You are on page 1of 47

‫مادة القانون اإلداري المعمق‬

‫عرض حول مبادئ التدبير الترابي‬

‫عرض من إنجاز الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف الدكتور‬
‫السيفى محمد‬ ‫‪‬‬
‫عبد الحافظ إدمينوو‬ ‫‪‬‬
‫الباخر حسن‬ ‫‪‬‬
‫أيت حمو أيوب‬ ‫‪‬‬
‫أيت الشيخ محمد كريم‬ ‫‪‬‬
‫بلقايدة أنور‬ ‫‪‬‬

‫الموسم الجامعي‬
‫‪20182017‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫مرت الجماعات الترابية بالمغرب منذ االستقالل إلى حدود اآلن بمجموعة من التطورات سواء من حيث‬
‫بنيتها وتقسيمها الجغرافي أو من حيث االختصاصات وهامش الحرية الذي ما فتئ يتسع مع كل مراجعة‬
‫دستورية ‪.‬‬

‫ففي أول دستور للمملكة لسنة ‪ 1962‬تم التنصيص في فصله ‪ 93‬على ان الجماعات المحلية بالمملكة‬
‫هي العماالت واألقاليم والجماعات ‪ ،‬ليأتي دستور ‪ 1992‬الذي ارتقى بالجهات إلى مصاف الجماعات‬
‫الترابية إلى جانب كل من العماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية ‪ ،‬إلى أن التدعيم الفعلي‬
‫لمركز الجهة ومعه باقي الوحدات الترابية األخرى سيتم مع دستور ‪ 1996‬الذي سيشكل اللبنة األولى‬
‫لبداية بروز الجماعات الترابية في شكلها الحالي والتدعيم من مركزها السياسي بحيث ستحظى الجهة في‬
‫ضل هذا التعديل الدستوري بتمثيلية داخل البرلمان في مجلس المستشارين ‪.‬‬

‫غير أن الجماعات الترابية في ضل دستور ‪ 1996‬وما انبثق عنه من قوانين خاصة بالجماعات الترابية‬
‫‪ -‬سواء القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بالجهات أو القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بالعماالت واألقاليم أو‬
‫القانون رقم ‪ 78.00‬الخاص بالجماعات الحضرية والقروية – كانت خاضعة ومقيدة في جميع تصرفاتها‬
‫وشؤونها المحلية لوصاية مشددة من طرف الدولة ‪ ،‬إلى جانب ضعف مواردها المالية مما جعلها لم‬
‫ترقى إلى ممارسة األدوار المنوطة بها والقيام بدورها كشريك استراتيجي إلى جانب الدولة في تحقيق‬
‫التنمية‪.‬‬

‫و بذلك سيشكل دستور ‪ 2011‬منطلقا للتأسيس لتدبير ترابي جيد يقوم باألساس على االمركزية وإشراك‬
‫الوحدات الترابية في تدبير الشأن المحلي و التوسيع من نطاق عملها ‪ ،‬ويظهر ذلك بشكل جلي من خالل‬
‫الفقرة األخيرة من الفصل األول من الدستور التي نصت على ما يلي ‪:‬‬

‫" التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي ‪ ،‬يقوم على الجهوية المتقدمة "‬

‫كذلك من خالل تخصيص الباب التاسع من الدستور للجهات والجماعات الترابية األخرى ‪.‬‬

‫وما سيعزز من صرح الجماعات الترابية في ضل تجربة دستور ‪ 2011‬هو تنصيصه في الفصل ‪136‬‬
‫على ما يلي ‪:‬‬

‫" يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر ‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن ‪ ،‬ويؤمن مشاركة‬
‫السكان المعنيين في تدبير شؤونهم ‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة "‬

‫إلى جانب تنصيصه في الفقرة األولى من الفصل ‪ 140‬على ‪:‬‬

‫" للجماعات الترابية وبناء على مبدأ التفريع ‪ ،‬اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة‬
‫واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة "‬

‫وبذلك في ضل هذا الدستور أصبح تدبير الجماعات الترابية يقوم على مبادئ التدبير الحر والتضامن‬
‫وإشراك الساكنة إلى جانب ممارسة الجماعات الترابية الختصاصاتها بناء على مبدأ التفريع ‪ ،‬كل هذا‬
‫سيساهم في الرقي بدور الجماعات الترابية وسيمنحها هامش كبير من الحرية في تدبير شؤونها وممارسة‬

‫‪1‬‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬وإلحاطة بكل هذه المبادئ التي أتى بها دستور ‪ 2011‬على مستوى التدبير الترابي‬
‫سيلزمنا طرح اإلشكالية الرئيسة المتمثلة في ‪،‬‬

‫ما هو التأصيل النظري واإلطار القانوني لمبادئ التدبير الترابي‪ ،‬وماهي أبرز اإلشكاالت‬
‫المرتبطة بواقعها ؟‬

‫وتنبثق على هذه اإلشكالية الرئيسية األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫ماهي مبادئ التدبير الترابي التي تخضع لها الجماعات الترابية ؟‬

‫و ماهو اإلطار القانوني الذي يحكمها ؟‬

‫كيف تتجلى الممارسة الفعلية لهذه المبادئ على أرض الواقع ؟‬

‫وما اإلشكاالت التي تحول دون تطبيقها ؟‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية وما تفرع عنها من أسئلة ارتأينا مقاربة الموضوع من خالل التصميم‬
‫التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري والقانوني لمبادئ التدبير الترابي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثاني واقع و اشكاليات مبادئ التدبير الترابي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار النظري والقانوني لمبادئ التدبير الترابي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نتطرق في هذا المبحث لإلطار النظري والقانوني لبدأي التدبير الحر والتفريع (المطلب األول) على‬
‫أن نخصص المطلب الثاني للحديث عن مبدأي التضامن والتعاون وإشراك السكان‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ التدبير الحر والتفريع‪:‬‬

‫نتعرض في هذا المطلب لمبدأ الدبير الحر(الفرع األول)‪ ,‬ومبدأ التفريع(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ التدبير الحر‪.‬‬

‫لمعالجة مبدأ التدبير الحر سنتطرق بداية لإلطار النظري لمبدأ التدبير الحر (الفرع األول)‪ ،‬ثم اإلطار‬
‫القانوني لمبدأ التدبير (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬اإلطار النظري لمبدأ التدبير الحر‪:‬‬

‫مبدأ التدبير الحر أو ‪ Libre administration‬يفيد الحرية في التدبير واإلدارة‪ ،‬فمبدأ التدبير الحر‬
‫يختلف عن مبدأ الحكم الحر‪ ،‬إذ ال يمكن تطبيقه إال في إطار احترام أولويات الدولة مبدأ وحدة الدولة‪.1‬‬

‫من خالل مبدأ التدبير الحر سوف تصبح الجماعات الترابية تتوفر على صالحيات واسعة في تدبير‬
‫شؤونها المحلية‪ ،‬فالتدبير الحر يمكن الجماعات الترابية من تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها بكل‬
‫حرية‪ ،‬مع احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية مع مراعاة كذلك اإلمكانيات المالية المتاحة لكل جماعة‬
‫ترابية‪.2‬‬

‫فمن خالل تبني التدبير الحر سيتم إعادة النظر في أشكال الرقابة الممارسة على الجماعات الترابية‪،‬‬
‫وبالتالي منح هامش من الحرية للجماعات الترابية في تدبير شؤونها وتعود أصول ظهور مبدأ التدبير‬
‫الحر إلى الدساتير الفرنسية حيث تم اإلشارة للمبدأ في بداية األمر في الفصل ‪ 87‬من الدستور ‪" 1946‬‬
‫تدبير الجماعات الترابية بحرية من طرف مجالس منتخبة باإلقتراع العام المباشر "‪ ،‬ليتم بعد ذلك على‬
‫المبدأ نفسه في دستور ‪ 1958‬من خالل الفصلين ‪ 34‬و ‪ 72‬من دتور الجمهورية الخامسة‪.‬‬

‫وقد اعتبر مجلس الدولة أن التدبير الحر من الحريات العمومية في قرار صادر عن المجلس بتاريخ ‪18‬‬
‫يناير ‪ 2001‬قضية جماعة ‪ Venelle‬ضد ‪ ،Morbelle‬وكخالصة لوقائع القرار قررت ‪La‬‬
‫‪ commune de venelles‬عقد جلسة عامة لتداول بشأن تعيين المندوبين بالمجلس البلدي إال أن‬
‫المجلس تفاجئ بقرار رئيس المحكمة اإلدارية القاضي بمنع جلسة التداول وتأجيلها وعلى هذا األساس‬
‫طعن عمدة البلدية ضد األمر صادر عن رئيس المحكمة وبناء على المعطيات المثار أصدر المجلس‬
‫قرار قضى فيه بإلغاء األمر الصادر عن رئيس المحكمة اإلدارية واعتبر المجلس أن التدبير الحر من‬

‫‪ 1‬رسالة نيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ " ،‬العالقة بين الدولة والجماعات الترابية" على ضوء الجهوية المتقدمة – دراسة تحليلية لمقتضيات‬
‫دستور‪ ،2011‬من إنجاز طالب حميد الماموني‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .2014-2013‬ص‪.96:‬‬
‫‪ 2‬التدبير المحلي والحكامة الترابية على ضوء القوانين التنظيمية الجديدة‪ ،‬مجلة العلوم القنونية‪ ،‬سلسلة الدراسات الدستورية والسياسية‪ ،‬العدد ‪4‬‬
‫ص‪.67:‬‬

‫‪3‬‬
‫المبادئ المنصوص عليها في الفصل ‪ 72‬من الدستور ويعتبر من الحريات األساسية التي ال يجب‬
‫المساس بها من قبل جميع السلطات‪.3‬‬

‫فمع تطبيق مبدأ التدبير الحر ستكون الجماعات الترابية مجبرة على العمل وفق مقاربة ترتكز على ثقافة‬
‫النتائج وحسن األداء وتفعيل المسائلة والمحاسبة‪.‬‬

‫فالمغرب لم يعرف مبدأ التدبير الحر إال مع دستور ‪ ،2011‬حيث كانت في السابق تخضع الجماعات‬
‫الترابية لوصاية مشددة من قبل ممثلي السلطة المركزية وبالتالي سنتعرف على اإلطار القانوني لهذا‬
‫المبدأ الجديد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلطار القانوني لمبدأ التدبير الحر‪:‬‬

‫يعتبر مبدأ التدبير الحر من المستجدات التي أتى بها دستور ‪ 2011‬من خالل تنصيص الفصل ‪136‬‬
‫على هذا المبدأ‪ ،‬ويشكل ذلك دافعا ً قويا لتعزيز اإلستقالل الجماعات الترابية وبالتالي تفعيل ال مركزية‬
‫الترابية‪ ،‬فمع هذا المبدأ ستكون الجماعات الترابية قادرة على تدبير شؤونها وبلورة اختيارها وتنزيل‬
‫مخططاتها و برامجها التنموية بكيفية مستقلة‪.‬‬

‫ولتفعيل مبدأ التدبير الحر صدرت القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية لكي تحدد مظاهر‬
‫تطبيق ومضمون هذا المبدأ‪.‬‬

‫فوفقا ً للقوانين التنظيمية الثالث المتعلقة بالجماعات الترابية فالتدبير الجماعات الترابية لشؤونها يكون‬
‫وفق التدبير الحر الذي يخول للجماعات الترابية في حدود اختصاصاتها سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬وسلطة تنفيذ مدوالتها و مقرراتها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة التداول بكيفية ديمقراطية‪:‬‬

‫التداول بكيفية ديمقراطية يفيد أنه الجماعات الترابية تتداول بكيفية حرة وفي حدود االختصاصات الموكلة‬
‫إليها‪ ،‬وقد تم تحديد شروط التداول من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫حيث ال تكون المداوالت صحيحة على مستوى المجلس الجهوي إال بحضور أكثر من نصف األعضاء‬
‫المزاولين لمهامهم عند افتتاح الدورة وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني يوجه استدعاء ثاني في‬
‫ظرف ثالثة أيام وخمسة أيام على األكثر بعد اليوم المحدد لإلجتماع األول وبعد التداول صحيحا بحضور‬
‫أكثر من نصف األعضاء إن لم يكتمل في اإلجتماع الثاني كيفما كان عدد األعضاء الحاضرين‪.4‬‬

‫وتتخذ مقررات المجلس باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها ما عدى في القضايا التي يشترط‬
‫العتمادها األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم لبرنامج التنمية الجهوية‪ ،‬التصميم الجهوي إلعداد‬
‫التراب‪ ،‬إحداث شركات التنمية الجهوية‪ ،‬طرق تدبير المرافق العمومية التابعة للجهة‪ ،‬الشراكة مع‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬العقود المتعلقة بممارسة اإلختصاصات المشتركة مع الدولة والمنقولة من الدولة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Conseil d’état de refère, section, 18 janvier 2001, adj 2001 chronique p153-154.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 45‬من القانون ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وفي حالة تعذر الحصول على األغلبية المطلقة لألعضاء المزاولين مهامهم في التصويت األول تتخذ‬
‫المقررات في جلسة ثانية ويتم التصويت عليها باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها وفي حالة تعادل‬
‫األصوات يرجح الجانب الذي يكون فيه الرئيس‪.5‬‬

‫كما أنه ال يجوز لألعضاء المجلس التداول إال في النقط المدرجة في جدول األعمال المحدد من قبل‪ .‬وقد‬
‫ورد مصطلح " التداول في القانون التنظيمي للجهات ‪ 11‬مرة"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة تنفيذ مداوالت ومقررات مجالس الجماعات الترابية‪.‬‬

‫أوكل دستور ‪ 2011‬مهمة تنفيذ مداوالت المجالس ومقرراتها إلى رؤساء المجالس‪ ،6‬وعملت القوانين‬
‫التنظيمية على تكريس ذلك‪ ،‬على عكس السابق الذي كان فيه ممثلو السلطة المركزية الوالة والعمال هم‬
‫من يقومون بتنفيذ مداوالت مجالس جماعات الترابية " ينفذ عامل العمالة أو اإلقليم مركز الجهة‬
‫القرارات الصادرة عن المجلس الجهوي ‪ ،7 "...‬وكانت الجهة تمثل أمام القضاء بواسطة عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم مركز الجهة‪ ،‬وكان يعتبر العامل هو األمر بالصرف على مستوى الجهة‪ ،8‬وكان يحضر الميزانية‬
‫وينفذها‪.9‬‬

‫مع صدور الدستور ‪ 2011‬و القوانين التنظيمية ستغير األمور وسيصبح رئيس الجماعة الترابية هو‬
‫المكلف‪:‬‬

‫بإعداد وتنفيذ برنامج التنمية الجهوية‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫تنفيذ مداوالت ومقررات المجلس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تحضير و تنفيذ الميزانية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم اإلدارة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اتخاذ المقررات المتعلقة بإحداث األجرة‬ ‫‪‬‬
‫إبرام اتفاقية التعاون والشراكة والتوأمة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫قبض المداخيل وصرف نفقات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رئاسة المجلس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تمثيل الجماعة الترابية في جميع أعمال الحياة اإلدارية والقضائية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إبرام صفقات العمومية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رفع الدعاوى القضائية‬ ‫‪‬‬

