Professional Documents
Culture Documents
Les Collectivités Territoriales
Les Collectivités Territoriales
الموسم الجامعي
20182017
المقدمة:
مرت الجماعات الترابية بالمغرب منذ االستقالل إلى حدود اآلن بمجموعة من التطورات سواء من حيث
بنيتها وتقسيمها الجغرافي أو من حيث االختصاصات وهامش الحرية الذي ما فتئ يتسع مع كل مراجعة
دستورية .
ففي أول دستور للمملكة لسنة 1962تم التنصيص في فصله 93على ان الجماعات المحلية بالمملكة
هي العماالت واألقاليم والجماعات ،ليأتي دستور 1992الذي ارتقى بالجهات إلى مصاف الجماعات
الترابية إلى جانب كل من العماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية ،إلى أن التدعيم الفعلي
لمركز الجهة ومعه باقي الوحدات الترابية األخرى سيتم مع دستور 1996الذي سيشكل اللبنة األولى
لبداية بروز الجماعات الترابية في شكلها الحالي والتدعيم من مركزها السياسي بحيث ستحظى الجهة في
ضل هذا التعديل الدستوري بتمثيلية داخل البرلمان في مجلس المستشارين .
غير أن الجماعات الترابية في ضل دستور 1996وما انبثق عنه من قوانين خاصة بالجماعات الترابية
-سواء القانون رقم 47.96المتعلق بالجهات أو القانون رقم 79.00المتعلق بالعماالت واألقاليم أو
القانون رقم 78.00الخاص بالجماعات الحضرية والقروية – كانت خاضعة ومقيدة في جميع تصرفاتها
وشؤونها المحلية لوصاية مشددة من طرف الدولة ،إلى جانب ضعف مواردها المالية مما جعلها لم
ترقى إلى ممارسة األدوار المنوطة بها والقيام بدورها كشريك استراتيجي إلى جانب الدولة في تحقيق
التنمية.
و بذلك سيشكل دستور 2011منطلقا للتأسيس لتدبير ترابي جيد يقوم باألساس على االمركزية وإشراك
الوحدات الترابية في تدبير الشأن المحلي و التوسيع من نطاق عملها ،ويظهر ذلك بشكل جلي من خالل
الفقرة األخيرة من الفصل األول من الدستور التي نصت على ما يلي :
" التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي ،يقوم على الجهوية المتقدمة "
كذلك من خالل تخصيص الباب التاسع من الدستور للجهات والجماعات الترابية األخرى .
وما سيعزز من صرح الجماعات الترابية في ضل تجربة دستور 2011هو تنصيصه في الفصل 136
على ما يلي :
" يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر ،وعلى التعاون والتضامن ،ويؤمن مشاركة
السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ،والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة "
" للجماعات الترابية وبناء على مبدأ التفريع ،اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة
واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة "
وبذلك في ضل هذا الدستور أصبح تدبير الجماعات الترابية يقوم على مبادئ التدبير الحر والتضامن
وإشراك الساكنة إلى جانب ممارسة الجماعات الترابية الختصاصاتها بناء على مبدأ التفريع ،كل هذا
سيساهم في الرقي بدور الجماعات الترابية وسيمنحها هامش كبير من الحرية في تدبير شؤونها وممارسة
1
اختصاصاتها ،وإلحاطة بكل هذه المبادئ التي أتى بها دستور 2011على مستوى التدبير الترابي
سيلزمنا طرح اإلشكالية الرئيسة المتمثلة في ،
ما هو التأصيل النظري واإلطار القانوني لمبادئ التدبير الترابي ،وماهي أبرز اإلشكاالت
المرتبطة بواقعها ؟
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية وما تفرع عنها من أسئلة ارتأينا مقاربة الموضوع من خالل التصميم
التالي:
2
المبحث األول :اإلطار النظري والقانوني لمبادئ التدبير الترابي.
نتطرق في هذا المبحث لإلطار النظري والقانوني لبدأي التدبير الحر والتفريع (المطلب األول) على
أن نخصص المطلب الثاني للحديث عن مبدأي التضامن والتعاون وإشراك السكان.
نتعرض في هذا المطلب لمبدأ الدبير الحر(الفرع األول) ,ومبدأ التفريع(الفرع الثاني).
لمعالجة مبدأ التدبير الحر سنتطرق بداية لإلطار النظري لمبدأ التدبير الحر (الفرع األول) ،ثم اإلطار
القانوني لمبدأ التدبير (الفرع الثاني).
مبدأ التدبير الحر أو Libre administrationيفيد الحرية في التدبير واإلدارة ،فمبدأ التدبير الحر
يختلف عن مبدأ الحكم الحر ،إذ ال يمكن تطبيقه إال في إطار احترام أولويات الدولة مبدأ وحدة الدولة.1
من خالل مبدأ التدبير الحر سوف تصبح الجماعات الترابية تتوفر على صالحيات واسعة في تدبير
شؤونها المحلية ،فالتدبير الحر يمكن الجماعات الترابية من تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها بكل
حرية ،مع احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية مع مراعاة كذلك اإلمكانيات المالية المتاحة لكل جماعة
ترابية.2
فمن خالل تبني التدبير الحر سيتم إعادة النظر في أشكال الرقابة الممارسة على الجماعات الترابية،
وبالتالي منح هامش من الحرية للجماعات الترابية في تدبير شؤونها وتعود أصول ظهور مبدأ التدبير
الحر إلى الدساتير الفرنسية حيث تم اإلشارة للمبدأ في بداية األمر في الفصل 87من الدستور " 1946
تدبير الجماعات الترابية بحرية من طرف مجالس منتخبة باإلقتراع العام المباشر " ،ليتم بعد ذلك على
المبدأ نفسه في دستور 1958من خالل الفصلين 34و 72من دتور الجمهورية الخامسة.
وقد اعتبر مجلس الدولة أن التدبير الحر من الحريات العمومية في قرار صادر عن المجلس بتاريخ 18
يناير 2001قضية جماعة Venelleضد ،Morbelleوكخالصة لوقائع القرار قررت La
commune de venellesعقد جلسة عامة لتداول بشأن تعيين المندوبين بالمجلس البلدي إال أن
المجلس تفاجئ بقرار رئيس المحكمة اإلدارية القاضي بمنع جلسة التداول وتأجيلها وعلى هذا األساس
طعن عمدة البلدية ضد األمر صادر عن رئيس المحكمة وبناء على المعطيات المثار أصدر المجلس
قرار قضى فيه بإلغاء األمر الصادر عن رئيس المحكمة اإلدارية واعتبر المجلس أن التدبير الحر من
1رسالة نيل دبلوم الماستر في القانون العام " ،العالقة بين الدولة والجماعات الترابية" على ضوء الجهوية المتقدمة – دراسة تحليلية لمقتضيات
دستور ،2011من إنجاز طالب حميد الماموني ،السنة الجامعية .2014-2013ص.96:
2التدبير المحلي والحكامة الترابية على ضوء القوانين التنظيمية الجديدة ،مجلة العلوم القنونية ،سلسلة الدراسات الدستورية والسياسية ،العدد 4
ص.67:
3
المبادئ المنصوص عليها في الفصل 72من الدستور ويعتبر من الحريات األساسية التي ال يجب
المساس بها من قبل جميع السلطات.3
فمع تطبيق مبدأ التدبير الحر ستكون الجماعات الترابية مجبرة على العمل وفق مقاربة ترتكز على ثقافة
النتائج وحسن األداء وتفعيل المسائلة والمحاسبة.
فالمغرب لم يعرف مبدأ التدبير الحر إال مع دستور ،2011حيث كانت في السابق تخضع الجماعات
الترابية لوصاية مشددة من قبل ممثلي السلطة المركزية وبالتالي سنتعرف على اإلطار القانوني لهذا
المبدأ الجديد.
يعتبر مبدأ التدبير الحر من المستجدات التي أتى بها دستور 2011من خالل تنصيص الفصل 136
على هذا المبدأ ،ويشكل ذلك دافعا ً قويا لتعزيز اإلستقالل الجماعات الترابية وبالتالي تفعيل ال مركزية
الترابية ،فمع هذا المبدأ ستكون الجماعات الترابية قادرة على تدبير شؤونها وبلورة اختيارها وتنزيل
مخططاتها و برامجها التنموية بكيفية مستقلة.
ولتفعيل مبدأ التدبير الحر صدرت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية لكي تحدد مظاهر
تطبيق ومضمون هذا المبدأ.
فوفقا ً للقوانين التنظيمية الثالث المتعلقة بالجماعات الترابية فالتدبير الجماعات الترابية لشؤونها يكون
وفق التدبير الحر الذي يخول للجماعات الترابية في حدود اختصاصاتها سلطة التداول بكيفية ديمقراطية
(الفقرة األولى) ،وسلطة تنفيذ مدوالتها و مقرراتها (الفقرة الثانية).
التداول بكيفية ديمقراطية يفيد أنه الجماعات الترابية تتداول بكيفية حرة وفي حدود االختصاصات الموكلة
إليها ،وقد تم تحديد شروط التداول من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية.
حيث ال تكون المداوالت صحيحة على مستوى المجلس الجهوي إال بحضور أكثر من نصف األعضاء
المزاولين لمهامهم عند افتتاح الدورة وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني يوجه استدعاء ثاني في
ظرف ثالثة أيام وخمسة أيام على األكثر بعد اليوم المحدد لإلجتماع األول وبعد التداول صحيحا بحضور
أكثر من نصف األعضاء إن لم يكتمل في اإلجتماع الثاني كيفما كان عدد األعضاء الحاضرين.4
وتتخذ مقررات المجلس باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها ما عدى في القضايا التي يشترط
العتمادها األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم لبرنامج التنمية الجهوية ،التصميم الجهوي إلعداد
التراب ،إحداث شركات التنمية الجهوية ،طرق تدبير المرافق العمومية التابعة للجهة ،الشراكة مع
القطاع الخاص ،العقود المتعلقة بممارسة اإلختصاصات المشتركة مع الدولة والمنقولة من الدولة.
3
Conseil d’état de refère, section, 18 janvier 2001, adj 2001 chronique p153-154.
4المادة 45من القانون 111.14المتعلق بالجهات.
4
وفي حالة تعذر الحصول على األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم في التصويت األول تتخذ
المقررات في جلسة ثانية ويتم التصويت عليها باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها وفي حالة تعادل
األصوات يرجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس.5
كما أنه ال يجوز لألعضاء المجلس التداول إال في النقط المدرجة في جدول األعمال المحدد من قبل .وقد
ورد مصطلح " التداول في القانون التنظيمي للجهات 11مرة".
أوكل دستور 2011مهمة تنفيذ مداوالت المجالس ومقرراتها إلى رؤساء المجالس ،6وعملت القوانين
التنظيمية على تكريس ذلك ،على عكس السابق الذي كان فيه ممثلو السلطة المركزية الوالة والعمال هم
من يقومون بتنفيذ مداوالت مجالس جماعات الترابية " ينفذ عامل العمالة أو اإلقليم مركز الجهة
القرارات الصادرة عن المجلس الجهوي ،7 "...وكانت الجهة تمثل أمام القضاء بواسطة عامل العمالة أو
اإلقليم مركز الجهة ،وكان يعتبر العامل هو األمر بالصرف على مستوى الجهة ،8وكان يحضر الميزانية
وينفذها.9
مع صدور الدستور 2011و القوانين التنظيمية ستغير األمور وسيصبح رئيس الجماعة الترابية هو
المكلف:
إضافة إلى أمر جد مهم يتعلق بإقرار ممارسة رؤساء الجماعات الترابية لسلطة التنظيمية حيث تنص
الفقرة الثانية من الفصل 140من الدستور على انه " تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى في
مجاالت اختصاصاتها ،وداخل دائرتها الترابية ،على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها".
لقد شكل الدستور تطورا ھاما بمنحه ھذه الصالحیة للوحدات الترابیة ،والتي لم تكن تمارسھا بالكیفیة
التي أطرت بھا في الدستور الحالي ،الشيء الذي سیمكن الجماعات الترابية ،بما تتمتع به من
اختصاصات ذاتیة ومشتركة مع الدولة ومنقولة من ھذه األخیرة ،من تنظيم مجالها الترابي ،بما یتوافق
5
المادة 46من القانون 111.14المتعلق بالجهات.
