامة‪ ،‬انظر (الربهان يف بيان القرآن ‪ )11 :‬ورساةل يف‬
‫القرآن والكم هللا (‪ ،)74‬ويف ا ألقناع ملسائل الإجامع (‪" : )14 / 4‬و أآمجعوا عىل آأن‬
‫الكم هللا عز وجل مكتوب يف ادلفرت ليس حبال فيه"‪.‬‬
‫‪ 117‬بعض املعارصين ل يرتضون بصفة القدم ويعتذرون بأأن صفات هللا مبناها عىل‬
‫التوقيف وهذا اللفظ ليس مهنا‪ ،‬وهذا ل يلتفت اإليه‪.‬‬
‫فقد قال الإمام الاللاكيئ ‪" :‬س ياق ما روي عن النيب صىل هللا عليه وسمل مما‬
‫يدل عىل أآن القرآن من صفات هللا القدمية وحيك عن آدم ومو ى علهيام السالم كذكل"‪.‬‬
‫انظر ‪( :‬رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة ‪)114 / 1 :‬‬
‫وقال الإمام ابن قدامة ‪" :‬ومن صفات هللا تعاىل أآنه متلكم بالكم قدمي يسمعه‬
‫منه من شاء من خلقه‪ ،‬مسعه مو ى عليه السالم منه من غري واسطة‪ ،‬ومسعه جربيل‬
‫عليه السالم‪ ،‬ومن أآذن هل من مالئكته ورسهل‪ ،‬و أآنه س بحانه يلكم املؤمنني يف الخرة‬
‫ويلكمونه‪ ،‬ويأأذن هلم فزيورونه"‪ .‬انظر ‪( :‬ملعة الاعتقاد ‪)47:‬‬
‫وقال الإمام العمراين ‪" :‬فاإذا تقرر هذا فاإن الكم هللا هو القرآن‪ ،‬وهو هذه‬
‫السور اليت يه آايت لها أآول وآخر‪ ،‬وهو القرآن املزنل بلسان العرب تلكم هللا به حبروف‬
‫ل كحروفنا وصوت يسمع ل أكصواتنا‪ ،‬وهو صفة هلل قدمي بقدمه غري خملوق"‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫(الانتصار يف الرد عىل املعزتةل القدرية ا ألرشار ‪)714 / 1 :‬‬
‫وقال الإمام السفاريين ‪" :‬ففعلنا حنو الركوع حمدث ‪ ...‬ولك قرآن قدمي فاحبثوا"‪.‬‬
‫انظر ‪( :‬رشح العقيدة السفارينية ‪)147 :‬‬
‫‪ 111‬انظر عىل سبيل املثال ‪( :‬رساةل يف القرآن والكم هللا لبن قدامة ‪ ،14 :‬الربهان يف‬
‫بيان القرآن ‪ ،11-17 :‬ا إلابنة عن أآصول ادلاينة ‪ ،444 – 444 :‬املعمتد يف أآصول‬
‫ادلين (‪ ،)44‬القائد اإىل العقائد (‪ ،)77‬الاقتصاد يف الاعتقاد للمقديس (‪ ،)411‬خلق‬
‫أآفعال العباد للبخاري (‪ ،)447‬ا ألنصاف للباقالين (‪ ،)44-11‬رشح العقيدة الطحاوية‬
‫‪123‬‬
‫[ قول احلنابةل عن القرآن ]‬
‫‪114‬‬
‫وإامنا تقول احلنابةل‪ (( : 115‬الكم هللا تعاىل القدمي‪ 111‬هو هذا بعينه‪،‬‬
‫‪174‬‬
‫املش متل عىل احلروف‪ ،‬وا ألصوات‪ ،‬والسور‪ ،‬والايت ))‪.‬‬

‫لبن أآيب العز (‪ ،)444 / 4‬رصحي الس نة (‪ ،)17‬التبصري للطربي (‪ ،)474‬الرشح‬


‫وا إلابنة لبن بطة (‪)441‬‬
‫‪ 115‬قد أآنكر بعض من ينتسب اإىل املذهب احلنبيل من املعارصين أكمثال الش يخ ابن‬
‫العثميني أآن يكون الكم هللا تعاىل قدميا‪ ،‬فقال شارحا لالكم السفاريين احلنبيل ‪" :‬وعىل‬
‫هذا يقول املؤلف‪ :‬اإن القرآن الكم هللا القدمي يعين ا ألزيل‪ ،‬أآي أآن القرآن قدمي بقدم هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬فهو أآزيل؛ أآي مل يزل هذا القرآن عىل زمعه موجودا من قبل خلق السموات‪،‬‬
‫بل من قبل لك يشء‪ .‬ول شك أآن هذا القول ابطل لن القرآن يتلكم هللا به حني اإنزاهل‪،‬‬
‫وادلليل عىل هذا أآن هللا س بحانه وتعاىل يتحدث عن آأش ياء وقعت يف عهد الرسول صىل‬
‫هللا عليه وسمل بصيغة املايض‪ ،‬وهذا يدل عىل أآن الكمه هبا اكن بعد وقوعها‪ ،‬قال هللا‬
‫مكل تُ َب ّ ِوئُ الم ُم مؤ ِم ِن َني َمقَا ِعدَ ِللم ِقتَالِ َو َّ ُ‬
‫اَّلل َ ِمسي ٌع عَ ِل ٌمي) (آل معران‪:‬‬ ‫تعاىل‪َ ( :‬وا مذ غَدَ مو َت ِم من َآه ِ َ‬
‫‪ ِ ، )414‬قال‪ :‬غدوت بصيغة املايض‪ ،‬وهذا القول قاهل هللا بعد غدو الرسول صىل هللا‬
‫عليه وسمل"‪ .‬انظر ‪( :‬رشح العقيدة السفارينية ‪)141 :‬‬
‫‪ 111‬قال الإمام الباقالين ‪" :‬فأأما ادلليل عىل كون الكم هللا قدميا غري خملوق مفن الكتاب‬
‫قوهل تعاىل أآل هل اخللق وا ألمر ‪ ...‬ويدل عليه من الس نة قوهل صىل هللا عليه وسمل فضل‬
‫الكم هللا عىل سائر الالكم كفضل هللا عىل سائر خلقه ‪ ..‬ويدل عليه أآيضا اإجامع‬
‫الصحابة وهو أآن عليا عليه السالم ملا أآنكر عليه التحمك وكفر اخلوارج فقال حبرضة‬
‫الصحابة ‪ :‬وهللا ما حّكت خملوقا وإامنا حّكت القرآن"‪ .‬انظر (الإنصاف ‪)11 :‬‬
‫‪ 114‬قال الش يخ صديق حسن خان ‪" :‬احلروف املكتوبة وا ألصوات املسموعة هو عني‬
‫الكمه ل حاكية ول عبارة عنه"‪ .‬انظر ‪( :‬القائد اإىل العقائد (‪.)77‬‬
‫وقال الإمام املقديس احلنبيل ‪" :‬ونعتقد أآن احلروف املكتوبة وا ألصوات املسموعة‬
‫عني الكم هللا عز وجل ل حاكية ول عبارة ‪ ...‬مفن مل يقل اإن هذه ا ألحرف عني الكم‬
‫‪124‬‬
‫اإذا [قرئ]‪ 174‬اكنت حروفه وآأصواته هوائية‪ ،‬وإاذا حفظ اكنت حروفه‬
‫‪171‬‬
‫و أآصواته خيالية‪ ،‬وإاذا كتب اكنت حروفه و أآصواته مدادية‪.‬‬

‫وكون ا ألصوات خيالية أآو مدادية تقديرا ل حتقيقا؛ فاإن القارئ تظهر‬
‫منه احلروف وا ألصوات حقيقة عرفية‪ ،‬واحلافظ [و]‪ 171‬الاكتب تظهر منه‬
‫‪177‬‬
‫احلروف اخليالية واملدادية‪ ،‬وتكون ا ألصوات [مهنام]‪ 171‬تقديرية‪.‬‬

‫وهذا اذلي ظهر من القارئ واحلافظ والاكتب عىل طبق ما يف عمل هللا‬
‫تعاىل القدمي‪[ 171،‬و]‪ 175‬ل [يزاد]‪ 171‬عىل ما يف عمل هللا [تعاىل]‪ 174‬القدمي‪،‬‬
‫‪114‬‬
‫ول ينقص منه ش ئي‪.‬‬

‫هللا عز وجل فقد مرق من ادلين‪ ،‬وخرج عن مجةل املسلمني"‪ .‬انظر ‪( :‬الاقتصاد يف‬
‫الاعتقاد ‪)414 :‬‬
‫‪ 174‬انظر ‪ :‬الرصاط املس تقمي يف اإثبات احلرف القدمي (‪ ،)11‬املعمتد يف أآصول ادلين‬
‫(‪ ،)44‬اعتقاد الإمام أآمحد للمتميي (‪ ،)11‬هناية املبتدئني (‪ ،)11‬العني وا ألثر (‪)17‬‬
‫‪ 174‬يف نسخة (ب) ‪ :‬قر أآت‬
‫‪ 171‬انظر ‪ :‬الإرشاد للجويين (‪)414‬‬
‫‪ 171‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬أآو‬
‫‪ 171‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬مهنا‬
‫‪ 177‬قال العالمة ا أللويس ‪" :‬ومن هنا قال السنيون‪ :‬القرآن الكم هللا تعاىل غري خملوق‬
‫وهو مكتوب يف املصاحف حمفوظ يف الصدور مقروء اب أللسن مسموع ابلذان غري حال‬
‫يف يشء مهنا وهو يف مجيع هذه املراتب قرآن حقيقة رشعية معلوم من ادلين ابلرضورة‪،‬‬
‫فقوهلم غري حال اإشارة اإىل مرتبته النفس ية ا ألزلية فاإنه من الشؤون اذلاتية ومل تفارق اذلات‬
‫ول تفارقها أآبدا ولكن هللا تعاىل أآظهر صورها يف اخليال واحلس فصارت لكامت خميةل‬
‫وملفوظة مسموعة ومكتوبة مرئية فظهر يف تكل املظاهر من غري حلول اإذ هو فرع‬
‫الانفصال"‪ .‬انظر ‪( :‬روح املعاين ‪)41 / 4 :‬‬
‫‪125‬‬
‫والكمه تعاىل القدمي مطابق ملا يف علمه تعاىل القدمي‪[ 114،‬ل يزاد عىل ما‬
‫يف علمه]‪ ،111‬ول ينقص [منه]‪[ 111‬يشء]‪ 111،‬وهو يف [علمه]‪ 117‬تعاىل‬
‫‪115‬‬
‫القدمي‪ 111‬كام هو يف لسان القارئ‪ ،‬ولك قارئ من اخمللوقني‪ ،‬و [يف حفظ]‬
‫‪114‬‬
‫لك حافظ مهنم‪ ،‬ويف [لك]‪ 111‬كتابة لك اكتب مهنم‪.‬‬

‫‪ 171‬قال الإمام ابن حزم ‪" :‬وقال أآهل الس نة أآن الكم هللا عز وجل هو علمه مل يزل و أآنه‬
‫غري خملوق وهو قول الإمام أآمحد بن حنبل وغريه"‪ .‬انظر ‪( :‬الفصل يف امللل وا ألهواء‬
‫والنحل ‪)1 / 1 :‬‬
‫‪ 175‬كذا يف نسخة ( أآ) وليس يف نسخة (ب) هذا احلرف‬
‫‪ 171‬يف نسخة (ب) ‪ :‬يزيد ابلبناء عىل الفاعل‬
‫‪174‬كذا يف نسخة (ب) وليس يف نسخة ( أآ)‬
‫‪ 114‬قال الإمام الإسامعييل ‪" :‬ل سبيل ألحد أآن خيرج عن عمل هللا ول أآن يغلب فعهل‬
‫وإارادته مشيئة هللا‪ ،‬ول أآن يبدل عمل هللا"‪ .‬انظر ‪( :‬اعتقاد أآحصاب احلديث ‪)14 :‬‬
‫‪ 114‬قال الإمام ابن بطة ‪" :‬القرآن الكم هللا ووحيه وتزنيهل فيه معاين توحيده ومعرفته‬
‫وآلئه وصفاته و أآسامئه وهو عمل من علمه غري خملوق"‪ .‬انظر ‪( :‬الرشح وا إلابنة لبن بطة ‪:‬‬
‫‪ ،)11‬و (احلجة يف بيان احملجة ‪)144 / 4 :‬‬
‫‪ 111‬كذا يف نسخة ( أآ) ويف نسخة (ب) ‪ :‬ل يزيد علهيا يف علمه‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬عنه‬
‫‪ 111‬كذا يف نسخة ( أآ) ول يوجد يف نسخة (ب)‬
‫‪ 117‬يف نسخة (ب) ‪ :‬عمل هللا‬
‫‪ 111‬قال الإمام أآبو الش يخ ‪" :‬القرآن من عمل هللا مفن زمع أآن من عمل هللا شيئا خملوق‬
‫فقد كفر"‪ .‬انظر ‪( :‬احلجة يف بيان احملجة ‪)411 :‬‬
‫‪ 115‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬
‫‪ 111‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬
‫‪ 114‬قال الإمام اذلهيب ‪" :‬قال محمد بن خلف اخلراز‪ :‬مسعت هشام بن عبيد هللا الرازي‬
‫يقول‪ :‬القرآن الكم هللا غري خملوق‪ ،‬فقال هل رجل‪ :‬أآليس هللا يقول‪{ :‬ما يأأتهيم من ذكر من‬
‫‪126‬‬
‫ول شك ول ش هبة ألحد أآصال أآن لك قارئ لالكم هللا تعاىل ابحلروف‬
‫وا ألصوات الهوائية خملوق‪ 154،‬هو ومجيع ما جاء به معلوم يف حرضة عمل هللا‬
‫‪154‬‬
‫تعاىل يف أآزل ا ألزل‪ ،‬قدمي لكه يف العمل الإلهيي‪.‬‬

‫وكذكل لك حافظ لالكم هللا تعاىل كام ذكران‪ ،‬ولك اكتب جبميع ما‬
‫[حفظ هل احلافظ]‪ ،151‬و [كتبه]‪ 151‬الاكتب [ل خيف عىل هللا يشء من ذكل‬
‫أآصال‪.‬‬

‫رهبم حمدث} ؟ فقال‪ :‬حمدث اإلينا‪ ،‬وليس عند هللا مبحدث‪ .‬قلت‪ :‬ألنه من عمل هللا‪ ،‬وعمل‬
‫هللا ل يوصف ابحلدث"‪ .‬انظر ‪( :‬سري أآعالم النبالء ‪)115 / 44 :‬‬
‫‪ 154‬قال الإمام ابن حزم ‪" :‬و أآما الصوت فهو هواء مندفع من احللق والصدر واحلك‬
‫واللسان وا ألس نان والشفتني اإىل آذان السامعني وهو حروف الهجاء والهواء‪ ،‬وحروف‬
‫الهجاء والهواء لك ذكل خملوق بال خالف‪ ،‬قال هللا عز وجل ‪{ :‬وما أآرسلنا من رسول اإل‬
‫بلسان قومه ليبني هلم} وقال تعاىل ‪{ :‬بلسان عريب مبني} واللسان العريب ولسان لك قوم‬
‫يه لغهتم‪ ،‬واللسان واللغات لك ذكل خملوق بال شك واملعاين املعرب عهنا ابلالكم املؤلف‬
‫من احلروف املؤلفة اإمنا يه هللا تعاىل واملالئكة والنبيون ومسوات و أآرضون وما فهيام من‬
‫ا ألش ياء وصالة وزاكة وذكر أآمم خالية واجلنة والنار وسائر الطاعات وسائر أآعامل ادلين‬
‫ولك ذكل خملوق حاشا هلل وحده ل رشيك هل خالق لك ما دونه‪ ،‬و أآما املصحف فاإمنا هو‬
‫ورق من جلود احليوان ومركب مهنا من مداد مؤلف من مصغ وزاج وعفص وماء ولك‬
‫ذكل خملوق وكذكل حركة اليد يف حطه وحركة اللسان يف قراءته واس تقرار لك ذكل يف‬
‫النفوس هذه لكها أآعراض خملوقة وكذكل عيىس عليه السالم هو لكمة هلل وهو خملوق بال‬
‫شك"‪ .‬انظر ‪( :‬الفصل يف امللل وا ألهواء والنحل ‪)1 / 1 :‬‬
‫‪ 154‬وعمل هللا ل يوصف ابحلدوث كام تقدم و أآنه ل يعمل حقيقته اإل هللا تعاىل‬
‫‪ 151‬يف نسخة (ب) ‪ :‬حفظه احلافظ‬
‫‪ 151‬يف نسخة (ب) ‪ :‬يكتبه‬
‫‪127‬‬
‫فالكم هللا تعاىل اذلي يقرؤه القارئ وحيفظه احلافظ]‪ 151‬ويكتبه الاكتب‬
‫ابحلروف وا ألصوات اخملتلفة قراءة وحفظا وكتابة‪ ،‬مجيع ذكل يف عمل هللا تعاىل‬
‫القدمي ا ألزيل‪ ،‬وليس يشء من ذكل حاداث [عند]‪ 157‬هللا تعاىل يف علمه القدمي‬
‫ا ألزيل‪ ،‬وإامنا ذكل لكه خملوق حادث يف عامل الكون‪ 151،‬ل يف عمل هللا تعاىل‬
‫القدمي‪.‬‬

