You are on page 1of 21

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬

‫إبراهيم الشرعة‬

‫معالم الفكر التربوي عند اإلمام البخاري‬


‫من خالل تراجم أبواب كتاب العلم في صحيحــه‬
‫*‬
‫د‪ .‬ناصر إبراهيم الشرعة‬

‫تاريخ قبول البحث‪1/7/2014 :‬م‬ ‫تاريخ وصول البحث‪18/11/2013 :‬م‬

‫ملخص‬
‫تناولت الدراسة معالم الفكر التربوي عند اإلمام البخاري من خالل تراجم أبواب كتاب العلم في‬
‫صحيحه‪ ،‬وأوضحت الدراسة المقصود بترجمة الباب‪ ،‬كما أوردت بعض المراجع التي تناولت تراجم‬
‫البخاري بالبحث والشرح‪.‬‬
‫واس تخدمت الدراس ة المنهج التحليلي وتوص لت من خالل ه إلى اس تنتاج آراء اإلم ام ح ول القض ايا‬
‫التربوية التالية‪ :‬هدف التربية والمنهاج والمعلم والمتعلم وطرائق وأساليب التعليم وبيئة التعلم والفروق‬
‫الفردي ة وتعليم الم رأة وتربي ة الموه وبين وتعليم الكب ار واس تمرارية التعلم‪ ،‬وفي ض وء ذل ك ق دمت‬
‫الدراسة بعض التوصيات‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper addresses the educational thought of Imam al-Bukhari through the‬‬
‫‪Tarajim of the chapter on Science in al Jami’ al-Sahih book. It Clarifies the meaning of‬‬
‫‪Tarajim of the chapter and lists some references that addressed the al-Bukhari’s Tarajim‬‬
‫‪in details.‬‬
‫‪The paper adopts the analytical approach, through which it managed to deduce the‬‬
‫‪Imam’s opinions on the following educational issues: the goal of education, the‬‬
‫‪curriculum, the teacher, the learner, educational methods and styles, educational‬‬
‫‪environment, individual differences, woman education, gifted education, elderly‬‬
‫‪education and sustainable education. In the light of the results, the study provided some‬‬
‫‪recommendations.‬‬
‫‪key word: Islamic educational thought, Sahih al-Bukhari.‬‬

‫المقدمـة‪:‬‬
‫مما تتسم التربية اإلسالمية أنها ربانية المصدر‪ ،‬حيث أن مصدرها األول والرئيس هو الوحي كتابا وسنة‪ ،‬ومن‬
‫الذ ْكر وإِ َّنا لَ ُه لَح ِ‬
‫ِّ‬
‫افظُون‪[‬الحج ر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫هذه السمة تنبثق بقية السمات التي تنف رد فيها التربية اإلسالمية‪ ،‬كالثب ات ‪‬إِ َّنا‪َ  ‬ن ْح ُن َن َّز ْل َنا َ َ‬
‫ون‪[ ‬األنع ام‪ ،]38:‬والت وازن بص وره المختلف ة ‪َ ‬و ْابتَ ِ‪%‬غ‬ ‫ش‪ْ %‬ي ٍء‪ ‬ثُ َّم إِلَى َر ِّب ِه ْم ُي ْح َ‬
‫ش‪ُ %‬ر َ‬ ‫اب‪ِ  ‬م ْن‪َ  ‬‬‫‪ ،]9‬والش مول ‪‬ما فََّر ْط َنا‪ِ  ‬في‪ ‬ا ْل ِكتَ ِ‬
‫َ‬
‫‪%‬ه َع َملَ ُك ْم‬
‫س‪َ %‬ي َرى اللّ‪ُ %‬‬ ‫يب َك‪ ‬م َن‪ ‬ال‪%ُّ %‬د ْن َيا‪[ ‬القص ص‪ ]77:‬واإليجابي ة ‪َ ‬و ُق‪%ِ %‬ل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اع َملُ‪%%‬واْ‪ ‬فَ َ‬ ‫س َنص‪َ %‬‬ ‫َّار اآْل خ‪َ %‬رةَ َوال تَْن َ‬ ‫يم‪%%‬ا آتَ‪%%‬ا َك الل ُه ال‪%%‬د َ‬
‫ف َ‬
‫ق َو ُه َو‬ ‫سولُ ُه َوا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون‪[ ‬التوبة‪ ،]105:‬فهي التربية األصلح لإلنسان ألنه ا من عن د خ الق اإلنس ان ‪‬أَاَل َي ْعلَ ُم‪َ  ‬م ْن‪َ  ‬خلَ َ‬ ‫َو َر ُ‬

‫* أستاذ مساعد في أصول التربية‪ ،‬كلية إربد الجامعية ‪ -‬جامعة البلقاء التطبيقية‪.‬‬

‫‪295‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ور‪[ ‬غ افر‪:‬‬ ‫َع ُي ِن َو َم‪%%‬ا تُ ْخ ِفي ُّ‬
‫الص‪ُ %‬د ُ‬ ‫‪%‬ير‪[ ‬المل ك‪ ،]14 :‬وه و ال ذي يعلم خباي ا النفس وخلجاته ا ‪َ ‬ي ْعلَ ُم َخ ِائ َن‪َ %‬ة اأْل ْ‬ ‫اللَّ ِطي‪ُ %‬‬
‫‪%‬ف ا ْل َخ ِب‪ُ %‬‬
‫‪.]19‬‬
‫لذلك يتفق المربون المسلمون على أن الدارس للتربية اإلسالمية ال بد له من العودة إلى المصدرين األساسيين‪،‬‬
‫كتاب اهلل وسنة رسوله ‪ ،‬كما يتفقون أيضاً على أن السنة النبوية جاءت مبينة ومفصلة وشارحة‪ ،‬لما جاء في القرآن‬
‫‪%‬بين للن‪%‬اس م‪%%‬ا ُن‪%ِّ %‬زل إليهم ‪[‬النح ل‪ ،]44:‬ق ال اإلم ام البغ وي رحم ه اهلل "أراد‬
‫الك ريم لقول ه تع الى‪ :‬وأنزلن‪%%‬ا إلي‪%‬ك ال‪%%‬ذكر لتُ ّ‬
‫بالذكر الوحي‪ ،‬وك ان النبي ‪ ‬مبينا للوحي‪ ،‬وبيان الكت اب يطلب من السنة"(‪ ،)1‬وقد فَ َّس ر الشيخ األلب اني ‪‬الذكر‪ ‬بأنه‬
‫كم ا أنه ا تعت بر التط بيق العملي والمث ال ال واقعي لتع اليم ال وحي‪ ،‬ومن هن ا‬ ‫(‪)2‬‬
‫وأن‪ ‬ما ِّ‬
‫ن‪%‬زل إليهم‪ ‬ه و الق رآن‬ ‫الس نة‪َّ ،‬‬
‫يتبين مكانة السنة النبوية‪ ،‬كمصدر للتربية اإلسالمية‪.‬‬
‫ولق د ب ذل العلم اء الجه ود الكب يرة‪ ،‬من خالل المنهج الفري د ال ذي وض عوه لجم ع ح ديث الن بي ‪ ‬وحفظ ه‪ ،‬فتع دد‬
‫العلماء وتعددت الكتب الجامعة للحديث النبوي‪ ،‬ولقد أجمع جماهير العلماء في شتى أرجاء المعمورة على أن صحيح‬
‫البخاري هو العمدة الصحيح والموثوق بعد كالم اهلل تعالى الذي بين دفتي المصحف‪ ،‬وأن علماء األمصار قد تلقوه‬
‫بالقبول‪ ،‬وحاز عندهم رفعة ومكانة وعناية لم تكن لكتاب غيره‪ ،‬بل كان له قصب السبق في هذا المجال‪ ،‬قال اإلمام‬
‫الن ووي رحم ه اهلل‪ " :‬اتف ق العلم اء رحمهم اهلل تع الى على أن أص ح الكتب بع د الق رآن العزي ز الص حيحان‪:‬البخ اري‬
‫ومسلم‪ ،‬وتلقتهما األمة بالقبول‪ ،‬وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة‪ ،‬وقد صح أن‬
‫مسلماً كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث" (‪.)3‬‬
‫وت وارد النق ل عن كث ير من األئم ة أن من جمل ة م ا امت از ب ه البخ اري دق ة نظ ره في ت راجم أبوابه(‪ )4‬ق د أراد أن‬
‫يفرغ جهده في االستنباط من حديث رسول اهلل ‪ ،‬ويستنبط من كل حديث مسائل كثيرة جدا‪ ،‬وهذا أمر لم يسبقه إليه‬
‫(‪)5‬‬
‫غيره‪ ،‬غير أنه استحسن أن يفرق األحاديث في األبواب‪ ،‬ويودع في تراجم األبواب سر االستنباط‬
‫يق ول الحاف ظ ابن حج ر العس قالني في مقدمت ه ه دي الس اري "وك ذلك الجه ة العظمى الموجب ة لتقديم ه‪ ،‬وهي م ا‬
‫ض منه أبواب ه من ال تراجم ال تي ح يرت األفك ار‪ ،‬وأدهش ت العق ول واألبص ار‪....،‬وله ذا اش تهر من ق ول جم ع من‬
‫الفضالء‪ :‬فقه البخاري في تراجمه"(‪.)6‬‬
‫ولما كان لهذا المرجع العظيم كل هذه المزايا‪ ،‬ولما كان لمصنفه رحمه اهلل هذه الدقة في االستنباط‪ ،‬والعمق في‬
‫الفهم لحديث رسول اهلل ‪ ،‬وأنه لم يكتف بسرد األحاديث التي جمعها وصحت على شرطه‪ ،‬وإ نما زاد الفضل فضال‬
‫بأن قدم لنا خالصة فهمه واستنباطه من األحاديث‪ ،‬وقدمه لنا بصورة الترجمة‪ ،‬لذا فإنه حقيق به أن يتم تناوله بالبحث‬
‫والتحليل‪ ،‬من قبل المشتغلين بالفكر اإلسالمي بشكل عام‪ ،‬والمشتغلين بالفكر التربوي اإلسالمي بشكل خاص‪ ،‬وهذا ما‬
‫ترنو إليه هذه الدراسة‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يأتي كتاب العلم في الترتيب المنهجي لصحيح البخاري الثالث بعد كتاب بدء الوحي‪ ،‬وكتاب اإليمان‪ ،‬وقد بلغت‬
‫أبواب كتاب العلم ثالثة وخمسين بابا‪ ،‬اشتملت على مئة وأربعة وثالثين حديثا‪ ،‬وقد افتتح اإلمام البخاري كتاب العلم‬
‫ب ذكر أح اديث فض ل العلم وش رفه ومكانت ه في التربي ة اإلس المية‪ ،‬ثم أتب ع ذل ك ببي ان بعض أح اديث آداب الع الم‪،‬‬
‫والمتعلم‪ ،‬ورسم معالم منهجية في تحصيل العلم وتعليمه‪ ،‬وبيان المبادئ التربوية المستمدة من خالل األحاديث النبوية‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫وق د وج د الب احث في دراس ته ل تراجم البخ اري في كت اب العلم م ادة علمي ة وإ س هاما علمي ا تربوي ا مفيد ي دل على أن‬
‫اإلمام البخاري في تراجمه اختار عناوين األبواب التي تدل على فكر تربوي متميز صالح للتطبيق في مجال التربية‬
‫والتعليم في المناش ط التربوي ة والتعليمي ة المعاص رة‪ .‬وكم ا أن أه ل الفق ه اس تنبطوا فق ه البخ اري من تراجم ه واش تهر‬
‫عندهم القول "فقه البخاري في تراجمه" فإنه يمكن ألهل التربية أن يفعلوا مثلهم ويقتدوا بصنيعهم‪ ،‬وال شك أن كتاب‬
‫العلم هو أنسب الكتب لفعل ذلك‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت الدراسة لإلجابة عن السؤالين الآتيين‪:‬‬
‫‪ .1‬ما مصادر الفكر التربوي عند اإلمام البخاري؟‬
‫‪ .2‬م ا مع الم الفك ر ال تربوي لدى اإلم ام البخ اري فيم ا يتعل ق به دف التربي ة والمنه اج والمعلم والمتعلم والف روق‬
‫الفردية وتعليم المرأة والتعلم التعاوني وبيئة التعلم وطرائق وأساليب التعليم‪ ،‬وتربية الموه وبين وتعليم الكب ار‬
‫واستمرارية التعليم؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫عد منهاج اً تربوي اً متكامالً‪ ،‬لم ا‬ ‫السنة النبوي ة هي المصدر الث اني من مص ادر التشريع اإلس المي‪ ،‬وهي بذلك تُ ُّ‬
‫أساليب تربوية مختلفة‪ ،‬تلبي احتياجات ومطالب الفرد والمجتمع في جميع الجوانب‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪ :‬لَقَ ْد‬ ‫ٍ‬ ‫تحويه من‬
‫‪%‬اب َوا ْل ِح ْك َم‪َ %‬ة َوإِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ‪%‬واًل م ْن أَْنفُس ‪ِ %‬ه ْم َي ْتلُ‪%%‬و َعلَ ْي ِه ْم آ ََيات‪%%‬ه َو ُي‪%َ %‬ز ِّكي ِه ْم َو ُي َعلِّ ُم ُه ُم ا ْلكتَ‪َ %‬‬
‫ِ‬ ‫َم َّن اللَّ ُه َعلَى ا ْل ُم‪%ْ %‬ؤ ِم ِن َ‬
‫ين إِ ْذ َب َع َث في ِه ْم َر ُ‬
‫ين‪[ ‬آل عمرن‪.]164 :‬‬ ‫ضاَل ٍل ُم ِب ٍ‬‫َكا ُنوا ِم ْن قَ ْب ُل لَ ِفي َ‬
‫تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها مستخلصة من أصح كتاب يروي حديث النبي ‪ ،‬وأن مصنف الكتاب رحمه‬
‫اهلل هو من أشهر المحدثين الذين كرسوا حياتهم لخدمة حديث رسول اهلل ‪ ،‬ثم هو بعد ذلك قد قضى عمره متعلما و‬
‫معلما‪ ،‬ولذلك تنبثق األفكار من خبرة بحديث رسول اهلل ‪ ،‬وتجربة طويلة في التعلم والتعليم‪ .‬ويؤمل الباحث أن تبين‬
‫تربويا إسالمياً منبثقا‬
‫ً‬ ‫فكرا‬
‫ً‬ ‫الدراسة السبق التربوي اإلسالمي في كثير من القضايا التربوية الحديثة‪ ،‬وأن تقدم للمربين‬
‫من صحيح حديث رسول اهلل ‪ ،‬متوافقا مع الفطرة اإلنسانية السليمة‪ ،‬ومع العقل والنقل‪.‬‬
‫ويمكن أن يفيد من هذه الدراسة الباحثون في الفكر التربوي بشكل عام‪ ،‬والفكر التربوي اإلسالمي بشكل خاص‬
‫من خالل الوقوف على أحد أهم المفكرين وتعرف منهجه في البحث واالستنباط واالستدالل‪ ،‬كما يجد فيها المدرسون‬
‫اإلرشادات فيما يتعلق بآداب المعلم والمتعلم وطرائق وأساليب التدريس والتي يمكن أن يطبقوها في رسالتهم العظيمة‪.‬‬
‫ويمكن أن يفيد منها كذلك مؤلفو المناهج اإلسالمية من خالل توظيف هذا الفكر في كتابة دروس الحديث الشريف‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫سلك الباحث في دراسته المنهجين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج الوص ‪%%‬في التحليلي‪ :‬وه و"المنهج ال ذي ي درس ظ اهرة أو ح دثاً موجود حالي اً يمكن الحص ول من ه على‬
‫(‪.)7‬‬
‫معلومات تجيب عن أسئلة البحث دون تدخل الباحث فيها"‬
‫‪ -‬المنهج االستنباطـي‪ :‬وهو "الطريقة التي يقوم فيها الباحث ببذل أقصى ٍ‬
‫جهد عقلي ونفسي عند دراسة النصوص‬
‫(‪)8‬‬
‫لهدف استخراج مضامين تربوية مدعمة باألدلة الواضحة"‬

