Journal of Al-Quds Open University for Humanities & Social Studies ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية

وحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية‬

No. 50- September 2019 2019 ‫ أيلول‬- )50( ‫ع‬

:‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‬

‫منوذج مقرتح؟‬
Social Action as a Method of Community
Organization: A Proposed Method.

Dr. Mahmoud Mohammad Al -Kafawin ‫ حممود حممد الكفاوين‬.‫د‬

Assistant Professor/ University of Jordan/ Jordan
‫ األردن‬/‫ عمان‬/‫ الجامعه األردنية‬/‫أستاذ مساعد‬
alkafawin@yahoo. com

Received: 27/ 3/ 2019, Accepted: 18/ 6/ 2019 .‫م‬2019 /6 /18 :‫ تاريخ القبول‬،‫م‬2019 /3 /27 :‫تاريخ االستالم‬
DOI: https://doi.org/10.5281/zenodo.3547499 E- ISSN: 2410 - 3349
http://journals.qou.edu/index.php/jrresstudy P- ISSN: 2313 - 7592

32
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬ع (‪ - )50‬أيلول ‪2019‬‬

‫‪of a group of social workers about their concept of‬‬

‫‪social action and their perspective on its use, The‬‬
‫‪field study was conducted on a sample consisting of‬‬
‫‪30 social workers, academics and practitioners in a‬‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫‪number of areas of social work. Open interview, and‬‬ ‫تعد طريقة تنظيم املجتمع من طرق مهنة اخلدمة االجتماعية‬
‫‪the content of courses and social work courses taught‬‬
‫الرئي�سة و تعتمد يف تدخلها املهني على عدة مناذج من �ضمنها‪:‬‬
‫‪to students of social service (bachelor and master) at‬‬
‫‪the University of Jordan was analyzed, as well as the‬‬
‫التخطيط االجتماعي‪ ،‬التنمية املحلية ‪ ،‬العمل االجتماعي‪ .‬وبالرغم‬
‫‪literature review.‬‬ ‫منوذجا من‬
‫ً‬ ‫من �أن منوذج (العمل االجتماعي‪ )Social Action :‬يعد‬
‫‪The study reached aset of results, the most‬‬ ‫مناذج تنظيم املجتمع لكنه مل يحظ باالهتمام الالزم يف �أدبيات‬
‫‪important of which were: the absence of the concept‬‬ ‫اخلدمة االجتماعية يف العامل العربي عموما و يف الأردن على‬
‫‪of social action s academically and practically.‬‬ ‫وجه اخل�صو�ص‪ .‬لذا هدفت هذه الدرا�سة للتعرف �إىل واقع العمل‬
‫‪Participants expressed their conviction of the‬‬ ‫االجتماعي بو�صفه منوذجا من مناذج تنظيم املجتمع يف الأردن‬
‫‪importance and feasibility of using the social action‬‬ ‫على ال�صعيد الأكادميي والعملي �سعيا للو�صول لنموذج مقرتح‬
‫‪method in professional practice. The study concluded‬‬ ‫ملمار�سة العمل االجتماعي منهجا من مناهج تنظيم املجتمع‪.‬‬
‫‪with a set of recommendations, the most important of‬‬
‫‪which was the need to develop social work curricula‬‬
‫ومن �أجل حتقيق �أهداف الدرا�سة فقد ا�ستخدم املنهج النوعي وذلك‬
‫‪to include deeper knowledge, skills and ethics about‬‬ ‫من خالل التعرف �إىل �آراء جمموعة من الأخ�صائيني االجتماعيني‬
‫‪social action and methods of practicing it, in addition‬‬ ‫حول مفهومهم للعمل االجتماعي ووجهة نظرهم يف ا�ستخدامه‪،‬‬
‫‪to the need for more in - depth studies on the subject.‬‬ ‫حيث �أُجريت الدرا�سة امليدانية على عينة تكونت من (‪ )30‬من‬
‫;‪Keywords: Social Action; Social Work‬‬ ‫الأخ�صائيني االجتماعيني املمار�سني يف عدد من جماالت اخلدمة‬
‫‪Community Organization; Community Organization‬‬ ‫االجتماعية‪ ,‬وقد مت جمع البيانات من خالل املقابلة املفتوحة‪ ,‬كما‬
‫‪Models.‬‬ ‫مت حتليل م�ضمون م�ساقات ومقررات اخلدمة االجتماعية التي تدر�س‬
‫مقدمة‪:‬‬ ‫لطلبة اخلدمة االجتماعية (البكالوريو�س واملاج�ستري) يف اجلامعة‬
‫الأردنية‪ ،‬بالإ�ضافة ملراجعة الأدبيات ذات ال�صلة باملو�ضوع وخربة‬
‫لقد حظيت مهنة اخلدمة االجتماعية باهتمام واعرتاف دويل‬ ‫الباحث العملية والأكادميية‪ .‬وقد تو�صلت الدرا�سة �إىل جمموعة من‬
‫باعتبارها مهنة �إن�سانية ُتعنى برفاهية الإن�سان وحتقيق العدالة‬ ‫النتائج والتي كان من �أهمها‪ :‬غياب مفهوم العمل االجتماعي عن‬
‫االجتماعية وت�ستند �إىل فل�سفة ت�ؤمن بكرامة الإن�سان وقيمته‬ ‫الأخ�صائيني االجتماعيني على ال�صعيد الأكادميي واملمار�سة‬
‫وحقه يف احلياة الكرمية‪ .‬وبالرغم من �أن بداياتها كانت تركز على‬ ‫العملية بالرغم من قناعتهم ب�أهمية و�إمكانية ا�ستخدامه يف‬
‫اخلدمات الفردية �إال �أنها �أخذت يف التطور عرب العقود‪ ،‬حيث ظهرت‬ ‫املمار�سة املهنية‪ .‬وخلُ�صت الدرا�سة ملجموعة من التو�صيات كان‬
‫طريقة خدمة الفرد يف البداية وتلتها طريقة العمل مع اجلماعات ثم‬ ‫من �أهمها‪� :‬رضورة تطوير مناهج اخلدمة االجتماعية لت�شتمل على‬
‫طريقة تنظيم املجتمع (‪ )Pathare, 2010; Bosco, 2010‬وقد اهتمت‬ ‫معارف ومهارات و�أخالقيات �أكرث عمقا عن العمل االجتماعي و�سبل‬
‫طريقة تنظيم املجتمع ب�إحداث التغيري االجتماعي يف املجتمعات‬ ‫ممار�سته بالإ�ضافة للحاجة لإجراء املزيد من الدرا�سات املتعمقة‬
‫من �أجل حتقيق التنمية ال�شاملة وامل�ستدامة مع الرتكيز على حقوق‬ ‫حول املو�ضوع‪ ,‬وقد قدمت الدرا�سة منوذجا مقرتحا ملمار�سة العمل‬
‫الإن�سان وحتقيق العدالة االجتماعية وقد ا�ستخدمت هذه الطريقة‬ ‫االجتماعي كمنهج من مناهج تنظيم املجتمع يف الأردن‪.‬‬
‫عدة مناهج للممار�سة‪ ،‬لعل من �أ�شهرها مناذج روثمان يف تنظيم‬
‫املجتمع والتي ا�شتملت على مناذج‪ :‬التخطيط االجتماعي والتنمية‬ ‫الكلمات الدالة‪ :‬العمل االجتماعي؛ اخلدمة االجتماعية؛ تنظيم‬
‫املحلية والعمل االجتماعي ‪(Rothman,1968;Stockdale,1976‬‬
‫املجتمع؛ مناذج تنظيم املجتمع‪.‬‬
‫)‪ ;Bliss, 2015‬ومن املالحظ �أن التخطيط االجتماعي والتنمية‬ ‫‪Abstract‬‬
‫املحلية قد مت تناولهما من قبل كثري من املهتمني ب�شكل �أو ب�آخر‬
‫يف حني �أن العمل االجتماعي (‪ )Social Action‬كمنهج من مناهج‬ ‫‪Community Organization is one of the main‬‬
‫‪methods of social work professions. It uses several‬‬
‫تنظيم املجتمع مل يحظ بنف�س القدر من االهتمام �سواء على ال�صعيد‬ ‫‪models, including social planning; local development‬‬
‫الأكادميي �أو املمار�سة (‪.)Tan, 2009‬‬ ‫‪and social action. Although social action as a model of‬‬
‫�أما اخلدمة االجتماعية يف الأردن‪ ،‬فمن املالحظ ب�أنه وبالرغم‬ ‫‪community organization has not received the attention‬‬
‫من مرور �أكرث من خم�سني عاما على ن�ش�أتها �إال �أنها ال زالت تدر�س‬ ‫‪required in the literature of social work in the Arab‬‬
‫ومتار�س ب�شكل تقليدي بل ويكاد يطغى على �أدبياتها وتدري�سها‬ ‫‪world in general and in Jordan in particular. This‬‬
‫‪study aimed to identify the reality of social action as‬‬
‫وممار�ستها مفهوم الرعاية االجتماعية و اخلدمات الفردية كما هو‬ ‫‪a model of community organization in Jordan at the‬‬
‫واقعها يف معظم الدول العربية‪ ،‬الأمر الذي يتطلب �إعادة النظر يف‬ ‫‪academic and practical levels.‬‬
‫واقعها الأكادميي والعملي لتو�ضيح هويتها املهنية وبناء وظيفة‬ ‫‪The researcher used a qualitative methodology,‬‬
‫حمددة لها وكذلك حتديد �أدوار وا�ضحة للأخ�صائيني االجتماعيني‬ ‫‪data were collected through identifying the views‬‬

‫‪33‬‬
‫د‪ .‬محمود محمد الكفاوين‬ ‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‪ :‬منوذج مقترح ؟‬

