You are on page 1of 63

‫ﻣﺎﺳﺗر‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﻌدي‬

‫اﻟﻌﻘﺎرواﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

‫اﻟﻔوج اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫‪ -‬طﻧﺟﺔ‪-‬‬

‫ﻣﺎدة‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‬

‫ﻋرض ﺗﺣت ﻋﻧوان‪:‬‬

‫اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ‬


‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪ -‬أﺛر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻹﺟراءات‬

‫ﻣن إﻋداد اﻟطﻠﺑﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬راﺿﯾﺔ اﻟﻌﻣري‬ ‫‪ ‬ﻣﺣﻣد زواﻛﻲ‬

‫‪ ‬ﻟﺑﻧﻰ اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ‬ ‫‪ ‬ﻣﺣﻣد أﻣﺟﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﻧورا أﺧﺷﺎب‬ ‫‪ ‬ﻋﺎدل اﻟﻌﻣراﻧﻲ‬

‫‪ ‬ﺻﻔﺎء أﺟﺎﻧف‬ ‫‪ ‬ﺣﺳن داوود‬

‫ﺗﺣت إﺷراف د‪.‬ﻣرزوق أﯾت اﻟﺣﺎج‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫‪2014 - 2013‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺣق اﻟدﻓﺎع ﺣﻘﺎ ﻣﻘدﺳﺎ و رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراﺋﻲ‪ ،‬وﯾﺣرص اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﺷد اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﺣﺗراﻣﮫ‪ ،‬و ﯾﮭدف ﺣ ق اﻟ دﻓﺎع إﻟ ﻰ ﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﻣﺳ ﺎواة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻣراﻛز اﻹﺟراﺋﯾ ﺔ ﻟﻸط راف أﻣ ﺎم اﻟﻣﺣ ﺎﻛم‪ ،‬وإذا اﺧﺗﻠ ت ھ ذه اﻟﻣﺳ ﺎواة اﺧﺗﻠ ت ﻓﻛ رة‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬ﻟدا ﺑﺎت ﻣن اﻟﺿروري واﻟواﺟب إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺧﺻوم ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن وﺟﮭ ﺔ‬
‫ﻧﺿ رھم ﻓﯾﻣ ﺎ ﻗدﻣ ﮫ ﻛ ل ﻣ ﻧﮭم ﻓ ﻲ ﻣواﺟﮭ ﺔ اﻵﺧ ر‪ ،‬وذﻟ ك ﺑﺗﻣﻛﯾ ﻧﮭم ﻣ ن ﻣﻧﺎﻗﺷ ﺗﮫ‪ ،‬و‬
‫دﺣﺿﮫ أﻣﻼ ﻓﻲ إﻗﻧﺎع اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺈﺻدار ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﮫ ‪،‬وﻣن أھم ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع اﻟﺣق‬
‫اﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ إﺧﺑﺎر اﻟﺧﺻم ﺑﻣﺎ ﺳ ﯾﺗﺧذ ﻓ ﻲ اﻟﺧﺻ وﻣﺔ ﻣ ن إﺟ راءات‪ ،‬وﻣ ﺎ ﯾط رح‬
‫ﻓﯾﮭﺎ ﻣن طﻠﺑﺎت‪ ،‬ودﻓوع‪ ،‬وأوﺟﮫ اﻟدﻓﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟرد ﻋﻠﯾﮭﺎ أو ﯾﺗﺧ ذ ﻓ ﻲ ﺷ ﺄﻧﮭﺎ‬
‫اﻟﻣوﻗ ف اﻟﻣﻧﺎﺳ ب ﻟﻣﺻ ﻠﺣﺗﮫ وﻟ ن ﯾﺗ ﺄﺗﻰ ﻟ ﮫ ذﻟ ك إﻻ ﻋ ن طرﯾ ق اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﯾﻌﺗﺑ ر ﻣ ن أھ م ﻣراﺣ ل اﻟﻣﺳ طرة ﺣﯾ ث ﯾ ؤدي ﻋ دم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ أو اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻏﯾ ر‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ إﻟ ﻰ ﺑط ﺊ وﺗ ﺄﺧﯾر ﻓ ﻲ اﻹﺟ راءات وﺑﺎﻟﺗ ﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺟﯾ ل ﻓ ﻲ اﻟﻧط ق ﺑ ﺎﻟﺣﻛم‪ .‬ﻟ ذا‬
‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ أن ﯾﺳﮭر ﺑﻧزاھﺔ وﺟدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺟﻣﯾ ﻊ اﻷﺣﻛ ﺎم و اﻻﺳ ﺗدﻋﺎءات‬
‫ﻓﻲ أﺟﻠﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وإرﺟ ﺎع ﺷ واھد اﻟﺗﺳ ﻠﯾم ﻗﺑ ل اﻧﻌﻘ ﺎد اﻟﺟﻠﺳ ﺔ ﻟﯾﺗ ﺄﺗﻰ ﻟﻛﺎﺗ ب اﻟﺟﻠﺳ ﺔ‬
‫ﺗرﺗﯾﺑﮭﺎ و إدﺧ ﺎل ﺑﻌ ض اﻟﻣﻠﻔ ﺎت اﻟﻣدرﺟ ﺔ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ و ﺗﺗﺟﻠ ﻰ ھ ذه اﻷھﻣﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻣﯾ ﻊ‬
‫ﻣراﺣل اﻟﻣﺳطرة ﺑﺣﯾث إن ﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺿﺎء أن ﯾﻘول ﻛﻠﻣﺗﮫ وإذا ﻟم‬
‫ﯾﻘﻊ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرارات واﻷﺣﻛﺎم ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻸطراف أن ﺗطﻠﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣق اﻟطﻌن‬
‫ﺎﻧون‪.‬‬ ‫ﮫ اﻟﻘ‬ ‫ﻧص ﻋﻠﯾ‬ ‫ذي ﯾ‬ ‫اﻟ‬
‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣدد زﻣﻧﯾﺎ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻟﮫ ﻓرﺻﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺣﻘﮫ وﻟﻠﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﻓرﺻﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋن ھذا اﻟﺣق ‪.‬‬

‫وﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣدة ﺑطﺊ اﻟﺗﺄﺧﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﺟ راءات واﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ‬
‫اھﺗدى اﻟﻣﺷرع إﻟ ﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن اﻟوﺳ ﺎﺋل ﻣ ن أﺟ ل اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ اﻷﺟ ل اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﻣ ن‬
‫ﺧ ﻼل إدراج ﺳ ﺑل ﺟدﯾ دة ﻟﻠﺗﺑﻠﯾ ﻎ‪ ،‬ﺳ واء ﺑﺎﻟطرﯾﻘ ﺔ اﻟﻌﺎدﯾ ﺔ أو اﻟﻐﯾ ر ﻋﺎدﯾ ﺔ ﻛ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫ﺑواﺳ طﺔ ﻣ ﺄﻣور اﻟﺿ راﺋب أو ﻛﺗﺎﺑ ﺔ ﻧﻘﺎﺑ ﺔ اﻟﻣﺣ ﺎﻣﯾن أو ﻣ ﺄﻣوري اﻟﺧزﯾﻧ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‬
‫وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻔﺋﺎت ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣدث ﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن)‪.(81/03‬‬

‫‪2‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﺧطوات ﺗﺣﻛم اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿ ﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﺎﻋ ل اﻹداري‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﻣﻣﺎرس ﻹﺟ راءات اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ داﺧ ل اﻟﻣﺣ ﺎﻛم ﻣ ﺎ زاﻟ ت ﺗﻌﯾﻘ ﮫ ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن‬
‫اﻟﻌﻘﺑﺎت ﺗﻌرﻗل أﺣﯾﺎﻧﺎ أداءه ﻟﻣﮭﺎﻣﮫ‪.‬‬

‫وﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻣل أن ﻧﻼﻣس ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن ﺧ ﻼل اﻟﺣ دﯾث‬
‫ﻋن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺗﻌرﯾﻔﮫ وﺑﯾﺎن أھﻣﯾﺗﮫ وﻛذﻟك ﻋن ﺷروطﮫ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑ ﮫ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺑﺣث أول‪ ،‬ﻗﺑل أن ﻧﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ وﻣدى ﺗﺄﺛﯾره ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺳﯾر اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أھم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﺣب اﻟﻧزاع ﻣﻧذ ﺑداﯾﺗ ﮫ إﻟ ﻰ ﻏﺎﯾ ﺔ‬
‫اﻟﺑث اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻓﯾﮫ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎطرة اﻟوﺣﯾدة ﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ وإﯾﺻ ﺎل اﻹﺟ راءات وﺗﮭﯾ ﺊ‬
‫اﻟﻣﻠﻔ ﺎت وھ و أﺣ د اﻟﻌﻧﺎﺻ ر اﻟﻣﺳ ﺎھﻣﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺣﻘﯾ ق ﻣﺑ دأ اﻟ دﻓﺎع‪ ،‬واﻧطﻼﻗ ﺎ ﻣ ن ھ ذه‬
‫اﻷھﻣﯾ ﺔ ﺳ وف ﻧﺣ ﺎول اﻹﺣﺎط ﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻧطﻼﻗ ﺎ ﻣ ن ﺗﻌرﯾﻔ ﮫ وﺑﯾ ﺎن أھﻣﯾﺗ ﮫ‬
‫وأھداﻓﮫ ﻓﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻷول(‪ ،‬ﻗﺑل أن ﻧﺗطرق ﻓﻲ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( إﻟﻰ طرﻗﮫ وﻛﯾﻔﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺑﯾﺎن أھﻣﯾﺗﮫ وأھداﻓﮫ‬

‫ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن أھم اﻟﻌﻧﺎﺻ ر اﻟﻣﺳ ﺎھﻣﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺣﻘﯾ ق‬
‫ﻣﺑدا ﺣق اﻟدﻓﺎع اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور اﺣﺗراﻣ ﮫ دون إﺷ ﻌﺎر وإﺧﺑ ﺎر أط راف اﻟﻧ زاع‪،‬‬
‫ﻓﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وأﯾن ﺗﺗﺟﻠﻰ أھﻣﯾﺗﮫ وأھداﻓﮫ؟‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وأھﻣﯾﺗﮫ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻣﻠﯾ ﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ وﻣﺻ ﻠﺣﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ وﻛ ذﻟك‬
‫ﺑﯾن اﻟﺧﺻوم‪ .‬أﻣﺎ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎءات ﻓﮭو إﻋﻼن ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋن ﺑداﯾﺔ اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن إﺟراء ﻣﺳ طري ﻣﺣ دد زﻣﻧﯾ ﺎ وﯾﺗﺷ ﻛل ﻓﻌﻠﯾ ﺎ ﻓ ﻲ إﯾﺻ ﺎل واﻗﻌ ﺔ إﻟ ﻰ‬
‫ﻋﻠم اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار اﻟذي ﺻدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﻓﮭو إﻋﻼم اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺻ دور‬
‫اﻟﺣﻛم ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﮫ إﻣ ﺎ ﻟﯾﻧﻔ ذه طوﻋ ﺎ أو ﻟﯾﺗ ﯾﺢ ﻓﯾ ﮫ ﺳ ﺑل اﻟطﻌ ن اﻟﻣﺗﺎﺣ ﺔ اﻟﻌﺎدﯾ ﺔ أو اﻟﻐﯾ ر‬
‫اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ .‬وﺣرﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺳ ﯾﻠﺔ‬
‫ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻋﻧد ﻟﺟوﺋﮭم إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون وﺧﺎﺻﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ‬
‫ﻟم ﯾﻘدم أي ﺗﻌرﯾف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﺑذﻛر اﻹﺟراءات اﻟواﺟب ﺳﻠﻛﮭﺎ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث‬
‫اﻟﺟﮭ ﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أو اﻷوراق واﻟﺷ ﻛﻠﯾﺎت اﻷﺧ رى اﻟﻣﻼزﻣ ﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‪،‬‬
‫واﻧطﻼﻗ ﺎ ﻣ ن اﻟﻧﺻ وص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ اﻟﺳ ﺎﺑﻘﺔ اﻟ ذﻛر ﯾﻣﻛ ن أن ﻧﻌ رف اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ‬
‫إﯾﺻﺎل أﻣر أو واﻗﻌﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ إﻟﻰ ﻋﻠم ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﯾد أﺣد أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط أو‬
‫أﺣ د ااﻟﻣﻔوﺿ ﯾن اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﯾن أو ﻋ ن طرﯾ ق اﻟﺑرﯾ د ﺑرﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﺿ ﻣوﻧﺔ ﻣ ﻊ اﻹﺷ ﻌﺎر‬
‫ﺑﺎﻟﺗوﺻل‪ ،‬أو ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﮭدف ﻣن ذﻟك ھو ﺿﻣﺎن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ﺑ ﺎﻷﻣر‬
‫اﻟﻣراد ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ‪.1‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﺗﺗﺟﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ﻛوﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑ ر ﻣ ن ﺻ ﻣﯾم اﻟﻘواﻋ د اﻟﺟوھرﯾ ﺔ ﻟﻠﻣراﻓﻌ ﺎت ﻟﻛوﻧ ﮫ‬
‫ﯾﻣﺛل ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق‪ ،‬وﺗﺗﺟﻠﻰ ھ ذه اﻷھﻣﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛوﻧ ﮫ أﻓ رد ﻟ ﮫ اﻟﻣﺷ رع اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﺻول)‪ 36‬و‪ 50-41-40-39-38-37‬و ‪(54‬‬

‫‪ - 1‬د‪.‬ﻣﺣﻣد ﻓﻘﯾر‪ :‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‬

‫‪4‬‬
‫واﻟﻔﺻول)‪ (441-433-368-367-349-247-151-126-115-103‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻔﺻول ﻣ ن ‪ 519‬إﻟ ﻰ‪ 526‬ﻣ ن ﻧﻔ س اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﺣ دث ﻋ ن اﻟﻣ وطن اﻟﻣﺑﻠ ﻎ ﻓﯾ ﮫ‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر‪:2‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﺑﻌث اﻟﺳرﻋﺔ أو اﻟﺑطﺊ ﻓﻲ إﺻدار اﻟﺣﻛﺎم‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ھ و ﻧﻘط ﺔ اﻧط ﻼق آﺟ ﺎل اﻟطﻌ ن‪ ،‬إذ ﻟﻠطﻌ ن ﻓ ﻲ اﻷﺣﻛ ﺎم واﻟﻘ رارات آﺟ ﺎل‬
‫ﺣددھﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺑدأ ﺳرﯾﺎﻧﮭﺎ إﻻ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ھ و اﻟﻣرﺟ ﻊ اﻟوﺣﯾ د ﻓ ﻲ ﺗﺣدﯾ د اﻟوﺻ ف اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﺣﻛ ﺎم واﻟﺗ ﻲ ﺗوﺻ ف‬
‫ﺑﺎﻟﺣﺿورﯾﺔ أو اﻟﻐﯾﺎﺑﯾﺔ أو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺣﺿورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪ -‬وﻟﮫ دور أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‪ ،‬وذﻟ ك ﻋﻧ دﻣﺎ ﯾﺳ ﺗﺟﯾب اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ﻟﻺﺟ راء اﻟ ذي‬
‫أﺷﻌر ﺑﮫ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري‪.‬‬

‫‪ -‬واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﻌﺑﯾ ر ﻋ ن اﻹرادة‪ ،‬ﺑ ل وﯾﻌﺗﺑ ر اﻟﺣﻛ م اﻟﺻ ﺎدر دون اﺳ ﺗدﻋﺎء‬
‫اﻟﺧﺻم ﻣﻧﻌدﻣﺎ‪.3‬‬

‫وﺗﺗﺿﺢ ھذه اﻷھﻣﯾﺔ ﺑﻛون اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط وﻛ ذﻟك‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷھداف‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط وأھداف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﻣن أﺟل أن ﯾﺣﻘق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أھداﻓﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره إﺟراء أو ﻋﻣﻼ ﻣﺳ طرﯾﺎ ﯾﺧﺿ ﻊ ﻟﻣﺟﻣوﻋ ﺔ‬
‫ﻣن اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن أن ﺗﻛون ﻟﮫ ﺷروط ﻣ ن أﺟ ل اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑ ﮫ وأھ داف وﻏﺎﯾ ﺎت‬
‫وﺟد ﻣن أﺟﻠﮭﺎ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﻣﺣﻣد ﻛﮭﻧﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻧﺗدب ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻛﺎدﯾر‪.‬‬


‫‪ - 3‬ذ‪.‬اﻟﺣﺳن اﻟﯾﻘﯾن ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻘﮭﺎ وﻗﺿﺎءا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﻧظرا ﻷھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻼ ﺑد ﻣن أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮫ ﺷروط ﺻﺣﺔ ﻟﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻣﺳطرﯾﺎ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎره ﻛذﻟك إﻻ إذا ﺗوﻓرت ﻓﯾﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ﯾﻛ ون اﻟﻌﻣ ل ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺎ ﺗﺗرﺗ ب ﻋﻠﯾ ﮫ آﺛ ﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺔ‪ ،‬أي أن إﺟراءاﺗ ﮫ ﺗﺧﺿ ﻊ ﻟﻣ ﺎ‬


‫ﺳ طره اﻟﻘ ﺎﻧون ﻓ ﻲ اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ أو ﺑﻌ ض اﻟﻧﺻ وص اﻟﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ن ﻗﺑﯾ ل ﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘرارات واﻻﺳﺗدﻋﺎءات ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر‪.‬‬

‫‪ -2‬أن ﯾرﺗ ب اﻟﻘ ﺎﻧون ﻋ ن اﻵﺛ ﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ آﺛ ﺎر إﺟراﺋﯾ ﺔ ﻣﺑﺎﺷ رة ﺑﺣﯾ ث ﯾ ؤﺛر ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﺄن ﺗﺗﺣﻘق ﻣن إﺟراءاﺗﮫ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧ ﮫ‪ ،‬وذﻟ ك ﺑﺎﻟﺗ ﺄﺛﯾر ﻓ ﻲ ﻣﺿ ﻣون‬
‫اﻟﺧﺻ وﻣﺔ ﻣ ن ﺣﯾ ث اﺣﺗ رام اﻵﺟ ﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﻟﻼﺳ ﺗدﻋﺎء واﻟطﻌ ن‪ ،‬ﺣﯾ ث أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻟﺑﺎطل ﯾوﻗف ﺳرﯾﺎن اﻟطﻌن وﻧﻔس اﻟﺷﯾﺊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬أھداف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﯾﻠﻌ ب اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ دورا ﺑ ﺎرزا وﻣﺣورﯾ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺧﺻ وﻣﺔ واﻟﻣﻧﺎزﻋ ﺎت اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛ ن ﯾﺑﻘ ﻰ‬
‫ھدﻓ ﮫ اﻷول ھ و إﻋﻣ ﺎل ﻣﺑ دأ اﻟﻣواﺟﮭ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﺧﺻ وم‪ ،‬وھ و وﺳ ﯾﻠﺔ وﺿ ﻌﮭﺎ اﻟﻘ ﺎﻧون‬
‫ﻟﺗﻣﻛ ﯾن اﻟﺧﺻ وم ﻣ ن اﻟﻌﻠ م ﺑ ﺈﺟراء ﻣﻌ ﯾن وﻣ ن ﺗ م اﺣﺗ رام اﻷﺟ ل اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠطﻌ ن‪،‬‬
‫وﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﯾﻧطﻠق ﺳرﯾﺎن ﻣوﻋد اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم)اﻟﻔﺻل‪ 54‬و‪ (512‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟذي ﺣدد ﻣواﻋﯾد اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم واﻋﺗﺑرھﺎ ﻣددا ﻛﺎﻣﻠﺔ أي ﻣ ددا‬
‫ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ﻻ اﻟﯾوم اﻷول اﻟذي ﯾﺑدأ ﻓﯾ ﮫ وﻻ اﻟﯾ وم اﻷﺧﯾ ر اﻟ ذي ﺗﻧﺗﮭ ﻲ ﻓﯾ ﮫ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻗر ﻟﮭ ﺎ ﺗﺎرﯾﺧ ﺎ ﻣﺣ ددا ﺳ ﯾﻛون ﻟﺣظ ﺔ ﺑ دء ﺳ رﯾﺎن ھ ذه اﻟﻣواﻋﯾ د ﻓ ﻲ اﻟطﻌ ن ﻓ ﻲ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم وھو ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬طرق وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ واﻟﺗ ﻲ ﺗﻌﺗﺑ ر اﻟﻘ ﺎﻧون اﻹط ﺎر ﻟﻣﺳ طرة‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺳﺗﺷف ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ﺎ أو ﺑﻧ ﺎء ﻋﻠ ﻰ طﻠ ب‪ ،‬ﻓ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗم ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ أو ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻻ أﻧ ﮫ وﻗ ﻊ اﻟﻌ دول ﻋﻧ ﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿ ﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 1984/10/5‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻔﺻول ‪ 440-435-433-428‬وأﺻﺑﺢ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠ ﻰ طﻠ ب ﻣ ن أﺣ د اﻟﺧﺻ وم أو ﻣﻣ ن ﻟ ﮫ اﻟﻣﺻ ﻠﺣﺔ ﻓ ﻲ ذﻟ ك ﺑﻌ د أداء واﺟﺑ ﺎت‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ھذا ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺛﻼث‪:‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‬

‫ﯾﻘ ﻊ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺗﻠﻘ ﺎﺋﻲ إﺛ ر ﺻ دور اﻟﺣﻛ م داﺧ ل اﻟﺟﻠﺳ ﺔ وذﻟ ك ﻓ ﻲ اﻟﺣ ﺎﻻت اﻟﻣﻘ ررة‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿ ﻰ اﻟﻘ ﺎﻧون‪ ،‬وھ و ﻣ ﺎ ﯾﻌ رف ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻠﻘ ﺎﺋﻲ أو ﺑﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ‪ ،‬وﻗ د‬
‫أﺷﺎرت إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻔﻘرة ‪ 2‬ﻣ ن اﻟﻣ ﺎدة‪ 134‬ﻣ ن ق م م وھ ﻲ اﻟﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺣﺿ ر ﻓﯾﮭ ﺎ‬
‫اﻷطراف وﻗت ﺻدور اﻷﻣر اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫وﻗ د ﻧ ص اﻟﻔﺻ ل‪ 54‬ﻣ ن ق م م ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺎﻋ دة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻋ ن‬


‫اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ :‬ﯾرﻓق ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛ م ﺑﻧﺳ ﺧﺔ ﻣﻧ ﮫ ﻣﺻ ﺎدق ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭ ﺎ ﻟﮭ ذا اﻟﺣﻛ م ﺑﺻ ﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺔ‪ ،‬ﺗرﺳ ل وﺗﺳ ﻠم طﺑ ق اﻟﺷ روط اﻟﻣﺣ ددة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺻول‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬وإذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﻗﯾم‪ ،‬وﻗﻊ ذﻟك ﺿﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل‪"441‬‬

‫إذن ﻓﺑﻌد ﺻ دور ظﮭﯾ ر رﻗ م‪ 182.22‬ﺑﺗ ﺎرﯾﺦ‪ 1984/10/15‬اﻟﻣﺗﺿ ﻣن ﻟﻸﻣ ر ﺑﺗﻧﻔﯾ ذ‬


‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‪ 18.82‬طرﺣت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﺣﺗﺳﺎب آﺟﺎل اﻟطﻌ ن‬
‫ودون أداء اﻟﻣﺻﺎرﯾف‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﯾن ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺈﻋذار اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄن ﯾﻧﻔﻲ ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﺣﻛ م أو ﯾﻌ رف‬
‫ﺑﻧواﯾﺎه طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل‪ 440‬ﻣن ق م م‪ ،‬ﻓﯾﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣ ن‬

‫‪7‬‬
‫اﻟﺣﻛ م‪ ،‬إﻻ أن اﻟواﻗ ﻊ اﻟﻌﻣﻠ ﻲ ﯾؤﻛ د أن ﺟ ل ﻛﺗﺎﺑ ﺎت اﻟﺿ ﺑط ﺗ ذھب إﻟ ﻰ اﻋﺗﺑ ﺎر ﻛ ﻼ‬
‫اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ)ﺳواء ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺣﺗﺳﺎب أﺟل اﻟطﻌن أو اﻹﻋذار( ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾ ﺗم‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺣﻛم‪.‬‬

‫إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ أن طرﯾﻘ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل‪ 50‬ﻣ ن ق م م‬


‫واﻟ ذي ﺟ ﺎء ﻓﯾ ﮫ‪":‬ﯾﺑﻠ ﻎ ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط ﺣ ﺎﻻ ﻋﻧ د ﺻ دور اﻟﺣﻛ م وﻣﻌﺎﯾﻧ ﺔ ﺣﺿ ور‬
‫اﻷطراف ووﻛﻼﺋﮭم ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﺻدر وﯾﺳ ﻠم ﻟﮭ م ﻧﺳ ﺧﺔ ﻣ ن ﻣﻧط وق اﻟﺣﻛ م‬
‫وﯾﺷﺎر ﻓﻲ آﺧره إﻟﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟﺗﺳﻠﯾم ﻗد وﻗﻌﺎ" ﻻزاﻟت ﺗﺛﯾر اﻟﻌدﯾ د ﻣ ن اﻻﺷ ﻛﺎﻻت‬
‫وﻟﮭ ﺎ اﻧﻌﻛﺎﺳ ﺎت ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﯾر اﻟﻣﺳ طرة وﻻ ﺗﻔ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻐرض اﻟﻣطﻠ وب رﻏ م أن اﻟﻣﺷ رع‬
‫ﻗﺻد ﻣﻧﮭﺎ اﻹﺳراع ﻓﻲ إﻧﮭﺎء اﻟﻧزاع ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.4‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب‬

‫ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم وﺗوﻗﯾﻌﮫ ﻣن طرف اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟ ﮫ ﯾﺗﻘ دم اﻟﻣﺳ ﺗﻔﯾد ﻣ ن‬
‫اﻟﺣﻛم إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﯾطﻠب ﻓﯾﮫ ﻧﺳﺧﺎ ﺑﻌدد اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠ ﯾﮭم‪ ،‬وﯾﺳ ﮭر ﻣﻛﺗ ب اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ك ﺣﯾ ث ﯾﻔ ﺗﺢ ﻣﻠ ف ﺗﺑﻠﯾﻐ ﻲ ﺛ م ﯾﺷ رع ﻓ ﻲ ﻣﺳ طرة اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺣ ﺎل ﺳ رﯾﺎن أﺟ ل‬
‫اﻟطﻌن‪ .‬وﯾﻛون ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛ م ھ و اﻟﻣﻌﺗﺑ ر ﻛﺗ ﺎرﯾﺦ ﺑداﯾ ﺔ ﻻﺣﺗﺳ ﺎب اﻵﺟ ﺎل ﺣﺗ ﻰ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطﺎﻟب اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫وﻗد أﻛد اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ ﻗراره اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 95/06/06‬ﺗﺣت‬
‫ﻋدد‪ 716‬واﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ أﻧﮫ إذا ﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻣن اﻟﺧﺻ م ﻓ ﺈن ﻣواﻋﯾ د اﻟطﻌ ن ﺗﺑ دأ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻋﻠ ﻰ ﺣ د ﺳ واء وذﻟ ك وﻓﻘ ﺎ ﻟﻘﺎﻋ دة ﻧﺳ ﺑﯾﺔ اﻵﺛ ﺎر‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.5‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟط رف اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ﯾﻘط ن ﺧ ﺎرج داﺋ رة ﻧﻔ وذ اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻗ دم إﻟﯾﮭ ﺎ طﻠ ب‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ واﻟﻣﺻ درة ﻟﻠﺣﻛ م‪ ،‬ﻓ ﺈن طﻠ ب اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﯾوﺟ ﮫ ﻣ ن ط رف اﻟﺷ ﻌﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾ ﺔ ﺑ ذﻟك‬
‫‪ - 4‬أﺣﻣد اﻟﻧوﯾﺿﻲ‪ :‬ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ وإﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري‪ ،‬ﺻك ‪ 184‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‬
‫‪ - 5‬اﻟطﯾب ﺑرادة‪ :‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ص‪.240 :‬‬

‫‪8‬‬
‫ﺑواﺳطﺔ إﻧﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﺗﻘوم ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺈﻧﺟﺎز‬
‫اﻹﺟراءات وإرﺟﺎﻋﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ إطﺎر إﻧﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﺗﻌﺗﺑ ر اﻟﻔﺻ ول‪ 37‬و‪ 38‬و‪ 39‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻹط ﺎر اﻟﻌ ﺎم ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋر‬
‫إﺟ راءات ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟوﺛ ﺎﺋق اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ ﻛﯾﻔﻣ ﺎ ﻛ ﺎن ﻣوﺿ وﻋﮭﺎ)إﻻ ﻣ ﺎ اﺳ ﺗﺛﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺑﯾل‬
‫اﻟﺣﺻر( ﺑﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ھﻧﺎ ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻣﻘررات اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ ﻣ ن زاوﯾﺗ ﯾن‪،‬‬
‫اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮭذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻣن زاوﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل‪ 37‬ﻣن ق م م ﻧﺟده ﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺳواء ﺗﻌﻠق‬
‫اﻷﻣر ﺑﻘرار أو ﺣﻛم أو اﺳﺗدﻋﺎء وﻓق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪-‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪-‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪-‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﯾم‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ‪-‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪.‬‬

‫و ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻛل طرﯾﻘﺔ ﻣن ھذه اﻟطرق ﺑﺎﻟﺷرح واﻟﺗﻔﺻﯾل‪.‬‬


