عبد العزيز الشرفي - الكفاية المستهدفة :تمثلـ المعارف الضابطة وتطبيقها لفهم وتحليل أي موضوع إنشائي انطالقا من نصه مدخل تهدف هذه المصوغة إلى مساعدة المترشحين الجـتياز االمتحانات المهـنية من أجل الترقي لتكون وثيقةـ مرجعية يستأنس بها المعنيون للتمكن من الضوابط المعرفية .ومتطلباتها التقنيةـ في معالجة أي موضوع إنشائي هذا ،ومن المعلوم أن كل كتابة إنشائيةـ تمر عبر سلسلة من العمليات تنطلق من قراءة وفهم نص الموضوع وتنــتهيـ بتـقديم منتوجـ كـتابي نهائي ،مـرورا بعمليات التحـليل و .البناء و التحرير وقبل الخوض في الحديث عن هذه السلسلة ارتأينا أن نقدم ثالث ورقات أساسيةـ : األولى تعالج مجموعة من المعارف القاعدية الضابطة التي تفرضها كتابة أي موضوع إنشائي ،والثانية تتضمن معالم طريقة منهجيةـ في كتابته ،أما الثالثة فتشمل تطبيق .هذين الورقتين في عملية الصياغـة الورقة األولى سنحاول في هذه الورقة ضبط بعض المعارف القاعدية التي لها عالقة بعادات وتقاليد الكتابة اإلنشائية والمفاهيم المنظمة لها والتي تتطلبها كتابة أي موضوع إنشائي ،كما سنقوم ،في الوقت نفسه ،بإدراج هذه المعارف ضمن عمليتين أساسيتين البد أن يكون المرء على بينة منهما ،وهو على عتبة كتابة الموضوع بتوجيهـ من نصهـ ،وهاتان .العمليتان هما :عملية قراءة وفهم نص الموضوع ،وعملية تحليله العـمليات مــــــكــونــــــاتــــــهـــا عمليـة الـقراءة والفهـم ______ عملية التحليل عـملـية التحليـل عمليـة :التحليـل قراءة نص الموضوع وفهمه :القراءة • 1 - .معناها :فك الرمـوز أو العـالمات المكـتوبةـ وربطـها بداللتـها الموضوعـة لـها * • كيفيتها :قـراءة مـتأنـية فاحصة ،وصامـتة إذا كان المكـان الذي سـتكتب * • .فيهيتطلب الصمت :الفهم 2- معنـاه :قدرة الـقارئ على استيعاب المضمون والتعبير عن نفس األفـكار 2 . 1 . .والمعاني التي يتضمنها النص المقروء بلغته الخاصة تحديد البنيةـ المفهومية لنص الموضوع :يمكن اعتبار نص الموضوع كأي 2 . 2 . نص آخر يتميز من جهة بطابع االنغالق ( االستعصاء على الفهم ) ومن جهة أخرى يحمل طيه مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي يشكل تحديدها مفتاحا له .وبعبارة أخرى كل نص هو تقاطع بين عنصرين :منطوق النص ومفهومهـ ،فمفهوم النص ال .يمكن الوصول إليه إال بتحديد بنيته المفاهيمية التي يتضمنها منطوقه ربط البنية المفهومية بسياقها العام :نعني بالسياق العام جملة الشروط 2 . 3 . .المعرفية والتاريخية واالجتماعية المتحكمة في إنتاج وصياغة المفاهيم وتداولها في غياب ضبط العالقة بين البنية المفهومية لنص االنطالق وبين سياقها العام ،تصبـح الكتابة الغية –ال مصداقية لها – ألنها لم تلتزم بالحدود التي يرسمها هذا السياق .المحدد للشروط التاريخية واالجتماعية والمعرفية والتداولية التي أفرزت تلك المفاهيم تحديد معطيات الموضوع :يتم فهم " بماذا يتعلق األمر " ؟ أو ما المطلوب 2. 4 . من نص الموضوع ؟ عبر اعتماد شبكة من األسئلة المساعدة على استجالء معطيات هذا النص :من ؟ ما الذي ؟ مـتى ؟ أين ؟ كيف ؟ لماذا ؟ بماذا ؟ ما الذي حدث ؟ ما ذا يجب عمله ؟ إدراك إشكالية نص الموضوع :كل نص ،كيفما كان نوعه ،يتضمن إشكالية 2 . 5 . .خاصة صريحة أو ضمنيةـ وإدراك إشكالية نص الموضوع معناه استخراج بنيتها االستفهامية من جهة ،وربطها باإلشكالية العامة التي ينخرط فيها هذا النص .فقد يطرح نص الموضوع إشكالية التلوث ،إال أن هذه اإلشكالية الخاصة يمكن ربطها بإشكالية عامة هي عالقة النشاط .اإلنساني عموما بالبيئةـ ،سواء على المستوىـ المحلي أو المستوى العالمي ______ __________________________________________________ :تحديد الفكرة الموجهة 1 - كل تعبيرـ أدبي أو كتابة أدبية أو إنشائية هي بلورة وتعميق وتوسيع لفكرة وحيدة تعكس المنظور الشخصي لكاتب النص اإلنشائي وتوجه تأويله واختيار أفكاره وهو يعالج نص الموضوع .وهذه الفكرة الوحيدة الموجهة لعمل الكاتب يمكن الكشف عنها بطرح السؤال :ألي غرض وبأي نية أو قصد سأكتب هذا الموضوع ؟ أو ما هو المطلوب مني وأنا أكتب هذا الموضوع ؟ أو ما ذا يمكنني قوله في هذا الموضوع ؟ :تحديد األفكار الرئيسية 2 - من أجل تبليغ أدق للفكرة الموجهة يعمد كاتب النص اإلنشائي إلى بلورتها وتعميقها من خالل مجموعة من األفكار الجديدة التي يتم استخالصها من معطيات الموضوع ( السابقة الذكر ) :هذه األفكار الجديدة التي تعمق الفكرة الموجهة مع تطابقها و .معطيات الموضوع ،نسميها األفكار الرئيسيةـ :طريقة العرض 3 - ونعني بها الكيفية التي تنتظم بها األفكار الرئيسية التي اختارها الكاتب كتعبير - 1 . .