‫فاإذا أآشار العبد اإىل هذا القرآن اذلي عندان‪ ،‬مزنل اإلينا‪ ،‬نقول لكنا‪: 155‬‬
‫(( اإنه الكم هللا تعاىل القدمي حبروفه و أآصواته؛‪ 151‬ألنه قدمي يف عمل هللا تعاىل‬
‫‪154‬‬
‫كذكل حبروفه و أآصواته ))‪.‬‬

‫‪ 151‬ما بني املعقوفتني سقط من نسخة (ب)‬


‫‪ 157‬يف نسخة (ب) ‪ :‬عن‬
‫‪ 151‬قال املؤلف رمحه هللا تعاىل ‪" :‬اإن الوجود عىل أآربعة أآنواع الوجود العلمي كوجود زيد‬
‫مثال يف علمنا وهو حصول صورته يف خيالنا‪ ،‬والوجود القويل كوجود زيد يف الكمنا وهو‬
‫حصول حروف امسه يف نطقنا بذكل‪ ،‬والوجود الرمقي كوجود زيد يف كتابتنا وهو رمس‬
‫حروف امسه يف القرطاس‪ ،‬وهذه الوجودات الثالث الوجود الرمقي مهنا يدل عىل الوجود‬
‫القويل والوجود القويل يدل عىل الوجود العلمي والوجود العلمي هو املراد هنا بوجود هللا‬
‫تعاىل اذلي تعرب عنه مصنوعاته عند العقالء وهو اذلي وقع به التلكيف الرشعي فيؤمن‬
‫مثبته ويكفر جاحده أآي مثبته يف علمه بعقهل وجاحده من علمه بعقهل وإال فهو تعاىل عىل‬
‫ما هو يف وجوده العيين ل يصل اإليه عمل عامل ول حجد جاحد تبارك وتقدس و أآما النوع‬
‫الرابع وهو الوجود العيين وهو الوجود احلقيقي لليشء كوجود زيد مثال يف ذاته خارجا عن‬
‫علمنا وقولنا وكتابتنا فهو املراد ابمتناع اإدراكه يف حق هللا تعاىل وعدم دلةل مصنوعاته‬
‫عليه هبذا املعىن لعدم وجود يشء ابلنس بة اإليه وذكل هو املزنه ابلتزنيه التام"‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫(راحئة اجلنة رشح اإضاءة ادلجنة يف عقائد أآهل الس نة ‪)41 :‬‬
‫‪ 155‬اإل ما روي عن بعض ا ألشاعرة فاإهنم قالوا بأأن القرآن اذلي بني أآيدينا ليس الكم‬
‫هللا وإامنا هو عبارة عن الكم هللا‪ ،‬فقال الإمام العمراين الشافعي ‪" :‬قالت الالكبية‬
‫‪128‬‬
‫وا ألشعرية ‪ :‬الكم هللا اذلي ليس مبخلوق هو معىن قامئ بنفسه ل يفارق ذاته‪ ،‬وهذا‬
‫القرآن املتلو املسموع عبارة وحاكية عن الالكم القامئ بنفسه‪ ،‬وكذكل القول عندمه يف‬
‫الكم البرش هو معىن قامئ بذات املتلكم وهذه احلروف وا ألصوات املسموعة مهنم عبارة‬
‫عن املعىن القامئ ابذلات ل تسم الكم ًا حقيقة بل جماز ًا أآو توسع ًا"‪ .‬انظر ‪( :‬الانتصار يف‬
‫الرد عىل القدرية ا ألرشار ‪)711 / 1 :‬‬
‫وانظر أآيضا ‪( :‬رشح العقيدة الطحاوية لبن ايب العز ‪ ،)414 / 4 :‬بل هذا هو‬
‫املشهور عن الإمام أآيب احلسن ا ألشعري‪ ،‬قال الإمام عبد البايق احلنبيل ‪" :‬املشهور أآن‬
‫ا ألشعري و أآحصابه قالوا‪ :‬القرآن املوجود عندان حاكية الكم هللا تعاىل"‪)51( .‬‬
‫‪ 151‬انظر ‪ :‬الاقتصاد يف الاعتقاد (‪)414‬‬
‫ومعلوم أآن هذا القول مبين عىل التفريق بني املقروء والقراءة‪ ،‬فقال احلافظ ابن‬
‫جحر ‪" :‬اذلي اس تقر عليه قول ا ألشعرية أآن القرآن الكم هللا غري خملوق مكتوب يف‬
‫املصاحف حمفوظ يف الصدور مقروء اب أللس نة‪ ،‬قال هللا تعاىل ‪ (( :‬فأأجره حىت يسمع‬
‫الكم هللا )) وقال تعاىل ‪ (( :‬بل هو آايت بينات يف صدور اذلين اوتوا العمل ))‪ .‬ويف‬
‫احلديث املتفق عليه‪ ،‬عن بن معر كام تقدم يف اجلهاد (( ل تسافروا ابلقرآن اإىل أآرض‬
‫العدو كراهية أآن يناهل العدو )) وليس املراد ما يف الصدور بل ما يف الصحف‪ ،‬و أآمجع‬
‫السلف عىل أآن اذلي بني ادلفتني الكم هللا‪ ،‬وقال بعضهم القرآن يطلق ويراد به املقروء‬
‫وهو الصفة القدمية ويطلق ويراد به القراءة ويه ا أللفاظ ادلاةل عىل ذكل وبسبب ذكل وقع‬
‫الاختالف"‪ .‬انظر ‪( :‬فتح الباري ‪)141 / 41 :‬‬
‫‪ 154‬ولكن رد الإمام الباقالين عىل مثل هذا القول قائال ‪" :‬هذا القول يوجب أآن ل‬
‫يكون عندان قرآن ابمجلةل أآو يؤدي اإىل أآن يكون هذا القرآن هبذه احلروف وا ألصوات‬
‫املعروفة غري ذكل القرآن اذلي هو حبروف و أآصوات قدمية ل تش به هذه احلروف‬
‫وا ألصوات وامجليع فاسد ابطل"‪( .‬الإنصاف ‪)441 :‬‬
‫‪129‬‬
‫[ قول ا ألشعرية عن القرآن ]‬

‫و أآما ا ألشعرية فيقولون ‪ (( :‬الكم هللا تعاىل القدمي معىن [قدمي]‪ 114‬قامئ‬
‫‪111‬‬
‫بذات هللا تعاىل‪ 114،‬ليس حبروف ول أآصوات ))‪.‬‬

‫[ اإطالق ا ألشاعرة للقرآن اذلي بأأيدينا أآنه الكم هللا ]‬

‫مع أآهنم يقولون ‪ (( :‬هو هذا الالكم اذلي [نقر أآه]‪ 111‬وحنفظه ونكتبه‬
‫حبروف و أآصوات ))‪111 .‬عىل معىن أآننا نقر أآه كذكل‪ ،‬كام نذكر (( هللا )) تعاىل‬
‫حبروف و أآصوات‪[ 117 .‬وليس هللا تعاىل حبروف و أآصوات]‪.111‬‬

‫‪ 114‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬


‫‪ 114‬ذكر الإمام الباقالين أآن ذكل الكم حقيقة ودل عليه أآدةل كثرية من الكتاب والس نة‬
‫وا ألثر والكم العرب‪ ،‬فقال رمحه هللا تعاىل ‪" :‬ومما يدل عىل أآن حقيقة الالكم هو املعىن‬
‫القامئ ابلنفس من الكتاب والس نة وا ألثر والكم العرب ما نذكر"‪ .‬انظر ‪( :‬الإنصاف ‪:‬‬
‫‪ )441-441‬مث ساق هذه ا ألدةل فلريجع اإىل مظاهنا يف الإنصاف‪.‬‬
‫‪ 111‬انظر ‪ :‬الإرشاد (‪ ،)447‬الإنصاف للباقالين (‪ ،)441‬فتح الباري (‪،)114 / 41‬‬
‫ا ألسامء والصفات للبهيقي (‪ ،)11 / 1‬املهنج ا ألمحد (‪ ،)45‬رشح املقاصد (‪)44 / 1‬‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬يقر أآه‬
‫‪ 111‬قال الإمام البهيقي ‪" :‬فالقرآن اذلي نتلوه الكم هللا تعاىل‪ ،‬وهو متلو بأألس نتنا عىل‬
‫احلقيقة مكتوب يف مصاحفنا‪ ،‬حمفوظ يف صدوران‪ ،‬مسموع بأأسامعنا غري حال يف يشء‬
‫مهنا‪ ،‬اإذ هو من صفات ذاته غري ابئن منه‪ ،‬وهو كام أآن الباري عز وجل معلوم بقلوبنا‪،‬‬
‫مذكور بأألس نتنا‪ ،‬مكتوب يف كتبنا‪ ،‬معبود يف مساجدان‪ ،‬مسموع بأأسامعنا‪ ،‬غري حال يف‬
‫يشء مهنا"‪ .‬انظر ‪ :‬ا ألسامء والصفات ( ‪ ،)7 / 1‬الإنصاف (‪ ،)447‬الاعتقاد القدري‬
‫‪130‬‬
‫ويعلمون لكهم أآن هذه احلروف وا ألصوات اليت يقر أآون هبا الكم هللا‬
‫تعاىل القدمي‪ ،‬وحيفظونه هبا‪ ،‬ويكتبونه هبا حارضة يف عمل هللا تعاىل القدمي قدمية‬
‫‪115‬‬
‫فيه‪ ،‬ليست حبادثة يف عمل هللا تعاىل‪ ،‬وإامنا يه حادثة عندان يف عامل الكون‪.‬‬

‫ويعلمون لكهم أآن صفة [عمل]‪ 111‬هللا تعاىل القدمي ا ألزيل ل خيف عنه‬
‫يشء يف عامل الكون أآصال‪.‬‬

‫فالكم هللا تعاىل اذلي عندان حبروف و أآصوات [هو]‪ 114‬عند هللا أآيضا‬
‫حبروف و أآصوات؛ ألنه تعاىل بلك يشء علمي‪.‬‬

‫(‪ ،)71‬ا إلابنة عن أآصول ادلاينة (‪ ،)444-444‬نيل املرام برشح كفاية الغالم (‪،)51‬‬
‫فتح الباري (‪ ،)141 / 41‬رصحي الس نة للطربي (‪)11‬‬
‫‪ 117‬قال الإمام الطربي ‪" :‬غري جائز أآن تتحول قراءة قارئ أآو تالوته أآو حفظه القرآن‬
‫قرآان أآو الكم هللا تعاىل ذكره بل القرآن هو اذلي يقر أآ ويكتب وحيفظ كام الرب جل جالهل‬
‫هو اذلي يعبد ويذكر"‪ .‬انظر ‪ :‬التبصري يف ادلين (‪)474‬‬
‫قال الإمام التفتازاين ‪" :‬ل خالف ألرابب امللل واملذاهب يف كون الباري تعاىل‬
‫متلكام وإامنا اخلالف يف معىن الكمه ويف قدمه وحدوثه فعند أآهل احلق الكمه ليس من‬
‫جنس ا ألصوات واحلروف بل صفة أآزلية قامئة بذات هللا تعاىل منافية للسكوت والفة كام‬
‫يف اخلرس والطفولية هو هبا آمر انه خمرب وغري ذكل يدل علهيا ابلعبارة أآو الكتابة أآو‬
‫الإشارة فاإذا عرب عهنا ابلعربية فقرآن وابليواننية فاإجنيل وابلعربانية فتوراة وابلرساينية فزبور‬
‫فالختالف يف العبارات دون املسم كام اإذا ذكر هللا تعاىل بأألس نة متعددة ولغات‬
‫خمتلفة"‪ .‬انظر ‪( :‬رشح املقاصد ‪)44 / 1 :‬‬
‫‪ 111‬ما بني املعقوفتني سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 115‬وهو أآشار اإىل قوهل تعاىل ‪ (( :‬ما يأأتهيم من ذكر من رهبم حمد إاثل اس متعوه ومه‬
‫يلعبون )) (سورة الانبياء ‪)1 :‬‬
‫‪ 111‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪131‬‬
‫لكن الالكم اذلي ابحلروف وا ألصوات عند هللا تعاىل ل يش به الالكم‬
‫‪144‬‬
‫اذلي ابحلروف وا ألصوات عندان‪.‬‬

‫ولهذا قالت ا ألشعرية عام عند هللا تعاىل من الالكم القدمي اذلي‬
‫ابحلروف وا ألصوات القدمية ‪ :‬أآنه معىن قامئ‪[ 144‬بذات هللا تعاىل]‪.141‬‬

‫اإذ ل يعرف ذكل الالكم‪ ،‬ول تعرف حروفه و أآصواته‪ ،‬ول تدرك‬
‫‪141‬‬
‫تركباته‪.‬‬

‫وإامنا العبارة عنه ‪ :‬بأأنه معىن قدمي قامئ بذات هللا تعاىل‪ ،‬ليس حبروف‬
‫[تش به]‪ 141‬هذه احلروف اليت عندان‪ ،‬وليس بأأصوات تشابه هذه ا ألصوات اليت‬
‫عندان‪.‬‬

‫وإامنا هذا اذلي عندان ابحلروف وا ألصوات [يطابق]‪ 147‬ذكل اذلي عند‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬فهو [هو]‪ 141‬مطابقة علمية‪ ،‬كام يقول الإنسان ‪ (( :‬هللا )) ابحلروف‬
‫وا ألصوات‪ 145،‬ويعمل أآن [(( هللا )) ليس ابحلروف وا ألصوات‪.144]141‬‬

‫‪ 114‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬وهو‬


‫‪ 144‬وقد س بق رد الإمام الباقالين عىل مثل هذا وتوجهيه فلريجع اإليه‪.‬‬
‫‪ 144‬انظر ‪ :‬الإرشاد (‪ ،)441‬مقالت الإسالميني (‪)711‬‬
‫‪ 141‬كذا يف نسخة ( أآ)‪ ،‬ويف نسخة (ب) ‪ :‬بذاته‬
‫‪ 141‬ألن الكم هللا قامئ بذاته‪ ،‬وهو قدمي وحنن حادثون‪ ،‬فال ميكن معرفته‪.‬‬
‫‪ 141‬يف نسخة (ب) ‪ :‬تشابه‬
‫‪ 147‬يف نسخة (ب) ‪ :‬مطابق‬
‫‪ 141‬كذا يف نسخة ( أآ) ول يوجد يف نسخة (ب)‬
‫‪132‬‬
‫ويعمل أآيضا أآن قوهل ‪ (( :‬هللا )) يف عمل هللا تعاىل كام هو كذكل يف‬
‫قولنا‪ ،‬وعمل هللا تعاىل القدمي حميط بلكمة هللا وحبروفها و أآصواهتا‪ ،‬حفروفها‬
‫‪144‬‬
‫و أآصواهتا قدمية يف عمل هللا تعاىل‪ ،‬وإان [اكنت]‪ 144‬حادثة عندان‪.‬‬

