Professional Documents
Culture Documents
- الصوت و المعنى في اللغة العربية - Facebook -
- الصوت و المعنى في اللغة العربية - Facebook -
Iscriviti
E-mail o telefono
Accedi
ﻻ ﺷك ﻓﻲ أن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﻣﯾزات ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻛﺛﯾرة ؛ وﻟوﻻ ذﻟك ﻟﻣﺎ اﺧﺗﺎرھﺎ اﻟﺧﺎﻟﻖ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﻋﺎ ًء ﻟﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻌزﯾز ،وﻟﻣﺎ اﺧﺗﺎر اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ Documenti in
أھﻠﮭﺎ ﻟﺣﻣل ھذھﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ؛ ﻓﮭﻲ ﻟﻐﺔ واﺳﻌﺔ ﯾﻔوق ﻋدد ﻣﻔرداﺗﮭﺎ ،ﻣن أﺳﻣﺎء وأﻓﻌﺎل وﺣروف ،وﻣﺷﺗﻘﺎت وﻧﺣوت أﯾﺔ ﻟﻐﺔ
ﻣن ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟم ،وھﻲ ﻟﻐﺔ راﻗﯾﺔ ﺗﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻋدة ،وﺗﻌﺑﯾرات ﻛﺛﯾرة ،ودﻻﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ . ?Vuoi iscriverti a Facebook
Modifiche recenti
ﻟﻘد ﻣﻛﻧت ھذه اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻷھﻠﮭﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ؛ ﻓﺟﺎء اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﺗﻣﯾزا ﻋن ﺷﻌر اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى ،ذﻟك أن Iscriviti
Salah Taha
ھذه اﻟﻠﻐﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎب أﻛﺛر اﻟﺻور اﻟﻔﻧﯾﺔ رﻗﯾﺎ ،أو اﻣﺗدادا ،ﺑﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﮫ ﻣن ﺗﻣﺎﯾز ﻓﻲ اﻟدﻻﻻت ،واﻗﺗدار ﻋﻠﻰ اﻹﯾﺣﺎء ، Richiesta creata circa 8 anni fa
وﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﮫ ﺻوت اﻟﺣرف اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻣوﺳﯾﻘﺎ ﺧﻔﯾﺔ ،ﺗﺿﯾف إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺗﺟﻠﯾﺎت وإﯾﺣﺎءات ﺗﺷﻲ ﺑﻌظﻣﺔ ھذه اﻟﻠﻐﺔ
ورﺷﺎﻗﺗﮭﺎ ،وﻋﺑﻘرﯾﺗﮭﺎ .
وﻻ ﺗﻧﺣﺻر ﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وإﺷراﻗﺎﺗﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرت ﻓﺣﺳب .ﺑل ﺗﺗﻌداه إﻟﻰ اﻣﺗﻼﻛﮭﺎ ﻗوة اﻟﺗﺄﺛﯾر ؛ ﻓﻛم ﻣن ﻋظﯾم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻌرب ﺻرﻋﺗﮫ ﻛﻠﻣﺔ ،أو أﻗﻌده ﻋن ﻓﻌل ﺟﻠل ﺑﯾت ﺷﻌر أﺟ ّل ،أو ﻗﻠﺑت ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺣﻛﻣﺔ أو ﻣﺛل ﻣﺻﺎغ ﺻـوﻏﺎ ﻣﺣﻛﻣـﺎ .وأﻛﺑر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ
ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﮫ ﻛﺗﺎب ﷲ ﻋز وﺟل ﻣن ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎ ـ ﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻛﺎﻣل ﺑﺄﻧﮫ ﻛﻼم ﷲ اﻟذي ﻻ ﯾﺄﺗﯾﮫ اﻟﺑﺎطل ﻣن
ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ وﻻ ﻣن ﺧﻠﻔﮫ وﺑﺄن ﷲ ﻋز وﺟل ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ أن ﯾﺿﻣن ﻟﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻌظﯾم ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻏﯾر رﺻﺎﻧﺔ اﻟﻠﻐﺔ وﻋﺑﻘرﯾﺔ اﻟﺑﯾﺎن ـ
ﺑﯾد أﻧﮫ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎطب اﻟﻌرب ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﻧوﻧﮭﺎ وﯾﺣﺳون ﺑﮭﺎ ،ﻓﺗﺑﺎرك ﷲ أﺣﺳن اﻟﺧﺎﻟﻘﯾـن .