‫العاملية والإقليمية واملحلية (‪ .)Jones & Truell, 2012‬وحيث �إن‬ ‫كي حتظى باعرتاف ر�سمي (الكفاوين‪2017,‬؛ ‪ )2018‬ولعل من بني‬
‫العمل اجلمعي وامل�شاركة ال�شعبية اجلادة واالهتمام بال�شباب واملر�أة‬ ‫املجاالت التي حتتاج للتطوير �سواء على �صعيد الإعداد الأكادميي‬
‫ورفع الظلم وحتقيق العدالة االجتماعية من �أهم مطالب التحول يف‬ ‫�أو املمار�سة املهنية (طريقة تنظيم املجتمع بنماذجها املختلفة)‪.‬‬
‫املجتمعات العربية‪ ،‬لذلك ال بد �أن تكون هذه الق�ضايا من �أولويات‬ ‫لقد �شهد العامل – وال يزال ي�شهد ‪� -‬أزمات وم�شاكل معقدة‬
‫الأخ�صائيني االجتماعيني من خالل حتريك املجتمعات املحلية و‬ ‫ومتداخلة‪� ،‬أدت �إىل حدوث تغريات �سيا�سية واجتماعية واقت�صادية‬
‫ن�رش العدالة االجتماعية و تفعيل ر�أ�س املال االجتماعي وتعزيز دور‬ ‫وثقافية‪ ،‬ولعل من �أبرزها تلك الأحداث والثورات التي بد�أت ت�سود‬
‫املجتمع املدين ملواجهة االحتياجات امل�ستجدة للمجتمعات العربية‬ ‫عددا من الدول العربية منذ العام ‪ 2011‬والتي �أطلق عليها (الربيع‬
‫عموما و للمجتمع الأردين على وجه اخل�صو�ص (الكفاوين‪.)2018 ,‬‬ ‫العربي) حيث حظيت تلك الثورات واالحتجاجات واملطالبات‬
‫لذا ف�إن الدرا�سة انطلقت من الإميان ب�أهمية ا�ستخدام منوذج العمل‬ ‫ال�شعبية باهتمام اخلرباء وال�سيا�سيني والباحثني؛ ملا جنم عنها‬
‫االجتماعي من �أجل متكني �أفراد املجتمع وا�ستخدام قوتهم اجلمعية‬ ‫من نتائج �سيا�سية واقت�صادية واجتماعية (ابو�صعب‪211,‬؛‬
‫لن�رش الوعي واالهتمام بالق�ضايا املجتمعية وتوحيدهم حول‬ ‫بدرخان‪ ،)2013,‬كما �شهد العامل انت�شار ما �أطلق عليه “االرهاب”‬
‫الق�ضايا امل�شرتكة‪ ,‬وبالتايل ف�إن م�شكلة الدرا�سة تتمثل يف التعرف‬ ‫والذي جنمت عنه �آثار مدمرة على ال�صعيد العاملي ب�شكل عام‬
‫على واقع العمل االجتماعي (‪ )Social Action‬كنموذج من مناذج‬ ‫وال�رشق الأو�سط ب�شكل خا�ص بالإ�ضافة �إىل م�شاكل الفقر والهجرات‬
‫تنظيم املجتمع يف الأردن و�صوال لنموذج مقرتح للممار�سة املهنية‪.‬‬ ‫الق�رسية وانت�شار اجلرائم‪ .‬ولذلك برزت دعوات من �سائر املخت�صني‬
‫تساؤالت الدراسة‬ ‫لالهتمام بالق�ضايا الكربى كالفقر والبطالة والعدالة االجتماعية‬
‫والعناية بامله�شمني وتعزيز دور ال�شباب و�إعادة �صياغة للعقد‬
‫من �أجل حتقيق �أهداف الدرا�سة فقد �سعت �إىل الإجابة عن‬ ‫االجتماعي وا�ستثمار ر�أ�س املال االجتماعي والإ�صالح ال�سيا�سي‬
‫الت�سا�ؤالت التالية‪:‬‬ ‫واالقت�صادي واالجتماعي ومكافحة التطرف والإرهاب‪ .‬وهو الأمر‬
‫● ●ما مفهوم االخ�صائيني االجتماعيني للعمل االجتماعي‬ ‫الذي يتطلب تعبئة وا�ستثمار جميع الطاقات واملوارد والإمكانيات‬
‫باعتباره منوذجا من مناذج تنظيم املجتمع من خالل �إعدادهم‬ ‫املادية والب�رشية والتقنية واالجتماعية يف املجتمعات وتوجيهها‬
‫املهني (�أكادمييا وممار�سة)؟‬ ‫حلل امل�شكالت و�إ�شباع االحتياجات‪ ,‬وبالرغم من ذلك كله فانه من‬
‫● ●ما موقع منوذج « العمل االجتماعي” يف مهنة اخلدمة‬ ‫املالحظ غياب املهتمني بالعمل االجتماعي عن ال�ساحة و�ضعف دور‬
‫االجتماعية يف الأردن �أكادمييا؟ (من خالل مناهج اخلدمة‬ ‫اخلدمة االجتماعية يف التعامل مع تلك الق�ضايا (الكفاوين‪2018,‬؛‬
‫االجتماعية التي تدر�س يف اجلامعات) وعمليا من خالل املمار�سة‬ ‫ال�رسوجي ‪.)2012,‬‬
‫املهنية من وجهة نظر االخ�صائيني االجتماعيني؟‬ ‫لقد بات يف حكم اليقني ب�أنه مل يعد من املمكن قبول‬
‫● ●ما مدى �إميان وقناعة امل�شاركني يف الدرا�سة بالدور الذي‬ ‫بقاء اخلدمة االجتماعية يف ثوبها التقليدي‪� ،‬سواء على ال�صعيد‬
‫ميكن �أن ي�ؤديه منوذج العمل االجتماعي يف التعامل مع الق�ضايا‬ ‫الأكادميي �أو البحثي �أو املمار�سة املهنية و�إمنا يجب على القائمني‬
‫وامل�شكالت التي تواجه املجتمع الأردين؟ ‪.‬‬ ‫عليها العمل على تطوير قاعدتها املعرفية واملهارية والأخالقية‬
‫واالهتمام بالأبحاث العلمية كي تتمكن اخلدمة االجتماعية من‬
‫● ●ما النموذج املقرتح ملمار�سة العمل االجتماعي يف‬ ‫التفاعل مع الق�ضايا املجتمعية امل�ستجدة‪ .‬لذلك ف�إن هذه الدرا�سة‬
‫املجتمع الأردين؟‬ ‫تنطلق من القناعة ب�أن اخلدمة االجتماعية ب�إمكانها ومن خالل‬
‫أهمية الدراسة‬ ‫(العمل االجتماعي) كنموذج من مناذج تنظيم املجتمع �أن ت�سهم‬
‫بفاعلية يف حتقيق التنمية ال�شاملة وامل�ستدامة‪ .‬ونظرا لعدم وجود‬
‫ت�ستمد هذه الدرا�سة �أهميتها من �أهمية دور اخلدمة االجتماعية‬ ‫درا�سات �سابقة حول هذا املو�ضوع يف الأردن ف�إن هذه الدرا�سة‬
‫كمهنة وخ�صو�صا طريقة تنظيم املجتمع لذا تكمن �أهمية الدرا�سة‬ ‫هدفت للتعرف على واقع (منهج العمل االجتماعي) و احليز الذي‬
‫نظريا وعمليا فيما يلي‪:‬‬ ‫يحتله يف �أدبيات وتدري�س وممار�سة اخلدمة االجتماعية يف الأردن‬
‫● ●نظراً لنق�ص الأدبيات والدرا�سات والأبحاث املتعمقة حول‬ ‫و�صوال لنموذج مقرتح للممار�سة املهنية من قبل االخ�صائيني‬
‫العمل االجتماعي بو�صفه منوذجا من مناذج تنظيم املجتمع يف‬ ‫االجتماعيني‪.‬‬
‫الأردن ف�إن الباحث ي�أمل �أن ت�سهم هذه الدرا�سة يف �سد هذه الفجوة‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة ومربراتها‪:‬‬
‫● ●احلاجة املا�سة للت�أ�صيل ملفهوم العمل االجتماعي‬
‫باعتباره منوذجا من مناذج تنظيم املجتمع باال�ستفادة من‬ ‫تنطلق هذه الدرا�سة من القناعة ب�أن التغريات املت�سارعة‬
‫النظريات والأدبيات والتجارب العاملية ذات ال�صلة‪ ،‬مع الأخذ بعني‬ ‫والأحداث اجلارية وامل�شكالت االقت�صادية و�آثار الربيع العربي‬
‫االعتبار خ�صو�صية املجتمع الأردين وبالتايل الإ�سهام يف تطوير‬ ‫والظواهر االجتماعية املتفاقمة ال بد �أن حتظى باهتمام كاف من‬
‫مهنة اخلدمة االجتماعية يف الأردن فكرا وممار�سة‪.‬‬ ‫قبل العلوم واملهن االن�سانية وحتديدا اخلدمة االجتماعية‪ ،‬من خالل‬
‫درا�ستها وفهمها والتعامل معها وا�ست�رشاف امل�ستقيل ‪ ,‬الأمر الذي‬
‫● ●من امل�أمول �أن ت�سهم نتائج الدرا�سة يف حت�سني العملية‬
‫ي�ستوجب �إحداث نقلة نوعية يف �أدبيات وممار�سة مهنة اخلدمة‬
‫التعليمية لدار�سي اخلدمة االجتماعية وحتديدا طريقة تنظيم‬
‫االجتماعية مع �رضورة الرتكيز على �إعداد املوارد الب�رشية الكف�ؤة‬
‫املجتمع ومناذجها يف التدخل املهني �سواء من خالل �إثراء الأدبيات‬
‫والقادرة على ابتداع �أفكار و�آليات جديدة للتعامل مع امل�ستجدات‬
‫‪34‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬ع (‪ - )50‬أيلول ‪2019‬‬
‫ومدربني علميا وعمليا وتتوافر‬ ‫�أخ�صائيني اجتماعيني ُم�ؤهلني ُ‬
‫فيهم �صفات وخ�صائ�ص ومهارات متكنهم من ممار�سة عملهم‬
‫الإن�ساين بكفاءة وفعالية كما متلي عليهم املهن ُة �رضور َة االلتزام‬
‫بامليثاق الأخالقي يف كل مراحل العمل‪.‬‬
‫● ●�إتاحة الفر�صة للباحثني لإجراء مزيد من الدرا�سات‬
‫‪3 .3‬تعمل مع الأفراد والأُ�رس واملنظمات واجلماعات‬
‫واملجتمعات‪ ،‬ومن خالل برامج �إن�شائية ووقائية وعالجية‪ .‬وتعمل‬
‫يف جماالت متعددة و تعنى بتنمية وتنظيم املجتمع والإ�سهام يف‬
‫ر�سم ال�سيا�سات والدفاع عن املهم�شني وحتقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ومتار�س من خالل عدة طرق (العمل مع الأفراد العمل مع اجلماعات‪،‬‬
‫تنظيم املجتمع) وت�ستخدم ا�ساليب ومناهج من بينها العمل‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫العمل االجتماعي ‪Social Action‬‬
‫تعترب طريقة تنظيم املجتمع من طرق اخلدمة االجتماعية‬
‫الرئي�سة وقد مت االعرتاف بها ر�سميا ‪ 1946‬وتهدف �إىل �إحداث‬
‫التغيري الهادف يف املجتمعات‪ ،‬وتهتم مب�شاركة ومتكني الأفراد‬
‫واجلماعات واملنظمات واملجتمعات (‪ )Bosco, 2010‬وميار�سها‬
‫�أخ�صائيون م�ؤهلون ي�ستخدمون نظريات وا�سرتاتيجيات متعددة‬
‫(‪ )Parmar, 2014‬ولعل من بينها ما طرحه روثمان حول مناذج‬
‫تنظيم املجتمع والتي تتكون من التنمية املحلية والتخطيط‬
‫االجتماعي والعمل �أو الفعل االجتماعي (‪)Rothman, 1968‬‬
‫يف �ضوء ذلك ف�إن العمل االجتماعي (‪ )Social Action‬يعد‬
‫منهجا من مناهج تنظيم املجتمع يهدف لإحداث تغيري هادف‬
‫يف املجتمعات ووقايتها من التغريات ال�سلبية ومتكني املحرومني‬
‫واملهم�شني والفقراء من خالل �إحداث تغيري يف البناءات والأو�ضاع‬
‫االجتماعية لتحقيق �أهداف املجتمع (‪Harrison, 2014; Parmar,‬‬
‫‪ )2014‬ويقوم منوذج العمل االجتماعي على فر�ض �أ�سا�سي يتمثل‬
‫ب�أن هناك جماعات داخل املجتمع تتعر�ض ال�ضطهاد وتهمي�ش‬
‫نتيجة خلل يف البناء الهيكلي للمجتمع وعدم املباالة وعدم فهم‬
‫لالحتياجات ولذلك يقوم �أخ�صائي تنظيم املجتمع مب�ساعدة‬
‫النا�س واجلماعات للتعاون من �أجل حل هذه امل�شكالت و�إ�شباع‬
‫االحتياجات با�ستخدام منوذج العمل االجتماعي باعتباره ن�شاطا‬
‫منظما يحظى ب�رشعية يت�ضمن حتريك الر�أي العام من خالل‬
‫الت�رشيعات وال�سيا�سات والإدارة العامة من �أجل �إيجاد ر�أي عام‬
‫لالتفاق على امل�شكالت والأهداف املجتمعية املطلوب حتقيقها‬
‫والعمل على مواجهتها وتوفري احللول املنا�سبة لها (‪Beena and‬‬
‫‪)Archana, 2010‬‬
‫الإن�سان وكذلك احرتام الفروق بني الأ�شخا�ص (‪.)IFSW, 2014‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لعل من حمددات الدرا�سة عدم التمكن من الو�صول �إىل درا�سات‬
‫�سابقة كافية حول املو�ضوع ولذلك حاول الباحث اال�ستفادة من‬
‫الأدبيات املتاحة حول منهج العمل االجتماعي وقد متكن الباحث‬
‫من الرجوع لبع�ض هذه الدرا�سات «‬
‫فقد �أجرى (‪ )Radian, 2000‬درا�سة نوعية للتعرف على‬
‫واقع منهاج العمل االجتماعي ومدى االهتمام الذي حظي به يف‬
‫تدري�س اخلدمة االجتماعية يف كندا حيث �أجريت الدرا�سة على عينة‬
‫من خريجي اخلدمة االجتماعية مكونة من (‪ )58‬طالبا وقد مت‬
‫‪35‬‬
‫واملناهج الدرا�سية �أو التدريب امليداين‪.‬‬
‫● ●تزويد وا�ضعي ال�سيا�سات والربامج االجتماعية بت�صور‬
‫عن دور العمل االجتماعي يف التعامل مع الق�ضايا املجتمعية‪.‬‬
‫املتعمقة حول دور العمل االجتماعي يف تنمية املجتمعات‬
‫وتنظيمها‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‬
‫هدفت هذه الدرا�سة للتعرف على احليز الذي ي�شغله «منهج‬
‫العمل االجتماعي» يف تعليم وممار�سة اخلدمة االجتماعية يف‬
‫الأردن ومن امل�أمول �أن يتم ذلك من خالل حتقيق الأهداف التالية‪:‬‬
‫● ●التعرف �إىل مفهوم الأخ�صائيني االجتماعيني للعمل‬
‫االجتماعي باعتباره منوذجا من مناذج تنظيم املجتمع من خالل‬
‫�إعدادهم املهني‪.‬‬
‫● ●معرفة موقع منوذج « العمل االجتماعي” يف مهنة‬
‫اخلدمة االجتماعية يف الأردن �أكادمييا (من خالل مناهج اخلدمة‬
‫االجتماعية التي تدر�س يف اجلامعات)؛ وعمليا من خالل ممار�سة‬
‫املهنة من وجهة نظر الأخ�صائيني االجتماعيني‪.‬‬
‫● ●التعرف �إىل مدى �إميان امل�شاركني يف الدرا�سة وقناعتهم‬
‫بالدور الذي ميكن �أن ي�ؤديه منوذج العمل االجتماعي يف التعامل مع‬
‫الق�ضايا وامل�شكالت التي تواجه املجتمع الأردين‪.‬‬
‫● ●التو�صل لنموذج مقرتح للعمل االجتماعي يف املجتمع‬
‫الأردين‪.‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫اخلدمة االجتماعية‪Social Work :‬‬
‫لقد ن�ش�أت مهنة اخلدمة االجتماعية كا�ستجابة للحاجة �إىل‬
‫نوع من التغيري االجتماعي (‪ )Ross, 2011‬ورغم االختالف على‬
‫بدايات اخلدمة االجتماعية �إال �أن هناك اتفا ًقا على �أن الأفراد‬
‫واملجتمعات بحاجة وبا�ستمرار مل�ساعدة الآخرين و�أن احلاجة‬
‫لإقامة جمتمع �أكرث عدال و�أمنا ما زالت قائمة مثلما كانت احلاجة‬
‫عند بدايات اخلدمة االجتماعية (‪ .)Barsky, 2010‬وبالتايل ف�إن‬
‫اخلدمة االجتماعية يف املح�صلة‪ ،‬مهنة مبنية على املمار�سة وت�ستند‬
‫�إىل قاعدة معرفيه وت�سعى لإحداث التغيري االجتماعي وتعزيز‬
‫التما�سك املجتمعي‪ ،‬ومتكني وحترير الأ�شخا�ص واحرتام حقوق‬
‫وبالرغم من االختالف على التعريف �إال �أن هناك خ�صائ�ص عامة‬
‫للخدمة االجتماعية كمهنة ولعل من بينها (الكفاوين‪)2017 ،‬‬
‫‪�1 .1‬أنها مهنة �إن�سانيه من حيث الهدف ووحدة العمل وتعتمد‬
‫يف �أدبياتها على قاعدة من العلوم واملعارف الإن�سانية واملهارات‬
‫الفنية والقواعد الأخالقية وت�ؤمن باحرتام الإن�سان واحلفاظ على‬
‫كرامته‪ ،‬والعمل على تخفيف الأعباء التي يواجهها نتيجة الفقر‬
‫واال�ضطهاد والتهمي�ش وتعمل على حتقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ار�س من خالل م�ؤ�س�سات‬ ‫‪�2 .2‬أنها مهنة م�ؤ�س�سية �أي تمُ َ‬
‫ار�س من خالل‬ ‫تمُ َ‬ ‫و‬ ‫املجتمعي‬ ‫اجتماعية �رشعية حتظى باالعرتاف‬
‫د‪ .‬محمود محمد الكفاوين‬
‫أدوات الدراسة‬
‫حتليل حمتويات املقررات الدرا�سية للخدمة االجتماعية التي تدر�س‬
‫نظرا لأن الدرا�سة ا�ستخدمت املنهج النوعي لذلك فقد مت جمع‬
‫بيانات الدرا�سة من خالل املقابالت املتعمقة مع الأخ�صائيني‬
‫االجتماعيني واخلرباء باعتبارها الأداة التي تتيح املجال للنقا�ش‬