6
الفصل 138من دستور .2011
7
المادة 54من القانون 47.96المتعلق بتنظيم الجهات.
8
المادة 56من القانون 47.96المتعلق بتنظيم الجهات.
9
المادة 67من القانون 47.96المتعلق بتنظيم الجهات.
5
مع جوھر السلطة التنظيمية ،والتي لم یقیدھا المشرع ممارستھا بشروط .ویستشف ذلك من الفصل
146من الدستور.
وتفعیال للفصل 140من الدستور فان المواد 102من القانون التنظیمي للجھات ،والمادة 96من
القانون التنظیمي للعماالت واألقالیم ،والمادة 95من القانون التنظیمي للجماعات ،جاءت بصیاغة موحدة
بین ھذه القوانین الثالث.
فنصت ھذه المواد كالتالي " تطبیقا ألحكام الفقرة الثانیة من الفصل 140من الدستور ،یمارس رئیس ...
بعد مداوالت المجلس السلطة التنظیمیة بموجب قرارات تنشر بالجریدة الرسمیة للجماعات الترابیة".
نستنتج من المقتضیات الواردة أعاله أن السلطة التنظیمیة على الصعید المحلي تتوزع على ثالث
مستویات ،على المستوى الجھوي یمارسھا رئیس المجلس الجھوي ،وعلى صعید العماالت واألقالیم
یمارسھا رئیس مجلس العمالة أو اإلقلیم ،وعلى الصعید الجماعي یمارسھا رئیس المجلس الجماعي.
إن المشرع أسند ھذه الصالحیة وفق المقتضیات الدستوریة لرؤساء الوحدات الترابیة في مستواھا
المحلي ووفقا لمقتضیات القوانین التنظیمیة المؤطرة للجماعات الترابیة .وذلك لیأذن باالنخراط في
مرحلة جدیدة من التدبیر وفق مستویین:
المستوى األول :القطع الجدري مع احتكار السلطة التنظیمیة من قبل رئيس الحكومة و باقي أعضاء
الحكومة.
المستوى الثاني :االنخراط في مرحلة تتمتع من خاللھا الجماعات الترابیة ،بصالحیات كبیرة ،من أجل
الحفاظ على حسن سیر المرافق العمومیة بكیفیة منتظمة ومضطردة.
يعتبر مبدأ التفريع من المبادئ الحديثة التي أقرها التشريع المغربي على مستوى توزيع
االختصاصات ،هذا المبدأ يتجسد بشكل قوي في النظام االمركزي ،بحيث يقوم على التوزيع العادل
لالختصاصات والموارد بين مختلف الوحدات الترابية والدولة ضمن منطق التفاهم ،التشارك والتعاون،
وذلك في إطار ما يستطيع أن يقوم به األدنى يتنازل عنه األعلى باعتبار األدنى هو األقرب للمواطنين
وهو األدرى بحاجاتهم .
ونظرا لحداثة هذا المبدأ سواء على المستوى الوطني أو الدولي بصفة عامة ،يستوقف علينا أن
نتطرق للتأصيل النظري لهذا المبدأ (الفقرة األولى) ،واإلطار القانوني الذي يحكمه وينظمه على مستوى
التشريع المغربي (الفقرة الثانية) .
يعود ظهور مبدأ التفريع إلى األنظمة الفيدرالية التي تقوم على توزيع االختصاصات بين الدولة االتحادية
والفيدراليات وذلك في إطار االحتكام إلى الدستور باعتباره القانون األسمى للبالد ،ولم يحظى هذا المبدأ
باالهتمام الدولي إال من بعد اعتماده في معاهدة ماستريخت لسنة 1992المنظمة لالتحاد األوروبي،
حيث جاء في المادة B 3من هذه المعاهدة بما معناه :
" تتصرف المجموعة في حدود الصالحيات الممنوحة لها في إطار هذه المعاهدة .
6
وال تتدخل المجموعة في االختصاصات الغير الممنوحة لها تبعا لمبدأ التفريع ،إال إذا كانت تلك
10
االختصاصات ال يمكن أن تحققها الدول األعضاء بالحجم واآلثار التي يمكن ان تحققها المجموعة "
أما على مستوى التجارب المقارنة ،نستحضر هنا التجربة األلمانية التي تعتبر رائدة في هذا المجال إذ
يعتبر مبدأ التفريع من بين المبادئ األساسية التي ينبني عليها النظام الفدرالي األلماني على المستوى
المؤسساتي ،وكذلك على مستوى توزيع االختصاصات بين الدولة االتحادية والفدراليات التي تتمتع بنظام
التسيير الذاتي وذلك حفاظا على تنوعها اإلقليمي .
فالنظام األلماني يشتمل على مبدأ تدرج اإلختصاصات ،الذي يحدد لكل طرف مجاالت عمله ،وفي نفس
الوقت يسمح للطرف األعلى بالتدخل لتنظيم الشؤون التي يعجز الطرف األدنى عن تنظيمها ،ويمتد هذا
التدرج من الحي ،فالمدينة ،ثم الوالية ،ومنها اإلتحاد. 11
أما النظام الفرنسي الذي يعتبر أقرب تجربة مقارنة للنظام المغربي ،بل يعتبر مرجعية لإلصالح اإلداري
بالمغرب ،فيعود أصل ظهور مبدأ التفريع فيه إلى تقرير" "vivre ensembleلسنة 1976حيث جاء
في هذا التقرير :
" في سياق الحديث عن مبادئ التوزيع ،إن مبدأ الفرعية يقود إلى البحث عن المستوى األمثل لممارسة
االختصاصات ،حيث يتعين على الدولة أن تفوض للجماعات الترابية االختصاصات المؤهلة للقيام بها
وممارستها ".12
ومن بعده عمل القانون المتعلق باإلدارة الترابية الصادر في 6فبراير 1992على استلهام فحوى هذا
المبدأ خاصة عند توزيع المهام بين اإلدارات المركزية والمصالح االممركزة وإن كان بشكل محتشم .13
أما فيما يخص التشريع المغربي فقد بدأت التلميحات األولى لهذا المبدأ من خالل القانون رقم 47.96
المتعلق بتنظيم الجهات الصادر في 2أبريل 141997حيث جاء في الفقرة الثانية و الثالثة من المادة
السادسة من هذا القانون :
" يمارس المجلس اختصاصات خاصة به واختصاصات تنقلها إليه الدولة .
يمكنه عالوة على ذلك تقديم اقتراحات وإبداء أراء حول األعمال ذات المصلحة العامة التي تهم الجهة
والداخلة في نطاق اختصاص الدولة أو أي شخص معنوي آخر من أشخاص القانون العام "
10
- Treaty on european union , 1992, Article 3b .
- 11محمد الصابري ،مبدأ التفريع وتوزيع االختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة ،بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،جاكعة
محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ،السنة الجامعية ، 2011/2012ص12-11 :
- 12حميد الماموني ،العالقة بين الدولة والجماعات الترابية على ضوء الجهوية المتقدمة ،دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ،2011رسالة لنيل
دبلوم الماستر في القانون العام ،جاكعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -أكدال ،السنة الجامعية ،2013/2014
ص95 :
- 13محمد الصابري ،مرجع سابق ،ص 5:
- 14القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم الجهات الصادر في 2أبريل ، 1997الجريدة الرسمية عدد 4470بتاريخ 03/04/1997الصفحة
556
7
وبذلك كان المجلس الجهوي بموجب هذا النص يمارس اختصاصات ذاتية واختصاصات منقولة وأخرى
15
استشارية ،نفس األمر سيتم إقراره سواء بالنسبة للعماالت واألقاليم من خالل القانون رقم 79.00
المنظم للعماالت واألقاليم ،أو الجماعات من خالل القانون رقم 1678.00المتعلق بالميثاق الجماعي.
إلى أن التنصيص الفعلي لهذا المبدأ لم يتم إال من خالل المبادرة المغربية للتفاوض بشأن منح حكم ذاتي
لمنطقة الصحراء التي تقدم بها المغرب إلى األمم المتحدة سنة ،172007حيث جاء في الفقرة السابعة
عشر من نص المبادرة ما يلي :
" من جهة أخرى تمارس االختصاصات التي لم يتم التنصيص على تخويلها صراحة باتفاق بين الطرفين
وذلك عمال بمبدأ التفريع "
وعلى عكس فرنسا فإن المغرب عمل على االرتقاء بهذا المبدأ والتنصيص عليه بشكل فعلي من خالل
دستور 2011وما تبعه من فوانين تنظيمية خاصة بالجماعات الترابية التي ستشكل إطارا مرجعيا
للتدبير الترابي بالمملكة ومدخال لتفعيل مبدأ التفريع والحث على االختصاصات الممنوحة للجماعات
الترابية في إطار هذا المبدأ ،وهذا ما سنتطرق إليه بشكل مفصل من خالل الفقرة الثانية الخاصة باإلطار
القانوني لمبدأ التفريع .
كما سبق الذكر فإن التلميحات األولى لهذا المبدأ ظهرت مع القانون رقم 47.96المتعلق بتنظيم الجهات،
وما تبعه من قوانين خاصة بباقي الجماعات الترابية .
إلى أن التنصيص الفعلي لهذا المبدأ لم يتم إال في حدود سنة ،2011حيث تم االرتقاء به إلى مبدأ
دستوري من خالل التنصيص عليه بصريح العبارة في الفقرة األولى من الفصل 140من دستور
2011الذي جاء فيه :
" للجماعات الترابية ،وبناء على مبدأ التفريع ،اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة
واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة " .
وقد تم تحديد هذه االختصاصات بشكل مفصل من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية الصادرة
سنة ،2015وسنتطرق إلى اختصاصات كل وحدة ترابية على حدى بشكل مفصل أكثر من خالل ما
يلي :
أوال :اختصاصات الجهة
باعتبارها شريك الدولة على المستوى االقتصادي تناط بالجهة داخل دائرتها الترابية المهام الرامية إلى
تنمية الجهة والنهوض بها اقتصاديا من خالل جلب االستثمارات وتهيييء الظروف لظهور وتكاثر
15القانون رقم 79.00المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم ،الصادر في 3أكتوبر 2002الجريدة الرسمية عدد 5085بتاريخ 12/11/2002
الصفحة 3490
- 16القانون رقم 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي الصادر في 3أكتوبر ، 2002الجريدة الرسمية عدد 5058بتاريخ 21/11/2002
الصفحة 3486
- 17النص الكامل للمبادرة المغربية للتفاوض بشأن منح حكم ذاتي لمنطقة الصحراء التي تقدمت بها المملكة المغربية تقديمها إلى األمم المتحدة في
أبريل ،2007منشور بالموقع اإللكتروني الخاص بالمجلس الملكي االستشاري للشؤون الصحراوية ،رابط النص :
/tabid/156/ctl/Details/mid/1833/ItemID/12056/Default.aspxالصحراءالغربيةالبوابةالسياسية http://www.corcas.com/
8
المقاوالت ،وعلى هذا األساس تمارس الجهة اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة
واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة.
تمارس الجهة اختصاصات ذاتية في مجالين أساسين وهما التنمية الجهوية وإعداد التراب .
تشمل االختصاصات الذاتية للجهة في مجال التنمية الجهوية على الميادين التالية :
التنمية االقتصادية :من خالل دعم المقاوالت ،تنظيم مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة ،تهيئة
الطرق والمسالك السياحية في العالم القروي ،إنعاش أسواق الجملة الجهوية ،إحداث مناطق
لألنشطة التقليدية والحرفية ،جذب االستثمار ،إنعاش االقتصاد االجتماعي والمنتجات الجهوية .
التكوين المهني والتكوين المستمر والشغل :وذلك من خالل إحداث مراكز جهوية للتكوين وكذا
مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل اإلدماج في سوق الشغل ،اإلشراف على
التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظفي الجماعات الترابية .
التنمية القروية :من خالل ممارسة االختصاصات الرامية إلى إنعاش األنشطة غير الفالحية
بالوسط القروي ،بناء وتحسين وصيانة الطرق غير المصنفة .
النقل :ويشمل االختصاص في مجال النقل إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة،
وتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات الترابية داخل الجهة .