‫إضافة إلى أمر جد مهم يتعلق بإقرار ممارسة رؤساء الجماعات الترابية لسلطة التنظيمية حيث تنص‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 140‬من الدستور على انه " تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى في‬
‫مجاالت اختصاصاتها‪ ،‬وداخل دائرتها الترابية‪ ،‬على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها"‪.‬‬
‫لقد شكل الدستور تطورا ھاما بمنحه ھذه الصالحیة للوحدات الترابیة‪ ،‬والتي لم تكن تمارسھا بالكیفیة‬
‫التي أطرت بھا في الدستور الحالي‪ ،‬الشيء الذي سیمكن الجماعات الترابية‪ ،‬بما تتمتع به من‬
‫اختصاصات ذاتیة ومشتركة مع الدولة ومنقولة من ھذه األخیرة ‪ ،‬من تنظيم مجالها الترابي‪ ،‬بما یتوافق‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 46‬من القانون ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الفصل ‪ 138‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 54‬من القانون ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫المادة ‪ 56‬من القانون ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫المادة ‪ 67‬من القانون ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مع جوھر السلطة التنظيمية‪ ،‬والتي لم یقیدھا المشرع ممارستھا بشروط‪ .‬ویستشف ذلك من الفصل‬
‫‪ 146‬من الدستور‪.‬‬
‫وتفعیال للفصل ‪ 140‬من الدستور فان المواد ‪ 102‬من القانون التنظیمي للجھات‪ ،‬والمادة ‪ 96‬من‬
‫القانون التنظیمي للعماالت واألقالیم‪ ،‬والمادة ‪ 95‬من القانون التنظیمي للجماعات‪ ،‬جاءت بصیاغة موحدة‬
‫بین ھذه القوانین الثالث‪.‬‬
‫فنصت ھذه المواد كالتالي " تطبیقا ألحكام الفقرة الثانیة من الفصل ‪ 140‬من الدستور‪ ،‬یمارس رئیس ‪...‬‬
‫بعد مداوالت المجلس السلطة التنظیمیة بموجب قرارات تنشر بالجریدة الرسمیة للجماعات الترابیة"‪.‬‬
‫نستنتج من المقتضیات الواردة أعاله أن السلطة التنظیمیة على الصعید المحلي تتوزع على ثالث‬
‫مستویات‪ ،‬على المستوى الجھوي یمارسھا رئیس المجلس الجھوي‪ ،‬وعلى صعید العماالت واألقالیم‬
‫یمارسھا رئیس مجلس العمالة أو اإلقلیم‪ ،‬وعلى الصعید الجماعي یمارسھا رئیس المجلس الجماعي‪.‬‬
‫إن المشرع أسند ھذه الصالحیة وفق المقتضیات الدستوریة لرؤساء الوحدات الترابیة في مستواھا‬
‫المحلي ووفقا لمقتضیات القوانین التنظیمیة المؤطرة للجماعات الترابیة‪ .‬وذلك لیأذن باالنخراط في‬
‫مرحلة جدیدة من التدبیر وفق مستویین‪:‬‬
‫المستوى األول ‪ :‬القطع الجدري مع احتكار السلطة التنظیمیة من قبل رئيس الحكومة و باقي أعضاء‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫المستوى الثاني ‪ :‬االنخراط في مرحلة تتمتع من خاللھا الجماعات الترابیة‪ ،‬بصالحیات كبیرة‪ ،‬من أجل‬
‫الحفاظ على حسن سیر المرافق العمومیة بكیفیة منتظمة ومضطردة‪.‬‬

‫هذا في ما يخص مبدأ التدبير الحر‪ ,‬فماذا عن مبدأ التفريع إذن‪:‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مبدأ التفريع‪.‬‬

‫يعتبر مبدأ التفريع من المبادئ الحديثة التي أقرها التشريع المغربي على مستوى توزيع‬
‫االختصاصات‪ ،‬هذا المبدأ يتجسد بشكل قوي في النظام االمركزي‪ ،‬بحيث يقوم على التوزيع العادل‬
‫لالختصاصات والموارد بين مختلف الوحدات الترابية والدولة ضمن منطق التفاهم‪ ،‬التشارك والتعاون‪،‬‬
‫وذلك في إطار ما يستطيع أن يقوم به األدنى يتنازل عنه األعلى باعتبار األدنى هو األقرب للمواطنين‬
‫وهو األدرى بحاجاتهم ‪.‬‬

‫ونظرا لحداثة هذا المبدأ سواء على المستوى الوطني أو الدولي بصفة عامة‪ ،‬يستوقف علينا أن‬
‫نتطرق للتأصيل النظري لهذا المبدأ (الفقرة األولى)‪ ،‬واإلطار القانوني الذي يحكمه وينظمه على مستوى‬
‫التشريع المغربي (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التأصيل النظري لمبدأ التفريع‪.‬‬

‫يعود ظهور مبدأ التفريع إلى األنظمة الفيدرالية التي تقوم على توزيع االختصاصات بين الدولة االتحادية‬
‫والفيدراليات وذلك في إطار االحتكام إلى الدستور باعتباره القانون األسمى للبالد‪ ،‬ولم يحظى هذا المبدأ‬
‫باالهتمام الدولي إال من بعد اعتماده في معاهدة ماستريخت لسنة ‪ 1992‬المنظمة لالتحاد األوروبي‪،‬‬
‫حيث جاء في المادة‪ B 3‬من هذه المعاهدة بما معناه ‪:‬‬

‫" تتصرف المجموعة في حدود الصالحيات الممنوحة لها في إطار هذه المعاهدة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وال تتدخل المجموعة في االختصاصات الغير الممنوحة لها تبعا لمبدأ التفريع‪ ،‬إال إذا كانت تلك‬
‫‪10‬‬
‫االختصاصات ال يمكن أن تحققها الدول األعضاء بالحجم واآلثار التي يمكن ان تحققها المجموعة "‬

‫أما على مستوى التجارب المقارنة‪ ،‬نستحضر هنا التجربة األلمانية التي تعتبر رائدة في هذا المجال إذ‬
‫يعتبر مبدأ التفريع من بين المبادئ األساسية التي ينبني عليها النظام الفدرالي األلماني على المستوى‬
‫المؤسساتي‪ ،‬وكذلك على مستوى توزيع االختصاصات بين الدولة االتحادية والفدراليات التي تتمتع بنظام‬
‫التسيير الذاتي وذلك حفاظا على تنوعها اإلقليمي ‪.‬‬

‫فالنظام األلماني يشتمل على مبدأ تدرج اإلختصاصات‪ ،‬الذي يحدد لكل طرف مجاالت عمله‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت يسمح للطرف األعلى بالتدخل لتنظيم الشؤون التي يعجز الطرف األدنى عن تنظيمها‪ ،‬ويمتد هذا‬
‫التدرج من الحي‪ ،‬فالمدينة‪ ،‬ثم الوالية‪ ،‬ومنها اإلتحاد‪. 11‬‬

‫أما النظام الفرنسي الذي يعتبر أقرب تجربة مقارنة للنظام المغربي‪ ،‬بل يعتبر مرجعية لإلصالح اإلداري‬
‫بالمغرب‪ ،‬فيعود أصل ظهور مبدأ التفريع فيه إلى تقرير" ‪ "vivre ensemble‬لسنة ‪ 1976‬حيث جاء‬
‫في هذا التقرير ‪:‬‬

‫" في سياق الحديث عن مبادئ التوزيع‪ ،‬إن مبدأ الفرعية يقود إلى البحث عن المستوى األمثل لممارسة‬
‫االختصاصات‪ ،‬حيث يتعين على الدولة أن تفوض للجماعات الترابية االختصاصات المؤهلة للقيام بها‬
‫وممارستها "‪.12‬‬

‫ومن بعده عمل القانون المتعلق باإلدارة الترابية الصادر في ‪ 6‬فبراير ‪ 1992‬على استلهام فحوى هذا‬
‫المبدأ خاصة عند توزيع المهام بين اإلدارات المركزية والمصالح االممركزة وإن كان بشكل محتشم ‪.13‬‬

‫أما فيما يخص التشريع المغربي فقد بدأت التلميحات األولى لهذا المبدأ من خالل القانون رقم ‪47.96‬‬
‫المتعلق بتنظيم الجهات الصادر في ‪ 2‬أبريل ‪ 141997‬حيث جاء في الفقرة الثانية و الثالثة من المادة‬
‫السادسة من هذا القانون ‪:‬‬

‫" يمارس المجلس اختصاصات خاصة به واختصاصات تنقلها إليه الدولة ‪.‬‬

‫يمكنه عالوة على ذلك تقديم اقتراحات وإبداء أراء حول األعمال ذات المصلحة العامة التي تهم الجهة‬
‫والداخلة في نطاق اختصاص الدولة أو أي شخص معنوي آخر من أشخاص القانون العام "‬

‫‪10‬‬
‫‪- Treaty on european union , 1992, Article 3b .‬‬
‫‪ - 11‬محمد الصابري‪ ،‬مبدأ التفريع وتوزيع االختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة ‪،‬بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جاكعة‬
‫محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2011/2012‬ص‪12-11 :‬‬
‫‪ - 12‬حميد الماموني‪ ،‬العالقة بين الدولة والجماعات الترابية على ضوء الجهوية المتقدمة‪ ،‬دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ‪ ،2011‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جاكعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬أكدال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2013/2014‬‬
‫ص‪95 :‬‬
‫‪ - 13‬محمد الصابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪5:‬‬
‫‪ - 14‬القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات الصادر في ‪ 2‬أبريل ‪ ، 1997‬الجريدة الرسمية عدد‪ 4470‬بتاريخ ‪ 03/04/1997‬الصفحة‬
‫‪556‬‬

‫‪7‬‬
‫وبذلك كان المجلس الجهوي بموجب هذا النص يمارس اختصاصات ذاتية واختصاصات منقولة وأخرى‬
‫‪15‬‬
‫استشارية‪ ،‬نفس األمر سيتم إقراره سواء بالنسبة للعماالت واألقاليم من خالل القانون رقم ‪79.00‬‬
‫المنظم للعماالت واألقاليم‪ ،‬أو الجماعات من خالل القانون رقم ‪ 1678.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪.‬‬

‫إلى أن التنصيص الفعلي لهذا المبدأ لم يتم إال من خالل المبادرة المغربية للتفاوض بشأن منح حكم ذاتي‬
‫لمنطقة الصحراء التي تقدم بها المغرب إلى األمم المتحدة سنة ‪ ،172007‬حيث جاء في الفقرة السابعة‬
‫عشر من نص المبادرة ما يلي ‪:‬‬

‫" من جهة أخرى تمارس االختصاصات التي لم يتم التنصيص على تخويلها صراحة باتفاق بين الطرفين‬
‫وذلك عمال بمبدأ التفريع "‬

‫وعلى عكس فرنسا فإن المغرب عمل على االرتقاء بهذا المبدأ والتنصيص عليه بشكل فعلي من خالل‬
‫دستور ‪ 2011‬وما تبعه من فوانين تنظيمية خاصة بالجماعات الترابية التي ستشكل إطارا مرجعيا‬
‫للتدبير الترابي بالمملكة ومدخال لتفعيل مبدأ التفريع والحث على االختصاصات الممنوحة للجماعات‬
‫الترابية في إطار هذا المبدأ‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه بشكل مفصل من خالل الفقرة الثانية الخاصة باإلطار‬
‫القانوني لمبدأ التفريع ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلطار القانوني لمبدأ التفريع‪.‬‬

‫كما سبق الذكر فإن التلميحات األولى لهذا المبدأ ظهرت مع القانون رقم ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‪،‬‬
‫وما تبعه من قوانين خاصة بباقي الجماعات الترابية ‪.‬‬

‫إلى أن التنصيص الفعلي لهذا المبدأ لم يتم إال في حدود سنة ‪ ،2011‬حيث تم االرتقاء به إلى مبدأ‬
‫دستوري من خالل التنصيص عليه بصريح العبارة في الفقرة األولى من الفصل ‪ 140‬من دستور‬
‫‪ 2011‬الذي جاء فيه ‪:‬‬

‫" للجماعات الترابية‪ ،‬وبناء على مبدأ التفريع‪ ،‬اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة‬
‫واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة ‪" .‬‬

‫وقد تم تحديد هذه االختصاصات بشكل مفصل من خالل القوانين التنظيمية للجماعات الترابية الصادرة‬
‫سنة ‪ ،2015‬وسنتطرق إلى اختصاصات كل وحدة ترابية على حدى بشكل مفصل أكثر من خالل ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اختصاصات الجهة‬

‫باعتبارها شريك الدولة على المستوى االقتصادي تناط بالجهة داخل دائرتها الترابية المهام الرامية إلى‬
‫تنمية الجهة والنهوض بها اقتصاديا من خالل جلب االستثمارات وتهيييء الظروف لظهور وتكاثر‬

‫‪ 15‬القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم‪ ،‬الصادر في ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5085‬بتاريخ ‪12/11/2002‬‬
‫الصفحة ‪3490‬‬
‫‪ - 16‬القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي الصادر في ‪ 3‬أكتوبر ‪ ، 2002‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪21/11/2002‬‬
‫الصفحة ‪3486‬‬
‫‪ - 17‬النص الكامل للمبادرة المغربية للتفاوض بشأن منح حكم ذاتي لمنطقة الصحراء التي تقدمت بها المملكة المغربية تقديمها إلى األمم المتحدة في‬
‫أبريل ‪ ،2007‬منشور بالموقع اإللكتروني الخاص بالمجلس الملكي االستشاري للشؤون الصحراوية‪ ،‬رابط النص ‪:‬‬
‫‪/tabid/156/ctl/Details/mid/1833/ItemID/12056/Default.aspx‬الصحراءالغربيةالبوابةالسياسية ‪http://www.corcas.com/‬‬

‫‪8‬‬
‫المقاوالت‪ ،‬وعلى هذا األساس تمارس الجهة اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة‬
‫واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬

‫االختصاصات الذاتية‬ ‫‪‬‬


‫هي تلك االختصاصات الموكولة للجهة في مجال معين بما يمكنها من القيام في حدود مواردها‪ ،‬وداخل‬
‫دائرتها الترابية باألعمال الخاصة بهذا المجال السيما التخطيط والبرمجة واإلنجاز والتدبير والصيانة ‪.‬‬

‫تمارس الجهة اختصاصات ذاتية في مجالين أساسين وهما التنمية الجهوية وإعداد التراب ‪.‬‬

‫تشمل االختصاصات الذاتية للجهة في مجال التنمية الجهوية على الميادين التالية ‪:‬‬

‫التنمية االقتصادية ‪ :‬من خالل دعم المقاوالت‪ ،‬تنظيم مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة‪ ،‬تهيئة‬ ‫‪‬‬
‫الطرق والمسالك السياحية في العالم القروي‪ ،‬إنعاش أسواق الجملة الجهوية‪ ،‬إحداث مناطق‬
‫لألنشطة التقليدية والحرفية‪ ،‬جذب االستثمار‪ ،‬إنعاش االقتصاد االجتماعي والمنتجات الجهوية ‪.‬‬

‫التكوين المهني والتكوين المستمر والشغل ‪ :‬وذلك من خالل إحداث مراكز جهوية للتكوين وكذا‬ ‫‪‬‬
‫مراكز جهوية للتشغيل وتطوير الكفاءات من أجل اإلدماج في سوق الشغل‪ ،‬اإلشراف على‬
‫التكوين المستمر لفائدة أعضاء المجالس وموظفي الجماعات الترابية ‪.‬‬

‫التنمية القروية ‪ :‬من خالل ممارسة االختصاصات الرامية إلى إنعاش األنشطة غير الفالحية‬ ‫‪‬‬
‫بالوسط القروي‪ ،‬بناء وتحسين وصيانة الطرق غير المصنفة ‪.‬‬

‫النقل ‪ :‬ويشمل االختصاص في مجال النقل إعداد تصميم النقل داخل الدائرة الترابية للجهة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتنظيم خدمات النقل الطرقي غير الحضري لألشخاص بين الجماعات الترابية داخل الجهة ‪.‬‬