‫أوﻻ ‪:‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط‬
‫إن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﻋطﻰ ﻟﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ أﻧواع اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻷﺧرى ﺑذﻛرھﺎ ھﻲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻌروﻓﺔ إذ ﯾﻘوم ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺈﺑﻼغ اﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻟﺷﺧص‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻣراد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾوﺟد ﺑداﺋرة ﻧﻔوذ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬وإذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر أو ﻛﺎﺗﺑﮫ ھو ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺳﻠم طﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻹﻟﺣﺎﻗﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻠف أو ﯾﺗوﺻل ﺑﺎﻟطﻲ ﻋن طرﯾق وﺿﻌﮫ ﻓﻲ ﺧزاﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻛل ﻣﺣﺎم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﮭل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗوﻓر اﻟوﻗت‪.‬وﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط واﻟﻣﻔوﺿﯾن‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن اﻟذي ﺧول ﻟﮭم اﻟﻘﺎﻧون )‪ (03-81‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ﻓﺻﻠﮫ‬
‫‪ 15‬ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻓق اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺗوارﯾﺦ اﻟﺟﻠﺳﺎت ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗﻧﺟز اﻷﻋﻣﺎل واﻹﺟراءات ﻓﻲ وﻗﺗﮭﺎ وان أي ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟم ﯾﻧﺟز ﻓﻲ وﻗﺗﮫ اﻟﻣﺣدد ﺳﯾؤﺧر‬
‫اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﺗﻌﺎد إﺟراءاﺗﮭﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻣن ﺗراﻛم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻋﻠﻰ رﻓوف اﻟﻣﺣﺎﻛم ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون‬
‫ﺗﻌد ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم‬
‫اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑواﺳطﺔ اﻷﻋوان اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬ﺑل إﻧﮭﺎ ﺗﻌد اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻷﻧﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫إذا ﻣﺎ رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 39‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫" إذا ﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻋون ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻟﻌدم اﻟﻌﺛور‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟطرف أو ﻋﻠﻰ أي ﺷﺧص ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﮫ أﺷﺎر إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣر ‪".‬‬
‫وﺣﯾﻧﺋذ ﺗوﺟﮫ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ اﻷﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل‪.‬و ﯾﻘوم‬
‫اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل اﻟذي ﯾرﻓق ﺑﺎﻟطﻲ اﻟﺑرﯾدي ﻣﻘﺎم ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم وﺗﺣﺗﺳب اﻵﺟﺎل ﻣن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل وﻗد ﯾرﺟﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﻣﻼﺣظﺔ ﻏﯾر ﻣطﻠوب‪ .‬و أن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ‬
‫إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﻋدم ﻗﺑول ﺳﺣب اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻛورة‪ ،‬وإذا رﺟﻌت‬
‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣؤﺷرا ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌﺑﺎرة "ﻏﯾر ﻣطﻠوب" ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ‬
‫ﺗوﺻل ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﻓض اﻟﺗﺳﻠﯾم‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر اﺟﺗﮭﺎد اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎن‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻌﺑﺎرة ﻏﯾر ﻣطﻠوب ﺻﺑﻐﺔ رﻓض اﻟﺗﺳﻠﯾم ﯾﻛون ﻣرﺗﻛزا ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻌﻠﯾل ﺧﺎطﺊ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﻧﻘض‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫و ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﮭذه اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت‪ ,‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون إﺟراء اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﮫ إﻻ إذا ﺗﻌذر ﻋﻠﻰ ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫أو اﻟﻌون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ أو ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺻل ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ‬
‫ﺑﻣوطﻧﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‬
‫ﺣددت اﻟﻣﺎدة ‪ 15‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 81.03‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‬
‫ﻣﮭﺎم واﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وﻓﻲ ھذا‬
‫اﻹطﺎر ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻷطراف أو ﻧواﺑﮭم ﻋﻧد ﺗﻘدﯾم طﻠﺑﮭم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﯾﺑﯾﻧوا ﻓﯾﮫ اﺳم‬
‫اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟذي ﯾﺿﻊ طﺎﺑﻌﮫ وﺗوﻗﯾﻌﮫ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن‬
‫اﻟطﻠب أو ﯾﺳﻠم ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر إﺷﮭﺎدا ﻣوﻗﻌﺎ ﺑﺎﺳﻣﮫ ﯾﻠﺗزم ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء‬
‫اﻟﻣطﻠوب وﻋﻧدﺋذ ﺗﻘوم ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻻﺳﺗدﻋﺎءات وﺷواھد اﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟطﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑواﺳطﺔ ﺳﺟل ﯾﻌد ﻟﮭذا‬
‫اﻟﻐرض‪ ،‬وﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾرﺟﻊ اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣرﺟﻌﺎت ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﻘﺎﺑل‬
‫ﺗوﻗﯾﻊ وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻌذر إﻧﺟﺎزه ﻟﻠﻣطﻠوب ﯾﻌرض اﻷﻣر ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﻣن‬
‫ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﮭﺎﻣﮫ وﻓق اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وﻗد وﻓر ﻟﮫ‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ أﺛﻧﺎء ﻣزاوﻟﺔ ﻣﮭﺎﻣﮫ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ وھو ﺑذﻟك ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن‬
‫‪ 263‬و ‪ 267‬وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك أوﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌض اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﻣن ذﻟك ﻋدم ﻣﺑﺎﺷرﺗﮫ ﻷي إﺟراء ﻟﻧﻔﺳﮫ أو ﻟﺣﺳﺎب أزواﺟﮫ أو أﻗﺎرﺑﮫ أو ﻷي‬
‫ﺷﺧص ﺗرﺑطﮫ ﺑﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ أو ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﻻﺷك أن ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ دورا ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﻘرى‬
‫واﻟﺑوادي واﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾرﺗﻛز ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ أﻋوان اﻟﺳﻠطﺔ )اﻟﻣﻘدم‪ ،‬اﻟﺷﯾﺦ( ﺑل‬

‫‪11‬‬
‫‪6‬‬
‫إن ﻟﮭؤﻻء أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺣﺿري ‪.‬‬
‫إن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧول ﻟﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 37‬ﻣن ق م م إﻻ إن اﻟﻌﻣل ﺟرى ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎد ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﺷرطﺔ‬
‫واﻟدرك اﻟﻣﻠﻛﻲ ورﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ ﺑوزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣن ﺷﯾوخ وﻣﻘدﻣﯾن‪ ،‬واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻹداري ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷرطﺔ واﻟدرك اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﺎﺋر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ إﻻ اﻧﮫ ﯾﻼﺣظ ﺑﺎن ﺟزءا ﻣﻧﮭﺎ ﯾﺗﻌرض‬
‫ﻟﻺھﻣﺎل واﻟﺗﻠف وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﺑﻌد ﻓوات اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد أو اﻟﺟﻠﺳﺔ و ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك‬
‫ﻣن ﺗﺄﺧﯾر ﻟﻠﻘﺿﺎﯾﺎ و ﺗراﻛﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم ‪.‬وﻗد أﺛﺑﺗت اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﺷل ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻟﻌدة‬
‫أﺳﺑﺎب ﻣﻧﮭﺎ ﺿﻌف اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ واﻟﺗﺄطﯾري ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﻘدﻣﯾن واﻟﺷﯾوخ‪ ،‬وﻋدم‬
‫إﻟﻣﺎﻣﮭم ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮫ ﻋدة ﻣﺷﺎﻛل ﺗﻣس‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ وﻗت ﻣﺣدد‪ ،‬وإﻏﻔﺎل ﺑﻌض اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻛﻌدم ذﻛر اﺳم‬
‫وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌون اﻟذي أﻧﺟز اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻠطﺔ وﺑداﺧﻠﮫ ﻗﺎﺋد أو ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻗﺎﺋد‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﺗﻔرغ أﻋوان اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻣﺛل ھذه اﻹﺟراءات ‪ ،‬وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻸﺳف ﻓﻘد ﺟﺎء اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﯾﻛرس ﻣن ﺟدﯾد ھذه‬
‫اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﮭﺎ وﺑﯾﺎن ﻗﺻورھﺎ وﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﮫ ﻣن‬
‫ﻣﺷﺎﻛل ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وھﻛذا ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 47‬ﻣﻧﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪" :‬ﯾﺑﻠﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑواﺳطﺔ أﺣد اﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن أو ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل أو ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻹدارﯾﺔ أو ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﯾﻣﻛن‬
‫ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺄﻣر ﺑﮭﺎ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻋن طرﯾق أﺣد أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪:‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﯾم‬
‫ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﯾم ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻣوطن أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ‬
‫اﻟطرف ﻏﯾر ﻣﻌروف وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 39‬ق م م"ﯾﻌﯾن‬

‫‪6‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟطﺎﻟب ‪ :‬اﻟﺷرح اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻌﺔ اﺑرﯾل ‪ 2013‬ص ‪173‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻓﻲ اﻷﺣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ ﻣوطن أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟطرف ﻏﯾر ﻣﻌروف‪,‬ﻋوﻧﺎ ﻣن‬
‫ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻗﯾﻣﺎ ﯾﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ اﻹﺳﺗدﻋﺎء"‪ ،‬إذن اﻟﻘﯾم ﯾﻌﯾن ﻣن ﺑﯾن أﻋوان ﻛﺗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط ‪ ،‬وإن ﻛﺎن ﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ ‪ 7‬أﻧﮫ ﯾﺟوز ﺗﻌﯾﯾن ھذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻔوﺿﯾن‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬ﻣﺎدام ھؤﻻء ﻣﺧﺗﺻﯾن ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛذﻟك‪.‬‬
‫وﺗﻛﻣن ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟطرف‪ ،‬وﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻔﯾدة‬
‫ﻟﻠدﻓﺎع ﻋﻧﮫ‪ ،‬وﯾﺳﺎﻋد اﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﻣﮭﻣﺗﮫ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻋرف ﻣوطن أو ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻟطرف اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻣوطﻧﮫ ﻣﻌروﻓﺎ‪،‬‬
‫ﯾﺧﺑر اﻟﻘﯾم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑذﻟك‪ ،‬وﯾﺧطر إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺳﺑﯾل رﻓﻊ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن‬
‫ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻘﯾم ﻟﻔﺎﺋدة اﻟطرف ذي اﻟﻣوطن اﻟﻣﺟﮭول‪.‬‬
‫وﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﯾم‪ ،‬وﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أھﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳرﯾﺎن آﺟﺎل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أو‬
‫اﻟﻧﻘض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات اﻟﻣﺑﻠﻐﺔ إﻟﻰ ھذا اﻷﺧﯾر‪ ،‬إذ ﻻ ﺗﺳري إﻻ ﺑﻌد‬
‫‪8‬‬
‫ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻟوﺣﺔ ﻣﻌدة ﻟﮭذا اﻟﻐرض ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ‬
‫ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 37‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ"إذا ﻛﺎن‪....‬ﯾوﺟﮫ اﻹﺳﺗدﻋﺎء ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﻠم اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ‬
‫اﻟدﯾﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ‪ ،"...‬وﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺑﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻣن ﯾﺳﻛن ﺑﺑﻠد أﺟﻧﺑﻲ ﻻ‬
‫ﺗرﺑطﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﻐرب أﯾﺔ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺑﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻣن ﯾﺳﻛن ﺑﺑﻠد أﺟﻧﺑﻲ‬
‫ﺗرﺑطﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﻐرب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ إﺟراءا ﺑطﻲء اﻟﻣﻔﻌول ﯾﻣر‬
‫ﻋﺑر ﻣراﺣل ﻛﺛﯾرة ﻗﺻد إﻧﺟﺎزه داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣطﻠوب‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻻ ﯾﺗم‬
‫إﻧﺟﺎزه‪ ،‬ﻓﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻣﺛﻼ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﯾﺗطﻠب ﺑﻌﺛﮫ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﺳﻠم اﻹداري إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾﻠﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫وزارة اﻟﻌدل اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌﺛﮫ ﺑدورھﺎ إﻟﻰ اﻟوزارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺷؤون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺗﺑﻌث ﺑﮫ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺳﻔﺎرة أو اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺳﺎﻟﮫ إﻟﻰ اﻟوزارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺷؤون‬
‫‪7‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟطﺎﻟب ‪ :‬اﻟﺷرح اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻌﺔ اﺑرﯾل ‪ 2013‬ص ‪172‬‬
‫‪8‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟطﺎﻟب ‪ :‬اﻟﺷرح اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻌﺔ اﺑرﯾل ‪ 2013‬ص ‪ 172‬و ‪173‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠد ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺣﺳب أﻧظﻣﺗﮭﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻗد ﺗﻛون ھذه اﻟﺟﮭﺔ وزارة اﻟﻌدل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺛﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‬
‫ﻟﺗﺣﯾﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬ﺛم ﺑﻌد إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗرد اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻹﻧﺟﺎز‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أو ﺗﻌذر إﻧﺟﺎزه ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ‪ .‬وھو إﺟراء طوﯾل ﺟدا وﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾؤدي‬
‫إﻟﻰ ﻋدم اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 41‬ﻣن ق م م‪.‬وﻗد ﻓطﻧت‬
‫وزارة اﻟﻌدل ﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﺣت إﺷراف اﻟﺳﻠم اﻹداري ﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻻﺳﺗدﻋﺎء‬
‫ﯾوﺟﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن طرف اﻟوﻛﯾل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻠك ﻟدى ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف إﻟﻰ اﻟﺑﻌﺛﺔ‬
‫اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻔﯾر‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻣن ﯾﺳﻛن ﺑﺑﻠد أﺟﻧﺑﻲ ﺗرﺑطﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﻐرب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎون‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗم وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﮫ ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺻدرت ﻋن وزارة‬
‫اﻟﻌدل ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺷؤون اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋدة دورﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺣددت اﻟطرق و اﻟﻘﻧوات‬
‫اﻟواﺟب إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟطﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻷﺻﺣﺎﺑﮭﺎ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج ﺗطﺑﯾﻘﺎ‬
‫ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻐرب وﻋدد ﻣن اﻟدول اﻷورﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ‪:‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻛطرﯾﻘﺔ ﺑدﯾﻠﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺗﻔﻌﯾل ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺳﻠﺳل اﻟﺗﺣدﯾث اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓﻛﺎر و اﻟﺗﺻورات ﻋﻠﻰ ارض اﻟواﻗﻊ‪ ,‬و ﺑﻣﺎ إن‬
‫ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﺣدﯾث أﺻﺑﺣت ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌﺎﻟم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎت‪ ,‬و ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮫ‬
‫اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﺳﺑق ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﯾدان ﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎت و‬
‫اﻟﺗواﺻل ﻋﺑر ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت‪ ,‬و ﺑﻣﺎ أن اﻷﻣر ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض‪ ,‬ﺑل ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع‪ ,‬طﺑﻌﺎ‬
‫ﻹﺿﻔﺎء طﺎﺑﻊ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ,‬و ذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣن طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟطرق اﻟﺳﺎﺑق ﺷرﺣﮭﺎ و ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ‪ .‬و ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ‬
‫ھذا اﻟﺑﺎب ﻗد ﯾﺣﻘق ﻋدة ﻓواﺋد و ﻣﻧﮭﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺑﻠﻎ‬
‫إﻟﯾﮭم‪ ,‬و ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺎ ھو ﺷﺧﺻﻲ و ﻣﺎ ھو ﻋﺎم و ﻣن ﺣق اﻟﻣواطﻧﯾن‬
‫اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﮫ‪ ,‬و ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗراﻛﻣﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و‬

‫‪14‬‬
‫ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﻼ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ و‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ,‬ﻷﻧﮫ ﺑدون ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺗﺻور ﻧﺟﺎح ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ اﻟوﺳﺎﺋل‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﺑﺎدل اﻟوﺛﺎﺋق و اﻟرﺳﺎﺋل ﺑواﺳطﺔ اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و‬
‫ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧﯾت ‪ ,‬ﻗد اﺛﺑت ﻧﺟﺎﻋﺗﮫ و ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻋﺻر‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎت ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز‪ ,‬ﻧظرا ﻟﺳﮭوﻟﺔ و ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن‬
‫اﻷﻣن و اﻟﺿﺑط‪ ,‬و ھذا اﻷﻣر ﻻ ﯾﺧص اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻘط ﺑل أﺻﺑﺢ ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻛن ﻣوﺿوع إﺛﺑﺎت اﻟﺗوﺻل أو اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ,‬ﻻ ﺑد ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﮫ‬
‫ﻣن اﻻﻋﺗراف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ‪ ,‬و ﻣن اﻟطرق اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ أو اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑواﺳطﺔ اﻟرﻣوز اﻟﺗﻲ ﺗوﺟﮫ ﻋﺑراﻟوﺳﺎﺋل و اﻟطرق اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑﺎﺷر ذﻟك إﻻ ﻋﺑر اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﺧﺎص اﻟذي ﻻ ﯾﻌرﻓﮫ إﻻ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر و‬
‫اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻌرﻓﮫ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻟرﺳﺎﺋل و اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﻗﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗوﻗﯾﺗﮫ‬

‫ﺑﺎﻟﻌودة إﻟ ﻰ ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﻧﺟ ده ﻗ د ﻧظ م ﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن ﻛﺎﻓ ﺔ اﻟﺟواﻧ ب‬


‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧظم ھ ذه اﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ‪ ،‬ﻣ ن ھﻧ ﺎ ﺳ ﻧﺣﺎول اﻹﺣﺎط ﺔ‬
‫ﺑﮭذا اﻟﻌﻧﺻر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﺟواﻧب‪ ،‬أوﻻ ﺣول ﻣﻛﺎن وﺗوﻗﯾت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺛﺎﻧﯾ ﺎ اﻟﺟﮭ ﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔ ﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗوﻗﯾت وﻣﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗوﻗﯾت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪.‬‬


‫إذا ﻛ ﺎن اﻟﻣﺷ رع اﻟﻔرﻧﺳ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل‪ 664‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م ﻗ د ﺣ دد ﺗوﻗﯾ ت اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑ ﯾن‬
‫اﻟﺳﺎﻋﺔ ‪ 6‬ﺻﺑﺎﺣﺎ و‪ 9‬ﻟﯾﻼ وﻣﻧﻊ ﺻراﺣﺔ إﺟراء اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ أﯾ ﺎم اﻟﻌطﻠ ﺔ اﻟرﺳ ﻣﯾﺔ إﻻ‬
‫ﺑ ﺈذن ﻣ ن رﺋ ﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ وﻓ ﻲ أﺣ وال اﻟﺿ رورة اﻟﻘﺻ وى ‪ ،‬وإذا ﻛ ﺎن اﻟﻣﺷ رع‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻣﺻري ﺑدوره ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‪ 7‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﯾﻣﻧﻊ إﺟ راء أي ﺗﺑﻠﯾ ﻎ أو ﺗﻧﻔﯾ ذ ﻗﺑ ل‬
‫اﻟﺳﺎﻋﺔ‪ 7‬ﺻﺑﺎﺣﺎ وﺑﻌد‪ 8‬ﻣﺳﺎءا وﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌطل اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﺈذن ﻣ ن ﻗﺎﺿ ﻲ اﻷﻣ ور‬
‫اﻟوﻗﺗﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة‪.‬‬

‫ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺷر ﻻ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻟﻣﻠﻐ ﻰ )‪(1913‬وﻻ ﻓ ﻲ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﻲ )‪(1974‬إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓ ﻲ أوﻗ ﺎت ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ‪ ،‬واﻹﺷ ﺎرة‬
‫اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗوﻗﯾ ت وردت ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪451‬ق‪.‬م‪.‬م واﻟ ذي ﻣﻧ ﻊ إﺟ راء‬
‫اﻟﺣﺟز ﻗﺑل اﻟﺧﺎﻣﺳ ﺔ ﺻ ﺑﺎﺣﺎ وﺑﻌ د اﻟﺗﺎﺳ ﻌﺔ ﻣﺳ ﺎءا وﻓ ﻲ أﯾ ﺎم اﻟﻌط ل اﻟرﺳ ﻣﯾﺔ إﻻ ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة اﻟﺗﺎﺑﺗﺔ ﺗﺑوﺗﺎ ﻗطﻌﯾﺎ وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ أﻣر ﺻ ﺎدر ﻋ ن رﺋ ﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ‬
‫أن اﻟﻣﺎدة ‪302‬ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز إﻗﺎﻣ ﺔ اﻻﺣﺗﺟ ﺎج ﺑﻌ دم اﻟ دﻓﻊ‬
‫إﻻ ﻓﻲ ﯾوم ﻋﻣل ﻣﺳﺗﺑﻌدة ﺑذﻟك إﻗﺎﻣﺔ ھذا اﻹﺟراء أﯾﺎم اﻟﻌطل ﺳواء ﻣﻧﮭ ﺎ اﻟرﺳ ﻣﯾﺔ أو‬
‫اﻷﺳﺑوﻋﯾﺔ ‪.‬‬

‫واﻷﺻل ﻓ ﻲ اﻟﻣوظ ف اﻟﻌﻣ وﻣﻲ اﻟﻣﻛﻠ ف ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أﻧ ﮫ ﯾﻘ وم ﺑﻣﮭﻣﺗ ﮫ ﻓ ﻲ أوﻗ ﺎت اﻟﻌﻣ ل‬


‫اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ أﺛﺑت أن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷوراق اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﺗم ﺧﺎرج اوﻗﺎت‬
‫اﻟﻌﻣل وﻓ ﻲ أﯾ ﺎم اﻟﻌط ل ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ن ط رف أﻋ وان اﻟﺳ ﻠطﺔ اﻹدارﯾ ﺔ اﻟﻠ ذﯾن ﯾﺳ ﺗﻐﻠون‬
‫ﻓﺗ رة اﻷﺳ واق اﻷﺳ ﺑوﻋﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺣظرھ ﺎ ﺳ ﻛﺎن اﻟﺑ وادي ﻟﻛ ﻲ ﯾﻘوﻣ وا ﺑﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻻﺳﺗدﻋﺎءات واﻷﺣﻛﺎم وﯾﺗﻔﺎدون اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟ دواوﯾر اﻟﻣﻧﺗﺷ رة ﻓ ﻲ اﻟﺟﺑ ﺎل ‪ ،‬وﻟﻌ ل‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺧذ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﺳﻛت ﻋن ﺣظر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ أوﻗ ﺎت ﻣﻌﯾﻧ ﺔ‬
‫ﺧﻼل اﻟﻠﯾل وﻓﻲ اﯾﺎم اﻟﻌطل ﺗﺎرﻛﺎ ﺑﻌض اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﻛﻠف ﺑﮭ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﺣﺳب ظروف ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻧﺗظﺎر أن ﯾﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﺑﻧص ﺻرﯾﺢ ﻟﺗﺣدﯾد وﻗت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻣﻛ ن ﻟﻠﻌﻣ ل‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺗدﺧل ﻹﺑطﺎل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟذي ﻗد ﯾﺗم ﺧ ﻼل اﻟﻠﯾ ل أو اﻟﻌط ل ‪ ،‬ﻋﻠ ﻰ اﻋﺗﺑ ﺎر أن‬
‫اﻟﻠﯾل ﺧﻠق ﻟﻠراﺣ ﺔ واﻟﺳ ﻛﯾﻧﺔ وأن اﻟﻌط ل ﺗ وﺧﻰ اﻟﻣﺷ رع ﻣ ن إﺣ داﺛﮭﺎ اﻟﺧﻠ ود ﻟﻠراﺣ ﺔ‬
‫واﻻطﻣﺋﻧ ﺎن ‪ ،‬وﻻﺷ ك أن اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أو اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﺧ ﻼل ھ ذه اﻷوﻗ ﺎت ﻓﯾ ﮫ إزﻋ ﺎج‬

‫‪16‬‬
‫وﺗﻌﻛﯾ ر ﻟﺻ ﻔو اﻟراﺣ ﺔ واﻟﺳ ﻛﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﻛ ﺎن ﻻﺑ د وﺑ ﺎﻟرﻏم ﻣ ن ﻏﯾ ﺎب اﻟ ﻧص ﻣ ن اﻷﺧ ذ‬
‫ﺑﻘﺎﻋ دة ﻣﻧ ﻊ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺧ ﻼل اﻷوﻗ ﺎت اﻟﻣ ذﻛورة ﻷﻧﮭ ﺎ ﺗﺗﻣﺷ ﻰ ﻣ ﻊ اﻟﻘواﻋ د اﻟﻌﺎﻣ ﺔ وﻣ ﻊ‬
‫اﻟﻣﻧطق واﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻹﺛﺑ ﺎت وﻗ وع اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺧ ﺎرج اﻟوﻗ ت اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ﻓ ﺈن اﻟﻣﺷ رع اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻓ ﻲ‬


‫اﻟﻔﺻول اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾ ﻎ وﻛ ذا ﻓ ﻲ ﺷ واھد اﻟﺗﺳ ﻠﯾم ﻟ م ﯾﺷ ر إﻟ ﻰ ﺿ رورة ذﻛ ر ﺳ ﺎﻋﺔ‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراء وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم أﺧذه ﺑﻘﺎﻋدة ﺣظر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻸﺳ ﺑﺎب‬
‫اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرھﺎ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺣﺟ ز ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻔﮭ م ﻣ ن ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪451‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م أﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺣﺟز إﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ وﻗوﻋ ﮫ ﻷن‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺑطﻼن إذا ﺗﻣﺳك اﻟﻣﺣﺟوز ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄن اﻟﺣﺟز‬
‫ﻗ د ﺗ م ﺧ ﺎرج اﻟوﻗ ت اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ‪,‬ھ ذا وﯾﻠﻌ ب إﺛﺑ ﺎث اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ دورا ھﺎﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﺣدﯾ د أﺟ ل‬
‫اﻟﺣﺿور اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻول‪ 40‬و‪ 41‬ﻣن ق م م‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬
‫إن ﻣﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪38‬ق‪.‬م‪.‬م وھ و اﻟﻣ وطن اﻟ ذي ﯾﺳ ﻠم ﻓﯾ ﮫ‬
‫اﻻﺳ ﺗدﻋﺎء أو اﻟﺣﻛ م أو اﻹﻋ ﻼن ﺑﺻ ﻔﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ‪ ،‬واﻟﻣ وطن ﻋرﻓ ﮫ اﻟﻔﻘ ﮫ ﺑﺄﻧ ﮫ اﻟﻣﻘ ر‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺷﺧص ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺟودا ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟدوام وﻟو ﺗﻐﯾب ﻋﻧﮫ ﺑﺻ ﻔﺔ ﻣؤﻗﺗ ﺔ‪،‬‬
‫وھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣﺣل اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣوطﻧﺎ ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣ ن ﻻ‬
‫ﻣوطن ﻟﮫ ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ‪.‬‬

‫وأھﻣﯾﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣوطن ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎره اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﺗم ﻓﯾ ﮫ اﻹﺟ راءات‪،‬‬
‫ﻓﺿ ﻼ ﻋ ن ﻣﻌرﻓ ﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ﺔ ﻣﻛﺎﻧﯾ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ دﻋﺎوى اﻟﺗ ﻲ ﻧ ص اﻟﻘ ﺎﻧون ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطن اﻟﺷﺧص‪.‬‬

‫واﻟﻣوطن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺎﻣﺎ وھو اﻟﻣوطن اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻘر ﻓﯾﮫ اﻟﺷﺧص ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﺎدﯾﺔ وﻣﺳﺗﻣرة وﯾﺗﺧذه ﻣﻘرا ﻷﺳرﺗﮫ وھ و اﻟﻣﺷ ﺎر إﻟﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣ ﺎدة‪ 519‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪،9‬‬

‫‪ -9‬اﻟﻔﺻل‪ 519‬ﻣن ق م م‪" :‬ﯾﻛون ﻣوطن ﻛل ﺷﺧص ذاﺗﻲ ھو ﻣﺣل ﺳﻛﻧﺎه اﻟﻌﺎدي وﻣرﻛز أﻋﻣﺎﻟﮫ وﻣﺻﺎﻟﺣﮫ‪...‬‬

‫‪17‬‬
‫وﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛل اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑ ﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﺋﻠﯾ ﺔ واﻷﻣ وال اﻟﺷﺧﺻ ﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺗﻠك اﻹﺟراءات ﻓﻲ ﻣوطن اﻟﻌﻣ ل ﻻ ﯾﺗرﺗ ب ﻋﻧ ﮫ اﻟ ﺑطﻼن ﻛﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ‬
‫ﻧﻔس اﻟﻔﺻل ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻣوطن ﺧﺎﺻﺎ‪ ،‬وھ و ﻣ وطن اﻷﻋﻣ ﺎل‪ ،‬وﻗ د وردت اﻹﺷ ﺎرة إﻟﯾ ﮫ‬
‫ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل‪ 519‬ق‪.‬م‪.‬م ﺑﻣرﻛ ز اﻷﻋﻣ ﺎل واﻟﻣﺻ ﺎﻟﺢ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑ ر ﻣوطﻧ ﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘ وق‬
‫اﻟراﺟﻌ ﺔ ﻟﻠﻧﺷ ﺎط اﻟﻣﮭﻧ ﻲ‪ ،‬وإن ﻛ ﺎن ﺑﻣﻔﮭ وم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔ ﺔ ﻻ ﻣ ﺎﻧﻊ ﯾﻣﻧ ﻊ ﻣ ن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻛ ل‬
‫اﻹﺟراءات ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻣ وطن اﻷﻋﻣ ﺎل اﻟ ذي‬
‫ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﮫ اﻟﺷﺧص ﻧﺷﺎطﮫ اﻟﻣﮭﻧﻲ‪ ،‬وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣﻘر اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣوظف اﻟﻌﻣ وﻣﻲ ﻣوطﻧ ﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺎ ﯾﺟ وز ﻓﯾ ﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺷ رﯾطﺔ أن ﯾ ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﻣوظ ف‬
‫ﺑﺻ ﻔﺔ ﺷﺧﺻ ﯾﺔ ﺗﺣ ت طﺎﺋﻠ ﺔ اﻟ ﺑطﻼن‪ ،‬وھ ذا ﻣ ﺎ اﻛ ده اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗ راره‬
‫ﻋ دد‪ 206‬ﺑﺗ ﺎرﯾﺦ ‪ ،25/02/1985‬ﻣﻌﺗﺑ را ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﻣوظ ف ﺑواﺳ طﺔ رﺋ ﯾس اﻹدارة‬
‫ﺑﺎطﻼ ﻻﻧﺗﻔﺎء ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﯾن اﻟرﺋﯾس واﻟﻣوظف‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺟوز ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ھ و اﻟﻣﻘ ر اﻻﺟﺗﻣ ﺎﻋﻲ ﻟﻠﺷ رﻛﺔ‪،‬‬
‫أي اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗوﺟد ﺑﮫ ھﯾﺂﺗﮭﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ وﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷرﻛﺔ وﺗﻧﻌﻘد ﺑﮫ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﺻدر ﻣﻧﮫ اﻷواﻣر واﻟﺗوﺟﯾﮭﺎت‪ ،‬وھذا ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪522‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،10‬وإذا ﻛﺎن ﻟﻠﺷرﻛﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻘر اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺟ ﺎز اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ أي‬
‫ﻣﻧﮭﺎ‪،‬وﻛذﻟك اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﻣﻣﺛﻠﯾﮭم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ﺑﺻﻔﺗﮭم ھذه اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﺻ ل ‪ 516‬ق م‬
‫م‪ ,‬أﻣﺎ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻋن طرﯾق أﺣد ﻓروﻋﮭﺎ أو ﻣﺣﻠﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎري ﻓﮭو ﺑﺎطل‪ ،‬وھذا ﻣﺎ‬
‫أﻛ ده اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻌدﯾ د ﻣ ن ﻗراراﺗ ﮫ وﻣﻧﮭ ﺎ اﻟﻘ رار ﻋ دد ‪223‬ﺑﺗ ﺎرﯾﺦ‬
‫‪25/02/1997‬ﺣﯾﻧﻣ ﺎ اﻋﺗﺑ ر أن ﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟ دار اﻟﺑﯾﺿ ﺎء ﻗ د ﺧرﻗ ت‬
‫ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪38‬و ‪522‬ق‪.‬م‪.‬م ﺣﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑرت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟذي ﺗم ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟطﺎﻋﻧﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﻘرھﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺻﺣﯾﺣﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋرﺿت ﻗرارھﺎ ﻟﻠﻧﻘض‪.‬‬

