You are on page 1of 148

‫دولة ماليزيا‬

‫وزارة التـعليم العــايل(‪)KPT‬‬


‫جــامـعة املدينةـ العاملية‬
‫كلية العلوم اإلسالمية‬
‫قسـم الدعوة وأصول الدين‬

‫قوامة الرجل وأثرها على المرأة‬


‫في‬
‫اليهودية والنصرانية واإلسالم‬
‫دراسة مقارنة‬
‫حبث تكميلي مقدم لنيل درجة املاجستري يف العقيدة‬
‫اسم الباحثة ‪ :‬أمساء بنت عبد اجلليل بن حسن بن حممد‬
‫الرقم اجلامعي ‪MAQ111AH585 /‬‬
‫حتت إشراف األستاذ املساعد الدكتور ‪ :‬عصام علي معوض فوده‬
‫كلية العلوم اإلسالميةـ _ قسم الدعوة وأصول الدين‬
‫العام اجلامعي‪1434:‬هـ ‪2013‬م‬
‫بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم‬

‫‪1‬‬
APPROVAL PAGE : ‫صفحة اإلقرار‬

_____________ ‫أقرت جامعة المدينة العالمية بماليزيا بحث الطالب‬


:‫من اآلتية أسماؤهم‬
:The dissertation has been approved by the following

Supervisor Academic ‫المشرف على الرسالة‬

Supervisor of correction ‫التصحيح‬ ‫المشرف على‬

Head of Department ‫نائب رئيس القسم‬

Dean, of the Faculty ‫عميد الكلية‬

‫نائب عميد الدراسات العليا‬ Dean, Postgraduate Study

‫إقرار‬

2
‫قمت جبمعه ودراسته‪ ،‬والنقل واالقتباس من املصادر‬
‫أقررت بأ ّن هذا البحث من عملي اخلاص‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫واملراجع املتعلقةـ مبوضوع البحث‪.‬‬

‫اسم الطالب ‪ :‬أسماء بنت عبد الجليل بن حسن بن محمد‬

‫التوقيع ‪:‬‬

‫‪-----------------‬‬ ‫التاريخ ‪:‬‬

‫‪DECLARATION‬‬

‫‪3‬‬
I herby declare that this dissertation is result of my own investigation, except where otherwise
.stated
:Abdul Jalil Hassan Mohamed Asmaa Name of student

------------------------ :Signature
------------------------ :Date

‫جامعة المدينة العالمية‬

4
‫إقرار بحقوق الطبع وإثبات مشروعية األبحاث العلمية غير المنشورة‬

‫حقوق الطبع ‪ © 2014‬محفوظة‬

‫أمساء بنت عبد اجلليل بن حسن بن حممد‬

‫قوامة الرجل وأثرها على املرأة يف اليهودية والنصرانية واإلسالم‬


‫أي شكل أو صورة من دون إذن‬
‫ال جيوز إعادة إنتاج أو استخدام هذا البحث غري املنشور يف ّ‬
‫املكتوب من الباحث إالّ يف احلاالت اآلتية‪:‬‬

‫ميكن االقتباس من هذا البحث والغزو منه بشرط إشارة إليه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حيق جلامعة املدينةـ العاملية ماليزيا االستفادةـ من هذا البحث مبختلف الطرق وذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫ألغراض تعليمية‪ ،‬وليس ألغراض جتارية أو تسوقية‪.‬‬
‫حيق ملكتبةـ اجلامعة العامليةـ مباليزيا استخراج النسخ من هذا البحث غري املنشور إذا‬ ‫‪-3‬‬
‫طلبتها مكتبات اجلامعات‪ ،‬ومراكز البحوث األخرى‪.‬‬

‫أك ّد هذا اإلقرار ‪.--------------:‬‬

‫التاريخ‪-------------- :‬‬ ‫التوقيع‪-------------:‬‬

‫الملخص‬

‫احلمد هلل وحده والصالةـ والسالم على من ال نيب بعده‬

‫‪5‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬

‫فهذا ملخص لبحث عنوانهـ (قوامة الرجل وأثرها على املرأة يف اليهودية والنصرانية واإلسالم)ـ ‪،‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬تناولت فيها احلديث عن القوامةـ من حيث مفهومها واألصل فيها وأسباهبا وما‬
‫تقتضيهـ قوامة الرجل وآثارها على املرأة ‪ ،‬مث ذكرت أسباب مناهضة اجملتمعات للقوامة واآلثار‬
‫الناشئةـ عن املناهضةـ ‪ .‬وجعلت البحث يف مقدمة تناولت فيها أمهية املوضوعـ وأسباب اختياره‬
‫عرفت فيه باألديان الثالثة ومصادر التشريع فيها‪ ،‬وفصول أربعة جعلت‬
‫ومنهج دراسته ‪ ،‬ومتهيد ّ‬
‫الثالثةـ األوىل خيتص كل واحد منها بديانة من الديانات الثالثة من حيث مفهوم القوامة واألصل‬
‫فيها وأسباهبا وما تقتضيهـ وآثارها على املرأة ‪ ،‬وتناولتـ يف الفصل الرابع مناهضة القوامة يف‬
‫اجملتمعات وآثار تلك املناهضة ‪ ،‬وخامتة ذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج من خالل‬
‫البحث ‪ ،‬وكان من أبرزها‪ :‬أن قوامة الرجل مقررة يف الديانات الثالثةـ ‪ ،‬وأن القوامة يف اليهودية‬
‫والنصرانية استبداديةـ الرتباطهاـ بعقيدةـ أن املرأة سبب اخلطيئة األوىل اليت أخرج آدم ـ ـ عليه السالم ـ ـ‬
‫بسببها من اجلنة ‪ ،‬ويقرر اإلسالم مسؤولية أبوينا عن املعصية وتوبة اهلل عليهما ‪ ،‬و أن أثار مناهضة‬
‫القوامةـ مدمرة لألسرة واجملتمع بشهادة عقالء الشرق والغرب ‪.‬‬

‫واهلل أسأل التوفيق والسداد وقبول العمل ‪.‬‬

‫‪ABSTRACT‬‬

‫‪6‬‬
This is an abstract for a research entitled "Men's guardianship and its effect on women in
Judaism, Christianity, and Islam". It is a comparative study which focuses on the concept of
guardianship and what does guardianship entails and what its effects on women. The
.researcher mentions the causes why societies oppose guardianship

The introduction talks about the importance of guardianship, why the researcher chose this
issue, and the research methodology employed. The preface focuses on the three religions
and the sources of legislation. The research consists of four chapters. Each chapter of the first
three ones focuses on a religion and mentions the concept of guardianship and its effects on
women. The fourth chapter tackles the opposing of guardianship in societies and the effects of
.such position. The conclusion lists the most important results

The research concludes that guardianship exists in the three religions. In Judaism and
Christianity, guardianship is unfair and cruel towards the woman because they blame the
woman and consider them responsible for the first sin that sent Adam out of the Paradise.
Islam considers both Adam and Eve responsible for the sin and that Allah has forgiven them.
The effects of opposing guardianship can be destructive to families and societies as many
..scholars around the world said

‫شكر وتقدير‬

‫أهل الشكر والثناء والمجد هو الله الجواد الكريم الذي تفضل‬ 


‫وتفضل علي بإخراج هذا البحث في أحب‬، ‫علي باإلسالم دينا‬

7
‫البالد إليه (مكة المكرمة شرفها الله) ‪ ،‬ولم يخل البحث من‬
‫جهد ووقت بذال وسطور دونت في مدينة خليل الله محمد ‪‬‬
‫(المدينة المنورة)‪ ،‬فما أعظمه من شرف تفضل به علي الكريم‬
‫المنان ‪ ،‬ال أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه ‪.‬‬
‫وأثني بالشكر والعر فان ألسرتي وعلى رأسها والدي الكريمين‬
‫ــــ أقر الله أعينهما برضوانه ــــ الذين أحاطوني بدعواتهم‬
‫وعنايتهم ‪.‬‬
‫وأتقدم بالشكر الجزيل إلى المشرف على البحث الدكتور‬
‫الفاضل ‪ :‬عصام علي فوده ـــ بارك الله فيه وفي علمه ــــ الذي‬
‫لم يأل جهدا ً في بذل النصح والتوجيه والوقت إلفادتي حتى‬
‫خرج البحث بهذه الحلة ‪.‬‬
‫و أخص بالشكر صرح العلم المبارك المتمثل في "جامعة‬
‫المدينة العالمية "على ما تبذله لنفع طالب العلم ‪ .‬وأشكر‬
‫‪ .‬القائمين على المكتبات اإللكترونية على توفير المراجع‬

‫والشكر موصول لكل من بذل من وقته ـــ من أهل العلم ـــ‬


‫إلجابتي عن استفساراتي ‪ .‬وكل من وقف بجانبي ودعمني سواء‬
‫بمراجع البحث أو بدعائه وعنايته‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إهداء‬
‫أهدي هذا البحث ‪:‬‬

‫إلى والدي الكريمين ‪ .................‬فهو أثر من‬


‫آثارهما‬
‫إلى كل مسلمة تعتز باإلسالم دينا ‪ ،‬غيورة على دينها ‪،‬‬
‫تدعو إلى الله على بصيرة ‪.‬‬
‫إلى كل من لم تتفيأ ظالل اإلسالم ولم تهتد إليه ‪ ،‬ولم‬
‫تنل كرامتها التي لن تجدها في سواه ‪.‬‬
‫إلى كل مسلمة فتنت بحضارة الغرب والدعوات‬
‫الزائفة لتحريرها فاستبدلت ظلمات الفساد والجهل‬
‫بنور الهدى والحق ‪.‬‬
‫إلى كل منصف‪ ، B‬باحث عن الحق يبذل فيه جهده ليبلغه‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫‪9‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫و‪ ،‬ز‬ ‫الملخص‬


‫ح‬ ‫شكر وتقدير‬
‫ط‬ ‫إهداء‬
‫ي‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫ن‬ ‫المقدمة‬
‫‪1‬‬ ‫التمهيد‬
‫وفيه ثالثة نقاط‬
‫‪2‬‬ ‫النقطة األولى‪ :‬اليهودية ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف اليهودية ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫النقطة الثانية ‪ :‬النصرانية ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف النصرانيةـ ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫النقطة الثالثة ‪ :‬اإلسالم ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف اإلسالم ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مصادر التشريع ‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها في اليهودية ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها‬
‫‪13‬‬ ‫مفهوم القوامةـ ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫األصل يف القوامةـ ‪.‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪10‬‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫السببـ األول ‪ :‬املرأة ما خلقت إال ملؤانسة الرجل ومساعدته وإعانته ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫السببـ الثاين ‪ :‬خلق املرأة من ضلع آدم (عليه السالم) ليكون هو أصلها ‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫السببـ الثالث ‪ :‬معصيةـ املرأة للرب وأكلها من الشجرة احملرمة مث إغواؤها الرجل‬
‫‪23‬‬ ‫السببـ الرابع ‪ :‬تفضيل الرجل على املرأة ‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة وأثرها على المرأة ‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫أوال ‪ :‬مقتضى القوامةـ ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا ‪:‬آثار القوامةـ على املرأة ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في النصرانية ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها‬
‫‪32‬‬ ‫مفهوم القوامةـ ‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫األصل يف القوامةـ ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫السببـ األول ‪ :‬آدم خلق أوال ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫السببـ الثاين ‪ :‬املرأة خلقت من أجل الرجل ‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫السببـ الثالث ‪ :‬الرجل رأس املرأة ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫السببـ الرابع ‪ :‬املرأة أغُويتـ وآدم مل يُغو ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة وأثرها على المرأة في النصرانية ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫مقتضىـ القوامة ‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫آثار القوامةـ على املرأة ‪.‬‬

‫رقم الصفحة‬

‫‪11‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اإلسالم ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها ‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫تعريف القوامة يف اللغة ‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫مفهوم القوامةـ يف القرآن ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫األصل يف القوامةـ ‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫املبحث الثاين ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫السببـ األول ‪ :‬وهيب (تفضيل اهلل للرجل على املرأة ) ‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫السببـ الثاين ‪ :‬كسيب (إنفاق الرجل من ماله) ‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة و أثرها على المرأة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫مقتضىـ القوامة ‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫آثار القوامةـ على املرأة ‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫تعقيبـ ومقارنة ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬مناهضة المجتمعات للقوامة وأثر المناهضة ‪.‬‬
‫وفيه أربعة مباحث ‪:‬‬
‫‪68‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مناهضة القوامة في المجتمع اليهودي ‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬مناهضة القوامة في المجتمع النصراني ‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مناهضة القوامة في المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار مناهضة القوامة ومساواة المرأة بالرجل على‬
‫المجتمعات‪.‬‬

‫رقم الصفحة‬

‫‪12‬‬
‫‪94‬‬ ‫الخاتمة ‪.‬‬
‫وفيها ‪:‬‬
‫‪94‬‬ ‫أوال ‪ :‬خالصة البحث ‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أهم النتائج ‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التوصيات ‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫ملحق ‪:‬جدول خالصة البحث‬
‫‪105‬‬ ‫فهرس اآليات القرآنية‬
‫‪109‬‬ ‫فهرس األحاديث النبوية ‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫فهرس نصوص الكتاب المقدس ‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المقدمة‬

‫احلمد هلل حنمده و نستعينهـ ونستهديه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنــا‬
‫‪ ،‬من يهده اهلل فهو املهتد ‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬احلمد هلل القائل يف حمكم التنزيل‪َ ﴿:‬ي ْرفَ ِع اللَّهُ‬
‫(‪)1‬‬ ‫الَّ ِذين آمنُواـ ِمن ُكم والَّ ِذين أُوتُوا الْعِْلم درج ٍ‬
‫ات َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن َخبِريٌ ﴾‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬
‫والصالةـ والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني ‪ ،‬نبينا حممد ‪ ‬القائل يف احلديث الذي رواه معاوية‬
‫ـ ـ ـ رض ــي اهلل عن ــه ـ ـ ـ ‪" :‬من ي ــرد اهلل ب ــه خ ــريا يفقه ــه يف ال ــدين"( ‪ )2‬وعلى آل ــه وص ــحبه والت ــابعني هلم‬
‫‪1‬‬
‫بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬
‫أمــا بعــد ‪ :‬إن من أعظم مــا ينبغي أن يصــرف فيــه العمــر واجلهــد هــو العلم الشــرعي والســعي يف‬
‫االســتزادة منــه ودعــوة النــاس بــه إىل اهلل ‪ ،‬وأحــوج مــا تكــون األمــة إىل هــذا العلم يف زمن الفنت الــذي‬
‫يك ــون في ــه أله ــل الباط ــل ص ــوالت وج ــوالت‪ ،‬يلتبس هبا على الن ــاس اخلري بالش ــر ‪ ،‬واحلق بالباط ــل ‪،‬‬
‫فتثــار الشــبهات حــول اإلســالم لنقضــه عــروة عــروة‪ ،‬ومن الشــبهات الــيت أثارهــا أعــداء الــدين دعــوى‬
‫املسـ ــاواةـ بني الرج ــل واملرأة ‪ ،‬ولبس أع ــداء ال ــدين على الن ــاس هبذه الش ــبهة وخاص ــة على كث ــري من‬
‫النساء‪ ،‬وأعاهنم على إقنــاع املرأة بــافرتائهم الظلمُ الــذي يقـع على املرأة وضـياع حقوقهـا يف اجملتمـع ‪،‬‬
‫فص ــدقت دع ــواهم ال ــدفاع عن حقوقه ــا ورف ــع الظلم عنه ــا وغفلت عن أن ــه مل حيدث ذل ــك اهلض ــم‬
‫حلقوقها إال بسبب البعد عن تعاليم الدين اإلســالمي وأحكامــه من قبــل كثــري من أبنائــه‪ ،‬وحماربتــه من‬
‫قبل دعاة التغريبـ ‪ ،‬إذ ملا طبق الدين عز اجلميع رجاال ونساء‪.‬‬
‫وملا اجته ـ ــد دع ـ ــاة الباط ـ ــل يف ت ـ ــرويج ش ـ ــبهة املس ـ ــاواةـ بني الرج ـ ــل واملرأة وإس ـ ــقاط القوام ـ ــة ان ـ ــربى‬
‫الغيورونـ على الدين من العلماء والدعاة رجاال ونساء إلبطال هذه الشبهة ‪،‬كل يف حدود إمكاناتــه‬
‫واستطاعتهـ ‪ ،‬ولكن اجلهد املبذول مل يكن يتناسب وحجم ما يبــذل لــرواج الشــبهة و انطالئهــا على‬
‫الناس ‪ ،‬فأحببت أن يكون يل ســهم يف إبــراز احلقيقـةـ وإظهـار احلق ودمــغ الباطـل ورد كيـد الكائــدين‬

‫سورة اجملادلة ‪11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬البخاري ‪ ،‬حممد بن إمساعيل البخاري (املتوىف سنة‪256‬هـ )‪ ,‬صحيح البخاري ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد زهري بن ناصر‬
‫الناصر ‪،‬ط ‪( ، 1‬دار طوق النجاة‪1422 ,‬هـ ) ‪ ,‬كتاب العلم ـ باب العلم قبل القول العمل‪. 1/24 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫يف حنورهم وأن أك ــون ممن ي ــدعونـ إىل اهلل على بص ــرية ‪،‬ورأيت أن ــه من أق ــوى ال ــردود على املدعيـ‬
‫الدفاع عن حقوقي ‪ -‬كامرأة ‪-‬أن أرد عليه أنا (املرأة)دعواهـ حىت يعلم هو ومن وراءه ومن فنت من‬
‫النسـاء أهنم مفـرتونـ ‪،‬ولن جتد املرأة كامـل حقوقهـا وكرامتهـا إال يف الـدين الـذي ارتضـاه اهلل خالقهـا‬
‫(‪)1‬‬
‫ِّين ِعْن َد اللَّ ِه اإْلِ ْساَل ُم‪.﴾...‬‬ ‫ِ‬
‫هلا قال تعاىل‪ ﴿ :‬إ َّن الد َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الذ ْكَر لِتَُبنِّي َ لِلن ِ‬
‫َّاس َما نُِّز َل إِلَْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّكُرو َن﴾‪.‬‬ ‫ك ِّ‬‫َنزلْنَا إِلَْي َ‬ ‫وقال اهلل جل وعز ‪َ .﴿ :‬‬
‫‪..‬وأ َ‬
‫لــذا أحببت أن أكــون ممن يــبني للنــاس مــا نــزل إليهم فــأبرز احلقــائق‪-‬وذلــك مبقارنــة مــا ورد يف التــوراة‬
‫واإلجنيــل مبا ورد يف القــرآن فيمــا يتعلــق بالقوامــة‪-‬ـ‪ ,‬فاســتعنت باهلل يف تقــدميها موضــوعا لبحــثي لنيــل‬
‫درج ــة املاجس ــتري حتت عن ــوان‪":‬ـ قوام ــة الرج ــل وأثره ــا على املرأة يف اليهودي ــة والنص ــرانيةـ واإلس ــالم‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬دراسة مقارنة "‪ .‬واهلل تعاىل املوفق واملسدد‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫لقد بـ ــنيتـ دراسيت هـ ــذه على عـ ــدة أسـ ــئلة سـ ــتتم اإلجابـ ــة عنهـ ــا ـ ـ ـ ـ بعـ ــون اهلل وتيسـ ــريه ـ ـ ـ ـ من خالل‬
‫البحث ‪ ،‬وهذه األسئلة هي ‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬ما مفهوم القوامة يف اليهودية والنصرانيةـ واإلسالم؟ وما األصل فيها ؟‬
‫السؤال الثاين ‪ :‬ما أثر قوامة الرجل على املرأة؟‬
‫السؤال الثالثـ‪ :‬ما هي الثغرات والشبهات اليت وجدها دعاة مساواة املرأة بالرجل إلسقاط القوامةـ‬
‫؟‬
‫السؤال الرابع ‪ :‬ما آثار مساواة املرأة بالرجل على اجملتمعات؟ ‪.‬‬
‫أهداف البحث ‪:‬‬
‫‪ /1‬إثراء املكتبة اإلسالميةـ هبذا البحث‪.‬‬
‫‪ /2‬توضيح مفهوم القوامةـ يف اليهودية والنصرانية واإلسالم وما ترتب عليه‪.‬‬
‫‪ /3‬فضح مزاعم دعاة إسقاط القوامةـ إلنصاف املرأة ‪،‬وذلك من قبل املرأة‪.‬‬
‫‪ /4‬التسهيل على الباحثني ‪-‬عن تأصيل موضوع القوامةـ ‪-‬يف اإلفادة من هذه املقارنة ‪،‬فيكــون علمــا‬
‫ينتفع به –بإذن اهلل‪.-‬‬

‫‪ 2‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.85 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.44 :‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ /5‬حماولة لصد هجمات املغرضني ورد املخدوعني إىل جادة الصواب‪.‬‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره‪:‬‬
‫تكمن أمهية هذا املوضوع يف النقاط التاليةـ ‪:‬‬
‫‪ /1‬كونه جيمع النصوص املتعلقةـ بقوامة الرجل وأثرها على املرأة من الكتــاب املقــدس بعهديــه القــدمي‬
‫واجلديد ‪،‬و من القرآن الكرمي ‪.‬‬
‫‪ /2‬ج ّدة هذا املوضوع حيث تبني يل أنه مل تسبق دراسته هبذه الصورة‪.‬‬
‫‪ /3‬ارتباط هذا البحث بتخصصي ‪.‬‬
‫‪ /4‬كـون هـذا البحث معتمـداً على االسـتقراءـ واملقارنـة؛ وهـذا كلـه مما يقـوي ملكـة البـاحث ويـثري‬
‫معلوماته ‪.‬‬
‫سبب اختيار الموضوع ‪:‬‬
‫لقد دفعين إىل الكتابةـ يف هذا املوضوعـ بواعث عديدة ‪ ،‬أبرزها ‪:‬‬
‫‪ /1‬أمهية قوامة الرجل ودورها يف احلفاظ على نظام األسرة ‪.‬‬
‫‪ /2‬اهلجـ ــوم الشـ ــرس على قوامـ ــة الرجـ ــل واإلصـ ــرار على املسـ ــاواةـ بني الرجـ ــل واملرأةـ رغم اختالف‬
‫تكوين كل منهما‪.‬‬
‫الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫بذلت ما أمكنين من جهد يف البحث ؛ فلم أقف ـ ـ حسب علمي ـ ـ على دراسة ســابقة هلذا املوضــوعـ‬
‫تتعلــق بتأصــيلـ قضــية القوام ـةـ مبقارنــة متعلقهــا يف اليهوديــة والنصــرانيةـ واإلســالم من جــوانب متعــددة‬
‫بذات الطريقة ‪ ,‬فالدراسات السابقة إما أن تكون املقارنة بني اليهوديــة والنصـرانية واإلســالم فيها يف‬
‫موضوع القوامةـ ضمن أبواب ألحكام متعلقة باملرأة ‪ ,‬أو تتحدث عن حقوق وعقائــد متعلقــة بــاملرأة‬
‫يف النصــرانية واإلســالمـ ويفهم منهــا قوامــة ومكانــة الرجــل مقابــل مكانــة املرأة ‪ ،‬أو عن نظــام األســرة‬
‫وحق ــوق ال ــزوجني وتتن ــاول نظ ــرة اجملتم ــع للم ــرأة ض ــمن موض ــوع فص ــل من الفص ــول ‪ ،‬والقوام ـةـ يف‬
‫اإلسالمـ فقط من بعض جوانبها ‪.‬‬
‫وهذه الدراسات هي ‪:‬‬
‫‪ /1‬رســالة "مكانــة املرأة يف املســيحيةـ واإلســالمـ " ‪ ،‬تقــدمي ســعدية حممــد أبــو رزيــزة‪ ،‬جامعــة أم‬
‫القرى ‪،‬كلية الدعوةـ وأصول الـدين‪ ،‬قســم الدراســات العليــا الشــرعية ‪،‬فـرع (العقيـدة)‪،‬ـ حتت إشــراف‬

‫‪16‬‬
‫الدكتور صالح عبد العليم إبراهيم ‪،‬وكانت رسالة جامعية نالت صاحبتها درجة املاجستري ‪،‬قارنت‬
‫فيها بني النصرانية واإلسالمـ يف أصول العقيــدة املتعلقـةـ مبكانــة املرأة ‪،‬حقـوق املرأة يف الرتبيــة اخللقيــة ‪،‬‬
‫وغريه ــا ‪ ،‬يفهم منه ــا قوام ــة الرج ــل على املرأة يف النص ــرانية واإلس ــالم دون النصـ عليه ــا وختص ــيص‬
‫احلديث عنها‪ .‬ومل يتناول البحث مكانة املرأة يف اليهودية ‪.‬‬
‫‪ /2‬كتــاب بعنــوان "املرأة يف اليهوديــة واملســيحيةـ واإلســالم" إعــداد زكي علي الســيد أبــو غضــة ‪،‬وقــد‬
‫انف ــرد باملقارن ــة بني الكتبـ واألدي ــان الثالثـ ـة من ج ــوانب وأحك ــام متع ــددة متعلق ــة ب ــاملرأة كالتع ــدد‬
‫‪،‬والقوامة‪ ،‬والطالق واملرياث ‪،‬واخلتانـ وغريها ‪.‬‬
‫ومــا يعنيــه هــذا هــو أنــه مل يتوســع يف مناقشــة القوامــة يف جوانبهــا املتعــددة يف املقارنــة وبالتــايل افتقــرت‬
‫إىل ما يكملها حىت يشبع املوضوعـ حبثا ‪.‬‬
‫‪ /3‬كت ــاب بعن ــوان "املرأة بني اليهودي ــة واإلس ــالم" ت ــأليف ال ــدكتورة ليلى إب ــراهيم أب ــو اجملد ‪ .،‬وق ــد‬
‫ق ــارنت بني اليهودي ـةـ واإلس ــالمـ يف موق ــف الش ــريعتني من قض ــايا املرأة ف ــذكرت قض ــية واملس ــاوةـ بني‬
‫الرجــل واملرأة وتنــاولت فيهــا قوامــة الرجل ضــمنا ‪ ،‬مث ناقشــت قضــية التعــدد والشــهادة وغطــاء الــرأس‬
‫وخـ ــروج املرأة واملرأة املعلقـ ــة ‪ .‬فكـ ــانت القوام ـ ـةـ متناولـ ــة ضـ ــمن قضـ ــية من قضـ ــايا البحث وبص ــورة‬
‫موجزة ‪ ،‬مث إن املقارنة كانت بني اليهودية واإلسالمـ دون النصرانية‪.‬ـ‬
‫‪ /4‬رسالة بعنوانـ "مقارنـة لنظـام األسـرة بني املسـيحية اإلسـالم" تقـدمي حممـود عبـد السـميع شـعالن ‪.‬‬
‫من جامعة األزهر ‪،‬كلية أصول الـدين نـال هبا درجـة الـدكتوراه عـام (‪1396‬ه ـ ـ ‪1976‬م) ؛ركـز‬
‫فيها على دور األسرة يف بناء اجملتمع وتناول فيه نظام األسرة يف األمم القدمية ‪.‬مث كانت املقارنة بني‬
‫الشرائع الثالث يف الزواج وما يتعلق به من أحكام وموانعهـ وتعدد الزوجات مع أنه خصص املقارنة‬
‫بني املسيحية واإلسالمـ لكن تناول التشريع اليهودي ومصــادره ‪ ،‬وحتدث عن نظــرة اجملتمــع اليهــودي‬
‫والنص ــراين إىل املرأة وعن حق ــوق ال ــزوجني يف التش ــريعات الثالث ـةـ ويف الش ــريعة اإلس ــالمية تكلم عن‬
‫قوام ــة الرج ــل واحلكم ــة منه ــا وتكلم عن احلق ــوق بني اآلب ــاء واألبن ــاء ‪ ،‬فلم يتن ــاول موض ــوع القوام ـةـ‬
‫بشــكل أســاس بــل ضــمن فصــل حقــوق الــزوجني يف اإلســالمـ أمــا يف اليهوديــة والنصــرانيةـ فتكلم عن‬
‫نظرة اجملتمع إىل املرأة وذلك يف فصل من فصول الزواج وما يتعلق به من أحكام ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫منهجي في البحث ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اتبعتـ املنهج االس ـ ــتقرائي(‪ )1‬يف مجع النصـ ـ ــوص املتعلقـ ـ ــة بقوامـ ـ ــة الرج ـ ــل وأثره ـ ــا على املرأة يف‬
‫‪3‬‬
‫اليهودية والنصرانية واإلسالم‪.‬ـ‬
‫ثانياً‪ :‬اتبعت املنهج التحليلي (‪)2‬يف دراسة النصوص‪.‬‬
‫ثالثاً‪ .:‬اتبعتـ املنهج املقارن يف عرض اجلوانبـ املتعلقة بالقوامةـ وأثرها ‪.‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫مجع النصوصـ املتعلقة بالقوامة يف التوراة واإلجنيل احلاليني (احملرفني) ‪ ،‬والقرآن ‪،‬وتوضيح مضموهنا‪.‬‬
‫‪ .1‬مناقشة القوامة وما يتعلق هبا يف اليهودية والنصرانيةـ واإلسالم‪.‬‬
‫‪ .2‬توثيق املادة العلمية يف البحث كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬عزو اآليات الــواردة يف البحث إىل مواطنهـا يف املصـحف الشـريف بــذكر‬
‫اسم السورة ورقم اآلية ‪.‬‬
‫‪ ‬ختريج األح ــاديث ال ــواردة يف البحث من مص ــادر الس ــنة املعتم ــدة (ب ــذكر‬
‫املصدر واجلزء والصفحة ورقم احلديث إن وجد)‪.‬‬
‫‪ ‬عزو نصوصـ الكتابـ املقدس إىل اسم السفر واإلصحاح والعدد‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف باألعالم الوارد ذكرهم يف البحث تعريفا موجزا ‪.‬‬
‫‪ ‬إحالــة املنقــولـ من كالم أهــل العلم إىل مــواطن املراجــع والكتب الــيت متت‬
‫االستفادةـ هبا مع اإلشارة إىل رقم اجلزء إن وجد والصفحة ‪.‬‬

‫هو ما يقوم على التتبع ألمور جزئية مستعانا على ذلك باملالحظة والتجربة وافرتاض الفروض ؛ الستنتاج أحكام‬ ‫‪3‬‬

‫عامة منها ‪.‬مناهج البحث العلمي ‪ ،‬بدوي ‪ ،‬عبد الرمحن ‪ ،‬ط‪( 3‬الكويت ‪ :‬وكالة املطبوعات ‪1977 ،‬م)‪،‬ص ‪18‬‬
‫‪.‬البحث العلمي ؛حقيقته ومصادره ‪ ،‬الربيعة ‪ ،‬عبد العزيز بن عبدالرمحن ‪ ،‬ط‪1420( ، 2‬ه ـ ـ ‪2000‬م) ‪/1‬‬
‫‪.178‬‬
‫هو ما يقوم على استيعاب القاعدة أو النسق ‪ ،‬مث استيعاب الظاهرة ن أو القضية حمل البحث ‪ ،‬مث حماولة حتليل‬ ‫(‪)2‬‬
‫الظاهرة ‪ ،‬أو القضية على ضوء القاعدة أو النسق ‪ ،‬الكتشاف مدى وفائها للقاعدة أو التصويب أو التخطيء أو‬
‫التحويل ‪ ،‬دون اخلروج يف التحليل على القاعدة أو النسق الذي انطلق منه ‪.‬أبجديات البحث في العلوم الشرعية ‪،‬‬
‫األنصاري ‪ ،‬فريد ‪،‬ط‪(، 1‬الدار البيضاء ‪ :‬منشورات الفرقان ‪1417 ،‬ه ـ ـ ‪1997‬م) ‪ ،‬ص ‪.64 ،63‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ‬عمل الفهارس الالزمة اليت تعني على إيضاح البحث‪.‬‬
‫‪.3‬االستفادة من املصادر األصلية والكتب اليت تناولت املوضوعـ وتوظيفها فيما خيدمه ‪.‬‬
‫هيكل البحث‪:‬‬
‫وقد انتظمت هذه الدراسة يف خطة تشتمل على مقدمة وأربعة فصول وخامتة ‪.‬‬
‫تقسيمات الرسالة‪:‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫وتش ــتمل على ‪ ،‬مش ــكلة البحث ‪ ،‬وأهداف ــه ‪ ،‬وبي ــانـ الدراس ــات الس ــابقة ‪ ،‬وأمهيـ ـة البحث وأس ــباب‬
‫اختياره ‪ ،‬وخطة البحث‪ ،‬واملنهج الذي سرت عليه ‪ ،‬وهيكل البحث ‪ ،‬وتقسيمات الرسالة‪.‬‬
‫التمهيد ‪:‬‬
‫ويشتمل على ثالث نقاط ‪:‬‬
‫النقطة األوىل ‪:‬اليهودية ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫النقطة الثانيةـ ‪ :‬النصرانية ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫النقطة الثالثة ‪ :‬اإلسالم ومصادر التشريع ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اليهودية‬
‫ويشتمل على ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامةـ واألصل فيها‪.‬‬
‫المبحث الثاين ‪:‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في النصرانية ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامةـ واألصل فيها‪.‬‬
‫المبحث الثاين ‪:‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اإلسالم ‪.‬‬
‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامةـ واألصل فيها‪.‬‬
‫المبحث الثاين ‪:‬أسباب القوامة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬آثار مناهضة القوامة ومساواة المرأة بالرجل على المجتمعات‬
‫وفيه أربعة مباحث ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مناهضةـ القوامة يف اجملتمع اليهودي ‪.‬‬
‫المبحث الثاين ‪ :‬مناهضة القوامةـ يف اجملتمع النصراين ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مناهضة القوامةـ يف اجملتمع اإلسالمي ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬آثار مناهضةـ القوامةـ ومساواة املرأة بالرجل على اجملتمعات‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وفيها‪ :‬أبرز النتائج اليت مت الوصول إليها‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬
‫الفهارس العلمية ‪:‬‬
‫‪ ‬فهرس اآليات القرآنية ‪.‬‬
‫‪ ‬فهرس األحاديث النبوية‪.‬ـ‬
‫‪ ‬فهرس نصوص الكتاب املقدس‪.‬‬
‫‪ ‬ثبت املصادر واملراجع‪.‬‬
‫‪ ‬فهرس موضوعات البحث‪.‬‬
‫مراجع خطة البحث‪:‬‬
‫‪ .1‬القرآن الكرمي ‪.‬‬
‫‪ .2‬كتب األحاديث النبوية‪ ،‬حنو(صحيح البخاري ‪ ،‬صحيح مسلم) ‪.‬‬
‫‪ .3‬كتب التفسري ‪.‬‬
‫‪ .4‬كتب شروح األحاديث النبويةـ ‪.‬‬
‫‪ .5‬الكتاب املقدس(العهد القدمي والعهد اجلديد)‪.‬‬
‫‪ .6‬التلمود‪.‬‬
‫‪ .7‬شروح الكتاب املقدس‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫كتبتها‪:‬الباحثة‬

‫‪21‬‬
‫التمهيد‬

‫وفيه ثالث نقاط ‪:‬‬

‫النقطة األولى ‪ :‬اليهودية ومصادر التشريع‪.‬‬

‫النقطة الثانية ‪ :‬النصرانية ومصادر التشريع ‪.‬‬

‫النقطة الثالثة ‪ :‬اإلسالم ومصادر التشريع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫النقطة األولى‬

‫اليهودية ومصادر التشريع‬

‫قبل الشروع يف تفاصيل البحث يتم تعريف كل ديانة من الديانات الثالثة وبيانـ مصادر التشريع‬
‫فيها وأوىل هذه الديانات ؛ الديانة اليهودية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف اليهودية ‪:‬‬

‫و هي ديانة العربانيني املنحدرين من إبراهيم عليه السالم واملعروفني باألسباط من بين إسرائيل الذي‬
‫(‪)1‬‬
‫أرسل اهلل إليهم موسىـ عليه السالم مؤيداً بالتوراةـ ليكون هلم نبيًّا ‪.‬‬

‫مصطلح حادث يطلق على الديانة الباطلة احملرفة عن الدين احلق الذي جاء به موسى عليه السالم‪.‬‬
‫ولعل هذا هو التعريف الصحيح لليهودية‪ ،‬ومن خالله يتبني اخللل يف بعض التعريفات اليت تقول‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إهنا الدين الذي جاء به موسى ‪ -‬عليه السالم ‪.-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مصادر التشريع‪:‬‬

‫لليهود مصادر يستمدون منها عقائدهم وتشريعاهتم ‪ .‬واملصادر املعتمدةـ لديهم هي ‪:‬‬
‫التوراةـ ـ احملرفة ـ ـ ‪ ،‬والتلمود ‪.‬‬

‫المصدر األول ‪ :‬التوراة ‪:‬‬

‫الندوة العاملية للشباب اإلسالمي ‪ ،‬الموسوعة الميسرة في األديان والمذاهب واألحزاب المعاصرة ‪ ،‬ط ‪، 4‬‬ ‫‪4‬‬

‫(دار الندوة العاملية للطباعة والنشر والتوزيع) ‪ ،‬إشراف ‪ :‬مانع بن محاد اجلهين ‪. 495/ 1 ،‬‬
‫موسوعة الملل واألديان ‪ ،‬تعريف اليهودية ‪ ،‬إشراف ‪ :‬علوي بن عبد اهلل السقاف ‪ ،‬الدرر السنية ‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.)www.dorar.net/enc/adyan‬‬
‫بباوي ‪ ،‬وليام وهبه ‪ ،‬دائرة المعارف الكتابية‪،‬ط‪(،2‬القاهرة ‪ :‬دار الثقافة ‪1996 ،‬م ) ‪ ،‬مادة "توراة " ‪/ 2‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪. 406‬‬

‫‪2‬‬
‫(‬
‫تعريف التوراة لغة ‪:‬كلمة "توراة" مشتقة من الفعل العربي "يرى" مبعىن يعلم أو يرشد أو يرى ‪.‬‬
‫‪)3‬‬

‫تعريف التوراة اصطالحا ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫هي كتاب اهلل الذي آتاه موسى عليه السالم‪.‬‬

‫ويف‬ ‫(‪)2‬‬
‫صائَِر لِلن ِ‬
‫َّاس﴾‪.‬‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ولََق ْد آَتينا موسى الْ ِكت ِ ِ‬
‫اب م ْن َب ْعد َما أ َْهلَكْنَا الْ ُق ُرو َن اأْل ُوىَل بَ َ‬
‫َ َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫حديث الشفاعة الذي رواه أنس بن مالك ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ ‪ . . .( :‬فيأتون إبراهيم فيقول‪ :‬لست‬
‫(‪5 )3‬‬
‫عبدا آتاه اهلل التوراةـ كلمه تكليما )‪.‬‬
‫ُهنَاكم ويذكر خطيئته اليت أصاهبا ولكن ائتوا موسى ً‬

‫ويراد بالتوراة عند اليهود ‪ :‬مخسة أسفار يعتقدونـ أن موسىـ عليه السالم كتبها بيده ويسموهنا‬
‫"البنتاتوك"ـ نسبة إىل "بنتا" وهي كلمة يونانيةـ تعين مخسة أي‪ :‬األسفار اخلمسة وهي ‪ :‬التكوين‬
‫(‪)4‬‬
‫واخلروج و الالويني والعدد والتثنيةـ ‪.‬‬

‫ولكن التوراة "كشريعة" متتد لتشمل األقوال النبوية و مشورة احلكماء ‪،‬وكذلك شرائع السلوك ‪،‬‬
‫وشرائع الطقوس والفرائض‪.‬ـ وال يقتصر معنى التوراة عليها بل تعد أسلوبا للحياة يستند إىل عالقة‬
‫(‪)5‬‬
‫العهد بني اهلل وإسرائيل ‪.‬‬

‫المصدر الثاني ‪ :‬التلمود‬


‫خنبة من العلماء من جممع امللك فهد ‪،‬أصول اإليمان في ضوء الكتاب والسنة ‪ ،‬ط ‪(،1‬الرياض ‪ :‬وزارة الشؤون‬ ‫‪5‬‬

‫اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ 1421 ،‬هـ) ‪ ،‬ص ‪. 133‬‬


‫(‪ )2‬سورة القصص ‪ ،‬اآلية ‪. 43 :‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب التوحيد ‪ ،‬باب قوله تعاىل(ملا خلقت بيدي)‪ . 9/121‬حديث (‪. )7410‬‬
‫(‪ )4‬اخللف ‪ ،‬سعود عبد العزيز ‪،‬دراسات في األديان اليهودية والنصرانية ‪ ،‬ط ‪( ، 1‬الرياض ‪:‬مكتبة أضواء السلف‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪1997/‬م) ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫(‪ )5‬دائرة المعارف الكتابية ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬مادة "توراة " ‪. 406 / 2‬‬

‫(‪ )6‬دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬مادة "تلمود" ‪. 396 / 2 ،‬اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 100‬‬

‫‪3‬‬
‫(‪)6‬‬
‫تعريف التلمود ‪ :‬معناه "الدراسة" أو "التعليم"‪ .‬أي تعليم ديانة اليهود وآداهبم ‪.‬‬

‫يعد التلمود أحد أهم الكتبـ الدينيةـ وأقدسها عند اليهود ‪ ،‬وهو النتاج األساسي للشريعة‬
‫الشفويةـ ‪ ،‬أي تفسري احلاخامات للشريعة املكتوبة (التوراة)ـ ‪ .‬ويضم سجال لنقاشات احلاخامات‬
‫حول الشريعة اليهودية واألخالق والعادات واألساطري والقصصـ ‪ ،‬وهو مصدر أساسي للتشريع‬
‫(‪)1‬‬
‫والعرف ‪ ،‬وللتواريخ الواقعيةـ واملواعظ األخالقية ‪.‬‬

‫‪ 6‬والتلمود مكون من جزئني ‪ :‬املشنا واجلمارة ‪ ،‬و بياهنما يف اجلدول اآليت ‪:‬‬

‫الجمارة‬ ‫المشنا‬

‫معناها ‪ :‬املادة موضوع الدراسة‬ ‫كلمة مأخوذة من الفعل "شنا" مبعىن يكرر‬
‫أو يتعلم أو يعلم اجلمارة وهو املادة موضوع وهي ‪:‬كلمة مأخوذة من "مجار" مبعىن ينجز‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أو يتعلم ‪.‬‬ ‫الدراسة ‪.‬‬

‫ويطلق هذا االسم ـ منذ القرن التاسع ـ على‬ ‫ويطلق االسم بشكل خاص على العقيدة‬
‫(‪)5‬‬
‫غري املكتوبةـ اليت ظهرت إىل حيز الوجود يف جمموعة مناظرات "األمورامي "‪.‬‬
‫هناية القرن الثاين امليالدي ‪ ،‬واليت مجعها‬
‫احلاخام يهوذا الناسي أو هناسي ‪Judah‬‬

‫‪6‬‬
‫أيبش ‪ ،‬أمحد ‪ ،‬التلمود كتاب اليهود المقدس ‪ ،‬ط‪( 1‬دمشق ‪ :‬دار قتيبة ‪ 2006 ،‬م )‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬مادة "تلمود" ‪. 396 / 2 ،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬املرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬املرجع السابق ‪.‬خان ‪،‬ظفر اإلسالم ‪ ،‬التلمود تاريخه وتعاليمه‪ ،‬ط ‪( ، 8‬الناشر‪ :‬دار‬ ‫(‪)4‬‬
‫النفائس ‪1423 ،‬هـ‪2002-‬م) ‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫دائرة المعرف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬مادة "تلمود" ‪. 396 /2 ،‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪4‬‬
‫)‪Hanasi. (4‬‬

‫النقطة الثانية‬

‫النصرانية ومصادر التشريع‬

‫الديانة النصرانيةـ تلي الديانة اليهودية يف التسلسل التارخيي ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف النصرانية ‪:‬‬


‫‪7‬‬
‫النصرانية لغة ‪:‬‬

‫قيل نسبة إىل ناصرة ‪ ،‬وهي قرية ينسب إليها املسيح عليه السالم ‪ ،‬من أرض اجلليل بفلسطني‬
‫(‪)1‬‬
‫"وتسمى هذه القرية أيضا ‪ :‬ناصرة ونصورية"ـ‪.‬‬

‫النصرانية اصطالحا ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫(النصرانية) ‪ :‬دين أتباعـ املسيح عليه السالم ويطلق عليهم (النصارى)‪.‬‬

‫مكملة لرسالة موسى ـ ـ‬


‫هي الدين الذي احنرف عن الرسالة اليت أُنزلت على عيسى ـ ـ عليه السالم ــ‪ِّ ،‬‬
‫عليه السالم ـ ــ‪ ،‬ومتممة ملا جاء يف التوراة من تعاليم‪ ،‬موجهة إىل بين إسرائيل‪ ،‬داعية إىل التوحيد‬
‫والفضيلةـ والتسامح‪ ،‬ولكنها جاهبت مقاومة واضطهاداً شديداً‪ ،‬فسرعان ما فقدت أصوهلا‪ ،‬مما‬
‫ساعد على امتداد يد التحريف إليها‪ ،‬فابتعدت كثرياً عن أصوهلا األوىل المتزاجها مبعتقدات‬
‫(‪)3‬‬
‫وفلسفات وثنيةـ ‪.‬‬
‫جممع اللغة العربية ‪( :‬إبراهيم مصطفى ‪ ،‬الزيات‪ ،‬أمحد ‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬حامد ‪ ،‬النجار‪ ،‬حممد )‪ ،‬المعجم الوسيط ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫( القاهرة‪ :‬دار الدعوة ) ‪. 925 / 2 ،‬اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬


‫(‪ )2‬المعجم الوسيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪.925 / 2 ،‬‬
‫الموسوعة الميسرة‪ ،‬مرجع سابق ‪. 564 /2 ،‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مصادر النصرانية ‪:‬‬

‫املصادر اليت يعتمد عليها النصارى يف عقائدهم وتشريعاهتم هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ الكتاب المقدس‬

‫النصارى يقدسون كال من العهد القدمي(هو التوراةـ والكتبـ امللحقة هبا)‪ ،‬والعهد اجلديد (حيتوي‬
‫على سبعة وعشرين سفرا) ويضموهنما معا يف كتاب واحد يطلقون عليه اسم "الكتابـ املقدس" ‪.‬‬
‫‪)1( 8‬‬

‫ويتكون العهد اجلديد من األجزاء التاليةـ ‪:‬‬

‫أ ـ ـ اإلنجيل ‪:‬‬

‫تعريف اإلنجيل لغة ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫اإلجنيل مأخوذ من اللفظ اليوناين "أوجنليون" ومعناه ‪ :‬خرب طيبـ أو بشارة ‪.‬‬

‫تعريف اإلنجيل اصطالحا ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫هو كتاب اهلل املنزل على عيسى عليه السالم‪.‬‬

‫يل فِ ِيه ُه ًدى‬ ‫ِِ‬


‫‪،‬وآَتْينَاهُ اإْل جْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يسىـ ابْ ِن َم ْرمَيَ ُم َ‬
‫ص ِّدقًا ل َما َبنْي َ يَ َديْه م َن الت َّْو َراة َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫﴿ َو َقفَّْينَا َعلَ ٰى آثَاره ْم بع َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ور﴾ ‪.‬‬ ‫َونُ ٌ‬
‫اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 134‬‬ ‫‪8‬‬

‫(‪ )2‬خنبة من األساتذة وذوي االختصاص والالهوتيني ‪ ،‬قاموس الكتاب المقدس ‪ ،‬هيئة التحرير ‪ :‬بطرس عبد امللك‬
‫وجون ألكسندر طمسن ‪ ،‬إبراهيم مطر ‪ ،‬ص ‪ . 87‬المعجم الوسيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 29 / 1 ،‬‬

‫(‪ )3‬المعجم الوسيط ‪ ،‬املرجع السابق ‪.‬‬

‫(‪ )4‬سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪. 46 :‬‬

‫‪6‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويعرف كذلك بأنه ‪:‬كتاب رسويل خيتص حبياة املسيح (‪)1‬على األرض‪.‬‬

‫يرى بعض الباحثني من النصارى وغريهم أنه بعد رفع املسيح عيسى ـ ـ عليه السالم ـ ـ مباشرة كان‬
‫هناك كتاب يشتمل على أقواله ‪،‬وآخر يشتمل على سريته مث فقدا‪ ،‬وأن األناجيل األربعة املوجودة‬
‫) (‪ )7‬ـ ـ ـ إمنا هي جمموع‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪ ،‬إجنيل يوحنا‬ ‫(‪)5‬‬
‫حاليا ـ ـ (إجنيل مىت(‪ ، )3‬إجنيل مرقس (‪ ، )4‬إجنيل لوقا‬
‫‪9‬‬
‫هذه األقوال والسرية‪.‬‬

‫وإن هذا ملن أقوى األدلة على فقدان اإلجنيل املنزل من عند اهلل تعاىل وأن األناجيل األربعة‬
‫أسانيدها غري متصلة من كتبتها إىل نقلتها عنهم‪ .‬واإلجنيل ال يتضمن إال قدرا ضئيال من أحكام‬
‫األحوال الشخصية ـ ـ‬

‫املسيح ‪ :‬الصديق وبه مسي عيسى ـ عليه السالم ـ ـ قال األزهري ‪ :‬وروي عن أيب اهليثم أن املسيح الصديق ؛ قال ص‬ ‫‪9‬‬

‫‪ . 4196‬قال ابن سيده ‪ :‬والسيح عيسى بن مرمي قيل مسي بذلك لصدقه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مسي به ألنه كان سائحا يف‬
‫األرض ال يستقر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مسي بذلك ألنه كان ميسح بيده على العليل واألكمه واألبرص فريثه بإذن اهلل ‪.‬لسان‬
‫العرب ‪ ،‬ابن منظور ‪ :،‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد اهلل على الكبري ؛ حممد أمحد حسب اهلل وهاشم حممد‬
‫الشاذيل ‪ ،‬ط ‪( ،3‬القاهرة‪ :‬دار املعارف ‪1414 ،‬هـ) ‪ ،‬مادة "مسح" ‪. 4197 /6 ،‬‬
‫(‪ )2‬عبد النور ‪ ،‬منيس ‪،‬كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس‪ ،‬ص ‪. 24‬‬
‫(‪ )3‬مىت ‪ :‬معناه يف العربية "عطية من يهوه" ‪ ،‬وكان عشارا أي جايب ضرائب ‪ ،‬كتب إجنيله الذي يعد أول سفر من‬
‫أسفار العهد اجلديد وذكر فيه دعوة يسوع له ليكون تلميذا له ‪.‬دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق‪78 /7 ،‬‬
‫(‪ )4‬امسه اليهودي "يوحنا" وهو يف العربية "يوحانان" ومعناه اهلل حنّان ‪ ،‬أما مرقس فامسه الروماين وكثري ممن يف العهد‬
‫اجلديد هلم امسان عربي ويوناين ‪ ،‬ابن مرمي املرأة النصرانية اليت اجتمع يف بيتها املؤمنونـ األوائل ‪.‬كتب إجنيله تسجيال‬
‫لذكريات الرسول بطرس وتعليمه عن يسوع‪ ،‬دائرة المعارف الكتابية‪ ،‬املرجع السابق ‪. 121 ، 7/120 ،‬‬
‫(‪ )5‬لوقا ‪ :‬أو "لوكاس" اختصار "لوكارنوس" أي "مانح النور" ‪ ،‬يذكر كتّاب الكنيسة األوائل أنه حتول من الوثنية إىل‬
‫النصرانية ‪،‬كتب إجنيله من شهود عيان وخ ّدا م الكنيسة ومل يكن أحد شهود العيان خلدمة يسوع ‪.‬دائرة المعارف‬
‫الكتابية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 59‬‬
‫(‪ )6‬يوحنا املعمدان ‪ :‬وهو يوحنا بن زكريا الكاهن ‪ ،‬وهو اسم عربي معناه "الرب حييي" ‪ ،‬إجنيله رابع إجنيل من االناجيل‬
‫التشريعية يف العهد اجلديد من الكتاب املقدس للمسيحيني‪،‬ـ وتقليديا يسمى بأجنيل يوحنا البشري أو املبشر ‪ .‬دائرة‬
‫املعارف‪ ،‬املرجع السابق ‪. 337 /8 ،‬ويكيبيديا ‪.ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )7‬اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ،138‬وانظر‪.155،156، 145، 151‬‬