ممنهج ومنظم عن الفكرة الموجهة حتى تجد هذه األخيرة طريقها إلى األفهام عندما يكون العرض مبنيا على الترتيب الزمـني كما هو الشأن بالنسبة للسرد - 2 . .التاريخي ،نقول إن طريقة العرض ذات طبيعة زمانية أو ذات بعد تسلسل زماني عندما يكون العرض محكوما باالتجاه الذي يأخذه حل عقدة الصراع بين - 3 . شخصيات النص ،حسب الفكرة الموجهة ،نقول إن طريقة العرض ذات طبيعة درامية .أو مأساوية عندما يكون العرض مبنيا على إيراد األفكار واألطروحات ونقائضها نقول إن - 4 . العرض ذو طبيعة جدلية ،كأن نأتي بفكرة أو أطروحة مناقضة لفكرتنا أو أطروحتنا .ونعمل على دحضها إثباتا لفكرتنا أو أطروحتنا يمكن لعناصر الموضوع أو معطياته أن تقدم دون اعتبار لما ذكر من أنماط - 5 . .العروض السابقة ،وفي هذه الحالة نلجأ إلى العرض المنطقي عندما يكون العرض مبنيا على تجزيء القضية إلى قضايا صغرى يتولد الالحق - 6 . منها عن السابق ،والربط بينها ربطا يعتمد نظاما تفسيريا تصاعديا يتوخى الوضوح واإلفادة عبر التسلسل المنطقي لحظة االنتقال من المقدمات إلى النتائج ،نقول :إن .العرض ذو طبيعة منطقية :شكل التقديم - 4 - إن تصميم منتوج أدبي مكتوب ما يترجم أمام أعين وذهن القارئ بواسطة - 1 . مجموعة من التقسيمات التي تطبع توالي وتتالي األفكار الرئيسيةـ بطابع التمييزـ .والتنظيم أثناء تعميق الفكرة الموجهة والتوسع فيها إن تقسيمات النص هي شكل التقديم الذي اعتمده الكاتب في عرضه لفكرته - 2 . .الموجهة هذه التقسيمات التي تبرز األفكار الرئيسية كمتواليات متميزة ومنظمة هي ما - 3 . .نسميه شكل التقديم أول تقسيم للنص هو المقدمة ،وهي فقرة تتصدر المنتوج األدبي ،يبين فيها - 4 . المؤلف أو الكاتب معطيات الموضوع ،ويهيئ ذهن المتلقي إلى التصور الذي سيعالج .من خالله الفكرة الموجهة قد ال تكون المقدمة فقرة قائمة بذاتها بقدر ما تكون جمال تتصدر فقرة من - 5 . .فقرات العرض العرض ينقسم بدوره إلى مجموعة من الفقرات ،كل فقرة منه تعالج فكرة من - 6 . .األفكار الرئيسيةـ الفقرات ( فقرات العرض ) تتسلسل وفق نظام من الوضوح واإلفادة يتصاعد - 7 . .ليحقق في األخير غرض إيصال الفكرة الموجهة وتبليغها .كل منتوج أدبي ينتهيـ بإضاءة للفكرة الموجهة ،هذه اإلضاءة تسمى بالخاتمةـ - 8 . إذا كانت المقدمة تهيئ لمعالجة الموضوع تبعا للمعنى العام للفكرة الموجهة - 9 . ، .فإن الخاتمة تنهيـ العرض بالكشف عن الفكرة الموجهة .نخلص إذن ،إلى أن المقدمة والخاتمة هما بمثابة إطار للعرض - 10 . :طبيعة األسلوب 5 - لترجمة المشاعر واالنفعاالت ،التي يريد الكاتب مشاطرتها المتلقي ،يعمد إلى - 1 . طريقته الخاصة في اختيار ونظم وتأليف المفردات والعبارات وهو يعالج الموضوع من .زاويتهـ الخاصة هذه الطـريقة يتولد عنها ما يمكن أن نسميه شكل أو بناء الكالم /التعبير - 2 . / القول ،أو صورته التي تعمل على تحريك طاقة االستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى .يتمكن من تمـثلـ أفكار الكاتب سواء أكانت ثانوية أو موجهة الكتابة أو القول اإليحائي ( الشعر في األعم والنثرـ األدبي في الغالب ) كثيرا ما - 3 . .يستعمل الصور البالغية ( التشبيه ،االستعارة ،الكناية ،المجاز ) التفسير والوصف يحركان طاقة االستحضار والتخيل من خالل اعتماد الصور - 4 . التي تستوفي خصائصها من الواقع أو من الشيء الذي يحاول الكاتب وصفه أو .الموضوع الذي يريد تفسيره ليست هناك حدود فاصلة داخل النصوص في هذين النمطين من الصور ،قد نجد - 5 . صورا واقعية في الكتابة اإليحائية ،كما يمكن أن نجد صورا بالغية داخل الكتابة .التفسيريةـ أو التوضيحية أو الحجاجية حسب درجات اليقين واالنفعال التي تحركها الجمل الشاملة للصور في المتلقي - 6 . ، يلجأ الكاتب أو المؤلف إلى هذه األخيرة ( الجمل ) ويكسوها حلة أسلوبية تتراوح بين :التوكيـد – االستفهام – التعجب – التقرير – اإلثبات – النهي – األمر – النفي – … الطلب عندما ال يكون كاتب النص اإلنشائي ضمن الفاعلين في النص ويستعملـ ضمائر - 7 . :الغيبة فقط ،نقول إن األسلوب ال شخصي ،مثال - صبيحةـ يوم الجمعة 17غشت الجاري كانت المحكمة االبتدائيةـ لمدينة القصر الكبير " شبه هادئة ،حـيث لم يكن بها سوى ســبعة أشخــاص واقفين أما مكتب السادة نواب وكيل الملك ،ذلك المكتب الـذي توجـد به ثـالث طاوالت ،اثنـتان يجلس على كل واحـدة ".منهما نائب والثالثـة فارغة وعندما يكون المتحدث ضمن الفاعلين في النص يشاركهم أحداثه مستعمال - 8 . :ضمائر التكلم أو الخطاب نقول إن األسلوب شخصي - وقد استمر أحد نواب وكيل الملك في استقبال أولئك المتقاضين السبعة ما يزيد على " نصف ساعة ،كنت أتجول خاللها بين مكاتب المحكمة وأتذكر ما سبق وأن رأيتهـ فيها قبل سنوات ،فالمكاتب لم تتغير بل على العكس أضيفت إليها بعض الطاوالت حتى يجلس عليها بعض الكتاب أو الكاتبات .