You are on page 1of 19

‫تقنيات تحليل موضوع إنشائي‬

‫إعداد ‪ -:‬أحمد الحامـدي‬


‫عبد العزيز الشرفي ‪-‬‬
‫الكفاية المستهدفة ‪ :‬تمثلـ المعارف الضابطة وتطبيقها لفهم وتحليل أي موضوع إنشائي‬
‫انطالقا من نصه‬
‫مدخل‬
‫تهدف هذه المصوغة إلى مساعدة المترشحين الجـتياز االمتحانات المهـنية من أجل‬
‫الترقي لتكون وثيقةـ مرجعية يستأنس بها المعنيون للتمكن من الضوابط المعرفية‬
‫‪ .‬ومتطلباتها التقنيةـ في معالجة أي موضوع إنشائي‬
‫هذا ‪ ،‬ومن المعلوم أن كل كتابة إنشائيةـ تمر عبر سلسلة من العمليات تنطلق من قراءة‬
‫وفهم نص الموضوع وتنــتهيـ بتـقديم منتوجـ كـتابي نهائي ‪ ،‬مـرورا بعمليات التحـليل و‬
‫‪ .‬البناء و التحرير‬
‫وقبل الخوض في الحديث عن هذه السلسلة ارتأينا أن نقدم ثالث ورقات أساسيةـ ‪:‬‬
‫األولى تعالج مجموعة من المعارف القاعدية الضابطة التي تفرضها كتابة أي موضوع‬
‫إنشائي ‪ ،‬والثانية تتضمن معالم طريقة منهجيةـ في كتابته ‪ ،‬أما الثالثة فتشمل تطبيق‬
‫‪ .‬هذين الورقتين في عملية الصياغـة‬
‫الورقة األولى‬
‫سنحاول في هذه الورقة ضبط بعض المعارف القاعدية التي لها عالقة بعادات وتقاليد‬
‫الكتابة اإلنشائية والمفاهيم المنظمة لها والتي تتطلبها كتابة أي موضوع إنشائي ‪ ،‬كما‬
‫سنقوم ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪ ،‬بإدراج هذه المعارف ضمن عمليتين أساسيتين البد أن يكون‬
‫المرء على بينة منهما ‪ ،‬وهو على عتبة كتابة الموضوع بتوجيهـ من نصهـ ‪ ،‬وهاتان‬
‫‪ .‬العمليتان هما ‪ :‬عملية قراءة وفهم نص الموضوع ‪ ،‬وعملية تحليله‬
‫العـمليات مــــــكــونــــــاتــــــهـــا‬
‫عمليـة‬
‫الـقراءة‬
‫والفهـم‬
‫______‬
‫عملية‬
‫التحليل‬
‫عـملـية‬
‫التحليـل‬
‫عمليـة‬
‫‪ :‬التحليـل قراءة نص الموضوع وفهمه‬
‫‪ :‬القراءة ‪• 1 -‬‬
‫‪ .‬معناها ‪ :‬فك الرمـوز أو العـالمات المكـتوبةـ وربطـها بداللتـها الموضوعـة لـها * •‬
‫كيفيتها ‪ :‬قـراءة مـتأنـية فاحصة ‪ ،‬وصامـتة إذا كان المكـان الذي سـتكتب * •‬
‫‪ .‬فيهيتطلب الصمت‬
‫‪ :‬الفهم ‪2-‬‬
‫معنـاه ‪ :‬قدرة الـقارئ على استيعاب المضمون والتعبير عن نفس األفـكار ‪2 . 1 .‬‬
‫‪ .‬والمعاني التي يتضمنها النص المقروء بلغته الخاصة‬
‫تحديد البنيةـ المفهومية لنص الموضوع ‪ :‬يمكن اعتبار نص الموضوع كأي ‪2 . 2 .‬‬
‫نص آخر يتميز من جهة بطابع االنغالق ( االستعصاء على الفهم ) ومن جهة أخرى‬
‫يحمل طيه مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي يشكل تحديدها مفتاحا له ‪ .‬وبعبارة‬
‫أخرى كل نص هو تقاطع بين عنصرين ‪ :‬منطوق النص ومفهومهـ ‪ ،‬فمفهوم النص ال‬
‫‪ .‬يمكن الوصول إليه إال بتحديد بنيته المفاهيمية التي يتضمنها منطوقه‬
‫ربط البنية المفهومية بسياقها العام ‪ :‬نعني بالسياق العام جملة الشروط ‪2 . 3 .‬‬
‫‪ .‬المعرفية والتاريخية واالجتماعية المتحكمة في إنتاج وصياغة المفاهيم وتداولها‬
‫في غياب ضبط العالقة بين البنية المفهومية لنص االنطالق وبين سياقها العام‪ ،‬تصبـح‬
‫الكتابة الغية –ال مصداقية لها – ألنها لم تلتزم بالحدود التي يرسمها هذا السياق‬
‫‪ .‬المحدد للشروط التاريخية واالجتماعية والمعرفية والتداولية التي أفرزت تلك المفاهيم‬
‫تحديد معطيات الموضوع ‪ :‬يتم فهم " بماذا يتعلق األمر " ؟ أو ما المطلوب ‪2. 4 .‬‬
‫من نص الموضوع ؟ عبر اعتماد شبكة من األسئلة المساعدة على استجالء معطيات‬
‫هذا النص ‪ :‬من ؟ ما الذي ؟ مـتى ؟ أين ؟ كيف ؟ لماذا ؟ بماذا ؟ ما الذي حدث ؟ ما ذا‬
‫يجب عمله ؟‬
‫إدراك إشكالية نص الموضوع ‪ :‬كل نص ‪ ،‬كيفما كان نوعه ‪ ،‬يتضمن إشكالية ‪2 . 5 .‬‬
‫‪ .‬خاصة صريحة أو ضمنيةـ‬
‫وإدراك إشكالية نص الموضوع معناه استخراج بنيتها االستفهامية من جهة ‪ ،‬وربطها‬
‫باإلشكالية العامة التي ينخرط فيها هذا النص ‪ .‬فقد يطرح نص الموضوع إشكالية‬
‫التلوث ‪ ،‬إال أن هذه اإلشكالية الخاصة يمكن ربطها بإشكالية عامة هي عالقة النشاط‬
‫‪ .‬اإلنساني عموما بالبيئةـ ‪ ،‬سواء على المستوىـ المحلي أو المستوى العالمي‬
‫______ __________________________________________________‬
‫‪ :‬تحديد الفكرة الموجهة ‪1 -‬‬
‫كل تعبيرـ أدبي أو كتابة أدبية أو إنشائية هي بلورة وتعميق وتوسيع لفكرة وحيدة‬
‫تعكس المنظور الشخصي لكاتب النص اإلنشائي وتوجه تأويله واختيار أفكاره وهو‬
‫يعالج نص الموضوع ‪ .‬وهذه الفكرة الوحيدة الموجهة لعمل الكاتب يمكن الكشف عنها‬
‫بطرح السؤال ‪ :‬ألي غرض وبأي نية أو قصد سأكتب هذا الموضوع ؟ أو ما هو‬
‫المطلوب مني وأنا أكتب هذا الموضوع ؟ أو ما ذا يمكنني قوله في هذا الموضوع ؟‬
‫‪ :‬تحديد األفكار الرئيسية ‪2 -‬‬
‫من أجل تبليغ أدق للفكرة الموجهة يعمد كاتب النص اإلنشائي إلى بلورتها وتعميقها من‬
‫خالل مجموعة من األفكار الجديدة التي يتم استخالصها من معطيات الموضوع‬
‫( السابقة الذكر ) ‪ :‬هذه األفكار الجديدة التي تعمق الفكرة الموجهة مع تطابقها و‬
‫‪ .‬معطيات الموضوع ‪ ،‬نسميها األفكار الرئيسيةـ‬
‫‪ :‬طريقة العرض ‪3 -‬‬
‫ونعني بها الكيفية التي تنتظم بها األفكار الرئيسية التي اختارها الكاتب كتعبير ‪- 1 .‬‬