‫‪7‬‬
‫ـ ـ ويتعلق بصفة خاصة ببعض مسائل الزواج والطالق ‪،‬لذلك فإن النصارى عامة ‪ ،‬حيتكمون فيما‬
‫(‪)1‬‬
‫مل يرد فيه نص ملا يسمى بالعهد القدمي‪.‬‬

‫ب ـ ـ رسائل الرسل ‪ :‬أطلق هذا االسم على ‪ 21‬سفرا يف العهد اجلديد كتبها الرسل إىل كنائس‬
‫معينةـ أو أشخاص معينني أو املسيحيني بسبب ظروف معينةـ إال أهنا ـ ـ كما ذكروا ـ ـ تصلح للتعليم‬
‫لكنيسةـ املسيح بصفة عامة يف كل مكان وزمان ‪ ،‬وقد كتبت بعض الرسائل قبل كتابة اإلجنيل‪.‬‬
‫(‪)3()2‬‬
‫كتب بولس أربع عشرة أو ثالث عشرة رسالة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ المجامع النصرانية ‪:‬‬


‫(‪)6‬‬
‫وهي مبثابة هيئة تشريعية وضعية يف املفهومـ املعاصر (‪ ،)4‬وهي هيئة شورية (‪)5‬مع أهنا إلزامية ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وهي نوعانـ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ جمامع عامة "جمامع مسكونيةـ " ‪ :‬أي عاملية مسكونية نسبة إىل األرض املسكونةـ ‪ .‬تبحث يف‬
‫(‪)7‬‬
‫العقيدةـ النصرانية ومواجهة بعض األقوال اليت يرى غرابتهاـ وخمالفتها للديانة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أالرو‪ ،‬عبــدالرزاق بن عبداجمليد ‪ ،‬مصادر النصرانية ‪،‬ط ‪( ،1‬الريــاض ‪ :‬دار التوحيد ‪ 1428 ،‬ه ـ ـ ـ ‪2007‬م)‪ ،‬ص‬
‫‪. 96‬سرور‪ ،‬حممد شكري ‪،‬نظام الزواج في الشرائع اليهودية والمسيحية ‪( ،‬دار الفكر العــريب‪ 78 ،‬ـ ـ ‪1979‬م)‬
‫‪،‬ص ‪24‬‬
‫(‪ )2‬قاموس الكتاب املقدس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 275‬‬
‫(‪ )3‬ستتم الرتمجة لبولس ـ ـ بإذن اهلل ـ ـ يف الفصل الثاين ‪ ،‬مبحث مفهوم القوامة واألصل فيها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أالرو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 711‬‬
‫(‪ )5‬شليب‪ ،‬أمحد ‪ ،‬مقارنة األديان (المسيحية) ‪ ،‬ط‪(،10‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النهضة املصرية ) ‪. 197 /2 ،‬‬
‫(‪ )6‬اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 178‬‬
‫(‪ )7‬شليب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.197 /2،‬اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 178‬‬

‫‪8‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ جمامع حملية أو مكانية ‪ :‬تبحث يف الشؤونـ احمللية للكنائس اليت تنعقد فيها ‪.‬‬

‫وملا كان للكنيسة ورجاهلا دورا يف صنع القرارات عدت قرارات اجملامع جزءا من الشرائع الكنسية‬
‫(‪)3( )2‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪11)4‬‬
‫وهذه املصادر هي موضع اتفاق بني مجيع الطوائف النصرانية على الوجه العام‪.‬‬

‫اخللف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 178‬‬ ‫‪11‬‬

‫الكنيسة ‪ :‬كلمة سريانية معناها جممع أو اجتماع وكلمة كنيسة يف العهد اجلديد مرتمجة عن الكلمة اليونانية‬ ‫(‪)2‬‬
‫"إكليسيا" ومعناها "مجاعة مدعوة لغرض ما"‪ .‬و ال تشري أبدا إىل مكان للعبادة ويف الغالب تشري إىل مجاعة حملية من‬
‫املؤمنني ‪.‬دائرة املعارف الكتابية ‪ ، ،‬مرجع سابق ‪ ،‬مادة "كنيسة" ‪. 6/389‬‬
‫أالرو ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 721 ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أالرو ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 116‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪9‬‬
‫النقطة الثالثة‬

‫اإلسالم ومصادر التشريع‬

‫اإلسالمـ خامت األديان السماوية وله مصادره املعتمدة اليت تستقى منها العقائد والتشريعات ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف اإلسالم ‪:‬‬


‫‪12‬‬
‫تعريف اإلسالم لغة ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلسالمـ واالستسالم ‪ :‬االنقياد ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َّسلِيم واالستسالم باإلذعان واالنقياد َوترك التمرد واإلباء لعناد ‪.‬‬ ‫َواإْلِ ْساَل مـ َ‬
‫عبارة َعن الت ْ‬
‫تعريف اإلسالم اصطالحا ‪:‬‬

‫اإلسالمـ مبعناه العام ‪:‬اسم للدين املشرتكـ الذي هتف به كل األنبياءـ وانتسب إليه كل أتباع األنبياء‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫اإلسالمـ مبعناه اخلاص العريف ‪ :‬هو جمموعة الشرائع والتعاليمـ اليت جاء هبا حممد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬أو اليت استنبطت مما جاء به صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫لسان العرب ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬مادة "سلم" ‪ .2080 /3 ،‬املعجم الوسيط ا‪. 446 /‬‬ ‫‪12‬‬

‫(‪ )2‬الغزايل ‪ ،‬حممد بن حممد الطوسي (املتوىف‪505 :‬هـ) ‪ ،‬قواعد العقائد ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬موسى حممد علي ‪ ،‬ط‪( ، 2‬لبنان ‪:‬‬
‫عامل الكتب ‪1405 ،‬هـ ‪1985 -‬م) ‪ ،‬ص ‪. 236‬‬
‫(‪ )3‬دراز ‪ :‬حممد عبد اهلل ‪ ،‬الدين ‪( ،‬الكويت ‪:‬دار القلم ـ بريوت ‪:‬مطبعة احلرية ‪1371 ،‬هـ‪1952/‬م)‪ ،‬ص ‪. 175‬‬
‫(‪ )4‬دراز ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.176‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مصادر التشريع ‪:‬‬

‫مصادر التشريع يف الدين اإلسالميـ منها ما هو متفق عليه ومنها ما ثبت بنصوصـ كثرية ‪.‬‬

‫‪ _ 1‬الكتاب‪ :‬أو القرآن ‪ :‬هو كتاب اهلل املنزل على رسوله حممد صلى اهلل عليه وسلم املكتوب‬
‫(‪)1‬‬
‫يف املصاحف ‪ ،‬املنقولـ إلينا نقال متواترا بال شبهة ‪.‬‬
‫(‬
‫وال خالف بني املسلمني يف أن القرآن هو املصدر األول للتشريع وأنه حجة على الناس أمجعني ‪.‬‬
‫‪)2‬‬

‫‪ _2‬السنة ‪ :‬يراد هبا ما صدر عن النيب صلى اهلل عليه وسلم غري القرآن من قول أو فعل أو تقرير‬
‫(‪13 )3‬‬
‫وال خالف يف أن السنة مصدر للتشريع ولكن رتبتها يف ذلك تالية لرتبة الكتاب ‪.‬‬

‫‪ _3‬اإلجماع ‪ :‬اتفاق اجملتهدين من األمة اإلسالمية يف عصر من العصور بعد وفاة النيب صلى اهلل‬
‫عليه وسلم على حكم شرعي ‪.‬وقد ثبت ذلك بنصوص كثرية من الكتاب والسنة تعرف يف مظاهنا‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬

‫‪ _4‬القياس‪ :‬هو إحلاق مسألة ال نص على حكمها مبسألة ورد النص حبكمها يف احلكم الذي ورد‬
‫به النص لتساوي املسألتني يف علة احلكم ‪ ،‬فهذا اإلحلاق يسمى قياسا ‪.‬‬

‫زيدان‪ ،‬عبد الكرمي ‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ط‪( ، 8‬بريوت ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪1405 ،‬ه ـ ـ‬ ‫‪13‬‬

‫‪1985‬م) ‪ ،‬ص‪.184‬‬
‫(‪ )2‬زيدان ‪ ،‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيدان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 190‬‬
‫(‪ )4‬زيدان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ . 196‬بدران ‪ ،‬بدران أبو العينني ‪ ،‬أصول الفقه اإلسالمي ‪( ،‬االسكندرية ‪ :‬مؤسسة‬
‫شباب اجلامعة) ‪ ،‬ص‪. 117 ، 116‬‬
‫(‪ )5‬زيدان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 199 ، 198‬‬

‫‪11‬‬
‫وثبتتـ حجية القياس بأدلة كثرية من نصوص الكتاب والسنة ‪ ،‬واإلمجاع ‪ ،‬ولقد عمل السلف‬
‫(‪)5‬‬
‫بالقياس عند وجود النص دون إنكار ‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اليهودية‬

‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة وأثرها على المرأة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم القوامة واألصل فيها‬

‫لليهود عقائد وتشريعات تسرّي حياهتم يف عباداهتم وتعامالهتم وعالقاهتم واليت منها عالقة الرجل‬
‫باملرأة يف اجملتمع ودور كل منهما وما ينبغي أن يكون عليه ‪ ،‬وحقوقه وواجباته ‪ .‬ومن األمور‬
‫املقررة يف شريعتهم القوامة ‪ ،‬و سيتم تسليط الضوء عليها ملعرفة مفهومها يف الديانة اليهودية وملن‬
‫تكونـ ؟ ‪.‬‬

‫مفهوم القوامة ‪:‬‬

‫حيدد مفهوم القوامة عند اليهود من خالل ما ورد يف كتاهبم املقدس وهو "التوراة"ـ ‪ ،‬يقول الرب‬
‫يف سفر التكوين ـ خماطبا حواء بعد األكل من الشجرة اليت هنيت هي وآدم عليه السالم عن قرباهنا‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫ود َعلَْيك)‪.‬‬
‫ك َو ُه َو يَ ُس ُ‬ ‫ـ ‪ 17( :‬وإِىَل رجلِ ِ‬
‫ك يَ ُكو ُن ا ْشتِيَاقُ ِـ‬ ‫َ َُ‬
‫تطلق كلمة "السيد " على الرب واملالك والشريف ‪ ،‬ومن له أتباع وخدم يطيعونهـ وخيضعون ألمره‬
‫(‪14 )2‬‬
‫‪.‬‬

‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح‪ ، 3‬عدد ‪. 17 :‬‬ ‫‪14‬‬

‫دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 495 / 4 ،‬‬ ‫(‪)6‬‬


‫أبو غضة ‪ ،‬زكي علي السيد ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬ط‪( ، 1‬املنصورة ‪ :‬دار الوفاء ‪،‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪1424‬هـ ـ ‪ 2003‬م ) ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬

‫‪13‬‬
‫جاء يف دائرة املعارف اليهودية ‪ :‬الرجل سيد على املرأة وهي ملك له وإن كانت تستشار يف بعض‬
‫(‪)3‬‬
‫الوقت ‪.‬‬

‫يفهم مما سبق أن القوامة يف اليهودية تعين ‪ :‬سيادة الرجل على املرأة ‪،‬وبالتايل خضوع املرأة ألمره‬
‫وطاعتهاـ له ‪ ،‬ليكون للبيت رأس واحد‪.‬‬

‫وحيدد طبيعة سيادة الرجل على املرأة يف الديانة اليهودية بعض علماء الكتابـ املقدس ‪ ،‬من خالل‬
‫تعليقهم على بعض فقرات خلق آدم وحواء وإخراجهما من اجلنة يف سفر التكوينـ حيث قالوا ‪:‬‬
‫(فاملرأة اليت ال تكون شريكة للرجل ال تساويه بل متسي فتنة للرجل وهو يستعبدهاـ لتلد له األوالد)‬
‫(‪)1‬‬

‫جعلت القوامةـ للرجل السلطان والسيادة يف األسرة وبقيتـ املرأة اليت اتصفت بالضعف تابعة منفذا‬
‫(‪15 )2‬‬
‫ملشيئتهـ وإرادته ‪ ،‬سواء كان على خطأ أم كان على صواب ‪.‬‬

‫ويقول كتاب "املرأة بني اليهودية واإلسالم" ‪ :‬يبدو أن قوامة الرجل على املرأة مل تكن واضحة‬
‫وصرحية منذ البدايةـ يف أسفار التوراةـ ‪ ،‬فلقد بدأ سفر التكوينـ قصة اخللق بنصني خمتلفني يتناوالنـ‬
‫خلق اإلنسانـ ‪ ،‬أحدمها قوله ‪( :‬فَخلَق اهلل ا ِإلنْسا َن علَى صورتِِه‪ .‬علَى صور ِة ِ‬
‫اهلل َخلَ َقهُ‪ .‬ذَ َكًرا َوأُْنثَى‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫عبد الوهاب ‪ ،‬أمحد ‪ ،‬تعدد نساء األنبياء ومكانة المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم‪ ،‬ط ‪( ، 1‬القاهرة ‪:‬‬ ‫‪15‬‬

‫مكتبة وهبة ‪ 1409،‬هـ ـ ‪ 1989‬م) ‪،‬ص ‪. 190‬‬


‫(‪ )2‬املعدلليـ ‪ ،‬هند توفيق ‪ ،‬الزواج في الشرائع السماوية والوضعية ‪،‬ط ‪( ، 1‬دمشق ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار قتيبة ‪ 1423 ،‬هـ‬
‫ـ ‪ 2002‬م)‪ ،‬ص‪. 85‬‬
‫(‪ )3‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 1‬عدد ‪. 27 :‬ستتم ـ ـ بإذن اهلل ـ ـ مناقشة النص يف مبحث ( أسباب القوامة يف‬
‫النصرانية)‪.‬‬
‫(‪ )4‬وملناقشة مسألة خلق اهلل آدم على صورته ؛انظر ‪ :‬بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكالمية ‪،‬ابن تيمية ‪،‬‬
‫أمحد عبد احلليم بن عبد السالم (ت ‪728‬ه) ‪ ، ،‬حتقيق ‪ :‬عبد الرمحن بن عبد الكرمي اليحىي ‪( ،‬املدينة النبوية ‪ :‬جممع‬
‫امللك فهد ‪1426 ،‬ه) ‪6/334 ،‬ـ ـ ـ ‪.572‬‬
‫(‪ )5‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪2،21‬عدد ‪.22، :‬‬
‫(‪ )6‬أبو اجملد ‪،‬ليلى إبراهيم ‪ ،‬المرأة بين اليهودية واإلسالم ‪،‬ط ‪( ،1‬القاهرة ‪ :‬الدار الثقافية ‪ 2007 ،‬م)‪،‬ص‪.7‬‬

‫‪14‬‬
‫َخلَ َق ُه ْم)‪ )4( )3( .‬فهذا النصـ ال تظهر فيه قوامة الرجل على املرأة مما حدا بالبعض إىل تفسريهـ على‬
‫أنه يشري إىل املساواةـ يف اخللق بني الرجل واملرأة ‪.‬‬

‫َضالَ ِع ِه َو َمألَ َم َكا َن َها حَلْ ًما‪.‬‬


‫اح َدةً ِم ْن أ ْ‬
‫ب ا ِإلله سباتًا علَى آدم َفنَام‪ ،‬فَأَخ َذ و ِ‬
‫الر ُّ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫أما قوله ‪ (:‬فَأ َْوقَ َع َّ‬
‫الض ْلع الَّيِت أَخ َذها ِمن آدم امرأًَة وأَحضرها إِىَل آدم‪ِ ....‬‬
‫هذ ِه تُ ْد َعى ْامَرأًَة ألَن ََّها‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ََ َ‬ ‫ب ا ِإللهُ ِّ َ‬ ‫الر ُّ‬‫‪َ 22‬و َبىَن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ِن ْام ِرئ أُخ َذ ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫ت )‪ )5( .‬فهذه تظهر تبعية املرأة للرجل‪.‬‬

‫األصل في القوامة ‪:‬‬

‫الأصل يف هذه القوامة يتم استنباطهـ من التوراة والتلمود إذ مها مصدري التشريع يف الديانة اليهودية‬
‫‪16‬‬
‫‪ .‬والنصوصـ كالتايل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬يف قصة اخلطيئة األوىل ‪،‬يف سفر التكوين ‪ ،‬ورد دليل القوامةـ واألصل يف ثبوهتا للرجل ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫واخلطيئة األوىل للبشر هي‪ :‬معصية آدم وحواء للرب بأكلهما من الشجرة احملرمة ‪.‬‬

‫إن قصة اخلطيئة مل ترد يف التوراةـ إال مرة واحدة ‪ ،‬وذلك يف سفر التكوين ‪:‬‬
‫ب ا ِإلله‪َ ،‬ف َقالَ ِ ِ‬ ‫ات الَْبِّريَِّة الَّيِت َع ِملَ َها َّ‬
‫ت احْل يَّةُ أَحيل مَجِ ي ِع حيوانَ ِ‬
‫ِ‬
‫ال اهللُ‬ ‫َحقًّا قَ َ‬ ‫ت ل ْل َم ْرأَة‪« :‬أ َ‬ ‫ْ‬ ‫الر ُّ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫(‪َ 1‬و َكانَ َ ْ َ َ‬
‫ت الْمرأَةُ لِْلحيَّ ِة‪ِ :‬‬
‫«م ْن مَثَِر َش َج ِر اجْلَن َِّة نَأْ ُك ُل‪َ 3 ،‬وأ ََّما مَثَُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَ تَأْ ُكالَـ م ْن ُك ِّل َش َج ِر اجْلَنَّة؟» ‪َ 2‬ف َقالَ َ ْ َ‬
‫ت احْلَيَّةُ لِْل َم ْرأ َِة‪:‬‬‫ال اهلل‪ :‬الَ تَأْ ُكالَ ِمْنه والَ مَتَ َّساه لِئَالَّ مَتُوتَا»‪َ 4 .‬ف َقالَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ ِ‬
‫َّجَر ِة الَّيِت يِف َو َسط اجْلَنَّة َف َق َ ُ‬
‫الش َ‬
‫اهلل َعا ِر َفنْي ِ اخْلَْيَر َوالشََّّر»‪.‬‬ ‫ان َك ِ‬ ‫«لَن مَتُوتَا! ‪5‬ب ِل اهلل عامِل أَنَّه يوم تَأْ ُكالَ ِن ِمْنه َتْن َفتِح أ َْعينُ ُكما وتَ ُكونَ ِ‬
‫ُ ُ ُ َ َ‬ ‫َ ُ َ ٌ ُ َْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َن الشَّجر َة جيِّ َدةٌ لِألَ ْك ِل‪ ،‬وأَنَّها هَبِجةٌ لِْلعي ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫َخ َذ ْ‬ ‫َّجَر َة َش ِهيَّةٌ للنَّظَ ِر‪ .‬فَأ َ‬ ‫َن الش َ‬ ‫ون‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َ َ َ ُُ‬ ‫‪َ 6‬فَرأَت الْ َم ْرأَةُ أ َّ َ َ َ‬
‫‪16‬‬
‫تتفق األديان الثالثة ـ ( اليهودية والنصرانية واإلسالم ) ـ يف وقوع آدم وحواء يف املعصية ‪ ،‬أما فيما خيتص بالتفاصـيل‬
‫واألمــور املرتتبة عليها فهو موضع خالف ظــاهر بني األدي ــان الثالثة ‪ ،‬فــبني اإلســالم من جهة وال ــديانتني الســابقتني له‬
‫من جهة أخــرى فــرق شاسع ‪ ،‬وبني الــديانتني اليهودية والنصــرانية كــذلك خالف كبري حــول هــذه القضــية أدى إىل‬
‫خالف عقــدي ‪ .‬اجلالمهة ‪ ،‬أميمة بنت أمحد شــاهني ‪ ،‬الخطيئة األولى بين اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪( ،‬القاهرة ‪ :‬دار زهراء الشرق ‪ 1998 ،‬م) ص‪.19‬‬

‫‪15‬‬
‫ت أ َْعيُنهما وعلِما أَنَّهما عريانَ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن مَثَِر َها َوأَ َكلَ ْ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ضا َم َع َها فَأَ َك َل‪7.‬فَا ْن َفتَ َح ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ ُْ َ‬‫ت َر ُجلَ َها أَيْ ً‬ ‫ت‪َ ،‬وأ َْعطَ ْ‬
‫صَن َعا ألَْن ُف ِس ِه َما َمآ ِز َر‪.‬‬ ‫اق تِ ٍ‬
‫ني َو َ‬ ‫فَ َخاطَا أ َْو َر َ‬

‫آد ُم َو ْامَرأَتُهُ ِم ْن َو ْج ِه‬ ‫َّها ِر‪ ،‬فَ ْ‬


‫اختَبَأَ َ‬ ‫وب ِر ِ‬
‫يح الن َ‬
‫اشيا يِف اجْل ن َِّة ِعْن َد ُهب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الر ِّ ِ ِ‬
‫ب ا ِإلله َم ً‬ ‫ت َّ‬ ‫ص ْو َ‬
‫ِ‬
‫‪َ 8‬ومَس َعا َ‬
‫ال‪:‬‬‫ت؟»‪َ 10 .‬ف َق َ‬ ‫ال لَهُ‪« :‬أَيْ َن أَنْ َ‬ ‫ب ا ِإللهُ َ‬
‫آد َم َوقَ َ‬ ‫ب ا ِإل ِله يِف َو َس ِط َش َج ِر اجْلَن َِّة‪َ 9 .‬فنَ َادى َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫الر ِّ‬‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّك عُ ْريَا ٌن؟‬‫ك أَن َ‬ ‫«م ْن أ َْعلَ َم َ‬‫ال‪َ :‬‬ ‫ت»‪َ 11 .‬ف َق َ‬ ‫اختَبَأْ ُ‬
‫يت‪ ،‬ألَيِّن عُ ْريَا ٌن فَ ْ‬‫ك يِف اجْلَنَّة فَ َخش ُ‬ ‫ص ْوتَ َ‬‫ت َ‬ ‫«مَس ْع ُ‬
‫آد ُم‪« :‬الْ َم ْرأَةُ الَّيِت َج َع ْلَت َها َمعِي‬ ‫ال َ‬‫ك أَ ْن الَ تَأْ ُك َل ِمْن َها؟» ‪َ 12‬ف َق َ‬ ‫َّجَر ِة الَّيِت أ َْو َ‬
‫صْيتُ َ‬ ‫ت م َن الش َ‬
‫هل أَ َك ْل ِ‬
‫َْ َ‬
‫ت؟» َف َقالَ ِ‬ ‫ب ا ِإلله لِْلمرأ َِة‪« :‬ما ه َذا الَّ ِذي َفع ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ ُ َ ْ‬ ‫ال َّ‬ ‫ت»‪َ 13 .‬ف َق َ‬ ‫َّجَر ِة فَأَ َك ْل ُ‬
‫ه َي أ َْعطَْتيِن م َن الش َ‬
‫الْ َم ْرأَةُ‪« :‬احْلَيَّةُ َغَّرتْيِن فَأَ َك ْل ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ت»‪.‬‬

‫وقع آدم ـ ـ عليه السالم ـ ـ وحواء يف اخلطيئة باألكل من الشجرة وذلك باحتيال احلية على حواء ‪ ،‬مث‬
‫عرضت حواء على آدم عليه السالم األكل من الشجرة فأجاهبا إىل ذلك وأكل ‪،‬كما ورد يف‬
‫‪17‬‬
‫اإلصحاح الثالث من سفر التكوين ‪.‬‬

‫اشيًا يِف اجْلَن َِّة ِعْن َد‬


‫ب ا ِإل ِله م ِ‬
‫َ‬ ‫الر ِّ‬
‫ت َّ‬‫ص ْو َ‬
‫وبعد وقوع آدم وحواء يف اخلطيئة تقول التوراة ‪ِ :‬‬
‫(ومَس َعا َ‬
‫َ‬
‫َّها ِر) ‪.‬‬ ‫ُهب ِ‬
‫وب ِر ِ‬
‫يح الن َ‬ ‫ُ‬

‫ب ا ِإللهُ‬
‫الر ُّ‬
‫مث ذكرت التوراة اختباء آدم و امرأته من وجه الرب اإلله يف وسط شجر اجلنة‪ .‬ونداء َّ‬
‫آد َم َوقَوله ‪« :‬أَيْ َن أَنْ َ‬
‫ت؟» كأن اهلل ـ ـ سبحانه وتعاىل عما يقولونـ ـ ـ حبث عنهما ونادى آدم ‪ ،‬ليعلم‬ ‫َ‬
‫(‬
‫مكاهنما ‪ ،‬وهو افرتاء على عالم الغيوبـ ووصف له باجلهل ـ ـ تعاىل اهلل عن ذلك علوا كبريا ـ ـ‬

‫‪17‬‬
‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬العدد ‪ 1 :‬ـ ‪. 13‬‬
‫(‪ )2‬بـ ــدران ‪ ،‬غسـ ــان عـ ــاطف ‪ ،‬قصة آدم بين الق رآن الك ريم والت وراة ‪ ،‬ملخص رس ــالة علمية ‪ ،‬جملة جامعة الق ــدس‬
‫املفتوحة لألحباث ‪ ،‬العدد ‪ 2011، 22‬م ‪.‬ص ‪. 308‬‬
‫(‪ )3‬مل أقف على ترمجته ‪.‬‬
‫(‪ )4‬جرجس ‪ ،‬جنيب ‪ ،‬تفسير الكتاب المقدس (شرح سفر التكوين) ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬

‫‪16‬‬
‫‪)2‬ويفسر جنيب جرجس(‪ )3‬سؤال الرب آلدم (أين أنت) بقوله ‪ :‬ليس معناه أن اهلل ال يعرف‬
‫(‪)4‬‬
‫مكانه ‪ ،‬ولكنه سؤال حيمل معاين العتاب والتوبيخ والرثاء ‪.‬‬

‫وتأويل السؤال بأنه توبيخي ال يصمد أمام البحث العلمي‪ ،‬ألن السؤال التوبيخيـ ال يدخل فيه‬
‫السؤال عن املكانـ ‪ ،‬وهذا الذي صرفه عن اجملاز إىل احلقيقة ‪ ،‬ال سيما وأنه ال توجد قرينة تصرفه‬
‫عن إرادة املعىن األصلي ‪.‬‬

‫وامللحوظ أن األسئلة يف عمومها ال تتفق مع قداسة الذات اإلهلية وال مع مشول العلم اإلهلي بأي‬
‫(‪18 )1‬‬
‫حال من األحوال ‪.‬‬

‫إن القارئ لنص قصة اخلطيئة يف سفر التكوين جيد أن آدم وحواء قد أقرا باملعصيةـ ‪ ،‬كل منهما‬
‫بطريقته (‪ .)2‬وظاهر نص قصة اخلطيئة يف سفر التكوينـ يبني ‪ :‬أن آدم عليه السالم مل يشعر مبا كان‬
‫عليه من التكليف واملسؤولية ‪ ،‬وما عليه من الواجبات ملن خلقت له معينا وأنه كان جيب عليه أن‬
‫حيرسها ويساعدها على التجربة ال أن يقع يف املعصية‪ .‬ووفقا ملا ورد يف سفر التكوين فإن اخلالق‬
‫قد أصدر األحكام حبق كل من آدم وحواء واحلية ‪ ،‬ألنه أمر فلم يُطع أمره ‪ ،‬وهنى فلم ينته‬
‫املكلفون باجتناب ما هنى عنه فاستحقوا مجيعا عقابه ـ املزين واملزين له ـ فأخرجهم من اجلنة ‪:)3(...‬‬

‫ت ِم ْن مَجِ ي ِع الَْب َهائِ ِم َو ِم ْن مَجِ ي ِع ُو ُح ِ‬ ‫ت ه َذا‪ ،‬م ْلعونَةٌ أَنْ ِ‬


‫َّك َفع ْل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وش‬ ‫َُ‬ ‫ب ا ِإللهُ ل ْل َحيَّة‪« :‬ألَن َ‬ ‫الر ُّ‬
‫ال َّ‬
‫(‪َ 14‬ف َق َ‬
‫ك َو َبنْي َ الْ َم ْرأ َِة‪،‬‬
‫َضع َع َداو ًة بينَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الْبِّريَِّة ‪َ ،‬علَى بطْنِ ِ‬
‫ني ُك َّل أَيَّ ِام َحيَاتك‪َ 15 .‬وأ َ ُ َ َْ‬ ‫ك تَ ْس َعنْي َ َو ُتَرابًا تَأْ ُكل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال لِْل َم ْرأ َِة‪« :‬تَكْثِ ًرياـ أُ َكث ُِّر‬
‫ني َع ِقبَهُ»‪َ 16.‬وقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬وأَنْت تَ ْس َحق َ‬ ‫ك ونَسلِها‪ .‬هو يسحق رأْس ِ‬
‫َو َبنْي َ نَ ْسل َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ِِ‬
‫ود َعلَي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ال‬
‫ك»‪َ 17.‬وقَ َ‬ ‫ين أ َْوالَ ًدا‪َ .‬وإِىَل َر ُجلك يَ ُكو ُن ا ْشتيَاقُك َو ُه َو يَ ُس ُ ْ‬ ‫اب َحبَلك‪ ،‬بالْ َو َج ِع تَلد َ‬ ‫أَْت َع َ‬
‫اجلالمهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 40‬‬ ‫‪18‬‬

‫(‪ )2‬اجلالمهة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬


‫(‪ )3‬بر ‪ ،‬فتنت مسّيكة ‪ ،‬حواء والخطيئة في التوراة واإلنجيل والقرآن الكريم ‪ ،‬ط ‪( 1‬بريوت ‪ :‬مؤسسة املعارف ‪،‬‬
‫‪ 1416‬هـ ـ ‪1996‬م )‪ .‬ص ‪. 51‬‬
‫(‪ )4‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪ 13 :‬ـ ‪. 19‬‬

‫‪17‬‬
‫ك قَائِالً‪ :‬الَ تَأْ ُك ْل ِمْن َها‪َ ،‬م ْلعُونَةٌ‬ ‫ك وأَ َك ْل ِ‬ ‫َّك مَسِ ع ِ ِ ِ‬
‫َّجَر ِة الَّيِت أ َْو َ‬
‫صْيتُ َ‬ ‫ت م َن الش َ‬ ‫ت ل َق ْول ْامَرأَت َ َ َ‬ ‫آلد َم‪« :‬ألَن َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪َ ،‬وتَأْ ُك ُل‬‫ت لَ َ‬ ‫ك‪َ 18 .‬و َش ْو ًكا َو َح َس ًكا ُتْنبِ ُـ‬ ‫ب تَأْ ُك ُل ِمْن َها ُك َّل أَيَّ ِام َحيَاتِ َ‬ ‫ك‪ .‬بِالت َ‬
‫َّع ِ‬ ‫ض بِ َسبَبِ َ‬‫األ َْر ُ‬
‫اب‪،‬‬‫َّك ُتَر ٌ‬ ‫ت ِمْن َها‪ .‬ألَن َ‬ ‫ِ‬
‫ض الَّيِت أُخ ْذ َ‬ ‫ود إِىَل األ َْر ِ‬ ‫ك تَأْ ُك ُل ُخْبًزا َحىَّت َتعُ َ‬ ‫ب احْلَ ْق ِل‪19 .‬بِ َعَر ِق َو ْج ِه َ‬ ‫عُ ْش َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ود)‪.‬‬
‫اب َتعُ ُ‬ ‫وإِىَل ُتر ٍ‬
‫َ َ‬
‫من النص السابق يتبني أن املرأة عوقبت بأمرين ‪:‬‬

‫أوهلما ‪ :‬مادي جسماين ‪ ،‬وهو أوجاع احلمل والوالدة ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ثانيهما ‪ :‬نفسي معنوي ‪ ،‬وهو دوام اشتياقهاـ إىل رجلها وسيادته عليها ‪.‬‬

‫ويف كتاب "من تفسري وتأمالت اآلباء األولني " ‪ :‬يسود عليها الرجل باحلب الباذل‪ ،‬وتشتاق هي‬
‫(‪)2‬‬
‫إليه لتنعم به كسر حياهتا وتتمتع بسماته فيها لتدخل معه إىل أجماده األبدية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كون الرجل يسود عليها أعطى أن يكونـ للبيت رأس واحد‪.‬‬

‫(وهو يسود عليك) (‪ )4‬هذا النص يعد أصال يف قوامة الرجل على املرأة يف الديانة اليهوديةـ ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫فظاهر النص يقرر بوضوح ؛ قوامة الرجل على املرأة ‪.‬‬

‫جلالمهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 45‬‬ ‫‪19‬‬

‫(‪ )2‬ملطى ‪ ،‬تادرس يعقوب ‪ ،‬تفسير العهد القديم من الكتاب المقدس من تفسير وتأمالت اآلباء األولون (سفر‬
‫التكوين)‪ ،‬ط ‪(، 1‬القاهرة ‪ :‬األنبا رويس ( األوفست ) ‪ 1983 ،‬م) ‪،‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )3‬فكري ‪ ،‬أنطونيوس ‪ ،‬شرح الكتاب المقدس ‪ ،‬ص‪. 56‬‬
‫(‪( )4‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪. 16:‬‬
‫(‪ )5‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 6‬العدد ‪. 2،1 :‬‬
‫(‪ )6‬مل أقف على ترمجته ‪.‬‬
‫(‪ )7‬الرتمجة السبعينية ‪ :‬هي ترمجة العهد القدمي إىل اللغة اليونانية ‪ ،‬مع بعض الكتب األخرى اليت نقل البعض منها عن‬
‫العربية كسائر أسفار العهد القدمي ‪،‬والبعض اآلخر كتب أصال يف اليونانية ‪ .‬ومسيت هذه الرتمجة بالسبعينية بناء على‬
‫التقليد ‪ ،‬املتواتر بأن قام هبا سبعون (أو باحلري اثنان وسبعون)شيخا يهوديا يف مدينة االسكندرية يف أيام امللك‬
‫بطليموس الثاين=‬

‫‪18‬‬
‫ض َو ُولِ َد‬
‫َّاس يَك ُْث ُرو َن َعلَى األ َْر ِ‬
‫ث لَ َّما ْابتَ َدأَ الن ُ‬ ‫‪ -2‬ومما يعد أصال يف القوامة النص التايل‪َ 1( :‬و َح َد َ‬
‫ات‪ .‬فَاخَّتَ ُذوا ألَْن ُف ِس ِه ْم نِ َساءً ِم ْن ُك ِّل َما‬
‫َّاس أَن َُّه َّن َح َسنَ ٌ‬
‫اهلل رأُوا بنَ ِ‬
‫ات الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ‪2‬أ َّ‬
‫َن أ َْبنَاءَ َ َ‬ ‫هَلُ ْم َبنَ ٌ‬
‫اختَ ُاروا)‪)5( .‬قال فكري (‪)6‬يف تفسريه ‪( :‬أبناء الله) يف العربانيةـ ‪ :‬أبناء اآلهلة ‪.‬‬
‫ْ‬
‫(‪)7‬‬
‫قطعا ال‬
‫ً‬ ‫هنا‬ ‫اهلل)‬ ‫و(أبناء‬ ‫‪،‬‬ ‫ومالك‬ ‫رسول‬ ‫تعين‬ ‫"‬ ‫املالئكة‬‫"‬ ‫كلمة‬ ‫و‬ ‫ـ‬
‫)‬ ‫(املالئكة‬ ‫‪:‬‬ ‫وجاء يف السبعينية‬
‫تعين املالئكة السماويني ‪ ،‬فهؤالء ‪ ،‬ال يتزوجون ‪ ،‬فاهلل خلق آدم وأوالده كرسل يشهدون له يف‬
‫األرض‪ ،‬خلقهم ألعمال صاحلة‪ ،‬وليكونواـ سفراء له‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قطع ا أوالد شيث هذا الذي مل يلعن بل هو مبارك يف شخص أبيه الذي باركه اهلل‪.‬‬
‫وهم ً‬
‫‪ - 3‬ورد يف كتاب التلمود النص التايل ‪( :‬يتعني على اليهودي أن يتلو الصالة التاليةـ يف كل يوم ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لك احلمد يا رب أن مل ختلقين أمميا أو امرأة أ و عبدا ) ‪(.‬مناحوت ‪ 43‬ـ ‪)44‬‬

‫كل يوم حيمد اليهودي ربه ألنه جعله رجال ومل جيعله امرأة ‪ ،‬فاحلمد وبصورة يومية على وجه‬
‫الوجوب دليل على عظم الفضل واملكانةـ اليت وهبها الرب لليهودي خبلقه رجال ويف املقابل حقارة‬
‫‪20‬‬
‫مكانة املرأة حىت أغرقت بالنظرة الدونية املعتمدة على نصوص التشريع اليهودي ‪.‬‬

‫وهبذا ينص التلمود على قوامة الرجل ‪.‬‬

‫‪ =20‬فيالدلفوس (‪ 285‬ـ ‪ 247‬ق ‪ .‬م )‪ ،‬دائرة املعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.،‬مادة" ترجوم"‪. 348 / 1 ،‬‬
‫(‪ )1‬فكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 76‬‬
‫(‪ )2‬رايب شلومو يتسحاقي معروف باالختصار راشي ‪ ،‬وهو حاخام فرنسي من العصورـ الوسطى‪ ،‬تعد إسهاماته األهم‬
‫بني اليهود اإلشكناز يف دراسة التوراة‪ .‬اشتهر بكتابة تفسري شامل للتلمودـ الذي عد األصل لكل ما تاله من تفسري‬
‫للتلمودـ ‪.‬ويكيبيديا ـ املوسوعة احلرة ‪.ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬
‫(‪ )3‬أيبش ‪ ،‬أمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 396‬‬
‫(‪ )4‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 148‬‬

‫‪19‬‬
‫قال راشي (‪ )3‬يف شرح هذا التشريع ‪ ،‬يف اهلامش الداخلي من الصفحة إن املرء عندما يقول مبارك‬
‫الرب ألنه مل جيعلين امرأة كأنه قال "ومل جيعلين عبدا " أيضا ‪ ،‬فاملرأة والعبد سواء فهي من زوجها‬
‫(‪)4‬‬
‫مبنزلة اجلارية‪.‬‬

‫إذا كانت املرأة مبنزلة اجلارية عند زوجها فإن ذلك يعين بالضرورة أن الوالية والقوامة للرجل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أسباب القوامة‬

‫من احلقوق اليت قررها التشريع اليهودي للرجل ‪ ،‬حق القوامةـ ‪ ،‬وقد استحق واختص الرجل حبق‬
‫القوامةـ دون املرأة ألسباب عدة مت استنباطها من مصادر اليهود املقدسة ‪ ،‬التوراة والتلمود ‪،‬‬
‫واألسبابـ هي ‪:‬‬

‫السبب األول ‪ :‬المرأة ما خلقت إال لمؤانسة الرجل ومساعدته وإعانته ‪:‬‬
‫(‪21 )1‬‬

‫‪21‬‬
‫أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪ )2‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪. 18:‬‬
‫(‪ )3‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.149‬‬

‫‪20‬‬
‫ذكر سفر التكوين أن الغرض واحلكمة من خلق حواء هي مؤانسة الرجل حىت ال يبقى وحيداً‬
‫ب ا ِإللهُ‪:‬‬
‫الر ُّ‬
‫ال َّ‬
‫مستوحشاً ‪ ،‬وكذلك خلقت ملساعدته وإعانته يف تدبري أموره احلياتية ‪َ 18( :‬وقَ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َصنَ َع لَهُ ُمعِينًا نَ ِظ َريهُ») ‪.‬‬ ‫س َجيِّ ًدا أَ ْن يَ ُكو َـن َ‬
‫آد ُم َو ْح َدهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫«لَْي َ‬
‫خلق اهلل حواء خبلقة مشاهبة خللقة آدم حىت حتصل األلفة وحيدث الوفاق والود واالستئناس من كل‬
‫منهما باآلخر ‪.‬‬

‫وجاء يف املوسوعة اليهودية عن وظيفةـ املرأة ‪" :‬خلقت خلدمة الرجل وكمساعد مناسب له‪...،‬‬
‫ويرتبط جوهر املرأة كمخلوق إنساين بوظيفتها كرفيقة للذكر ‪ ...‬وأن الزوجة يف مرتبة أدىن من‬
‫الزوج الذي يسيطر عليها ‪ ،‬الزوج يستطيع أن يطلق زوجته ولكنها ال تستطيع ذلك" أي ال‬
‫(‪)3‬‬
‫تستطيع مفارقته إال إذا رغب يف ذلك‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬خلق المرأة من ضلع آدم (عليه السالم) ليكون هو أصلها ‪:‬‬

‫ب ا ِإللهُ ُسبَاتًا‬ ‫الر ُّ‬


‫بينتـ التوراة أن حواء خلقت من ضلع آدم وذلك يف سفر التكوين ‪21(:‬فَأ َْوقَ َع َّ‬
‫الض ْل َع الَّيِت‬
‫ب ا ِإللهُ ِّ‬ ‫َضالَ ِع ِه َو َمألَ َم َكا َن َها حَلْ ًما‪َ 22 .‬و َبىَن َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫اح َد ًة ِم ْن أ ْ‬
‫علَى آدم َفنَام‪ ،‬فَأَخ َذ و ِ‬
‫َ ََ َ َ َ‬
‫هذ ِه اآل َن َعظْ ٌم ِم ْن ِعظَ ِامي َوحَلْ ٌم ِم ْن‬ ‫ال آدم‪ِ « :‬‬ ‫ِ‬
‫آد َم‪َ 23 .‬ف َق َ َ ُ‬ ‫ضَر َها إِىَل َ‬
‫َح َ‬‫آد َم ْامَرأَةً َوأ ْ‬
‫َخ َذ َها م ْن َ‬
‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫حَلْ ِمي‪ .‬هذه تُ ْد َعى ْامَرأًَة ألَن ََّها م ِن ْام ِرئ أُخ َذ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ت)‪.‬‬

‫صورت التوراةـ يف النص السابق شعور آدم بالرابطة القوية اليت تربطه حبواء املخلوقة من أحد‬
‫أضالعه ‪،‬بأهنا جزء منه ‪ ،‬تربطهما رابطة دم وحلم وعظم ‪ .‬فغدت العالقة بينهما عالقة قائمة‬
‫ومبنيةـ على املودة واالنسجام والتفاهم ومراعاة للمصاحل املشرتكةـ ‪.‬‬

‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪ 21:‬ـ ‪. 24‬‬ ‫‪22‬‬

‫(‪ )2‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ل ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 23 ،22‬‬
‫(‪ )3‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪. 88 :‬‬

‫‪21‬‬
‫وجاء يف املوسوعة اليهودية ‪ :‬أن السبب يف خلق حواء من ضلع آدم كان مصاغا هكذا ‪" :‬قال اهلل‬
‫‪ :‬لن أخلقها من الرأس حىت ال ترفع رأسها يف كربياء ‪ ،‬ولن أخلقها من العني حىت ال تكونـ‬
‫"مفناجه" (مجيلة جذابة) ‪ ،‬ولن أخلقها من الفم حىت ال تكون ثرثارة للغاية ‪ ،‬ولن أخلقها من‬
‫القلب حىت ال تكونـ غيورة أكثر من الالزم ولن أخلقها من اليد حىت ال تكون متطلعة أكثر من‬
‫الالزم إىل احلصول على األشياء ‪ ،‬ولن اخلقها من القدم حىت ال تكون كثرية التجوال هنا وهناكـ ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ولكن خلقتها من جزء خمتف من أجزاء اجلسم ‪ ،‬حىت تكونـ متواضعة "‬

‫وهو تعليل ال يرقى إىل مستوى التفسري العلمي فضال عن أنه تفسري لنص إهلي مقدس ‪ ،‬ويوحي‬
‫هذا التفسري بأن املرأة مسلوبة التفكري تسوقها أي رغبة عابرة لرؤية أو مساع أي شيء بل ولوال‬
‫خلقها من ضلع آدم لظلت تركض يف أي وجهة بال هدف حمدد !‪.‬‬
‫(‬
‫صْن َع اللَّ ِه الَّ ِذي أَْت َق َن ُك َّل َش ْي ٍء﴾‪.‬‬
‫إن هذا كالم من ال يعرف عجيب وعظمة قدرة اهلل وحكمته ﴿ ُ‬
‫‪)3‬‬

‫السب الثالث ‪ :‬معصية المرأة للرب وأكلها من الشجرة المحرمة ثم إغواؤها الرجل ‪:‬‬

‫نتيجة لفشل املرأة يف إدارة حياة الرجل يف اجلنة والناتج عن معصيتهاـ وإيقاع الرجل معها يف‬
‫املعصية‪ ،‬كان جزاؤها أن تكون وظيفتهاـ وعالقتها بالرجل حسب التوراةـ والتشريع اليهودي هي ‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬ ‫‪ -1‬زوجة وحاملة لألوالد وحاضنة ومربية هلم ‪( .‬تَكْث ًريا أُ َكث ُِّر أَْت َع َ‬
‫اب َحبَلك‪ ،‬بالْ َو َج ِع تَلد َ‬
‫أ َْوالَ ًدا)‬

‫‪ -2‬ميلها الفطري للرجل وحبها إلظهار رجولته ونشأة الرغبة اجلنسية وإقامة العالقةـ الزوجية على‬
‫‪23‬‬
‫ك)‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ك ي ُكو ُـن ا ْشتِياقُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أساسها ‪َ ( .‬وإىَل َر ُجل َ‬
‫شواهد من سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪. 16 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫(‪ )2‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪،‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.149 ، 148‬‬
‫(‪ )3‬أبو غضة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ - 3‬الرجل صاحب الرأي والنهيـ واإلدارة واختاذ القرار ‪ ،‬فالرجل يف جمال أسرته هو احلاكم اآلمر‬
‫(‪)2()1‬‬ ‫ود َعلَي ِ‬
‫ك) ‪.‬‬ ‫‪ ،‬واملرأة احملكومة اخلاضعة ( َو ُه َو يَ ُس ُ ْ‬
‫إن عقاب املرأة كان ثالثيـ األبعاد ‪ :‬تلد باألمل ‪ ،‬ويقال هلم ‪:‬مل توجد امرأة متتنع عن الوالدة ولو‬
‫ملرة خوفا من األمل ‪ ،‬أما اشتياقـ املرأة للرجل فهو أيضا ليس بعقاب ‪ ،‬فلذلك شهوة اجلنس وحب‬
‫البقاء ‪ ،‬أما تسلط الرجل على املرأة كعقاب قصد منه أولوية الزعامة والرياسة والتوجيه ‪ ،‬أي‬
‫القوامةـ ‪ ،‬فهو ال يتناسبـ مع أول وأكرب خطيئة تسببت فيها املرأة على حسب زعم التوراةـ احلالية‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬

‫و طاملا أن آدم وحواء عوقبا بسببـ خطيئتهما وغفر اهلل هلما وتاب عليهما فلماذا توارثت ذريتهما‬
‫العقوبةـ ؟‪.‬‬

‫إن أي قضية ال بد أن تكونـ حتت طائلة الشريعة أو القانونـ ‪ ،‬ومجيع القوانني تقضي بعدم احلكم‬
‫على أحد بفعل غريه ‪ ،‬فليس يف الشريعة اليهودية معاقبة لشخص نتيجة خلطأ شخص آخر أو‬
‫وت‪ .‬اَالبْن الَ حَيْ ِمل ِمن إِمْثِ األ ِ‬
‫َب‪،‬‬ ‫ُ‬‫مَت‬ ‫ي‬‫ه‬‫حلساب آخرين(‪ )1‬فالنص يقول‪20( :‬اَ َّلن ْفس الَّيِت خُتْ ِطئ ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫(‪24 )2‬‬
‫َب الَ حَيْ ِم ُل ِم ْن إِمْثِ االبْ ِن) ‪.‬‬
‫َواأل ُ‬

‫‪24‬‬
‫أبو الوفا ‪ ،‬حممد ‪ ،‬حوار مع أهل الكتاب ‪ ،‬ط ‪( ، 1‬عمان ‪ :‬دار النفائس ‪ 1420 ،‬ه ـ ‪ 2000‬م)‪ ،‬ص ‪. 115‬‬

‫(‪ )2‬سفر حزقيال ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 18‬عدد ‪ 20 :‬ـ‪. 22‬‬


‫(‪ )3‬عاشور ‪ ،‬صفاء عوني حسين ‪ ،‬قضايا المرأة والغزو الفكري ‪ ،‬رسالة علميةـ ‪ ( ،‬غزة ‪:‬اجلامعة اإلسالمية ‪ 1426 ،‬هـ ـ ـ‪٢٠٠٥‬م ) ‪،‬ص‬
‫‪ . 16‬وانظر سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 19‬عدد ‪ 30 :‬ـ ‪. 38‬‬
‫(‪ )4‬من الثنوية‪ ،‬أو القائلني بالنور والظلمة‪،‬ـ أو من ال يؤمن باآلخرة وبالربوبية‪،‬ـ أو من يبطن الكفر ويظهر اإلميان ‪ ،‬القاموس المحيط‬
‫‪،‬الفريوزآبادى ‪ ،‬حممد بن يعقوب ‪،‬ط‪ ، 8‬حتقيق‪ :‬مكتب حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرسالة‪( .‬بريوت ‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ 1426،‬هـ ‪ 2005 -‬م ) ‪ ،‬ص ‪. 891‬‬
‫(‪ )5‬ابن حزم ‪ ،‬علي بن أمحد بن سعيد (املتوىف‪456 :‬هـ) ‪ ،‬الفصل في الملل واألهواء والنحل ‪(،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة اخلاجني) ‪، 105 / 1 ،‬‬
‫‪. 106‬‬
‫(‪ )6‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 6‬العدد ‪.2 :‬‬

‫‪23‬‬
‫و مع هذا النص حيمل اليهود حواء وبناهتا اللعنات واإلهانات ‪ ،‬وهذه العقيدة احملرفة جعلتهم‬
‫يقفونـ من املرأة موقف احلذر والشك‪ ،‬ويتعاملون معها على أهنا دون الرجل‪ ،‬ويلصقون هبا كل‬
‫موقف فيه احنراف أو معصيةـ أو ذل أو عار‪ ،‬وما ذلك إال العتقادهم أن املرأة منبع اخلطايا‪،‬‬
‫ومسبب اآلثام والرذائل ‪ ،‬ويَعجب املرء مما نسبته توراهتم احملرفة إىل نبينا لوط ـ ـ عليه السالم ـ ـ ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫وابنتيه‪ ،‬مما يطعن يف نبوته‪ ،‬وأخالق ابنتيه ‪.‬‬

‫وليست هذه صفات األنبياء وال صفات من فيه شيء من خري ‪ ،‬هذه فضائح األبد وتوليد الزنادقة‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)4‬املبالغني يف االستخفاف باهلل تعاىل وبرسله عليهم السالم ‪.‬‬