وطبيعي أن تكون بعض الطاوالت فارغة ألن " .الموظفين يوجدون في عطلة نمط النص :عندما يؤلف مؤلف نصا ما ،فإن منتوجه ال يخرج من حيث النوعية عن أنماط النصوص التالية :التفسيري ،الوصفي ،الحجاجي ،اإليعازي ،السردي . :وسنركز هنا تبعا لمتطلبات الفئة المستهدفة ،على ما يلي :النص التفسيري – 1 العمليـات نوع الــنـص الهــدف مـنــــه الـوظـائـف الخـصـائص المـعـجـمــيــة عملـية التحليل عملية التحليل الــنـص التفسـيري الـنـص التفسيري -عندما يهدف الكاتب إلى تعديل أوتنميةـ معارف المتلقي أو نقل معلومات قد :ال تكون لديه ،فإنه سيكتب نصا تفسيريا .مثال من أجل إخراج المصابين من داخل السيارات المحـطمة بسرعة ،قامت إحدى" الشركات األمريكيةـ بإنتاج محرك صاروخي صغير يستطيع أن ينتجـ شعلة من النيران يمكن أن تصل درجتها الحرارية إلى 2700درجة مائوية .وهذه الشعلة تستطيع صهر أي جزء من جسم السيارة المحطمة بسرعة فائقة ،وبذلك يتم إخراج المصابين في دقائق معدودة بعد أن كانوا يفقدون حياتهم في السابق ،لبقائهم مدة طويلة داخل السيارة المحطمة دون رعاية طبية ،خاصة حاالت النزيف .وهذا المحرك الصاروخي صغير الحجم بحيث يمكن حمله في سيارات الشرطة أو الوقاية المدنية بل :حتى في سيارات الركوب العادية "- .وظيفة معلوماتية عندما يكون الهدف من نقل معلومة إلى متلق يمتلك األدوات والوسائل المساعدة على .التقاط أو فهم خطاب مكون من عناصر بسيطة :وظيفة بيداغوجية - عندما يكون الهدف نقل معلومات إلى متلق ال يمتلك الوسائل الكفيلة إلدراكها ،يقوم المؤلف بإرفاق تلك المعلومات بمجموعة من التعليمات أو المعلومات والتوجيهات قصد :توضيحها لديه - .اعـتماد معجم مختـص الكلمات أو المفردات أو المصطلحات أو المفاهيم المستعملة تنتميـ إلى الميدان أو * .الحقل المعرفي أو الداللي للموضوع أو الشيء الذي نقوم بتفسيرهـ :اعتماد مصطلحات مرادفة - الكلمات المختصة قد ال تكون مفهومة من لدن المتلقي ،وفي هذه الحالة يأتي المؤلف * بمرادفات تساعد على فهم كلمات المعجم المختص ما دامت التلميحات تساعد على .تفسيرـ الموضوع الذي يحيل إليه ويشيرـ :المقارنات - يستحضرها المؤلف ،عندما يقوم بقياس المعلومات التي يريد نقلها إلى المتلقي ، .معلومات أخرى سابقة لديه :النص الوصفي – 2 العمليات نوع الــنـص الهــدف مــنـــه الوظائـف الخـصـائـص المـــعــجـمـــيـة عملـية التحليل عمليـة التحـليل الــنـص الوصـفي الـنــص الوصـفي -عندما يحاول المؤلف أو الكاتب استحضار مكان أو موضوع أو شيء أو .شخصيةـ ال يراها المتلقي فإنه يتجه إلى إنتاج نص وصفي :مثال ومع ذلك يبقى الكالم عاجزا عن وصف جبال األوراس ،قممها وسفوحها التي تعطي " أشجار البلوط والصنوبر .وتلك البقع الداكنة التي تتخلل المساحات الخضراء ،والتي يشار إليها اآلن باعتبارها من سنوات النضال ،عندما كان الفرنسيون يهلكون الزرع " .والحرث والنسل فيما يسمى بسياسة األرض المحروقة قد يكون الشيء الموصـوف ماثـال أمام أعين المتلقي كوصف الشاعر لناقة موجودة - أمامنا .إال أن الوصف الشعري قد يجعلنا نرى أشياء في الموصوف لم نرها من قبل أو غابت عنا بفعل العادة أو التكرار ،وهذا هو جوهر اإلبداع في الوصف الشعري . -:وظيفة توضيحية في مخطوط أو كتابة وثائقية ،يعطي النص الوصفي صورة دقيقة ووفية عن موضوع .حقيقي /واقعي ال يراه القارئ هناك وظائف أخرى لكنها مرتبطةـ بالنص السردي أكثر من ارتباطها بالنـص الوصفـي ( :كالرمزيةـ والشعرية) - .المعلمات الفضائية يتجزأ الفضاء /المكان في النص الوصفي إلى عدة مناطق محددة ،يصفها الكاتب أو .المؤلف بشكل دوري :المعلمات الزمانية - إن اإلحاالت إلى الزمان تظهر عندما يتطلب الوصف استحضار لحظات مختلفة ،أو .عندما تكون هناك حركة انتقال الواصف أو الشاهد :الحقول المعجمية للحواس الخمس – البصر /النظر هو الحاسة المبتغاة في النص الوصفي .يمكن للحواس األخرى أن تلعب دورا في هذا الوصف ،أي في استحضار وتشخيص الموصوف من خالل انطباعات .الحواس :الشبكات المعجمية - من خالل الذكر والتكرار للكلمات المختصةـ التي لها عالقة بالموصوف في مستوى الخصائص والمواصفات ،تضفي الشبكات المعجمية على الوصف طابع الوحدة .كما .تفضي إلى خلق مناخ استعاري يسمح للمؤلف بتوظيفـ الصور البالغية :النص الحجاجي /السجالي – 3 العـمليات نوع الــنـص الهــدف مـنــــه الـوظـائـف الخـصـائص المـعـجـمـيـــة عملـية التـحليل عملـية التحـليل الــنـص /الحجاجـي السجالـي الـنـص /الحجاجي السجالـي -عندما يكون الهدف من التأليف أو الكتابة هو البرهنة على صحة أو شرعية .