Professional Documents
Culture Documents
12203520
12203520
األزهـر الشــريف
هيئة كبار العلماء
األمانة العامة هليئة كبار العلماء
البيان األول للناس
عن بعض األحكام الشرعية املتعلقة بنازلة انتشار وباء كورونا
الةُوالسالمُعىلُرسولُاهللُوعىلُآلهُوصحبهُ،ومنُواالهُ،وبعد؛ُ
َّ هللُ،والص
َّ احلمدُُ
فانطـالقا مـن الواجـب الدِّ يني ا َّلذي ع َّلقـه اهلل تعـاىل يف رقاب أهـل العلـم بقــوله
-سبحانه!َ ...« -ل ُت َب ِّينُنَّ ُه لِلن ِ
َّاس َو ََل َت ْكت ُُمو َن ُه »...ونظرا ملا َّ
حل بالبالد والعباد من هذا الوباء
اخلطري «فريوس كورونا -كوفيد ،»19بحسب تقارير اجلهات املسئولة ،وا َّلذي اضطربت
تبِّي فإن هيئة كبار العلامء -انطالقا من مسؤوليتها َّ
الَّشع َّيةِّ - معه أفكار النَّاس وسلوك َّياهتمَّ ،
للنَّاس هذا البيان:
مقــدِّمــــة:
أحكامها حول حفظ مقاصدَ
ُ أن َّ
الَّشيعة اإلسالم َّية تدور املقرر لدى الفقهاء َّ
من َّ
َّفس، وتسمى َّ
بالَّضور َّيات اخلمس ،وهي :الن ُ َّ مخسة ،هي َّأمهات ِّ
لكل األحكام الفرع َّية،
ينَ ،والن َّْس ُلَ ،وا ْمل ُالَ ،وا ْل َع ْق ُل.
والدِّ ُ
السليمة يتَّفقون عىل حفظها وصيانتها .وممَّا السامو َّية ،والعقول َّ وأصحاب َّ َّ
الَّشائع َّ
ِ ِ
ورد بشأن النَّفس قوله تعاىلَ ▬ :و ََل ُت ْل ُقوا بِ َأيْديك ُْم إِ َل الت َّْه ُلكَة♂ [البقرة ،]195ُ :وقول الن ِّ
َّبي
ﷺ« :ال رضر وال رضار» [ابن ماجه والدارقطني وغريمها] وغري ذلك من نصوص.
فإن بعض ما يفعله بعض النَّاس نتيجة انتشار فريوس «كورونا»
وبناء عىل ما سبق َّ
بيان يتناقض مع النُّصوص َّ
الَّشع ِّية ،ويتعارض مع القواعد الفقه َّية املق َّررة؛ ولذا وجب ُ
احلكم يف بعض املسائل ا َّلتي وقع فيها النَّاس ،ومنها:
2
ً
أول :حكم الشرع يف اجتماع الناس يف هذه الظروف من أجل الدعاء والستغفار:
ذكر اهلل تعاىل أمر حممود يف كل وقت وحال فرادى ومجاعات؛ حيث أمرنا ربنا باإلكثار
اهلل ِذك ًْرا كَث ِ ًياَ ،و َس ِّب ُحو ُه ُبك َْر ًة َو َأ ِص ًيل♂. ِ
من ذكره ،فقال تعاىلَ ▬ :يا َأ هُّيَا ا َّلذي َن آ َمنُوا ا ْذك ُُروا َ
[األحزابُ41ُ:ـ.]42
ولكن بخصوص فريوس كورونا وانتشاره فقد أفاد األطباء بأن هذا «الفريوس» ينتَّش
بسبب االختالط واالزدحام؛ لذا أصدرت احلكومات قراراهتا بمنع التجمعات والوقف
املؤقت لصالة اجلمعة واجلامعات ،ملا قد يرتتب عىل ذلك من زيادة انتشار الوباء بسبب
املخالطة والتجمع يف املكان الواحد ،وهو ما يؤ ِّدي إىل إيقاع َّ
الَّضر بالنفس وبالغري ،وقد هنى
اهلل عن كل ذلك هنيا رصحيا يف قوله تعاىلَ ▬ :و ََل ُت ْل ُقوا بِ َأيْ ِديك ُْم إِ َل ال َّت ْه ُلك َِة♂ [البقرة،]195ُ:
إضافة إىل أنه مل َيرد أمر من الَّشع باجتامع الناس عند نزول الوباء هبم من أجل الدعاء أو
االستغفار ،فقد ظهر الطاعون يف زمن اخلليفة عمر بن اخلطاب ومل يأمر الناس باالجتامع من
أجل الدعاء أو االستغفار أو الصالة؛ لرفع هذا الوباء اخلطري.