ﺗﻣﮭﯾــــدﻗﺑل أن ﻧﻠﺞ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ،ﻻ ﺑد ﻣن إﯾﺿﺎح ﻣﮭم ،وھو أن ﺑﻌض اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧرى ﺗﺣﻣل ﺑﻌض ﺳﻣـﺎت اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ،أو
ﺗﻘﺗرب ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌـض ﺳﻣﺎﺗﮭﺎ ،ﻟﻛنّ أﯾﺎ ﻣن ھذه اﻟﻠﻐﺎت ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﺣﻣل ﻛل ﺳﻣﺎت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻻ ﻗرﯾﺑﺎ ﻣﻧﮭﺎ .ﺗﻠك ﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺟب
أن ﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﻛون ﻣوﺿوﻋﯾﯾن وأﻗرب إﻟﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻣﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺎطﻔﺔ ،واﻻﻧﺣﯾﺎز ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺳوب .
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻠﻐﺎت ـ وإن ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻔﺎوت ـ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ داﺧﻠﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺻوت واﻟﻣﻌﻧﻰ
،وأﺿرب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺛﺎﻻ ﻣن اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،ﺛم أﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣن ذﻟك ﻛﻠﻣﺔ ) ، ( WISPERاﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ) ﯾﮭﻣس ( ،
ﻓﮭذه اﻟﻛﻠﻣـﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺗﺣﻣل ﻓﻲ داﺧﻠﮭﺎ ﺟزءا ﻣﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻻﺷﺗﻣﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﺣرف
اﻟﮭﻣـس ؛ وﺑﺷﻛــل ﻋـﺎﻣﺛﻣـــﺔ اﺗﻔــﺎق ﺑﯾن اﻟﺻوت واﻟﻣﻌﻧﻰ .وﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ ) ( DAMAGEﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ) ﯾﺣطم (
ھﻧﺎك ﺗواؤم ﺑﯾن اﻟﺻـوت واﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ،ﺣﯾث أن اﻟﺗﺣطﯾم ﻛﻠﻣﺔ ﻗﺎﺳﯾﺔ ،ﯾﻔﺗرض أن ﺗﻛـون اﻷﺣـرف اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﻓﯾﮭـﺎ ﺷﻲء
ﻣن اﻟﻐﻠظﺔ أو اﻟﺣـدة ،وﻗد ﻻﺣظﻧﺎ أن ذﻟك ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻔردات اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾـزﯾﺔ ﻣﺗوﻓر ،وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧرى
.
وﻣﻊ وﺟود ﻣﺛل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺻوت واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ﻟﻐﺎت أﺧرى ﻏﯾر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ زاﺧرة ﺑﮭذه اﻟﻌﻼﻗﺎت أﻛﺛر
ﻣن أﯾﺔ ﻟﻐﺔ أﺧرى وﺳوف ﯾﺑﯾن ھذا اﻟﺑﺣث ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذھﺑﻧﺎ إﻟﯾﮫ .
ﺗﺟرﺑﺔ ﺻوﺗﯾﺔﻗﺎم أﺣد اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻷردن ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1983ﺑﺈﺟراء اﺧﺗﺑﺎر ﻟﻌدد ﻣن طﻠﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋدادﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزﯾن ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻓﻘدم
ﻟﮭم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔردات اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻣروا ﺑﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل ،وطﻠب ﻣﻧﮭم ﺗوﻗـﻊ ﻣﻌﻧﺎھﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﺟﺎح ﻣﺑﮭرة ؛ ﺣﯾن اﺳﺗطﺎع
12%ﻣن اﻟطﻠﺑﺔ ﺗﺧﻣﯾن ﻣﻌﻧﻰ ﺗﺳﻊ ﻣن ﻋﺷر ﻛﻠﻣﺎت ،و %64ﻣﻧﮭم ﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗﺧﻣﯾن ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺛﻣﺎﻧﻲ ﻛﻠﻣﺎت ﻣن أﺻل ﻋﺷر ﻛﻠﻣﺎت .