‫‪ -10‬اﻟﻔﺻل‪ 522‬ﻣن ق م م‪" :‬ﯾﻛون ﻣوطن ﺷرﻛﺔ ھو اﻟﻣﺣل اﻟذي ﯾوﺟد ﺑﮭﺎ ﻣرﻛزھﺎ اﻻﺣﺗﻣﺎﻋﻲ‪...‬‬

‫‪18‬‬
‫وﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﻣوظ ف اﻟ ذي ﯾﻌﻣ ل ﺧ ﺎرج اﻟﻣﻐ رب‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻣوطﻧ ﮫ اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ ھ و ﻣرﻛ ز‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ أو ﻣرﻛز إدارﺗ ﮫ اﻷﺻ ﻠﯾﺔ‪ ،‬وإذا ﻛ ﺎن ﯾﻌﻣ ل ﺑﺈﺣ دى‬
‫اﻟﻣﻧظﻣ ﺎت اﻟدوﻟﯾ ﺔ ﻛﮭﯾﺋ ﺔ اﻷﻣ م اﻟﻣﺗﺣ دة أو اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ﺔ ﻓ ﺈن ﻣوطﻧ ﮫ ھ و اﻟﻘﺳ م‬
‫اﻟﻘﻧﺻﻠﻲ ﺑوزارة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ) اﻟﻔﺻل ‪526‬ق‪.‬م‪.‬م (‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﺎﻗد اﻷھﻠﯾﺔ أو ﻧﺎﻗﺻ ﮭﺎ ﻓﻘ د ﻓ رض اﻟﻘ ﺎﻧون ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪521‬ق‪.‬م‪.‬م أن ﯾ ﺗم‬


‫اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﻣ وطن ﺣ ﺎﺟره وﻻ ﻋﺑ رة ﺑﻣوطﻧﮭﻣ ﺎ اﻷﺻ ﻠﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ ﻷﻧﮭﻣ ﺎ ﻻ‬
‫ﯾﺑﺎﺷران ﺷؤوﻧﮭﻣﺎ أو ﻧﺷﺎطﮭﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑل ﺑواﺳطﺔ ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪.‬‬

‫وﻗد ﯾﻛ ون اﻟﺷ ﺧص اﻟﻣطﻠ وب ﺗﺑﻠﯾﻐ ﮫ ﻻ ﯾﺗ وﻓر ﻋﻠ ﻰ ﻣ وطن‪ ،‬وﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﺣﺎﻟ ﺔ أﺟ ﺎز‬


‫اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪38‬ق‪.‬م‪.‬م إﺟراء اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ ﻣﺣ ل إﻗﺎﻣﺗ ﮫ‪ ،‬وﻣﺣ ل اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻋرﻓ ﮫ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪520‬ق‪.‬م‪.‬م ﺑﺄﻧﮫ اﻟﻣﺣل اﻟذي ﯾوﺟد ﺑﮫ اﻟﺷﺧص ﻓﻌﻼ ﻓﻲ وﻗ ت ﻣﻌ ﯾن ﻛﻣ ﺎ ھ و‬
‫اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﯾم ﻓﻲ ﻓﻧدق ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻣﻛﺎن ﻟﻼﺻطﯾﺎف‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ذﻛره ﻓﻲ‬
‫ھ ذا اﻹط ﺎر ھ و أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﻣﺣ ل اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻣﺷ روط ﺑﻌ دم ﺗ وﻓر اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻣوطن اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻣﻐرب إﻻ إذا ﻧ ص اﻟﻘ ﺎﻧون ﺻ راﺣﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﻼف ذﻟ ك‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ھ و‬
‫اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺻل ‪469‬ق‪.‬م‪.‬م اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺑﻠﻎ ﺗﺣوﯾل اﻟﺣﺟز‬
‫اﻟﺗﺣﻔظﻲ إﻟﻰ ﺣﺟز ﺗﻧﻔﯾ ذي ﻟﻠﻣﻧﻔ ذ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ أو ﻓ ﻲ ﻣوطﻧ ﮫ أو ﻓ ﻲ ﻣﺣ ل إﻗﺎﻣﺗ ﮫ‪،‬‬
‫وﺣرف "أو "ﯾﻔﯾد اﻻﺧﺗﯾﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻲ أي واﺣد ﻣن اﻟﻣواطن‬
‫اﻟﻣذﻛورة‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر ‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟﻣوطن اﻷﺻﻠﻲ ﯾﻘﻊ اﺧﺗﯾﺎره أول اﻷﻣر ﻓﻲ ﺷﻛل اﺗﺧﺎذه ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺔ اﻋﺗﯾﺎدﯾ ﺔ‬
‫ﻟﻣدة ﺗﻧﺑﺊ ﻋن ﻧﯾﺔ اﻟﻣرء ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘرار ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر ھو اﻟذي ﯾﺧﺗﺎره اﻟﻣرء‬
‫ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻌﯾن ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ھ و اﻟﺷ ﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻣﺎﻟ ك اﻟﻌﻘ ﺎر اﻟ ذي ﯾﻧ ذر اﻟﻣﻛﺗ ري‬

‫‪19‬‬
‫ﺑﺎﻹﻓراغ وﯾذﻛر ﻋﻧوان وﻛﯾﻠﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﺟواب ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻧوان أو ﺗﻘدﯾم دﻋوى اﻟﺻ ﻠﺢ‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ظﮭﯾر ‪1955‬ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻓﻲ اﻹﺷﻌﺎر‪.‬‬

‫وﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر أﻣر ﺟوازي إﻻ أﻧﮫ ﻗد ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫إﻟزام اﻟﺷﺧص ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣوطن ﻣﺧﺗﺎر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪330‬ق‪.‬م‪.‬م اﻟذي أﻟزم ﻛل طرف‬
‫ﯾﻘﯾم ﺧﺎرج داﺋرة ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗﻌﯾ ﯾن ﻣ وطن ﻣﺧﺗ ﺎر ‪ ،‬واﻟﻔﺻ ل ‪13‬ﻣ ن ظﮭﯾ ر‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺿﻣن طﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻟزاﻣﺎ ﺗﻌﯾﯾن ﻣوطن ﻣﺧﺗﺎر‬
‫ﻓﻲ داﺋرة اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻣوﺟود ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻠك‪.‬‬

‫وﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗ ﺎر إﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣب ھ ذا اﻟﻣﺣ ل ﻧﯾﺎﺑ ﺔ ﻋ ن اﻟﻣ راد‬
‫ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ اﻟذي اﺗﺧذ اﻟﻣﺣل اﻟﻣذﻛور ﻣوطﻧﺎ ﻣﺧﺗﺎرا ﻟﮫ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ‪:‬‬

‫ﻟﻘ د ﺛ ﺎر ﺧ ﻼف ﻓﻘﮭ ﻲ وﻗﺿ ﺎﺋﻲ ﻛﺑﯾ ر ﺣ ول ﺻ ﺣﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﻣﻛﺗ ب اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑ ﺎره‬
‫ﻣوطﻧ ﺎ ﻣﺧﺗ ﺎرا‪ ،‬ﻓﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻻﺳ ﺗدﻋﺎءات واﻟﻣ ذﻛرات وااﻹﺷ ﻌﺎرات وﻏﯾرھ ﺎ ﻣ ن‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ أﺛﻧ ﺎء ﺟرﯾ ﺎن اﻟ دﻋوى ﻻ ﯾط رح أي إﺷ ﻛﺎل‬
‫ﺑ ل إن ﺗﺑﻠﯾﻐﮭ ﺎ ﻟﻠﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﺷﺧﺻ ﯾﺎ ﯾﺧ ل ﺑﺣﻘ وق اﻟ دﻓﺎع وﯾﻌ رض اﻟﺣﻛ م ﻟﻺﻟﻐ ﺎء‬
‫واﻟ ﻧﻘض‪ ،11‬وھﻛ ذا دأب اﻟﻌﻣ ل اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ ﺑﺑﻼدﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ول ﺑﺻ ﺣﺔ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﻣ ر‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﺑﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻛذا اﻹﻧذار ﺑ ﺄداء ﺻ ﺎﺋر اﻟﺧﺑ رة أو اﻟﻣﻌﺎﯾﻧ ﺔ‪ ،‬ﺑ ل أﻛﺛ ر ﻣ ن‬
‫‪12‬‬
‫إﻟ ﻰ أن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣﺷ روع‬ ‫ذﻟ ك ذھ ب اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ إﺣ دى ﻗراراﺗ ﮫ اﻟﺣدﯾﺛ ﺔ‬
‫اﻟﺗوزﯾ ﻊ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺻ ﺔ طﺑﻘ ﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪508‬ق‪.‬م‪.‬م ﺑﻣﻛﺗ ب اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﯾﺟﻌ ل‬
‫ﺗﻌرض اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺑﻌد ﻣرور ‪30‬ﯾوﻣﺎ ﻏﯾ ر ﻣﻘﺑ ول إذا ﻟ م ﯾﺛﺑ ت أﻧ ﮫ ﺟ رد دﻓﺎﻋ ﮫ‬
‫ﻣن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻗﺑل ﺣﺻول اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أو ﺗﺧﻠﯾﮫ ﻋن اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﮫ‪.‬‬

‫‪ - 11‬ﻗرار اﻟﻣﺟﻠﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد‪ 40‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪1968/03/25‬‬


‫‪ - 12‬ﻗرار‪ 1214‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪.1999/07/28‬‬

‫‪20‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ وإﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛﺎﻟﺧﺑرة وﺟﻠﺳ ﺔ اﻟﺑﺣ ث واﻟﺣﺿ ور‬
‫ﺑﻌ ﯾن اﻟﻣﻛ ﺎن ﻓﮭﻧ ﺎك ﻣ ن اﻟﻣﺣ ﺎﻛم ﻣ ن ﺗﻌﻣ ل ﻋﻠ ﻰ ﺗﺑﻠﯾﻐﮭ ﺎ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾ ﯾن ﺑ ﺎﻷﻣر ﺑﻣ وطﻧﮭم‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺿ رورﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑ ﺔ واﻟﻣﻔﯾ دة ﻹﺟ راء اﻟﺑﺣ ث أو‬
‫اﻟﺧﺑرة ﺗﺗوﻓر ﻟدى اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر وﻟﯾس دﻓﺎﻋﮫ‪.‬‬

‫ﻟﻛ ن ﻣﺛ ﺎر اﻟﺧ ﻼف واﻟﺟ دل ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﮭ ذه اﻟﻧﻘط ﺔ ھ ﻲ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻻﺑﺗ داﺋﻲ ﺑﻣﻛﺗ ب‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣوطﻧﺎ ﻣﺧﺗﺎرا‪ ،‬وﺳﺑب ھذا اﻟﺧ ﻼف ﯾرﺟ ﻊ ﺑﺎﻷﺳ ﺎس إﻟ ﻰ ﻏﻣ وض‬
‫ﻓﺣ وى اﻟﻣ ﺎدة ‪46‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣ ﺎة واﻟﺗ ﻲ ﺗ ﻧص ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﯾﺟ ب ﻋﻠﯾ ﮫ أن‬
‫ﯾﺗﺗﺑ ﻊ اﻟﻘﺿ ﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠ ف ﺑﮭ ﺎ إﻟ ﻰ ﻧﮭﺎﯾﺗﮭ ﺎ‪ ،‬وﻗ د زاد ﻣ ن ﺗﻌﻣﯾ ق ھ ذا اﻟﺧ ﻼف اﯾﺿ ﺎ‬
‫ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدة ‪29‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣ ﺎة اﻟﺗ ﻲ ﺗ ﻧص ﻋﻠ ﻰ ﻋ دم إﻟزاﻣﯾ ﺔ ﺗوﺛﯾ ق وﻛﺎﻟ ﺔ‬
‫اﻟﺧﺻﺎم ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣداھﺎ‪ ،‬ﻓﻌﺑ ﺎرة "ﻧﮭﺎﯾﺗﮭ ﺎ "اﻟ واردة ﻓ ﻲ اﻟﻣ ﺎدة ‪46‬ﺗﺣﺗﻣ ل اﻟﻘ ول ﺑ ﺄن‬
‫وﻛﺎﻟ ﺔ اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﺗﻧﺗﮭ ﻲ ﺑﺎﻧﺗﮭ ﺎء اﻟ دﻋوى ﻓ ﻲ ﻣرﺣﻠﺗﮭ ﺎ اﻻﺑﺗداﺋﯾ ﺔ ﻛﻣ ﺎ ﺗﺣﺗﻣ ل اﻟﻘ ول‬
‫ﺑﺎﺳ ﺗﻣرار اﻟوﻛﺎﻟ ﺔ إﻟ ﻰ ﻧﮭﺎﯾ ﺔ اﻟﻣرﺣﻠ ﺔ اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷ رع اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻟ م ﯾﺣﺳ م ﻓ ﻲ‬
‫ﻣوﺿوع وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻟذﻟك ﺑﻘﻲ اﻟﺧﻼف ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺣول ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﻣﻛﺗ ب‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﻣوطﻧﺎ ﻣﺧﺗﺎرا‪.13‬‬

‫واﻟﻘراءة اﻟﻣﺗﺄﻧﯾﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل ‪134‬ق‪.‬م‪.‬م ﺗﻔﯾد ﺑﺎن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻻﺑﺗ داﺋﻲ ﯾﻛ ون‬
‫ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺑﺎﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻏﯾره‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل ‪50‬ق‪.‬م‪.‬م ﺳﻣﺢ ﺑﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻻﺑﺗ داﺋﻲ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ ﻟﻠط رف اﻟﺣﺎﺿ ر أو‬
‫ﻟوﻛﯾﻠﮫ‪ ،‬ﻓﻛﯾف ﯾﺟوز اﻋﺗﺑﺎر ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟوﻛﯾل ﺑﻣﻛﺗﺑﮫ‬
‫ﻏﯾ ر ﻗ ﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣ ﺎل أن أﺛ ر اﻟﺗﺑﻠﯾﻐ ﯾن ﻣﻌ ﺎ واﺣ د وھ و اﻧط ﻼق أﺟ ل اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف ﻓ ﻲ‬
‫ﻣواﺟﮭﺔ اﻟطرف اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫ﻟﻛن إذا ﺳﻠﻣﻧﺎ ﺑﺟواز ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧﺻ وص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻣذﻛورة ‪( 50‬و ‪134‬ق‪.‬م‪.‬م )ﻓﻛﯾف ﺳﯾﺗﺻرف اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ إذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ‬

‫‪ - 13‬د‪.‬ﺣﺳن اﻟﺑﻛري‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف وﯾﺗطﻠب ذﻟك ﻣﺻﺎرﯾف ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻓوق اﺳﺗطﺎﻋﺗﮫ وﺗﻌذر ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻻﺗﺻ ﺎل ﺑﻣوﻛﻠ ﮫ ﻹﺷ ﻌﺎره ﺑﮭ ذا اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‪ ،‬وﻣ ﺎ اﻟﻌﻣ ل إذا ﻛ ﺎن اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﻏﯾ ر ﻣﻘﺑ ول‬
‫ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ واﻟﺣﻛ م ﻗﺎﺑ ل ﻟﻠ ﻧﻘض‪ ،‬أو إذا ﻗﺑ ل اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﺣﻛ م‬
‫ﺗﻔﺎدﯾ ﺎ ﻟﺗﺣﻣ ل ﻣﺻ ﺎرﯾف إﺿ ﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻟ ذا ﻧﺟ د اﻟﻌﻣ ل اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ ﻟﻣﺣ ﺎﻛم اﻟﻣوﺿ وع وﻛ ذا‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﯾذھب إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻧﺗﮭﺎء اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠوﻛﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟ ﺔ ﻟ ذﻟك‬
‫ﯾﻛ ون ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻻﺑﺗ داﺋﻲ ﺑﻣ وطن اﻟوﻛﯾ ل ﻏﯾ ر ﻧظ ﺎﻣﻲ وﻻ ﯾﺗرﺗ ب ﻋﻧ ﮫ ﺑﺎﻟﺗ ﺎﻟﻲ‬
‫ﺳرﯾﺎن أﺟل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻧﻘﯾض اﻟﻔﺻل ‪134‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻣ ﺎدة ‪358‬ق‪.‬م‪.‬م ﺗ ﻧص ﺻ راﺣﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أن أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﯾﻧطﻠق ﻣن ﯾوم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾ ﮫ إﻟ ﻰ اﻟﺷ ﺧص‬
‫ﻧﻔﺳ ﮫ أو إﻟ ﻰ ﻣوطﻧ ﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ‪ ،‬وﻣﻌﻧ ﻰ ذﻟ ك أﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺟ وز ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم واﻟﻘ رارات‬
‫اﻟﻧﮭﺎﺋﯾ ﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠطﻌ ن ﺑ ﺎﻟﻧﻘض ﺑ ﺎﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗ ﺎر‪ ،‬وﯾﺟ د ھ ذا اﻟﻣﻧ ﻊ ﺗﺑرﯾ ره ﻓ ﻲ أن‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟذي ﯾﻧوب ﻓ ﻲ اﻟﻣرﺣﻠ ﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾ ﺔ‪ ،‬واﻟ ذي ﯾﻌﺗﺑ ر ﻣﻛﺗﺑ ﮫ ﻣوطﻧ ﺎ ﻣﺧﺗ ﺎرا ﺑﻘ وة‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﯾﻛون ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﻟﻠﺗراﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠ ﻰ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﺗﻌ ذر ﻋﻠﯾ ﮫ اﻻﺗﺻ ﺎل‬
‫ﺑﻣوﻛﻠﮫ ﺑﻌد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻧﺗﮭﻰ أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻣن ﺳﯾﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋدم اﻟﺗﺻ رﯾﺢ‬
‫ﺑ ﺎﻟﻧﻘض ﻻﺳ ﯾﻣﺎ وأن اﻷﺟ ل أﺻ ﺑﺢ ﻣﺣﺻ ورا ﻓ ﻲ ﺛﻼﺛ ﯾن ﯾوﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾد‪.‬‬

‫ﻟﻛن ھﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎذة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘ رار اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﻲ‬
‫ﺑ ﺎﻟﻣوطن اﻟﻣﺧﺗ ﺎر‪ ،‬وھ ﻲ اﻟ واردة ﻓ ﻲ اﻟﻣ ﺎدة ‪47‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري واﻟﺗ ﻲ‬
‫ﺗ ﻧص ﻋﻠ ﻰ أن أﺟ ل اﻟطﻌ ن ﺑ ﺎﻟﻧﻘض ﯾﺑﺗ دئ ﻣ ن ﺗ ﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑ ﺎﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ أو‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ أن ﺳﺑب ﺳﻠوك اﻟﻣﺷرع ﻟﮭذه اﻟﻣﺳطرة راﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌ ﺔ‬
‫ﻧزاﻋ ﺎت اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﺗ ﻲ ﻗ د ﺗﺳ ﺗﻐرق ﻣ ددا طوﯾﻠ ﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺗﻌ دد اﻷط راف‬
‫وﻣﺣﻼت إﻗﺎﻣﺗﮭم‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ودﻓﻌﺎ ﻟﻛ ل ﻣﺳ ؤوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺟ رد ﺻ دور اﻟﻘ رار‬
‫أن ﯾﺳﻠك ﻣﺳطرة اﻟﻣﺎدة ‪46‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﺣب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠم طﯾﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣ ن ﻟ ﮫ اﻟﺻ ﻔﺔ ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﺗﺳ ﻠم‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﺷﺧﺻ ﯾﺎ‪ ،‬وﻗ د ﯾﻛ ون ﺷ ﺧص ﺗرﺑط ﮫ ﺑ ﮫ ﻗراﺑ ﺔ أو‬
‫ﺗﺑﻌﯾﺔ أو ﻣﺳﺎﻛﻧﺔ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون ﺟﮭﺔ أﺧرى ﻛﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻘﯾم‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺷﺧﺻﯾﺎ‪.‬‬

‫ﻣن اﻟﻣﻔﯾد اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﺧص ﯾﺳﺗدﻋﻰ ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﺳﺗﻘر ﻓﯾﮫ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺳ ﺗﻣرة إﻣ ﺎ ﺑﻣﺣ ل ﺳ ﻛﻧﺎه ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﺣﻘوﻗ ﮫ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾ ﺔ أو اﻟﺷﺧﺻ ﯾﺔ أو‬
‫ﺑﻣوطن أﻋﻣﺎﻟ ﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘ وق اﻟﻣرﺗﺑط ﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷ ﺎط اﻟﻣﮭﻧ ﻲ‪ ،‬إﻻ أن أي إﺟ راء ﺗ م ﻓ ﻲ‬
‫ھ ذا اﻟﻣ وطن أو ذاك ﯾﺑﻘ ﻰ ﺻ ﺣﯾﺣﺎ وﻻ ﯾطﺎﻟ ﮫ اﻟ ﺑطﻼن ﺑﺻ رﯾﺢ اﻟﻣ ﺎدة ‪519‬ق‪.‬م‪.‬م‪،‬‬
‫وﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻏﯾر ﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﺣﻘق ﻣن ھوﯾﺔ ﻣﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﺎ دام ھذا اﻹﺟ راء ﻗ د ﺗ م‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣوطن اﻷﺻﻠﻲ وﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أن ﯾﺗﺄﻛد ﻣ ن ﺗﻠ ك اﻟﮭوﯾ ﺔ إذا ﺗ م اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣوطن اﻷﺻﻠﻲ ﻛﺄن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع اﻟﻌﻣوﻣﻲ او ﻓ ﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ وﯾﺛﺑ ت ذﻟ ك‬
‫ﻓﻲ ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم دﻓﻌﺎ ﻟﻛل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮭم ﻓﯾﺟب ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛ ل واﺣ د ﻣ ﻧﮭم ﺣﺗ ﻰ وﻟ و ﻛ ﺎﻧوا ﻣﺗﺿ ﺎﻣﻧﯾن‪،‬‬
‫وإذا ﺗﻌددت اﻟﺻﻔﺔ ﻛﺄن ﯾﻛون اﻟﺷﺧص ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺻﻔﺗﮫ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﻣ ﺛﻼ‬
‫ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﯾﺟب اﺳﺗدﻋﺎؤه ﺑﻛل ﺗﻠك اﻟﺻﻔﺎت وﻻ ﯾﻛﻔﻲ اﺳﺗدﻋﺎؤه ﺑﺻﻔﺔ واﺣدة‪.‬‬

‫وﻻ ﯾﺷ ﺗرط ﻓ ﻲ ﻣﺗﺳ ﻠم ط ﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻛﻣ ﺎل اﻷھﻠﯾ ﺔ ﺑﺧ ﻼف اﻟﺷ ﺧص اﻟﻣ راد ﺗﺑﻠﯾﻐ ﮫ‬


‫واﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻹﺟراء‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻧص اﻟﻔﺻ ل ‪516‬ق‪.‬م‪.‬م ﻋﻠ ﻰ أن ﻓﺎﻗ دي اﻷھﻠﯾ ﺔ ﯾﺟ ب أن‬
‫ﯾﺑﻠﻎ ﻣﻣﺛﻠوھم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ﺑﺻﻔﺗﮭم ﺗﻠك‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻻﻋﺗﺑﺎري إذا ﻛﺎن ﻋﺎﻣﺎ ﻛﺎﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾ ﺔ واﻟﻣؤﺳﺳ ﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﻟﻣن ﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟ ذي ﺗﻣ ﺎرس ﻓﯾ ﮫ‬
‫ﻧﺷﺎطﮭﺎ ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻻﻋﺗﺑﺎري ﺧﺎﺻﺎ ﻛﺎﻟﺷرﻛﺔ ﻓﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾ ﺗم ﻟﻣﻣﺛﻠﮭ ﺎ اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ‬
‫وإن ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﻗراراﺗﮫ ذھب إﻟﻰ أﻧ ﮫ ﯾﺟ وز اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﺷ ﺧص‬
‫اﻻﻋﺗﺑﺎري ﺑواﺳطﺔ أي ﺷﺧص ﯾﻌﻣل ﻣﻌﮫ وﻟو ﻛﺎن ﺣﺎرس اﻟﺷرﻛﺔ أو أي ﻋﺎﻣل ﺗ ﺎﺑﻊ‬

‫‪23‬‬
‫ﻟﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺟوز ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوطن اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻣﻣﺛﻠﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑل ﯾﺟب أن ﯾ ﺗم‬
‫ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗواﺟد ﻓﯾﮫ ﻣﻘرھﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻣن ﻟﮭم اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻧﯾﺎﺑ ﺔ ﻋ ن اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﻓ ﻲ اﻟﻣ ﺎدة‬
‫‪38‬ق‪.‬م‪.‬م وھم اﻷﻗﺎرب‪ ،‬اﻟﺧدم‪ ،‬وﻛل ﺷﺧص آﺧر ﯾﺳﻛن ﻣﻊ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر‪.‬‬

‫واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗم إﻟﻰ ھؤﻻء ﺑﺎﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣراد ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ وﺣﺗﻰ‬
‫وﻟ و ﻛ ﺎن ھ ذا اﻷﺧﯾ ر ﻣوﺟ ودا ﺑ ﮫ‪ ،‬ﺑﺧ ﻼف اﻟﻣﺷ رع اﻟﻔرﻧﺳ ﻲ اﻟ ذي ﻟ م ﯾﺟ ز اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻟﻸﻗﺎرب واﻟﺧدم إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وأوﺟ ب ﻋﻠ ﻰ ﻋ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫أن ﯾﺑﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺿره اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻹﯾﺻﺎل اﻟﺷﺧص ﺑﻧﻔﺳﮫ وأﻧﮫ ﻟ م ﯾﻔﻠ ﺢ ﻓ ﻲ‬
‫ذﻟ ك‪. Si la signalisation à personne s'avère impossible; l'acte 14‬‬
‫‪peut être délivré soit à domicile soit…..‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷﺗرط اﻷھﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﺗﻔق اﻟﻔﻘ ﮫ واﻟﻘﺿ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﻛﻔﺎﯾ ﺔ‬
‫ﺷ رط اﻟﺗﻣﯾﯾ ز‪ ،‬وھ ذا ﻣﺎذھ ب إﻟﯾ ﮫ اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﺣﯾﻧﻣ ﺎ اﻋﺗﺑ ر أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺻ ﺣﯾﺢ‬
‫‪15‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ‪14‬ﺳﻧﺔ‬

‫وﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻘرﯾب وﻟم ﯾﺣدد درﺟ ﺔ اﻟﻘراﺑ ﺔ‪ ،‬إﻻ أن ھ ذه اﻟﻌﺑ ﺎرة إذا‬
‫أطﻠﻘت ﻓﮭﻲ ﺗﻔﯾد ﻋﻼﻗﺔ اﻟدم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗ ﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺷ ﻣل اﻟﻌﻼﻗ ﺔ اﻟزوﺟﯾ ﺔ وﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﻣﺻ ﺎھرة‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺻﻧف ) ﻛل ﺷﺧص آﺧر ﯾﺳﻛن ﻣﻌﮫ(‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺧﺎدم ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﺗواﻓر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وأن ﯾﺗم ﺑﻣوطن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻻ ﯾﺻﺢ‬
‫ﺗﺳﻠﯾم اﻹﺟراء إﻟﻰ اﻟﺧﺎدم ﺑﺎﻟﺷﺎرع اﻟﻌﺎم أو ﻣﻧزﻟﮫ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن‪.‬‬

‫‪ - 14‬اﻟﻔﺻل‪ 655‬ﻣن ق م م اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬


‫‪ - 15‬ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد‪ 2748‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪.1996/04/24‬‬