التجمعات من أجل الدُّ عاء واالستغفار رغم وجود
ُّ وكل َمن َيدعو الناس إىل مثل هذه
الناس رهبم يف بيوهتم
الَّضر املتحقق فإنه آثم ومعتد عىل رشيعة اهلل ،واملطلوب رشعا ُدعاء ُ
متَّضعِّي متذللِّي سائلِّي اهلل تعاىل العافية ورفع هذا الوباء ،وكشف البالء عنهم وعن
اجلميع.
ً ً
ثانيا :حكم نشر الشائعات أو املعلومات دون الستيثاق منها وخصوصا يف زمن األوبئة:
نَّش اإلشاعات والرتويج هلا أمر مذموم يف الَّشيعة اإلسالمية؛ ألنه عمل غري أخالقي،
ملا يستبطنه من جريمة الكذب ،ومن بلبلة الناس ،وتشكيكهم يف رضورة متاسكهم
3
وااللتفاف حول والة األمور يف مواجهة هذا الوباء ،وهو أساس القوة ألي جمتمع .وقد ن َّبه
وم ْرىض القلوب ،وتوعدهم القرآن الكريم خلطر هذه الفئة من الناس ،و َق َرهنم باملنافقِّي َ
ون ِِف ا ْْل َِدين َِة َلنُ ْغ ِر َين ََّك ون َوا َّل ِذي َن ِِف ُق ُل ِ
وِبِ ْم َم َر ٌض َوا ْْل ُ ْر ِج ُف َ مجيعا باهلالكَ ▬ :لئِ ْن ََل ْ َينْت َِه ا ْْلُنَافِ ُق َ
يها إَِل َقلِيل♂ [األحزابُ :آية ُ ،]60واملرجفون هم مروجوا الشائعات ِ ُي ِ
او ُرون ََك ف َ ِِبِ ْم ُث َّم َل ُ َ
بلغة العرص ،لذا أمر الَّشع احلنيف بحفظ اللسان ،والتأكد من الكالم وما يرتتب عليه من
مفاسد قبل نَّشه وتروجيه يف املجتمع.
وقد قال اهلل تعاىل▬ :يا َأُّيا ا َّل ِذين آمنُوا إِ ْن جاءكُم َف ِ
اس ٌق بِنَ َبإ َف َت َب َّينُوا َأ ْن ت ُِصي ُبوا َق ْو ًما َ َ ْ َ َ َ هَ
ي♂ [احلجراتُ :آية . ]6ففي هذه اآلية الكريمة أمر إهلي ُ
َاد ِم َبِجها َلة َفتُصبِحوا َع ََل ما َفع ْلتُم ن ِ
َ َ ْ ْ ُ َ َ
التسع يف
ُّ رصيح بالتثبت من الكالم عند سامعه ،والتحقق من صدق قائله؛ حتى ال ُيؤ ِّدي
ُ
احل ْكم بدون تبِّي إىل النَّدم بعد فوات األوان.
وقد عدَّ القرآن الكريم نقل الكالم بدون تثبت من شأن املنافقِّي؛ حيث يقول تعاىل
ول ْاْلَ ْم ِر ف َأ َذا ُعوا بِ ِه َو َل ْو ر هدو ُه إِ َل الرس ِ
ول َوإِ َل ُأ ِ اْلو ِ ِ
عنهمَ ▬ :وإِ َذا َجا َء ُه ْم َأ ْم ٌر م َن ْاْلَ ْم ِن َأ ِو ْ َ ْ
َّ ُ َ
ان إِ ََّل اّلل ِ َع َل ْيك ُْم َو َر ْ َ
ْح ُت ُه ََل َّت َب ْع ُت ُم َّ
الش ْي َط َ ِ ِ ِ ِ
من ُْه ْم َل َعل َم ُه ا َّلذي َن َي ْس َتنْبِ ُطو َن ُه من ُْه ْم َو َل ْو ََل َف ْض ُل َّ
َقلِ ًيل♂ [النساءُ :آية ُ . ]83ففي هذه اآلية الكريمة إنكار عىل من يبادر إىل نقل األخبار قبل
حتققها ،فيخرب هبا ويفشيها وينَّشها.
