You are on page 1of 20

‫مفهوم الجماعات الترابية‪:‬‬

‫‪    ‬يعرف الدستور المغربي الجديد (‪ )2011-07-30‬الجماعات الترابية في المادة ‪” 135‬بأنها الجهات واألقاليم والعماالت و‬

‫الجماعات“‪.‬‬

‫الفصل ‪94‬‬

‫‪ ‬الجماعات المحلية بالمملكة هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية؛ وال يمكن إحداث أي جماعة‬

‫محلية أخرى إال بقانون‪.‬‬

‫الفصل ‪95‬‬

‫‪ ‬تنتخب الجماعات المحلية مجالس تتكلف بتدبير شؤونها تدبيرا ديمقراطيا طبق شروط يحددها القانون‪.‬‬

‫‪ ‬يتولى العمال تنفيذ قرارات مجالس العماالت واألقاليم والجهات طبق شروط يحددها القانون‪.‬‬

‫‪ ‬يعين رئيس الحكومة العمال والوالة‬

‫الفصل ‪96‬‬

‫يمثل العمال الدولة‪ X‬في العماالت واألقاليم والجهات‪ ،‬ويسهرون على تنفيذ القوانين‪ ،‬وهم مسؤولون عن تطبيق قرارات‬

‫الحكومة كما أنهم مسؤولون‪ ،‬لهذه الغاية‪ ،‬عن تدبير المصالح المحلية التابعة لإلدارات المركزية‪.‬‬

‫‪ -2 ‬تعريف الجهة‬

‫الجهة هي جزء من مجال واسع ينفرد بمجموعة من الخصائص الطبيعية والبشرية واالقتصادية والتاريخية‪ ،‬تميزه عن غيره‬

‫من المجاالت المجاورة وقد خضع التراب الوطني إلى عدة تقسيمات جهوية‪ ،‬تتباين أهميتها حسب تباين المعايير‬

‫المعتمدة والغاية المراد منها في هذا التقسيم ‪.‬‬

‫‪     ‬فالجهة كيان ترابي أو مستوى إداري ال مركزي أو بعبارة أخرى وحدة تتموضع تحت مستوى الدولة المركزية تتمتع‬

‫بتمثيلية سياسية مضمونة بوجود مجلس جهوي منتخب‪.‬‬

‫‪ -3‬تعريف الجماعات‬

‫هي وحدات ترابية داخلة في حكم القانون العام تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي في تسيير‬

‫شؤونها بكيفية ديمقراطية وتنقسم إلى جماعات حضرية وجماعات قروية ‪.‬‬

‫مراحل تطــور‪ ‬الجماعـــات‪ ‬بالمغــرب‪  ‬‬

‫عرف المغرب خالل مراحله التاريخية محطات هامة في مجال التنظيم اإلداري‪،‬حيث شهد تقسيمات إدارية جهوية منذ‬

‫عهد الحماية مرورا‪ X‬بمرحلة اإلستقالل وبناء الدولة الحديثة إلى حدود اآلن‪. ،‬لكل دوافعه وأسبابه ومبرراته وأهدافه هذه‬

‫التقسيمات الجهوية‪  ‬لعبت فيها الجماعات الترابية أدورا مهمة وعرفت تطورا ملحوظا من مرحلة إلى أخرى ‪:‬‬

‫‪ -1‬مرحلة الحماية‪( : ‬االستعمار الفرنسي واإلسباني)‬

‫بدخول المغرب في عهد الحماية‪,‬عمل المستعمر على تقسيم البالد إلى مغربين أحدهما نافع وأخر غير نافع‪ ،‬وكان‬

‫الهدف من هذا التقسيم هو ضبط المدن والجهات المغربية والتحكم فيها‪ ،‬بحيث أنه ركز على الجوانب اإلقتصادية على‬

‫حساب جوانب أخرى ليسهل عليه استغالل خيراته ‪.‬‬

‫‪   ‬و المنحى التاريخي الذي اتخذه المجال المغربي في هذه المرحلة لم يكن من أجل خدمة المغاربة وإنما كان آلية‬

‫لمراقبتهم ورصد تحركاتهم( لتركيع) المقاومة‪،‬حتى يتسنى لهم نهب الثروات والخيرات وهنا وظفت الجماعات المحلية‬

‫كإطار لإلدارة ومراقبة السكان ‪.‬‬

‫و الدور‪ X‬الذي كانت تلعبه الجماعات آنذاك يتجسد في المراقبة اإلدارية لمحاولة فرض السيطرة على البالد بحكم قربها‬

‫من المواطنين بجميع المناطق والجهات الحضرية منها والقروية‪. X‬‬


‫‪ -2‬مرحلة االستقالل وبناء الدولة الحديثة‬

‫‪ ‬بعد حصول المغرب على اإلستقالل عمل على نهج مجموعة من السياسات تهدف إلى القضاء على التفرقة بين المجال‬

‫القروي والمجال الحضري ‪,‬وكذا القضاء على نظام المستعمر المستغل لثرواته فحاول إعادة تقسيم البالد إلى جهات‬

‫لتحقيق التوازن على جميع المستويات والقضاء على الفوارق اإلجتماعية وبالتالي إعادة هيكلة المجتمع ككل ‪.‬‬

‫لكن هذه السياسات التي نهجتها الدولة‪ X‬لم تستطع الوصول إلى غاياتها بل ازداد األمر تعقيدا مما جعل الدولة تتجه إلى‬

‫نهج سياسات أخرى تعطي األولوية لإلدارات والمؤسسات العمومية في تدبير وتسيير الشأن المحلي وتحقيق‬

‫التنمية‪ ،‬وذلك في إطار سياسة الالمركزية بمعنى توزيع الوظائف اإلدارية في الدولة بين السلطة المركزية وهيئات‬

‫منتخبة في شكل جماعات محلية‪ ،‬تتمتع بقدر من االستقالل وتباشر إدارة أمورها ومشاكلها بنفسها في النطاق‬

‫المرسوم لها تحت سلطة الوصاية ‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول بأن الالمركزية تهدف إلى إعطاء الهيئات المحلية حق إتخاذ القرارات‪  X‬بشكل إنفرادي وتقريب اإلدارة‬