‫‪24‬‬
‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﻧف اﻟﺛﺎﻟث واﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﺑﻌﺑ ﺎرة ﻛ ل ﺷ ﺧص آﺧ ر ﯾﺳ ﻛن ﻣﻌ ﮫ‪ ،‬ﻓﯾﺷ ﺗرط‬
‫ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺳﺎﻛﻧﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻣﻘﯾم ﺑﺻﻔﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻛﺎﻟزاﺋر أو ﺻدﯾق ﻓﻲ‬
‫ﻓﺗرة ﻋطﻠﺔ ﺳﻧوﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻣﺗواﺟد ﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪ -‬رﻓض اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر رﻓض اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣ ن أھ م اﻟﻌراﻗﯾ ل اﻟﺗ ﻲ ﺗﺻ ﺎدف ﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‪ ،‬وﺗﺗﺧ ذ‬
‫ھذه اﻟظﺎھرة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻛﺎل أﺳﺎﺳﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﺷﻛل اﻷول‪ :‬اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﮭوﯾﺔ ورﻓض اﻟﺗوﺻل‪.‬‬

‫أوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،16‬وﻛ ذا اﻟﻣﺷ رع اﻟﻣﺻ ري ﻓ ﻲ‬


‫اﻟﻣ ﺎدة ‪11‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌ ﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻋ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ أن ﯾﻘ وم ﺑﺗﺳ ﻠﯾم اﻻﺳ ﺗدﻋﺎء إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ أو إﻟ ﻰ ﻣ ن ﻟ ﮫ اﻟﺻ ﻔﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺳ ﻠﻣﮭﺎ ﺷ رﯾطﺔ اﻹدﻻء ﺑﮭ وﯾﺗﮭم‪ ،‬وإذا‬
‫رﻓﺿ وا ﺗﺳ ﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ وﺟ ب ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ون ﺗﺳ ﻠﯾم اﻟورﻗ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾ ﺔ ‪la‬‬
‫‪mairie‬أو إﻟﻰ اﻟﻌﻣدة أو ﺷﯾﺦ اﻟﺑﻠدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻣوطن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻓﻲ داﺋرﺗﮫ ﺣﺳب‬
‫اﻷﺣوال‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻣﺳﻠﻣﺎ ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﻌﺎﺷر اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﻠرﻓض اﻟﺻﺎدر ﻋ ن اﻟط رف أو اﻟﺷ ﺧص اﻟ ذي ﻟ ﮫ اﻟﺻ ﻔﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻻﺳﺗدﻋﺎء‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣ ن ﻧﺎﺣﯾ ﺔ أﺧ رى ﺗﺑﻌ ﺎ ﻟﻠظ روف ﺗﻣدﯾ د اﻵﺟ ﺎل‬
‫اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼه وﺗﺟدﯾد اﻻﺳﺗدﻋﺎء‪.‬‬

‫وﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺧﻼف اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن ﻟ م ﯾﺣ ط ﺣﺎﻟ ﺔ رﻓ ض اﻟﺗوﺻ ل‬


‫ﻣن طرف ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ) وﻟﯾس ﻣن طرف اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر( ﺑﺎﻟﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾ ﺔ‪ ،‬ﻓﻘ د‬
‫ﯾﻛون ﺳﺑب رﻓض اﻟﺗوﺻل ھو اﻟﺧ وف ﻣ ن اﻟﻣﺳ ؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬أو وﺟ ود ﺧ ﻼف ﺑﯾﻧ ﮫ وﺑ ﯾن‬
‫اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬أو ﺗﺟﻧ ب اﻟﺗ دﺧل ﻓﯾﻣ ﺎ ﻻ ﯾﻌﻧﯾ ﮫ ‪ ،‬ﻓﻛﯾ ف ﯾؤاﺧ ذ اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫‪ - 16‬اﻟﻔﺻل‪.654‬‬

‫‪25‬‬
‫ﺑﺗﺻرف ﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﮫ ﻣﺛل ھ ذه اﻟﻧواﯾ ﺎ‪ ،‬ﻟ ذا ﻛ ﺎن ﺣرﯾ ﺎ ﺑﺎﻟﻣﺷ رع أن ﯾﺳ ﯾر ﻋﻠ ﻰ ﻧﮭ ﺞ‬
‫ﻧظﯾره اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي أوﺟب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﺗوﺻل ﻣن طرف ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ أن ﯾﺗم‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﺟﮭﺔ اﻹدارة وإﺧطﺎر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺷﻛل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬رﻓض اﻟﺗوﺻل واﻹﻓﺻﺎح ﻋن اﻟﮭوﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻗد ﯾرﻓض اﻟﺷﺧص اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣ راد إﻧﺟ ﺎز اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓﯾ ﮫ اﻟﺗوﺻ ل وﯾ رﻓض‬
‫أﯾﺿﺎ اﻹدﻻء ﺑﮭوﯾﺗﮫ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺣول دون ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺧﺎطب ھو اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر‬
‫أو ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬وﻗد ﯾﺗم اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ دون اﻹﺳم ﻛﺄن ﯾﺻرح اﻟﻣﻌﻧ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﻣر أﻧﮫ أب أو أم أو زوج اﻟﻣراد ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ وﯾرﻓض اﻹدﻻء ﺑﺎﻹﺳ م وھ ذه ھ ﻲ اﻟﺣﺎﻟ ﺔ‬
‫اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﮭل ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻣوﻗف ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻓض اﻟﺗوﺻل اﻟ ذي ﯾﺗرﺗ ب‬
‫ﻋﻧﮫ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺑﻌد ﻣرور ‪10‬أﯾﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫إن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة ﯾﺷﺗرط ﻟﻛﻲ ﯾﻛ ون رﻓ ض اﻟﺗوﺻ ل ﺗوﺻ ﻼ‬


‫ﺻﺣﯾﺣﺎ أن ﯾﺻدر ﻋن اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ او ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻻﺳ ﺗدﻋﺎء‪،‬‬
‫وﻟ ن ﯾﺗ ﺄﺗﻰ ذﻟ ك إﻻ ﺑ ذﻛر اﻹﺳ م واﻟﺻ ﻔﺔ ‪ ،‬وﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ رﻓ ض اﻹدﻻء ﺑﮭﻣ ﺎ ﻓ ﺈن ذﻟ ك‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻻﯾﻌﺗﺑر ﺻﺣﯾﺣﺎ‪ ،‬وھذا ﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘرارات‪ .‬ﻏﯾ ر أن ھﻧ ﺎك ﺑﻌ ض اﻟﻘ رارات اﻷﺧ رى اﻟﺗ ﻲ اﻋﺗﺑ رت اﻹدﻻء‬
‫ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ دون اﻹﺳم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺻﺣﯾﺢ ﻛﻣﺎ ﻟ و ﺻ رح ﻣﺗﺳ ﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺄﻧ ﮫ أب اﻟﻣﻌﻧ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﺻور أن ﯾﻛون ﻟﮫ إﻻ أب واﺣد أو أم واﺣدة أو زوج واﺣد‪...‬‬

‫وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن اﻟﺣل اﻟﻌﻣﻠ ﻲ ﻟﮭ ذه اﻹﺷ ﻛﺎﻟﯾﺔ أي رﻓ ض اﻟﺗوﺻ ل ورﻓ ض اﻹدﻻء ﺑﺎﻟﮭوﯾ ﺔ‬
‫ﯾﺗﻣﺛ ل ﻓ ﻲ ﻋ دم ﺗﺳ ﻠﯾم ط ﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﺷ ﺧص اﻟ ذي رﻓ ض اﻟﺗوﺻ ل ورﻓ ض اﻹدﻻء‬
‫ﺑﮭوﯾﺗﮫ‪ ،‬وأن ﻋﻠﻰ ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أن ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺟ د أﺣ دا ﻓ ﻲ اﻟﻣ وطن‬
‫وأن ﯾﺣ رر ﻣﺣﺿ را ﯾﺷ ﯾر ﻓﯾ ﮫ إﻟ ﻰ اﻟﺗﺣرﯾ ﺎت اﻟﺗ ﻲ ﻗ ﺎم ﺑﮭ ﺎ وإﻟ ﻰ ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت‬
‫اﻟﻔﺻل‪39‬ق‪.‬م‪.‬م اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرط ﺻدور اﻟرﻓض ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر أو ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻟﻛﻲ‬
‫ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﺷﻛل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬رﻓض اﻟﺗوﻗﯾﻊ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟ ﻰ ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ﻧﺟ د اﻟﻣﺷ رع ﻗ د ﺳ ﻣﺢ ﻟﻌ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ‬


‫ﺣﺎﻟ ﺔ رﻓ ض اﻟﺗوﻗﯾ ﻊ ﺑﺎﻻﻛﺗﻔ ﺎء ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة إﻟ ﻰ ذﻟ ك ﻓ ﻲ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﻣﺷ رع‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻣﺻري ﻓﻘد أوﺟﺑﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻹدارة‪ ،‬وﻗد أﻛد‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺑﻌ ض ﻗراراﺗ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أھﻣﯾ ﺔ اﻟﺗوﻗﯾ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم واﻋﺗﺑ ر‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎطﻼ إذا ﻟم ﯾﺷر ﻋون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﺳﺑب رﻓض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ‪ ،‬وھو اﻟﺳﺑب اﻟ ذي ﻗ د‬
‫ﺗﻌﺗﺑره اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾﻣﮭﺎ وﺟﯾﮭﺎ وﺗﺗﺧذ ﻋﻠﻰ ﺿوﺋﮫ اﻹﺟراء اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﻗد ﯾﻛون‬
‫ھو إﻋﺎدة اﻻﺳﺗدﻋﺎء أو ﻋدم اﻻﻋﺗداد ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻛﺗﺎﺑ ﺔ اﻟﺿ ﺑط ﻛﻣ وطن ﻣﺧﺗ ﺎر ﻻ ﯾﻌﺗﺑ ر ﺑﻣﺛﺎﺑ ﺔ رﻓ ض‬
‫اﻟﺗوﺻ ل ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ دم ﺳ ﺣب اﻟط ﻲ ﻣ ن ط رف اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﺑ ل ﯾﻌﺗﺑ ر اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﺻﺣﯾﺣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﻛﺗب اﻟﺿﺑط ﺻﺎﺣب ﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻛﻣوطن ﻣﺧﺗﺎر ﺑﻘوة‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣن ﯾﺧﺗﺎره ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرة ﻣﻌﮫ‪.17‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻺدارة‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺗم إﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ أو إﻟﻰ‬
‫ﻣن ﻟﮫ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌذر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ھؤﻻء ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﯾﺟب أن ﯾوﺟﮫ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟ ﻰ ﺟﮭ ﺔ اﻹدارة‪ ،‬واﻟﻣﻘﺻ ود ﺑﺟﮭ ﺔ اﻹدارة ھﻧ ﺎ ﻛﺗﺎﺑ ﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط واﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﺻب ﻋن اﻟطرف اﻟﻣﺟﮭول اﻟﻌﻧوان‪.‬‬

‫***اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط‪.‬‬

‫ﻟﻘ د ﻧ ص اﻟﻔﺻ ﻼن ‪33‬و ‪330‬ق‪.‬م‪.‬م ﻋﻠ ﻰ أن ﻛ ل ط رف ﯾﻘ ﯾم ﺧ ﺎرج داﺋ رة ﻧﻔ وذ‬


‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻌﯾن ﻣوطﻧﺎ ﻣﺧﺗﺎرا ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻋﺗﺑﺎر ﻛل ﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺗم ﻟﮫ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ‬
‫ﺿﺑط ﺗﻠك اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ ﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎ ﺻ ﺣﯾﺣﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ﯾﺟ ب ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﺗﻌﯾ ﯾن ﻣﺣ ل ﻟﻠﻣﺧ ﺎﺑرة‬
‫ﻣﻌ ﮫ ﺗﺣ ت طﺎﺋﻠ ﺔ اﻋﺗﺑ ﺎره ﻣﺗوﺻ ﻼ ﺑﺻ ﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛ ل ﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﯾﺳ ﻠم إﻟ ﻰ ﻣﻛﺗ ب‬
‫‪ - 17‬اﻟﻣﺎدة‪ 38‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة واﻟﻔﺻل‪ 330‬ق م م‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﺿﺑط‪ ،‬ﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ اﺣﺗرام أﺟل إﻋداد اﻟدﻓﺎع اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ﻠﯾن‪ 40‬و‬
‫‪ 41‬ق‪.‬م‪.‬م ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻗد ﯾﺣﺿر ﻟ دى ﻛﺗﺎﺑ ﺔ اﻟﺿ ﺑط ﻟﺳ ﺣب اﻻﺳ ﺗدﻋﺎء‬
‫ﻓﯾﻧﺑﻐ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻛﺗﺎﺑ ﺔ اﻟﺿ ﺑط أن ﺗﺿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم ﺗ ﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻ ل اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ‬
‫اﺣﺗراﻣﺎ ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﺗ رد ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم إﻟ ﻰ اﻟﺟﮭ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ دون إﺧﺑ ﺎر‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ ﺑﺳ ﺣب او ﻋ دم ﺳ ﺣب اﻟط ﻲ اﻟﻣ ودع ﻟ دﯾﮭﺎ‪ ،‬ﻷن ذﻟ ك ﻻ ﯾ ؤﺛر ﺑﺷ ﻲء ﻓﯾﻣ ﺎ‬
‫ﺳ ﺗﺗﺧذه اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ ﻣ ن إﺟ راءات ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻏﯾ ﺎب اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر وﻻ ﻓ ﻲ اﻟوﺻ ف‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣﻛم‪.‬‬

‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻓﻲ ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﯾﻛ ون ﺻ ﺣﯾﺣﺎ وﯾﻧ ﺗﺞ آﺛ ﺎره‬
‫ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم اﻹﺟراء إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻐ ض اﻟﻧظ ر ﻋﻣ ﺎ إذا ﻛ ﺎن اﻟﻣﺑﻠ ﻎ إﻟﯾ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ م ﺑﮭ ذا‬
‫اﻹﺟ راء أم ﻻ ودون إﺷ ﻌﺎره ﺑﮭ ذا اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن ط رف ﻛﺗﺎﺑ ﺔ اﻟﺿ ﺑط ﻋﻠ ﻰ اﻋﺗﺑ ﺎر أن‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻓﺗ رض ﺑ ﺄن اﻟط رف اﻟ ذي ﻟ م ﯾﻌ ﯾن ﻣوطﻧ ﺎ ﻣﺧﺗ ﺎرا أو ﻣﺣ ﻼ ﻟﻠﻣﺧ ﺎﺑرة ﻛﻣ ﺎ‬
‫ﺳﺑق اﻟذﻛر ﻛﺎن ﻣﺗوﻗﻌﺎ ﻣﺧﺎﺑرﺗﮫ ﺑﻣﻛﺗب اﻟﺿﺑط وﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﮭﺎ ﻻﺳﺗﻼم ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ‪.‬‬

‫***اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻧص اﻟﻔﺻل ‪13‬ﻣن ظﮭﯾر ‪12/08/1913‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ق ﺑ ﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري ﻋﻠ ﻰ وﺟ وب‬


‫ﺗﻌﯾ ﯾن ﻣ وطن ﻣﺧﺗ ﺎر ﻓ ﻲ داﺋ رة اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺔ اﻟﻣوﺟ ود ﺑﮭ ﺎ اﻟﻣﻠ ك اﻟﻣ راد ﺗﺣﻔﯾظ ﮫ‪،‬‬
‫واﻟﺟزاء اﻟﻣﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ھذا اﻟﻧص ورد ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪26‬ﻣ ن اﻟﻘ رار اﻟ وزﯾري‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓ ﻲ‪03/06/1915‬اﻟ ذي اﻋﺗﺑ ر اﻟﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎت واﻹﻋﻼﻧ ﺎت اﻟﻣوﺟﮭ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻣﻌﻧ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻷﻣر ﻟدى اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ إذا ﻟم ﯾﻌﯾن ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرة ﻣﻌﮫ‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟ ذي ﯾ ﺗم ﻟﻠﻧﯾﺎﺑ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﺣﺎﻟ ﺔ ﺗﻘﺗﺻ ر اﺟراءاﺗ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺳ ﻠﯾم‬


‫اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ دون أن ﯾﻌﻘب ذﻟ ك اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑﺗﺣرﯾ ﺎت ﻣ ن ﺷ ﺄﻧﮭﺎ‬
‫اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ‪ ،‬ﻟ ذﻟك اﺗﺧ ذ اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻣﻧﺣ ﻰ آﺧ ر ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﻣرﺣﻠ ﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾظ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻗﯾم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﯾوﻓر ﻓ ﻲ‬
‫ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺷﺑﮫ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﺗؤدي أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وھﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ أﺧ رى ﻓ ﻲ اﻟﺗﺷ رﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻣﻣﺎﺛﻠ ﺔ ﻟﮭ ذه اﻟﺣﺎﻟ ﺔ وھ ﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﻘﺿ ﺎﯾﺎ‬
‫ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ ﻷﺟ ل اﻟﻣﻧﻔﻌ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ طﺑﻘ ﺎ ﻟظﮭﯾ ر ‪22/12/1980‬ﺣﯾ ث ﯾ ﻧص اﻟﻔﺻ ل‬
‫‪46‬ﻣﻧ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ إذا ﺗﻌ ذر ﺗﺳ ﻠﯾم اﻟﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎت اﻹدارﯾ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾ ﯾن ﺑ ﺎﻷﻣر اﻛﺗﻔ ﻲ‬
‫ﺑﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ إﻟﻰ وﻛﯾل اﻟﻣﻠك اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻧﻔوذ ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر‪.‬‬

‫***اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻘﯾم‪.‬‬

‫إن ﻣﺑدأ اﻟﺗواﺟﮭﯾﺔ ﯾﻌد دﻋﺎﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع‪ ،‬وﻋﻣﻠﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﺣﻘ ق ﺑﮭ ﺎ‬
‫ھذه اﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺑﯾن اﻟﺧﺻﻣﯾن ﺗﺳﺗوﺟب ذﻛر اﻟﻣوطن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺧﺻم وﻣراﻋﺎة ﻗواﻋ د‬
‫ﺣﺳ ن اﻟﻧﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺳ ﺗﻠزﻣﮭﺎ اﻟﻔﺻ ل ‪5‬ق‪.‬م‪.‬م ﺑﺣﯾ ث ﯾﺗﻌ ﯾن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣ دﻋﻲ ﻋ دم ﺗﻐﻠ ﯾط‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻹدﻻء ﺑﻌﻧوان وھﻣﻲ ﻟﺧﺻﻣﮫ رﻏﺑﺔ ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻹﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﻘﯾم‪.‬‬

‫وﺟ دﯾر ﺑﺎﻟ ذﻛر أن ﻣﺳ طرة اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﻘ ﯾم ھ ﻲ طرﯾ ق اﺳ ﺗﺛﻧﺎﺋﻲ رﺳ ﻣﮫ اﻟﻘ ﺎﻧون ﻹﺗﻣ ﺎم‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎﻻت اﻟﺗ ﻲ ﯾﻛ ون ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﻣﺟﮭ ول اﻟﻌﻧ وان‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣ ظ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺣﯾ ﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾ ﺔ أﻧ ﮫ ﯾﻘ ﻊ اﻟﺧﻠ ط ﺑ ﯾن ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ دم اﻟﻌﺛ ور ﻋﻠ ﻰ أي ﺷ ﺧص ﻓ ﻲ اﻟﻣ وطن‬
‫اﻟﻣ راد اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓﯾ ﮫ‪ ،‬وﺣﺎﻟ ﺔ ﻛ ون اﻟﻣطﻠ وب ﺗﺑﻠﯾﻐ ﮫ ﻣﺟﮭ ول اﻟﻌﻧ وان‪ ،‬واﻟﺳ ؤال اﻟ ذي‬
‫ﯾطرح ھﻧﺎ ھو ﻣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﻘﯾم ؟‬

‫ﺑدراﺳ ﺔ وﺗﺣﻠﯾ ل ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ﻧﺟ ده ﺗﻧ ﺎول اﻟﺣ ﺎﻟﺗﯾن ﻣﻌ ﺎ‪ ،‬ﻓﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺣﺎﻟ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺗﻌ ذر ﺗﺳ ﻠﯾم اﻻﺳ ﺗدﻋﺎء ﺑﺳ ﺑب ﻋ دم اﻟﻌﺛ ور أوﺟ ب إﻋ ﺎدة‬
‫اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻ ل ووﻗ ف ﻋﻧ د ھ ذا اﻟﺣ د‪ ،‬وﻟ م ﯾﺑ ﯾن‬
‫اﻟﺧط وات اﻟﻣواﻟﯾ ﺔ وﻟ م ﯾوﺿ ﺢ اﻷﺛ ر اﻟﻘ ﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗرﺗ ب ﻋ ن ﻋ دم اﻟﺗوﺻ ل أو ﻋ دم‬
‫ﺳﺣب اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾد‪ ،‬وھذا اﻟﻔراغ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺧﻠ ق ﻧوﻋ ﺎ ﻣ ن اﻟﺑﻠﺑﻠ ﺔ ودﻓ ﻊ ﺑﻌ ض‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑوﺟوب ﺗﻧﺻﯾب ﻗﯾم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌذر ﺗﺳﻠﯾم اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺳﺑب‬

‫‪29‬‬
‫ﻋدم اﻟﻌﺛور‪ ،‬وھذا اﻟﺳﺑب أي ﻋدم اﻟﻌﺛور ﻻ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺑررا ﻹﺟراء ﻣﺳطرة‬
‫اﻟﻘﯾم ﺣﺳﺑﻣﺎ ذھﺑت إﻟﯾﮫ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻗراراﺗﮭﺎ‪.18‬‬

‫وﺳﺑب اﻟﺗﺟﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛم إﻟﻰ ﻣﺳطرة اﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ دم اﻟﻌﺛ ور ھ و اﻟﻔ راغ اﻟﺗﺷ رﯾﻌﻲ‬
‫اﻟﻣذﻛور‪ ،‬وﻟذا وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺗ دﺧل ﻟﺣ ل ھ ذه اﻹﺷ ﻛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻋﺗﺑ ﺎر أﻧ ﮫ ﻣ ن‬
‫ﻏﯾر اﻟﻣﺑرر ﺗﻧﺻﯾب ﻗﯾم ﻓﻲ ﺣق ﺷﺧص ﻻ ﯾﺗواﺟ د ﺑﻣﺳ ﻛﻧﮫ إﻻ ﻓ ﻲ وﻗ ت ﻣﺗ ﺄﺧر ﻣ ن‬
‫اﻟﻠﯾ ل أو ﺗﻔ رض ﻋﻠﯾ ﮫ ظ روف اﻟﻌﻣ ل ﻋ دم اﻟﺗواﺟ د ﺑﻣﻧزﻟ ﮫ إﻻ ﻓ ﻲ ﻋطﻠ ﺔ ﻧﮭﺎﯾ ﺔ‬
‫اﻷﺳﺑوع‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐﻲ اﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﺄن ﯾودع ﻟﮫ إﺷﻌﺎر ﺑوﺟود اﺳﺗدﻋﺎء ﯾﮭﻣﮫ ﻟ دى‬
‫اﻟﺳ ﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾ ﺔ أو اﻟﺿ ﺎﺑطﺔ اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ او اﻟﻧﯾﺎﺑ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ وﻣﻧﺣ ﮫ اﺟ ﻼ ﻣﻌﯾﻧ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈذا ﻟ م‬
‫ﯾﺗﻘدم ﻟﺳﺣﺑﮫ اﻋﺗﺑر ذﻟك ﻣﻧﮫ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻓض‪ ،‬إﻻ أن ذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺳﺑﻘﮫ ﺗﺣ ر دﻗﯾ ق ﻣ ن‬
‫طرف اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺎﻛد ﻣن أن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻻ زال ﯾﺳﻛن ﺑﺎﻟﻌﻧوان‬
‫واﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ اﻟﺟﯾران أو إﻟﻰ أﻋوان اﻟﺳ ﻠطﺔ وﺗﻔ ﺎدي ﻣ ﺎ ﺗﻘ دم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﻌ ض اﻟﻣﺣ ﺎﻛم‬
‫ﻣن ﺗﻌﯾﯾن ﻗﯾم ﻋن أﺣد اﻷطراف دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣﻐﺎدرﺗﮫ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﻣﺟﮭول وھو أﻣر‬
‫ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻣﺧل ﺑﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﻣوﺟب ﻹﺑطﺎل اﻟﺣﻛم‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣوطن أو ﻣﺣل اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻌروف ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗم‬
‫ﺗﻧﺻﯾب ﻗﯾم ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر‪ ،‬وﯾﻘوم ھذا اﻟﻘﯾم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺧطورة ھ ذه اﻟﻣﺳ طرة ﺗﺗﺟﻠ ﻰ ﻓ ﻲ‬
‫ﻋدم إﻧﺟﺎزھﺎ وﻓق ﻣﺎ رﺳﻣﮫ اﻟﻔﺻل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬إذ ﻟو ﻛ ﺎن اﻟﺑﺣ ث ﯾ ﺗم وﻓ ق ﻣ ﺎ ﯾﺟ ب‬
‫ﻟﻛﺎن ﺟل ﻣﺻﯾر ﻣﺳطرة اﻟﻘﯾم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ‪ ،‬ﻓﻌ ﺎدة ﻣ ﺎ ﯾﺻ ﺑﺢ اﻟﺧﺻ م‬
‫ﻣﻌروف اﻟﻌﻧوان ﺑﻣﺟرد أن ﯾﺿﺣﻰ اﻟﺣﻛم ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻘﯾم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻋﺎدة‬
‫ﻣﺎ ﯾدﻟﻲ اﻟﻘﯾم ﺑﺟواﺑﮫ اﻟﻣﺗﺿ ﻣن ﻟﺗﺻ رﯾﺣﮫ ﺑﻌ دم اﻟﻌﺛ ور رﻏ م اﻧ ﮫ ﻟ م ﯾﻧﺻ ب ﻋﻧ ﮫ إﻻ‬
‫ﻟﻣدة ﻗﺻ ﯾرة ﻻ ﺗﻛﻔ ﻲ ﻹﺟ راء اﻟﺑﺣ ث اﻟﻛ ﺎﻓﻲ واﻟﺗﺣ ري اﻟ ﻼزم ﻓﺿ ﻼ ﻋ ن أن ﺑﻌ ض‬
‫اﻟﻣﺣ ﺎﻛم ﺗﺣﺟ ز اﻟﻘﺿ ﺎﯾﺎ ﻟﻠﻣداوﻟ ﺔ دون اﻧﺗظ ﺎر إﻓ ﺎدة اﻟﻘ ﯾم وھ و ﻣ ﺎ ﯾﺷ ﻛل إﺧ ﻼﻻ‬

‫‪ - 18‬اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪.1893/02/07‬‬

‫‪30‬‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ﯾﺗرﺗ ب ﻋﻧ ﮫ ﺣرﻣ ﺎن اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر ﻣ ن درﺟ ﺔ ﻣ ن‬
‫درﺟﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬

‫وﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻛﻣﺎ ﯾﺑ دو واﺿ ﺣﺎ ﻣ ن اﻟﻔﻘ رة‬
‫اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل ‪39‬ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌذر ﺗﺳﻠﯾم اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﻟﻌدم اﻟﻌﺛ ور‪ ،‬وﻻ ﯾﺧ ص‬
‫اﻟﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﻛ ون ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻣ وطن او ﻣﺣ ل اﻹﻗﺎﻣ ﺔ ﻣﺟﮭ وﻻ‪ ،‬ﺑ دﻟﯾل أن اﻟﻔﻘ رة اﻟﺳ ﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺿرورة ﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺳﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻗﺑل ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻘ ﯾم‬
‫ﻋن طرف ﻣﺟﮭول اﻟﻌﻧوان‪.‬‬

‫وﯾﺑدو أن ﻣﺎ ذھب إﻟﯾ ﮫ ﺑﻌ ض اﻟﻌﻣ ل اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻣ ن ﺗوﺟﯾ ﮫ اﺳ ﺗدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺑرﯾ د‬
‫اﻟﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﮭول اﻟﻌﻧوان ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪،‬‬
‫إﻻ أن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﺟد ﺳﻧده ﻓﻲ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل ‪659‬ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬ف اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﯾﻧص‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗوﺟﯾﮫ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل إذا‬
‫ﻛﺎن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻣﺟﮭول اﻟﻌﻧوان وإن ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮫ ﺗﺳﺎءل ﻋ ن ﺟ دوى اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻏﯾ ر ان ﻣ ﺎ ﯾﻧﺑﻐ ﻲ اﻹﺷ ﺎرة إﻟﯾ ﮫ أن ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م وردت ﻓ ﻲ اﻟﻘﺳ م‬
‫اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ق‪.‬م‪.‬م اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺳطرة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻧﻔ س اﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت‬
‫أﺣﺎل اﻟﻔﺻل ‪329‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳطرة أﻣﺎم ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟذي ﯾطرح‬
‫ھو ھل ﺗطﺑق ﻧﻔس اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات؟‬

‫اﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻ ﻼن ‪54‬و ‪349‬ق‪.‬م‪.‬م‬
‫أن ﯾﺗم وﻓ ق اﻟﺷ روط اﻟﻣﺑﯾﻧ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ول ‪39 ،38 ،37‬ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬وإذا ﺗﻌﻠ ق اﻷﻣ ر‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾم ﯾﺗم ذﻟك وﻓق اﻟﺷروط اﻟ واردة ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪441‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ﻓ ﺈذا أﺻ ﺑﺢ‬
‫اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺣﺿ ورﯾﺎ ﻣﺟﮭ ول اﻟﻌﻧ وان ﻓﺈﻧ ﮫ أﻣ ﺎم ﻏﯾ ﺎب ﻧ ص ﺻ رﯾﺢ ﯾ ﻧظم ھ ذه‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺻ ﯾب ﻗ ﯾم ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﮫ ﺑواﺳ طﺔ أﻣ ر ﻗﺿ ﺎﺋﻲ ﻣﺑﻧ ﻲ‬
‫ﻋﻠ ﻰ طﻠ ب ﺣﯾ ث ﯾ ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟﯾ ﮫ وﯾﺻ ﺑﺢ اﻟﺣﻛ م او اﻟﻘ رار ﻗ ﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾ ذ ﺑﻌ د اﺗﺧ ﺎذ‬