وﺗﻣﻛن اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻣن ﺗﺧﻣﯾن ﻣﺎ ﺑﯾن ﺛﻼث إﻟﻰ ﺳﺑﻊ ﻛﻠﻣﺎت .وﻛﺎﻧت اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺿﻣن ﺟﻣل ﻻ ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ إﯾﺣﺎ ًء ﻣﺑﺎﺷرا ،
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷﮭورة " ﻣﺎﻟﻲ أراﻛم ﺗﻛﺄﻛﺄﺗم ﻋﻠﻲ ﻛﺗﻛﺄﻛﺋﻛم ﻋﻠﻰ ذي ﺟﻧﺔ ؟ اﻓرﻧﻘﻌوا ﻋﻧﻲ . " ..ﻛذﻟك ،ﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن
اﻟﺗﺧﻣﯾن ،ﻟم ﯾﻛن ﺑﻣﺳﺗوى اﻟدﻗﺔ ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻧد ﺟﻣﯾﻊ اﻟطﻠﺑـﺔ ،ﺑﯾد أن ﻣﻌظﻣﮭم اﻗﺗرﺑوا ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﯾﻘﺑﻠﮫ اﻟﻣﻌﻠم ﻣن طﺎﻟﺑﮫ
ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻣﻌﺗﺎدة .واﻟﻛﻠﻣـﺎت ھﻲ ) :ﺗﻛﺄﻛﺄ ،اﻓرﻧﻘﻊ ،اﺳﺗﺷﺎط ،ﺷﺣوب ،ﺟﻠﺟل ،أﺟش ،اﺻطكّ ،اﻟﻐﻠس ،ھﺟﻊ ،ھﺟس (
.وھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب ،دﻟﯾل ﻗوي ﻋﻠﻰ ﻣدى ارﺗﺑﺎط اﻟﺻوت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺳﮭل ﻓﮭم اﻟﺳﯾﺎق
اﻟﻠﻐوي ،وﯾزﯾد ﻣن إﺣﺳﺎس اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻟوﺟداﻧﻲ ﻟدﯾﮫ .ﻓﻠﯾس ﻣن ﺷك ﻓﻲ أن اﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر واﻹﺑداع أﻛﺛر ﻣن أﯾﺔ ﻟﻐﺔ أﺧرى .
اﻟﺗدرج واﻹﯾﺣﺎء اﻟﺻوﺗﯾﺗﺗﻣﯾز اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﺗدرج ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺿﻣن إطﺎر ﺻوﺗﻲ واﺣد وﺗﻧﺎﻏم ﻣوﺳﯾﻘﻲ أﺻﯾل ،وذﻟك واﺿﺢ
رﻣس )
َ ﻓﻲ ﺻﻌود اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن اﻟﺿﻌف إﻟﻰ اﻟﻘوة ،أو ﻣن اﻟﺳﻛون إﻟﻰ اﻟﺣرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾـﺔ } :ھﺟس ،ﺣدس ،ﺧرس ،
اﻟﺧﺑر /ﻛﺗﻣﮫ ( ،ھﻣس ،ﻧﺑس… { ،وھذا ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﺧرى ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣرف واﻟﻛﻠﻣﺔ .ﻛذﻟك إذا اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ
إﻟﻰ إﯾﻘﺎع ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﮭﯾﺔ ﺑﺣرف اﻟﻌﯾن ،وﺟدﻧﺎھﺎ ﺗﻌﺑر أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وﺗوﺣﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ﺑﺎﻟﻘﺳوة واﻟﺷدة واﻟﺑﺄس ﻣن ﻣﺛل :
} ﻗﻠﻊ ،ھﻠﻊ ،ﻓزع ،ﻗﻣﻊ ،ﺻﻔﻊ ،وﺟﻊ ،ﺑﻠﻊ ،ﺟرع ،ﺧﻠﻊ ،ﻓﺟﻊ ،ﻗﺑﻊ ،ﻣﻧﻊ ،ﻗطﻊ ،دﻣﻊ ،ﻓظﻊ… { .