‫الثقافة ‪ :‬يندرج في هذا اإلطار االختصاصات الرامية إلى اإلسهام في المحافظة على المواقع‬ ‫‪‬‬
‫األثرية والترويج لها‪ ،‬وكذا تنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهي‬

‫البيئة ‪ :‬تختص الجهة في هذا المجال بتهيئة وتدبيرالمنتزهات‪ ،‬وضع استراتيجية جهوية القتصاد‬ ‫‪‬‬
‫الطاقة والماء‪ ،‬إنعاش المبادرات المرتبطة بالطاقة المتجددة ‪.‬‬

‫التعاون الدولي ‪ :‬بحيث يمكن للجهة في هذا المجال إبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة‬ ‫‪‬‬
‫في إطار التعاون الدولي‪ ،‬وكذا الحصول على تمويالت في نفس اإلطار بعد موافقة السلطات‬
‫العمومية طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬إلى أنه ال يمكن للجهة أن تبرم اتفاقية بين‬
‫جهة أو مجموعة جهات أو مجموعة الجماعات الترابية ودولة أجنبية ‪.‬‬
‫أما فيما يخص اختصاصات الجهة في مجال إعداد التراب‪ ،‬يضع مجلس الجهة تحت إشراف رئيس‬
‫الجهة التصميم الجهوي إلعداد التراب وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل في إطار توجهات‬

‫‪9‬‬
‫السياسة العامة إلعداد التراب على المستوى الوطني وبتشاور مع الجماعات الترابية األخرى واإلدارات‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬وممثلي القطاع الخاص المعنيين بتراب الجهة‪ ،‬وبمساعدة من والي الجهة ‪.‬‬

‫ويعتبر التصميم الجهوي إلعداد التراب وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب الجهوي‪ ،‬ويهدف‬
‫على الخصوص إلى تحقيق التوافق بين الدولة والجهة حول تدابير تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية‬
‫استراتيجية واستشرافية‪ ،‬بما يسمح بتحديد توجهات واختيارات التنموية الجهوية ولهذه الغاية ‪:‬‬

‫يضع إطارا عاما للتنمية الجهوية المستدامة والمنسجمة بالمجاالت الحضرية والقروية ؛‬ ‫‪‬‬
‫يحدد االختيارات المتعلقة بالتجهيزات والمرافق العمومية الكبرة المهيكلة على مستوى الجهة ؛‬ ‫‪‬‬
‫يحدد مجاالت المشاريع الجهوية وبرمجة إجراءات تثمينها‪ ،‬وكذا مشاريعها المهيكلة ؛‬ ‫‪‬‬
‫وتأخذ اإلدارة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والمقاوالت العمومية بعين االعتبار مضامين‬
‫التصميم الجهوي إلعداد التراب في إطار برامجها القطاعية أو تلك التي تم التعاقد بشأنها ‪.‬‬

‫االختصاصات المشتركة‬ ‫‪‬‬


‫تشمل االختصاصات المشتركة بين الدولة والجهة االختصاصات التي يتبين أن نجاعة ممارستها تكون‬
‫بشكل مشترك‪ ،‬وتتم ممارسة هذه االختصاصات طبقا لمبدأي التدرج والتمايز ‪.‬‬

‫تمارس الجهة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي‪ ،‬إما بمبادرة من الدولة أو بطلب‬
‫من الجهة‪ ،‬ويمكن للجهة بمبادرة منها واعتمادا على مواردها الذاتية أن تتولى تمويل أو تشارك في‬
‫تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي‬
‫مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها ‪.‬‬

‫وتنحصر االختصاصات التي تمارسها الجهة بشكل مشترك مع الدولة في المجاالت التالية ‪:‬‬

‫التنمية االقتصادية ‪ :‬يشمل هذا االختصاص تحسين جاذبية المجاالت الترابية وتقوية التنافسية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬الشغل‪ ،‬البحث العلمي التطبيقي ‪.‬‬
‫التنمية القروية ‪ :‬من خالل تأهيل العالم القروي‪ ،‬تنمية المناطق الجبلية‪ ،‬تنمية مناطق الواحات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إحداث أقطاب فالحية‪ ،‬تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة ‪.‬‬
‫التنمية االجتماعية ‪ :‬من خالل ممارسة االختصاصات الرامية التأهيل االجتماعي‪ ،‬المساعدة‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية ‪ ،‬إعادة االعتبار للمدن واألنسجة العتيقة‪ ،‬إنعاش السكن االجتماعي‪ ،‬إنعاش الرياضة‬
‫والترفيه ‪.‬‬
‫البيئة ‪ :‬يشمل هذا االختصاص الحماية من الفيضانات‪ ،‬المحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع‬ ‫‪‬‬
‫البيولوجي ومكافحة التلوث والتصحر‪ ،‬المحافظة على المناطق المحمية‪ ،‬المحافظة على‬
‫المنظومة البيئية الغابوية‪ ،‬المحافظة على الموارد المائية ‪.‬‬
‫الثقافة ‪ :‬ويتمثل هذا االختصاص في االعتناء بتراث الجهة والثقافة المحلية‪ ،‬صيانة اآلثار ودعم‬ ‫‪‬‬
‫الخصوصيات الجهوية‪ ،‬إحداث وتدبير المؤسسات الثقافية ‪.‬‬
‫السياحة ‪ :‬ويشمل هذا االختصاص إنعاش السياحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫االختصاصات المنقولة‬ ‫‪‬‬

‫تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجهة بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية بشكل‬
‫تدريجي‪ ،‬وتشمل االختصاصات المنقولة بصفة خاصة المجاالت التالية ‪:‬‬

‫التجهيزات والبنيات التحتية ذات البعد الجهوي‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬الصحة‪ ،‬التجارة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الرياضة‪،‬‬
‫الطاقة والماء والبيئة‪ ،‬ويراعى عند نقل االختصاصات من الدولة إلى الجهة مبدأ التدرج والتمايز بين‬
‫الجهات‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختصاصات العماالت واألقاليم‬

‫فيما يخص العماالت واألقاليم فقد أنيط بها باألساس ممارسة االختصاصات الرامية إلى تحقيق التنمية‬
‫االجتماعية والنهوض بالوسط القروي ‪ ،‬وهي األخرى بناء على مبدأ التفريع تمارس اختصاصات ذاتية‬
‫واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬

‫االختصاصات الذاتية‬ ‫‪‬‬

‫هي تلك االختصاصات الموكولة للعمالة أو اإلقليم في مجال معين بما يمكنها من القيام في حدود‬
‫مواردها‪ ،‬وداخل دائرتها الترابية باألعمال الخاصة بهذا المجال السيما التخطيط والبرمجة واإلنجاز‬
‫والتدبير والصيانة ‪.‬‬

‫وبذلك تمارس العمالة أو اإلقليم اختصاصات ذاتية داخل نفوذها الترابي في الميادين التالية ‪:‬‬

‫النقل المدرسي في المجال القروي‬ ‫‪‬‬


‫إنجار وصيانة المسالك القروية‬ ‫‪‬‬
‫وضع وتنفيذ برامج للحد من الفقر والهشاشة‬ ‫‪‬‬
‫تشخيص الحاجيات في مجاالت الصحة والسكن والتعليم والوقاية وحفظ الصحة‬ ‫‪‬‬
‫تشخيص الحاجيات في مجال الثقافة والرياضة‬ ‫‪‬‬
‫ورغبة منها في تحقيق األهداف التي ترمي إليها هذه االختصاصات يضع مجلس العمالة أو اإلقليم تحت‬
‫إشراف رئيس المجلس خالل السنة األولى من انتداب المجلس برنامج التنمية للعمالة أو اإلقليم ويعمل‬
‫على تتبعه وتحيينه وتقييمه ‪.‬‬

‫االختصاصات المشتركة‬ ‫‪‬‬

‫تشمل االختصاصات المشتركة بين الدولة والعمالة أو اإلقليم االختصاصات التي يتبين أن نجاعة‬
‫ممارستها تكون بشكل مشترك‪ ،‬وتتم ممارسة هذه االختصاصات طبقا لمبدأي التدرج والتمايز ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪11‬‬
‫تمارس العمالة أو اإلقليم االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي‪ ،‬إما بمبادرة من‬
‫الدولة أو بطلب من العمالة او اإلقليم‪ ،‬ويمكن للعمالة أو اإلقليم بمبادرة منها واعتمادا على مواردها‬
‫الذاتية أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل‬
‫ضمن اختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها ‪.‬‬

‫وتنحصر االختصاصات التي تمارسها العمالة أو اإلقليم بشكل مشترك مع الدولة في المجاالت التالية ‪:‬‬

‫تأهيل العالم القروي في ميادين الصحة والتكوين والبنيات التحتية والتجهيزات‬ ‫‪‬‬
‫تنمية المناطق الجبلية والواحات‬ ‫‪‬‬
‫اإلسهام في تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء‬ ‫‪‬‬
‫برنامج فك العزلة عن الوسط القروي‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في إنجاز وصيانة الطرق اإلقليمية‬ ‫‪‬‬
‫التأهيل االجتماعي في الميادين التربوية والصحية واالجتماعية و الرياضية‬ ‫‪‬‬

‫االختصاصات المنقولة‬ ‫‪‬‬

‫تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى المالة أو اإلقليم بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية‬
‫بشكل تدريجي‪ ،‬وتمارس العمالة او اإلقليم االختصاصات المنقولة إليها من طرف الدولة في مجال التنمية‬
‫االجتماعية وإحداث وصيانة المنشآت المائية الصغيرة والمتوسطة خاصة بالعالم القروي ‪.‬‬

‫ويراعى عند نقل االختصاصات من الدولة إلى العمالة أو اإلقليم مبدأ التدرج والتمايز بين العماالت‬
‫واألقاليم ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اختصاصات الجماعات‬

‫تتجلى االختصاصات األساسية للجماعة في تقديم خدمات القرب للمواطنين وتدبير المرافق والتجهيزات‬
‫العمومية‪ ،‬ولهذه الغاية تمارس الجماعة تمارس اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة‬
‫واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬

‫االختصاصات الذاتية‬ ‫‪‬‬


‫هي تلك االختصاصات الموكولة للجماعة في مجال معين بما يمكنها من القيام في حدود مواردها‪ ،‬وداخل‬
‫دائرتها الترابية باألعمال الخاصة بهذا المجال السيما التخطيط والبرمجة واإلنجاز والتدبير والصيانة ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تمارس الجماعة اختصاصاتها في المجاالت الكبرى التالية ‪:‬‬

‫برنامج عمل الجماعة‬ ‫‪.1‬‬


‫تضع الجماعة تحت إشراف رئيس محلسها برنامج عمل الجماعة وتعمل على تتبعه وتحيينه وتقييمه‪،‬‬
‫يحدد هذا البرنامج األعمال التنموية المقرر إنجازها أو المساهمة فيها بتراب الجماعة خالل مدة ست‬

‫‪12‬‬
‫سنوات‪ ،‬ويتم إعداد برنامج عمل الجماعة في السنة األولى من مدة انتداب المجلس على أبعد تقدير‬
‫بانسجام مع توجهات برنامج التنمية الجهوية ووفق منهج تشاركي وبتنسيق مع عامل العمالة إو اإلقليم أو‬
‫من ينوب عنه بصفته مكلفا بتنسيق أنشطة المصالح االممركزة لإلدارة المركزية ‪.‬‬

‫ويتضمن برنامج عمل الجماعة تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجماعة وتحديدا ألولوياتها وتقييما‬
‫لمواردها ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثالث األولى‪ ،‬وأن يأخذ بعين االعتبار مقاربة النوع‪،‬‬
‫ويمكن تحيين برنامج عمل الجماعة ابتداء من السنة الثالثة من دخوله حيز التنفيذ ‪.‬‬

‫المرافق والتجهيزات العمومية األساسية‬ ‫‪.2‬‬

‫تقوم الجماعة بإحداث وتدبير المرافق والتجهيزات العمومية االزمة لتقديم خدمات القرب في الميادين‬
‫التالية ‪:‬‬

‫توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء ؛‬ ‫‪‬‬


‫النقل العمومي الحضري؛‬ ‫‪‬‬
‫اإلنارة العمومية ؛‬ ‫‪‬‬
‫التطهير السائل والصلب ومحطات معالجة المياه العادمة ؛‬ ‫‪‬‬
‫تنظيف الطرق والساحات العمومية وجميع النفايات المنزلية والمشابهة لها ونقلها إلى المطارح‬ ‫‪‬‬
‫ومعالجتها وتثمينها ؛‬
‫السير والجوالن وتشوير الطرق العمومية ووقوف العربات ؛‬ ‫‪‬‬
‫حفظ الصحة ؛‬ ‫‪‬‬
‫نقل المرضى والجرحى ؛‬ ‫‪‬‬
‫نقل األموات والدفن ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث وصيانة المقابر ؛‬ ‫‪‬‬
‫األسواق الجماعية ؛‬ ‫‪‬‬
‫معارض الصناعة التقليدية وتثمين المنتوج المحلي ؛‬ ‫‪‬‬
‫أماكن بيع الحبوب ؛‬ ‫‪‬‬
‫المحطات الطرقية لنقل المسافرين ؛‬ ‫‪‬‬
‫محطات االستراحة ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث وصيانة المنتزهات الطبيعية داخل النفوذ الترابي للجماعة ؛‬ ‫‪‬‬
‫مراكز التخييم واالصطياف ؛‬ ‫‪‬‬
‫كما تقوم الجماعة بموازاة مع فاعلين آخرين من القطاع العام أو الخاص بإحداث وتدبير المرافق التالية ‪:‬‬
‫أسواق البيع بالجملة ؛‬ ‫‪‬‬
‫المجازر والذبح ونقل اللحوم ؛‬ ‫‪‬‬
‫أسواق بيع السمك ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعمير وإعداد التراب‬ ‫‪.3‬‬


‫مع مراعاة القوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬تختص الجماعة في مجال التعمير بما يلي ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫السهر على احترام االختيارات و الضوابط المقررة في مخططات توجيه التهيئة العمراينة‬ ‫‪‬‬
‫وتصاميم التهيئة والتنمية وكل الوثائق المتعلقة بإعداد التراب والتعمير ؛‬
‫الدراسة والمصادقة على ضوابط البناء الجماعية طبثا للقوانين واالنظمة الجاري بها العمل ؛‬ ‫‪‬‬
‫تنفيذ مقتضيات تصميم التهيئة ومخطط التنمية القروية بخصوص فتح مناطق جديدة للتعمير ؛‬ ‫‪‬‬
‫وضع نظام العنونة المتعلقة بالجماعة‬ ‫‪‬‬

‫التعاون الدولي‬ ‫‪.4‬‬


‫يمكن للجماعة في هذا الخصوص إبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي ‪،‬‬
‫وكذا الحصول على تمويالت في نفس اإلطار بعد موافقة السلطات العمومية طبقا للقوانين واألنظمة‬
‫الجاري بها العمل ‪.‬‬

‫وال يمكن إبرام أي اتفاقية بين جماعة أو مؤسسة التعاون بين الجماعات أو مجموعة الجماعت الترابية‬
‫ودولة أجنبية ‪.‬‬

‫االختصاصات المشتركة‬ ‫‪‬‬


‫تشمل االختصاصات المشتركة بين الدولة والجماعة االختصاصات التي يتبين أن نجاعة ممارستها‬
‫تكون بشكل مشترك‪ ،‬وتتم ممارسة هذه االختصاصات طبقا لمبدأي التدرج والتمايز ‪.‬‬