‫من المواطنين وإسناد حل المشاكل المحلية إلى سلطة منبثقة عن جماعات منتخبة لمساندة السلطة المركزية ‪.‬‬

‫وهنا نلمس التطور التاريخي الذي عرفته الجماعات الترابية إذ انتقلت من المراقبة اإلدارية إلى تسيير المرافق العامة‬

‫والمحلية‪  ،‬وصوال إلى محاولة تحقيق التنمية بمعنى أنها لم تعد مقتصرة على مهام اإلدارة العمومية كإعطاء الوثائق‬

‫اإلدارية أو أن تقوم بمهمة المراقبة كما عهدناها في فترة الحماية بل تطورت حقول تدخالتها وتشعبت مجاالت اختصاصاتها‬

‫حيث مكنها مبدأ الالمركزية من االهتمام بالمشاكل الجديدة المرتبطة بتطور المجتمع الشيء الذي أهلها ألن تكون قاطرة‬

‫للتنمية‪ ‬‬

‫‪ -‬دور الجماعات في تحقيق‪ ‬التنمية‬

‫بعد أن أوكل الميثاق الجماعي للجماعات الترابية مهمة التنمية وخصص لها عدة مهام و اختصاصات أصبح دور الجماعات‬

‫الترابية دورا تنمويا باألساس‪ ،‬يسعى إلى تحقيق التنمية على جميع المستويات و بالتالي المساهمة في تقدم‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫أ‪ -‬على المستوى اإلقتصادي‪:‬‬

‫على الجماعات الترابية ان تحافظ على ممتلكاتها و تنمية مواردها االقتصادية بجعلها أكثر مرد ودية ‪،‬مع الحرص‪X‬‬
‫‪.i‬‬
‫على عدم إثقال كاهل المواطنين بالضرائب المباشرة و الغير المباشرة ‪.‬‬

‫تدبير الموارد لخدمة مصالح المواطنين في مجاالت السكن‪ ،‬و الصحة و التعليم و توفير البنيات التحتية األساسية‬
‫‪.ii‬‬
‫التي تعتبر ضرورية لسير الحياة العادية‪ ،‬باإلضافة إلى استثمار المتوفر منها إلحداث مقاوالت جديدة‪  ‬تساهم في الحد من‬

‫البطالة من جهة‪ ،‬وتنمية الموارد الجماعية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪:‬ب‪ -‬على المستوى اإلجتماعي‬

‫‪   ‬تتجلى مسؤولية الجماعة في توفير و تلبية الحاجيات األساسية للساكنة في جميع المجاالت كالتعليم و الصحة و‬

‫الشغل‪ ،‬وهنا تحاول الجماعات الترابية استغالل مواردها في بناء المستشفيات و المدارس‪ X‬و توفير السكن الالئق لذوي‬

‫الدخل المحدود‪.‬‬

‫‪ ‬وهنا نالحظ التداخل الكبير بين المستويين االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬فالتنمية اإلقتصادية تحقق بدورها‪ X‬تنمية إجتماعية ‪.‬‬

‫‪ ‬كما تساهم الجماعات الترابية في مساعدة الجمعيات التي تسعى إلى تقديم المساعدة اإلجتماعية الجادة للمواطنين‬

‫التي ليست لها أغراض ربحية مثل دور المسنين‪ ،‬جمعيات لمساعدة النساء في وضعية صعبة ‪ ،‬جمعيات لمساعدة‬

‫األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪ ...‬و تقديم الدعم المادي و المعنوي لهم‪.‬‬

‫ج‪  -‬على المستوى الثقافي‪:‬‬


‫‪   ‬تسعى المجالس المحلية على دعم الجمعيات الثقافية الجادة عن طريق إيجاد البنيات التحتية الضرورية لقيام أنشطة‬

‫ثقافية إلنتاج القيم اإليجابية ‪،‬التي تساعد على القضاء على مختلف األمراض االجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم ‪ ‬الدعم‬

‫المادي و المعنوي لتلك الجمعيات حتى تستطيع التغلب على‪  ‬الصعوبات‪.‬‬

‫مجال‪ ‬التربية والتعليم‬
‫‪.i‬‬
‫مجال‪ ‬التربية والتعليم‬

‫مباشرة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫تقوم بانجاز أمكنة مالئمة للتدريس والقيام بصيانتها ‪ ،‬على أن تضطلع الدولة بتوفير األطر والمعدات الضرورية‪X.‬‬
‫‪.i‬‬
‫غير مباشرة‪                                                                        :‬‬
‫‪‬‬
‫إقامة مجموعة من التجهيزات والبنيات التحتية وإنجازالمرافق‪ X‬المكملة لنشاط التعليم ‪ ،‬إذ ال يمكن تصور إقامة‬
‫‪.i‬‬
‫المدارس دون مدها بشبكة الماء والكهرباء‪ ، X‬وفك العزلة عنها ببناء الطرق وإصالحها وتوفير النقل‬

‫العمومي‪... ‬إلخ‪                   .‬‬

‫تزويدالمؤسسات‪ X‬بالكتب واللوازم الرياضية ‪ ( ،‬سواء مباشرة أو عن طريق الفرق الرياضية المدرسية )‪    .‬‬
‫‪.ii‬‬
‫تقديم المساعدات المالية لجمعيات أولياء وآباء التالميذ والجمعيات الخيرية المكلفة بإيواء األطفال اليتامى أو‬
‫‪.iii‬‬
‫المعوزين والذين يتابعون الدراسة‪X.‬‬

‫كما تعنى الجماعات المحلية بمحو األمية بين الفئات المختلفة من الناس‪        .‬‬
‫‪.iv‬‬
‫اإلكثار من أشكال التضامن كتزويد التالميذ المعوزين باللوازم المدرسية والكتب وغيرها بمناسبة كل دخول‬
‫‪.v‬‬
‫مدرسي‪.‬‬

‫وفضال عن ذلك تساهم الجماعات المحلية في تشجير بعض البنايات المدرسية ونظافتها‪ ،‬كما أن ثمة تعاون‬
‫‪.vi‬‬
‫مستمر بين المؤسسات التعليمية ومصالح وزارة التربية والجماعات في انجاز العديد‪ X‬من األنشطة الثقافية والتربوية سواء‬