فكرة أو إقامة الدليل إلثبات صالحية الموقف كل نص حجاجي /سجالي يدافع عن موقف في تعارض ،سواء بشكل ضمني أو - .صـريح ،مع أولئك الذين يفكرون بشكل مغاير أو ضدي :مثال فعمال النظافة يزاولون مهنة من أشرف المهن ال تقل أهمية عن مهنة الطبيب أو … " المهندس أو اإلطار البنكي أوأي موظف سواء في القطاع العـمومي أو الـخاص ،كل يسعى لخدمة وتنمية مجتـمعه .فالطبيب مثال ،يحاول من خالل عمله التخفـيف من آالم المرضى وعالجهم ،وهو بذلك يهدف إلى إنشاء مجتمع صحي وسليم .وعامل النظافة من خالل جمعه لألزبال … يقي المواطن من أمراض كثيرة ويساهم في خلق بيئةـ سليمة ،لذا فعامل النظافة ال يقل دوره أهمية عن دور الطبيب في خدمة المجتمـع " . - :وظـيفة إقنـاعــية أي عندما يبحث المؤلف عن إقناع الخصوم وجعلهم في األخير يتبنون نفس وجهة .النظر أو الرأي أو الفكرة وظيفة جدالـية - :عندما يكون الهدف من عرض الحجج والبراهين هو تحجيم رأي - .الخصوم ومواقفالذين ال يتفقون معه .عندما يكون الخطاب موجها إلى الخصوم يكون الهدف هو إسكاتهم دون إقـناعهم - عندما يكون الخطاب موجها إلى المتلقي يكون الهدف هو جعله ال يتبنى أفكار – :الخـصوم - .طبـيعة الـجهاز المـفاهيـمي نستعملـ المصطلحات والمفاهيم التي تفيد أحكام القيمة التي تكون إما إيجابيةـ في الدفاع .عن األفكار الخاصة ،أو سلبية عند عرض حجج الخصوم مؤشرات درجة اليـقــين :إلفحام المتلقي وإقناعه يعتمد النص الحجاجي واحدة من – :خطتين األولى :التوكيد القطعي لألفكار حين يسـتعمل المؤلف كلمات مثل :طبـعا ،الشك في - .ذلك ،دائما ،على اإلطالق الثانيةـ :تردد الكاتب في إجبار أو إكراه المتلـقي على األخـذ برأيه ،وهنـا نالحظ - .استعمال الكاتب كلمات مثل :ربما ،يمكن القـول ،إذا أردت الورقة الثانيةـ تتوخى هذه الورقة وضع معالم لتقنية الكتابة اإلنشائية وذلك باالعتماد على التركيب .بين عملية القراءة والفهم وبين عملية التحليل التي تم إدراجها في الورقة األولى :وهذه التقنية المقترحة تتشكل بدورها من ثالثة أنماط من العمليات :عملية الهيكلة والبناء الهيكلة والبناء هي العملية األولى التي نسهل بها معالجتنا للموضوع ،والتي تساعدنا على فهم نص الموضوع ووضع المالمح العامة لتصورنا عنه .هذا التصور نقوم بترجمته إلى إطار عام نبرزـ فيه أفكارنا التي ستقود تأملنا الشخصي للموضوع الذي .سنكتب فيه :عملية التحرير هي بداية الكتابة األولية والفعلية في الموضوع ،التي تحتاج إلى التسويد* ،مادامت هذه الكتابة األولية تشكل بلورة لألفكار األساسية وما تقتضيهـ هذه البلورة من تنقيحـ … وزيادة وحذف وتوسعـ وتصريحـ وتلميحـ وإظهار وإضمار إننا ال نؤمن بأن األفكار تتنزل على القلم بشكل كلي ومطلق متكاملة ومنسجمةـ ونكتب وكأن مالكا أو شيطانا يملي علينا ،ولكن نؤمن أن الكتابة تحتاج إلى التفكير ،إال أننا ونحن نكتب /نحرر ،نغفل بعض األفكار التي يمكن أال تظهر لنا إال بعد قراءتنا لما كتبناه أو حددناه من أفكار ،الشيء الذي يفرض علينا إضافتها وبالتالي تعديل ما .حددناه :عملية التقديم التقديم هو عملية إخراج النص المكتوب من وضعه كهيكل يتشكل من أفكار مزيدة ومنقحة إلى وضع آخر يمنحهـ القابلية ألن يصبح مفهوما .فبالنسبةـ للقارئ قد يبدو ذلك الهيكل /اإلطار العام مجرد أفكار متناثرة ومعزولة عما بينها ،ال رابط يجمعها ، .ولكن تحويل تلك األفكار إلى فقرات هو ما يمنحها التكامل والتالحم واالنسجام __________ ال نقول هنا إن المتلقي عليه ،بمجرد قراءته لنص الموضوع ،أن يبدأ مباشرة في * تسويد موضوعه ثم يقوم بتبييضه .التسويد هنا هو تسويد لألفكار الرئيسية التي نعتقد .أنها ستبلغ فكرتنا الموجهة إلى المتلقي :عملية الهيكلة والبناء -I :تحليل نص الموضوع :ويمر عبر العمليات التالية 1- .القراءة المتأنية للموضوع * :الفهم ويتضمن * .ا – تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع .ب – ربط بنيتهـ المفهومية بسياقها العام ج – تحديد معطيات الموضوع باعتماد شبكة األسئلة :من ،متى ،أين ،كيف ، .لماذا ،بماذا ،ما الذي حدث أو ما الذي يجب عمله /فعله ،ما هو المطلوب .د – إدراك اإلشكالية العامة التي ينخرط فيها نص الموضوع اختيار الفكرة الموجهة وطرح اإلشكالية :وهو ما يحدد الزاوية التي نريد أن 2 - .نعرض من خاللها تأويلنا الشخصي للموضوع :وضع تصميمـ /جدول أولي 3 - .يثبت فيه كاتب اإلنشاء األفكار الرئيسية المأخوذة من معطيات الموضوع . .يوزع فيه األفكار الرئيسية حسب عناصر التصميم :مقدمة ،عرض ،خاتمة . :عملية التحرير -II .