‫تمارس الجماعة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة بشكل تعاقدي‪ ،‬إما بمبادرة من الدولة أو‬
‫بطلب من الجماعة‪ ،‬ويمكن للجماعة بمبادرة منها واعتمادا على مواردها الذاتية أن تتولى تمويل أو‬
‫تشارك في تمويل إنجاز مرفق أو تجهيز او تقديم خدمة عمومية ال تدخل ضمن اختصاصاتها الذاتية‬
‫بشكل تعاقدي مع الدولة إذا تبين أن هذا التمويل يساهم في بلوغ أهدافها ‪.‬‬
‫تمارس الجماعة االختصاصات المشتركة بينها وبين الدولة في المجاالت التالية ‪:‬‬
‫إحداث دور الشباب ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث دور الحضانة ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المراكز النسوية ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث دور العمل الخيري ومأوى العجزة ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المراكز االجتماعية لإليواء ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث مراكز الترفيه ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المركبات الثقافية ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المكتبات الجماعية ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المركبات الرياضية والميادين والمالعب الرياضية والقاعات المغطات والمعاهد‬ ‫‪‬‬
‫الرياضية ؛‬
‫إحداث المسابح ومالعب سباق الدراجات والخيل والهجن ؛‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على البيئة ؛‬ ‫‪‬‬
‫تدبير الساحل الواقع في النفوذ الترابي للجماعة طبقا للقوانين واالنظمة الجاري بها العمل ؛‬ ‫‪‬‬
‫تهيئة الشواطئ والممرات الساحلية والبحيرات وضفاف األنهار الموجودة داخل تراب الجماعة ؛‬ ‫‪‬‬
‫صيانة مدارس التعليم األساسي ؛‬ ‫‪‬‬
‫صيانة المستوصفات الصحية الواقعة في النفوذ الترابي للجماعة ؛‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫صيانة الطرقات الوطنية العابرة لمركز الجماعة ومجالها الحضري ؛‬ ‫‪‬‬
‫بناء وصيانة الطرق والمسالك الجماعية ؛‬ ‫‪‬‬
‫التأهيل والتثمين السياحي للمدن العتيقة والمعالم السياحية والمواقع التاريخية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االختصاصات المنقولة‬ ‫‪‬‬


‫تشمل االختصاصات التي تنقل من الدولة إلى الجماعة بما يسمح بتوسيع االختصاصات الذاتية بشكل‬
‫تدريجي‪ ،‬وتحدد اعتمادا على مبدأ التفريع مجاالت االختصاصات المنقولة من الدولة إلى الجماعة ‪،‬‬
‫وتشمل هذه المجاالت خاصة ‪:‬‬
‫حماية وترميم المىآثر التاريخية والتراث الثقافي والحفاظ على المواقع التاريخية ؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث وصيانة المنشآت والتجهيزات المائية الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويراعى عند نقل االختصاصات من الدولة إلى الجماعة مبدأ التدرج والتمايز بين الجماعات ‪.‬‬

‫بذلك يظهر لنا من خالل كل هذه االختصاصات التي منحت للجماعات الترابية في إطار مبدأ التفريع تم‬
‫المراعاة على مستوى توزيعها القرب الجغرافي والبعد السوسو‪ -‬اقتصادي لكل وحدة ترابية على حدى‪،‬‬
‫بحيث منح للجهة باعتبارها القطب األكبر داخل الجماعات الترابية االختصاصات الرامية إلى إنعاش‬
‫االقتصاد وخلق فرص الشغل في حين اكتفت العماالت واألقاليم بممارسة االختصاصات التي ترمي إلى‬
‫تهييء الوسط القروي من خالل تشجيع االستثمارات بالقرى وفك العزلة‪ ،‬أما الجماعات وباعتبارها‬
‫أقرب وحدة ترابية للمواطن ولها احتكاك مباشر بحاجياته اليومية فتعمل من خالل اختصاصاتها على‬
‫تدبير المرافق العمومية خصوصا فيما يتعلق بتوزيع الماء والكهرباء والتطهير والنظافة إلى غيرها من‬
‫األمور التي تعتمد باألساس على أساليب التدبير المفوض والشراكة مع القطاع الخاص ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ التضامن والتعاون وإشراك السكان‪:‬‬

‫نتعرض في هذا المطلب لمبدأ التضامن والتعاون(الفرع األول)‪ ,‬ومبدأ اشراك السكان(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلطار النظري والقانوني القانوني لمبدأ التضامن والتعاون‪.‬‬

‫لمعالجة مبدأ التضامن والتعاون سنتطرق بداية لإلطار النظري لمبدأ التضامن والتعاون(الفقرة‬
‫األول)‪ ،‬ثم اإلطار القانوني (الفقرة الثاني)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االطار النظري لمبدأ التضامن والتعاون‪.‬‬

‫خالل مسيرتها الطويلة شهدت المنظومة القانونية لالمركزية تحوالت تدريجية عميقة فبعد أربع‬
‫سنوات فقط من حصول المغرب على استقالله صدر بتاريخ ‪ 23‬يونيو ‪ 1960‬الميثاق الجماعي األول‬
‫الذي شكل النواة نحو ال مركزية إدارية ونص على نوعين من الجماعات‪ ,‬الحضرية وقروية أسندت لها‬
‫آنذاك اختصاصات ثانوية إذ انحصر دورها في المهام االستشارية وفي التسيير اإلداري فقط نظرا لحداثة‬
‫التجربة مع فرض وصاية صارمة ثالثية األبعاد بعدية‪ ,‬موازية وقبلية‪.19‬‬

‫ثالث سنوات بعد ذلك صدر ظهير ‪ 12‬دجنبر ‪ 1963‬أحدث بمقتضاه مستوى ثان من‬
‫الالمركزية ويتعلق األمر بمجلس العماالت واألقاليم‪ ,‬ثم تاله ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬المتعلق بالتنظيم‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬ذ‪.‬محمد عمراوي‪ ,‬الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية دراسة في القرار المحلي‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬ص ‪.31‬‬

‫‪15‬‬
‫الجماعي والذي مثل االنطالقة لمساهمة الجماعات في التنمية المحلية واعتبر الجماعات الحضرية‬
‫والقروية وحدات مسؤولة عن التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .20‬وبعدما تم االرتقاء خالل التعديالت‬
‫الدستورية لسنتي ‪ 1992‬و‪ 1996‬بالجهات إلى مصاف الجماعات الترابية‪ ,‬صدر الميثاق الجماعي سنة‬
‫‪ 2002‬الذي تم بموجبه توسيع صالحيات المجالس الجماعية والتخفيف من الوصاية عليها‪ ,‬وجاء‬
‫بمستجدات على مستوى عالقات الشراكة والتعاقد مع الدولة ومؤسساتها مع القطاع الخاص ومستجدات‬
‫أخرى تهم قواعد ومبادئ التسيير والتدبير والحكامة عموما‪.21‬‬

‫كما جاء القانون رقم ‪ 79,00‬المنظم للعماالت واألقاليم مدعما آلليات التعاون والشراكة‪ ,‬ليتم‬
‫سنة ‪ 2011‬تتويج هذا المسار بدسترة الجهوية المتقدمة‪ ,‬وتخصيص الباب التاسع منه لها وتضمينه ‪12‬‬
‫فصال مفصال في إطارها العام‪ ,‬بعد ذلك عرفت سنة ‪ 2015‬إصدار ‪ 3‬قوانين تنظيمية تتعلق بالجهات‬
‫والعماالت واألقاليم وبالجماعات‪ ,‬كما نص عليها الدستور في الفصل ‪ ,135‬بعدما كانت منظمة بقوانين‬
‫عادية منذ ‪.1960‬‬

‫فأصبح تدبير شؤون الجماعة يرتكز على العديد من المبادئ الدستورية على رأسها مبدأ التضامن‬
‫والتعاون وذلك بموجب الفصل ‪ 136‬من الدستور‪ ,‬وهذا قصد إرساء الفعالية والجودة والنجاعة‬
‫والتنافسية واالنسجام في الفعل العمومي المحلي‪ .22‬استجابة لتحديات التنمية المجالية بين مختلف ارجاء‬
‫البالد كآلية أساسية لتأهيل التراب الوطني الذي يتميز بتباين كبير على مستوى النمو االقتصادي‬
‫واالستفادة من الخدمات األساسية‪ ,‬تماشيا مع ما دعى له جاللة الملك في خطاب إفتتاح الدورة التشريعية‬
‫لسنة ‪.2015‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االطار القانوني لمبدأ التضامن والتعاون‪.‬‬

‫تضمن دستور ‪ 2011‬عدة صيغ تهم مبدأ التضامن بمصطلحات متقاربة المعنى وان اختلفت‬
‫تعبيراتها‪ ,‬فقد ذكرت كلمة التضامن مقارنة بالتعاضد في الفصل ‪ 31‬من الدستور" تعمل الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة‬
‫المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من الحق في‪:‬‬

‫‪ ...‬الحماية االجتماعية والتغطية الصحية والتضامن التعاضدي والمنظم من لدن الدولة‪ .23"...‬وفي‬
‫الفصل ‪ 142‬تم االنتقال إلى مأسسة التضامن وتحديد آلياته وتوضيح غاياته "يحدث لفترة معينة ولفائدة‬
‫الجهات صندوق للتأهيل االجتماعي يهدف إلى سد العجز في مجاالت التنمية البشرية والبنيات التحتية‬
‫األساسية والتجهيزات يحدث أيضا صندوق للتضامن بين الجهات يهدف إلى التوزيع المتكافئ للموارد‪,‬‬
‫قصد التقليص من التفاوتات بينها"‪ ,24‬أما الفصل ‪ 143‬فقد حدد مفهوم التعاون إذ " كلما تعلق األمر‬
‫بإنجاز مشروع يتطلب تعاون عدة جماعات ترابية‪ ,‬فإن هذه األخيرة تتفق على كيفيات تعاونها"‪ 25‬حيث‬
‫التعاون متاح للجماعات فيما بينها‪ ,‬لكن التضامن تسهر على تنظيمه الدولة‪ ,‬وجاء الفصل ‪ 144‬للقول‬
‫‪26‬‬
‫على أنه "يمكن للجماعات الترابية تأسيس مجموعة فيما بينها من أجل التعاضد في البرامج والوسائل" ‪.‬‬
‫‪ -20‬مجلة مسالك العدد ‪ 33/34‬ص ‪.124‬‬
‫‪ - 21‬مجلة مسالك العدد ‪ 33/34‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 22‬مجلة مسالك العدد ‪ 33/34‬ص ‪,136‬‬
‫‪ - 23‬الفصل ‪ 31‬من الدستور المغربي لسنة ‪,2011‬‬
‫‪ - 24‬الفصل ‪ 142‬من الدستور المغربي لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ - 25‬الفصل ‪ 143‬من الدستور المغربي لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ - 26‬الفصل ‪ 144‬من الدستور المغربي لسنة ‪.2011‬‬

‫‪16‬‬
‫أما الفصل ‪ 146‬فقد تطرق لنوع القانون الذي سيتولى تنظيم مأسسة التضامن "تحدد بقانون تنظيمي‬
‫بصفة خاصة شروط تدبير الجهات والجماعات الترابية األخرى لشؤونها بكيفية ديمقراطية‪...‬موارد‬
‫وكيفية تسيير كل من صندوق التأهيل االجتماعي وصندوق التضامن بين الجهات"‪.27‬‬

‫ووعيا من المشرع بأن تحقيق التنمية المحلية في الوقت الراهن يعتبر عملية معقدة تتطلب‬
‫مشاركة‪ ,‬وإدماج مختلف الفاعلين‪ ,‬ألن النهوض بالتنمية وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية لم يعد‬
‫حكرا على السلطات المركزية فحسب بل أصبح من أولويات الجماعات الترابية باعتبارها نواة إحقاق‬
‫التنمية عموديا وأفقيا‪ ,‬في ظل العجز المالي لهذه األخيرة باعتباره العائق األكبر الذي يحول دون تحقيق‬
‫االزدهار‪ ,‬يتطلب الوضع التعاون من أجل مواجهة اإلشكاالت المجالية ارتكازا على ثالثة أهداف‬
‫أساسية‪:‬‬

‫إنعاش التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫المحافظة على الموارد‬ ‫‪‬‬
‫تبادل الوسائل والموارد أفق للتسيير والحاكمة الجيدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وباعتبار التعاون والتضامن آلية تدبيرية في يد الجماعات الترابية سواء إلنجاز مشروع ذي فائدة‬
‫مشتركة أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة‪ ,‬حيث تسمح بتحقيق منجزات ال تستطيع الجماعة الواحدة‬
‫بمفردها إنجازها‪ .‬وعلى هذا األساس يعتبر التضامن والتعاون الالمركزي بين الجماعات الترابية‪ ,‬أنجع‬
‫وسيلة للتغلب أو للحد من ضعف اإلمكانيات إلنعاش التنمية االقتصادية واالجتماعية على الصعيد‬
‫المحلي‪ .‬لذلك لم يتردد المشرع في االرتقاء به الى مصاف المبادئ في القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية بعدما تمت دسترته‪ .‬ويتخذ هذا المبدأ على ضوء القوانين التنظيمية األشكال التالية‪:‬‬

‫مؤسسة التعاون بين الجماعات‪:‬‬

‫على مستوى القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ,‬تم التنصيص على المبدأ في الباب‬
‫الثالث من القسم الرابع‪ ,‬حيث جاء في المادة ‪ 133‬على أنه "يمكن للجماعات أن تؤسس فيما بينها‬
‫بمبادرة منها مؤسسات للتعاون بين جماعات متصلة ترابيا تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل‬
‫المالي" وتمارس طبقا للمادة ‪ 134‬بعض أو جميع المهام التالية‪:‬‬

‫النقل الجماعي وإعداد مخطط التنقالت للجماعات المعنية‪.‬‬

‫معالجة النفايات‪.‬‬

‫الوقاية وحفظ الصحة‪.‬‬

‫التطهير السائل والصلب ومحطات معالجة المياه العادمة‪.‬‬

‫توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء واإلنارة العمومية‪.‬‬

‫صيانة الطرق العمومية‪.‬‬

‫‪ - 27‬الفصل ‪ 146‬من الدستور المغربي لسنة ‪.2011‬‬

‫‪17‬‬
‫كما يمكن للمؤسسة‪ ,‬بناء على مداوالت مجالس الجماعات المكونة لها‪ ,‬أن تناط بها جزئيا أو كليا‬
‫األنشطة ذات الفائدة المشتركة التالية‪:‬‬

‫إحداث التجهيزات والخدمات وتدبيرها‪.‬‬

‫إحداث وتدبير التجهيزات الرياضية والثقافية والترفيهية‪.‬‬

‫إحداث الطرق العمومية وتهيئتها وصيانتها‪.‬‬

‫إحداث مناطق األنشطة االقتصادية والصناعية وتدبيرها‪.‬‬

‫عمليات التهيئة‪.‬‬

‫يمكن أن تناط بالمؤسسة عالوة على ذلك كل مهمة تقرر الجماعات المكونة لها باتفاق مشترك‬
‫إسنادها إليها"‪.28‬‬

‫مجموعة الجماعات الترابية‪:‬‬

‫على مستوى القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ,‬نصت المادة ‪ 141‬على أنه "يمكن‬
‫لجماعة أو أكثر أو عمالة أو إقليم أو أثر مجموعة تحمل اسم {مجموعة الجماعات الترابية} تتمتع‬
‫بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‪ ,‬بهدف إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة‬
‫للمجموعة"‪ .29‬إذ تتيح هذه العملية مساهمة مجموعة من الجماعات الترابية فيما بينها من أجل إنجاز‬
‫مشروع معين يصعب على الجماعة تحقيقه لوحدها‪ .‬وتتميز بسهولة تأسيسها وببساطة االجراءات‬
‫القانونية واالدارية الخاصة باحداثها‪ ,‬كما أنها وسيلة فعالة لتحقيق التوازن بين الجماعات الفقيرة‬
‫ونظيرتها الغنية‪.‬‬