‫بمناسبة األعياد الوطنية أوغيرها‪.‬‬

‫د‪-‬على المستوى البيئي‪:‬‬

‫التدبير المعقلن للموارد الطبيعية المحلية‬


‫‪.i‬‬
‫إبعاد مطرح النفايات من الساكنة ومن المياه الجوفية‪.‬‬
‫‪.ii‬‬
‫‪ ‬الحد من الزحف العمراني على حساب الغطاء األخضر والغابات‬
‫‪.iii‬‬
‫مواجهة خطر تعرض المياه السطحية والجوفية للتلوث‬
‫‪.iv‬‬
‫اإلخبار والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫‪.v‬‬
‫و السؤال الذي يفرض نفسه علينا اآلن هل ستستطيع الجماعات الترابية القيام بدورها التنموي ؟‪ ‬أم أن‬

‫هناك عوائق حالت دون وصولها إلى أهدافها التنموية؟‬

‫‪ -2‬العوائق التي تقف حاجزا أمام الدور التنموي للجماعات الترابية‬

‫ا_اكراهات موضوعية‪:‬‬

‫نسبة األمية ‪%40 :‬‬


‫‪.i‬‬

‫‪ ‬‬

‫الفقر االقتصادي‬
‫‪.i‬‬
‫‪ 61%‬من الجماعات القروية ال تتوفر على أية بنية اجتماعية‪ ،‬باستثناء المدرسة والمستوصف‪.‬‬
‫‪.ii‬‬
‫ضعف و محدودية الموارد المالية‬
‫ضيق هامش المبادرة في ظل وصاية الدولة‬
‫‪.i‬‬
‫سلطة الوصاية كآلية للتحكم‪:‬‬
‫‪.ii‬‬
‫‪      ‬بالرغم من اإليجابيات التي تضمنتها القوانين المنظمة للجماعات المحلية‪ ،‬إال أنها تبقى غير كافية‪ .‬فالوصاية مازالت‬

‫مفروضة بقوة ألنها دائما خاضعة لمصادقة السلطة المركزية على مشاريعها أو قراراتها أو عدم المصادقة عليها‪ .‬رغم أن‬

‫الدستور الجديد‪ X‬نص في الفصل ‪ 136‬على مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية إذ ” يرتكز‪ X‬التنظيم الجهوي و الترابي على‬

‫مبادئ التدبير الحر و على التعاون و التضامن و يؤمن مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم و الرفع من‬

‫مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة و المستدامة“ ‪.‬‬

‫‪      ‬وهكذا فإن الدستور الجديد‪ X‬أعطى للجماعات الترابية حرية التصرف في اإلدارة و التسيير‪ ،‬بمنحها االستقالل‬

‫الحقيقي و حرية أكبر في اتخاذ قرارتها و التعبير عن إرادتها و حصولها على الوسائل الكفيلة لتحقيق التنمية على جميع‬

‫المستويات‪ .‬إال أن مبدأ التدبير الحر الذي نص عليه دستور ‪ 2011‬ما زال قوانين نظرية لم تطبق على أرض الواقع‪ ،‬و‬

‫بالتالي مازالت الجماعات الترابية خاضعة لسلطة الوصاية‪.‬‬

‫ب_معيقات ذاتية‪:‬‬

‫غياب إستراتيجية واضحة للعمل التنموي بالجماعة المحلية و بالتالي عندما ال تعرف أين تتجه فإنك لن تصل أبدا‬
‫‪.i‬‬
‫العجز النوعي على مستوى الموارد البشرية (غياب التكوين التخصصي )‬
‫‪.ii‬‬
‫قلة الوعي بأهمية التنمية البشرية لدى المسؤولين الجماعيين‬
‫‪.iii‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫‪    ‬تأسيسا على ماسبق يمكننا القول أن الجماعات الترابية قطعت أشواطا كثيرة‪ ،‬وعرفت تطورا كبيرا فبعد أن وظفت‬

‫كآداة للمراقبة ‪  ‬اإلدارية هدفها األساسي فرض السيطرة في عهد الحماية‪ ،‬وبعدها حصرت مهمتها في تسيير المرافق‬

‫العامة المحلية دون أن يناط بها أي دور في الحياة اإلقتصادية و اإلجتماعية‪.‬أصبحت فاعال أساسيا في العملية التنموية‬

‫رغم أنها ما زالت تعاني من مجموعة من المعيقات أهمها خضوعها لسلطة الوصايا التي تجعلها تقف مكتوفة األيدي أمام‬

‫تحقيق التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية‪ ...‬و هنا يتبادر إلى ذهننا مجموعة من التساؤالت‪:‬‬

‫هل فعال تحقق الجماعات الترابية التنمية في جميع مستوياتها أم أن هذه اإلختصاصات التي خولتها لها الدولة‪X‬‬
‫‪.i‬‬
‫مجرد‪  ‬فصول و مواد منصوص عليها في القانون الدستوري ؟‬

‫هل يرقى المغرب إلى درجة تخويل مهمة التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية والترابية إلى الجماعات الترابية دون‬
‫‪.ii‬‬
‫تدخل سلطة الوصاية وتحقيق مبدأ التدبير الحر في ظل ما تعرفه اإلدارة المغربية من فساد إداري و أخالقي على جميع‬

‫المستويات؟‬

‫هل المشكل األساسي الذي يعيق التنمية المحلية راجع باألساس إلى االكرهات الموضوعية أم المعيقات‬
‫‪.iii‬‬
‫الذاتية(مستوى المنتخب و برنامجه التنموي‪X)...‬‬

‫هل سيحقق الشعب المغربي غاية الدستور الجديد ويختار ممثلين منتخبين يتمتعون بالمؤهالت الكافية لتحقيق‬
‫‪.iv‬‬
‫التنمية ويضعون المصلحة العامة فوق كل االعتبارات بعيدا عن المصالح الذاتية ؟‬
‫ما هو مفهوم الجماعة الترابية؟*‬

‫الجماعة المحلية عبارة عن وحدة ترابية يتم تعيين حدودها الجغرافية بشكل دقيق طبقا العتبارات تاريخية وسوسيو قبلية‬