‫‪ .‬ممنهج ومنظم عن الفكرة الموجهة حتى تجد هذه األخيرة طريقها إلى األفهام‬
‫عندما يكون العرض مبنيا على الترتيب الزمـني كما هو الشأن بالنسبة للسرد ‪- 2 .‬‬
‫‪ .‬التاريخي ‪ ،‬نقول إن طريقة العرض ذات طبيعة زمانية أو ذات بعد تسلسل زماني‬
‫عندما يكون العرض محكوما باالتجاه الذي يأخذه حل عقدة الصراع بين ‪- 3 .‬‬
‫شخصيات النص ‪ ،‬حسب الفكرة الموجهة ‪ ،‬نقول إن طريقة العرض ذات طبيعة درامية‬
‫‪ .‬أو مأساوية‬
‫عندما يكون العرض مبنيا على إيراد األفكار واألطروحات ونقائضها نقول إن ‪- 4 .‬‬
‫العرض ذو طبيعة جدلية ‪ ،‬كأن نأتي بفكرة أو أطروحة مناقضة لفكرتنا أو أطروحتنا‬
‫‪ .‬ونعمل على دحضها إثباتا لفكرتنا أو أطروحتنا‬
‫يمكن لعناصر الموضوع أو معطياته أن تقدم دون اعتبار لما ذكر من أنماط ‪- 5 .‬‬
‫‪ .‬العروض السابقة ‪ ،‬وفي هذه الحالة نلجأ إلى العرض المنطقي‬
‫عندما يكون العرض مبنيا على تجزيء القضية إلى قضايا صغرى يتولد الالحق ‪- 6 .‬‬
‫منها عن السابق ‪ ،‬والربط بينها ربطا يعتمد نظاما تفسيريا تصاعديا يتوخى الوضوح‬
‫واإلفادة عبر التسلسل المنطقي لحظة االنتقال من المقدمات إلى النتائج ‪ ،‬نقول ‪ :‬إن‬
‫‪ .‬العرض ذو طبيعة منطقية‬
‫‪ :‬شكل التقديم ‪- 4 -‬‬
‫إن تصميم منتوج أدبي مكتوب ما يترجم أمام أعين وذهن القارئ بواسطة ‪- 1 .‬‬
‫مجموعة من التقسيمات التي تطبع توالي وتتالي األفكار الرئيسيةـ بطابع التمييزـ‬
‫‪ .‬والتنظيم أثناء تعميق الفكرة الموجهة والتوسع فيها‬
‫إن تقسيمات النص هي شكل التقديم الذي اعتمده الكاتب في عرضه لفكرته ‪- 2 .‬‬
‫‪ .‬الموجهة‬
‫هذه التقسيمات التي تبرز األفكار الرئيسية كمتواليات متميزة ومنظمة هي ما ‪- 3 .‬‬
‫‪ .‬نسميه شكل التقديم‬
‫أول تقسيم للنص هو المقدمة ‪ ،‬وهي فقرة تتصدر المنتوج األدبي ‪ ،‬يبين فيها ‪- 4 .‬‬
‫المؤلف أو الكاتب معطيات الموضوع ‪ ،‬ويهيئ ذهن المتلقي إلى التصور الذي سيعالج‬
‫‪ .‬من خالله الفكرة الموجهة‬
‫قد ال تكون المقدمة فقرة قائمة بذاتها بقدر ما تكون جمال تتصدر فقرة من ‪- 5 .‬‬
‫‪ .‬فقرات العرض‬
‫العرض ينقسم بدوره إلى مجموعة من الفقرات ‪ ،‬كل فقرة منه تعالج فكرة من ‪- 6 .‬‬
‫‪ .‬األفكار الرئيسيةـ‬
‫الفقرات ( فقرات العرض ) تتسلسل وفق نظام من الوضوح واإلفادة يتصاعد ‪- 7 .‬‬
‫‪ .‬ليحقق في األخير غرض إيصال الفكرة الموجهة وتبليغها‬
‫‪ .‬كل منتوج أدبي ينتهيـ بإضاءة للفكرة الموجهة ‪ ،‬هذه اإلضاءة تسمى بالخاتمةـ ‪- 8 .‬‬
‫إذا كانت المقدمة تهيئ لمعالجة الموضوع تبعا للمعنى العام للفكرة الموجهة ‪- 9 . ،‬‬
‫‪ .‬فإن الخاتمة تنهيـ العرض بالكشف عن الفكرة الموجهة‬
‫‪ .‬نخلص إذن ‪ ،‬إلى أن المقدمة والخاتمة هما بمثابة إطار للعرض ‪- 10 .‬‬
‫‪ :‬طبيعة األسلوب ‪5 -‬‬
‫لترجمة المشاعر واالنفعاالت ‪ ،‬التي يريد الكاتب مشاطرتها المتلقي ‪ ،‬يعمد إلى ‪- 1 .‬‬
‫طريقته الخاصة في اختيار ونظم وتأليف المفردات والعبارات وهو يعالج الموضوع من‬
‫‪ .‬زاويتهـ الخاصة‬
‫هذه الطـريقة يتولد عنها ما يمكن أن نسميه شكل أو بناء الكالم ‪ /‬التعبير ‪- 2 . /‬‬
‫القول ‪ ،‬أو صورته التي تعمل على تحريك طاقة االستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى‬
‫‪ .‬يتمكن من تمـثلـ أفكار الكاتب سواء أكانت ثانوية أو موجهة‬
‫الكتابة أو القول اإليحائي ( الشعر في األعم والنثرـ األدبي في الغالب ) كثيرا ما ‪- 3 .‬‬
‫‪ .‬يستعمل الصور البالغية ( التشبيه ‪ ،‬االستعارة ‪ ،‬الكناية ‪ ،‬المجاز )‬
‫التفسير والوصف يحركان طاقة االستحضار والتخيل من خالل اعتماد الصور ‪- 4 .‬‬
‫التي تستوفي خصائصها من الواقع أو من الشيء الذي يحاول الكاتب وصفه أو‬
‫‪ .‬الموضوع الذي يريد تفسيره‬
‫ليست هناك حدود فاصلة داخل النصوص في هذين النمطين من الصور ‪ ،‬قد نجد ‪- 5 .‬‬
‫صورا واقعية في الكتابة اإليحائية ‪ ،‬كما يمكن أن نجد صورا بالغية داخل الكتابة‬
‫‪ .‬التفسيريةـ أو التوضيحية أو الحجاجية‬
‫حسب درجات اليقين واالنفعال التي تحركها الجمل الشاملة للصور في المتلقي ‪- 6 . ،‬‬
‫يلجأ الكاتب أو المؤلف إلى هذه األخيرة ( الجمل ) ويكسوها حلة أسلوبية تتراوح‬
‫بين ‪ :‬التوكيـد – االستفهام – التعجب – التقرير – اإلثبات – النهي – األمر – النفي –‬
‫… الطلب‬
‫عندما ال يكون كاتب النص اإلنشائي ضمن الفاعلين في النص ويستعملـ ضمائر ‪- 7 .‬‬
‫‪ :‬الغيبة فقط ‪ ،‬نقول إن األسلوب ال شخصي‪ ،‬مثال‬
‫‪-‬‬
‫صبيحةـ يوم الجمعة ‪ 17‬غشت الجاري كانت المحكمة االبتدائيةـ لمدينة القصر الكبير "‬
‫شبه هادئة‪ ،‬حـيث لم يكن بها سوى ســبعة أشخــاص واقفين أما مكتب السادة نواب‬
‫وكيل الملك ‪ ،‬ذلك المكتب الـذي توجـد به ثـالث طاوالت ‪ ،‬اثنـتان يجلس على كل واحـدة‬
‫‪ ".‬منهما نائب والثالثـة فارغة‬
‫وعندما يكون المتحدث ضمن الفاعلين في النص يشاركهم أحداثه مستعمال ‪- 8 .‬‬
‫‪:‬ضمائر التكلم أو الخطاب نقول إن األسلوب شخصي‬
‫‪-‬‬
‫وقد استمر أحد نواب وكيل الملك في استقبال أولئك المتقاضين السبعة ما يزيد على "‬
‫نصف ساعة ‪ ،‬كنت أتجول خاللها بين مكاتب المحكمة وأتذكر ما سبق وأن رأيتهـ فيها‬