الثقافة :يندرج في هذا اإلطار االختصاصات الرامية إلى اإلسهام في المحافظة على المواقع
األثرية والترويج لها ،وكذا تنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهي
البيئة :تختص الجهة في هذا المجال بتهيئة وتدبيرالمنتزهات ،وضع استراتيجية جهوية القتصاد
الطاقة والماء ،إنعاش المبادرات المرتبطة بالطاقة المتجددة .
التعاون الدولي :بحيث يمكن للجهة في هذا المجال إبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة
في إطار التعاون الدولي ،وكذا الحصول على تمويالت في نفس اإلطار بعد موافقة السلطات
العمومية طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل ،إلى أنه ال يمكن للجهة أن تبرم اتفاقية بين
جهة أو مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية ودولة أجنبية .
أما فيما يخص اختصاصات الجهة في مجال إعداد التراب ،يضع مجلس الجهة تحت إشراف رئيس
الجهة التصميم الجهوي إلعداد التراب وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل في إطار توجهات
9
السياسة العامة إلعداد التراب على المستوى الوطني وبتشاور مع الجماعات الترابية األخرى واإلدارات
والمؤسسات العمومية ،وممثلي القطاع الخاص المعنيين بتراب الجهة ،وبمساعدة من والي الجهة .
ويعتبر التصميم الجهوي إلعداد التراب وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب الجهوي ،ويهدف
على الخصوص إلى تحقيق التوافق بين الدولة والجهة حول تدابير تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية
استراتيجية واستشرافية ،بما يسمح بتحديد توجهات واختيارات التنموية الجهوية ولهذه الغاية :
يضع إطارا عاما للتنمية الجهوية المستدامة والمنسجمة بالمجاالت الحضرية والقروية ؛
يحدد االختيارات المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرة المهيكلة على مستوى الجهة ؛
يحدد مجاالت المشاريع الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها ،وكذا مشاريعها المهيكلة ؛
وتأخذ اإلدارة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية بعين االعتبار مضامين
التصميم الجهوي إلعداد التراب في إطار برامجها القطاعية أو تلك التي تم التعاقد بشأنها .
تمارس الجهة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي ،إما بمبادرة من الدولة أو بطلب
من الجهة ،ويمكن للجهة بمبادرة منها واعتمادا على مواردها الذاتية أن تتولى تمويل أو تشارك في
تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي
مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها .
وتنحصر االختصاصات التي تمارسها الجهة بشكل مشترك مع الدولة في المجاالت التالية :
التنمية االقتصادية :يشمل هذا االختصاص تحسين جاذبية المجاالت الترابية وتقوية التنافسية،
التنمية المستدامة ،الشغل ،البحث العلمي التطبيقي .
التنمية القروية :من خالل تأهيل العالم القروي ،تنمية المناطق الجبلية ،تنمية مناطق الواحات،
إحداث أقطاب فالحية ،تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة .
التنمية االجتماعية :من خالل ممارسة االختصاصات الرامية التأهيل االجتماعي ،المساعدة
االجتماعية ،إعادة االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة ،إنعاش السكن االجتماعي ،إنعاش الرياضة
والترفيه .
البيئة :يشمل هذا االختصاص الحماية من الفيضانات ،المحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع
البيولوجي ومكافحة التلوث والتصحر ،المحافظة على المناطق المحمية ،المحافظة على
المنظومة البيئية الغابوية ،المحافظة على الموارد المائية .
الثقافة :ويتمثل هذا االختصاص في االعتناء بتراث الجهة والثقافة المحلية ،صيانة اآلثار ودعم
الخصوصيات الجهوية ،إحداث وتدبير المؤسسات الثقافية .
السياحة :ويشمل هذا االختصاص إنعاش السياحة .
10
االختصاصات المنقولة
تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية بشكل
تدريجي ،وتشمل االختصاصات المنقولة بصفة خاصة المجاالت التالية :
التجهيزات والبنيات التحتية ذات البعد الجهوي ،الصناعة ،الصحة ،التجارة ،التعليم ،الثقافة ،الرياضة،
الطاقة والماء والبيئة ،ويراعى عند نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهة مبدأ التدرج والتمايز بين
الجهات.
18
ثانيا :اختصاصات العماالت واألقاليم
فيما يخص العماالت واألقاليم فقد أنيط بها باألساس ممارسة االختصاصات الرامية إلى تحقيق التنمية
االجتماعية والنهوض بالوسط القروي ،وهي األخرى بناء على مبدأ التفريع تمارس اختصاصات ذاتية
واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة.
هي تلك االختصاصات الموكولة للعمالة أو اإلقليم في مجال معين بما يمكنها من القيام في حدود
مواردها ،وداخل دائرتها الترابية باألعمال الخاصة بهذا المجال السيما التخطيط والبرمجة واإلنجاز
والتدبير والصيانة .
وبذلك تمارس العمالة أو اإلقليم اختصاصات ذاتية داخل نفوذها الترابي في الميادين التالية :
تشمل االختصاصات المشتركة بين الدولة والعمالة أو اإلقليم االختصاصات التي يتبين أن نجاعة
ممارستها تكون بشكل مشترك ،وتتم ممارسة هذه االختصاصات طبقا لمبدأي التدرج والتمايز .
18
11
تمارس العمالة أو اإلقليم االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي ،إما بمبادرة من
الدولة أو بطلب من العمالة او اإلقليم ،ويمكن للعمالة أو اإلقليم بمبادرة منها واعتمادا على مواردها
الذاتية أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل
ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها .
وتنحصر االختصاصات التي تمارسها العمالة أو اإلقليم بشكل مشترك مع الدولة في المجاالت التالية :
تأهيل العالم القروي في ميادين الصحة والتكوين والبنيات التحتية والتجهيزات
تنمية المناطق الجبلية والواحات
اإلسهام في تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء
برنامج فك العزلة عن الوسط القروي
المساهمة في إنجاز وصيانة الطرق اإلقليمية
التأهيل االجتماعي في الميادين التربوية والصحية واالجتماعية و الرياضية
تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى المالة أو اإلقليم بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية
بشكل تدريجي ،وتمارس العمالة او اإلقليم االختصاصات المنقولة إليها من طرف الدولة في مجال التنمية
االجتماعية وإحداث وصيانة المنشآت المائية الصغيرة والمتوسطة خاصة بالعالم القروي .
ويراعى عند نقل االختصاصات من الدولة إلى العمالة أو اإلقليم مبدأ التدرج والتمايز بين العماالت
واألقاليم .
تتجلى االختصاصات األساسية للجماعة في تقديم خدمات القرب للمواطنين وتدبير المرافق والتجهيزات
العمومية ،ولهذه الغاية تمارس الجماعة تمارس اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة
واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة.
12
سنوات ،ويتم إعداد برنامج عمل الجماعة في السنة األولى من مدة انتداب المجلس على أبعد تقدير
بانسجام مع توجهات برنامج التنمية الجهوية ووفق منهج تشاركي وبتنسيق مع عامل العمالة إو اإلقليم أو
من ينوب عنه بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح االممركزة لإلدارة المركزية .
ويتضمن برنامج عمل الجماعة تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجماعة وتحديدا ألولوياتها وتقييما
لمواردها ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األولى ،وأن يأخذ بعين االعتبار مقاربة النوع،
ويمكن تحيين برنامج عمل الجماعة ابتداء من السنة الثالثة من دخوله حيز التنفيذ .
تقوم الجماعة بإحداث وتدبير المرافق والتجهيزات العمومية االزمة لتقديم خدمات القرب في الميادين
التالية :
13
السهر على احترام االختيارات و الضوابط المقررة في مخططات توجيه التهيئة العمراينة
وتصاميم التهيئة والتنمية وكل الوثائق المتعلقة بإعداد التراب والتعمير ؛
الدراسة والمصادقة على ضوابط البناء الجماعية طبثا للقوانين واالنظمة الجاري بها العمل ؛
تنفيذ مقتضيات تصميم التهيئة ومخطط التنمية القروية بخصوص فتح مناطق جديدة للتعمير ؛
وضع نظام العنونة المتعلقة بالجماعة
وال يمكن إبرام أي اتفاقية بين جماعة أو مؤسسة التعاون بين الجماعات أو مجموعة الجماعت الترابية
ودولة أجنبية .
تمارس الجماعة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي ،إما بمبادرة من الدولة أو
بطلب من الجماعة ،ويمكن للجماعة بمبادرة منها واعتمادا على مواردها الذاتية أن تتولى تمويل أو
تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية
بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها .
تمارس الجماعة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة في المجاالت التالية :
إحداث دور الشباب ؛
إحداث دور الحضانة ؛
إحداث المراكز النسوية ؛
إحداث دور العمل الخيري ومأوى العجزة ؛
إحداث المراكز االجتماعية لإليواء ؛
إحداث مراكز الترفيه ؛
إحداث المركبات الثقافية ؛
إحداث المكتبات الجماعية ؛
إحداث المتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية ؛
إحداث المركبات الرياضية والميادين والمالعب الرياضية والقاعات المغطات والمعاهد
الرياضية ؛
إحداث المسابح ومالعب سباق الدراجات والخيل والهجن ؛
المحافظة على البيئة ؛
تدبير الساحل الواقع في النفوذ الترابي للجماعة طبقا للقوانين واالنظمة الجاري بها العمل ؛
تهيئة الشواطئ والممرات الساحلية والبحيرات وضفاف األنهار الموجودة داخل تراب الجماعة ؛
صيانة مدارس التعليم األساسي ؛
صيانة المستوصفات الصحية الواقعة في النفوذ الترابي للجماعة ؛
14
صيانة الطرقات الوطنية العابرة لمركز الجماعة ومجالها الحضري ؛
بناء وصيانة الطرق والمسالك الجماعية ؛
التأهيل والتثمين السياحي للمدن العتيقة والمعالم السياحية والمواقع التاريخية .
بذلك يظهر لنا من خالل كل هذه االختصاصات التي منحت للجماعات الترابية في إطار مبدأ التفريع تم
المراعاة على مستوى توزيعها القرب الجغرافي والبعد السوسو -اقتصادي لكل وحدة ترابية على حدى،
بحيث منح للجهة باعتبارها القطب األكبر داخل الجماعات الترابية االختصاصات الرامية إلى إنعاش
االقتصاد وخلق فرص الشغل في حين اكتفت العماالت واألقاليم بممارسة االختصاصات التي ترمي إلى
تهييء الوسط القروي من خالل تشجيع االستثمارات بالقرى وفك العزلة ،أما الجماعات وباعتبارها
أقرب وحدة ترابية للمواطن ولها احتكاك مباشر بحاجياته اليومية فتعمل من خالل اختصاصاتها على
تدبير المرافق العمومية خصوصا فيما يتعلق بتوزيع الماء والكهرباء والتطهير والنظافة إلى غيرها من
األمور التي تعتمد باألساس على أساليب التدبير المفوض والشراكة مع القطاع الخاص .
نتعرض في هذا المطلب لمبدأ التضامن والتعاون(الفرع األول) ,ومبدأ اشراك السكان(الفرع الثاني).
لمعالجة مبدأ التضامن والتعاون سنتطرق بداية لإلطار النظري لمبدأ التضامن والتعاون(الفقرة
األول) ،ثم اإلطار القانوني (الفقرة الثاني).