‫‪.‬واقتصادية ومؤسساتية أو سعيا لتحقيق تعاون وتكامل بين مكونات المنطقة‬

‫‪.‬طبقا لدستور المملكة الجديد‪ ،‬تم تغيير تسمية الجماعات' المحلية بالجماعات الترابية‬

‫مم تتكون الجماعات الترابية بالمغرب وكم يبلغ عددها؟ *‬

‫طبقا للدستور الجديد للمملكة‪ ،‬تتكون الجماعات الترابية من الجهات والعماالت' واالقاليم و الجماعات‪ ،‬و تحدث كل‬
‫جماعة‬

‫‪.‬ترابية أخرى بالقانون‪ .‬وهي أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تسير شؤونها بشكل ديمقراطي‬

‫‪.‬تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام المباشر‬

‫‪.‬تتكون الجماعات' الترابية من ‪ 12‬جهة ‪ ،‬و ‪ 75‬عمالة واقليم‪ ،‬منها ‪ 13‬عمالة و ‪ 62‬اقليما‪ ،‬و ‪ 1503‬جماعة‬

‫‪:‬استنادا للقوانين التنظيمية المتعلقة بالجهات والعماالت واألقاليم والجماعات‪ ،‬فإن‬

‫الجهة جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل أحد ‪-‬‬

‫‪.‬مستويات التنظيم الترابي للمملكة ‪ ،‬باعتباره تنظيما ال مركزيا يقوم على الجهوية المتقدمة‬

‫العمالة أو اإلقليم جماعة ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي‪ ،‬وتشكل ‪-‬‬
‫أحد‬

‫‪.‬مستويات التنظيم الترابي للمملكة‬


‫‪،‬الجماعة تشكل أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬وهي جماعة ترابية خاضعة للقانون العام ‪-‬‬

‫‪.‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي‬

‫ماهي اختصاصات الجماعات الترابية؟ *‬

‫تمارس الجماعات' الترابية اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة بينها وبين الدولة وأخرى منقولة إليها من هذه‬
‫األخيرة‬

‫‪.‬وفق الشروط والكيفيات المنصوص عليها في القوانين التنظيمية المتعلقة بكل جماعة ترابية‬

‫ماهي اختصاصات الجماعات الترابية؟ *‬

‫تمارس الجماعات' الترابية اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة بينها وبين الدولة وأخرى منقولة إليها من هذه‬
‫األخيرة‬

‫‪.‬وفق الشروط والكيفيات المنصوص عليها في القوانين التنظيمية المتعلقة بكل جماعة ترابية‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪:‬دور الجماعات المحلية في التنمية االقتصادية واالجتماعية‬

‫المطلب األول‪:‬اختصاصات الجماعات المحلية في مجال التنمية‬

‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬على مستوى المجالس الجماعية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى العماالت و األقاليم‬


‫الفرع الثالث‪ :‬على مستوى الجهات‬

‫المطلب الثاني‪:‬الوسائل الكفيلة بتحقيق التنمية على مستوى الجماعات المحلية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معيقات التنمية على مستوى الجماعات المحلية‬

‫المطلب األول‪ :‬على المستوى الداخلي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬على المستوى الخارجي‬

‫لقد أصبح دور الالّمركزية في عصرنا الحاضر يتزايد يوما بعد آخر في البناء‬
‫الديمقراطي العام للدولة‪ .‬فتشعب مهام الدولة وتكاثر مسؤولياتها أدى بها إلى‬
‫ترك جزء من الوظيفة اإلدارية واالجتماعية و خاصة االقتصادية إلى وحدات‬
‫إدارية وترابية تعتمد التمثيلية عبر آلية االنتخاب‪ ،‬بحيث يصبح لممثلي‬
‫السكان اختصاصات موسعة في مختلف المجاالت ودلك حسب الفصل ‪100‬‬
‫من مقتضيات الدستور ‪.‬كما أن زيادة الطلب على الخدمات المختلفة بصورة‬
‫تعكس استجابة سريعة وحقيقية الحتياجات المواطنين و تمثيلهم و نقل وجهة‬
‫نظرهم و مشاركتهم في رسم السياسات العامة التي تخدم المجتمع و‬
‫المواطنين ‪ ،‬ساهم في إنشاء و بروز مؤسسات الدولة كشريك أساسي‬
‫للحكومة ‪،‬ودلك من منطلق أن االهتمام و العناية باألمور المحلية ستؤدي إلى‬
‫المساهمة في أدوار تنموية جادة ‪ .‬كما إن تعدد وازدياد أدوار الجماعات‬
‫المحلية في كل التجارب التي تأخذ بالالّمركزية أدّى إلى اعتماد آليات مالية‬
‫مهمة تمكن هذه الجماعات من موارد تستطيع من خاللها القيام بهذه األدوار‪،‬‬
‫ويعتبر إدراج الجهة كجماعة المحلية بمقتضى دستور ‪ 1996‬وقانون رقم‬
‫‪ 47-96‬تدعيم التجاه الذي رسمه المغرب في هذا المجال والذي يقوم على‬
‫اعتبار الالمركزية االقتصادية مفتاح التقدم بمختلف أوجهه والمعالجة‬
‫الواقعية و الفعالة للتخلف‪ .‬‬

‫‪ .‬وبالتالي نخلص إلى طرح التساؤل عن حدود دور الجماعات المحلية في‬
‫التنمية؟و إلى أي حد تقوم الجماعات بال دورالمنوط بها كامال؟ و ماهي‬
‫حدود تدخلها في المخطط التنموي االقتصادي واالجتماعي بعيدا عن قيود‬
‫الوصاية؟‪ ‬‬

‫وبعد هدا التقديم يمكننا القيام بدراسة مختلف التمظهرات التفصيلية لدور‬
‫الجماعات المحلية في التنمية من خالل تقسيم العرض إلى مبحثين‪ :‬‬

‫‪ v‬األول سنقوم فيه بدراسة دور الجماعات المحلية في التنمية االقتصادية‬


‫واالجتماعية‪ ‬‬

‫‪ v‬أما المبحث الثاني فسنقوم فيه بدراسة معيقات التنمية على مستوى‬
‫الجماعات المحلية‪ ‬‬

‫المبحث األول‪:‬دور الجماعات المحلية في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ‬‬