‫أما على مستوى القانون التنظيمي ‪ 112.14‬المتعلق بالعماللت واألقاليم‪ ,‬فقد نصت المادة ‪125‬‬
‫منه على أنه" يمكن للعماالت واألقاليم أن تؤسس فيما بينها‪ ,‬بموجب اتفاقيات تصادق عليها مجالس‬
‫العماالت واألقاليم المعنية‪ ,‬مجموعات تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي‪ ,‬وذلك من أجل‬
‫إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة‪.‬‬
‫تحدد هذه االتفاقيات غرض المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة المساهمة أو مبلغها والمدة الزمنية‬
‫للمجوعة‪ ,‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫يعلن عن تكوين مجموعة العماالت واألقاليم أو انضمام عمالة أو اقليم إليها بقرار للسلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية بعد االطالع على المداوالت المتطابقة لمجالس العماالت أو األقاليم المعنية‪.‬‬
‫يمكن انضمام عمالة أو اقليم إلى مجموعة العماالت واألقاليم بناء على مداوالت متطابقة للمجالس‬
‫المكونة للمجموعة ومجلس المجموعة ووفقا التفاقية ملحقة‪.‬‬
‫ويمكن أيضا للدولة في إطار التعاضد بين العماالت او األقاليم‪ ,‬أن تحفز هذه األخيرة على تأسيس‬
‫مجموعة عماالت أو أقاليم‪.‬‬

‫‪ -28‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ,6380‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬يتعلق بالجماعات‪ ,‬المادة ‪.133‬‬
‫‪ - 29‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ,6380‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬يتعلق بالجماعات‪ ,‬المادة ‪.141‬‬

‫‪18‬‬
‫وتحدد كيفيا تطبيق مقتضيات الفقرة السابقة بمرسوم يتخذ باقتراح من السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالداخلية"‪ .30‬ومنح القانون التنظيمي للعماالت و األقاليم طبقا للمادة ‪ 132‬منه إمكانية تأسيس مع جماعة‬
‫أو أكثر أو جهة أو أكثر مجموعة تحمل اسم {مجموعة الجماعات الترابية}‪ ,‬تتمتع بالشخصية االعتبارية‬
‫واالستقالل المالي‪ ,‬بهدف إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة للمجموعة‪.‬‬

‫وبخصوص القانون التنظيمي ‪ 111.14‬فطبقا للمادة ‪ 148‬من" يمكن للجهات أن تؤسس فيما‬
‫بينها‪ ,‬بموجب اتفاقيات يصادق عليها من قبل مجالس الجهات المعنية‪ ,‬مجموعات تتمتع بالشخصية‬
‫االعتبارية واالستقالل المالي‪ ,‬وذلك من أجل إنجاز عمل مشترك أو تدبير مرفق ذي فائدة عامة‬
‫للمجموعة‪.‬‬

‫تحدد هذه االتفاقيات غرض المجموعة وتسميتها ومقرها وطبيعة أو مبلغ المساهمة والمدة‬
‫الزمنية للمجموعة‪ ,‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫يعلن عن تكوين مجموعة الجهات أو انضمام جهة إليها بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‬
‫بعد االطالع على المداوالت المتطابقة لمجلس الجهات المعنية‪.‬‬

‫يمكن انضمام جهة أو جهات إلى مجموعة للجهات بناء على مداوالت متطابقة للمجالس المكونة‬
‫‪31‬‬
‫للمجموعة ووفقا التفاقية ملحقة"‬

‫اتفاقيات التعاون والشراكة‪:‬‬

‫تطبيقا للمادة ‪ 149‬من القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجمعات" يمكن للجماعات‪ ,‬في إطار‬
‫االختصاصات المخولة لها‪ ,‬أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو‬
‫المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات‬
‫المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو الشراكة من أجل إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة‬
‫مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون العام أو الخاص"‪ .32‬وتحدد هذه‬
‫االتفاقيات على وجه الخصوص الموارد التي يقرر كل طرف تعبئتها من أجل إنجاز المشروع أو النشاط‬
‫المشترك‪ ,‬كما نصت على ذلك المادة ‪ 150‬من نفس القانون‪.‬‬

‫كما جاء هذا األسلوب التدبيري في المادة ‪162‬من القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‬
‫حيث نصت على أنه "يمكن للجهات في إطار االختصاصات المخولة لها أن تبرم فيما بينها أو مع‬
‫جماعات ترابية أخرى أو مع اإلدارات العمومية أو المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية‬
‫األجنبية أو الهيئات العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو‬
‫الشراكة من أجل إنجاز مشروع أونشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص إعتباري‬
‫خاضع للقانون العام أو الخاص"‪.33‬‬

‫‪- 30‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ,‬المادة‬
‫‪.125‬‬
‫‪ - 31‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ,‬المادة ‪.148‬‬
‫‪ - 32‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ,6380‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬يتعلق بالجماعات‪ ,‬المادة ‪.149‬‬
‫‪ - 33‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ,‬المادة ‪.162‬‬

‫‪19‬‬
‫وفي ظل القانون التنظيمي ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم تنص المادة ‪ 141‬على أنه "يمكن‬
‫للعماالت أو األقاليم‪ ,‬في إطار االختصاصات المخولة لها‪ ,‬أن تبرم فيما بينها أو مع جماعات ترابية‬
‫أخرى أو مع االدارات العمومية أو المؤسسات العمومية أو الهيئات غير الحكومية األجنبية أو الهيئات‬
‫العمومية األخرى أو الجمعيات المعترف لها بصفة المنفعة العامة اتفاقيات للتعاون أو الشراكة من أجل‬
‫إنجاز مشروع أو نشاط ذي فائدة مشتركة ال يقتضي اللجوء إلى إحداث شخص اعتباري خاضع للقانون‬
‫العام أو الخاص"‪.34‬‬

‫شركات التنمية المحلية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 130‬من القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات على أنه "يمكن للجماعات‬
‫ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات الترابية المنصوص عليها أدناه إحداث‬
‫شركات في شكل شركات مساهمة تسمى {شركات التنمية المحلية} أو المساهمة في رأسمالها باشتراك‬
‫مع شخص أو عدة أشخاص إعتبارية خاضعة للقانون العام أو الخاص‪.‬‬

‫وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات‬
‫الجماعة أو مؤسسة التعاون بين الجماعات أو مجموعة الجماعات الترابية وتدبير مرفق عمومي تابع‬
‫للجماعة"‪ .35‬وطبقا للمادة ‪ "131‬ينحصر غرض الشركة في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية‬
‫والتجارية‪ ,‬التي تدخل في اختصاصات الجماعة ومؤسسات التعاون بين الجماعات ومجموعات الجماعات‬
‫الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص للجماعة" ‪ .36‬وال يمكن أن تقل مساهمة الجماعة أو مؤسسات‬
‫التعاون بين الجماعات أو مجموعات الجماعات الترابية في رأسمال شركة التنمية المحلية عن نسبة‬
‫‪ %34‬وفي جميع األحوال‪ ,‬يجب أن تكون أغلبية رأسمال الشركة في ملك أشخاص إعتبارية خاضعة‬
‫للقانون العام‪ .‬وال يجوز لشركة التنمية المحلية أن تساهم في رأسمال شركات أخرى‪.‬‬

‫وعلى المستوى الجهوي نصت المادة ‪ 145‬من القانون ‪ 111.14‬على أنه "يمكن للجهة‬
‫ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية المنصوص عليها ادناه إحداث شركات مساهمة تسمى‬
‫{شركات التنمية الجهوية} أو المساهمة في رأسمالها باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية‬
‫خاضعة للقانون العام او الخاص‪.‬‬

‫وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات الجهة‬
‫أو تدبير مرفق عمومي تابع للجهة‪.‬‬

‫ال تخضع شركات التنمية الجهوية ألحكام المادتين ‪ 8‬و‪ 9‬من القانون رقم ‪ 39.89‬المؤذن بموجبه‬
‫في تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص"‪ .37‬وحصرت المادة ‪ 146‬من نفس القانون غرض هذه‬
‫الشركة في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية‪ ,‬التي تدخل في اختصاصات الجهة‬
‫ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص للجهة‪.‬‬

‫‪ - 34‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪,‬‬
‫المادة ‪.141‬‬
‫‪35‬‬
‫‪.‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ,6380‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬يتعلق بالجماعات‪ ,‬المادة ‪- 130‬‬
‫‪ - 36‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6 ,6380‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬يتعلق بالجماعات‪ ,‬المادة ‪.131‬‬
‫‪ - 37‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ,‬المادة ‪.145‬‬

‫‪20‬‬
‫كما أن القانون التنظيمي ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم لم يغفل هذا الجانب حيث نصت‬
‫المادة ‪ 122‬منه على أنه "يمكن للعمالة أو اإلقليم ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية‬
‫المنصوص عليها أدناه‪ ,‬إحداث شركات مساهمة تسمى {شركات التنمية} أو المساهمة في رأسمالها‬
‫باشتراك مع شخص أو عدة أشخاص اعتبارية خاضعة للقانون العام والخاص‪.‬‬

‫وتحدث هذه الشركات لممارسة األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية التي تدخل في اختصاصات العمالة أو‬
‫اإلقليم أو تدبير مرفق عمومي تابع للعمالة أو اإلقليم‪ .38"...‬اال أنه بمقتضى المادة ‪ 123‬من نفس القانون‬
‫ينحصر غرض شركة التنمية في حدود األنشطة ذات الطبيعة الصناعية والتجارية‪ ,‬التي تدخل في‬
‫اختصاصات العمالة واإلقليم ومجموعاتها ومجموعات الجماعات الترابية باستثناء تدبير الملك الخاص‬
‫للعمالة أو اإلقليم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إشراك الساكنة في التدبير الترابي‪.‬‬

‫إن العمل الجماعي يقتضي اإلشراك الفعلي لكل المواطنين والمواطنات بنفس االهتمام والوعي‪،‬‬
‫ومساهمة مختلف الفاعلين بشكل مباشر في اتخاذ القرار وتدبير الشأن العام المحلي بهدف الوصول إلى‬
‫النتائج المنتظرة في مختلف مناحي الحياة وهو ما تسهم في خلقه آليات التدبير التشاركي‪.‬‬
‫وبعد ما كانت السلطة المركزية خالل عقود هي المستأثرة باتخاذ القرار و المحتكرة لمسلسل إعداد‬
‫السياسات العامة وتنفيذها ‪ ،‬أثبتت حينها "الديمقراطية التمثيلية"(المنتخبة) محدوديتها إن لم نقل انعدامها‬
‫في اإلجابة عن مختلف توقعات المواطنين وتطلعاتهم‪.‬‬

‫وبالتالي فإن مشاركة المواطنين في التدبير الترابي مرتبط باألساس بالديمقراطية التشاركية (الفقرة‬
‫األولى) ذلك عبر إطار قانوني وآليات محددة لممارستها على المستوى الترابي بالخصوص (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الديمقراطية التشاركية قراءة في المفهوم واألهمية الترابية‪.‬‬

‫تعرف الديمقراطية التشاركية على أنها ‪ ":‬مشاركة المواطنين في القرارت والسياسات التي لها‬
‫تأثير مباشر على حياتهم بدل اإلعتماد الكلي في هذه القضايا على األعضاء المنتخبين ‪ ،‬وبالتالي فإن هذه‬
‫المشاركة من جانب المواطنين تتسم بالتفاعل المباشر ‪ 39‬مع السلطات القائمة‪ ،‬سواء على الصعيد الوطني‬
‫أو –وخاصّة على الصعيد المحلّي‪ .‬وال تلغي الديمقراطية التشاركية الديمقراطية التمثيلية كليا‪ ،‬ولكنها‬
‫تسعى لتتجاوز أوجه القصور والعجز فيها بمحاولة حل المشاكل عن قرب‪ ،‬وضمان انخراط الجميع‪،‬‬
‫وتطوير التدبير المحلي والوطني عن طريق التكامل بين الديمقراطيتين‪ ،‬السيما و أن العديد من التحركات‬
‫االجتماعية (نسائية‪ ،‬بيئية‪ ،‬تنموية) لم تعد تجد في الديمقراطية التمثيلية سبال للتعبير عن‬
‫حاجياتها ومطالبها و إيجاد حلول لها‪.‬‬

‫ورغم أن جذور الديموقراطية التشاركية ضاربة في عمق التاريخ‪ ،‬فإ ّنها في العصر الحديث لم تظهر إال‬
‫في ستينيات القرن الماضي في الواليات المتحدة األمريكية حيث كانت أهم ما يدعو إليه اليسار األمريكي‬
‫لمواجهة الفقر والتهميش‪ .‬و في أوربا الغربية‪ ،‬تنامت الدعوات تدريجيا إلى أهمية اعتماد الديموقراطية‬
‫‪ - 38‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ,)2015‬القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪,‬‬
‫المادة ‪.122‬‬
‫‪39‬‬
‫‪James Browen , “What is participatory demoracy ? it means you get involved “ ,Dialy times ,March 1.2010‬‬
‫‪Available on the Link: http://glasgowdailytimes.com‬‬

‫‪21‬‬
‫التشاركية وصوال إلى مؤتمر االتحاد األوربي حول الديمقراطية التشاركية المنعقد بالعاصمة البلجيكية‬
‫بتاريخ ‪ 8‬و ‪ 9‬مارس ‪ ،2004‬حيت تم التأكيد على “أن الديمقراطية التشاركية هي الحل [ألزمة‬
‫الديمقراطية األوربية] وقيمة مضافة لدول االتحاد األوربي” و “يجب على الديمقراطية التشاركية ان‬
‫تضخ دما جديدا للديمقراطية لتكمل الديمقراطية التمثيلية وتنمية التعاون مع باقي الشركاء االجتماعيين” ‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫وقد نص الدستور الجديد لسنة ‪ 2011‬في العديد من فصوله وألول مرة في تاريخ التعديالت الدستورية‬
‫بالمغرب على مبدأ الديموقراطية التشاركية وحق المواطنين والمواطنات والجمعيات في المشاركة في‬
‫صنع السياسات العمومية سواء على المستوى الوطني أو المحلي‪/‬الترابي‪ ،‬وذلك من خالل عدة فصول‬

‫األهمية‬
‫لتدارك تفويت فرصة المشاركة في التدبير ‪ ‬الجماعي والمساهمة في صياغة االستراتيجية التنموية‬
‫المحلية و في بلورة واتخاذ القرار المحلي الذي يهم شؤون السكان المحلية ‪ ‬جاء المنطق التشاركي ليعزز‬
‫‪41‬‬
‫مكاسب المنطق التمثيلي وليسد الفراغات التي يعاني منها‬