‫قبل سنوات ‪ ،‬فالمكاتب لم تتغير بل على العكس أضيفت إليها بعض الطاوالت حتى‬
‫يجلس عليها بعض الكتاب أو الكاتبات ‪ .‬وطبيعي أن تكون بعض الطاوالت فارغة ألن‬
‫‪ " .‬الموظفين يوجدون في عطلة‬
‫نمط النص ‪ :‬عندما يؤلف مؤلف نصا ما ‪ ،‬فإن منتوجه ال يخرج من حيث النوعية عن‬
‫أنماط النصوص التالية ‪ :‬التفسيري ‪ ،‬الوصفي ‪ ،‬الحجاجي ‪ ،‬اإليعازي ‪ ،‬السردي ‪.‬‬
‫‪ :‬وسنركز هنا تبعا لمتطلبات الفئة المستهدفة ‪ ،‬على ما يلي‬
‫‪ :‬النص التفسيري – ‪1‬‬
‫العمليـات‬
‫نوع الــنـص الهــدف مـنــــه الـوظـائـف الخـصـائص المـعـجـمــيــة‬
‫عملـية‬
‫التحليل‬
‫عملية‬
‫التحليل‬
‫الــنـص‬
‫التفسـيري‬
‫الـنـص‬
‫التفسيري ‪ -‬عندما يهدف الكاتب إلى تعديل أوتنميةـ معارف المتلقي أو نقل معلومات قد‬
‫‪ :‬ال تكون لديه ‪ ،‬فإنه سيكتب نصا تفسيريا ‪ .‬مثال‬
‫من أجل إخراج المصابين من داخل السيارات المحـطمة بسرعة ‪ ،‬قامت إحدى"‬
‫الشركات األمريكيةـ بإنتاج محرك صاروخي صغير يستطيع أن ينتجـ شعلة من النيران‬
‫يمكن أن تصل درجتها الحرارية إلى ‪ 2700‬درجة مائوية ‪ .‬وهذه الشعلة تستطيع‬
‫صهر أي جزء من جسم السيارة المحطمة بسرعة فائقة ‪ ،‬وبذلك يتم إخراج المصابين‬
‫في دقائق معدودة بعد أن كانوا يفقدون حياتهم في السابق ‪ ،‬لبقائهم مدة طويلة داخل‬
‫السيارة المحطمة دون رعاية طبية ‪ ،‬خاصة حاالت النزيف ‪ .‬وهذا المحرك‬
‫الصاروخي صغير الحجم بحيث يمكن حمله في سيارات الشرطة أو الوقاية المدنية بل‬
‫‪ :‬حتى في سيارات الركوب العادية "‪- .‬وظيفة معلوماتية‬
‫عندما يكون الهدف من نقل معلومة إلى متلق يمتلك األدوات والوسائل المساعدة على‬
‫‪ .‬التقاط أو فهم خطاب مكون من عناصر بسيطة‬
‫‪ :‬وظيفة بيداغوجية ‪-‬‬
‫عندما يكون الهدف نقل معلومات إلى متلق ال يمتلك الوسائل الكفيلة إلدراكها ‪ ،‬يقوم‬
‫المؤلف بإرفاق تلك المعلومات بمجموعة من التعليمات أو المعلومات والتوجيهات قصد‬
‫‪ :‬توضيحها لديه ‪ - .‬اعـتماد معجم مختـص‬
‫الكلمات أو المفردات أو المصطلحات أو المفاهيم المستعملة تنتميـ إلى الميدان أو *‬
‫‪ .‬الحقل المعرفي أو الداللي للموضوع أو الشيء الذي نقوم بتفسيرهـ‬
‫‪:‬اعتماد مصطلحات مرادفة ‪-‬‬
‫الكلمات المختصة قد ال تكون مفهومة من لدن المتلقي‪ ،‬وفي هذه الحالة يأتي المؤلف *‬
‫بمرادفات تساعد على فهم كلمات المعجم المختص ما دامت التلميحات تساعد على‬
‫‪ .‬تفسيرـ الموضوع الذي يحيل إليه ويشيرـ‬
‫‪ :‬المقارنات ‪-‬‬
‫يستحضرها المؤلف ‪ ،‬عندما يقوم بقياس المعلومات التي يريد نقلها إلى المتلقي ‪،‬‬
‫‪ .‬معلومات أخرى سابقة لديه‬
‫‪ :‬النص الوصفي – ‪2‬‬
‫العمليات نوع الــنـص الهــدف مــنـــه الوظائـف الخـصـائـص المـــعــجـمـــيـة‬
‫عملـية‬
‫التحليل‬
‫عمليـة‬
‫التحـليل‬
‫الــنـص‬
‫الوصـفي‬
‫الـنــص‬
‫الوصـفي ‪ -‬عندما يحاول المؤلف أو الكاتب استحضار مكان أو موضوع أو شيء أو‬
‫‪ .‬شخصيةـ ال يراها المتلقي فإنه يتجه إلى إنتاج نص وصفي‬
‫‪ :‬مثال‬
‫ومع ذلك يبقى الكالم عاجزا عن وصف جبال األوراس ‪ ،‬قممها وسفوحها التي تعطي "‬
‫أشجار البلوط والصنوبر ‪ .‬وتلك البقع الداكنة التي تتخلل المساحات الخضراء ‪ ،‬والتي‬
‫يشار إليها اآلن باعتبارها من سنوات النضال ‪ ،‬عندما كان الفرنسيون يهلكون الزرع‬
‫" ‪ .‬والحرث والنسل فيما يسمى بسياسة األرض المحروقة‬
‫قد يكون الشيء الموصـوف ماثـال أمام أعين المتلقي كوصف الشاعر لناقة موجودة ‪-‬‬
‫أمامنا ‪ .‬إال أن الوصف الشعري قد يجعلنا نرى أشياء في الموصوف لم نرها من قبل‬
‫أو غابت عنا بفعل العادة أو التكرار ‪ ،‬وهذا هو جوهر اإلبداع في الوصف الشعري ‪.‬‬
‫‪-:‬وظيفة توضيحية‬
‫في مخطوط أو كتابة وثائقية ‪ ،‬يعطي النص الوصفي صورة دقيقة ووفية عن موضوع‬
‫‪.‬حقيقي ‪ /‬واقعي ال يراه القارئ‬
‫هناك وظائف أخرى لكنها مرتبطةـ بالنص السردي أكثر من ارتباطها بالنـص الوصفـي‬
‫‪( :‬كالرمزيةـ والشعرية)‪ - .‬المعلمات الفضائية‬
‫يتجزأ الفضاء ‪ /‬المكان في النص الوصفي إلى عدة مناطق محددة ‪ ،‬يصفها الكاتب أو‬
‫‪ .‬المؤلف بشكل دوري‬
‫‪ :‬المعلمات الزمانية ‪-‬‬
‫إن اإلحاالت إلى الزمان تظهر عندما يتطلب الوصف استحضار لحظات مختلفة ‪ ،‬أو‬
‫‪ .‬عندما تكون هناك حركة انتقال الواصف أو الشاهد‬
‫‪ :‬الحقول المعجمية للحواس الخمس –‬
‫البصر ‪ /‬النظر هو الحاسة المبتغاة في النص الوصفي ‪ .‬يمكن للحواس األخرى أن تلعب‬
‫دورا في هذا الوصف ‪ ،‬أي في استحضار وتشخيص الموصوف من خالل انطباعات‬
‫‪ .‬الحواس‬
‫‪ :‬الشبكات المعجمية ‪-‬‬
‫من خالل الذكر والتكرار للكلمات المختصةـ التي لها عالقة بالموصوف في مستوى‬
‫الخصائص والمواصفات ‪ ،‬تضفي الشبكات المعجمية على الوصف طابع الوحدة ‪ .‬كما‬
‫‪ .‬تفضي إلى خلق مناخ استعاري يسمح للمؤلف بتوظيفـ الصور البالغية‬
‫‪ :‬النص الحجاجي ‪ /‬السجالي – ‪3‬‬
‫العـمليات نوع الــنـص الهــدف مـنــــه الـوظـائـف الخـصـائص المـعـجـمـيـــة‬
‫عملـية‬
‫التـحليل‬
‫عملـية‬
‫التحـليل‬
‫الــنـص‬
‫‪/‬الحجاجـي‬
‫السجالـي‬
‫الـنـص‬
‫‪ /‬الحجاجي‬