‫السبب الرابع ‪ :‬تفضيل الرجل على المرأة ‪:‬‬

‫اهلل رأُوا بنَ ِ‬


‫ات الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ورد يف سفر التكوين أن الذكور أبناء اهلل ‪2( :‬أ َّ‬
‫َّاس أَن َُّه َّن َح َسنَ ٌ‬
‫(‪)6‬‬
‫ات)‬ ‫َن أ َْبنَاءَ َ َ‬
‫وسواء كان املقصود من النصـ ‪" :‬أبناء اهلل"‪ :‬املالئكةـ أو كان املقصود أبناء شيث الذين خلقهم اهلل‬
‫ألعمال صاحلة وخرية ‪ ،‬ملاذا يُنفىـ عن البنات الصالح ؟و ملاذا يُنظر إليهن بأهنن مصدر للشر‬
‫والفساد ؟ هل يعين ذلك أن الرجال ال يصدر منهم شر وال فساد ؟ ‪.‬كال فليس من البشر من هو‬
‫معصومـ من اخلطأ ‪ ،‬فمن النساء والرجال الصاحل والفاسد ‪ ،‬لكن ما وقعوا فيه من التصنيفـ الظامل‬
‫من نسبة االبن إىل اهلل ـ ـ وهو كفر ـ ـ ـ ‪ ،‬ومن جعل املرأة مصدر اإلفساد سببه تفضيلهم الرجال على‬
‫‪25‬‬
‫النساء ‪.‬‬

‫أيبش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 396‬‬ ‫‪25‬‬

‫(‪ )2‬هو احلاخام الذي قام جبمع الشرائع الشفوية اليت تناقلها احلاخامات يف كتاب أمساه "املشنا" الذي يعد أول الئحة‬
‫قانونية وضعها اليهود ألنفسهمـ بعد التوراة ‪ .‬اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العاملية ‪ ،‬الموسوعة العربية‬
‫الميسرة‪ ،‬ط‪(، 3‬صيدا ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتبة العصرية ‪2009 ،‬م ) ‪ . 2/1028 ،‬خان ‪ ،‬ظفر اإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )3‬املشنة ‪ :‬جمموعة الشرائع اليهودية اليت تناقلها اليهود شفويا عرب القرون ‪ ،‬اجلمارا ‪:‬هي التفسريات والتأويالت املسهبة‬
‫اليت أضيفت إىل املشنة ومت مجعها يف كتاب واحد هو "التلمود" ‪ .‬الموسوعة العربية الميسرة ‪ ،‬مرجع سابق ‪/2 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫ورد يف كتاب التلمود النص التايل ‪( :‬يتعني على اليهودي أن يتلو الصالة التالية يف كل يوم ‪ :‬لك‬
‫(‪)1‬‬
‫احلمد يا رب أن مل ختلقين أمميا أو امرأة أ و عبدا ( مناحوت ‪ 43‬ـ ‪. )44‬‬

‫و إن يهوذا هناسي (‪)2‬قال يف اجلمارا (‪ " : )3‬ال ميكن للعامل أن يقوم بدون الذكور واإلناث ‪ ،‬طوىب‬
‫ملن كان بنوه ذكورا ‪ ،‬وا حسرتاه على من كان بنوه إناثا" ‪ .‬وبالتايل جاء تفسري الرباين ميئري ـ ـ‬
‫وهو من كبار واضعي املشنا ـ ـ ملا ورد بأنـ الرب بارك إبراهيم يف كل شيء (‪ ،)4‬ففسر الربكة بأنـ‬
‫(‪)5‬‬
‫الرب منحه ذكوراً فقط ومل مينحه إناثاً ‪ ،‬واستشهد على ذلك مبا جاء بأن الرب بارك أيوب‬
‫(‪)6‬‬
‫يف آخر أيامه فضاعف له أمواله وبنيه ومل يضاعف له البنات ألنه ال خري يف إجناب البنات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫مقتضى القوامة وأثرها على المرأة‬


‫‪26‬‬
‫أوال ‪ :‬مقتضى القوامة ‪:‬‬

‫إن القوامةـ تستلزم وتقتضي قيام الرجل بواجباته جتاه املرأة وأسرته عموما‪.‬‬

‫‪. 1028‬‬
‫(‪ )4‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ 42‬ن عدد ‪. 1:‬‬
‫(‪ )5‬سفر أيوب ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 42‬عدد ‪12 :‬‬
‫(‪ )6‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬

‫‪ 26‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬ص ‪. 149‬‬


‫(‪ )2‬سفر اخلروج ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 21‬عدد ‪. 11 ، 10 :‬‬
‫(‪ )3‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪25‬‬
‫وقد جاء يف املوسوعةـ اليهودية يف أمر املرأة ‪ ..." :‬وإن الرجل جيب أن حيب املرأة كما حيب نفسه‬
‫وحيرتمها أكثر من نفسه ‪ ...‬وعلى الرجل أن يكون حذرا وأال يتحدث باستخفاف إىل زوجته ؛‬
‫ألن النساء قريبات إىل الدموع وحساسات إىل اخلطأ ‪ ،‬وأن النساء إمياهنن أقوى من إميان الرجل‬
‫(‪)1‬‬
‫وهن رقيقات القلوب بصفة خاصة "‪.‬‬

‫ِّص طَ َع َام َها َوكِ ْس َوَت َها‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫ُخَرى‪ ،‬الَ يَُنق ُ‬‫وتقتضي القوامةـ تدبري ما حتتاجه املرأة ‪10ِ( :‬إن اخَّتَ َذ لَن ْفسه أ ْ‬
‫ِ‬
‫اشَرَت َها‪َ 11 .‬وإِ ْن مَلْ َي ْف َع ْل هَلَا هذ ِه الثَّالَ َ‬
‫ث خَت ُْر ُج جَمَّانًا بِالَ مَثَ ٍن‪. ).‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َو ُم َع َ‬

‫فاجلارية العربية إذا خطبها سيدها البنه جيب عليه أال يُنقصها طعامها وكسوهتا ومعاشرهتا‪ ،‬وإن‬
‫أنقصهاـ واحدة من ذلك خترج حرة بال مقابل‪ .‬فهذا احلكم اخلاص باجلارية العربية جعلته املشنا‬
‫حكماً عاما يسري على اجلميع‪ ،‬وقررت أن على الزوج أن يتكفل بطعام زوجته وكسوهتا‬
‫(‪)3‬‬
‫ومعاشرهتا‪.‬‬

‫لكن الذي يبدو بصورة جلية من هذا النص ومن غريه من النصوص أن القوامةـ يف اليهودية تقتضيـ‬
‫إمجاال أن تكونـ املرأة ملكا للرجل يفعل هبا ما يشاء‪.‬‬

‫وسيتم استعراض أبرز المقتضيات في التشريع اليهودي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬تكون الزوجة مملوكة للرجل باملال الذي يدفعه الزوج إىل أبيها ‪ :‬جاء يف سفر اخلروج ‪(:‬‬
‫ت يِف َعيْيَن ْ َسيِّ ِد َها الَّ ِذي َخطََب َها‬ ‫يد‪8 .‬إِ ْن َقبُ َح ْ‬ ‫‪َ 7‬وإِ َذا بَ َ‬
‫اع َر ُج ٌل ْابنَتَهُ أ ََمةً‪ ،‬الَ خَت ُْر ُج َك َما خَي ُْر ُج الْ َعبِ ُ‬
‫ب لِغَ ْد ِر ِه هِبَا‪َ 9 .‬وإِ ْن َخطََب َها البْنِ ِه‬ ‫ك‪ .‬ولَيس لَه س ْلطَا ٌن أَ ْن يبِيعهاـ لَِقوٍم أ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َجان َ‬‫َ ََ ْ َ‬ ‫لَن ْفسه‪ ،‬يَ َدعُ َها ُت َف ُّ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ِّص طَ َع َام َها َوكِ ْس َوَت َها‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُخَرى‪ ،‬الَ يَُنق ُ‬ ‫ب َح ِّق الَْبنَات َي ْف َع ُل هَلَا‪10 .‬إِن اخَّتَ َذ لَن ْفسه أ ْ‬ ‫فَبِ َحس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اشَرَت َها‪َ 11 .‬وإِ ْن مَلْ َي ْف َع ْل هَلَا هذ ِه الثَّالَ َ‬
‫ث خَت ُْر ُج جَمَّانًا بِالَ مَثَ ٍن)‬
‫(‪)1‬‬
‫َو ُم َع َ‬

‫‪26‬‬
‫كان الرجل يدفع مثن املرأة اليت يشرتيها إىل أبيها ‪ ،‬فتصبح ملكا له كأي متاع ميلكه ‪ .‬وكان‬
‫االسم الذي يطلقه اليهود على الزوجة وهو "بولة" يعين "اململوكة" وقد اشرتى يعقوب زوجتيه‬
‫ب ِمْن ُه‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ْ َ ْ‬‫حُن‬ ‫مَل‬‫َ‬‫أ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪،...(:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راحيل وليئة من أبيهما البان ‪ ،‬وأخذ الثمن لنفسه فقالتا غاضبتني‬
‫َجنَبِيََّتنْي ِ ‪ ،‬ألَنَّهُ بَ َ‬
‫اعنَا َوقَ ْد أَ َك َل أَيْ ً‬
‫(‪)3‬‬
‫ضا مَثََننَا)‪.‬‬ ‫أْ‬
‫‪27‬‬
‫‪ - 2‬للرجل أن يلغي نذور زوجته اليت تنذرها للرب شرط أن يكون فور مساعه ‪:‬‬

‫ت لَِز ْو ٍج‬ ‫ب‪َ 6 ...‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫الر ُّ‬‫يل قَائِالً‪« :‬ه َذا َما أ ََمَر بِِه َّ‬ ‫(و َكلَّم موسى ر ُؤوس أ ِ ِ ِ‬
‫َسبَاط بَيِن إ ْسَرائ َ‬ ‫َ َُ َ ُ َ ْ‬
‫ت يِف َي ْوِم مَسْعِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َن ْف َس َها بِه‪َ 7 ،‬ومَس َع َز ْو ُج َها‪ ،‬فَِإ ْن َس َك َ‬
‫ِ‬
‫ور َها َعلَْي َها أ َْو نُطْ ُق َش َفَتْي َها الَّذي أَلَْز َم ْ‬ ‫َونُ ُذ ُ‬
‫اها َر ُجلُ َها يِف َي ْوِم مَسْعِ ِه‪ ،‬فَ َس َخ‬ ‫ت‪َ 8 .‬وإِ ْن َن َه َ‬
‫هِب‬
‫ت َن ْف َس َها َا َتثْبُ ُ‬ ‫ور َها‪َ .‬ولََوا ِز ُم َها الَّيِت أَلَْز َم ْ‬
‫ت نُ ُذ ُ‬ ‫ثَبَتَ ْ‬
‫ص َف ُح َعْن َها‪ُ 13.‬ك ُّل نَ ْذ ٍر َو ُك ُّل‬ ‫ت نَ ْف َس َها بِِه‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫الر ُّ‬ ‫نَ ْذ َر َها الَّذي َعلَْي َها َونُطْ َق َش َفَتْي َها الَّذي أَلَْز َم ْ‬
‫س‪َ ،‬ز ْو ُج َها يُثْبِتُهُ َو َز ْو ُج َها َي ْف َس ُخهُ‪15 .. .‬فَِإ ْن فَ َس َخ َها َب ْع َد مَسْعِ ِه َف َق ْد مَحَ َل‬ ‫قَ َس ِم الْتَِز ٍام ِإل ْذالَ ِل َّ‬
‫الن ْف ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫الز ْو ِج َو َز ْو َجتِ ِه‪.)...‬‬ ‫وسى‪َ ،‬بنْي َ َّ‬ ‫ض الَّيِت أ ََمَر هِبَا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ب ُم َ‬ ‫الر ُّ‬ ‫َذ ْنَب َها»‪16.‬هذه ه َي الْ َفَرائ ُ‬
‫‪ - 3‬مجيع ما متلكه املرأة من مال و ما تعثر عليه من لقطة وما تكسبه من كدها ملك للرجل ‪:‬‬
‫جاء يف (كتاب األحكام العربيةـ ) املادة ‪" : 419‬مجيع مال الزوجة ملك لزوجها ‪ ،‬وليس هلا‬
‫سوى ما فرض هلا من املهر يف عقد الزواج تطالب به بعد موته ‪ ،‬أو عند الطالق إذا وقعت‬
‫(‪)1‬‬
‫الفرقة ‪ .‬فكل ما دخلت به من املال على ذمة الزوجية ‪،‬وكل ما تلتقطه‬

‫سفر اخلروج ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 21‬عدد ‪ 7 :‬ـ ‪. 11‬‬ ‫‪27‬‬

‫(‪ )2‬شنودة ‪ ،‬زكي ‪ ،‬المجتمع اليهودي ‪( ،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة اخلاجني ) ‪ ،‬ص ‪. 476‬‬
‫(‪ )3‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 31‬عدد ‪. 15 :‬‬
‫(‪ )4‬سفر العدد ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 30‬عدد ‪ 6 ، 1 :‬ـ‪. 16 ، 13،15 ، 8‬‬

‫‪27‬‬
‫يقول التلمود‪ " :‬عندما تنذر الزوجة نذراً فان للزوج احلق يف أن يوافق عليه أو يبطله"‪ ,‬ولكن‬
‫القانونـ اليهودي احلديث أعطى للمرأة حرية التصرف يف ممتلكاهتا وإدارهتا كما تشاء وقد وضع‬
‫(‪28 )2‬‬
‫هذا القانون عام ‪1974‬م‪.‬‬

‫‪ :‬جاء يف املادة ‪" : 414‬مىت خرجت الزوجة من بيت أهلها ودخلت بيت زوجها ‪ ،‬صار له عليها‬
‫حق الطاعة التامة واالمتثالـ الكلي يف مجيع ما يأمرها به ‪ .‬فعليها أال ختالفه يف شيء مما طلبه منها ‪،‬‬
‫بل متتثل له كما متتثل اجلارية لسيدها" ‪)3( .‬حىت صار للزوج حق إتياهنا من الدبر وإن تأذت ومل‬
‫ترغب بذلك ‪ .‬فقد شكت امرأة إىل الربان(الرئيس الديين) أن زوجها ارتكب "الصادومية" (‪)4‬يف‬
‫حقها ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فكان جوابه ‪" :‬ابنيت ؛ أنا ال أقدر أن أصنع لك شيئا ألن الشريعة فد جعلتك مأكال للغري "‪.‬‬

‫و من حق الزوج التعويض الذي تستحقه الزوجة عن أي ضرر تتعرض له (كتوبوت‪ / 6‬أ) ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫عبد املنعم ‪ ،‬فؤاد ‪ ،‬أبحاث في الشرائع اليهودية والنصرانية واإلسالم ‪(،‬االسكندرية ‪ :‬مؤسسـة شـباب اجلامعـة ‪،‬‬
‫‪1414‬ه ـ ـ ‪1994‬م) ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬
‫ود ‪ ،‬مدونـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة مهس اجلواري ‪،‬‬ ‫ريعة اليه‬ ‫رأة في ش‬ ‫ة الم‬ ‫(‪ )2‬إمساعيل ‪ ،‬عالء حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ‪ ،‬مكان‬
‫‪. mrx540.blogspot.com/p/12 12.html‬‬
‫(‪ )3‬فؤاد عبد املنعم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 194‬‬
‫(‪ ( )4‬بعض الكتاب يستعملونـ كلمة "صادومية" للتعبري عن اللواط ‪ ..‬وهذه الكلمة مشــتقة كما يبــدو من اسم "صــدوم"‬
‫إحدى مدن قوم لوط اليت شاع فيها هــذا الشــذوذ اآلمث فأحرقها اهلل وجعل عاليها ســافلها‪ .‬ويــذكر املؤرخــونـ اهنا تقع‬
‫يف قــاع البحر امليت أو حبرية لــوط )‪ ، .‬يكن ‪ ،‬فتحي ‪ ،‬اإلسالم والجنس ‪ ،‬ط ‪(. 2‬مؤسسة الرســالة ‪ 1395 ،‬ه ـ ـ‬
‫‪ 1975‬م) ‪ ،‬ص ‪ .47‬ـ ســدوم ‪ :‬اسم عــربي قد يكــون معنــاه "إحراقا أو حمروقا"‪ ،‬وهو اسم املدينة الرئيســية يف مــدن‬
‫السهل ‪ ،‬حيث عاش لوط ‪ ،‬وقد دمرها الرب لشرها ‪ .‬دائرة المعارف الكتابية‪ ،‬مرجع سابق ‪.362 / 4 ،‬‬
‫(‪ )5‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 150‬‬

‫‪28‬‬
‫لقد منحت املشنا الزوج حقوقا على زوجته تفوق حقوق األب على ابنته‪،‬ـ فالزوج يفضل األب يف‬
‫أن من حقه االنتفاع بعائد أموال الزوجة يف حياهتا بينما ال حيق لألب االنتفاع بعائد أموال ابنتهـ يف‬
‫(‪29)1‬‬
‫حياهتا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬آثار القوامة على المرأة ‪:‬‬

‫إن القوامةـ املطلقة اليت منحها التشريع اليهودي للرجل كانت هلا آثار عظيمة متثل صورا من صور‬
‫الظلم واالضطهاد وسلب حقوق املرأة ‪ .‬ومن هذه اآلثار‪:‬‬

‫‪ - 1‬ليس للمرأة طلب الطالق من زوجها ألي سبب ‪ ،‬ويف املادة ‪433‬من كتاب "األحكام‬
‫(‪)2‬‬
‫العربية"ـ‪" :‬ليس للمرأة أن تطلب الطالق مهما كانت عيوب زوجها ولو ثبت عليه الزنا" ‪.‬‬

‫‪ - 2‬فرقت املشنا يف املعاملة بني الرجل واملرأة ‪،‬فقرر الربانيّون أن املرأة الناشز خيصم من مبلغ‬
‫"الكتوبا" مقدار سبعة دنانري من كل أسبوع ‪ ،‬إىل أن تفقد املبلغ بأكمله ‪.‬‬

‫وإذا منع الرجل نفسه عن زوجته تلزمه املشنا أن يضيف إىل مبلغ الكتوبا ثالثة دنانري ونصف عن‬
‫كل أسبوع أي النصف (كتوبوت ‪ / 5‬ز) وبرروا هذه التفرقة يف املعاملة بأن أمل الزوج عندما متتنع‬
‫عنه زوجته يفوق أمل الزوجة إذا حدث العكسـ ‪ ،‬لذلك جعلوا غرامة املرأة ضعف غرامة الرجل‬
‫(‪)3‬‬
‫(كتوبوت ص ‪ 63‬ظهر الصفحة) ‪.‬‬

‫فاملرأة اليهودية مهضومة احلقوق سواء كانت حتت والية الزوج أو والية األب ‪ ،‬ففي والية‬
‫األب ؛ إذا قرر األب مبلغا من املال كبائنة البنته لكي يقبل الشباب على الزواج منها ـ كما جاء‬
‫يف اجلمارا (كتوبوت ‪ / 52‬ظهر الصفحة) ـ مث تراجع عن الوفاء هبذا الوعد بعد عقد النكاح ‪،‬‬

‫‪ 29‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬


‫(‪ )2‬فؤاد عبد املنعم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 195‬‬
‫(‪ )3‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪. 14‬‬

‫‪29‬‬
‫فمن حق الزوج أن يرتك املرأة معلقة يف بيت أبيها حىت املشيبـ فال يدخل هبا ‪ ،‬وال يطلقها‬
‫(‪)1‬‬
‫(كتوبوت ‪ / 13‬هـ) ‪.‬‬

‫‪ - 3‬جعل املرأة يف منزلة البهائم ‪ ،‬ومن ذلك وصفها بالعجلة كما يف قصة أحجية مششون (‪:)2‬‬
‫ال الْ َم ِدينَ ِة يِف الَْي ْوِم‬ ‫ُح ِجيَّةَ لِبَيِن َش ْعبِ َها‪َ 18 .‬ف َق َ‬
‫ال لَهُ ِر َج ُ‬ ‫ِ‬
‫ض َاي َقْتهُ ‪،‬فَأَظْ َهَرت األ ْ‬
‫َخَبَر َها ألَن ََّها َ‬
‫(‪...‬أ ْ‬
‫َس ِد؟» َف َق َ‬ ‫ِ‬ ‫َي َشي ٍء أ ِ‬ ‫َّم ِ‬ ‫ِ‬
‫ال هَلُ ْم‪« :‬لَ ْو‬ ‫َحلَى م َن الْ َع َس ِل‪َ ،‬و َما أ ْ‬
‫َج َفى م َن األ َ‬ ‫س‪« :‬أ ُّ ْ ْ‬ ‫الساب ِع َقْب َل غُُروب الش ْ‬ ‫َّ‬
‫(‪30 )3‬‬
‫ُح ِجيَّيِت ») ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مَلْ حَتْ ُرثُوا َعلَى ع ْجلَيِت ‪ ،‬لَ َما َو َجدْمُتْ أ ْ‬
‫‪ - 4‬اعتبار املرأة ضمن إرث املتوىف‪ :‬فإذا مات رجل ومل ينجب من امرأته ‪ ،‬أصبح من املفروض‬
‫عليها والذي ال خيار هلا فيه ‪ ،‬أن تتزوج أخاه ‪ ،‬حىت تنجب ولدا يسمى باسم املتوىف ‪.‬‬

‫س لَهُ ابْ ٌن‪ ،‬فَالَ‬ ‫ي‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫اح ٌد ِ‬
‫م‬ ‫وقد جاء يف التوراةـ عن ذلك(‪«5( : )4‬إِ َذا س َكن إِخوةٌ معا ومات و ِ‬
‫َْ َ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ ًَ َ َ َ َ‬
‫َّخ ُذ َها لَِن ْف ِس ِه َز ْو َجةً‪،‬‬
‫ِج لِرجل أَجنَيِب ‪ .‬أَخو زو ِجها ي ْدخل علَيها ويت ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تَص ِر ْامَرأَةُ الْ َمْيت إىَل َخار ٍ َ ُ ْ ٍّ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫الز ْو ِج)‪.‬‬ ‫ب أِ‬
‫َخي َّ‬ ‫وم هَلَا بِو ِاج ِ‬
‫َو َي ُق ُ َ‬
‫كما أن الشريعة اليهودية مل تنصف الزوجة أيضا ‪ ،‬حيث أن الزوج يرث الزوجة وهي ال ترثه بأي‬
‫(‪)6‬‬
‫حال من األحوال ‪.‬‬

‫‪ - 5‬حرمان املرأة من تعلم التوراةـ ‪ :‬مل يكن مسموحا للمرأة دراسة التوراةـ "وكان استبعاد املرأة‬
‫من دراسة التوراةـ هو رأي األغلبية من احلاخامات وكان احلاخام اليهودي "رايب إليزر" يقول بأن‬
‫‪ 30‬أبو اجملد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫(‪ )2‬مششون بن منوح من سبط دان ومن أواخر قضاة اليهود ‪ ،‬مسه مشتق من الكلمة العربية "مشش" مبعىن مشس أم مثل‬
‫الشمس أو يكون مشتقا من "مشام" مبعىن يدمر ‪ ،‬دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.4/554،‬‬
‫(‪ )3‬سفر القضاة ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 14‬عدد ‪. 18 ، 17 ،‬‬
‫(‪ )4‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 208‬‬
‫(‪ )5‬سفر التثنية ‪ ،‬اإلصحاح ‪. 5 ، 25‬‬
‫(‪ )6‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 208‬‬
‫(‪ )7‬اجلالمهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 89‬‬

‫‪30‬‬
‫من يعلم ابنته التوراةـ فإنه يعلمها الفسق والدعارة ‪ ،‬إال أنه كان هناك اتفاق عام على أن املرأة‬
‫(‪)1‬‬
‫ليست مضطرة إىل دراسة التوراة ‪ .‬و نتيجة لذلك تعلمها القليل من النساء ‪.‬‬

‫‪ -7‬ومن آثار القوامةـ اليت حتط من قيمة املرأة أهنا ال حتتفظ بنسبها إىل عائلتها بعد زواجها بل‬
‫تنسب إىل زوجها وعائلته ‪ ،‬وهذا مما يضعف مركز املرأة أمام زوجها ويضعف من شخصيتها‬
‫املدنيةـ ويؤدي هبا إىل وصاية الزوج عليها ‪ ،‬فمثال "جولدا مائري" رئيسة الوزراء يف إسرائيل املزعومةـ‬
‫كان امسها قبل زوجها "جولدا مايوفنز" ولكن بعد زواجها من املدعو "مائري سون" مسيت على‬
‫(‪31 )3( )2‬‬
‫اسم زوجها وأصبح امسها جولدا مائري ‪.‬‬

‫‪ 31‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 318‬‬
‫(‪ )2‬أبو غضة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 151‬‬
‫(‪ )3‬عملت يف خمتلف املهن بني احّت اد التجارة ومكتب اخلدمة املدنية مث انتخبت يف الكنيست اليهودي عام ‪1949‬م‪.‬‬
‫عملت كوزيرة للعمل وكوزيرة للخارجية يف أكثر من تشكيل حكومي‪ .‬وهي رابع رئيس وزراء للحكومةـ اليهودية‬
‫بني ‪1969‬م َو ‪1974‬م‪.‬ويكيبيديا ـ ـ املوسوعة احلرة ‪ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫قوامة الرجل وأثرها على المرأة في النصرانية‬

‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة وأثرها على المرأة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم القوامة واألصل فيها‬

‫‪32‬‬
‫يستمد النصارى عقائدهم وتشريعاهتم من الكتاب املقدس جبزأيه العهد القدمي والعهد اجلديد ‪،‬‬
‫فالعهد القدمي ميثله أسفار اليهود ‪ ،‬والعهد اجلديد يتضمن األناجيل األربعة وغريها من رسائل‬
‫رسلهم من أتباع عيسى عليه السالم ‪ ،‬وكما مت تناول موضوع القوامةـ يف اليهودية سيتم تناوله يف‬
‫الديانة النصرانيةـ وحتديد مفهوم القوامة ومن له حق القوامة ‪.‬‬

‫مفهوم القوامة ‪:‬‬

‫حيدد مفهوم القوامة عند النصارى من خالل ما ورد يف الكتاب املقدس بقسميه العهد القدمي‬
‫والعهد اجلديد ‪.‬وسبق يف مبحث (مفهوم القوامةـ يف اليهودية ) إيراد قصة اخلطيئة يف سفر التكوين‬
‫ت آ َذ ُن لِْل َم ْرأ َِة أَ ْن ُت َعلِّ َم َوالَ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬أما يف العهد اجلديد ؛ فيقول "بولس" يف رسالته ‪َ 12( :‬ولك ْن لَ ْس ُ‬
‫وت) ‪)3( .‬وهو ما يعين أن الرجل له حق التسلط على‬ ‫الرج ِل‪ ،‬بل تَ ُكو ُـن يِف س ُك ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َتتَ َسل َط َعلَى َّ ُ َ ْ‬
‫‪32‬‬
‫املرأة ‪.‬‬

‫وقال يوحنا ذهيب الفم (‪)4‬يف ذلك ‪(:‬وهذا السلطان منح للرجل فقط ‪ ،‬أما املرأة ‪ ،‬فليس هلا سلطان ‪،‬ألن الرجل‬

‫‪32‬‬
‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح الثالث ‪ ،‬عدد ‪. 17 :‬‬
‫(‪( )2‬بولس ‪ :‬هو االسم الروماين ‪ ،‬ومعناه "صغري أو قليل"‪ .‬أما امسه بالعرباين فهو "شاول" ومعناه "املطلوب أو‬
‫املسؤل" ‪.‬وهو من سبط بنيامني ‪ ،‬وكان أحد القادة البارزين يف الكنيسة األوىل ‪ .‬ويعد املؤسس احلقيقي للمسيحية‬
‫احلالية ‪ ،‬وقد تظاهر باعتناق املسيحية ظاهرا ليهدمها من الداخل فأدخل بعض تعاليم اليهود وصورا من فلسفة‬
‫اإلغريق ‪ .‬دائرة المعارف الكتابية ‪،‬مرجع سابق ‪. 235 / 2 ،‬شليب ‪ ،‬مقارنة األديان (المسيحية) ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪111 /2 ،‬ـ ـ ‪119‬‬

‫(‪ )3‬رسالة بولس األوىل إىل تيموثاوس األوىل ‪ ،‬اإلصحاح الثاين ‪ ،‬عدد ‪. 12 :‬‬
‫(‪ )4‬يوحنا ذهيب الفم ‪ :‬القديس ‪ ،‬وهو عامل الهويت بارز ‪ ،‬وأعظم آباء الكنيسة اإلغريقية ‪ ،‬وبطريرك القسطنطينية عام‬
‫وكتب كثرية يف املسائل‬
‫ٌ‬ ‫‪398‬م ‪.‬كان لوعظه أثر كبري حىت مسي "فم الذهب" ‪.‬وله مكانة عالية بني رجال الكنيسة ‪،‬‬
‫=‬

‫‪33‬‬
‫ال خيضع ألحد بينما املرأة ختضع له) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقال أيضا ‪( :‬احملبةـ من اختصاص الرجال‪ ،‬أما اخلضوع فمن اختصاص النساء) ‪.‬‬
‫ومع القول بأن النساء شريكات يف نعمة احلياة ‪ ،‬فقد وصفن بأهنن أضعف وسيلة ‪ ،‬وأن من اخلري‬
‫(‪33 )2‬‬
‫بقاؤهن حتت سيطرة الرجال ‪.‬‬

‫مما سبق يتضح أن مفهوم القوامة يعين‪ :‬السيادة والتسلط من قبل الرجل وخضوع املرأة له‪.‬‬

‫ومل خيل العهد اجلديد من نص ينبه على أن احلياة الزوجية ينبغي أن تكون مبنيةـ على المحبة‬
‫(‪)3‬‬
‫والرمحة ‪ ،‬خبالف غريه من النصوصـ اليت تنظر إىل املرأة بدونية ‪.‬‬

‫فقد روى العهد اجلديد عن عيسىـ ـ ـ عليه السالم ـ ـ ما يلي ‪:‬‬

‫ب؟»‬ ‫«هل حَيِ ُّل لِ َّلر ُج ِل أَ ْن يُطَلِّ َق ْامرأَتَهُ لِ ُك ِّل َسبَ ٍ‬


‫َ‬ ‫‪:‬‬‫ُ‬‫ه‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ني‬
‫َ‬
‫يسيُّو َـن(‪ )4‬لِيجِّربوه قَائِلِ‬
‫َُ ُ ُ‬
‫(‪3‬وجاء إِلَي ِه الْ َفِّر ِ‬
‫َََ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َج ِل‬ ‫َن الَّ ِذي خلَق ِمن الْب ْد ِء خلَ َقهما ذَ َكرا وأُْنثَى؟ ‪5‬وقَ َ ِ‬ ‫ال هَلُ ْم‪« :‬أ ََما َقَرأْمُتْ أ َّ‬
‫ال‪ :‬م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َُ ً َ‬ ‫اب َوقَ َ‬ ‫َج َ‬
‫‪4‬فَأ َ‬
‫اح ًدا‪6 .‬إِذًا لَْيسا َب ْع ُد ا ْثَننْي ِ‬ ‫ان جس ًدا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫الر ُج ُل أَبَاهُ َوأ َُّمهُ َو َي ْلتَص ُق ب ْامَرأَته‪َ ،‬ويَ ُكو ُن اال ْثنَ ـ َ َ َ‬ ‫ه َذا َيْتُر ُك َّ‬
‫(‪)5‬‬
‫اح ٌد‪ .‬فَالَّ ِذي مَجَ َعهُ اهللُ الَ يُ َفِّرقُهُ إِنْ َسا ٌن»)‪.‬‬ ‫بل جس ٌد و ِ‬
‫َْ َ َ َ‬
‫األصل في القوامة ‪:‬‬
‫‪33‬‬
‫= الدينية ‪ .‬اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافة العاملية ‪ ،‬املوسوعة العربية امليسرة‪ ،‬ط‪(، 3‬صيدا ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتبة‬
‫العصرية ‪2009 ،‬م )‪. 3662 / 7 ،‬‬
‫(‪ )1‬ملطي ‪.st-takla.org/.../Tafseer-Al-Keta-Al-Mokadas ،‬‬

‫ديورانت ‪ ،‬ويليام جيمس ‪ ،‬قصة الحضارة ‪،‬ترمجة‪ :‬زكي جنيب ُ‬


‫حممود وآخرين ‪ ( ،‬بريوت ‪:‬دار اجليل‪ / ،‬تونس‬ ‫(‪َ )2‬‬
‫‪:‬املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م)‪. 187 / 16.‬‬
‫(‪ )3‬أبو غضة ‪ ،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬ص ‪. 154‬‬
‫(‪ )4‬طائفة من الفقهاء اليهود ‪.‬شنودة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.298‬وانظر‪ :‬دائرة المعارف الكتابية ‪ ،‬مرجع سابق ‪/6 ،‬‬
‫‪47‬ـ ـ ‪. 49‬‬
‫(‪ )5‬إجنيل مرقس ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 9‬عدد ‪ 3 :‬ـ ‪. 6‬‬

‫‪34‬‬
‫لقد سبق بيان أن العهد القدمي يعد من مصادر االعتقاد والتشريع يف الديانة النصرانية ‪ ،‬والنصارى‬
‫مطالبون بتحكيم العهد القدمي ـ يف شؤوهنم ‪ ،‬وقد بني ـ ـ عيسى عليه السالم ـ ـ أنه جاء متمما‬
‫وس أَ ِو األَنْبِيَاءَـ‪َ .‬ما‬ ‫ِ‬
‫َّام َ‬
‫ض الن ُ‬ ‫لرسالة موسى ـ ـ عليه السالم ـ ــ‪ ،‬فقال ‪« 17( :‬الَ تَظُنُّوا أَيِّن جْئ ُ‬
‫ت ألَْن ُق َ‬
‫ف‬
‫ول َح ْر ٌ‬ ‫ض الَ َي ُز ُ‬ ‫ض بَ ْل أِل ُ َك ِّم َل‪18 .‬فَِإيِّن احْلَ َّق أَقُ ُ‬
‫ول لَ ُك ْم‪ :‬إِىَل أَ ْن َتُز َ‬ ‫ِ‬
‫الس َماءُ َواأل َْر ُ‬
‫ول َّ‬ ‫ت ألَْن ُق َ‬‫جْئ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ْغَرى‬
‫صايَا ُّ‬ ‫ض إِ ْح َدى َهذه الْ َو َ‬ ‫وس َحىَّت يَ ُكو َن الْ ُك ُّل‪19 .‬فَ َم ْن نَ َق َ‬‫َّام ِ‬ ‫َواح ٌد أ َْو نُ ْقطَةٌ َواح َدةٌ م َن الن ُ‬
‫السماو ِ‬
‫ات‪َ .‬وأ ََّما َم ْن َع ِمل َو َعلَّم َف َه َذا يُ ْد َعى َع ِظيماً يِف‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َصغََر يِف َملَ ُكوت َّ َ َ‬ ‫َّاس َه َك َذا يُ ْد َعى أ ْ‬ ‫َّ‬
‫َو َعل َم الن َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ات)‪.‬‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫َملَ ُكوت َّ َ َ‬
‫وبالتايل فإن النصوص اليت مت إيرادها كأصل يف تقرير القوامةـ يف اليهودية تعد هنا أصال كذلك ‪،‬‬
‫باإلضافة ملا سيتم إيراده من نصوصـ العهد اجلديد ‪.‬‬

‫ب‪23 ،‬أل َّ‬


‫َن‬ ‫ض ْع َن لِِر َجالِ ُك َّن َك َما لِ َّلر ِّ‬
‫اخ َ‬
‫ِّساءُ ْ‬‫‪ - 1‬لقد خاطب بولس النساء بقوله ‪22( :‬أَيُّ َها الن َ‬
‫َن الْم ِسيح أَيضا رأْس الْ َكنِيس ِة‪ ،‬وهو خُمَلِّص اجْل س ِد‪24 .‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫لك ْن َك َما‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫س الْ َم ْرأَة َك َما أ َّ َ َ ْ ً َ ُ‬ ‫الر ُج َل ُه َو َرأْ ُ‬
‫َّ‬
‫ٍ (‪)2‬‬
‫ِّساءُ لِ ِر َجاهِلِ َّن يِف ُك ِّل َش ْيء)‪.‬‬
‫ك الن َ‬
‫ِ‬ ‫يسةُـ لِْل َم ِس ِ‬
‫يح‪َ ،‬كذل َ‬ ‫ِ‬
‫ض ُع الْ َكن َ‬
‫خَت ْ َ‬

‫ويربط ملطي (‪ )3‬تفسري اخلضوع بعقيدة التثليثـ حيث يقول‪ :‬كثريون يسيئونـ فهم العبارة‬
‫ب" ‪ ،‬فيحسبوهنا دعوة خلنوع املرأة‬‫ض ْع َن لِ ِر َجالِ ُك َّن َك َما لِ َّلر ِّ‬
‫اخ َ‬ ‫الرسولية‪ " :‬أَيُّ َها الن َ‬
‫ِّساءُ (الزوجات) ْ‬
‫(‪34 )4‬‬
‫واستسالمها‪ ،‬ولبث روح السلطة للرجل‪.‬‬

‫فاخلضوع ليس استسالماـ على حساب رسالة الشخص‪ ،‬وال طاعة عمياء دون تفكري‪ ،‬وإمنا اتساع‬
‫قلب وقبول إلرادة الطرف اآلخر بفكر ناضج متزن‪.‬‬

‫‪ 34‬سفر مىت ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 5‬عدد ‪. 18 ، 17 :‬‬


‫(‪ )2‬رسالة بولس الرسول إىل أهل أفسس ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 5‬عدد ‪ 22 :‬ـ ‪ . 24‬وانظر رسالة بولس الرسول إىل أهل‬
‫كولوسي ‪ ،‬اإلصحاح ‪،3‬عدد ‪.18:‬‬
‫(‪ )3‬مل أقف على ترمجته ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ملطي ‪ ،‬تفسير الكتاب المقدس ‪.st-takla.org/Bibles،‬‬

‫‪35‬‬
‫ورأى يسوع أن أهم مكان يرى فيه هذا اخلضوع هو األسرة‪ .‬حيث جيب أن ختضع الزوجة‬
‫(‪)1‬‬
‫لزوجها‪ .‬ويرى األوالد هذا فيتعلموا اخلضوع ألبيهم وأمهم ‪.‬‬

‫واخلضوعـ املطلوب من الزوجة لزوجها قال عنه فكري ‪" :‬ختضع كما للرب " (‪.)2‬‬

‫يعين ختضع لزوجها كخضوعها للرب ‪ ،‬وهذه مبالغة يف تقديس الرجل ‪ ،‬فاخلضوع الذي هلل ال‬
‫يكونـ لغريه كائنا من كان ‪ ،‬وتقديس غري اهلل كتقديس اهلل يعد شركا باهلل عز وجل‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫ِ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬ ‫‪َ ‬ولَهُ الْ َمثَ ُل األ َْعلَ ٰى يِف َّ َ َ‬
‫‪35‬‬
‫يم)‪. (3‬‬
‫ض ۚ َو ُه َو الْ َعز ُيز احْلَك ُ‬
‫‪ - 2‬ليس للمرأة أن تقوم بدور املعلم ألن التعليم مظهر من مظاهر السلطة ومرفوض أن تتسلط‬
‫(‪)4‬‬
‫املرأة علي الرجل يف الكنيسة‪.‬ـ‬

‫ت آذَ ُن لِْل َم ْرأ َِة أَ ْن تُ َعلِّ َم َوالَ‬ ‫ِ‬


‫وع‪َ 12 .‬ولك ْن لَ ْس ُ‬
‫ض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قال بولس ‪11( :‬لتََت َعلَّ ِم الْ َم ْرأَةُ بِ ُس ُكوت يِف ُك ِّل ُخ ُ‬
‫(‪)5‬‬ ‫الرج ِل‪ ،‬بل تَ ُكو ُن يِف س ُك ٍ‬
‫وت‪. ،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َتتَ َسل َط َعلَى َّ ُ َ ْ‬
‫اضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ِّساءُ‪ُ ،‬ك َّن َخ َ‬ ‫‪- 3‬كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه" سيدها" ‪َ 1( :‬كذل ُك َّن أَيَُّت َها الن َ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫لِ ِرجالِ ُك َّن‪ ،‬حىَّت وإِ ْن َكا َن الْبعض الَ ي ِطيعو َن الْ َكلِمةَ‪5 ...‬فَِإنَّه ه َك َذا َكانَ ِ‬
‫ِّيس ُ‬
‫ِّساءُ الْقد َ‬‫ت قَدميًا الن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ُط ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬يزيِّ َّن أَْن ُفسه َّن خ ِ ٍ ِ هِلِ‬
‫أَيضا الْمَتو ِّكالَت علَى ِ‬
‫يم‬
‫يع إ ْبَراه َ‬
‫ت َس َارةُ ت ُ‬ ‫اض َعات ل ِر َجا َّن‪َ 6 ،‬ك َما َكانَ ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ًْ َُ ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ات َخ ْوفًا الْبَتَّةَ)‪.‬‬ ‫ات خيرا‪ ،‬و َغير خائَِف ٍ‬ ‫اعيةً إِيَّاه «سيِّ َدها»‪ .‬الَّيِت ِصرتُ َّن أَوالَدها‪ٍ ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫صان َع َ ْ ً َ ْ َ َ‬ ‫ْ ْ ََ َ‬ ‫َد َ ُ َ َ‬

‫‪35‬‬
‫ملطي‪ ،‬املرجع السابق ‪.st-takla.org/Bibles،‬‬
‫(‪ )2‬فكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬
‫(‪ )3‬سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪. 27 :‬‬
‫(‪ )4‬فكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 14‬‬
‫(‪ )5‬رسالة بولس الرسول األوىل إىل تيموثاوس‪ .‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪ . 12 ، 11:‬وانظر ‪ :‬رسالة بولس الرسول إىل‬
‫تيطس ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد‪. 5 ، 4 ،3 :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ - 4‬بني بولس يف رسالته ألهل كورنثوس أن الرجل رأس املرأة فقال ‪2( :‬فَأ َْم َد ُح ُك ْم أَيُّ َها ا ِإل ْخ َوةُ‬
‫يد أَ ْن َت ْعلَ ُموا‬ ‫علَى أَنَّ ُكم تَ ْذ ُكرونَيِن يِف ُك ِّل َشي ٍء‪ ،‬وحَتْ َفظُو َن التَّعالِيم َكما سلَّمُتها إِلَي ُكم‪3 .‬و ِ‬
‫لك ْن أُِر ُ‬ ‫َ َ َ َْ َ ْ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫س الْ َم ِس ِ‬ ‫س الْ َم ْرأ َِة َف ُه َو َّ‬
‫الر ُج ُل‪َ ،‬و َرأْ ُ‬ ‫يح‪َ ،‬وأ ََّما َرأْ ُ‬
‫ِ‬ ‫أ َّ‬
‫َن َرأْ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يح ُه َو اهللُ‪.).‬‬ ‫س ُك ِّل َر ُجل ُه َو الْ َمس ُ‬
‫وسبب تكرار الوصية خبضوع املرأة للرجل يف العهد القدمي ـ كما يقول كتاب "شرح رسالة‬
‫أفسس" ـ‪ -‬هو أن الشريعة الرومانيّة كانت تبيح للرجل أن يتسلط على زوجته وأوالده‪ ،‬كما على‬
‫عبده وحيواناته‪ .‬فلم يكن للنساء أي حق مما دفع بعضهن إىل اهلروب‪ .‬وملا جاءت النصرانية تنادي‬
‫باحلب‪ ،‬ظن البعض أهنا يف مناداهتا باحلب واحلرية حتث النساء على العصيان‪ ،‬هلذا وجهت الكنيسة‬
‫(‪36 )3‬‬
‫وصايا واضحة للنساء خاصة خبضوعهن لرجاهلن‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أسباب القوامة‬

‫‪36‬‬
‫رسالة بطرس الرسول األوىل ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪ 1 :‬ـ ‪. 6‬‬
‫(‪ )2‬رسالىة بولس األوىل إىل أهل كورنثوس ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 11‬عدد ‪. 3 ، 2 :‬‬
‫(‪ )3‬سعيد ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬شرح رسالة أفسس ‪ ،‬ط‪(، 3‬القاهرة ‪ :‬دار العامل العريب ‪ 1983 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪. 389‬‬

‫‪37‬‬
‫إن أسباب القوامة ونصوصها اليت مت إيرادها يف اليهودية مقررة يف النصرانية ‪ ،‬فالعهد القدمي مصدر‬
‫من مصادر عقائدهم وتشريعاهتم ‪.‬لذا سيتم استنباط أسباب القوامة من العهد اجلديد ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫السبب األول ‪ :‬آدم خلق أوال ‪:‬‬

‫ت‬ ‫ِ‬
‫يتسلط الرجل على املرأة ألنه خلق أوال ‪ ،‬لذا ال حيق هلا تعليمه ‪ ،‬قال بولس ‪َ 12( :‬ولك ْن لَ ْس ُ‬
‫آد َم ُجبِ َل أ ََّوالً مُثَّ‬ ‫الرج ِل ‪َ ،‬بل تَ ُكو ُـن يِف س ُك ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫وت‪13 ،‬أل َّ‬
‫َن َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫آذَ ُن ل ْل َم ْرأَة أن ُت َعلِّ َم َوالَ َتتَ َسلَّ َط َعلَى َّ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َح َّواءُ)‪.‬‬

‫خلق آدم ليمثل اهلل على األرض فهو خلق أوال وأخذ الكرامة أوال‪ )2( .‬وحواء خلقت من أحد‬
‫(‪)3‬‬
‫ضلوعه لكي تكونـ حتت ذراعه فيحميها ‪ ،‬ومن جوار قلبه ليحبها‪.‬‬

‫السبب الثاني ‪ :‬المرأة خلقت من أجل الرجل ‪ :‬تعد املرأة جمدا للرجل ألهنا خلقت منه ‪7( :‬فَِإ ّنَ‬
‫الر ُج ِل‪8 .‬أل َّ‬
‫َن‬ ‫الرجل الَ يْنبغِيـ أَ ْن يغَطِّي رأْسه ل َكونِِه صورةَ ِ‬
‫اهلل َوجَمْ َدهُ‪َ .‬وأ ََّما الْ َم ْرأَةُ فَ ِه َي جَمْ ُد َّ‬ ‫ُ َ َ َُ ْ ُ َ‬ ‫َّ ُ َ َ َ‬
‫َج ِل الْ َم ْرأ َِة‪ ،‬بَ ِل الْ َم ْرأَةُ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َل مَلْ خُيْلَ ْق م ْن أ ْ‬ ‫َن َّ‬ ‫س ِم َن الْ َم ْرأ َِة‪ ،‬بَ ِل الْ َم ْرأَةُ ِم َن َّ‬
‫الر ُج ِل‪َ 9 .‬وأل َّ‬
‫الر ُج َل لَْي َ‬
‫َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫الر ُج ِل) ‪.‬‬‫َج ِل َّ‬
‫أْ‬

‫‪ 37‬رسالة بولس الرسول األوىل إىل تيموثاوس ‪ :‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪. 13 ، 12 :‬‬


‫(‪ )2‬فكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 142‬و ال خيرج قوله عن الصحيح يف تفسري أهل العلم لقوله تعاىل ‪َ  :‬وإِ ْذ قَ َال َربُّ َ‬
‫ك‬
‫خلَ ًفا أي‬ ‫اعل يِف اأْل َر ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫صرِّي فيها َ‬ ‫وم َ‬
‫ض َخلي َفةً ‪ .‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪ .30:‬أي مستخلف يف األرض خليفةً‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ل ْل َماَل ئ َكة إيِّن َج ٌ‬
‫خليفة اهلل يف إمضاء أحكامه وأوامره ‪ .‬جامع البيان في تأويل القرآن ‪ ،‬الطربي ‪ ،‬حممد بن جرير بن يزيد بن كثري‬
‫بن غالب اآلملي‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد حممد شاكر ‪،‬ط‪(،1‬مؤسسة الرسالة ‪ 1420 ،‬هـ ‪2000 -‬م)‪.1/448،‬القرطيب ‪،‬‬
‫حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب (املتوىف‪671 :‬هـ) ‪ ،‬الجامع ألحكام‬
‫القرآن ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد الربدوين وإبراهيم أطفيش ‪ ،‬ط ‪( ، 2‬القاهرة ‪ :‬دار الكتب املصرية ‪1384 ،‬هـ ‪ 1964 -‬م)‬
‫‪.1/263 ،‬‬
‫(‪ )3‬عبد النور ‪،‬منيس ‪ ،‬دروس من رسالتي بطرس الرسول ‪ ،‬بتصريح كنيسة قصر الدوبارة ‪.‬القاهرة ‪ ,‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ )4‬رسالة بولس األوىل إىل أهل كورنثوس‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 11‬عدد ‪ 7 :‬ـ ـ ـ ‪. 9‬‬

‫‪38‬‬
‫و ذكر "التفسري التطبيقي"ـ ‪ :‬أن الطاعة هنا ليس معناها اإلحساس بالنقص ألن اهلل خلق مجيع الناس‬
‫(‪)1‬‬
‫على صورته وللجميع قيمة واحدة ‪.‬‬

‫قال فكري ‪ :‬خلق اهلل األنثىـ خاضعة للرجل ‪ ،‬حىت بالرغم من حصول املرأة على كامل حريتها يف‬
‫املسيح وخالصها وفدائها ومساواهتا للرجل‪ ،‬والفرق الوحيد هو تغطية املرأة رأسها ‪ .‬أما الرجل‬
‫فال ألنه خلق على صورة اهلل وإن كانت املرأة هي أيضا صورة اهلل وجمده إال أن هدف خلقتها هو‬
‫(‪38 )2‬‬
‫أن تكون معينةـ للرجل ‪ .‬فاملرأة هي جمد الرجل ألهنا مأخوذة منه ‪.‬‬

‫وقال ملطي‪ :‬ال يرتدي الرجل غطاءً على رأسه أثناء العبادة اجلماعية‪ ،‬عالمة اعتزازه بالسلطة اليت‬
‫وهبه اللَّه إياها‪ ،‬فقد خلقه اللَّه على مثاله ليكون صاحب سلطان علي اخلليقة األرضية‪ ،‬ال أن‬
‫يكونـ يف عبودية أو مذلة‪ .‬واملرأة كعظ ٍم من عظام رجله ومن حلمه فإهنا جمده و هباؤه‪ .‬فقد ُخلقت‬
‫أيضا علي صورة اللَّه ومثاله (‪ ،)3‬لكنها إذ جاءت يف الرتتيب بعد الرجل يف زمن اخلليقة لزمها‬
‫املرأة ً‬
‫أن متارس اخلضوع عالمة عدم الرغبة يف االستقالل عن رجلها‪ ،‬إذ أن االثنني جسد واحد‪.‬‬
‫وخضوع املرأة ليس مذلة‪ ،‬ألهنا جمد رجلها‪ ،‬فهو بدوهنا كمن يفقد جمده ‪.‬‬

‫هكذا يعتز الرجل بالرئاسة ال للتشامخ بل لاللتزام باملسئولية واحلب العملي الباذل من أجل األسرة ‪ ،‬وتلتزم‬
‫(‪)4‬‬
‫مفتخرا هبا كمجده وهبائه‪.‬‬
‫ً‬ ‫معا ليكون رجلها‬
‫الزوجة باخلضوع ال بروح املذلة‪ ،‬وإمنا بروح الوحدة والعمل ً‬