‫يمكن أن نعتبر الجماعات المحلية مؤسسات للتنمية االقتصادية و االجتماعية‬


‫و الثقافية إذا توفرت الشروط الدستورية و القانونية و االقتصادية التي‬
‫تساعد فعال على قيام تلك الجماعات بدورها التنموي المحلي‪ ‬‬

‫‪ l‬و يتمثل الشرط الدستوري في كون الدستور يعطي للجماعات المحلية‬


‫سلطة القيام بالتنمية المتعددة األوجه لصالح المواطنين( الفصل ‪101‬من‬
‫الدستور)‪ ‬‬

‫‪ l‬يتمثل الشرط القانوني في توفير الضمانات الالزمة إلجراء انتخابات حرة و‬


‫نزيهة الفراز مسؤولين جماعيين يعبرون قوال و فعال عن إرادة الناخبين‬
‫الذين اختاروهم للقيام بالعمل الجماعي‪ ‬‬
‫‪ l‬أما الشرط االقتصادي‪ ،‬فيتمثل في ضبط الموارد القائمة‪ ،‬و البحث عن‬
‫موارد جديدة بعيدا عن إثقال كاهل المواطنين بالضرائب المختلفة‪ ،‬و ترشيد‬
‫صرف تلك الموارد في مشاريع تنموية تساعد على تشغيل العاطلين في‬
‫المجاالت االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‪ .‬‬

‫وتقوم الجماعات المحلية بهذه ألدوار من خالل مجموعة من اإلختصاصات‪ ‬‬

‫المطلب األول‪:‬اختصاصات الجماعات المحلية في مجال التنمية‪ ‬‬

‫تتوفر الجماعات المحلية ( الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية‬


‫والقروية )على مجموعة من اإلختصاصات القانونية الذاتية والقابلة للنقل‪ ‬‬

‫الفرع األول‪ :‬على مستوى المجالس الجماعية‪ ‬‬

‫كما تمت اإلشارة سابقا تستأثر الجماعات المحلية بمجموعة من‬


‫اإلختصاصات وباعتبارها جماعة محلية فإن للمجالس الجماعية أيضا‬
‫اختصاصات قانونية تمكنها من تحقيق الدور المنوط بها على مستوى التنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬‬

‫وتتمثل في االختصاصات التالية‪ :‬‬

‫‪ q‬التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬‬

‫‪ q‬المالية والجبايات واألمالك‪ .‬‬

‫‪ q‬المواقف والتجهيزات العمومية المحلية‪ ‬‬

‫‪ q‬الوقاية الصحية والنظافة والبيئة‪ ‬‬


‫‪ q‬الشراكة والتعاون‪ ‬‬

‫‪-2‬االختصاصات القابلة للنقل‪ ‬‬

‫نجد من ضمنها‪ ‬‬

‫‪ q‬إحداث وصيانة المدارس ومؤسسات التعليم األساسي والمستوصفات‬


‫والمراكز الصحية‪ ‬‬

‫‪ q‬إنجاز وصيانة مراكز التأهيل والتكوين المهني‪ ‬‬

‫‪ q‬البنيات التحتية والتجهيزات ذات الفائدة الجماعية‪ ‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى العماالت و األقاليم‪ ‬‬

‫لضمان تنميتها االقتصادية واإلجتماعية وعلى غرار المجالس الجماعية‬


‫توكل الى مجالس العماالت واألقاليم مجموعة من االختصاصات ‪ :‬‬

‫وتشتمل هذه اإلختصصات على‪ :‬‬

‫‪ q‬دراسة مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية للعمالة أو اإلقليم‪ ‬‬

‫‪ q‬دراسة الميزانية والحساب اإلداري وتحديد سعر الرسوم‪ ‬‬

‫‪ q‬تحديد برامج التنمية والتجهيز واالستثمار والتصويت عليها‪ ‬‬

‫‪ q‬البث في إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة‪ ‬‬


‫‪ q‬تحديد برامج التجهيز و التنمية و اإلستثمار‪ ‬‬

‫‪ q‬البث في إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة‪ ‬‬

‫‪ q‬البنيات التحتية والتجهيزات وبرامج التنمية واالستثمار التي تهم العمالة‬


‫أو اإلقليم‪ .‬‬

‫‪ q‬إحداث وصيانة المستشفيات والمراكز الصحية‪ .‬‬

‫‪ q‬إحداث و صيانة اإلعداديات و اثانويات و المعاهد المتخصص‪ ‬‬

‫ولممارسة هذه اإلختصاصات اشترط المشرع تحويل الوارد المالية الالزمة‪ .‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬على مستوى الجهات‪ ‬‬

‫وعلى شاكلة المجالس الجماعية و مجالس العماالت واألقاليم تمارس‬


‫المجالس الجهوية باعتبارها شكال من أشكال الالمركزية حسب الفصل ‪100‬‬
‫من دستور‪ 1996‬الذي ارتقى بمفهوم الجهة إلى جماعة محلية مجموعة من‬
‫اإلختصاصات ‪ :‬‬

‫من أهم هذه االختصاصات‪ :‬‬

‫‪ q‬يقوم باألعمال الالزمة إلنعاش االستثمارات الخاصة ويشجع إنجاز هذه‬


‫االستثمارات عن طريق إحداث وتنظيم مناطق صناعية ومناطق لألنشطة‬
‫االقتصادية‪ .‬‬
‫‪ q‬يعد برنامج التنمية االقتصادية واالجتماعية للجهة طبقا للتوجهات‬
‫واألهداف المعتمدة في البرنامج الوطني للتنمية‪ .‬‬

‫‪ - 2‬االختصاصات المنقولة‪ :‬‬

‫إضافة إلى اإلختصاصات الذاتية تنقل الدولة إلى الجهة اختصاصات أخرى‪ ‬‬

‫‪ q‬إحداث وصيانة المستشفيات والثانويات والمؤسسات الجامعية‪ ‬‬

‫‪ q‬تقديم المنح الدراسية والتجهيزات ذات المنفعة العامة‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬الوسائل الكفيلة بتحقيق التنمية على مستوى الجماعات‬