‫املفتوح وتبادل الآراء واخلربات بني امل�شاركني (‪)Flick, 2009‬‬
‫كما مت حتليل م�ضمون م�ساقات اخلدمة االجتماعية التي تدر�س‬
‫يف كليات اخلدمة االجتماعية يف الأردن وقد ا�ستغرقت الدرا�سة‬
‫امليدانية �أربعة �أ�شهر‪.‬‬
‫ويف درا�سة (‪ )Cherian & Thomas, 2018‬والتي ا�ستندت‬
‫نتائج الدراسة‬
‫لقد تو�صلت الدرا�سة �إىل جمموعة من النتائج والتي جتيب عن‬
‫�أ�سئلة الدرا�سة و�سيتم عر�ضها على النحو التايل‪ :‬مفهوم امل�شاركني‬
‫للعمل االجتماعي وموقع العمل االجتماعي يف اخلدمة االجتماعية‬
‫يف الأردن من وجهة نظرهم و القناعة لديهم ب�أهمية دور العمل‬
‫االجتماعي يف الأردن‪.‬‬
‫االجتماعية يف املدينة؟ وخل�صت الدرا�سة التي �أجريت يف �ست‬
‫مفهوم العمل االجتماعي لدى املشاركني يف الدراسة‪:‬‬
‫لقد كانت البداية ب�س�ؤال امل�شاركني عن مفهومهم مل�صطلح‬
‫العمل االجتماعي‪ ,‬فقد تبني يف البداية ب�أن لدى بع�ض امل�شاركني‬
‫عدم و�ضوح يف فهم امل�صطلح حيث اعتربوا م�صطلح العمل‬
‫االجتماعي مرادفا للخدمة االجتماعية (‪ )Social Work‬على اعتبار‬
‫ن تخ�ص�ص اخلدمة االجتماعية ي�سمى يف اجلامعة الأردنية بالعمل‬
‫االجتماعي‪ ,‬يف حني �أ�شار البع�ض �إىل �أن العمل االجتماعي يعني‬
‫كل جماالت العمل ذات العالقة بالق�ضايا االجتماعية �أي حقل العمل‬
‫(اخلدمات االجتماعية) وقد تبني �أن ثالثة فقط من امل�شاركني الذين‬
‫�أ�شاروا �إىل العمل االجتماعي (‪ )Social Action‬باعتباره منوذجا من‬
‫مناذج تنظيم املجتمع دون �إعطاء �أي تفا�صيل حوله‪ .‬وقد �أ�شار بع�ض‬
‫امل�شاركني �إىل �أنهم مل ي�سمعوا من قبل ب�أن العمل االجتماعي هو‬
‫منوذج من مناذج تنظيم املجتمع “ مل �أ�سمع ب�أن العمل االجتماعي‬
‫منهجا من مناهج تنظيم املجتمع «‪� .‬أما بخ�صو�ص م�شاركتهم يف‬
‫�أعمال و�أن�شطة ذات �صلة بالعمل االجتماعي فقد �أ�شار الأغلبية‬
‫العظمى منهم �إىل �أنهم مل ي�شاركوا �إطالقا ب�أي ن�شاط من �أن�شطة‬
‫العمل االجتماعي‪ ،‬يف حني �أن بع�ض امل�شاركني ذكروا ب�أنهم قاموا‬
‫ببع�ض الأعمل والتي ميكن اعتبارها من مكونات العمل االجتماعي‬
‫دون علمهم ب�أنها من مقومات العمل االجتماعي « لقد �شاركت يف‬
‫برامج توعية للمواطنني»‪.‬‬
‫متثل جمتمع الدرا�سة يف الأخ�صائيني االجتماعيني‬
‫موقع العمل االجتماعي يف اخلدمة االجتماعية يف‬
‫األردن من وجهة نظر املشاركني‬
‫�أما حول موقع العمل االجتماعي يف �أدبيات اخلدمة‬
‫االجنماعية التي تدر�س يف اجلامعات الأردنية فقد مت اال�ستف�سار من‬
‫امل�شاركني عن م�ضمون م�ساقات اخلدمة االجتماعية التي در�سوها‬
‫و�أ�ساليب تدري�سها لهم وتدريبهم امليداين �أثناء الدرا�سة وعما �إذا‬
‫كانت قد �أ�سهمت يف تكوين مفهوم لديهم حول العمل االجتماعي‪ .‬لقد‬
‫�أ�شاروا جميعا �إىل �أن املناهج الدرا�سية ت�ضمنت كما من املعلومات‬
‫حول عدة موا�ضيع اقت�صادية واجتماعية ومواد تخ�ص�ص مثل‬
‫خدمة الفرد واجلماعة وتنظيم املجتمع ولكنها معلومات نظرية‬
‫‪36‬‬
‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‪ :‬منوذج مقترح ؟‬
‫ا�ستخدام املقابلة املفتوحة للح�صول على البيانات بالإ�ضافة �إىل‬
‫لهم‪ ،‬و�أ�شارت النتائج �إىل �أن االخ�صائيني االجتماعيني امل�شاركني‬
‫يف الدرا�سة على علم بنموذج العمل االجتماعي ولكن م�ساق العمل‬
‫االجتماعي كان هام�شيا يف مناهج تدري�س اخلدمة االجتماعية كما‬
‫�أ�شارت النتائج انه وبالرغم من �أن معظمهم مار�س �أن�شطة ذات عالقة‬
‫بالعمل االجتماعي �إال �أنها يف غالبيتها كانت من خالل العمل مع‬
‫الأفراد واجلماعات ال�صغرية ولي�س على م�ستوى املجتمع‪.‬‬
‫�إىل �أن العمل االجتماعي كمنهج من مناهج اخلدمة االجتماعية‬
‫وممار�ستها يهدف �إىل حتريك النا�س لإحداث التغريات اجلوهرية‬
‫بعيدة املدى من خالل احلركات االجتماعية والإ�صالح ال�سيا�سي‬
‫والت�رشيعات والعدالة االجتماعية‪ .‬فقد �أجريت الدرا�سة من خالل‬
‫لقاءات مع ن�شطاء اجتماعيني يف مدينة (‪ )Kerala‬يف الهند‬
‫وكان ال�س�ؤال املحوري‪ :‬ملاذا مل يتدخل الأخ�صايون يف احلركات‬
‫جامعات تدر�س اخلدمة االجتماعية يف املدينة �إىل �أن تدري�س‬
‫اخلدمة االجتماعية يف املدينة �أوىل اهتماما جلميع مناذج اخلدمة‬
‫االجتماعية با�ستثناء العمل االجتماعي‪ ،‬كما تبني من الدرا�سة �أن‬
‫العمل االجتماعي كنموذج حلل امل�شكالت قد �أ�ضيف حديثا �إىل‬
‫مقررات تعليم اخلدمة االجتماعية ولكن دون اهتمام به بنف�س القدر‬
‫الذي حظيت به مناذج اخلدمة االجتماعية الأخرى حيث يدر�س‬
‫ك�أداة من ادوات تنظيم املجتمع ولي�س كمنهج كما �أن تلك النماذج‬
‫تدر�س يف كل الف�صول ولكن منوذج العمل االجتماعي لي�س كذلك‬
‫كما تبني ب�أن املنظمات غري احلكومية يف املدينة �أتاحت الفر�صة‬
‫للطلبة لتعلم العمل االجتماعي وممار�سته‪.‬‬
‫الطريقة واإلجراءات‬
‫منهج الدراسة‬
‫لتحقيق �أهداف الدرا�سة فقد ا�ستخدم املنهج النوعي على‬
‫اعتبار �أنه املنهج الذي رمبا يكون الأن�سب لذلك (‪)Creswell, 2007‬‬
‫حيث �إن احل�صول على البيانات الالزمة حول املو�ضوع تطلب �رشحا‬
‫مف�صال للأخ�صائيني االجتماعيني عن منوذج العمل االجتماعي‬
‫وحوارا متعمقا حول مو�ضوع الدرا�سة‪.‬‬
‫جمتمع الدراسة وعين ُتها‬
‫احلا�صلني على درجة علمية يف اخلدمة االجتماعية (بكالوريو�س �أو‬
‫ماج�ستري) و يعملون يف م�ؤ�س�سات اجتماعية خمتلفة‪ .‬وقد مت اختيار‬
‫عينة ق�صديه مكونه من (‪� )30‬أخ�صائي اجتماعي (‪ )15‬من الذكور‬
‫و (‪ )15‬من الإناث روعي فيها �أن يكون الأخ�صائي‪ /‬الأخ�صائية‪،‬‬
‫حا�صل على م�ؤهل يف اخلدمة االجتماعية وممار�س لها‪ ،‬من �أجل‬
‫�إثراء الدرا�سة مبعلومات تعك�س خرباتهم وجتاربهم امليدانية‬
‫املتنوعة بالإ�ضافة �إىل رغبتهم بامل�شاركة يف الدرا�سة طوعيا‬
‫(‪ ).Battaglia, 2008‬وقد ت�ضمنت العينة ‪ 24‬من حملة البكالوريو�س‬
‫و�ستة من حملة املاج�ستري والذين يعملون يف م�ؤ�س�سات اجتماعية‬
‫خمتلفة بخربات تراوحت بني �أربع وثمان �سنوات‪.‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬ع (‪ - )50‬أيلول ‪2019‬‬
‫ونظريات و�سيا�سة وتخطيط وخدمة فرد وجماعة‪ .‬كما �أن طريقة‬
‫تنظيم املجتمع تدر�س للطلبة ولكن العمل االجتماعي كمنهج من‬
‫مناهج تنظيم املجتمع مل يحظ باالهتمام الالزم �ضمن م�ساقات‬
‫اخلدمة االجتماعية‪ .‬وبالتايل ف�إن امل�ساقات تقت�رص على اجلوانب‬
‫النظرية �سواء فيما يتعلق باملواد التخ�ص�صية �أو املواد العامة ولذلك‬
‫يكاد يكون هدف املناهج الدرا�سية مقت�رصا على العمل مع الأفراد‬
‫والأ�رس فقط من خالل تقدمي اخلدمات املبا�رشة وحتى تلك املواد‬
‫التي تتناول ق�ضايا اجتماعية وك�سب الت�أييد ف�إن الإ�شكالية لديهم‬
‫متثلت يف عدم معرفة كيف ميكن تطبيقها بالإ�ضافة �إىل عدم الربط‬
‫بينها وبني العمل االجتماعي‪.‬‬
‫عليها �أ�سلوب التلقني مع بع�ض اال�ستثناءات «يف الغالب �أ�سلوب‬
‫مناقشة النتائج‬
‫لقد تبني من نتائج الدرا�سة ب�أن مفهوم العمل االجتماعي‬
‫كنموذج من مناذج تنظيم املجتمع لدى امل�شاركني لي�س وا�ضحا‬
‫بال�شكل املطلوب بل وفيه التبا�س‪ ,‬وميكن �أن يعزى ذلك للم�ساقات‬
‫التي تدر�س لهم فبالرغم من �أنها تت�ضمن (معلومات) عن اخلدمة‬
‫االجتماعية وطرقها وجماالتها بالإ�ضافة �إىل معارف �أخرى‬
‫متنوعة �إال �أنها ال تتناول العمل االجتماعي باعتباره منهجا‬
‫من مناهج تنظيم املجتمع ب�شكل مف�صل ومبا�رش‪ .‬كما �أن مناهج‬
‫اخلدمة االجتماعية ال حتتوي على موا�ضيع ذات عالقة بالق�ضايا‬
‫العامة كالعدالة االجتماعية �أو ر�أ�س املال االجتماعي �أو املجتمع‬
‫املدين �أو حتريك اجلماهري �أو رفع �صوت املهم�شني ويف حال‬
‫وجودها يتم املرور عليها ب�شكل عابر وهي من مربرات ومقومات‬
‫العمل االجتماعي‪ ،‬علما ب�أن حتليل املقررات التي يدر�سونها ت�ؤيد‬
‫هذه النتيجة وهو الأمر الذي ي�ؤكد ب�أن اخلدمة االجتماعية يف‬
‫الأردن ال زالت تدر�س ومتار�س ب�شكل تقليدي (الكفاوين ‪)2018 ,‬‬
‫حيث �إن املناهج واملقررات الدرا�سية تركز على تزويد الدار�س‬
‫باملعلومات النظرية �أكرث من تكوين مهارات املمار�سة كما �أنها‬
‫تركز على العمل مع الأفراد والأ�رس فقط من خالل تقدمي اخلدمات‬
‫املبا�رشة وهو الأمر الذي يتفق ونتائج م�شابهه تو�صلت �إليها‬
‫درا�سات �أخرى (‪.)Weiss, 2006‬‬
‫وبالتايل يت�ضح ب�أن العمل االجتماعي كنموذج من مناذج‬
‫تنظيم املجتمع ال يحتل موقعا مهما يف �إطار تدري�س وممار�سة‬
‫اخلدمة االجتماعية وال يحظى باالهتمام الالزم‪ ،‬وقد �أكد امل�شاركون‬
‫ذلك من خالل قناعتهم بغياب �أي دور للخدمة االجتماعية يف‬
‫ق�ضايا العدالة االجتماعية وتقوية ر�أ�س املال االجتماعي( (�‪Muh‬‬
‫‪ )kerjee, 2007‬وذلك بالرغم من �أن �أدبيات اخلدمة االجتماعية‬
‫تهتم بالعالقة بني اخلدمة االجتماعية والعدالة االجتماعية كقيمة‬
‫�أخالقية ووظيفة �أ�سا�سية للمهنة (‪ )Reisch, 2002; 2007‬وهو الأمر‬
‫الذي �أ�شارت �إليه درا�سات �سابقة �أجريت يف الأردن (الكفاوين‪,‬‬
‫‪ )2018‬وهو الو�ضع ال�سائد للخدمة االجتماعية يف كثري من البلدان‬
‫العربية‪ ،‬بل �إن بع�ض املهتمني يف الدول الأوروبية �أ�شاروا �إىل �أن‬
‫اخلمة االجتماعية يف �أزمة (‪.)Asquith et al., 2005‬‬
‫وفيما يتعلق بر�ؤية امل�شاركني للدور الذي ميكن �أن يقوم‬
‫به العمل االجتماعي فقد �أكدوا �أن واقع املجتمعات العربية‬
‫واحتياجاتها وم�شكالتها و التغريات احلا�صلة يف معظم �أقطار‬
‫الوطن العربي وما نتج عن الربيع العربي وتزايد امل�شكالت‬
‫االقت�صادية واالجتماعية وال�سيا�سية يتطلب من اخلدمة االجتماعية‬
‫‪37‬‬
‫فقط « تلقينا كما كبريا من املعلومات النظرية‪ . . .‬ولكنها تبقى‬
‫معلومات نظرية»‪ .‬كما ذكروا ب�أنهم تخرجوا دون �أن تكون لديهم‬
‫مهارات تطبيقية حيث مل تتكون لديهم معرفة حول كيف ميكن‬
‫تطبيق ما تعلموه ‪ ,‬كما �أ�شاروا �إىل مواجهتهم عمليا لبع�ض‬
‫التناق�ضات بني النظرية والتطبيق» �إن ما در�سناه يختلف عن الواقع‬
‫العملي كثريا»‪� .‬أما بخ�صو�ص مواد اخلدمة االجتماعية التخ�ص�صية‬
‫ف�إنها ت�شمل م�ساقات عن خدمة الفرد واجلماعة وتنظيم املجتمع‬
‫�إال �أنها در�ست لهم مثل بقية املواد دون الرتكيز عليها باعتبارها‬
‫من �أ�سا�سيات اخلدمة االجتماعية‪ .‬وبخ�صو�ص �أ�ساليب التدري�س فقد‬
‫اتفق امل�شاركون على �أن �أ�ساليب التدري�س كانت تقليدية حيث يغلب‬
‫التدري�س تقليدي‪ » .‬كما �أن التدريب امليداين ح�سب ر�أيهم كان يف‬
‫الغالب روتينيا ويتعامل مع الق�ضايا التقليدية و الرتكيز على العمل‬
‫مع الأفراد ولي�س على م�ستوى ال�سيا�سات واملجتمعات» التدريب‬
‫امليداين �صوري وال فائدة منه «‪.‬‬
‫ولدى اال�ستف�سار منهم عما �إذا كانت م�ساقاتهم قد ت�ضمنت �أي‬
‫دور للخدمة االجتماعية ‪ -‬وحتديدا من خالل طريقة تنظيم املجتمع‬
‫يف تناول الق�ضايا االجتماعية الكربى من مثل العدالة االجتماعية‬
‫وعالقتها باخلدمة االجتماعية �أو ق�ضايا املجتمع املدين �أو غري ذلك‬
‫من الق�ضايا التي �أ�صبحت من �أولويات اخلدمة االجتماعية ا�شار‬
‫معظمهم �إىل « �أن ذلك مل يكن من �أ�سا�سيات ما تلقونه من معلومات‬
‫�إال كم�صطلحات متناثرة من خالل امل�ساقات‪ ،‬وقد �أ�شاروا ب�أن لي�س‬
‫لديهم معرفة حول دور اخلدمة االجتماعية �أو املمار�سة املهنية �أو‬
‫كيفية العمل والتعامل مع هذه الق�ضايا وبالتايل ف�إنهم مل «يتلقوا �أية‬
‫معلومات عن العمل االجتماعي باعتباره منوذجا من مناذج تنظيم‬
‫املجتمع»‪ .‬وفيما يتعلق مبمار�ستهم املهنية من خالل الوظائف‬
‫التي ي�شغلونها فقد تبني �أنهم جميعا ميار�سون اخلدمة االجتماعية‬
‫من منظور اخلدمات الفردية ولي�س على م�ستوى املجتمع وبالتايل‬
‫ف�إنهم مل ميار�سوا العمل االجتماعي‪.‬‬
‫قناعة املشاركني بأهمية دور العمل االجتماعي يف‬
‫األردن‪:‬‬
‫ولدى ا�ستعرا�ض مكونات ودور منوذج العمل االجتماعي‬
‫معهم و مناق�شتهم حول مدى قناعتهم بالدور الذي ميكن للعمل‬
‫االجتماعي �أن ي�ؤديه يف حتريك اجلماهري وتعزيز العدالة االجتماعية‬
‫وتفعيل ر�أ�س املال االجتماعي‪ ،‬فقد �أ�شاروا �إىل �أن الواقع احلايل‬
‫للمجتمع الأردين يتطلب تفعيل دور العمل االجتماعي وذلك « لأن‬
‫امل�شكالت االقت�صادية واالجتماعية وانت�شار الف�ساد يتطلب العمل‬
‫اجلمعي والدفاع عن الفقراء واملهم�شني وتفعيل العمل التطوعي‬
‫وا�ستثمار ر�أ�س املال االجتماعي»‪ ،‬كما اتفق امل�شاركون على �أن‬
‫تدري�س وممار�سة اخلدمة االجتماعية يف الأردن ال زال تقليديا‬
‫و�أنهم يرون �أنها بهذا ال�شكل غري مقنعة لأ�صحاب القرار لذلك ف�إن‬
‫املعنيني ينظرون �إىل الأخ�صائي االجتماعي ب�صفته مقدم خدمات‬
‫ولي�س عامل تغيري �أو حمرك للجماهري « النظرة احلالية للخدمة‬
‫االجتماعية نظرة تقليدية «‬
‫�إن حتليل م�ضمون م�ساقات اخلدمة االجتماعية التي تدر�س‬
‫يف اجلامعات الأردنية ي�ؤيد هذه النتائج حيث يتبني بو�ضوح ب�أنها‪:‬‬
‫تت�ضمن مواد متعددة مثل مهارات اخلدمة االجتماعية ومدخل‬
‫د‪ .‬محمود محمد الكفاوين‬ ‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‪ :‬منوذج مقترح ؟‬