‫السبب الثالث ‪ :‬الرجل رأس المرأة ‪:‬‬

‫استحق الرجل القوامة ألنه رأس املرأة ‪ ،‬هكذا قال بولس يف رسالته ‪3( :‬و ِ‬
‫لك ْن أُِر ُ‬
‫يد أَ ْن ْتعلَ ُموا أ َّ‬
‫َن َرأْ َ‬
‫س ُك ِّل‬ ‫َ‬
‫س الْ َم ِس ِ‬ ‫س الْ َم ْرأ َِة َف ُه َو َّ‬
‫الر ُج ُل‪َ ،‬و َرأْ ُ‬ ‫يح‪َ ،‬وأ ََّما َرأْ ُ‬
‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫يح ُه َو اهللُ) ‪.‬‬ ‫َر ُجل ُه َو الْ َمس ُ‬

‫‪ 38‬التفسير التطبيقي ‪،‬تعريب ‪ :‬شركة ماسرت ميديا‪ ،‬ط‪(، 1‬دار الكتاب املقدس ‪1998 ،‬م) ‪ ،‬ص ‪.2446‬‬
‫(‪ )2‬فكري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 144 ، 142‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪:‬سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ،1‬عدد ‪.26،27 :‬‬
‫(‪ )4‬ملطي ‪،‬مرجع سابق ‪. st-takla.org/...Interpretations ،‬‬
‫(‪ )5‬رسالة بولس األوىل إىل أهل كورنثوس‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 11‬عدد ‪.3 :‬‬

‫‪39‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أراد بولس أن يقول إن اهلل رتب درجات من السلطة ليؤدي العامل الذي خلقه وظيفته يف سالسة ‪.‬‬

‫السبب الرابع ‪ :‬المرأة أُغويت وآدم لم يُغو ‪:‬‬

‫ت آذَ ُن لِْل َم ْرأ َِة أَ ْن تُ َعلِّ َم ‪َ ،‬والَ َتتَ َسلَّ َط َعلَى‬ ‫ِ‬
‫حواء ألهنا أغويت تسلط عليها آدم ‪َ 12( :‬ولك ْن لَ ْس ُ‬
‫َن آدم جبِل أ ََّوالً مُثَّ ح َّواء ‪14‬وآدم مَل ي ْغو‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يِف‬
‫لك َّن الْ َم ْرأََة‬ ‫َ ُ َ َُ ْ ُ َ‬ ‫الر ُج ِل ‪ ،‬بَ ْل تَ ُكو ُن ُس ُكوت‪13 ،‬أل َّ َ َ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ت يِف الت َ‬ ‫أُ ْغ ِويَ ْـ‬
‫(‪)2‬‬
‫َّعدِّي) ‪.‬‬ ‫صلَ ْ‬
‫ت فَ َح َ‬
‫لقد تأثرت النصرانيةـ مبا جاء يف التوراة من أن املرأة هي أول خاطئ بنص سفر التكوين ‪ ،‬فتكرر يف‬
‫‪39‬‬
‫العهد اجلديد أن املرأة اليت خلقت من الرجل خدعته وأغوته وسببتـ اهلالك للبشرية كلها ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وكان من آثار هذه اخلطيئة استعالءـ الرجل على املرأة‪.‬‬

‫ومن عقيدة اخلطيئة األوىل نشأت عند النصارى عقيدة اخلالص ‪ ،‬وتعين أن عيسى ـ ـ عليه السالم ـ ـ‬
‫نزل من السماء وصلب ومات(‪)4‬ليخلص املؤمنني من وزر اخلطيئة األوىل اليت حتملتها من عهد آدم‬
‫ـ ـ عليه السالم ـ ـ وعاشت يف ابتالء نتيجة لعنة تلك اخلطيئة فدخل حكم املوت إيل العامل بسبب‬
‫خطيئة شخص واحد وهو آدم ورفع عنهم كذلك بشخص واحد وهو املسيح الذي قدم نفسه‬
‫كفارة عن اخلطايا‪ .‬ويشهد الواقع بأن حياهتم مل تتغري فال زالوا يرفعون الصليبـ فوق رؤوسهم‬
‫(‪)5‬‬
‫والشرور حتيط مبجتمعاهتم ‪.‬‬

‫التفسير التطبيقي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 2446‬‬ ‫‪39‬‬

‫(‪ )2‬رسالة بولس الرسول األوىل إىل تيموثاوس ‪ :‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪. 15 ، 14:‬‬
‫(‪ )3‬أبو غضة ‪،‬المرأة في اليهودية والمسيحية واإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 155‬أبو رزيزه ‪ ،‬سعدية حممد ‪ ،‬مكانة‬
‫المرأة بين المسيحية و اإلسالم ‪(،‬رسالة علمية ‪ ،‬جامعة أم القرى ‪ 1408 / 1407 ،‬هـ) ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫(‪ )4‬وقد أبطل اهلل هذه العقيدة ‪ ،‬وردّ زعم اليهود بقتل املسيح ـ ـ عليه السالم ـ ـ ‪ ،‬بقوله تعاىل ‪َ ...﴿ :‬و َما َقَتلُوهُ َو َما َ‬
‫صلَبُوهُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِٰ‬
‫يما﴾ (النساء‪.)158 ،157:‬‬ ‫َولَك ْن ُشبِّهَ هَلُ ْم ‪)157( ...‬بَ ْل َر َف َعهُ اللَّهُ إلَْيه َو َكا َن اللَّهُ َع ِز ًيزا َحك ً‬
‫(‪ )5‬اجلالمهة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪195،161‬وما بعدها ‪.‬الشيخ موسى ‪ ،‬يعقوب هجو ‪ ،‬الخطيئة والكفارة في‬
‫النصرانية واإلسالم ‪( ،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالمية ‪1430،‬ه ـ ـ ‪2009‬م) ‪ ،‬ص ‪ 76‬ـ ـ ‪. 78‬‬

‫‪40‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مقتضى القوامة وأثرها على المرأة في النصرانية‬


‫‪40‬‬
‫لقد تقررت القوامةـ للرجل يف الديانة النصرانية وكانت تقتضيـ أموراً ‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫‪ ‬على الزوج أن يراعي زوجته بكل فطنة ورفق ويضحي ألجلها كما أحب املسيح الكنيسة‬
‫(‪)1‬‬
‫وبذل نفسه ألجلها ‪.‬‬
‫وأوجب قانون الكنيسة على الزوج محاية زوجته(‪)2‬اعتمادا على ما ورد يف العهد اجلديد‪( :‬لِي ِ‬
‫وف‬‫ُ‬
‫الرجل املرأةَ ح َقها الواجبـ) (‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫ب‬‫ني حِب َس ِ‬ ‫ال‪ُ ،‬كونُوا ساكِنِ‬ ‫ُ‬ ‫ج‬ ‫الر‬
‫ِّ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ُّ‬‫َ‬‫أ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫وعدم إكرام الزوجة يعطل استجابة الصالة (‪َ 7(: )4‬كذلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضا َم َع ُك ْم نِ ْع َمةَ احْلَيَ ِاة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َضع ِ‬ ‫الْ ِفطْنَ ِة مع ا ِإلنَ ِاء الن ِ‬
‫ني إِيَّ ُ‬
‫اه َّن َكَر َامةً‪َ ،‬كالْ َوا ِرثَات أَيْ ً‬ ‫ف‪ُ ،‬م ْعط َ‬ ‫ِّسائ ِّي َكاأل ْ َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫َي َش ْي ٍء‬ ‫ض يِف أ ِّ‬ ‫ان ِمْن ُك ْم َعلَى األ َْر ِ‬
‫اق صلَواتُ ُكم) (‪ ،)5‬وقال املسيح ‪...19(:‬إِ ِن َّات َفق ا ْثنَ ِ‬
‫َ‬ ‫ل َك ْي الَ ُت َع َ َ َ ْ‬
‫ِ‬

‫ان أ َْو ثَالَثَةٌ بِامْسِ ي‬ ‫ات‪20 ،‬ألَنَّه حيثُما اجتَمع ا ْثنَ ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ُ َْ َ ْ َ َ‬ ‫يَطْلُبَانه فَإنَّهُ يَ ُكو ُن هَلَُما م ْن قبَ ِل أَيِب الذي يِف َّ َ َ‬
‫اك أَ ُكو ُن يِف َو ْس ِط ِه ْم)‪)6( .‬فالبيت أفضل مكان يوجد فيه يسوع بني زوجني ‪ ،‬ومن يعش يف‬ ‫َف ُهنَ َ‬
‫وفاق مع زوجته يتوقع استجابة صالته ألن يسوع موجود يف بيته‪ ،‬وألن اهلل يقبل صالة املؤمن‬
‫(‪.)7‬‬
‫الذي يكرم زوجته ويعاملها بالفطنة ‪،‬ويف املقابل يأمث الزوج الذي خياصم زوجته‬

‫‪ 40‬عبد النور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬


‫(‪ )2‬طه ‪ ،‬مجانة ‪ ،‬املرأة العربية يف منظور الدين والواقع ‪( ،‬دمشق ‪ :‬منشورات احتاد الكتاب العرب ‪2004 ،‬م) ‪ ،‬ص‬
‫‪. 70‬‬
‫(‪ )3‬رسالة بولس الرسول األوىل إىل أهل كورنثوس ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 7‬عدد ‪. 3 :‬‬
‫(‪ )4‬عبد النور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫(‪ )5‬رسالة بطرس األوىل‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪.7 :‬‬
‫(‪ )6‬إجنيل مىت ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 18‬عدد ‪. 20 ،19 :‬‬
‫(‪ )7‬عبد النور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬تقتضيـ القوامةـ يف النصرانيةـ أن تكونـ املرأة مملوكة لزوجها ‪.‬فقد كان القانون الربيطاين‬
‫يبيح للرجل أن يبيع زوجته ‪ ،‬وقد بيعت امرأة يف أسواق إنكلرتا عام ‪1790‬م بشلنني ألهنا‬
‫أثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة اليت كانت تؤويها ‪.‬ومل يلغ هذا القانون إال يف عام‬
‫‪1805‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أقر القانونـ الكنسي بأن للزوج احلق يف اإلشراف ‪ ،‬والنيابةـ القانونية عن الزوجة ‪ ،‬يف إدارة‬
‫أمواهلا ‪ ،‬و ال حيق للزوجة أن تتصرف بأمواهلاـ ‪ ،‬أو أن تنفقها دون إذن مسبق من زوجها ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد ظل هذا القانون نافذ املفعول يف معظم الدول األوروبيةـ حىت عهد قريب جدا ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫آثار القوامة على المرأة ‪:‬‬

‫‪ ‬من اآلثار الناشئة عن القوامةـ ‪ ،‬إلزام املرأة بالطاعة املطلقة‪ .‬إهنم يريدونها أقرب إىل اخلادمة‬
‫منها إىل الزوجة ‪ ،‬وقد تصل يف بعض األحيان لدرجة العبودية لزوجها ‪ .‬بل الرقيق أفضل‬
‫ألن املرأة أضعف ‪ ،‬والعبد خضوعه أمر ظاهري غالبا ‪ .‬أما اخلضوع هلل الذي يطلب بولس‬
‫ض ْع َن‬
‫اخ َ‬
‫ِّساءُ‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َّ‬‫َ‬‫أ‬‫‪18‬‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫مثله من النساء ألزواجهن فإنه إذعان يف الظاهر والباطن‬
‫يق يِف َّ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ِر َجال ُك َّن َك َما يَل ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ب)‪.‬‬
‫الر ِّ‬

‫مسيكة بر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪73 ، 69‬‬ ‫‪41‬‬

‫(‪ )2‬أبو رزيزه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 149‬شعالن ‪ ،‬حممود عبد السميع ‪ ،‬نظام األسرة بين المسيحية واإلسالم ‪ ،‬ط‬
‫‪( ،1‬الرياض ‪ :‬دار العلوم ‪ 1403 ،‬هـ ـ ‪ 1983‬م) ‪. 1/325 ،‬‬
‫(‪ )3‬رسالة بولس الرسول إىل أهل كولوسي ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪.18 :‬‬
‫(‪ )4‬شعالن ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 191 ،190/ 1 ،‬‬
‫(‪( )5‬كــارن أرمس ــرتونغ) ‪ :‬مؤلف ـةـ بريطاني ــة لعــدة كتب يف مقارنــة األديــان وعن اإلســالم‪ .‬كــانت راهب ــة كاثوليكي ــة لكنهــا‬
‫تـ ـ ــركت الكاثوليكي ـ ــة‪ .‬وهي عض ـ ــوة يف احللقـ ـ ــة الدراس ـ ــية عن عيسـ ــى (علي ـ ــه الس ـ ــالم) ‪.‬ويكيبي ـ ــديا ـ ـ ـ ـ املوسـ ـ ــوعة احلرة‬
‫‪. ar.wikipedia.org/wiki‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬القوانني املدنيةـ مل تكن أقل من قوانني الكنيسةـ إجحافا ‪ ،‬فقد أباحت للرجل ضرب‬
‫زوجته ‪ ،‬ومنعتـ املرأة من اإلدالء بشهادهتا يف احملاكم نظرا لضعفها ‪ .‬وجعلت عقوبة‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلساءة إىل املرأة نصف عقوبةـ اإلساءةـ إىل الرجل ‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر صاحب كتاب "تعدد نساء األنبياء"ـ عن كارن أرمسرتونغ(‪ )5‬بعض ما أوردته‬
‫يف كتاب "إجنيل املرأة" حيث قالت ‪ :‬لقد ارتبطت املرأة واخلطيئة واجلنس يف ثالوث غري مقدس ‪،‬‬
‫وهذا الثالوث نقله أوغسطني إىل الغرب وسلمهم تراث اخلوف من اخلطيئة كقوة ال ميكن السيطرة‬
‫عليها ‪ .‬فبقيت املرأة يف نظرهم هي إغراء الرجل إىل قدره املشئووم ‪ ،‬بل إن اإلجناب الذي تعتربهـ‬
‫املرأة يف الثقافات األخرى فخرها الرئيس وينبوعـ القدرات اليت متتلكها ‪ ،‬جتده عند الغرب قد‬
‫(‪)1‬‬
‫غلفه الشر باعتبارهـ الوسيلة اليت تنتقل هبا اخلطيئة ‪.‬‬

‫وتتابع كارن ـ ـ يف كتاهبا ـ ـ إيراد أقوال بعض القساوسة والكتاب فتقول ‪ :‬يقول القديس جريوم(‪:)2‬‬

‫(إذا امتنعنا عن االتصال اجلنسي فإننا نكرم زوجاتنا ‪ .‬أما إذا مل منتنع ‪ ،‬فما هو نقيض التكرمي‬
‫(‪42 )3‬‬
‫سوى اإلهانة )‪.‬‬

‫وأوردت "دائرة املعارف الفرنسية " ‪ "Encyclope Die Larousse‬حتديدها خرب جممعني كنسيني ‪،‬‬
‫تناوال قضية املرأة ‪ ،‬إذ قرر اجملمع األول الذي انعقد يف رومية عام ‪582‬م أي قبل ظهور اإلسالم‬
‫بقليل ‪(:‬أن املرأة كائن ال نفس له ‪ ،‬وأهنا هلذا السبب لن ترث الفردوس ‪ ،‬ولن تدخل ملكوت‬

‫أمحد عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 229 ، 228‬‬ ‫‪42‬‬

‫(‪( )2‬جريوم كاليكا ‪ 1859( :‬ـ ‪ )1927‬مؤلفـ مسرحي وكاتب إجنليزي هازل من كتبه كتاب "أفكار بليدة ملؤلف‬
‫بليد" ‪،‬ونشرت مذكراته بعنوان "حيايت وأيامي" ‪.‬الموسوعة العربية الميسرة‪ ،‬مرجع سابق ‪.1284 / 3 ،‬‬
‫(‪ )3‬أمحد عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 229‬‬
‫(‪ )4‬مسيكة بر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫(‪ )5‬مل أقف على ترمجتها ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫السماوات ‪ ،‬وأهنا رجس من عمل الشيطان ‪ ،‬فليس هلا أن تتكلم ‪ ،‬وال أن تضحك ‪ ،‬وال أن تأكل‬
‫(‪)4‬‬
‫اللحم ‪ ،‬بل غاية أمرها أن تقضي أوقاهتا يف خدمة الرجل سيدها ‪ ،‬أو يف عبادة رهبا) ‪.‬‬

‫وقد تناولت مدام أفريل(‪ ، )5‬الدفاع عن املرأة يف تلك الفرتة من الزمن ‪ ،‬وعلقت على القرار الذي‬
‫اختذه رجال الكنيسةـ يف مؤمتر "ماكون" ‪ ،‬ليبحثوا فيما إذا كانت املرأة جمرد جسم ال روح فيه ‪،‬‬
‫وإذا كانت تعترب يف عداد البشر أم ال فقالت ‪:‬‬

‫(حفاظا على كرامة أعضاء اجملمع ‪ ،‬تبادر رجال اإلكلريوس (‪ ،)1‬بعد جدال طويل عنيف إىل اختاذ‬
‫(‪)2‬‬
‫قرار باإلجياب ‪ ،‬ولكن بأصوات ضئيلة جدا )‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كان موقف رجال الدين يثري العجب فموقف الفالسفةـ ـ الزاعمني بأهنم أصحاب فكر‬
‫(‪43 )3‬‬
‫مستنري ـ يثري الدهشة فقد مسوا املرأة (منبع الشر) وأصل اخلطيئة‪.‬‬
‫نقل صاحب كتاب "تعدد نساء األنبياء" عن كارن ما ذكرته على لسان النصارى من أن‬ ‫‪‬‬
‫األنوثةـ عالمة على عدم اإلميان‪ ،‬وبإمكان املرأة أن تتخلص منها وتصري ذكرا راشدا‪.‬‬
‫كتب أمربوز (‪( :)4‬تلك اليت ال تؤمن إمنا هي امرأة ‪ ،‬وجيب أن تنف باسم جنسها (األنثوي) ‪،‬‬
‫بينما تلك اليت تؤمن إمنا تتقدم حنو الرجولة الكاملة‪ ،‬وآنذاك تتخلى عن اسم جنسها (األنثوي)‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬وغواياتـ الشباب ‪ ،‬وثرثرة العجائز) ‪.‬‬

‫‪ 43‬نظام كهنويت خاص بالكنائس املسيحية ومل يظهر هذا النظام إال يف القرن ‪3‬م‪ ،‬ويكيبيديا ـ ـ املوسوعة احلرة ‪،‬‬
‫‪ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫(‪ )2‬مسيكة بر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫(‪ )3‬شعالن ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 190 /1 ،‬‬
‫(‪ )4‬مل أقف على ترمجته ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أمحد عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 239‬‬
‫(‪ )6‬شعالن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 189 ، 186‬‬
‫(‪ )7‬ديورانت ‪ ،‬مرجع سابق ‪.187 / 16 ،‬‬

‫‪44‬‬
‫لقد أدخل بولس ـ اليهودي األصل ـ ـ يف املسيحية ما ليس منها و كانت آراؤه مبثابة البذور اليت‬
‫أمثرت بعد ذلك وجهة النظر النصرانية القاسيةـ جدا بالنسبة للمرأة وجعل تقريره بأن املرأة سبب‬
‫اخلطيئة وأصلها جعل النصارى ينظرون إليها على أهنا (شيطان وغري طاهرة ورجس) (‪،)6‬فكانت و‬
‫ال تزال حواء اليت خسر بسببها اجلنس البشري جنات عدن‪ ،‬واليت تعد أداة الشيطان احملببةـ اليت‬
‫(‪)7‬‬
‫يقود هبا الرجال إىل اجلحيم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اإلسالم‬

‫وفيه ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم القوامة واألصل فيها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب القوامة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مقتضى القوامة وأثرها على المرأة ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم القوامة واألصل فيها‬

‫لقد ختم اهلل الرساالت برسالة حممد بن عبد اهلل صلى اهلل عليه وسلم خامت األنبياء وإمام املرسلني ‪،‬‬
‫اب َو ُم َهْي ِمنًا َعلَْي ِه)‪ ،  (1‬واملعتنقونـ هلذا الدين‬ ‫أنزل اهلل إليه القرآن ‪‬مص ِّدقًا لِما بنْي َ ي َديِْه ِمن الْ ِكتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫ول َش ِه ً‬
‫يدا َعلَْي ُك ْم َوتَ ُكونُوا‬ ‫ني ِمن َقْب ُل َويِف َٰه َذا لِيَ ُكو َـن َّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫ِِ‬
‫مساهم اهلل املسلمني ‪ُ ‬ه َو مَسَّا ُك ُم الْ ُم ْسلم َ‬
‫‪44‬‬
‫ُش َه َداءَ َعلَى الن ِ‬
‫َّاس)‪.(2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إن العقائد والتشريعات يف الدين اإلسالمي مصدرها القرآن والسنة ومها أصالن متفق عليهما‪.‬‬

‫و الوحي اإلهلي املتمثل يف الكتابـ والسنةـ يهدي لليت هي أقوم يف مجيع جوانب احلياة ‪ .‬فالدين‬
‫اإلسالمي منهج حياة متكامل يضمن احلقوق و ينظم العالقات بني أفراد اجملتمع بل بني أفراد‬
‫األسرة الواحدة حىت ينعم اجلميع باالستقرار ‪ .‬ومن األمور اليت قررها اإلسالم يف العالقة بني‬
‫الزوجني ؛ القوامة ‪ ،‬فما مفهومها وملن قررها الشارع احلكيم ؟ ‪.‬‬

‫‪ 44‬سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪. 48 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة احلج ‪ ،‬اآلية ‪. 78 :‬‬
‫(‪ )3‬زيدان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 183‬وانظر ص ‪ 184‬ـ ‪. 195‬‬
‫(‪ )4‬المعجم الوسيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 768 / 2 ،‬‬

‫‪46‬‬
‫تعريف القوامة في اللغة ‪:‬‬

‫(القوامـ) ‪ :‬قوام كل شيء عماده ونظامه وما يقيم اإلنسان من القوت وقوام األمر ما يقوم به وهو‬
‫(‪)4‬‬
‫قوام أهل بيته يقيم شأهنم ‪ ،‬و(القوامةـ) هي‪ :‬القيام على األمر أو املال أو والية األمر‪.‬‬

‫و من معاين القيامـ العزم ‪.‬‬

‫ت َعلَْي ِه قائِماً )‪ (1‬‬


‫وقد جييء القيام مبعىن احملافظة واإلصالح؛ ومنه قوله تعاىل‪:‬إِاَّل َما ُد ْم َ‬
‫‪ :‬أي مالزما حمافظا‪ .‬وجييء القيامـ مبعىن الوقوف والثبات‪ .‬يقال للماشي‪ :‬قف يل‪ :‬أي حتبس‬
‫(‪45 )3‬‬
‫بشأْهنا‪.‬‬
‫الرجل امل ْرأ َة‪ ،‬وعليها‪ :‬قام َ‬
‫ُ‬ ‫مكانك حىت آتيك‪ ،‬وكذلك قم يل مبعىن قف يل‪)2( .‬قام‬
‫َ‬
‫مفهوم القوامة في القرآن ‪:‬‬

‫إن مفهوم القوامةـ يف اإلسالم يتم استنباطهـ والتوصل إليه من خالل ما ورد من أقوال الفقهاء و‬
‫ض‬ ‫َّل اللَّهُ َب ْع َ‬
‫ض ُه ْم َعلَ ٰى َب ْع ٍ‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ال َق َّوامو َن علَى النِّس ِاء مِب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر َج ُ ُ َ‬ ‫املفسرين يف قول اهلل جل وعال ‪ِّ  :‬‬
‫َومِبَا أَْن َف ُقوا ِم ْن أ َْم َواهِلِ ْم )‪.(4‬‬
‫‪45‬‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪. 75 :‬‬
‫(‪ )2‬لسان العرب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 497 / 12 ،‬مادة "قام" ‪.‬‬
‫(‪ )3‬القاموس المحيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 1152‬‬
‫(‪ )4‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 34 :‬‬
‫(‪ )5‬بن عاشور ‪ ،‬حممد الطاهر بن حممد بن حممد الطاهر ‪( ،‬املتوىف ‪1393 :‬هـ) ‪ ،‬التحرير والتنوير ‪( ،‬الدار التونسية‬
‫للنشر ‪ 1984 ،‬هـ) ‪.38 / 5 ،‬‬
‫(‪ )6‬ابن كثري ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 292 / 2 ،‬‬
‫(‪ )7‬البغ ــوي ‪ ،‬احلسني بن مس ــعودـ ‪( ،‬املت ــوىف‪510 :‬هـ ـ) ‪،‬مع الم التنزيل في تفس ير الق رآن ‪ ،‬حققه وخ ــرج أحاديثه حممد‬
‫عبد اهلل النمر ‪،‬عثمــان مجعة ضــمريية ‪ ،‬ســليمان مســلم احلرش ‪ ،‬ط ‪( ، 4‬دار طيبة ‪ 1417 ،‬ه ـ ‪ 1997 -‬م) ‪/ 2 ،‬‬
‫‪. 207‬‬

‫‪47‬‬
‫ال َق َّوامـ ‪ :‬الذي يقوم على شأن ٍ‬
‫شيء ويليه ويصلحه ‪ ،‬يقال ‪َ :‬ق َّوام و َقيَّام و َقيُّوم و َقيِّم‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫يقال ‪ :‬الرجل قيم على املرأة‪ ،‬أي هو رئيسها وكبريها واحلاكم عليها ومؤدهبا إذا اعوجت‪.‬‬

‫ويف تفسري "معامل التنزيل " ‪ :‬أي ‪ :‬الرجال مسلطون على تأديب النساء ‪ ،‬والقوامـ والقيم مبعىن‬
‫(‪)7‬‬
‫واحد ‪ ،‬والقوام أبلغ وهو القائم باملصاحل والتدبري والتأديب ‪.‬‬

‫ويف "اجلامع ألحكام القرآن" ‪:‬قوامة الزوج على زوجته ‪ :‬هي أن يقوم بتدبريها وتأديبها وإمساكها‬
‫(‪)1‬‬
‫يف بيتها ومنعها من الربوز ‪.‬‬

‫تعرف القوامةـ بأهنا ‪ :‬قيام الرجل باإلنفاق على زوجته وأوالده‪ ،‬وما يتبعهـ من كسوة ومسكن‬
‫(‪)2‬‬
‫باملعروف‪ ،‬وأن يكون طيبـ النفس‪ ،‬حسن العشرة والصحبة ‪.‬‬

‫ومما سبق يتضح أن القوامةـ يف اإلسالم تعين ‪ :‬رعاية الرجل للحياة الزوجية بالقيام على شؤون‬
‫الزوجة‬
‫‪46‬‬
‫واحملافظة عليها وتأديبها إذا اعوجتـ ‪ ،‬وحسن سياسة األسرة‪.‬‬

‫تفسري القرطيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.5/169 ،‬‬ ‫‪46‬‬

‫(‪ )2‬جمموعة من الباحثني‪ ،‬الموسوعة الفقهية ‪،‬إشراف ‪ :‬علوي بن عبد القادر السقاف الدرر السنية ‪dorar.net ، ،‬‬
‫‪. 3/ 97‬‬
‫(‪ )3‬صفاء عاشور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 219‬‬
‫(‪ )4‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫(‪ )5‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.195 :‬‬

‫‪48‬‬
‫إن القوامةـ يف شريعة اإلسالمـ ماهي إال سيادة تنظيمية تفرضها ضرورة السري اآلمن لألسرة القائمة‬
‫بني الرجل واملرأةـ ‪ ،‬وليس هذا بدعا من األمر ‪ ،‬بل اهتدى الناس يف كل تنظيماهتم إىل أنه ال بد‬
‫(‪)3‬‬
‫من رئيس مسؤول وإال عمت الفوضى وعادت اخلسارة على اجلميع ‪.‬‬

‫فليست القوامة سلطة استبدادية بل تكليف شرعي ‪ ،‬وقد ساوى اهلل بني الذكر واألنثىـ يف‬
‫اإلنسانيةـ وكذلك اجلزاء ‪ ،‬مىت تساويا يف العمل ‪ ،‬ال يزيد الرجل عنها جملرد أنه رجل ‪ ،‬و ال تنقصـ‬
‫يع َع َم َل َع ِام ٍل ِمْن ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر‬ ‫ِ‬
‫اب هَلُ ْم َربُّ ُه ْم أَيِّن ال أُض ُ‬
‫استَ َج َ‬
‫(‪)4‬‬
‫املرأة جملرد أهنا أنثىـ ‪ ،‬قال تعاىل ‪  :‬فَ ْ‬
‫ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬
‫ض)‪ . (5‬‬ ‫أ َْو أُْنثَى َب ْع ُ‬

‫وهبذا أقامت الشريعة اإلسالمية التوازنـ بني الرجل واملرأة فيكمل أحدمها اآلخر ‪ ،‬و ال يعد أحدمها‬
‫(‪)1‬‬
‫بديال عن اآلخر ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫األصل في القوامة ‪:‬‬

‫لقد وردت نصوص من الكتاب والسنة تقرر حق القوامة للرجل ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫ض َومِبَا أَْن َف ُقواـ ِم ْن‬ ‫َّل اللَّهُ َب ْع َ‬


‫ض ُه ْم َعلَ ٰى َب ْع ٍ‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ال َق َّوامو َـن علَى النِّس ِاء مِب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر َج ُ ُ َ‬ ‫‪ - 1‬قال اهلل تعاىل ‪ِّ  :‬‬
‫أ َْم َواهِلِ ْم)‪ . (2‬‬

‫‪ 47‬خان ‪ ،‬وحيد الدين ‪ ،‬المرأة بين شريعة اإلسالم والحضارة الغربية ‪ ،‬ترمجة ‪ ،‬سيد رئيس أمحد الندوي ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫(القاهرة ‪ :‬دار الصحوة ‪ 1414 ،‬هـ ـ ‪ 1994‬م ) ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.34:‬‬
‫(‪ )3‬تفسري الطربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 290 / 8 ،‬‬
‫(‪ )4‬تفسري القرطيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 168 / 5 ،‬‬

‫(‪ )5‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 228 :‬‬

‫(‪ )6‬البغوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 302 /1 ،‬‬

‫‪49‬‬
‫ورد يف تفسري "جامع البيانـ يف تأويل القرآن"‪ :‬أن الرجال أهل قيام على نسائهم‪ ،‬يف تأديبهن‬
‫(‪)3‬‬
‫واألخذ على أيديهن فيما جيب عليهن هلل وألنفسهم‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ويف "اجلامع ألحكام القرآن"‪ :‬أي‪ :‬يقومونـ بالنفقة عليهن والذب عنهن ‪ .‬يقال ‪ :‬قوام وقيم ‪.‬‬

‫وف ۚ َولِ ِّلر َج ِال َعلَْي ِه َّن َد َر َجةٌ ۗ َواللَّهُ َع ِز ٌيز‬


‫‪ - 2‬قال اهلل تعاىل ‪ :‬وهَل َّن ِمثْل الَّ ِذي علَي ِه َّن بِالْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ُ‬
‫يم)‪ . (5‬‬ ‫ِ‬
‫َحك ٌ‬
‫قيل ‪ :‬باجلهاد وقيل بالعقل وقيل بالشهادة وقيل باملرياث وقيل بالدية وقيل بالطالق ألن الطالق بيد‬
‫(‪)6‬‬
‫الرجال وقيل بالرجعة وقال غريهم ‪ :‬باإلمارة ‪.‬‬

‫(ولِ ِّلر َج ِال‬


‫ذكر تفسري "جامع البيان يف تأويل القرآن" اختالف أهل التأويل يف تأويل قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫َعلَْي ِه َّن َد َر َجةٌ) على أقوال ‪ ،‬وذكر منها ‪ :‬وقال ابن زيد (‪)1‬يف قوله‪ ":‬وللرجال عليهن درجة"‪،‬‬
‫األزواج الرجال‪ ،‬وليس الرجال يطيعوهنن ‪.‬‬
‫َ‬ ‫قال‪ :‬طاعةٌ‪ .‬يطعن‬

‫وعن ابن عباس ـ رضي اهلل عنه ــ‪ ،‬قال‪ :‬ما أحب أن استنظف مجيع حقي عليها‪ ،‬ألن اهلل تعاىل‬
‫(ولِ ِّلر َج ِال َعلَْي ِه َّن َد َر َجةٌ)‪.‬‬
‫يقول‪َ ":‬‬
‫قال صاحب تفسري "جامع البيان "‪ :‬وهو أوىل هذه األقوال بتأويلـ اآلية ‪ ،‬أن "الدرجة" اليت ذكرها‬
‫الصفح من الرجل المرأته عن بعض الواجب عليها‪ ،‬وإغضاؤهـ هلا عنه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اهلل تعاىل يف هذا املوضع‪،‬‬
‫وأداء كل الواجب هلا عليه‪ .‬وذلك أن اهلل تعاىل ؛ أخرب أن على الرجل من ترك ضرارها يف‬
‫وحقوقها‪ ،‬مثل الذي له عليها من ترك‬
‫مراجعته إياها يف أقرائها الثالثة ويف غري ذلك من أمورها ُ‬
‫‪48‬‬
‫ضراره يف كتماهنا إياه ما خلق اهلل يف رمحها وغري ذلك من حقوقه‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫عب ــد ال ــرمحن بن زي ــد بن أس ــلم العم ــري ‪ ،‬ك ــان ص ــاحب ق ــرآن وتفس ــري ‪ ،‬مجع تفس ــريا يف جمل ــد ‪ ،‬وكتاب ــا يف الناس ــخ‬
‫واملنس ــوخ ‪ ،‬ت ــويف س ــنة ‪182‬ه ‪ .‬س ير أعالم النبالء ‪ ،‬ال ــذهيب ‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثم ــان ت ‪748‬ه ـ ـ ‪ . ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫جمموعة من احملققني بإشراف شعيب األرناؤوط ‪ ،‬ط‪( ، 3‬مؤسسة الرسالة ‪ 1405 ،‬هـ ‪ 1985 -‬م)‪. 8/349 ،‬‬
‫(‪ )2‬تفسري الطربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 537 / 4 ،‬‬

‫‪50‬‬
‫مث ندب الرجال إىل األخذ عليهن بالفضل إذا تركن أداءَ بعض ما أوجب اهلل هلم عليهن‪،‬‬

‫بتفضلهم عليهن‪ ،‬وصفحهم هلن عن بعض الواجب هلم‬


‫فقال اهلل تعاىل‪ ":‬وللرجال عليهن درجة" ّ‬
‫عليهن‪ ،‬وهذا هو املعىن الذي قصده ابن عباس ـ رضي اهلل عنه ـ ـ بقوله السابق ‪.‬‬

‫ظاهره ظاهر اخلرب‪ ،‬فمعناه‬


‫ومعىن "الدرجة"‪ ،‬الرتبة واملنزلة‪ .‬وهذا القول من اهلل تعاىل ‪ ،‬وإن كان ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫درجة‪.‬‬
‫ندب الرجال إىل األخذ على النساء بالفضل‪ ،‬ليكونـ هلم عليهن فضل َ‬

‫‪ - 3‬ثبت عن عبد اهلل بن عمر ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬أنه مسع رسول اهلل ‪ ‬يقول‪:‬‬

‫الر ُج ُل يِف أ َْهلِ ِه َر ٍ‬


‫اع َو ُه َو‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬و َّ‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪ ،‬فَا ِإل َم ُام َر ٍ‬
‫اع َو َم ْسئُ ٌ‬ ‫اع َو َم ْسئُ ٌ‬‫« ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫اعيَةٌ َو ِه َي َم ْسئُولَةٌ َع ْن َر ِعيَّتِ َها‪َ ،‬واخلَ ِاد ُم يِف َم ِال َسيِّ ِد ِه‬‫ت زو ِجها ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ول َع ْن َرعيَّته‪َ ،‬واملَْرأَةُ يِف َبْي َ ْ َ َ‬ ‫َم ْسئُ ٌ‬
‫الر ُج ُل‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه»‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت هؤالء من النيب ‪ ،‬وأحسب النيب ‪‬قال‪َ « :‬و َّ‬ ‫اع َو ُه َو َم ْسئُ ٌ‬‫َر ٍ‬
‫(‪49 )1‬‬
‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه»‪.‬‬
‫اع َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُ ٌ‬‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه ‪،‬فَ ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬ ‫يِف َم ِال أَبِ ِيه َر ٍ‬
‫اع َو َم ْسئُ ٌ‬

‫بعد أن بني النيب ‪‬أن الكل مسؤول بصورة جمملة فصل قوله مبتدأ باألعلى مسؤولية‬
‫(‪)2‬‬
‫مث األدىن فاألدىن ‪ ،‬فمسؤولية الرجل مقدمة على مسؤولية املرأة ‪.‬‬

‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب العتق ‪ ،‬باب العبد راع يف مال سيده ‪.‬حديث (‪.150 / 3 ، )2558‬‬ ‫‪49‬‬

‫(‪ )2‬ابن كثري ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 292 / 2 ،‬‬


‫(‪ )3‬القسطالين ‪ ،‬أمحد بن حممد بن أىب بكر بن عبد امللك (املتوىف‪923 :‬هـ) ‪ ،‬إرشاد الساري لشرح صحيح‬
‫البخاري ‪ ،‬ط ‪( ، 7‬مصر ‪ :‬املطبعة الكربى األمريية ‪ 1323 ،‬هـ‪.326 / 4 ، ).‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم ‪،‬كتاب اإلمارة ‪ ،‬باب فضيلة اإلمام العادل‪ ،‬وعقوبة اجلائر‪ ،‬واحلث على الرفق بالرعية‪ ،‬والنهي عن‬
‫إدخال املشقة عليهم ‪،‬حديث (‪.1459 / 2 ، )1829‬‬

‫‪51‬‬
‫وح ْسن املعاشرة‪ ،‬ورعاية املرأة يف بيت زوجها‬
‫فرعاية الرجل أهله بالقيام عليهم باحلق يف النفقةـ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫حبُ ْسن التدبري يف أمر بيته وأَوالده وخدمه وأضيافه‪.‬‬

‫فالرجل مسؤول عن أهله وأوهلم زوجه ‪،‬وهي مسؤولة عن بيت زوجها ‪.‬‬

‫اع‪َ ،‬و ُه َو‬


‫َّاس َر ٍ‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪ ،‬فَاأْل َِمريُ الَّ ِذي َعلَى الن ِ‬‫اع‪َ ،‬و ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُ ٌ‬
‫ويف رواية ‪« :‬أَاَل ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫ت َب ْعلِ َها‬ ‫اعيةٌ علَى بي ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َعْن ُه ْم‪َ ،‬والْ َم ْرأَةُ َر َ َ َْ‬ ‫اع َعلَى أ َْه ِل َبْيتِ ِه‪َ ،‬و ُه َو َم ْسئُ ٌ‬ ‫الر ُج ُل َر ٍ‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪َ ،‬و َّ‬
‫َم ْسئُ ٌ‬
‫اع‪،‬‬ ‫اع َعلَى َم ِال َسيِّ ِد ِه َو ُه َو َم ْسئُ ٌ‬
‫ول َعْنهُ‪ ،‬أَاَل فَ ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬ ‫َو َولَ ِد ِه‪َ ،‬و ِه َي َم ْسئُولَةٌ َعْن ُه ْم‪َ ،‬والْ َعْب ُد َر ٍ‬
‫(‪)4‬‬
‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه» ‪.‬‬ ‫َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُ ٌ‬

‫قال العلماء ‪ -‬رمحهم اهلل ‪: -‬‬

‫الراعيـ هو احلافظ املؤمتن امللتزم صالح ما قام عليه وهو ما حتت نظره ففيه أن كل من كان حتت‬
‫‪50‬‬
‫نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيامـ مبصاحله يف دينه ودنياه و متعلقاته ‪.‬‬

‫و هذا من أبلغ الزواجر عن املشقة على الناس وأعظم احلث على الرفق هبم وقد تظاهرت‬
‫(‪)1‬‬
‫األحاديث هبذا املعىن‪.‬‬

‫النووي ‪ ،‬حيىي بن شرف ‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ‪ ،‬ط‪ (،2‬بريوت ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ 1392‬ه )‪.213 /12،‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫أسباب القوامة‬

‫تقررت القوامةـ للرجل يف الشريعة اإلسالميةـ بدليل الكتاب والسنة وهذه القوامة هي تشريع من اهلل‬
‫احلكيم لتنظيم احلياة األسرية إذ أنه البد لكل مؤسسة من قائد ينظم إدارهتا ويشرف على أن يقوم‬
‫كل فرد فيها بدوره ‪ ،‬واألسرة مؤسسة يصلح بصالحها اجملتمع ‪ ،‬ولكون الرجل هو القائم على‬
‫ال َق َّو ُامو َن َعلَى‬
‫الر َج ُ‬
‫شؤوهنا دون املرأة ؛أسباب خلصها القرآن الكرمي يف قول اهلل جل وعال ‪ِّ  :‬‬
‫ض َومِبَا أَْن َف ُقواـ ِم ْن أ َْم َواهِلِ ْم)‪ . (1‬‬ ‫َّل اللَّهُ َب ْع َ‬
‫ض ُه ْم َعلَ ٰى َب ْع ٍ‬ ‫الن ِ مِب‬
‫ِّساء َا فَض َ‬
‫َ‬
‫‪51‬‬
‫السبب األول ‪ :‬وهبي (تفضيل اهلل الرجل على المرأة )‪:‬‬

‫سورة النساء ‪ :‬اآلية ‪. 34‬‬ ‫‪51‬‬

‫(‪ )2‬الشاريب‪ ،‬سيد قطب إبراهيم حسني ‪ ،‬في ظالل القرآن ‪ ،‬ط ‪( ، 17‬بريوت ـ القاهرة ‪ :‬دار الشروق ‪1412 ،‬‬
‫هـ) ‪. 651 / 2 ،‬‬
‫(‪ )3‬القرطيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 169 / 5 ،‬‬

‫‪53‬‬
‫فضل اهلل جنس الرجال على جنس النساء ‪ ،‬وهيأـ تكوين الرجل خبصائص ختتلف عن خصائص‬
‫املرأة‪ .‬يقول كبار العلماء املختصني‪ :‬زود اهلل الرجل‪ -‬فيما ُزود به من اخلصائص‪ -‬باخلشونة‬
‫والصالبة‪،‬ـ وبطء االنفعال واالستجابة واستخدام الوعيـ والتفكري قبل احلركة واالستجابة ‪ .‬ألن‬
‫وظائفه من محاية الزوج واألطفال إىل تدبري املعاش ‪ ...‬إىل سائر تكاليفهـ يف احلياة ‪،‬كلها حتتاج إىل‬
‫قدر من الرتوي قبل اإلقدام ‪ ،‬وإعمال الفكر‪ ،‬والبطء يف االستجابة بوجه عام‪ ،‬وكلها عميقة يف‬
‫(‪)2‬‬
‫تكوينهـ عمق خصائص املرأة يف تكوينها‪.‬‬

‫وقيل ‪ :‬للرجال زيادة قوة يف النفس والطبع ما ليس للنساء ؛ ألن طبع الرجال غلب عليه احلرارة‬
‫واليبوسة ‪ ،‬فيكونـ فيه قوة وشدة ‪ ،‬وطبع النساء غلب عليه الرطوبة والربودة ‪ ،‬ففيه معىن اللني‬
‫والضعف ‪)3(.‬وهذه اخلصائص جتعل الرجل أقدر على القوامة‪ ،‬وأحق هبا ‪.‬‬

‫ويف "معامل التنزيل"‪ :‬فضل الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والوالية ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالشهادة‬
‫(‪)1‬‬
‫وقيل ‪ :‬باجلهاد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬بالعبادات من اجلمعة واجلماعة ‪،‬وقيل ‪:‬بالنبوة ‪.‬‬

‫فالتنويع يف االستعداد والتكوين ناشئ عن اختالف يف املهام والوظائف ال عن امتياز يف الكرامة‬


‫اإلنسانيةـ قال جل وعز ‪:‬‬

‫اه ْم َعلَ ٰى َكثِ ٍري مِم َّْن‬


‫ض ْلنَ ُ‬
‫‪‬ولََق ْد َكَّرمنَا بيِن آدم ومَح ْلنَاهم يِف الْبِّر والْبح ِر ورز ْقنَاهم ِمن الطَّيِّب ِ‬
‫ات َوفَ َّ‬‫ْ َ ََ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ََ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫خلَ ْقنَا َت ْف ِ‬
‫ضياًل )‪ . (2‬‬ ‫َ‬
‫‪52‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬كسبي (إنفاق الرجل من ماله) ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الرجال قوامون على النساء بسبب اإلنفاقـ وإعطاء املهر ؛ مع أن فائدة النكاح مشرتكة بينهما‪.‬‬

‫‪ 52‬البغوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 207 / 2 ،‬‬


‫(‪ )2‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪. 17 :‬‬
‫(‪ )3‬األمحد ‪ ،‬نورة عبد اهلل ‪ ،‬مفهوم السلطة الذكورية ‪ ،‬حبث تكميلي ‪( ،‬الرياض ‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‪،‬‬
‫‪ 1433‬هـ ـ ‪ 1434‬ه )‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪54‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ويف "بدائع الصنائع" ‪ :‬إثبات القوامة بسبب النفقةـ ال إجياب النفقةـ بسبب القوامة‪.‬‬

‫إن تكليف الرجل باإلنفاق‪ -‬وهو فرع من توزيع االختصاصات‪ -‬جيعله بدوره أوىل بالقوامة‪،‬ـ ألن‬
‫تدبري املعاش للمؤسسة ومن فيها داخل يف هذه القوامةـ ‪ ،‬واإلشراف على تصريف املال فيها أقرب‬
‫(‪)5‬‬
‫إىل طبيعةـ وظيفته فيها‪.‬‬

‫(ومِب ا أَْن َف ُقوا) جيء بصيغة املاضي لإلمياء إىل أمر قد تقرر يف اجملتمعات اإلنسانية منذ القدم ‪ ،‬وهو‬
‫َ‬
‫أن الرجال هم العائلونـ لنساء العائلة من أزواج وبنات ‪ .‬وأضيفتـ األموال إىل الضمري العائد على‬
‫(‪)1‬‬
‫الرجال ألن االكتساب من شأن الرجال‪.‬‬

‫وهذان مها السببانـ اللذان ذكرمها النص القرآين ‪ ،‬لتقرير قوامة الرجال يف التشريع اإلسالميـ ‪،‬‬

‫ومل يقل اإلسالمـ بأن قوامة الرجل جزاء وقع على املرأة ألهنا زينت آلدم عليه السالم األكل من‬
‫الشجرة كما قالت اليهود والنصارى ‪ .‬أما ما ورد من حديث أبو هريرة ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ عن‬
‫(‪)3‬‬
‫يل مَلْ خَي ْنَ ِز اللَّ ْح ُم (‪َ ، )2‬ولَ ْوالَ َح َّواءُ مَلْ خَت ُ َّن أُْنثَى َز ْو َج َها) ‪.‬‬‫ِ ِ‬
‫النيب ‪ ‬قوله ‪( :‬لَ ْوالَ َبنُو إ ْسَرائ َ‬
‫ويف رواية بزيادة ‪ :‬لفظ (الدهر) يف آخرها ‪ )4( .‬فقد اختلف العلماء يف هذا احلديث على أقوال ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫القول األول‪ -:‬أ ّن (لوال) حرف يدل على امتناع الشيء لوجود غريه ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫وهلا أربعة تقديرات ‪:‬‬

‫(‪ )4‬الكاساين ‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد (املتوىف‪587 :‬هـ)‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ، ،‬ط‪2‬‬
‫‪( ،‬دار الكتب العلمية ‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م)‪4/16 .‬‬
‫(‪ )5‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.651 / 2 ،‬‬

‫ابن عاشور ‪ ،‬مرجع سابق ‪.39 /5 ،‬‬ ‫‪53‬‬

‫(‪ )2‬خنز ‪ :‬فسد وأننت ‪ .‬لسان العر ب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.1275 /2،‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬كتاب أحاديث األنبياء ‪ ،‬باب خلق آدم صلوات اهلل عليه وذريته ‪، 133 /4 ،‬‬
‫حديث (‪. )3330‬‬

‫‪55‬‬
‫التقدير األول‪( :‬لوال وجود حواء مل ختن أنثى زوجها) واملعىن أن حواء سبب لوجود بناهتا فلو مل‬
‫وجد بناهتا ومنهن اخلائنة ‪ .‬ويكونـ ذلك اخلرب من النيب ‪ ‬من باب بيان ابتالء اهلل‬
‫خُت لق حواء ملا ُ‬
‫تعاىل للخلق‪.‬‬

‫التقدير الثانى‪( :‬لوال ما أهلم اهلل نفس حواء من التقوى وخالفها ما خانت أنثىـ زوجها) ‪.‬‬

‫واملعىن أن هذا اإلهلام موجود يف بناهتا فهي األصل لكن حواء ابتغتـ اهلدى وأما بقية بناهتا فمنهن‬

‫من اهتدت ومنهن من فجرت وخانت‪ .‬ويكونـ هذا اخلرب من النيب ‪ ‬للمجاهدة يف حتقيق هدى‬
‫النفس واالبتعاد عن الفجور واخليانة (‪.)1‬‬

‫قال تعاىل‪َ  :‬و َن ْف ٍ‬


‫س َو َما َس َّو َاها ‪ ،‬فَأَهْلََم َها فُ ُج َ‬
‫ور َها َوَت ْق َو َاهاـ)‪.(2‬‬

‫التقدير الثالث‪( :‬لوال تزيني حواء آلدم ليأكل من الشجرة ما خانت أنثىـ زوجها ) ‪.‬‬

‫ففي قوله (مل ختن أنثىـ زوجها ) إشارة إىل ما وقع من حواء يف تزيينها آلدم األكل من الشجرة‬
‫حىت وقع يف ذلك ‪ ،‬أي أهنا بدأت باخليانة ‪ ،‬وخيانتها كانت يف أهنا قبلت ما زين هلا إبليس حىت‬
‫(‪54 )3‬‬
‫زينته آلدم‪.‬‬

‫(‪ )4‬صحيح مسلم ‪،‬مرجع سابق ‪،‬كتاب الرضاع ‪ ،‬باب لوال حواء مل ختن انثى زوجها الدهر ‪، 2/1068 ،‬حديث (‬
‫‪. )62‬‬
‫(‪ )5‬المعجم الوسيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 847 ،846 /2 ،‬‬
‫‪ 54‬دفع شبهات باطلة حول السنة ‪.faculty.mu.edu.sa/download.php?fid=72252 ،‬ص ‪. 131‬‬
‫(‪ )2‬سورة الشمس ‪ ،‬اآلية ‪. 8، 7 :‬‬
‫(‪ )3‬أمحد بن علي بن حجر (املتوىف ‪ 852‬ه ) ‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬ط‪( ، 1‬الرياض ‪ :‬دار السالم ‪،‬‬
‫دمشق ‪ :‬دار الفيحاء ‪1418 ،‬ه ـ ـ ‪1997‬م) ‪ . 444 /6 ،‬دفع شبهات باطلة حول السنة ‪،‬‬
‫‪. faculty.mu.edu.sa/download.php?fid=72252‬ص ‪. 132‬‬
‫(‪« )4‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وقد روي من غري وجه عن أيب هريرة عن النيب ‪ .»‬الرتمذي ‪ ،‬حممد بن عيسى بن َس ْورة‬
‫بن موسى بن الضحاك‪( ،‬املتوىف‪279 :‬هـ) ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬حتقيق وتعليق ‪ :‬إبراهيم عطوة عوض ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫(مصر ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب) ‪. 367 / 5 ،‬أبواب تفسري القرآن ‪ ،‬باب ومن سورة األعراف‬