‫المحلية‪ ‬‬

‫إن تحقيق األهداف التنموية المسطرة ال يتحقق فقط بمنح الجماعات المحلية‬
‫لإلختصاصات بل يبقى رهين باإلمكانيات المادية والبشرية المتاحة‪ .‬‬

‫أ‪ -‬الوسائل المادية ‪ :‬‬

‫تتوفر الجماعات المحلية على وسائل مادية مهمة يتلخص أبرزها في‪ :‬‬

‫‪ v‬حقها في االستفادة من موارد مجموعة من الضرائب العائدة إلى الدولة‬


‫كحصتها من الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الحضرية والمهنية‪ ‬‬

‫‪ v‬إضافة إلى هذا هناك موارد ألمالك الجماعة التي تحتل أهمية قصوى داخل‬
‫الميزانية الجماعية باعتبارها مورد مالي ذاتي يشكل أداة تمويل بالنسبة‬
‫للميزانية الجماعية وألهميتها في إقامة المشاريع االقتصادية واالجتماعية‬
‫وبالتالي ممارسة اختصاصاتها‪ .‬‬
‫إلى جانب هذا عملت الدولة على إنشاء مجموعة من المؤسسات التي يعهد‬
‫إليها تمويل مشاريع جماعية وتدعيم المداخيل المالية المحلية‪ .‬‬

‫‪ v‬إنشاء صندوق التجهيز الجماعي وخدمته للجماعات المحلية تتمثل في‬


‫تقديم القروض للجماعات‪ .‬‬

‫‪ v‬مركز االستثمار الجهوي‪ ‬‬

‫‪ v‬لجنة إلنعاش االقتصاد المحلي‪ ‬‬

‫ب‪ -‬الوسائل البشرية ‪ :‬‬

‫من المعلوم أن العنصر البشري ضرري لتحقيق تنمية اقتصادية و اجتماعية‬


‫هذا األخير يعد وسيلة ضرورية لإلنجاح أي مشروع تنموي‪.‬فكل الصالحيات‬
‫و اإلختصاصات التي تتوفر عليها الجماعات المحلية تبقى دون جدوى في‬
‫غياب العنصر البشري ‪ .‬‬

‫ويتكون العنصر البشري على مستوى الجماعات المحلية أساسا من‬


‫الموظفين العاملين داخل األجهزة المحلية والتي تتوفر على تنظيم خاص‬
‫يتميز عن التنظيم المتعلق بموظفي الدولة‪ ‬‬

‫والمالحظ أن الموارد البشرية للجماعات المحلية قد عرفت تطورا بحيث‬


‫ارتفع عدد الموظفين الجماعيين خاصة في الجماعات المحلية الحضرية‬
‫والقروية والعماالت واألقاليم‪ .‬وهذا التطور ال يشمل فقط عدد الموظفين بل‬
‫نوعيتهم‪ .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معيقات التنمية على مستوى الجماعات المحلية‪ ‬‬

‫رغم كل اإلختصاصات القانونية و الو سائل المادية و البشرية المتاحة فإن‬


‫الجماعات المحلية مازالت تعاني من مجموعة من المشاكل و اإلكراهات‬
‫سواء على المستوى الداخلي أوعلى المستوى الخارجي‪ .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬على المستوى الداخلي‪ ‬‬

‫‪ q‬يتجلى في كون األعضاء المحليين ال يتمتعون بالكفاءة التي تمكنهم من‬


‫استيعاب العمل الجماعي على المستوى القانوني وعلى مستوى القدرة على‬
‫تدبير شؤون الجماعة ‪ ،‬مما يؤدي إلى تبذير اإلمكانيات المادية ‪ .‬‬

‫‪ q‬التالعب بنفقات و إ رادات ا لجماعات المحلية وتخصيصها لألغراض‬


‫تجانب المصلحة العامة‪ ‬‬

‫‪ q‬وجود جماعات محلية تعاني من عجز في ميزانيتها ‪ ،‬وتبقى عاجزة على‬


‫إحداث التنمية المحلية نتيجة التوزيع المتفاوت والالمتكافئ للثروة‪ ‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬على المستوى الخارجي‪ ‬‬

‫إن اإلستقالل اإلداري و المالي الممنوح لهذه الوحدات الالمركزية الترابية‬


‫هو فقط استقالل نسبي حيث تحتفظ الدولة لنفسها بحق اإلشراف و الرقابة‬
‫والتوجيه على هذه الهيئات من خالل السلطة الوصية التي تكون في كثير من‬
‫الحاالت عقبة أمام التنمية اإلقتصادية المحلية خاصة فيما يتعلق بالمقررات‬
‫المتخذة من طرف الجهات و التي تتطلب المصادقة المسبقة‪ ,‬‬

‫‪ v‬كالميزانية الجهوية‪ ‬‬

‫‪ v‬المساهمة في شركات االقتصاد المختلط‪ ‬‬

‫‪ v‬الشراءات و البيوعات و أعمال تدبير الملك العام‪ ‬‬


‫‪ v‬اإلقتراضات و الضمانات‪ ‬‬

‫كل هذه العوائق وغيرها مما لم نأت على ذكره تجعل الدور التنموي‬
‫للجماعات المحلية أكثر تعقيد‪ ‬‬

‫خاتمة‪ ‬‬

‫إن التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية الوطنية ال تتحقق في غياب تنمية محلية‬


‫و هذا يفرض على الجماعات المحلية القيام بدورها و تحديد نشاطها‪.‬من‬
‫جهتها فإن الدولة مدعوة إلى تعزيز دور الجماعات المحلية و المؤسسات‬
‫الجهوية و اإلقليمية و المحلية لتمكينها من تحقيق التنمية في هذا اإلطار‬
‫يجب تعميق الالمركزية وتوسيع دور الجهوية‪ .‬‬

‫عرف المغرب انطالق االهتمام بالجماعات والالمركزية منذ الفترات األولى من االستقالل‪ ،‬وتجلى هذا‬
‫في ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ ،1960‬وظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬واستمر العمل بهذا الميثاق إلى غاية صدور‬
‫ميثاق رقم ‪ ،78.00‬الصادر ب‪ 03‬أكتوبر ‪ .2002‬والذي عدل بقانون ‪ 17.08‬سنة ‪.2009‬‬

‫والهدف من هذه الترسانة القانونية تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تطوير الحكامة المحلية‪.‬‬