‫‪31‬‬
‫اﻻﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪441‬ق‪.‬م‪.‬م وھﻲ ﺗﻌﻠﯾ ق ﻧﺳ ﺧﺔ اﻟﺣﻛ م ﻟﻣ دة‬
‫ﺛﻼﺛ ﯾن ﯾوﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻠوﺣ ﺔ اﻟﻣﻌ دة ﻟﮭ ذا اﻟﻐ رض ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ‪ ،‬ﺛ م إﺷ ﮭﺎر اﻟﺣﻛ م ﺑﻛ ل وﺳ ﺎﺋل‬
‫اﻹﺷﮭﺎر ﺣﺳب أھﻣﯾﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ‪ ،‬وأﺧﯾرا إﻋداد اﺷ ﮭﺎد ﻣ ن ط رف ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط ﯾﺛﺑ ت‬
‫اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑﻛ ل ﺗﻠ ك اﻹﺟ راءات وھ ذا ﻣ ﺎ أﻛ ده اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗ راره ﻋ دد ‪258‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.26/02/1985‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وأﺛرھﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻹﺟراءات‪:‬‬

‫ﺑﻌ د ﺣ دﯾﺛﻧﺎ ﻣ ن اﻟﻣﺑﺣ ث اﻷول ﻋ ن اﻟﻧظرﯾ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺈﺑرازﻧ ﺎ ﻟﻣﺎھﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫وﺷروطﮫ وأھداﻓﮫ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ واﻟﺟﮭﺎت اﻟﺗﻲ أوﻛ ل ﻟﮭ ﺎ اﻟﻣﺷ رع أﻣ ر اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑ ﮫ‪،‬‬
‫ﺳ وف ﻧﺗط رق ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﻣﺑﺣ ث إﻟ ﻰ ﺧﺻوﺻ ﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ض اﻟﻘﺿ ﺎﯾﺎ اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ‬
‫واﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﻊ ﺗوﺿﯾﺢ اﺛر ذﻟك ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻼﻣﺔ اﻹﺟ راءات اﻟﻣﺗﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺣﻛ م أو اﻟﻘ رار‬
‫اﻟﻣﺗﺧذ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣطﻠﺑﯾن‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮭﻣﺎ‪.‬‬

‫ﺑﻣ ﺎ أن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ واﻟﻔﺻ ول ‪37‬و‪38‬و‪ 39‬وﻏﯾرھﻣ ﺎ ﻣ ن اﻟﻔﺻ ول‬
‫اﻷﺧرى ﺗﻌﺗﺑر ھﻲ اﻹطﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ ،‬ﻓﺈن ھﻧ ﺎك ﺧﺻوﺻ ﯾﺎت ﺗﮭ م ﺑﻌ ض‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وﻛذﻟك ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺑﻣ ﺎ أﻧﻧ ﺎ أﺳ ﮭﻣﻧﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺣ دﯾث ﻋ ن ﻣﺳ طرة اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﻣ دﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺟ زء اﻷول ﻣ ن ھ ذا‬
‫اﻟﺑﺣ ث ﻓﺈﻧﻧ ﺎ ﺳ وف ﻧﻛﺗﻔ ﻲ ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﻌﻧﺻ ر ﻋ ن ﺧﺻوﺻ ﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ اﻷﺣﻛ ﺎم‬
‫واﻟﻘ رارات ذات اﻟط ﺎﺑﻊ اﻟﻣ دﻧﻲ واﻟﻣﻧظﻣ ﺔ ﺑﻧﺻ وص ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ن ﺧ ﻼل اﻟﻔﻘ رﺗﯾن‬
‫اﻵﺗﯾﺗﯾن‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪:‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري‬

‫ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺎدة ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻻ ﺗطﺑ ق ﻋﻠ ﻰ ھ ذه اﻷﺣﻛ ﺎم ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل‪ 50‬ﻣ ن ق م م اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬


‫ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ‪ ،‬وإﻧﻣ ﺎ ﯾﺧﺿ ﻊ ﺗﺑﻠﯾﻐﮭ ﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل‪ 40‬ﻣ ن ﻣرﺳ وم‪1913/08/12‬‬
‫اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري‪ ،‬وﻗ د ﻧ ص ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ك اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗ راره رﻗ م‪1100‬‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 1990/05/16‬ﻣﻠف ﻣدﻧﻲ‪.1984/1140‬‬

‫‪ -2‬إن اﻷﺣﻛﺎم اﻻﺑﺗداﺋﯾ ﺔ ﯾﺑﻠ ﻎ ﻣﻠﺧﺻ ﮭﺎ إﻟ ﻰ ﺟﻣﯾ ﻊ اﻷط راف ﻓ ﻲ ﻋﻧ ﺎوﯾﻧﮭم اﻟﻣﺧﺗ ﺎرة‬
‫وﯾﻧص ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠ ﻰ أن ﻓ ﻲ اﻹﻣﻛ ﺎن طﻠ ب اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف داﺧ ل اﻵﺟ ﺎل اﻟﻣﻘ ررة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ)اﻟﻔﺻل‪ 40‬اﻟﻣذﻛور(‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﻓﺗﺑﻠﻎ ﺑﻧﺻﮭﺎ اﻟﻛﺎﻣل إﻟﻰ ﺟﻣﯾ ﻊ اﻷط راف وﻓ ق اﻟﺷ ﻛل اﻟﻣﻘ رر‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘض داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ ﻧﻔس‬
‫اﻟﻘﺎﻧون)اﻟﻔﺻل‪ 47‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻛﻣﺎ وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﻠﮫ(‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﮭ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻧﻘض ﻻ ﺗﻧﻔ ذ إﻻ إذا‬
‫ﺑﺛت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض‪) ،‬اﻟﻔﺻل‪ 361‬ﻣن ق م م(‪ .‬أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻷﺧرى ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻌد أن ﺗﺻﺑﺢ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺛ ﺎر ﻧﻘ ﺎش ﺣ ول اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ﻲ ﻣ ﺎدة اﻟﻌﻘ ﺎر‬
‫اﻟﻣﺣﻔ ظ وﻣ دى أﺛ ر اﻟطﻌ ن ﺑ ﺎﻟﻧﻘض ﻋﻠ ﻰ ﺗﻧﻔﯾ ذھﺎ‪ ،‬وﻗ د ﺗوﻟ د ھ ذا اﻟﻧﻘ ﺎش ﻋ ن ﻗ رار‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ رﻗم ‪ 125‬اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ‪ 1988/06/06‬اﻟذي ﺟ ﺎء‬
‫ﻓﯾﮫ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑدﻋوى اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 361‬ﻣن ق م م اﻟﺗﻲ ﯾؤدي اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض‬
‫ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ وﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ ھﻲ ﻣﺟﻣوع اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎم ﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻠك ﻏﯾر ﻣﺣﻔ ظ‪،‬‬
‫وﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﺈﻧﺷ ﺎء اﻟﺻ ك اﻟﻌﻘ ﺎري وﻓ ق ﻣ ﺎ ﯾﻘﺗﺿ ﯾﮫ ظﮭﯾ ر ‪ 12‬ﻏﺷ ت ‪ ، 1913‬وﺑﻌ دﻣﺎ‬
‫ﯾﺻ ﺑﺢ اﻟﻣﻠ ك ﻋﻘ ﺎرا ﻣﺣﻔظ ﺎ ﯾﺧﺻ ﻊ ﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت ظﮭﯾ ر‪ ،1915/06/02‬وﻗ د أﻟﻐﺗ ﮫ‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘرار‪ 1100‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ص‪ 589‬ﻟﻠﻣﻌﮭد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ وﺣﻠت ﻣﺣﻠﮫ وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘرار ﯾرﻓﻊ اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﺣﻔظ ﻗد‬
‫اﻛﺗﺳب ﻗوة اﻟﺷﺊ اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل‪ 91‬ﻣن اﻟظﮭﯾر اﻟﻣذﻛور ﻓﻘد‬
‫ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ أن ﯾﻧﻔذه‪ ،‬وإن رﻓﺿﮫ ﻟﮭذا اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑدﻋوى ﻋدم اﻹدﻻء ﺑﺷﮭﺎدة ﻋ دم‬
‫اﻟﻧﻘض ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺷطط ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌرض ﻣﻘ رره ﻟﻺﻟﻐ ﺎء‪ ،‬وﺑ ذﻟك ﯾﻛ ون‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ)ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟ ﻧﻘض ﺣﺎﻟﯾ ﺎ( ﻗ د ﻓ رق ﺑوﺿ وح ﺑ ﯾن اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌﻘ ﺎر ﻓ ﻲ ط ور اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ‪ ،‬واﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﺎر اﻟﻣﺣﻔ ظ واﻋﺗﺑ ر اﻟطﻌ ن‬
‫ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﯾوﻗف اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾ ﺔ ﻻ ﯾوﻗ ف اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‪ ،‬واﺧﺗﻠ ف اﻟﻣﺣ ﺎﻓظون‬
‫اﻟﻌﻘ ﺎرﯾون ﻓ ﻲ ﺗطﺑﯾ ق ھ ذا اﻟﻘ رار‪ ،‬وأﺻ در اﻟﻣﺣ ﺎﻓظ اﻟﻌ ﺎم دورﯾ ﺔ رﻗ م‪ 324‬ﻓ ﻲ‬
‫‪ 1995/01/20‬طﻠب ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﻘ رارات‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺷﮭﺎدة ﺑﻌدم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻣ ﻊ اﻟرﺟ وع إﻟﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﻛ ل‬
‫ﺻ ﻌوﺑﺔ ﯾﻼﻗوﻧﮭ ﺎ ﻋﻧ د ﺗطﺑﯾ ق اﻟدورﯾ ﺔ‪ .‬وﻣ ن اﻟﻔﻘﮭ ﺎء اﻟ ذﯾن ﯾﻘوﻟ ون ﺑﺗﻔﺳ ﯾر ﻋﺑ ﺎرة‬
‫اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري ﺗﻔﺳ ﯾرا واﺳ ﻌﺎ ﺑﺣﯾ ث ﺗﺷ ﻣل اﻟﻌﻘ ﺎر ﻓ ﻲ ط ور اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ واﻟﻌﻘ ﺎر‬
‫اﻟﻣﺣﻔ ظ‪ ،‬اﻟ دﻛﺗور ﻣﺣﻣ د ﺧﯾ ري‪ .20‬وﻗ د ﻋﻠ ل ﺗﻔﺳ ﯾره ﺑﺄﺳ ﺑﺎب واﻗﻌﯾ ﺔ ﺗ ﺗﻠﺧص ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ ﻗرار اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ﺛم إﺑطﺎﻟﮫ‪ ،‬وﻋﻧد ذﻟك ﯾﺗم ﺗﻔوﯾت اﻟﻌﻘ ﺎر‪،‬‬
‫ﺛم ﯾﺻدر ﻗرار ﺑﻌد اﻹﺑطﺎل ﯾﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘرار اﻟﻣﻧﻔذ‪ ،‬ﻓﯾطرح إﺷﻛﺎل ﺗﻧﻔﯾذه ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر‬
‫اﻟﻌﻘﺎر اﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺷﺧص آﺧر وھو ﺗﺑرﯾر ﻣﻧطﻘﻲ ﻣﻌﻘول‪.‬‬

‫وﻧﺣ ن ﻧ رى اﻟﺗﻣﯾﯾ ز ﺑ ﯾن اﻟﻘ رارات اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﻌﻠ ق ﺑﺣﻘ وق اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ واﻟﺣﻘ وق‬
‫اﻟﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻋﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟﻘرارات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺟراءات ﺗﺣﻔظﯾﺔ ﺻرﻓﺔ‪.‬‬

‫ﻓ ﺎﻟﻘرارات اﻟﺗ ﻲ ﺗﺗﻌﻠ ق ﺑﺣﻘ وق اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ ﻛ دﻋوى اﻻﺳ ﺗﺣﻘﺎق وﺗﻧﻔﯾ ذ ﻋﻘ د اﻟﺑﯾ ﻊ واﻟﮭﺑ ﺔ‬
‫ودﻋوى اﻟﺷﻔﻌﺔ واﻟﻘﺳﻣﺔ وﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮭ ﺎ ﻧﻌﺗﻘ د أن ﺗﻧﻔﯾ ذ ھ ذه اﻟﻘ رارات ﯾﺗوﻗ ف‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﺷﮭﺎدة ﺑﻌدم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض‪ ،‬ﻷن ھذه اﻟﻘرارات أﺳﺎﺳ ﺎ ﺗﺑ ث ﻓ ﻲ ﺟ وھر‬
‫اﻟﻧزاع‪ .‬وأﻣﺎ اﻟﻘرارات اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑ ﺈﺟراءات ﺗﺣﻔظﯾ ﺔ ﻛ ﺎﻟﻘرار ﺑرﻓ ﻊ اﻟﺣﺟ ز‬
‫اﻟﺗﺣﻔظ ﻲ أو رﻓ ﻊ اﻟﺣراﺳ ﺔ اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧ ﺎ ﻧ رى أن ﺗﻧﻔﯾ ذھﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗ ف ﻋﻠ ﻰ اﻹدﻻء‬

‫‪ - 20‬د‪.‬ﻣﺣﻣد ﺧﯾري ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻧظﺎم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب‪ -‬اﻟطﺑﻌﺔ‪ 3‬ﺳﻧﺔ ‪ -1997‬ص‪ 280 :‬وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮭﺎ‪..‬‬

‫‪34‬‬
‫ﺑﺷﮭﺎدة ﻋدم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض‪ ،‬وأﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻧرى أن اﻟﻘرار اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻻﺳ ﻧﻌﺟﺎﻟﻲ أو‬
‫اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻣﺷﻣول ﺑﺎﻟﻧﻔ ﺎذ اﻟﻣﻌﺟ ل واﻟﻣﺗﻌﻠ ق ﺑ ﺈﺟراء ﺗﺣﻔظ ﻲ ﻻ ﯾﺗوﻗ ف ﺗﻧﻔﯾ ذه‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﺷﮭﺎدة ﺑﻌدم اﻟطﻌن‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﺻل ‪ 153‬ﻣن ق م م ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻷواﻣر‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺻل ‪ 147‬ﻣن ق م م ﺑﯾن‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾؤﻣر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل ﻣن طرف ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬

‫‪ -4‬وﻣﻌﻠ وم أن اﻟﻘ رارات اﻻﺳ ﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ واﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺗ ﻲ ﺗﺑ ث ﻓ ﻲ إﺟ راءات ﺗﺣﻔظﯾ ﺔ‬


‫ﺗﺳ ﺑﻘﮭﺎ إﻣ ﺎ أواﻣ ر ﻣﺑﻧﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟطﻠ ب ﺗﺻ در ﻓ ﻲ ﻏﯾﺑ ﺔ اﻟﻣ دﻋﻰ ﻋﻠﯾ ﮫ أو ﻗ رارات‬
‫اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﺗﮭدف إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﺣﻘوق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈذا ﺗﺑﯾن أن ﺗﻠك اﻷواﻣ ر ﻟ م ﺗﻛ ن‬
‫ﻓﻲ ﻣﺣﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو ﺻدر ﻗرار ﺑﺣﺟز ﺗﺣﻔظﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻷن اﻟﻣدﻋﻲ ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻧ ﮫ‬
‫ﻟ ﮫ دﯾﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺣﺟ وز ﻋﻠﯾ ﮫ وﻟﻛ ن اﻟﻣﺣﺟ وز ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﻌ د أن ﻋﻠ م ﺑ ﺎﻟﺣﺟز طﻠ ب رﻓ ﻊ‬
‫اﻟﺣﺟز وأﺑرز وﺛﺎﺋق ﺗﺑﯾن ﻣﻧﮭ ﺎ أن اﻟ دﯾن ﻟ م ﯾﺑ ق ﻣوﺟ ودا أو أن ھﻧ ﺎك ﻣﻧﺎزﻋ ﺔ ﺟدﯾ ﺔ‬
‫ﯾظﮭر ﻣﻧﮭ ﺎ ﻋ دم وﺟ وده ﻛ ﺎﻹدﻻء ﺑﺧﺑ رة ﺗﻘﻧﯾ ﺔ ﻣ ﺛﻼ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺑﻘ ﺎء اﻟﺣﺟ ز ﻓ ﻲ ﻣﺛ ل ھ ذه‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﯾﻛون ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ‪ ،‬وﺗوﻗﯾف ﻗ رار رﻓ ﻊ اﻟﺣﺟ ز ﻋﻠ ﻰ اﻹدﻻء ﺑﺷ ﮭﺎدة ﺑﻌ دم اﻟطﻌ ن‬
‫ﺑﺎﻟﻧﻘض ﺳﯾﻛون ﻣﺿرا ﺑﺣﻘ وق اﻟﻣﺣﺟ وز ﻋﻠﯾ ﮫ‪ ،‬اﻟ ذي ﺻ در ﻗ رار اﻟﺣﺟ ز وﻧﻔ ذ ﻓ ﻲ‬
‫ﻏﯾﺑﺗﮫ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗرار رﻓﻊ اﻟﺣﺟز ﺻدر ﻓﻲ ﻣﺣﺿر طﺎﻟب اﻟﺣﺟز‪ ،‬وﻟﯾس ﻣن اﻟﻌ دل وﻻ‬
‫ﻣن اﻟﻣﻧطق أن ﯾﺻدر ﻗرار ﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ طرف وﯾﻧﻔذ ﻋﻠﯾ ﮫ‪ ،‬وﯾﺻ در ﻗ رار ﻓ ﻲ ﻣﺣﺿ ر‬
‫ﺧﺻﻣﮫ ﻋن ﻧﻔس اﻟﺟﮭﺔ وﻻ ﯾﻧﻔذ‪.‬‬

‫وﺑﻧ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ك ﻓﺈﻧﻧ ﺎ ﻧﻌﺗﻘ د أن ﻗ رار اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ رﻗ م ‪ 125‬اﻟﺻ ﺎدر ﻓ ﻲ ﻧ زاع‬


‫ﯾﺗﻌﻠق ﺑرﻓﻊ اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ ﻛﺎن ﻣﺑررا ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑ ﺎر ﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﻘ رارات اﻻﺳ ﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻹدﻻء ﺑﺷ ﮭﺎدة ﺑﻌ دم اﻟطﻌ ن ﻓﯾﮭ ﺎ ﻷن اﻟﻔﺻ ل ‪ 153‬ﻣ ن ق م م ﯾ ﻧص‬
‫ﺑوﺿوح ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 91‬ﻣ ن ﻣرﺳ وم ‪ 1913/08/12‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ق ﺑ ﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري‬


‫ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾ د اﻻﺣﺗﯾ ﺎطﻲ واﻟﺣﻛ م اﻟﺻ ﺎدر ﻓ ﻲ اﻟﺟ وھر‪ ،‬وذﻟ ك ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾ د‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﺳﺟل ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ وﻟو ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾ ت ﺗﺣ ت اﻟﺗﻘﯾﯾ د‬

‫‪35‬‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔوت إﻟﯾ ﮫ أن ﯾﻘﺑ ل اﻟﺗﻔوﯾ ت ﺗﺣ ت اﻟﺗﻘﯾﯾ د‪ ،‬وﻣﻌﻠ وم أﻧ ﮫ ﻟ ن ﯾﻘﺑ ل‬
‫ذﻟك إﻻ ﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ھو ﻣﻘدم إﻟﯾﮫ‪.‬‬

‫وﻗد ﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 86‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري ﺑﻌ د ﺗﻌدﯾﻠ ﮫ ﺑﺄﻧ ﮫ ﯾﻣﻛ ن اﻟﻠﺟ وء إﻟ ﻰ‬
‫رﺋ ﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﻘ ﻊ ﻓ ﻲ داﺋ رة ﻧﻔوذھ ﺎ اﻟﻌﻘ ﺎر ﺑﺻ ﻔﺗﮫ ﻗﺎﺿ ﯾﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ﻟﻸﻣ ر ﺑﺎﻟﺗﺷ طﯾب ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾ د اﻻﺣﺗﯾ ﺎطﻲ ﻛﻠﻣ ﺎ ﻛﺎﻧ ت اﻷﺳ ﺑﺎب اﻟﻣﺳ ﺗﻧد‬
‫ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻏﯾر ﺟدﯾﺔ أو ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬وﺑﻌد ﺗﻌدﯾل ظﮭﯾر اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻘ ﺎﻧون رﻗ م‬
‫‪ 14-07‬أﺻ در اﻟﺳ ﯾد اﻟﻣﺣ ﺎﻓظ اﻟﻌ ﺎم دورﯾ ﺔ رﻗ م ‪ 393‬ﻓ ﻲ ‪ 22‬ﯾوﻧﯾ و ‪ 2012‬إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻗ د ﻧ ﺑﮭﮭم ﻓﯾﮭ ﺎ إﻟ ﻰ اﻻﺳ ﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠﺑ ﺎت اﻟﺗﺷ طﯾب‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾدات اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟوز واﻹﻧذارات اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗﻧد اﻟطﻠب إﻟ ﻰ‬
‫أﻣر اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ دون اﻟﻣطﺎﻟﺑ ﺔ ﺑ ﺎﻹدﻻء ﺑﺷ ﮭﺎدة ﻋ دم اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑ ر ھ ذه اﻟدورﯾ ﺔ‬
‫ﻣﻔﺳرة ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗ ﻧص ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﻧﺻ وص اﻟﻣﻧظﻣ ﺔ ﻟﻠﻘﺿ ﺎء‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ وھذا ﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻧﺑﮭﻧﺎ إﻟﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل‪.‬‬

‫‪ -5‬ﺗﺗﻣﯾز ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾ ﺔ ﺗﻘ دﯾم اﻻاﺗﺋﻧ ﺎف ﺑ دون ﻣﺣ ﺎم ﻷن اﻟﻔﺻ ل ‪ 41‬ﻣ ن‬


‫ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻻﯾوﺟب ﺗﻧﺻﯾب ﻣﺣﺎم وھذا ﻣﺎ أﻛده اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗ راره ‪655‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪.211982/11/03‬‬

‫‪ -6‬ﻛﺎن اﻟﻘﺿﺎء ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 37‬و ‪ 83‬ﻣن ظﮭﯾ ر اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ﺎري ﺑﺎﻟﻘ ﺎﻧون‬
‫رﻗم‪ 14-07‬ﻻﯾﻘﺑل ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟ ك‪ ،‬ﻓﻠ و‬
‫ﺗوﻓﻲ طﺎﻟ ب اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﺷ ﺧص ﻗ د اﺷ ﺗرى ﻣﻧ ﮫ اﻟﻌﻘ ﺎر ﻓ ﻲ ﺣﯾﺎﺗ ﮫ أو ﺟ زء ﻣﻧ ﮫ‬
‫ووﺿ ﻊ رﺳ م ﺷ راﺋﮫ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺔ‪ ،‬طﺑﻘ ﺎ ﻟﻠﻔﺻ ل ‪ 84‬ﻣ ن ظﮭﯾ ر اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻﯾﻣﻛﻧ ﮫ‬
‫اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﯾطﺎﻟب ﺑﻣﺎ اﺷﺗراه‪ ،‬وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﻌ رض‪ ،‬أو‬
‫ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدﻋوى ﻓﻲ إﺳم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﮫ إن ﻛﺎن ﯾؤﻛد ذﻟك اﻟﺑﯾﻊ‪.‬‬

‫‪ - 21‬ھذا اﻟﻘرار ‪ 655‬ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻌدد ‪ 31‬ص‪.19 :‬‬

‫‪36‬‬
‫وﻟﻛ ن ﺑﻌ د اﻟﺗﻌ دﯾل أﺻ ﺑﺢ اﻟﻔﺻ ل ‪ 83‬ﯾ ﻧص ﻋﻠ ﻰ أن ﻣﺳ طرة اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ ﺗﺗ ﺎﺑﻊ ﺑﺻ ﻔﺔ‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻊ أﺧذ اﻟﺣق اﻟﻣﻧﺷﺄ أو اﻟﻣﻐﯾر أو اﻟﻣﻘ ر ﺑ ﮫ ﺑﻌ ﯾن اﻻﻋﺗﺑ ﺎر وﯾﻛﺗﺳ ب ﺻ ﺎﺣب‬
‫اﻟﺣق اﻟﻣﻧﺷﺄ أو اﻟﻣﻐﯾر أو اﻟﻣﻘر ﺑﮫ ﺻﻔﺔ طﻠب اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺣق اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﮫ‪.‬‬

‫وﻧ ص اﻟﻔﺻ ل ‪ 37‬ف ‪ -4‬إذ ﻗﺑ ل اﻟﺗﻌ رض أﺛﻧ ﺎء ﺟرﯾ ﺎن اﻟ دﻋوى ﻣ ن ط رف طﺎﻟ ب‬


‫اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺣ ق ﺗ م اﻟﺗﺻ رﯾﺢ ﺑ ﮫ طﺑﻘ ﺎ ﻟﻠﻔﺻ ل‪ ،84‬أو ﺗﻧ ﺎزل اﻟﻣﺗﻌ رض‬
‫ﻋن ﺗﻌرﺿﮫ‪ ،‬ﻓﻐ ن اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻟﻣﻌ روض ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﻟﻧ زاع ﺗﺷ ﮭد ﺑ ذﻟك اﻟﻘﺑ ول أو اﻟﺗﻧ ﺎزل‬
‫وﺗﺣﯾل اﻟﻣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺑﺎﻟﺗﺣﻔﯾظ‬
‫ﻣﻊ اﻋﺗﺑﺎر اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻷطراف أو ﺗﺻﺎﻟﺣﮭم‪.‬‬

‫ﯾﻘ وم اﻟﻣﺣ ﺎﻓظ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻣ ﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾ ﺔ ﺑ ﺎﻹﻋﻼن ﻋﻠ ﻰ اﻟﺣﻘ وق اﻟﻣﺣﻛ وم ﺑﮭ ﺎ وﻓ ق‬


‫اﻟﺷروط واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪.83‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠورﺛﺔ ﻓﯾﻌﺗﺑرون اﻣﺗدادا ﻟﻠﻣوروث ﻓﮭم ﺧﻠف ﻋﺎم ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﻰ اﻟﺗدﺧل‬
‫وإﻧﻣﺎ ﻋﻠﯾﮭم اﻹدﻻء ﺑﺎﻹراﺛﺔ ﻹﺛﺑﺎت ﺻﻔﺗﮭم‪ ،‬وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدﻋوى ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم ورﺛﺔ طﺎﻟ ب‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾظ أو اﻟﻣﺗﻌرض‪ ،‬وھذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺣﻛ م اﻟﻣ دﻧﻲ ‪2209‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪.221968/05/15‬‬

‫‪ -7‬إن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري ﻻ ﺗﻛون ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟ ل‬
‫وھو أﻣر ﺑدﯾﮭﻲ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ أوﻻ ﺗﺑت ﻓﻲ اﻟﺟوھر‪ ،‬وﻟﯾﺳ ت ﻣﺟ رد ﻗ رارات وﻗﺗﯾ ﺔ‪ ،‬وﻷﻧﮭ ﺎ‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻻ ﺑﻌد اﻹدﻻء ﺑﺷﮭﺎدة ﺑﻌدم اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻛﻣﺎ أوﺿﺣﻧﺎ ذﻟك ﻋﻧد‬
‫ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻔﺻل ‪ 361‬ﻣن ق م م‪. 23‬‬

‫وﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﺻدر ﻗرار ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑﺎط رﻗم ‪ 4128‬ﻓﻲ ‪ 10‬ﯾﻧﺎﯾر‬
‫‪ ،195024‬وﻧ ص ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿ ﻰ اﻟﻔﺻ ل ‪ 91‬ﻣ ن ﺿ ﮭﯾر‪ 1913/08/12‬ﯾﻣﻛ ن‬

‫‪ - 22‬اﻟﺣﻛم ‪ 2209‬ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ص‪ .18 :‬ﻧوﻧﺑر‪.1968‬‬
‫‪ - 23‬اﻧظر ص ‪ 54‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬
‫‪ - 24‬ﻗرارات ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﯾﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﺗرﺟﻣﺔ ذ‪.‬اﻟﻣﺟﺑود ص‪.31 :‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﺗﺷطﯾب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﺿﻣن ﺑﺎﻟرﺳم اﻟﻌﻘﺎري ﻣن ﺗﺳﺟﯾل وﺗﻘﯾﯾد ﺑﻣوﺟب ﻋﻘ د أو ﺣﻛ م‬
‫اﻛﺗﺳب ﻗوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻻﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل ﻟﺣﻛم ﺻﺎدر ﺑﺎﻟﺗﺷطﯾب‪.‬‬

‫‪ -8‬ﻛﺎﻧت اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ﻲ ﻗﺿ ﺎﯾﺎ اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ ﻻ ﺗﺑﻠ ﻎ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﯾم‪ ،‬وإﻧﻣ ﺎ ﺗﺑﻠ ﻎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ﺎ‬
‫ﺑواﺳطﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ) اﻟﻔﺻل ‪ 10‬ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزﯾري اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪1915/06/03‬‬
‫ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﺿﺎﺑط اﻟﻌﻘﺎري(‪.‬‬

‫وﻧ ص اﻟﻔﺻ ل ‪ 26‬ﻣ ن اﻟﻘ رار ﻋﻠ ﻰ ﻛ ل طﺎﻟ ب وﻛ ل ﻣﺗ دﺧل أو ﻛ ل ﻣﺗﻌ رض وﻛ ل‬


‫ﺷﺧص ﯾطﻠب ﻓﻲ اﺳ ﻣﮫ اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑﺗﺳ ﺟﯾل أو ﺗﻘﯾﯾ د ﻓ ﻲ اﻟﺳ ﺟﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾ ﺔ‪ ،‬ﯾﺟ ب ﻋﻠﯾ ﮫ‬
‫ﻟزوﻣ ﺎ ﺗﻌﯾ ﯾن ﻣ وطن ﻟﻠﻣﺧ ﺎﺑرة ﺑﻣﻘ ر اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺔ ‪ ،‬إذ ﻟ م ﯾﻛ ن ﻣوطﻧ ﮫ اﻟﻔﻌﻠ ﻲ ﺑ داﺋرة‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻣذﻛورة‪.‬‬