خالل مسيرتها الطويلة شهدت المنظومة القانونية لالمركزية تحوالت تدريجية عميقة فبعد أربع
سنوات فقط من حصول المغرب على استقالله صدر بتاريخ 23يونيو 1960الميثاق الجماعي األول
الذي شكل النواة نحو ال مركزية إدارية ونص على نوعين من الجماعات ,الحضرية وقروية أسندت لها
آنذاك اختصاصات ثانوية إذ انحصر دورها في المهام االستشارية وفي التسيير اإلداري فقط نظرا لحداثة
التجربة مع فرض وصاية صارمة ثالثية األبعاد بعدية ,موازية وقبلية.19
ثالث سنوات بعد ذلك صدر ظهير 12دجنبر 1963أحدث بمقتضاه مستوى ثان من
الالمركزية ويتعلق األمر بمجلس العماالت واألقاليم ,ثم تاله ظهير 30شتنبر 1976المتعلق بالتنظيم
19
-ذ.محمد عمراوي ,الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية دراسة في القرار المحلي ,الطبعة األولى ,ص .31
15
الجماعي والذي مثل االنطالقة لمساهمة الجماعات في التنمية المحلية واعتبر الجماعات الحضرية
والقروية وحدات مسؤولة عن التنمية االقتصادية واالجتماعية .20وبعدما تم االرتقاء خالل التعديالت
الدستورية لسنتي 1992و 1996بالجهات إلى مصاف الجماعات الترابية ,صدر الميثاق الجماعي سنة
2002الذي تم بموجبه توسيع صالحيات المجالس الجماعية والتخفيف من الوصاية عليها ,وجاء
بمستجدات على مستوى عالقات الشراكة والتعاقد مع الدولة ومؤسساتها مع القطاع الخاص ومستجدات
أخرى تهم قواعد ومبادئ التسيير والتدبير والحكامة عموما.21
كما جاء القانون رقم 79,00المنظم للعماالت واألقاليم مدعما آلليات التعاون والشراكة ,ليتم
سنة 2011تتويج هذا المسار بدسترة الجهوية المتقدمة ,وتخصيص الباب التاسع منه لها وتضمينه 12
فصال مفصال في إطارها العام ,بعد ذلك عرفت سنة 2015إصدار 3قوانين تنظيمية تتعلق بالجهات
والعماالت واألقاليم وبالجماعات ,كما نص عليها الدستور في الفصل ,135بعدما كانت منظمة بقوانين
عادية منذ .1960
فأصبح تدبير شؤون الجماعة يرتكز على العديد من المبادئ الدستورية على رأسها مبدأ التضامن
والتعاون وذلك بموجب الفصل 136من الدستور ,وهذا قصد إرساء الفعالية والجودة والنجاعة
والتنافسية واالنسجام في الفعل العمومي المحلي .22استجابة لتحديات التنمية المجالية بين مختلف ارجاء
البالد كآلية أساسية لتأهيل التراب الوطني الذي يتميز بتباين كبير على مستوى النمو االقتصادي
واالستفادة من الخدمات األساسية ,تماشيا مع ما دعى له جاللة الملك في خطاب إفتتاح الدورة التشريعية
لسنة .2015
تضمن دستور 2011عدة صيغ تهم مبدأ التضامن بمصطلحات متقاربة المعنى وان اختلفت
تعبيراتها ,فقد ذكرت كلمة التضامن مقارنة بالتعاضد في الفصل 31من الدستور" تعمل الدولة
والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة
المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من الحق في:
...الحماية االجتماعية والتغطية الصحية والتضامن التعاضدي والمنظم من لدن الدولة .23"...وفي
الفصل 142تم االنتقال إلى مأسسة التضامن وتحديد آلياته وتوضيح غاياته "يحدث لفترة معينة ولفائدة
الجهات صندوق للتأهيل االجتماعي يهدف إلى سد العجز في مجاالت التنمية البشرية والبنيات التحتية
األساسية والتجهيزات يحدث أيضا صندوق للتضامن بين الجهات يهدف إلى التوزيع المتكافئ للموارد,
قصد التقليص من التفاوتات بينها" ,24أما الفصل 143فقد حدد مفهوم التعاون إذ " كلما تعلق األمر
بإنجاز مشروع يتطلب تعاون عدة جماعات ترابية ,فإن هذه األخيرة تتفق على كيفيات تعاونها" 25حيث
التعاون متاح للجماعات فيما بينها ,لكن التضامن تسهر على تنظيمه الدولة ,وجاء الفصل 144للقول
26
على أنه "يمكن للجماعات الترابية تأسيس مجموعة فيما بينها من أجل التعاضد في البرامج والوسائل" .
-20مجلة مسالك العدد 33/34ص .124
- 21مجلة مسالك العدد 33/34ص .128
- 22مجلة مسالك العدد 33/34ص ,136
- 23الفصل 31من الدستور المغربي لسنة ,2011
- 24الفصل 142من الدستور المغربي لسنة .2011
- 25الفصل 143من الدستور المغربي لسنة .2011
- 26الفصل 144من الدستور المغربي لسنة .2011
16
أما الفصل 146فقد تطرق لنوع القانون الذي سيتولى تنظيم مأسسة التضامن "تحدد بقانون تنظيمي
بصفة خاصة شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية األخرى لشؤونها بكيفية ديمقراطية...موارد
وكيفية تسيير كل من صندوق التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات".27
ووعيا من المشرع بأن تحقيق التنمية المحلية في الوقت الراهن يعتبر عملية معقدة تتطلب
مشاركة ,وإدماج مختلف الفاعلين ,ألن النهوض بالتنمية وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية لم يعد
حكرا على السلطات المركزية فحسب بل أصبح من أولويات الجماعات الترابية باعتبارها نواة إحقاق
التنمية عموديا وأفقيا ,في ظل العجز المالي لهذه األخيرة باعتباره العائق األكبر الذي يحول دون تحقيق
االزدهار ,يتطلب الوضع التعاون من أجل مواجهة اإلشكاالت المجالية ارتكازا على ثالثة أهداف
أساسية:
وباعتبار التعاون والتضامن آلية تدبيرية في يد الجماعات الترابية سواء إلنجاز مشروع ذي فائدة
مشتركة أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة ,حيث تسمح بتحقيق منجزات ال تستطيع الجماعة الواحدة
بمفردها إنجازها .وعلى هذا األساس يعتبر التضامن والتعاون الالمركزي بين الجماعات الترابية ,أنجع
وسيلة للتغلب أو للحد من ضعف اإلمكانيات إلنعاش التنمية االقتصادية واالجتماعية على الصعيد
المحلي .لذلك لم يتردد المشرع في االرتقاء به الى مصاف المبادئ في القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية بعدما تمت دسترته .ويتخذ هذا المبدأ على ضوء القوانين التنظيمية األشكال التالية:
على مستوى القانون التنظيمي 113.14المتعلق بالجماعات ,تم التنصيص على المبدأ في الباب
الثالث من القسم الرابع ,حيث جاء في المادة 133على أنه "يمكن للجماعات أن تؤسس فيما بينها
بمبادرة منها مؤسسات للتعاون بين جماعات متصلة ترابيا تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل
المالي" وتمارس طبقا للمادة 134بعض أو جميع المهام التالية:
معالجة النفايات.
17
كما يمكن للمؤسسة ,بناء على مداوالت مجالس الجماعات المكونة لها ,أن تناط بها جزئيا أو كليا
األنشطة ذات الفائدة المشتركة التالية:
عمليات التهيئة.
يمكن أن تناط بالمؤسسة عالوة على ذلك كل مهمة تقرر الجماعات المكونة لها باتفاق مشترك
إسنادها إليها".28
على مستوى القانون التنظيمي 113.14المتعلق بالجماعات ,نصت المادة 141على أنه "يمكن
لجماعة أو أكثر أو عمالة أو إقليم أو أثر مجموعة تحمل اسم {مجموعة الجماعات الترابية} تتمتع
بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي ,بهدف إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة
للمجموعة" .29إذ تتيح هذه العملية مساهمة مجموعة من الجماعات الترابية فيما بينها من أجل إنجاز
مشروع معين يصعب على الجماعة تحقيقه لوحدها .وتتميز بسهولة تأسيسها وببساطة االجراءات
القانونية واالدارية الخاصة باحداثها ,كما أنها وسيلة فعالة لتحقيق التوازن بين الجماعات الفقيرة
ونظيرتها الغنية.
أما على مستوى القانون التنظيمي 112.14المتعلق بالعماللت واألقاليم ,فقد نصت المادة 125
منه على أنه" يمكن للعماالت واألقاليم أن تؤسس فيما بينها ,بموجب اتفاقيات تصادق عليها مجالس
العماالت واألقاليم المعنية ,مجموعات تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي ,وذلك من أجل
إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة.
تحدد هذه االتفاقيات غرض المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة المساهمة أو مبلغها والمدة الزمنية
للمجوعة ,عند االقتضاء.
يعلن عن تكوين مجموعة العماالت واألقاليم أو انضمام عمالة أو اقليم إليها بقرار للسلطة الحكومية
المكلفة بالداخلية بعد االطالع على المداوالت المتطابقة لمجالس العماالت أو األقاليم المعنية.
يمكن انضمام عمالة أو اقليم إلى مجموعة العماالت واألقاليم بناء على مداوالت متطابقة للمجالس
المكونة للمجموعة ومجلس المجموعة ووفقا التفاقية ملحقة.
ويمكن أيضا للدولة في إطار التعاضد بين العماالت او األقاليم ,أن تحفز هذه األخيرة على تأسيس
مجموعة عماالت أو أقاليم.
-28الجريدة الرسمية عدد 6 ,6380شوال 23( 1436يوليو .)2015قانون تنظيمي رقم ,113.14يتعلق بالجماعات ,المادة .133
- 29الجريدة الرسمية عدد 6 ,6380شوال 23( 1436يوليو .)2015قانون تنظيمي رقم ,113.14يتعلق بالجماعات ,المادة .141
18
وتحدد كيفيا تطبيق مقتضيات الفقرة السابقة بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية المكلفة
بالداخلية" .30ومنح القانون التنظيمي للعماالت و األقاليم طبقا للمادة 132منه إمكانية تأسيس مع جماعة
أو أكثر أو جهة أو أكثر مجموعة تحمل اسم {مجموعة الجماعات الترابية} ,تتمتع بالشخصية االعتبارية
واالستقالل المالي ,بهدف إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة للمجموعة.
وبخصوص القانون التنظيمي 111.14فطبقا للمادة 148من" يمكن للجهات أن تؤسس فيما
بينها ,بموجب اتفاقيات يصادق عليها من قبل مجالس الجهات المعنية ,مجموعات تتمتع بالشخصية
االعتبارية واالستقالل المالي ,وذلك من أجل إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة
للمجموعة.
تحدد هذه االتفاقيات غرض المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة أو مبلغ المساهمة والمدة
الزمنية للمجموعة ,عند االقتضاء.
يعلن عن تكوين مجموعة الجهات أو انضمام جهة إليها بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية
بعد االطالع على المداوالت المتطابقة لمجلس الجهات المعنية.
يمكن انضمام جهة أو جهات إلى مجموعة للجهات بناء على مداوالت متطابقة للمجالس المكونة
31
للمجموعة ووفقا التفاقية ملحقة"
تطبيقا للمادة 149من القانون التنظيمي 113.14المتعلق بالجمعات" يمكن للجماعات ,في إطار
االختصاصات المخولة لها ,أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو
المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات
المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة
مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص" .32وتحدد هذه
االتفاقيات على وجه الخصوص الموارد التي يقرر كل طرف تعبئتها من أجل إنجاز المشروع أو النشاط
المشترك ,كما نصت على ذلك المادة 150من نفس القانون.
كما جاء هذا األسلوب التدبيري في المادة 162من القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات
حيث نصت على أنه "يمكن للجهات في إطار االختصاصات المخولة لها أن تبرم فيما بينها أو مع
جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية
األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو
الشراكة من أجل إنجاز مشروع أونشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص إعتباري
خاضع للقانون العام أو الخاص".33
- 30الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم ,المادة
.125
- 31الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات ,المادة .148
- 32الجريدة الرسمية عدد 6 ,6380شوال 23( 1436يوليو .)2015قانون تنظيمي رقم ,113.14يتعلق بالجماعات ,المادة .149
- 33الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات ,المادة .162
19
وفي ظل القانون التنظيمي 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم تنص المادة 141على أنه "يمكن
للعماالت أو األقاليم ,في إطار االختصاصات المخولة لها ,أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية
أخرى أو مع االدارات العمومية أو المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات
العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو الشراكة من أجل
إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون
العام أو الخاص".34
نصت المادة 130من القانون التنظيمي 113.14المتعلق بالجماعات على أنه "يمكن للجماعات
ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات الترابية المنصوص عليها أدناه إحداث
شركات في شكل شركات مساهمة تسمى {شركات التنمية المحلية} أو المساهمة في رأسمالها باشتراك
مع شخص أو عدة أشخاص إعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص.
وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات
الجماعة أو مؤسسة التعاون بين الجماعات أو مجموعة الجماعات الترابية وتدبير مرفق عمومي تابع
للجماعة" .35وطبقا للمادة "131ينحصر غرض الشركة في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية
والتجارية ,التي تدخل في اختصاصات الجماعة ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات
الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص للجماعة" .36وال يمكن أن تقل مساهمة الجماعة أو مؤسسات
التعاون بين الجماعات أو مجموعات الجماعات الترابية في رأسمال شركة التنمية المحلية عن نسبة
%34وفي جميع األحوال ,يجب أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في ملك أشخاص إعتبارية خاضعة
للقانون العام .وال يجوز لشركة التنمية المحلية أن تساهم في رأسمال شركات أخرى.
وعلى المستوى الجهوي نصت المادة 145من القانون 111.14على أنه "يمكن للجهة
ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية المنصوص عليها ادناه إحداث شركات مساهمة تسمى
{شركات التنمية الجهوية} أو المساهمة في رأسمالها باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية
خاضعة للقانون العام او الخاص.
وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجهة
أو تدبير مرفق عمومي تابع للجهة.
ال تخضع شركات التنمية الجهوية ألحكام المادتين 8و 9من القانون رقم 39.89المؤذن بموجبه
في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص" .37وحصرت المادة 146من نفس القانون غرض هذه
الشركة في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية ,التي تدخل في اختصاصات الجهة
ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص للجهة.
- 34الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم,
المادة .141
35
.الجريدة الرسمية عدد 6 ,6380شوال 23( 1436يوليو .)2015قانون تنظيمي رقم ,113.14يتعلق بالجماعات ,المادة - 130
- 36الجريدة الرسمية عدد 6 ,6380شوال 23( 1436يوليو .)2015قانون تنظيمي رقم ,113.14يتعلق بالجماعات ,المادة .131
- 37الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي 111.14المتعلق بالجهات ,المادة .145
20
كما أن القانون التنظيمي 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم لم يغفل هذا الجانب حيث نصت
المادة 122منه على أنه "يمكن للعمالة أو اإلقليم ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية
المنصوص عليها أدناه ,إحداث شركات مساهمة تسمى {شركات التنمية} أو المساهمة في رأسمالها
باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام والخاص.
وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات العمالة أو
اإلقليم أو تدبير مرفق عمومي تابع للعمالة أو اإلقليم .38"...اال أنه بمقتضى المادة 123من نفس القانون
ينحصر غرض شركة التنمية في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية ,التي تدخل في
اختصاصات العمالة واإلقليم ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص
للعمالة أو اإلقليم.
إن العمل الجماعي يقتضي اإلشراك الفعلي لكل المواطنين والمواطنات بنفس االهتمام والوعي،
ومساهمة مختلف الفاعلين بشكل مباشر في اتخاذ القرار وتدبير الشأن العام المحلي بهدف الوصول إلى
النتائج المنتظرة في مختلف مناحي الحياة وهو ما تسهم في خلقه آليات التدبير التشاركي.
وبعد ما كانت السلطة المركزية خالل عقود هي المستأثرة باتخاذ القرار و المحتكرة لمسلسل إعداد
السياسات العامة وتنفيذها ،أثبتت حينها "الديمقراطية التمثيلية"(المنتخبة) محدوديتها إن لم نقل انعدامها
في اإلجابة عن مختلف توقعات المواطنين وتطلعاتهم.
وبالتالي فإن مشاركة المواطنين في التدبير الترابي مرتبط باألساس بالديمقراطية التشاركية (الفقرة
األولى) ذلك عبر إطار قانوني وآليات محددة لممارستها على المستوى الترابي بالخصوص (الفقرة
الثانية).
تعرف الديمقراطية التشاركية على أنها ":مشاركة المواطنين في القرارت والسياسات التي لها
تأثير مباشر على حياتهم بدل اإلعتماد الكلي في هذه القضايا على األعضاء المنتخبين ،وبالتالي فإن هذه
المشاركة من جانب المواطنين تتسم بالتفاعل المباشر 39مع السلطات القائمة ،سواء على الصعيد الوطني
أو –وخاصّة على الصعيد المحلّي .وال تلغي الديمقراطية التشاركية الديمقراطية التمثيلية كليا ،ولكنها
تسعى لتتجاوز أوجه القصور والعجز فيها بمحاولة حل المشاكل عن قرب ،وضمان انخراط الجميع،
وتطوير التدبير المحلي والوطني عن طريق التكامل بين الديمقراطيتين ،السيما و أن العديد من التحركات
االجتماعية (نسائية ،بيئية ،تنموية) لم تعد تجد في الديمقراطية التمثيلية سبال للتعبير عن
حاجياتها ومطالبها و إيجاد حلول لها.
ورغم أن جذور الديموقراطية التشاركية ضاربة في عمق التاريخ ،فإ ّنها في العصر الحديث لم تظهر إال
في ستينيات القرن الماضي في الواليات المتحدة األمريكية حيث كانت أهم ما يدعو إليه اليسار األمريكي
لمواجهة الفقر والتهميش .و في أوربا الغربية ،تنامت الدعوات تدريجيا إلى أهمية اعتماد الديموقراطية
- 38الجريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 6شوال 23( 1436يوليو ,)2015القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم,
المادة .122
39
James Browen , “What is participatory demoracy ? it means you get involved “ ,Dialy times ,March 1.2010
Available on the Link: http://glasgowdailytimes.com
21
التشاركية وصوال إلى مؤتمر االتحاد األوربي حول الديمقراطية التشاركية المنعقد بالعاصمة البلجيكية
بتاريخ 8و 9مارس ،2004حيت تم التأكيد على “أن الديمقراطية التشاركية هي الحل [ألزمة
الديمقراطية األوربية] وقيمة مضافة لدول االتحاد األوربي” و “يجب على الديمقراطية التشاركية ان
تضخ دما جديدا للديمقراطية لتكمل الديمقراطية التمثيلية وتنمية التعاون مع باقي الشركاء االجتماعيين” .
40
وقد نص الدستور الجديد لسنة 2011في العديد من فصوله وألول مرة في تاريخ التعديالت الدستورية
بالمغرب على مبدأ الديموقراطية التشاركية وحق المواطنين والمواطنات والجمعيات في المشاركة في
صنع السياسات العمومية سواء على المستوى الوطني أو المحلي/الترابي ،وذلك من خالل عدة فصول
األهمية
لتدارك تفويت فرصة المشاركة في التدبير الجماعي والمساهمة في صياغة االستراتيجية التنموية
المحلية و في بلورة واتخاذ القرار المحلي الذي يهم شؤون السكان المحلية جاء المنطق التشاركي ليعزز
41
مكاسب المنطق التمثيلي وليسد الفراغات التي يعاني منها
إن تبني الديمقراطية التشاركية على المستوى الترابي جاء باألساس للحد من الفجوة بين (المنتخب
والمواطن والدولة) بآعتبارها منهجا و مدخال أساسيا لضمان مشاركة فاعلة للمواطنات و المواطنين في
إعداد السياسة الترابية .وتثمين دور المنتخب والديمقراطية التمثيلية ،التي تتأسس على منطق القرب و
االشراك والتشاور ،وتنشد المواطن كشريك ،ألن الهدف من وراء ذلك هو االرتقاء بالمواطن من مصاف
المالحظ أو أحيانا غير المبالي وفي أحسن الحاالت المواطن الناخب فقط إلى المواطن كشريك في عملية
تدبير الشأن العام المحلي و التنموي من األسفل إلى األعلى عبر ميكانزيمات اإلخبار و االتصال و
التواصل والتشاور و الحوار وانفتاح المجلس الجماعية على محيطه الخارجي و االستجابة لطموحات
ومطالب السكان والتي تعتبر من دعائم ومقومات البعد االجرائي والتفعيلي للمقاربة التشاركية في تدبير
الشأن المحلي من خالل إشعاره بأهمية دوره و السعي لتحسين سبل استفادته من الخدمة العمومية و
إدماجه كمساهم في تنمية ترابه المحلي.
وبالرجوع إال الدستور فإنه يأكد على المقاربة التشاركية في,حقل تدبير الفضاء العمومي المحلي
بالمغرب( )6ومما جاء به في هذا الخصوص و له داللة عميقة نشير الى تصدير الدستور ”:ان المملكة
المغربية وفاءا الختيارها الذي ال رجعة فيه ،في بناء دولة ديموقراطية يسودها الحق والقانون ،تواصل
بعزم مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة ،مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة. ”…
كرس دستور المملكة المغربية لسنة 2011مجموعة من المرتكزات واآلليات لتثبيت دولة الحق
والقانون على أساس المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية والتشاور بين السلطات
العمومية والمواطنين .وهكذا ،فقد نص الفصل األول من الدستور على أن "نظام الحكم بالمغرب نظام
ملكية دستورية ،ديمقراطية برلمانية واجتماعية من مرتكزاته الديمقراطية التشاركية" ،وأن "النظام
الدستوري للمملكة يقوم على أساس فصل السلط ،وتوازنها وتعاونها ،والديمقراطية المواطنة والتشاركية،
وعلى مبادئ الحكامة الجيدة ،وربط المسؤولية بالمحاسبة".
40
http://www.jasminefoundation.org
41المجلة المغربية للسياسات العمومية العدد 16ص 147
22
حرص المشرع الدستوري على الربط بين الحكامة الترابية وآليات التشاور العمومي ومشاركة
المواطنين والفاعلين المدنيين في إعداد وتنفيذ وتقييم المشاريع العمومية التي تشرف الجماعات الترابية
والمصالح الخارجية للدولة على إدارتها جهويا ومحليا .42فقد نص الفصل 136من الدستور على أن
التنظيم الجهوي والترابي للمملكة يرتكز على مبادئ التدبير الحر ،وعلى التعاون والتضامن ،ويؤمن
مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ،والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة
والمستدامة .بينما يشير الفصل 139إلى أن "مجالس الجهات ،والجماعات الترابية األخرى (تضع)
آليات تشاركية للحوار والتشاور ،لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج
التنمية وتتبعها." ...
ويستمد مبدأ التشاور العمومي مرجعيته أيضا من توصيات اللجنة االستشارية للجهوية التي أفردت في
تقريرها بابا خاصا للديمقراطية التشاركية على مستوى الجهات ،إذ ورد في الفقرة 4.1أن المجالس
الجهوية تضع آليات استشارية وفق ما يحدده القانون من أجل تيسير المشاركة المنظمة والمسؤولة
للمواطنين في إعداد المخططات الجهوية للتنمية والمشاريع الكبيرة ،وذلك من خالل لقاءات واستطالعات
وغيرها من األشكال المالئمة.
وتنزيال لفصول الدستور أعاله وخاصة الفصل 139المتعلق بمشاركة المواطنين والمواطنات
والجمعيات في تدبير الشأن العام المحلي ،انطالقا من مبدأ الديموقراطية التشاركية تم بمناسبة تعديل
القوانين التنظيمية لكل من الجماعات والجهات والعماالت واألقاليم بالتنصيص على مواد قانونية تؤطر
أنواع وكيفية وشروط هذه المشاركة
فعلى مستوى الجماعات حدد القانون التنظيمي الجديد رقم 113.14من خالل ثالث مواد ،آليات
ممارسة حق مشاركة المواطنين والمواطنات و الجمعيات في تدبير الشأن العام المحلي وهي :عقد
لقاءات للتشاور والحوار(المادة )119إحداث هيئة استشارية للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع
(المادة )120تقديم العرائض إلدراج نقطة في جدول أعمال المجالس(المادة.)121
بالنسبة للجهات فإن القانون التنظيمي 111.14ينص في الباب الرابع على اآلليات التشاركية للحوار
والتشاور وذلك عبر إحداث ثالث هيئات استشارية لدى مجلس الجهة كما هو منصوص عليه في المادة
، 117
كما نص في الباب الرابع على شروط تقديم العرائض من قبل المواطنين والمواطنات والجمعيات ونفس
الشيء بالنسبة للقانون التنظيمي للعماالت واألقاليم
وبالتالي انطالقا مما سبق فلقد أفرد المشرع في القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية عدة مواد
للتنزيل اإلجرائي آلليات الديمقراطية التشاركية وخاصة هيئات الحوار و التشاور سواء على مستوى
الجهات أو العماالت و األقاليم أو الجماعات ،ثم آلية العرائض المقدمة من قبل المواطنين و الجمعيات.