‫إن تبني الديمقراطية التشاركية على المستوى الترابي جاء باألساس للحد من الفجوة بين (المنتخب‬
‫والمواطن والدولة) بآعتبارها منهجا و مدخال أساسيا لضمان مشاركة فاعلة للمواطنات و المواطنين في‬
‫إعداد السياسة الترابية‪ .‬وتثمين دور المنتخب والديمقراطية التمثيلية‪ ،‬التي تتأسس على منطق القرب و‬
‫االشراك والتشاور‪ ،‬وتنشد المواطن كشريك‪ ،‬ألن الهدف من وراء ذلك هو االرتقاء بالمواطن من مصاف‬
‫المالحظ أو أحيانا غير المبالي وفي أحسن الحاالت المواطن الناخب فقط إلى المواطن كشريك في عملية‬
‫تدبير الشأن العام المحلي و التنموي من األسفل إلى األعلى عبر ميكانزيمات اإلخبار و االتصال و‬
‫التواصل والتشاور و الحوار وانفتاح المجلس الجماعية على محيطه الخارجي و االستجابة لطموحات‬
‫ومطالب السكان والتي تعتبر من دعائم ومقومات البعد االجرائي والتفعيلي للمقاربة التشاركية في تدبير‬
‫الشأن المحلي من خالل إشعاره بأهمية دوره و السعي لتحسين سبل استفادته من الخدمة العمومية و‬
‫إدماجه كمساهم في تنمية ترابه المحلي‪.‬‬

‫وبالرجوع إال الدستور فإنه يأكد على المقاربة التشاركية في‪,‬حقل تدبير الفضاء العمومي المحلي‬
‫بالمغرب(‪ )6‬ومما جاء به في هذا الخصوص و له داللة عميقة نشير الى تصدير الدستور ‪”:‬ان المملكة‬
‫المغربية وفاءا الختيارها الذي ال رجعة فيه‪ ،‬في بناء دولة ديموقراطية يسودها الحق والقانون ‪،‬تواصل‬
‫بعزم مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة ‪ ،‬مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة‪. ”… ‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلطار القانوني واآللياتي للمشاركة المواطنة‪.‬‬

‫كرس دستور المملكة المغربية لسنة ‪ 2011‬مجموعة من المرتكزات واآلليات لتثبيت دولة الحق‬
‫والقانون على أساس المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية والتشاور بين السلطات‬
‫العمومية والمواطنين‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقد نص الفصل األول من الدستور على أن "نظام الحكم بالمغرب نظام‬
‫ملكية دستورية‪ ،‬ديمقراطية برلمانية واجتماعية من مرتكزاته الديمقراطية التشاركية"‪ ،‬وأن "النظام‬
‫الدستوري للمملكة يقوم على أساس فصل السلط‪ ،‬وتوازنها وتعاونها‪ ،‬والديمقراطية المواطنة والتشاركية‪،‬‬
‫وعلى مبادئ الحكامة الجيدة‪ ،‬وربط المسؤولية بالمحاسبة"‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪http://www.jasminefoundation.org‬‬
‫‪ 41‬المجلة المغربية للسياسات العمومية العدد ‪ 16‬ص ‪147‬‬

‫‪22‬‬
‫حرص المشرع الدستوري على الربط بين الحكامة الترابية وآليات التشاور العمومي ومشاركة‬
‫المواطنين والفاعلين المدنيين في إعداد وتنفيذ وتقييم المشاريع العمومية التي تشرف الجماعات الترابية‬
‫والمصالح الخارجية للدولة على إدارتها جهويا ومحليا‪ .42‬فقد نص الفصل ‪ 136‬من الدستور على أن‬
‫التنظيم الجهوي والترابي للمملكة يرتكز على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن‪ ،‬ويؤمن‬
‫مشاركة السكان المعنيين في تدبير شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة‬
‫والمستدامة‪ .‬بينما يشير الفصل ‪ 139‬إلى أن "مجالس الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية األخرى (تضع)‬
‫آليات تشاركية للحوار والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج‬
‫التنمية وتتبعها‪." ...‬‬

‫ويستمد مبدأ التشاور العمومي مرجعيته أيضا من ‪ ‬توصيات اللجنة االستشارية للجهوية التي أفردت في‬
‫تقريرها بابا خاصا للديمقراطية التشاركية على مستوى الجهات‪ ،‬إذ ورد في الفقرة ‪ 4.1‬أن المجالس‬
‫الجهوية تضع آليات استشارية وفق ما يحدده القانون من أجل تيسير المشاركة المنظمة والمسؤولة‬
‫للمواطنين في إعداد المخططات الجهوية للتنمية والمشاريع الكبيرة‪ ،‬وذلك من خالل لقاءات واستطالعات‬
‫وغيرها من األشكال المالئمة‪.‬‬

‫وتنزيال لفصول الدستور أعاله وخاصة الفصل ‪ 139‬المتعلق بمشاركة المواطنين والمواطنات‬
‫والجمعيات في تدبير الشأن العام المحلي‪ ،‬انطالقا من مبدأ الديموقراطية التشاركية تم بمناسبة تعديل‬
‫القوانين التنظيمية لكل من الجماعات والجهات والعماالت واألقاليم بالتنصيص على مواد قانونية تؤطر‬
‫أنواع وكيفية وشروط هذه المشاركة‬

‫فعلى مستوى الجماعات حدد القانون التنظيمي الجديد رقم ‪ 113.14‬من خالل ثالث مواد‪ ،‬آليات‬
‫ممارسة حق مشاركة المواطنين والمواطنات و الجمعيات في تدبير الشأن العام المحلي وهي‪ :‬عقد‬
‫لقاءات للتشاور والحوار(المادة ‪ )119‬إحداث هيئة استشارية للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‬
‫(المادة‪ )120‬تقديم العرائض إلدراج نقطة في جدول أعمال المجالس(المادة‪.)121‬‬

‫بالنسبة للجهات فإن القانون التنظيمي ‪ 111.14‬ينص في الباب الرابع على اآلليات التشاركية للحوار‬
‫والتشاور وذلك عبر إحداث ثالث هيئات استشارية لدى مجلس الجهة كما هو منصوص عليه في المادة‬
‫‪، 117‬‬

‫كما نص في الباب الرابع على شروط تقديم العرائض من قبل المواطنين والمواطنات والجمعيات ونفس‬
‫الشيء بالنسبة للقانون التنظيمي للعماالت واألقاليم‬

‫وبالتالي انطالقا مما سبق فلقد أفرد المشرع في القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية عدة مواد‬
‫للتنزيل اإلجرائي آلليات الديمقراطية التشاركية وخاصة هيئات الحوار و التشاور سواء على مستوى‬
‫الجهات أو العماالت و األقاليم أو الجماعات ‪ ،‬ثم آلية العرائض المقدمة من قبل المواطنين و الجمعيات‪.‬‬

‫‪ :1‬تقديم العرائض‬

‫‪ 42‬توصيات اللجنة الوطنية للحوار الوطني حول المجتمع المدني وأدواره الدستورية الجديدة في ما يتعلق باإلطار القانوني للتشاور العمومي ‪،‬‬
‫ص‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫هي كل محرر يطالب بموجبه المواطنات والمواطنون والجمعيات مجلس الجهة أو الجماعة أو العمالة‬
‫نقطة تدخل في صالحيته ضمن جدول أعماله ‪ ,‬وال يمكن أن يمس موضوع العريضة الثوابت‬
‫المنصوص عليها في الفصل األول من الدستور من الدين اإلسالمي السمح ‪ ،‬والوحدة الوطنية متعددة‬
‫الروافد ‪ ،‬والملكية الدستورية ‪ ،‬واآلختيار الديمقراطي ‪.‬‬

‫على أن يكون هناك وكيل يعينه المواطنون والمواطنات وكيال عنهم لتتبع مسطرة تقديم العريضة للمجس‬
‫‪ ،‬وبالتالي فهنا ال بد من تحديد المجلس الذي سوف تقدم له العريضة ‪ ،‬فينبغي التمييز بين العرائض‬
‫المقدمة إلى الجهات والمقدمة إلى الجماعات وإلى العماالت واألقليم ‪,‬‬
‫أ‪:‬الشروط التي ينبغي التقيد بها لتقديم العريضة‬

‫الشروط الخاصة باملواطنات واملواطنين‬ ‫‪‬‬

‫أن تكون األطراف المتقدمة للعريضة من ساكنة المجلس المعني أو تمارس به نشاطا آقتصاديا أو تجاريا‬
‫أو مهنيا‬

‫أن تكون هناك مصلحة مشتركة في تقديم العريضة ‪ ،‬غير أن المواطنين والمواطنات على مستوى‬
‫الجماعات وكذا العماالت واألقاليم ينبغي أن تتوفر فيهم إلى جانب ما سبق ‪ ،‬شروط التسجيل في اللوائح‬
‫اإلنتخابية ‪ ،‬وترفق العريضة المقدمة من قبل المواطنات والموطنين إلى المجلس المعني بنسخ من‬
‫البطائق الوطنية للتعريف الخاصة بمقدمي العريضة‬

‫إضافة إلى كافة الشروط المذكور تستلزم عدد من التوقيعات من أجل تقديمها ‪ ،‬ويختلف عدد التوقيعات‬
‫حسب الهجة المقدمة إليها العريضة وأيضا إلى نسبة الساكنة‬
‫على مستوى الجهات ‪:‬‬

‫‪ 300‬بالنسبة للجهات التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة ‪.‬‬

‫‪ 400‬توقيع بالنسبة للجهات التي يتراوح عدد سكانها بين مليون وثالثة مالين نسمة‪.‬‬

‫‪ 500‬توقيع بالنسبة للجهات التي يتجاوز عدد سكانها ثالثة ماليين نسمة‬
‫على مستوى العماالت واألقاليم ‪:‬‬

‫ال يقل عدد الموقعين منهم عن ‪ 300‬مواطن أو مواطنة‬

‫على مستوى الجماعات‬

‫‪ 100‬مواطن أو مواطنة فيما يخص الجماعات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 35000‬نسمة‬

‫‪ 200‬مواطن او مواطنة بالنسبة لغيرها من الجماعات‬

‫‪24‬‬
‫‪ 400‬مواطن أو مواطنة بالنسبة للجماعات ذات نظام المقاطعات‬

‫الشروط الخاصة بالجمعيات‪4‬‬ ‫‪‬‬

‫أن تكون الجمعية معترفا بها ومؤسسة بالمغرب طبقا للتشريع الجاري به العمل لمدة تزيد على‪3‬‬
‫سنوات ‪.‬وتعمل طبقا للمبادئ الديمقراطية وألنظمتها األساسية‬

‫أن تكون في وضعية سليمة إزاء القوانين واألنظمة الجاري بها العمل ‪.‬‬

‫أن يكون نشاطها مرتبطا بموضوع العريضة‪.‬‬

‫أن يكون مقرها أو أحد فروعها واقعا بتراب المجلس المعني بالعريضة ‪ .‬غير أن العماالت واألقاليم‬
‫يضاف إليها شرطا آخر وهو أن يكون عدد منخرطي الجمعية يفوق المائة ‪،‬كما يجب ان ترفق العريضة‬
‫المقدمة من قبل الجمعيات إلى المجلس المعني بالوثائق التالية‪:‬‬

‫نسخة من الوصل النهائي للجمعية ‪ ،‬والفروع والمؤسسات التابعة لها عند االقتضاء ‪ ،‬أو وثيقة تثبت أن‬
‫الجمعية مؤسسة بصفة قانونية‪.‬‬

‫نسخة من النظام األساسي للجمعية‪.‬‬

‫وثيقة تثبت الصالحيات المخولة إلى الشخص الذي يتولى باسم الجمعية ‪ ،‬تتبع مسطرة تقديم العريضة‪.‬‬
‫ب‪ :‬إيداع العريضة والنظر فيها‬

‫يتم إيداع العريضة لدى رئيس المجلس مرفقة بالوثائق المثبتة مقبل وصل يسلم فور للموكل ‪ ،‬وتحال‬
‫العريضة من قبل رئيس المجلس إلى مكتب المجلس الذي يتحقق من استيفائها للشروط‪.‬‬

‫وفي حالة قبول العريضة تسجل في جدول أعمال المجلس في الدورة العادية الموالية‪ .‬وبعد ذلك تحال‬
‫إلى اللجنة أو اللجان الدائمة المختصة لدراستها قبل عرضها على المجلس للتداول في شأنها ‪.‬ويخبر‬
‫رئيس المجلس الوكيل أو الممثل القانوني للجمعية ‪،‬حسب الحالة بقبول العريضة‪.‬‬

‫أما في حالة عدم قبول العريضة من قبل مكتب المجلس ‪ ،‬فيقوم الرئيس بتبليغ الوكيل أو الممثل القانوني‬
‫للجمعية ‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬بقرار الرفض معلال ( داخل أجل شهرين بالسنبة للجهات والعماالت واألقاليم ‪،‬‬
‫و‪ 3‬أشهر بالنسبة للجماعات ابتداء من تاريخ توصله بالعريضة‬

‫ولتسهيل العملية على المواطنين والمواطنات والجمعيات وتفاديا ألي لبس فقد تم نشر نموذج للعريضة‬
‫يجب التقيد به سواء المقدمة للجهة او الجماعة او للعمالة واإلقليم في الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر‬
‫‪2016‬‬

‫النموذج‬

‫‪25‬‬
‫عريضة مودعى لدى رئيس مجلس ( الجهة ‪ ،‬الجماعة ‪ ،‬العمالة واإلقليم)‪...............................‬‬

‫ـ تاريخ تقديم العريضة‪: 43‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫ـ موضوع العريضة‪:1‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫ـ األسباب الداعية لتقديم العريضة واألهداف المتوخاة منها‪:‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫البيانات الشخصية (بما فيها العنوان والعمالة أو اإلقليم‪ )44‬وتوقيعات مقدمي العريضة أو الممثل القانوني‬
‫للجمعية‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪ 43‬يتعين التنصيص على تاريخ تقديم العريضة وعلى موضوعها في بداية كل صفحة من صفحاتها‬
‫‪ 44‬هذا الشرط خاص بالعريضة المقدمة لمجلس الجهة‬

‫‪26‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪....................................................................................................................‬‬
‫‪........‬‬

‫‪:2‬اآلليات التشاركية للحوار والتشاور‬

‫أ‪:‬عقد لقاءات للتشاور والحوار‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 119‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات‪ ،‬على أن ُتحدِث مجالس الجماعات آليات‬
‫تشاركية للحوار والتشاور لتيسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج العمل‬
‫وتتبعها‪ .‬فيما أحالت على النظام الداخلي للجماعة لتحديد كيفية تطبيق هذه المادة‪.‬‬

‫ولهذا الغرض عملت وزارة الداخلية على إعداد نموذج للنظام الداخلي وعممته على‬

‫الجماعات للعمل به مع تعديالت ممكنة لبعض المواد‪ ،‬وأهم ما تضمنه حول صيغ تطبيق المادة ‪119‬‬
‫أعاله مايلي‪:‬‬

‫يمكن لرئيس المجلس الجماعي بتعاون مع أعضاء المكتب‪ ،‬عقد لقاءات عمومية(مرتين او…) مع‬
‫المواطنات والمواطنين والفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين وجمعيات المجتمع المدني لدراسة مواضيع‬
‫عامة تدخل في اختصاصات الجماعة واالطالع على آرائهم بشأنها وكذا إلخبار المواطنات والمواطنين‬
‫والمعنيين بالبرامج التنموية المنجزة أو المــوجودة في طور اإلنجاز‪.‬‬
‫–‪  ‬يحدد رئيس المجلس مكان وتاريخ وساعة انعقاد هذه اللقاءات‪ ،‬ويوجه الدعوة إلى األطراف المعنية‬
‫وتعليق موعد هذا اللقاء بمقر الجماعة ‪ 3‬أيام على األقل قبل انعقاده‬

‫‪.‬‬
‫–‪ ‬يمكن لرئيس المجلس عرض تقارير اللقاءات والجلسات على مكتب المجلس للنظر في إمكانية‬
‫إدراجها في جدول أعمال الدورة المـوالية للمجلس الجماعي للتداول بشأنها‪.‬‬