‫‪ -‬تحديث اإلدارة المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم وحدة المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين وسائل تدبير المرافق العمومية‪.‬‬

‫فإلى أي حد حقق الفاعلون ما توافق عليه المنظرون؟ إن أول خلل هو وجود جماعات قروية تفوق‬
‫بكثير الجماعات الحضرية رغم أن الساكنة بين الطرفيين متساوية تقريبا‪ .‬وهذا يدل على أن التوزيع‬
‫الترابي المغربي ما زال يخضع للمقاربات غير التنموية‪ .‬لذلك رغم المجهودات المبذولة على المستوى‬
‫الترابي‪ ،‬فإن رتبنا الدولية على مستوى التنمية البشرية مخجلة‪ .‬وغير متناغمة مع البنية التنظيرية‬
‫للشأن المحلي‪.‬‬

‫الدستور والجماعات الترابية‬

‫وتجاوزا لهذا الخلل فقد استطاع دستور ‪ 2011‬أن ينظر لشأن ترابي متقدم جدا إذا احترمنا التنزيل‬
‫الديمقراطي لهذه المقتضيات الدستورية الراقية‪ .‬والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫إن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي‪ ،‬يقوم على الجهوية المتقدمة‪ ،‬ويقصد بالجماعات الترابية‬
‫كل من الجهات والجماعات ومجالس األقاليم والعماالت‪ .‬وتنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع‬
‫المباشر‪ .‬وتساهم الجماعات الترابية في تفعيل السياسة العامة للدولة‪ ،‬وفي إعداد السياسات الترابية من‬
‫خالل ممثليها في مجلس المستشارين‪ ،‬وتضع الجماعات الترابية آليات للحوار والتشاور لتسيير‬
‫مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد التنمية وتتبعها‪ .‬ويمكن للمواطنات والمواطنين‬
‫والجمعيات تقديم عرائض‪ ،‬الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في اختصاصه ضمن جدول‬
‫أعماله‪ .‬وكل اختصاص تنقله الدولة إلى الجماعات الترابية يكون مقترنا بتحويل الموارد المطابقة له‪.‬‬

‫وتحدث الدستور على صندوقيين‪ :‬األول يهتم بالتأهيل االجتماعي‪ ،‬نحو البنيات التحتية األساسية‬
‫والتجهيزات ‪ .‬والثاني صندوق للتضامن بين الجهات من حيث التوزيع المتكافئ للموارد‪ ،‬قصد التقليص‬
‫من التفاوتات بينها‪.‬‬

‫واليجوز ألي جماعة ممارسة الوصاية على جماعة أخرى‪ ،‬مع تبوئ الجهة مكانة الصدارة بالنسبة‬
‫للجماعات الترابية‪ .‬وفي هذه التركيبة للجماعات الترابية خصص الدستور أدوار الوالة والعمال فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبارهم سلطة مركزية في الجماعات الترابية‪.‬‬


‫‪ -‬تأمين تطبيق القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها‪.‬‬
‫‪ -‬المراقبة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة الرؤساء على تنفيذ المخططات والبرامج التنموية ‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على حسن سيرها‪.‬‬

‫إن عمل الجماعات الترابية واالختصاصات الجديدة وغيرها من المقتضيات ستحدد بقانون تنظيمي أو‬
‫قوانين تنظيمية نظرا لكثرتها وتشعبها والتي نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬شروط تدبير الجماعات الترابية لشؤونها بكيفية ديمقراطية ‪.‬‬

‫‪ -‬عدد أعضائها والقواعد المتعلقة بأهلية الترشيح‪ ،‬وحاالت التنافي‪ ،‬وحاالت منع الجمع بين االنتدابات‬
‫وكذا التنظيم االنتخابي‪.‬‬

‫‪ -‬أحكام تحسين تمثيلية النساء داخل المجالس المذكورة‪.‬‬

‫‪ -‬شروط تنفيذهم مداوالت المجالس ومقرراتها‪.‬‬

‫‪ -‬شروط تقديم العرائض‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاصات الذاتية والمشتركة والمنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬النظام المالي للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ -‬مصدر الموارد المالية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ -‬شروط وكيفيات تأسيس المجموعات وتنمية التعاون بينها‪.‬‬

‫‪ -‬تطور التنظيم الترابي وقواعد الحكامة‪.‬‬

‫ولإلشارة فإن المجالس الجهوية تراقب حسابات الجماعات الترابية‪.‬‬

‫مآالت الميثاق الجماعي‬

‫يبدو لي ومن خالل المقتضيات الجديدة لدستور ‪ ،2011‬يمكن استنتاج أننا في حاجة لميثاق جديد‬
‫يتناغم مع المستجدات الدستورية‪ .‬ويحبذ انتخاب رئيس المجلس الجماعي بطريقة مباشرة حتى يتحمل‬
‫المسؤولية كاملة انطالقا من الشرعية الشعبية المباشرة‪ ،‬وتعميم الالئحة على جميع الجماعات مع‬
‫مرونة قانونية‪ ،‬حتى نخرج من منطق "الشيخ" السياسي إلى المسؤولية الجماعية‪ ،‬في إطار برامج‬
‫تنموية واضحة‪ ،‬مع إعادة النظر في األعداد المشكلة للمجالس‪ ،‬انطالقا من منطق الكيف وليس الكم‬
‫الذي غالبا ما يخضع للترضيات مما يحدث دخنا في منظومة الحكامة‪ .‬مع اشتراط مستويات تعليمية‬
‫محترمة بدل المهزلة المثبتة في الميثاق اليوم‪ .‬وأن تكون هناك معايير موضوعية وجماعية في اختيار‬
‫اللجن االستشارية بدل االكتفاء باالختيارات الذاتية للرؤساء‪ ،‬والتي غالبا ما تستغل في الريع القبلي‬
‫الذاتي‪.‬ولسنا في هذا المقال بصدد تقويم الميثاق الجماعي‪ ،‬لكن نؤكد على أن المطلوب هو إعادة النظر‬
‫في األمور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬طرق تدبير الجماعات الترابية‪.‬‬