‫ف�إن الت�صور املقرتح لي�س اخرتاعا للعجلة من جديد و�إمنا حماولة‬ ‫�أن تقوم بدور يتنا�سب وهذه التغريات و�أن تثبت وجودها (بدرخان‬
‫ت�ستدعيها ال�رضورة وتقوم على اال�ستفادة من الأدبيات ذات ال�صلة‬ ‫‪2013‬؛ ال�رسوجي ‪ )2012,‬الأمر الذي يتطلب �أن تعمل على تطوير‬
‫وخربات املمار�سة ومراعاة ثقافة املجتمع الأردين واحتياجاته‪.‬‬ ‫�أدبياتها و�سبل املمار�سة لت�سهم يف ر�سم ال�سيا�سات املدافعة عن‬
‫حقوق الفقراء واملهم�شني واملحرومني و�إ�صالح الت�رشيعات‪ ،‬والعمل‬
‫مفهوم العمل االجتماعي يف ضوء اإلطار املقرتح‬
‫االجتماعي يعترب املنهج املنا�سب للعمل على م�ستوى ال�سيا�سات‬
‫يعد العمل االجتماعي منهجا �أو منوذجا ت�ستخدمه طريقة‬ ‫واملجتمعات و �إ�رشاك املواطنني يف جميع القرارات التي تخ�صهم‬
‫تنظيم املجتمع لإحداث التغيري الهادف واملق�صود ْ يف البناءات‬ ‫(‪.)Jacobson, 2001‬‬
‫املجتمعية املختلفة �أو احلد من التغيريات ال�سلبية �أو توجيه التغيري‬ ‫نخل�ص مما �سبق ب�أن موقع العمل االجتماعي يف مهنة اخلدمة‬
‫و ميكن ا�ستخدامه مع �سائر فئات املجتمع مثل‪ :‬الأطفال وال�شباب و‬ ‫االجتماعية يف الأردن تدري�سا وممار�سة بحاجة �إىل �إعادة نظر‬
‫ذوي االحتياجات اخلا�صة و امل�سنني‪ ،‬الخ (‪Dunham ,1970; Asha,‬‬
‫ولعل ذلك ي�سهم يف النقا�شات اجلارية بني املخت�صني يف اخلدمة‬
‫‪ )2013‬وبالتايل يعد �أداة قوية لإحداث هذا التغيري من خالل جتميع‬
‫االجتماعية حول الدور املنوط مبهنة اخلدمة االجتماعية و�أهدافها‬
‫اجلهود ورفع الوعي ومتكني الأفراد يف املجتمعات (‪Beena and‬‬
‫وفيما يتعلق باهتمامها وهل يجب على الأخ�صائيني االجتماعيني‬
‫‪ )Archana 2010‬وي�ستخدم للتعامل مع م�شكالت املجتمعات العربية‬
‫الرتكيز على العميل على ( امل�ستوى الأ�صغر �أو ما عرف بخدمة‬
‫والتي من بينها‪ :‬عدم العدالة االجتماعية والظلم والف�ساد والتهمي�ش‬
‫الفرد) �أم �أن الرتكيز يجب �أن يكون على �سبب امل�شكالت االجتماعية‬
‫والفقر والبطالة وذلك من خالل �إعادة توزيع ال�سلطة والرثوة يف‬
‫وبالتايل يكون التدخل املهني على امل�ستوى الأكرب من خالل تنظيم‬
‫املجتمعات و بني اجلماعات املهيمنة وحتقيق العدالة لالقليات‬
‫املجتمع (‪ .)Solas, 2008‬وهو الأمر الذي يقود للت�سا�ؤل حول‬
‫واجلماعات املحرومة واملهم�شة وامل�ستبعدة مع مراعاة �أن يتم ذلك‬ ‫ا�سرتاتيجية عمل مهنة اخلدمة االجتماعية يف الأردن‪ :‬فهل عليها‬
‫كله مب�شاركة النا�س يف �سائر اجلهود والقرارات التي مت�س حياتهم‬ ‫العمل من خالل الإ�صالح االجتماعي الذي يركز على التغيري يف‬
‫حيث �إن م�شاكل الأفراد و�إن بدت فردية ولكنها يف النهاية اجتماعية‬ ‫الإطار املجتمعي القائم بثقافته وقيمه ومعتقداته �أم يجب �أن تعمل‬
‫مع الإدراك ب�أن هذا الت�صور ي�ستمد �رشعيته ومربراته من فل�سفة مهنة‬ ‫على �إحداث التغيري والتحول الكلي يف املجتمعات والذي يهدف‬
‫اخلدمة االجتماعية القائمة على الإميان ب�رضورة الدفاع عن حقوق‬ ‫لتغيري بناء ومكونات وقيم املجتمع بالكامل‪ .‬وانطالقا مما �سبق‬
‫الإن�سان وحتديدا الفئات املهم�شة من خالل العمل اجلمعي والت�شاركي‬ ‫ف�إن هذه الدرا�سة �سعت للو�صول لت�صور مقرتح (للعمل االجتماعي)‬
‫(‪.)IFSWK, 2014; Brown et all. , 2015‬‬ ‫كمنهج من مناهج تنظيم املجتمع على �أمل �أن يكون البداية ملزيد من‬
‫مربرات النموذج املقرتح‬ ‫الدرا�سات والت�صورات التي ميكن �أن ترثي مهنة اخلدمة االجتماعية‪.‬‬
‫ينطلق الت�صور املقرتح من عدة مربرات تتعلق بواقع وظروف‬ ‫التصور املقرتح‪ :‬العمل االجتماعي كمنهج من مناهج‬
‫واحتياجات وم�شكالت املجتمعات العربية ومنها املجتمع الأردين‬ ‫تنظيم اجملتمع‬
‫حيث ت�سعى املجتمعات وبا�ستمرار لتح�سني �أو�ضاعها والو�صول‬
‫�إىل �أعلى درجات التقدم على اعتبار �أن االحتياجات متجددة ‪,‬‬ ‫متهيد‬
‫كما �أن التعامل مع امل�شكالت الكربى كالفقر والبطالة والعنف‬ ‫لقد بات من الوا�ضح �أن املجتمعات العربية تواجه م�شكالت‬
‫واجلرمية واالنحراف يتطلب فهما و�أ�سلوبا مالئما بعيدا عن النظرة‬ ‫متعددة ولعل من بينها‪ :‬اختالل التوازنات وانعدام العدالة و�شيوع‬
‫التقليدية بالإ�ضافة �إىل �أن العدالة االجتماعية ومكافحة الف�ساد‬ ‫الف�ساد بجميع �أ�شكاله و�ضعف العمل التطوعي وانكما�ش ر�أ�س املال‬
‫وحقوق الإن�سان �أ�صبحت من �أولويات املجتمعات ودفعت الكثري من‬ ‫االجتماعي وتراجع دور الأ�رسة وف�شل �أمناط التنمية الأمر الذي‬
‫املواطنني يف معظم الدول العربية للتعبري عن ذلك ب�شتى ال�سبل لأن‬ ‫ا�ستدعى املطالبة ب�إعادة النظر يف �أمناط التنمية و�سبل مواجهة‬
‫العدل وامل�ساواة �أ�سا�س املواطنة (الكفاوين ‪ ،)2016‬وبالتايل ف�إن‬ ‫االحتياجات (حممود‪ .)2017,‬كما �أن �أحداث وثورات الربيع العربي‬
‫�إح�سا�س النا�س بالظلم وعدم العدالة والغربة يف �أوطانهم‪� ،‬سيفقدهم‬ ‫والتي �شكلت مفاج�أة للكثري من ال�سيا�سني واملثقفني يف داخل‬
‫احلما�س للعمل من �أجل جمتمعهم‪ ،‬وبالتايل يعزفون عن امل�شاركة‬ ‫الدول العربية وخارجها �أدت �إىل بروز طروحات جديدة حول عدد‬
‫امل�شاركة ال�سيا�سية �أو يف �أي جهد جمتمعي حتى لو كان من �أجل‬ ‫من املفاهيم و الق�ضايا املجتمعية ومن بينها‪ :‬العالقة بني الدولة‬
‫حت�سني �أو�ضاعهم (‪ )Meyer, 2007‬ولعل من الأمثلة الوا�ضحة على‬ ‫ومواطنيها �أو ما �أطلق علية العقد االجتماعي‪ ،‬ودور املجتمع املدين‬
‫ذلك ما �أطلق عليه الربيع العربي الذي برهن على �أن الإح�سا�س بعدم‬ ‫ور�أ�س املال االجتماعي ومفهوم املواطنة ودور املواطن وحتديدا‬
‫العدالة والظلم والتهمي�ش كلها ت�شكل حطبا لإ�شعال نار الثورات وقد‬ ‫م�شاركة املواطنني يف القرارات التي تخ�ص حياتهم (�شانتيا‬
‫تكون من �أهم �أ�سباب خروج النا�س لل�شارع (�شبكة املنظمات غري‬ ‫ومتقي ‪ .)2015,‬وبالرغم من كل الأحداث فقد لوحظ غياب اخلدمة‬
‫احلكومية ‪ .)2015‬وقد ال نبتعد عن احلقيقة �إذا ما قلنا ب�أن من‬ ‫االجتماعية عن الأحداث الكربى التي �شهدها العامل العربي وفقدان‬
‫�أبرز العوامل التي �أ�سهمت يف �أحداث الربيع العربي الإح�سا�س بعدم‬ ‫بو�صلتها يف الأردن (ال�رسوجي ‪2012‬؛ الكفاوين‪ )2017,‬لذلك ف�إن‬
‫العدالة وانت�شار الف�ساد لذلك �أ�صبحت مكافحة الف�ساد وامل�ساءلة‬ ‫على املهتمني باخلدمة االجتماعية مواجهة حتد يتمثل يف كيفية‬
‫وال�شفافية من �أهم مطالب ال�شعوب والدول واحلركات ال�شعبية‬ ‫�إثبات وجودهم من خالل توفري �أطر منا�سبة ملمار�سة املهنة مبا‬
‫واالحتجاجات حيث �إن معظم الدول العربية مل تلتزم باحلكم الر�شيد‬ ‫يتنا�سب واحتياجات املجتمعات العربية مع الأخذ بعني االعتبار‬
‫(‪.)UNDP, 2009‬‬ ‫املتغريات العاملية والإقليمية واملحلية (‪ .)Harrison, 2014‬لذلك‬