يشكل التصميم/الجدول األولي إطارا عاما يجب مأله بشكل ممنهجـ - التحرير يقتضي بلورة األفكار الرئيسيةـ وتنقيحها والتعبيرـ عنها بالوضوح الالزم وذلك - .بالخضوع التام إلى الفكرة الموجهة من جهة ،ومعطيات الموضوع من جهة أخرى بعد االنتهاء من بلورة األفكار األساسية وتنقيحها تتم قراءة اإلطار العام قصد إضافة - .أشياء جديدة لم تظهر أثناء بلورة األفكار األساسية :عملية التقديم III - بالقراءة النقدية يصبحـ التصميم /الجدول المفصل والدقيق ،إطارا لعـمليات التقـديم - .التي تنتـهي بها عملية الكتابة اإلنشائية التقديم هو تأثيث اإلطارالعام وكسوته بتحويلـ األفكار الرئيسية إلى فقرات تحويال - يمنـحه الـتالحم واالنسجـام والتنـاغم .أي القابلـية ألن يصـبح مقروءا ومفهـوما من .لـدن قارئ مفتـرض :تأثيث اإلطار العام وتحويل األفكار األساسية إلى فقرات عبر - أ -طريقة العرض :اختيار طريقة من طرق العرض السابقة :زمنيةـ ،دراميةـ ، .جدلية ،منطقية ب -طبيعة األسلوب :اعتماد أسلوب خاص يعكس الخاصيةـ الفردية لكاتب نص اإلنشاء ،بـدءا باختيار اللغـة والمصطلحات والمفاهيم حسب درجة تملكه لها ،مـرورا بالصـور الواقعية أواإليحائية واألسلوب الشخصي والالشخصي ووصوال إلى أدوار الجمل التي ...تقـوم بها من إثبات أو نفي أو تقريرـ أو استفهام أو تعجب ج -نمط النص :اختيار نمط من أنماط النصوص الثالثة عند عرضنا لما بنيناه وبلورناه وحررناه في قالب من القوالب أو األنماط الثالثة :التفسيريـ ،الوصفي ، .الحجاجي :شكل التقديم - أ -تحرير المقدمة :المقدمة هي الفقرة األولى من النص اإلنشائي المكتوب وتتضمنـ جردا لمعطيات الموضوع حسب الفكرة الموجهة ،كما تتضمن سؤاال /إشكالية صريحا .أو ضمنيا .ب – تحرير العرض - :يشكل العرض مجموعة أخرى من الفقرات .كل فقرة هي بلورة وتعميق لفكرة رئيسيةـ . مقدمة الفقرة يجب أن تتضمن االرتباط العضوي بالفـقرة السابقة عنها ،كما تتضمن . .الفكرة الرئيسية المعبر عنها :ج – تحرير الخاتمة .الخاتمة تقتضي اإلفصاح عن الفكرة الموجهة - .تشكل الخاتمة الفقرة النهائيةـ التي يجب أن تكون لها عالقة بفقرة المقدمة - :تتضمنـ الخاتمةـ - .تحديد الموقف . .اختيار االتجاه . .إصدار األحكام تجاه اإلشكالية المطروحة أو الفكرة الموجهة . الورقة الثالثة تتضمنـ هذه الورقة محاولة لكتابة موضوع إنشائي باعتماد العمليات نفسها التي سبق - .تركيبها في الورقة الثانية :نص الموضوع الذي سيكون محط اشتغال هذه المحاولة هو كالتالي - يشكل الحاسوب أحد المخلوقات العجيبة التي ابدعتها الثورة المعلوماتية الحديثة . .تحدث عن دور الحاسوب في الحياة الـعلميةـ والعمـلية لإلنسـان المعاصـر العمليات عناصرها نتائج التطبيق عمـليـة الهيكـلة والبـناء عملية الهيكلة والبناء عملية الهيكلة عملية التحرير عملية التحـرير عملية التحرير :تحليل نـص الموضوع 1- :القراءة والفهم - :فهم المادة المعرفية لنص الموضوع وإدراك داللتها بالتركيز على . :أ -تحـديد البنـية المـفهوميـة ( الكلمات المفاتيحـ ) :ب -ربط البنية المفهوميةـ بسياقها العام :ج -تحديد معطيات الموضوع ما الذي يركز عليه الخطاب في نص الموضوع ؟ ماذا ؟ . متى ؟ . ما الغرض من الكتابة في الموضوع ؟ :د -إدراك إشكالية نص الموضوع :تحديد الفكرة الموجهة 2 - :وضع تصميمـ /جدول أولي وتحديد األفكار األساسية حسب عناصره – 3 :المقدمة :الـعــرض :الخــاتمـة 1 :المقدمة 2 1- طرح اإلشكالية 3 :الــعــرض 2- ملحوظة :عند انتقالنا من الهيكلة والبناء قمنا بإدماج الفكرتين الثانية والثالثة من .أفكار العرض األربع :الـخـاتـمــة – 3 الحاسوب – الثورة المعلوماتية الحديثة – دور الحاسوب في الحياة العلمية والعملية - .لإلنسان المعاصر السياق العام لنص الموضوع :الثورة المعلوماتيةـ وما أحدثته من تغيير على - .المستوى الكوني أصبح معه العالم عبارة عن قرية صغيرة .الحاسوب يشكل أحد تجليات هذه الثورة * تغلغله في الحياة المعاصرة التي جعلت منه عنصرا ال يمكن االستغناء عنه في مجالي * االبتكار والتدبير ( العلم والتكنـولوجيا ،االقتصاد ،التجارة ،السياسة ،التواصل ، .األدب ،التدبير المنزلي ) .الحاسوب - .الحاسوب أحد تجليات الثورة المعلوماتية - .الحياة المعاصرة - .الحديث عن دور الحاسوب في الحياة العلمية والعملية لإلنسان المعاصر - ينخرط نص الموضوع في إشكالية عامة تدور حول النتائج الباهرة التي حققتها - الثورة المعلوماتيةـ بابتكارها للحاسوب وتكريس دوره ليس فقط في تسارعها وانتشارها على المستوى الكوني ،بل دوره في المجتمعات وخصوصا المتقدمة منها وعلى جميع المستويات السياسيةـ واالقتصادية واالجتماعية والثقافية .