‫‪297‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حيث هدفت هذه الدراسة التعرف إلى معالم الفكر التربوي لدى اإلمام البخاري من خالل تراجمه على أبواب كتاب‬
‫العلم في ص حيحه واس تلزم ذلك تحليل كيفي لمحت وى ه ذه ال تراجم واس تخراج ما فيها من أفك ار تربوي ة‪ ،‬فتحلي ل‬
‫المحتوى عبارة عن " تجزئة مادة االتصال المسموعة أو المقروءة وبيانها‪ ،‬وفق معايير محددة‪ ،‬يختارها الباحث‪ ،‬وفق‬
‫خطة موضوعة‪ ،‬وأهداف مخطط لها"(‪ ،)9‬و من بين استخدامات تحليل المحتوى التعرف إلى ما تتضمنه النصوص من‬
‫أفكار‪ ،‬وقد تمت عملية التحليل في إطار الخطوات التالية‪:‬‬
‫تحديد ه دف التحليل وهو التع رف إلى األفك ار والقض ايا التربوي ة في ت راجم أب واب كت اب العلم في ص حيح‬ ‫‪.1‬‬
‫البخاري‪.‬‬
‫‪ .2‬بن اء أداة التحلي ل‪ ،‬بع د الرج وع للدراسات واألدب المتعل ق ب الفكر ال تربوي عن د العلم اء المس لمين‪ ،‬حيث تم‬
‫تحديد قائمة تحوي العناصر والمبادئ ‪ ،‬والتي تشكل معالم الفكر التربوي عند المربي أو العالم‪.‬‬
‫‪ .3‬التأك د من ص دق األداة حيث تم عرض ها على مجموع ة من أس اتذة أص ول التربي ة‪ ،‬وأج ريت التع ديالت‬
‫الالزمة في ضوء مالحظاتهم‪.‬‬
‫تحديد وح دة التحليل وهي في ه ذه الدراس ة (وح دة الفك رة) " وتمث ل أك بر وح دات تحلي ل المحت وى وأهمه ا‬ ‫‪.4‬‬
‫وأكثرها فائدة‪ ،‬وهذه الوحدة هي جملة أو عبارة تتضمن الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل(‪ ، )10‬وهذه‬
‫من أهم وحدات تحليل المحتوى‪ ،‬لما لها من أهمية في إظهار اآلراء واالتجاهات التي يحملها صاحب مادة‬
‫االتصال أو يسعى إلى نشرها ونقلها للمستفيدين منها"(‪. )11‬‬
‫‪ .5‬قراءة التراجم قراءة تأملية متأنية‪.‬‬
‫‪ .6‬تحديد الفكرة أو المبدأ التربوي‪ ،‬الذي تشتمل عليه الترجمة‪.‬‬
‫‪ .7‬تحديد المجاالت أو التصنيفات التي ستوزع األفكار والمبادئ بموجبها‪.‬‬
‫‪ .8‬عرض األفكار المستنبطة ضمن المج ال الواحد (مثال مج ال المعلم) حسب ترتيب األبواب التي لها عالقة‬
‫بهذا المجال‪ ،‬فتعرض الفكرة المستنبطة من الباب رقم (‪ )15‬ثم الباب (‪ )33‬ثم الباب (‪ )41‬وهكذا‪.‬‬

‫صدق وثبات عملية التحليل‪:‬‬


‫‪ .1‬صدق التحليل‪ :‬ق ام الب احث باالس تعانة بأح د المختصين بمن اهج التربي ة اإلس المية‪ ،‬حيث بين له ه دف الدراسة‪،‬‬
‫والمنهجية المتبعة في التحليل‪ ،‬وقدم له نموذج أداة التحليل‪ ،‬ونص التراجم مصورة من الصحيح‪ ،‬ومن ثم قام‬
‫بتحلي ل(‪ )15‬ترجم ة من ت راجم األب واب‪ ،‬وتم حس اب معام ل االتف اق‪ ،‬م ع تحلي ل الب احث‪ ،‬وف ق معادل ة نس بة‬
‫االتفاق‪.‬‬
‫نسبة االتفاق = عدد االتفاقات ‪( /‬عدد االتفاقات ‪ +‬عدد االختالفات) ‪x 100%‬‬
‫وقد بلغت نسبة االتفاق بين المحللين ‪ ، %82‬وهي نسبة عالية ومناسبة ألغراض الدراسة‪.‬‬
‫ذوي‬ ‫(‪)12‬‬
‫كم ا ق ام الب احث بع رض نت ائج عملية التحلي ل والتص نيف ض من المج االت على ثالثة من المحكمين‬
‫االختصاص بمناهج التربية اإلسالمية للتأكد من سالمة ما توصل إليه من استنباطات‪ ،‬في ضوء أهداف الدراسة‬
‫التي حددها الباحث‪ ،‬وتم حذف ما لم يتفق عليه اثنان أو أكثر من المحكمين‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫ب‪ .‬ثب‪%%‬ات عملية التحليل‪ :‬للتأكد من ثب ات التحليل ق ام الب احث بتحليل ال تراجم حسب الخط وات الس ابقة وبع د س تة‬
‫أسابيع قام الباحث بالعملية نفسها‪ ،‬وقد تبين أن نسبة االتفاق بين نتائج عملية التحليل في المرتين كانت كبيرة‬
‫(‪ )%90‬مما يشير إلى ثبات عملية التحليل‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫اقتص رت الدراس ة على ت راجم كت اب العلم في ص حيح البخ اري‪ ،‬واس تنباط األفك ار التربوي ة من خالله ا‪ ،‬ولم‬
‫يتطرق الباحث لألحاديث الواردة تحت هذه التراجم‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بالرغم من االهتمام الكبير بصحيح البخاري‪ ،‬إال أن الدراسات التي تناولته بالبحث من زاوية تربوية ‪ ،‬تكاد‬
‫تك ون قليل ة ومح دودة‪ ،‬قياس ا إلى مكانت ه‪ ،‬ولم يع ثر الب احث إال على دراس ات مح دودة ج داً‪ ،‬تن اولت كت اب العلم من‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬و فيما يلي نبذة عنها‪:‬‬
‫(‪1995‬م) بعن وان "الج‪%%‬وانب التعليمي‪%%‬ة في كت‪%%‬اب العلم من ص‪%%‬حيح اإلم‪%%‬ام البخ‪%%‬اري وش‪%%‬روح‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪ -‬دراس ة الطوالبة‬
‫الحافظ ابن حجر العسقالني"‪ ،‬وتضمنت ترجمة لإلمامين البخاري وابن حجر‪ ،‬كما تناولت مكانة العلم والعلماء‪،‬‬
‫وآداب العالم والمتعلم‪ ،‬وأهمية التعليم في حفظ األمة المسلمة في صراعها الحضاري بين األمم‪ ،‬وتطرقت كذلك‬
‫إلى الخصائص التعليمية في كتاب العلم مثل االستمرارية والشمولية في التعليم ومراعاة الفروق الفردية‪ ،‬والتدرج‬
‫والتيس ير‪ ،‬وتخ ير ال وقت المناس ب للتعليم‪ .‬وتن اولت عناص ر المنه اج في كت اب العلم من حيث األه داف التعليمي ة‬
‫والمحتوى التعليمي واألساليب والوسائل التعليمية وكذلك التقويم‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الزه راني(‪1424()14‬هـ) بعن وان "األساليب التعليمية المستقاة من خالل تراجم اإلم‪%%‬ام البخ‪%%‬اري على أح‪%%‬اديث‬
‫كت‪%%‬اب العلم في جامع‪%%‬ه الص‪%%‬حيح" ه دفت إلى بي ان األس اليب التعليمي ة المس تنبطة من ت راجم اإلم ام البخ اري على‬
‫كت اب العلم في ص حيح البخ اري‪ ،‬وق د اش تمل ه ذا البحث على مقدم ة وثالث ة مب احث وخاتم ة؛ رك ز الب احث في‬
‫المقدم ة على أهمي ة الموض وع وأهداف ه ومنهج البحث وأم ا المبحث األول فه و عن التعري ف بص حيح البخ اري‬
‫والمبحث الث اني عن الس يرة الذاتي ة لإلم ام البخ اري ومكان ة كتاب ه الص حيح بين مص ادر الس نة المطه رة والقيم ة‬
‫العلمية والتربوية لكتاب العلم موضوع الدراسة‪.‬‬
‫بينما اشتمل المبحث الثالث على األساليب التعليمية المستنبطة من تراجم كتاب العلم في صحيح البخاري‪ ،‬وبيان‬
‫التطبيق ات التربوي ة له ا س واء من خالل األح اديث النبوي ة أو أق وال ش راح أح اديث الب اب أو م ا توص لت إلي ه‬
‫الدراسات التربوية المعاصرة‪ .‬وقد بلغ عدد األساليب التعليمية المستنبطة خمسة وعشرين أسلوباً‪.‬‬
‫(‪2011‬م) بعن وان "مالمح الفك‪%%‬ر ال‪%%‬تربوي عن‪%%‬د اإلم‪%%‬ام البخ‪%%‬اري‪ :‬ق‪%%‬راءة تحليلي‪%%‬ة لكت‪%%‬اب العلم من‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪ -‬دراس ة العجين‬
‫الجامع الصحيح" يوض ح البحث مفهوم الفك ر التربوي عند اإلم ام البخاري من كت اب العلم من الجامع الص حيح‪،‬‬
‫كاشفاً عن ميزات هذا الفكر من حيث اعتماده األحاديث الصحيحة‪ ،‬وشموليته‪ ،‬وانعكاسات التجربة الذاتية لإلمام‬
‫التربوي ة‪ ،‬وأص ناف المتعلمين ومواص فاتهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫البخ اري فيه‪ .‬تط رق البحث إلى فك ر البخ اري الخ اص باأله داف‬