‫‪38‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬ع (‪ - )50‬أيلول ‪2019‬‬
‫املجتمعات العربية بحيث يكون للعمل االجتماعي دور فيه و�صوال‬
‫لعقد اجتماعي جديد (�شبكة املنظمات غري احلكومية‪)2005,‬‬
‫وخ�صو�صا �أن من ميزات العمل االجتماعي �إميانه ب�أن لدى النا�س‬
‫طاقات و�أن �إطالقها يتطلب العمل معهم ولي�س نيابة عنهم (‪Beena‬‬
‫‪.)and Archana 2010‬‬
‫لذلك ف�إن مهنة اخلدمة االجتماعية مطالبة �أن ترتك دور‬
‫املتفرج �أو العمل ب�سيا�سة ردة الفعل واالنكفاء بل عليها �أن ُت�سهم يف‬
‫التدخل و الت�أثري يف ر�سم �أو تعديل وتقييم ال�سيا�سات االجتماعية‬
‫والت�رشيعات‪ ،‬مع الرتكيز يف كل الأحوال على احرتام حقوق الإن�سان‬
‫و �ضمان العدالة االجتماعية (‪ )SWPI, 2012‬و لعل التحدي الذي‬
‫يواجه الدول العربية الإجابة عن �س�ؤال حول‪ :‬ما هو النموذج الأمثل‬
‫لتحقيق التنمية ومواجهة االحتياجات امل�ستجدة؟ حيث جربت عدة‬
‫مناذج للتنمية ورمبا باءت معظمها بالف�شل وقد ازدادت معدالت‬
‫البطالة وغاب احل�س وال�شعور بامل�س�ؤولية من قبل غالبية املواطنني‬
‫(حممود‪ )2017 ،‬الأمر الذي �أدى �إىل عزوف املواطنني عن امل�شاركة‬
‫الق�ضايا التي تخ�صهم وبالتايل الغربة بني املواطن والدولة‬
‫(احلكومات) ولذلك ف�إن هناك حاجة ما�سة للو�صول لنماذج تنمية‬
‫�شاملة ت�رشك املواطن يف �سائر القرارات التي تخ�صه وحترتم حقوق‬
‫جميع فئات املجتمع بدون متييز وتعزز دور املر�أة بحيث ي�صبح‬
‫املواطن (مالكا ولي�س م�ست�أجرا يف وطنه)‪ .‬ولعل منوذج العمل‬
‫االجتماعي مبا ميلك من �آليات منا�سب للإ�سهام يف حتقيق ذلك لأنه‬
‫منوذج قائم على جمع اجلهود وتوجيه الطاقات وا�ستثمار املوارد‬
‫والإمكانيات من خالل بناء الوعي بني النا�س وبناء �سيا�سات من‬
‫�ش�أنها �إحداث التغيري والتعامل مع احلاجات وامل�شكالت املجتمعية‬
‫وباعتباره منوذجا ي�ستند يف عمله �إىل مبادئ و فل�سفة مهنة اخلدمة‬
‫االجتماعية والتي ت�ؤمن ب�أن النا�س لي�سو �سلبيني وال بد من اال�ستفادة‬
‫من طاقاتهم املختلفة ومن خرباتهم لإعادة االنتاج الفكري وطريقة‬
‫التفكري ب�رشاكة لي�صلوا للقول (ال لأي قرارات تخ�صنا بدوننا)‪.‬‬
‫حق النا�س امل�شاركة يف �سائر الأمور التي تخ�صهم (‪Edwards,. et‬‬
‫خطوات منوذج العمل االجتماعي املقرتح‪:‬‬
‫قد تختلف الآراء حيال خطوات العمل االجتماعي تبعا‬
‫لالختالف بني املجتمعات (�سيا�سيا واقت�صاديا واجتماعيا‬
‫وثقافيا) ولكن وا�ستنادا لفل�سفة وقيم اخلدمة االجتماعية ف�إن العمل‬
‫االجتماعي منهج يقوم على عدة مبادئ من �أهمها بناء امل�صداقية‬
‫والثقة مع املجتمع وبني مكونات املجتمع لأن الثقة هي الأ�سا�س‬
‫لتمكني الأخ�صائي االجتماعي من القيام بعمله عمله‪ ،‬ويتطلب ذلك‬
‫احرتام الآخر و اتخاذ مواقف �إيجابية نحو املعار�ضني و�إعطاء‬
‫الأمثلة الإيجابية واختيار امل�شكالت واالحتياجات امل�شرتكة لأكرب‬
‫عدد ممكن من النا�س وتقدمي مناذج للنجاحات للو�صول يف النهاية‬
‫لتكوين �صورة �إيجابية عن القيادات واملنظمات بالإ�ضافة �إىل ك�سب‬
‫ال�رشعية والتي تعني �إقناع النا�س والر�أي العام ب�أن �أهداف التحرك‬
‫�أخالقية ا�ستنادا للقيم الدينية والأخالقية واالجتماعية والثقافية‬
‫والقوانني الدولية واملحلية مثل (الدفاع عن حقوق املر�أة والطفل‬
‫و ذوي االحتياجات اخلا�صة ) وحتى يتمكن الأخ�صائي االجتماعي‬
‫من القيام بذلك ف�إنه بحاجة للمعرفة والقيم الأخالقية و املهارات‬
‫املهنية (املهارة يف تكوين العالقات و مهارات االت�صال والتوا�صل‬
‫و املهارات التحليلية والبحثية) (‪ )Beal and Hobbs, 1986‬لذلك‬
‫ف�إن ممار�سة منهج العمل االجتماعي تتم وفقا خلطوات متتالية‬
‫‪39‬‬
‫كما �أن �شح املوارد املادية يف الأردن يتطلب ا�ستثمار‬
‫�سائر الطاقات املتاحة لتعوي�ض �شح املوارد ومن بينها ر�أ�س‬
‫املال االجتماعي باعتباره موردا هاما وينظر �إليه باعتباره‬
‫الطريق املبا�رش للتعامل مع الق�ضايا واالحتياجات وامل�شكالت‬
‫املجتمعية (‪ )Edwards, et al, 2003‬لأنه يمُ كّن الأفراد واجلماعات‬
‫واملجتمعات من الو�صول للموارد ذات القيمة بالن�سبة �إليهم (‪Catts‬‬
‫‪ )and Ozaga, 2005‬حيث �أ�صبح من املدرك ب�أن جناح التنمية‬
‫ُيقا�س مبدى م�شاركة �أفراد املجتمع والثقة بالآخرين وبامل�ؤ�س�سات‬
‫احلكومية والعاملني فيها والت�سامح والتفا�ؤل لأن التنمية بحاجة‬
‫�إىل �رشوط اجتماعية‪ ،‬فهي بحاجة �إىل فاعلني على درجة عالية من‬
‫الثقة وال�شفافية وقيم ومعايري و�شبكات اجتماعية و�أهداف م�شرتكة‪،‬‬
‫وهي مكونات ر�أ�س املال االجتماعي (‪)WB: 1999‬‬
‫لذلك ف�إن مهنة اخلدمة االجتماعية ال ميكن وال يجوز �أن تكون‬
‫حيادية نحو الأحداث الإن�سانية و جمود الأو�ضاع يف املجتمعات‬
‫وال الظلم والقهر والتهمي�ش بل �إن الأخ�صائي االجتماعي حني يقوم‬
‫ب�أدواره من خالل تنظيم املجتمع (املحفز‪ ،‬واملدافع‪ ،‬والو�سيط‬
‫اخلبري‪� ). . .‬إمنا هو يف حقيقة الأمر يعمل على تقوية وا�ستثمار‬
‫طاقات املجتمع وتعزيز الر�أ�سمال االجتماعي با�ستخدامه جلميع‬
‫مناذج وا�سرتاتيجيات تنظيم املجتمع والتي من بينها (منوذج‬
‫العمل االجتماعي) للتعامل مع احلاجات وامل�شكالت املجتمعية‬
‫نظرا لأن امل�شكالت و�إن كانت فردية يف ظاهرها �إال �أن لها �أ�سبابا‬
‫اجتماعية وبحاجة �إىل حلول جمعية (‪ )Checkoway, 1997‬لذلك‬
‫ف�إن القول ب�أن منوذج العمل االجتماعي منا�سب للقيام بذلك ي�ستند‬
‫�إىل �أنه النموذج الذي يعمل مع النا�س ب�شكل جمعي لفهم م�شكالتهم‬
‫واحتياجاتهم وو�ضع الأولويات لها وحتريك الر�أي العام و�إ�رشاك‬
‫املواطنني و املنظمات الأهلية و التطوعية يف �إدارة �ش�ؤون املجتمع‬
‫والعمل على تعزيز ال�شفافية واحلاكمية الر�شيدة واحرتام �سيادة‬
‫القانون و حتقيق امل�ساواة ومكافحة الف�ساد و�إتاحة منطلقا ب�أن من‬
‫‪ .),;al 2003‬بل �إن منوذج العمل االجتماعي باعتباره من مناهج‬
‫اخلدمة االجتماعية ميكن اعتباره لي�س فقط منهجا و�إمنا فل�سفة‬
‫توجه جهود اخلدمة االجتماعية (‪)Parmar, 2014; IFSW, 2014‬‬
‫أهداف العمل االجتماعي يف ضوء التصور املقرتح‬
‫نظرا لإن املجتمعات تواجه تغريات وم�شكالت كثرية من‬
‫مثل احلروب والكوارث والإرهاب والفقر والبطالة واالنحراف‬
‫واجلرمية (‪ )Rwomire and Radthlhokwa, 1996‬لذلك ف�إن مهنة‬
‫اخلدمة االجتماعية تعمل ْعلى الوقاية من التغيري ال�سلبي �أو توجيه‬
‫التغريات لل�صالح العام و�إحداث التغيري الإيجابي �سواء على ال�صعيد‬
‫الفكري �أو العملي من �أجل الت�أثري يف البناءات الفكرية والثقافية‬
‫والتعامل مع نتائج التغيري ال�سلبي من �أجل احلد من �إثارة‪ .‬ومع‬
‫القناعة ب�أن التغيري لي�س بالأمر الهني �إال �أن الأ�سا�س يف التغيري‬
‫هو العمل على تغيري �أفكار ومفاهيم ومعتقدات النا�س ال�سلبية‪ ،‬لذلك‬
‫ف�إن العمل االجتماعي مبا ميتلكه من قدرة على جتميع املوارد‬
‫واجلهود وا�ستثمارها بفاعلية ميكنه م�ساعدة النا�س لإحداث التغيري‬
‫الهادف لإ�شباع هذه االحتياجات و مواجهة امل�شكالت والعمل على‬
‫حترير املظلومني واملحرومني والفقراء وحتقيق العدالة االجتماعية‬
‫ولذلك ف�إن هناك حاجة لبناء منوذج جديد للتنمية يتنا�سب وظروف‬
‫د‪ .‬محمود محمد الكفاوين‬ ‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‪ :‬منوذج مقترح ؟‬