‫ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘم ﺑذﻟك ﻓﺈن ﺟﻣﯾﻊ اﻹﻋﻼﻣﺎت واﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت ﺗوﺟﮫ ﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﻧﯾﺎﺑ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﯾﻛﻔ ﻲ‬
‫ذﻟك ﻻﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ‪.‬‬

‫واﻟﻣﻼﺣ ظ أن ھ ذا اﻟﻔﺻ ل ﻟ م ﯾﺣ دد اﻷﺟ ل اﻟ ذي ﺗﻌﺗﺑ ر ﻓﯾ ﮫ ﺗﻠ ك اﻟﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎت ﺻ ﺣﯾﺣﺔ‪،‬‬


‫وﻧﻌﺗﻘ د أﻧ ﮫ ﯾﻧﺑﻐ ﻲ اﻟرﺟ وع إﻟ ﻰ اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ واﻟﺗﻘﯾ د ﺑﺎﻵﺟ ﺎل اﻟﻣﺣ ددة ﻓﯾﮭ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھ ﺎ ھ ﻲ اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﻌ ﺎم اﻟواﺟ ب اﻟﺗطﺑﯾ ق ﻋﻧ دﻣﺎ ﯾﺳ ﻛت اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﺧ ﺎص‪،‬‬
‫وﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻل ‪ 441‬ﻣن ق م م ﻓﻐﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن اﻧﻘﺿﺎء أﺟل ﺷ ﮭر ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑ ﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ‪ ،‬وأﺟل ﺷﮭرﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ رارات اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ ھ و‬
‫ﺷﮭران ﻛﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل ‪ 47‬ﻣن ﻣرﺳوم اﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻌﻘﺎري‪.‬‬

‫وﻟﻛن اﻟﻔﺻل ‪ 47‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔﯾظ ﺑﻌد ﺗﻐﯾﯾ ره ﺑﺎﻟﻘ ﺎﻧون ‪ 14-07‬أﺻ ﺑﺢ ﯾ ﻧص ﻋﻠ ﻰ‬
‫أﻧﮫ‪ :‬ﯾﺑﻠﻎ اﻟﻘرار اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﻲ وﻓ ق اﻟﺷ ﻛل اﻟﻣﻘ رر ﻓ ﻲ ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ وﯾﻣﻛ ن‬
‫اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻘض داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻘ ﺎﻧون‪ ،‬وھ و ﺛﻼﺛ ون ﯾوﻣ ﺎ ﻋ وض‬
‫أﺟل ﺷﮭرﯾن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ﻛﻣ ﺎ أﻧ ﮫ ﯾﻣﻛ ن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ اﻟﺣ ﺎﻻت اﻟﻣﺑﯾﻧ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -9‬وﻣﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﮫ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد اﻟورﺛﺔ أن ﯾﺗﻌرض ﺑﺎﺳ ﻣﮭم ﺟﻣﯾﻌ ﺎ‬
‫إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم ﻣﺗﺣدة‪.‬‬

‫وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎءات واﻟﻘرارات إﻟﻰ ھذا اﻟﻣﺗﻌرض اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺻ ﺣﯾﺣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑ ﺎره‬
‫ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ وﻛﺎﻟﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ وﯾﻣﻛﻧﮫ أﻛﺛر ﻣن ذﻟك أن ﯾﺑرم ﺻﻠﺣﺎ ﺑﺎﺳﻣﮭم وھذا ﻣ ﺎ ﻧ ص‬
‫ﻋﻠﯾﮫ ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳ ﺗﯾﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑ ﺎط رﻗ م ‪ 4659‬ﻓ ﻲ ‪ 1954/01/236‬وﯾﻌﺗﺑ ر ھ ذا‬
‫اﻟﻘرار ﻣن اﻟﻘرارات اﻟﻐرﯾﺑﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺳطرة اﻟﺗﺣﻔﯾظ‪ ،‬وﻟﻌ ل طﺑﯾﻌ ﺔ ھ ذه اﻟﻣﺳ طرة‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑ ﺈﺟراءات ﻣﻌﯾﻧ ﺔ داﺧ ل آﺟ ﺎل ﻣﻌﯾﻧ ﺔ ﻻ ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ ﻓﯾﮭ ﺎ أﺣ د اﻟورﺛ ﺔ‬
‫ﺟﻣ ﻊ اﻟورﺛ ﺔ وﺗ وﻛﯾﻠﮭم ﻟ ﮫ ﺗﻌﺗﺑ ر ﻣﺑ ررا ﻟﮭ ذا اﻻﺗﺟ ﺎه‪) .‬ﺗﻌرﯾ ب ذ‪.‬ﻣﺣﻣ د اﻟﻣﺟﺑ ود‬
‫ﻟﻘ رارات ﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻻﺳ ﺗﯾﻧﺎف ﺑﺎﻟرﺑ ﺎطن ص ‪ ،502‬ﻣﻧﺷ ورات م‪.‬و‪.‬د‪.‬ق(‪ ،‬وﻛ ﺎن ھ ذا‬
‫اﻷﻣر ﻗﺑل اﻟﺗﻌدﯾل‪ ،‬وﺑﻌ د ﺗﻌ دﯾل اﻟﻔﺻ ل ‪ 26‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ رﻗ م ‪ 14-07‬أﺻ ﺑﺢ‬
‫ﯾﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 26‬ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص ﯾﻘدم اﻟﺗﻌرض ﺑﺎﺳم اﻟﻐﯾر‪:‬‬

‫* أن ﯾﺛﺑت ھوﯾﺗﮫ‪.‬‬

‫* ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﺑﺻﻔﺗﮫ وﺻﯾﺎ أو ﻧﺎﺋﺑﺎ أو وﻛﯾﻼ أن ﯾﺑرز ذﻟ ك ﺑوﺛ ﺎﺋق ﺻ ﺣﯾﺣﺔ وأن‬
‫ﯾﻌطﻲ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 25‬ﻣ ن ھ ذا اﻟﻘ ﺎﻧون وأن ﯾ دﻟﻲ ﺑرﺳ وم اﻹراﺛ ﺎت‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺷرﻛﺎء ﻓﻲ اﻹرث‪.‬‬

‫ﯾﻣﻛ ن ﻓ ﻲ ﺟﻣﯾ ﻊ اﻷﺣ وال‪ -‬ﻋﻠ ﻰ ﺷ رط أن ﺗﻘ دم اﻻﺛﺑﺎﺗ ﺎت اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ‪-‬‬


‫اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺳ طرة ﻋ ن طرﯾ ق اﻟﺗﻌ رض ﺑﺎﺳ م اﻟﻣﺣﺟ ورﯾن واﻟﻘﺎﺻ رﯾن واﻟﻐ ﺎﺋﺑﯾن‬
‫واﻟﻣﻔﻘ ودﯾن وﻏﯾ ر اﻟﺣﺎﺿ رﯾن وذﻟ ك ﻣ ن ط رف اﻷوﺻ ﯾﺎء‪ ،‬واﻟﻣﻣﺛﻠ ﯾن اﻟﺷ رﻋﯾﯾن‬
‫ووﻛﯾ ل اﻟﻣﻠ ك واﻟﻘﺎﺿ ﻲ اﻟﻣﻛﻠ ف ﺑﺷ ؤون اﻟﻘﺎﺻ رﯾن واﻟﻘ ﯾم ﻋﻠ ﻰ أﻣ وال اﻟﻐ ﺎﺋﺑﯾن‬
‫واﻟﻣﻔﻘودﯾن‪.‬‬

‫‪ -10‬ﺗ ﻧص اﻟﻣ ﺎدة ‪ 67‬ﻣ ن ﻣدوﻧ ﺔ اﻷوﻗ ﺎف‪ :‬ﺗﺑﻠ ﻎ اﻟﻣﺻ ﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿ ﺔ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد اﻟﻣﺿﻣون ﻣﻊ اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗوﺻل‪ ،‬وإذا ﺗﻌذر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫‪39‬‬
‫وﻓق اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺻ ﺣﯾﺣﺎ ﻋ ن طرﯾ ق اﻟﻧﺷ ر ﻓ ﻲ إﺣ دى اﻟﺻ ﺣف‬
‫اﻟﻣﺄذون ﻟﮭﺎ ﺑﻧﺷر اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﯾﻌﺗد ﺑﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪.‬‬

‫وﻗ د ﺻ درت ﻣدوﻧ ﺔ اﻷوﻗ ﺎف ﺑظﮭﯾ ر ﺷ رﯾف ﻓ ﻲ ‪ 2010/02/23‬وﻧﺷ ر ﺑﺎﻟﺟرﯾ دة‬


‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ‪ 2010/06/14‬ﻋدد ‪.5847‬‬

‫ﻓﻘرة ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم‪ 81/7‬اﻟﻣﻧﻔذ ﺑظﮭﯾر ‪ 1982/05/06‬واﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬


‫ﻋ دد‪ 3685‬ﻓ ﻲ‪ ،1983/06/15‬ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 26‬و ‪ 34‬ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻘ رارات اﻟﻘﺿ ﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أو ﺑ ﺎﻹذن ﺑﺎﻟﺣﯾ ﺎزة ﺗﺑﻠ ﻎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ﺎ ﻣ ن ط رف ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط إﻟ ﻰ‬
‫ﻧﺎزع اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ وإﻟ ﻰ اﻟﻣﻧزوﻋ ﺔ ﻣﻠﻛﯾ ﺗﮭم‪ ،‬وأﻛ د ذﻟ ك اﻟﻔﺻ ل ‪ 34‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ق ﺑﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ﻧ ص اﻟﻔﺻ ل ‪ 45‬ﻣ ن ﻧﻔ س اﻟﻘ ﺎﻧون ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾﺗﻌ ﯾن ﻋﻠ ﻰ اﻷط راف‬
‫اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺣل ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرة ﻣﻌﮭ م ﻋﻧ د ﺑداﯾ ﺔ اﻟﻣﺳ طرة ﺑﻣﻘ ر اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾ ﺔ اﻟﺗ ﺎﺑﻊ ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﺗﺑﻠ ﻎ إﻟ ﻰ ﻣﺣ ل اﻟﻣﺧ ﺎﺑرة اﻟﻣ ذﻛور ﺟﻣﯾ ﻊ اﻟوﺛ ﺎﺋق اﻟﻣﺳ طرﯾﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻧص اﻟﻔﺻل ‪ 46‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إذا ﺗﻌذر اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾ ﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 14‬إﻟ ﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾ ﯾن ﺑ ﺎﻷﻣر اﻛﺗﻔ ﻰ ﺑﺗوﺟﯾﮭﮭ ﺎ إﻟ ﻰ وﻛﯾ ل اﻟﻣﻠ ك اﻟﺗ ﺎﺑﻊ ﻟﻧﻔ وذه‬
‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﺣﺳﺎب آﺟﺎل اﻟطﻌن ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑﻠﻐﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﯾم ﻓﺈن آﺟﺎل اﻟطﻌن ﻻ ﺗﺑﺗدئ إﻻ ﺑﻌ د أن‬
‫ﯾﻌﻠ ق ﺧ ﻼل أﺟ ل ﺛﻼﺛ ﯾن ﯾوﻣ ﺎ اﻟﺣﻛ م اﻟﺻ ﺎدر ﺑﻠوﺣ ﺔ ﻣﻌ دة ﻟﮭ ذا اﻟﻐ رض ﻟ دى ﻛﺗﺎﺑ ﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﯾﻧﺷر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ ﻧ ﺎزع اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟرﯾ دﺗﯾن ﻣ ﺄذون ﻟﮭﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﺷ ر‬
‫اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻌﯾﻧﮭﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ‪ ،‬وﯾﺟ ب أن ﯾ ﺗم اﻹﺟ راءان وﺷ ﮭﺎدﺗﮫ ﺑﮭﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻧﻔﯾذه‪.25‬‬

‫وﯾﺗﺑ ﯾن ﻣ ن ھ ذه اﻟﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ إط ﺎر ﻗ ﺎﻧون ﻧ زع اﻟﻣﻠﻛﯾ ﺔ ﻷﺟ ل اﻟﻣﻧﻔﻌ ﺔ‬


‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘوم ﺑﮫ ﻛﺗﺎﺑ ﺔ اﻟﺿ ﺑط ﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ﺎ وﺑ دون طﻠ ب ﻛﻣ ﺎ أﻧ ﮫ ﯾ ﺗم ﺑ دون ﻣﻘﺎﺑ ل وﻟ ذﻟك ﻻ‬

‫‪ - 25‬إﺑراھﯾم ﺑﺣﻣﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ص‪ :‬ﻣن ‪ 84‬إﻟﻰ ‪.95‬‬

‫‪40‬‬
‫ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﻣﻔوﺿون اﻟﻘﺿﺎﺋﯾون إﻻ إذا أﻣروا ﺑذﻟك ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﮫ‬
‫ﯾﺗم ﺑدون اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 54‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾ ﺔ‬
‫ﻟﺳﻧﺔ ‪)1984‬اﻟﻣﻠﺣق ‪.(1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧﺻوص ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾ ﺔ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﯾﻐﺗﮫ اﻟﻣﺣﯾﻧ ﺔ ﺑﺗ ﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 27‬اﻛﺗ وﺑر‪ 2011‬ﺳ واء ﻓ ﻲ اﻟﻣ واد ‪247‬او‪ 308‬ﻧﺟ دھﻣﺎ ﺗ ﻧص ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﮫ ﯾ ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫وﻓق اﻟﻔﺻول ‪37‬و‪38‬و‪ 39‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ﻲ ﺣ ﯾن ﺗ ﻧص اﻟﻣ ﺎدة ‪325‬‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺧص اﺳﺗدﻋﻲ ﺑﺻﻔﺗﮫ ﺷﺎھد أن ﯾﺣﺿر وﯾؤدي اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻧ د‬
‫اﻹﻗﺗﺿﺎء ﺛم ﯾؤدي ﺷﮭﺎدﺗﮫ‪ ،‬ﯾﺳﺗدﻋﻰ اﻟﺷﺎھد ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ أو ﺑﻧ ﺎءا ﻋﻠ ﻰ‬
‫طﻠب اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟطرف اﻟﻣدﻧﻲ‪ 26،...‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة ‪ 377‬ﺗﺣﯾ ل ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻣﺎدة‪ 325‬ﺑﺷﺄن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‪ ،‬وﺗﺟ ري ﻧﻔ س اﻟﻣﺳ طرة‬
‫اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﺑﺷ ﺄن أﺟ ل اﻟطﻌ ن وإﺟ راءات اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‪ 27،‬إﻻ أن‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﮫ ﺑﻌض اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪:‬‬

‫وﻧﺳﺗﺷف ھذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣ ن اﻟﻣ ﺎدة ‪ 394‬ﻣ ن ق م ج‪...":‬ﻏﯾ ر أﻧ ﮫ‬


‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدﻋوى اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﮭم ﺷﺧﺻﯾﺎ وﻟم ﯾﺗﺑﯾن ﻣ ن أي‬
‫وﺛﯾﻘ ﺔ ﻣ ن وﺛ ﺎﺋق اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ أن ھ ذا اﻷﺧﯾرﻋﻠ ﻰ اﻟﺣﻛ م اﻟزﺟ ري اﻟﺻ ﺎدر ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﮫ‪ ،‬ﻓ ﺈن‬
‫ﺗﻌرﺿﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻘﺑوﻻ‪.‬‬

‫وھ و ﻧﻔ س اﻟﻣﻘﺗﺿ ﻰ ﻧﺟ ده ﻓ ﻲ اﻟﻣ ﺎدة ‪ 400‬ﻣ ن ق م ج ﺑﺷ ﺄن ﺳ رﯾﺎن أﺟ ل‬


‫اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف‪...‬ﯾﺳري ھذا اﻷﺟل ﻣن ﯾوم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﺷﺧص ﻧﻔﺳﮫ أو ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ‪(...‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺳطرة اﻟﻐﯾﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت‪:‬‬

‫‪ - 26‬اﻧظر اﻟﻣﺎدة‪ 325‬ﻣن ق م م‬


‫‪ - 27‬اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن ‪ 377‬إﻟﻰ ‪ 380‬ﻣن ق م م‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﻧﺻوص اﻟﻣواد ‪ 444‬و‪ 445‬وق م ج وﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻧﺟدھﺎ ﺗ ﻧص ﻋﻠ ﻰ ط رق‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﻗﺑﯾل‪:‬‬

‫‪_1‬ﺗﻌﻠﯾق اﻷﻣر ﺑﺳﻠوك اﻟﻣﺳطرة اﻟﻐﯾﺎﺑﯾﺔ ﺑﺑﺎب آﺧر ﻣﺳﻛن ﻟﻠﻣﺗﮭم‪.‬‬

‫‪ _2‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ ھذا اﻟﻣﺳﻛن إرﺳﺎل ﻧﺳﺧﺔ إﻟﻰ ﻣدﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ _3‬إﯾ داع ھ ذه اﻟﻣﺳ طرة ﺛ ﻼث ﻣ رات ﻣ دة ﺛﻣﺎﻧﯾ ﺔ أﯾ ﺎم ﻋ ن طرﯾ ق اﻹذاﻋ ﺔ اﻟوطﻧﯾ ﺔ‬


‫ﻛﺄﺧر إﺟراء ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﺗﮭم‪.28‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 450‬ق م ج ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﯾﻧﺷر ﻓﻲ أﻗ رب أﺟ ل ﺑﺎﻟﺟرﯾ دة اﻟرﺳ ﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺳﻌﻰ ﻣن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻠﺧ ص اﻟﻘ رار اﻟﺻ ﺎدر ﺑﻧ ﺎءا ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻐﯾﺎﺑﯾ ﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻌﻠق ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك وﯾﺑﻠﻎ ﻹدارة اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺧزﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة‪ 444‬أﻋﻼه‪(...‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﻟﻘد ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ول ﻣ ن ‪ 6‬إﻟ ﻰ‪ 10‬ﻣ ن ق م م‬
‫ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون طرﻓﺎ رﺋﯾﺳﺎ أو ﻛطرف ﻣﻧﺿم )ف ‪(6‬‬

‫و اﻷﺻ ل أن اﻟﻧﯾﺎﺑ ﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺿ ﺎﯾﺎ اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﺗﺗ دﺧل ﻛط رف ﻣﻧﺿ م وھ ﻲ ﺑﮭ ذه‬


‫اﻟﺻﻔﺔ ﻻ ﺗﻛون ﺧﺻﻣﺎ ﻷﺣد وإﻧﻣﺎ ﺗﺗدﺧل ﻟﺗﺑدي رأﯾﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻﺗﻣﻠك ﺣق اﻟطﻌن ﻓﻲ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم‪.‬‬

‫ﻓ ﻲ ﺣ ﯾن ﺗﻛ ون طرﻓ ﺎ رﺋﯾﺳ ﯾﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺿ ﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺎﻟﻧظ ﺎم اﻟﻌ ﺎم ) اﻟﻔﺻ ﻠﯾن ‪381‬و‬
‫‪ (382‬وإذا ﻛﺎﻧ ت اﻟﻘ رارت و اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﺗ ﻲ ﺗﺻ در ﺿ د ﻗراراﺗﮭ ﺎ إﻣ ﺎ ﺑﺧﺻ وص‬
‫اﻟﻘﺿ ﺎﯾﺎ اﻟﻌﻘﺎرﯾ ﺔ ﻓﮭ ﻲ ﺗﺗ دﺧل ﻓ ﻲ ﻣﺳ طرة اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ ﻋ ن طرﯾ ق اﻟﺗﻌ رض ﺑﺎﺳ م‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟوارد دﻛرھم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل) ط ‪ 1954/08/25‬وﻣﻊ ذﻟ ك ﻓ ﺈن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣﻠﻔ ﺎت‬

‫‪ - 28‬اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن ‪ 444‬إﻟﻰ ‪ 449‬ﻣن ق م م‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﺗﺣﻔﯾظ إﻟﯾﮭﺎ ﻻﯾﻛون إﻟزاﻣﯾ ﺎ إﺳ ﺗﻧﺎدا إﻟ ﻰ اﻟﻔﺻ ﻠﯾن ‪ 37‬و ‪ 45‬ﻣ ن ظ ‪ 1954‬اﻟﺳ ﺎﻟف‬
‫اﻟذﻛر‪.29‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻹﺟراءات‬

‫ﺑﻌد أن ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺎﻋﺗﺑ ﺎره أﺣ د أھ م اﻹﺟ راءات اﻟﻣﺳ طرﯾﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺧﺻ وﻣﺔ‪ ،‬ﺳ وف ﻧﺗﺣ دث ﻓ ﻲ ھ ذا اﻟﻣﺣ ور ﻋ ن دوره ﻓ ﻲ اﻟﺗ ﺄﺛﯾر ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﯾر ﺑ ﺎﻗﻲ‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺧذة ﻋن ﺻدور اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار اﻟﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ أو اﻟطﻌن‪ ،‬ﻗﺑل أن ﻧﺧﺗم‬
‫ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋن أﺛﺎر ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔروع اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟطﻌن‪.‬‬

‫ﻧظ م ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم ﻣ ن أﺟ ل ﻣﻣﺎرﺳ ﺔ اﻟطﻌ ن ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺻ ﻠﯾن ‪ 50‬و ‪ 54‬واﻟﻔﺻ ول اﻟﺗ ﻲ ﺗﺣﯾ ل ﻋﻠﯾﮭﻣ ﺎ ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ﻧظ م ھ ذا اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﻣﻘﺗﺿ ﻰ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾ ذ ﻣ ن أﺟ ل ﺗﻧﻔﯾ ذھﺎ ‪ ،‬ﻓﻘ د ﺗ م‬
‫اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ 440‬ﻣن ق م م ‪.‬‬

‫ورﻏ م اﺧ ﺗﻼف ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم ﻣ ن أﺟ ل ﺗﺣرﯾ ك آﺟ ﺎل اﻟطﻌ ن ﻋ ن ﺗﺑﻠﯾﻐﮭ ﺎ ﻣ ن أﺟ ل‬


‫ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﯾﻘﻌون ﻓﻲ ﺧﻠط ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ‪.‬‬

‫وﺳﺄﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣداﺧﻠﺔ إﺑراز ﺧﺻﺎﺋص ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ وﻛﯾﻔﯾﺗﮫ وأھداﻓﮫ وآﺛ ﺎره‬
‫وطرﯾﻘﺔ اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺣﺎور اﻵﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﻌن‬

‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﻌن ‪:‬‬

‫‪ - 29‬ﻣﺣﻣد ﺑوزﯾﺎن‪ :‬دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺳﻠﺔ دروس ﺑﺎﻟﻣﻌﮭد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‪1993‬‬
‫ص‪ 71 :‬و‪.72‬‬

‫‪43‬‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻋﻼن اﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺣرﯾك أﺟل اﻟطﻌن اﻟذي ﯾﺑ دأ ﻣ ن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪ ،‬وﯾﺗرﺗ ب ﻋ ن ﻓ وات اﻷﺟ ل دون ﻣﻣﺎرﺳ ﺔ اﻟطﻌ ن أو ﻣﻣﺎرﺳ ﺗﮫ ﺧ ﺎرج‬
‫اﻷﺟل ﺳﻘوط اﻟﺣق أو ﻋدم ﻗﺑول اﻟطﻌن وﺻﯾرورة اﻟﺣﻛم ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫وﯾﺗم ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳ طﺔ ﻧﺳ ﺧﺔ ﺗﺑﻠﯾﻐﯾ ﺔ وﻓ ق اﻟﻛﯾﻔﯾ ﺔ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ول‬
‫‪ 37‬و ‪ 38‬و ‪ 39‬ﻣن ق م م ﻛﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل ‪ 54‬ﻣﻧﮭﺎ ‪ ،‬أو ﯾﺗم ھذا اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ طﺑق اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﻣ ن ق م م اﻟ ذي ﯾﺷ ﺗرط‬
‫أن ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﺣﺿ ورﯾﺎ ﻻ ﻏﯾﺎﺑﯾ ﺎ وﻣﻌﺎﯾﻧ ﺔ ﺣﺿ ور اﻷط راف أو وﻛﻼﺋﮭ م ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ‬
‫وﺗﺳﻠﯾـم ﻧﺳﺧـﺔ ﻣـن‬

‫ﻣﻧطـوق اﻟﺣﻛـم واﻹﺷـﺎرة ﻓـﻲ آﺧره إﻟـﻰ وﻗوع اﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ واﻟﺗﺳﻠﯾم وإﺷﻌﺎر اﻷطراف أو‬
‫وﻛﻼﺋﮭم ﺑﺄﺟل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف إذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﻗﺎﺑﻼ ﻟﮫ ‪ ،‬وﺗﺿﻣﯾن ھ ذا اﻹﺷ ﻌﺎر ﻣ ن ط رف‬
‫ﻛﺎﺗب اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﻌد اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫وﻛل ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ اﺧﺗل ﻓﯾ ﮫ ﺷ رط ﻣ ن اﻟﺷ روط اﻟﻣ ذﻛورة ﯾﻌ د ﻻﻏﯾ ﺎ وﻻ ﯾرﺗ ب أي‬
‫أﺛر ‪ ،‬وھﻛذا ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 718 :‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 78/10/18‬اﻟﻣﻧﺷور‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻊ آﺧر اﻟﺗﻌدﯾﻼت واﺟﺗﮭﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح‬
‫ﺑﻧ وار ص ‪ 79‬ﻣ ﺎﯾﻠﻲ ‪ " :‬ﺣﻘ ـﺎ ﻓ ﺈن اﻟﺣﻛ م اﻹﺑﺗ داﺋﻲ وإن أﺷ ﺎر إﻟ ﻰ وﻗ وع اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾﺷر إﻟ ﻰ أن ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط ﻗ د ﺳ ﻠم ﻣﻧطوﻗ ﮫ ﻟﻠﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر طﺑ ق ﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻔﺳره اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﻣن ق م م ‪،‬وأن ﻛل ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟم ﯾراﻓﻘﮫ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻧطوق ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎ‬
‫‪ ،‬وﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧ دﻣﺎ اﻋﺗﺑ رت أن ذﻟ ك ﺗﺑﻠﯾﻐ ﺎ ﻗ د ﺧرﻗ ت ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل‬
‫‪ 50‬ﻣن ق م م ‪.‬‬

‫وﯾظﮭ ر ﻣ ن ﻣﻘﺗﺿﯾ ـﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪ 349‬ﻣ ن ق م م اﻟﻣﺗﻌﻠ ـق ﺑ ـﺎﻟﻘرارات اﻹﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ أن‬
‫ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪ 50‬ﻣ ن ق م م ﻻ ﺗطﺑ ق أﻣ ﺎم ﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻹﺳ ﺗﺋﻧﺎف ‪،‬وإﻧﻣ ﺎ ﺗطﺑ ق‬
‫ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪ 54‬ﻣ ن ق م م ‪ ،‬ﻛﻣ ﺎ ذھ ب إﻟ ﻰ ذﻟ ك اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻗ راره‬
‫‪ 853‬ﺑﺗ ﺎرﯾﺦ ‪ 83/05/06‬ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻗ رارات اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ اﻟﻣ ﺎدة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻟﺟ زء‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ص ‪ 87‬اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ ‪ " :‬إن أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻻ ﯾﺳري إﻻ إذا ﺑﻠ ﻎ اﻟﺣﻛ م‬
‫أو اﻟﻘرار إﻟﻰ اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﮫ أو إﻟﻰ ﻣوطﻧﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘ ﻲ طﺑﻘ ﺎ ﻹﺟ راءات اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﻌﺎدﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ول ‪ 39 - 38 - 37 :‬ﻣ ن ق م م ‪ ،‬وأن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 50‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺣرك أﺟل اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف إذا ﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺗطﻠ ب‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻻ أﺛر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض‪".‬‬

‫وﯾﺳﺗﻔ ـﺎد ﻣ ن اﻟﻘ رار أﯾ ـﺿﺎ أن ﻣﻘﺗﺿﯾ ـﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪ 50‬ﻻ ﺗطﺑ ق إﻻ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ـﺔ ﻣ ﺎ إذا‬
‫ﻛـﺎن اﻟﺣﻛم ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻺﺳﺗﺋﻧﺎف ‪،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ وﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻧﻘض ﻓﻼ ﯾﺑﻠﻎ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺔ ﻣ ﻊ أن‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﺟـﺎء ﺑﺻﯾﻐـﺔ اﻟﻌﻣوم اﻟﺗـﻲ ﺗﺷﻣـل اﻟﺣﻛم اﻟﻧﮭـﺎﺋـﻲ اﻟﻘﺎﺑ ل ﻟﻠ ﻧﻘض واﻟﺣﻛ ـم‬
‫اﻟﻘﺎﺑـل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف‪.‬‬

‫وﯾطرح ﺗطﺑﯾق اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﺗﺳ ﺎؤﻻ ﺣ ول وﺳ ﯾﻠﺔ إﺛﺑ ﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ ھ ل ﺑﺗﺣرﯾ ـر‬
‫ﻣﺣﺿر ﺑذﻟك ؟ أم ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم ؟ أم ﯾﻛﻔﻲ اﻹﺷ ﺎرة ﻓ ﻲ اﻟﺣﻛ م إﻟ ﻰ ذﻟ ك ﻛﻣ ﺎ ﺗ وﺣﻲ‬
‫ﺑذﻟك ﻋﺑﺎرة ‪ " :‬ﯾﺿﻣن ھذا اﻹﺷﻌﺎر ﻣن طرف اﻟﻛﺎﺗب ﺑﻌ د اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ اﻟﺣﻛ م "‪ .‬ﻣ ـﻊ‬
‫اﻟﻌﻠـم أن اﻟﻣﺟﻠـس اﺳﺗﻘـر ﻋﻠﻰ أن ﺷﮭــﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾـم ھﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓ ـﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾ ـﻎ ﻋ ـﻧد‬
‫اﻟﻧزاع‪.‬‬