‫‪ 145‬وقال الإمام عبد هللا بن الكب ‪ " :‬اإن العبارات عن الكم هللا س بحانه ختتلف‬
‫وتتغاير والكم هللا س بحانه ليس مبختلف ول متغاير كام ان ذكران هلل عز وجل خيتلف‬
‫ويتغاير واملذكور ل خيتلف ول يتغاير"‪ .‬انظر ‪( :‬مقالت الإسالميني ‪)711 :‬‬
‫‪ 141‬ألن هذا الوجود القويل اذلي هو من مقتىض الوجود العلمي ليس هو الوجود العيين‬
‫احلقيقي أآصال‪.‬‬
‫‪ 144‬ما بني املعقوفتني سقط من نسخة (ب)‬
‫‪ 144‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 144‬أآشار املؤلف رمحه هللا تعاىل اإىل قول هللا تعاىل ‪{ :‬ما يأأتهيم من ذكر من رهبم حمدث‬
‫اإل اس متعوه ومه يلعبون} [ا ألنبياء‪ ،]1 :‬فاإن احملدث هنا ابلنس بة للمخلوق‪.‬‬
‫قال الإمام السمرقندي ‪" :‬احملدث اإتيان جربيل عليه السالم ابلقرآن مرة بعد‬
‫مرة‪ ،‬ويقال‪ :‬قراءة النيب صىل هللا عليه وسمل القرآن مرة بعد مرة"‪ .‬انظر ‪( :‬حبر العلوم ‪:‬‬
‫‪.)144 / 1‬‬
‫وقال الإمام الثعليب ‪" :‬وقال احلسن بن الفضل‪ :‬اذلكر هاهنا محمد رسول هللا‬
‫صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬يدل عليه قوهل يف س ياق الية هل هذا اإل برش مثلمك ولو أآراد‬
‫اذلكر ابلقرآن لقال‪ :‬هل هذا اإل أآساطري ا ألولني‪ ،‬ودليل هذا التأأويل أآيضا قوهل‪ :‬ويقولون‬
‫اإنه جملنون وما هو اإل ذكر للعاملني يعين محمدا"‪ .‬انظر ‪( :‬الكشف والبيان عن تفسري القرآن‬
‫‪ ،)114 / 1 :‬وانظر أآيضا ‪( :‬تفسري القرآن العظمي لبن أآيب حامت ‪ ،1111 / 1 :‬تفسري‬
‫الطربي ‪ ،144 / 41 :‬الوس يط يف تفسري القرآن اجمليد ‪ ،114 / 1 :‬تفسري السمعاين ‪:‬‬
‫‪ ،115 / 1‬معامل التزنيل يف تفسري القرآن ‪ ،111/ 1 :‬تفسري ابن كثري ‪)144 / 4 :‬‬
‫‪133‬‬
‫[ غرض ا ألشعرية من تزنهيهم لالكم هللا عن احلروف وا ألصوات ]‬

‫وإامنا قالت ا ألشعرية زايدة عىل قوهلم ‪ (( :‬الكم هللا [تعاىل]‪ 141‬القدمي‬
‫))‪ ،‬معىن قامئ بذات هللا تعاىل‪ ،‬فقالوا ‪ (( :‬ليس حبروف ول أآصوات ))؛‬
‫ليحرتزوا عن كونه حبروف و أآصوات حادثة مثل حروفنا و أآصواتنا‪ ،‬واكتفوا بأأنه‬
‫‪141‬‬
‫معىن قدمي قامئ بذات هللا تعاىل‪.‬‬

‫ومه يعلمون أآنه عندان ل يسم الكما اإل حبروف و أآصوات‪ 141،‬أآي ما‬
‫به [يتأأدى]‪ 147‬اإىل الغري يف اخلطاب؛ اإذ ل خطاب بدون الكم‪ ،‬ول الكم اإل مبا‬
‫به الإيصال‪.‬‬

‫‪ 141‬سقط من نسخة ( أآ)‬


‫‪ 141‬أآي أآن ا ألشاعرة كذكل أآثبتو الكم هللا حبرف وصوت‪ ،‬لكهنم ملا هجلوا حقيقة احلرف‬
‫والصوت القدميني أآمسكوا عن اإطالقه‪.‬‬
‫فقال العالمة ا أللويس ‪" :‬اذلي انهتي اإليه الكم أآمئة ادلين اكملاتريدي وا ألشعري‬
‫وغريهام من احملققني أآن مو ى عليه السالم مسع الكم هللا تعاىل حبرف وصوت كام تدل‬
‫عليه النصوص اليت بلغت يف الكرثة مبلغا ل ينبغي معه تأأويل‪ ،‬ول يناسب يف مقابلته قال‬
‫الط ِور م َاليم َم ِن [مرمي‪َ ، ]71 :‬وا مذ اندى َرب ُّ َك‬ ‫وقيل‪ ،‬فقد قال تعاىل‪َ :‬وان َديمنا ُه ِم من جا ِن ِب ُّ‬
‫ُمو ى [الشعراء‪ ، ]44 :‬ن ُو ِد َي ِم من شا ِط ِئ الموا ِد م َاليم َم ِن [القصص‪ ِ]14 :‬ا مذ اندا ُه َرب ُّ ُه‬
‫ِ‬
‫وى [النازعات‪ ، ]41 :‬ن ُو ِد َي َآ من بُ ِوركَ َم من ِيف النَّ ِار َو َم من َح مولَها [المنل‪:‬‬ ‫ِابلموا ِد الم ُمقَد َِّس ُط ً‬
‫‪ ]1‬والالئق مبقتىض اللغة وا ألحاديث أآن يفرس النداء ابلصوت بل قد ورد اإثبات الصوت‬
‫هلل تعاىل شأأنه يف أآحاديث ل حتىص‪ ،‬و أآخبار ل تس تقىص"‪( .‬روح املعاين ‪)41 / 4 :‬‬
‫‪ 141‬قال الإمام ابن منظور ‪" :‬قال سيبويه اعمل أآن قلت اإمنا وقعت يف الالكم عىل أآن‬
‫حيىك هبا ما اكن الكما ل قول ومن أآدل ادلليل عىل الفرق بني الالكم والقول اإجامع الناس‬
‫عىل أآن يقولوا القرآن الكم هللا ول يقولوا القرآن قول هللا وذكل أآن هذا موضع ضيق‬
‫متحجر ل ميكن حتريفه ول يسوغ تبديل يشء من حروفه فعرب ذلكل عنه ابلالكم اذلي ل‬
‫‪134‬‬
‫[ وجه سكوت ا ألشعرية عن الترصحي بكون القرآن ابحلروف وا ألصوات ]‬

‫وملا اكن الكم هللا تعاىل القامئ بذاته [تعاىل]‪[ 141‬و]‪ 145‬ل يعرف‪،‬‬
‫وحروفه و أآصواته ل تعرف؛ ألن ذكل قدمي‪ ،‬وحنن حادثون‪ ،‬سكتت ا ألشعرية‬
‫عن [كونه]‪ 141‬حبروف و أآصوات قدمية عىل طبق ما هو عندان؛‪ 144‬ألنه يف عمل‬
‫هللا تعاىل كام هو عندان‪ ،‬ل يزيد ول ينقص‪ 144،‬وهللا تعاىل حميط به علام‪.‬‬

‫يكون اإل أآصواات اتمة مفيدة قال أآبو احلسن مث اإهنم قد يتوسعون فيضعون لك واحد مهنام‬
‫موضع الخر ومما يدل عىل أآن الالكم هو امجلل املرتكبة يف احلقيقة قول كثري لو يسمعون‬
‫كام مسعت الكهما خروا لعزة ركعا وجسودا مفعلوم أآن اللكمة الواحدة ل تشجي ول حتزن‬
‫ول تمتكل قلب السامع وإامنا ذكل فامي طال من الالكم و أآمتع سامعيه لعذوبة مس متعه ورقة‬
‫حواش يه"‪( .‬لسان العرب ‪)1411 / 7 :‬‬
‫‪ 147‬يف نسخة (ب) ‪ :‬ينادي‬
‫‪ 141‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬
‫‪ 145‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 141‬يف نسخة (ب) ‪" :‬كون" بسقوط مضري الهاء‬
‫‪ 144‬وإامنا أآثبت احلنابةل الكم هللا تعاىل حبرف وصوت ألهنم اعمتدوا عىل ما ظهر يف‬
‫النصوصو الواردة يف ذكل‪ ،‬ومعلوم أآن مذهب الإمام أآمحد الوقوف عىل ظواهر النصوص‬
‫دون التعمق يف دقائقها‪.‬‬
‫‪ 144‬قال الإمام عبد هللا بن الكب ‪ " :‬ان الكم هللا س بحانه صفة هل قامئة به وانه قدمي‬
‫بالكمه وان الكمه قامئ به كام ان العمل قامئ به والقدرة قامئة به وهو قدمي يعلمه وقدرته وان‬
‫الالكم ليس حبروف ول صوت ول ينقسم ول يتجز أآ ول يتبعض ول يتغاير"‪( .‬مقالت‬
‫الإسالميني ‪)711 :‬‬
‫‪135‬‬
‫[ خطأأ احلنابةل يف تفهم الكم ا ألشعرية ]‬

‫فظن احلنابةل أآن ا ألشعرية يثبتون يف الكون ما ليس يف عمل هللا تعاىل‪،‬‬
‫ويقولون ‪ :‬إان القرآن املزنل يف هذه احلروف وا ألصوات ل يعلمه هللا تعاىل بعلمه‬
‫القدمي عىل طبق ما هو عليه عندان؛ ألنه تعاىل أآنزهل بعلمه‪ ،‬فهو صفة ذاته [تعاىل‬
‫وهللا تعاىل عامل بالكمه القدمي يف علمه القدمي أآنه صفة ذاته]‪ 144‬القدمية‪ ،‬ويعمل أآنه‬
‫حبروف و أآصوات قدمية‪ ،‬و أآن الالكم صفة املتلكم‪ ،‬واملتلكم احلق ل يعرفه أآحد‬
‫عىل ما هو عليه‪ ،‬ول يعرف صفاته عىل ما [يه]‪ 141‬عليه‪.‬‬

‫[ اتفاق احلنابةل وا ألشعرية عىل تزنيه الكم هللا عن احلوادث ]‬

‫فلهذا نزهت ا ألشعرية الكم هللا تعاىل عن احلروف وا ألصوات‬


‫احلادثة‪ 141،‬كام نزهت احلنابةل الكم هللا تعاىل عن [عدم]‪ 141‬مطابقته ملا هو‬
‫‪147‬‬
‫عليه من قدمه يف عمل هللا تعاىل القدمي ابحلروف وا ألصوات‪.‬‬

‫‪ 144‬ما بني املعقوفتني سقط من نسخة ( أآ)‬


‫‪ 141‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬هو‬
‫‪ 141‬ظهر أآن احلافظ ابن جحر رمحه هللا أآثبت الصوت لالكم هللا تعاىل لوقوفه عىل‬
‫أآحاديث يف ذكل وحمك علهيا ابلصحة‪ ،‬فقال ‪" :‬وهذا حاصل الكم من ينفي الصوت من‬
‫ا ألمئة ويلزم منه أآن هللا مل يسمع أآحدا من مالئكته ورسهل الكمه بل أآهلمهم اإايه وحاصل‬
‫الاحتجاج للنفي الرجوع اإىل القياس عىل أآصوات اخمللوقني ألهنا اليت عهد أآهنا ذات خمارج‬
‫ول خيف ما فيه اإذ الصوت قد يكون من غري خمارج كام أآن الرؤية قد تكون من غري‬
‫اتصال أآشعة كام س بق سلمنا لكن متنع القياس املذكور وصفات اخلالق ل تقاس عىل صفة‬
‫‪136‬‬
‫اخمللوق وإاذا ثبت ذكر الصوت هبذه ا ألحاديث الصحيحة وجب الإميان به مث اإما التفويض‬
‫وإاما التأأويل"‪( .‬فتح الباري ‪)171 / 41 :‬‬
‫واكن طريقته يف ذكل مسايرة لطريقة الإمام أآمحد والبخاري يف خلق أآفعال‬
‫العباد‪ ،‬غري أآن هذه الطريقة ل ينكرها ا ألشعرية عىل وجه العموم‪ ،‬وإامنا مه أآنكروا عىل كون‬
‫الكم هللا تعاىل ابحلروف وا ألصوات احلادثة‪ ،‬وبعضهم أآنكر ثبوت ا ألحاديث الواردة يف‬
‫الصوت‪ .‬وهو اجتاه الإمام البهيقي‪ ،‬فقال ‪" :‬واختلف احلفاظ يف الاحتجاج برواايت ابن‬
‫عقيل لسوء حفظه‪ ،‬ومل تثبت صفة الصوت يف الكم هللا عز وجل أآو يف حديث حصيح‬
‫عن النيب صىل هللا عليه وسمل غري حديثه‪ ،‬وليس بنا رضورة اإىل اإثباته‪ .‬وقد جيوز أآن‬
‫يكون الصوت فيه اإن اكن اثبتا راجعا اإىل غريه كام روينا عن عبد هللا بن مسعود موقوفا‬
‫ومرفوعا» اإذا تلكم هللا ابلويح مسع أآهل السامء صلصةل كجر السلسةل عىل الصفا "‪ .‬ويف‬
‫حديث أآيب هريرة عن النيب صىل هللا عليه وسمل‪« :‬اإذا قىض هللا ا ألمر يف السامء رضبت‬
‫املالئكة بأأجنحهتا خضعاان لقوهل أكنه سلسةل عىل صفوان» ‪ .‬ففي هذين احلديثني‬
‫الصحيحني دلةل عىل أآهنم يسمعون عند الويح صوات لكن للسامء‪ ،‬و ألجنحة املالئكة‪،‬‬
‫تعاىل هللا عن ش به اخمللوقني علوا كبريا‪ .‬و أآما احلديث اذلي ذكره البخاري عن معر بن‬
‫حفص عن أآبيه عن ا ألمعش عن أآيب صاحل عن أآيب سعيد قال‪ :‬قال رسول هللا صىل هللا‬
‫عليه وسمل‪ " :‬يقول هللا‪ :‬اي آدم‪ ،‬فيقول‪ :‬لبيك وسعديك‪ ،‬فينادي بصوت‪ :‬اإن هللا تبارك‬
‫وتعاىل يأأمرك أآن خترج من ذريتك بعثا اإىل النار "‪ .‬فهذا لفظ تفرد به حفص بن غياث‪،‬‬
‫وخالفه وكيع وجرير وغريهام من أآحصاب ا ألمعش فمل يذكروا فيه لفظ الصوت‪ ،‬وقد س ئل‬
‫أآمحد بن حنبل عن حفص‪ ،‬فقال‪ :‬اكن خيلط يف حديثه‪ ،‬مث اإن اكن حفظه ففيه ما دل‬
‫عىل أآن هذا القول لدم يكون عىل لسان مكل يناديه بصوت‪« :‬اإن هللا تبارك وتعاىل‬
‫يأأمرك» ‪ .‬فيكون قوهل‪« :‬فينادي بصوت» ‪ .‬يعين وهللا أآعمل‪ :‬يناديه مكل بصوت‪ .‬وهذا‬
‫ظاهر يف اخلرب"‪( .‬ا ألسامء والصفات ‪ ،144 / 1 :‬فتح الباري ‪)171 / 41 :‬‬
‫‪ 141‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 147‬أآي أآن احلنابةل ملا قالوا بأأن الكم هللا ابحلروف وا ألصوت فهم ل يقولون بأأهنا تش به‬
‫هذه احلروف وا ألصوات احلادثة عندان يف عامل الكون‪ ،‬خبالف املش هبة اذلين قالوا اإن‬
‫احلروف وا ألصوات والرقوم املكتوبة احلادثة عندان يه قدمية أآزلية‪ .‬انظر (امللل والنحل‬
‫للشهرس تاين ‪)441 / 4 :‬‬
‫‪137‬‬
‫فقالوا ‪ (( :‬الكم هللا [تعاىل]‪ 141‬مطابق للالكم اذلي عندان‪ ،‬نقر أآه‪،‬‬
‫وحنفظه‪ ،‬ونكتبه‪ ،‬لكن هو عند هللا تعاىل قدمي‪ ،‬ل يعرف هل كيفية أآصال‪ ،‬وإان‬
‫‪145‬‬
‫اكن عندان مكيفا بكيفية قراءة‪ ،‬وحفظ‪ ،‬وكتابة ))‪.‬‬