:1تقديم العرائض
42توصيات اللجنة الوطنية للحوار الوطني حول المجتمع المدني وأدواره الدستورية الجديدة في ما يتعلق باإلطار القانوني للتشاور العمومي ،
ص3
23
هي كل محرر يطالب بموجبه المواطنات والمواطنون والجمعيات مجلس الجهة أو الجماعة أو العمالة
نقطة تدخل في صالحيته ضمن جدول أعماله ,وال يمكن أن يمس موضوع العريضة الثوابت
المنصوص عليها في الفصل األول من الدستور من الدين اإلسالمي السمح ،والوحدة الوطنية متعددة
الروافد ،والملكية الدستورية ،واآلختيار الديمقراطي .
على أن يكون هناك وكيل يعينه المواطنون والمواطنات وكيال عنهم لتتبع مسطرة تقديم العريضة للمجس
،وبالتالي فهنا ال بد من تحديد المجلس الذي سوف تقدم له العريضة ،فينبغي التمييز بين العرائض
المقدمة إلى الجهات والمقدمة إلى الجماعات وإلى العماالت واألقليم ,
أ:الشروط التي ينبغي التقيد بها لتقديم العريضة
أن تكون األطراف المتقدمة للعريضة من ساكنة المجلس المعني أو تمارس به نشاطا آقتصاديا أو تجاريا
أو مهنيا
أن تكون هناك مصلحة مشتركة في تقديم العريضة ،غير أن المواطنين والمواطنات على مستوى
الجماعات وكذا العماالت واألقاليم ينبغي أن تتوفر فيهم إلى جانب ما سبق ،شروط التسجيل في اللوائح
اإلنتخابية ،وترفق العريضة المقدمة من قبل المواطنات والموطنين إلى المجلس المعني بنسخ من
البطائق الوطنية للتعريف الخاصة بمقدمي العريضة
إضافة إلى كافة الشروط المذكور تستلزم عدد من التوقيعات من أجل تقديمها ،ويختلف عدد التوقيعات
حسب الهجة المقدمة إليها العريضة وأيضا إلى نسبة الساكنة
على مستوى الجهات :
300بالنسبة للجهات التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة .
400توقيع بالنسبة للجهات التي يتراوح عدد سكانها بين مليون وثالثة مالين نسمة.
500توقيع بالنسبة للجهات التي يتجاوز عدد سكانها ثالثة ماليين نسمة
على مستوى العماالت واألقاليم :
100مواطن أو مواطنة فيما يخص الجماعات التي يقل عدد سكانها عن 35000نسمة
24
400مواطن أو مواطنة بالنسبة للجماعات ذات نظام المقاطعات
أن تكون الجمعية معترفا بها ومؤسسة بالمغرب طبقا للتشريع الجاري به العمل لمدة تزيد على3
سنوات .وتعمل طبقا للمبادئ الديمقراطية وألنظمتها األساسية
أن تكون في وضعية سليمة إزاء القوانين واألنظمة الجاري بها العمل .
أن يكون مقرها أو أحد فروعها واقعا بتراب المجلس المعني بالعريضة .غير أن العماالت واألقاليم
يضاف إليها شرطا آخر وهو أن يكون عدد منخرطي الجمعية يفوق المائة ،كما يجب ان ترفق العريضة
المقدمة من قبل الجمعيات إلى المجلس المعني بالوثائق التالية:
نسخة من الوصل النهائي للجمعية ،والفروع والمؤسسات التابعة لها عند االقتضاء ،أو وثيقة تثبت أن
الجمعية مؤسسة بصفة قانونية.
وثيقة تثبت الصالحيات المخولة إلى الشخص الذي يتولى باسم الجمعية ،تتبع مسطرة تقديم العريضة.
ب :إيداع العريضة والنظر فيها
يتم إيداع العريضة لدى رئيس المجلس مرفقة بالوثائق المثبتة مقبل وصل يسلم فور للموكل ،وتحال
العريضة من قبل رئيس المجلس إلى مكتب المجلس الذي يتحقق من استيفائها للشروط.
وفي حالة قبول العريضة تسجل في جدول أعمال المجلس في الدورة العادية الموالية .وبعد ذلك تحال
إلى اللجنة أو اللجان الدائمة المختصة لدراستها قبل عرضها على المجلس للتداول في شأنها .ويخبر
رئيس المجلس الوكيل أو الممثل القانوني للجمعية ،حسب الحالة بقبول العريضة.
أما في حالة عدم قبول العريضة من قبل مكتب المجلس ،فيقوم الرئيس بتبليغ الوكيل أو الممثل القانوني
للجمعية ،حسب الحالة ،بقرار الرفض معلال ( داخل أجل شهرين بالسنبة للجهات والعماالت واألقاليم ،
و 3أشهر بالنسبة للجماعات ابتداء من تاريخ توصله بالعريضة
ولتسهيل العملية على المواطنين والمواطنات والجمعيات وتفاديا ألي لبس فقد تم نشر نموذج للعريضة
يجب التقيد به سواء المقدمة للجهة او الجماعة او للعمالة واإلقليم في الجريدة الرسمية بتاريخ 24أكتوبر
2016
النموذج
25
عريضة مودعى لدى رئيس مجلس ( الجهة ،الجماعة ،العمالة واإلقليم)...............................
....................................................................................................................
........
ـ موضوع العريضة:1
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
البيانات الشخصية (بما فيها العنوان والعمالة أو اإلقليم )44وتوقيعات مقدمي العريضة أو الممثل القانوني
للجمعية
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
43يتعين التنصيص على تاريخ تقديم العريضة وعلى موضوعها في بداية كل صفحة من صفحاتها
44هذا الشرط خاص بالعريضة المقدمة لمجلس الجهة
26
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
....................................................................................................................
........
نصت المادة 119من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات ،على أن ُتحدِث مجالس الجماعات آليات
تشاركية للحوار والتشاور لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج العمل
وتتبعها .فيما أحالت على النظام الداخلي للجماعة لتحديد كيفية تطبيق هذه المادة.
ولهذا الغرض عملت وزارة الداخلية على إعداد نموذج للنظام الداخلي وعممته على
الجماعات للعمل به مع تعديالت ممكنة لبعض المواد ،وأهم ما تضمنه حول صيغ تطبيق المادة 119
أعاله مايلي:
يمكن لرئيس المجلس الجماعي بتعاون مع أعضاء المكتب ،عقد لقاءات عمومية(مرتين او…) مع
المواطنات والمواطنين والفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين وجمعيات المجتمع المدني لدراسة مواضيع
عامة تدخل في اختصاصات الجماعة واالطالع على آرائهم بشأنها وكذا إلخبار المواطنات والمواطنين
والمعنيين بالبرامج التنموية المنجزة أو المــوجودة في طور اإلنجاز.
– يحدد رئيس المجلس مكان وتاريخ وساعة انعقاد هذه اللقاءات ،ويوجه الدعوة إلى األطراف المعنية
وتعليق موعد هذا اللقاء بمقر الجماعة 3أيام على األقل قبل انعقاده
.
– يمكن لرئيس المجلس عرض تقارير اللقاءات والجلسات على مكتب المجلس للنظر في إمكانية
إدراجها في جدول أعمال الدورة المـوالية للمجلس الجماعي للتداول بشأنها.
– ال يمكن أن تكتسي اللقاءات والجلسات المشار إليها في المواد أعاله طـابعا سياسيا أو انتخابيا ،أو
27
تكون بطلب من حزب أو نقابة .كما أن هذه اللقاءات مجرد أعمال تحضيرية ال يمكن الطعن في
محاضرها.
كما نص القانون التنظيمي للجماعات والعماالت واإلقليم على إحداث لدى مجالسها ،هيئة
استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تسمى“ :هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع”،
فيما أحالت على أنظمتها الداخلية لتحديد كيفية تطبيق هذه المادة.
وحسب النظام الداخلي للمجالس الجماعية فإن الهيئة تختص بدراسة القضايا و المشاريع المتعلقة
بالمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع االجتماعي فقط ،وتقوم بتجميع المعطيات التي لها صلة بهذه
الميادين من أجل دراسة وإعداد توصيات بشأن إدماج مقاربة النوع االجتماعي في برامج الجماعة وتبدي
الهيئة رأيها ،بطلب من المجلس أو رئيسه.
وتحدد المواد من 62إلى 81من النظام الداخلي للمجالس الجماعية مهام ومعايير تشكيل الهيئة وكيفية
اشتغالها كمايلي:
– تتكون هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع من شخصيات تنتمي إلى جمعيات محلية وفعاليات
من المجتمع المدني يقترحهم رئيس المجلس الجماعي ،ويحدد عدد أعضاء الهيئة باعتبار أهمية النسيج
الجمعوي والفاعلين المحليين وبالتشاورمعهم
مقاربة النوع االجتماعي حيث يتم تخصيص نسبة ثالثين بالمائة للنساء من مجموع أعضاء الهيئة للسعي
نحو تحقيق مبدأ المناصفة.
تحديد نسبة لكل فئة من الفئات المستهدفة ( أشخاص من ذو احتياجات خاصة ،أطفال ،مسنون…)
التنوع المه.
االرتباط بالجماعة.
28
يجوز لرئيس الهيئة أن يأذن لبعض األشخاص ذوي االختصاص لحضور أشغالها إذا كان من شأن ذلك
أن يفيد الهيئة في اتخاذ القرار المناسب بخصوص الموضوع المعروض عليها.ويمكن للهيئة تكوين
مجموعات عمل تهتم بقضايا معينة في مجال اختصاصاتها.
– إن نشاط الهيئة عمل تحضيري داخلي ال يجوز نشره وال إبالغه إلى العموم.ويمكن للهيئة أن تقدم
لمجلس الجماعة توصيات وملتمسات.ويقوم رئيس المجلس الجماعي بصفة دورية بإخبار أعضاء الهيئة
بمآل توصياتها وملتمساتها واقتراحاتها.
فعلى مستوى الجهات فالقانون التنظيمي 111.14نص على إحداث ثالث هيئات:
هيئة استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تختص بدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل
مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.
هيئة استشارية بشراكة مع الفاعلين االقتصاديين تهم بدراسة القضايا الجهوية بذات الطابع االقتصادي.
والواقع يفرض على أنه الجماعات الترابية تخضع لرقابة إدارية مشددة إذ نجد صالحيات رؤساء مجالس
جماعات الترابية مقيدة بشروط وضوابط ،وتتمثل الرقابة التي يجريها ممثلو السلطة المركزية حسب
القوانين التنظيمية للجماعات الترابية:
29
مراقبة شرعية القرارات اإلدارية الصادرة عن رؤساء مجالس الجماعات الترابية
تبليغ نسخة من محاضر الدورات و مقررات مداوالت إلال ممثلي السلطة المركزية
تدرج بحكم القانون ،في جدول أعمال الدورات النقط اإلضافية التي يقترحها ممثلو السلطة
المركزية( والي الجهة ،عامل العمالة أو اإلقليم)
يتعرض ممثل السلطة المركزية على كل نقطة مدرجة في جدول أعمال ال تدخل في مجال
اختصاص الجماعات الترابية او صالحيات مجلس،
تعرض ممثل السلطة المركزية على النظام الداخلي للجماعة الترابية
كما أنه هنالك بعض المقررات التي ال يمكن تصور دخولها إلى حيز التنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل
السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية:
بالنسبة للجهات:
المقرر المتعلق ببرنامج التنمية؛
المقرر المتعلق بالتصميم الجهوي إلعداد التراب؛
المقرر القاضي بتنظيم اإلدارة و تحديد اختصاصاتها؛
المقررات المتعلقة بالتدبير المفوض للمرافق و المنشأت العمومية الجهوية؛
المقررات المتعلقة بإحداث شركات لتنمية الجهوية؛
المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛
المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها الجهة مع الجماعات المحلية األجنبية
و فاعلين من خارج المملكة.45
بالنسية لمجالس العماالت أو األقاليم
المقرر المتعلق ببرنامج تنمية العمالة أو اإلقليم ؛
المقرر المتعلق بالميزانية ؛
المقرر القاضي بتنظيم إدارة العمالة أو اإلقليم وتحديد اختصاصاتها ؛
المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛
المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها العمالة أو اإلقليم مع الجماعات
المحلية األجنبية.46
بالنسبة للجماعات:
المقرر المتعلق ببرنامج الجماعة؛
المقرر المتعلق بالميزانية؛
المقرر القاضي بتنظيم إدارة الجماعة و تحديد اختصاصاتها؛
المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛
المقررات المتعلقة بتسمية الساحات و الطرق العمومية عندما تكون هذه تسمية تشريفا عموميا أو تذكيرا
بحثا تاريخيا؛
المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها الجماعة مع الجماعات المحلية
األجنبية؛
المقررات المتعلقة بإحداث المرافق العمومية الجماعية و طرق تدبيرها .47
يبدو واضحا من خالل طبيعة المقررات السالف ذكرها ان كل مقرر يتخذ بعد تنموي أو إقتصادي أو
مالي يجب أن بعرض على أنظار السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية لكي تؤشر عليه لكي يدخل إلى حيز
التنفيذ .