‫‪299‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وط رق التعليم‪ ،‬واألدوات واألس اليب والوس ائل المعين ة‪ ،‬ويختم البحث بع رض آراء اإلم ام البخ اري في بعض‬
‫المحدثين والفقهاء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫البخاري دون غيره من‬
‫ّ‬ ‫الخاصة التي احتفى بها‬
‫ّ‬ ‫القضايا التربوية والمصطلحات والمفاهيم‬
‫الفرق بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة‬
‫لق د وقفت ه ذه الدراس ة على الدراس ات الس ابقة‪ ،‬واس تفادت منه ا‪ ،‬لكنه ا تختل ف عن دراس ة (الزه راني‪،‬‬
‫‪1424‬هـ) حيث اختص ت ببي ان األس اليب التعليمي ة‪ ،‬في حين أن ه ذه الدراس ة بحثت ب الفكر ال تربوي بش موليته ‪ ،‬فلم‬
‫تقتص ر على األس اليب التعليمي ة فق ط‪ ،‬وتختل ف عن دراس ة (الطوالب ة‪1995،‬م) ودراس ة (العجين‪2011،‬م) في طريق ة‬
‫التن اول‪ ،‬وأيضاً في الج وانب والقض ايا ال تي ش ملتها‪ ،‬واالس تنتاجات ال تي وص لت إليه ا‪ ،‬كم ا أنه ا ق رنت بين األفك ار‬
‫التربوية عند اإلمام البخاري وبعض المربين المسلمين اآلخرين‪.‬‬
‫ويكمن الفرق الجوهري بين هذه الدراسة و الدراسات السابقة بأنها اقتصرت على استنباط معالم الفكر التربوي‬
‫عن د اإلم ام البخ اري من خالل تراجم‪%%‬ه فقط‪ ،‬حيث أن اله دف ه و البحث في الفك ر ال تربوي للبخ اري نفس ه‪ ،‬وليس‬
‫الفك ر ال تربوي المتض من في األح اديث النبوي ة الش ريفة في كت اب العلم‪ ،‬حيث ال يمكن أن تنس ب األح اديث الش ريفة‬
‫لجهة بذاتها غير السنة النبوية‪ .‬ولذا فهذه الدراسة الوحيدة – في حدود علم الباحث‪ -‬التي استخلصت الفكر التربوي‬
‫من التراجم فقط‪ ،‬باعتبارها مختصة باإلمام رحمه اهلل‪.‬‬

‫المبحــث األول ‪:‬‬


‫توصلت الدراسة بعد البحث والتحليل إلى مجموعة من االستنتاجات التي توضح مصادر الفكر التربوي عند‬
‫اإلمام البخاري‪ ،‬نعرضها بعد توضيح معنى الترجمة لغة واصطالحا‪:‬‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫المطلب األول‪ :‬معنى الترجمة لغة‬
‫الترجمة لغةً‪:‬‬
‫جاء في لسان العرب "التَّرجمان والتُّرجمان‪ :‬المفسِّر‪ ،‬بتشديد السين وكسرها‪ .‬ويقال قد ترجم كالمه إذا فسره‬
‫بلسان آخر‪ ،‬الترجمان بالضم والفتح‪ :‬هو الذي يترجم الكالم أي‪ :‬ينقله من لغة إلى لغة أخرى(‪.)16‬‬

‫الترجمة اصطالحاً‪:‬‬
‫الترجمة هي‪ :‬العنوان الذي يضعه المترجم للداللة على معنى قائم بما تحته من نص أو أكثر‪.‬‬
‫ولفظ الترجمة نوعان‪:‬‬
‫‪ - 1‬م ا يك ون نص اً وه و إم ا آي ة أو ح ديث على ش رطه‪ ،‬أو ح ديث ليس على ش رطه‪ ،‬أو أث ر ص حابي‪.‬‬
‫‪ - 2‬م ا يك ون اس تنباطاً‪ :‬وه و م ا ليس من قبي ل الن وع األول ب ل من كالم اإلم ام البخ اري رحم ه اهلل(‪.)17‬‬
‫وال ش ك أن الترجم ة ال تص ح بح ال ح تى تس توفي ش رطاً واح داً وه و م ا يس ميه أه ل االص طالح‪:‬المناس بة‬
‫وهي‪:‬العالقة المعنوية التي تربط بين الترجمة والمترجم له‪.‬‬

‫و يمكن القول إنها تنقسم من جهة إدراكها إلى نوعين‪:‬‬


‫األول‪ :‬الخفية وهي‪ :‬التي تحتاج إلى قوة علمية ودقة فكرية وتوقد ذهني حاضر‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫الثاني‪ :‬الجلية وهي الظاهرة التي ال تحتاج إلى كثير تدبر وتأمل وإ نما هي الظاهر المنقدح في الذهن مباشرة وهي‬
‫أيضاً موجودة في الصحيح البخاري(‪.)18‬‬

‫‪301‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المطلب الثاني‬
‫مصادر الفكر التربوي عند اإلمام البخاري‬
‫من خالل اس تقراء ت راجم أب واب كت اب العلم نج د أن البخ اري رحم ه اهلل يس لك في ذل ك مس لك معظم الم ربين‬
‫المس لمين‪ ،‬حيث أن ه يجع ل كت اب اهلل ‪ ‬المص در األول‪ ،‬ثم س نة رس ول اهلل ‪ ،‬وبع د ذل ك أق وال الص حابة والت ابعين‪،‬‬
‫واجتهاد األمة من بعدهم رضي اهلل عنهم‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬القرآن الكريم ‪:‬‬


‫لقد أكثر اإلمام البخاري من استشهاده ب القرآن الكريم‪ ،‬نص اً وتفسيراً‪ ،‬فاعتنى في صحيحه بآيات األحكام؛ إذ‬
‫انتزع منها الدالالت البديعة‪ ،‬وسلك في اإلشارة إلى تفسيرها السبل الوسيعة‪ .‬ففي كتاب "العلم" ذكر البخاري عدداً من‬
‫اآليات في عناوين األبواب‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ْس‪ُ %‬حوا‬ ‫س‪%‬حوا ِفي ا ْلمج‪ِ %‬‬
‫‪%‬ال ِ‬ ‫آم ُنوا إِ َذا ِق َ‬ ‫ُّها الَّ ِذ َ‬
‫س فَاف َ‬ ‫ََ‬ ‫يل لَ ُك ْم تَفَ َّ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ترجمة الباب(‪ )1‬فضل العلم‪ ،‬وقول اهلل تعالى‪َ :‬يا أَي َ‬
‫ات َواللَّ ُه ِب َم‪%‬ا تَ ْع َملُ َ‬
‫‪%‬ون‬ ‫ين أُوتُ‪%‬وا ا ْل ِع ْلم َدرج‪ٍ %‬‬ ‫آم ُن‪%‬وا ِمن ُك ْم َوالَّ ِذ َ‬ ‫انش‪ُ %‬زوا َي ْرفَ ِ‪%‬ع اللَّ ُه الَّ ِذ َ‬ ‫س‪ِ %‬ح اللَّ ُه لَ ُك ْم َوإِ َذا ِقي‪َ %‬ل ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫ين َ‬ ‫انش‪ُ %‬زوا فَ ُ‬ ‫َي ْف َ‬
‫‪%‬ه‬
‫‪%‬ك َو ْح ُي ُ‬ ‫ض‪%‬ى إِلَ ْي َ‬ ‫آن ِمن قَْب ِ‪%‬ل أَن ُي ْق َ‬ ‫‪%‬ل ِب‪%‬ا ْلقُْر ِ‬
‫‪%‬ق َوال تَ ْع َج ْ‬ ‫ير‪[ ‬المجادل ة‪ ،]11 :‬وقول ه ع ّز وج ل‪  :‬فَتَ َع‪%‬الَى اللَّ ُه ا ْل َمِل‪ُ %‬ك ا ْل َح ُّ‬ ‫َخ ِب ٌ‬
‫َو ُقل َّر ِّب ِز ْد ِني ِع ْل ًما‪[ ‬طه‪.]114:‬‬
‫وترجم للباب (‪ )6‬بقوله ‪ :‬باب ما جاء في العلم وقوله تعالى‪َ  :‬و ُقل َّر ِّب ِز ْد ِني ِع ْل ًما‪[ ‬طه‪.]114 :‬‬
‫اس‪%‬تَ ْغ ِف ْر ِل‪َ %‬ذن ِب َك‬
‫اعلَ ْم أ ََّن ُه ال إِلَ َه إِالَّ اللَّ ُه َو ْ‬
‫وترجم للباب (‪ )10‬بقوله‪ :‬باب العلم قبل القول والعمل‪ ،‬لقوله تع الى‪ :‬فَ ْ‬
‫الس‪َ %‬ماء‬‫َن‪%‬ز َل ِم َن َّ‬ ‫َن اللَّ َه أ َ‬ ‫‪%‬ات َواللَّ ُه َي ْعلَ ُم ُمتَ َقلَّ َب ُك ْم َو َمثْ َ‪%‬وا ُك ْم‪[‬محم د‪ .]19 :‬وق ال ج ّل ذك ره‪ :‬أَلَ ْم تَ َ‪%‬ر أ َّ‬ ‫ين وا ْلم ْؤ ِم َن ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َول ْل ُم ْؤمن َ َ ُ‬
‫ود ‪[ ‬ف اطر‪،]28 :‬‬ ‫س‪ٌ %‬‬‫يب ُ‬ ‫‪%‬ف أَْل َوا ُن َه‪%‬ا َو َغ َ‪%‬را ِب ُ‬ ‫يض َو ُح ْم‪%ٌ %‬ر ُّم ْختَِل‪ٌ %‬‬ ‫‪%‬ال ُج َ‪%‬د ٌد ِب ٌ‬ ‫ات ُّم ْختَِلفًا أَْل َوا ُن َه‪%‬ا َو ِم َن ا ْل ِج َب‪ِ %‬‬‫َخر ْج َنا ِب‪%ِ %‬ه ثَم‪%%‬ر ٍ‬
‫ََ‬ ‫َماء فَأ ْ َ‬
‫ون اللَّ ِه‬ ‫‪%‬ادا لِّي ِمن ُد ِ‬ ‫اس ُكو ُن‪%%‬واْ ِع َب ً‬ ‫الن ُب‪%َّ %‬وةَ ثُ َّم َيقُ‪%%‬و َل ِل َّلن ِ‬
‫‪%‬اب َوا ْل ُح ْكم َو ُّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ش ٍر أَن ُي ْؤ ِت َي ُه اللَّ ُه ا ْلكتَ‪َ %‬‬ ‫ان ِل َب َ‬‫وق ال ابن عب اس‪َ  :‬ما َك َ‬
‫ين ِبما ُكنتُم تُعلِّم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‪[ ‬آل عمران‪ ]79 :‬علماء فقهاء‪ ،‬ويقال‪ :‬الرباني‪ :‬الذي‬ ‫س َ‬ ‫اب َو ِب َما ُكنتُ ْم تَ ْد ُر ُ‬ ‫ون ا ْلكتَ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َولَكن ُكو ُنواْ َربَّان ِّي َ َ‬
‫يربي الناس بصغار العلم قبل كباره‪ ،‬توضيحاً لصفات العالم وأسلوب التعليم الناجح‪.‬‬
‫وللباب (‪ )16‬بقوله‪ :‬باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى اهلل عليه وسلم في البحر إلى الخضر‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫ش ًدا‪[ ‬الكهف‪.]66 :‬‬ ‫‪َ ‬ه ْل‪ ‬أَتَِّب ُع َك َعلَى أَن‪ ‬تُ َعلِّ َم ِن‪ِ  ‬م َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ‬
‫وللباب (‪ )47‬بقوله‪ :‬باب قوله تعالى ‪َ  :‬و َما أُو ِتيتُ ْم‪ِ  ‬م ْن‪ ‬ا ْل ِع ْلِم إِالَّ َقِليالً‪[ ‬اإلسراء‪.]85 :‬‬

‫ب‪ -‬السنة النبوية‬


‫وكذلك ترجم البخاري لكثير من األبواب بنصوص من الحديث النبوي الشريف‪ ،‬ففي الباب (‪ )7‬قال ‪ :‬باب م ا‬
‫يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان‪ ،‬وقال أنس نسخ عثمان المصاحف فبعث بها إلى اآلفاق‪ ،‬ورأى‬
‫عبداهلل بن عم ر ويح يى بن س عيد ومال ك ذل ك ج ائزا‪ ،‬واحتج بعض أه ل الحج از في المناول ة بح ديث الن بي ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم حيث كتب ألمير السرية كتابا وقال ال تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس‬
‫وأخبرهم بأمر النبي ‪.‬‬
‫وترجم للباب (‪ )10‬بقوله‪ :‬وأن العلماء هم ورثة األنبياء‪.‬‬
‫وللباب (‪ )13‬بقوله‪ :‬باب من يرد اهلل به خيرا يفقه في الدين‪.‬‬
‫وللباب (‪ )17‬بقوله‪ :‬باب قول النبي ‪ ‬اللهم علمه الكتاب‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫وترجم للباب (‪ )25‬بقوله‪ :‬باب تحريض النبي ‪ ‬وفد عبد القيس على أن يحفظوا اإليمان والعلم ويخبروا من‬
‫وراءهم‪ ،‬وقال الحويرث قال لنا النبي ‪ ‬ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم‪.‬‬
‫وللباب (‪ )37‬بقوله‪ :‬باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب قاله ابن عباس عن النبي‪.‬‬