‫واحلاصل أآن العوامل لكها‪ ،‬حمسوسها‪ ،‬ومعقولها‪ ،‬وموهوهما‪ ،‬لكها حادثة‬


‫خملوقة‪ ،‬ويه يف عمل هللا تعاىل اثبتة قدمية أآزلية‪ ،‬فعمل هللا [تعاىل]‪ 141‬هبا قدمي‬
‫أآزيل‪ 144،‬ويه معلومات عمل هللا تعاىل‪ ،‬قدمية يف علمه تعاىل القدمي ا ألزيل‪ ،‬ويه‬
‫ويه مطابقة ملا يف علمه تعاىل مهنا‪.‬‬

‫ويس تحيل أآن يكون فهيا يشء زائد عىل ما يف عمل هللا تعاىل‪ ،‬من‬
‫كيفية‪ ،‬أآو مكية‪ ،‬أآو ماكن‪ ،‬أآو زمان‪ ،‬أآو يكون يف عمل هللا تعاىل حادثة عندان يف‬
‫عامل الكون‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫ومن مجلهتا الكم هللا تعاىل املزنل عىل ا ألنبياء علهيم [الصالة]‬
‫السالم‪ ،‬التوراة‪ ،‬والإجنيل‪ ،‬والزبور‪ ،‬والقرآن‪ ،‬فاإهنا لكها حبروف و أآصوات‪،‬‬
‫ولغات خمتلفة [ا ألصوات واحلروف]‪ ،114‬ولكها الكم هللا تعاىل القدمي‪ ،‬ليس‬

‫‪ 141‬ل يوجد يف نسخة (ب)‬


‫‪ 145‬أآي أآن هذه املطابقة مطابقة علمية وليست عينية حقيقية‬
‫‪ 141‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 144‬قال الإمام املزين ‪ :‬ولكامت هللا وقدرة هللا ونعته وصفاته اكمالت غري خملوقات‬
‫دامئات أآزليات وليست مبحداثت فتبيد ول اكن ربنا انقصا فزييد"‪( .‬رشح الس نة ‪)11 :‬‬
‫‪ 114‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 114‬يف نسخة (ب) ‪ :‬احلروف وا ألصوات‬
‫‪138‬‬
‫حبروف و أآصوات حادثة عند ا ألشعرية‪ ،‬تزنهيا [لالكم هللا]‪ 111‬تعاىل عن مشاهبة‬
‫الكم احلوادث‪ ،‬ويه لكها الكم هللا تعاىل القدمي‪ ،‬اإن اكنت ابلعربانية‬
‫‪111‬‬
‫[فتوراة]‪ ،111‬وإان اكنت ابلرساينية فاإجنيل‪ ،‬وإان اكنت ابلعربية فقرآن‪.‬‬

‫ويه لكها كذكل عىل ما يه عليه عندان يف حرضة عمل هللا تعاىل القدمي‪،‬‬
‫مطابقة ملا يف عمل هللا تعاىل‪ ،‬مل تزد عليه‪ ،‬ومل تنقص عنه‪ ،‬وهذا مبين عىل‬
‫مذهب أآهل الس نة يف آأن هللا تعاىل متصف [بصفة العمل]‪ ،117‬وصفة‬
‫[الالكم]‪ ،111‬وابيق الصفات‪ ،‬خالفا للمعزتةل النافني للصفات‪.‬‬

‫ومبين أآيضا عىل أآن أآفعال العباد خبلق هللا تعاىل‪ ،‬ل بأأن العباد خيلقون‬
‫‪115‬‬
‫أآفعاهلم كام هو مذهب املعزتةل‪.‬‬

‫‪111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬لالكمه‬


‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬فتورات‬
‫‪ 111‬انظر ‪( :‬التحبري رشح التحرير يف أآصول الفقه ‪)4141/ 1 :‬‬
‫‪ 117‬يف نسخة (ب) ‪" :‬يه صفة العمل"‪ .‬لعل الصواب "متصف بصفات يه صفة العمل"‪.‬‬
‫وهللا أآعمل‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬الكم‬
‫‪ 115‬املعزتةل مه مه أآتباع واصل بن عطاء الغزال تلميذ احلسن البرصي‪ ،‬واس تقر مذههبم‬
‫عىل مخسة أآصول ويه ‪ :‬أآول‪ :‬التوحيد‪ ،‬وهو عندمه نفي صفات الباري جل وعال‪،‬‬
‫وإاثبات أآسامء ل معاين لها كقوهلم عامل بال عمل قادر بال قدرة‪ .‬اثنيا‪ :‬العدل‪ ،‬وحقيقته عندمه‬
‫نفي قدر هللا عزوجل ومش يئته النافذة عىل خلقه‪ ،‬و أآن العباد خالقون ألفعاهلم‪ ،‬فسموا‬
‫ذلكل جموس هذه ا ألمة‪ ،‬ومسوا قدرية لنفهيم القدر‪ ،‬ومه يلقبون أآنفسهم أآهل العدل‬
‫والتوحيد‪ .‬اثلثا‪ :‬اإنفاذ الوعيد‪ ،‬وهو أآن مرتكب الكبرية عندمه اإذا مل يتب فهو من اخلادلين‬
‫يف النار‪ .‬رابعا‪ :‬املزنةل بني املزنلتني‪ ،‬وهو قوهلم اإن الفاسق يف ادلنيا ل يسم مؤمنا ول‬
‫اكفرا‪ .‬خامسا‪ :‬ا ألمر ابملعروف والهنيي عن املنكر‪ ،‬ومنه جواز اخلروج عىل ا ألمئة عندمه‬
‫‪139‬‬
‫وإاذا اكن هللا تعاىل خالقا ألفعال العباد‪ ،‬وهللا تعاىل يقول ‪ (( :‬أآل يعمل‬
‫من خلق ))‪ ،111‬فعلمه تعاىل مطابق للك ما خلق‪ ،‬ففي عمل هللا القدمي الكمه‬
‫تعاىل القدمي حبروف‪ ،‬و أآصوات‪ ،‬عىل طبق ما عندان من ذكل‪.‬‬

‫فقد أآنزهل تعاىل بعلمه‪[ ،‬ول بد أآن نزنه الكمه تعاىل القدمي عن عدم‬
‫املطابقة ملا عنده من الكمه القدمي]‪ ،114‬ول بد أآن [نعتقد]‪ 114‬أآن القرآن املزنل‬
‫هو مطابق ملا عند هللا تعاىل يف ا ألزل من احلروف وا ألصوات القدمية ا ألزلية‪.‬‬

‫وهذا ا ألمر هل عندان مثال جيل واحض ملن أآنصف يف متابعة احلق‪ ،‬وهو‬
‫مثال رضبه هللا تعاىل [للناس]‪ ،114‬لكن ل يعقهل اإل العاملون‪ ،‬كام قال تعاىل ‪(( :‬‬
‫‪111‬‬
‫وتكل ا ألمثال نرضهبا للناس وما يعقلها اإل العاملون ))‪.‬‬

‫وحنن ما رضبنا هذا املثل؛‪ 111‬ألن هللا تعاىل قال ‪[ (( :‬فال]‪ 111‬ترضبوا‬
‫‪117‬‬
‫هلل ا ألمثال ))‪.‬‬

‫وقتاهلم ابلس يف‪ .‬وعىل هذه ا ألصول امخلسة يقوم مذهب الاعزتال‪ ،‬ومه ينقسمون اإىل‬
‫اإحدى وعرشين فرقة‪ .‬انظر (الانتصار يف الرد عىل املعزتةل القدرية ا ألرشار ‪)14 / 4 :‬‬
‫‪ 111‬سورة املكل‪ ،‬من الية (‪)41‬‬
‫‪ 114‬هذه امجلةل بطولها سقطت من نسخة (ب)‬
‫‪ 114‬يف نسخة (ب) ‪ :‬تعتقد‬
‫‪ 114‬سقط من نسخة ( أآ)‬
‫‪ 111‬سورة العنكبوت‪ ،‬ا ألية ‪)11( :‬‬
‫‪ 111‬قال الإمام الفيويم ‪ " :‬املثل يس تعمل عىل ثالثة أآوجه مبعىن الشبيه ومبعىن نفس‬
‫اليشء وذاته وزائدة وامجلع أآمثال ويوصف به املذكر واملؤنث وامجلع فيقال هو ويه وهام‬
‫ومه وهن مثهل‪ .‬ويف التزنيل { أآنؤمن لبرشين مثلنا} [املؤمنون‪ ]15 :‬وخرج بعضهم عىل‬
‫‪140‬‬
‫واملثل ابلتحريك غري املثل ابلسكون؛‪ [ 111‬ألن هللا]‪ 115‬تعاىل يقول ‪:‬‬
‫(( [وهل]‪ 111‬املثل ا ألعىل يف السموات وا ألرض ))‪ 114‬وقال تعاىل ‪(( :‬‬
‫‪111‬‬
‫[ليس]‪ 114‬مكثهل [يشء]‪.)) 114‬‬

‫هذا قوهل تعاىل {ليس مكثهل يشء} [الشورى‪ ]44 :‬أآي ليس كوصفه يشء وقال هو أآوىل‬
‫من القول ابلزايدة ألهنا عىل خالف ا ألصل وقيل يف املعىن ليس كذاته يشء"‪( .‬املصبح‬
‫املنري ‪)711 / 1 :‬‬
‫‪ 111‬يف نسخة ( أآ) و نسخة (ب) ‪" :‬ول" ‪ ،‬والصحيح "فال" كام أآثبته هنا‪.‬‬
‫‪ 117‬سورة النحل‪ ،‬من الية ‪)51( :‬‬
‫قال الإمام ابن جرير يف تفسري هذه ا ألية ‪" :‬قوهل (فال ترضبوا هلل ا ألمثال)‬
‫يقول‪ :‬فال متثلوا هلل ا ألمثال‪ ،‬ول تش هبوا هل ا ألش باه‪ ،‬فاإنه ل مثل هل ول ش به"‪( .‬تفسري‬
‫ابن جرير ‪)174 / 45 :‬‬
‫‪ 111‬قال الرازي ‪ِ " :‬مثم ٌل لكمة تسوية يقال هذا ِمث ُ ُمهل و َمث َُهل كام يقال ِش هبم ُه َ‬
‫وش هبَ ه و املَثَ ُل‬
‫ما يرضب به من ا َل ممث َالِ و َمث َُل اليشء أآيضا بفتحتني صفته"‪( .‬خمتار الصحاح ‪)111 :‬‬
‫‪ 115‬يف نسخة (ب) ‪ :‬ألنه‬
‫‪ 111‬يف ( أآ) و (ب) ‪" :‬وهلل"‪ ،‬والصحيح ما أآثبته هنا‪.‬‬
‫‪ 114‬سورة الروم‪ ،‬من الية ‪)15( :‬‬
‫‪114‬يف نسخة (ب) ‪ :‬وليس‬
‫‪ 114‬كذا يف نسخة ( أآ) وهو الصحيح‪ ،‬ول يوجد يف نسخة (ب)‬
‫‪ 111‬سورة الشورى‪ ،‬من الية (‪)44‬‬
‫قال ابن س يده ‪" :‬وقوهل تعاىل {ليس مكثهل يشء} أآراد ليس مثهل ل يكون اإل‬
‫ذكل ألنه اإن مل يقل هذا أآثبت هل مثال تعاىل هللا عن ذكل"‪( .‬احملمك واحمليط ا ألعظم ‪44 :‬‬
‫‪)414 /‬‬
‫‪141‬‬
‫[ الفرق بني املثل املتحرك واملثل الساكن ]‬

‫فاملثل املتحرك للتقريب والتفهمي‪ 111،‬خبالف املثل الساكن فاإنه للمشاهبة‬


‫واملثلية‪ 111،‬وهللا تعاىل ومجيع صفاته قدمي أآزيل‪ ،‬ل يشابه احلوادث‪ ،‬ول مياثلها‪.‬‬

‫[ مثل تقرييب لفهم حقيقة القرآن ]‬

‫اإذا عرفت هذا‪ ،‬وحتققته‪ ،‬فاصغ اإىل املثل [املتحرك]‪ 117‬اذلي علمناه‬
‫فذكرانه كل‪ ،‬وهللا بلك يشء علمي‪.‬‬

‫وهو أآن تنظر اإىل بزر‪ 111‬لك نبات من ا ألجشار و [الزروع]‪ ،115‬فتجد‬
‫[بزر لك]‪ 111‬يشء من ا ألش ياء جامع مجليع ما يش متل عليه ذكل اليشء‪.‬‬

‫‪ 111‬ويف املصباح املنري ( ‪" : )711 / 1‬واملثل بفتحتني واملثيل وزان كرمي كذكل وقيل‬
‫املكسور مبعىن ش به واملفتوح مبعىن الوصف ورضب هللا مثال أآي وصفا"‪ .‬اهـ‬
‫‪ 111‬قال الإمام خليل بن أآمحد ‪" :‬املثل‪ :‬ش به اليشء يف املثال والقدر وحنوه حىت يف‬
‫املعىن"‪( .‬العني ‪)111 / 1 :‬‬
‫‪ 117‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬احملرك‬
‫‪ 111‬قال الإمام خليل بن أآمحد ‪ ":‬الزبر‪ :‬لك حب ينرث عىل ا ألرض للنبات"‪ .‬انظر (العني‬
‫‪ ، 111 / 5:‬وهتذيب اللغة ‪)411 / 41 :‬‬
‫‪ 115‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬الزرع‬
‫‪ 111‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬لك بزر‬
‫‪142‬‬
‫‪174‬‬
‫فزبر النخةل ويه [النواة‪ 114‬فهيا خنةل]‪ 174‬جبميع عراجيهنا‪،‬‬
‫وسعفها‪ 171،‬وجريدها‪ ،‬وطلعها‪ 171،‬ومثرها‪ 171‬عىل الامتم والكامل‪ ،‬ل ميكن أآن‬
‫يظهر مهنا اإل ما هو فهيا‪.‬‬