‫‪56‬‬
‫فهو نظري ما رواه أبو هريرة ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ عن النيب ‪‬أنه قال ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ت ذُِّريَّتُهُ ) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آد ُم فَ َخطئَ ْ‬
‫ت ذُِّريَّتُهُ‪َ ،‬و َخط َئ َ‬
‫آد ُم َفنُ ِّسيَ ْـ‬
‫ت ذُِّريَّتُهُ‪َ ،‬ونُ ِّس َي َ‬
‫آد ُم فَ َج َح َد ْ‬
‫(‪ ...‬فَ َج َح َد َ‬

‫و ملا كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالوالدة ونزع العرق يف تزيني اخليانة بالقول والفعل ‪ ،‬فال‬
‫تكاد امرأة تسلم من الوقوع يف خيانة زوجها بالفعل أو بالقول ‪ ،‬و ليس املراد باخليانة هنا‬
‫ارتكاب الفواحش ولكن ملا مالت إىل شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك آلدم عد ذلك‬
‫خيانة له‬

‫وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن حبسبها ‪.‬‬

‫ويف احلديث إشارة إىل تسلية الرجال فيما يقع هلم من نسائهم مبا وقع من أمهن الكربى وأن ذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫من طبعهن فال يفرط يف لوم من وقع منها شيء من غري قصد إليه ‪.‬‬

‫التقدير الرابع ‪( :‬لوال عدم نصح حواء آلدم ما خانت أنثىـ زوجها ) ‪.‬‬

‫فخيانتها كانت بعدم نصحها آدم حينما أراد األكل من الشجرة فرتكته يعصي ربه ومل تنهه عن‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫القول الثاني‪_ :‬‬


‫‪55‬‬
‫أن اخليانة يف احلديث ال تتعلق حبواء هنائياً وذلك ألمور‪:‬‬

‫‪ ،‬حديث "‪. "3076‬‬

‫فتح الباري ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 6/444 ،‬‬ ‫‪55‬‬

‫(‪ )2‬من يكشف غموض هذا الحديث ‪،‬منتدى الدراسات احلديثية ‪ ،‬أبو حازم الكاتب ‪( ،‬األرشيف)ملتقى أهل احلديث‬
‫‪ . www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php ،‬برنامج املكتبة الشاملة ‪،‬‬
‫‪. sh.rewayat2.com/gwame3e/Web/31615/033.htm‬‬
‫(‪ )3‬سورة التحرمي ‪ ،‬اآلية ‪. 10 :‬‬

‫‪57‬‬
‫األول‪ :‬أنه ال يوجد أي دليل يفيد أهنا خانت آدم بأي وجه من الوجوه‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬لو وجدت خيانة فإهنا تكونـ من حواء مبعىن الكذب أو عدم الطاعة فيما يأمرها به ألنه ال‬
‫يوجد رجل غري آدم‪ ،‬لكن مل يثبتـ حىت هذه اخليانة بنحو الكذب وغريه‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اإلمجاع على أن زوجات األنبياءـ معصومات من الفاحشة فقوله تعاىل عن امرأت نوح‬
‫وامرأت لوط( فَ َخا َنتَامُهَا) (‪)3‬حممول على الكفر أو على أن كل واحدة منّت على زوجها فقالت‬
‫(‪)4‬‬
‫(جمنون) أو (ساحر) أو حنو ذلك‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫القول الثالث‪-:‬‬

‫أن اخليانة منسوبة إىل بنات حواء ‪ .‬واخليانة هي خمالفة احلق بنقضـ العهد وهى تتنوعـ من امرأة‬
‫ألخرى فقد يكون خمالفة حق الوطء احلالل فتذهب إىل احلرام فيكون الزنا‪ ،‬وقد يكون خمالفة احلق‬
‫(‪)1‬‬
‫يف الصدق فيكون منها الكذب‪ ،‬وقد يكونـ خمالفة احلق يف األمانة فيكون منها الغدر وهكذا ‪.‬‬

‫وأما عدم ذكر خيانة حواء يف القرآن فهذا غري الزم وكثري من اآليات إمنا فسرت وبينتـ بالسنة‬
‫(‪)2‬‬
‫وبأقوالـ الصحابة واخلطاب يف القصة يف النهيـ والعتاب إمنا كان آلدم عليه السالم ‪.‬‬

‫(‪ )4‬دفع شبهات باطلة حول السنة ‪ ،faculty.mu.edu.sa/download.php?fid=72252 ،‬ص ‪،133‬‬


‫‪. 134‬‬
‫‪ 56‬دفع شبهات باطلة حول السنة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ .‬ص ‪. 134‬‬
‫(‪ )2‬منتدى الدراسات احلديثية ‪ ،‬مرجع سابق ‪. www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php ،‬‬
‫برنامج املكتبة الشاملة ‪. sh.rewayat2.com/gwame3e/Web/31615/033.htm ،‬‬
‫(‪ )3‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب احليض ‪ ،‬باب ترك احلائض الصوم ‪ ، 68 /1 ،‬حديث (‪. )304‬‬

‫(‪ )4‬خالف ‪ ،‬عبد الوهاب ‪ ،‬بن عبد الواحد ‪ ،‬علم أصول الفقه ‪ ،‬ط ‪( ، 8‬الكويت ‪ :‬دار القلم ) ‪ ،‬ص ‪158‬ـ ـ ‪. 160‬‬
‫السلمي ‪ ،‬عياض بن نامي بن عوض ‪ ،‬صول الفقه الذي ال يسع الفقيهَ جهلُه ‪ ،‬ط‪( ، 1‬الرياض ‪ :‬دار التدمرية ‪،‬‬
‫‪ 1426‬هـ ‪ 2005 -‬م) ‪. 385 /1 ،‬‬

‫‪58‬‬
‫والوصف يف احلديث خرج خمرج الغالب إذ أن النساء لكوهنن تغلب عليهن العاطفةـ فهن أسرع‬
‫من الرجال غالبا يف االستجابة للمؤثرات ‪ ،‬فالزوجة عادة حترص على استخدام كل ما ميكنها من‬
‫الوسائل إلقناع الزوج ودفعه إىل ما تراه هدفا تسعى للحصول عليه ‪ .‬وقد قال ‪ ‬عن ذلك يف‬
‫ات َع ْق ٍل‬‫احلديث الذي رواه أبو سعيد اخلدري ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ أنه قال ‪( :‬ما رأَيت ِمن نَاقِص ِ‬
‫َ َُْ ْ َ‬
‫صا ُن ِدينِنَا َو َع ْقلِنَا يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه؟ قَ َال‪:‬‬ ‫ِِ‬ ‫ب لِلُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ِل احلَا ِزم م ْن إِ ْح َدا ُك َّن»‪ُ ،‬ق ْل َن‪َ :‬و َما نُ ْق َ‬
‫ب َّ‬ ‫َودي ٍن أَ ْذ َه َ‬
‫ك ِمن نُ ْقص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الر ُج ِل» ُق ْل َن‪َ :‬بلَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ف َش َه َاد ِة َّ‬‫صِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ان‬ ‫ال‪« :‬فَ َذل ْ َ‬ ‫س َش َه َادةُ املَْرأَة مثْ َل ن ْ‬ ‫«أَلَْي َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ان ِدينِ َها») ‪.‬‬‫ك ِمن نُ ْقص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫س إِذَا َح َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْقلِ‬
‫ال‪« :‬فَ َذل ْ َ‬ ‫ص ْم» ُق ْل َن‪َ :‬بلَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ص ِّل َومَلْ تَ ُ‬
‫ت مَلْ تُ َ‬‫اض ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(‬
‫فال حيتج مبفهوم املخالفة هنا باتفاق العلماء ‪ ،‬وهو (اتصاف املرأة باخليانة وانتفائها عن الرجل) ‪.‬‬
‫‪)4‬‬

‫َّ ِ‬
‫فقد هنى اهلل عن اخليانة هنيا عاما يشمل الرجال والنساء ‪ ،‬فقال تعاىل ‪ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َآمنُوا اَل‬
‫ول َوخَت ُونُوا أ ََمانَاتِ ُك ْم َوأَْنتُ ْم َت ْعلَ ُمو َن)‪ .(1‬وهو يعين احتمال وقوع اخليانة من أي‬ ‫خَت ُونُواـ اللَّهَ َو َّ‬
‫الر ُس َ‬
‫أحد ‪ ،‬إال أن اإلميان يدعوا صاحبه إىل أداء احلقوق وحفظها ‪.‬‬

‫و لقد زين الشيطان ألبينا آدم وأمنا حواء ؛ األكل من الشجرة املنهي عن قرباهنا ‪،‬‬

‫ي َعْن ُه َما ِم ْن َس ْوآهِتِ َما)‪.(2‬‬ ‫ِ‬


‫ي هَلَُما َما ُوور َ‬
‫ِ ِ‬
‫س هَلَُما الشَّْيطَا ُن ليُْبد َ‬
‫قال جل وعز ‪َ  :‬ف َو ْس َو َ‬
‫‪57‬‬
‫فلما أكال منها محلهما اهلل مسؤولية الوقوع يف املعصيةـ وأخرجا بسببها من اجلنة ‪.‬‬

‫‪ 57‬سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪. 27 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪. 20 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 36 :‬‬
‫(‪ )4‬تفسري الطربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.1/524 ،‬‬
‫(‪ )5‬سورة طه ‪ ،‬اآلية ‪. 121 ، 120 :‬‬
‫(‪ )6‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪. 21 :‬‬
‫(‪ )7‬تفسري القرطيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 312 /1 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫َخَر َج ُه َما مِم َّا َكانَا فِ ِيه)‪ : . (3‬أي سبب هلما ما يزالّن من‬
‫قال اهلل تعاىل ‪ :‬فَأ ََزهَّلَُما الشَّْيطَا ُن َعْن َها فَأ ْ‬
‫روج آدم وزوجته من اجلنة‪ ،‬فقال‪" :‬فأخرجهما" يعين‬
‫إبليس ُخ َ‬
‫أجله ‪ ،‬ولذلك أضاف اهلل تعاىل إىل َ‬
‫إبليس" مما كانا فيه"‪ ،‬ألنه الذي َسبَّب هلما املعصية اليت أخرجا هبا من اجلنة‪ )4( .‬و قال تعاىل ‪:‬‬
‫ك اَل َيْبلَى (‪ )120‬فَأَ َكاَل ِمْن َها‬ ‫ك َعلَى َشجر ِة اخْلُْل ِد وم ْل ٍ‬ ‫آد ُم َه ْل أ َُدلُّ َ‬ ‫س إِلَْي ِه الشَّْيطَا ُن قَ َ‬
‫ال يَا َ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫‪َ ‬ف َو ْس َو َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آد ُم َربَّهُ َفغَ َوى)‪.(5‬‬
‫صىـ َ‬ ‫ت هَلَُما َس ْوآتُ ُه َما َوطَف َقا خَي ْص َفان َعلَْي ِه َما م ْن َو َرق اجْلَنَّة َو َع َ‬ ‫َفبَ َد ْ‬

‫ال خالف بني أهل التأويل وغريهم أن إبليس كان متويل إغواء آدم ‪ ،‬واختلف يف الكيفية ‪.‬‬

‫قال ابن مسعود وابن عباس ـ رضي اهلل عنهما ـ ومجهور العلماء ‪ :‬أغوامها مشافهة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬وقَامَسَ ُه َما إِيِّن لَ ُك َما لَم ْن النَّاصح َ‬
‫ني)‪ . (6) (7‬‬

‫فالثابت واملقرر يف اإلسالم أن الشيطان أغوى آدم و حواء وأهنما أخرجا بسبب األكل من‬
‫الشجرة اليت هنيا عن األكل منها وأن اهلل تاب عليهما ‪ .‬وأن ما حدث أمر قدره اهلل ليكونـ هلما‬
‫وذريتهما يف األرض مستقر يبتلون باخلري والشر فتنة ‪ ،‬ويكونـ هلم فيها متاع إىل حني ؛ منهم‬
‫املؤمن ومنهم الكافر‪ ،‬مث يبعثون وجيازى كل على ما قدم ‪ .‬ولذلك خلقهم اهلل ‪ ،‬فعن أيب هريرة ـ ـ‬
‫ت أَبُونَا َخيَّْبَتنَا‬‫آد ُم أَنْ َ‬
‫وسى‪ :‬يَا َ‬‫ال لَهُ ُم َ‬ ‫وسى‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫آد ُم َو ُم َ‬
‫احتَ َّج َ‬
‫رضي اهلل عنه ـ ـ أن النيب ‪ ‬قال ‪ْ ( :‬‬
‫ط لَ ِ ِ ِ‬
‫وميِن َعلَى أ َْم ٍر‬ ‫ك بيَده‪ ،‬أََتلُ ُ‬ ‫اك اللَّهُ بِ َكالَِم ِه‪،‬ـ َو َخ َّ َ‬
‫اصطََف َ‬
‫وسى ْ‬ ‫آد ُم‪ :‬يَا ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر ْجَتنَا م َن اجلَنَّة‪ ،‬قَ َال لَهُ َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ِ‬
‫َّرهُ اللَّهُ َعلَ َّي َقْب َل أَ ْن خَي ْلَُقيِن بِأ َْربَع َ‬
‫(‪58 )1‬‬
‫وسى ) ثَالَثًا‪.‬‬ ‫آد ُم ُم َ‬
‫وسى‪ ،‬فَ َح َّج َ‬ ‫آد ُم ُم َ‬ ‫ني َسنَةً؟ فَ َح َّج َ‬ ‫قَد َ‬

‫صحيح البخاري ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب القدر ‪ ،‬باب حتاج آدم وموسى عند اهلل ‪ ، 126 /8 ،‬حديث (‬ ‫‪58‬‬

‫‪. )6614‬صحيح مسلم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب القدر ‪ ،‬باب حجاج آدم وموسى عليهما السالم ‪، 2042 /4 ،‬‬
‫حديث (‪ ، )13‬واللفظـ للبخاري ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمحد عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 268‬الباش ‪ ،‬حسن ‪ ،‬القرآن والتوراة أين يتفقان وأين يختلفان ‪،‬ط‪،1‬‬
‫(بريوت ‪ ،‬دمشق ‪ :‬دار قتيبة ‪1420 ،‬ه ـ ‪2000‬م ) ‪ ،‬ص ‪. 477‬‬
‫(‪ )3‬الباش ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 477‬‬

‫‪60‬‬
‫وهبذا خيالف اإلسالم ما تقول به اليهودية والنصرانية من حتميل املرأة وحدها دون الرجل ؛ وزر‬
‫املعصية األوىل وأنه ترتب عليها شقاء املرأة وتسلط للرجل عليها ‪ .‬و يدفع اإلسالم عنها اللعنة اليت‬
‫(‪)2‬‬
‫ألصقها هبا رجال الديانات السابقة‪.‬‬

‫مما يلزم أصحاب تلك الديانات أن يعيدواـ النظر يف كافة الرتاكمات االجتماعية اليت محلت املرأة‬
‫(‪)3‬‬
‫ذنبا ليس هلا عالقة به ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫مقتضى القوامة و أثرها على المرأة‬

‫ملا قرر اإلسالم القوامةـ للرجل مل جيعلها استبدادية بل جعلها قوامة مبنيةـ على الرمحة واملودة ‪ ،‬قوامة‬
‫وف)‪.(1‬‬‫مضبوطةـ بقول اهلل عز وجل ‪  :‬وهَل َّن ِمثْل الَّ ِذي علَي ِه َّن بِالْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ُ‬
‫‪59‬‬
‫اختلف أهل التأويل يف تأويل ذلك على قولني ‪:‬‬

‫عليهن‬
‫ّ‬ ‫وهلن من حسن الصحبة والعشرة باملعروف على أزواجهن مثل الذي‬ ‫فقال بعضهم‪ :‬تأويله‪ّ :‬‬
‫هلم من الطاعة فيما أوجب اهلل تعاىل ذكره له عليها‪.‬‬

‫‪ 59‬سورة البقرة ‪ :‬اآلية ‪. 228 :‬‬


‫(‪ )2‬القرطيب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.533 / 4 ،‬‬
‫(‪ )3‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫‪61‬‬
‫وهلن على أزواجهن من التَّصنُّع و‬
‫وقال آخرون ومنهم ابن عباس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ : -‬معىن ذلك‪ّ :‬‬
‫املواتاة‪ ،‬مثل الذي عليهن هلم يف ذلك‪.‬‬

‫قال صاحب "جامع البيانـ يف تأويل القرآن" ‪ :‬والذي هو أوىل بتأويلـ اآلية عندي‪... :‬أن اهلل تعاىل‬
‫كل واحد منهما ما له وما عليه من ذلك‪ ،‬مث‬
‫وعرف ّ‬
‫مضارة صاحبه‪ّ ،‬‬
‫حرم على كل واحد منهما َّ‬
‫َّ‬
‫مثل الذي عليهن باملعروف" فبنِّي ٌ أن الذي على كل واحد منهما لصاحبه‬
‫عقب ذلك بقوله‪ ":‬وهلن ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫من ترك مضارته‪ ،‬مثل الذي له على صاحبه من ذلك‪.‬‬

‫إن مقتضيات القوامةـ يف اإلسالمـ تتمثل فيما يقوم به الرجل للمرأة من جانب القوت ‪ ،‬والكسوة‬
‫وسائر الضروريات والدفاع عنها ومحايتها ورعايتها ‪ ،‬فالرجل بذلك قائم أو قوام على املرأة‬
‫(‪)3‬‬
‫بصنوف الرعاية واحلماية واملدافعة ‪.‬‬

‫وتقتضي أن تقوم الزوجة بواجباهتا جتاه زوجها وطاعتهـ ورعاية شؤونه وشؤون بيته ‪.‬‬

‫وقد حث اإلسالم الزوج على حسن معاشرة زوجه ‪،‬عن أيب هريرة ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ قال ‪:‬قال‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رسول اهلل‪« : ‬اَل َي ْفَر ْك ُم ْؤم ٌن ُم ْؤمنَةً‪ ،‬إِ ْن َك ِر َه مْن َها ُخلًُقا َرض َي مْن َها َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ال‪َ « :‬غْيَرهُ»‪.‬‬
‫آخَر» أ َْو قَ َ‬

‫يفرك بفتح الياء والراء وإسكانـ الفاء بينهما‪ .‬ومعىن احلديث ‪ :‬أي ينبغي أال يبغضهاـ ألنه إن وجد‬
‫(‪)2‬‬
‫فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫آثار القوامة على المرأة ‪:‬‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب الرضاع ‪ ،‬باب الوصية بالنساء ‪،‬حديث (‪.1091 / 2 ، )1469‬‬ ‫‪60‬‬

‫(‪. )2‬النووي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 10/58 ،‬‬


‫(‪ )3‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 158‬‬
‫(‪ )4‬مصيلحيـ ‪ ،‬حممد احلسيين ‪،‬حق المساواة بين الرجل والمرأة في الشريعة ‪ ،‬جملة العدل ‪،‬العدد (‪ ، )9‬حمرم ‪1422‬‬
‫ه ‪،‬ص ‪.www.islamfeqh.com/Nawazel ، 283‬‬
‫(‪ )5‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 228 :‬‬
‫(‪ )6‬مصيلحيـ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 283‬‬

‫‪62‬‬
‫إن القوامةـ لو طبقت مبثل ما شرع اهلل من ضوابط ومقتضياتـ لكان هلا آثار محيدة وإجيابية على‬
‫املرأة وعلى األسرة ‪ ،‬بل على اجملتمع ‪ ،‬ومن هذه اآلثار ‪:‬‬

‫‪ -1‬محاية املرأة من ما يواجهها من أخطار متس الشرف أو الكرامة أو الكربياء ‪ ،‬فهي جوهرة‬
‫مصونة فال يعبثـ هبا طامع ‪ .‬وإن احتاجت التقومي واإلرشاد فهناك ضمانات لعدم إهانتهاـ أو مس‬
‫(‪)3‬‬
‫كربيائها حال التقومي والتأديب‪.‬ـ‬

‫‪ -2‬األمن واالستقرارـ النفسيـ فالرجل سكن للمرأة تأمن يف كنفه ‪ ،‬وتسعد جبواره فتكونـ بينهما‬
‫عالقات نفسية وجسدية ذات طابع خاص ال مثيل هلا يف سائر العالقات ؛ فهناك عالقة عقلية‬
‫حيكمها العدل (‪، )4‬قال تعاىل‪ :‬وهَل َّن ِمثْل الَّ ِذي علَي ِه َّن بِالْمعر ِ‬
‫وف)‪.(5‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ُ‬
‫وهناكـ عالقة عاطفيةـ تفيض مودة ورمحة (‪،)6‬قال تعاىل‪َ  :‬و َج َع َل َبْينَ ُكم َّم َو َّد ًة َو َرمْح َةً)‪.(7‬‬

‫‪ - 3‬قرار املرأة يف بيتها وتفرغها لألمومة وتدبري املنزل ورعاية النشء ‪ )1( .‬وهي مسئوليةـ عظمى ال‬
‫تقل أمهية عما يناط بالرجل من مسئوليات والتزامات‪ ،‬ألهنا تقوم على حراسة النسل البشري‬
‫يقوم مبال‪ ،‬وال يعدله إنتاج أية سلعة أو أية خدمة أخرى للصاحل العام ‪،‬وقد منح اهلل‬
‫الثمني الذي ال ّ‬
‫(‪61 )2‬‬
‫املرأة يف تكوينها العضوي والعصيب والعقلي والنفسيـ ما يعينها على أداء وظيفتها تلك‪.‬‬

‫‪ - 4‬القوامة حتفظ للمرأة أنوثتهاـ وترعى هلا كرامتها‪ ،‬فقد لبت حاجتها الفطرية والطبيعية؛ فاملرأة‬
‫ينش ُؤ يِف احْلِْليَ ِة َو ُهو يِف‬
‫تظل هي املرأة منذ نعومة أظفارها وحىت هناية العمر‪ ،‬قال عز وجل‪ :‬أ ََو َم ْن ّ‬
‫َ‬
‫ص ِام َغْير ُمبِ ٍ‬
‫ني )‪.(3‬‬ ‫ِ‬
‫اخْل َ ُ‬
‫(‪ )7‬سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪. 21 :‬‬
‫العبد الكرمي ‪ ،‬فؤاد بن عبد الكرمي بن عبد العزيز ‪ ،‬قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية ‪ ،‬رسالة علمية (الرياض ‪:‬‬ ‫‪61‬‬

‫جامعة اإلمام حممد بن سعود ) ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬


‫(‪ )2‬سيد فطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 650 ، 645 / 2 ،‬‬
‫(‪ )3‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪. 18 :‬‬
‫(‪ )4‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 644 / 2 ،‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ - 5‬االستقرار املادي ‪ ،‬فقد اقتضت حكمة اهلل أال تكلف املرأة باإلنفاق على األسرة؛ وذلك ألن‬
‫طبيعتها ال تتناسبـ مع الكد وحتمل املشاق سعيا وراء املال ‪ .‬و قد اعتىن اإلسالم باملرأة املسلمة‬
‫فأمن حاضرها عن طريق املهر‪ ،‬وأمن مستقبلها عن طريق اإلرث‪.‬‬

‫‪ - 6‬ضمان حق اختيار الزوج ‪ ،‬والرضى به ‪ ،‬وحق إهناء احلياة الزوجية برغبتها ـ أسوة بالرجل ـ‬
‫(‪)4‬‬
‫عند استحالة احلياة بينهما وذلك عن طريق منحها حق طلب التطليق أو اخللع‪.‬‬

‫وكذلك جعل اإلسالم هلا حق متلك أمواهلاـ والتصرف فيها مبا تراه مناسبا و ال تطالب باإلنفاق‬
‫على زوجها مهما كان قدر ما متلكه من مال ‪.‬‬

‫إن النطاق الذي تشمله قوامة الرجل ‪ ،‬ال ميس حرمة كيان املرأة ‪ ،‬و ال كرامتهاـ ‪ ،‬و ال يعين إهدار‬
‫شخصيتها ومقومات إنسانيتهاـ ‪،‬‬

‫وهذا هو السر العظيم يف أن القرآن مل يقل "الرجال سادة على النساء" وإمنا اختار اللفظ الدقيق‬
‫"قوامونـ" ليفيد أهنم يصلحون ويعدلون ‪ ،‬ال أهنم يستبدون ويتسلطون ‪.‬‬

‫فنطاق القوامة حمصور يف مصلحة البيتـ ‪ ،‬واالستقامةـ على أمر اهلل ‪ ،‬وحقوق الزوج وأما ما وراء‬
‫ذلك فليس للرجل حق التدخل فيه أبدا ‪ ،‬فسياسة البيتـ تقوم بني الرجل واملرأة على أساس من‬
‫(‪62 )1‬‬
‫العدل واملساواة والشورى ‪.‬‬

‫األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 49‬عرت ‪ ،‬نور الدين ‪ ،‬ماذا عن المرأة ‪(.‬دمشق ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار اليمامة ‪ 1424 ،‬هـ ـ‬ ‫‪62‬‬

‫‪ 2003‬م) ط ‪" 11‬ط األوىل املوسعة"‪ ،‬ص ‪. 139‬‬

‫‪64‬‬
‫تعقيب ومقارنة‬

‫لقد عرض البحث القوامةـ يف الديانات الثالثة من زوايا عدة وفيها وقفات ‪:‬‬
‫‪63‬‬
‫أوال ‪ :‬في مفهوم القوامة ‪:‬‬

‫إن النظرة اليهودية والنصرانية للعالقة القائمة بني الزوج وزوجته بأهنا سيادة الرجل على املرأة ويف‬
‫ِ‬
‫املقابل دوام اشتياقها له وأن هذا من العقوبات اليت حلت عليها بسبب اخلطيئة (تَكْث ًريا أُ َكث ُِّر أَْت َع َ‬
‫اب‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫ود َعلَْيك)‪.‬‬
‫ك َو ُه َو يَ ُس ُ‬ ‫ِِ‬
‫ك ي ُكو ُـن ا ْشتِياقُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫ين أ َْوالَ ًدا‪َ .‬وإىَل َر ُجل َ‬
‫َحبَلك‪ ،‬بالْ َو َج ِع تَلد َ‬
‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 3‬عدد ‪. 16 :‬‬ ‫‪63‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.21 :‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫الدهلوي ‪ ،‬أمحد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم املعروف بـ "الشاه ويل اهلل الدهلوي" ‪( ،‬املتوىف‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪1176‬هـ) ‪ ،‬حجة اهلل البالغة‪ ،‬حتقيق ‪ :‬سيد سابق ‪ ،‬ط‪(، 1‬بريوت ‪ :‬دار اجليل ‪1426 ،‬ه ـ ـ ‪2005‬م) ‪/2،‬‬
‫‪. 209‬‬
‫سفر التكوين ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 2‬عدد ‪. 18:‬‬ ‫(‪) 4‬‬

‫‪65‬‬
‫إن هذه النظرة ال تسمح بأنـ تقوم احلياة الزوجية على عماد من الود والرتاحم إذ هي تعزز‬
‫استعالءـ الرجل على زوجته اليت ترى أن دورها معه تنفيذ أوامره فأي سكونـ سيكون بنهما وأي‬
‫ق لَ ُك ْم ِم ْن أ َْنفُ ِس ُك ْم‬ ‫‪َ ‬و ِم ْن آََياتِ ِه أ ْ‬
‫َن َخلَ َ‬ ‫تراحم ‪ ،‬وهو خالف ما امنت اهلل به على الزوجني بقوله تعاىل ‪:‬‬
‫ون)‪ ، (2‬وهو ما تثمره القوامة‬ ‫ٍ ِ‬ ‫اجا ِلتَ ْس ُكُنوا ِإلَ ْيهَا َو َج َع َل َب ْيَن ُك ْم َم َو َّدةً َو َر ْح َمةً ِإ َّن ِفي َذِل َ‬
‫ك آَل ََيات لقَ ْوٍم َيتَفَ َّك ُر َ‬ ‫أ َْز َو ً‬

‫يف اإلسالم وقيام كل من الزوجني بدوره يف األسرة ‪.‬إذ أن رباط الزوجية ال ميكن استيفاء‬
‫مقاصده إال بإقامة األلفة‪ ،‬وال ألفة إال خبصال يقيد الزوجان نفسيهما عليها‪ ،‬كاملواساةـ واالحرتاز‬
‫عما يكونـ سببا للضغائن واملالطفة وطالقة الوجه وحنو ذلك‪ ،‬فاقتضت احلكمة أن َير ّغب يف هذه‬
‫(‪)3‬‬
‫ث عليها‪.‬‬
‫اخلصال وحُي َ‬

‫ثانيا ‪ :‬في أسباب القوامة ‪:‬‬

‫من أسباب قوامة الرجل يف اليهودية أن املرأة ما خلقت إال ملؤانسة الرجل ومساعدته وإعانته ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫َصنَ َع لَهُ ُمعِينًا نَ ِظ َريهُ»)‪.‬‬ ‫س َجيِّ ًدا أَ ْن يَ ُكو َـن َ‬
‫آد ُم َو ْح َدهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫الر ُّ ِ‬
‫ب اإللهُ‪« :‬لَْي َ‬ ‫ال َّ‬
‫(‪َ 18‬وقَ َ‬

‫َج ِل الْ َم ْرأ َِة‪ ،‬بَ ِل الْ َم ْرأَةُ ِم ْن‬ ‫ِ‬


‫الر ُج َل مَلْ خُيْلَ ْق م ْن أ ْ‬ ‫ويف النصرانيةـ املرأة خلقت من أجل الرجل ‪َ 9(.‬وأل َّ‬
‫َن َّ‬
‫(‪64)1‬‬
‫الر ُج ِل)‪.‬‬
‫َج ِل َّ‬
‫أْ‬
‫والصحيح أن اهلل خلق الذكر واألنثىـ شريكانـ حلفظ استمرار النوع البشري على األرض ‪ .‬قال‬
‫ث ِمْن ُه َما‬‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْن َها َز ْو َج َها َوبَ َّ‬
‫سوِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس َّات ُقواـ َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُك ْم م ْن نَ ْف ٍ َ‬
‫تعاىل ‪ :‬يَا أَيُّ َها الن ُ‬
‫َّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ُّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫األرض‬ ‫البشر‬ ‫يعمر‬ ‫أن‬ ‫اخلالق‬ ‫فأراد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ر َجااًل َكث ًريا َون َساءً‬
‫‪ 64‬رسالة بولس األوىل إىل أهل كورنثوس اإلصحاح ‪ ، 11‬عدد ‪.9 :‬‬
‫(‪ )2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 1 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة احلجرات ‪ ،‬اآلية ‪. 13 :‬‬
‫(‪ )4‬سفر العدد ‪ ،‬اإلصحاح ‪ ، 30‬عدد ‪. 13:‬‬
‫(‪ )5‬زرار ‪ ،‬ملكة يوسف ‪ ، ،‬ط‪(.1‬القاهرة ‪ :‬دار الفتح لإلعالم العريب ‪1420،‬هـ ـ ـ ‪2000‬م) ‪. 255 /1،‬‬
‫(‪ )6‬رسالة بولس إىل أهل كورنثوس اإلصحاح ‪،7‬عدد ‪.39 :‬‬

‫‪66‬‬
‫ذَ َك ٍر َوأُْنثَ ٰى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُشعُوبًا َو َقبَائِ َل لَِت َع َارفُوا)‪ . (3‬يسعون يف مناكبها ويقيمونـ فيها دين اهلل‬
‫وحيققونـ العبودية هلل وحده دون سواه ‪ .‬إذاً خلق اهلل الذكر واألنثىـ ألجل هذه الغايةـ العظيمة ‪ ،‬ال‬
‫كما يذكر من أن الغاية من خلق املرأة لتكون مؤنسة ومعينة للرجل بل هلا دور أساس تقوم به‬
‫كما للرجل دور أساس يقوم به وكالمها معني لآلخر‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬في مقتضى القوامة وأثرها على المرأة ‪:‬‬

‫إن من آثار القوامةـ يف اليهودية أن الزوج له أن يلغي نذور زوجته اليت تنذرها للرب شرط أن‬
‫س‪َ ،‬ز ْو ُج َها يُثْبِتُهُ َو َز ْو ُج َها َي ْف َس ُخهُ)‪.‬‬ ‫يكونـ فور مساعه ‪ُ 13 (.‬ك ُّل نَ ْذ ٍر َو ُك ُّل قَ َس ِم الْتَِز ٍام ِإل ْذالَ ِل َّ‬
‫الن ْف ِ‬
‫(‪)4‬‬

‫ويف النصرانيةـ حيرم على املطلقة احلق يف بدء حياة أخرى كرمية ؛ ولو كانت ضحية خلطأ الزوج‬
‫فتبقىـ حياهتا دون رعاية من زوج آخر حيفظ عليها دنياها (‪(: .)5‬املرأة مرتبطة بالناموس مادام‬
‫(‪)6‬‬
‫رجلها حيا ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج مبن تريد يف الرب فقط) ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ومجيع ما متلكه املرأة ملك للرجل ‪ ،‬بل تنسب بعد الزواج إىل زوجها وعائلته ‪.‬‬

‫أما يف اإلسالم فقد شرعت حقوق اإلنسان منذ‪14‬قرناً وصيغ اجملتمع املسلم على أصول ومبادئ‬
‫متكن هذه احلقوق وتدعمها ‪،‬شرعها اخلالق حقوقا أبدية يستوي فيها الذكر واألنثىـ ‪،‬ومنها حق‬

‫البيان العاملي عن حقوق اإلنسان يف اإلسالم ‪،‬اعتمد من قبل اجمللس اإلسالمي ـ باريس‪1401 /11/ 21 ،‬هـ‪،‬‬ ‫‪65‬‬

‫املوافق ‪ 19‬أيلول‪/‬سبتمرب ‪1981‬م ‪ ،‬مكتبة حقوق اإلنسان ‪.‬‬


‫‪ . www1.umn.edu/humanrts/arab/UIDHR.html‬رضا ‪ ،‬حممد رشيد ‪ ،‬حقوق النساء في‬
‫اإلسالم وحظهن من اإلصالح المحمدي العام ‪ ،‬تعليق ‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين ‪( ،‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي‬
‫‪1404 ،‬هـ ـ ـ ‪1984‬م) ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫(‪ )2‬صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب فضل الصالة يف مسجدـ مكة واملدينة ‪ ،‬باب من ادعى إىل غري أبيه ‪/8 ،‬‬
‫‪ ، 156‬حديث (‪ . )6766‬صحيح مسلم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬كتاب اإلميان ‪ ،‬باب بيان حال إميان من رغب عن أبيه‬
‫وهو يعلم ‪ ، 80 /1 ،‬حديث (‪. )63‬‬
‫(‪ )3‬البيان العاملي عن حقوق اإلنسان يف اإلسالم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ .‬حممد رضا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 31 ، 20 ، 19‬‬

‫‪67‬‬
‫احلرية ‪،‬فحرية املرأة كحياهتا ليس ألحد أن يعتدي عليها وهي والرجل سواء أمام الشريعة يف‬
‫القيمة اإلنسانيةـ‪ )1( .‬فال يتملكها الزوج و ال تنسب إليه بعد زواجها منه بل حرم الشرع انتساب‬
‫(م ْن‬
‫املرء إىل غري أبيه ‪،‬عن سعد ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ قال ‪ :‬مسعت النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬يقول‪َ :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َّاد َعى إِىَل َغرْيِ أَبِ ِيه َو ُه َو َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َغْي ُر أَبِ ِيه فَاجْلَنَّةُ َعلَْي ِه َحَر ٌام)‪.‬‬

‫وهلا بالتايل حق امللكية وبذا أبطل اإلسالمـ كل ما كان عليه العرب والعجم من حرمان النساء من‬
‫التملك ‪ ،‬أو التضييق عليهن يف التصرف مبا ميلكن ‪،‬أو استبداد األزواج بأمواهلن ‪ ،‬فأثبتـ هلن حق‬
‫امللك والتصرف بأنواعه املشروعة فشرع الوصية وأفرض هلن نصيبا يف املرياث وزادهن ما فرض‬
‫هلن على الرجال من مهر الزوجية والنفقة على املرأة واوالدها وإن كانت غنية ‪.‬وأعطاهن حق‬
‫البيع والشراء واهلبة والصدقة وغري ذلك ‪.‬ويتبع ذلك حقوق الدفاع عن ماهلا كالدفاع عن نفسها‬
‫بالتقاضي وغريه من األعمال املشروعة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لقد رفع اهلل املرأة يف اإلسالمـ إىل مكانة مل يرفعها إليها دين سابق و ال شريعة من الشرائع ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫مناهضة القوامة في المجتمعات وأثر المناهضة‬

‫وفيه أربعة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مناهضة القوامة في المجتمع اليهودي ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مناهضة القوامة في المجتمع النصراني‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬مناهضة القوامة في المجتمع اإلسالمي‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬آثار مناهضة القوامة و مساواة المرأة بالرجل على المجتمعات‬

‫المبحث األول‬
‫(‪)1‬‬
‫مناهضة القوامة في المجتمع اليهودي‬

‫لقد رسخ رجال التوراة االعتقاد بأنـ حواء هي وحدها املسؤولة عن ارتكاب املعصية األوىل وذلك‬
‫بأكلها من الشجرة احملظورة ‪ ،‬ومل يكتفواـ بذلك ‪ ،‬بل جعلوا من هذه املعصية خطيئة كربى موروثة‬
‫‪ ،‬تنتقل من حواء إىل بنات جنسها ‪ .‬فعدت اآلالم واألوجاع أثناء احلمل و اليت تتعلق خبواص املرأة‬
‫‪ ،‬عدت عقاباً هلا‪ .‬وترتب على هذا االعتقاد كثري من األحكام التشريعيةـ اليت ميكن وصفها بالشدة‬
‫والقسوةـ والظلم يف معاملتهم للمرأة وحكمهم عليها ‪ ،‬وتسلط الرجل عليها باسم القوامة ‪ ،‬فنال‬

‫‪69‬‬
‫املرأة كثري من الظلم بل صارت مملوكة لزوجها تبقى معه مدى حياهتا ولو كان يهني كرامتها ‪،‬‬
‫إال أن يرغب عنها هو‪ .‬وهذا االضطهاد هو ما دعا النساء إىل رفض هذه القوامة ومناهضتها‪،‬ـ‬

‫و صور الظلم هذه جعلت املرأة اليهودية تواجه مشاكل كثرية انعكست عليها سلبا ‪ ،‬واملشكلة‬
‫الكربى اليت تواجهها اليهوديات يف فلسطني احملتلة هي يف األحوال الشخصية اليت ال تزال تدار‬
‫‪66‬‬
‫حسب القوانني الدينيةـ اليت شرعها علماء اليهود‪ ،‬ومن تلك األمور ‪:‬‬

‫‪ -1‬دخوهلا ضمن تركة زوجها املتوىف مثلها مثل أي متاع أو مال‪ ،‬وأصبح األخ يرث أرملة أخيه‬
‫(‪)2‬‬
‫أخ‪ ،‬فريثها من بعده أقرب األحياء إليه من أسرته"‪.‬‬
‫ويتزوجها ‪".‬وإذا مل يكن للمتوىف ٌ‬

‫‪ - 2‬ومن أهم املشاكل وثيقة الطالق "جيط" حني يرفض الزوج منح زوجته هذه الشهادة ‪.‬‬
‫ولذلك فإن رفض الزوج إعطاء كتاب الطالق أو اختفاء الزوج من دون دليل عليه جيعل الطالق‬
‫غري ممكن من وجهة النظر اليهودية التلمودية ‪ ،‬إذ أن الطالق حق بيد الرجل و ال حيق للمرأة‬
‫املطالبة به‪.‬‬

‫‪ -3‬مل يكن للمرأة أن تلتحق باملدارس التلمودية العليا ‪ ،‬كما أن شهادهتا ال تقبل ‪ .‬بل إن النساء‬
‫(‪67 )1‬‬
‫وضعن من بعض النواحيـ على قدم املساواة مع العبيد واألطفال ‪.‬‬

‫قاو َمه‪ ،‬و مناهض ‪:‬كمبارز ؛ اسم ‪.‬القاموس المحيط ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 657 / 1 ،‬‬
‫ضه‪َ :‬‬
‫ناه َ‬
‫َ‬
‫‪66‬‬

‫الباش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 453 ، 411‬مجانة طه ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 82 ،‬‬ ‫(‪) 6‬‬

‫الباش ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 419‬مجانه طه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬املسريي ‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬موسوعة اليهود‬ ‫‪67‬‬

‫واليهودية والصهيونية ‪.385 /5،‬‬


‫(‪ )2‬هي أرض تشغل اجلزء اجلنويب من الساحل الشرقي للبحر املتوسط حىت هنر األردن‪.‬‬
‫‪.ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫(‪ )3‬الكيبوتس أو كيبوتس هو جتمع سكين تعاوين يضم مجاعة من املزارعني أو العمال اليهود الذين يعيشـون ويعملونـ‬
‫سـوياً‪ ،‬ويبلغ عـددهم ما بني ‪ 40‬و‪ 1500‬عضو‪ .‬ويكيبيديا ـ ـ املوسوعة احلرة ‪ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬
‫(‪ )4‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 146‬‬

‫‪70‬‬
‫ويف هجرة اليهود الثالثة إىل فلسطني (‪1916( )2‬م ـ ‪1925‬م) كانت اجتاهات املهاجرين اشرتاكية‬
‫دميقراطية ماركسية ‪ ،‬فقام رواد هذه االجتاهات بوضع القوالب االجتماعية والتنظيمات السياسية‬
‫اخلاصة باالستيطانـ من خالل انفصاهلم العضوي عن جيل اآلباء وعدم رغبتهم يف احلياة األسرية ‪،‬‬
‫وكان ملعظمهم آراء معارضة للدين ‪ ،‬ومن ناحية معينةـ للحياة األسرية أو نظام األسرة كقيمة عليا‬
‫دينية تراثية ‪ ،‬لقد رأوا يف الرجل الذي يعول األسرة ‪ ،‬واملرأة ربة املنزل منطا سلوكيا يرتبط حبياة‬
‫املنفى‬

‫وال يتالءم مع احلياة اجلديدة يف فلسطني ‪ ،‬واجلهد القومي االجتماعي املطلوب ‪ ،‬لذا صار األطفال‬
‫يولدون خارج إطار الزواج وأصبحوا بناء على رغبة اجلميع مسئولية اجملتمع بأسره ‪ .‬بل أصبحت‬
‫املرأة يف ظل نظام "الكيبوتس"(‪ )3‬بدال من القيام مبهام املطبخ والتنظيف لعائلة واحدة ؛ هي عائلتها‬
‫(‪)4‬‬
‫وجب عليها تقدمي الطعام واخلدمات إىل عشرات وبعد ذلك مئات العائالتـ األخرى ‪.‬‬

‫تقول جولدا مائري يف كتاهبا "حيايت" ‪" :‬إن نساء الكيبوتس ‪ ،‬يف تلك األيام كن يكرهن واجبات‬
‫املطبخ ‪ ،‬ليس ألهنا شاقة بل إحساسا منهن أن األمر مصدره حتقري وإذالل ‪ ،‬فصراعهن مل يكن من‬
‫(‪)5‬‬
‫أجل حقوق مدنية متساوية ‪ ،‬بل من أجل واجبات متساوية" ‪.‬‬

‫يف النصف الثاين من الستينات من القرن املاضي‪ ،‬هاجر إىل فلسطني نساء كثريات من دول‬
‫غربية ‪،‬‬

‫وجلنب معهن أفكار احلركة النسائية احلديثة اليت كانت قد تطورت عندئذ يف الغرب ‪.‬‬

‫وأصيب هؤالء النساء املهاجرات وكثري من الرجال املهاجرين أيضا خبيبة أمل شديدة من سوء‬
‫حال املرأة اليهودية يف فلسطني ‪ ،‬فبدأت حركة حترير املرأة عام ‪ 1974‬م مببادرة من النساء‬

‫‪71‬‬
‫املهاجرات ‪ ،‬بدأت احلركة نشاطها حبملة ملطالبة احلكومة بمناقشة مشكلة الدعارة اليت اعتربهتا‬
‫‪68‬‬
‫احلركة النسائيةـ تلخيصا لظاهرة اضطهاد املرأة وتسلط الرجل عليها‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 1975‬م ‪ ،‬فجر غضب نصرياتـ املرأة نشر فضيحة "القوائمـ السوداء" بناء على‬
‫التحريات السرية ‪ ،‬وهي قوائم وضعها احلاخامات بأمساء النساء الالئي حيرم عليهن الزواج‬
‫شرعا ‪.‬‬

‫وقد مت وضع هذه القوائم على أساس واه من اإلشاعات واألقاويل على الرغم من أن نتائجها يف‬
‫غاية اخلطورة ‪ ،‬فحني تقدم املتهمة على الزواج جتد أهنا حمرمة من الناحية الشرعية وال يسمح هلا‬
‫بالزواج ‪ .‬إن مثل هذه اإلجراءات مل يعرفها اجلمهور العلماين قبل اإلعالنـ عن قيام الدولة ‪ ،‬وهي‬
‫بالغة اإلساءة للنساء ‪ ،‬باإلضافة إىل ما ذكر سابقا من إشكاالت ‪ ،‬كل هذه العوامل جمتمعة أضفت‬
‫قوة على احلركة النسائيةـ اليهودية يف فلسطني عام ‪ 1975‬م ‪ ،‬واصبح هلا تأثري كبري على اجملتمع‬
‫اليهودي ‪ ،‬وبدأت احلركة تناقش علنا وألول مرة موضوعات مل يسبق طرحها من قبل مثل قضية‬
‫(‪)2‬‬
‫املرأة والتحرر وحرية التصرف ‪.‬‬

‫ويف عام ‪ 1963‬نشرت "بيت فريدان"(‪ )2‬كتاهبا الشهري "السر األنثوي" الذي يركز على قضية‬

‫املساواة ويهاجم حصر دور املرأة على أهنا أم وزوجة فقط‪ ،‬ويدعو إىل حتقيق املرأة لذاهتا من خالل‬

‫التعليم والعمل‪ .‬ويف عام ‪ ،1970‬قادت مظاهرة للمطالبة مبساواة املرأة يف احلقوق والواجبات مع‬

‫‪ 68‬أبو اجملد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 169 ، 168‬‬


‫(‪ )2‬بييت فرديان ‪ :‬كاتبة أمريكية ‪ ،‬يهودية األصل ‪ ،‬وإحدى زعيمات حركة التمركز حول األنثى يف الواليات املتحدة‪.‬‬
‫درست علم النفس بكلية "مسيث" بوالية ماساشوستس‪ ،‬وهي كلية للنساء فقط وخترجت عام ‪1942‬م لتستكمل‬
‫بعدها دراستها العليا يف جامعة بريكلي بكاليفورنيا مث عملت لعدةـ سنوات حمللة نفسية وباحثة ‪.‬املسريي ‪ ،‬موسوعة‬
‫اليهود واليهودية والصهيونية ‪ . 751 / 5 ،‬وسيذكر املبحث الرابع تراجعها عن مطلب املساواة املطلقة بالرجل ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الرجل‪ ،‬وتعد من أبرز الشخصيات اليت دافعت عن مشروع قانون املساواة الكاملة بني اجلنسني‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ERA".‬‬ ‫الذي طرح يف عهد الرئيس األمريكي األسبق "رجيان" واملعروف باسم "إيرا‬

‫ويف هذه الفرتةـ أيضاً ظهرت بعض اجملالت اليت هتتم باحلركة النسوية اليهودية يف الواليات املتحدة‬
‫األمريكيةـ ‪ ،‬ورمبا كان أهم جملة بينها هي جملة "ليليث" ‪ ،‬ويشارك يف الكتابةـ فيها يهوديات‬
‫مشهورات‪ ،‬مثل بالو غرينبورغ ‪ ،‬وهي مؤلفة وصاحبة كتاب "املرأة واليهوديةـ "‪ ،‬وإمنا مسّيت اجمللة‬
‫باسم " ليليث " تيمناً بليليث اليت ذكرت يف امليثولوجيا(األساطري) اليهودية على أهنا أول امرأة‬
‫(‪69 )3‬‬
‫خلقت مع آدم (‪ ، )2‬و رفضت قوامة آدم عليها ‪ .‬واعتربتـ نفسها مساوية له ‪.‬‬

‫‪ 69‬املسريي ‪ .‬املرجع السابق ‪.751 /5 ،‬‬


‫َّاس َّات ُقواْ َربَّ ُك ُم الَّ ِذي َخلَ َق ُكم ِّمن‬
‫(‪ )2‬القرآن الكرمي يكذب اعتقاد أن حواء خلقت مع آدم ‪ ،‬قال تعاىل ‪ :‬يَا أَيُّ َها الن ُ‬
‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْن َها َز ْو َج َها ‪ ،‬سورة الساء ‪ ،‬اآلية ‪. 1:‬‬
‫سوِ‬
‫نَّ ْف ٍ َ‬
‫(‪ )3‬حسن ‪ ،‬جعفر هادي ‪( ،‬الحاخامون والمرأة اليهودية) من تاريخ احلركة النسوية اليهودية ‪ ،‬احلوار املتمدن‪-‬‬
‫العدد‪.www.ahewar.org/debat/show ، 27 / 10 / 2010 - 3167 :‬‬

‫‪73‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫مناهضة القوامة في المجتمع النصراني‬

‫لقد اعترب رجال الكنيسة املرأة خملوقا ناقص اإلنسانيةـ والعقل واألخالق والدين ‪ ،‬خاضعا للوصاية‬
‫التامة يف مجيع شؤونه ‪ ،‬مصدرا لإلغراء واإلغواءـ وأساسا يف اخلطيئة اليت يعاين منها البشر ‪ .‬ويف‬
‫ظل هذه النظرة القائمة على التحيز الذكوري ‪ ،‬اضطهدت املرأة وظلمت (‪)1‬فهي تفقد امسها‬
‫وحريتها مبجرد الزواج ‪ ،‬وظلت إىل القرن التاسع عشر امليالدي حمرومة من التعليم ‪ ،‬و إذا عملت‬
‫فأجرها أقل من األجر الذي يأخذه الرجل‪)2( .‬وإذا تركت منزل الزوجية ال تستطيع أن تأخذ معها‬
‫(‪( )3‬‬
‫أطفاهلا و ال ما متلكه من مال ‪ .‬بل ال يسمح هلا القانونـ بالقيام بالزواج سوى مرة واحدة ‪.‬‬
‫‪)4‬وهذه األمور هي سبب ثورة النساء ورفضهن للقوامة ‪ ،‬فكانت حركات حترير املرأة‪)5( ،‬اليت‬
‫استخدمت فيها املرأة أسلحة عديدة دفاعا عن حقوقها املهضومةـ ‪ ،‬فاستخدمت اإلضراب والتظاهر‬
‫واخلطابة يف اجملتمعات واستخدمت الصحافة ‪ ،‬وبدأت حركة اإلصالح ألحوال املرأة األوروبية‬
‫(‪70 )6‬‬
‫وحتقيق بعض مطالبها ‪،‬وشاركهن يف ذلك بعض املفكرين والكتاب مثل "جون مل"‪.‬‬

‫حيث يرى أن الفروق اجلوهرية بني الرجل واملرأةـ مردها إىل العادات االجتماعية والرتبيةـ اليت نشأ‬
‫عليها كل منهما ال إىل طبيعةـ تكوين كل منهما فقال يف كتابه "استعباد النساء" ‪ ":‬لو كان التمايز‬