‫جـ‪ -‬أقوال الصحابة رضوان الله عليهم‬


‫أودع اإلمام البخاري أقوال الصحابة في عناوين كتابه‪ ،‬واستدل منها على آرائه وأفكاره‪ ،‬ومن ذلك الباب (‪)7‬‬
‫حيث ترجم له بقوله‪ :‬باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان‪ ،‬وقال أنس نسخ عثمان المصاحف‬
‫فبعث به ا إلى اآلف اق‪ ،‬ورأى عبداهلل بن عم ر ويح يى بن س عيد ومال ك ذل ك ج ائزا‪ ،‬واحتج بعض أه ل الحج از في‬
‫المناولة بحديث النبي‪ ‬حيث كتب ألمير السرية كتابا وقال ال تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك المكان قرأه‬
‫على الناس وأخبرهم بأمر النبي ‪.‬‬
‫على هذه‪ ،‬وأشار إلى قفاه‪ ،‬ثم ظننت‬ ‫(‪)19‬‬
‫وفي ترجمة الباب (‪ :)10‬نقل عن أبي ذر ‪" :‬لو وضعتم الصمصامة‬
‫أني أنفذ كلم ة سمعتها من النبي‪ ‬قب ل أن تج يزوا علي ألنفذتها‪ ،‬وقال ابن عب اس‪:‬كون وا رب انيين حلم اء فقه اء‪ ،‬ويقال‬
‫الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره‬
‫وفي ترجمة الباب (‪ )50‬نقل فيه عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬نعم النساء نساء األنصار‪ ،‬لم يمنعهن الحياء‬
‫أن يتفقهن في الدين‪.‬‬

‫د‪ -‬أقوال التابعين واألئمة من بعدهم‬


‫وكذلك نجده رحمه اهلل يستدل على المعنى الذي يريده بأقوال التابعين واألئمة من بعدهم ومن ذلك ما نقله في‬
‫الب اب (‪ )4‬عن الحمي دي ب اب ق ول المح دث ح دثنا أو أخبرن ا وأنبأن ا‪ ،‬وق ال لن ا الحمي دي ك ان عن د ابن عيين ة ح دثنا‬
‫وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا‪.‬‬
‫وكذلك نقل عن مجاهد في الباب (‪ )50‬وقال مجاهد ال يتعلم العلم مستحي وال مستكبر‪.‬‬

‫المبحـث الثاني‪:‬‬
‫مع‪%‬الم الفك‪%%‬ر ال‪%‬تربوي عند اإلم‪%‬ام البخ‪%‬اري فيم‪%‬ا يتعل‪%‬ق به‪%‬دف التربي‪%%‬ة والمنه‪%%‬اج والمعلم والمتعلم والف‪%%‬روق‬
‫الفردية وتعليم المرأة والتن‪%‬اوب في التعليم وبيئ‪%%‬ة التعلم وطرائ‪%‬ق وأس‪%‬اليب التعليم‪ ،‬وتربي‪%‬ة الموه‪%%‬وبين وتعليم الكب‪%%‬ار‬
‫واستمرارية التعليم؟‬
‫بعد إمعان النظر وإ عمال الفكر في مغازي التراجم‪ ،‬وبعد الرجوع للكتب التي تناولتها‪ ،‬وربط ما تم استنباطه‬
‫من أفكار بالفكر التربوي لدى عدد من المربين المسلمين‪ ،‬وما هو مطروق من أفكار ومصطلحات تربوية عصرية‬
‫فقد توصلت الدراسة إلى االستنتاجات اآلتية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهـداف التربية‬
‫إن لكل تربية من التربيات والفلسفات التي انبثقت عنها‪ ،‬أهدافا عامة تسعى إلى تحقيقها‪ ،‬وهذه األهداف هي‬
‫النتاجات النهائية التعليمية‪ ،‬والسلوكية‪ ،‬والمهارية‪ ،‬التي يتوقع من المتعلمين الوصول إليها نتيجة لتعريضهم لعمليات‬
‫التعليم والتعلم(‪ .)20‬ولقد اهتمت التربية اإلسالمية بتنشئة األطفال والشباب على معرفة الدين وحسن الخلق واالهتمام‬

‫‪303‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بإقام ة الش عائر الديني ة من ص الة وص يام وزك اة وحج‪ ،‬وانص ب اهتمامه ا على أن يص ير اإلنس ان عاب داً‪ ،‬وذل ك ه و‬
‫باعتبار أن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه اهلل ويرضاه‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫الهدف الكلي للتعليم والتربية في اإلسالم‬
‫ولقد ترجم اإلمام للباب (‪ )13‬بقوله ‪ :‬باب من يرد اهلل به خيرا يفقه في الدين‪ ،‬وبه ذا ي رى البخ اري أن من‬
‫أهداف التربية التفقه في دين اهلل‪ ،‬وبالتالي التقرب إلى اهلل على علم وبصيرة‪ ،‬وعلى مراد اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ولهذا‬
‫ترجم للباب (‪ )10‬بقوله‪ :‬باب العلم قبل القول والعمل‪ ،‬ويتفق المربون المسلمون مع البخاري في ذلك فالغزالي يرى‬
‫أن الغاي ة من التربي ة هي التق رب إلى اهلل ‪ ،‬وتحقي ق الس عادة لإلنس ان‪ ،‬والس عادة ال تي يقص دها هي األخروي ة‪ ،‬وذل ك‬
‫لشمولها لكل مرغوب‪ ...‬وأصل هذه السعادة في الدنيا واآلخرة هو العلم(‪.)22‬‬
‫كما يرى البخاري أيضا أن من األهداف التربوية نشر العلم حيث ترجم للباب (‪ )9‬بقوله ‪ :‬باب قول النبي‪‬‬
‫رب مبلغ أوعى من سامع‪ ،‬وللباب (‪ )20‬باب فضل من علم وعلم‪ .‬فهذا حث على بذل العلم ونشره حتى يصبح العلم‬
‫في متناول الجميع‪ ،‬وكل يأخذ منه حسب قدراته واستعداداته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنهـج التربـوي‬


‫ويع رف بأنه "مجم وع الخ برات واألنش طة التربوية ال تي تهيؤها المدرسة للتالميذ داخلها وخارجها بقصد‬
‫مساعدتهم على النمو الشامل في كافة الجوانب (عقلية – ثقافية – دينية – اجتماعية – جسمية – نفسية – فنية) نموا‬
‫ويمكن تعريف منهاج التربية اإلسالمية‬ ‫(‪)23‬‬
‫يؤدي إلى تعديل سلوكهم ويعمل على تحقيق األهداف التربوية المنشودة"‪.‬‬
‫"بأن ه نظ ام متكام ل من المع ارف والقيم اإللهي ة الثابت ة‪ ،‬والمع ارف والقيم اإلنس انية المتغ يرة‪ ،‬المخطط ة والهادف ة ال تي‬
‫يتفاع ل معه ا الطلب ة تحت إش راف المدرس ة‪ ،‬لمس اعدتهم على بل وغ كم الهم اإلنس اني المتمث ل في العبودي ة هلل تع الى‪،‬‬
‫باتباع إجراءات تدريسية سليمة ومالئمة"(‪.)24‬‬
‫ويعت بر البخ اري أن المنهج ال تربوي يتض من أول م ا يتض من مب احث ال دين اإلس المي من ق رآن وس نة وم ا‬
‫يستلزمه من لغة عربية وما ينبث ق عن ه من فق ه وغ يره‪ ،‬فق د ت رجم للب اب (‪ )13‬بقول ه‪ :‬باب من يرد اهلل به خيرا يفقه‬
‫في الدين‪ .‬وللباب (‪ )17‬بقوله‪ :‬باب قول النبي‪ ‬اللهم علمه الكتاب‪ .‬ق ال الحاف ظ ابن حج ر والم راد بالكت اب الق رآن‬
‫(‪.)25‬‬
‫ألن العرف الشرعي عليه والمراد بالتعليم ما هو أعم من حفظه والتفهم فيه‬
‫وهذا يتوافق مع تقسيم الغزالي للمنهج‪ ،‬حيث قسم العلوم على أربعة أنواع‪:‬‬
‫األصول وتشمل القرآن والحديث‬
‫الفروع وتشمل الفقه‬
‫المقدمات وتشمل ما ال غنى عنه‪ ،‬في دراسة األصول مثل النحو واللغة‬
‫(‪)26‬‬
‫المتممات وتشمل القراءات والتفسير‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المعلــم‬

‫ت رجم اإلم ام البخ اري لع دد من األب واب بم ا يرش د إلى م ا ينبغي للمعلم أن يت أدب ب ه‪ ،‬ففي الب اب (‪ )2‬ي ترجم‬
‫بقوله‪ :‬باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر "محصله التنبيه‬
‫على أدب العالم والمتعلم‪ ،‬أما العالم فلما تضمنه من ترك زجر السائل‪ ،‬بل أدبه باإلعراض عنه أوال حتى استوفى ما‬
‫كان فيه‪ ،‬ثم رجع إلى جوابه فرفق به ألنه من األعراب‪ ،‬وفيه العناية بجواب سؤال السائل ولو لم يكن السؤال متعينا‬

‫‪304‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫وال الج واب(‪ )27‬فيرشد هن ا إلى أن يتم المعلم فكرت ه وحديث ه حتى ال تت داخل األفك ار ببعض ها البعض‪ ،‬وأيضا حتى ال‬
‫يصرفه الطلبة عن هدفه من الحديث والشرح في مواضيع جانبية‪ ،‬ثم األدب والحكمة في التعامل مع السائل فلم يعنفه‬
‫من جهة وأيضا أعرض عن إجابته أو حتى االلتفات له أثناء الحديث‪ ،‬ثم هو بعد ذلك يجيب‪.‬‬

‫وللب اب (‪ )15‬بقول ه‪ :‬االغتب‪%%‬اط في العلم والحكمة‪ .‬وفي ه البع د عن حس د األق ران‪ ،‬ب ل يغب ط أه ل العلم‪ ،‬أي‬
‫يتمنى أن يكون مثلهم ويتأسى بهم‪ ،‬من غير تمنى زوال النعمة والفضل عنهم‪ ،‬وبهذا يكون التنافس الشريف بين أهل‬
‫العلم‪.‬‬

‫وللباب (‪ )17‬بقوله‪ :‬باب قول النبي ‪ ‬اللهم علمه الكتاب‪ .‬وفيه أن من آداب المعلم المالطفة والتودد والدعاء‬
‫للمتعلم‪ ،‬وينبغي للمعلم أن ينصح ويرشد ويوجه‪ ،‬كما يرشد لذلك الماوردي ‪" :‬ومن آدابهم نصح من علموه‪ ،‬والرفق‬
‫بهم‪ ،‬وتس هيل الس بيل عليهم‪ ،‬وب ذل المجه ود في رف دهم‪ ،‬ومع ونتهم‪ ،‬ف إن ذل ك أعظم ألج رهم‪ ،‬وأسنى ل ذكرهم‪ ،‬وأنش ر‬
‫لعلومهم‪ ،‬وأرسخ لمعلومهم"(‪.)28‬‬

‫وت رجم للب اب (‪ )28‬بقول ه‪ :‬ب‪%%‬اب الغض‪%%‬ب في الموعظ‪%%‬ة والتعليم إذا رأى م‪%%‬ا يك‪%%‬ره‪ .‬وفي ه أن الم ربي يمكن أن‬
‫يستخدم أسلوب الشدة لضبط التالميذ وتأديبهم‪ ،‬ويتدرج في ذلك‪ ،‬حسب مقتضى الحال ‪ .‬يقول ابن جماعه(‪" :)29‬فمن رآه‬
‫مص يبا في الج واب ولم يخ ف علي ه ش دة اإلعج اب ش كره وأث نى علي ه بين أص حابه ليبعث ه على االجته اد في طلب‬
‫االزدياد‪ ،‬ومن يراه مقصرا ولم يخف نفوره عنفه على قصوره وحرضه على ما يقتضي علو الهمة ونيل المنزلة في‬
‫طلب العلم ‪ ،‬ال سيما إن كان ممن يزيده التعنيف نشاطا والشكر انبساطا(‪.)30‬‬

‫وألهمي ة العقوب ة وأثره ا ال تربوي‪ ،‬فق د نظ ر إليه ا المرب ون المس لمون على أنه ا وس يلة من وس ائل الت أديب‪،‬‬
‫ووض عوا له ا ش روطا‪ ،‬أهمه ا الت درج في العقوب ة من الرف ق إلى الشدة‪ ،‬بحيث تب دأ بالنص ح واإلرش اد على انف راد‪ ،‬ثم‬
‫(‪)31‬‬
‫التوبيخ والتأنيب على رؤوس األشهاد‪ ،‬ثم الضرب‬

‫وترجم للباب (‪ )38‬بقوله‪ :‬إثم من كذب على النبي ‪ .‬وفيه الحث على األمانة العلمية‪ ،‬وأن يتحرى الدقة فيما‬
‫يقول ويعلم‪ ،‬وتعتبر هذه الصفة من أهم صفات الباحث وإ ال لما أمكن الوثوق بالنتائج التي يتوصل إليها‪.‬‬

‫وترجم للباب (‪ )44‬بقوله‪ :‬باب ما يستحب للعالم إذا س‪%%‬ئل أي الن‪%%‬اس أعلم فيك‪%%‬ل العلم إلى اهلل‪ .‬وه ذا أدب جم‬
‫إذ العلم بيد اهلل والمعطي والرازق للفهم هو اهلل والبد من رد الفضل لصاحب الفضل‪ ،‬فالبد للعالم من التواضع‪ ،‬وأن‬
‫ال يكون فخورا بما حصل من المعرفة‪ ،‬إذ ال فائدة من علم لم يرافقه أدب وخلق‪ ،‬ومهما حصل اإلنسان من العلم فهو‬
‫نقطة في بحر أو أقل ولذلك ترجم البخاري للباب (‪ )47‬بقوله‪ :‬باب قوله تعالى ‪‬وما أوتيتم من العلم إال قليال‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المتعلم‬