‫وكذكل بزرة‪ 177‬املشمش‪ 171،‬ليس فهيا اإل جشرة املشمش بأأغصاهنا‪،‬‬


‫و أآزهارها‪ ،‬ومثارها‪ ،‬وهو املشمش‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫النواة‪ :‬بفتح النون مجع نوى ونوايت ويه بزرة المثر وحنوها‪( .‬معجم لغة الفقهاء ‪:‬‬
‫‪)114‬‬
‫‪ 174‬يف نسخة (ب) ‪ :‬النواة يف خنةل‬
‫‪ 174‬قال الإمام الفريوزاابدي ‪" :‬العرجون‪ ،‬كزنبور‪ :‬العذق‪ ،‬أآو اإذا يبس واعوج‪ ،‬أآو‬
‫أآصهل‪ ،‬أآو عود الكباسة‪ ،‬أآو نبت اكلفطر يش به الفقع ج‪ :‬عراجني"‪( .‬القاموس احمليط ‪:‬‬
‫‪ )4147‬وقيل‪ :‬رضب من الّكأأة قدر شرب أآو دوين ذكل وهو طيب ما دام غضا‪( .‬اتج‬
‫العروس ‪ )141 /17 :‬ويف املعجم الوس يط (‪(" : )741 / 1‬العرجون) ما حيمل المتر‬
‫والعذق وهو من النخل اكلعنقود من العنب (ج) عراجني"‪.‬‬
‫‪ 171‬قال الإمام اخلليل بن أآمحد ‪ " :‬السعف‪ :‬أآغصان النخةل‪ .‬الواحدة‪ :‬سعفة‪ .‬و أآكرث ما‬
‫يقال ذكل اإذا يبست‪ ،‬فاإذا اكنت رطبة فهيي شطبة"‪( .‬العني ‪)114 / 4 :‬‬
‫‪ 171‬قال الإمام ابن س يده ‪" :‬الطلع نور النخل ما دام يف الاكفور‪ ،‬واحدته طلعة‪ ،‬وقيل‬
‫الطلع هو الاكفور"‪( .‬اخملصص ‪)114 / 1 :‬‬
‫‪ 171‬جاء يف اللكيات (‪" : )111 / 4‬لك ما يس تطعم من أآحامل الشجر فهو مثر"‪.‬‬
‫‪ 177‬مجعها بزر‪ ،‬ويه مرادفة لبذر وهو حب يلق يف ا ألرض ل إالنبات‪ ،‬يقال‪ :‬بزرته‬
‫وبذرته مبعىن‪ .‬انظر (اتج العروس من جواهر القاموس ‪ ،415 / 44 :‬معجم اللغة العربية‬
‫املعارصة ‪)144 / 4 :‬‬
‫‪ 171‬جاء يف معجم اللغة العربية املعارصة (‪ُ " : )1444 / 1‬م مش ُمش‪ِ /‬م مش ِمش [مجع]‪:‬‬
‫مف ِم مش ِمشَ ة‪ ... :‬جشر ممثر من الفصيةل الورديّة‪ ،‬وتُطلق اللكمة أآيضا عىل مثر"‪ .‬وجاء يف‬
‫معجم الصواب اللغوي ( ‪" : )544 / 4‬امل ُ مش ُمش فاكهة ذليذة الطعم ‪ ...‬ا ِمل مشمش فاكهة‬
‫‪143‬‬
‫وكذكل بزر التفاح‪ ،‬وا إلجناص‪ 175،‬وحنو ذكل‪.‬‬

‫[فاإذا]‪ 171‬اتفق أآنك زرعت يف ا ألرض بزرة النخةل ويه النواة‪،‬‬


‫وحفظهتا مما يطر أآ علهيا من الفات املفسدة لها‪ ،‬وتعهدهتا [ابلسقي]‪ ،174‬حىت‬
‫[جرت]‪ 114‬علهيا املدة الطويةل‪ ،‬ظهرت من النواة جشرة النخةل اليت اكنت فهيا‬
‫عىل حسب ما هو فهيا [ابذلي]‪ 114‬اكن يف النواة مما يقال فهيا ابلقوة ظهر ابلفعل‪.‬‬

‫ول ميكن أآن يكون ذكل اذلي ظهر من النواة زائدا [ أآو]‪ 111‬انقصا عام‬
‫اكن يف النواة‪ ،‬وإامنا اكن يف النواة غيبا عنا‪ ،‬واكنت النواة مشهودة لنا‪ ،‬مرئية‬
‫دلينا‪[ ،‬فصار ما يف النواة ظاهرا لنا‪ ،‬مشهودا عندان‪ ،‬مرئيا دلينا]‪ ،111‬وغابت‬
‫النواة‪.‬‬

‫ذليذة الطعم‪ ...‬أآوردت املعامج لكمة «مشمش» مثلثة املمي؛ فهيي مكسورة يف لغة أآهل‬
‫البرصة‪ ،‬ومفتوحة يف لغة أآهل الكوفة‪ ،‬ومضمومة يف لغة أآهل الشام‪ ،‬وقد اقترص املنجد‬
‫عىل الكرس‪ ،‬وا ألسايس عىل الكرس والضم‪".‬‬
‫‪ 175‬الإجاص‪ ،‬والإجناص‪ :‬من الفاكهة معروف‪ ،‬قال أآمية بن أآيب عائذ الهذيل يصف بقرة‪:‬‬
‫(يرتقب اخلطب السوامه حولها ‪ ...‬بلوامح كحواكل الإجاص) ويروى‪ " :‬الإجناص "‪ ،‬وهو‬
‫الّكرثى هو جشر ممثر من الفصيةل الوردية أآصنافه كثرية‪ .‬انظر ‪( :‬احملمك واحمليط ا ألعظم ‪:‬‬
‫‪ ،151 / 5‬لسن العرب ‪ ،11 / 4 :‬املعجم الوس يط ‪)545 / 1 :‬‬
‫‪ 171‬يف نسخة (ب) ‪ :‬وإاذا‬
‫‪ 174‬يف نسخة (ب) ‪ :‬بسقي املاء‬
‫‪ 114‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬صربت‬
‫‪ 114‬يف نسخة (ب) ‪ :‬فاذلي‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬و‬
‫‪ 111‬سقط من نسخة (ب)‬
‫‪144‬‬
‫[ وجه متثيل تقرييب للقرآن ابلنواة ]‬

‫فاإذا قال الإنسان ‪ (( :‬مجيع هذه النخةل مبا هو ظاهر مهنا [اثبت‬
‫حمقق]‪ 111‬يف غيب النواة‪ ،‬ول فرق بني ما ظهر لنا‪ ،‬ور أآيناه من هذه النخةل‪،‬‬
‫وما هو يف ابطن غيب النواة‪ ،‬ل ينقص من هذا الظاهر يشء اإل وهو يف النواة‬
‫)) صدق‪ ،‬واكن قوهل حقا‪.‬‬

‫وإاذا قال الخر ‪ (( :‬لك ما هو ظاهر لنا من تكل النخةل ل يش به ما‬


‫غاب عنا يف ابطن غيب النواة )) صدق‪ ،‬ول يكون الكمه تكذيبا ملا يف ابطن‬
‫‪111‬‬
‫غيب النواة‪[ ،‬مما]‪ 117‬اش متلت عليه النخةل الظاهرة والباطنة‪ ،‬من [السعف]‬
‫والعراجني وغري ذكل‪ .‬وإامنا مراده تزنيه النخةل اليت يف ابطن غيب النواة عن‬
‫مشاهبة النخةل اليت يه ظاهرة يف احلس‪.‬‬

‫وكذكل ا ألول ملا [قال]‪ : 115‬اإن هذه النخةل جبميع ما يه مش متةل عليه‬
‫ظاهرا‪ ،‬يه يف النواة مثل ذكل ابطنا‪ ،‬أآراد تزنيه النواة عن نقصاهنا عام ظهر مهنا‪،‬‬
‫وتزنيه النواة أآيضا عن زايدة النخةل الظاهرة عىل ما هو فهيا‪.‬‬

‫ولك واحد مهنام صدق فامي قال‪ ،‬و [لزم]‪ 111‬عليه أآن يقول ما قال؛‬
‫حتراي لصدقه يف املقال‪.‬‬

‫‪ 111‬سقط من نسخة (ب)‬


‫‪ 117‬يف نسخة (ب) ‪ :‬كام‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬العسف‬
‫‪ 115‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬قاهل‬
‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬ل ذم‬
‫‪145‬‬
‫[ وجه حصة الكم ا ألشعرية عن القرآن ابعتبار هذا املثل ]‬

‫[وإاذا]‪ 114‬علمت هذا املثال‪ ،‬وحتققت به يف نفسك‪ ،‬وتركت اجلدال‪،‬‬


‫ظهر كل أآن قول [ا ألشعري]‪ 154‬بأأن الكم هللا تعاىل القدمي معىن قامئ بذات هللا‬
‫تعاىل ليس حبروف ول أآصوات‪ ،‬كام أآن النخةل اليت يف ابطن غيب النواة ليست‬
‫بنخةل تشابه النخةل الظاهرة مهنا‪ ،‬فليس يف النخةل الباطنة سعف ول عراجني‬
‫تش به هذا السعف وهذه العراجني‪ ،‬وهو صادق يف ذكل‪.‬‬

‫[ وجه حصة الكم احلنابةل عن القرآن ابعتبار هذا املثل ]‬

‫وظهر كل أآيضا أآن احلنبيل يقول بأأن الكم هللا تعاىل القدمي هو هذا‬
‫الالكم املزنل املقروء‪ ،‬واحملفوظ‪ ،‬واملكتوب حبروفه و أآصواته‪ ،‬كام أآن هذه النخةل‬
‫‪154‬‬
‫الظاهرة يه عني تكل النخةل اليت اكنت يف ابطن النواة بسعفها وعراجيهنا‪،‬‬
‫ولهذا غابت النواة‪ ،‬وغاب ما اكن فهيا من النخةل الباطنة‪ ،‬وما صار عندان غري‬
‫هذه النخةل الظاهرة [ننس هبا]‪ 151‬اإىل النواة ابعتبار ما اكنت فهيا بامتهما‪ ،‬وابعتبار‬
‫أآن النواة ملا غابت عنا بعد أآن [ أآظهرت]‪ 151‬لنا ما اكن فهيا رصان نتخيلها‪،‬‬
‫ونتخيل ما فهيا‪ ،‬ونعمل أآن النواة ل تفارق هذه النخةل الظاهرة‪ ،‬وإان كنا ل نراها‪،‬‬

‫‪ 114‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬اإذا‬


‫‪ 154‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬ا ألشعرية‬
‫‪ 154‬انظر ‪ :‬تزنيه الرشيعة عن ا أللفاظ الشنيعة (‪)415‬‬
‫‪ 151‬يف نسخة (ب) ‪ :‬نس هبا‬
‫‪ 151‬يف نسخة (ب) ‪ :‬ظهرت‬
‫‪146‬‬
‫ول جندها؛ فاإهنا مالحظة [الظاهرة]‪ 151‬ل تزايد النخةل الظاهرة‪ ،‬ولهذا تظهر‬
‫بذاهتا يف لك [مترة]‪[ 157‬يف]‪ 151‬النخةل الظاهرة‪.‬‬

‫فقول احلنبيل ‪ (( :‬اإن هذا املقروء‪ ،‬احملفوظ‪ ،‬املكتوب‪ ،‬الكمه تعاىل ))‬
‫حق ل ش هبة فيه؛ [فاإنه]‪ 155‬حبروف و أآصوات كام هو عليه يف عمل [هللا تعاىل‪،‬‬
‫بل هو عينه؛ ألن زايدة الظهور أآوجبت]‪ 151‬غيبة للمتلكم احلق‪ (( ،‬وهو معمك‬
‫‪154‬‬
‫أآيامن كنمت ))‪.‬‬

‫فلو حرض ظهر لك قارئ ولك حافظ ولك اكتب صورة فانية هالكة يف‬
‫حقيقة احلق تعاىل‪ ،‬وانكشف قوهل تعاىل ‪ (( :‬فاإذا قر أآانه فاتبع قرآنه ))‪ ،114‬وقوهل‬
‫تعاىل ‪ (( :‬لك يشء هاكل اإل وهجه ))‪ ،114‬و (( لك من علهيا فان ويبق وجه‬
‫ربك [ ذو اجلالل ]‪ 111‬والإكرام ))‪ ،111‬وزالت احلروف وا ألصوات‪،‬‬
‫وانكشفت احلقيقة الالكمية الإلهية عىل ما يه عليه يف نفسها‪ ،‬وظهر قوهل صىل‬

‫‪ 151‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬


‫‪ 157‬يف نسخة (ب) ‪ :‬مثرة‬
‫‪ 151‬يف نسخة (ب) ‪ :‬من‬
‫‪ 155‬يف نسخة (ب) ‪ :‬وإانه‬
‫‪ 151‬سقط من نسخة (ب)‬
‫‪ 154‬سورة احلديد من الية (‪)1‬‬
‫‪ 114‬سورة القيامة‪ ،‬الية (‪)41‬‬
‫‪ 114‬سورة القصص‪ ،‬من الية (‪)11‬‬
‫‪ 111‬يف نسخة ( أآ) ‪" :‬ذو ااجلالل" اب أللف الزائدة قبل ال‪ ،‬والصحيح ما أآثبته هنا‪.‬‬
‫‪ 111‬سورة الرمحن‪ ،‬من الية (‪)15‬‬
‫‪147‬‬
‫هللا عليه وسمل ‪ (( :‬اكن هللا ول يشء معه ))‪ 111،‬وعرف لك اإنسان نفسه‪،‬‬
‫‪117‬‬
‫وحتقق بقوهل تعاىل ‪ (( :‬أآمفن هو قامئ عىل لك نفس مبا كسبت ))‪.‬‬

‫‪ 111‬هذا احلديث مدرج وليس موجودا يف كتب احلديث املعروفة‪ ،‬ذكر ذكل احلافظ‬
‫ابن جحر ‪" :‬وقع يف بعض الكتب يف هذا احلديث (( اكن هللا ول يشء معه وهو الن‬
‫عىل ما عليه اكن )) ويه زايدة ليست يف يشء من كتب احلديث نبه عىل ذكل العالمة‬
‫تقي ادلين بن تميية وهو مسمل يف قوهل وهو الن اإىل آخره و أآما لفظ ول يشء معه فرواية‬
‫الباب بلفظ (( ول يشء غريه )) مبعناها"‪ .‬انظر (فتح الباري ‪)114 / 1 :‬‬
‫اإل أآنه موافق حلديث حصيح آخر رواه الإمام البخاري يف حصيحه (‪)1411‬‬
‫لفظه ‪ (( :‬اكن هللا ومل يكن يشء قبهل‪ ،‬واكن عرشه عىل املاء‪ ،‬مث خلق السموات‬
‫وا ألرض‪ ،‬وكتب يف اذلكر لك يشء ))‪ .‬ويف رواية أآخرى (‪ (( : )1444‬اكن هللا ومل‬
‫يكن يشء غريه واكن عرشه عىل املاء وكتب يف اذلكر لك يشء وخلق الساموات‬
‫وا ألرض))‪.‬‬
‫‪ 117‬سورة الرعد‪ ،‬من الية (‪)11‬‬
‫‪148‬‬
‫[ خامتة الرساةل ]‬

‫واحلاصل أآن قول احلنبيل أآقرب اإىل التحقيق‪ ،‬وهللا ويل التوفيق‪ ،‬و‬
‫[البحث]‪ 111‬حيتاج اإىل زايدة بيان‪ ،‬وابهلل املس تعان‪.‬‬

‫وهذا من [فتوح]‪ 115‬الوقت‪ ،‬ولو زدان عليه رمبا يدركنا املقت‪ ،‬والسعيد‬
‫تكفيه الإشارة‪ ،‬والغيب ل يفهم ولو بأألف عبارة‪.‬‬

‫وهللا تعاىل غين عن رضب ا ألمثال‪ ،‬وهو املزنه عام يف اخليال‪ ،‬وللك‬
‫الكم رجال‪[ ،‬و]‪ 111‬يف لك قوة جمال‪.‬‬

‫وقد مكل ما [ أآدانه]‪ 114 ،‬و [مت]‪ 144‬الإذن لنا فامي [ أآبديناه]‪ ،144‬وامحلد‬
‫هلل أآول وآخرا‪ ،‬وظاهرا وابطنا‪ ،‬وصىل هللا عىل س يدان محمد وعىل آهل و أآحصابه‬
‫‪141‬‬
‫أآمجعني‪[ 141.‬آمني آمني]‬