إال أن هذا التكريس أصبح ينظر إليه بعين الريبة نظرا لمضاعفاته الجانبيةـ ليس فقط بالنسبةـ لألفراد ولكن بالنسبة .للمجتمعات أيضا المطلوب هو الحديث عن الحاسوب والوظائف التي يقوم بها عبر اكتساحه مساحات - شاسعة من دائـرة حياة اإلنسان وخصوصا في البالد المتـقدمة ،اكتساحا جعل منـه العصب الرئيسيـ المتحكم في حياة شعوب بكاملها .من سفر بالطائرات ،إلى التبضع من المركبات التجارية العمالقة ،مرورا بالطب والعلوم والتواصل والتدبير المنزلي والضبط .السياسي .الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في حياة الشعوب المعاصرة /المتقدمة - ما هو الحاسوب ؟ – 1 الحاسوب والبرمجة – هل يمكن تصور حاسوب يعمل أو ينجز بدون برمجة – 2 مسبقةـ ؟ الحاسوب والعقل البشري :أية عالقة ؟ – 3 .دور الحاسوب في حياة اإلنسان المعاصر – 4 ما هي حدود استعماالت الحاسوب داخل هذه المجتمعات ؟ - .الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في حياة الشعوب المعاصرة /المتقدمة * توقيت الثورة المعلوماتيةـ التي كرست دوره في المجتمع على المستويين العلمي * .والعملي هل الحاجة المـتزايدة إليه عالمة على طلب للرفاه فقط ،أم لدوره الدقيق والفعال في - عمليتي االبتكار والتدبير ؟ ما المضاعفات الجانبية الناتجة عن االعتماد الكلي على الحاسوب في المجتمعات - الغربيةـ المعاصرة ؟ ما هو الحاسوب ؟ * .تعريف الحاسوب وتمييزهـ عن بقية األنواع األخرى من الحواسيب .الحاسوب بين البرمجة والعقل البشري * .تعريف البرمجة - احتواء الحاسوب على ذاكرة لتخزين المعلومات واستخدامها في وقت الحق كالعقل - .البشري .مقارنة بين الحاسوب والعقل البشري - :دور الحاسوب في حياة اإلنسان المعاصر * الحاسوب واالبتكار :على الرغم من أن الحاسوب ال يستطيع اإلبداع دون برمجة - ، .فإنه يساعد اإلنسان /المبدع على اإلبداع :تجليات دور الحاسوب في عملية االبتكار - .في المجال الصناعي ،صناعة السيارات مثال - في المجال التكنولوجي - .في المجال البيولوجي - في المجال العسكري - .في المجال الفـضائي - .في المجــال األدبي - :الحاسوب والتدبير - تجليات دور الحاسوب في مجال التدبير * تدوين المعـلومات حول المنتـج والمنـتوج والمستهلك في المجال اإلنتاجي - - .والخدماتي .الموارد البشرية والبنيات التحتية للمؤسسات التابعة للدولة - .تحليل النتائج االنتخابية واستطالعات الرأي - .التخطيط المستقبلي واالستفادة من تنبؤات الحاسوب وتوقعاته - - .التدبيرالمنزلي - .ثقافة الحاسوب الجديدة ومفهوم األميةـ - .حدود استعماالت الحاسوب - ما مصير الشعوب التي أصبحت تعتمد اعتمادا مطلقا على الحاسوب إذا ما تعطلت* - هذه الحواسيب ؟ .تحديد بعض المضاعفات الجانبية لالعتماد المطلق على الحاسوب * - عـملية التقديم عملـية التقديم :تذكير التقديم هو اإلخراج النهائي لما سنكتبه حول الموضوع ،وذلك " بتحويلـ " األفكار • - .األساسية إلى فقرات إنه تأثيث لإلطار العام الذي سبق تحديده وصقله في عمليتي البناء والتحرير • - . وذلك بتوسيع األفكار األساسية والربط المنطقي الداخلي بينها حتى تجد الفكرة الموجهة .طريقها لألفهام في وضـوح وسـالسـة .هذا التأثيث ال يتم إال بضبط الخيوط المتشابكة التي تشكل نسيج النص • - :هذا النسيج يستمدـ سداه ولحمتهـ من التقاطع بين • - :طريقة العرض – 1 بحكم أن كتابتنا لن تكون تاريخية كأن نتناول تاريخ الثورة المعلوماتيةـ حسب تسلسل • زمنيـ لمراحلها الدقيقة إلى أن تم ابتكار الحاسوب ،أو نتناول التسلسل الزمني ألجيال الحاسوب من الجيل األول الذي كان كبير الحجم والوزن ،إلى األجيال الحديثة الدقيقة .الحجم وبحكم أن كتابتنا لن تكون درامية /مأساوية أو خيالية كأن نتناول الحديث عن • .الحاسوب من خالل مشاركته في جريمةـ قتل مثال ،أو عملية انتحار وبحكم أن كتابتنا لن تكون جدلية ألننا نفترض أنه ليس هناك من سيجادلنا في أهمية • .الحاسوب في حياة المجتمعات سواء أكانت نامية أو متقدمة بحكم كل هذا ،فإننا سنعمد إلى طريقة العرض المنـطقي التحلـيلي التنازلي من • المقدمات إلى النتائج ،من الكل إلى الجزء ،حيث ننطلق من الفكرة الموجهة ثم نقوم بتحليلها إلى مجموعة من األفكار الرئيسية ،واألفكار الرئيسيةـ بدورها نقوم بتحليلها .إلى أفكار جزئية في ترابط وتناسق بين كل فكرة وما يتولد عنها :طبيعة األسلوب 4 – 2 بحكم أن كتابتنا ليست إيحائية ( شعر ،قصة … ) سنحاول تحريك طاقة االستحضار • والتخيل لدى المتلقي حتى ينخرط معنا في قراءة وفهم ما نكتبه ،باعتماد الصور التي تستمدـ خصائصها من الواقع ما دام الحاسوب يستعمل في جميع مناحي الحياة الواقعية .