أﺻوات وﻣﻌﺎن
وﻧﺟر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﯾﺎﺳﺎ
ِ ﻟﻧﺳﺗﻌرض ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت ،
ْ وإﻣﻌﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺻوت و اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ،
وﻧﻧظر اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ :ﻣﺛﻼ :ﻛﻠﻣﺔ ) ﺧرﯾر ( :أﻓﻼ ﯾﺣس اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻟﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﺄن ﺻوت ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺎء ﯾﺷﺑﮫ ﺻوت ھذه اﻟﻛﻠﻣﺔ . ْ ﺣﺳﯾﺎ ،
وﻛﻠﻣﺔ ) ھدﯾل ( ،أﻻ ﯾﺣس اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻟﮭذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻧﺳﺟم ﻣﻊ ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﻣن ﺑﺎﺑﯾن ،أوﻟﮭﻣﺎ :اﻟﺻوت اﻟذي ﺗﺻـدره اﻟﺣﻣﺎﻣﺔ
وﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺻوت اﻟﻛﻠﻣﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﮭـﻣﺎ :رﻗﺔ اﻟﻛﻠﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺣرف ھﻣس ) اﻟﮭﺎء ( ،وﺣرﻓﯾن رﻗﯾﻘﯾن ھﻣﺎ اﻟﻼم واﻟدال ،
وﺣرف ﻣد ھو اﻟﯾﺎء .ھل ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﺑل اﻷذن ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى ﻟوﺻف ﺻوت اﻟﺣﻣﺎﻣﺔ ،ﻣﺛل ) ﺿﺟﯾﺞ ( ﻣﺛﻼ .وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻠﻧﻘس
اﻷﺻوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﻣوج :ھدﯾر ـ اﻟﻘرد :زﻗﺎح ـ أوراق اﻟﺷﺟر :ﺣﻔﯾف ـ اﻟﺛﻌﺑﺎن :ﻓﺣﯾﺢ ـ اﻟﺳﯾوف :ﺻﻠﯾل ـ اﻟﺧﯾل :ﺻﮭﯾل ـ
اﻟﺿﻔﺎدع :ﻧﻘﯾﻖ ـ اﻟﺑﻘر :ﺧوار ـ اﻹﺑل :رﻏﺎء ـ اﻟﻣﺎﺷﯾـﺔ :ﺛﻐﺎء ـﺎﻟﺣﻣﺎر :ﻧﮭﯾﻖ ـ اﻟﻛﻠب ﻧﺑﺎح ـ اﻟذﺋب :ﻋواء ـ اﻷﺑواب :ﺻرﯾر ـ
اﻟﻘطﺔ :ﻣواء ـ اﻷﺳد واﻟﻧﻣر :زﺋﯾر ـ اﻟدﯾك :ﺻﯾﺎح ـ اﻟﺑوم :ﻧﻌﯾﻖ ـ اﻟﻐراب :ﻧﻌﯾب { .وﻓﻲ اﻟﺻوﺗﯾن اﻷﺧﯾرﯾن أﻻ ﯾُﻼﺣـظ ﺑﺄن
اﻟﻛﻠﻣﺗﯾـن ﻗرﯾﺑﺗﯾـن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻠﻔظ ) ،ﺟﻧﺎس ﻧﺎﻗص ( وأﻧﮫ ﻟو ﺟردﻧﺎھﻣﺎ ﻛﻠﺗﯾﮭﻣـﺎ ﻣن اﻟﺣرف اﻷﺧﯾر ﻟﺻﺎرﺗـﺎ ﻛﻠﻣـﺔ واﺣدة ھـﻲ ) ﻧﻌﻲ
( ،وأن ھذه اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣوت ،ﺛم ﻟو ﻋدﻧﺎ ﻗﻠﯾﻼ إﻟﻰ ﺻورة اﻟﺑوﻣﺔ واﻟﻐراب ﻓﻲ ﺗراث اﻟﻌرب ﻗﺑل اﻹﺳﻼم ،وﻋرﻓﻧﺎ ارﺗﺑﺎط
ھذﯾن اﻟطﯾرﯾن ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌرب ﺑﺎﻟﺗﺷﺎؤم ) ...وﺑذاك ﺗﻧﻌﺎب اﻟﻐراب اﻷﺳود ( /اﻟﻧﺎﺑﻐﺔ اﻟذﺑﯾﺎﻧﻲ ؛ ﻟﻌرﻓﻧﺎ ﻛﯾف ﺗﻛوﻧت ھﺎﺗﺎن اﻟﻛﻠﻣﺗـﺎن
.