30
كما شاهدنا في اإلطار القانوني فقد خول للجماعات الترابية و في إطار مبدأ التفريع ممارسة
مجموعة من االختصاصات الذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة و أخرى منقولة إليها من هذه
اآلخيرة .
تعززهذه االختصاصات صرح الجماعات الترابية كوحدات محلية مستقلة متمتعة بالشخصية المعنوية،
وتقوي من دورها االمركزي باعتبارها شريك إلى جانب الدولة في العديد من المجاالت والمهام التي
ترتبط بالمستوى الترابي المحلي .
وعلى مستوى الواقع نجد على أن بعض الجماعات الترابية كانت قادرة على تفعيل النص القانوني من
خالل ترجمته إلى إنجازات ولعبها لدورها المحوري على المستوى المحلي ،ومن بين هذه الجماعات
الترابية نجد جهة طنجة تطوان الحسيمة التي تعتبر مثال يحتذى به في إطار الجهات التي عززت من
اختصاصاتها وحاولت تفعيلها على أرض الواقع من خالل تحقيق مجموعة من المكتسبات ،خصوصا
على مستوى جلب االستثمارات باعتبارها الرافعة األولى لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية .
ونذكر في هذا الصدد مشروع طنجة-تيك الذي ساهم فيه مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بـ 100
مليون الدرهم ،48إلى جانب المبادرة الفعالة التي يقوم بها مجلس الجهة فيما يخص تحفيز المستثمرين
للقيام بمشاريع على مستوى تراب الجهة خصوصا من خالل عقد مؤتمرات والقيام بزيارات للشركات
األجنبية الكبرى ،نذكر هنا باأّل ساس الزيارة التي قامت بها الجهة ممثلة في رئيسها إلى مجموعة من
الشركات الصينية الرائدة من أجل التعريف بجهة طنجة تطوان الحسيمة وتشجيع هذه الشركات الصينية
على االستثمار بالمدينة المقرر إنشائها طنجة –تيك .49
أما على مستوى االختصاصات المشتركة التي أنيطت بالجماعات الترابية في إطار مبدأ التفريع فنجد أن
جهة طنجة تطوان الحسيمة باعتبارها المثال الذي اخترناه للدراسة كمثال ناجح على مستوى تفعيل النص
القانوني ،قد صادقت على مجموعة من اتفاقيات الشراكة بينها وبين الدولة نذكر في هذا المجال اتفاقية
شراكة بين مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء إلنجاز
الدراسات التقنية المتعلقة بتثنية الطريق الوطنية رقم 2الرابطة بين شفشاون الحسيمة بطول 125
- 48مجلس جهة طنجة –تطوان -الحسيمة يصادق باإلجماع على اتفاقيات لتعزيز االستثمار والبنيات التحتية والبيئة ،مقال منشور على الجريدة
اإللكترونية " مغرس " ،رابط المقال :
https://www.maghress.com/tanjanews/11626
- 49العماري يكثف من لقائاته مع الشركات الصينية من أجل جلب االستثمارات لجهة طنجة تطوان الحسيمة ،مقال منشور على الموقع
اإللكتروني لجهة طنجة تطوان الحسيمة ،رابط المقال :
http://www.crtta.ma/article/502/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A
%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%D9%87-
%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-
%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-
%D8%AC%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB
%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%B7%D9%86%D8%AC
%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A
%D9%85%D8%A9
31
كيلوميتر ،وفي نفس السياق صادق المجلس على مشروع اتفاقية إطار للشراكة بين المجلس ووزارة
الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة في مجال إعداد وتطوير البنية التحتية. 50
إلى جانب هذا لقد ساهم مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة في االرتقاء بالتعليم العالي من خالل مساهمته
في العديد من المشاريع التي ترمي تطوير مجال البحث العلمي إلى جانب إبرامه للعديد من اتفاقيات
الشراكة في هذا المجال نذكر منها اتفاقية التعاون مع قطاع التعليم العالي وتكوين األطر وجامعة عبد
الملك السعدي بشأن إحداث مؤسسة جامعية بالقصر الكبير ،في أفق تعميم الوحدات الجامعية على جميع
أقاليم الجهة. 51
بذلك تكون جهة طنجة تطوان الحسيمة وبفعل موقعها الجغرافي وتوفرها على موارد مهمة قد عملت
على ممارسة اختصاصاتها على أكمل وجه وترجمة مبدأ التفريع على أرض الواقع ،إلى جانب أنها
أصبحت تلعب دور الشريك االستراتيجي للدولة في عدة مجاالت خصوصا من خالل تشجيع
االستثمارات وتوفير فرص الشغل والنهوض بالبحث العلمي .
إلى أنه بالرغم من ذلك الزالت هناك العديد من الجماعات الترابية لم تستطيع مواكبة النص القانوني
وتفعيل الصالحيات التي منحت لها من خالل الدستور و القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،وذلك
نظرا لضعف الموارد المالية حيث تعتمد هذه الجماعات الترابية باألساس على إمدادات الدولة وهيمنة
االختصاصات المشتركة مع الدولة على االختصاصات الذاتية .
ففيما يخص مجموعة الجماعات تم إنشاء مجموعة بين كل من جماعة بوذنيب وجماعة وادي النعام
والمجلس اإلقليمي للرشيدية ,لكنه الزال في طور المصادقة لذا عمالة الرشيدية ,وتمت إحداث شراكات
مع مجموعة من الجمعيات من طرف هذه الجماعة فيما يخص تدبير الشأن المحلي.52
وخالل اجتماع انعقد يوم الثالثاء 26دجنبر 2017بمقر الجهة بالرباط وتم خالل االجتماع تقديم
عرض عن استراتيجية تنمية الشطر الثاني في المجال الصناعي عين جوهرة .وتم الوقوف عند حالة تقدم
وضعية المجال الصناعي وتقديم مجموعة من المالحظات بخصوص الرؤية االستراتيجية لتنمية المجال
الصناعي في إطار شركات التنمية المحلية المحدثة لهذا الغرض ,لتصبح المنطقة مستقطبة لالستثمار في
50
.مجلس جهة طنجة –تطوان -الحسيمة يصادق باإلجماع على اتفاقيات لتعزيز االستثمار والبنيات التحتية والبيئة ،مرجع سابق -
51
.المرجع نفسه -
- 52تصريح النائب الثاني لجماعة بوذنيب السيد حماد أولكدو يوم 1يناير .2018
32
أفق خلق دينامية اقتصادية في المنطقة مساهمة في تحسين مناخ األعمال بالجهة .53وجاء على لسان نائب
رئيس جهة الرباط سال القنيطرة في زيارة لنا للمجلس يوم 26دجنبر 2017أن "تطبيقات مبدأ
التضامن والتعاون الزالت متأخرة حتى بالنسبة للجهة األولى في المغرب بسبب غياب االطار التنظيمي
له مما يجعل تنزيل دسترته رهين بإسراع المؤسسة التشريعية بإصدار المرام التطبيقية المتعلقة به".
هكذا يكون التضامن كمبدأ دستوري جديدي شبه غائب على المستوى الترابي المحلية ,ليكون التعاون
حسب مدى اقدام الفاعل المحلي في التدبير الترابي هو الشق البارز على هذا المستوى ,في مختلف
الجماعات الترابية .وإيمانا من جماعة سال بأهمية الشراكة والتعاون في فتح آفاق واسعة إلنجاز مشاريع
تعود بالنفع على ساكنة سال .ووعيا منها بأهمية االنفتاح على مختلف الشركاء والفاعلين المحليين
واألجانب في تمكين المدينة من الخبرات واإلمكانيات الالزمة لتحقيق برامج تنموية هادفة تعمل الجماعة
بمختلف أجهزتها على إبرام مجموعة من الشراكات واالتفاقيات ذات البعد المحلي الوطني والدولي,
شملت مختلف المجاالت والميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية.54
ووقعت جماعة سال شراكتين مهمتين مع برامج تنموية عديدة حيث وقعت سنة :2011
اتفاقية شراكة بين الجماعة الحضرية ومدن فريدشايفن األلمانية ,مورسا االسبانية ,ولولوتسك
ببالروسيا تتعلق بتنمية الطاقات الحضرية المتجددة ببرنامج سور.
توقيع اتفاقية عمداء المدن ببروكسيل حول تطوير خطة عمل من أجل استعمال طاقة مستدامة في
أفق .2020
اتفاقية شراكة مع برنامج الحكامة المحلية .في إطار اتفاقية تجمع الوكالة األمريكية للتنمية
الدولية-فرع المغرب والمديرية العامة للجامعات المحلية أطلق عليها اسم "جماعة الغد".
استطاعت الجماعة من خالل هذا االتفاق ,إرساء وتفعيل بنية إدارية خاصة باالفتحاص الداخلي
أصبحت تشتغل بطريقة مهنية ,ووفق المعايير المعتمدة في هذا اإلطار ,وذلك بفضل التكوين
والتأطير الذي استفاد منه مجموعة من المتفحصين الداخليين للجماعة ,وبفضل المواكبة التي قام
بها الخبراء والمستشارون المعتمدون من طرف البرنامج.55
وبخصوص مجموعات الجماعات حسب الجهات فقد تم في 2015إحداث 3مجموعات على النحو
التالي:
33
Rabat-Salé-Kénitra 2 الرباط-سال-القنيطرة
أما فيما يتعلق بمجموعات الجماعات العماالت واألقاليم فقد تمت بين سنتي 2014و 2015على
الشكل التالي:
أما مجموعات الجماعات حسب عدد الجماعات المنخرطة فتمت خالل 2014و 2015على الشكل
التالي:
34
à 10 communes 6 1 3 من 6إلى 10جماعات
à 20 communes 11 - 1 من 11إلى 20جماعات
à 30 communes 21 1 - من 21إلى 30جماعات
communes et plus 31 - - من 31جماعات إلى أكثر
Total 3 4 المجموع
أما جماعة تمارة فقد تلقت عريضة من أحد الجمعيات التي كان موضوعها حول أثمنة اللجوء إلى
مالعب القرب التي تم إحداثها بشراكة بين الجماعة وأحد الشركات ،وتم قبولها ألنها تدخل في
آختصاص المجلس والتداول فيها من أجل حل يالئم القدرة المالية للمواطنين كما ورد على لسان رئيس
المجلس ،
أما جماعة الرباط فقد وضعت ورشات إلشراك المجتمع المدني على الشكل التالي:
35
الفقرة األولى :إشكالية الموارد البشرية:
تتطلب مبادئ التدبير الترابي التي جاء بها دستور 2011و كرستها القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية ،أن تكون الجماعات تتوفر على الموارد البشرية المؤهلة في شخص رئيس الجماعة الترابية و
األعضاء و الموظفين لكي تأخد هذه المبادئ مسارها الصحيح ،وبالتالي تعزيز ال مركزية بمفهومها
القائم على توزيع اإلختصاصات ما بين الدولة و الجماعات الترابية ،وعندئذ تمارس الجماعات
اإلختصاصات التي منحها القانون بكامل الحرية ،وممارسة كذلك اإلختصاصات بشكل مشترك أو منقول
من الدولة ،أو قيام الجماعات الترابية بإبرام اتفاقيات لتعاون ،مع ضرورة تأمين مشاركة السكان في
تدبير شؤونهم.