‫السجالـي ‪ -‬عندما يكون الهدف من التأليف أو الكتابة هو البرهنة على صحة أو شرعية‬
‫‪ .‬فكرة أو إقامة الدليل إلثبات صالحية الموقف‬
‫كل نص حجاجي ‪/‬سجالي يدافع عن موقف في تعارض ‪ ،‬سواء بشكل ضمني أو ‪-‬‬
‫‪.‬صـريح ‪ ،‬مع أولئك الذين يفكرون بشكل مغاير أو ضدي‬
‫‪ :‬مثال‬
‫فعمال النظافة يزاولون مهنة من أشرف المهن ال تقل أهمية عن مهنة الطبيب أو … "‬
‫المهندس أو اإلطار البنكي أوأي موظف سواء في القطاع العـمومي أو الـخاص ‪ ،‬كل‬
‫يسعى لخدمة وتنمية مجتـمعه ‪ .‬فالطبيب مثال‪ ،‬يحاول من خالل عمله التخفـيف من آالم‬
‫المرضى وعالجهم ‪ ،‬وهو بذلك يهدف إلى إنشاء مجتمع صحي وسليم ‪ .‬وعامل النظافة‬
‫من خالل جمعه لألزبال … يقي المواطن من أمراض كثيرة ويساهم في خلق بيئةـ‬
‫سليمة ‪ ،‬لذا فعامل النظافة ال يقل دوره أهمية عن دور الطبيب في خدمة المجتمـع " ‪.‬‬
‫‪ - :‬وظـيفة إقنـاعــية‬
‫أي عندما يبحث المؤلف عن إقناع الخصوم وجعلهم في األخير يتبنون نفس وجهة‬
‫‪ .‬النظر أو الرأي أو الفكرة‬
‫وظيفة جدالـية ‪ - :‬عندما يكون الهدف من عرض الحجج والبراهين هو تحجيم رأي ‪-‬‬
‫‪.‬الخصوم ومواقفالذين ال يتفقون معه‬
‫‪.‬عندما يكون الخطاب موجها إلى الخصوم يكون الهدف هو إسكاتهم دون إقـناعهم ‪-‬‬
‫عندما يكون الخطاب موجها إلى المتلقي يكون الهدف هو جعله ال يتبنى أفكار –‬
‫‪ :‬الخـصوم ‪ - .‬طبـيعة الـجهاز المـفاهيـمي‬
‫نستعملـ المصطلحات والمفاهيم التي تفيد أحكام القيمة التي تكون إما إيجابيةـ في الدفاع‬
‫‪ .‬عن األفكار الخاصة ‪ ،‬أو سلبية عند عرض حجج الخصوم‬
‫مؤشرات درجة اليـقــين ‪ :‬إلفحام المتلقي وإقناعه يعتمد النص الحجاجي واحدة من –‬
‫‪ :‬خطتين‬
‫األولى ‪ :‬التوكيد القطعي لألفكار حين يسـتعمل المؤلف كلمات مثل ‪ :‬طبـعا ‪ ،‬الشك في ‪-‬‬
‫‪.‬ذلك ‪ ،‬دائما‪ ،‬على اإلطالق‬
‫الثانيةـ ‪ :‬تردد الكاتب في إجبار أو إكراه المتلـقي على األخـذ برأيه ‪ ،‬وهنـا نالحظ ‪-‬‬
‫‪ .‬استعمال الكاتب كلمات مثل ‪ :‬ربما ‪ ،‬يمكن القـول ‪ ،‬إذا أردت‬
‫الورقة الثانيةـ‬
‫تتوخى هذه الورقة وضع معالم لتقنية الكتابة اإلنشائية وذلك باالعتماد على التركيب‬
‫‪ .‬بين عملية القراءة والفهم وبين عملية التحليل التي تم إدراجها في الورقة األولى‬
‫‪ :‬وهذه التقنية المقترحة تتشكل بدورها من ثالثة أنماط من العمليات‬
‫‪ :‬عملية الهيكلة والبناء‬
‫الهيكلة والبناء هي العملية األولى التي نسهل بها معالجتنا للموضوع ‪ ،‬والتي تساعدنا‬
‫على فهم نص الموضوع ووضع المالمح العامة لتصورنا عنه ‪ .‬هذا التصور نقوم‬
‫بترجمته إلى إطار عام نبرزـ فيه أفكارنا التي ستقود تأملنا الشخصي للموضوع الذي‬
‫‪ .‬سنكتب فيه‬
‫‪ :‬عملية التحرير‬
‫هي بداية الكتابة األولية والفعلية في الموضوع ‪ ،‬التي تحتاج إلى التسويد* ‪ ،‬مادامت‬
‫هذه الكتابة األولية تشكل بلورة لألفكار األساسية وما تقتضيهـ هذه البلورة من تنقيحـ‬
‫… وزيادة وحذف وتوسعـ وتصريحـ وتلميحـ وإظهار وإضمار‬
‫إننا ال نؤمن بأن األفكار تتنزل على القلم بشكل كلي ومطلق متكاملة ومنسجمةـ ونكتب‬
‫وكأن مالكا أو شيطانا يملي علينا ‪ ،‬ولكن نؤمن أن الكتابة تحتاج إلى التفكير ‪ ،‬إال أننا‬
‫ونحن نكتب ‪ /‬نحرر ‪ ،‬نغفل بعض األفكار التي يمكن أال تظهر لنا إال بعد قراءتنا لما‬
‫كتبناه أو حددناه من أفكار ‪ ،‬الشيء الذي يفرض علينا إضافتها وبالتالي تعديل ما‬
‫‪ .‬حددناه‬
‫‪ :‬عملية التقديم‬
‫التقديم هو عملية إخراج النص المكتوب من وضعه كهيكل يتشكل من أفكار مزيدة‬
‫ومنقحة إلى وضع آخر يمنحهـ القابلية ألن يصبح مفهوما ‪ .‬فبالنسبةـ للقارئ قد يبدو‬
‫ذلك الهيكل ‪ /‬اإلطار العام مجرد أفكار متناثرة ومعزولة عما بينها ‪ ،‬ال رابط يجمعها ‪،‬‬
‫‪ .‬ولكن تحويل تلك األفكار إلى فقرات هو ما يمنحها التكامل والتالحم واالنسجام‬
‫__________‬
‫ال نقول هنا إن المتلقي عليه ‪ ،‬بمجرد قراءته لنص الموضوع ‪ ،‬أن يبدأ مباشرة في *‬
‫تسويد موضوعه ثم يقوم بتبييضه ‪ .‬التسويد هنا هو تسويد لألفكار الرئيسية التي نعتقد‬
‫‪ .‬أنها ستبلغ فكرتنا الموجهة إلى المتلقي‬
‫‪ :‬عملية الهيكلة والبناء ‪-I‬‬
‫‪ :‬تحليل نص الموضوع ‪ :‬ويمر عبر العمليات التالية ‪1-‬‬
‫‪ .‬القراءة المتأنية للموضوع *‬
‫‪ :‬الفهم ويتضمن *‬
‫‪ .‬ا – تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع‬
‫‪ .‬ب – ربط بنيتهـ المفهومية بسياقها العام‬
‫ج – تحديد معطيات الموضوع باعتماد شبكة األسئلة ‪ :‬من ‪ ،‬متى ‪ ،‬أين ‪ ،‬كيف ‪،‬‬
‫‪ .‬لماذا ‪ ،‬بماذا ‪ ،‬ما الذي حدث أو ما الذي يجب عمله ‪ /‬فعله ‪ ،‬ما هو المطلوب‬
‫‪ .‬د – إدراك اإلشكالية العامة التي ينخرط فيها نص الموضوع‬
‫اختيار الفكرة الموجهة وطرح اإلشكالية ‪ :‬وهو ما يحدد الزاوية التي نريد أن ‪2 -‬‬
‫‪ .‬نعرض من خاللها تأويلنا الشخصي للموضوع‬
‫‪ :‬وضع تصميمـ ‪ /‬جدول أولي ‪3 -‬‬
‫‪ .‬يثبت فيه كاتب اإلنشاء األفكار الرئيسية المأخوذة من معطيات الموضوع ‪.‬‬
‫‪ .‬يوزع فيه األفكار الرئيسية حسب عناصر التصميم ‪ :‬مقدمة ‪ ،‬عرض ‪ ،‬خاتمة ‪.‬‬
‫‪ :‬عملية التحرير ‪-II‬‬
‫‪.‬يشكل التصميم‪/‬الجدول األولي إطارا عاما يجب مأله بشكل ممنهجـ ‪-‬‬