‫–‪ ‬ال يمكن أن تكتسي اللقاءات والجلسات المشار إليها في المواد أعاله طـابعا سياسيا أو انتخابيا‪ ،‬أو‬

‫‪27‬‬
‫تكون بطلب من حزب أو نقابة‪ .‬كما أن هذه اللقاءات مجرد أعمال تحضيرية ال يمكن الطعن في‬
‫محاضرها‪.‬‬

‫ب ‪ :‬إحداث هيئات استشارية‬

‫كما نص القانون التنظيمي للجماعات والعماالت واإلقليم على إحداث لدى مجالسها‪ ،‬هيئة‬
‫استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تسمى‪“ :‬هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع”‪،‬‬
‫فيما أحالت على أنظمتها الداخلية لتحديد كيفية تطبيق هذه المادة‪.‬‬

‫وحسب النظام الداخلي للمجالس الجماعية فإن الهيئة تختص بدراسة القضايا و المشاريع المتعلقة‬
‫بالمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع االجتماعي فقط‪ ،‬وتقوم بتجميع المعطيات التي لها صلة بهذه‬
‫الميادين من أجل دراسة وإعداد توصيات بشأن إدماج مقاربة النوع االجتماعي في برامج الجماعة وتبدي‬
‫الهيئة رأيها‪ ،‬بطلب من المجلس أو رئيسه‪.‬‬

‫وتحدد المواد من ‪ 62‬إلى ‪ 81‬من النظام الداخلي للمجالس الجماعية مهام ومعايير تشكيل الهيئة وكيفية‬
‫اشتغالها كمايلي‪:‬‬

‫– تتكون هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع من شخصيات تنتمي إلى جمعيات محلية وفعاليات‬
‫من المجتمع المدني يقترحهم رئيس المجلس الجماعي‪ ،‬ويحدد عدد أعضاء الهيئة باعتبار أهمية النسيج‬
‫الجمعوي والفاعلين المحليين وبالتشاورمعهم‬

‫يأخذ بعين االعتبار في تشكيل الهيئة المعايير التالية‪:‬‬

‫مقاربة النوع االجتماعي حيث يتم تخصيص نسبة ثالثين بالمائة للنساء من مجموع أعضاء الهيئة للسعي‬
‫نحو تحقيق مبدأ المناصفة‪.‬‬

‫تحديد نسبة لكل فئة من الفئات المستهدفة ( أشخاص من ذو احتياجات خاصة‪ ،‬أطفال‪ ،‬مسنون…)‬

‫المكانة والسمعة داخل المجتمع المحلي‪.‬‬

‫التجربة في ميدان التنمية البشرية‪.‬‬

‫الخبرة في مجال النوع االجتماعي‪.‬‬

‫التنوع المه‪.‬‬

‫االرتباط بالجماعة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫يجوز لرئيس الهيئة أن يأذن لبعض األشخاص ذوي االختصاص لحضور أشغالها إذا كان من شأن ذلك‬
‫أن يفيد الهيئة في اتخاذ القرار المناسب بخصوص الموضوع المعروض عليها‪.‬ويمكن للهيئة تكوين‬
‫مجموعات عمل تهتم بقضايا معينة في مجال اختصاصاتها‪.‬‬

‫– إن نشاط الهيئة عمل تحضيري داخلي ال يجوز نشره وال إبالغه إلى العموم‪.‬ويمكن للهيئة أن تقدم‬
‫لمجلس الجماعة توصيات وملتمسات‪.‬ويقوم رئيس المجلس الجماعي بصفة دورية بإخبار أعضاء الهيئة‬
‫بمآل توصياتها وملتمساتها واقتراحاتها‪.‬‬

‫فعلى مستوى الجهات فالقانون التنظيمي ‪ 111.14‬نص على إحداث ثالث هيئات‪:‬‬

‫هيئة استشارية تختص بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب‪.‬‬

‫هيئة استشارية بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تختص بدراسة القضايا الجهوية المتعلقة بتفعيل‬
‫مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع‪.‬‬

‫هيئة استشارية بشراكة مع الفاعلين االقتصاديين تهم بدراسة القضايا الجهوية بذات الطابع االقتصادي‪.‬‬

‫المبحث الثاني واقع و اشكاليات مبادئ التدبير الترابي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫نتطرق في هذا المبحث لواقع مبادئ التدبير الترابي (المطلب األول) على أن نخصص المطلب‬
‫الثاني للحديث عن اإلشكاالت المرتبطة بتنزيلها على أرض الواقع‪.‬‬

‫مطلب األول‪ :‬واقع مبادئ التدبير الترابي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫نخصص هذا المطلب الستقصاء واقع مبدأ التفريع والتدبير الحر في الفرع األول‪ ,‬ثم‬
‫ندرس واقع مبدأ التضامن والتعاون وإشراك السكان في التدبير المحلي في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبدأي التفريع و التدبير الحر‬

‫الفقرة األولى‪ :‬واقع مبدأ التدبير الحر‪.‬‬


‫صحيح أن دستور ‪ 2011‬جاء بمستجد مهم و هو التدبير الحر للجماعات الترابية‪ ،‬لكن حرية التدبير هذه‬
‫تكون في ظل احترام ما هو وراد في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫والواقع يفرض على أنه الجماعات الترابية تخضع لرقابة إدارية مشددة إذ نجد صالحيات رؤساء مجالس‬
‫جماعات الترابية مقيدة بشروط وضوابط‪ ،‬وتتمثل الرقابة التي يجريها ممثلو السلطة المركزية حسب‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪:‬‬

‫مراقبة شرعية المقررات اإلدارية الصادرة عن مجالس الجماعات الترابية‬ ‫‪‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬مراقبة شرعية القرارات اإلدارية الصادرة عن رؤساء مجالس الجماعات الترابية‬
‫‪ ‬تبليغ نسخة من محاضر الدورات و مقررات مداوالت إلال ممثلي السلطة المركزية‬
‫‪ ‬تدرج بحكم القانون‪ ،‬في جدول أعمال الدورات النقط اإلضافية التي يقترحها ممثلو السلطة‬
‫المركزية( والي الجهة‪ ،‬عامل العمالة أو اإلقليم)‬
‫‪ ‬يتعرض ممثل السلطة المركزية على كل نقطة مدرجة في جدول أعمال ال تدخل في مجال‬
‫اختصاص الجماعات الترابية او صالحيات مجلس‪،‬‬
‫‪ ‬تعرض ممثل السلطة المركزية على النظام الداخلي للجماعة الترابية‬
‫كما أنه هنالك بعض المقررات التي ال يمكن تصور دخولها إلى حيز التنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪:‬‬
‫بالنسبة للجهات‪:‬‬
‫المقرر المتعلق ببرنامج التنمية؛‬
‫المقرر المتعلق بالتصميم الجهوي إلعداد التراب؛‬
‫المقرر القاضي بتنظيم اإلدارة و تحديد اختصاصاتها؛‬
‫المقررات المتعلقة بالتدبير المفوض للمرافق و المنشأت العمومية الجهوية؛‬
‫المقررات المتعلقة بإحداث شركات لتنمية الجهوية؛‬
‫المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛‬
‫المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها الجهة مع الجماعات المحلية األجنبية‬
‫و فاعلين من خارج المملكة‪.45‬‬
‫بالنسية لمجالس العماالت أو األقاليم‬
‫المقرر المتعلق ببرنامج تنمية العمالة أو اإلقليم ؛‬
‫المقرر المتعلق بالميزانية ؛‬
‫المقرر القاضي بتنظيم إدارة العمالة أو اإلقليم وتحديد اختصاصاتها ؛‬
‫المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛‬
‫المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها العمالة أو اإلقليم مع الجماعات‬
‫المحلية األجنبية‪.46‬‬
‫بالنسبة للجماعات‪:‬‬
‫المقرر المتعلق ببرنامج الجماعة؛‬
‫المقرر المتعلق بالميزانية؛‬
‫المقرر القاضي بتنظيم إدارة الجماعة و تحديد اختصاصاتها؛‬
‫المقررات ذات الوقع المالي على النفقات و المداخيل؛‬
‫المقررات المتعلقة بتسمية الساحات و الطرق العمومية عندما تكون هذه تسمية تشريفا عموميا أو تذكيرا‬
‫بحثا تاريخيا؛‬
‫المقرر المتعلق باتفاقيات التعاون الالمركزي و التوأمة التي تبرمها الجماعة مع الجماعات المحلية‬
‫األجنبية؛‬
‫المقررات المتعلقة بإحداث المرافق العمومية الجماعية و طرق تدبيرها ‪.47‬‬
‫يبدو واضحا من خالل طبيعة المقررات السالف ذكرها ان كل مقرر يتخذ بعد تنموي أو إقتصادي أو‬
‫مالي يجب أن بعرض على أنظار السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية لكي تؤشر عليه لكي يدخل إلى حيز‬
‫التنفيذ ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬واقع مبدأ التفريع‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫المادة ‪ 115‬من القانون ‪ 111,14‬المتعلق بالجهات‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫المادة ‪ 109‬من القانون ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت و األقاليم‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫المادة ‪ 118‬من القانون ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫كما شاهدنا في اإلطار القانوني فقد خول للجماعات الترابية و في إطار مبدأ التفريع ممارسة‬
‫مجموعة من االختصاصات الذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة و أخرى منقولة إليها من هذه‬
‫اآلخيرة ‪.‬‬

‫تعززهذه االختصاصات صرح الجماعات الترابية كوحدات محلية مستقلة متمتعة بالشخصية المعنوية‪،‬‬
‫وتقوي من دورها االمركزي باعتبارها شريك إلى جانب الدولة في العديد من المجاالت والمهام التي‬
‫ترتبط بالمستوى الترابي المحلي ‪.‬‬

‫وعلى مستوى الواقع نجد على أن بعض الجماعات الترابية كانت قادرة على تفعيل النص القانوني من‬
‫خالل ترجمته إلى إنجازات ولعبها لدورها المحوري على المستوى المحلي‪ ،‬ومن بين هذه الجماعات‬
‫الترابية نجد جهة طنجة تطوان الحسيمة التي تعتبر مثال يحتذى به في إطار الجهات التي عززت من‬
‫اختصاصاتها وحاولت تفعيلها على أرض الواقع من خالل تحقيق مجموعة من المكتسبات‪ ،‬خصوصا‬
‫على مستوى جلب االستثمارات باعتبارها الرافعة األولى لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫ونذكر في هذا الصدد مشروع طنجة‪-‬تيك الذي ساهم فيه مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بـ ‪100‬‬
‫مليون الدرهم ‪ ،48‬إلى جانب المبادرة الفعالة التي يقوم بها مجلس الجهة فيما يخص تحفيز المستثمرين‬
‫للقيام بمشاريع على مستوى تراب الجهة خصوصا من خالل عقد مؤتمرات والقيام بزيارات للشركات‬
‫األجنبية الكبرى‪ ،‬نذكر هنا باأّل ساس الزيارة التي قامت بها الجهة ممثلة في رئيسها إلى مجموعة من‬
‫الشركات الصينية الرائدة من أجل التعريف بجهة طنجة تطوان الحسيمة وتشجيع هذه الشركات الصينية‬
‫على االستثمار بالمدينة المقرر إنشائها طنجة –تيك ‪.49‬‬

‫أما على مستوى االختصاصات المشتركة التي أنيطت بالجماعات الترابية في إطار مبدأ التفريع فنجد أن‬
‫جهة طنجة تطوان الحسيمة باعتبارها المثال الذي اخترناه للدراسة كمثال ناجح على مستوى تفعيل النص‬
‫القانوني‪ ،‬قد صادقت على مجموعة من اتفاقيات الشراكة بينها وبين الدولة نذكر في هذا المجال اتفاقية‬
‫شراكة بين مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء إلنجاز‬
‫الدراسات التقنية المتعلقة بتثنية الطريق الوطنية رقم ‪ 2‬الرابطة بين شفشاون الحسيمة بطول ‪125‬‬

‫‪ - 48‬مجلس جهة طنجة –تطوان‪ -‬الحسيمة يصادق باإلجماع على اتفاقيات لتعزيز االستثمار والبنيات التحتية والبيئة ‪ ،‬مقال منشور على الجريدة‬
‫اإللكترونية " مغرس " ‪ ،‬رابط المقال ‪:‬‬
‫‪https://www.maghress.com/tanjanews/11626‬‬

‫‪ - 49‬العماري يكثف من لقائاته مع الشركات الصينية من أجل جلب االستثمارات لجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬
‫اإللكتروني لجهة طنجة تطوان الحسيمة ‪ ،‬رابط المقال ‪:‬‬
‫‪http://www.crtta.ma/article/502/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A‬‬
‫‪%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%D9%87-‬‬
‫‪%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-‬‬
‫‪%D8%AC%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB‬‬
‫‪%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%B7%D9%86%D8%AC‬‬
‫‪%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A‬‬
‫‪%D9%85%D8%A9‬‬

‫‪31‬‬
‫كيلوميتر‪ ،‬وفي نفس السياق صادق المجلس على مشروع اتفاقية إطار للشراكة بين المجلس ووزارة‬
‫الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة في مجال إعداد وتطوير البنية التحتية‪. 50‬‬

‫إلى جانب هذا لقد ساهم مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة في االرتقاء بالتعليم العالي من خالل مساهمته‬
‫في العديد من المشاريع التي ترمي تطوير مجال البحث العلمي إلى جانب إبرامه للعديد من اتفاقيات‬
‫الشراكة في هذا المجال نذكر منها اتفاقية التعاون مع قطاع التعليم العالي وتكوين األطر وجامعة عبد‬
‫الملك السعدي بشأن إحداث مؤسسة جامعية بالقصر الكبير‪ ،‬في أفق تعميم الوحدات الجامعية على جميع‬
‫أقاليم الجهة‪. 51‬‬

‫بذلك تكون جهة طنجة تطوان الحسيمة وبفعل موقعها الجغرافي وتوفرها على موارد مهمة قد عملت‬
‫على ممارسة اختصاصاتها على أكمل وجه وترجمة مبدأ التفريع على أرض الواقع‪ ،‬إلى جانب أنها‬
‫أصبحت تلعب دور الشريك االستراتيجي للدولة في عدة مجاالت خصوصا من خالل تشجيع‬
‫االستثمارات وتوفير فرص الشغل والنهوض بالبحث العلمي ‪.‬‬

‫إلى أنه بالرغم من ذلك الزالت هناك العديد من الجماعات الترابية لم تستطيع مواكبة النص القانوني‬
‫وتفعيل الصالحيات التي منحت لها من خالل الدستور و القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا لضعف الموارد المالية حيث تعتمد هذه الجماعات الترابية باألساس على إمدادات الدولة وهيمنة‬
‫االختصاصات المشتركة مع الدولة على االختصاصات الذاتية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأي التضامن والتعاون واشراك السكان‪.‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬واقع مبدأ التضامن والتعاون‪.‬‬
‫يعد التضامن والتعاون بعد دسترته من أولى أولويات الجماعات الترابية‪ ,‬بل أصبح من أبرز‬
‫رهاناتها‪ .‬لكن ربط تنزيله بمراسيم تطبيقية وفي ظل عدم صدورها إلى حدود الساعة‪ ,‬بقي تفعيله رهين‬
‫بمدى وعي واقدام الفاعل السياسي على المستوى المحلي مع توجسه وعدم جرأته على اتخاد أي خطوة‬
‫في ظل غياب اإلطار القانوني المنظم‪ .‬رغم ذلك جاءت مجموعة من المبادرات التي كانت رهينة‬
‫مصادقة السلطة الوصائية‪.‬‬