‫وھﻧ ﺎك ﺑﻌ ض اﻷﺣﻛ ﺎم ﺳ ﻛت اﻟﻘ ﺎﻧون ﻋ ن ﺗﺑﻠﯾﻐﮭ ﺎ واﻛﺗﻔ ﻰ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة إﻟ ﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾ ق‬


‫واﻹﺷ ﮭﺎر ﻛﻣ ﺎ ھ و اﻟﺷ ﺄن ﻓ ﻲ ﺣﻛ م اﻟﺗﺣﺟﯾ ر أو رﻓﻌ ﮫ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل‬
‫‪ 200‬ﻣن ق م م ﻗﺑل اﻟﻐﺎﺋﮫ‪.‬‬

‫ﻓﮭل اﻟﺗﻌﻠﯾق واﻹﺷﮭﺎر ھﻧﺎ ﯾﻐﻧﯾﺎن ﻋن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ؟ وذﻟ ك ﻷن اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﻻ أھﻠﯾ ﺔ ﻟ ﮫ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم إﻟﯾﮫ ؟ أم ﻷن ﺣﻛم اﻟﺗﺣﺟﯾر ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن‬
‫ﺗﺑﻠﯾﻐﮭم ﺑﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾق واﻹﺷﮭﺎر؟ ‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎن ھذا اﻟﺣﻛم ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻓﮭل ﻣن ﺣق ﻣن ﺗﺿرر ﻣﻧﮫ اﻟطﻌن ﻓﯾﮫ ؟‬

‫وھل ﻣن ﺣق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻟم ﺗﻛن ھﻲ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت اﻟطﻠ ب اﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﮫ ﻟﻔﺎﺋ دة اﻟﻧظ ﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم؟‬

‫‪45‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻷواﻣر اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻟرﻓض ﻻ ﺗﺑﻠﻎ‪ ،‬وﺗﻘﺑل اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف داﺧ ل‬
‫أﺟل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧطق ﺑﮭﺎ‪.‬‬

‫وﯾطﺑـق ﻓـﻲ ﺷ ـﺄن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ـﺎم اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ـﻲ ﻣ ـﺎدة اﻟﺗﺣﻔ ﯾظ اﻟﻌﻘ ـﺎري ﻣﻘﺗﺿﯾ ـﺎت‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 40‬ﻣن ظ ‪1913/08/12‬‬

‫اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻠﺧص اﻟﺣﻛ م ﻋﻘ ب ﺻ دوره ﻓ ﻲ أﺟ ل أﻗﺻ ﺎه ﺛﻣﺎﻧﯾ ﺔ أﯾ ﺎم ﻣ ﻊ‬


‫اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ إﻣﻛـﺎﻧﯾـﺔ اﺳﺗﺋﻧـﺎف اﻟﺣﻛم داﺧـل اﻷﺟـل اﻟﻘﺎﻧوﻧـﻲ ﺑﻣﻌﻧـﻰ أﻧـﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن‬
‫ﺗﺑﻠﯾﻐـﮫ طﺑﻘـﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 50‬و ‪ 54‬ﻣن ق م م‪.‬‬

‫واﻟﻔﺻ ل ‪ 54‬اﻟ ذي ﺗﺣﯾ ـل ﻋﻠﯾ ـﮫ اﻟﻔﺻ ول ‪ 130‬و‪ 287‬و‪ 349‬ﻣ ـن ق م م‪ .‬و ‪153‬‬
‫اﻟـذي ﯾﺣﯾـل أﯾﺿﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﻣﺗـﻰ ﺗواﻓـرت ﺷروطـﮫ‪ ،‬ھ و أﻛﺛ ـر ﺗطﺑﯾﻘ ـﺎ ﻓ ـﻲ‬
‫ﺗﺑﻠﯾـﻎ اﻷﺣﻛـﺎم ﺑﻌد ﻣـﺎ أﺻﺑﺢ اﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ ﯾﺗـم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب‪.‬‬

‫وﯾﺣﯾل ھذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻ ل ‪ 441‬ﻣ ن ق م م إذا ﺗﻌﻠ ق اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟ ﻰ ﻗ ﯾم ‪،‬‬
‫وھذا اﻟﻔﺻل اﻷﺧﯾر ﯾﺷﺗرط ﻟﺳرﯾﺎن آﺟﺎل اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف أو اﻟﻧﻘض ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم أو‬
‫اﻟﻘرارات اﻟﻣﺑﻠﻐﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﯾم أن ﯾﺗم ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻟوﺣﺔ ﻣﻌدة ﻟﮭذا اﻟﻐرض ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗ ﻲ‬
‫أﺻدرت اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار ﻣدة ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ وإﺷ ﮭﺎرھﺎ ﻣﻘﺎﺑ ل اﻟﻣﺻ ﺎرﯾف اﻟﻣﺳ ﺑﻘﺔ ﻣ ن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار ﺑﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﺷﮭﺎر ﺣﺳب أھﻣﯾﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ ‪.‬‬

‫وأﺷﺎر اﻟﻔﺻل ‪ 441‬أﻋﻼه إﻟﻰ ﺷرط ﺳرﯾﺎن آﺟﺎل اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف أو اﻟﻧﻘض دون اﻹﺷﺎرة‬
‫إﻟﻰ أﺟل اﻟﺗﻌرض وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺣﻛ م اﻟﻐﯾ ﺎﺑﻲ اﻟﻘﺎﺑ ل ﻟﻠﺗﻌ رض ﯾﻛﻔ ﻲ ﺗﺑﻠﯾﻐ ﮫ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻘ ﯾم دون ﺿ رورة إﺷ ﮭﺎره وﺗﻌﻠﯾﻘ ﮫ ‪ ،‬ﻣ ﻊ أن اﻟﻔﺻ ل ‪ 130‬ﻣ ن ق م م اﻟ ذي ﯾ ﻧظم‬
‫اﻟﺗﻌرض ﯾﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ‪ 54‬اﻟذي ﯾﺣﯾل ﺑدوره ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل ‪ 441‬ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم إﻟﻰ اﻟﻘ ﯾم ﺑﺻ ﻔﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ دون اﻟﺗﻣﯾﯾ ز ﺑ ﯾن اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺗﻌ رض أو اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف أو اﻟﻧﻘض‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫أﯾﻌﺗﺑر ﺳﻛوت اﻟﻔﺻل ‪ 441‬ﻋن ﺳرﯾﺎن أﺟل اﻟﺗﻌ رض ﺗﺧﺻﯾﺻ ﺎ ﻟﻌﻣ وم اﻟﻔﺻ ل ‪54‬‬
‫أم إﻏﻔﺎل ؟‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺟل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣ ﺎ اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 441‬ﻣ ن ق م م ﻓ ﺈن ھ ذا‬


‫اﻟﻔﺻل أﺷﺎر ﻓﻘط إﻟ ﻰ ﻣ رور اﻷﺟ ل اﻟﻣ ذﻛور ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾ ق دون اﻹﺷ ﮭﺎر ‪ ،‬وھ و ﻣ ﺎ‬
‫ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺷﺗرط ﻣرور أﺟل ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻓﻘ ط‬
‫دون اﻹﺷﮭﺎر اﻟذي ﯾﻛﻔﻲ ﻓﯾﮫ اﻟﻧﺷر دون اﻧﺗظﺎر ﻣرور أي أﺟل ‪ ،‬وھو ﻣﺎ ﯾﻔﯾده ظﺎھر‬
‫اﻟﻧص ‪ ،‬وﻻ أﻋﻠم ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ أي ﻗرار ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬

‫وﯾﺷ ﺗرط اﻟﻔﺻ ﻼن ‪ 160‬و ‪ 161‬ﻣ ن ق م م ﺷ ﻛﻠﯾﺎت ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء‬
‫ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن ‪ 50‬و ‪ 54‬ﻣن ق م م وھﻲ طرﯾﻘ ﺔ ﺗﺟﻣ ﻊ‬
‫ﺑﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﻌن واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫ﻓﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء ﻓ ﻲ إط ﺎر اﻟﻔﺻ ﻠﯾن اﻵﻧﻔ ﻲ اﻟ ذﻛر ﯾرﻓ ق ﺑﺈﻧ ذار ﻟﻠﻣ دﯾن ﺑوﺟ وب‬
‫ﺗﺳدﯾد ﻣﺟﻣوع ﻣﺑﻠﻎ اﻟدﯾن واﻟﺻواﺋر داﺧل أﺟل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺎم إذا ﻟم ﯾﻘ م اﻟﻣ دﯾن ﺑ ﺎﻟطﻌن‬
‫ﺑﺎﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف ﻓ ﻲ اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء ‪ .‬وذﻟ ك ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻸﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء اﻟﻐﯾ ر اﻟﻣﺷ ﻣول ﺑﺎﻟﻧﻔ ﺎذ‬
‫اﻟﻣﻌﺟل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻛﺎﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺳﻧد اﻟرﺳﻣﻲ ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص إرﻓﺎق ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﻣر ﺑﺎﻷداء ﺑﺎﻟﺳﻧد ذھب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗراره ﻋ دد ‪:‬‬
‫‪ 2431‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 86/10/29‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ق‪.‬م‪.‬ع ﻋدد ‪ 41 :‬ص ‪ 12‬إﻟﻰ أن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻟﺳﻧد ﻟﯾس ﺿرورﯾﺎ ﻻﺣﺗﻣﺎل ﺿﯾﺎﻋﮫ‪.‬‬

‫"ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻧط ق أن ﯾﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻊ اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء ﺳ ﻧد اﻟ دﯾن ﻟﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ك ﻣ ن ﺗﻌرﺿ ﮫ‬


‫ﻟﻠﺿ ﯾﺎع و ﻟ ﯾس ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 161‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م ﻣ ﺎ ﯾوﺟ ب ذﻟ ك ﺑ ل ﯾﻛﻔ ﻲ أن ﺗﺗﺿ ﻣن‬
‫وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻠﺧص ﻟﻠﻣﻘﺎل ﻣﺟرد اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺳﻧد اﻟدﯾن ﻛﻣﺑﯾﺎﻟﺔ أو ﻋﻘد "‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن ذھب ﻓﻲ ﻗرار آﺧر ﻣﻧﺷور ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 45 :‬ص ‪ 29‬إﻟ ﻰ‬
‫أن ﻋدم ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻧﺳﺧﺔ اﻟﺳﻧد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺑطﻼن‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫"اﻷﻣر ﺑﺎﻷداء ﯾﺟب أن ﯾﺑﻠﻎ ﻣﻊ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺳﻧد اﻟدﯾن و إﻻ ﻛﺎن ﺑﺎطﻼ "‬

‫وﯾظﮭر أن اﻹﺗﺟﺎه اﻷول ﯾﻌﺗﺑر ﺧروﺟ ﺎ ﻋ ن اﻟ ﻧص ﺑﯾﻧﻣ ﺎ اﻹﺗﺟ ﺎه اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ﺗﺑﻧ ﻰ اﺗﺟﺎھ ﺎ‬
‫وﺳطﺎ وھو ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻧﺳﺧﺔ اﻟﺳﻧد ﺑدﻻ ﻣ ن أﺻ ﻠﮫ ﺧوﻓ ﺎ ﻣ ن ﺿ ﯾﺎﻋﮫ وھ و ﺣ ل ﻣﻌﻘ ول ﻻ‬
‫ﯾﺧرج ﻋن إطﺎر اﻟﻧص وﻗد ﺳﻠك اﻟﻣﺷرع ھذا اﻹﺗﺟﺎه ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﺟز ﻟدى اﻟﻐﯾر إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣدﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺧﺗﺻرة ﻣن اﻟﺳﻧد‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ وﻣﺎ إذا ﻛ ﺎن ﯾﺣ رك أﺟ ل اﻟطﻌ ن أم ﻻ ؟ ﻓ ﺈن‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﺗﺟﮫ ﻓﻲ ذﻟك اﺗﺟﺎھﯾن ‪:‬‬

‫* اﻹﺗﺟﺎه اﻷول ‪ :‬ﯾﻘول ﺑﻌدم اﻻﻋﺗداد ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ‪ ،‬وﯾﺗﺟﻠ ﻰ ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﮫ وﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘرار رﻗم ‪ 2‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 92/01/14‬اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﮫ‬
‫‪ " :‬إن ﻣﻛﺗ ب اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ ﻻ ﯾﺗﻌ دى ﻛوﻧ ﮫ ﻣﺣ ﻼ ﻟﻠﻣﺧ ﺎﺑرة ﻣ ﻊ اﻟﻣوﻛ ل ﻓ ﻲ ﺷ ﺄن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋﻧﮫ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺣﻛم ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺑﻠﻎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻓﻲ ﻣوطﻧﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‬
‫أو اﻟﻣﺧﺗﺎر"‪.‬‬

‫*اﻹﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﯾﻌﺗـد ﺑﺗﺑﻠﯾـﻎ اﻟﺣﻛم إﻟـﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣـﻲ اﻟذي ﯾﺣرك أﺟـل اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف‬
‫ﻣﺎ ﻟم ﯾﺟـرد اﻟﺷﺧـص ﻣﺣـﺎﻣـﯾﮫ ﻗﺑـل ﺣﺻول اﻟﺗﺑﻠـﯾ ـﻎ ﻣ ـن اﻟﺗوﻛﯾ ـل وﻣ ـﺎ ﻟ ـم ﯾﺗﺧـ ـل‬
‫اﻟﻣﺣ ـﺎﻣﻲ ﻋ ـن ﻣﮭﻣﺗ ـﮫ ‪ ،‬وھ ـو ﻣ ﺎ ﻛرﺳ ـﮫ اﻟﻣﺟﻠـ ـس ﻓـ ـﻲ ﻗرارﯾ ـﮫ ﻋ دد ‪1057 :‬‬
‫ﺑﺗـﺎرﯾ ـﺦ ‪ 83/05/21‬اﻟﻣﻧﺷ ـور ﺑﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻗ رارات اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋ ـﻠﻰ ﻓ ـﻲ اﻟﻣ ـﺎدة‬
‫اﻟﻣدﻧﯾـﺔ اﻟﺟ ـزء ‪ 2‬ص ‪ 67‬وﻋـ ـدد ‪ 2140 :‬ﺑﺗﺎرﯾ ـﺦ ‪ 96/04/03‬اﻟﻣﻧﺷ ور ﺑﻣﺟﻠ ـﺔ‬
‫اﻟﻣﺣـﺎﻣﻲ ‪ 33/32‬ص ‪ .331‬وھو اﺗﺟﺎه ﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻧظري ﻟﻛوﻧﮫ ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 50‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﻛون إﻟﻰ اﻷطراف وإﻟﻰ وﻛﻼﺋﮭم‬
‫)‪ ،(1‬واﻟﻔﺻل ‪ 46‬ﻣن ظﮭﯾر ‪ 93/9/10‬اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة اﻟ ذي ﯾﻠ زم اﻟﻣﺣ ﺎﻣﻲ‬
‫ﺑﺗﺗﺑﻊ اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺗﮭﺎ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وإذا ﻛﺎن اﻟﻘراران ﯾﺗﺣدﺛﺎن ﻋن ﺗﺣرﯾك أﺟل اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﺈن أﺟل اﻟﻧﻘض ﻣﺳﻛوت ﻋﻧﮫ‬
‫‪ ،‬ﻓﮭل ﯾطﺑق ﻋﻠﯾﮫ ﻧﻔس اﻟﺷﻲء أم ﻻ ؟ ‪.‬‬

‫إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﺎﻧﺗﮭ ﺎء ﺻ دور اﻟﻘ رار اﻹﺳ ﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ‪ ،‬ﻓ ﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫إﻟﯾﮫ ﻻ ﯾﻌﺗد ﺑﮫ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك أﺟل اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ‪ ،‬وإذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺗﻣﺗد‬
‫إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘرار اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ وﻻ ﺗﻧﺗﮭ ﻲ إﻻ ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ھ ذا اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﯾﺣ رك‬
‫أﺟل اﻟﻧﻘض‪.‬‬

‫وﻗد ﺗ واﺗرت ﻗ رارات اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻻ ﯾﺛﺑ ت ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻧ زاع إﻻ‬
‫ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم وﻻ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ ﺷﮭﺎدة‬

‫‪ -‬ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ‪.‬‬

‫وﻣن ھذه اﻟﻘرارات اﻟﻘرار ﻋدد ‪ 807 :‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1995/04/15‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء‬
‫م‪.‬ع‪ .‬ﻋدد ‪ 48 :‬ص ‪ 204‬اﻟ ذي ﺟ ﺎء ﻓﯾ ـﮫ ‪ " :‬اﻟﺗﺑﻠﯾ ـﻎ ﯾﺛﺑ ت ﺑﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾ ـم اﻟﻣﺷ ﺎر‬
‫إﻟﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 39‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪ ، .‬وﻻ ﺗﻛﻔ ﻲ ﺷ ﮭﺎدة ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط ﺑﺣﺻ ول اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻣﺟردة ﻋن ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪".‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘرار ﻣن أﺟل ﺗﻧﻔﯾ ذه ﻣ ن ﻣﻘ دﻣﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﺗ ﻲ أوﺟ ب اﻟﻘ ﺎﻧون‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭﺎ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ .‬وﻗ د ﻧظ م ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ھ ذا‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ 440‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬وﯾﻘـوم ﺑﮭذا اﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ ﻋـون اﻟﺗﻧـﻔﯾـذ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أو اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﺿﺎﺋـﻲ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻣﺳﻧدا إﻟﯾﮫ ‪.‬‬

‫وطﺑﻘ ﺎ ﻟﻠﻔﺻ ل ‪ 433‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ﻓ ﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﯾ ﺗم ﺑواﺳ طﺔ ﻧﺳ ﺧﺔ ﺗﺗﺿ ﻣن اﻟﻌﻧ وان‬
‫اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 50‬واﻟﺻ ﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ وﺗوﻗﯾ ﻊ ﻛﺎﺗ ب اﻟﺿ ﺑط وط ﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ .‬أﻣﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻘد ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﺻل ‪ 440‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬اﻟذي ﯾﺣﯾ ل ﻋﻠﯾ ﮫ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 433‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧ ص اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬أﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻛﻔ ﻲ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﻧﺳ ﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ ﻟﻠﺣﻛ م أو اﻟﻘ رار‬
‫اﻟﻣراد ﺗﻧﻔﯾذه وإﻧﻣﺎ ﻻ ﺑد ﻣن ﺷﻔﻌﮫ ﺑﺎﻋذار اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﻣ ﺎ ﻗﺿ ﻰ ﺑ ﮫ اﻟﺣﻛ م‬
‫ﺣﺎﻻ أو ﺑﺗﻌرﯾﻔﮫ ﺑﻧواﯾﺎه‪.‬‬

‫وﯾ ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ﻊ اﻻﻋ ذار ﺑﺎﻟوﻓ ﺎء ﻗﺑ ل ﻣﺑﺎﺷ رة إﺟ راءات اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﺟﺑ ري أﯾ ﺎ ﻛﺎﻧ ت‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻧﻔﯾذا ﻣﺑﺎﺷرا او ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺣﺟز‪.‬‬

‫واﻟﻐﺎﯾ ﺔ ﻣ ن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ﻊ اﻻﻋ ذار ﺑﺎﻟوﻓ ﺎء ھ ﻲ إﻋط ﺎء اﻟﻔرﺻ ﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﻟﯾﻘ وم‬
‫ﺑﺎﻟوﻓﺎء اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ وﺗﺟﻧب إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻣذﻟﺔ وھوان‪.‬‬

‫وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﺣﻛم ﺣ ﺎﻻ أو ﯾﻌ رف ﺑﻧواﯾ ﺎه ‪ ،‬ﻓﺈﻣ ﺎ أن‬
‫ﯾﺧﺗﺎر اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟطوﻋﻲ وﯾؤدي ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺗﺟﻧب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ‪ ،‬وإﻣﺎ أن ﯾطﻠب آﺟﺎﻻ‬
‫ﻓﯾﺧﺑر اﻟﻌون اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾﺄذن ﺑﺄﻣر ﺑﺣﺟز أﻣوال اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺣﻔظﯾﺎ إذا ﺑدا ذﻟك‬
‫ﺿرورﯾﺎ‪.‬‬

‫وإﻣ ﺎ أن ﯾ رﻓض اﻟﻣ دﯾن اﻷداء أو ﯾﺻ رح ﺑﻌﺟ زه ﻋﻧ ﮫ ﻓﯾﺷ رع ﻋ ون اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻓ ﻲ‬


‫إﺟ راءات اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﺟﺑ ري ﺑ ﺎﻟﺣﺟز واﻟﺑﯾ ﻊ أو ﺑﺗﺳ ﻠﯾم اﻟﺷ ﻲء اﻟﻣﺣﻛ وم ﺑﺗﺳ ﻠﯾﻣﮫ ﻋ ن‬
‫طرﯾق اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك ﻏﯾر أن ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن أﺟ ل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‬
‫اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ 440‬ﻛﺛﯾ را ﻣ ﺎ ﯾﺳ ﺎء ﺗطﺑﯾﻘﮭ ﺎ ﻣ ن ط رف‬
‫اﻟﻣﻣﺎرﺳ ﯾن ﻟﮭ ﺎ ‪ ،‬إذ ﻏﺎﻟﺑ ﺎ ﻣ ﺎ ﯾﺳ ﻠم ﻟطﺎﻟ ب اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻧﺳ ﺧﺗﺎن ‪ :‬ﻋﺎدﯾ ﺔ ﻣطﺎﺑﻘ ﺔ ﻟﻸﺻ ل‬
‫ﺑﻘﺻد ﺗﺑﻠﯾﻐﮭﺎ وﻧﺳﺧﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟذي ﻻ ﯾﺷرع ﻓﯾﮫ إﻻ ﺑﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻛ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻗ د ﺗ م ‪ ،‬ﺛ م ﯾﺗوﺟ ﮫ ﻋ ون‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﮫ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن ﻻ ﺗﺳﻠم اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ورﺟوع ﺷﮭﺎدة‬
‫اﻟﺗﺳﻠﯾم‪.30‬‬

‫‪ - 30‬اﻟطﯾب ﺑرادة‪ :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ص‪ 239 :‬و ‪.240‬‬

‫‪50‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑ ر ھ ذه اﻹﺟ راءات اﻟﺗ ﻲ ﺗﻘ وم ﺑﮭ ﺎ ﺑﻌ ض ﻛﺗﺎﺑ ﺎت اﻟﺿ ﺑط ﺑﮭ ذا اﻟﺷ ﻛل ﺧرﻗ ﺎ‬
‫ﻟﻠﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ ، 440‬وﻣن ﺷﺄﻧـﮫ أن ﯾﻌ رض إﺟ ـراءات اﻟﺗﻧﻔﯾ ـذ إﻟ ـﻰ اﻟ ﺑطﻼن إذا‬
‫ﺗـم اﻟﺗﻣﺳك ﺑـﮫ ﻣن طرف ﻣـن ﻟﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﮫ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑﻧﺳ ﺧﺔ ﻏﯾ ر ﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ ﻛﻣ ﺎ‬
‫ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻔﺻل ‪ 433‬أﻋﻼه‪.‬‬

‫وﯾﺑرر اﻟﺑﻌض ﺳﻠوك طرﯾﻘ ﺔ ﺗﺑﻠﯾ ـﻎ اﻟﻧﺳ ﺧﺔ اﻟﻌﺎدﯾ ﺔ دون اﻟﻧﺳﺧ ـﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ـﺔ وﻓ ـق ﻣ ﺎ‬
‫ﯾ ﻧص ﻋﻠﯾ ـﮫ اﻟﻔﺻ ل ‪ 433‬ﺑﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ رة اﻵﺧﯾ رة ﻣﻧ ﮫ واﻟﺗ ﻲ ﺗﻘ ول ‪ " :‬ﯾﻣﻛ ن‬
‫ﻷط راف اﻟ دﻋوى أن ﯾﺣﺻ ﻠوا ﻋﻠ ﻰ ﻣﺟ رد ﻧﺳ ﺦ ﻣﺻ ﺎدق ﻋﻠ ﻰ ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭ ﺎ ﻣ ن ﻛﺗﺎﺑ ﺔ‬
‫اﻟﺿﺑط " ‪.‬‬

‫وﻻ أظن أن اﻟﻣﺷرع ﯾرﻣﻲ ﻣن وراء اﻟﻔﻘرة اﻟﻣذﻛورة إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺟواز ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻧﺳﺧﺔ‬
‫اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﻔﺻل ‪ 433‬ﻛﻛل ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻧﺎﻗض أو ﻟﮫ ﻣﻊ آﺧره ‪،‬‬
‫ﻓﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ‪ ،‬ﺛم ﯾﺄﺗﻲ إﻟ ﻰ آﺧ ر اﻟﻔﺻ ل ﻓﯾﺟﯾ ز‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ ﻣﺟرد ﻧﺳﺧﺔ‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘول ﺑﺟواز اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑواﺳطﺔ ﻧﺳﺧﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮭﺎ ﻧﺳ ﺧﺔ‬
‫طﺑق اﻷﺻل ﻣ ن اﻟﻧﺳ ﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ‪ ،‬وھ ذا ﻣ ﺎ ﯾﻘ ول ﺑ ﮫ اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﻣﺻ ري ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل‬
‫‪ 281‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌ ﺎت اﻟ ذي ﯾ ﻧص ﻋﻠ ﻰ وﺟ وب ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺳ ﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾ ذي ﺑواﺳ طﺔ‬
‫ﺻورة ﻣﻧﮫ وإﻻ ﻋد ﺑﺎطﻼ‪.31‬‬

‫وذﻟك ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﻠم ﻣﻧﮭﺎ إﻻ ﻧﺳﺧﺔ واﺣ دة‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 435‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وﯾط رح ﺗطﺑﯾ ق اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬اﻟ ذي ﯾﻧظ ـم ﻛﯾﻔﯾ ـﺔ ﺗﺑﻠﯾ ـﻎ اﻟﺣﻛ م ﻣ ن أﺟ ل‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت وھﻲ ‪:‬‬

‫‪ -‬ھل ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﻲ إط ﺎر ھ ذا اﻟﻔﺻ ل ﺑواﺳ طﺔ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم؟ أم ﺑﻣﺣﺿ ر ﯾﺣ رره‬
‫ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ؟ ‪.‬‬
‫‪ - 31‬أﺣﻣد أﺑو اﻟوﻓﺎء‪ :‬اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ص‪ 973 :‬وﻣﺎ ﺑﻌدھﺎ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬ھل ﯾ ﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻠﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس أن اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﺷﺧﺻ ﻲ؟ أم ﯾﺟ وز‬
‫ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ إﻟﯾﮫ ﺑﻣوطﻧﮫ ﻷﻗﺎرﺑﮫ وأﺗﺑﺎﻋﮫ وﺧدﻣﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 38‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.‬؟‬

‫‪ -‬ھل اﻹﻧذار ﯾﻛون ﺷﻔوﯾﺎ أم ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ؟‬

‫‪ -‬ﻣﺎ ھو اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻔﺻل ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ؟‬

‫ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳﺎؤل اﻷول ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺟ ﺎء ﺑﮭ ﺎ اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬ﺗﻔﯾ د أن‬
‫ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺣﻛم اﻟﻣراد ﺗﻧﻔﯾذه ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣﺿر ‪ ،‬وﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ أﻏﻠب ﻋﻣﻠﮫ ھو‬
‫ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺎﺿر ‪ ،‬ﻓﮭو ﻣﻧﻔذ أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻣﺑﻠﻎ ‪ ،‬وأن ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﻐﻧ ﻲ ﻋ ن‬
‫ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻛﻣﺎ ذھب إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪ .‬ﺳﯾﻣﺎ وأن‬
‫ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﻠزم ﺑﺗﺳﺟﯾل ﺟواب اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ وﻧواﯾﺎه‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن ھ ذا ﻻ ﯾﻣﻛ ن ﺗﺳ ﺟﯾﻠﮫ ﺑﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم وإﻧﻣ ﺎ ﯾﺗﻌ ﯾن ﺗﺳ ﺟﯾﻠﮫ ﺑﻣﺣﺿ ر‬
‫ﯾﺣرره اﻟﻌون اﻟﻣذﻛور‪ .‬ﻛﻣﺎ أن ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺿطرا إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺣﺿ ر‬
‫إذا رﻓض اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺳﻠم ‪.‬‬