‫تبعا الحتياجات املجتمعات وقد تتطلب اقرتاح الت�رشيعات الالزمة‬ ‫ومتداخلة ولعل من بينها‪:‬‬
‫واتخاذ قرارات �سيا�سية ت�ستلزم وعيا وقناعة وت�أييد مب�ساندة و�سائل‬ ‫‪�Ú Ú‬أوال‪ :‬حتديد املجتمع امل�ستهدف واحتياجاته وم�شكالته‪:‬‬
‫الإعالم والتوا�صل املختلفة وجماعات ال�ضغط وال بد من �أن تت�سم‬ ‫�إن حتديد املجتمع امل�ستهدف (وحدة العمل) بكل مقوماته الفيزيقية‬
‫بال�شفافية واملكا�شفة و ترافق كافة اخلطوات عملية تقييم ب�أ�سلوب‬ ‫واالجتماعية والثقافية واالقت�صادية وال�سيا�سية خطوة يف غاية‬
‫منهجي من خالل الإجابة عن جمموعة من الأ�سئلة من مثل‪ :‬هل مت‬ ‫الأهمية‪ ،‬وحيث �إن املجتمع لي�س جمرد �أفراد على رقعة جغرافية بل‬
‫�إجناز ما هو مطلوب؟ ما اف�ضل الو�سائل امل�ستخدمة؟ هل مت ا�ستثمار‬ ‫�أفراد تربطهم وجتمعهم �أفكار وم�شاعر وقيم واحتياجات م�شرتكة‬
‫املوارد املادية وغري املادية بكفاءة؟ ما الذي كان ميكن القيام به‬ ‫لذلك ف�إن الأمر يتطلب معرفة دقيقة بكل مقومات املجتمع وموارده‬
‫لتحقيق نتائج �أف�ضل؟ ما الدرو�س امل�ستفادة والتي ميكن مراعاتها‬ ‫و�إمكانياته املادية والب�رشية والإن�سانية ونقاط القوة وال�ضعف‬
‫عند القيام ب�أعمال �أخرى‪� .‬إن كل ما �سبق يتفق مع القناعة ب�أن على‬ ‫والفر�ص والتحديات وكذلك حتديد القوى امل�ؤثرة يف املجتمع‬
‫اخلدمة االجتماعية �إثبات قدرتها بالعمل على م�ستوى املجتمعات‬ ‫و�أوزانها ودور العوامل الدينية والقيمية يف ت�شكيل املجتمع‪ .‬كما‬
‫من خالل ر�سم ال�سيا�سات (‪ . )Fisher, 1995‬وهو الدور الذي ميكن‬ ‫ال بد من ر�سم خارطة توزيع القوة والرثوة يف املجتمع ت�شمل كافة‬
‫لطريقة تنظيم املجتمع �أن تقوم به من خالل مناهجها املختلفة‬ ‫القطاعات والقيادات املجتمعية وتت�ضمن كذلك حتديد وحتليل‬
‫وحتديدا منوذج العمل االجتماعي‪.‬‬ ‫االنظمة القائمة والأو�ضاع ال�سابقة‪ ،‬ويف �ضوء ذلك يتم حتديد‬
‫مالحظات ختامية‬ ‫االهتمامات واالحتياجات امل�شرتكة مع مراعاة حتليل الو�ضع‬
‫االجتماعي ال�سابق يف املجتمع حيث يوجد م�شاريع وخربات‬
‫�إن هذه الدرا�سة انطلقت من القناعة ب�رضورة تطوير‬
‫�سابقة ال بد من البناء عليها واال�ستفادة منها ولي�س البدء دائما من‬
‫�أدبيات وممار�سة اخلدمة االجتماعية لتتمكن من مواكبة التغريات‬
‫نقطة ال�صفر‪ .‬وكذلك يلزم حتديد الأنظمة االجتماعية ذات العالقة‬
‫واالحتياجات املجتمعية مبا يتنا�سب واملجتمعات العربية عموما‬
‫�سواء �أكانت �أنظمة �سيا�سية �أو اجتماعية �أو اقت�صادية �أو ثقافية‬
‫واملجتمع الأردين خ�صو�صا‪ .‬ورغم القناعة ب�أن عملية التطوير يجب‬
‫مع �رضورة االنتباه �إىل بع�ض القوى التي ت�سيطر على املجتمع‬
‫�أن تكون �شاملة ومتكاملة �إال �أن هذه الدرا�سة تناولت منوذج العمل‬
‫وت�أثريها و�سبل التعامل معها وحتديد معيقات العمل وقوى‬
‫االجتماعي حتديدا‪ ،‬ومع الإدراك ب�أن عمليات التطوير والتحديث‬
‫ال�شد العك�سي و�أ�صحاب امل�صالح‪ ،‬وميكن للأخ�صائي االجتماعي‬
‫هذه قد تواجه بعقبات كثرية لدرجة قد ت�شعر البع�ض بالي�أ�س‬
‫ا�ستخدام ا�سرتاجتية الإقناع �أو ال�ضغط من �أجل الو�صول لأكرب قدر‬
‫والإحباط والإعياء املهني‪� ،‬إال �أنها ت�ستحق املحاولة والعمل اجلاد‬
‫من االتفاق‪.‬‬
‫ولعل من حمددات الدرا�سة احلالية ا�صطباغ (العمل االجتماعي)‬
‫كما مت تو�ضيحه مب�صطلحات ومفاهيم قد تكون �أقرب للمفاهيم‬ ‫‪Ú Ú‬ثانيا‪ :‬تكوين املجموعات وبناء التحالفات ومتكني النا�س‪:‬‬
‫ال�سيا�سية الأمر الذي قد ي�شكل عزوفا لدى البع�ض وخ�صو�صا ب�أن‬ ‫نظرا لتعدد العوامل امل�ؤثرة يف املجتمعات �سواء �سلبا �أم �إيجابا ف�إنه‬
‫كلمة (�سيا�سة) احتلت موقعا غري مرغوب به يف العقل العربي يرتاوح‬ ‫من الطبيعي وجود جمموعة من الأفراد واجلماعات واملنظمات التي‬
‫ما بني اخلوف واال�شمئزاز‪ ،‬كما �أن التغيري بحد ذاته لي�س بالأمر‬ ‫قد تتعار�ض م�صاحلها مع امل�صلحة العامة للمجتمع وبالتايل‬
‫الهني‪ ،‬ولذلك ف�إن النموذج املقرتح ما هو �إال بداية لقرع اجلر�س‪،‬‬ ‫ف�إن �أ�صحاب هذه امل�صالح قد يعرقلون العمل اجلمعي وي�صبحون‬
‫ومن املامول ا�ستكمال اجلهد من قبل املهتمني والأخ�صائيني‬ ‫من قوى ال�شد العك�سي ي�ضاف �إىل ذلك وجود بع�ض الأفراد الذين‬
‫االجتماعيني وحتديدا الأكادمييني‪.‬‬ ‫يت�صفون بال�سلبية �أو الفردية‪ .‬وحيث �إن منوذج العمل االجتماعي‬
‫يف �أ�سا�سه يقوم على العمل اجلماعي (حتريك املجموع و العمل‬
‫التوصيات‬ ‫بروح اجلماعة وب�شكل منظم) لذلك تربز �أهمية ت�شكيل املجموعات‬
‫‪�1 .1‬رضورة االهتمام بنموذج العمل االجتماعي يف تخ�ص�ص‬ ‫وبناء التحالفات امل�ؤثرة باال�ستفادة من منظمات املجتمع املدين‬
‫اخلدمة االجتماعية على ال�صعيد الأكادميي واملمار�سة العملية‪،‬‬ ‫والقيادات ال�شعبية وو�سائل الإعالم وب�إ�رشاك املهم�شني واملحرومني‬
‫�أنف�سهم لت�شكيل الر�أي العام وجمموعات ال�ضغط التي تتبنى الدفاع‬
‫‪�2 .2‬رضورة تبني هذا النموذج من قبل املنظمات االجتماعية‬
‫عن حقوق الإن�سان واملر�أة والطفل والفئات امل�ست�ضعفة وبالتايل‬
‫غري احلكومية على خمتلف م�سمياتها وامل�ؤ�س�سات املعنية بال�شباب‬
‫تكون هذه املجموعات �أو اجلماعات قادرة على حتريك املجتمعات‬
‫وتنمية املجتمعات والإدارة املحلية‪،‬‬
‫يف االجتاه ال�سليم‪.‬‬
‫‪3 .3‬احلاجة �إىل مزيد من الأبحاث اجلادة واملتعمقة للو�صول‬
‫‪Ú Ú‬ثالثا‪ :‬اتخاذ القرارات وااللتزام بالعمل‪ :‬يف �ضوء كل‬
‫خلدمة اجتماعية معرتف بها ومتار�س من قبل �أخ�صائيني‬
‫ما �سبق ت�صبح الأهداف املجتمعية و�أولوياتها وا�ضحة للجميع‬
‫اجتماعيني لديهم الكفاءة والقدرة على ممار�سة �أدوارهم املهنية‬
‫ومتفق عليها وبالتايل يتم التخطيط (مب�شاركة املواطنني) لو�ضع‬
‫املطلوبة مبا يتالءم واملجتمع االردين‪،‬‬
‫وتنفيذ امل�شاريع والربامج الالزمة لإ�شباع االحتياجات وحل‬
‫‪�4 .4‬إجراء مزيد من الدرا�سات النقدية لتطوير النموذج املقرتح‬ ‫امل�شكالت من خالل املواءمة بني احلاجات والإمكانيات وال بد‬
‫واخلروج ب�أفكار �إبداعية حول ممار�سة اخلدمة االجتماعية عموما‬ ‫�أن تتم �سائر اجلهود وامل�شاريع بالتعاون مع املواطنني حيث �إن‬
‫ومنوذج العمل االجتماعي خ�صو�صا‪.‬‬ ‫ما مييز هذه املرحلة �أن جميع القرارات التي تتخذ يجب �أن تكون‬
‫مب�شاركة املواطنني ‪ .‬ويف العادة تختلف وتتعدد تلك امل�شاريع‬