‫وأرشد البخاري إلى بعض ما ينبغي أن يتحلى به المتعلم‪ ،‬ونلمح ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫ترجم اإلمام للباب (‪ )2‬بقوله‪ :‬من سئل علما وهو مشتغل في حديث‪%%‬ه ف‪%‬أتم الح‪%%‬ديث ثم أج‪%%‬اب الس‪%%‬ائل‪ .‬تض من‬
‫من أدب السائل أن ال يسأل العالم وهو مشتغل بغيره‪.‬‬
‫وللباب (‪ )18‬بقوله‪ :‬متى يصح سماع الصغير‪ .‬وفيه الحث على التعلم منذ الصغر‪ ،‬قال ابن حجر "ومقصود‬
‫(‪. )32‬‬
‫الباب االستدالل على أن البلوغ ليس شرطا في التحمل‪ ...‬والسماع يقصد فيه الفهم فكانت مظنته التمييز‬

‫‪305‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكان كثير من العلماء إذا بلغ الطفل عندهم خمس سنين أحضروه مجالس العلماء‪ ،‬وأمروا أن يكتبوا له أنه‬
‫حضر معهم وسمع‪ ،‬فيقرؤون مثال في المجلس صحيح البخاري كله‪ ،‬ثم يكتبون الذين سمعوه من أوله إلى آخره‪ ،‬وقد‬
‫يك ون بعض هم ابن خمس سنين أو ست سنين‪ ،‬يقولون‪ :‬سمعه فالن وفالن حتى يعدوا األطفال؛ ألنهم سوف يروونه‬
‫‪ .‬ويحث الغ زالي الوال دين على تربي ة الطف ل في س ن مبك رة‬ ‫(‪)33‬‬
‫ب ذلك اإلس ناد فيكتب ون س ماع الص غير إذا ك ان يعقل‬
‫فيق ول‪ :‬اعلم أن الطري ق في رياض ة الص بيان من أهم األم ور وأوك دها‪ ،‬والص بي أمان ة عن د والدي ه‪ ،‬وقلب ه الط اهر‬
‫جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة‪ ،‬وهو قابل لكل نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه‪ ،‬فإن عوده‬
‫الخير وعلمه نشأ عليه‪ ،‬وسعد في الدنيا واآلخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب(‪.)34‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )29‬بقول ه‪ :‬من برك على ركبتي‪%%‬ه عن‪%%‬د اإلم‪%%‬ام أو المح‪%%‬دث‪ .‬وه ذا بي ان ألخالق المتعلم‪ ،‬حيث‬
‫اإلجالل واالحترام لمعلمه‪ ،‬يقول الزرنوجي( ‪ " :)35‬فإن من علمك حرفا مما تحتاج إليه في الدين فهو أبوك في ال دين‪،‬‬
‫وعلى ط الب العلم أن ال يس ير أم ام معلم ه‪ ،‬وال يجلس مكان ه وال يبتدئ ه ب الكالم(‪ .)36‬ويؤك د الغ زالي ض رورة تواض ع‬
‫المتعلم للعلم واحترامه وتقديره للعلماء‪ ،‬فال يتكبر على العلم وال يتآمر على معلم‪ ،‬بل يلقي إليه زمام أمره بالكلية في‬
‫كل تفصيل ويذعن لنصيحته‪ ،‬إذعان المريض الجاهل للطبيب المشفق الحاذق(‪.)37‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )33‬بقوله‪:‬الحرص على الحديث‪ .‬وفي ه ح رص التلمي ذ على موض وع تعلم ه‪ ،‬وأن يظه ر همة‬
‫عاليه وجد ورغبة في التعلم‪ ،‬ألن العلم لن يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك كما يقال‪ .‬وقد ترجم البخاري للباب (‪)19‬‬
‫بقوله‪ :‬باب الخروج في طلب العلم‪ ،‬ورحل جابر بن عبداهلل مس‪%%‬يرة ش‪%%‬هر إلى عبداهلل بن أنيس في ح‪%%‬ديث واحد‪ .‬ففي‬
‫ذكر قصة رحلة جابر رضي اهلل عنه مثال على الحرص على الحديث‪.‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )36‬بقول ه‪ :‬من س‪%%‬مع ش‪%%‬يئا فراج‪%%‬ع ح‪%%‬تى يعرفه‪ .‬وفي ه حث المتعلم على الح وار‪ ،‬والس ؤال‪،‬‬
‫حتى يفهم ما يتعلم‪ ،‬وأن ال يكون تعلمه صما وحفظا للمعارف بدون فهم‪ ،‬ولهذا ترجم البخاري للباب (‪ )14‬بقول ه‪:‬باب‬
‫الفهم في العلم‪.‬‬
‫وللباب (‪ )50‬بقوله‪ :‬باب الحياء في العلم‪ ،‬وقال مجاهد ال يتعلم العلم مس‪%‬تحي وال متك‪%‬بر‪ .‬وق‪%‬الت عائش‪%‬ة نعم‬
‫النساء نس‪%%‬اء األنص‪%%‬ار لم يمنعهن الحي‪%%‬اء أن يتفقهن في ال‪%%‬دين‪ .‬ق ال الحاف ظ في الفتح "وكأن ه أراد تح ريض المتعلمين‬
‫على ترك العجز والتكبر لما يؤثر كل منهما في النقص في التعليم(‪)38‬ولهذا ينبغي للمتعلم أن ال يمنعه الحياء من العلم‪،‬‬
‫ألنه في هذا الموضع ليس محمودا‪ ،‬مع أن الحياء مطلوب عموما وهو من اإليمان‪ .‬ولهذا ترجم للباب (‪ )51‬بقوله‬
‫باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال‪ .‬قال الدهلوي هو جائز لحصول أصل الغرض من السؤال(‪.)39‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬طـرائق وأسـاليـب التعلـيـم‬


‫وتع رف طرائ ق الت دريس بأنه ا "س ائر األنش طة والتص رفات الموجه ة ال تي تم ارس في الموق ف التعليمي‪،‬‬
‫وتوصل المتعلمين إلى األهداف المحددة(‪.)40‬‬
‫" ويعرف أسلوب التدريس إجرائيا بأنه مجموع اإلجراءات والتدابير‪ ،‬أو المسار الذي يسلكه المعلم في عملية‬
‫التفاع ل المتب ادل بين ه وبين المتعلمين وعناص ر البيئ ة المختلف ة‪ ،‬ال تي يهيؤه ا المعلم‪ ،‬إلكس اب طالب ه المع ارف‬
‫والمعلوم ات والخ برات والمه ارات واالتجاه ات في ف ترة زمني ة مح ددة هي ال درس"(‪ .)41‬وربم ا يظه ر من التع ريفين‬
‫السابقين تشابه وخلط بين الطريقة واألسلوب‪ ،‬ولتوضيح الفرق نقول أن الطريقة أعم من األسلوب‪ ،‬فهي مجموعة من‬
‫األس اليب ال تي يس لكها المعلم في الموق ف التعليمي‪ .‬فمن األمثل ة على الطرائ ق كم ا ي ذكرها الخوال دة وعيد(‪ :)42‬التعليم‬

‫‪306‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫التع اوني‪ ،‬والتنافس ي‪ ،‬وتفري د التعليم (الم برمج وال ذاتي) والتعليم الجمعي‪ ،‬وأم ا أمثل ة األس لوب فالقص ة‪ ،‬والمحاض رة‪،‬‬
‫و حل المشكالت‪ ،‬والحوار والمناقشة‪ ،‬والسؤال والجواب‪.‬‬
‫ومن هنا نالحظ تنوع الطرائق واألساليب التي يمكن أن يسلكها المعلم في سبيل تعليم الطلبة‪ ،‬ويختار منها ما‬
‫يناسب المتعلم‪ ،‬والهدف‪ ،‬والزمان والمكان‪ ،‬وقد أشار البخاري رحمه اهلل إلى عدد من تلك األساليب الناجعة والنافعة‪.‬‬
‫ين أُوتُ‪%%‬وا ا ْل ِع ْل َم‬
‫آم ُن‪%%‬وا ِمن ُك ْم َوالَّ ِذ َ‬ ‫فق د ت رجم للب اب (‪ )1‬بقول ه‪ :‬فض‪%%‬ل العلم وق‪%%‬ول اهلل تع‪%%‬الى‪َ :‬ي ْرفَ‪%ِ %‬ع اللَّ ُه الَّ ِذ َ‬
‫ين َ‬
‫ات وقول‪%%‬ه ع‪%%‬ز وج‪%%‬ل‪َ  :‬ر ِّب ِز ْد ِني ِع ْل ًما‪ .‬وه ذا من المب ادئ المعروف ة والمتبع ة عن د الم ؤلفين في التربي ة العربي ة‬ ‫َدرج‪ٍ %‬‬
‫َ َ‬
‫اإلسالمية أن الكاتب يبدأ رسالته ببيان أهمية العلم‪ ،‬مثل ابن سحنون والقابسي والسمعاني‪ ،‬وغيرهم(‪ .)43‬قال الحافظ‬
‫في الفتح "وهو جار على أساليب العرب القديمة فإنهم يبدؤون بفضيلة المطلوب للتشويق إليه إذا كانت حقيقته مكشوفة‬
‫معلومة(‪ . )44‬وهذا األسلوب يؤدي إلى التهيئة النفسية للمتعلمين في التفاعل وقبول المعرفة الجديدة‪ ،‬ألنه كلما اشتدت‬
‫رغب ة التالمي ذ في التعلم وحس نت ب واعثهم‪ ،‬وزادت دافعيتهم‪ ،‬وت أهبوا لطلب العلم‪ ،‬وق ويت رغبتهم في تحص يله‬
‫وصدقت نيتهم لتعلمه ازداد إقبالهم إليه‪ ،‬وقوي حرصهم عليه‪ ،‬فينتفعون بما يطرح إليهم من العلم والمعرفة وينفعون‬
‫به غيرهم‪.‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )5‬بقول ه‪ :‬طرح اإلمام المس‪%%‬ألة على أص‪%‬حابه ليخت‪%‬بر م‪%‬ا عن‪%‬دهم من العلم‪ .‬وق د أخ ذ المرب ون‬
‫المسلمون بهذا األسلوب في تدريس التربية اإلسالمية‪ ،‬فكان أبو حنيفة مثال‪ ،‬يطرح المشكلة أمام طالبه ويتبادل معهم‬
‫األفكار واآلراء وتمضي الساعات الطوال في الحوار والمناقشة(‪.)45‬‬
‫ويدخل تحت هذا الباب التعلم التنافسي‪" ،‬والذي يقوم على أساس الطلب من المتعلمين جميعا‪ ،‬أنواعا متماثلة‬
‫من المه ام والنش اطات والطلب ات لت ؤدى في ال زمن ذات ه"(‪ ،)46‬ويمت از التعلم التنافس ي‪ ،‬بالق درة على معرف ة ق درات‬
‫المتعلمين على تنفيذ المهام والقيام بالطلبات والنشاطات‪.‬‬
‫وترجم رحمه اهلل للباب (‪ )14‬بقوله‪ :‬الفهم في العلم‪ .‬وفيه الحث على االهتمام بفهم العلم وليس التركيز على‬
‫الحفظ األصم‪ ،‬وحشو األدمغة‪.‬‬
‫وترجم للباب (‪ )16‬بقوله‪ :‬ما ذكر في ذهاب موسى ‪ ‬في البحر إلى الخضر‪ ،‬وقوله تعالى هل أتبعك على أن‬
‫تعلمني مما علمت رشدا‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬هذا الباب معقود للترغيب في احتمال المشقة في طلب العلم‪ ،‬ألن ما يغتبط‬
‫ب ه تحتم ل المش قة في ه‪ ،‬وألن موس ى علي ه الص الة والس الم لم يمنع ه بلوغ ه من الس يادة المح ل األعلى من طلب العلم‬
‫وركوب البر والبحر ألجله(‪. )47‬‬
‫مقصود الباب إثبات الرحلة ألجل تحصيل العلم‪ ،‬وموقع قوله (في البحر) من الترجمة‪،‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫وقال الدهلوي‬
‫التنبيه على شرف التعليم‪ ،‬حتى جاز في طلبه المخاطرة بركوب البحر‪ ،‬وركبه األنبياء في طلبه‪ ،‬بخالف الدنيا فقد‬
‫كرهه بعضهم‪ ،‬واستثقله الكل(‪. )49‬‬
‫وترجم للباب (‪ )17‬بقوله‪ :‬قول النبي ‪ ‬اللهم علمه الكتاب‪ .‬وفيه أسلوب الت ودد والتلطف مع التلميذ والدعاء‬
‫ل ه‪ ،‬وم ا ل ذلك من أث ر في نفس يته ومحبت ه لمعلم ه ولمدرس ته‪ ،‬حيث ي رغب اإلنس ان في تك رار الخ برة ال تي تجلب ل ه‬
‫المدح والثناء والسعادة‪ ،‬بحسب قانون األثر‪ ،‬ويحب البيئة المحيطة بتلك الخبرة حسب قانون انتشار األثر‪.‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )19‬بقول ه‪ :‬باب الخروج في طلب العلم ورحل ج‪%%‬ابر بن عبداهلل مس‪%%‬يرة ش‪%%‬هر إلى عبداهلل بن‬
‫أنيس في حديث واح‪%‬د‪ .‬وفي ه الحث على البحث العلمي‪ ،‬والس عي وراء المعرف ة‪ ،‬واحتم ال المش قة والص بر في س بيل‬