ونخلص من هذه النصوص القرآنية الرصحية إىل أنه جيب رشعا عىل كل شخص يسمع
نَّشه وتروجيه َّإال بعد التأ ُّكد من رصحته ،ر
وصدْ ق املصدَ ر الذي نقله كالما أن ال ُيبادر إىل ر
َّ
إليه ،هذا إن كان اخلرب صادقا وال يرتتب عليه رضر باألفراد أو املجتمعات ،أما إن كان اخلرب
4
كاذبا أو صادقا لكنه يرتتب عىل إشاعته رضر باألفراد أو املجتمعات فإنه ال جيوز تروجيه أو
احلديث به.
متر هبا البالد أن يرتك شأن اإلخبار بام يتعلق بأمر
والواجب يف مثل هذه الظروف التي ُّ
الوباء للجهات املختصة واملسؤولة ،فهي املنوط هبا أمر إرشاد الناس وتوعيتهم يف مثل هذه
الظروف ،وليس من حق املسلم وال غري املسلم أن ينَّش اخلوف أو الفزع بِّي الناس بحال.
***
ً
ثالثا :حكم احتكار السلع واستغالل حاجة الناس وقت الوباء والكوارث:
االحتكار هو االمتناع عن بيع سلعة أومنفعة حتى يرتفع سعرها ارتفاعا غري ُمعتاد ،مع
شدَّ ة حاجة الناس أو الدولة إليها.
واالحتكار حمرم رشعا؛ لقوله ﷺَ« :ل حيتكر إَل خاطئ» رواه مسلم ،وهو خمل
اهلل من ُه وأيام وبرئ بمقتضيات اإليامن باهلل« ،من احتكر طعاما أربعي ليل ًة فقد برئ من اهلل ِ
ُ َ َ ً َ
1 جائع فقد برئت منهم ِذ َّم ُة اهلل ِ» ( ).
ٌ امرئ ِ
أهل عرصة بات فيهم ٌ
وما يقدم عليه بعض الناس من احتكار املنتجات يف زمن األوبئة بغية حتقيق أرباح مالية
ومكاسب أخرى فهو من باب تشديد اخلناق ومضاعفة الكرب عىل الناس ،وهو أشد ُحرمة
من االحتكار يف الظروف العادية ،وإذن؛ فاحتكار األقوات واملستلزمات الطبية وكل ما متس
احلاجة إليه اآلن أشد حتريام من احتكارها يف أوقات الرخاء واألمن ،إذ فضال عام فيه من أكل
ألموال الناس بالباطل ،وإرهاق للعباد وإثارة للذعر والقلق بسبب نقص السلع وما يرتتب
عىل ذلك من اإلقبال الشديد املدفوع باخلوف من قبل الناس واملتزامن مع انتشار الوباء مما
يتيح مناخا مناسبا إلثارة الشائعات ،ولذا فإن اإلسالم يعطي للدولة احلق يف التدخل ملواجهة
السلوك االحتكاري املَّض باملجتمع وإجبار أصحابه عىل البيع بثمن املثل؛ ألن مصلحة
الناس ال تتم إال بذلك.
وتبقى ُمالحظة ،وهي أن فزع املستهلكِّي وهلعهم قد يساعد عىل طلب ما ال حاجة
هلم إليه من السلع ،رممَّا ُي َش ِّجع املحتكرين عىل رفع األسعار ،والواجب دائام هو االعتدال
وجب ،يقول عمر ريض وعدم اإلرساف يف استهالك السلع ،وهو يف حال األزمات َأوىل َ
وأ َ
اهلل عنه عندما اشتكى الناس غالء ثمن اللحم :أرخصوه .قالوا كيف نرخصه ،وهو ليس يف
أيدينا ؟ قال :اتركوه هلم.
