Professional Documents
Culture Documents
عندما نتكلم عن اإلشكاالت اللغوية اخلاصة بغري العرب فإننا ال نقصد املشكالت اليت تواجه العملية
التعليمية هلذه الفئة مثل (مشكالت املعلمني ،مشكالت الطالب ،مشكالت املناهج الدراسية ) ،ولكننا
نقصد ابإلشكاالت اللغوية التعليمية اليت مُيكن أن مُن ِ
ضعها للمعاجلة أثناء البحث والتطبيق واليت بدورها
إشكاالت وليست مشكالت.
الصوتية :وتشمل صعوبة نطق احلرف من املخرج الصحيح مثل نطق (احلاء)
اإلشكاالت َّ أ-
هاء) عند املالي أوتغيري املخرج ابلكليَّة كنطق الباكستانيني واألفغان والفرس (الواو) ((v
( ً
خاء ) فيقول النخاس بدالا من
وكذلك نطق الكثري من النَّاطقني ابللغة الروسية (احلاء) ( ً
ظاء مصرية ) فيقول رمظان ورظوان
النحاس ،ونطق طالب أوزبيكستان حرف (الضاد) ( ً
اء) خفيفة فيقول ( ا
غدا نرتقي يقصد يقصد رمضان ورضوان ونطق الياابنيني (الالم) (ر ً
نلتقي) .
كل ما يتعلق ابلصوتيات كما سبق يف املخارج وكذلك عدم
وتدخل يف اإلشكاالت الصوتية ُّ
التفريق بني احلركة الطويلة واحلركة القصرية مما يؤثر على كتابة الطالب أتثريا واضحا.
ب -إشكاالت الرتاكيب النحوية )1(:مما ينبغي أن يوضع يف اعتبار الباحثني يف جمال العربية لغري
العرب أن إشكاالت الرتاكيب النحوية ختتلف اختالفا واضحا ابختالف األجناس واللغات،
فالفصل الواحد تتقارب فيه اإلشكاالت الصوتية يف املرحلة األوىل من املستوى األول بينما
يظهر االختالف يف اإلشكاالت عندما يبدأ الطالب يف التعرض لرتاكيب مثل (املضاف
واملضاف إليه) ،أو (إضافة العدد إىل معدوده) ،أو (املوصوف وصفته) أو (املعرفة
والنكرة )...اخل فتجد تباين الطالب يف تعاملهم مع هذه الرتاكيب فمنهم من يقول مثالا :
وسيَا،األوراب) وغري ذلك من إشكاالت
الر ْ (البَ ْي ِت) ََ (،خْ َ
سة َرجل) ( ،ال َكبري األستاذ) ُّ (،
ت يف لسان الطَّالب ؛حىت إن الواحد منهم َّش ْ
املستوى النحوي اليت إن مل يمنتَ بَهم إليها َعش َ
عكر صفو لغته وسالمة لِ َسانَه.
يصري خطيبا أو واعظا أو متكلما وتظهر تلك األخطاء تم ِ
ا ا
أيضا وهو استعمال املنهج التقابلي يف تدريس اللغات ؛فرمباوجتدر اإلشارة إىل شيء مه ٍم ا
يمفيد يف ذلك النوع من اإلشكاليات ألهنا تتعلق – من الدَّرجة األوىل – ابملقاراانت اللغوية
واليت ختضع هلا قواعد النحو دون غريها من املستوايت كاللغة والداللة والصرفيات اليت تقل
فيها نسبة املقابالت اللغوية أو يتالشى فيها املنهج التَّقابلي يف تدريس العربية للناطقني
()2
بغريها.
الصرفية :احلديث عن اإلشكاالت َّ
الصرفية للناطقني بغري العربية يتعلق بشكل ت -اإلشكاالت َّ
كبري أبثر االشتقاق على داللة املفردات سواء كانت األفعال أو األمساء.وليس فقط صعوبة
االشتقاق فصعوبة االشتقاق جتري على الطَّالب العريب واألجنيب؛ َّ
لكن داللة ال ممشتَق
إشكالية لدى غري العرب فقط.