‫‪ 111‬يف نسخة (ب) ‪ :‬املبحث‬


‫‪ 115‬يف نسخة ( أآ) ‪ :‬منوع‬
‫‪ 111‬سقط يف نسخة (ب)‬
‫‪ 114‬يف نسخة (ب) ‪ :‬أآردانه‬
‫أآدىن اليشء‪ :‬قربه اإليه‪( .‬معجم اللغة العربية املعارصة ‪)551 / 4 :‬‬
‫‪ 144‬يف نسخة (ب) ‪ :‬مث‬
‫‪ 144‬سقطت هاء الضمري من نسخة (ب)‬
‫‪ 141‬اإىل هنا انهتي ما يف اخملطوطة‪.‬‬
‫‪ 141‬كذا يف نسخة (ب) ول يوجد يف نسخة ( أآ)‬
‫‪149‬‬
‫[ ثبت املراجع ]‬
‫ا إلابنة عن أآصول ادلاينة ‪ :‬أآبو احلسن عيل بن اإسامعيل بن اإحساق بن سامل بن اإسامعيل بن عبد هللا بن‬ ‫‪)4‬‬
‫مو ى بن أآيب بردة بن أآيب مو ى ا ألشعري (املتوىف‪111 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬فوقية حسني محمود‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار ا ألنصار – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ،‬‬
‫اإحتاف السادة املتقني برشح اإحياء علوم ادلين ‪ :‬محمد بن محمد احلسيين الزبيدي الشهري مبرتىض‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫مؤسسة التارخي العريب‪ ،‬بريوت‪ 4141 ،‬هـ‬
‫الاختالف يف اللفظ والرد عىل اجلهمية واملش هبة ‪ :‬أآبو محمد عبد هللا بن مسمل بن قتيبة ادلينوري‬ ‫‪)1‬‬
‫(املتوىف‪151 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬معر بن محمود أآبو معر‪ ،‬النارش‪ :‬دار الراية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ 4141‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 4444‬م‬
‫الإرشاد اإىل قواطع الأدةل يف أآصول الاعتقاد ‪ :‬اإمام احلرمني اجلويين‪ ،‬حتقيق محمد يوسف مو ى‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪)1‬‬
‫اخلاجني‪ ،‬مرص‪ 4114 ،‬ه‬
‫اإرشاد الفحول اإيل حتقيق احلق من عمل الأصول ‪ :‬محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا الشواكين الميين‬ ‫‪)7‬‬
‫(املتوىف‪4174 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬الش يخ أآمحد عزو عناية‪ ،‬دمشق ‪ -‬كفر بطنا‪ ،‬قدم هل‪ :‬الش يخ خليل‬
‫امليس وادلكتور ويل ادلين صاحل فرفور‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب العريب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة ا ألوىل ‪4144‬هـ‬
‫‪4444 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫ُرس موجِ ردي اخلراساين‪ ،‬أآبو بكر البهيقي‬ ‫الأسامء والصفات ‪ :‬أآمحد بن احلسني بن عيل بن مو ى اخل م َ‬ ‫‪)1‬‬
‫(املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬حققه وخرج أآحاديثه وعلق عليه‪ :‬عبد هللا بن محمد احلاشدي‪ ،‬قدم هل‪ :‬فضيةل‬
‫الش يخ مقبل بن هادي الوادعي‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة السوادي‪ ،‬جدة ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫ا ألوىل‪ 4141 ،‬هـ ‪ 4441 -‬م‪ ،‬عدد الأجزاء‪1 :‬‬
‫الإشارات الإلهية اإىل املباحث الأصولية ‪ :‬سلامين بن عبد القوي بن عبد الكرمي الطويف‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬ ‫‪)5‬‬
‫حسن بن عباس بن قطب‪ ،‬الفاروق احلديثة‪ 4111 ،‬هـ‬
‫أآصول ادلين ‪ :‬عبد القاهر بن ظاهر المتميي البغدادي‪ ،‬دار الفنون الرتكية‪ ،‬اإس تانبول‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫اعتقاد آأحصاب احلديث ‪ :‬أآمحد بن اإبراهمي بن اإسامعيل الإسامعييل‪ ،‬محمد بن عبد الرمحن امخليس‪ ،‬دار‬ ‫‪)4‬‬
‫الفتح‪ ،‬الشارقة‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4141‬هـ‬
‫اعتقاد الإمام املنبل أآيب عبد هللا أآمحد بن حنبل ‪ :‬عبد الواحد بن عبد العزيز بن احلارث المتميي‪ ،‬حتقيق‬ ‫‪)44‬‬
‫‪ :‬النقاش أآرشف صالح عيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫الاعتقاد القادري ‪َ :‬آبُو َطا ِه ٍر َآ ممحَدُ ُبن احل ََس ِن ِبن َآ ممحَدَ ِبن احل ََس ِن ِبن خُدَ ادَا َد ال َك َر ِ ُّ‬
‫يج‪ ،‬ال َبا ِقالَّ ِ ُّين‪،‬‬ ‫‪)44‬‬
‫ال َبغمدَ ا ِد ُّي (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬كتبه ومجع الناس عليه‪ :‬اخلليفة القادر ابهلل (املتوىف‪11 :‬هـ)‪ ،‬دراسة‬
‫وحتقيق‪ :‬عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف‪ ،‬النارش‪ :‬جمةل جامعة أآم القرى لعلوم الرشيعة واللغة‬
‫العربية وآداهبا‪ ،‬ج ‪ ،41‬ع ‪ ،14‬ذو احلجة ‪ 4115‬هـ‬

‫‪150‬‬
‫اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة ‪ :‬أآمحد بن غرباهمي الإسامعييل‪ ،‬حتقيق جامل عزون‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)41‬‬
‫ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4114‬هـ‬
‫اعتقادات فرق املسلمني واملرشكني ‪ :‬أآبو عبد هللا محمد بن معر بن احلسن بن احلسني التميي الرازي‬ ‫‪)41‬‬
‫امللقب بفخر ادلين الرازي خطيب الري (املتوىف‪141 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عيل سايم النشار‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‬
‫الاقتصاد يف الاعتقاد ‪ :‬عبد الغين بن عبد الواحد بن رسور املقديس‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أآمحد بن عطية بن عيل‬ ‫‪)41‬‬
‫الغامدي‪ ،‬مكتبة العلوم واحلمك‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4141‬هـ‬
‫الإقناع يف سائل الإجامع ‪ :‬أآبو احلسن بن القطان‪ ،‬حتقيق حسن بن فوزي الصعيدي‪ ،‬الفاروق‬ ‫‪)47‬‬
‫احلديثية‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫الانتصار يف الرد عىل املعزتةل القدرية الأرشار ‪ :‬أآبو احلسني حيىي بن أآيب اخلري بن سامل العمراين الميين‬ ‫‪)41‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪771 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬سعود بن عبد العزيز اخللف‪ ،‬النارش‪ :‬أآضواء السلف‪ ،‬الرايض‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4144 ،‬هـ‪4444/‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫الإنصاف فامي جيب اعتقاده ول جيوز اجلهل به ‪ :‬أآبو بكر بن الطيب الباقالين البرصي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬محمد‬ ‫‪)45‬‬
‫زاهد بن احلسن الكوثري‪ ،‬املكتبة ا ألزهرية للرتاث‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬س نة ‪ 4114‬هـ‬
‫أآهل الس نة الأشاعرة شهادة علامء الأمة و أآدلهتم ‪ :‬محد الس نان‪ ،‬فوزي العنجري‪ ،‬دار الضياء‪ ،‬بدون‬ ‫‪)41‬‬
‫س نة الطبع‬
‫حبر العلوم ‪ :‬أآبو الليث نرص بن محمد بن اإبراهمي السمرقندي الفقيه احلنفي‪ ،‬دار النرش ‪ :‬دار الفكر –‬ ‫‪)44‬‬
‫بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬محمود مطريج‪ ،‬عدد الأجزاء ‪1 :‬‬
‫البداية والهناية ‪ :‬أآبو الفداء اإسامعيل بن معر بن كثري القريش البرصي مث ادلمشقي (املتوىف‪551 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫احملقق‪ :‬عيل شريي‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ ،4141‬هـ ‪ 4411 -‬م‬
‫الربهان يف بيان القرآن ‪ :‬ابن قدامة املقديس (‪ 114‬هـ) ‪ ،‬احملقق‪ :‬أآمحد فريد املزيدي‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬ ‫‪)14‬‬
‫الكتب العلمية [طبع مع كتاب احملنة عىل الإمام أآمحد] ‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ 4117‬هـ ‪ 1441 -‬م‬
‫الرزاق احلسيين‪ ،‬أآبو الفيض‪ ،‬امللقّب‬ ‫اتج العروس من جواهر القاموس ‪ :‬محمّد بن محمّد بن عبد ّ‬ ‫‪)11‬‬
‫مبرتىض‪َّ ،‬الزبيدي (املتوىف‪4147 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬مجموعة من احملققني‪ ،‬النارش‪ :‬دار الهداية‬
‫تأأنيب اخلطيب عا ما ساقه يف ترمجة أآيب حنيفة من الأاكذيب ‪ :‬محمد زاهد بن احلسن الكوثري‪ ،‬تعليق‬ ‫‪)11‬‬
‫أآمحد خريي‬
‫تبصري القانع يف امجلع بني رشيح ابن شطي وابن مانع عىل العقيدة السفارينية ‪ :‬ايرس بن غرباهمي‬ ‫‪)11‬‬
‫املزروعي‬
‫التبصري يف ادلين ومتيزي الفرقة الناجية عن الفرق الهالكني ‪ :‬طاهر بن محمد ا ألسفراييين‪ ،‬أآبو املظفر‬ ‫‪)17‬‬
‫(املتوىف‪154 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬كامل يوسف احلوت‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪،‬‬
‫‪4141‬هـ ‪4411 -‬م‬

‫‪151‬‬
‫التبصري يف معامل ادلين ‪ :‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب الميل‪ ،‬أآبو جعفر الطربي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪144‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عيل بن عبد العزيز بن عيل الش بل‪ ،‬النارش‪ :‬دار العامصة‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ 4141‬هـ‬
‫‪ 4441 -‬م‬
‫تبيني كذب املفرتي فامي نسب اإىل الإمام آأيب احلسن الأشعري ‪ :‬أآبو القامس عيل بن احلسن بن هبة هللا‬ ‫‪)15‬‬
‫املعروف اببن عساكر (املتوىف‪754 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪،‬‬
‫‪ 4141‬ه‬
‫التحبري رشح التحرير يف أآصول الفقه ‪ :‬عالء ادلين أآبو احلسن عيل بن سلامين املرداوي ادلمشقي‬ ‫‪)11‬‬
‫الصاحلي احلنبيل (املتوىف‪117 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن اجلربين‪ ،‬د‪ .‬عوض القرين‪ ،‬د‪ .‬أآمحد‬
‫الرساح‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية ‪ /‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4114 ،‬هـ ‪1444 -‬م‪ ،‬عدد‬
‫ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫حترير الالكم يف اجلواب عن سؤال الهندي يف صفة الالكم ‪ :‬أآبو بكر بن محمد خوقري‪ ،‬خمطوطة يف‬ ‫‪)14‬‬
‫مكتبة جامعة املكل سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫التذكرة بأأحوال املوىت و أآمور الخرة ‪ :‬أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن أآيب بكر بن فرح ا ألنصاري‬ ‫‪)14‬‬
‫اخلزريج مشس ادلين القرطيب (املتوىف‪154 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق ودراسة‪ :‬ادلكتور‪ :‬الصادق بن محمد بن‬
‫اإبراهمي‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة دار املهناج للنرش والتوزيع‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4117 ،‬هـ‬
‫جامع البيان يف تأأويل القرآن ‪ :‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب الميل‪ ،‬أآبو جعفر الطربي‬ ‫‪)14‬‬
‫(املتوىف‪144 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أآمحد محمد شاكر‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرساةل‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4114 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1444‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪11 :‬‬
‫تفسري القرآن العظمي ‪ :‬أآبو الفداء اإسامعيل بن معر بن كثري القريش البرصي مث ادلمشقي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪551‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬سايم بن محمد سالمة‪ ،‬النارش‪ :‬دار طيبة للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪4114‬هـ‬
‫‪ 4444 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫تفسري القرآن ‪ :‬أآبو املظفر‪ ،‬منصور بن محمد بن عبد اجلبار ابن أآمحد املروزى السمعاين المتميي احلنفي مث‬ ‫‪)11‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬ايرس بن اإبراهمي وغنمي بن عباس بن غنمي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الوطن‪،‬‬
‫الرايض – السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4141 ،‬هـ‪4445 -‬م‬
‫تفسري القرآن العظمي ‪ :‬أآبو محمد عبد الرمحن بن محمد بن اإدريس بن املنذر المتميي‪ ،‬احلنظيل‪ ،‬الرازي ابن‬ ‫‪)11‬‬
‫أآيب حامت (املتوىف‪115 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أآسعد محمد الطيب‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة نزار مصطف الباز ‪ -‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 4144 -‬هـ‬
‫هتذيب اللغة ‪ :‬محمد بن أآمحد بن ا ألزهري الهروي‪ ،‬أآبو منصور (املتوىف‪154 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد عوض‬ ‫‪)17‬‬
‫مرعب‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإحياء الرتاث العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪1444 ،‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫جزء فيه المتسك ابلسنن ‪ :‬مشس ادلين اذلهيب‪ ،‬حتقيق ‪ :‬جامل عزون‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرايض‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬

‫‪152‬‬
‫مجع اجليوش وادلساكر عىل ابن عساكر ‪ :‬يوسف بن حسن بن عبد الهادي الشهري اببن املربد‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬ ‫‪)15‬‬
‫مأأفوس يعايس ساعا (محمد فوزي حسن سعد)‪ ،‬إارشاف ‪ :‬عيل بن محمد بن انرص فقهييي‪ ،‬س نة ‪4145‬‬
‫هـ‬
‫اجلوهر احملصل يف مناقب الإمام أآمحد بن حنبل ‪ :‬محمد بن السعدي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬محمد زيهنم محمد عزب‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫مكتبة غريب‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫احلجة يف بيان احملجة ورشح عقيدة أآهل الس نة ‪ :‬اإسامعيل بن محمد بن الفضل بن عيل القريش‬ ‫‪)14‬‬
‫الطليحي التميي ا ألصهباين‪ ،‬أآبو القامس‪ ،‬امللقب بقوام الس نة (املتوىف‪717 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد بن ربيع بن‬
‫هادي معري املدخيل‪ ،‬النارش‪ :‬دار الراية ‪ -‬السعودية ‪ /‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪4144 ،‬هـ ‪4444 -‬م‪،‬‬
‫عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫خلق أآفعال العباد والرد عىل اجلهمية و أآحصاب التعطيل ‪ :‬محمد بن اإسامعيل بن اإبراهمي بن املغرية‬ ‫‪)14‬‬
‫البخاري‪ ،‬أآبو عبد هللا (املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬فهد بن سلامين الفهيد‪ ،‬النارش‪ :‬دار أآطلس اخلرضاء‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 1447 ،‬هـ‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫رد احملتار عىل ادلر اخملتار ‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أآمني بن معر بن عبد العزيز عابدين ادلمشقي احلنفي‬ ‫‪)14‬‬
‫(املتوىف‪4171 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪4141 ،‬هـ ‪4441 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫درر الألفاظ العوايل ‪ :‬غيث بن عبد هللا الغاليب‪ ،‬الإصدار الثاين‪ ،‬س نة ‪ 4115‬هـ‬ ‫‪)11‬‬
‫الساليم‪ ،‬البغدادي‪ ،‬مث‬ ‫ذيل طبقات احلنابةل ‪ :‬زين ادلين عبد الرمحن بن أآمحد بن رجب بن احلسن‪َ ،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫ادلمشقي‪ ،‬احلنبيل (املتوىف‪547 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د عبد الرمحن بن سلامين العثميني‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة‬
‫العبياكن – الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4117 ،‬هـ ‪ 1447 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪7 :‬‬
‫راحئة اجلنة رشح اإضاءة ادلجنة يف عقائد أآهل الس نة ‪ :‬عبد الغين بن غسامعيل النابليس‪ ،‬حتقيق أآمحد‬ ‫‪)11‬‬
‫فريد املزيدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‬
‫الرد عىل اجلهمية والزاندقة ‪ :‬أآبو عبد هللا أآمحد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أآسد الشيباين (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)17‬‬
‫‪114‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬صربي بن سالمة شاهني‪ ،‬النارش‪ :‬دار الثبات للنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‬
‫الرد عىل من يقول أآن القران خملوق ‪ :‬أآمحد بن سلامن النجاد‪ ،‬حتقيق رضا هللا محمد اإدريس‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪)11‬‬
‫الصحابة الإسالمية‪ ،‬الساملية‪ -‬الكويت‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫رساةل يف القرآن والكم هللا ‪ :‬عبد هللا بن أآمحد بن قدامة املقديس املعروف ابملوفق ابن قدامة‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬ ‫‪)15‬‬
‫يوسف بن محمد السعيد‪ ،‬دار أآطلس اخلرضاء‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4111 :‬هـ‬
‫روح املعاين يف تفسري القرآن العظمي والس بع املثاين ‪ :‬شهاب ادلين محمود بن عبد هللا احلسيين ا أللويس‬ ‫‪)11‬‬
‫(املتوىف‪4154 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عيل عبد الباري عطية‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫ا ألوىل‪ 4147 ،‬هـ‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪41 :‬‬