‫‪307‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا أسلوب متبع عند العلماء في السابق‪ ،‬وخاصة علماء الحديث وقصص رحالتهم في طلب العلم مشهورة‪،‬‬
‫وعلى رأسهم البخاري الذي ارتحل في طلب الحديث رحالت كثيرة وطويلة‪.‬‬
‫وترجم للباب (‪ )21‬بقوله‪ :‬باب رفع العلم وظهور الجهل وقال ربيعة ال ينبغي ألح‪%%‬د عن‪%%‬ده ش‪%%‬يء من العلم أن‬
‫يضيع نفسه‪ .‬قال ابن جماعة مناسبة قول ربيعة للترجمة أن الفهيم المتأمل إذا ضيع نفسه بترك التحصيل ضاع العلم‬
‫ق ال الحاف ظ في الفتح‪ :‬أو م راده الحث على‬ ‫(‪)50‬‬
‫ألن البلي د ال يفهم ه‪ ،‬والفهيم ض يع نفس ه ب ترك التحص يل فيض يع العلم‬
‫نشر العلم في أهله لئال يموت العالم قبل ذلك فيؤدي إلى رفع العلم‪ ،‬أو مراده أن يشهر العالم نفسه ويتصدى لألخذ‬
‫عن ه لئال يض يع عمل ه‪ ،‬وقي ل م راده تعظيم العلم وتوق يره‪ ،‬فال يهين نفس ه ب أن يجعله ا عرض ا لل دنيا (‪ .)51‬ق ال ش اه‬
‫ال دهلوي‪ :‬ف إن قلت‪ :‬م ا وج ه مطابق ة ق ول ربيع ة لرف ع العلم؟ قلت وجهه ا أن ص احب الفهم إذا ض يع نفس ه فلم يتعلم‪،‬‬
‫أفض ى إلى رف ع العلم‪ ،‬ألن البلي د ال يقب ل العلم‪ ،‬فه و عن ه مرتف ع‪ ،‬فل و لم يتعلم ص احب الفهم الرتف ع العلم عن ه أيض ا‪،‬‬
‫فيرتفع عموما‪ ،‬وذلك من األشراط التي ال تقارن إال شرار الخلق فعلى الناس أن يتوقوها ما أمكن(‪. )52‬‬
‫ب اب (‪ )24‬من أج‪%%‬اب الفتي‪%%‬ا بإش‪%%‬ارة الي‪%%‬د وال‪%%‬رأس‪ ،‬وفي ه ذا اس تخدام للوس ائل اإليض احية وال تي تعم ل على‬
‫تق ريب مس تويات الخ برة لل دارس وت وفر األس اس الم ادي المحس وس للتفك ير وتقل ل من أخط ار التعلم اللفظي وتث ير‬
‫اهتمام التالميذ وتجعل الخبرات مترسخة وتوفر خبرات متنوعة(‪. )53‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )30‬بقوله‪ :‬من أعاد الحديث ثالثا ليفهم عنه‪ .‬إن الن اظر في متن الحديث يتوق ع أن يتم إي راد‬
‫هذا الحديث في كتاب الصالة أو الوضوء حيث ينص الحديث (‪ ...‬فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل‬
‫لألعقاب من النار مرتين أو ثالثا)‪ ،‬لكن البخاري أورده في كتاب العلم‪ ،‬ليستشهد به على أسلوب التكرار في التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬ومعلوم أن ما تكرر تقرر‪ ،‬ونحن بحاجة إلى تكرار ما نتعلمه حتى يثبت في الذاكرة‪ ،‬وحتى نزداد فهما له‪.‬‬
‫وللب اب (‪ )36‬بقول ه‪ :‬باب من سمع شيئا فراج‪%‬ع ح‪%‬تى يعرفه‪ .‬وفي ه الحث على االستيض اح والس ؤال عم ا لم‬
‫يفهمه التلميذ‪ ،‬والحث على الحوار والنقاش‪ ،‬وكثيرا ما نرى بعض التالميذ يهزون رؤوسهم أمام المدرس‪ ،‬فإذا سألهم‬
‫وجد أنهم لم يستوعبوا ولم يفهموا شيئا‪ ،‬وهذا ليس خلق التلميذ الذي نريد‪.‬‬
‫وللب اب (‪ )38‬بقول ه‪ :‬إثم من ك‪%‬ذب على الن‪%‬بي ‪ .‬وفي ه أس لوب ال ترهيب من مغب ة الس لوك الخ اطئ‪ ،‬وأس لوب‬
‫ال ترغيب وال ترهيب‪ ،‬أس لوب اس تخدمه الق رآن كث يرا‪ ،‬ألن النف وس جبلت على حب م ا يجلب له ا النف ع‪ ،‬والبع د عم ا‬
‫يجلب لها األلم والتعب‪.‬‬
‫وللب اب (‪ )39‬بقول ه‪ :‬باب كتابة العلم‪ .‬وت أتي أهمي ة ه ذا األس لوب باعتب ار الكتاب ة إح دى وس ائل حف ظ العلم‪،‬‬
‫ونقله من جيل إلى جيل‪ ،‬ولذلك قيل العلم صيد والكتابة قيد‪ ،‬بل كانت من وصايا العلماء لتالميذهم االهتمام بأسلوب‬
‫كتابة العلم يقول خالد بن خداش البغدادي‪ :‬ودعت مالك بن أنس فقلت يا أبا عبداهلل أوصني‪ ،‬فقال‪ :‬عليك بتقوى اهلل في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫السر والعالنية‪ ،‬والنصح لكل مسلم وكتابة العلم من عند أهله‬
‫وللب اب (‪ )42‬بقول ه ب ‪%%‬اب حف ‪%%‬ظ العلم‪ .‬يق ول الس معاني وينبغي على المملي أن ال يح دث إال من كتاب ه ف إن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫الحفظ خوان‬
‫ترجم للباب(‪ )43‬بقوله‪ :‬اإلنصات للعلماء‪ .‬وبه يتهيأ التلميذ للدرس‪ ،‬ألن اإلنصات يساعد على جذب االنتباه‪،‬‬
‫والتفاع ل م ع الموق ف ال تربوي‪ .‬ق ال الحاف ظ في الفتح‪ :‬ق ال ابن بط ال في ه أن اإلنص ات للعلم اء الزم للمتعلمين ألن‬
‫العلماء ورثة األنبياء(‪.)56‬‬

‫‪308‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬

‫المطلب السادس‪ :‬بيئة التعلـم‬


‫البيئة التعليمية هي الوسط الذي يحصل فيه التعلم‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن مفهوم بيئة التعلم يعني‪ :‬مجموع‬
‫الم ؤثرات المادي ة والبش رية والفيزيقي ة ال تي يك ون له ا ت أثير في عملي ة التعلم(‪ .)57‬وق د ت رجم البخ اري لمجموع ة من‬
‫األبواب‪ ،‬بتراجم تشير إلى تنظيم البيئة التعليمية‪:‬‬
‫فق د ت رجم للب اب (‪ )3‬بقول ه‪ :‬من رفع صوته بالعلم‪ .‬وي دل ه ذا األس لوب على أهمي ة أن تك ون البيئ ة التعليمي ة‬
‫مناسبة لنقل الرسالة كوضوح الصوت ودرجته والبعد عن المشتتات والفوضى‪ ،‬حتى تصل الرسالة للمتلقي بوضوح‪.‬‬
‫وت رجم رحم ه اهلل للب اب (‪ )8‬بقول ه‪ :‬من قع‪%%‬د حيث ينتهي ب‪%%‬ه المجلس ومن رأى فرج‪%%‬ة في الحلق‪%%‬ة فجلس‬
‫فيها‪ .‬وفي ه تنظيم جلوس الطلب ة بطريقة معينة منظم ة‪ ،‬تتيح لجمي ع التالميذ فرص ة رؤي ة المعلم‪ ،‬وبم ا ال ي ؤذي بقي ة‬
‫الطلبة‪ ،‬أو يعتدي على حقوقهم‪ .‬وقال الحافظ في الفتح "وفيه استحباب التحليق فيه مجالس الذكر والعلم"(‪. )58‬‬
‫وترجم للباب (‪ )23‬بقوله‪ :‬الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها‪ .‬ق ال الحاف ظ "وم راده أن الع الم يجيب س ؤال‬
‫‪ .‬ويوص ي الس معاني أن يجلس الم درس على من بر ( إذا ك ثر ع دد من يس مع) ح تى يب دو‬ ‫(‪)59‬‬
‫الط الب ول و ك ان راكبا‬
‫‪ .‬وفي الحديث (أن رسول اهلل ‪ ‬حين عُ ِمل ووضع له المنبر قام عليه فاستقبل القبلة‪ ‬كبر‬ ‫(‪)60‬‬
‫للجماعة ويبلغهم صوته‬
‫وقام الناس خلفه فقرأ وركع‪ ،‬وركع الناس خلفه ثم رفع رأسه ثم رجع القهقرى فسجد على األرض ثم عاد إلى المنبر‬
‫ثم رك ع ثم رف ع رأس ه ثم رج ع القهقرى حتى سجد ب األرض)(‪ .)61‬فالنبي ‪ ‬ص لى على المنبر حتى يتمكن الن اس من‬
‫رؤيته‪ ،‬ومعلوم أنه كلما زادت الحواس المستخدمة زاد الفهم‪ ،‬فحين نستخدم السمع والبصر أفضل من االقتصار على‬
‫السمع‪ ،‬كما أن التواصل البصري يزيد من التفاعل بين المرسل والمستقبل‪ ،‬وينقل اإليحاءات الجسدية أو ما يسمى لغة‬
‫الجسد بما يوضح الفكرة ويبين المقصود‪.‬‬
‫وترجم للباب (‪ )35‬بقوله‪ :‬هل يجعل للنساء يوم على ح‪%‬دة في العلم‪ .‬وفي ه تحدي د برن امج زم ني للتعلم‪ ،‬يق ول‬
‫السمعاني‪ :‬وينبغي للمملي(المعلم) أن يعين ألصحابه يوم المجلس لئال ينقطعوا عن أشغالهم‪ ،‬وليستعدوا إلتيانه‪ ،‬ويعد‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬وإ ذا عين لهم اليوم ووعدهم باإلمالء فيه‪ ،‬فال ينبغي له إخالف موعده‬
‫وترجم للباب (‪ )40‬بقوله‪ :‬العلم والعظة بالليل‪ .‬وللب اب (‪ )41‬بقوله‪ :‬السمر في العلم‪ .‬وفي ه أن السمر ب العلم‬
‫خارج عن النهي عن الحديث بعد صالة العشاء الوارد في حديث أبي برزة ‪( ‬أن رسول اهلل ‪ ‬كان يكره النوم قبل‬
‫‪ .‬ق ال الحاف ظ ابن حج ر "وأراد المص نف التنبي ه على أن النهي عن الح ديث بع د العش اء‬ ‫(‪)63‬‬
‫العش اء والح ديث بع دها)‬
‫مخصوص بما ال يكون في الخير(‪. )64‬‬
‫وترجم للباب (‪ )45‬بقوله‪ :‬من سأل وهو قائم عالما جالسا‪ .‬قال ابن جماعة مقص وده أن س ؤال القائم الع الم‬
‫الجالس ليس من باب من أحب أن يتمثل له الرجال قياما‪ ،‬بل هو جائز إذا سلمت النفس فيه من الكبر(‪. )65‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )46‬بقول ه‪ :‬الس‪%%‬ؤال والفتي‪%%‬ا عن‪%%‬د رمي الجم‪%%‬ار‪ .‬ق ال الحاف ظ في الفتح "م راده أن اش تغال الع الم‬
‫بالطاع ة ال يمن ع من س ؤاله عن العلم م ا لم يكن مس تغرقا فيه ا ‪ ...‬وأن س ؤال الع الم على قارع ة الطري ق عم ا يحت اج‬
‫إليه السائل ال نقص فيه على العالم إذا أجاب وال لوم على السائل(‪. )66‬‬
‫وت رجم للب اب (‪ )52‬بقول ه‪ :‬ذكر العلم والفتيا في المس‪%%‬جد‪ .‬وفي الترجم تين أن المعلم يجيب على أس ئلة التالمي ذ‬
‫في ك ل مك ان وذل ك اغتنام ا لل وقت‪ ،‬حيث كث ير م ا يس أل الطلب ة الم درس وه و خ ارج من المحاض رة‪ ،‬أو في‬