ً
رابعا :احلكم الشرعي للحجر الصحي وخصوصا يف زمن الوباء:
جيب احلجر الصحي متى انتَّش الوباء ببلد أو عم البالد ،واألمر يف ذلك مرجعه إىل
أهل االختصاص من األطباء ،ومؤسسات الدولة املختصة ،وجيب عىل اجلميع االستجابة
لكل التدابري التي تصدر عن اجلهات الرسمية ،وأوهلا االنعزال يف املكان الذي حتدده
السلطات املختصة يف البالد ،منعا النتشار الوباء.
ومن األدلة عىل هذا احلكم الَّشعي:
-1ما رواه البخاري عن عبد الرمحن بن عوف :أن رسول اهلل ﷺ قال -عن الطاعون:-
«إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه ،وإذا وقع بأرض وأنتم ِبا ،فل خترجوا فرارا منه».
ويؤخذ من هذا احلديث رصاحة أن الوباء إذا وقع بأرض فال جيوز لفرد من أفرادها
أن خيرج منها فرارا من الوباء ،ولو كان خارجها ال جيوز له أن يدخلها؛ وذلك حتى ال ينتقل
املرض من شخص إىل آخر ،وقد تأكد هذا املعنى من حديث آخر ورد يف مسند أمحد َع ْن َأ رِب
ار َك ِم َن ْاْلَ َس ِد». ِ ول اهللر ﷺ ي ُق ُ ِ ِ
ول« :ف َّر م َن ا ْْل ْج ُذو ِم ف َر َ َ ُه َر ْي َرةََ ،ق َالَ :س رم ْع ُ
ت َر ُس َ
ومما يدهش له املتتبع للتعاليم النبوية يف باب العدوى أنه -ﷺ -منع اختالط املريض
بالصحيح حتى يف عامل احليوان ،وأنه أمر بام يشبه احلجر الصحي بِّي السليم منها واملريض،
6
فقالَ« :ل ُيورد ُُمرض عَل ُمصح» واملـُمرض صاحب اإلبل املريضة ،وا ُملصح :صاحب
اإلبل السليمة.
تعِّي طريقا للسالمة يف احلال وسببا للعافية يف املآل ومن القواعد الفقهية :أن َّ
كل ما َّ
فهو واجب رشعا وعقال.
بمرض من األمراض املعدية أن يفصح عن ٍ ُنوه إىل أنه جيب عىل ك ُِّل َمن ُأصيب
ون ِّ
ويتحمل إثم اإلرضار بالغري. مرضه ،حتى ال يتسبب يف اإلرضار باآلخرين من ر
األص َّحاء
َّ َّ
ً
خامسا :حكم خمالفة قرار ويل األمر بإغالق املساجد:
املقصد العام من تَّشيع األحكام الَّشعية هو حتقيق مصالح الناس يف العاجل
ترصف الناس فيه ،عىل ُ
وضبط ُّ واآلجل معا ،وأيضا ،فيام يقول العلامء ،حفظ نظام ال َع َاملر،
وجه يعصم من التفاسد والتهالك ،وذلك ال يكون َّإال بتحصيل املصالح ،واجتناب املفاسد.
وإذا كان حضور اجلمع واجلامعات من شعائر اإلسالم الظاهرة ،فإن حتقيق مصالح
الر ُسل ،وتَّشيع األحكام التي
الناس ،ودفع املفاسد عنهم :هو احلكمة العليا من إرسال ُّ
أرسلوا هبا مما يعني أن مصالح النَّاس ُمقدَّ مة عىل تلك الشعائر ،وإذا كانت صالة اجلمعة
رضر ُقدِّ م
فرضا من الفروض ،وصالة اجلامعة ُسنَّة عىل القول الراجح لكن يرتتَّب عىل أدائها ٌ
خوف َّ
الَّضر ،ووجب منع الناس من التجمع يف املساجد.
جتمع الناس يف
قرر ويل األمر ،بناء عىل نصائح املختصِّي وتوصياهتم ،خطورة ُّ
فإذا ما َّ
التجمع يزيد من انتشار واحد سواء كان ذلك يف املساجد أو غريها ،وأن هذا ٍ ٍ
مكان
ُّ
الفريوس ،ومنعهم من هذا التجمع ،فإنه جيب عىل اجلميع االلتزام هبذا احلظر ووقف هذا
التجمع حتى لو كان ذلك لصالة اجلمعة واجلامعات ،وذلك حتى زوال احلظر.