إن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ دون ﻏﯾرھﺎ ـ ﻛﻣﺎ أﺗﺻور ـ ﺗﺗﻔرد ﺑﮭذه اﻟﻐزارة ﻓﻲ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﺻوت واﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﺑﺄن ﻋﻠم اﻟﺻوﺗﯾﺎت اﻟﺣدﯾث
ﯾﺟب أن ﯾﺄﺧذ ﻣداه ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن أﯾﺔ ﻟﻐﺔ أﺧرى .
وﯾﺑدو ﻣن اﺳﺗﻌراض أﻣﺛﻠﺔ ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أن اﻟﺣرف ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ذو ﻗﯾﻣﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺑﺎرزة وأن اﺳﺗﺧراج ھذه اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻔﯾدھﺎ اﻟﺣروف ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺣﺻﺎء ﺷﺎﻣل واﺳﺗﻘﺻﺎء طوﯾل ؛ وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﮫ ﺣرف اﻟﻧون ﻣن ﻣﻌﻧﻰ اﻟظﮭـور ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻷﻟﻔـﺎظ ﻣﺛل } :ﻧﺑﻊ ،ﻧﺑﺄ ،ﻧﺷﺄ ،ﻧﺟم ،ﻧطﻖ ،ﻧﻔر ،ﻧﻔث ،ﻧﻣﺎ ،ﻧﺛر ،ﻧﺗﺄ ،ﻧﺑت . { ..
وﻗد ﯾﻼﺣظ ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ أﻟﻔﺎظ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﺗﺑﻠﻐﮫ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺛرة وظﮭورا ،وذﻟك ﻛﺎﻟﻛﺎف
ﻓﻲ) (COUPERو ) ، (CASSERواﻟﻔﺎء ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﺦ ﻣﺛل (SOUFFLER) :و ) ( SIFFLERو
(GONFLER) .
ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺑﺎرك /ﻓﻘﮫ اﻟﻠﻐﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌرﺑﯾﺔ ص178
وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ اﺳﺗﺛﻣر اﻷدﺑﺎء ﻣن ﻧﺎﺛرﯾن وﺷﻌراء ھذه اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺑل اﻷﺻوات واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﮭم وﺷﻌرھم ،ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ذﻟك
ﻓﯾﻛﺗور ھو وﻟوﻛوﻧت دوﻟﯾل ؛ وھو ﻛﺛﯾر اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ؛ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ اﻟﺗﻘﺎﺑل ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻧﻐﻣﺔ
اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ذروة اﻟﻛﻣﺎل .وﻟﻠﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب اﻟﺣروف ﻣوﺳﯾﻘﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﻟذوق ،ﻓﻼ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺣروف ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ
واﺣدة ﻛـ } اﻟﺟﯾم واﻟﻘﺎف ،واﻟﺟﯾﻣواﻟﺻﺎد ،واﻟﺻﺎد واﻟطﺎء ،واﻟزاي ﺑﻌد اﻟدال ،واﻟﺷﯾن ﺑﻌد اﻟﻼم ،واﻟﻧون ﻗﺑل اﻟراء { .اﻟﺷﯾﺦ
طﺎھر اﻟﺟزاﺋري /اﻟﺗﻘرﯾب ﻷﺻول اﻟﺗﻌرﯾب /ص 73
.