‫التحرير يقتضي بلورة األفكار الرئيسيةـ وتنقيحها والتعبيرـ عنها بالوضوح الالزم وذلك ‪-‬‬
‫‪ .‬بالخضوع التام إلى الفكرة الموجهة من جهة ‪ ،‬ومعطيات الموضوع من جهة أخرى‬
‫بعد االنتهاء من بلورة األفكار األساسية وتنقيحها تتم قراءة اإلطار العام قصد إضافة ‪-‬‬
‫‪ .‬أشياء جديدة لم تظهر أثناء بلورة األفكار األساسية‬
‫‪ :‬عملية التقديم ‪III -‬‬
‫بالقراءة النقدية يصبحـ التصميم ‪ /‬الجدول المفصل والدقيق ‪ ،‬إطارا لعـمليات التقـديم ‪-‬‬
‫‪ .‬التي تنتـهي بها عملية الكتابة اإلنشائية‬
‫التقديم هو تأثيث اإلطارالعام وكسوته بتحويلـ األفكار الرئيسية إلى فقرات تحويال ‪-‬‬
‫يمنـحه الـتالحم واالنسجـام والتنـاغم ‪ .‬أي القابلـية ألن يصـبح مقروءا ومفهـوما من‬
‫‪ .‬لـدن قارئ مفتـرض‬
‫‪ :‬تأثيث اإلطار العام وتحويل األفكار األساسية إلى فقرات عبر ‪-‬‬
‫أ‪ -‬طريقة العرض ‪ :‬اختيار طريقة من طرق العرض السابقة ‪ :‬زمنيةـ ‪ ،‬دراميةـ ‪،‬‬
‫‪ .‬جدلية ‪ ،‬منطقية‬
‫ب ‪ -‬طبيعة األسلوب ‪ :‬اعتماد أسلوب خاص يعكس الخاصيةـ الفردية لكاتب نص اإلنشاء‬
‫‪ ،‬بـدءا باختيار اللغـة والمصطلحات والمفاهيم حسب درجة تملكه لها ‪ ،‬مـرورا بالصـور‬
‫الواقعية أواإليحائية واألسلوب الشخصي والالشخصي ووصوال إلى أدوار الجمل التي‬
‫‪ ...‬تقـوم بها من إثبات أو نفي أو تقريرـ أو استفهام أو تعجب‬
‫ج ‪ -‬نمط النص ‪ :‬اختيار نمط من أنماط النصوص الثالثة عند عرضنا لما بنيناه‬
‫وبلورناه وحررناه في قالب من القوالب أو األنماط الثالثة ‪ :‬التفسيريـ ‪ ،‬الوصفي ‪،‬‬
‫‪ .‬الحجاجي‬
‫‪ :‬شكل التقديم ‪-‬‬
‫أ‌‪ -‬تحرير المقدمة ‪ :‬المقدمة هي الفقرة األولى من النص اإلنشائي المكتوب وتتضمنـ‬
‫جردا لمعطيات الموضوع حسب الفكرة الموجهة ‪ ،‬كما تتضمن سؤاال ‪ /‬إشكالية صريحا‬
‫‪ .‬أو ضمنيا‬
‫‪ .‬ب – تحرير العرض ‪ - :‬يشكل العرض مجموعة أخرى من الفقرات‬
‫‪ .‬كل فقرة هي بلورة وتعميق لفكرة رئيسيةـ ‪.‬‬
‫مقدمة الفقرة يجب أن تتضمن االرتباط العضوي بالفـقرة السابقة عنها ‪ ،‬كما تتضمن ‪.‬‬
‫‪.‬الفكرة الرئيسية المعبر عنها‬
‫‪ :‬ج – تحرير الخاتمة‬
‫‪.‬الخاتمة تقتضي اإلفصاح عن الفكرة الموجهة ‪-‬‬
‫‪.‬تشكل الخاتمة الفقرة النهائيةـ التي يجب أن تكون لها عالقة بفقرة المقدمة ‪-‬‬
‫‪ :‬تتضمنـ الخاتمةـ ‪-‬‬
‫‪ .‬تحديد الموقف ‪.‬‬
‫‪ .‬اختيار االتجاه ‪.‬‬
‫‪ .‬إصدار األحكام تجاه اإلشكالية المطروحة أو الفكرة الموجهة ‪.‬‬
‫الورقة الثالثة‬
‫تتضمنـ هذه الورقة محاولة لكتابة موضوع إنشائي باعتماد العمليات نفسها التي سبق ‪-‬‬
‫‪ .‬تركيبها في الورقة الثانية‬
‫‪ :‬نص الموضوع الذي سيكون محط اشتغال هذه المحاولة هو كالتالي ‪-‬‬
‫يشكل الحاسوب أحد المخلوقات العجيبة التي ابدعتها الثورة المعلوماتية الحديثة ‪.‬‬
‫‪ .‬تحدث عن دور الحاسوب في الحياة الـعلميةـ والعمـلية لإلنسـان المعاصـر‬
‫العمليات عناصرها نتائج التطبيق‬
‫عمـليـة‬
‫الهيكـلة‬
‫والبـناء‬
‫عملية‬
‫الهيكلة‬
‫والبناء‬
‫عملية‬
‫الهيكلة‬
‫عملية‬
‫التحرير‬
‫عملية‬
‫التحـرير‬
‫عملية‬
‫التحرير‬
‫‪ :‬تحليل نـص الموضوع ‪1-‬‬
‫‪ :‬القراءة والفهم ‪-‬‬
‫‪ :‬فهم المادة المعرفية لنص الموضوع وإدراك داللتها بالتركيز على ‪.‬‬
‫‪ :‬أ‪ -‬تحـديد البنـية المـفهوميـة ( الكلمات المفاتيحـ )‬
‫‪ :‬ب‪ -‬ربط البنية المفهوميةـ بسياقها العام‬
‫‪:‬ج‪ -‬تحديد معطيات الموضوع‬
‫ما الذي يركز عليه الخطاب في نص الموضوع ؟‬
‫ماذا ؟ ‪.‬‬
‫متى ؟ ‪.‬‬
‫ما الغرض من الكتابة في الموضوع ؟‬
‫‪ :‬د‪ -‬إدراك إشكالية نص الموضوع‬
‫‪ :‬تحديد الفكرة الموجهة ‪2 -‬‬
‫‪ :‬وضع تصميمـ ‪ /‬جدول أولي وتحديد األفكار األساسية حسب عناصره – ‪3‬‬
‫‪ :‬المقدمة‬
‫‪ :‬الـعــرض‬
‫‪ :‬الخــاتمـة‬
‫‪1‬‬
‫‪ :‬المقدمة ‪2 1-‬‬
‫طرح اإلشكالية ‪3‬‬
‫‪ :‬الــعــرض ‪2-‬‬
‫ملحوظة ‪ :‬عند انتقالنا من الهيكلة والبناء قمنا بإدماج الفكرتين الثانية والثالثة من‬
‫‪.‬أفكار العرض األربع‬
‫‪ :‬الـخـاتـمــة – ‪3‬‬
‫الحاسوب – الثورة المعلوماتية الحديثة – دور الحاسوب في الحياة العلمية والعملية ‪-‬‬
‫‪ .‬لإلنسان المعاصر‬
‫السياق العام لنص الموضوع ‪ :‬الثورة المعلوماتيةـ وما أحدثته من تغيير على ‪-‬‬
‫‪ .‬المستوى الكوني أصبح معه العالم عبارة عن قرية صغيرة‬
‫‪ .‬الحاسوب يشكل أحد تجليات هذه الثورة *‬
‫تغلغله في الحياة المعاصرة التي جعلت منه عنصرا ال يمكن االستغناء عنه في مجالي *‬
‫االبتكار والتدبير ( العلم والتكنـولوجيا ‪ ،‬االقتصاد ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬السياسة ‪ ،‬التواصل ‪،‬‬
‫‪ .‬األدب ‪ ،‬التدبير المنزلي )‬
‫‪ .‬الحاسوب ‪-‬‬
‫‪ .‬الحاسوب أحد تجليات الثورة المعلوماتية ‪-‬‬
‫‪ .‬الحياة المعاصرة ‪-‬‬
‫‪ .‬الحديث عن دور الحاسوب في الحياة العلمية والعملية لإلنسان المعاصر ‪-‬‬
‫ينخرط نص الموضوع في إشكالية عامة تدور حول النتائج الباهرة التي حققتها ‪-‬‬
‫الثورة المعلوماتيةـ بابتكارها للحاسوب وتكريس دوره ليس فقط في تسارعها وانتشارها‬