‫األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 32‬‬ ‫‪70‬‬

‫(‪ )2‬احملمدي ‪ ،‬علي حممد يوسف ‪ ،‬منزلة المرأة في ضوء القرآن والسنة وموقف الدراسات االستشراقية منها‪ ،‬ص‬
‫‪. 372‬‬
‫(‪ )3‬مل ‪ ،‬جون ستيورات ‪ ،‬استعباد النساء ‪ ،‬ترمجة إمام عبد الفتاح إمام ‪ ،‬ط‪( ، 1‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبويل ‪1998 ،‬م)‬
‫‪،‬ص ‪. 16‬‬
‫(‪ )4‬سبق بيان مظاهر أخرى الضطهاد املرأة النصرانية ؛ يف مبحث مقتضى القوامة وأثرها يف النصرانية ‪.‬‬
‫(‪ )5‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬
‫(‪ )6‬جون ستـُوارت ميل (‪1873–1806‬م) هو فيلسوف واقتصادي بريطاين‪ ،‬ذو منطق استقرائي وفلسفة جتريبية‪ ،‬وهو‬
‫من أبرز دعاة مذهب املنفعة‪ .‬وهو من رواد الفلسفة الليربالية ‪.www.marefa.org/index.php ،‬‬

‫‪74‬‬
‫بني الرجل واملرأة يعود إىل اختالف طبيعة كل منهما ‪ ،‬ما احتاج األمر إىل قوانني حتمي سيادة‬
‫(‪)1‬‬
‫الرجل ‪ ،‬وتكفل عبودية املرأة"‪.‬‬

‫وقد كانت أول حركة نسائية لتحرير املرأة يف إجنلرتا (‪)2‬سنة ‪1903‬م ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫و مطالب هذه احلركة ترتكز على ثالثة أمور‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬املساواةـ املطلقة بني الرجال والنساء يف كافة احلقوق البشرية واألخالقية واالقتصادية والقانونية‬
‫فهي مثال مكلفة باإلنفاق على أوالدها مناصفة مع الرجل ‪.‬‬

‫‪ - 2‬استقالل النساء بشئون معاشهن حىت أصبحت املرأة تكسب كما يكسبـ الرجل ‪ ،‬وال‬
‫جيربها على احلياة الزوجية املشرتكةـ غري صلة الشهواتـ وغرائز النفوس ‪ ،‬فلم ترهق نفسها بتبعات‬
‫األسرة واملنزل و هي مل جتد عقبات تعرتضها يف سلوك طريق الدعارة والفجور ساعدها يف ذلك‬
‫اجملتمع الغريب الذي أصبح يكرم األم العذراء ‪ ،‬وولد الزنا ‪ ،‬وغري ذلك عندهم يعد رجعية وختلفا‬
‫ومجودا ‪.‬‬

‫‪ - 3‬االختالط املطلق بني الرجال والنساء والتربج السافر من قٍبل املرأة والعري وأصبح األخذ‬
‫بكل أسباب الفتنةـ واإلغراء هو شعار املرأة األوروبيةـ يف الغرب وصارت تتسابق حنو التجمل‬
‫وحب الظهور والتجرد من مالبسها شيئا فشيئا إثارة لنار الشهوة البهيمية املتأججة يف صدور‬
‫الرجال الذين ال يزيدهم ذلك إال عطشا لرؤية منظر أخر أكثر منه سفورا وتكشفا وكأن املرأة مل‬
‫(‪)3‬‬
‫ختلق ألي دور سوى أن متتع الرجل جبسدها ‪.‬‬

‫‪ 71‬مل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬


‫(‪ )2‬هي أكرب دولة يف اململكة املتحدة ‪ ،‬وتفصلها القناة اإلجنليزية عن القارة األوروبية جنوبًا ‪،‬‬
‫‪ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫(‪ )3‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 30 ، 29‬‬

‫‪75‬‬
‫مث حتولت احلركة النسويةـ يف الغرب مبرور السنني من حترير املرأة إىل التمركز حول املرأة ‪،‬اليت ترى‬
‫أن بناء اجملتمع يقوم على الفرد وليس على األسرة أو العائلة ‪،‬وهلذا فإن اخلطط والسياسات اليت‬
‫(‬
‫ترسم للمجتمعات واألمم هناك تبىن على الفرد ‪ ،‬ومل يعد للعائلة و ال لألسرة شأن يذكر يف خضم دراساهتم‪.‬‬
‫‪)1‬وطالبت هذه احلركة بإعادة صياغة اللغة والتاريخ حبجة أهنا علوم قامت على صياغة ذكورية ‪ ،‬فقامت‬
‫بالدعوة إىل الشذوذ واعتربت ذلك رمز األنوثة احلقيقية كما قالت إحدى دعاة التمركز حول األنثى‬
‫السحاقيات ‪ ":‬إذا كانت الفيمينزم(‪ )2‬هي النظرية فالسحاق هو التطبيق ويصبح من الطبيعي أال تلجا النساء إىل‬
‫(‪72 )3‬‬
‫الرجل إلجناب األطفال بل للمعامل املختلفة "‪.‬وهذا جزء يسري مما تطالب به‪.‬‬

‫وقد بدأ اهتمام هيئة األمم املتحدة(‪ )4‬باملرأة منذ عام (‪ 1365‬هـ ‪1946 -‬م) حني أنشأت جلنة مركز املرأة‬
‫وهي هيئة رمسية تتألف من مخس وأربعني دولة من الدول األعضاء ‪ ،‬جتتمع سنويا هبدف عمل مسودات‬
‫وتوصيات وتقارير خاصة مبكانة املرأة وتقومي تلك األعمال وتوالت املؤمترات بعد ذلك ‪،‬وأصبحت املرأة‬
‫واألسرة حمورين أساسني يف التجمعات والفعاليات االجتماعية يف العامل ولدى كثري من املنظمات واجلمعيات‬
‫اليت ترفع لواء احلرية واملساواة وحقوق اإلنسان اليت سعت لعوملة(‪ )5‬احلضارة الغربية ممثلة يف احلياة االجتماعية‬
‫وذلك من خالل تقنني الرذيلة باسم احلرية وتقويض بناء األسرة ألهنا يف زعمهم أكرب عائق من عوائق التقدم‬
‫والرفاهية ‪،‬فهي أقدم مؤسسة اجتماعية يرون أن الرجل يتسلط من خالهلا على املرأة وميارس عليها‬
‫العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬ ‫‪72‬‬

‫(‪ )2‬هي حركة التمركز حول األنثى وهي تعبري عن إزاحة اإلنسان من مركز الكون وهيمنة الطبيعة واملادة عليه ‪.‬‬
‫املسريي ‪ ،‬قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول األنثى ‪ ،‬ط‪(، 2‬اجليزة‪ :‬هنضة مصر‪2010،‬م) ‪،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )3‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫(‪ )4‬األمم املتحدة منظمة عاملية تضم يف عضويتها مجيع دول العامل املستقلةـ تقريباً‪ .‬تأسست منظمة األمم املتحدة عام‬
‫‪1945‬م يف مدينة سان فرانسيسكو‪ ،‬كاليفورنيا األمريكية‪.ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬
‫(‪ )5‬تعين ‪:‬اصطباغ عامل األرض بصبغة واحدة شاملة جلميع من يعيش فيه‪ ،‬وتوحيد أنشطتهم االقتصادية واالجتماعية‬
‫والفكرية من غري اعتبار الختالف األديان والثقافات‪ ،‬واجلنسيات واألعراق‪ .‬جمموعة من الباحثني بإشراف الشيخ‬
‫َعلوي بن عبد القادر السقاف ‪ ،‬موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة ‪(،‬موقع الدرر السنية على اإلنرتنت ‪،‬‬
‫‪. 2/ 128 ، ) dorar.net‬‬
‫(‪ )6‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 109، 147،108‬‬

‫‪76‬‬
‫أشكال القهر ومن أجل التحرير املزعومـ للمرأةيرون ضرورة التخلص من األسرة ولو أدى إىل‬
‫(‪)6‬‬
‫التمرد على الدين واألخالق والفطرة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫مناهضة القوامة في المجتمع اإلسالمي‬

‫لقد كفل اإلسالمـ حقوق النساء يف مجيع اجملاالت اخلاصة هبا ‪ .‬ومل تزل تتمتع هبا منذ أربعة عشر‬
‫قرنا ونالت ما جهدت املرأة الغربية عرب ثورات وأزمات للحصول عليها فما جنت إال اليسري الذي‬
‫خسرت بسببه الكثري‪.‬ـ (‪)1‬وكانت القوامةـ يف اإلسالمـ من األمور اليت ضمنت للمرأة احلماية والرعاية‬
‫‪،‬خبالف القوامة االستبداديةـ يف اجملتمع الغريب ‪ ،‬وذلك ألن الشارع احلكيم يعلم ما يصلح عباده‬
‫فهو‪َ ‬ربُّنَا الَّ ِذي أ َْعطَى ُك َّل َش ْي ٍء َخ ْل َقهُ مُثَّ َه َدى)‪.(2‬‬

‫و جعل رسالة اإلسالم خامتة الرساالت وضمن حفظ أعظم وأول مصدر للعقائد والتشريع ‪ -‬وهو‬
‫‪73‬‬
‫الذ ْكر َوإِنَّا لَهُ حَلَافِظُو َن )‪.(3‬‬
‫القرآن ‪ -‬من التحريف حيث قال ‪  :‬إِنَّا حَنْن َنَّزلْنَا ِّ‬
‫ُ‬
‫أما يف الغرب فإن احلرب اليت شنها اجملتمع الغريب على النصرانية سببها تالعب رجال الكنيسةـ‬
‫بكتاهبم املقدس وحتريفهم له ‪ ،‬وتسلطهم على الناس باسم الدين مما نشأ عنه مناهج وأفكار‬
‫متنكرةـ للدين ومنها املذهب العلماين(‪ )4‬الذي حنّى الدين عن احلياة‪ .‬وهذه املناهجـ اليت ظهرت يف‬
‫الغرب ما كان هلا أن تظهر يف اجملتمع اإلسالميـ بل ما كان ينبغيـ هلا أن جتد آذاناً تستمع إليها يف‬

‫األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬ ‫‪73‬‬

‫سورة طه ‪ ،‬اآلية ‪. 50:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫سورة احلجر ‪ ،‬اآلية ‪. 15:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫العلمانية ‪ SECULArISM‬وترمجتها الصحيحة‪ :‬الالدينية أو الدنيوية‪ ،‬وهي دعوة إىل إقامة احلياة على‬ ‫(‪)4‬‬
‫العلم الوضعي والعقل ومراعاة املصلحة بعيداً عن الدين‪ .‬الندوة العاملية للشباب اإلسالمي ‪ ،‬الموسوعة الميسرة‬
‫‪،‬مرجع سابق ‪. 679 / 2 ،‬‬
‫سورة املائدة ‪ ،‬اآلية ‪.3 :‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪77‬‬
‫بالد املسلمني ؛ ألن اإلسالمـ حق كله‪ ،‬خري كله‪ ،‬عدل كله ‪ .‬قد أكمله اهلل تعاىل حيث قال ‪ :‬‬
‫الم ِدينًا)‪ . (5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْي ُك ْم ن ْع َميِت َو َرض ُ‬
‫يت لَ ُك ُم اإْل ْس َ‬
‫ِ‬
‫ت لَ ُك ْم دينَ ُك ْم َوأَمْتَ ْم ُ‬
‫الَْي ْو َم أَ ْك َم ْل ُ‬
‫لكن عمليات الغزو الفكري املنظمة اليت قام هبا أعداء الدين صادفت قلوباً من حقائق اإلميان‬
‫خاوية‪ ،‬وعقوالً عن التفكري الصحيح عاطلة‪ ،‬وأهواءـ يف جمال التمدن ضائعة متخلفة (‪)1‬؛ ممن ابتعثوا‬
‫إىل تلك الديار األوروبية وممن تأثرت أفكارهم مبا تطرحه كثري من وسائل اإلعالمـ ‪ .‬ومن األمور‬
‫‪74‬‬
‫اليت حارهبا أعداء الدين قوامة الرجل على املرأة ‪ ،‬ودعواهم يف رفضها شبهات ثالثة ‪:‬‬

‫أوهلا ‪ :‬أن القوامة قهر وتسلُّط واستبداد ‪.‬‬

‫ثانيها ‪ :‬أن القوامة سبب للقدح يف عقل املرأة وحسن تدبريها‪.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫ثالثها ‪ :‬أن القوامة هضم حلقوق املرأة وإهانة لكرامتها ‪.‬‬

‫الرد على الشبهة األوىل ‪ :‬أن القوامة قهر وتسلُّط واستبداد ‪.‬‬

‫يرد عليهم ابتداءً بأن تلك الشبهات إمنا هي صادرة من أعداء اإلسالم الذين يريدون اإلساءة إليه‬
‫وتبعهم من جهل دينه من أبناء وبنات املسلمني الذين خدعوا حبضارة الغرب وزيفه‪ ،‬فهم جيهلون‬
‫معىن القوامةـ ‪ ،‬واملقاصد الشرعية إلقرارها‪ )3( .‬مع أهنم يدركون أن اجملتمعات ال يستقيم أمرها إال‬
‫برئيس قائم عليها‪ .‬ولقد أراد الشارع احلكيم أن تكون روح النظام هي السائدة يف اجملتمع كله‬
‫بسائر مرافقه ويف كل األحوال والظروف ‪.‬‬

‫العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬ ‫‪74‬‬

‫(‪ )2‬املقرن ‪ ،‬حممد بن سعد ‪ ،‬القوامة الزوجية‪ ..‬أسباهبا‪ ،‬ضوابطها‪ ،‬مقتضاها ‪ ،‬موقع صيد الفوائد ‪،‬‬
‫‪.www.saaid.net/bahoth/68.htm‬‬
‫(‪ )3‬قوامة الرجل على املرأة بني التصور اإلسالمي والواقع الكندي‪ .‬موقع الراشدون حتت إشراف الشيخ حسني حممد‬
‫عامر‪.www.housseinamer.net/index.php .‬‬

‫‪78‬‬
‫وإمنا يسود النظام يف اجملتمع هبيمنة ضوابط املسؤوليةـ الفعلية فيه ‪ .‬ولن ترتجم املسؤولية الفعلية إال‬
‫بوجود األمري الذي إليه تعود مسؤولية اإلدارة واإلشراف ‪ ،‬واألسرة جزء مصغر من اجملتمع ومن‬
‫البدهيـ أن يكونـ هلا مسؤول أول ‪ ،‬وهذا املسؤول الذي اختاره اهلل لألسرة هو الزوج ‪.‬فالرجل‬
‫بناء على ما ركب فيه من خصائص وما يتمتع به من قدرات جسمية وعقلية قد كلف باإلنفاق‬
‫على األسرة وكلف باملهر يف الزواج ‪ ،‬وليس من العدالة واإلنصاف يف شيء أن يكلف الرجل‬
‫(‪)1‬‬
‫باإلنفاق دون أن يكونـ له حق القوامة واإلشراف ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫الرد على الشبهة الثانيةـ ‪ :‬أن القوامةـ سبب للقدح يف عقل املرأة وحسن تدبريها‪.‬‬

‫إن الرجل يكلف بصراع احلياة يف اخلارج الستخالص القوت وحلماية نفسه وزوجه وأوالده من‬
‫العدوانـ ‪ .‬وهذه الوظيفة ال حتتاج إىل أن تكونـ العاطفة هي املنبع املستجاش بل ذلك يضرها و ال‬
‫ينفعهاـ ‪ .‬إذ أن العاطفة تتقلب وال تبقىـ على اجتاه واحد إال فرتة ‪ ،‬تتجه بعدها إىل هدف جديد‬
‫وهذا يصلح ملطالب األمومةـ املتغرية ‪ .‬وال تصلح العاطفةـ لعمل خطة حتتاج لتنفيذها إىل الثبات‬
‫على وضع واحد لفرتة طويلة من الوقتـ وإمنا يصلح لذلك الفكر ‪ .‬فالرجل مستقر يف عمله مينحه‬
‫اجلانب األكرب من نفسه وتفكريه أما يف اجلانب العاطفيـ فهو متنقل كاألطفال ‪.‬أما املرأة فمستقرة‬
‫يف عالقاهتا العاطفيةـ جتاه الرجل وهي يف هذا الشأن أبعد ما تكون نظرا وأشد ما تكونـ دقة ترسم‬
‫أهدافها ملدى بعيد وتعمل دائبة لتحقيق أغراضها ويف املقابل ال تستقر يف العمل إال أن يكونـ فيه ما‬
‫يليب جزءا من طبيعتهاـ األنثويةـ كالتدريس والتمريض مثال إال إذا كان الذي حيتم عليها االستمرار‬
‫حاجتها‬

‫‪ )1(75‬الكراين ‪ ،‬عبد احلميد بن صاحل ‪ ،‬القوامة وأثرها في استقرار األسرة ‪ ،‬ط‪( 1‬دار القاسم ‪1431 ،‬ه ـ ‪2010‬م) ‪،‬‬
‫ص ‪ ، 42،43 ، 41 ، 39‬البوطي ‪ ،‬حممد سعيد رمضانـ ‪ ،‬المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني ‪ ،‬ط‬
‫‪( ، 1‬دمشق ‪ :‬دار الفكر ‪ /‬بريوت ‪ :‬دار الفكر املعاصر ‪1417 ،‬ه ـ ‪1996‬م ) ‪ ،‬ص ‪. 99‬‬
‫(‪ )2‬قطب ‪ ،‬حممد ‪ ،‬شبهات حول اإلسالم ‪ ،‬ط‪( ، 21‬القاهرة ‪ :‬دار الشروق ‪1413 ،‬ه ـ ـ ـ ‪ 1992‬م ) ‪ ،‬ص ‪، 117‬‬
‫‪1118‬‬
‫(‪ )3‬حممد رمضانـ ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 99‬‬

‫‪79‬‬
‫إىل املال‪)2( .‬فالرجل هو األجدر بالقيام بوظيفة القوامةـ ألنه الذي يدبر األمور بعيدا عن فورة‬
‫االنفعال واندفاع العاطفة ‪ ،‬ويقدر العواقب ‪ ،‬ويستخلص النتائج بكل روية واتزان وهذه الصفات‬
‫(‪)3‬‬
‫هي الصفات األساسية املطلوبة لوظيفة القوامةـ وحتمل املسؤولية ‪.‬‬

‫و كيف تؤهل املرأة للقوامة على البيتـ وهي بطبيعتها ال تستطيع مواصلة القيام بأعمال القوامةـ‬

‫يف مجيع األوقات ألن ما يعرتيها من موانع فطرية وأمور جبلّية كاحلمل والوالدة تضطرها إىل‬
‫اإلخالد للراحة ومالزمة الفراش وهذا مما يعطل قيامها جسميا وعقليا مبا تتطلبه القوامة من‬
‫أعمال ‪.‬‬

‫وقد قال اهلل جل وعز‪  :‬ولَْيس َّ‬


‫الذ َك ُر َكاأْل ُْنثَى )‪  . (1‬إذن فالقوامةـ مصدرها األفضلية املصلحية‬ ‫َ َ‬
‫اآلتيةـ من توافق إمكانات الرجل ووظيفته وهي اإلنفاق ‪ ،‬متاما كما أن إسناد مهام رعاية الطفولة‬
‫املتمثلة يف احلضانة والرضاعة جزء كبري تستقل به املرأة عن لرجل يف الرتبية ‪ ،‬مصدرها األفضلية‬
‫املصلحية ذاهتا اليت تتجلى يف توافق إمكانات املرأة مع هذه املهام‪.‬ـ‬
‫‪76‬‬
‫الرد على الشبهة الثالثة ‪ :‬أن القوامة هضم حلقوق املرأة وإهانة لكرامتها ‪.‬‬

‫إن التزامات املرأة يقابلها التزامات عند الزوج ‪ ،‬ويف حاالت قليلة خيتص الرجل بلون من السلطة‬
‫ليس للمرأة(‪ ،)2‬فمثال ؛ للزوج احلق يف تأديب زوجته عند نشوزها أو عصياهنا أمره باملعروف ال يف‬
‫املعصية؛ ألن اهلل عز وجل أمر بتأديبـ النساء باهلجر والضرب عند عدم طاعتهن‪ ،‬فإن حتققت‬
‫الطاعة وجب الكف عن التأديبـ ‪ .‬وذلك يف قول العزيز احلكيم ‪َ  :‬والاليِت خَتَافُو َن نُ ُش َ‬
‫(‪)3‬‬
‫وز ُه َّن‬
‫‪76‬‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.36:‬‬
‫(‪ )2‬محد قطب ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 113‬‬
‫(‪ )3‬الزحيلي ‪ ،‬وهبة بن مصطفى ‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪ ،‬ط‪( ، 4‬دمشق ‪ :‬دار الفكر )‪6854 /9 ،‬‬
‫(‪ )4‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 34 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 129‬‬

‫‪80‬‬
‫وه َّن فَِإ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَال َتْبغُوا َعلَْي ِه َّن َسبِيال إِ َّن اللَّهَ َكا َن‬ ‫فَعِظُوه َّن واهجروه َّن يِف الْمض ِ‬
‫اض ِربُ ُ‬
‫اج ِع َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ ْ ُُ ُ‬
‫َعلِيًّا َكبِ ًريا )‪  . (4‬مث يزعم أعداء الدين أن يف التأديبـ بالضرب إهانة لكربياء املرأة ‪ .‬لقد غفل‬
‫أولئك عن أن كل قانون أو نظام يف الدنيا تلزمه السلطة اليت تؤدب اخلارجني عليه وانتفتـ الفائدة‬
‫املقصودةـ من وجوده ‪.‬والزوجية نظام قائم لصاحل اجملتمع والزوج والزوجة على السواء ينبغي أن‬
‫(‪)5‬‬
‫حيقق أقصى ما ميكن من املصاحل ‪.‬‬

‫فإذا تسببت الزوجة يف ضرر ال ينال الزوج فقط بل يتجاوزه إىل األطفال ‪ ،‬و ال ميكن أن تتدخل‬

‫احملاكم يف اخلالفات يف حوادث احلياة اليومية اليت تتجدد وتنتهي بني فرتة وأخرى فالبد من سلطة‬
‫حملية تقوم بالتأديبـ وهي سلطة الزوج املسؤول عن شؤون البيت ‪.‬فيبدأ التأديب بالوعظ اجلميل‬
‫الذي ال جيرح الكربياءـ وإذا مل تفلح فاهلجر يف املضاجع الذي يعين عدم خضوع الزوج لفتنة زوجه‬
‫ومجاهلا وهذا يطامن كربياء الزوجة اجلاحمة ويردها إىل الصواب فإذا مل تفلح مجيع الوسائل فالزوج‬
‫أمام حالة من اجلموح العنيف ال يصلح هلا إال الضرب بشرط أن ال يقصد إيذاءها بل تأديبها‪ .‬فهو‬
‫سالح احتياطيـ ال يستعمل إال حني ختفق كل الوسائل األخرى ومن جهة أخرى هناك حاالت‬
‫احنراف نفسي ال جتدي معه إال هذه الوسيلة و ال جتوز املبادرة إليه واالبتداء به كما تشري إىل ذلك‬
‫‪77‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اآلية برتتيبهاـ ‪.‬‬

‫أما حني ينشز الزوج فاحلكم خيتلف الختالف الدور الذي ميارسه كل منهما قال اهلل جل وعز ‪:‬‬
‫ص ْل ًحا ۚ‬ ‫‪‬وإِ ِن امرأَةٌ خافَت ِمن بعلِها نُشوزا أَو إِعراضا فَاَل جناح علَي ِهما أَ ْن ي ِ‬
‫صل َحا َبْيَن ُه َما ُ‬
‫َُ َ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ ً ْ َْ ً‬
‫الص ْل ُح َخْيٌر)‪.(2‬‬
‫َو ُّ‬

‫‪ 77‬حممد قطب ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 130 ، 129‬‬


‫(‪ )2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 128 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 131 ، 130‬‬

‫‪81‬‬
‫لكن الشرع مل يلزمها بقبول نشوز الزوج واحتماله فأباح هلا االنفصال حني ال تطيق ‪ ،‬لقد روعي‬
‫يف عالج النشوز فطرة الرجل واملرأةـ كليهما ‪ )3( .‬وليس يف ذلك أدىن هضم حلقوق ا ملرأة أو‬
‫امتهانـ لشخصيتها وانتقاص لكرامتها فاملرأة يف اإلسالم عزيزة مكرمة ودرة مصونة حمرتمة هلا من‬
‫احلقوق واإلكرام ما تغبطها عليه النساء يف اجملتمعات األخرى ‪ ،‬ولو أن النساء املسلمات‬
‫املخدوعات بدعاوى حقوق املرأة وحترير املرأة ‪ ،‬لو أهنن فهمن اإلسالم حقا ما كن أداة حلربه ‪.‬‬
‫ولو وقفن على هدي النيب ‪ -‬الذي يضرب املثل األعلى يف تطبيق شرع اهلل امتثاال ‪ ،‬ويف حتقيق‬
‫مفهوم القوامةـ ‪ -‬ملا حاربن القوامة وملا رفعن شعار املساواة بالرجال ‪ .‬فقد ثبت أنه بعد غزوة‬
‫خيرب(‪ )1‬اصطفى النيب ‪‬صفية بنت حيي بن أخطب ‪ -‬رضي اهلل عنها ‪ -‬زوجا له ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويف طريقه إىل املدينة قال أنس بن مالك ـ ـ رضي اهلل عنه ‪ ...(:-‬فرأيت ‪‬حُيَ ِّوي هَلَا َو َراءَهُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ب)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ض ُع َ ِ ِ‬ ‫بِعباء ٍة‪ ،‬مُثَّ جَي لِ ِ ِ ِ‬
‫س عْن َد بَع ِريه َفيَ َ‬
‫صفيَّةُ ر ْجلَ َها َعلَى ُر ْكبَته َحىَّت َت ْر َك َ‬ ‫ض ُع ُر ْكبَتَهُ‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫ما أعظمه ‪ ،‬رسول رب العاملني وخليله يضع ركبته لزوجه وتضع رجلها على ركبته لرتكب ‪.‬‬
‫صلَّى‬‫ال هَلَا النَّيِب ُّ َ‬
‫ضَرةٌ‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ص ِفيَّةَ ُخ ْ‬
‫وعن عبد اهلل ابن عمر ‪ -‬رضي اهلل عنهما‪ -‬قال ‪َ ( :‬كا َن بِ َعيْيَن ْ َ‬
‫يما َيَرى النَّائِ ِم قَ َمًرا‬ ‫ك؟» َف َقالَت‪ُ :‬ق ْلت لِزو ِجي‪ :‬إِيِّن رأَي ِ‬ ‫ضرةُ بِعيَني ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫تفَ‬ ‫َُْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫اهللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪َ « :‬ما َهذه اخْلُ ْ َ َْ ْ‬
‫ول ِ‬ ‫ت‪ :‬وما َكا َن أَبغَض إِيَلَّ ِمن رس ِ‬ ‫يد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوقَ َع يِف ِح ْج ِري َفلَطَ َميِن ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫َُْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ب؟ قَالَ ْ َ َ‬ ‫ك َيثْ ِر َ‬ ‫ال‪ :‬أَتُِر َ‬
‫ين َمل َ‬
‫ال‪« :‬يَا َ ِ ِ ِ َّ‬ ‫َقتَ َل أَيِب َو َز ْو ِجي‪ ،‬فَ َما َز َال َي ْعتَ ِذ ُر إِيَلَّ َف َق َ‬
‫ب‪َ ،‬و َف َع َل َو َف َع َل»‬ ‫ب َعلَى الْ َعَر َ‬ ‫صفيَّةُ إ َّن أَبَاك أَل َ‬
‫(‪78 )4‬‬
‫ب َذ َاك ِم ْن نَ ْف ِسي‪.‬‬‫َحىَّت ذَ َه َ‬

‫‪ )1(78‬يف احملرم سنة ‪7‬ه ‪،‬غزاها النيب ‪‬ألن حيي بن أخطب ونفر معه من بين النضري كانوا ممن حزب األحزاب على رسول‬
‫اهلل ‪ ، ‬وحرض حيي بن أخطب كعب بن أسد ‪ ،‬سيد بين قريظة على نقض عهده مع رسول اهلل ‪ ‬فنقضه ‪. .‬ملعافري ‪ ،‬عبد‬
‫امللك بن هشام بن أيوب ‪ ،‬السرية النبوية‪،‬ط‪ ، 2‬حتقيق مصطفى السقا ؛ و إبراهيم األبياري ؛ و عبد احلفيظ الشليب ‪( .‬مصر‪:‬‬
‫شركة ومكتبة مصطفىـ البايب احلليب وأوالده ‪1375 ،‬هـ ‪1955 -‬م ) ‪ . 235 ،214 /2 ،‬ابن األثري ‪ ،‬علي بن أيب الكرم‬
‫حممد بن حممد (املتوىف ‪630‬ه) ‪ ،‬الكامل في التاريخ ‪،‬حتقيق ‪ :‬عمر عبد السالم ‪ ،‬ط‪( ، 1‬بريوت ‪ :‬دار الكتاب العريب ‪،‬‬
‫‪1417‬هـ ـ ـ ‪1997‬م) ‪. 96 /2 ،‬‬
‫(‪ )2‬أي جيعل هلا حوية وهي كساء حمشوة تدار حول الراكب ‪،‬فتح الباري البن حجر ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 480 /7 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫إن حقيقة القوامة جمسدة يف هدي النيب ‪ ‬مع أزواجه ‪ -‬أمهات املؤمنني ‪ ،‬رضي اهلل عنهن ‪-‬‬
‫ورعايته وإكرامه هلن وتواضعه وحسن تعامله معهن حسن تعاملهن معه ‪. ‬وبالتايل فإن وجود‬
‫الظواهر السيئة يف اجملتمع من االستبداد بالقوامة ‪ ،‬ال يعين حبال عدم صالحية هذه الدرجة ‪ ،‬بل هو‬
‫ناشئ عن التفريط يف تطبيق ما شرعه اهلل والبعد عن منهج احلق ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حتمل القوامة أخطاء الغالني من أبناء اجملتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫والعدل أال ّ‬
‫ولقد ركز أعداء اإلسالمـ على قضية حقوق املرأة – وهم يعلمون أهنا دعوى باطلة – ألهنم‬
‫يعلمون نتائجها املتعددة‪ ،‬اليت منها‪:‬‬

‫‪ -‬الطعن يف الشريعة ذاهتا؛ ألهنا سبب احتقار املرأة بزعمهم‪.‬‬

‫‪ -‬نشر اإلباحية واالحنالل يف اجملتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬القضاء على األسرة‪ ،‬ومن مث جتهيل النشء بدينه‪ ،‬وتربية أبناء اإلسالمـ كما يشاءون‪.‬‬

‫وقد عقدت األمم املتحدة عدة مؤمترات تعىن باملرأة ‪ ،‬ومنها املؤمتر العاملي الرابع يف بكني بالصني‬
‫عام (‪1995‬م ‪1416/‬هـ) ‪ ،‬دعت فيه إىل مضاعفةـ اجلهود واإلجراءات الرامية إىل حتقيق أهداف‬
‫اسرتاتيجيات مؤمتر نريويب التطلعية للنهوض باملرأة بنهاية القرن احلايل ‪ ،‬ويعترب هذا املؤمتر خمتلفا عن‬
‫املؤمترات األخرى اليت تبنتهاـ األمم املتحدة من حيث أهنا دعت فيه بصراحة ووضوح إىل العديد‬
‫من األمور اليت فيها خمالفة للشريعة اإلسالمية بل فيها خمالفة للفطرة اليت فطر اهلل تعاىل الناس‬
‫عليها ‪ .‬مثل ‪ :‬الدعوة إىل احلرية واملساواةـ مبفهومها املخالف لإلسالم والقضاء التام على أي فوارق‬

‫(‪ )3‬الطرباين ‪،‬سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري (املتوىف ‪360‬ه) ‪ ،‬المعجم الكبير ‪ ،‬ط‪( 2‬القاهرة ‪ :‬مكتبة ابن‬
‫تيمية )‪ ،67 /24 ،‬حديث (‪ ، )177‬قال اهليثمي ‪ :‬ورجاله رجال الصحيح ‪.‬‬
‫(‪ )4‬اهليثمي ‪ ،‬علي بن أيب بكر بن سليمان (املتوىف ‪807‬ه ) ‪،‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪،‬حتقيق ‪:‬ص حممد عبد‬
‫القادر أمحد عطا ‪،‬ط‪(،1‬بريوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪1422،‬ه ـ ـ ‪2001‬م )‪،‬كتاب املناقب ‪ ،‬باب مناقب صفية بنت‬
‫حيي زوج النيب ‪ ، ‬ورضي اهلل عنها ‪.297 /9 ، "15373" ،‬‬

‫‪83‬‬
‫بني الرجل واملرأةـ دون النظر فيما قررته الشرائع السماوية واقتضته الفطرة وحتمته طبيعة املرأة‬
‫وتكوينها ‪ .‬كما أن يف هذا املؤمتر إعالن لإلباحية وسلب حلكم اإلسالمـ على العباد وسلب لوالية‬
‫‪8079‬‬
‫اآلباء على األبناء وقوامة الرجال على النساء ‪.‬‬

‫وأقيم املؤمتر الدويل للسكان والتنمية يف القاهرة يف عام ‪1415‬هـ – ‪1994‬م ‪ ،‬ونوقشت فيه‬
‫قضايا‬

‫مشاهبة ملا سبق من املؤمترات ‪ ،‬وقد أثارت وثيقته ضجة واسعة يف العامل اإلسالميـ وغري اإلسالمي‬
‫بسبب خمالفتها للشرائع السماوية وللفطرة السليمة ‪ .‬ونشروا مسومهم يف اجملتمع‪ ،‬حىت قيل صراحة‪:‬‬
‫إن احلجاب وسيلة إىل نشر الفواحش‪ ،‬وأن التربج دليل على الشرف والرباءة‪،‬ـ ومن مث فال عالقة‬
‫(‪)1‬‬
‫بني الدين واألخالق‪.‬‬

‫إن ما يريده أعداء اإلسالمـ اليوم‪ ،‬هو أن تكونـ املرأة أداة تدمري وإفساد للمجتمع ‪،‬‬

‫ِ‬ ‫يد الَّ ِذين يتَّبِعو َن الشَّهو ِـ ِ‬


‫ات أَ ْن مَت يلُوا َمْياًل َعظ ً‬
‫يما)‪، (2‬‬ ‫ََ‬ ‫فقال اهلل تعاىل عنهم ‪َ  :‬ويُِر ُ َ َ ُ‬
‫‪81‬‬
‫ورأوا أن سبيل حتقيق ذلك أن تتحرر املرأة من القوامةـ والوالية اليت جعلها اهلل للرجل ‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫الكراين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ . 43 ، 42 ، 41‬البوطي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 105‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ )1(81‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 152 ، 151 ، 38‬‬


‫(‪ )2‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪. 36 :‬‬

‫‪84‬‬
‫المبحث الرابع‬

‫آثار مناهضة القوامة ومساواة المرأة بالرجل على المجتمعات‬

‫لقد ساعدت األنظمة والقوانني الدولية على رفع قوامة الرجل عن املرأة وإحالل املساوة بني‬
‫الطرفني مكاهنا بدعوى حترير املرأة (‪ ،)1‬وكان هلذه املساواةـ املزعومة آثارها ونتائجها املفزعة‬
‫املتزايدةـ اليت تقود اجملتمعات إىل الفوضىـ ‪ ،‬بل تقضيـ على اجملتمعات ‪ .‬ومن هذه اآلثار ‪ ،‬ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ارتفاع نسبة الطالق يف كل اجملتمعات مع تفاوهتا يف النسبةـ ‪.‬‬

‫تقول دائرة املعرف الربيطانيةـ ‪ ":‬وقد ارتفعتـ نسبة الطالق بشكل مذهل يف الدول الغربية بسبب‬
‫(‪82 )2‬‬
‫استقاللـ النساء يف اجملال االقتصادي"‪.‬‬

‫‪ ) 1(82‬إن مفهوم حترير املرأة خيتلف املراد به من فكر آلخر ‪ ،‬فالفكر املاركسي يرى حترير املرأة بدخوهلا جمال اإلنتاج‬
‫االجتماعي ‪ ،‬بإحالة اخلدمات املنزلية ـ ـ من أمثال العناية باألطفال إىل اجملتمع ـ ـ ‪،‬ويعد تقسيم العمل بني اجلنسني شرطا مسبقا‬
‫لبلوغ النساء املساواة التامة ‪ .‬أما مفهوم حترير املرأة يف الفكر الليربايل فهو إعطاء املرأة حقوقها السياسية واملعاملة املتساوية مع‬
‫الرجل ‪ .‬المفهوم الماركسي لتحرير المرأة ‪ ،‬عثمان ‪ ،‬تاج السر ‪ ،‬احلوار املتمدن ‪ ،‬العدد‪29/1/2009، 2541 :‬م ‪،‬‬
‫‪. www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=%20161076‬وحترير املرأة يف اجملتمع اإلسالمي هو‬
‫انعكاس مماثل ملا يف الغرب استوردها أتباعهم فجعلوا املفهوم ؛ حترير املرأة من اإلسالم وباألصح جعلها أداة هلدم‬
‫اإلسالم ‪.‬تحرير المرأة ‪ ،‬املقدم ‪،‬حممد إمساعيل ‪( ،‬حماضرة مقروءة )‪ ،‬إسالم ويب ‪، audio.islamweb.net ،‬إن املفهوم‬
‫العام لتلك الدعوات هو حترير املرأة من التنظيمات والضوابط الدينية واعتبارها قيودا رجعية تعرقل طموحات املرأة ‪،‬وكذلك‬

‫‪85‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد وصلت نسبة الطالق إىل درجة خطرية يوضحها اجلدول التايل ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يف الواليات املتحدة‬ ‫يف كندا‬ ‫يف فرنسا‬
‫‪60%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪50%‬‬
‫إن نسبة الطالق يف السويد هي أكرب نسبة يف العامل‪ .‬إذ حتدث حالة طالق واحدة بني كل ست‬
‫أو سبع زجيات‪ ،‬طبقاً لإلحصاءات اليت أعدهتا وزارة الشؤون االجتماعية بالسويد‪ .‬ففي عام‬
‫‪1925‬م حدثت "‪ "26‬حالة طالق بني كل ‪ 100‬ألف من السكان‪ -‬ارتفع هذا الرقم إىل ‪104‬‬
‫ألفا يف عام ‪1952‬م ‪ ،‬مث ارتفع إىل ‪ 114‬ألفا يف عام ‪1954‬م ‪ .‬وسبب ذلك أن ‪ % 30‬من‬
‫(‪83 )5‬‬
‫الزجيات تتم اضطراراً حتت ضغط الظروف‪ ،‬بعد أن حتمل الفتاة‪.‬‬

‫تقول زعيمة (حركة كل نساء العامل) ومقرها يف الواليات املتحدة األمريكية ‪ :‬هناك بعض النساء‬
‫حطمن حياهتن الزوجية عن طريق إصرارهـن على املساواة بالرجل‪ ،‬إن الرجل هو السيد املطاع‪،‬‬

‫القضاء على األسرة بإمهال دور املرأة األم واالهتمام باإلنتاجية على حسبا القيم األخالقية واالجتماعية األساسية كتماسك‬
‫األسرة وضرورة توفري الطمأنينة لألطفال ‪.‬المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية اإلسالمية ‪ ،‬زعفان ‪ ،‬اهليثم ‪( ،‬القاهرة ‪:‬‬
‫مركز الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانية ‪1430 ،‬ه ـ ـ ‪2009‬م )‪ ،‬ص‪.75‬قضية تحرير المرأة بين التحرير والتمركز‬
‫حول األنثى ‪ ،‬املسريي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ )2‬وحيد الدين خان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪ )1(83‬وحيد الدين خان ‪ ،‬املرجع السابق ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقع يف أوروبا الغربية‪ ،‬وهلا عدة مناطق وأقاليم منتشرة يف مجيع أحناء العامل ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )3‬تقع يف القسم الشمايل من قارة أمريكا الشمالية ‪. ar.wikipedia.org/wiki . .‬‬
‫(‪ )4‬معظمها يقع يف وسط أمريكا الشمالية ‪. ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫(‪ )5‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 635 / 2 ،‬‬
‫(‪ )6‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 267‬‬

‫‪86‬‬
‫وجيب على املرأة أن تعيش يف بيت الزوجية‪ ،‬وأن تنسى كل أفكارها حول املساواةـ ‪ .‬مث تتحدث‬
‫هذه الزعيمة عن نفسها فتذكر أهنا كثرياً ما تسببتـ يف إزعاج زوجها بسعيها املتواصل من أجل‬
‫املساواة ‪ ،‬ولكنها اكتشفتـ بعد ذلك أن هذا السعيـ كان السبب الرئيس وراء كل خالفاهتا مع‬
‫زوجها‪ .‬فهي تعرتف بأن املفهومـ السائد يف الغرب حول املساواةـ إمنا هو مفهوم خاطئ يرتتبـ على‬
‫اإلصرار يف املطالبة به تقوي ض احلياة الزوجية؛ ألجل ذلك تطالب هذه املرأة الغربية بنات جنسها‬
‫(‪)6‬‬
‫بتسليم أمر القيادة إىل الرجل‪ ،‬ونسيان كل األفكار حول املساواة‪.‬‬

‫‪ - 2‬العزوف عن الزواج ‪ :‬إن استقالل النساء بشؤوهنن االقتصادية‪ ،‬جعلهن يف غىن عن الرجال‪،‬‬
‫فاملرأة اليت تكسب عيشها بيمينها‪،‬ـ وتقومـ جبميع وظائفهاـ بنفسها‪ ،‬وال حتتاج يف حياهتا اليوميةـ إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫راع يرعاها‪ ،‬أو نصري يعينها‪ ،‬فال حاجة هلا أن تلزم نفسها برجل بعينه إلمخاد نار شهوهتا‪.‬‬

‫وهذا ينذر بتناقص تعداد سكان الدول ‪ ،‬وهو ما حدث ‪ ،‬ففي فرنسا تناقص تعداد السكانـ‬
‫بشكل خطري ‪ ،‬وذلك لأن سهولة تلبية امليل اجلنسي‪ ،‬وفوضى العالقات اجلنسية والتخلص من‬
‫األجنة واملواليد‪،‬ـ ال تدع جماالً لتكوين األسرة‪ ،‬وال الستقرارها وال الحتمال تبعة األطفال الذين‬
‫يولدون من االلتقاء اجلنسي العابر‪ .‬ومن مث يقل الزواج‪ ،‬ويقل التناسل‪ ،‬وتتدحرج فرنسا منحدرة‬
‫(‪)2‬‬
‫إىل اهلاوية‪.‬‬

‫فقد بلغت نسبة الوالدة دون زواج ‪ %40‬من مجلة نسبة مواليد سنة ‪1997‬م ‪ ،‬وأكثر من نصف‬
‫النساء وهي ما نسبته ‪ %53‬يضعن أطفاهلن دون زواج شرعي ‪ ،‬وقد تضاعفت هذه الظاهرة يف‬
‫(‪84 )3‬‬
‫سنة ‪1999‬م مما يهدد بانقراض األسرة الفرنسية ‪.‬‬

‫‪ 84‬العبد الكرمي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 61‬‬


‫(‪ )2‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.633 /2 ،‬‬
‫(‪ )3‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫(‪ )4‬هي إحدى الدول اإلسكندنافية الواقعة يف مشال أوروبا ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬

‫‪87‬‬
‫زار أحد الصحفيني العرب دولة السويد(‪)4‬مث حتدث عن نتائج تلك الزيارة ‪ ،‬حتدث عن «حرية‬
‫احلب يف السويد‪ ،‬وعن الرخاء املادي‪ ،‬والضمانات االجتماعية يف جمتمعها االشرتاكي النموذجي مث‬
‫قال ‪ :‬كل هذه مشجعات على االستقرار يف احلياة‪ ،‬وتكوينـ أسرة‪ ،‬لكن اخلط البياين لعدد سكان‬
‫السويد مييل إىل االنقراض ‪ ،‬رغم وجود الدولة اليت تكفل للفتاة إعانة زواج مث تكفل لطفلها احلياة‬
‫اجملانيةـ حىت يتخرج من اجلامعة‪ . ،‬إن األسرة السويدية يف الطريق إىل عدم إجناب أطفال على‬
‫اإلطالقـ وذلك بسبب االخنفاضـ المستمر يف نسبة املتزوجني‪ .‬وارتفاعـ مستمر يف نسبة عدد‬
‫املواليد غري الشرعيني‪.‬‬

‫مع مالحظة أن ‪ %20‬من البالغني األوالد والبنات ال يتزوجون أبداً‪ .‬فلسان حاهلم يقول مع وجود‬
‫(‪85 )1‬‬
‫السبل امليسرة لقضاء الشهوةـ ملاذا نتحمل تبعة الزواج وبناء األسرة ؟ ‪.‬‬

‫ويف الواليات املتحدة ‪ ،‬صرح مدير مصلحة اإلحصاء األمريكيةـ يف ‪ ١٠‬من سبتمرب ‪١٩٨٢‬م ‪" :،‬‬
‫أنه وفقا ألرقام آخر تعداد فإن ‪ %٥٣‬من سكان سان فرانسيسكوـ غري متزوجني ‪ ،‬وأعرب عن‬
‫اعتقادهـ بأن هذه األرقام ميكن أن تكون مؤشرا على أفول األمنوذج العائلي التقليدي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إن انتشار االحنرافات اجلنسية يؤدي إيل اختفاء نظام األسرة من حميط احلياة رويدا رويدا‪.‬‬

‫الفساد األخالقي واجلرائم ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 634/ 2 ،‬‬ ‫‪85‬‬

‫(‪ )2‬هالل ‪،‬حممد هالل الصادق ‪ ،‬أثر الغزو الفكري على األسرة المسلمة وكيفية مقاومته‪، ،‬رسالة علمية "ماجستري"‬
‫‪( ،‬القاهرة ‪ :‬جامعة األزهر ‪1421 ،‬ه ‪ ٢٠٠٠‬م) ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬
‫(‪ )3‬الكراين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫(‪ )4‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫(‪ )5‬املسريي ‪ ،‬موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ‪. 5/374 ،‬‬

‫‪88‬‬
‫دعوات التحرر املرأةَ إىل التحلل ‪ ،‬وانتزعتها األضواء‪ ،‬واألبواق‪ ،‬والوعود الكاذبة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لقد جرفت‬
‫من بيتها ومملكتها‪ ،‬لتلقي هبا على حافة الطريق‪ ،‬بعد أن شغلت مناصب حساسة مهمة من‬
‫(‪)3‬‬
‫سياسية‪ ،‬وإدارية‪ ،‬واجتماعية ‪.‬‬

‫ولقد أدى خروج املرأة للعمل إىل اختالطها بالرجل ؛ فأوجد هذا االختالط بني اجلنسني اهنيار‬
‫(‪)4‬‬
‫القيم واملبادئ األخالقية بني الطرفني فانتشر الزنا وكثر األوالد غري الشرعيني‪.‬‬

‫يقول صاحب كتاب "اليهود واليهودية"‪:‬ـ انتشر البغاء بني النساء اليهوديات وخصوصا يف منطقة‬
‫(‪)5‬‬
‫االستيطانـ يف الفرتةـ (‪1935 - 1882‬م) ‪.‬‬

‫وقال الطبيب الفرنسي الدكتور "لرييه"‪ :‬إنه ميوت يف فرنسا يف كل سنة‪ 30‬ألف نسمة بالزهري‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وما يتبعه من األمراض الكثرية‪ .‬وهو من أفتك األمراض باألمة الفرنسية‪.‬‬

‫وانتشر االعتداء اجلنسي واالغتصاب ‪،‬حىت يف بالد املسلمني ‪ ،‬فقد أكد املركز القومي للبحوث‬
‫االجتماعية واجلنائيةـ يف مصر (‪ "،)2‬أن هناك ارتفاعا ملحوظا يف معدالت اغتصابـ الفتيات ‪ ،‬ففي‬
‫عام ‪ ١٩٩٠‬م‪ ،‬وقعت ‪ ٣٥‬حالة اغتصاب ‪ ،‬ارتفعتـ إيل ‪ ٤٥‬حالة عام ‪ ١٩٩٨‬م ‪ ،‬وبلغت ‪٧٥‬‬
‫حالة عام ‪ ١٩٩٩‬م ‪".‬والواقع أن هذه اإلحصائيةـ أقل من الواقع بكثري ‪ ،‬إذ ال يبلّغ إال عن أقل‬
‫(‪86 )3‬‬
‫القليل ‪ .‬وقد أدت تلك اإلحصائية إيل إصابة األسر املسلمة بالذعر والقلق على بناهتا ‪.‬‬

‫إن اختالط النساء بالرجال يف العمل جعل املرأة ختسر الرجل الذي حيميها سواء كان أخاً أو‬
‫زوجاً ‪ ،‬و أصبحت معرضة لالعتداء اجلنسي من قِبَل من تعمل عنده‪ ،‬مما أدى إىل امتهاهنا بصورة‬

‫‪ 86‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 633 /2 ،‬‬


‫(‪ )2‬تقع يف الركن الشمايل الشرقي من قارة أفريقيا ‪. ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬
‫(‪ )3‬حممد هالل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 235‬‬
‫(‪ )4‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 61 ، 60‬‬

‫‪89‬‬
‫أكرب‪ ،‬وإذا حصل محل من اغتصاهبا فإما أن جتهضه ابتداءً‪ ،‬أو تضطر عند والدته إىل التخلص منه‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بوضعه على قارعة الطريق‪ ،‬أو تسليمه لدور الرعاية؛ حىت ال يفسد عليها حريتها ‪ -‬املزعومة ‪.-‬‬

‫وقد كتبت إحدى اجملالت األمريكية منذ أكثر من ربع قرن تقول‪" :‬عوامل شيطانية ثالثة حييط‬
‫ثالوثها بدنيانا اليوم ‪:‬‬

‫أوهلا ‪ :‬األدب الفاحش اخلليع ‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬األفالم السينمائيةـ اجلنسية‪.‬‬

‫الثالثـ‪ :‬احنطاط املستوى اخلُلقي يف عامة النساء‪ ،‬الذي يظهر يف مالبسهن‪ ،‬بل يف عريهن‪ .‬وال بد‬
‫أن يكون مآل تلك املفاسد زوال احلضارة النصرانيةـ و فناؤها‪ .‬فإن حنن مل حند من طغياهنا‪ ،‬فال‬
‫جرم أن يأيت تارخينا مشاهباً لتاريخ الرومان‪ ،‬ومن تبعهم من سائر األمم‪ ،‬الذين قد أوردهم هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫االتباعـ لألهواء والشهوات موارد اهللكة والفناء " ‪.‬‬

‫تقول الكاتبة الشهرية ‪ « :‬آين رورد » يف مقالة نشرهتا يف جريدة « االسرتنـ ميل » يف عدد ‪10‬‬
‫وأخف بالءً من انشغاهلن‬
‫ُّ‬ ‫مايو ‪ 1901‬م ‪ « :‬ألن يشتغل بناتنا يف البيوت خوادم أو كاخلوادم خري‬
‫يف املعامل ؛ حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياهتا إىل األبد ‪ ،‬أال ليت بالدنا كبالد‬
‫عار على بالد اإلجنليز أن جتعل بناهتا‬
‫املسلمني ‪ ،‬فيها احلشمة والعفاف والطهارة رداء ‪ ...‬نعم إنه لَ ٌ‬
‫(‪87 )2‬‬
‫مثال للرذائل‪.‬‬

‫‪ 87‬سيد قطب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.636 /2 ،‬‬


‫(‪ )2‬الكراين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 67 ،66‬‬
‫(‪ )3‬حممد هالل ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 258 ،‬‬
‫(‪ )4‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 39 ، 36 ،‬‬