‫‪ -‬طرق تنفيذ المقررات والمداوالت‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع دائرة االختصاصات الذاتية والمشتركة والمنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة نظام مالي متناغم مع طموحات التنمية المحلية التي تؤشر على دولة الحق والقانون‪،‬‬
‫واالعتناء بسياسة القرب‪ .‬وتوسيع دائرة األمن االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع وعاء الموارد ‪ ،‬وتقنين وتفعيل آليات الحكامة المالية من حيث التسيير واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬التقليص من الوصاية‪ ،‬وإ عطاء للشرعية الشعبية حقها الدستوري والسياسي والديمقراطي‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية آليات الشراكة والتعاقد‪ ،‬مما يشجع الجماعات على ربط عالقات إقليمية ودولية مما يؤصل‬
‫للعمل الجماعي المتكامل في إطار رؤية ترابية ومجالية مندمجة‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة النظر في نمط االقتراع واعتماد أقوى المعدالت‪ ،‬بدل أكبر بقية‪ ،‬مع الرفع من العتبة‪ ،‬مما‬
‫سيجنبنا تعدد التمثيل السياسي التي يشكل غالبا عرقلة على مستوى التدبير"الدارالبيضاء نموذجا"‬
‫اليوم ‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد العمل المندمج والمتكامل ‪ ،‬والمقاربة التشاركية‪ ،‬وربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬ونشر ثقافة‬
‫الشراكة والتعاون‪ ،‬خاصة مع القطاع الخاص‪ ،‬واالختيار الواضح بين كل من التدبير المفوض‪،‬‬
‫واالقتصاد المشترك‪ ،‬وشركات التنمية المحلية وغيرها‪..‬وتطوير الالمركزية في تناغم متواز مع‬
‫الالتركيز‪ .‬ويمكن االستئناس في هذا المجال بالتجربة البرازيلية‪.‬‬

‫‪ -‬التركيز على التكوين المستمر سواء بالنسبة للموظفين أو المنتخبين‪ .‬ألن هذا في صالح المؤسسة‪،‬‬
‫وتغيير نظام المنتخب‪ ،‬ووضع منظومة قيم جماعية‪.‬‬

‫‪ -‬وضوح العالقة بين السلطات العمومية والهيآت المنتخبة تجاوزا لكل تداخل من شأنه عرقلة التنمية‬
‫المحلية التي هم الجميع‪.‬‬

‫‪ -‬حل إشكالية العالقة بين المجلس الجماعي وممثلي السلطات الوزارية والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء أهمية بالغة للخبرة ماديا ومعنويا ألنها العمق المعرفي للمشاريع التنموية‪.‬‬

‫الجماعات الحضرية الخاضعة لنظام المقاطعات‬

‫مهما كانت التبريرات‪ ،‬فإن السؤال الجوهري هو ‪ :‬لماذا تم اختيار كل من‪ :‬الدارالبيضاء‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬مراكش‪ ،‬فاس‪ ،‬سال لهذا النظام؟ هل هو تقليد لفرنسا التي ركزت على ‪ :‬باريس‪ ،‬ليون‪ ،‬مارساي‬
‫‪.PLM‬؟ أم أن المعايير الموضوعة كافية لهذا االختيار‪.‬؟‬

‫ومن خالل الفلسفة التي من أجلها أخرج هذا االختيار التشريعي للوجود هو توحيد الموارد البشرية‬
‫والمالية من أجل التغلب على إنجاز المشاريع الكبرى‪ ،‬وقد ال مسنا بعضا من هذا في الدارالبيضاء مثال‪.‬‬
‫لكن لم نقم بتقويم موضوعي لهذا النموذج للتدبير الجماعي‪ ،‬حتى نقرر مآالته بطريقة تشاركية‪ .‬خاصة‬
‫وأننا نتوفر على ست عشرة مقاطعة‪ ،‬مجردة من الشخصية القانونية‪ ،‬وأصبحنا نتوفر على مستشارين‬
‫من الدرجة األول‪ ،‬يشكلون المجلس الجماعي‪ ،‬وآخرين من الدرجة الثانية اليتجاوزون فضاء المقاطعة‪.‬‬
‫وبالتالي يكون رئيس المقاطعة من الفئة األولى وجوبا‪ .‬ناهيك عن المستوى الثقافي الذي يشترط في‬
‫الفئتين‪.‬‬

‫ورغم أن المقاطعة تقترح مشاريع استثمارية فالبد من موافقة المجلس الجماعي‪ .‬وتخصص له منحة‬
‫إجمالية بدل ميزانية‪ ،‬مكتفين بحساب النفقات‪ .‬مع توضيح التفويضات المسلمة لرئيس المقاطعة‪.‬‬
‫وإ عطاء القيمة الحقيقية لندوة الرؤساء التي تصادق بفرنسا على استثمارات المجالس المقطاعاتية‪.‬‬
‫هناك مشكل كذلك مرتبط بتحصيل الضرائب والمداخيل المترتبة عن استغالل التجهيزات وإ شكالية‬
‫التعمير بين المقاطعة والمجلس الجماعي‪ ،‬والشرطة اإلدارية‪ ،‬والقرارات التنظيمية‪...‬وغيرها من‬
‫اإلشكاالت التي تحتاج إل وقفات تقويمية انطالقا من مقتضيات دستور ‪ ،2011‬والواقع المعيش لكل‬
‫تجربة‪.‬‬

‫إعداد التراب ‪ .‬الحكامة‪ .‬الجهوية الموسعة والمتقدمة ‪ .‬الشرطة اإلدارية ‪ .‬الجماعات الترابية‬
‫‪ . . .. ‬البيئة ‪ .‬النجاعة الطاقية ‪ .‬المغرب األخضر ‪ X....‬المهام الموكلة للمساعد اإلداري‬

‫مفهوم الجماعات الترابية عددها كيفية تقسيمها عدد االقاليم والعماالت ‪ ...‬الالمركزية‬
‫‪...‬والالتمركز‪ .‬صالحيات رؤساء الجماعات‬
‫الجهوية _ المركزية والالمركزية _التنمية تدبير الشأن المحلي _الحكامة الجيدة_ المبادرة‬
‫‪ .... ‬الوطنية_ للتنمية البشرية تخليق الحياة العامة‪ .‬التنمية المستدامة‬

You might also like