‫على المستوى الكوني ‪ ،‬بل دوره في المجتمعات وخصوصا المتقدمة منها وعلى جميع‬
‫المستويات السياسيةـ واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ .‬إال أن هذا التكريس أصبح‬
‫ينظر إليه بعين الريبة نظرا لمضاعفاته الجانبيةـ ليس فقط بالنسبةـ لألفراد ولكن بالنسبة‬
‫‪ .‬للمجتمعات أيضا‬
‫المطلوب هو الحديث عن الحاسوب والوظائف التي يقوم بها عبر اكتساحه مساحات ‪-‬‬
‫شاسعة من دائـرة حياة اإلنسان وخصوصا في البالد المتـقدمة ‪ ،‬اكتساحا جعل منـه‬
‫العصب الرئيسيـ المتحكم في حياة شعوب بكاملها‪ .‬من سفر بالطائرات ‪ ،‬إلى التبضع من‬
‫المركبات التجارية العمالقة ‪ ،‬مرورا بالطب والعلوم والتواصل والتدبير المنزلي والضبط‬
‫‪ .‬السياسي‬
‫‪ .‬الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في حياة الشعوب المعاصرة ‪ /‬المتقدمة ‪-‬‬
‫ما هو الحاسوب ؟ – ‪1‬‬
‫الحاسوب والبرمجة – هل يمكن تصور حاسوب يعمل أو ينجز بدون برمجة – ‪2‬‬
‫مسبقةـ ؟‬
‫الحاسوب والعقل البشري ‪ :‬أية عالقة ؟ – ‪3‬‬
‫‪.‬دور الحاسوب في حياة اإلنسان المعاصر – ‪4‬‬
‫ما هي حدود استعماالت الحاسوب داخل هذه المجتمعات ؟ ‪-‬‬
‫‪ .‬الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في حياة الشعوب المعاصرة ‪ /‬المتقدمة *‬
‫توقيت الثورة المعلوماتيةـ التي كرست دوره في المجتمع على المستويين العلمي *‬
‫‪ .‬والعملي‬
‫هل الحاجة المـتزايدة إليه عالمة على طلب للرفاه فقط ‪ ،‬أم لدوره الدقيق والفعال في ‪-‬‬
‫عمليتي االبتكار والتدبير ؟‬
‫ما المضاعفات الجانبية الناتجة عن االعتماد الكلي على الحاسوب في المجتمعات ‪-‬‬
‫الغربيةـ المعاصرة ؟‬
‫ما هو الحاسوب ؟ *‬
‫‪ .‬تعريف الحاسوب وتمييزهـ عن بقية األنواع األخرى من الحواسيب‬
‫‪ .‬الحاسوب بين البرمجة والعقل البشري *‬
‫‪ .‬تعريف البرمجة ‪-‬‬
‫احتواء الحاسوب على ذاكرة لتخزين المعلومات واستخدامها في وقت الحق كالعقل ‪-‬‬
‫‪ .‬البشري‬
‫‪ .‬مقارنة بين الحاسوب والعقل البشري ‪-‬‬
‫‪ :‬دور الحاسوب في حياة اإلنسان المعاصر *‬
‫الحاسوب واالبتكار ‪ :‬على الرغم من أن الحاسوب ال يستطيع اإلبداع دون برمجة ‪- ،‬‬
‫‪ .‬فإنه يساعد اإلنسان ‪ /‬المبدع على اإلبداع‬
‫‪ :‬تجليات دور الحاسوب في عملية االبتكار ‪-‬‬
‫‪ .‬في المجال الصناعي ‪ ،‬صناعة السيارات مثال ‪-‬‬
‫في المجال التكنولوجي ‪-‬‬
‫‪ .‬في المجال البيولوجي ‪-‬‬
‫في المجال العسكري ‪-‬‬
‫‪ .‬في المجال الفـضائي ‪-‬‬
‫‪ .‬في المجــال األدبي ‪-‬‬
‫‪ :‬الحاسوب والتدبير ‪-‬‬
‫تجليات دور الحاسوب في مجال التدبير *‬
‫تدوين المعـلومات حول المنتـج والمنـتوج والمستهلك في المجال اإلنتاجي ‪- -‬‬
‫‪ .‬والخدماتي‬
‫‪ .‬الموارد البشرية والبنيات التحتية للمؤسسات التابعة للدولة ‪-‬‬
‫‪ .‬تحليل النتائج االنتخابية واستطالعات الرأي ‪-‬‬
‫‪ .‬التخطيط المستقبلي واالستفادة من تنبؤات الحاسوب وتوقعاته ‪- -‬‬
‫‪.‬التدبيرالمنزلي ‪-‬‬
‫‪ .‬ثقافة الحاسوب الجديدة ومفهوم األميةـ ‪-‬‬
‫‪ .‬حدود استعماالت الحاسوب ‪-‬‬
‫ما مصير الشعوب التي أصبحت تعتمد اعتمادا مطلقا على الحاسوب إذا ما تعطلت* ‪-‬‬
‫هذه الحواسيب ؟‬
‫‪ .‬تحديد بعض المضاعفات الجانبية لالعتماد المطلق على الحاسوب * ‪-‬‬
‫عـملية‬
‫التقديم‬
‫عملـية‬
‫التقديم‬
‫‪:‬تذكير‬
‫التقديم هو اإلخراج النهائي لما سنكتبه حول الموضوع ‪ ،‬وذلك " بتحويلـ " األفكار ‪• -‬‬
‫‪ .‬األساسية إلى فقرات‬
‫إنه تأثيث لإلطار العام الذي سبق تحديده وصقله في عمليتي البناء والتحرير ‪• - .‬‬
‫وذلك بتوسيع األفكار األساسية والربط المنطقي الداخلي بينها حتى تجد الفكرة الموجهة‬
‫‪ .‬طريقها لألفهام في وضـوح وسـالسـة‬
‫‪ .‬هذا التأثيث ال يتم إال بضبط الخيوط المتشابكة التي تشكل نسيج النص ‪• -‬‬
‫‪ :‬هذا النسيج يستمدـ سداه ولحمتهـ من التقاطع بين ‪• -‬‬
‫‪ :‬طريقة العرض – ‪1‬‬
‫بحكم أن كتابتنا لن تكون تاريخية كأن نتناول تاريخ الثورة المعلوماتيةـ حسب تسلسل •‬
‫زمنيـ لمراحلها الدقيقة إلى أن تم ابتكار الحاسوب ‪ ،‬أو نتناول التسلسل الزمني ألجيال‬
‫الحاسوب من الجيل األول الذي كان كبير الحجم والوزن ‪ ،‬إلى األجيال الحديثة الدقيقة‬
‫‪ .‬الحجم‬
‫وبحكم أن كتابتنا لن تكون درامية ‪ /‬مأساوية أو خيالية كأن نتناول الحديث عن •‬
‫‪ .‬الحاسوب من خالل مشاركته في جريمةـ قتل مثال ‪ ،‬أو عملية انتحار‬
‫وبحكم أن كتابتنا لن تكون جدلية ألننا نفترض أنه ليس هناك من سيجادلنا في أهمية •‬
‫‪ .‬الحاسوب في حياة المجتمعات سواء أكانت نامية أو متقدمة‬
‫بحكم كل هذا ‪ ،‬فإننا سنعمد إلى طريقة العرض المنـطقي التحلـيلي التنازلي من •‬
‫المقدمات إلى النتائج ‪ ،‬من الكل إلى الجزء ‪ ،‬حيث ننطلق من الفكرة الموجهة ثم نقوم‬
‫بتحليلها إلى مجموعة من األفكار الرئيسية ‪ ،‬واألفكار الرئيسيةـ بدورها نقوم بتحليلها‬
‫‪ .‬إلى أفكار جزئية في ترابط وتناسق بين كل فكرة وما يتولد عنها‬
‫‪ :‬طبيعة األسلوب ‪4 – 2‬‬
‫بحكم أن كتابتنا ليست إيحائية ( شعر ‪ ،‬قصة … ) سنحاول تحريك طاقة االستحضار •‬
‫والتخيل لدى المتلقي حتى ينخرط معنا في قراءة وفهم ما نكتبه ‪ ،‬باعتماد الصور التي‬