‫‪90‬‬
‫و تسرب هذا الواقع إىل بعض الدول اإلسالميةـ ـ ـ مع الفارق الكبري يف النسبةـ ـ ــ‪ ،‬فانتشرت‬
‫االحنرافات اجلنسية ‪ ،‬وزاد معها عدد األبناء غري الشرعيني ‪ ،‬والدليل علي هذا وجود املالجئ‬
‫املنتشرةـ يف البالد اإلسالميةـ وما تعج به من اللقطاء ‪،‬الذين تنمو عند كثري منهم صفة احلقد‬
‫(‪)3‬‬
‫والشعور بعدم االنتماء جملتمعهم والرغبة يف االنتقامـ ‪ ،‬فينشأ عنها جرائم هتز أركان اجملتمع‪.‬‬

‫‪ - 4‬ضياع األبناء واألسرة ‪:‬‬

‫باسم التحرر واملطالبة حبق العمل ختلت النساء عن وظيفتهن احلقيقية يف البيوت‪ ،‬مما اضطر‬
‫أزواجهن إىل جلب اخلادمات األجنبياتـ لرتبية أوالدهم وتنظيم شؤون بيوهتم ‪،‬فسبب كثرياً من‬
‫الفنت وجلب شروراً عظيمة ‪.‬أدت إىل تفكك األسرة وتشرد األطفال‪ ،‬وتكونتـ منهم عصابات‬
‫(‪)4‬‬
‫جاحنة ترتكب اجلرائم جملرد سد الفراغ أحيانا وأحيانا لتحصيل ما يريدون ‪.‬‬

‫تقول دائرة املعارف الربيطانيةـ ‪" :‬من بني األمراض االجتماعية املذهلة اليت نشأت يف القرن العشرين‬
‫‪ ،‬جرائم األحداث ‪ .‬إهنا ظاهرة عاملية رغم التباين يف نوعية ومعدل هذه اجلرائم من بلد إىل آخر"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعن اجلرائم النسائية تورد صحيفة (نيويورك تاميز) تقريراً صادراً من مكتب التحقيقات الفيدرالية‪،‬ـ‬
‫يشري إىل أن معدل اجلرمية النسائيةـ ‪ ،‬ارتفع ارتفاعاً مذهالً مع منو حركات التحرر النسائية‪ ،‬وتقول‬
‫الصحيفة‪( :‬إن منح املرأة حقوقاً مساوية للرجل يشجعها على ارتكاب نفس اجلرائم اليت يرتكبها‬
‫(‪)2‬‬
‫الرجل‪ ،‬بل إن املرأة اليت تتحرر تصبح أكثر ميالً الرتكاب اجلرمية)‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ - 5‬استخدام العنف ضد النساء ‪:‬‬

‫‪ 88‬وحيد الدين خان ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 64 ،‬‬


‫(‪ )2‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫(‪ )3‬وحيد الدين خان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪91‬‬
‫تقول الكاتبة االسرتالية جريمان غريار معربة عن خماوفها ‪":‬إن احلركة النسائية اجلديدة جنحت يف‬
‫حل بعض املشكالتـ بينما أوجدت لنا مشكالت أخرى جديدة" ومما تقوله ‪":‬إن حوادث تعرض‬
‫النساء للضرب قد تفشت فيما يسمى بالغرب املتحضر ‪ .‬باإلضافة إىل عدم التكافؤـ يف فرص العمل‬
‫واألجور بالنسبة للنساء يف دول كالواليات املتحدة وإجنلرتا ‪ .‬إن ‪ % 25‬من اجلرائم اليت تقع يف‬
‫اجنلرتا هي حوادث عنف ضد النساء ‪ .‬وتتعرض ‪ %15‬من النساء للضرب من قبل أزواجهن‬
‫(‪)3‬‬
‫وعشاقهن يف الواليات املتحدة "‪.‬‬

‫من خالل إشرافها العملي على املالجئ اليت افتتحتها احلركة النسائيةـ ‪ -‬يف فلسطني ‪ -‬إليواء‬
‫النساء الالئي يهربن من اعتداء األزواج عليهن بالعنف البدين قامت األخصائية االجتماعية "بربارة‬
‫سبري سقى " ببحث أثبتتـ فيه أن العنف ضد النساء اليهوديات وتعرض النساء للضرب من قبل‬
‫األزواج ظاهرة عامة يف األرض احملتلة ال تنحصر على طائفة بعينها ‪ .‬وذكرت أن الذي كشف‬
‫هذه الظاهرة االجتماعية للجمهور هو افتتاح أول ملجأ للنساء الالئيـ يتعرضن للضرب وكان‬
‫‪89‬‬
‫ذلك يف حيفا ‪1977‬م ‪.‬‬

‫وقد أثبت حتقيق جلنة الداخلية التابعةـ للكنيستـ أن ‪ % 55‬من جمموع (‪ )1500‬امرأة ممن توجهن‬
‫سنة ‪1976 - 1975‬م إىل تلك الفروع أثبنت أهنن تعرضن للضرب ‪ .‬وتوصلت اللجنة إىل‬
‫افرتاضـ أن حوايل من ‪ 5‬إىل ‪ %10‬من جمموع النساء اليهوديات املتزوجات يف فلسطني يتعرضن‬
‫للضرب ‪ .‬فالعنف ظاهرة اجتماعية مشرتكة بني خمتلف الثقافات والقوميات فهناك مالجئ للنساء‬
‫‪ 89‬دولة يف مشال غرب أوروبا‪ ،‬تعترب جزء من الدول األربع املكونة اململكة املتحدة‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )2‬تتكون رمسياً من جزء أورويب يضم اثنيت عشر مقاطعةـ وتقع مشال غرب أوروبا ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )3‬تقع يف نصف الكرة اجلنويب جنوب شرق آسيا ‪،‬غرب احمليط اهلادي ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )4‬تقع يف أوروبا الغربية ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )5‬بلد تقع يف جنوب آسيا‪ .‬سابع أكرب بلد من حيث املساحة اجلغرافية ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )6‬بلد يف شرق آسيا‪ ،‬تقع بني احمليط اهلادئ وحبر اليابان ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )7‬هي مجهورية فيدرالية يف وسط أوروبا ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )8‬أبو اجملد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 161 ، 160‬‬

‫‪92‬‬
‫(‬
‫الالئيـ يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن يف أمريكا وكندا واسكتلندا (‪)1‬وفرنسا وإجنلرتا وهولندا‬
‫(‪)8( )7‬‬
‫‪ )2‬وأسرتالياـ(‪ )3‬وبلجيكا(‪ )4‬واهلند(‪ )5‬واليابانـ(‪ )6‬وسويسرا ‪.‬‬

‫‪ - 6‬أصيبت املرأة باألمراض النفسية والعصبية ‪،‬كما فقدت اهلدوء يف حياهتا‪ ،‬واالستقرارـ يف بيت‬
‫خاص هبا‪ .‬فهي يف كل ليلة يف بيت صاحب هلا ؛ لقضاء شهوهتا معه‪ ،‬مث ترجع آخر الليل إىل‬
‫غرفتها وحيدة خائفة ‪.‬‬

‫وهكذا خسرت األمانـ والعطف‪ ،‬والراحة واالستقرار واألنس‪،‬ـ بل فقدت السعادة كلها‪.‬‬

‫وإذا صارت عجوزاً اضطرت إىل اللجوء إىل مأوى العجزة‪ ،‬بعد أن يشرتط عليها مدير املأوى‬
‫تنازهلا عن ممتلكاهتا وأمواهلا‪ ،‬فتبقى فيه إىل أن تنتهي حياهتا فيه‪ ،‬دون أن يعلم أحد من أهلها مبوهتا‪،‬‬
‫مث تدفن يف مكان قد ال يعلم به إال حارس املدفن‪ .‬وهكذا تعيش يف بؤس وشقاء‪ ،‬ومتوت يف بؤس‬
‫‪90‬‬
‫وجفاء ‪ ،‬تعيش حاضراً ال طعم له‪ ،‬ومستقبالًـ غامضاً‪ ،‬تلقي بنفسها بني فكيه ‪ ،‬وحيدة منبوذة ‪.‬‬

‫وهناكـ صرخات نسائية يف الغرب تنادي بإيقاف طوفان احلرية واالحنالل‪ ،‬الذي جرف يف طريقه‬
‫املرأة الغربية‪ ،‬وجرف معها القيم واألخالق‪ ،‬والراحة واهلدوء‪ ،‬؛ فضاعت األسرة‪ ،‬وضاع معها‬
‫(‪)1‬‬
‫األمن واالستقرار‪.‬‬

‫وتكشف اإلحصائيات عن الوضع املهني الذي تواجهه املرأة األمريكيةـ أكثر من أي وقت مضى ‪.‬‬
‫فحوادث انتحار النساء يف تزايد مستمر ‪ ،‬بينما الرجال كانوا أكثر إقباال على االنتحار يف‬
‫املاضي ‪ .‬إال أن الوضع قد انقلب اآلن ‪ .‬فعلى سبيل املثال كانت نسبة االنتحار بني النساء يف لوس‬
‫أجنلوس تصل إىل ‪ %35‬حىت سنة ‪1960‬م ‪ ،‬ويف عام ‪1971‬م ارتفعتـ هذه النسبة إىل ‪.%45‬‬

‫‪ 90‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 83 ، 81 ، 61‬‬


‫(‪ )2‬هي جامعة حبثية أمريكية عامة مقرها مدينة ماديسون بوالية ويسكونسن‪ ،‬وهي أقدم وأكرب جامعة يف ويسكونسن ‪،‬‬
‫من اجلامعات املؤسسة لرابطة اجلامعات األمريكية ‪. ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫(‪ )3‬وحيد خان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 82 ، 81‬‬

‫‪93‬‬
‫وتشري دراسة أعدهتا جامعة ويسكونسني (‪)2‬إىل أن نساء يعانني من اضطراب نفسي أكثر من‬
‫الرجال ‪ ،‬ويتذمرن لعدم قدرهتن على مواجهة املصاعبـ ‪ ،‬وقد اتضح هذا من دراسة حاالت‬
‫(‪)2‬‬
‫املرضى الذين يرتددون على عيادات العالج النفسيـ ‪.‬‬

‫قال الكاتب األمريكيـ "جاري لنر" ‪... " :‬كانت الضربة القاصمة للبيت حقيقة أكثر من املتوقع‬
‫حيث تفتت األسرة وفشلت الزجيات سريعا وارتفعت معدالت الطالق بسرعة رهيبة ـ ومنذ عام‬
‫‪1920‬م وحنن نثبتـ أن نظرية مساواةـ اجلنسني ليست أكثر من ضالل مدمر وهدام ؛ ولكن‬
‫اإلدراك جاء بعد فوات األوانـ ‪.‬‬

‫ويأيت بعد هذا من أبناء املسلمني من يطالب بتحرير املرأة وإعطائها حقوقها‪ ،‬متناسني أن احلقوق‬
‫عند املسلمني مل يقررها الرجل وال املرأة وإمنا قررها اهلل اللطيف اخلبري ‪ ،‬فإن وجد بني املسلمني‬
‫حيف يف احلقوق من طرف جتاه آخر فهو نتيجة الحنراف املسلمني عن دينهم وجهلهم بأحكامه ‪،‬‬
‫وضعف إمياهنم برهبم أو بسبب حتكيم القوانني الوضعية فيهم أو حتكيم األعراف والتقاليد واملخالفة‬
‫للشرع يف أحواهلم وأمورهم ومنازعاهتم ‪ )1( .‬لقد أدرك العقالء من الغرب والشرق أن دعوى‬
‫‪91‬‬
‫مساواة املرأة بالرجل ونبذ القوامةـ دعوى باطلة مهلكة ‪.‬‬

‫فقد ألفت اليهودية "بيت فريدان "كتاب "السر األنثوي" وكان مبنزلة املرجع للعديد من األفكار‬
‫بشأنـ حركة التمركز حول األنثىـ لفرتة طويلة‪ ،‬إال أهنا عادت يف عام ‪1981‬م و نشرت كتاب‬
‫الطور الثاين الذي غريت فيه كثرياً من آرائها وهامجت فيه كثرياً من أفكار التمركز حول األنثى‬
‫وانتقدت مفهوم املساواة املطلقة بني الرجل واملرأة ودعت إىل عدم حرمان املرأة من خصوصيتها‬
‫كامرأة ‪،‬‬

‫‪ 91‬األمحد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 46 ، 42‬‬


‫(‪ )2‬املسريي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 751 /5 ،‬‬
‫(‪ )3‬العبد الكرمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬

‫‪94‬‬
‫وأكدت أمهية دعم دور املرأة كأم وزوجة وتأكيد حقها يف احلرية واالختيار يف إطار احلفاظ على‬
‫(‪)2‬‬
‫مؤسسة األسرة ‪.‬‬

‫وهذه زوجة رئيس جنوب إفريقيا السابق(ماري دي كلريك)‪ -‬كما نقلت ذلك وكالة رويرت‬
‫لألنباء ‪ -‬تقول‪ " :‬إن املرأة مل يعد هلا أمهية يف ظل احلرية الزائفة ‪ ،‬اليت قضت على كياهنا‬
‫وشخصيتها ‪ ،‬وجعلتها عرضة لالستغالل البشع من أصحاب العواطفـ املنحرفة من الرجال ‪.‬‬

‫مث تقول‪ :‬إن املكان الطبيعيـ للمرأة هو البيت‪ ،‬الذي فيه تُ َك َّون األسرة‪ ،‬وترعى فيه األم األبناء‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أجيال املستقبل‪،‬ـ وأمل األمة يف غدها املنشود"‪.‬‬

‫و ليست املرأة وحدها اليت تضررت من دعوى املساواة بالرجل ولكن اشرتك يف هذا الضرر‬
‫‪92‬‬
‫اجملتمعات اإلنسانيةـ بأكملها ‪.‬‬

‫لقد اندفعت املرأة املسلمة تطالب حبريتها املزعومة ‪ ،‬مقلدة و متأثرةـ بالثقافة الغربية ‪ ،‬حىت وصلت‬
‫إىل ما يسيئ إىل احلرية ‪ .‬ففي ظل هذه احلرية الزائفة حتررت املرأة من اآلداب واألخالق والضوابط‬
‫الشرعية ‪ ،‬فداست أهم واجباهتا كزوجة خملصة‪ ،‬وأم مربية ‪ ،‬مما زاد حياهتا تعقيداـ ‪ ،‬وزادت‬
‫(‪)1‬‬
‫املشكالتـ واألمراض النفسية اليت أدت إىل تدمري كثري من البيوتـ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫عاشور ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 273‬‬
‫(‪ )1964 -1889( )2‬أديب و مفكر و صحفي و شاعر مصري‪ .‬وعضو سابق يف جملس النواب املصــري‪ ،‬ناصــب أمـري‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعراء أمحد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوقي العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء خلالف نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب بينهم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ‪ .‬ويكيبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ املوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة احلرة ‪،‬‬
‫العقاد ؟ ترجمة أخ رى ‪ ،‬موقـ ــع صـ ــيد‬ ‫‪.ar.wikipedia.org/wiki‬القصـ ــاص ‪ ،‬حممـ ــد جالل ‪ ،‬من هو عب اس َّ‬
‫الفوائد ‪www.saaid.net/Doat/alkassas/123.htm ،‬‬
‫(‪ )3‬الكراين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 71‬‬
‫(‪ )4‬أحد أبرز العلماء السنة يف العصر احلديث‪ ،‬ورئيس االحتاد العاملي لعلماء املسلمني ‪ ،‬توىل تأسيس وعمادة كلية‬
‫الشريعة والدراسات اإلسالمية جبامعة قطر وظل عميداً هلا إىل هناية ‪ ،1990‬كما أصبح مديراً ملركز حبوث السنة‬
‫والسرية النبوية جبامعة قطر واليزال قائماً بإدارته ‪ .‬ويكيبيديا ـ ـ املوسوعة احلرة ‪.ar.wikipedia.org/wiki ،‬‬
‫(‪ )5‬الكراين ‪ ،‬املرجع السا بق ‪ ،‬ص‪. 73‬‬

‫‪95‬‬
‫يقول عباس حممود العقاد (‪ ":)2‬إن يكن هلذا العامل خري أُريد به فسيأيت األوان املقدور ‪ ،‬تسمع فيه‬
‫املرة حقُّها‬
‫ولكن يف هذه َّ‬
‫حبق جديد تستحقُّه بكل جهد جهيد ‪ْ .‬‬
‫املطالبات حبقوق املرأة ‪ ،‬مطالبات ٍّ‬
‫حق‬
‫حق الرجولة املدَّعاةـ ‪ ،‬وال َّ‬
‫حق األمومة واألنوثةـ ‪ ،‬ال َّ‬
‫اخلالد الذي ال ينازعها فيه منازع ‪ُّ ،‬‬
‫السباق إىل ميادين الصراع ‪ ،‬وسالم يومئذ يف العامل الصغري عامل البيت واألسرة ‪ ،‬وسالم يف العامل‬
‫(‪)3‬‬
‫الكبري"ـ‪.‬‬

‫متضادان وال متنافسان ‪ ،‬وإن فكرة‬


‫َّ‬ ‫و يقول يوسف القرضاوي (‪ ":)4‬إن املرأة والرجل متكامالنـ ال‬
‫وجد ُّ‬
‫قط يف العامل اإلسالميـ واليف التاريخ اإلسالمي وال يف الفكر‬ ‫والتضاد هذه مل تُ َ‬
‫ِّ‬ ‫التنافس‬
‫(‪)5‬‬
‫اإلسالمي ‪ ، ...‬إمنا هي وليدة التقليد للحضارة الغربية والتأثُّر بالفكر الغريب" ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات‪ ،‬والصالةـ والسالمـ على من أخرجنا اهلل به من الظلمات ‪،‬‬
‫حممد ‪ ‬وعلى أله وصحبه الفائزين باجلنات ومن تبعهم بإحسان مشتغال بالطاعات ‪.‬‬

‫وبعد ‪....‬‬

‫يف ختام البحث بعونـ اهلل جل وعال يتم عرض النقاط التالية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬خالصة البحث ‪:‬‬

‫‪ ‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اليهودية ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬مفهوم القوامةـ و األصل فيها ‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫القوامةـ يف اليهودية تعين تسلط الرجل واستعالئه الذي يصل إىل حد استعباد املرأة وجعلها منفذا‬
‫ملشيئتهـ وإرادته ‪ ،‬سواء كان على خطأ أم كان على صواب وقد وردت نصوصـ تدل على تقرير‬
‫القوامةـ للرجل ‪ ،‬ذكرت يف موضعها ‪.‬‬

‫ب ـ ـ أسباب القوامة ‪:‬‬

‫للقوامة يف اليهوديةـ أربعة أسباب وهي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن املرأة ما خلقت إال ملؤانسةـ الرجل ومساعدته وإعانته‪.‬ـ‬

‫‪ - 2‬خلق املرأة من ضلع آدم (عليه السالم) ليكونـ هو أصلها ‪.‬‬

‫‪ - 3‬معصية املرأة للرب وأكلها من الشجرة احملرمة مث إغواؤهاـ الرجل ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تفضيل الرجل على املرأة‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة ‪:‬‬

‫إن القوامةـ يف اليهودية تقتضيـ أمورا عديدة تعين يف مجلتها أن املرأة ملك لزوجها يفعل هبا ما‬
‫يشاء هي وما متلكه واليت كان من آثارها حرمان املرأة من تعلم التوراةـ ومل يتعلم منهن إال‬
‫القليل ‪،‬وتسمى على اسم عائلة زوجها ‪ ،‬وعدت ضمن إرث زوجها املتوىف وجترب على الزواج من‬
‫أخيه إن مل يرزق مبولود‬

‫‪ ‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في النصرانية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬مفهوم القوامة واألصل فيها ‪:‬‬

‫تعين القوامةـ يف النصرانية سيادة الرجل وتسلطه على املرأة وخضوعها له كما للرب ‪.‬وقد وردت‬
‫نصوصـ عديدة يف تقرير القوامةـ للرجل ذكرت يف موضعها ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ب ‪ -‬أسباب القوامةـ ‪:‬‬

‫للقوامة يف النصرانية أربعة أسباب وهي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬آدم خلق أوال‪.‬‬

‫‪-2‬املرأة خلقت من أجل الرجل ‪.‬‬

‫‪ - 3‬الرجل رأس املرأة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬املرأة أغُويت وآدم مل يُغو ‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة ‪:‬‬

‫تقتضيـ القوامةـ كما ورد يف بعض النصوص على أن يراعي الزوج زوجته بكل فطنة ورفق‬
‫ويضحي ألجلها كما أحب املسيح الكنيسةـ وبذل نفسه ألجلها ‪ ،‬ويف املقابل كان للزوج بيع‬
‫زوجته ‪ ،‬وأبطل يف أواخر القرن الثامن عشر امليالدي ‪ ،‬فكان من آثار هذه القوامةـ إلزام املرأة‬
‫بالطاعة املطلقة للزوج واخلضوع له خضوع تقديس ومنعت من اإلدالء بشهادهتا يف احملاكم ‪،‬‬
‫وعقوبةـ اإلساءة إليها نصف عقوبة اإلساءة إىل الرجل واعتبارهاـ منبع الشر وأساس اخلطيئة ‪.‬‬

‫‪ ‬قوامة الرجل وأثرها على المرأة في اإلسالم ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬مفهوم القوامة واألصل فيها ‪:‬‬

‫القوامةـ يف اإلسالمـ تعين رعاية الزوج لزوجته وقيامه على شأهنا ومؤدهبا إذا اعوجت ‪ ،‬وحسن‬
‫سياسة الرجل لألسرة ‪ ،‬ووردت نصوص من الكتاب والسنة تقرر للزوج هذا احلق‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ - 2‬أسباب القوامة ‪:‬‬

‫للقوامة يف اإلسالمـ سببان ‪ :‬أوهلما ‪ :‬تفضيل اهلل الرجال على النساء مبا هيأهم به من خصائص‬
‫تتناسبـ درجة القوامة ‪ .‬وثاين السببني ‪ :‬أن الرجال هم املكلفون دون النساء باإلنفاق وأداء املهر ‪.‬‬

‫‪ - 3‬مقتضى القوامةـ وأثرها على املرأة ‪:‬‬

‫تقتضيـ القوامةـ تأمني الزوج أمور املرأة من جانب القوت ‪ ،‬والكسوةـ وسائر الضروريات والدفاع‬
‫عنها ومحايتها ورعايتها وكان من آثار هذه القوامةـ أمور عديدة أبرزها إكرام املرأة واستقرارها‬
‫وأداء حقوقها‪.‬‬

‫‪ ‬مناهضة القوامة في المجتمعات وآثار المناهضة ‪.‬‬


‫ن ــاهض اجملتم ــع اليه ــودي القوامـ ـةـ لس ــوء وض ــع املرأة ح ــىت س ــلبت شخص ــيتها وكرامته ــا‬ ‫‪-1‬‬
‫وحقوقهــا و بــدأت حركــة حتريــر املرأة نشــاطها عــام ‪ 1974‬م ‪ ،‬حبملــة ملطالبــة احلكومــة‬
‫بمناقش ــة مش ــكلة ال ــدعارة ال ــيت اعتربهتا احلرك ــة النس ــائيةـ تلخيص ــا لظ ــاهرة اض ــطهاد املرأة‬
‫وتسلط الرجل عليها ‪.‬‬
‫نــاهض اجملتمــع النصــراين القوامـةـ كنتيجــة من نتــائج الثــورة الفرنســية على رجــال الكنيسـةـ‬ ‫‪-2‬‬
‫وظلمهم ‪ ،‬الــيت أف ــرزت رفضــا للــدين بأكمل ــه ال رفض م ــا أدخلــه رجــال الكنيس ـةـ فيــه ‪،‬‬
‫ومتثل هذا الرفض يف العلمانية الغربية اليت تعين فصل الدين عن احلياة والــيت رفعت شــعار‬
‫املس ــاوة بني أف ــراد اجملتم ــع ‪ ،‬إىل ان رفعت ش ــعار املس ــاواة بني املرأة والرج ــل إم ــا لغ ــرض‬
‫زيادة اإلنتاج حني خروج املرأة للعمل أو لرفع تسلط الرجل على املرأة املســتلزم للطاعــة‬
‫املطلقة‪.‬‬
‫أمــا اجملتمــع اإلســالميـ فنــاهض القوامــة لبعــده عن دينــه الــذي أدى للمخالفــات الشــرعية‬ ‫‪-3‬‬
‫والظلم يف اســتعمال القوامــة وســوء فهمهــا و كــذلك بســبب التــأثر بالثقافــة الغربيــة فــآتى‬
‫الغـ ــزو الفكـ ــري مثاره يف اجملتمـ ــع املسـ ــلم من خالل وسـ ــائل اإلعالمـ واملؤمترات ال ــيت تث ــري‬
‫الش ــبهات وت ــربز أخط ــاء اجملتم ــع على أهنا تع ــاليم ال ــدين اإلس ــالمي وق ــد ك ــان للمبتع ــثني‬

‫‪99‬‬
‫العائدين دور يف إجناح هذا التخطيط ‪.‬‬
‫من آثار مساواة املرأة بالرجل ورفض القوامـة انتشـار اجلرائم األخالقيـة والعنـف األسـري‬ ‫‪-4‬‬
‫وارتفاع نسب الطالق‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أهم النتائج ‪:‬‬

‫‪ -‬قوامة الرجل مقررة يف األديان الثالثة ‪ ،‬مع اختالف مفهومها يف اإلسالم عن اليهودية‬
‫والنصرانية ‪.‬‬
‫وافق اإلسالم اليهودية والنصرانيةـ يف أن تفضيل جنس الرجال على جنس النساء من‬ ‫‪-‬‬

‫أسباب القوامةـ ‪ ،‬وخالفهما يف القول بأن معصيةـ حواء وإغوائها آدم سبب لقوامتهـ عليها‬
‫‪،‬بل بني اإلسالم أهنما وقعا يف اخلطيئة بتزيني الشيطان ومحّلهما املسؤولية معا مث تاب اهلل‬
‫عليهما ‪ ،‬و ال يتوارث ذريتهما اخلطيئة وبذا قرر اإلسالمـ مبدأ عظيما وهو مبدأ العدل‬
‫واإلنصاف ‪ ،‬وقد ورد يف عدة مواضع من القرآن منها قوله تعاىل يف سورة األنعام‪ :‬و اَل‬
‫ى‪ ...‬اآلية ‪.164 :‬‬ ‫تَ ِز ُر َوا ِز َرةٌ ِو ْز َر أ ْ‬
‫ُخَر ٰ‬
‫‪ -‬القوامةـ يف اليهودية والنصرانية مرتبطة بعقيدةـ حتميل حواء مسؤولية املعصيةـ األوىل دون آدم‬
‫عليه السالم ‪ ،‬أما القوامة يف اإلسالم فهي حكم تشريعي من أحكام الشريعة اإلسالميةـ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اآلثار اخلطرية الناشئة عن مناهضةـ اجملتمعات للقوامة ‪ ،‬بل وإحالل مساواة املرأة بالرجل‬
‫حملها لتدل وباعرتاف عقالء الغرب والشرق على أن سقوط القوامة يعين سقوط املرأة‬
‫وضياع كرامتهاـ ‪.‬‬
‫‪ -‬إن شقاء املرأة يف اجملتمعات هو بسبب اخلروج عن املعىن واملفهومـ الصحيح للقوامة الذي‬
‫قرره اهلل جل يف عالهـ ‪.‬‬
‫‪ -‬أن القوامةـ تكليف للرجل وتشريف وتكرمي للمرأة بل وحفاظ على سالمة اجملتمعات من‬
‫األمراض واملشكالتـ املهلكة وحفاظ على كيان األسرة اليت يستظل أفرادها يف ظلها‬
‫الوارف يف جو من األمان واالستقرار والود‪ .‬وهي القوامة اليت قررها اإلسالمـ ‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬إن صالح العقيدة يقود إىل حتكيم شرع اهلل يف شؤون احلياة وبالتايل يصلح اجملتمع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التوصيات ‪:‬‬

‫يف آخر سطور البحث أدون ما بدا يل أن أتواصىـ به وإخويت ‪:‬‬

‫‪ -‬اعتناءـ الباحثني يف الدراسات العليا بشروحات الكتاب املقدس ‪،‬مجعا ونقدا‪ ،‬حىت ميكن‬
‫االستفادةـ منها كمراجع موثوقة‪.‬‬
‫‪ -‬على املؤهلني املتمكنني من اللغة العربيةـ ترمجة شروح علماء اليهود للتوراةـ ‪ ،‬وغريها من‬
‫كتب اليهود ‪ ،‬وذلك لشحها يف املكتبات مع شدة احلاجة إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بدراسة الشبهات اليت قد تثار من خالل ظاهر بعض األحاديث النبوية ‪،‬حنو‬
‫حديث ‪( :‬لوال حواء مل ختن أنثى زوجها) ‪ ،‬فيظن فيها اهتام املرأة ‪ ،‬أو إذالهلا ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مواقع للبحث العلمي تعىن بتوفري ومتابعة البحوث والكتبـ املميزة اليت تعاجل قضايا‬
‫املرأة ومشكالهتا يشرف عليها ويشارك فيها متخصصات ومتخصصونـ بأعلى الكفاءات‬
‫وتكونـ بلغات خمتلفة ‪ ،‬وتوفر بصيغة ‪ ،Pdf‬وتقوم تلك املواقع بأنشطة خمتلفة كإنشاء‬
‫مكتبةـ مرئية ومسعية لندوات وحوارات تثري املوقع ‪ ،‬ومسابقات ثقافية هتدف إىل إبراز‬
‫احلقائق باللغات احلية‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة مراكز بإمكاناتـ جيدة خمتصة بالبحوث العلمية لدعم الباحثني بكل ما يلزم‬
‫إلجنازها ‪ ،‬فتسهم يف التعريف باإلسالم عقيدة وتشريعا وبيان باطل األديان األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مراكز خاصة برتمجة الكتب والبحوث اليت تسهم بصورة فعالة يف إتاحة الفرصة‬
‫ملثقفيـ العامل للوقوف على أحكام الشريعة اإلسالمية وخاصة ما يتعلق منها بشؤونـ األسرة‬
‫وحقوق الزوجني ‪ ،‬والرد على توصيات ونتائج املؤمترات الدولية املتعلقة باملرأة‪.‬‬
‫ب ُج َفاءً َوأ ََّما َما‬
‫الزبَ ُد َفيَ ْذ َه ُ‬
‫وأخريا ‪ ،‬يقول اهلل جل وعال يف كتابه الكرمي يف سورة الرعد ‪ :‬فَأ ََّما َّ‬
‫ث يِف اأْل َْر ِ‬
‫ض‪. ‬‬ ‫َّاس َفيَ ْم ُك ُ‬
‫َيْن َف ُع الن َ‬

‫‪101‬‬
‫هذا جهد رجوت به ما عند اهلل وأن أنصر ديين ولو بكلمة وأسأل اهلل قبول العمل على ما فيه من‬
‫قصور إنه غفور شكور ‪.‬‬
‫وآخر دعوانا احلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬

‫ملحق‬

‫جدول ‪ :‬خالصة البحث‬

‫يف اإلسالم‬ ‫يف النصرانية‬ ‫يف اليهودية‬ ‫القوامة‬


‫رعاية الرجل للحياة‬ ‫السيادة والتسلط من قبل‬ ‫سيادة الرجل على املرأة‬ ‫مفهومها‬
‫الزوجية بالقيامـ على شؤون‬ ‫الرجل وخضوع املرأة له ‪.‬‬ ‫وتسلطه عليها‪ ،‬وبالتايل‬
‫الزوجة واحملافظة عليها‬ ‫خضوع املرأة ألمره وطاعتهاـ له‬
‫وتأديبها إذا اعوجتـ ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ليكون للبيت رأس واحد‪.‬‬
‫وحسن سياسة األسرة‪.‬‬
‫نصوص متعددة مت إيرادها يف مت إيراد نصوص عديدة من‬ ‫مت إيراد نصوص متعددة يف‬ ‫األصل‬

‫‪102‬‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬وقد ورد‬ ‫حملها ‪،‬ومنها ما ورد يف رسالة‬ ‫حملها أوهلا ما ورد سفر التكوين‬ ‫فيها‬
‫النص على قوامة الرجال‬ ‫بولس ألهل أفسس يف‬ ‫اإلصحاح الثالث يف قصة‬
‫يف اآلية ‪ 34‬من سورة‬ ‫اإلصحاح اخلامس ‪22( :‬أَيُّ َها‬ ‫اخلطيئة بالنص على سيادة آدم‬
‫النساء حيث قال اهلل تعاىل‬ ‫ض ْع َن لِ ِر َجالِ ُك َّن َك َما‬
‫اخ َ‬
‫ِّساءُ ْ‬ ‫الن َ‬ ‫على حواء يف حديث الرب عن‬
‫ال َق َّو ُامو َـن َعلَى‬ ‫الر َج ُ‬‫‪ِّ  :‬‬ ‫الر ُج َل ُه َو‬
‫َن َّ‬ ‫ب‪23 ،‬أل َّ‬ ‫لِ َّلر ِّ‬ ‫جزاء اخلطيئة اليت وقعت فيها‬
‫الن ِ مِب‬ ‫س الْ َم ْرأ َِة ‪.)...‬‬ ‫حواء ‪:‬حيث قال هلا ‪( :‬تَكْثِ ًريا‬
‫َّل اللَّهُ‬
‫ِّساء َا فَض َ‬ ‫َ‬ ‫َرأْ ُ‬
‫ض َومِبَا‬ ‫ض ُه ْم َعلَ ٰى َب ْع ٍ‬ ‫َب ْع َ‬ ‫أُ َكثِّر أَْتعاب حبلِ ِ‬
‫ك‪ ،‬بِالْ َو َج ِع‬ ‫ُ َ َ ََ‬
‫أَْن َف ُقواـ ِم ْن أ َْم َواهِلِ ْم‪.‬‬ ‫ك‬ ‫تَلِ ِدين أَوالَ ًدا‪ .‬وإِىَل رجلِ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ ْ‬
‫ود‬ ‫ي ُكو ُن ا ْشتِياقُ ِ‬
‫ك َو ُه َو يَ ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك)‪.‬‬ ‫َعلَي ِ‬
‫ْ‬
‫‪ 1‬ـ ـ وهيب (تفضيل اهلل‬ ‫‪ 1‬ـ ـ أن آدم خلق أوال‪.‬‬ ‫ذكرت األسباب بأدلتها يف‬ ‫أسباهبا‬
‫للرجل على املرأة)‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ـ املرأة خلقت من أجل‬ ‫موضعها ويتم تعدادها هنا ‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ كسيب (إنفاق الرجل‬ ‫الرجل ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ أن املرأة ما خلقت إال‬
‫من ماله) ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ ـ الرجل رأس املرأة ‪.‬‬ ‫ملؤانسة الرجل ومساعدته‬
‫‪ 4‬ـ ـ املرأة أغويتـ وآدم مل يغو‬ ‫وإعانته‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ـ خلق املرأة من ضلع آدم‬
‫(عليه السالم) ليكونـ هو‬
‫أصلها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ معصية املرأة للرب وأكلها‬
‫من الشجرة احملرمة مث إغواؤهاـ‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ تفضيل الرجل على املرأة ‪.‬‬

‫إن مقتضيات القوامةـ يف‬ ‫‪ 1‬ـ ـ كان الرجل يدفع مثن املرأة ‪ 1‬ـ ـ تقتضيـ القوامة يف‬ ‫مقتضاها‬
‫اإلسالمـ تتمثل فيما يقوم به‬ ‫اليت يشرتيها إىل أبيها ‪ ،‬فتصبح النصرانيةـ أن تكونـ املرأة‬

‫‪103‬‬
‫الرجل للمرأة من جانب‬ ‫مملوكة لزوجها‪ .‬فقد كان‬ ‫ملكا له كأي متاع ميلكه ‪.‬‬
‫القانون الربيطاين يبيح للرجل توفري القوت ‪ ،‬والكسوة‬ ‫وكان االسم الذي يطلقه‬
‫أن يبيع زوجته ‪ ،‬وقد بيعت وسائر الضروريات‬ ‫العربانيون على الزوجة وهو‬
‫امرأة يف أسواق إنكلرتا عام والدفاع عنها ومحايتها‬ ‫"بولة" يعين "اململوكة" ‪.‬‬
‫‪ 1790‬م بشلنني ألهنا أثقلت ورعايتها ‪ ،‬فالرجل بذلك‬ ‫‪ 2‬ـ ـ للرجل أن يلغي نذور‬
‫قائم أو قوام على املرأة‬ ‫زوجته اليت تنذرها للرب شرط بتكاليف معيشتها على‬
‫بصنوف الرعاية واحلماية‬ ‫أن يكون فور مساعه ‪ 3‬ـ ـ مجيع الكنيسة اليت كانت تؤويها‬
‫‪.‬ومل يلغ هذا القانون إال يف واملدافعةـ ‪.‬‬ ‫ما متلكه املرأة من مال و ما‬
‫تعثر عليه من لقطة وما تكسبه عام ‪ 1805‬م ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ أقر القانونـ الكنسي بأن‬ ‫من كدها ملك للرجل ‪.‬‬
‫للزوج احلق يف اإلشراف ‪،‬‬ ‫‪ 4‬ـ ـ يفعل الزوج بالزوجة ما‬
‫يشاء ‪ ،‬وتلزم الزوجة بالطاعة والنيابة القانونية عن الزوجة ‪،‬‬
‫يف إدارة أمواهلاـ ‪ ،‬و ال حيق‬ ‫املطلقة له كما تطيع اجلارية‬
‫للزوجة أن تتصرف بأمواهلا‬ ‫سيدها ‪.‬‬
‫‪،‬أو أن تنفقها دون إذن مسبق‬
‫من زوجها ‪ ،‬وقد ظل هذا‬
‫القانون نافذ املفعول يف معظم‬
‫الدول األوروبية حىت عهد‬
‫قريب جدا ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ إلزام املرأة بالطاعة املطلقة ـ ـ محاية املرأة من ما‬ ‫أثرها على ‪ 1‬ـ ـ ليس للمرأة أن تطلب‬
‫يواجهها من أخطار متس‬ ‫العمياء ‪.‬‬ ‫الطالق مهما كانت عيوب‬ ‫املرأة‬
‫الشرف أو الكرامةـ أو‬ ‫‪ 2‬ـ ـ منعتـ القوانني املدنية‬ ‫زوجها ولو ثبت عليه الزنا ‪.‬‬
‫املرأة من اإلدالء بشهادهتا يف الكربياءـ ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ـ حرمان املرأة من تعلم‬
‫‪ 2‬ـ ـ األمن واالستقرار‬ ‫احملاكم نظرا لضعفها ‪.‬‬ ‫التوراة‬

‫‪104‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ جعل املرأة يف منزلة البهائم وجعلت عقوبة اإلساءة إىل النفسيـ فالرجل سكن‬
‫للمرأة تأمن يف كنفه ‪.‬‬ ‫املرأة نصف عقوبة اإلساءة‬ ‫ووصفها بالعجلة وذلك يف‬
‫‪ 3‬ـ ـ قرار املرأة يف بيتها‬ ‫إىل الرجل ‪.‬‬ ‫قصة أحجية مششون ‪( .‬سفر‬
‫وتفرغها لألمومة وتدبري‬ ‫‪ 3‬ـ ـ نقل صاحب كتاب‬ ‫القضاة ‪ ،‬اإلصحاح ‪.)14‬‬
‫املنزل ورعاية النشء ‪.‬‬ ‫"تعدد نساء األنبياء" عن‬ ‫‪ 4‬ـ ـ اعتبار املرأة ضمن إرث‬
‫كارن ما ذكرته على لسان ‪ 4‬ـ ـ القوامةـ حتفظ للمرأة‬ ‫املتوىف‪ :‬فإذا مات رجل ومل‬
‫ينجب من امرأته ‪ ،‬أصبح من النصارى من أن األنوثةـ عالمة أنوثتهاـ وترعى هلا كرامتها‪.‬‬
‫املفروض عليها والذي ال خيار على عدم اإلميان‪ ،‬وبإمكان ‪ 5‬ـ ـ االستقرار املادي ‪:‬‬
‫املرأة أن تتخلص منها وتصري فلقد اقتضت حكمة اهلل أال‬ ‫هلا فيه ‪ ،‬أن تتزوج أخاه ‪.‬‬
‫تكلف املرأة باإلنفاق على‬ ‫ذكرا راشدا‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ إنسانية املرأة عندهم حمل األسرة ‪.‬‬
‫‪ - 6‬ضمان حق اختيار‬ ‫دراسة فقد ومتادى رجال‬
‫اإلكلريوس (‪)3‬حىت تشككوا الزوج والرضى ‪ ،‬وحق إهناء‬
‫يف إنسانية املرأة وتساءلوا يف احلياة الزوجية برغبتها أسوة‬
‫بالرجل عند استحالة احلياة‬
‫جمامعهم الكنسيةـ عما إذا كان‬
‫بينهما وذلك عن طريق منحها‬
‫هلا روح كروح الرجل ‪.‬‬
‫حق طلب التطليق أو اخللع‪.‬‬
‫بسبب الغزو الفكري الذي‬ ‫لقد بدل بولس الديانة‬ ‫الظلم الذي وقع على املرأة‬ ‫سبب‬
‫استهدف اجملتمعات‬ ‫النصرانيةـ وحرف فيها حىت‬ ‫مناهضة بسبب القوامة االستبداديةـ‬
‫اإلسالمية واملبتعثونـ الذين‬ ‫باتت عقائدها وتشريعاهتا‬ ‫اجملتمع هلا حيث سلبت حقوقها باسم‬
‫عادوا من تلك البالد‬ ‫غري ما أتى به عيسى عليه‬ ‫الدين الذي طالت نصوصه‬
‫األوروبيةـ حمملني بأفكار‬ ‫السالم ‪.‬وتسلط رجال‬ ‫التحريف وتالعب بأحكامه‬
‫القوم معجبني بطريقة‬ ‫الكنيسة على الناس وساموهم‬ ‫احلاخامات ‪ ،‬واملرأة عندما‬
‫حياهتم عيشهم واحلرية‬ ‫تتزوج تنسب إىل زوجها حيث أصناف الظلم واالضطهاد هم‬
‫التحرر من ضوابط الدين‬ ‫ألزمت أن تكون تابعة للرجل ورجال اإلقطاع ‪ ،‬حىت فاض‬
‫والركض وراء امللذات‬ ‫الكيل وثار الناس على رجال‬ ‫فلم يعد هلا شخصية مستقلة‬

‫‪105‬‬
‫وامتهنتـ كرامتها‪،‬ـ وساعد على الكنيسة بل ثاروا على الدين والشهواتـ فدعا هؤالء‬
‫رفض هذا الوضع اهلجرة الثالثةـ ورفضوا كل ما فيه وحاربوه املغرتبونـ املخدوعونـ‬
‫إىل أرض فلسطني حيث هاجر ونشأ املذهب العلماين الذي بالغرب دعوا إىل السري‬
‫إليها من تأثر بالعلمانية الغربية عزل الدين عن مجيع نواحي على منهاجهم وترداد ما‬
‫يقوله أسيادهم فنعقواـ‬ ‫احلياة ودعا إىل املساواة‬ ‫من الرجال والنساء فقاوموا‬
‫بتحرير املرأة وطالبت‬ ‫واحلرية املطلقة ن وبدأت‬ ‫تسلط الرجل وطالبوا كحل‬
‫للمشكلة باملساواةـ بني الرجل املرأة تطالب حبقوقها وتطالب املتأثرات باألفكار الغربية‬
‫برفع الظلم عنها بل تطالب بتحريرهن من تسلط‬ ‫واملرأة ‪.‬‬
‫بكرامتها اليت ظنت اهنا تناهلا الرجل ونادين باملساواة ‪.‬‬
‫بتساويها بالرجل ‪ ،‬فظهرت وغفل هؤالء أن القوامةـ يف‬
‫اإلسالمـ ليست استبداديةـ‬ ‫احلركات التحريرية‬
‫النسائية ‪.‬وعقدت املؤمترات بل تنظيمية حتمي األسرة‬
‫وتليب حاجاهتا ‪ .‬لكن الذي‬ ‫املطالبة مبساوتاها بالرجل‬
‫ساعد على أن حقق أعداء‬ ‫وحتريرها من سلطته ‪.‬‬
‫الدين مطالبهم هو ‪،‬احنراف‬
‫املسلمني وبعدهم عن‬
‫دينهم وجهلهم بأحكامه ‪،‬‬
‫وضعف إمياهنم برهبم أو‬
‫بسبب حتكيم القوانني‬
‫الوضعيةـ فيهم أو حتكيم‬
‫األعراف والتقاليد‬
‫واملخالفة للشرع يف‬
‫أحواهلم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫فهرس اآليات القرآنية‬

‫رقم الصفحة‬ ‫اآلية‬


‫سورة البقرة‬
‫‪37‬‬ ‫ض َخلِي َفةً‬ ‫ك لِْلماَل ئِ َك ِة إِيِّن ج ِ‬
‫اع ٌل يِف اأْل َْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َوإِ ْذ قَ َ‬
‫ال َربُّ َ َ‬

‫‪107‬‬
‫‪58‬‬ ‫َخَر َج ُه َما مِم َّا َكانَا فِ ِيه )‬
‫(فَأ ََزهَّلَُما الشَّْيطَا ُن َعْن َها فَأ ْ‬
‫‪12‬‬ ‫ود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّص َار ٰى لَْي َست الَْي ُه ُ‬ ‫َّص َار ٰى َعلَ ٰى َش ْيء َوقَالَت الن َ‬ ‫ود لَْي َست الن َ‬ ‫(وقَالَت الَْي ُه ُ‬ ‫َ‬
‫اب‪) ...‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َعلَ ٰى َش ْيء َو ُه ْم َيْتلُو َن الْكتَ َ‬
‫‪48،60،61‬‬ ‫وف ۚ َولِ ِّلر َج ِال َعلَْي ِه َّن َد َر َجةٌ ۗ َواللَّهُ َع ِز ٌيز‬
‫(وهَل َّن ِمثْل الَّ ِذي علَي ِه َّن بِالْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ُ‬
‫يم)‬ ‫ِ‬
‫َحك ٌ‬
‫سورة آل عمران‬
‫‪78‬‬ ‫الذ َك ُر َكاأْل ُْنثَى)‬ ‫(ولَْيس َّ‬
‫َ َ‬
‫‪46‬‬ ‫ت َعلَْي ِه قائِماً)‬ ‫(إِاَّل َما ُد ْم َ‬
‫‪47‬‬ ‫يع َع َم َل َع ِام ٍل ِمْن ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر أ َْو أُْنثَى‬ ‫ِ‬
‫اب هَلُ ْم َربُّ ُه ْم أَيِّن ال أُض ُ‬
‫استَ َج َ‬‫(فَ ْ‬
‫ض)‬ ‫ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ‬‫َب ْع ُ‬
‫سورة النساء‬
‫ِ‬ ‫يد الَّ ِذين يتَّبِعو َن الشَّهو ِـ ِ‬
‫‪82‬‬ ‫يما)‬ ‫ات أَ ْن مَت يلُوا َمْياًل َعظ ً‬ ‫ََ‬ ‫( َويُِر ُ َ َ ُ‬
‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْن َها‬ ‫سوِ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪65،71‬‬ ‫َّاس َّات ُقواْـ َربَّ ُك ُم الذي َخلَ َق ُكم ِّمن نَّ ْف ٍ َ‬ ‫(يَا أَيُّ َها الن ُ‬
‫َز ْو َج َها)‬
‫ض َومِبَا أَْن َف ُقواـ ‪46،48،52،10‬‬ ‫ض ُه ْم َعلَ ٰى َب ْع ٍ‬ ‫َّل اللَّهُ َب ْع َ‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ال َق َّوامو َـن علَى النِّس ِاء مِب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الر َج ُ ُ َ‬ ‫( ِّ‬
‫‪0‬‬ ‫ِم ْن أ َْم َواهِلِ ْم)‬
‫( والاليِت خَت افُو َن نُشوزه َّن فَعِظُوه َّن واهجروه َّن يِف الْمض ِ‬
‫‪78‬‬ ‫اض ِربُ ُ‬
‫وه َّن‬ ‫اج ِع َو ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ ْ ُُ ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَِإ ْن أَطَ ْعنَ ُك ْم فَال َتْبغُوا َعلَْي ِه َّن َسبِيال إِ َّن اللَّهَ َكا َن َعلِيًّا َكبِ ًريا)‬
‫‪79‬‬ ‫صلِ َحا‬ ‫اح َعلَْي ِه َما أَ ْن يُ ْ‬ ‫اضا فَاَل ُجنَ َ‬ ‫وزا أ َْو إِ ْعَر ً‬
‫(وإِ ِن امرأَةٌ خافَ ِ ِ‬
‫ت م ْن َب ْعل َها نُ ُش ً‬ ‫َ َْ َ ْ‬
‫الص ْل ُح َخْيٌر)‬
‫ص ْل ًحا ۚ َو ُّ‬
‫َبْيَن ُه َما ُ‬
‫‪39‬‬ ‫صلَبُوهُ َوٰلَ ِك ْن ُشبِّهَ هَلُ ْم ‪)157( ...‬بَ ْل َر َف َعهُ اللَّهُ إِلَْي ِه‬ ‫(‪َ ...‬و َما َقَتلُوهُ َو َما َ‬
‫ِ‬
‫َو َكا َن اللَّهُ َع ِز ًيزا َحك ً‬
‫يما)‬
‫سورة المائدة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪75‬‬ ‫الم‬ ‫ت َعلَْي ُك ْم ن ْع َميِت َو َرض ُ‬
‫يت لَ ُك ُم اإْل ْس َ‬ ‫ت لَ ُك ْم دينَ ُك ْم َوأَمْتَ ْم ُ‬
‫(الَْي ْو َم أَ ْك َم ْل ُ‬

‫‪108‬‬
‫ِدينًا)‬
‫‪6‬‬ ‫ص ِّدقًا لِ َما َبنْي َ يَ َديِْه ِم َن الت َّْو َر ِاة‬
‫يسىـ ابْ ِن َم ْرمَيَ ُم َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫(و َقفَّْينَا َعلَ ٰى آثَاره ْم بع َ‬
‫َ‬
‫ور)‬ ‫‪،‬وآَتينَاه اإْلِ جْنِ ِ ِ‬
‫يل فيه ُه ًدى َونُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫‪45‬‬ ‫(مص ِّدقًا لِما بنْي َ ي َديِْه ِمن الْ ِكتَ ِ‬
‫اب َو ُم َهْي ِمنًا َعلَْي ِه )‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫سورة األنعام‬
‫‪97‬‬ ‫ُخَر ٰى‪)...‬‬‫( َواَل تَ ِز ُر َوا ِز َرةٌ ِو ْز َر أ ْ‬
‫سورة األعراف‬
‫‪58‬‬ ‫ي َعْن ُه َما ِم ْن َس ْوآهِتِ َما)‬ ‫ِ‬
‫ي هَلَُما َما ُوور َ‬
‫ِ ِ‬
‫س هَلَُما الشَّْيطَا ُن ليُْبد َ‬ ‫( َف َو ْس َو َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪58‬‬ ‫(وقَامَسَ ُه َما إِيِّن لَ ُك َما لَم ْن النَّاصح َ‬
‫ني)‬ ‫َ‬
‫سورة األنفال‬