‫‪40‬‬
‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية ‪ -‬ع (‪ - )50‬أيلول ‪2019‬‬

‫ملخص (دليل اسرتشادي مقرتح للعمل االجتماعي كمنهج من مناهج تنظيم اجملتمع)‬

‫منوذج مبني على‪� :‬أدبيات اخلدمة االجتماعية العاملية مع مراعاة اخل�صو�صية الأردنية ا�ستنادا للقيم الدينية والأخالقية وخربات املمار�سة يف املجتمع الأردين‬
‫منهج من مناهج تنظيم املجتمع يهدف لإحداث التغيري الإيجابي بعيد املدى على م�ستوى الأفراد و املجتمعات وال�سيا�سات واملنظمات‬
‫مفهوم العمل االجتماعي‬
‫وامل�ؤ�س�سات ملواجهة امل�شكالت واحلاجات املجتمعية والوقاية من التغريات ال�سلبية بهدف �إعادة التوازن للمجتمع والتوزيع العادل‬
‫‪Social Action‬‬
‫للقوى واملوارد بني �سكان املجتمع بعدالة مع الرتكيز على متكني الفئات املهم�شة واملحرومة والفقراء واملر�أة والطفل ‪. . .‬‬
‫ف�شل منوذج التنمية من االعلى للأ�سفل وبالتايل احلاجة �إىل م�شاركة املواطنني يف جميع اجلهود التي تتعلق ب�ش�ؤونهم‪ ،‬تزايد‬
‫االحتياجات املجتمعية و احلاجة لت�ضافر �سائر املنظمات والقطاعات وامل�ؤ�س�سات‪ ،‬احلاجة �إىل تر�سيخ ون�رش وحتقيق العدالة االجتماعية‪،‬‬
‫املربرات‬
‫ازدياد الثورات واالحتجاجات ال�شعبية ‪ ,,,‬تقل�ص دور الدولة‪ ،‬تفعيل دور اخلدمة االجتماعية لتواكب امل�ستجدات وحتقق فل�سفتها ومبادئها‬
‫بالعمل على كافة امل�ستويات وحتديدا على م�ستوى ال�سيا�سات واملجتمعات ‪,,,‬‬
‫مواجهة االحتياجات وامل�شكالت‪ ،‬حت�سني الظروف العامة وخ�صو�صا تلك التي تخ�ص العدد الأكرب من النا�س‪ ،‬الت�أثري يف ال�سيا�سات‬
‫والقرارات التي تتخذها امل�ؤ�س�سات‪ ،‬تقدمي برامج و�آليات عمل جديدة‪� ،‬إعادة بناء ال�سلطة وتوزيع الرثوة واملوارد‪ ،‬الت�أثري يف البناءات‬ ‫االهداف‬
‫الفكرية وحت�سني الأو�ضاع ال�صحية والتعليمية والرعاية واخلدمات االجتماعية‬
‫بلورة احتياجات وم�شكالت املجتمع و�إمكانياته وطاقاته وجتميع اجلهود مب�شاركته من خالل الإعالم‪ ،‬االحتجاجات وامل�سريات‬
‫واملظاهرات و�سائر و�سائل ال�ضغط ال�شعبي بالتعاون مع منظمات املجتمع املدين وجماعات املتطوعني والقيادات ال�شعبية و�سن خالل‬ ‫االدوات والو�سائل‬
‫الت�رشيعات ور�سم ال�سيا�سات‬
‫با�ستخدام عدة ا�سرتاتيجيات‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقوية ال�رشاكة بني �أع�ضاء املجتمع وم�ؤ�س�ساته‬
‫‪ - 2‬حتديد م�شكالت واحتياجات املجتمع بالت�شارك‬
‫اال�سرتاتيجيات‬
‫‪ - 3‬تعزيز دور املجتمع بكل فئاته يف حل امل�شكالت‬
‫‪ - 4‬ربط االحتياجات وامل�شكالت بالإمكانيات حللها‬
‫‪ - 5‬ا�ستخدام اال�سرتاجتيات املالئمة (مواجهة‪ ،‬عمل مبا�رش‪ ،‬نفاو�ض �رصاع وتوافق) ا�سرتاتيجية التعليم االقناع الت�سهيل القوة وال�سلطة‬
‫‪ - 1‬بناء امل�صداقية ما بني املجتمع والأخ�صائيني االجتماعيني ومع فئات املجتمع مع بع�ضها البع�ض‬
‫املبادئ‬
‫‪� - 2‬إعطاء الأمثلة العملية على جناح ا�سرتاتيجيات العمل االجتماعي‬
‫من �أجل متكني �أفراد املجتمع وحتفيزهم للعمل اجلماعي وحتريك الطاقات والقيادات املحلية وبناء التحالفات والعمل بتوازن بني‬
‫م�ستويات اخلدمة وا�ستثمار املوارد با�ستخدام اال�سرتاتيجية املنا�سبة يقوم الأخ�صائي االجتماعي‪ :‬بن�رش الوعي وا�ستخدام القوة‬
‫دور االخ�صائي‬
‫املجتمعية وتوحيد النا�س حول الق�ضايا امل�شرتكة وبالتايل القيام بدور املعلم واملدافع والو�سيط واخلبري واال�ست�شاري واملحلل والباحث‬
‫ومنظم اجلماعات‪.‬‬
‫مهارة ‪� :‬إقامة العالقات الإن�سانية‪ /‬التوا�صل‪ /‬التحليل التفاو�ض‪ /‬حل امل�شكالت‪ /‬حل ال�رصاعات‪ /‬مهارات بحثية‪ /‬تدريبية‪� /‬إدارية‪/‬‬
‫املهارات‬
‫التفاو�ض‪� /‬إدارة الأزمات ‪ /‬الخ‬
‫‪ - 1‬حتديد جمتمع العمل (جغرافيا �أو‪ /‬و وظيفيا) وفهمه وحتليله وحتديد النظم القائمة والفاعلة فيه والقوى والإمكانيات‪. . .‬‬
‫واجلماعات وخربات النجاح والف�شل وحتقيق االعرتاف املجتمعي و بناء التحالفات‬
‫‪ - 2‬بناء الوعي والإدراك وبالتايل حتديد االحتياجات وامل�شكالت الأكرث �إحلاحا والأكرث ت�أثريا يف املجتمع بامل�شاركة وحتديد و�سائل‬
‫اخلطوات‬
‫حتقيق الأهداف وو�ضع اخلطط‬
‫‪ - 3‬تنظيم وحتريك جهود االفراد واملنظمات والقيادات وتوجيهها نحو حتقيق الأهداف امل�شرتكة بكل ال�سبل ما عدا العنف‬
‫‪ - 4‬تطوير ا�سرتاتيجيات وخطط وبرامج التحرك والأهداف و�سبل حتقيقها‬
‫‪ - 5‬مبا�رشة التنفيذ للربامج والأن�شطة مب�شاركة �سائر مكونات املجتمع‬
‫‪ - 6‬متابعة وتقومي جميع الإجراءات واخلطوات واملخرجات واتخاذ ما يلزم من �إجراءات‬
‫‪ - 1‬قد تكون هناك مقاومة لعدم وجود الإدارة ال�سيا�سية واخلوف من العمل اجلماعي وخ�صو�صا �أن العالقة بني الدولة (النظام)‬
‫واملواطن يف معظم الدول العربية تت�سم بانعدام الثقة �أو الت�شكيك وبالتايل ف�إن مفهوم العمل االجتماعي قد يبدو مفهوما �سيا�سيا �أكرث من‬
‫كونه اجتماعيا وقد يفهم على �أنه حتري�ض ولي�س تفعيال �أو متكينا‬
‫‪ - 2‬قد ال تكون ثقافة العمل اجلمعي �أو حتى ثقافة الأحزاب �أو الثقافة ال�سيا�سية قد تر�سخت لدى االن�سان العربي وبالتايل ال زالت‬
‫امل�صلحة الفردية �أو اجلهوية �أو الع�شائرية ت�سيطر على اجتاهات و�سلوكيات النا�س‬ ‫املحاذير‬
‫‪ - 3‬نق�ص الكوادر الب�رشية امل�ؤهلة‪ :‬احلاجة �إىل كوادر ب�رشية م�ؤهلة ت�أهيال جيدا وحتديدا يف جمال اخلدمة االجتماعية (تنظيم‬
‫املجتمع)‬
‫‪ - 4‬تقليدية اخلدمة االجتماعية وجمودها‪ :‬ال بد من اخلروج من نفق التقليدية �سواء يف درا�سة �أو تدري�س �أو ممار�سة اخلدمة االجتماعية‬
‫التقليدية‬