‫‪309‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مكتبة‪...‬الخ‪ ،‬وفيه أيضا أنه من األفضل أن يكون التعليم في المكان المخصص حيث النفوس متهيئة‪ ،‬والبيئة مجهزة‪،‬‬
‫وتعميما للفائدة إذ العدد أكبر‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬الفروق الفردية‬
‫وتق وم التربي ة اإلس المية على مب دأ مراع اة الف روق الفردي ة بين المتعلمين‪ ،‬والف روق الفردي ة هي الس مات‬
‫حيث‬ ‫(‪)67‬‬
‫والص فات ال تي تم يز أي ف رد من أف راد المجموع ة عن غ يره‪ ،‬وأي ة مجموع ة من المجموع ات عن غيره ا‪،‬‬
‫هنال ك ف روق جوهري ة وأساس ية بين الن اس من حيث جنس هم وس ماتهم وخصائص هم واس تعداداتهم وق دراتهم ومس توى‬
‫ذك ائهم ورغب اتهم ‪..‬الخ‪ ،‬كم ا تع رف الف روق الفردي ة بأنه ا‪ :‬االنحراف ات الفردي ة عن المتوس ط الجم اعي في الص فات‬
‫المختلفة(‪.)68‬‬
‫وقد ترجم البخاري للباب (‪ )48‬بقوله‪ :‬من ترك بعض االختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الن‪%%‬اس فيقع‪%%‬وا في‬
‫أشد منه‪ .‬وترجم للب اب(‪ )49‬بقول ه‪ :‬من خص بالعلم قوما دون قوما كراهية أن ال يفهم‪%%‬وا‪ .‬وللب اب (‪ )53‬بقول ه‪ :‬من‬
‫أجاب السائل ب‪%%‬أكثر مم‪%%‬ا س‪%%‬أله‪ .‬وت دل ه ذه ال تراجم على أن البخ اري يأخ ذ بمب دأ الف روق الفردي ة‪ ،‬وأن على المعلم أن‬
‫يراعي قدرات واستعدادات التلميذ‪ ،‬وأن يعلمه ما يطيقه‪ ،‬وبالمقابل فإنه يرشد إلى الزيادة والتوسع مع التلميذ النبيه‬
‫الفطن‪.‬‬

‫المطلب الثامن‪ :‬التناوب في التعلم (التعلم التعاوني)‬


‫وقد تناول البخاري رحمه اهلل هذه الطريقة وت رجم للب اب (‪ )25‬بقول ه‪ :‬باب تحريض النبي ‪ ‬وف‪%‬د عب‪%‬د القيس‬
‫على أن يحفظ‪%%‬وا اإليم‪%%‬ان والعلم ويخ‪%%‬بروا من وراءهم‪ .‬وت رجم للب اب (‪ )26‬بقول ه ب‪%%‬اب الرحل‪%%‬ة في المس‪%%‬ألة النازل‪%%‬ة‬
‫وتعليم أهله‪ .‬وترجم للباب (‪ )27‬بمصطلح ال أظن أحدا سبقه إليه حيث بوب له بقوله‪ :‬باب التناوب في العلم‪ .‬وتدل‬
‫هذه التراجم على أن اإلمام رحمه اهلل يتبنى هذه الطريقة من طرق التعليم‪ ،‬حيث أن الظروف أو بعد المكان أو طبيعة‬
‫العمل‪ ..‬الخ‪ ،‬قد تمنع البعض من الذهاب للعالم في كل وقت‪ ،‬فيكون في ذلك تسهيال وتيسيرا‪ ،‬كما أن بعض التالميذ‬
‫يفهم عن زميله أسهل‪ ،‬ويكون عنده الجرأة أكثر للسؤال واالستيضاح‪ ،‬في حين أنه قد يخجل أو يهاب من المعلم‪.‬‬
‫إلى ثالث‬ ‫(‪)69‬‬
‫ويقابل مصطلح التناوب في التعلم مصلح التعلم التعاوني في أيامنا هذه‪ ،‬حيث أشارت الشمري‬
‫صور من صور التعلم التعاوني‪ ،‬األولى‪ :‬ينتدب من كل مجموعة فرد يسمى خبيرا‪ ،‬وتقوم مجموعة الخبراء بدراسة‬
‫الجزء المخصص لها‪ ،‬ثم يعود الخبير إلى مجموعته ليوضح لهم ما اكتسب من معلومات‪ ،‬وأما الصورة الثانية‪ :‬يقسم‬
‫الدرس بين شخصين ثم يقوم كل منهما بدراسة قسمه‪ ،‬ثم يشرحه للطرف األخر ‪ ،‬ثم يتناقشان فيه ويلخصانه‪ ،‬وهكذا‬
‫في القسم الثاني‪.‬‬

‫المطلب التاسع‪ :‬تعليـم المــرأة‬


‫لم تف رق التربي ة اإلس المية في الحث على العلم والتعلم‪ ،‬بين ال ذكر واألن ثى‪ ،‬ب ل إنه ا حثت على تعليم الم رأة‬
‫بش كل خ اص‪ ،‬وق د ت رجم البخ اري للب اب(‪ )26‬بقول ه‪ :‬الرحل‪%%%‬ة في المس‪%%%‬ألة النازل‪%%%‬ة وتعليم أهله‪ .‬وللب اب (‪)31‬‬
‫بقول ه‪:‬تعليم الرجل أمت‪%‬ه وأهله‪ .‬وفي ه إرش اد الرج ل إلى تعليم زوجت ه وبنات ه‪..‬الخ‪ ،‬وأن ه من حقوقه ا علي ه أن يعلمهن‬
‫ويرشدهن إلى ما فيه صالحهن‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ناصر‬
‫إبراهيم الشرعة‬
‫وت رجم رحم ه اهلل للب اب (‪ )32‬بقول ه‪ :‬عظ‪%%‬ة اإلم‪%%‬ام النس‪%%‬اء وتعليمهن‪ .‬وفي ه أن تعليم الم رأة ليس حق ا خاص ا‬
‫على وليها فقط‪ ،‬وإ نما هو حق عام ينبغي أن تقوم الدولة كلها بالعمل على تحقيقه‪ ،‬وتيسير سبله‪ ،‬على أن يراعى في‬
‫ذلك خصوصية المرأة بما يتناسب معها من حيث الموضوع‪ ،‬والمكان والزمان‪ ،‬ولهذا ترجم رحمه اهلل للباب (‪)35‬‬
‫بقول ه‪:‬هل يجعل للنس‪%%‬اء ي‪%‬وم على ح‪%‬دة في العلم‪ .‬وص يغة التس اؤل ه ذه ت دل على أن األم ر يحتم ل آراء متع ددة‪ ،‬وأن‬
‫اختياره هو ما بعد صيغة التساؤل‪ ،‬أي يجعل للنساء يوم على حدة‪ ،‬والدليل على أن هذا هو اختياره‪ ،‬نص الحديث‬
‫الذي ساقه بعد الترجمة‪( ،‬فوعدهن يوما لقيهن فوعظهن‪ ،)...‬وحري بالتربية الحديثة أن تأخذ بهذا المبدأ بأن يكون‬
‫هناك تعليم خاص بالنساء‪ ،‬مراعاة لخصوصية المرأة‪.‬‬
‫في حين أن جان جاك روسو المربي السويسري والذي عاش في فرنسا ويعتبر قائدا للثورة التربوية الحديثة‬
‫ورائدا للفلسفة الطبيعية ‪ ،‬يقول في تربية المرأة ( إن المرأة المثقفة وباء لزوجها‪ ،‬وألطفالها ولعائلتها ولكل فرد) (‪.)70‬‬
‫وقد وجه له النقد الكبير على موقفه من المرأة وتعليمها‪ ،‬فقد هضم المرأة حقوقها‪ ،‬وقلل من نصيبها في الحياة ولم‬
‫يعتبرها مخلوقا مستقال بذاته ظن وإ نما اعتبرها جزءا مكمال لطبيعة الرجل كأنما خلقت إلسعاده وخدمته ليس إال(‪.)71‬‬
‫المطلب العاشر‪ :‬تربية الموهوبين‬
‫وترجم رحمه للباب (‪ )53‬وهو الباب األخير بقوله باب من أجاب السائل بأكثر مما س‪%%‬أله‪ .‬وفي ه أن المعلم إذا‬
‫وج د في التلمي ذ نباه ة وفطن ة ونهم ا إلى العلم‪ ،‬ينبغي ل ه أن يزي ده‪ ،‬وي روي ظم أه للعلم والبحث‪ ،‬وينبغي للم دارس أن‬
‫تهتم بهذه الفئة‪ ،‬إذ تجمع البحوث العلمية على أن التالميذ الموهوبين والمتفوقين الذين يحرمون من الفرص التربوية‬
‫المصممة خصيصا لهم يخفقون في تحقيق أقصى ما تسمح به طاقاتهم‪ ،‬ولما كان األمر كذلك فإن عدم تنفيذ البرامج‬
‫التربوية الخاصة لهذه الفئات من التالميذ تعني خسارة كبيرة ليس لهم فقط وإ نما لمجتمعهم الكبير أيضا حيث أن كل‬
‫المجتمعات بحاجة كبيرة إلى عطاء كل أفرادها وبخاصة المتميزين منهم(‪.)72‬‬

‫المطلب الحادي عشر‪ :‬تعليم الكبار واستمرارية التعليم‬


‫يذهب البخاري إلى أهمية تعليم اإلنسان صغيرا كان أم كبيرا‪ ،‬رفيعا كان أم وضيعا‪ ،‬وأن يستمر طلب العلم‬
‫م دى الحي اة‪ ،‬فق د ت رجم للب اب (‪ )16‬م‪%%‬ا ذك‪%%‬ر في ذه‪%%‬اب موس‪%%‬ى ‪ ‬في البحر‪ .‬وه و ي وم ذاك ن بي‪ ،‬واألنبي اء تبعث في‬
‫األربعين‪ .‬فلم تمنعه مكانته وال سنه من طلب العلم بل إنه طلب العلم من العالم ب أروع األدب فق ال‪َ ‬ه ْل أَتَِّب ُع َك َعلَى أ ْ‬
‫َن‬
‫تُ َعلِّ َم ِن ِم َّما ُعلِّ ْم َت ُر ْ‬
‫ش ًدا‪[‬الكهف‪.]66 :‬‬
‫وللب اب (‪ )25‬بقول ه‪ :‬ب‪%%‬اب تح‪%%‬ريض الن‪%%‬بي ‪ ‬وف‪%%‬د عب‪%%‬د القيس على أن يحفظ‪%%‬وا اإليم‪%%‬ان والعلم ويخ‪%%‬بروا من‬
‫وراءهم‪ .‬والوفد يكون من كبار القوم سنا ومكانة‪ .‬فالتربية اإلسالمية في اعتماد مبدأ استمرارية التعليم‪ ،‬إنما تدعو‬
‫إلى أن يفش و في األرض وينش ر بين الن اس‪ ،‬فال يك ون حك را على طائف ة من الن اس دون غ يرهم‪ ،‬فك ان من الحكم ة‬
‫حمل الناس الدين إلى حيث يحلون ويرتحلون(‪.)73‬‬
‫وللباب (‪ )31‬بقوله‪ :‬باب تعليم الرجل أمته وأهله‪ .‬وأهله هنا هي زوجته‪ .‬فيبقى التعليم مستمرا في الزمان‪،‬‬
‫والمكان‪ ،‬فال يتوقف عند عمر وال عند التخرج من المؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫وللماوردي آراء تتعلق باستمرارية تعلم الكبار فهو ال يرى أي ضرر في أن يتعلم اإلنسان ما جهله ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫وربما امتنع اإلنسان من طلب العلم لكبر سنه‪ ،‬واستحيائه من تقصيره في صغره‪ ،‬أن يتعلم في كبره فرضي بالجهل‬

‫‪311‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معالم الفكر التربوي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أن يك ون موس موما ب ه‪ ،‬وآث ره على العلم‪ ،‬أن يص ير مبت دئا ب ه‪ ،‬وه ذا من خ دع الجه ل وغ رور الكسل(‪ .)74‬وفي ه ذا‬
‫الزمان الذي تتضاعف فيه المعرفة في زمن قصير جدا‪ ،‬والذي تتاح فيه فرصة المعرفة من مصادر كثيرة ومتيسرة‬
‫للجميع‪ ،‬تصبح استمرارية التعلم والتعليم ضرورة الزمة لمن ال يريد أن يتخلف عن زمانه‪.‬‬

‫الخاتمـة‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم يتبين لنا أن اإلمام البخاري رحمه اهلل كان يمتلك رؤية تربوية متكاملة‪ ،‬صالحة أن تكون‬
‫نظريا يوجه ويرشد الع املين في المجال التربوي‪ ،‬وأن هذه الرؤية نابعة من معين كتاب اهلل وسنة رسوله ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إطارا‬
‫وأق وال الص حابة والت ابعين‪ ،‬وك ذلك من تجربت ه العلمي ة العملي ة الطويل ة‪ ،‬وق د ش ملت رؤيت ه جمي ع ج وانب العملي ة‬
‫ومرورا بالمنهج ومحتواه التعليمي‪ ،‬وطرائق‬
‫ً‬ ‫التعليمية التعلمية‪ ،‬بدءا من تحديد األهداف‪ ،‬وبيانا آلداب المعلم والمتعلم‪،‬‬
‫وتعريجا على بعض القض ايا التربوي ة كتعليم الم رأة وتربي ة الموه وبين وتعليم الكب ار‬
‫ً‬ ‫وأس اليب التعليم‪ ،‬وبيئ ة التعلم‪،‬‬
‫واستمرارية التعليم‪.‬‬
‫وفي ضوء ما سبق فإن الدراسة توصي بما يلي‪:‬‬
‫العودة إلى المصدر األصيل للتربية وهو الوحي أوال‪ ،‬ثم االستفادة من الخبرة اإلنسانية في مجال التربية ما‬ ‫‪-‬‬
‫دامت ال تتع ارض م ع الش رع الح نيف‪ ،‬حيث يت وفر ل دى الم ربي المس لم جمي ع المس تلزمات إليج اد نظري ة‬
‫تربوية كاملة متكاملة أصيلة وعصرية‪.‬‬
‫ضرورة االستفادة من معالم الفكر التربوي عند اإلمام البخاري في تأليف المناهج اإلسالمية‪ ،‬وفي التدريس‬ ‫‪-‬‬
‫وفي العملية التعليمية بشكل عام‪.‬‬
‫توجي ه الب احثين في التربية اإلس المية إلى تأص يل الفك ر ال تربوي الحديث‪ ،‬واستجالء المب ادئ التربوي ة لدى‬ ‫‪-‬‬
‫السلف الصالح من علماء المسلمين‪.‬‬
‫الهـوامـش ‪:‬‬