‫ﻟﻛ ن ﺟ رى اﻟﻌﻣ ل ﺑﺎﻟﻣﺣ ﺎﻛم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺑواﺳ طﺔ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺗﺣرﯾ ر‬
‫ﻣﺣﺿر ﻓﻲ ﺷﺄﻧﮫ وھو ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﯾﻣﻧﺗﺎﻧوت‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﺗﺳ ﺎؤل اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧ ﮫ ﯾﻔﮭ م ﻣ ن دﻻﻟ ﺔ أﻟﻔ ﺎظ ﻧ ص اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬أﯾﺿ ﺎ ‪ ،‬أن‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻻ ﯾﻘﻊ إﻻ ﻟﻠﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ وﻻ ﯾﻘ ﻊ ﻟﻸﺷ ﺧﺎص اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠ ﯾﮭم ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل ‪ 38‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫أن ھ ؤﻻء اﻷﺷ ﺧﺎص ﻻ ﯾﻣﻛ ن ﺗوﺟﯾ ﮫ اﻹﻧ ذار إﻟ ﯾﮭم وﻻ ﯾﻣﻛ ن ﻟﮭ م اﻟﺗﻌرﯾ ف ﺑﻧواﯾ ﺎ‬
‫اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ‪ ،‬ﻷﻧﮭﺎ ﺷـﻲء داﺧﻠـﻲ ﻻ ﯾﻌﺑـر ﻋﻧﮫ ﺳوى ﺻﺎﺣﺑـﮫ ‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﻻ ﯾﺗﺻور ﻣﻧﮭـم‬
‫اﻟرﻓض وﻻ اﻟﻘﺑـول وﻻ إظﮭـﺎر اﻟﻌﺟـز ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن رﻓض أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 38‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫ﺗﺳ ﻠم وﺛ ﺎﺋق اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻻ ﯾﻣﻛ ن ﻓ ﻲ ﻧظ ري أن ﯾﺗرﺗ ب ﻋﻧ ﮫ اﻷﺛ ر اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺻ ل ‪ 39‬وھ و اﻋﺗﺑ ﺎر اﻟ رﻓض ﺗوﺻ ﻼ ﺑﻌ د ﻣ رور ﻋﺷ رة أﯾ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ھ ذا اﻟ رﻓض‬
‫ﻟﻛ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن أﺟ ل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻻ ﯾﺗرﺗ ب ﻋﻧ ﮫ ﺳ رﯾﺎن أي أﺟ ل ‪ ،‬وﻷن اﻟﻣﻔ روض آن‬
‫ﯾﻛ ون اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﻗ د ﺗﺳ ﻠم اﻟﻧﺳ ﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾ ﺔ واﻹﻧ ذار ﺷﺧﺻ ﯾﺎ أو ﺑواﺳ طﺔ أﺣ د‬
‫اﻷﺷ ﺧﺎص اﻟﻣ ذﻛورﯾن ‪ ،‬واﻟﺣ ﺎل أن أﺣ د ھ ؤﻻء رﻓ ض ﻓ ﻼ ﯾﻣﻛ ن ﺗﺣﻣﯾ ل ﺗﺑﻌ ﺔ ھ ذا‬
‫اﻟرﻓض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻟﻠﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟ ذي ﯾﺣ ﺗم اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬ﻣ ن‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻟﻠﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وإﻧذاره ‪ ،‬وھ و ﻣ ﺎ ﯾﻘ وي اﻟﺟﺎﻧ ب اﻟ ذي ﯾﻧ ﺎدي ﺑ ﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ او ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ل اﻋﺗﺑ ﺎره ﻗﺎﻋ دة ‪ ،‬وﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪38‬‬
‫اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﻧﮫ ﻻ ﯾﺗوﺳﻊ ﻓﯾﮫ ‪.‬‬

‫ﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﻔﺻل ‪ 433‬أﺣ ﺎل ﻓﯾﻣ ﺎ ﯾﺧ ص ﻛﯾﻔﯾ ﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﺻ ل ‪ 440‬وﻟ م ﯾﺣ ل‬


‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﺻ ل ‪ 38‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪ ،.‬وﻗ د أﺷ ﺎر اﻟ دﻛﺗور ﻓﺗﺣ ﻲ واﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣؤﻟﻔ ﮫ ‪ " :‬اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‬
‫اﻟﺟﺑري ص ‪ " 207‬إﻟﻰ ‪:‬‬

‫" أن اﻟﻘ ﺎﻧون اﻹﯾط ﺎﻟﻲ ﯾﺗﺷ دد ﻓ ﻲ ﺷ ﺄن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺳ ﻧد اﻟ ذي ﻻ ﯾﻛ ون إﻻ ﻟﻠﻣﻧﻔ ذ ﻋﻠﯾ ﮫ‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺎ ﻋﻛس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻ ري اﻟ ذي ﯾﺟﯾ ز اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟ ﻰ اﻟﻣﻧﻔ ذ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺷﺧﺻ ﯾﺎ أوﻓ ﻲ‬
‫ﻣوطﻧﮫ‪".‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﺈن ﺻﺎﺣب ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ذھ ب‬
‫إﻟﻰ أن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم طﺑق ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 38‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪.32‬‬

‫وإذا ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠ ﯾﮭم ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 38‬أﻋ ﻼه ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون ذﻟك ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣري واﻟﺣذر واﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻻ ﺑﻌ د اﻟﺗﺄﻛ د ﻣ ن‬
‫ھوﯾﺔ اﻟﺷﺧص وﻣن ﻛوﻧﮫ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﮭم اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳ ﻠم وذﻟ ك ﻟﺧط ورة‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ .‬واﻋﺗﺑﺎر ھذا اﻹﺟراء اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﺧﺻ ﻲ ﻛﻣ ﺎ ﺳ ﺑق‬
‫اﻟذﻛر‪.‬‬

‫‪ - 32‬اﻟطﯾب ﺑرادة‪ :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ص‪.245 :‬‬

‫‪53‬‬
‫وﻟـم ﯾﻧص اﻟﻔﺻـل ‪ 440‬ﻣوﺿوع اﻟﻧﻘـﺎش ﻋﻠـﻰ ﺷﻛـل اﻹﻧـذار ھل ﯾﻛ ون ﺷ ﻔوﯾﺎ أم‬
‫ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ؟‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣﻧﮭﺎ‪.‬‬

‫واﻟذي ﺟ ـرى ﺑ ـﮫ اﻟﻌﻣ ل ھ ـو إرﻓ ـﺎق اﻟﺗﺑﻠﯾ ـﻎ ﺑﺈﻧ ـذار ﻛﺗ ـﺎﺑﻲ وﻓ ـق ﻧﻣ وذج ﻣﮭﯾ ـﺄ ﻣ ن‬
‫طـرف وزارة اﻟﻌدل‪ .‬ﻟﻛ ن إذا أﻧ ذرﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﻣﻧﻔ ذ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺷ ﻔوﯾﺎ وﺳ ﺟل ذﻟ ك ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺣﺿره ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ﻧظري ﯾﻧﺗﺞ أﺛره‪.‬‬

‫ﻛﻣ ﺎ أن اﻟﻔﺻ ل ﻟ م ﯾ ﻧص ﻋﻠ ﻰ اﻷﺟ ل اﻟ ذي ﯾﻔﺻ ل ﺑ ﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ واﻟﺗﻧﻔﯾ ذ وﯾظﮭ ر ﻣ ن‬


‫ﻋﺑﺎرة " ﺣﺎﻻ " اﻟواردة ﺑﺎﻟﻧص أن اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﯾﻌطﺎه أي أﺟل وأﻧ ﮫ ﯾﺟ ب ﻋﻠﯾ ﮫ أن‬
‫ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﺣﻛ م ﺣ ﺎﻻ أو اﻟﺗﻌرﯾ ف ﺑﻧواﯾ ﺎه ‪ .‬وأﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻣﻛ ن ﻣﻧﺣ ﮫ أي أﺟ ل إﻻ‬
‫ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾراﻋﻲ ﻓ ﻲ ھ ذا اﻷﺟ ل ﻣﻘ دار اﻟ دﯾن ووﺿ ﻌﯾﺔ اﻟﻣ دﯾن ‪ ،‬ﻣ ﻊ‬
‫إﺟراء اﻟﺣﺟز ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد إن اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك‪.‬‬

‫وﻗد ﻧص اﻟﻘ ﺎﻧون اﻟﻣﺻ ري ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 281‬ﻣ ن ﻗ ﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌ ﺎت ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻧﺢ أﺟ ل‬


‫ﻟﻠﻣدﯾن ﻗدره ﯾوم واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻹﻧذار‪ .33‬ﻛﻣﺎ ﻧص ﻗﺎﻧون اﺣ داث اﻟﻣﺣ ﺎﻛم‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣ ﺎ ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﺗﻧﻔﯾ ذ اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪ 22‬ﻋﻠ ﻰ ﻣ رور اﺟ ل ‪ 10‬أﯾ ﺎم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﻋذار ‪ ،‬ﯾﺑدأ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻘدﯾم طﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬

‫وﻗد ﺳﺑق ﻟﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﯾم ﻓ ﻲ إط ﺎر ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم ﻣ ن أﺟ ل ﺗﺣرﯾ ك‬


‫آﺟﺎل اﻟطﻌن‪ ،‬وﻧﻌود ﻟﻠﺣدﯾث ﻋﻧﮫ ھﻧﺎ وﻧﺗﺳﺎءل ھل ﯾﺟوز ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﯾم وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ؟ وھل ﯾﺟدي اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﯾم‬
‫ﻧﻔﻌﺎ ﻣﺎ دام ﻻ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ؟‬

‫ﯾظﮭر ﻣن اﻟﻔﺻل ‪ 469‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣﺟز اﻟﻌﻘ ﺎر أن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣ ن أﺟ ل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ‬


‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون إﻟﻰ اﻟﻘﯾم وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺣول اﻟﺣﺟز اﻟﺗﺣﻔظﻲ إﻟﻰ اﻟﺣﺟز اﻟﺗﻧﻔﯾذي‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ذﻛر ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺗم إﻟﻰ اﻟﻘﯾم وﯾﺟدي ﻧﻔﻌﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﺿﻔﻲ‬
‫اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎل ظ ﺎھر ﯾﻣﻛ ن ﺣﺟ زه‬

‫‪ - 33‬اﻟطﯾب ﺑرادة‪ :‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ‬

‫‪54‬‬
‫‪ ،‬وﻛذا إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻋﻘﺎر أو ﻣﻧﻘول ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾ ﺎم ﺑ ﺈﺟراءات‬
‫اﻟﺣﺟز أو اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻻ ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾم‪.‬‬

‫ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﯾﺗﻌﻠ ق ﺑﺎﻟﻘﯾ ﺎم ﺑﻌﻣ ل أو اﻻﻣﺗﻧ ﺎع ﻋ ن ﻋﻣ ل وﯾﺗوﻗ ف إﻧﺟ ﺎزه ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺗ دﺧل اﻟﺷﺧﺻ ﻲ ﻟﻠﻣﻧﻔ ذ ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﯾم ﻻ ﯾﺟ دي ﻧﻔﻌ ﺎ‪ .‬وإذا ﺗﻣ ت‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾق واﻹﺷﮭﺎر وﺗﺳﻠﯾم ﺷﮭﺎدة ﺿﺑطﯾﺔ ﺑﮭﺎ وﺗﻘدم اﻟﻣﺳ ﺗﻔﯾد ﻣ ن‬
‫اﻟﺣﻛ م ﺑطﻠ ب اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ‪ ،‬ھ ل ﻣ ن اﻟواﺟ ب ﺗطﺑﯾ ق ﻣﻘﺗﺿ ﯾﺎت اﻟﻔﺻ ل ‪ 433‬و ‪ 440‬ﻣ ن‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ﻣ ن ﺟدﯾ د وذﻟ ك ﺑﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻟﻣطﻠ وب ﺗﻧﻔﯾ ذه إﻟ ﻰ اﻟﻘ ﯾم وﻓ ق اﻹﺟ راءات‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪ 441‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬؟ أم ﯾﺗم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻹﺟراءات اﻷوﻟﻰ؟‬

‫أظن أن اﻟﺗﻘﯾد ﺑﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ 440‬ﺗﺣﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﯾم ﻷن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷول وﻗ ﻊ ﻣ ن أﺟ ل ﺳ رﯾﺎن أﺟ ل اﻟطﻌ ن ﻻ ﻣ ن أﺟ ل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ‪ ،‬ﻏﯾ ر‬
‫أﻧﻧﻲ أرى آن ﯾﺗم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻟﻘﯾم دون اﻟﺗﻌﻠﯾق واﻹﺷﮭﺎر‪ ،‬ﻷن اﻷﻣر ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳرﯾﺎن‬
‫أﺟل اﻟطﻌن‪ .‬وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ﻗﺎﻋدة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻊ اﻻﻋذار ﺑﺎﻟوﻓﺎء اﻷﺣﻛﺎم واﻷواﻣر اﻵﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -(1‬اﻷواﻣ ر اﻹﺳ ﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺷ ﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔ ﺎذ اﻟﻣﻌﺟ ل ﻋﻠ ﻰ اﻷﺻ ل أو ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺳ ودة‬
‫وﻗﺑ ل اﻟﺗﺳ ﺟﯾل طﺑ ق ﻟﻠﻔﺻ ل ‪ 153‬ﻣ ن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ﻷن اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻋﻠ ـﻰ اﻟﻣﺳ ودة ﯾﻌﺗﺑ ر‬
‫اﺳﺗﺛﻧــﺎء ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 428‬و ‪.433‬‬

‫‪ -(2‬اﻟﺣﻛم اﻟﺻـﺎدر ﺑــﺄداء اﻟﻧﻔﻘـﺔ اﻟﻣؤﻗﺗـﺔ ﻓــﻲ إطـﺎر اﻟﻔﺻل ‪ 179‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ﺣﯾث‬
‫ﻧص ھـذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ ان اﻟﺣﻛم ﯾﻧﻔـذ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﺟﯾل وﺑﻣﺟرد اﻹدﻻء ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﮫ‪.‬‬

‫‪ -(3‬أﻣـر ﻗـﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾـق اﻟﺻﺎدر ﻓـﻲ إطﺎر ﻧﻔس اﻟﻔﺻ ل أﻋ ﻼه اﻟﻣﺣ دد ﻟﻼﻟﺗزاﻣ ﺎت‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق‬

‫‪ -(4‬أﻣ ر اﻟﻘـ ـﺎﺿﻲ اﻟ ذي ﯾﺑ ت ﻓ ـﻲ اﻟﺗطﻠﯾ ق اﻟﺻ ﺎدر ﻓ ﻲ ﺷ ﺄن اﻟﺗ داﺑﯾر اﻟﻣؤﻗﺗ ﺔ‬


‫واﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺻﯾـﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة واﻷوﻻد وﺣﺿﺎﻧﺗـﮭم وأﻣﺗﻌﺔ اﻟﺑﯾت ‪ ،‬ﺣﯾ ث ﯾﻛ ـون‬
‫ھذا اﻷﻣر ﻗــﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾــذ ﻋﻠﻰ اﻷﺻل رﻏم ﻛل طﻌن‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -(5‬اﻷﻣر ﺑﺎﻷداء طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 162‬اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﻌﺟل ﻋﻠﻰ اﻷﺻل‪.‬‬

‫وﻓﻲ إطﺎر اﻷﻣر ﺑﺎﻷداء ﻻ ﺑد ﻣ ن اﻟﺗﺳ ﺎؤل أﯾﺿ ﺎ ﻋﻣ ﺎ إذا ﺻ ﺎر ﻗ ﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾ ذ‪ ،‬أﯾﻐﻧ ﻲ‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟذي ﺗم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 160‬و ‪ 161‬ﻣن ق م م ﻋن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و ‪ 440‬ﻣن ق م م ﻣﺎ دام اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷول ﻗد أرﻓق‬
‫ﺑﺎﻹﻧذار اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ﻠﯾن اﻷﺧﯾ رﯾن ‪ ،‬وأﻋطﯾ ت ﻟﻠﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﻣﮭﻠ ﺔ‬
‫ﻟﻼﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟطوﻋﻲ واﻹﺟﺑﺎري أم ﻻ ؟ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻧظري اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟذي ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 160‬و ‪ 161‬ﯾﻐﻧﻲ ﻋ ن‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻣ ﺎ دام ﻗ د أﻧ ذر اﻟﻣﺣﻛ وم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑ ﺎﻷداء ‪ ،‬وﻟﻛ ن ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻋ دم‬
‫اﻹﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻘط ‪ ،‬أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻹﺳ ﺗﺋﻧﺎف وﺗﺄﯾﯾ د اﻷﻣ ر ﺑ ﺎﻷداء ﻓﺈﻧ ﮫ ﻻﺑ د ﻣ ن ﺳ ﻠوك‬
‫ﻣﺳطرة اﻟﻔﺻﻠﯾن ‪ 433‬و‪ 440‬ﻣن ق م م ﻟﻛون اﻟذي ﯾﻧﻔذ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﺣﺎﻟ ﺔ ھ و اﻟﻘ رار‬
‫اﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ وﻟﯾس اﻷﻣر اﻹﺑﺗداﺋﻲ‪.‬‬

‫وﻧﺗﺳﺎءل ﻓﻲ آﺧر ھذا اﻟﻣﺣور ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﺟﺎﺋز ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛ م اﻟﻣ راد ﺗﻧﻔﯾ ذه إﻟ ﻰ‬
‫ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن أﺟل ﺗﺣرﯾك آﺟﺎل اﻟطﻌن‪.‬‬

‫ﻟﺳﺎن اﻟﺣﺎل ﯾﻘول ﺑﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ذﻟ ك ﻷن اﻟﺣﻛ م ﻏﺎﻟﺑ ﺎ ﻻ ﯾﺻ ل إﻟ ﻰ ﻣرﺣﻠ ﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾ ذ إﻻ‬
‫ﺑﻌد ﺻﯾرورﺗﮫ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬واﻧﺗﮭﺎؤه ﯾﻌﻧﻲ اﻧﺗﮭﺎء ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ‪.‬‬

‫ﻟﻛن ﻣﺎ اﻟﺣﻛم إذا ﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل وﻟم ﺗﻧﺗﮫ ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑﻌد؟‪ .‬أﻻ‬
‫ﯾﺟوز ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌذر ﺗﺑﻠﯾﻐﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﮫ؟ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫ﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم ﺗﻌﺗﺑ ر اﻟوﺛﯾﻘ ﺔ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﮫ ‪ ،‬وﻗد درج اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻋﺗﺑ ﺎر ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم اﻟﻣرﺟ ﻊ اﻷﺳﺎﺳ ﻲ ﻹﺛﺑ ﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻣﻘ ررا أن ﻣ ﺎ ﯾﻌﺗ د ﺑ ﮫ‬

‫‪56‬‬
‫ﻹﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ھﻲ ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم اﻟﻣﻧﺻ وص ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻔﺻ ل ‪39‬ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛ ن ﺗﻌوﯾﺿ ﮭﺎ ﺑﺄﯾ ﺔ وﺛﯾﻘ ﺔ أﺧ رى ﺣﺗ ﻰ وﻟ و ﻛﺎﻧ ت ﺷ ﮭﺎدة‬
‫رﺳﻣﯾﺔ ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن طرف رﺋﯾس ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺗﺑث واﻗﻌﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم‪.‬‬

‫وﺗﻌﺗﺑر ﺷﮭﺎدة اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑذﻟك ورﻗﺔ رﺳﻣﯾﺔ وﻟﮭﺎ ﺣﺟﯾﺔ ﺛﺑوﺗﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز إﺛﺑﺎت ﻋﻛﺳﮭﺎ إﻻ‬
‫ﻋن طرﯾق اﻟطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟزور ‪ ،‬وھ ذه اﻟﺣﺟﯾ ﺔ ﺗﻛ ون ﻓﻘ ط ﻟﻣ ﺎ ﯾﻘ وم ﺑ ﮫ ﻋ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻛﺄن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻛﺷط أو ﻣﺣو أو ﺣﺷ و ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻟﺗﺻ رﯾﺣﺎت اﻟﺗ ﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎھ ﺎ أﺛﻧ ﺎء اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ‬
‫ﻓﮭ ﻲ ﺗﺑﻘ ﻰ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺳ ؤوﻟﯾﺔ ﺻ ﺎﺣﺑﮭﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺈذا وﺟ د ﻋ ون اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﺷﺧﺻ ﺎ ادﻋ ﻰ أﻧ ﮫ ھ و‬
‫اﻟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر أو أﻧ ﮫ ذا ﺻ ﻔﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺳ ﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﺈن اﻟﻌ ون ﯾﻛﺗﻔ ﻲ ﺑﺗﺳ ﺟﯾل ﺗﻠ ك‬
‫اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ وﻻ ﯾﻠزم ﻓﻲ ھ ذه اﻟﺣﺎﻟ ﺔ اﻟطﻌ ن ﺑ ﺎﻟزور ﻻﺛﺑ ﺎت‬
‫ﻋﻛس ﺗﻠك اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت ‪ ،‬ﺑل ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﻋﻛﺳﮭﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت وذﻟك ﺑﺎﻟطﻌن‬
‫ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.34‬‬

‫وﻟم ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﮭذه اﻟﻣﺳطرة ‪ ،‬ﺑل ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧص‬
‫ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﺻل ‪49‬ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬وﻗد ﻛرس اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗوﺟ ﮫ ﺑﺈﻋﻣﺎﻟ ﮫ ﻟﻘﺎﻋ دة (‬
‫ﻻﺑطﻼن ﺑدون ﺿرر )ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗراراﺗﮫ وﺳﺎر ﻓﻲ اﺗﺟﺎه أن ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟ ﯾس‬
‫ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ إﺛﺎرﺗﮫ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑ ل ﻻﺑ د ﻣ ن إﺛﺎرﺗ ﮫ‬
‫ﻣﻣن ﻟﮫ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ذﻟك وﻗﺑل ﻛل دﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﺟوھر‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠطرﯾﻘ ﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣ دة ﻟﻠطﻌ ن ﻓ ﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻓ ﺈن اﻟﻣﺷ رع اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﻻ ﯾﻣﻧ ﻊ ﺗﻘ دﯾم‬


‫دﻋوى أﺻﻠﯾﺔ ﻹﺑطﺎل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟ ذي ﻧ ص ﻓ ﻲ اﻟﻔﺻ ل ‪460‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز طﻠب ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ طرق اﻟطﻌن اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫‪ ،‬وﻧﻼﺣ ظ ﺑ ﺄن اﻻﺟﺗﮭ ﺎد اﻟﻘﺿ ﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑ ﻲ ﯾﺳ ﯾر ﻓ ﻲ ﻧﻔ س اﻟﻣﻧﺣ ﻰ ‪ ،‬إذ أن أﻏﻠ ب‬
‫اﻻﺟﺗﮭ ﺎدات اﻟﺻ ﺎدرة ﻓ ﻲ اﻟﻣوﺿ وع ﺗﺳ ﯾر ﻓ ﻲ اﺗﺟ ﺎه رﻓ ض أو ﻋ دم ﻗﺑ ول اﻟ دﻋوى‬
‫اﻷﺻ ﻠﯾﺔ ﻟ ﺑطﻼن ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م ‪ ،‬وھ ذا ﻣ ﺎ أﻛ ده اﻟﻣﺟﻠ س اﻷﻋﻠ ﻰ ﻓ ﻲ ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن‬
‫اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﻛ ﺎﻟﻘرار ﻋ دد ‪1556‬اﻟ ذي ﺟ ﺎء ﻓﯾ ﮫ أﻧ ﮫ ﻋﻧ دﻣﺎ‬
‫‪ - 34‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 48‬ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ﯾﻧ ﺎزع اﻟﻣﺳ ﺗﺄﻧف ﻓ ﻲ ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻟﺣﻛ م اﻻﺑﺗ داﺋﻲ ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﻣﺣﻛﻣ ﺔ اﻻﺳ ﺗﺋﻧﺎف ھ ﻲ اﻟﺗ ﻲ ﻟﮭ ﺎ‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺑت ﻓﻲ ھذا اﻟ دﻓﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺿ وء ﺷ ﮭﺎدة اﻟﺗﺳ ﻠﯾم اﻟﺗ ﻲ ﯾﻘ ﻊ اﻹدﻻء ﺑﮭ ﺎ أو ﯾﻘ ﻊ‬
‫اﻟرﺟوع ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻠف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪...‬‬

‫وﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إذا ﻛ ﺎن ﻧﺎﺗﺟ ﺎ ﻋ ن ﻋ دم اﺣﺗ رام اﻷﺟ ل اﻟﻔﺎﺻ ل ﺑ ﯾن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗوﺻل ﺑﺎﻻﺳﺗدﻋﺎء وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑ ﺎﻷﻣر إذا ﺣﺿ ر ﻓ ﻲ اﻟﺟﻠﺳ ﺔ‬
‫ﺳﻘط ﺣﻘﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺗﻣﺳ ك ﺑ ﺎﻟﺑطﻼن وﻻ ﯾﺑﻘ ﻰ ﻟ ﮫ ﺳ وى طﻠ ب ﻣﮭﻠ ﺔ ﻹﻋ داد اﻟ دﻓﺎع ﺗﺣ ت‬
‫طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼن ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إذا رﻓﺿت ﻣﻧﺣﮫ ﺗﻠك اﻟﻣﮭﻠﺔ ‪ ،‬وﯾﻌﺗد ﺑﮭذا اﻟﺣﺿور ﺣﺗ ﻰ‬
‫وﻟو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳ طرة اﻟﻛﺗﺎﺑﯾ ﺔ وإن ﻟ م ﯾ دل ﺑﺎﻟﻣ ذﻛرة أو أي طﻠ ب ﻓﯾﺳ ﻘط‬
‫ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.35‬‬

‫أﻣ ﺎ إذا ﺗ م اﻟﺗﺑﻠﯾ ﻎ ﻟﻔﺎﻗ د اﻷھﻠﯾ ﺔ أو ﻧﺎﻗﺻ ﮭﺎ ‪ ،‬أو ﺑﻠ ﻎ اﻟﺷ ﺧص اﻟﻣﻌﻧ وي ﻋ ن طرﯾ ق‬
‫ﺷﺧص ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻣﺛﻼ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ﺎ ﻟ ﮫ ﻓ ﺈن اﻟﺣﺿ ور ﻓ ﻲ اﻟﺟﻠﺳ ﺔ ﻻ ﯾزﯾ ل اﻟﻌﯾ ب اﻟﻼﺣ ق‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﺣﺗﻰ وﻟ و ﺗ م اﻟﺣﺿ ور ﺑﺎﻟﺟﻠﺳ ﺔ ﻷن ﻓ ﻲ ذﻟ ك ﺧ رق‬
‫ﻟﻘﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ‪516‬ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﺣﻛﺎم واﻹﻧذارات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺳﺟﯾل دﻋوى داﺧل‬
‫أﺟل ﻣﻌﯾن ‪ ،‬ﻓﺈن ﺣق اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺑطﻼن ﯾﺳﻘط إذا ﺑﺎدر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر إﻟ ﻰ اﻟطﻌ ن ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺣﻛم أو ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋوى داﺧل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد‬
‫‪3424‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪" ،14/04/99‬أﻧﮫ ﻻ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠطﺎﻋﻧﺔ ﻟﻠﺗﻣﺳك ﺑﺑطﻼن ﺣﻛ م ﺗ م إﻟﯾﮭ ﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻏﯾر ﻋﻧواﻧﮭﺎ ﻣﺎداﻣت ﻗد ﻣﺎرﺳت ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺧﻼل اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﺑذﻟك ﻟ م‬
‫ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ أي ﺿرر"‪...‬‬

‫‪ - 35‬ﻣﺟﻠﺔ اﻹﺷﻌﺎع ﻋدد ‪ 20‬ﺑﺣث اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد ﷲ اﻟﻌﯾدوﻧﻲ ﻓﻲ إﺑطﺎل ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﻣد ﻋﻠﻰ إﻋﻣﺎل ﻣﺑدأ اﻟظﻧﻲ‬
‫ﻋوض اﻟﯾﻘﯾﻧﯾﻲ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 37‬ﻣن ق م م ﺣﯾث ﺳﺎوى ﺑﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻟﻠﺷﺧص‬
‫ﻧﻔﺳﮫ إو أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺣددھم دون أن ﯾﺷﺗرط ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻋدم إﻧﺟﺎز اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪،‬‬
‫ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻓق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﯾﻌرف ﻋدﯾد اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻣن ﻗﺑﯾل‬
‫ﻏﻣوض ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺣﺗﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﻌدة ﺗﺄوﯾﻼت ‪ ،‬ھﻧﺎك ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى‬
‫ﺳﻠوك ﺑﻌض اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ھﯾﺋﺔ اﻻﻋوان‬
‫اﻟﻘﺿﻠﺋﯾﯾن‪،‬واﻟﺗﻲ ﺑﺎت ﻣن اﻟﻼزم ﻟﻘﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﮭذا اﻹﺟراء‪ ،‬ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن‬
‫ﺑﺎﻷﻣر اﻟذﯾن ﻻﯾدﺧرون ﺟﮭدا ﻓﻲ إﺑطﺎل وﺗﺄﺧﯾر ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌطﯾل‬
‫دورھﺎ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫‪ -1‬ذ‪.‬ﻣﺣﻣد ﻓﻘﯾر‪ :‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫‪ -2‬ذ‪.‬ﺣﺳن اﻟﺑﻛري‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬

‫‪ -3‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗرارات اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‬

‫‪ -4‬ذ‪.‬ﺣﺳن اﻟﯾﻘﯾن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﻘﮭﺎ وﻗﺿﺎء‬

‫‪ -5‬إﺑراھﯾم ﺑﺣﻣﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‬

‫‪ -6‬اﻟطﯾب ﺑرادة‪ :‬اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ‬

‫‪ -7‬أﺣﻣد أﺑو اﻟوﻓﺎ‪ :‬اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪ -8‬ﻣﺣﻣ د ﻟطﻔ ﻲ‪ :‬ﺑﺣ ث ﺗﺣ ت ﻋﻧ وان"ﺗﺑﻠﯾ ﻎ اﻷﺣﻛ ﺎم اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ﺔ وﺿ رورة‬


‫ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠب"‬

‫‪ -9‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟطﺎﻟب ‪ :‬اﻟﺷرح اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ طﺑﻌﺔ اﺑرﯾل ‪2013‬‬

‫‪ -10‬ذ‪.‬أﺣﻣد اﻟﻧوﯾﺿﻲ‪ :‬ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ وإﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري‪.‬‬

‫‪ -11‬ﻣﺟﻠ ﺔ اﻹﺷ ﻌﺎع ﻋ دد ‪ 20‬ﺑﺣ ث اﻷﺳ ﺗﺎذ ﻋﺑ د ﷲ اﻟﻌﯾ دوﻧﻲ ﻓ ﻲ إﺑط ﺎل ﻣﺳ طرة‬
‫اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪ -12‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد ‪ 48‬ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﮭرس‪:‬‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺑﯾﺎن أھﻣﯾﺗﮫ وأھداﻓﮫ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وأھﻣﯾﺗﮫ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط وأھداف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬أھداف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬طرق وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬طرق اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‬

‫اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣؤھﻠﺔ ﻟﺗﺳﻠم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﺗوﻗﯾﺗﮫ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﺗﺄﺛﯾرھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣدﻧﻲ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳطرة اﻟطﻌن‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋﻠﻰ إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺑطﻼن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻧﺗﺎﺋﺟﮫ‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫اﻟﻔﮭرس‬

‫‪62‬‬
63

You might also like