فحصول المنتخب على ثقة الناخبين تقتضي أن يكون مبدئيا على دراية بصالحيات التي يتمتع بها رؤساء
مجالس الجماعات الترابية ،و مبادئ التدبير الترابي الجديد.
فالممارسة أثبتت ضعف تكوين المنتخب الترابي ومحدودية تجربته في الميدان المالي والمحاسبي ،األمر
الذي كانت له نتائج سلبية على حسن تدبير الجماعات الترابية.
ويتضح ذلك جليا من خالل التقرير الصادر عن وزارة الداخلية بخصوص" الالمركزية في أرقام
،"20132014الذي يعكس مدى توفر النخبة المنتخبة على المؤهالت العلمية الالزمة لتحقيق التدبير
الفعال.
حيث يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى الجماعات الذين ال يتوفرون على أي مستوى دراسي
%15
36
و يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى العماالت و األقاليم الذين ال يتوفرون على أي مستوى
دراسي %3
يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجلس الجهات الذين ال يتوفرون على أي مستوى دراسي
%1
يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس الجماعات الذين يتوفرون على مستوى االبتدائي 28
%
يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس العماالت و األقاليم الذين يتوفرون على مستوى
االبتدائي % 18
يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس الجهات الذين يتوفرون على مستوى االبتدائي % 6
و حتى يتم تجاوز اإلختالالت الحاصلة على مستوى الموارد البشرية بالجماعات الترابية عملت السلطة
الحكومية على تكوين األطر اإلدارية بالجماعات الترابية من خالل:
37
38
39
40
41
الفقرة الثانية :إشكالية الموارد المالية.
" تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى ،على موارد مالية ذاتية ،وموارد مرصودة من قبل الدولة.
كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية الألخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد
المطابقة له" .
وعلى هذا األساس تتوفر الجماعات الترابية على مجموعة من الموارد الذاتية الممثلة أساسا في حصيلة
الضرائب والرسوم المأذون للجماعات الترابية بتحصيلها ،وحصيلة األتاوى ،وحصيلة األجور عن
الخدمات المقدمة ،وحصيلة الغرامات ،ومدخول األمالك والمساهمات ،وحصيلة االستغالالت واألتاوى
وحصص األرباح ،وحصيلة المساهمات المالية المتأتية من المؤسسات والمقاوالت التابعة للجماعات
الترابية ،وحصيلة بيع المنقوالت والعقارات ،ثم أموال المساعدات والهبات ،إلى غيرها من الموارد
الذاتية .
أما بخصوص الموارد المرصودة من طرف الدولة فتتمثل في حصص ضرائب الدولة المخصصة
للجماعات الترابية ،كما نصت عليها المادة 188من القانون التنظيمي للجهات :
" ...ترصد الدولة للجهات .بموجب قوانين المالية ،بصفة تدريجية ،نسبا محددة في %5من حصيلة
الضريبة على الشركات ،و %5من حصيلة الضريبة على الدخل ،و %20من حصيلة الرسم على
عقود التأمين ،تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف 10ماليير
درهم سنة " 2021
إلى جانب هذه الموارد يمكن للجماعات الترابية أن تلجأ لالقتراض باإلضافة إلى إمكانية البحث عن
تمويالت سواء من داخل المملكة أو من الخارج .
على الرغم من تعدد هذه الموارد وتنوعها إلى أنه هناك إكراهات وعوائق تعتريها على مستوى
الممارسة مما يضعف من مكانة الجماعات الترابية ويحد من إمكانية تفعليها لمبادئ التدبير الترابي الجيد.
وأكبر إكراه يعترض موارد الجماعات الترابية هو إشكالية التحصيل التي تتسم بطول المسطرة وتعقد
اإلجراءات المرتبطة بهذه العملية في ضل شساعة المداخل وتعدد الملزمين الشيء الذي يطرح عائقا أمام
الجماعات الترابية في استيفاء مستحقاتها الضريبية ،إلى جانب هذا هناك أيضا استفحال ظاهرة التهرب
الضريبي مقابل ضعف آليات الرقابة. 56
مقابل هذه االكراهات التي تعانيها الجماعات الترابية على مستوى مواردها المالية والتي تقع عائقا أمام
تفعليها لمبادئ التدبير الترابي وترجمتها على أرض الواقع ،هناك أيضا إشكاالت مرتبطة بصفة أساسية
بتدبير اإلنفاق الترابي باعتبارها اآللية األساسية لممارسة الجماعات الترابية الختصاصاتها وتعزيز
قدراتها على المستوى العملي وترسيخ مبادئ التدبير الترابي التي تحكمها .
- 56سناء حمرالراس" ،التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة " ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية
،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ،السنة الجامعية .2016/2017
42
وتتجلى هذه اإلشكاالت باألساس في المراقبة المالية المفرطة التي تفرض على الممارسة المالية
للجماعات الترابية ،من خالل التأشيرة القبلية للسطلة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تفرض على ميزانية
الجماعات الترابية والمقررات ذات الوقع المالي على النفقات والمداخيل والسيما االقتراضات
والضمانات وتحديد سعر الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق وتفويت أمالك العمالة أو اإلقليم
وتخصيصها ،57وبذلك تبقى تقوية الموارد المالية للجهة وتوجيهها نحو تغطية نفقات محددة مرهونة
بالتأشيرة القبيلة للسطلة الحكومية المكلفة بالداخلية ما يفرغ مبادئ التدبير الترابي خصوصا مبدأي
التفريع والتدبير الحر من محتواهما القانوني ويحد من إمكانية الممارسة على المستوى العملي والواقعي.
أيضا عندما نرجع للقوانين التنظيممية للجماعات الترابية ونأخذ كمثال القانون التنظيمي للجماعات
خصوصا المادة 181من هذا القانون نجدها تدرج مجموعة من النفقات اإلجبارية والتي تندرج في
معظمها ضمن نفقات التسيير مقابل تواضع نفقات التجهيز ،وبالرجوع إلى المادة 154من هذا القانون
نجدها تنص على كون أن الفائض المسجل في ضل الجزء األول من ميزانية الجماعة والمتعلق بمداخيل
ونفقات التسيير يتم رصده بالجزء الثاني المتعلق بعمليات التجهيز ،وبذلك تبقى النفقات الموجهة للتجهيز
واالستثمارات رهينة بمردودية وعقلنة النفقات الترابية على مستوى التسيير مما يطرح إشكالية تفاوت
اإلمكانات بيين الجماعات الترابية وبذلك تبقى الجماعات الفقيرة هي المتضرر األول في هذا الصدد .
أيضا على مستوى الموارد المالية هناك إشكالية مرتبطة بتحويل الموارد المرصدة من طرف الدولة التي
الزالت لحد اآلن ضعيفة ولم تصل للحدود المقررة في القوانين التنظيممية للجماعات الترابية.
كما نعرف جميعا تبقى الموارد المالية هي المحدد األساسي لتقوية صرح الجماعات الترابية والجعل منها
وحدات المركزية قوية متمتعة بشكل فعلي باستقاللية مالية وإدارية وبإمكانية الممارسة لكافة
اختصاصاتها وتفعيلها لمبادئ التدبير الترابي سواء على مستوى التدبير الحر لمداوالتها ومقرراتها أو
على مستوى تطبيق مبدأ التفريع من خالل ممارستها الختصاصاتها سواء الذاتية أو المشتركة مع الدولة
او المنقولة إليها من طرف هذه األخيرة ،كذلك على مستوى مبدأ التضامن والتعاضد سواء مابين
الجماعات الترابية في مابينها أو ما بين الجماعات الترابية وفعاليات أخرى سواء على المستوى الوطني
أو الخارجي ،إلى جانب االنفتاح على الساكنة وإشراك المواطنين في التدبير الشأن المحلي .
كل هذه األمور لن تتأتى بدون موارد مالية ذاتية تتوفر عليها الجماعات الترابية وتعمل على تحصيلها
مما يعزز من حضورها على المستوى المحلي ويحقق استقالليتها بشكل فعلي ويترجم مبادئ التدبير
الترابي بشكل قوي على أرض الواقع .
- 57القوانين التنظيمية الثالت للجماعات الترابية ،المادة 115من القانون التنظيمي للجهات ،المادة 109من القانون التنظيمي للعماالت واألقاليم
118 ،من القانون التنظيمي للجماعات .
43
وبخصوص إشراك السكان في التدبير الترابي والتنمية المحلية هناك فجوة كبيرة بين غنى
الترسانة القانونية المؤطرة لعالقة المؤسسات المنتخبة بالمجتمع المدني ،و شح التجارب الميدانية على
أرض الواقع؛ فعلى الرغم من العالقة المثمرة لكثير من الجماعات على المستوى الوطني مع جمعيات
المجتمع المدني إال أن هذه العالقة تقتصر على جوانب تقليدية منها على وجه الخصوص تقديم الدعم
المالي السنوي ،و الدعم اللوجستي ،واإلشراك في األنشطة التكوينية والتحسيسية ،وبالتالي فما راهن
عليه المشرع ،وما ُت َراهِنُ عليه فعاليات المجتمع المدني ال زال بعيد المنال ،ذلك أن اإلشراك الفعلي
للجمعيات في إعداد برنامج عمل الجماعة ،أو في مخطط التنمية الجهوي ،وتقييمهما وتتبعهما ،يعتبر
مظهرا من مظاهر العمل المشترك المفضي إلى تدبير أمثل للشأنين العام و المحلي اللذين لم يعودا أرضا
مشاعا يحتكرها الفاعل السياسي المنتخب ،ويتصرف فيها.
وبالتالي فمن الصعب معرفة ما إذا كانت آراء األشخاص المشاركين في صنع القرار ،تتأسس على
اعتبارات موضوعية أو أنها تعبير فقط عن مصالح شخصية أو فئوية .هذا إضافة إلى أن االنخراط
المتزايد والمكثف للجمعيات في مسلسل الديمقراطية التشاركية ،يؤدي إلى تحجيم دور الفاعلين
التقليديين ( المنتخبين وممثلي اإلدارة ) بل ويخفي أحيانا التأثير الغير المباشر للمنظمات الدولية إذا
أخذنا بعين االعتبار التمويل الكبير الذي تتلقاه الجمعيات من هذه المنظمات.
44
الخاتمة
إن تمتع الجماعات الترابية باالستقاللية رهين بتوفر الموارد البشرية المؤهلة و كذلك على الموارد
المالية الالزمة للممارسة االختصاصات الموكولة للجماعات الترابية.
وقد اضاف دستور 2011مبادئ جديدة على مستوى التدبير الترابي لتعزيز نجاعة فعالية التدبير
الترابي ،لكن الواقع يفرض على أنه هناك مجموعة من االختالالت على مستوى التدبير الترابي منها ما
هو مرتبط بالموارد البشرية العاملة بالوحدات الترابية ،وضعف اإلمكانيات المالية للجماعات الترابية
خاصة الجماعات القروية ،إضافة إلى غياب المراسيم التطبيقية و النصوص التنظيمية ،كالمرسوم
المتعلق بإحداث المجموعات الترابية.
لتجاوز االختالالت البد من تكوين الموارد البشرية ،و رفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية ،حتى
يتم تفعيل مبادئ التدبير الترابي الجديد على أحسن وجه.
45
قائمة المراجع
الكتب
ذ .محمد عمراوي ,الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية دراسة في القرار المحلي ,الطبعة األولى
مجالت
التدبير المحلي والحكامة الترابية على ضوء القوانين التنظيمية الجديدة ،مجلة العلوم القنونية ،سلسلة الدراسات الدستورية والسياسية
أطروحات ورسائل
سناء حمرالراس" ،التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة " ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم
السياسية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ،السنة الجامعية 2016/2015
حميد الماموني ،العالقة بين الدولة والجماعات الترابية على ضوء الجهوية المتقدمة ،دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ،2011رسالة
لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،جاكعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -أكدال ،السنة الجامعية
2013/2014
محمد الصابري ،مبدأ التفريع وتوزيع االختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة ،بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام،
جاكعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ،السنة الجامعية 2011/2012
القوانين
دستور 2011
مواقع
http://glasgowdailytimes.com
www.villedesale.ma
WWW.CR-RSK.org
46