لإلنسان المعاصر أما لجوءنا إلى االستفهام وبقية األساليب األخرى فتمليه طبيعة القول نفسه ،ألنه ال • يمكن تصور قول خارج االستـفهام أو اإلثـبات أو النــفي أو التوكـيد أو التقرير أو اإلخبـار ...كل قول البد وأن ينتظم في أسلـوب محدد ،وإال انعدم الفهم واإلفهام بين .المرسل والمتـلقي سنعمد إلى األسلوب الالشخصي باعتماد ضمائر الغيبةـ ما دمنا سنتكلم عن عن شيء نريد لذهن المتلقي أن يستحضره دون أن يكون بيننا هذا الشيء أو نراه ،وهوتجليات .الحاسوب في حياة األمم المتقدمة :نـمـط الـنص – 3 في حديثنا عن تجليات دور الحاسوب في حياة الشعوب المتقدمة ووظائفه التي • - يضطلع بها سيكون نمط نصنا تفسيريا نفترض من خالله أننا سنقدم معلومات جديدة لم .تكن لدى المتلقي /القارئ ،أو سنقوم بتعديلها أو تحيينها لديه وحتى وإن كانت هذه المعلومات متجاوزة بالنسبةـ لمتلق آخر ،فإن هذه المجاوزة • - .ال تلغي طبيعته التفسيرية المعلومية مـقدمة وتـحديد :اإلشكالية :العرض :الخاتمة لقد تولد عن الثورة المعلوماتية التي تشهدها المجتمعات الغربية منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي ،ميالد الحاسوب ،هذه اآللة العجيبة التي كرست الثورة المعلوماتية فعاليتها في معالجة المعلومات ،ليس فقط ،في المجال اإلعالمي الذي أصبحت معه الكرة األرضيةـ مجرد قرية صغيرة ،بل كرست فعاليته في المجال العلمي والصناعي والخدماتي ،تكريسا غدا معه استعماله في هذه الـمجاالت بمثابةـ العـصب الرئيسي لحياة .المجتـمعات ،وخصوصا تلك الطليعية في إحداث هذه الثـورة فهل الحاجة المتزايدة إليه داخل هذه المجتمعات وغيرها عالمة على طلب للرفاه فقط ، أم لدوره الدقيق والفعال في عمليتي االبتكار والتدبير ؟ وما هي المضاعفات الجانبية الناتجة عن االعتماد على الحاسوب في المجتمعات الغربية المعاصرة ؟ أجل لقد أدت الثورة المعلوماتيةـ اآلنفة الذكر إلى ميالد أنواع من الحواسيب . فالحاسبات اإللكترونيةـ المعتمدة في حل المشكالت الرياضيةـ البسيطة منها والمعقدة هي أيضا نوع من الحواسيب ،إال أننا في حديثنا هذا سنركز باألساس على الحاسوب اإللكترونيـ المتعدد الوظائف ،أي الذي يعالج المعلومات بغض النظر عن كونها رياضيةـ / .حسابية أو علمية أو بيولوجية أو صناعية أو غيرها إال أن الحاسوب ،بالرغم من قوته الذهنية الجبارة ،فإنه ال يستطيع معالجة هذه المعلومات إال عن طريق البرمجة .والبرمجة معناها تزويد الحاسوب بالتعليمات الالزمة ألداء العمليات في معالجة المعلومات بدقة ،وذلك بلغة خاصة مكتوبةـ وتحت .إشراف مشغل محترف ( مهني أو تقني ) يحـتوي الحاسوب كالذهن البشري على ذاكرة لتخزين المعلومات واستخدامها في وقت الحق ،إال أن الحاسوب يتجاوز العقل البشري في السرعة والدقة في رجوعه إلى معلوماته أثناء حله ومعالجته لمعلومات جديدة ،باإلضافة إلى قدرته الفائقة على الترجمة وبلغات متعددة ،وإذا كانت الدقة والسرعة محسوبتين لصالح الحاسوب ،فإن العقل البشري يتجاوز الحاسوب في قدرته على ابتكار أشياء جديدة قد يبدعها دون برمجةـ مسبقة أو دون معرفة بها ،في حين أن الحاسوب ال يمكن أن يعمل إال وفق .برمجةـ مسبقة ونظرا الكتساحه عوالم العلوم والمهن والخدمات والصناعات ،نحاول في حديثنا هذا .حصر دوره الفعال والدقيق في عمليتين أساسيتين :االبتكار والتدبير ففي مجال االبتكار ،وعلى الرغم من أن الحاسوب ال يبتكر فإنه يساعد اإلنسان المبدع في إبداعه ،وذلك بفضل قدرته الفائقة على إنجاز مجموعة من األعمال في أقل وقت وبأقل جهد ،وبأقل طاقة ،وبأقل تكلفة .يتضح ذلك في مجال صناعة السيارات مثال ، فقبل اكتساح الحاسوب هذا المجال كانت شركات صناعة السيارات تلجأ إلى خدمات آالف المهندسين لرسم أشكال هياكل السيارات الجديدة لربح رهان السوق ،وكان كل مهندس يحتاج إلى مجموعة من األدوات وآالف األمتار من الورق ويمضي وقتا طويال من أجل رسم شكل هيكل ينال إعجاب أصحاب الشركات قبل أن ينال إعجاب المستهلك . أما اليوم فاالعتماد على الحاسوب أغنـى الشركات عن خدمات المهندسين حيث أصبح حاسوب واحد مثال يعطي في وقت وجيز آالف الرسوم أو األشكال التي ،وبالرغم من .حفاظها على نفس المواصفات المطلوبة ،فإنها تتميز بالتنوع واالختالف إلى جانب دوره في المجال الصناعي والتكنولوجي ،ساعد الحاسوب اإلنسان على أعظم كشف في تاريخه وهو الخريطة الجينيةـ ( لإلنسان ) الذي يشكل ثورة في مجال البيولوجـيا وعلوم األحياء .كما أدى استعمال الحاسوب إلى إحداث ثورة في المجال العسكري ،فقبل استعمال الحاسوب عسكريا ،كان سالح المشاة ( أو الفرق األرضية على الميدان ) هو الذي يزود السالح الجوي بالمعلومات حتى يكون قادرا على التدخل أو الهجوم ،أما اليوم ،فإن المشاة ال يهاجمون إال إذا توفرت لهم المعلومات اآلتيةـ من األقمار االصطناعية عن طريق الحاسوب .