فيفضل أن تكون تحت اسم (التراكيب اللغوية ) ألهنا أقب لى فف اللغة مها لعإربا ولل نن -1قد يختلف البعض في مسمى هذه التراكيب ُ
ٌ
تبكيب لغوي. فضلن هذا االسم ب رتب ر أن ال ثير من تلك التراكيب يؤثب الخطأ فيا رل الحبك ت اإلربابية أيض لالتركيب النحوي بطبيعته
-1يم ن مباجعة ص 300من كت امله رات اللغوية مستوي تا و تدريسه و صعوب تا ؛د.رشدي طعيمة حيث ذكب الدكتور –رحمه هللا -دراسة
جيدة رن املنهج التق بلي املفهوم لاملصطلح ؛م له لم رليه.
ِّ
مثال :لو عرضنا صيغيت (فَاعل) و ( َم ْفعول) على طالبني أحدمها عريب واآلخر غري عريب
كما يلي:
صيغة (مفعول) صيغة (فاعل)
ض مروب
َم ْ ضا ِرب
َ
َم ْش مروب َشا ِرب
َم ْرمزوق رازق
سنالحظ َّ
أن العريب ليس لديه أي إشكال يف التفريق بينهما والتعرف على من وقع منه الفعل
ومن وقع عليه الفعل.
ولو دققنا النَّظر لوجدان أن اإلشكالية الصرفية لدى غري العرب تظهر يف التعبري عن داللة
يعّبون خاطئ ،وكذلك يف فهم النص املقروء ،فمثال جتد غالب الطُّ ِ
الب ِ ٍ صحيحة مبم ٍ
شتق
َ
بِ مج َم ٍل مثل:
-أان أغتسل يدي قبل تناول الطَّعام.
يتغري مالبسه قبل اللعب.
-عيسى َ
كما أنَّه يغيب عنهم الكثري من دالالت املشتقات ،فتظهر لديهم مايمسمى ب (البدائل اللغوية
الركيكة) املنتشرة يف التعبري ،فيعّبون -غالبا -جبمل مثل :
ولعنا نذكر هنا نقطة فارقة يف اجملال الصريف لغري العرب حيث فطن اخلّباء -األجانب – يف تعليم
اللغات إىل تصدر تلك اإلشكالية أثناء تعلُّم اللغة العربية وما هلا من أثر ٍ
سليب على الدَّارسني فلجئوا إىل
كنزا مثينا ومنق اذا حقيقيًّا ملعاجلة تلك
نظام امليزان الصريف العريب -الذي اعتمده علماء العربية -واعتّبوه ا
اإلشكالية.
ويف مطلع القرن العشرين انتشرت فكرة تعليم األوزان أو الصيغ الصرفية يف اللغة العربية ومسيت فيما بعد
()3
(ابألوزان العشرة) ابعتبار االهتمام بعشرة أوزان شائعة يف االستعمال العريب.
وقد القت تلك الفكرة ترحيباا من املشتغلني مبجال تعليم العربية للناطقني بغريها ،كما أفرط البعض يف
لكن عبقرية الفكرة تكمن يف فصل ذلك الدرس
الثناء عليها حىت اعتّبها فكراة جديدة مل يمسبق إليها ،و َّ
الصريف عن عناقيد التشابك مع أطراف مسائل الصرف األخرى وليست يف اقرتاحها ؛فهي -كمبدأٍ
بحث صبفي منفصل بعنوان (األلزان العشبة للن طقين بغير العببية ) ٌَّ
النظبية لالتطبيق د.خ لد أبورمشة ولهبة -3صدر في ر م 1439 / 2018
َ
شنيك ولهو كت جيد وتبقى مسألة تعميق األلزان داخل النصوص لمستوي ت العببية من ِّقبل املن هج لاملعلمين أثن ء التدري وفهو أقب لى
منهج ُي َّ
درس في ق رة الفصل للمبتدئين. َّ
الدرم منه لى كوفه ً