‫تستمدـ خصائصها من الواقع ما دام الحاسوب يستعمل في جميع مناحي الحياة الواقعية‬
‫‪ .‬لإلنسان المعاصر‬
‫أما لجوءنا إلى االستفهام وبقية األساليب األخرى فتمليه طبيعة القول نفسه ‪ ،‬ألنه ال •‬
‫يمكن تصور قول خارج االستـفهام أو اإلثـبات أو النــفي أو التوكـيد أو التقرير أو‬
‫اإلخبـار ‪...‬كل قول البد وأن ينتظم في أسلـوب محدد ‪ ،‬وإال انعدم الفهم واإلفهام بين‬
‫‪ .‬المرسل والمتـلقي‬
‫سنعمد إلى األسلوب الالشخصي باعتماد ضمائر الغيبةـ ما دمنا سنتكلم عن عن شيء‬
‫نريد لذهن المتلقي أن يستحضره دون أن يكون بيننا هذا الشيء أو نراه ‪ ،‬وهوتجليات‬
‫‪ .‬الحاسوب في حياة األمم المتقدمة‬
‫‪ :‬نـمـط الـنص – ‪3‬‬
‫في حديثنا عن تجليات دور الحاسوب في حياة الشعوب المتقدمة ووظائفه التي ‪• -‬‬
‫يضطلع بها سيكون نمط نصنا تفسيريا نفترض من خالله أننا سنقدم معلومات جديدة لم‬
‫‪ .‬تكن لدى المتلقي ‪ /‬القارئ ‪ ،‬أو سنقوم بتعديلها أو تحيينها لديه‬
‫وحتى وإن كانت هذه المعلومات متجاوزة بالنسبةـ لمتلق آخر ‪ ،‬فإن هذه المجاوزة ‪• -‬‬
‫‪ .‬ال تلغي طبيعته التفسيرية المعلومية‬
‫مـقدمة‬
‫وتـحديد‬
‫‪:‬اإلشكالية‬
‫‪ :‬العرض‬
‫‪:‬الخاتمة‬
‫لقد تولد عن الثورة المعلوماتية التي تشهدها المجتمعات الغربية منذ بداية الخمسينيات‬
‫من القرن الماضي ‪ ،‬ميالد الحاسوب ‪ ،‬هذه اآللة العجيبة التي كرست الثورة المعلوماتية‬
‫فعاليتها في معالجة المعلومات ‪ ،‬ليس فقط ‪ ،‬في المجال اإلعالمي الذي أصبحت معه‬
‫الكرة األرضيةـ مجرد قرية صغيرة ‪ ،‬بل كرست فعاليته في المجال العلمي والصناعي‬
‫والخدماتي ‪ ،‬تكريسا غدا معه استعماله في هذه الـمجاالت بمثابةـ العـصب الرئيسي لحياة‬
‫‪ .‬المجتـمعات ‪ ،‬وخصوصا تلك الطليعية في إحداث هذه الثـورة‬
‫فهل الحاجة المتزايدة إليه داخل هذه المجتمعات وغيرها عالمة على طلب للرفاه فقط ‪،‬‬
‫أم لدوره الدقيق والفعال في عمليتي االبتكار والتدبير ؟ وما هي المضاعفات الجانبية‬
‫الناتجة عن االعتماد على الحاسوب في المجتمعات الغربية المعاصرة ؟‬
‫أجل لقد أدت الثورة المعلوماتيةـ اآلنفة الذكر إلى ميالد أنواع من الحواسيب ‪.‬‬
‫فالحاسبات اإللكترونيةـ المعتمدة في حل المشكالت الرياضيةـ البسيطة منها والمعقدة هي‬
‫أيضا نوع من الحواسيب ‪ ،‬إال أننا في حديثنا هذا سنركز باألساس على الحاسوب‬
‫اإللكترونيـ المتعدد الوظائف ‪ ،‬أي الذي يعالج المعلومات بغض النظر عن كونها رياضيةـ‬
‫‪ / .‬حسابية أو علمية أو بيولوجية أو صناعية أو غيرها‬
‫إال أن الحاسوب ‪ ،‬بالرغم من قوته الذهنية الجبارة ‪ ،‬فإنه ال يستطيع معالجة هذه‬
‫المعلومات إال عن طريق البرمجة ‪ .‬والبرمجة معناها تزويد الحاسوب بالتعليمات‬
‫الالزمة ألداء العمليات في معالجة المعلومات بدقة ‪ ،‬وذلك بلغة خاصة مكتوبةـ وتحت‬
‫‪.‬إشراف مشغل محترف ( مهني أو تقني )‬
‫يحـتوي الحاسوب كالذهن البشري على ذاكرة لتخزين المعلومات واستخدامها في وقت‬
‫الحق ‪ ،‬إال أن الحاسوب يتجاوز العقل البشري في السرعة والدقة في رجوعه إلى‬
‫معلوماته أثناء حله ومعالجته لمعلومات جديدة ‪ ،‬باإلضافة إلى قدرته الفائقة على‬
‫الترجمة وبلغات متعددة ‪ ،‬وإذا كانت الدقة والسرعة محسوبتين لصالح الحاسوب ‪ ،‬فإن‬
‫العقل البشري يتجاوز الحاسوب في قدرته على ابتكار أشياء جديدة قد يبدعها دون‬
‫برمجةـ مسبقة أو دون معرفة بها ‪ ،‬في حين أن الحاسوب ال يمكن أن يعمل إال وفق‬
‫‪ .‬برمجةـ مسبقة‬
‫ونظرا الكتساحه عوالم العلوم والمهن والخدمات والصناعات ‪ ،‬نحاول في حديثنا هذا‬
‫‪ .‬حصر دوره الفعال والدقيق في عمليتين أساسيتين ‪ :‬االبتكار والتدبير‬
‫ففي مجال االبتكار ‪ ،‬وعلى الرغم من أن الحاسوب ال يبتكر فإنه يساعد اإلنسان المبدع‬
‫في إبداعه ‪ ،‬وذلك بفضل قدرته الفائقة على إنجاز مجموعة من األعمال في أقل وقت‬
‫وبأقل جهد ‪ ،‬وبأقل طاقة ‪ ،‬وبأقل تكلفة ‪ .‬يتضح ذلك في مجال صناعة السيارات مثال ‪،‬‬
‫فقبل اكتساح الحاسوب هذا المجال كانت شركات صناعة السيارات تلجأ إلى خدمات‬
‫آالف المهندسين لرسم أشكال هياكل السيارات الجديدة لربح رهان السوق ‪ ،‬وكان كل‬
‫مهندس يحتاج إلى مجموعة من األدوات وآالف األمتار من الورق ويمضي وقتا طويال‬
‫من أجل رسم شكل هيكل ينال إعجاب أصحاب الشركات قبل أن ينال إعجاب المستهلك ‪.‬‬
‫أما اليوم فاالعتماد على الحاسوب أغنـى الشركات عن خدمات المهندسين حيث أصبح‬
‫حاسوب واحد مثال يعطي في وقت وجيز آالف الرسوم أو األشكال التي ‪ ،‬وبالرغم من‬
‫‪ .‬حفاظها على نفس المواصفات المطلوبة ‪ ،‬فإنها تتميز بالتنوع واالختالف‬
‫إلى جانب دوره في المجال الصناعي والتكنولوجي ‪ ،‬ساعد الحاسوب اإلنسان على‬
‫أعظم كشف في تاريخه وهو الخريطة الجينيةـ ( لإلنسان ) الذي يشكل ثورة في مجال‬
‫البيولوجـيا وعلوم األحياء ‪ .‬كما أدى استعمال الحاسوب إلى إحداث ثورة في المجال‬
‫العسكري ‪ ،‬فقبل استعمال الحاسوب عسكريا ‪ ،‬كان سالح المشاة ( أو الفرق األرضية‬
‫على الميدان ) هو الذي يزود السالح الجوي بالمعلومات حتى يكون قادرا على التدخل‬
‫أو الهجوم ‪ ،‬أما اليوم ‪ ،‬فإن المشاة ال يهاجمون إال إذا توفرت لهم المعلومات اآلتيةـ من‬