و في المجال الفضائي ،ساعد الحاسوب اإلنسان على زيارة الكواكب البعيدة – المريخ مثال – دون أن يغادر كرسيه في مكتب .من المكاتب كالنازا مثال والمجال األدبي لم يبق نائيا بنفسهـ عن هذه الثورات التي أحدثها الحاسوب في المجالين العلمي والتكنولوجي ،بل إن بعض الروائيين ما كانت شهرتهم تصل إلى مستوىـ العالمية لوال استعمالهم الحاسوب الذي يمدهم بمجموعة من المعلومات التي تساعدهم على تأثيث فضاءات قصصهم أو رواياتهم ( لويس معلوف مثال صاحب :ليون اإلفريقي ، .سمرقند ،الحروب الصليبية منظور إليها من لدن العرب ) وإذا كانت هذه بعض تجليات استعمال الحاسوب ومدى األثر الذي تركه على مجالي .الصناعة والفكر بعلمه وأدبه ،فإن ميدان التدبير استفاد بدوره من خدمات الحاسوب في المجال اإلنتاجي والخدماتي يالحظ أن استعمال الحاسوب يساعد على تدوين وتخزين آالف المعلومات عن كل من المنتجـ واإلنتاج والمستهلك .فالشاشة البيضاء عوضت بمساحتها المحدودة الكيلومترات من األوراق واألطنان من الوثائق المكتوبةـ والخشب والرفوف والخزانات ،وبالتالي حررت الفضاءات التي كانت مخصصة لها من أجل استعماالت أخرى أو التخلي عنها لفائدة مؤسسات إنتاجية أو خدماتية أخرى .باإلضافة إلى أن خدمات الحاسوب قلصت من عدد العاملين ،وخصوصا على مستوى الموارد .البشرية ،نظرا لتعدد وظائفه وتعدد إمكانياته في العمل بدل اإلنسان باإلضافة إلى القطاعات اإلنتاجية المرتبطة بالخواص ،نجد أن القطاع العام المرتبط بالدولة في الدول النامية أصبح بدوره يعتمد على الحاسوب وخصوصا الموارد البشريةـ والبنيات التحتية التابعة لمؤسسات الدولة والتي تحتاجها في مجالي االستثمارـ والتجهيز ،دون إغفال االعتماد المطلق على الحاسوب في تحليل النتائج االنتخابية واستطالعات .الرأي أما في مجال التخطيط ،فقد أصبحت الدول المتقدمة تعتمد على قراءة الحاسوب للمستقبل واألخذ بتنبؤاته وتوقعاته ليس فقط في المجال البيئي (كاألرصاد الجوية والكوارث الطبيعية) ولكن في المجال اإلنتاجي أيضا ،وذلك بتحديد أوقات تقليصه أو تمديده ،لتبقى الشركات المنتجة متـحكمة في ثنائية العرض والطلب ،وفي الوقت نفسه ،لتنأى بنفسها عن كوارث الخسارة واإلفـالس .هذا دون أن ننسى أن اقتـصادا وليدا بدأ ينمو بفـضل الحاسوب ،هذا االقتصاد الجديد أصبح يعتمد فقط على امتالك حاسوب ثم يشغل دور الوسيط بين الشركات المنتجة الكبرى وبين المستهلكين مباشرة ،أو بين الشركات المنتجة الكبرى واألسواق العمالقة ،لكن دون إغفال الخبرة في مجال التسييرـ .والتدبير طبعا لقد أدى الحاسوب إلى ميالد ثقافة جديدة عوضت ثقافة الكتاب التي سادت ،بدءا من ابتكار الطباعة ،حيث أصبحنا أمام مشهد التقني أو الخبير وهو يعبر الجامعات والقارات حامال حاسوبه بدال من محفظة كتبه أو مجالته العلمية المتخصصة كما كان يفعل المثقف .بل إن ثقافة الحاسوب غيرت حتى من مفهوم األمية الذي كان يعني فقط الجهل بالقراءة والكتابة ،أما اليوم فإن مفهومها أصبح يعني الجهل باستعمال الحاسوب ، .وغدا ربما سيصبح الجهل ببرمجته إن ثقافة الحاسوب لم تعد مقتصرة على الخبير والتقنيـ ،بل دخلت أيضا إلى مجال التدبير المنزلي ،حيث قلص من الجهد والطاقة والمدد الزمنية التي تحتاجها المرأة في البيت ،قصد إنجاز ما له عالقة بتدبير منزلها ما دامت الحواسيب التي تسكن اإلنسان اآللي تقوم بجميع األشغال المنزلية ،بل أصبح اإلنسان ،وبالتحكم عن بعد ،يشغل هذه الكائنات الفوالذية أو البالستيكية لتقوم بالسهر على نظافة البيت وتهييء الطعام طبخا .وتقديما على طاولة األكل نعم للحاسوب ما ال يحصى من اإليجابيات التي ال يمكن إنكارها أو القفز عليها ،لكن االعتماد الكلي والمطلق على الحاسوب البد وأن تنجم عنه – كبعض األدوية – مجموعة من اآلثار أو المضاعفات الجانبية التي ال يمكن السكوت عنها ،ليس فقط لكونه أصبح يشكل عامال من عوامل انتشار البطالة ،وخصوصا في البلدان النامية ما دامت خدماته اكتسحت خدمات العمال كما وكيفا ،ولكن للخوف الدائم من األخطار التي تهدد الحواسيب كالفيروسات والعطالة .وما انتقال الحواسيب من األلفية الثانيةـ إلى األلفية الثالثة وما صاحب ذلك من خوف وترقب سوى مثال بسيط على ذلك .ولوال تجند خيرة النخبة العالمية في مجال المعلوميات سواء أكانوا من الدول المتقدمة أو الدول النامية لقضي األمر ليس فقط بالنسبةـ للدول المتقدمة وما كانت ستشهده مستشفياتها ومطاراتها من كوارث ،ولكن بالنسبة للدول النامية المرتبطة اقتصاديا بالدول المتقدمة ،وإن كان ما سيحدث فيها سيكون بدرجة أقل ،ما دامت هذه الدول لم يكتسحها بعد االعتماد الكلي على الحواسيب