‫ول َوخَت ُونُوا أ ََمانَاتِ ُك ْم َوأَْنتُ ْم‬ ‫ين َآمنُوا اَل خَت ُونُواـ اللَّهَ َو َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪58‬‬ ‫الر ُس َ‬ ‫(يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫َت ْعلَ ُمو َن)‬
‫سورة الرعد‬
‫‪99‬‬ ‫ض)‬‫ث يِف اأْل َْر ِ‬ ‫َّاس َفيَ ْم ُك ُ‬ ‫ب ُج َفاءً َوأ ََّما َما َيْن َف ُع الن َ‬ ‫الزبَ ُد َفيَ ْذ َه ُ‬
‫(فَأ ََّما َّ‬
‫سورة الحجر‬
‫‪75‬‬ ‫الذ ْكر َوإِنَّا لَهُ حَلَافِظُو َن)‬
‫(إِنَّا حَنْن نََّزلْنَا ِّ‬
‫ُ‬
‫سورة النحل‬
‫س‬ ‫الذ ْكَر لِتَُبنِّي َ لِلن ِ‬
‫َّاس َما نُِّز َل إِلَْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّك ُرو َن )‬ ‫ك ِّ‬ ‫َنزلْنَا إِلَْي َ‬
‫( َوأ َ‬

‫سورة اإلسراء‬
‫‪53‬‬ ‫(ولََق ْد َكَّرمنَا بيِن آدم ومَح ْلنَاهم يِف الْبِّر والْبح ِر ورز ْقنَاهم ِمن الطَّيِّب ِ‬
‫ات‬‫ْ َ ََ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ََ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ْلنَاهم علَ ٰى َكثِ ٍري مِم َّن خلَ ْقنَا َت ْف ِ‬
‫ضياًل )‬ ‫ْ َ‬ ‫َوفَ َّ ُ ْ َ‬
‫سورة طه‬

‫‪109‬‬
‫‪75‬‬ ‫( َربُّنَا الَّ ِذي أ َْعطَى ُك َّل َش ْي ٍء َخ ْل َقهُ مُثَّ َه َدى)‬
‫‪58‬‬ ‫ك اَل‬‫ك َعلَى َشجر ِة اخْلُْل ِد وم ْل ٍ‬ ‫آد ُم َه ْل أ َُدلُّ َ‬
‫ال يَا َ‬‫س إِلَْي ِه الشَّْيطَا ُن قَ َ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫( َف َو ْس َو َ‬
‫َيْبلَى‪)...‬‬
‫سورة الحج‬
‫‪45‬‬ ‫ول َش ِه ً‬
‫يدا َعلَْي ُك ْم‬ ‫ني ِمن َقْب ُل َويِف َٰه َذا لِيَ ُكو َـن َّ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫ِِ‬
‫( ُه َو مَسَّا ُك ُم الْ ُم ْسلم َ‬
‫َوتَ ُكونُوا ُش َه َداءَ َعلَى الن ِ‬
‫َّاس)‬
‫سورة النمل‬
‫‪14‬‬ ‫يل أَ ْكَثَر الَّ ِذي ُه ْم فِ ِيه خَي ْتَلِ ُفو َن )‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َعلَى بين إ ْسَرائ َ‬
‫ِ‬
‫(إ َّن َه َذا الْ ُق ْرآ َن َي ُق ُ‬
‫‪21‬‬ ‫(صْن َع اللَّ ِه الَّ ِذي أَْت َق َن ُك َّل َش ْي ٍء)‬
‫ُ‬
‫سورة القصص‬
‫‪3‬‬ ‫صائَِر لِلن ِ‬
‫َّاس)‬ ‫(ولََق ْد آَتينا موسى الْ ِكت ِ ِ‬
‫اب م ْن َب ْعد َما أ َْهلَكْنَا الْ ُق ُرو َن اأْل ُوىَل بَ َ‬
‫َ َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫سورة الروم‬
‫‪64 ،61‬‬ ‫( َو َج َع َل َبْينَ ُكم َّم َو َّد ًة َو َرمْح َةً)‬
‫ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫‪35‬‬ ‫يم)‬ ‫ِ‬ ‫ات َواأْل َْر ِ‬
‫ض ۚ َو ُه َو الْ َعز ُيز احْلَك ُ‬ ‫(ولَهُ الْ َمثَ ُل األ َْعلَ ٰى يِف َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫سورة الزخرف‬

‫‪62‬‬ ‫ني)‬ ‫ص ِام َغْير ُمبِ ٍ‬ ‫يِف ِ‬ ‫يِف ِ ِ‬


‫(أ ََو َم ْن ينشؤا احْل ْليَة َو ُه َو اخْل َ ُ‬
‫سورة الحجرات‬
‫‪65‬‬ ‫َّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر َوأُْنثَ ٰى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُشعُوبًا َو َقبَائِ َل‬
‫(يَا أَيُّ َها الن ُ‬
‫لَِت َع َارفُوا)‬

‫سورة المجادلة‬
‫ن‬ ‫(يرفَ ِع اللَّه الَّ ِذين آمنُوا ِمن ُكم والَّ ِذين أُوتُواـ الْعِْلم درج ٍ‬
‫ات َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫َخبِريٌ )‬
‫سورة الشمس‬

‫‪110‬‬
‫‪55‬‬ ‫ور َها َوَت ْق َو َاها)‬ ‫( َو َن ْف ٍ‬
‫س َو َما َس َّو َاها ‪ ،‬فَأَهْلََم َها فُ ُج َ‬

‫فهرس الأحاديث النبوية‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الحديث‬


‫‪59‬‬ ‫َخَر ْجَتنَا ِم َن اجلَن َِّة‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‬ ‫آد ُم أَنْ َ‬
‫ت أَبُونَا َخيَّْبَتنَا َوأ ْ‬ ‫وسى‪ :‬يَا َ‬
‫ال لَهُ ُم َ‬
‫وسى‪َ ،‬ف َق َ‬
‫آد ُم َو ُم َ‬
‫(احتَ َّج َ‬
‫ْ‬

‫‪111‬‬
‫ط لَ ِ ِ ِ‬
‫َّرهُ اللَّهُ َعلَ َّي‬
‫وميِن َعلَى أ َْم ٍر قَد َ‬
‫ك بيَده‪ ،‬أََتلُ ُ‬ ‫اك اللَّهُ بِ َكالَِم ِه‪َ ،‬و َخ َّ َ‬ ‫اصطََف َ‬‫وسى ْ‬ ‫آد ُم‪ :‬يَا ُم َ‬ ‫لَهُ َ‬
‫ِ‬
‫وسى ) ثَالَثًا‪.‬‬ ‫آد ُم ُم َ‬ ‫وسى‪ ،‬فَ َح َّج َ‬ ‫آد ُم ُم َ‬ ‫ني َسنَةً؟ فَ َح َّج َ‬ ‫َقْب َل أَ ْن خَي ْلَُقيِن بِأ َْربَع َ‬
‫‪50‬‬ ‫اع)‬
‫َّاس َر ٍ‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪ ،‬فَاأْل َِمريُ الَّ ِذي َعلَى الن ِ‬
‫اع‪َ ،‬و ُكلُّ ُك ْم َم ْسئُ ٌ‬ ‫(أَاَل ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫‪55‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ذُِّريَّتُهُ‬‫آد ُم فَ َخطئَ ْ‬ ‫ت ذُِّريَّتُهُ‪َ ،‬و َخط َئ َ‬ ‫آد ُم َفنُ ِّسيَ ْ‬
‫ت ذُِّريَّتُهُ‪َ ،‬ونُ ِّس َي َ‬
‫آد ُم فَ َج َح َد ْ‬‫(‪ ...‬فَ َج َح َد َ‬
‫)‬
‫‪3‬‬
‫(‪ . . .‬فيأتون إبراهيم فيقول‪ :‬لست ُهنَاكم ويذكر خطيئته اليت أصاهبا ولكن ائتواـ موسى‬
‫عبدا آتاه اهلل التوراةـ كلمه تكليما )‬ ‫ً‬
‫ال‪«:‬يَا َ ِ ِ ِ َّ‬ ‫ضَرةٌ‪ ،...،‬فَ َما َز َال َي ْعتَ ِذ ُر إِيَلَّ َف َق َ‬
‫ص ِفيَّةَ ُخ ْ‬
‫( َكا َن بِ َعيْيَن ْ َ‬
‫‪80‬‬ ‫ب َعلَى‬‫صفيَّةُ إ َّن أَبَاك أَل َ‬
‫‪)...‬‬
‫‪50‬‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه‪).... ،‬‬
‫اع َو ُه َو َم ْسئُ ٌ‬ ‫الر ُج ُل يِف أ َْهلِ ِه َر ٍ‬ ‫ول َع ْن َر ِعيَّتِ ِه ‪َ ...‬و َّ‬ ‫اع َو َم ْسئُ ٌ‬ ‫( ُكلُّ ُك ْم َر ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪61‬‬ ‫(اَل َي ْفَر ْك ُم ْؤم ٌن ُم ْؤمنَةً‪ ،‬إِ ْن َك ِر َه مْن َها ُخلًُقا َرض َي مْن َها َ‬
‫آخَر)‬
‫‪54‬‬ ‫يل مَلْ خَي ْنَ ِز اللَّ ْح ُم ‪ ،‬و لوال حواء مل ختن أنثى زوجها)‬ ‫ِ ِ‬
‫(لَ ْوالَ َبنُو إ ْسَرائ َ‬
‫‪57‬‬ ‫الر ُج ِل احلَا ِزِم ِم ْن إِ ْح َدا ُك َّن»‪،‬‬ ‫ب َّ‬ ‫ب لِلُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫صات َع ْق ٍل َودي ٍن أَ ْذ َه َ‬
‫(ما رأَيت ِمن نَاقِ ِ‬
‫َ َُْ ْ َ‬
‫‪66‬‬ ‫( َم ْن َّاد َعى إِىَل َغرْيِ أَبِ ِيه َو ُه َو َي ْعلَ ُم أَنَّهُ َغْي ُر أَبِ ِيه فَاجْلَنَّةُ َعلَْي ِه َحَر ٌام)‬
‫ن‬ ‫(من يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين)‬
‫‪80‬‬ ‫ص ِفيَّةُ ِر ْجلَ َها‬
‫ض ُع َ‬
‫ض ُع ُر ْكبَتَهُ‪َ ،‬وتَ َ‬
‫(‪...‬حُي ِّوي(‪ )3‬هَل ا وراءه بِعباء ٍة‪ ،‬مُثَّ جَي لِ ِ ِ ِ‬
‫س عْن َد بَع ِريه َفيَ َ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ب)‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َعلَى ُر ْكبَته َحىَّت َت ْر َك َ‬

‫فهرس نصوص الكتاب المقدس‬

‫‪112‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫السفر أو اإلنجيل أو الرسالة‬
‫سفر التكوين‬
‫‪64 ،20‬‬ ‫َصنَ َع لَهُ ُمعِينًا‬ ‫س َجيِّ ًدا أَ ْن يَ ُكو َـن َ‬
‫آد ُم َو ْح َدهُ‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫الر ُّ ِ‬
‫ب اإللهُ‪« :‬لَْي َ‬ ‫ال َّ‬
‫(‪َ 18‬وقَ َ‬
‫نَ ِظ َريهُ»)‬
‫‪21‬‬ ‫(فأوقع الرب اإلله سباتا على آدم فنام ‪ .‬فأخذ واحدة من أضالعه ومأل‬
‫مكاهنا حلما‪)....‬‬
‫‪16 ،15‬‬ ‫ب ا ِإللهُ‪،‬‬ ‫ات الَْبِّريَِّة الَّيِت َع ِملَ َها َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫ت احْل يَّةُ أَحيل مَجِ ي ِع حيوانَ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫(‪َ 1‬و َكانَ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َحقًّا‪)...‬‬ ‫َف َقالَ ِ ِ‬
‫ت ل ْل َم ْرأَة‪« :‬أ َ‬ ‫ْ‬
‫ت ِم ْن مَجِ ي ِع‬ ‫ت ه َذا‪ ،‬م ْلعونَةٌ أَنْ ِ‬ ‫َّك َفع ْل ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪17‬‬ ‫َُ‬ ‫ب ا ِإللهُ ل ْل َحيَّة‪« :‬ألَن َ‬ ‫الر ُّ‬
‫ال َّ‬ ‫‪َ 14‬ف َق َ‬
‫الَْب َهائِ ِم ‪)...‬‬
‫‪،22،64 ،17‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪16‬وقَ َ ِ ِ‬
‫ين أ َْوالَ ًدا ‪،‬‬ ‫اب َحبَلك‪ ،‬بالْ َو َج ِع تَلد َ‬ ‫ال ل ْل َم ْرأَة‪ " :‬تَكْث ًرياـ أُ َكث ُِّر أَْت َع َ‬ ‫َ‬
‫‪100‬‬ ‫ك)‬ ‫ود َعلَي ِ‬ ‫ك يَ ُكو ُن ا ْشتِيَاقُ ِـ‬ ‫‪ 17‬وإِىَل رجلِ ِ‬
‫ك َو ُه َو يَ ُس ُ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫‪23 ،18‬‬ ‫ات ‪2‬أ َّ‬
‫َن‬ ‫(‪1‬وحدث لَ َّما ابتدأَ النَّاس يكْثرو َن علَى األَر ِ ِ‬
‫ض َو ُول َد هَلُ ْم َبنَ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُُ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ات)‬ ‫ات الن ِ‬ ‫اهلل رأُوا بنَ ِ‬‫ِ‬
‫َّاس أَن َُّه َّن َح َسنَ ٌ‬ ‫أ َْبنَاءَ َ َ‬
‫(‪ 15‬أَمَل حُنْس ِ‬
‫‪26‬‬ ‫ضا مَثََننَا)‬‫اعنَا َوقَ ْد أَ َك َل أَيْ ً‬ ‫َجنَبِيََّتنْي ِ ‪ ،‬ألَنَّهُ بَ َ‬
‫ب مْنهُ أ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫سفر الخروج‬
‫‪26‬‬ ‫يد‪) ...‬‬ ‫اع َر ُج ٌل ْابنَتَهُ أ ََمةً‪ ،‬الَ خَت ُْر ُج َك َما خَي ُْر ُج الْ َعبِ ُ‬ ‫(‪َ 7‬وإِ َذا بَ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪26 ،25‬‬ ‫ِّص طَ َع َام َها ‪) ...‬‬ ‫ُخَرى‪ ،‬الَ يَُنق ُ‬ ‫(‪10‬إن اخَّتَ َذ لَن ْفسه أ ْ‬
‫سفر العدد‬
‫‪65 ،26‬‬ ‫يل قَائِالً‪« :‬ه َذا َما أ ََمَر بِِه‬ ‫اط بيِن إِسرائِ‬
‫َسبَ َ ْ َ َ‬
‫( ‪1‬و َكلَّم موسى ر ُؤوس أ ِ‬
‫َ َُ َ ُ َ ْ‬
‫ور َها َعلَْي َها‪) ...‬‬ ‫ب‪6 ...‬وإِ ْن َكانَ ِ‬
‫ت لَز ْو ٍج َونُ ُذ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الر ُّ‬
‫َّ‬

‫سفر التثنية‬

‫‪113‬‬
‫‪29‬‬ ‫اح ٌد ِمْنهم ولَيس لَه ابن‪ ،‬فَالَ تَ ِ‬
‫ص ِر ْامَرأَةُ‬ ‫( ‪«5‬إِذَا س َكن إِخوةٌ معا ومات و ِ‬
‫ُ ْ َ ْ َ ُ ٌْ‬ ‫َ َ َْ ًَ َ َ َ َ‬
‫َجنَيِب ٍّ ‪) ...‬‬ ‫ت إِىَل خار ٍ ِ‬ ‫الْمي ِ‬
‫ِج لَر ُجل أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫سفر القضاة‬
‫‪29‬‬ ‫ُح ِجيَّةَ لِبَيِن َش ْعبِ َها‪) ...‬‬ ‫ِ‬
‫ض َاي َقْتهُ ‪،‬فَأَظْ َهَرت األ ْ‬
‫َخَبَر َها ألَن ََّها َ‬
‫(أ ْ‬
‫سفر حزقيال‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪23‬‬ ‫َب الَ‬ ‫وت‪ .‬اَالبْ ُن الَ حَيْم ُل م ْن إِمْثِ األَب‪َ ،‬واأل ُ‬ ‫س الَّيِت خُتْط ُئ ه َي مَتُ ُ‬ ‫(‪20‬اَ َّلن ْف ُ‬
‫حَيْ ِم ُل ِم ْن إِمْثِ االبْ ِن)‬
‫إنجيل متى‬
‫وس أَ ِو األَنْبِيَاءَ ‪)...‬‬ ‫ِ‬
‫‪34‬‬ ‫َّام َ‬‫ض الن ُ‬ ‫ت ألَْن ُق َ‬ ‫(‪« 17‬الَ تَظُنُّوا أَيِّن جْئ ُ‬
‫‪40‬‬ ‫َي َش ْي ٍء يَطْلُبَانِِه‬ ‫ض يِف أ ِّ‬ ‫ان ِمْن ُك ْم َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ضا‪ :‬إِ ِن َّات َفق ا ْثنَ ِ‬
‫َ‬ ‫( َوأَقُ ُ‬
‫ول لَ ُك ْم أَيْ ً‬
‫اجتَ َم َع‬ ‫فَِإنَّه ي ُكو ُـن هَل ما ِمن قِب ِل أَيِب الَّ ِذي يِف َّ ِ‬
‫الس َم َاوات‪ 20 ،‬ألَنَّهُ َحْيثُ َما ْ‬ ‫َُ ْ َ‬ ‫َُ‬
‫اك أَ ُكو ُن يِف َو ْس ِط ِه ْم )‬ ‫ان أ َْو ثَالَثَةٌ بِامْسِ ي َف ُهنَ َ‬‫ا ْثنَ ِ‬
‫سفر مرقس‬
‫‪33‬‬ ‫ني لَهُ‪َ « :‬ه ْل حَيِ ُّل لِ َّلر ُج ِل أَ ْن يُطَلِّ َق‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪َ 3‬و َجاءَ إِلَْيه الْ َفِّريسيُّو َن ليُ َجِّربُوهُ قَائل َ‬
‫َج ِل‬ ‫ال هَل م‪« :‬أَما َقرأْمُت ‪5 .‬وقَ َ ِ‬
‫ال‪ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ْامرأَتَهُ لِ ُك ِّل َسبَ ٍ‬
‫اب َوقَ َ ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َج َ‬ ‫ب؟» ‪4‬فَأ َ‬ ‫َ‬
‫ص ُق بِ ْامَرأَتِِه‪6 ،‬إِ ًذا لَْي َسا َب ْع ُد ا ْثَننْي ِ بَ ْل‬ ‫الرجل أَباه وأ َُّمه وي ْلتَ ِ‬
‫ه َذا َيْتُر ُك َّ ُ ُ َ ُ َ ُ َ َ‬
‫اح ٌد‪ .‬فَالَّ ِذي مَجَ َعهُ اهللُ الَ يُ َفِّرقُهُ إِنْ َسا ٌن )‬ ‫جس ٌد و ِ‬
‫ََ َ‬

‫رسالة بولس الرسول األولى إلى أهل كورنثوس‬


‫‪40‬‬ ‫الرجل املرأ َة ح َقها الواجب)‬ ‫(لِي ِ‬
‫وف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪65 ،37 ،36‬‬ ‫(‪2‬فَأ َْم َد ُح ُك ْم أَيُّ َها ا ِإل ْخ َوةُ َعلَى أَنَّ ُك ْم تَ ْذ ُكُرونَيِن يِف ُك ِّل َش ْي ٍء‪7 ...‬فَِإ َّن‬
‫الرجل الَ يْنبغِيـ أَ ْن يغَطِّي رأْسه لِ َكونِِه صور َة ِ‬
‫اهلل َوجَمْ َدهُ‪َ .‬وأ ََّما الْ َم ْرأَةُ فَ ِه َي‬ ‫ُ َ َ َُ ْ ُ َ‬ ‫َّ ُ َ َ َ‬
‫الر ُج ِل‪َ 9 .‬وأل َّ‬
‫َن‬ ‫س ِم َن الْ َم ْرأ َِة‪ ،‬بَ ِل الْ َم ْرأَةُ ِم َن َّ‬
‫الر ُج َل لَْي َ‬
‫الر ُج ِل‪8 .‬أل َّ‬
‫َن َّ‬ ‫جَمْ ُد َّ‬
‫الر ُج ِل)‬
‫َج ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ِل الْ َم ْرأَة‪ ،‬بَ ِل الْ َم ْرأَةُ م ْن أ ْ‬
‫الر ُج َل مَلْ خُيْلَ ْق م ْن أ ْ‬
‫َّ‬

‫‪114‬‬
‫ِ‬ ‫(‪3‬و ِ‬
‫لك ْن أُِر ُ‬
‫يد أَ ْن َت ْعلَ ُموا أ َّ‬
‫‪38‬‬ ‫س‬‫يح‪َ ،‬وأ ََّما َرأْ ُ‬
‫س ُك ِّل َر ُجل ُه َو الْ َمس ُ‬‫َن َرأْ َ‬ ‫َ‬
‫س الْ َم ِس ِ‬
‫يح ُه َو اهللُ )‬ ‫الر ُج ُل‪َ ،‬و َرأْ ُ‬‫الْ َم ْرأ َِة َف ُه َو َّ‬
‫‪65‬‬ ‫(املرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حيا ولكن إن مات رجلها فهي حرة‬
‫لكي تتزوج مبن تريد يف الرب فقط)‬
‫رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس‬
‫‪100 ،34‬‬ ‫الر ُج َل ُه َو َرأْ ُ‬
‫س‬ ‫َن َّ‬ ‫ض ْع َن لِِر َجالِ ُك َّن َك َما لِ َّلر ِّ‬
‫ب‪23 ،‬أل َّ‬ ‫اخ َ‬ ‫(‪22‬أَيُّ َها الن َ‬
‫ِّساءُ ْ‬
‫الْ َم ْرأ َِة ‪)...‬‬
‫رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي‬
‫يق يِف َّ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪41‬‬ ‫ب)‬ ‫الر ِّ‬ ‫ض ْع َن ل ِر َجال ُك َّن َك َما يَل ُ‬
‫اخ َ‬ ‫(‪18‬أَيَُّت َها الن َ‬
‫ِّساءُ‪ْ ،‬‬
‫رسالة بولس األولى إلى تيموثاوس‬
‫ت آ َذ ُن لِْل َم ْرأ َِة ‪،37، 35 ،32‬‬ ‫ِ‬
‫وع‪َ 12 .‬ولك ْن لَ ْس ُ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫(‪11‬لتََت َعلَّ ِم الْ َم ْرأَةُ بِ ُس ُكوت يِف ُك ِّل ُخ ُ‬
‫الرج ِل‪ ،‬بل تَ ُكو ُـن يِف س ُك ٍ‬ ‫َّ‬
‫‪39‬‬ ‫وت)‬ ‫ُ‬ ‫أَ ْن ُت َعلِّ َم َوالَ َتتَ َسل َط َعلَى َّ ُ َ ْ‬

‫رسالة بطرس الرسول األولى‬


‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 35‬ـ ـ‪36‬‬ ‫ض‬‫ِّساءُ‪ُ ،‬ك َّن َخاض َعات ل ِر َجال ُك َّن‪َ ،‬حىَّت َوإِ ْن َكا َن الَْب ْع ُ‬
‫(‪َ 1‬كذل ُك َّن أَيَُّت َها الن َ‬
‫الَ ي ِطيعو َن الْ َكلِمةَ‪َ 6 ...‬كما َكانَت سارةُ تُ ِطيع إِبر ِاه ِ‬
‫يم َداعيَةًـ إِيَّاهُ‬
‫ُ َْ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫« َسيِّ َد َها»)‬
‫‪40‬‬ ‫ِّسائِ ِّي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‪ُ ،‬كونُوا ساكِنِ حِب ِ ِ ِ‬ ‫(‪َ 7‬كذلِ ُك ْم أَيُّ َها ِّ‬
‫ني َ َسب الْفطْنَة َم َع اإلنَاء الن َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر َج ُ‬
‫ف ‪)...‬‬ ‫َضع ِ‬
‫َكاأل ْ َ‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪115‬‬
‫‪ ‬القرآن الكرمي ‪.‬‬
‫‪ ‬الكتاب املقدس‪.‬‬
‫‪ ‬ابن األثري ‪ ،‬علي بن أيب الكرم حممد بن حممد "ت ‪630‬هـ" ‪1417 .‬هـ ‪1997-‬م‪.‬‬
‫الكامل يف التاريخ ‪.‬حتقيق ‪ :‬عمر عبد السالم ‪.‬بريوت ‪ :‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬أمحد بن علي بن حجر (املتوىف ‪ 852‬ه ) ‪1418 .‬ه ـ ـ ‪1997‬م‪.‬فتح الباري شرح‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬الرياض ‪ :‬دار السالم ‪ ،‬دمشق ‪ :‬دار الفيحاء ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬األمحد ‪ ،‬نورة عبد اهلل ‪ ،‬مفهوم السلطة الذكورية ‪ 1433 .‬هـ ـ ‪ 1434‬ه‪ .‬حبث تكميلي‬
‫لنيل درجة املاجستري ‪.‬الرياض ‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود‪.‬‬

‫‪ ‬أالرو‪ ،‬عبدالرزاق بن عبداجمليد ‪ 1428 .‬هـ ـ ‪2007‬م‪ .‬مصادر النصرانيةـ ‪( ،‬الرياض ‪ :‬دار‬
‫التوحيد ‪ ،‬ط ‪.1‬‬

‫‪ ‬األنصاري ‪ ،‬فريد ‪1417 .‬ه ـ ـ ‪1997‬م‪.‬أجبديات البحث يف العلوم الشرعية ‪،‬الدار‬


‫البيضاءـ ‪ :‬منشورات الفرقان ‪ ،‬ط‪. 1‬‬

‫‪ ‬أيبش ‪ ،‬أمحد ‪2006 .‬م ‪.‬التلمود كتاب اليهود املقدس ‪ .‬دمشق ‪ :‬دار قتيبة ‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬الباش ‪ ،‬حسن ‪ .‬القرآن والتوراةـ أين يتفقانـ وأين خيتلفان‪1420 .‬هـ‪2000 -‬م ‪.‬بريوت ‪،‬‬
‫دمشق ‪ :‬دار قتيبة ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬بباوي ‪ ،‬وليام وهبه ‪1996.‬م ‪ .‬دائرة املعارف الكتابية‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار الثقافة ‪ ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ ‬البخاري ‪ ،‬حممد بن إمساعيل ‪1422 .‬ه ‪.‬صحيح البخاري ‪.‬دار طوق النجاة ‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬بدران ‪ ،‬بدران أبو العينني ‪ ،‬أصول الفقه اإلسالمي ‪ ،‬االسكندريةـ ‪ :‬مؤسسة شباب‬
‫اجلامعة‪.‬‬
‫‪ ‬بدوي ‪ ،‬عبد الرمحن‪1977 .‬م ‪ .‬مناهج البحث العلمي ‪،‬الكويت ‪ :‬وكالة املطبوعات ‪ ،‬ط‬
‫‪.3‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ ‬بر ‪ ،‬فتنت ّ‬
‫مسيكة ‪ 1416 .‬هـ ـ ‪1996‬م‪.‬حواء واخلطيئة يف التوراةـ واإلجنيل والقرآن‬
‫الكرمي ‪( ،‬بريوت ‪ :‬مؤسسة املعارف ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ ‬البغوي ‪ ،‬احلسني بن مسعود ‪ 1417 .‬هـ ‪ 1997 -‬م‪ .‬معامل التنزيل يف تفسري القرآن ‪،‬‬
‫حققه وخرج أحاديثه ‪ :‬حممد عبد اهلل النمر ‪،‬عثمان مجعة ضمريية ‪ ،‬سليمان مسلم احلرش‬
‫‪( .‬دار طيبة ‪ ،‬ط ‪.4‬‬
‫‪ ‬البوطي ‪ ،‬حممد سعيد رمضان‪1417 .‬هـ ‪1996 -‬م ‪ .‬املرأة بني طغيان النظام الغريب‬
‫ولطائف التشريع الرباين ‪ .‬دمشق ‪ :‬دار الفكر‪ /‬بريوت ‪ :‬دار الفكر املعاصر ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬الرتمذي ‪ ،‬حممد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪( ،‬املتوىف‪279 :‬هـ) ‪ ،‬سنن‬
‫الرتمذي ‪ ،‬حتقيق وتعليق ‪ :‬إبراهيم عطوة عوض ‪ ،‬مصر ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البايب احلليب‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ ‬التفسري التطبيقيـ ‪1998 .‬م‪.‬تعريب ‪ :‬شركة ماسرت ميديا‪(، ،‬دار الكتاب املقدس ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬ابن تيمية ‪ ،‬أمحد عبد احلليم بن عبد السالم (ت ‪728‬ه) ‪1426 .‬ه‪ .‬بيان تلبيس اجلهمية‬
‫يف تأسيس بدعهم الكالميةـ ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد الرمحن بن عبد الكرمي اليحىي ‪ ،‬املدينة النبوية ‪:‬‬
‫جممع امللك فهد ‪.‬‬
‫‪ ‬جرجس ‪ ،‬جنيب ‪ ،‬تفسري الكتاب املقدس (شرح سفر التكوين ) ‪.‬‬
‫‪ ‬اجلالمهة ‪ ،‬أميمة بنتـ أمحد شاهني ‪1998 .‬م ‪ .‬اخلطيئة األوىل بني اليهودية واملسيحيةـ‬
‫واإلسالمـ ‪.‬القاهرة ‪ :‬دار زهراء الشرق ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬اجلمعية املصرية لنشر املعرفة والثقافةـ العاملية ‪2009 .‬م‪.‬املوسوعة العربية امليسرة‪ ، .‬صيدا ‪،‬‬
‫بريوت ‪ :‬املكتبةـ العصرية ‪ ،‬ط‪. 3‬‬
‫‪ ‬خان ‪ ،‬ظفر اإلسالم ‪1423 .‬هـ‪2002-‬م‪ .‬التلمود تارخيه وتعاليمه ‪ .‬دار النفائس ‪ ،‬ط‪. 8‬‬
‫‪ ‬خان ‪ ،‬وحيد الدين ‪ 1414 .‬هـ ـ ‪ 1994‬م‪ .‬املرأة بني شريعة اإلسالم واحلضارة الغربية ‪،‬‬
‫ترمجة ‪ ،‬سيد رئيس أمحد الندوي ‪.‬القاهرة ‪ :‬دار الصحوة ‪ ،‬املنصورة ‪ :‬دار الوفاء ‪ ،‬ط ‪.1‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ ‬خالف ‪ ،‬عبد الوهاب ‪ ،‬بن عبد الواحد ‪ .‬علم أصول الفقه ‪ .‬الكويتـ ‪ :‬دار القلم ‪ ،‬ط‪. 8‬‬
‫‪ ‬اخللف ‪ ،‬سعود عبد العزيز ‪1418 .‬هـ ‪ 1997-‬م ‪.‬دراسات يف األديان اليهودية‬
‫والنصرانية ‪ .‬الرياض ‪ :‬مكتبةـ أضواء السلف ‪.‬‬
‫‪ ‬دراز ‪ ،‬حممد عبد اهلل ‪1371 .‬هـ‪1952 -‬م ‪ .‬الدين ‪ .‬الكويت ‪ :‬دار القلم ‪ ،‬بريوت ‪:‬‬
‫مطبعة احلرية ‪.‬‬
‫‪ ‬الدهلوي ‪ ،‬أمحد بن عبد الرحيم بن الشهيد وجيه الدين بن معظم املعروف بـ "الشاه ويل‬
‫اهلل الدهلوي" ‪،‬املتوىف‪1176 :‬هـ)‪1426 .‬ه ـ ـ ‪2005‬م‪ .‬حجة اهلل البالغة ‪،‬حتقيق ‪ :‬سيد‬
‫سابق‪ .‬بريوت ‪ :‬دار اجليل ‪ ،‬ط‪. 1‬‬

‫‪َ ‬‬
‫ديورانت ‪ ،‬ويليام جيمس ‪ 1408 .‬هـ ‪ 1988 -‬م‪ .‬قصة احلضارة ‪،‬ترمجة‪ :‬زكي جنيب‬
‫حممود وآخرين ‪ .‬بريوت ‪:‬دار اجليل‪ / ،‬تونس ‪:‬املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬الذهيب ‪ ،‬حممد بن أمحد بن عثمان ت ‪748‬هـ ‪ 1405 .‬هـ ‪ 1985 -‬م ‪ .‬سري أعالم‬
‫النبالءـ ‪ .‬حتقيق ‪ :‬جمموعة من احملققني بإشراف شعيبـ األرناؤوط ‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ ‬الربيعة ‪ ،‬عبد العزيز بن عبدالرمحن‪1420 .‬ه ـ ـ ‪2000‬م‪ .‬البحث العلمي ؛حقيقته‬
‫ومصادره ‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ ‬أبو رزيزه ‪ ،‬سعدية حممد ‪ 1408 - 1407 .‬هـ‪ .‬مكانة املرأة بني املسيحية و اإلسالم‬
‫‪،‬رسالة علمية ‪ .‬جامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ ‬رضا ‪ ،‬حممد رشيد ‪1404 .‬هـ ـ ـ ‪1984‬م‪ .‬حقوق النساء يف اإلسالم وحظهن من‬
‫اإلصالح احملمدي العام ‪،‬تعليق ‪ :‬حممد ناصر الدين األلباين ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتب اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬الزحيلي ‪ ،‬وهبة بن مصطفى ‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪( ،‬دمشق ‪ :‬دار الفكر ‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬زرار ‪ ،‬ملكة يوسف‪1420 .‬هـ ـ ـ ‪2000‬م‪ .‬موسوعةـ الزواج والعالقة الزوجية يف اإلسالمـ‬
‫والشرائع األخرى املقارنةـ ‪،‬القاهرة ‪ :‬دار الفتح لإلعالمـ العريب ‪،‬ط‪. 1‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ ‬زعفان ‪ ،‬اهليثم ‪1430 .‬ه ـ ـ ‪2009‬م ‪.‬املصطلحات الوافدة وأثرها على اهلوية اإلسالمية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ :‬مركز الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانيةـ ‪.‬‬
‫‪ ‬زيدان ‪ ،‬عبد الكرمي‪ 1405 .‬هـ ‪ 1985 -‬م ‪.‬املدخل لدراسة الشريعة اإلسالميةـ‬
‫‪.‬بريوت ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪. 8‬‬
‫‪ ‬سرور‪ ،‬حممد شكري ‪ 78 .‬ـ ‪1979‬م‪.‬نظام الزواج يف الشرائع اليهودية واملسيحيةـ ‪ ،‬دار‬
‫الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ ‬سعيد ‪ ،‬إبراهيم ‪ 1983 .‬م‪ .‬شرح رسالة أفسس ‪.‬القاهرة ‪ :‬دار العامل العريب ‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ ‬السلمي ‪ ،‬عياض بن نامي بن عوض ‪ 1426 .‬هـ ‪ 2005 -‬م‪ .‬أصول الفقه الذي ال يسع‬
‫الفقيهَـ جهلُه ‪ .‬الرياض ‪ :‬دار التدمرية ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬الشاريب‪ ،‬سيد قطب إبراهيم حسني‪ 1412 .‬هـ‪ .‬يف ظالل القرآن ‪( .‬بريوت‪-‬القاهرة ‪ :‬دار‬
‫الشروق ‪ ،‬ط ‪.17‬‬
‫‪ ‬شعالنـ ‪ ،‬حممود عبد السميع ‪ 1403 .‬هـ ـ ‪1983‬م‪ .‬نظام األسرة بني املسيحية واإلسالم‬
‫‪ .‬الرياض ‪ :‬دار العلوم ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ ‬شليب ‪،‬أمحد ‪1998 .‬م‪.‬مقارنة األديان (املسيحية) ‪.‬القاهرة ‪ :‬مكتبة النهضةـ املصرية ‪ ،‬ط‬
‫‪.10‬‬
‫‪ ‬شنودة ‪ ،‬زكي ‪ .‬اجملتمع اليهودي ‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة اخلاجني ‪.‬‬
‫‪ ‬الطرباين ‪،‬سليمان بن أمحد بن أيوب بن مطري ؛ ت ‪360‬ه ‪ .‬املعجم الكبري ‪.‬القاهرة ‪:‬‬
‫مكتبةـ ابن تيمية ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ‬الطربي ‪ ،‬حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي‪ 1420.‬هـ ‪2000 -‬م‪ .‬جامع‬
‫البيانـ يف تأويل القرآن ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد حممد شاكر ‪.‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ ‬طه ‪ ،‬مجانة ‪2004 .‬م‪ .‬املرأة العربية يف منظور الدين والواقع ‪ .‬دمشق ‪ :‬منشورات احتاد‬
‫الكتاب العرب ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ ‬عاشور ‪ ،‬صفاء عوين حسني ‪ 1426 .‬هـ ‪٢٠٠٥ -‬م‪ .‬قضايا املرأة والغزو الفكري ‪،‬‬
‫(رسالة علمية) ‪ .‬غزة ‪:‬اجلامعة اإلسالميةـ ‪.‬‬
‫‪ ‬بن عاشور ‪ ،‬حممد الطاهر بن حممد بن حممد الطاهر‪ 1984 .‬هـ‪ .‬التحرير والتنوير "حترير‬
‫املعىن السديد وتنوير العقل اجلديد من تفسري الكتاب اجمليد" ‪.‬الدار التونسية للنشر ‪.‬‬
‫‪ ‬العبد الكرمي ‪ ،‬فؤاد بن عبد الكرمي بن عبد العزيز ‪ .‬قضايا املرأة يف املؤمترات الدولية ‪،‬‬
‫رسالة علمية ‪.‬الرياض ‪ :‬جامعة اإلمام حممد بن سعود ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد املنعم ‪ ،‬فؤاد ‪1414 .‬هـ‪1994 -‬م‪ .‬أحباث يف الشرائع اليهودية والنصرانيةـ واإلسالم‬
‫‪.‬االسكندريةـ ‪ :‬مؤسسة شباب اجلامعة ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد النور ‪،‬منيس ‪ .‬دروس من رساليت بطرس الرسول ‪ .‬بتصريح خاص من كنيسة قصر‬
‫الدوبارة ‪.‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الوهاب ‪ ،‬أمحد ‪1409 .‬هـ‪1989 -‬م ‪ .‬تعدد نساء األنبياء ومكانة املرأة يف اليهودية‬
‫واملسيحيةـ واإلسالم ‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة وهبة ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬عرت ‪ ،‬نور الدين ‪ 1424 .‬هـ ‪ 2003 -‬م‪ .‬ماذا عن املرأة ‪ .‬دمشق ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار اليمامة‬
‫‪ ،‬ط ‪" 11‬ط األوىل املوسعةـ"‪.‬‬
‫‪ ‬الغزايل ‪ ،‬حممد بن حممد الطوسي (املتوىف‪505 :‬هـ) ‪1405 .‬هـ ‪1985 -‬م‪ .‬قواعد العقائد‬
‫‪ ،‬حتقيق ‪ :‬موسى حممد علي ‪( ،‬لبنان ‪ :‬عامل الكتب ‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ ‬أبو غضة ‪ ،‬زكي علي السيد ‪ .‬املرأة يف اليهودية واملسيحيةـ واإلسالم ‪1424 .‬هـ‪2003-‬م‬
‫‪ .‬املنصورة ‪ :‬دار الوفاء ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬فكري ‪ ،‬أنطونيوسـ ‪ .‬شرح الكتاب املقدس ‪.‬‬
‫‪ ‬الفريوزآبادى ‪ ،‬حممد بن يعقوب ‪ 1426 .‬هـ ‪ 2005 -‬م‪ .‬القاموس احمليط ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫مكتبـ حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرسالة‪ .‬بريوت ‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط ‪. 8‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ ‬القرطيب ‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب ‪.‬‬
‫‪1384‬هـ ‪ 1964 -‬م‪ .‬اجلامع ألحكام القرآن ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أمحد الربدوين وإبراهيم‬
‫أطفيشـ ‪.‬القاهرة ‪ :‬دار الكتبـ املصرية ‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ ‬القسطالين ‪ ،‬أمحد بن حممد بن أىب بكر بن عبد امللك ‪ 1323 .‬هـ‪ .‬إرشاد الساري لشرح‬
‫صحيح البخاري ‪.‬مصر ‪ :‬املطبعة الكربى األمرييةـ ‪ ،‬ط ‪.7‬‬
‫‪ ‬قطب ‪ ،‬حممد‪1413 .‬ه ـ ـ ـ ‪ 1992‬م‪ .‬شبهات حول اإلسالم ‪ ،‬القاهرة ‪:‬دار الشروق ‪ ،‬ط‬
‫‪.21‬‬
‫‪ ‬الكاساين ‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد (املتوىف‪587 :‬هـ)‪1406 .‬هـ ‪-‬‬
‫‪1986‬م‪.‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ، ،‬دار الكتبـ العلمية ‪ ،‬ط‪2‬‬
‫‪ ‬الكراين ‪ ،‬عبد احلميد بن صاحل ‪1431 .‬هـ‪2010 -‬م‪ .‬القوامة وأثرها يف استقرار األسرة‬
‫‪.‬دار القاسم ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬أبو اجملد ‪ ،‬ليلى إبراهيم ‪2007 .‬م ‪ .‬املرأة بني اليهودية واإلسالمـ ‪ .‬القاهرة ‪ :‬الدار‬
‫الثقافيةـ ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬جممع اللغة العربية ‪( :‬إبراهيم مصطفى ‪ ،‬الزيات‪ ،‬أمحد ‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬حامد ‪ ،‬النجار‪ ،‬حممد‬
‫)‪ ،‬املعجم الوسيط ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الدعوة ‪.‬‬
‫‪ ‬احملمدي ‪ ،‬علي حممد يوسف ‪ ،‬منزلة املرأة يف ضوء القرآن والسنة وموقف الدراسات‬
‫االستشراقيةـ منها ‪.‬‬
‫‪ ‬املسريي ‪ ،‬عبد الوهاب ‪2010 .‬م‪.‬قضية املرأة بني التحرير والتمركز حول األنثىـ ‪،‬‬
‫‪،‬اجليزة‪ :‬هنضة مصر‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ ‬املسريي ‪ ،‬عبد الوهاب ‪.‬موسوعةـ اليهود واليهوديةـ والصهيونية ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ ‬املعافري ‪ ،‬عبد امللك بن هشام بن أيوب احلمريي ‪1375 .‬هـ ‪1955 -‬م ‪.‬السريةـ النبويةـ ‪.‬‬
‫حتقيق مصطفى السقا ؛ و إبراهيم األبياري ؛ و عبد احلفيظ الشليب ‪ .‬مصر‪ :‬شركة ومكتبةـ‬
‫مصطفى البايب احلليب وأوالده‪ ،‬ط‪. 2‬‬
‫‪ ‬املعدللي ‪ ،‬هند توفيق ‪1423.‬ه ـ ـ ‪2002‬م ‪ .‬الزواج يف الشرائع السماوية والوضعية‬
‫‪.‬دمشق ‪ ،‬بريوت ‪ :‬دار قتيبة ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬مل ‪ ،‬جون ستيورات ‪1998 .‬م‪.‬استعباد النساء ‪ ،‬ترمجة إمام عبد الفتاح إمام ‪.‬القاهرة ‪:‬‬
‫مكتبةـ مدبويل ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬ملطى ‪ ،‬تادرس يعقوب ‪1983.‬م ‪ .‬تفسري العهد القدمي من الكتاب املقدس (سفر‬
‫التكوين) من تفسري وتأمالت اآلباء األولون‪.‬ـ القاهرة ‪ :‬األنباريوس (األوفست) ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ ‬ابن منظور ‪ ،‬حممد بن مكرم بن علي ‪1414.‬هـ ‪.‬لسان العرب ‪.‬حتقيق ‪ :‬عبد اهلل علي‬
‫الكبري ؛ و حممد أمحد حسب اهلل ؛ و هاشم حممد الشاذيل ‪.‬القاهرة ‪ :‬دار املعارف ‪ ،‬ط‪. 3‬‬
‫‪ ‬الشيخ موسى ‪ ،‬يعقوب هجو‪1430 .‬ه ـ ـ ‪2009‬م‪ ، .‬اخلطيئة والكفارة يف النصرانية‬
‫واإلسالمـ ‪،‬رسالة ماجستري ‪ ،‬جامعة أم درمان اإلسالميةـ ‪.‬‬
‫‪ ‬املوسوعة العربية امليسرة‪2009 .‬م‪ .‬صيدا ‪ ،‬بريوت ‪ :‬املكتبةـ العصرية ‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ ‬خنبة من األساتذة وذوي االختصاص والالهوتيني ‪ ،‬قاموس الكتاب املقدس ‪ ،‬هيئة‬
‫التحرير ‪ :‬بطرس عبد امللك وجون ألكسندر طمسن ‪ ،‬إبراهيم مطر‪.‬‬
‫‪ ‬خنبة من العلماء من جممع امللك فهد ‪ 1421 .‬هـ‪ .‬أصول اإلميان يف ضوء الكتاب والسنة‬
‫‪ ، ،‬الرياض ‪ :‬وزارة الشؤونـ اإلسالميةـ واألوقاف والدعوةـ واإلرشاد‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ ‬الندوة العامليةـ للشباب اإلسالميـ ‪1420 .‬هـ‪ .-‬املوسوعةـ امليسرة يف األديان واملذاهب‬
‫واألحزاب املعاصرة ‪،‬إشراف و مراجعة ‪ :‬مانع اجلهين ‪.‬دار الندوة العاملية ‪،‬ط‪.4‬‬
‫‪ ‬النووي ‪ ،‬حيىي بن شرف ‪ 1392 .‬ه‪ .‬املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ‪ .‬بريوت ‪:‬‬
‫دار إحياء الرتاث العريب ‪ ،‬ط ‪.2‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ ‬هالل ‪،‬حممد هالل الصادق‪1421 .‬هـ ‪ ٢٠٠٠‬م ‪ .‬أثر الغزو الفكري على األسرة املسلمة‬
‫وكيفيةـ مقاومته‪، ،‬رسالة علمية "ماجستري" ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬جامعة األزهر ‪.‬‬
‫‪ ‬اهليثميـ ‪ ،‬علي بن أيب بكر بن سليمان املتوىف ‪807‬هـ ‪1422 .‬هـ‪2001-‬م‪.‬جممع الزوائد‬
‫ومنبع الفوائدـ ‪.‬حتقيق ‪ :‬حممد عبد القادر أمحد عطا ‪ .‬بريوت ‪ :‬دار الكتبـ العلمية ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ‬أبو الوفا‪ ،‬حممد ‪1420.‬هـ‪2000 -‬م ‪ .‬حوار مع أهل الكتاب‪ .‬عمان ‪ :‬دار النفائس ‪،‬ط‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬يكن ‪ ،‬فتحي ‪ 1395 .‬ه ـ ‪ 1975‬م‪ .‬اإلسالم واجلنس ‪.‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ ‬التفسري التطبيقي‪.‬ـ تعريب ‪ :‬شركة ماسرت ميديا‪1998 .‬م‪.‬دار الكتاب املقدس‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المراجع اإللكترونية‬

‫‪ ‬إمساعيل ‪ ،‬عالء حممد ‪ ،‬مكانة املرأة يف شريعة اليهود ‪،‬مدونة مهس اجلواري ‪،‬‬
‫‪.mrx540.blogspot.com/p/12-12.html‬‬
‫‪ ‬بدران ‪ ،‬غسان عاطف ‪ ،‬قصة آدم بني القرآن الكرمي والتوراةـ ‪ ،‬ملخص رسالة علمية ‪،‬‬
‫جملة جامعة القدس املفتوحة لألحباث ‪ ،‬العدد ‪ 2011، 22‬م ‪.‬ص ‪. 308‬‬
‫‪.www.qou.edu/arabic/magazine/issued22/research8‬‬
‫‪ ‬أبو حازم الكاتب ‪ ،‬من يكشف غموض هذا احلديث ‪،‬منتدى الدراسات احلديثية ‪،‬‬
‫(األرشيف)ملتقى أهل احلديث ‪،‬‬
‫‪. www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php‬‬

‫‪ ‬حسن ‪ ،‬جعفر هادي ‪( ،‬احلاخامون واملرأة اليهودية)من تاريخ احلركة النسويةـ اليهودية ‪،‬‬
‫احلوار املتمدن‪-‬العدد‪، 27 / 10 / 2010 - 3167 :‬‬
‫‪.www.ahewar.org/debat/show‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ ‬دفع شبهات باطلة حول السنة ‪faculty.mu.edu.sa/download.php? ،‬‬
‫‪.fid=72252‬‬

‫‪ ‬عثمان ‪ ،‬تاج السر ‪ ،‬املفهومـ املاركسي لتحرير املرأة ‪،‬احلوار املتمدن ‪ ،‬العدد‪، 2541 :‬‬
‫‪29/1/2009‬م ‪www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=،‬‬
‫‪. %20161076‬‬

‫‪ ‬القصاصـ ‪ ،‬حممد جالل ‪ ،‬من هو عباس العقاد ؟ ترمجة أخرى ‪،‬‬


‫‪www.saaid.net/Doat/alkassas/123.htm‬‬

‫‪ ‬قوامة الرجل على املرأة بني التصور اإلسالمي والواقع الكندي‪ .‬موقع الراشدون حتت‬
‫إشراف الشيخ حسني حممد عامر‪.www.housseinamer.net/index.php .‬‬

‫‪ ‬جمموعة من الباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهيةـ ‪،‬إشراف ‪ :‬علوي بن عبد القادر السقاف الدرر‬
‫السنيةـ ‪، dorar.net ،‬‬

‫‪ ‬جمموعة من الباحثني ‪ ،‬موسوعةـ املذاهبـ الفكرية املعاصرة ‪،‬إشراف الشيخ َعلوي بن عبد‬
‫القادر السقاف ‪(،‬موقع الدرر السنيةـ على اإلنرتنت ‪.) dorar.net،‬‬

‫‪ ‬مصيلحي ‪ ،‬حممد احلسيين ‪،‬حق املساواة بني الرجل واملرأة يف الشريعة ‪ ،‬جملة العدل ‪،‬العدد‬
‫(‪ ، )9‬حمرم ‪ 1422‬ه ‪،‬ص ‪ ،283‬موقع الفقه اإلسالميـ ‪،‬‬
‫‪.www.islamfeqh.com/Nawazel‬‬

‫‪ ‬املقدم ‪،‬حممد إمساعيل ‪ ،‬حترير املرأة ‪(،‬حماضرة مقروءة )‪ ،‬إسالم ويب ‪،‬‬
‫‪.audio.islamweb.net‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ ‬املقرن ‪ ،‬حممد بن سعد ‪ ،‬القوامة الزوجية‪ ..‬أسباهبا‪ ،‬ضوابطها‪ ،‬مقتضاها ‪ ،‬موقع صيد‬
‫الفوائدـ ‪.www.saaid.net/bahoth/68.htm ،‬‬

‫‪ ‬مكتبةـ حقوق اإلنسانـ ‪ ،‬البيان العامليـ عن حقوق اإلنسانـ يف اإلسالمـ ‪.‬‬


‫‪.www1.umn.edu/humanrts/arab/UIDHR.html‬‬

‫‪ ‬برنامج املكتبة الشاملة ‪،‬‬


‫‪sh.rewayat2.com/gwame3e/Web/31615/033.htm‬‬

‫‪ ‬ملطي ‪ ،‬تادرس يعقوب ‪st-takla.org/.../Tafseer-Al-Keta-Al-Mokadas- .‬‬


‫‪El-3ahd-Al-Gadid‬‬
‫‪ ‬املوسوعة احلرة ‪ ،‬ويكيبيديا ‪ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫‪ ‬موسوعةـ املعرفة ‪.www.marefa.org/index.php .‬‬
‫‪ ‬موسوعةـ امللل واألديان ‪ ،‬تعريف اليهودية ‪ ،‬إشراف ‪ :‬علوي بن عبد اهلل السقاف ‪ ،‬الدرر‬
‫السنيةـ ‪.)www.dorar.net/enc/adyan،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪125‬‬
126

You might also like