‫األقمار االصطناعية عن طريق الحاسوب ‪ .‬و في المجال الفضائي ‪ ،‬ساعد الحاسوب‬
‫اإلنسان على زيارة الكواكب البعيدة – المريخ مثال – دون أن يغادر كرسيه في مكتب‬
‫‪.‬من المكاتب كالنازا مثال‬
‫والمجال األدبي لم يبق نائيا بنفسهـ عن هذه الثورات التي أحدثها الحاسوب في المجالين‬
‫العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬بل إن بعض الروائيين ما كانت شهرتهم تصل إلى مستوىـ‬
‫العالمية لوال استعمالهم الحاسوب الذي يمدهم بمجموعة من المعلومات التي تساعدهم‬
‫على تأثيث فضاءات قصصهم أو رواياتهم ( لويس معلوف مثال صاحب ‪ :‬ليون اإلفريقي‬
‫‪ ، .‬سمرقند ‪ ،‬الحروب الصليبية منظور إليها من لدن العرب )‬
‫وإذا كانت هذه بعض تجليات استعمال الحاسوب ومدى األثر الذي تركه على مجالي‬
‫‪ .‬الصناعة والفكر بعلمه وأدبه ‪ ،‬فإن ميدان التدبير استفاد بدوره من خدمات الحاسوب‬
‫في المجال اإلنتاجي والخدماتي يالحظ أن استعمال الحاسوب يساعد على تدوين وتخزين‬
‫آالف المعلومات عن كل من المنتجـ واإلنتاج والمستهلك ‪ .‬فالشاشة البيضاء عوضت‬
‫بمساحتها المحدودة الكيلومترات من األوراق واألطنان من الوثائق المكتوبةـ والخشب‬
‫والرفوف والخزانات ‪ ،‬وبالتالي حررت الفضاءات التي كانت مخصصة لها من أجل‬
‫استعماالت أخرى أو التخلي عنها لفائدة مؤسسات إنتاجية أو خدماتية أخرى ‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى أن خدمات الحاسوب قلصت من عدد العاملين ‪ ،‬وخصوصا على مستوى الموارد‬
‫‪ .‬البشرية ‪ ،‬نظرا لتعدد وظائفه وتعدد إمكانياته في العمل بدل اإلنسان‬
‫باإلضافة إلى القطاعات اإلنتاجية المرتبطة بالخواص ‪ ،‬نجد أن القطاع العام المرتبط‬
‫بالدولة في الدول النامية أصبح بدوره يعتمد على الحاسوب وخصوصا الموارد البشريةـ‬
‫والبنيات التحتية التابعة لمؤسسات الدولة والتي تحتاجها في مجالي االستثمارـ والتجهيز‬
‫‪ ،‬دون إغفال االعتماد المطلق على الحاسوب في تحليل النتائج االنتخابية واستطالعات‬
‫‪ .‬الرأي‬
‫أما في مجال التخطيط ‪ ،‬فقد أصبحت الدول المتقدمة تعتمد على قراءة الحاسوب‬
‫للمستقبل واألخذ بتنبؤاته وتوقعاته ليس فقط في المجال البيئي (كاألرصاد الجوية‬
‫والكوارث الطبيعية) ولكن في المجال اإلنتاجي أيضا ‪ ،‬وذلك بتحديد أوقات تقليصه أو‬
‫تمديده ‪ ،‬لتبقى الشركات المنتجة متـحكمة في ثنائية العرض والطلب ‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫‪ ،‬لتنأى بنفسها عن كوارث الخسارة واإلفـالس ‪ .‬هذا دون أن ننسى أن اقتـصادا وليدا‬
‫بدأ ينمو بفـضل الحاسوب ‪ ،‬هذا االقتصاد الجديد أصبح يعتمد فقط على امتالك حاسوب‬
‫ثم يشغل دور الوسيط بين الشركات المنتجة الكبرى وبين المستهلكين مباشرة ‪ ،‬أو بين‬
‫الشركات المنتجة الكبرى واألسواق العمالقة ‪ ،‬لكن دون إغفال الخبرة في مجال التسييرـ‬
‫‪ .‬والتدبير طبعا‬
‫لقد أدى الحاسوب إلى ميالد ثقافة جديدة عوضت ثقافة الكتاب التي سادت ‪ ،‬بدءا من‬
‫ابتكار الطباعة ‪ ،‬حيث أصبحنا أمام مشهد التقني أو الخبير وهو يعبر الجامعات‬
‫والقارات حامال حاسوبه بدال من محفظة كتبه أو مجالته العلمية المتخصصة كما كان‬
‫يفعل المثقف ‪ .‬بل إن ثقافة الحاسوب غيرت حتى من مفهوم األمية الذي كان يعني فقط‬
‫الجهل بالقراءة والكتابة ‪ ،‬أما اليوم فإن مفهومها أصبح يعني الجهل باستعمال الحاسوب‬
‫‪ ، .‬وغدا ربما سيصبح الجهل ببرمجته‬
‫إن ثقافة الحاسوب لم تعد مقتصرة على الخبير والتقنيـ ‪ ،‬بل دخلت أيضا إلى مجال‬
‫التدبير المنزلي ‪ ،‬حيث قلص من الجهد والطاقة والمدد الزمنية التي تحتاجها المرأة في‬
‫البيت ‪ ،‬قصد إنجاز ما له عالقة بتدبير منزلها ما دامت الحواسيب التي تسكن اإلنسان‬
‫اآللي تقوم بجميع األشغال المنزلية ‪ ،‬بل أصبح اإلنسان ‪ ،‬وبالتحكم عن بعد ‪ ،‬يشغل هذه‬
‫الكائنات الفوالذية أو البالستيكية لتقوم بالسهر على نظافة البيت وتهييء الطعام طبخا‬
‫‪.‬وتقديما على طاولة األكل‬
‫نعم للحاسوب ما ال يحصى من اإليجابيات التي ال يمكن إنكارها أو القفز عليها ‪ ،‬لكن‬
‫االعتماد الكلي والمطلق على الحاسوب البد وأن تنجم عنه – كبعض األدوية –‬
‫مجموعة من اآلثار أو المضاعفات الجانبية التي ال يمكن السكوت عنها‪ ،‬ليس فقط‬
‫لكونه أصبح يشكل عامال من عوامل انتشار البطالة ‪ ،‬وخصوصا في البلدان النامية ما‬
‫دامت خدماته اكتسحت خدمات العمال كما وكيفا ‪ ،‬ولكن للخوف الدائم من األخطار التي‬
‫تهدد الحواسيب كالفيروسات والعطالة ‪ .‬وما انتقال الحواسيب من األلفية الثانيةـ إلى‬
‫األلفية الثالثة وما صاحب ذلك من خوف وترقب سوى مثال بسيط على ذلك ‪ .‬ولوال‬
‫تجند خيرة النخبة العالمية في مجال المعلوميات سواء أكانوا من الدول المتقدمة أو‬
‫الدول النامية لقضي األمر ليس فقط بالنسبةـ للدول المتقدمة وما كانت ستشهده‬
‫مستشفياتها ومطاراتها من كوارث ‪ ،‬ولكن بالنسبة للدول النامية المرتبطة اقتصاديا‬
‫بالدول المتقدمة ‪ ،‬وإن كان ما سيحدث فيها سيكون بدرجة أقل ‪ ،‬ما دامت هذه الدول لم‬
‫يكتسحها بعد االعتماد الكلي على الحواسيب‬

You might also like