‫‪312‬‬
‫م‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البغوي‪ ،‬الحسين بن مسعود‪ ،‬تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2004 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،3‬ص ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫األلباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬منزلة السنة في اإلسالم‪ ،‬الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫النووي‪ ،‬يحيى‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪ ، ،‬تحقيق‪ :‬حسن عباس قطب وآخرون‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪2003 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.15‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫العس قالني‪ ،‬ابن حج ر‪ ،‬فتح الب‪%%‬اري بش‪%%‬رح ص‪%%‬حيح البخ‪%%‬اري‪ ،‬بيت األفك ار الدولي ة للنش ر والتوزيع‪ ،‬عم ان‪1999 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪.153‬‬
‫ال دهلوي‪ ،‬ش اه ولي اهلل‪ ،‬والعس قالني‪ ،‬ابن حج ر‪ ،‬شرح ت‪%‬راجم أب‪%‬واب البخ‪%‬اري ‪ ،‬تحقيق‪ :‬ع زت محم د ف رغلي ‪ ،‬دار الكت اب المص ري‬ ‫(‪) 5‬‬
‫القاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت‪1999 .‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫العس قالني‪ ،‬ابن حج ر‪ ،‬ه‪%%‬دي الس‪%%‬اري مقدم‪%‬ة فتح الب‪%%‬اري بش‪%%‬رح ص‪%%‬حيح البخ‪%%‬اري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عب دالقادر ش يبة الحم د‪ ،‬مكتب ة المل ك فهد‪،‬‬ ‫(‪) 6‬‬
‫الرياض‪1421،‬هـ‪ ،‬ص‪16:‬‬
‫األغا‪ ،‬إحسان واألستاذ‪ ،‬محمود‪ ،‬تصميم البحث التربوي (لنظرية والتطبيق)‪ ،‬مطبعة الرنتيسي‪،‬غزة ‪ ،1999،‬ص‪.83‬‬ ‫(‪) 7‬‬
‫حلمي‪ ،‬فودة وعبدالرحمن صالح‪ ،‬المرشد في كتابة البحوث التربوية‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1408 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪) 8‬‬
‫الخوالدة‪ ،‬ناصر و عيد‪ ،‬يحيى‪ ،‬تحليل المحتوى في مناهج التربية اإلسالمية وكتبها‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.160‬‬ ‫(‪) 9‬‬
‫الخوالدة وعيد‪ ،‬تحليل المحتوى‪ ،‬ص ‪.287‬‬ ‫(‪) 10‬‬
‫الخوالدة وعيد‪ ،‬تحليل المحتوى ‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫(‪) 11‬‬
‫( أ‪ .‬د‪ .‬ناص ر الخوال دة – الجامع ة األردني ة‪ ،‬د‪ .‬علي أحم د الزع بي‪ -‬وزارة التربي ة والتعليم‪ ،‬د‪ .‬زكري ا ش عبان‪ -‬جامع ة البلق اء‬ ‫(‪) 12‬‬
‫التطبيقية)‪.‬‬
‫الطوالبة‪ ،‬ابراهيم محمد‪ ،‬الجوانب التعليمية في كتاب العلم من صحيح اإلمام البخاري وشروح الحافظ ابن حجر العسقالني‪ ،‬رسالة‬ ‫(‪) 13‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة اليرموك‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫الزه راني‪ ،‬علي اب راهيم‪ ،‬ألس اليب التعليمي ة المس تقاة من خالل ت راجم اإلم ام البخ اري على أح اديث كت اب العلم في جامع ه الص حيح‪،‬‬ ‫(‪) 14‬‬
‫مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها‪ ،‬ج‪ ،15‬ع‪1424 ،27‬هـ‪.‬‬
‫العجين‪ ،‬علي اب راهيم‪ ،‬مالمح الفك ر ال تربوي عن د اإلم ام البخ اري‪ :‬ق راءة تحليلي ة لكت اب العلم من الج امع الص حيح‪ ،‬مجل‪%%‬ة إس‪%%‬المية‬ ‫(‪) 15‬‬
‫المعرفة‪ ،‬ع ‪ ،65‬ص‪2011 ،73-37‬م‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عامر حيدر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2003 ،‬م‪ .‬ج‪ ،12‬ص‪.267‬‬ ‫(‪) 16‬‬
‫القضاة‪ ،‬أمين وصبري‪ ،‬عامر‪ ،‬دراسات في مناهج المحدثين‪ ،‬جهينة للنشر‪ ،‬عمان‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.48-43‬‬ ‫(‪) 17‬‬
‫العسقالني‪ ،‬هدي الساري‪ .‬ص ‪.15‬‬ ‫(‪) 18‬‬
‫الصمصامة‪ :‬السيف‪.‬‬ ‫(‪) 19‬‬
‫الخوالدة‪ ،‬ناصر وعيد‪ ،‬يحيى‪ ،‬طرائق تدريس التربية اإلسالمية وأساليبها وتطبيقاتها العملية‪ ،‬دار حنين‪ ،‬عمان‪2001،‬م‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫(‪) 20‬‬
‫الشمري‪ ،‬هدى‪ ،‬طرق تدريس التربية اإلسالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫(‪) 21‬‬
‫العمايرة‪ ،‬محمد حسن‪ ،‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.274‬‬ ‫(‪) 22‬‬
‫الوكيل‪ ،‬حلمي والمفتي‪ ،‬محمد‪ ،‬أسس بناء المناهج وتنظيماتها‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫(‪) 23‬‬
‫هندي‪ ،‬صالح ذياب‪ ،‬طرائق تدريس التربية اإلسالمية أصول نظرية ونماذج وتطبيقات عملية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫(‪) 24‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالعزيز بن باز‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.229‬‬ ‫(‪) 25‬‬
‫الغزالي‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬إحيار علوم الدين ج‪،1‬دار النشر والتوزيع اإلسالمية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1993 ،‬ص ‪.16‬‬ ‫(‪) 26‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.233‬‬ ‫(‪) 27‬‬
‫الماوردي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،1979 ،‬ص ‪.93‬‬ ‫(‪) 28‬‬
‫ابن جماعه ‪ :‬من أعالم الفكر التربوي اإلسالمي في القرن الثامن الهجري‪ ،‬ولد بحماة وتوفي بمصر ‪733‬ه‪.‬‬ ‫(‪) 29‬‬
‫شمس الدين‪ ،‬عبد األمير‪ ،‬الفكر التربوي عند ابن جماعه‪ ،‬الشركة العالمية للكتاب‪ ،‬بيروت‪.1990،‬ص‪.22‬‬ ‫(‪) 30‬‬
‫هندي‪ ،‬طرائق التدريس‪ .‬ص ‪.108‬‬ ‫(‪) 31‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.309‬‬ ‫(‪) 32‬‬
‫ابن جبرين‪ ،‬عبداهلل بن عبدالرحمن‪ ،‬شرح كتاب العلم من صحيح البخاري‪.)www.saaid.net(،‬ص ‪25‬‬ ‫(‪) 33‬‬
‫الغزالي‪ ،‬اإلحياء ج‪ 3‬ص ‪.69‬‬ ‫(‪) 34‬‬
‫برهان الدين الزرنوجي ‪ ،‬من أعالم الفكر التربوي اإلسالمي في القرن السادس‪ ،‬ولد بتركستان‪ ،‬توفي ‪591‬ه‪.‬‬ ‫(‪) 35‬‬
‫العمايرة‪ ،‬الفكر التربوي‪ ،‬ص ‪.372‬‬ ‫(‪) 36‬‬
‫الغزالي‪ ،‬اإلحياء‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.50‬‬ ‫(‪) 37‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬ص ‪.192‬‬ ‫(‪) 38‬‬
‫الدهلوي‪ ،‬والعسقالني‪ ،‬شرح التراجم‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫(‪) 39‬‬
‫صالح‪ ،‬عبدالرحمن صالح وآخرون‪ ،‬مدخل إلى التربية اإلسالمية‪ ،‬عمان‪ :‬دار الفرقان‪ 1991 ،‬ص‪.133‬‬ ‫(‪) 40‬‬
‫الخوالدة‪ ،‬وعيد‪ ،‬طرائق التدريس‪ ،‬ص ‪.249‬‬ ‫(‪) 41‬‬
‫الخوالدة‪ ،‬وعيد‪ ،‬طرائق التدريس‪ ،‬ص ‪ ،211‬وص ‪.258‬‬ ‫(‪) 42‬‬
‫الرشدان‪ ،‬عبداهلل زاهي‪ ،‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص ‪.485‬‬ ‫(‪) 43‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪،‬ص ‪.226‬‬ ‫(‪) 44‬‬
‫مرزوك‪ ،‬شاكر عبد‪ ،‬اآلراء التربوية عند أبي حنيفة النعمان وطرائق تعليمه‪ ،‬مجلة ديالى‪ ،‬ع ‪.2012، ،55‬‬ ‫(‪) 45‬‬
‫الخوالدة وعيد‪ ،‬طرائق التدريس‪ ،‬ص ‪.226‬‬ ‫(‪) 46‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.239‬‬ ‫(‪) 47‬‬
‫شاه الدهلوي من علماء الهند‪ ،‬ولد في ‪1114‬ه‪ ،‬وتوفي سنة ‪1176‬ه ‪.‬‬ ‫(‪) 48‬‬
‫الدهلوي‪ ،‬والعسقالني‪ ،‬شرح التراجم‪ ،‬ص‪48‬‬ ‫(‪) 49‬‬
‫ابن جماعة‪ ،‬بدر الدين‪ ،‬مناسبات تراجم البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد اسحاق محمد ابراهيم‪،‬الدار السلفيه‪،‬الهند‪1984،‬م‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫(‪) 50‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫(‪) 51‬‬
‫الدهلوي والعسقالني‪ ،‬شرح التراجم‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫(‪) 52‬‬
‫مطاوع‪ ،‬ابراهيم عصمت و واصف‪ ،‬عزيز‪ ،‬التربية العملية وأسس طرق التدريس‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1981 ،‬م‪ .‬ص ‪.39‬‬ ‫(‪) 53‬‬
‫الزهراني‪ ،‬األساليب التعليمية‪ ،‬ص‪.432‬‬ ‫(‪) 54‬‬
‫الرشدان‪ ،‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.487‬‬ ‫(‪) 55‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.293‬‬ ‫(‪) 56‬‬
‫عطية‪ ،‬محسن علي‪ ،‬تنظيم بيئة التعلم‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ .2009 ،‬ص ‪.36‬‬ ‫(‪) 57‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.212‬‬ ‫(‪) 58‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪،‬ص ‪.243‬‬ ‫(‪) 59‬‬
‫الرشدان‪ ،‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.487‬‬ ‫(‪) 60‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب الصالة ‪ ،‬باب الصالة في السطوح والمنبر والخشب‪ ،‬حديث رقم ‪.370‬‬ ‫(‪) 61‬‬
‫الرشدان‪ ،‬الفكر التربوي اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.486‬‬ ‫(‪) 62‬‬
‫صحيح البخاري‪،‬كتاب مواقيت الصالة‪ ،‬باب ما يكره من النوم قبل العشاء‪ ،‬حديث رقم ‪568‬‬ ‫(‪) 63‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪،‬ص‪.288‬‬ ‫(‪) 64‬‬
‫ابن جماعه‪ ،‬المناسبات‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫(‪) 65‬‬
‫العسقالني‪ ،‬فتح الباري ‪ ،‬ص‪.301‬‬ ‫(‪) 66‬‬
‫الخوالدة و عيد‪ ،‬طرائق التدريس ص ‪.63‬‬ ‫(‪) 67‬‬
‫الهمشري‪ ،‬عمر‪ ،‬مدخل إلى التربية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص ‪.121‬‬ ‫(‪) 68‬‬
‫الشمري‪ ،‬طرق التدريس‪ ،‬ص ‪.269‬‬ ‫(‪) 69‬‬
‫الجيار‪ ،‬سيد ابراهيم‪ ،‬دراسات في تاريخ الفكر التربوي ‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ 1984 ،‬ص‪.180‬‬ ‫(‪) 70‬‬
‫الرشدان‪ ،‬عبداهلل‪ ،‬تاريخ التربية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص ‪.320‬‬ ‫(‪) 71‬‬
‫الخطيب‪ ،‬جمال والحديدي‪ ،‬منى‪ ،‬المدخل إلى التربية الخاصة‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الكويت‪ 2005 ،‬ص ‪.297‬‬ ‫(‪) 72‬‬
‫الخوالدة وعيد‪ ،‬طرائق التدريس‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫(‪) 73‬‬
‫الماوردي‪ ،‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫(‪) 74‬‬

You might also like