وال حيل ألحد خمالفة هذا القرار سواء كان ذلك بحضور عدد قليل داخل املسجد
بعد إغالقه أبوابه ،ثم يصلون اجلمعة أو اجلامعات من وراء هذه األبواب املغلقة ،أو الصالة
7
أمام املسجد ،أويف الساحات ،أو عىل أسطح البنايات ،فكل ذلك خروج رصيح عىل أوامر
اهلل وأحكامه ،وخروج عىل الَّشيعة وقواعدها التي تقرر أنه:
وعىل ذلك :فام دامت السلطات املختصة قد أصدرت قرارا باإلغالق املؤقت
للمساجد فال جتوز خمالفة هذا القرار درءا للمفاسد املرتتبة عىل املخالفة.
***
َ َ ً
سادسا :هل جيوز تعجيل الزكاة قبل موعد وجوبها لسنة أو لسنتني ملواجهة آثار
انتشار الفريوس ،ولتحقيق التكافل بني أفراد اجملتمع؟
يؤيد اإلسالم مبدأ التكافل االجتامعي بكل صوره وأشكاله ،وإذا كان يؤيده يف
األوقات العادية فإنه يفرضه فرضا يف أوقات األزمات واجلوائح والطواريء والظروف
احلرجة التي يكون الناس فيها أحوج إىل التعاون والتكافل حتى يصلوا إىل بر األمان.
ولعل من أبرز صور التكافل الصدقة والزكاة ،ورعاية املتَّضرين ،واألرامل،
واملساكِّي ،وال ُع َّـامل املتَّضرين من انتشار هذا الوباء ،وأيضا الوقوف يف وجه املحتكرين
واملستغلِّي.
وتؤكِّد هيئة العلامء عىل وجوب مساعدة املحتاجِّي من أصحاب األعامل اليدوية
الذين يكتسبون أرزاقهم يوما بيوم ،والذين هم يف َأ َم ِّس احلاجة إىل َمن ُيساعدهم بإيصال
التعرف بعض األغذية ،ومواد اإلعاشة َّ
الَّضورية هلم ،وهؤالء املحتاجون معروفون ويسهل ُّ
8
عليهم وبخاصة يف ال ُقرى واألرياف .وح َّبذا لو ركَّزت اجلمع َّيات األهلية نشاطها يف هذه
اخلدمات التي يوجبها الَّشع والعقل واملروءة اإلنسانية يف هذه الظروف.
كام جتب مساعدة أصحاب األمراض املزمنة وكبار السن ممن ال يستطيعون أن َي رص ُلوا
وإما من أموال الزَّ كاة ،وال فرق يف
َّربعاتَّ ،
الصدقات والت ُّ
إىل ما حيتاجون إليهَّ ،إما من أموال َّ
ذلك بِّي مسلم أو غري مسلم ما دام حمتاجا وخصوصا يف مثل هذه الظروف.
ومذهب اجلمهور أنه جيوز تعجيل الزَّ كاة وإخراجها مقدَّ ما عىل موعد استحقاقها
بسن ٍَة أو سنتِّي ،وهو ما متس احلاجة إىل الفتوى به اآلن ،ومما يدل عىل جواز ذلك ما رواه أبو
َ
داود وغريه من استئذان العباس بن عبداملطلب للنبي ﷺ يف تعجيل صدقته -أي إخراج
زكاته قبل موعدها -فأذن له.
ومن ثم فإن ما نطمئن إليه هو أن تعجيل إخراج زكاة املال من اآلن قبل موعدها
مراعاة ملصلحةالفقراء واملحتاجِّي ،وهو أمر مستحب رشعا يف هذه األيام التي جيتاح فيها
تَّضر كثري من املحتاجِّي والفقراء ،ومراعاة هؤالء
وباء كورونا «كوفيد »19-العامل وقد َّ
وسد حاجتهم من أعىل مقاصد الَّشيعةَّ ..أما زكاة الفطر فإخراجها ابتداء من اليوم األول يف
رمضان وانتهاء بآخر يوم فيه.
***
نسأل اهلل عز وجل أن حيفظ مصر وأهلها وأن يرفع الوباء والبالء عن اإلنسانية كلها.