أﻣﺎ ﺣروف اﻟﻣد ،ﻓﮭﻲ ﻋﻧﺻر ﻣرن ﻣﺗﺣول ،ﻟﯾس ﻣن اﻷﺟزاء اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻷﺻول اﻻﺷﺗﻘﺎﻗﯾﺔ .وﻻ ﯾﺳﺗوﺟب اﻻﺗﻔﺎق ﻓﯾﮫ ،
واﻻﺷﺗراك اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﺧﻼف ﻓﯾﮫ ﻛذﻟك اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﯾﮫ ؛ وذﻟك ﺑﺧﻼف اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ،إذ اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﺣروف اﻟﻣد ﻓﯾﮭﻣﺎ
ﺧﻼف أﺳﺎﺳﻲ ،ﯾﺗﻐﯾر ﺑﮭﺎﻟﻣﻌﻧﻰ واﻷﺻل اﻻﺷﺗﻘﺎﻗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ؛ ﻓﺎﻧظر ﻣﺛﻼ إﻟﻰ ﻣﺑﻠﻎ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﻣﻊ
أن اﻟﺧﻼف ھﻧـﺎ ﻣﻧﺣﺻـر ﻓﻲ ﺣـروف اﻟﻣـد (MAL) :و ) (MULEو ) (MOLو ) ، (MOULEوﻛذﻟك ﻓﻲ ) (PASو ))PUS
) (PEAUو) ،(PEUﻓﺎﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﺣروف اﻟﻣد ﻓﻲ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺧﻼف أﺳﺎﺳﻲ ،وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻛﺄن ﺣروف اﻟﻣد ـ وﻟﯾﺳت اﻟﺣرﻛﺎت
إﻻ ﻧوﻋﺎ ﻣن ﺣروف اﻟﻣد اﻟﻘﺻﯾرة ـ ﺟﻌﻠت ﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺛﺑﺎت اﻟﺣروف اﻟﺻﺎﺋﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟواﺣدة ،وﺗﻌﯾﻧﮭﺎ ﻓﻲ
ذﻟك ﺣروف أﺧرى ،ﺗؤﻟف ﻣﻌﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺣروف اﻟزﯾﺎدة ،اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﻲ ) ﺳﺄﻟﺗﻣوﻧﯾﮭﺎ
).
ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺑﺎرك /ﻓﻘﮫ اﻟﻠﻐﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌرﺑﯾﺔ ص 179ـ 180
وأﻣﺎ اﻟﺣرﻛﺎت ﻓﮭﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ﺣروف ﻣد ﻗﺻﯾرة ،وطرﯾﻘﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ أوھﻣﺗﻧﺎ أن ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن ﺣروف اﻟﻣد ﻓرﻗﺎ ﻧوﻋﯾﺎ
،ﻣﻊ أن اﻟﻔرق ﻛﻣﻲ .ﻓﺎﻟﻔﺗﺣﺔ أﺧت اﻷﻟف واﻟﺿﻣﺔ أﺧت اﻟواو ،واﻟﻛﺳرة أﺧت اﻟﯾﺎء ؛ وﻗد ﺗﻧﺑﮫ أﺳﻼﻓﻧﺎ ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ إﻟﻰ ذﻟك
وأوﺿﺢ اﺑن ﺟﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ) ﺳر ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﻋراب ( ،وﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻠﻐت اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺳن اﺳﺗﺧدام اﻟﺣروف
وﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :أﺣدھﻣﺎ ﻟﺗﻧوﯾﻊ أﺻول اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،وھﻲ اﻟﺣروف اﻟﺻﺎﺋﺗﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﮭﺎ ﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺣد
ﻋﻠﻰ ﺣﺳب أﺣواﻟﮫ وﻣﻼﺑﺳﺎﺗﮫ ﻟﻠﻔﺎﻋل واﻟﻣﻔﻌول واﻟﺻﻔﺔ ،وﻟﻠﻣﺎﺿﻲ وﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،وھذه ھﻲ ﺣروف اﻟﻣد اﻟطوﯾﻠﺔ واﻟﻘﺻﯾرة )
اﻟﺣرﻛﺎت ( ،ﯾﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﻌض اﻟﺣروف وھﻲ اﻟـ ) س ،ت ،ل ،م ،ن ،أ ،ھـ ( ؛ ﻓﺎﺧﺗﻼف اﻟﺣرﻛﺔ ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ
)رﻓﻊ
اﻟﺣروف اﻷﺻﻠﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﯨﺎﺧﺗﻼف ﺟزﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وذﻟك ﻛﺎﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوم واﻟﻣﺑﻧﻲ ﻟﻠﻣﺟﮭول ﻣن اﻷﻓﻌﺎل ؛ ﻛـ َ
و ُرﻓﻊ ( .وﺑﯾن اﺳم اﻟﻔﺎﻋل واﺳم اﻟﻣﻔﻌول .وﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻟﻔﺎظ ﻛﺛﯾرة ﺗﺗﻔﻖ ﻓﻲ اﻟﺣروف واﻟﺻﯾﻐﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻌض ﺣرﻛﺎﺗﮭﺎ ،
ﻓﯾﺗﻐﯾر ﻣﻌﻧﺎھﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ؛ وذﻟك ﻛﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺑﻛﺳر اﻟﻌﯾن ﻟﻠﻣﺎدﯾﺎت ،ﻛﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﯾف ،وﺑﺎﻟﻔﺗﺢ ﻟﻠﻣﻌﻧوﯾﺎت .وﻓرق ﺑﻌض اﻟﻠﻐوﯾﯾن
ﺑﯾن اﻟﺟﮭد ﺑﻔﺗﺢ اﻟﺟﯾم وﻣﻌﻧﺎه اﻟطﺎﻗﺔ ،واﻟﺟﮭد ﺑﺿﻣﮭﺎ وﻣﻌﻧﺎھﺎﻟﻣﺷﻘﺔ .وﻗد أﺷﺎر ﻛﺛﯾر ﻣﻣن أﻟﻔوا ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻣن ﻋﻠﻣﺎﺋﻧﺎ اﻷﻗدﻣﯾن إﻟﻰ
ھذه اﻟﻔروق ﻣن أﻣﺛﺎل اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ .
دﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ" اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺑﺷر ﻣﻧذ اﻟﻘدﯾم إﺷﺎرات ورﻣوزا ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎن ﻓﻲ أذھﺎﻧﮭم ﺗﺷﯾر وﺗرﻣز إﻟﻰ أﺷﯾﺎء ﻣﺎدﯾﺔ ؛ وﻻ
ﺗﺧرج أﻟﻔﺎظ اﻟﻠﻐﺔ ﻋن أن ﺗﻛون رﻣوزا ﯾﺷﯾر ﺑﮭﺎ ﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻدوﻧﮭﺎ .وﻟو ﺣﻠﻠﻧﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻛﻼم ،ﻋن طرﯾﻖ
اﻟﻠﻐﺔ ﻟوﺟدﻧﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ
:
أوﻟﮭﺎ :ﻟﻠﻔظ أو اﻟﺻورة اﻟﺻوﺗﯾﺔ وھو ﻣﺎ أﺣدﺛﮫ اﻟﻣﺗﻛﻠم وأﻟﻘﺎه ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ ،ﺑداﻓﻊ ﺧﺎرج ﻋن اﻟﻠﻐﺔ دﻓﻌﮫ إﻟﻰ ذﻟك
.
ﺛﺎﻧﯾﮭﺎ :اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﻟﺻورة اﻟذھﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرھﺎ اﻟﻛﻼم ﻓﻲ ذھن اﻟﺳﺎﻣﻊ ،وھو ﺻورة ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻓﻲ ذھﻧﮫ ،وﻣﻧﺗزﻋﺔ ﻣن ﺗﺟﺎرﺑﮫ
اﻟﺣﺳﯾﺔ واﻟﻣﺟردة ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﻣﺛﻠﺔ واﻟﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻓﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺷﺟرة أو
اﻟﻛﺗﺎب أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌدل واﻟﺣﻘـد
.
ﺛﺎﻟﺛﮭﺎ :اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻌﻧﻲ ،أو اﻟﺻورة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ؛ ﻓﺎﻟﻠﻔظ اﻟدال واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣدﻟول ) ﻋﻠﯾﮫ ( واﻟﺷﻲء اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﻣﻘﺻود اﻟذي
ﯾﻧطﺑﻖ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﻌﻧﻰ ھﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻛﻼم أو اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻠﻐوي .واﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻠﻔظ واﻟﻛﻠﻣﺔ أن اﻟﻠﻔظ
ﯾﺷﯾر ﺑوﺟﮫ ﺧﺎص إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔاﻟﺻوﺗﯾﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ وأن اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﯾﮭﺎ وإﻟﻰ اﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠﻔظ ﻣﻌﺎ .وﻗد ﻻﺣظ ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ
ﻋرﻓوا اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻟﻔظ ﻣﻔﯾد ﻟﻣﻌﻧﻰ .ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌرف ﺟرى ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد واﻋﺗﺑﺎرھﻣﺎ ﻣﺗرادﻓﯾن ﻧُﺣﺎﺗﻧﺎ اﻟﻘدﻣﺎء ﺣﯾن ّ
واﻹﻏﺿﺎء ﻋﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣن ﻓرق دﻗﯾﻖ
.