‫‪153‬‬
‫الزواجر عن اقرتاف الكبائر ‪ :‬أآمحد بن محمد بن عيل بن جحر الهيمتي السعدي ا ألنصاري‪ ،‬شهاب ادلين‬ ‫‪)14‬‬
‫ش يخ الإسالم‪ ،‬أآبو العباس (املتوىف‪451 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪4415‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫الشيباين البغدادي (املتوىف‪144 :‬هـ)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الس نة ‪ :‬أآبو عبد الرمحن عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن حنبل‬ ‫‪)74‬‬
‫احملقق‪ :‬د‪ .‬محمد بن سعيد بن سامل القحطاين‪ ،‬النارش‪ :‬دار ابن القمي – ادلمام‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4141 ،‬‬
‫هـ ‪ 4411 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫سري أآعالم النبالء ‪ :‬مشس ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن عامثن بن قَايمامز اذلهيب (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)74‬‬
‫‪511‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار احلديث‪ -‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪4115 :‬هـ‪1441-‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪41 :‬‬
‫شذرات اذلهب يف أآخبار من ذهب ‪ :‬عبد احلي بن أآمحد بن محمد ابن العامد ال َعكري احلنبيل‪ ،‬أآبو‬ ‫‪)71‬‬
‫الفالح (املتوىف‪4414 :‬هـ)‪ ،‬حققه‪ :‬محمود ا ألرانؤوط‪ ،‬خرج أآحاديثه‪ :‬عبد القادر ا ألرانؤوط‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫دار ابن كثري‪ ،‬دمشق – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4141 ،‬هـ ‪ 4411 -‬م‪ ،‬عدد الأجزاء‪44 :‬‬
‫رشح أآصول اعتقاد أآهل الس نة وامجلاعة ‪ :‬أآبو القامس هبة هللا بن احلسن بن منصور الطربي الرازي‬ ‫‪)71‬‬
‫الاللاكيئ (املتوىف‪141 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أآمحد بن سعد بن محدان الغامدي‪ ،‬النارش‪ :‬دار طيبة –‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثامنة‪4111 ،‬هـ ‪1441 /‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪4 :‬‬
‫رشح الس نة ‪ :‬اإسامعيل بن حي املزين‪ ،‬حتقيق جامل عزون‪،‬بدون س نة الطبع‬ ‫‪)71‬‬
‫رشح العقيدة السفارينية ‪ :‬محمد بن صاحل بن محمد العثميني (املتوىف‪4114 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الوطن‬ ‫‪)77‬‬
‫للنرش‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4111 ،‬هـ‬
‫عيل بن محمد ابن أآيب العز احلنفي‪ ،‬ا ألذرعي الصاحلي‬ ‫رشح العقيدة الطحاوية ‪ :‬محمد بن عالء ادلين ّ‬ ‫‪)71‬‬
‫ادلمشقي (املتوىف‪541 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أآمحد محمد شاكر‪ ،‬النارش‪ :‬واكةل الطباعة والرتمجة يف الرئاسة العامة‬
‫لإدارات البحوث العلمية والإفتاء وادلعوة والإرشاد‬
‫رشح العقائد العضدية ‪ :‬محمد بن أآسعد الصديق جالل ادلين ادلواين‪ ،‬بدون س نة الطبع‬ ‫‪)75‬‬
‫رشح املقاصد يف عمل الالكم‪ :‬سعد ادلين مسعود بن معر بن عبد هللا التفتازاين‪ ،‬النارش ‪ :‬دار املعارف‬ ‫‪)71‬‬
‫النعامنية‪ ،‬ابكس تان‪ ،‬س نة ‪4144‬هـ‬
‫رشح عقيدة اللكوذاين ‪ :‬عبد هللا بن عبد الرمحن اجلربين‪ ،‬خترجي وتعليق ‪ :‬طارق بن محمد بن عبد هللا‬ ‫‪)74‬‬
‫اخلويطر‪ ،‬كنوز اإشبيليا‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4114‬هـ‬
‫الرشح وا إلابنة عىل أآصول الس نة وادلاينة ‪ :‬ابو عبد هللا ابن بطة العكربي‪ ،‬حتقيق عيل بن حسن بن‬ ‫‪)14‬‬
‫عيل بن عبد امحليد احلليب ا ألثري‪ ،‬ادلار ا ألثرية‪ ،‬عامن‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4114‬هـ‬
‫الرصاط املس تقمي يف اإثبات احلرف القدمي ‪ :‬عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن قدامة املقديس‪ ،‬حتقيق ‪ :‬محمد‬ ‫‪)14‬‬
‫بن عبد الرمحن امخليس‪ ،‬مكتبة الفرقان‪ ،‬العامرات العربية املتحدة‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4144‬هـ‬
‫رصحي الس نة ‪ :‬أآبو جعفر محمد بن جرير الطربي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬بدر بن يوسف املعتوق‪ ،‬مراجعة ‪ :‬بدر بن‬ ‫‪)11‬‬
‫عبد هللا البدر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬

‫‪154‬‬
‫طبقات احلنابةل ‪ :‬أآبو احلسني ابن أآيب يعىل‪ ،‬محمد بن محمد (املتوىف‪711 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد حامد الفقي‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫النارش‪ :‬دار املعرفة – بريوت‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫طبقات الشافعية الكربى ‪ :‬اتج ادلين عبد الوهاب بن تقي ادلين الس بيك (املتوىف‪554 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫د‪ .‬محمود محمد الطنايح د‪ .‬عبد الفتاح محمد احللو‪ ،‬النارش‪ :‬جهر للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪4141 ،‬هـ‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪44 :‬‬
‫عقيدة السلف و أآحصاب احلديث ‪ :‬اإسامعيل بن عبد الرمحن الصابوين‪ ،‬حتقيق وتعليق ‪ :‬عبد الرمحن بن‬ ‫‪)17‬‬
‫عبد اجمليد الشمريي‪ ،‬تقدمي ‪ :‬حيىي بن عيل احلجوري‪ ،‬مكتبة الإمام الوادعي‪ ،‬المين‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪،‬‬
‫س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫رشح العقيدة الطحاوية ‪ :‬محمد انرص ادلين ا أللباين‪ ،‬النارش ‪ :‬املكتب الإساليم – بريوت‪ ،‬الطبعة ‪:‬‬ ‫‪)11‬‬
‫الثانية ‪4141 -‬‬
‫العلو للعيل الغفار يف اإيضاح حصيح الأخبار وسقميها ‪ :‬مشس ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآمحد بن عامثن‬ ‫‪)15‬‬
‫بن قَايمامز اذلهيب (املتوىف‪511 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬أآبو محمد أآرشف بن عبد املقصود‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة أآضواء‬
‫السلف – الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4141 ،‬هـ ‪4447 -‬م‬
‫كتاب العني ‪ :‬أآبو عبد الرمحن اخلليل بن أآمحد بن معرو بن متمي الفراهيدي البرصي (املتوىف‪454 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫احملقق‪ :‬د همدي اخملزويم‪ ،‬د اإبراهمي السامرايئ‪ ،‬النارش‪ :‬دار ومكتبة الهالل‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫ادلمشقي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العني والأثر يف عقائد أآهل الأثر ‪ :‬عبد البايق بن عبد البايق بن عبد القادر البعيل ا ألزهري‬ ‫‪)14‬‬
‫تقي ادلين‪ ،‬ابن فَ ِقيه فُ َّصة (املتوىف‪4454 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عصام رواس قلعجي‪ ،‬النارش‪ :‬دار املأأمون‬ ‫ّ‬
‫للرتاث‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ,‬هـ‬
‫غاية املرام يف عمل الالكم ‪ :‬أآبو احلسن س يد ادلين عيل بن أآيب عيل بن محمد بن سامل الثعليب المدي‬ ‫‪)54‬‬
‫(املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حسن محمود عبد اللطيف‪ ،‬النارش‪ :‬اجمللس ا ألعىل للش ئون الإسالمية ‪-‬‬
‫القاهرة‬
‫فتاوى ابن الصالح ‪ :‬عامثن بن عبد الرمحن‪ ،‬أآبو معرو‪ ،‬تقي ادلين املعروف اببن الصالح (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)54‬‬
‫‪111‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬د‪ .‬موفق عبد هللا عبد القادر‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة العلوم واحلمك ‪ ,‬عامل الكتب – بريوت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ،‬‬
‫فتاوى ابن رشد ‪ :‬أآبو الوليد محمد بن أآمحد بن أآمحد بن رشد القرطيب‪ ،‬حتقيق ‪ :‬اخملتار بن الطاهر‬ ‫‪)51‬‬
‫السلييل‪ ،‬دار الغرب الإساليم‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4145‬هـ‬
‫فتح الباري رشح حصيح البخاري ‪ :‬أآمحد بن عيل بن جحر أآبو الفضل العسقالين الشافعي‪ ،‬رمق كتبه‬ ‫‪)51‬‬
‫و أآبوابه و أآحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد البايق‪ ،‬قام ابإخراجه وحصحه و أآرشف عىل طبعه‪ :‬حمب ادلين اخلطيب‪،‬‬
‫عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز‪ ،‬النارش‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪ ،4154 ،‬عدد‬
‫ا ألجزاء‪41 :‬‬

‫‪155‬‬
‫فتح القدير ‪ :‬محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا الشواكين الميين (املتوىف‪4174 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار ابن‬ ‫‪)51‬‬
‫كثري‪ ،‬دار اللكم الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬لطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ 4141 -‬هـ‬
‫الفرق بني الفرق وبيان الفرقة الناجية ‪ :‬عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا البغدادي المتميي‬ ‫‪)57‬‬
‫ا ألسفراييين‪ ،‬أآبو منصور (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفاق اجلديدة – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪4455‬‬
‫الفصل يف امللل والأهواء والنحل ‪ :‬أآبو محمد عيل بن أآمحد بن سعيد بن حزم ا ألندليس القرطيب‬ ‫‪)51‬‬
‫الظاهري (املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة اخلاجني – القاهرة‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 × 7 :‬‬
‫الفقه الأكرب ‪ :‬ينسب أليب حنيفة النعامن بن اثبت بن زوطي بن ماه (املتوىف‪474 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مكتبة‬ ‫‪)55‬‬
‫الفرقان ‪ -‬الإمارات العربية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4144 ،‬هـ ‪4444 -‬م‬
‫القاموس احمليط ‪ :‬جمد ادلين أآبو طاهر محمد بن يعقوب الفريوزآابدى (املتوىف‪145 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مكتب‬ ‫‪)51‬‬
‫حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرساةل‪ ،‬إابرشاف‪ :‬محمد نعمي العر ُقسويس‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرساةل للطباعة‬
‫والنرش والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثامنة‪ 4111 ،‬هـ ‪ 1447 -‬م‬
‫القائد اإىل العقائد ‪ :‬محمد صديق حسن خان القنويج‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أآيب بكر محمد بن أآمحد ا ألثري‪ ،‬الغرابء‬ ‫‪)54‬‬
‫ل إالسالم‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫الاكمل يف التارخي ‪ :‬أآبو احلسن عيل بن أآيب الكرم محمد بن محمد بن عبد الكرمي بن عبد الواحد الشيباين‬ ‫‪)14‬‬
‫اجلزري‪ ،‬عز ادلين ابن ا ألثري (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬معر عبد السالم تدمري‪ ،‬النارش‪ :‬دار‬
‫الكتاب العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ،‬هـ ‪4445 /‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪44 :‬‬
‫كتاب التوحيد ‪ :‬محمد بن غسحاق بن منده‪ ،‬حتقيق محمد بن عبد هللا الوهييب‪ ،‬دار الهدى النبوي‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫مرص‪ ،‬البطعة ا ألوىل س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫الكشف والبيان عن تفسري القرآن ‪ :‬أآمحد بن محمد بن اإبراهمي الثعليب‪ ،‬أآبو اإحساق (املتوىف‪115 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫حتقيق‪ :‬الإمام أآيب محمد بن عاشور‪ ،‬مراجعة وتدقيق‪ :‬ا ألس تاذ نظري الساعدي‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإحياء‬
‫الرتاث العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل ‪ ،4111‬هـ ‪ 1441 -‬م‪ ،‬عدد الأجزاء‪44 :‬‬
‫اللكيات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية ‪ :‬أآيوب بن مو ى احلسيين القرميي الكفوي‪ ،‬أآبو البقاء‬ ‫‪)11‬‬
‫احلنفي (املتوىف‪4441 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬عدانن درويش ‪ -‬محمد املرصي‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة الرساةل ‪ -‬بريوت‬
‫لسان املزيان ‪ :‬أآمحد بن عيل بن جحر العسقالين‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الفتاح أآبو غدة‪ ،‬النارش‪ :‬دار البشائر‬ ‫‪)11‬‬
‫الإسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 1441 ،‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪44 :‬‬
‫لسان العرب ‪ :‬محمد بن مكرم بن عىل‪ ،‬أآبو الفضل‪ ،‬جامل ادلين ابن منظور ا ألنصاري الرويفع الإفريق‬ ‫‪)17‬‬
‫(املتوىف‪544 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 4141 -‬هـ‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪47 :‬‬
‫ملع الأدةل يف قواعد عقائد أآهل الس نة وامجلاعة ‪ :‬عبد املكل بن عبد هللا بن يوسف بن محمد اجلويين‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫أآبو املعايل‪ ،‬ركن ادلين‪ ،‬امللقب ابإمام احلرمني (املتوىف‪151 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬فوقية حسني محمود‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫عامل الكتب – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪4145 ،‬هـ ‪4415 -‬م‬

‫‪156‬‬
‫ملعة الاعتقاد ‪ :‬أآبو محمد موفق ادلين عبد هللا بن أآمحد بن محمد بن قدامة امجلاعييل املقديس مث‬ ‫‪)15‬‬
‫ادلمشقي احلنبيل‪ ،‬الشهري اببن قدامة املقديس (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬وزارة الشؤون الإسالمية‬
‫وا ألوقاف وادلعوة والإرشاد ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪4114 ،‬هـ ‪1444 -‬م‬
‫لوامع الأنوار الهبية وسواطع الأرسار الأثرية لرشح ادلرة املضية يف عقد الفرقة املرضية ‪ :‬مشس ادلين‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫أآبو العون محمد بن أآمحد بن سامل السفاريين احلنبيل (املتوىف‪4411 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬مؤسسة اخلافقني‬
‫ومكتبهتا – دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ 4141 -‬هـ ‪ 4411 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫لواحئ الأنوار السنية ولواحق الأفاكر السنية ولواحق الافاكر السنية ‪ :‬محمد بن أآمحد بن سامل السفاريين‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫حتقيق ‪ :‬عبد هللا بن محمد بن سلامين البصريي‪ ،‬مكتبة الرشد الرايض‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫ما ل بد منه يف أآمور ادلين عىل طريقة السلف الصاحل ومذهب الإمام آأمحد بن حنبل ‪ :‬أآبو بكر بن‬ ‫‪)44‬‬
‫محمد خوقري‪ ،‬خمطوطة مبكتبة جامعة املكل سعود‪ ،‬املمسلكة العربية السعودية‬
‫مجموع الفتاوى ‪ :‬تقي ادلين أآبو العباس أآمحد بن عبد احللمي بن تميية احلراين (املتوىف‪511 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪:‬‬ ‫‪)44‬‬
‫عبد الرمحن بن محمد بن قامس‪ ،‬النارش‪ :‬مجمع املكل فهد لطباعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة النبوية‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬عام النرش‪4141 :‬هـ‪4447/‬م‬
‫اجملموع رشح املهذب ((مع تّكةل الس بيك واملطيعي)) ‪ :‬أآبو زكراي حميي ادلين حيىي بن رشف النووي‬ ‫‪)41‬‬
‫(املتوىف‪151 :‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬دار الفكر‬
‫احملمك واحمليط الأعظم ‪ :‬أآبو احلسن عيل بن اإسامعيل بن س يده املريس [ت‪171 :‬هـ]‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد‬ ‫‪)41‬‬
‫امحليد هنداوي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4114 ،‬هـ ‪ 1444 -‬م‪ ،‬عدد‬
‫ا ألجزاء‪44 :‬‬
‫خمتار الصحاح ‪ :‬زين ادلين أآبو عبد هللا محمد بن أآيب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)41‬‬
‫‪111‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬يوسف الش يخ محمد‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة العرصية ‪ -‬ادلار المنوذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬اخلامسة‪4114 ،‬هـ ‪4444 /‬م‬
‫اخملصص ‪ :‬أآبو احلسن عيل بن اإسامعيل بن س يده املريس (املتوىف‪171 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬خليل اإبرامه‬ ‫‪)47‬‬
‫جفال‪ ،‬النارش‪ :‬دار اإحياء الرتاث العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪4145 ،‬هـ ‪4441‬م‪ ،‬عدد‬
‫ا ألجزاء‪7 :‬‬
‫مشلك احلديث وبيانه ‪ :‬محمد بن احلسن بن فورك ا ألنصاري ا ألصهباين‪ ،‬أآبو بكر (املتوىف‪141 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)41‬‬
‫احملقق‪ :‬مو ى محمد عيل‪ ،‬النارش‪ :‬عامل الكتب – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪4417 ،‬م‬
‫املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري ‪ :‬أآمحد بن محمد بن عيل الفيويم مث امحلوي‪ ،‬أآبو العباس (املتوىف‪:‬‬ ‫‪)45‬‬
‫حنو ‪554‬هـ)‪ ،‬النارش‪ :‬املكتبة العلمية – بريوت‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫معامل أآصول ادلين ‪ :‬أآبو عبد هللا محمد بن معر بن احلسن بن احلسني التميي الرازي امللقب بفخر ادلين‬ ‫‪)41‬‬
‫الرازي خطيب الري (املتوىف‪141 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتاب العريب ‪-‬‬
‫لبنان‬