‫‪41‬‬
‫ محمود محمد الكفاوين‬.‫د‬
and governance, DOI: 10. 1080/ 23303131. 2014. 25,pp1 - 12
8. Bosco, C. J. . . . (2010). community organization as a method of
social work, Block 1, Chapter 3: “In Gracious Thomas (Eds)
Social Work Intervention with Communities and Institutions,
Vol, 1, Indira Gandhi National Open University: New Delhi.
9. Brown, M. L & Ball, A. (2015). Social Work Advocacy:
professional self - interest and social justice. Journal of
Sociology and Social Welfare, 2015, Vol XLII, N3
10. Catts, R. & Ozga, J. (2005). What are Social Capital and How
Might it be used in Scotland’s Schools? No 36.
11. Checkoway, B. (1997). Core concepts for community change.
Journal of Community Practice, 4, 11.
12. Cherian, J &Tomas, L (2018) Social Action as a Method
of Social Work: Challenges in Teaching and Practice:
International journal of Research, V7, Issue VIII, August/
2018 pp: 240 - 247
13. Creswell, J. W. (2007). Qualitative inquiry and research
design (2nded.) Thousand Oaks, CA: Sage Publications.
14. Dunham, A (1970) the New Community Organization, Tomas
Y. Crowell Company. INC. N. Y.
15. Edward, R. Franklin, J. & Holland, J. (2003). Families and
Social Capital: Exploring the Issues, South Bank University:
London.
16. Fisher, R. (1995). Political Social Work, Journal of Social
Work Education, 31, pp. 194 - 203.
17. Flick, U. (2009). an Introduction to Qualitative Research
(4thed). Sage Publications. London.
18. Harrison, M (2014) ideas and outcomes of social action:
social action studies. 9
19. International Federation of Social Workers (2014). Global
definition of Social Work, Available at http: // IF SW. Org/
get involved/ global - definition –of - social - work/ accessed
at January 2015.
20. Jacobson, W. (2001). Beyond Therapy: Bringing Social Work
Back to Human Services Reform. Social Work, 46 (1) , 51 - 61.
21. Jones, D and Truell, k (2012) The Global Agenda for Social
Work and Social Development: A place to link together and
be effective in a globalized world, international social work,
55 (4): 454 - 472 · July 2012
22. Meyer, DS (2007) “Building Social Movement “In S.
Moser and I. Dilling (Eds) creating a climate for change:
communicating alienates change and facilitating social
change. Cambridge University Press, Cambridge.
23. Muhkerjee, D. (2007). Researching the Social Environment:
A network Approach to Human Behavior, Advances in Social
Work, 8 (1) , pp. 208 - 217.
24. Parmar ,A (2014) Methods of social work and its role in
understanding team climate and development: journal of
Sociology and Social Work ,March 2014, Vol. 2, No. 1, pp.
303 - 318
25. Pathare, S (2011) community organization: concepts and
principles, Block 1, Chapter 1
26. Radian, E (2000) Social Action and Social Work Education in
Canada: A Thesis for Doctor of Philosophy: Faculty of Social
Work, University of Calgary, Canada.
27. Reisch, M (2007). ” Social Justice and Multiculturalism:
Persistent Tensions in the history U. S. Social Welfare
and Social Work”. Studies in Social Justice. 1 (1) , 67—
92. London.
28. Reisch, M. (2002). ” Defining Social Justice is a Socially
Unjust World, Families in Society: The Journal of
Contemporary Human Services, 83 (4) , 343 - 354.
29. Ross, A. (2011). Justice in Action? (Social Work and Social
Justice in the 21 Century) Master Thesis, Massey University,
New Zealand.
30. Rothman, J. L. , (1968). Three models of community
organization practic, In Fred M. Cox, John L. Erlich, Jack
Rothman and John E. Tropman, Editors, Strategies of
42
‫ منوذج مقترح ؟‬:‫العمل االجتماعي بوصفه منوذجا من مناذج تنظيم اجملتمع‬
‫املراجع العربية‬
‫ التحوالت العربية يف عامل متغري مثلث القوة‬.)2011( .‫ فار�س‬, ‫�أبو �صعب‬1 .1
)389( , ‫ جملة امل�ستقبل العربي‬,‫يف ال�رشق �ألأو�سط‬
‫ عامل عربي بني تيه �سيا�سي وخواء‬.)2013( .‫ عبد الوهاب‬, ‫بدرخان‬2 .2
)154( ‫ا�سرتاتيجي جملة �ش�ؤون عربية‬
:‫ »نحو عقد اجتماعي جديد‬.)2015( .‫�شبانتا ديفارجان و متقي ليلى‬3 .3
‫املر�صد االقت�صادي ملنطقة ال�رشق االو�سط و�شمال افريقيا (ني�سان) البنك‬
.‫ وا�شنطن العا�صمة‬, ‫الدويل‬
‫ االربيع العربي وحتديات اخلدمة االجتماعية‬.)2012( .‫ طلعت‬, ‫ال�رسوجي‬4 .4
‫ املعهد‬: ‫ جملة القاهرة‬- ‫–ر�ؤية يف م�ستقبل اخلدمة االجتماعية العربية‬
.‫ القاهرة‬،‫العايل للخدمة االجتماعية‬
‫ اعادة النظر يف منوذج‬.)2015( .‫�شبكة املنظمات غري احلكومية للتنمية‬5 .5
‫ ت�أمالت من املجتمع املدين يف املنطقة العربية حول اجندة ما‬, ‫التنمية‬
.‫ لبنان‬.‫ بريوت‬, ‫ وخطة متويل التنمية‬2015 ‫بعد‬
‫) معتقدات طلبة اخلدمه االجتماعية حول ا�سباب‬2016( .‫ حممود‬، ‫كفاوين‬6 .6
‫الفقر يف الأردن» درا�سة ميدانيه على طلبة اخلدمه االجتماعية يف اجلامعه‬
‫ اجلامعه االردنية‬,‫ العلوم االن�سانية واالجتماعية‬:‫جملة درا�سات‬,« ‫الأردنية‬
2638 - 2623 :)6( 43,
‫ مهنة اخلدمة االجتماعية ورا�س املال‬.)2017( .‫ حممود‬، ‫كفاوين‬7 .7
31‫ جملد‬, )‫ (جملة جامعة النجاح للأبحاث‬, ‫االجتماعي – ت�صور مقرتح‬
618 - 587 :‫ �ص �ص‬: )4(
‫ العالقة بني اخلدمة االجتماعية والعدالة‬.)2018( .‫ حممود‬،‫كفاوين‬8 .8
‫االجتماعية يف الأردن من وجهة نظر االخ�صائيني االجتماعيني‬
‫ جملة م�ؤتة للبحوث والدرا�سات (�سل�سلة العلوم االن�سانية‬,‫املمار�سني‬
218 - 178 :‫�ص �ص‬, )5( ‫ عدد‬33‫واالجتماعية) جملد‬
‫ التنمية امل�ستدامة يف الوطن العربي –املعوقات‬. )2017( .‫ جممد‬.‫حممود‬9 .9
‫ جامعة‬2017 )‫ (لعام‬25 ‫ ااملجلة الليبية العاملية عدد‬, ‫واملتطلبات‬
.‫بنغازي ليبيا‬
English Reference:
1. Asha. P. R. (2013). Community Organization & Development:
An Indian Perspective. New Delhi. PHI Learning Pvt. LtdPp
156 - 161.
2. Asquith, S. , Clark, C, and Waterhouse, l. (2005). The Role
of Social Workers in the 21st Century - A Literature Review.
Edinburgh: Scottish Executive.
3. Barsky, A. E. (Ed.) (2010). Ethics and Values in Social Work.
New York: Oxford University Press.
4. Battaglia, M. (2008). ” Non Probability Sampling. ”
Encyclopedia of Survey Research Methods. Sage Publication.
5. Beal,G. M &Hobbs,D. J. (1986) the process in community
area development: Cooperative extension service: Lowa State
University.
6. Beena, A & Archana, K. (2010). BSW Study material IGNOU,
Block 3, Chapter 15: “In Gracious Thomas (Eds) Social
Work Intervention with Communities and Institutions, Vol, 1,
Indiraa Gandhi National Open University: New Delhi.
7. Bliss, D (2014). Using the social work advocacy practice
model to find our voices in service of advocacy, leadership
2019 ‫ أيلول‬- )50( ‫ ع‬- ‫مجلة جامعة القدس املفتوحة للبحوث اإلنسانية واالجتماعية‬

Community Organization.
31. Rwomire, A. & Radthlokwa, L. (1996). Journal of Social
Development in Africa, 11 (2) , p. 5 - 19.
32. Solass, J. (2008). ” What kinds of Social Justice Does Social
Work seek?” International Social Work, 51 (6) , 813 - 822
33. Stockdale, J (1976) “Community Organization Practice:
An Elaboration of Rothman’s Typology, “The Journal of
Sociology & Social Welfare: Vol. 3: Iss. 5, pp: 540 - 551.
34. SWPT, (2012): Critical Conversation Brief in flouncing social
policy: Social Work Policy Institute, Washington DC.
35. Tan, A (2009) Community Development and Practice:
bridging the divide between “Micro” and “Macro”: level
of social work. North American Association of Christian is
social work. Botsford, CT 06404 - 79
36. The World Bank. (1999). What is Social Capital! Poverty Net,
http// www. World bank. Org.
37. UNDP (United Nations development programs). (2009) Arab
Human Development Report, New York (2009).
38. Weiss, I. (2006). Factors Associated with Interest in Working
with the Poor Families in society , 87 (3) , pp. 385 - 394.

43