وﯾﺗﺑﯾن ﻣن ذﻟك أن اﻟﻠﻔظ ﯾﺛﯾر ﻓﻲ ذھن اﻟﺳﺎﻣﻊ ﺻورة اﻟﺷﻲء اﻟذھﻧﯾﺔ وﻣﻔﮭوﻣﮫ ﻻ اﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﮫ .وﯾﻛون اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﺣﺳﯾﺔ
ﻋن طرﯾﻖ ھذه اﻟﺻورة اﻟذھﻧﯾﺔ أو اﻟﻣﻔﺎھﯾم أو اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ أذھﺎن اﻟﻧﺎس واﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺟﺎرﺑﮭم .إن ھذه اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ
ھﻲ اﻟﺟﺳر اﻟﻣوﺻل ﺑﯾن ﻋﺎﻟم اﻷﺳﻣﺎء ) اﻟﻠﻐﺔ ( وﻋﺎﻟم اﻷﺷﯾﺎء .وﻣﺎ أﻛﺛر ﻣﺎ ﺗﺣل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ اﺻطﻧﻌﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن وﺟردھﺎ ﻋن
اﻷﺷﯾﺎء ﻣﺣل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ ﻧﻔﺳﮭـﺎ .
وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺎﻟدﻻﻟﺔ ھﻲ إﺛﺎرة اﻟﻠﻔظ ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ اﻟذھﻧﻲ ،أي ﻟﻣدﻟوﻟﮫ ،وﺑﯾن اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ﻛل ﻟﻐﺔ ﻹﺛﺎرة ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ،وﺗداعٍ ﻣﺳﺗﻣر ؛
وﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ھذه اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ أﺣد ﻓروﻋﮫ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﮭذا اﻟﻣﺑﺣث .واﻟﻣﻌروف
ﺑﺎﺳم ) (SEMANTIQUEأي ﻣﺑﺣث اﻟدﻻﻟﺔ أو ﻋﻠم دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔـﺎظ ،وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺎﻟدﻻﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻣرادﻓﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ ،ﻓﻔﻲ اﻻﺗﺻﺎل
اﻟﻠﻐوي ،أي ﻧﻘل اﻷﻓﻛﺎر ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻠﻐﺔ ،رﻣز دال ،ھواﻟﻠﻔظ ،وﻣدﻟول ھو ﻣﻌﻧﻰ ودﻻﻟﺔ ،وھﻲ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ واﻟﻌﻠم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ
ﺻﻼت اﻷﻟﻔﺎظ ،ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض ،ھو اﻟﻧﺣو ،واﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺻﻼت ،ھو اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻧطﻖ ،واﻟﻌﻠم اﻟﺑﺎﺣث
ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺻﻼت ،ھو ﻣﺑﺣث اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ " .ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺑﺎرك /ﻓﻘﮫ اﻟﻠﻐﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌرﺑﯾﺔ /ص
166
-------------
* رﺋﯾس ﺗﺟﻣﻊ ﺷﻌراء ﺑﻼ ﺣدود
اﻟﻣﺻــــــــﺎدرﻓﻘﮫ اﻟﻠﻐﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌرﺑﯾﺔ ط / 2ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺑﺎرك دار اﻟﻔﻛـــر
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌرﺑﯾﺔ وطراﺋﻖ ﺗدرﯾﺳﮭﺎ ط / 2د.ﻧﺎﯾف ﻣﻌروف دار اﻟﻧﻔﺎﺋــس
ﻓن اﻹﻟﻘﺎء اﻟﻌرﺑﻲ /د.ﻓﺎروق ﺳﻌد دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ
ﻓﻘﮫ اﻟﻠﻐﺔ ط / 3اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ /د.رﻓﯾﻖ ﻋطوي دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن
ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻣﺎﺧوذ ﻣن http://difaf.forumactif.net/t1296-topic :
Condividi
Deutsch Svenska Français (France) Nederlands Españolﻓﺎرﺳﯽ Türkçeﮐوردﯾﯽ ﻧﺎوەﻧدی اﻟﻌرﺑﯾﺔ )Italiano English (UK
Iscriviti Accedi Messenger Facebook Lite Watch Persone Pagine Categorie per le Pagine Luoghi Giochi Luoghi Marketplace Gruppi
Instagram Nei dintorni Raccolte fondi Servizi Informazioni Crea un'inserzione Crea una Pagina Sviluppatori Opportunità di lavoro Privacy Cookie
Scegli tu! Condizioni Centro assistenza
Facebook © 2019