‫‪157‬‬
‫معامل التزنيل يف تفسري القرآن ‪ :‬حميي الس نة ‪ ،‬أآبو محمد احلسني بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي‬ ‫‪)44‬‬
‫الشافعي (املتوىف ‪744 :‬هـ)‪ ،‬احملقق ‪ :‬عبد الرزاق املهدي‪ ،‬النارش ‪ :‬دار اإحياء الرتاث العريب –‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة ‪ :‬ا ألوىل ‪ 4114 ،‬هـ‪ ،‬عدد ا ألجزاء ‪7:‬‬
‫معتقد أآهل الس نة وامجلاعة كام نقهل الإمام حرب بن اإسامعيل الكرماين‪ ،‬حتقيق ‪ :‬سلامين بن محمد‬ ‫‪)444‬‬
‫ادلبيخي بدون س نة الطبع‬
‫املعمتد يف أآصول ادلين ‪ :‬أآبو يعىل محمد بن احلسني بن محمد بن خلف بن أآمحد بن الفراء‪ ،‬حتقيق وديع‬ ‫‪)444‬‬
‫زيدان حداد‪ ،‬دار املرشق‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫معجم الصواب اللغوي دليل املثقف العريب ‪ :‬ادلكتور أآمحد خمتار معر مبساعدة فريق معل‪ ،‬النارش‪ :‬عامل‬ ‫‪)441‬‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4114 ،‬هـ ‪ 1441 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫معجم اللغة العربية املعارصة ‪ :‬د أآمحد خمتار عبد امحليد معر (املتوىف‪4111 :‬هـ) مبساعدة فريق معل‪،‬‬ ‫‪)441‬‬
‫النارش‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4114 ،‬هـ ‪ 1441 -‬م‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫املعجم الوس يط ‪ :‬مجمع اللغة العربية ابلقاهرة (اإبراهمي مصطف ‪ /‬أآمحد الزايت ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد‬ ‫‪)441‬‬
‫النجار)‪ ،‬النارش‪ :‬دار ادلعوة‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫معجم لغة الفقهاء ‪ :‬محمد رواس قلعجي ‪ -‬حامد صادق قنييب‪ ،‬النارش‪ :‬دار النفائس للطباعة والنرش‬ ‫‪)447‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 4141 ،‬هـ ‪ 4411 -‬م‬
‫معيد النعم ومبيد النقم ‪ :‬اترج ادلين عبد الوهاب الس بيك‪ ،‬حتقيق ‪ :‬محمد عيل النجار‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫‪)441‬‬
‫العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4115‬هـ‬
‫مفهوم البدعة و أآثره يف اضطراب الفتاوى املعارصة ‪ :‬عبد ا ألهل بن حسني العرجف‪ ،‬دار الفتح‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)445‬‬
‫الثانية‪ ،‬س نة ‪ 4111‬هـ‬
‫مقالت الإسالميني واختالف املصلني ‪ :‬عيل بن اإسامعيل ا ألشعري أآبو احلسن‪ ،‬النارش ‪ :‬دار اإحياء‬ ‫‪)441‬‬
‫الرتاث العريب – بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬حتقيق ‪ :‬هلموت ريرت‬
‫مقدمة ابن خدلون ‪ :‬عبد امحلن بن خدلون‪ ،‬حتقيق ‪ :‬هبد السالم الشدادي‪ ،‬بيت الفنون والعلوم‬ ‫‪)444‬‬
‫والاداب‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫رساةل ابن أآيب زيد القريواين ‪ :‬ابن أآيب زيد القريواين ‪ ،‬عبد هللا بن عبد الرمحن (املتوىف ‪111 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)444‬‬
‫النارش ‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بدون س نة الطبع‬
‫امللل والنحل ‪ :‬أآبو الفتح محمد بن عبد الكرمي بن أآىب بكر أآمحد الشهرس تاين (املتوىف‪711 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)444‬‬
‫النارش‪ :‬مؤسسة احلليب‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫مهناج الس نة النبوية ‪ :‬تقي ادلين أآبو العباس أآمحد بن عبد احللمي بن عبد السالم بن عبد هللا بن أآيب‬ ‫‪)441‬‬
‫القامس بن محمد ابن تميية احلراين احلنبيل ادلمشقي (املتوىف‪511 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬محمد رشاد سامل‪ ،‬النارش‪:‬‬
‫جامعة الإمام محمد بن سعود الإسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬ا ألوىل‪ 4141 ،‬هـ ‪ 4411 -‬م‪ ،‬عدد اجملدلات‪4 :‬‬

‫‪158‬‬
‫املهنج ا ألمحد يف درء املثالب اليت تمن ملذهب الإمام أآمحد ‪ :‬عبد هللا بن عودة بن عبد هللا صوفان‬ ‫‪)441‬‬
‫النابليس‪ ،‬تقريظ ‪ :‬عبد الغين اللبدي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬بلعمري محمد فيصل اجلزائري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 1441‬م‬
‫املواقف ‪ :‬عضد ادلين عبد الرمحن بن أآمحد الإجيي‪ ،‬النارش‪ :‬دار اجليل – بريوت الطبعة ا ألوىل‪،‬‬ ‫‪)441‬‬
‫‪ ،4445‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن معرية‪ ،‬عدد ا ألجزاء‪1 :‬‬
‫هناية املبتدئني يف أآصول ادلين ‪ :‬أآمحد بن محدان بن ش بيب بن محدان المنري احلنبيل‪ ،‬حتقيق ‪ :‬انرص‬ ‫‪)447‬‬
‫بن سعود بن عبد هللا السالمة‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة ا ألوىل‪ ،‬س نة ‪ 4117‬ه‬
‫نيل املرام برشح كفاية الغالم ‪ :‬عبد اللطيف بن عبد الرمحن املال‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد الاهل بن محمد بن أآمحد‬ ‫‪)441‬‬
‫بن عبد اللطيف املال‪ ،‬جامعة املكل فيصل‪ ،‬الطبعة ا ألوىل ‪ ،‬س ىن ‪ 4111‬هـ‬
‫الوس يط يف تفسري القرآن اجمليد ‪ :‬أآبو احلسن عيل بن أآمحد بن محمد بن عيل الواحدي‪ ،‬النيسابوري‪،‬‬ ‫‪)445‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪111 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬الش يخ عادل أآمحد عبد املوجود‪ ،‬الش يخ عيل محمد‬
‫معوض‪ ،‬ادلكتور أآمحد محمد صرية‪ ،‬ادلكتور أآمحد عبد الغين امجلل‪ ،‬ادلكتور عبد الرمحن عويس‪ ،‬قدمه‬
‫وقرظه‪ :‬ا ألس تاذ ادلكتور عبد احلي الفرماوي‪ ،‬النارش‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫ا ألوىل‪ 4147 ،‬هـ ‪ 4441 -‬م‪ ،‬عدد الأجزاء‪1 :‬‬
‫وفيات الأعيان و أآنباء أآبناء الزمان ‪ :‬أآبو العباس مشس ادلين أآمحد بن محمد بن اإبراهمي بن أآيب بكر ابن‬ ‫‪)441‬‬
‫خلاكن الربميك ا إلربيل (املتوىف‪114 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬اإحسان عباس‪ ،‬النارش‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬عدد‬
‫ا ألجزاء ‪5 :‬‬

‫‪159‬‬
‫[ فهرس املوضوعات ]‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوعات‬
‫[مقدمة احملقق ] ‪1 ...................................................................................‬‬
‫[ مهنج التحقيق ] ‪1 .................................................................................‬‬
‫[ تعريف موجز ابخملطوطات اليت اعمتدت علهيا ] ‪7 ..........................................‬‬
‫[ القسم ا ألول‪ :‬الفصول المتهيدية يف بيان شأأن طائفيت احلنابةل وا ألشعرية واختالفهم يف‬
‫الكم رب الربية ] ‪1 ..................................................................................‬‬
‫[ فصل يف ذكر نشأأة خالف ا ألمة يف الكم هللا تعاىل ] ‪4 ...................................‬‬
‫[ فصل يف اش هتار ا ألشاعرة بكوهنم أآهل الس نة منذ بروز املعزتةل ] ‪11 ....................‬‬
‫[ فصل يف بيان أآن مذهب ا ألشاعرة هو عني مذهب السلف ] ‪11 ........................‬‬
‫[ فصل يف بيان من مه ا ألشاعرة؟ ] ‪14 ...........................................................‬‬
‫[ فصل يف بيان أآن العداوة بني ا ألشاعرة واحلنابةل ظاهرة قدمية ] ‪14 ........................‬‬
‫[ فصل يف بيان أآن عقيدة ا ألشعرية موافقة للعقيدة الطحاوية ] ‪14 ...........................‬‬
‫[ فصل يف اعرتاف العلامء بأأن احلنابةل وا ألشاعرة واملاتريدية من أآهل الس نة ] ‪11 ........‬‬
‫[فصل يف اعرتاف الإمام الزبيدي ا ألشعري بأأن احملدثني أآو احلنابةل من أآهل الس نة] ‪15‬‬
‫[ فصل يف ذكر الكم ا إلمام أآمحد عن القرآن من عدة رواايت ] ‪15 ........................‬‬
‫[ فصل يف بدعة الاختالف يف هل الكم هللا حبرف وصوت أآم ل؟ ] ‪14 ...............‬‬
‫[ فصل يف ذكر الكم احلنابةل عن القرآن ] ‪11 ...................................................‬‬
‫[ فصل يف بيان قول املش هبة يف القرآن كام حاكه الشهرس تاين ] ‪54 ........................‬‬
‫[ فصل يف ذكر الكم ا ألشاعرة عن القرآن ] ‪51 ................................................‬‬
‫[ فصل ‪ :‬هل ابن جحر أآثبت الصوت؟ ] ‪14 ....................................................‬‬
‫[ فصل يف بيان أآن القرآن غري حمدث ] ‪11 ......................................................‬‬
‫[ فصل يف أآن املداد خملوق عند البخاري ] ‪17 ..................................................‬‬
‫[ فصل يف ذكر حاصل املذاهب عن القرآن ] ‪11 ................................................‬‬
‫[ فصل يف ذكر طريق النجاة يف هذا الباب عند الشواكين ] ‪11 ..............................‬‬
‫[ فصل يف أآن الإمام اذلهيب حث املسلمني عىل عدم التبديع يف هذه املسأأةل ] ‪14 .......‬‬
‫‪160‬‬
‫[ القسم الثاين ‪ :‬ترمجة وجزية للش يخ عبد الغين النابليس ] ‪44 ............................‬‬
‫امسه ونس به ‪44 ....................................................................................... :‬‬
‫ولدته ورحلته العلمية ‪44 .......................................................................... :‬‬
‫نبوغه املبكر ‪41 ...................................................................................... :‬‬
‫ش يوخه ‪41 ............................................................................................. :‬‬
‫تالمذته ‪41 ............................................................................................ :‬‬
‫تصوفه ‪44 ............................................................................................. :‬‬
‫وظائفه ‪44 ............................................................................................ :‬‬
‫دروسه ‪444 .......................................................................................... :‬‬
‫مؤلفاته العلمية ‪444 .................................................................................. :‬‬
‫[ القسم الثالث‪ :‬نص حتقيقي لكتاب التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل ] ‪414 ......‬‬
‫[ مقدمة املؤلف ] ‪414 ................................................................................‬‬
‫[ احلنابةل وا ألشعرية مه من أآهل الس نة وامجلاعة ] ‪411 .........................................‬‬
‫[ قول احلنابةل عن القرآن ] ‪411 ....................................................................‬‬
‫[ قول ا ألشعرية عن القرآن ] ‪414 ..................................................................‬‬
‫[ اإطالق ا ألشاعرة للقرآن اذلي بأأيدينا عىل أآنه الكم هللا ] ‪414 .............................‬‬
‫[ غرض ا ألشعرية من تزنهيهم لالكم هللا عن احلروف وا ألصوات ] ‪411 ...................‬‬
‫[ وجه سكوت ا ألشعرية عن الترصحي بكون القرآن ابحلروف وا ألصوات ] ‪417 ..........‬‬
‫[ خطأأ احلنابةل يف تفهم الكم ا ألشعرية ] ‪411 .....................................................‬‬
‫[ اتفاق احلنابةل وا ألشعرية عىل تزنيه الكم هللا عن احلوادث ] ‪411 .........................‬‬
‫[ الفرق بني املثل املتحرك واملثل الساكن ] ‪414 ................................................‬‬
‫[ مثل تقرييب لفهم حقيقة القرآن ] ‪414 ............................................................‬‬
‫[ وجه متثيل تقرييب للقرآن ابلنواة ] ‪417 ...........................................................‬‬
‫[ وجه حصة الكم ا ألشعرية عن القرآن ابعتبار هذا املثل ] ‪411 .............................‬‬
‫[ وجه حصة الكم احلنابةل عن القرآن ابعتبار هذا املثل ] ‪411 ...............................‬‬
‫[ خامتة الرساةل ] ‪414 .................................................................................‬‬
‫[ ثبت املراجع ] ‪474 ..................................................................................‬‬
‫[ فهرس املوضوعات ] ‪414 ..........................................................................‬‬
‫‪161‬‬
‫[ مناذج من صور اخملطوطات اليت مت الاعامتد علهيا ]‬

‫صورة غالف خمطوط (( التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل ))‬


‫من نسخة جامعة املكل سعود ابململكة العربية السعودية‬

‫‪162‬‬
‫صورة الورقة الثانية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))‬
‫من نسخة جامعة املكل سعود ابململكة العربية السعودية‬

‫‪163‬‬
‫صورة الورقة ا ألخرية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))‬
‫من نسخة جامعة املكل سعود ابململكة العربية السعودية‬
‫‪164‬‬
‫صورة الورقة ا ألوىل خملطوط((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))‬
‫من نسخة جامعة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض‬
‫‪165‬‬
‫صورة الورقة ا ألخرية خملطوط ((التوفيق اجليل بني ا ألشعري واحلنبيل))‬
‫من نسخة جامعة املكل عبد العزيز العامة ابلرايض‬

‫‪166‬‬

You might also like