‫ففيما يخص مجموعة الجماعات تم إنشاء مجموعة بين كل من جماعة بوذنيب وجماعة وادي النعام‬
‫والمجلس اإلقليمي للرشيدية‪ ,‬لكنه الزال في طور المصادقة لذا عمالة الرشيدية‪ ,‬وتمت إحداث شراكات‬
‫مع مجموعة من الجمعيات من طرف هذه الجماعة فيما يخص تدبير الشأن المحلي‪.52‬‬

‫وخالل اجتماع انعقد يوم الثالثاء ‪ 26‬دجنبر ‪ 2017‬بمقر الجهة بالرباط وتم خالل االجتماع تقديم‬
‫عرض عن استراتيجية تنمية الشطر الثاني في المجال الصناعي عين جوهرة‪ .‬وتم الوقوف عند حالة تقدم‬
‫وضعية المجال الصناعي وتقديم مجموعة من المالحظات بخصوص الرؤية االستراتيجية لتنمية المجال‬
‫الصناعي في إطار شركات التنمية المحلية المحدثة لهذا الغرض‪ ,‬لتصبح المنطقة مستقطبة لالستثمار في‬

‫‪50‬‬
‫‪ .‬مجلس جهة طنجة –تطوان‪ -‬الحسيمة يصادق باإلجماع على اتفاقيات لتعزيز االستثمار والبنيات التحتية والبيئة‪ ،‬مرجع سابق ‪-‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ .‬المرجع نفسه ‪-‬‬
‫‪ - 52‬تصريح النائب الثاني لجماعة بوذنيب السيد حماد أولكدو يوم ‪ 1‬يناير ‪.2018‬‬

‫‪32‬‬
‫أفق خلق دينامية اقتصادية في المنطقة مساهمة في تحسين مناخ األعمال بالجهة‪ .53‬وجاء على لسان نائب‬
‫رئيس جهة الرباط سال القنيطرة في زيارة لنا للمجلس يوم ‪ 26‬دجنبر ‪ 2017‬أن "تطبيقات مبدأ‬
‫التضامن والتعاون الزالت متأخرة حتى بالنسبة للجهة األولى في المغرب بسبب غياب االطار التنظيمي‬
‫له مما يجعل تنزيل دسترته رهين بإسراع المؤسسة التشريعية بإصدار المرام التطبيقية المتعلقة به"‪.‬‬

‫هكذا يكون التضامن كمبدأ دستوري جديدي شبه غائب على المستوى الترابي المحلية‪ ,‬ليكون التعاون‬
‫حسب مدى اقدام الفاعل المحلي في التدبير الترابي هو الشق البارز على هذا المستوى‪ ,‬في مختلف‬
‫الجماعات الترابية‪ .‬وإيمانا من جماعة سال بأهمية الشراكة والتعاون في فتح آفاق واسعة إلنجاز مشاريع‬
‫تعود بالنفع على ساكنة سال‪ .‬ووعيا منها بأهمية االنفتاح على مختلف الشركاء والفاعلين المحليين‬
‫واألجانب في تمكين المدينة من الخبرات واإلمكانيات الالزمة لتحقيق برامج تنموية هادفة تعمل الجماعة‬
‫بمختلف أجهزتها على إبرام مجموعة من الشراكات واالتفاقيات ذات البعد المحلي الوطني والدولي‪,‬‬
‫شملت مختلف المجاالت والميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‪.54‬‬

‫ووقعت جماعة سال شراكتين مهمتين مع برامج تنموية عديدة حيث وقعت سنة ‪:2011‬‬

‫اتفاقية شراكة بين الجماعة الحضرية ومدن فريدشايفن األلمانية‪ ,‬مورسا االسبانية‪ ,‬ولولوتسك‬
‫ببالروسيا تتعلق بتنمية الطاقات الحضرية المتجددة ببرنامج سور‪.‬‬
‫توقيع اتفاقية عمداء المدن ببروكسيل حول تطوير خطة عمل من أجل استعمال طاقة مستدامة في‬
‫أفق ‪.2020‬‬
‫اتفاقية شراكة مع برنامج الحكامة المحلية‪ .‬في إطار اتفاقية تجمع الوكالة األمريكية للتنمية‬
‫الدولية‪-‬فرع المغرب والمديرية العامة للجامعات المحلية أطلق عليها اسم "جماعة الغد"‪.‬‬
‫استطاعت الجماعة من خالل هذا االتفاق‪ ,‬إرساء وتفعيل بنية إدارية خاصة باالفتحاص الداخلي‬
‫أصبحت تشتغل بطريقة مهنية‪ ,‬ووفق المعايير المعتمدة في هذا اإلطار‪ ,‬وذلك بفضل التكوين‬
‫والتأطير الذي استفاد منه مجموعة من المتفحصين الداخليين للجماعة‪ ,‬وبفضل المواكبة التي قام‬
‫بها الخبراء والمستشارون المعتمدون من طرف البرنامج‪.55‬‬

‫وبخصوص مجموعات الجماعات حسب الجهات فقد تم في ‪ 2015‬إحداث ‪ 3‬مجموعات على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪Régions‬‬ ‫عدد المجموعات‬ ‫الجهات‬


‫‪Nombre de‬‬
‫‪groupements‬‬

‫‪ - 53‬الموقع الرسمي لجهة الرباط سال القنيطرة‪,WWW.CR-RSK.org ,‬‬


‫‪ - 54‬الموقع الرسمي لجماعة سال ‪.www.villedesale.ma‬‬
‫‪ - 55‬الموقع الرسمي لجماعة سال ‪.www.villedesale.ma‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Rabat-Salé-Kénitra‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الرباط‪-‬سال‪-‬القنيطرة‬

‫‪Darâa-Tafilalt‬‬ ‫‪1‬‬ ‫درعة تافياللت‬

‫‪Total‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المجموع‬

‫أما فيما يتعلق بمجموعات الجماعات العماالت واألقاليم فقد تمت بين سنتي ‪ 2014‬و‪ 2015‬على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫‪Nombre de‬‬ ‫عدد المجموعات‪Nombre‬‬


‫‪communes‬‬ ‫‪de groupements‬‬ ‫العماالت أو األقاليم‬
‫‪associées‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪Errachidia‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الراشيدية‬
‫‪Médiouna‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مديونة‬
‫‪Marrakech‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مراكش‬
‫‪Sidi Bennour‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سيدي بنور‬
‫‪Sidi Kacem‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫سيدي قاسم‬
‫‪Tanger-Assilah‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫طنجة أصيال‬
‫‪Tiznit‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تزنيت‬
‫‪Total‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المجموع‬

‫أما مجموعات الجماعات حسب عدد الجماعات المنخرطة فتمت خالل ‪ 2014‬و ‪ 2015‬على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫عدد المجموعات‪Nombre de‬‬


‫‪Nombre de communes‬‬ ‫‪groupements‬‬ ‫عدد الجماعات المنخرطة‬
‫‪associées‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪communes 2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫جماعاتان‬
‫‪à 5 communes 3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬جماعات‬

‫‪34‬‬
‫‪à 10 communes 6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫من ‪ 6‬إلى ‪ 10‬جماعات‬
‫‪à 20 communes 11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫من ‪ 11‬إلى ‪ 20‬جماعات‬
‫‪à 30 communes 21‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫من ‪ 21‬إلى ‪ 30‬جماعات‬
‫‪communes et plus 31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫من ‪ 31‬جماعات إلى أكثر‬
‫‪Total‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المجموع‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬واقع اشراك السكان في التدبير الترابي‪.‬‬


‫فيما يتعلق بمشاركة المواطنين والمواطنات والجمعيات في التدبير الترابي ‪ ،‬ال زالت الممارسة‬
‫الفعلية آلليات تفعيل هذه المشاركة شحيحة إن لم نقل شبه منعدمة في الكثير من الجماعات الترابية ‪ ،‬إذ‬
‫نجد على مستوى جماعة سال مثال لم تتلقى إلى حد اآلن أي عريضة من المواطنين وفي كافة المقررات‬
‫للدورات العادية واإلستثناية لسنة ‪ 2017‬تم اإلشارة مرتان إلى مشاركة المجتمع المدني في إعداد‬
‫البرامج وذلك في ملخص مقررات الدورة العادية لشهر أكتوبر ‪ 2017‬لمجس جماعة في المالحظات‬
‫المتعلقة (بمشروع تصميم تهيئة الجماعية لسال) ‪ ،‬وذلك بالحرص على إشراك المجتمع المدني في‬
‫مراحل إعداد تصميم التهيئة ‪ ،‬مرورا بالمراحل التقييم والتتبع إلى غاية مرحلة اإلجاز‬

‫أما جماعة تمارة فقد تلقت عريضة من أحد الجمعيات التي كان موضوعها حول أثمنة اللجوء إلى‬
‫مالعب القرب التي تم إحداثها بشراكة بين الجماعة وأحد الشركات ‪ ،‬وتم قبولها ألنها تدخل في‬
‫آختصاص المجلس والتداول فيها من أجل حل يالئم القدرة المالية للمواطنين كما ورد على لسان رئيس‬
‫المجلس ‪،‬‬

‫أما جماعة الرباط فقد وضعت ورشات إلشراك المجتمع المدني على الشكل التالي‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إشكاالت مبادئ التدبير الترابي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إشكاالت على مستوى الموارد البشرية و المالية‪.‬‬


‫تتفرع عن التدبير الترابي مجموعة من اإلشكاالت منها ما هو متعلق بالموارد البشرية( الفقرة األولى) و‬
‫كذلك إشكاليات ذات صبغة مالية( الفقرة الثانية)‬

‫‪35‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إشكالية الموارد البشرية‪:‬‬

‫تتطلب مبادئ التدبير الترابي التي جاء بها دستور ‪ 2011‬و كرستها القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬أن تكون الجماعات تتوفر على الموارد البشرية المؤهلة في شخص رئيس الجماعة الترابية و‬
‫األعضاء و الموظفين لكي تأخد هذه المبادئ مسارها الصحيح‪ ،‬وبالتالي تعزيز ال مركزية بمفهومها‬
‫القائم على توزيع اإلختصاصات ما بين الدولة و الجماعات الترابية‪ ،‬وعندئذ تمارس الجماعات‬
‫اإلختصاصات التي منحها القانون بكامل الحرية‪ ،‬وممارسة كذلك اإلختصاصات بشكل مشترك أو منقول‬
‫من الدولة‪ ،‬أو قيام الجماعات الترابية بإبرام اتفاقيات لتعاون‪ ،‬مع ضرورة تأمين مشاركة السكان في‬
‫تدبير شؤونهم‪.‬‬

‫فحصول المنتخب على ثقة الناخبين تقتضي أن يكون مبدئيا على دراية بصالحيات التي يتمتع بها رؤساء‬
‫مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬و مبادئ التدبير الترابي الجديد‪.‬‬

‫فالممارسة أثبتت ضعف تكوين المنتخب الترابي ومحدودية تجربته في الميدان المالي والمحاسبي‪ ،‬األمر‬
‫الذي كانت له نتائج سلبية على حسن تدبير الجماعات الترابية‪.‬‬

‫ويتضح ذلك جليا من خالل التقرير الصادر عن وزارة الداخلية بخصوص" الالمركزية في أرقام‬
‫‪،"20132014‬الذي يعكس مدى توفر النخبة المنتخبة على المؤهالت العلمية الالزمة لتحقيق التدبير‬
‫الفعال‪.‬‬

‫حيث يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى الجماعات الذين ال يتوفرون على أي مستوى دراسي‬
‫‪%15‬‬

‫‪36‬‬
‫و يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى العماالت و األقاليم الذين ال يتوفرون على أي مستوى‬
‫دراسي ‪%3‬‬

‫يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجلس الجهات الذين ال يتوفرون على أي مستوى دراسي‬
‫‪%1‬‬

‫في حين أته‪:‬‬

‫يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس الجماعات الذين يتوفرون على مستوى االبتدائي ‪28‬‬
‫‪%‬‬

‫يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس العماالت و األقاليم الذين يتوفرون على مستوى‬
‫االبتدائي ‪% 18‬‬

‫يبلغ مجموع عدد المستشارين على مستوى مجالس الجهات الذين يتوفرون على مستوى االبتدائي ‪% 6‬‬

‫و حتى يتم تجاوز اإلختالالت الحاصلة على مستوى الموارد البشرية بالجماعات الترابية عملت السلطة‬
‫الحكومية على تكوين األطر اإلدارية بالجماعات الترابية من خالل‪:‬‬

‫التكوين بالخارج‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫تكوين بالمؤسسات المغربية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم دورات تكوينية على مستوى األقاليم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫التكوين بالمعاهد التابعة لوزارة الداخلية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫استكمال الخبرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪37‬‬
38
39
40
41
‫الفقرة الثانية‪ :‬إشكالية الموارد المالية‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 141‬من الدستور على ما يلي ‪:‬‬

‫" تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬على موارد مالية ذاتية‪ ،‬وموارد مرصودة من قبل الدولة‪.‬‬

‫كل اختصاص تنقله الدولة إلى الجهات والجماعات الترابية الألخرى يكون مقترنا بتحويل الموارد‬
‫المطابقة له‪" .‬‬

‫وعلى هذا األساس تتوفر الجماعات الترابية على مجموعة من الموارد الذاتية الممثلة أساسا في حصيلة‬
‫الضرائب والرسوم المأذون للجماعات الترابية بتحصيلها‪ ،‬وحصيلة األتاوى‪ ،‬وحصيلة األجور عن‬
‫الخدمات المقدمة‪ ،‬وحصيلة الغرامات‪ ،‬ومدخول األمالك والمساهمات‪ ،‬وحصيلة االستغالالت واألتاوى‬
‫وحصص األرباح‪ ،‬وحصيلة المساهمات المالية المتأتية من المؤسسات والمقاوالت التابعة للجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬وحصيلة بيع المنقوالت والعقارات‪ ،‬ثم أموال المساعدات والهبات‪ ،‬إلى غيرها من الموارد‬
‫الذاتية ‪.‬‬

‫أما بخصوص الموارد المرصودة من طرف الدولة فتتمثل في حصص ضرائب الدولة المخصصة‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬كما نصت عليها المادة ‪ 188‬من القانون التنظيمي للجهات ‪:‬‬

‫"‪ ...‬ترصد الدولة للجهات ‪ .‬بموجب قوانين المالية‪ ،‬بصفة تدريجية‪ ،‬نسبا محددة في ‪ %5‬من حصيلة‬
‫الضريبة على الشركات‪ ،‬و‪ %5‬من حصيلة الضريبة على الدخل‪ ،‬و ‪ %20‬من حصيلة الرسم على‬
‫عقود التأمين‪ ،‬تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة في أفق بلوغ سقف ‪ 10‬ماليير‬
‫درهم سنة ‪" 2021‬‬

‫إلى جانب هذه الموارد يمكن للجماعات الترابية أن تلجأ لالقتراض باإلضافة إلى إمكانية البحث عن‬
‫تمويالت سواء من داخل المملكة أو من الخارج ‪.‬‬

‫على الرغم من تعدد هذه الموارد وتنوعها إلى أنه هناك إكراهات وعوائق تعتريها على مستوى‬
‫الممارسة مما يضعف من مكانة الجماعات الترابية ويحد من إمكانية تفعليها لمبادئ التدبير الترابي الجيد‪.‬‬

‫وأكبر إكراه يعترض موارد الجماعات الترابية هو إشكالية التحصيل التي تتسم بطول المسطرة وتعقد‬
‫اإلجراءات المرتبطة بهذه العملية في ضل شساعة المداخل وتعدد الملزمين الشيء الذي يطرح عائقا أمام‬
‫الجماعات الترابية في استيفاء مستحقاتها الضريبية‪ ،‬إلى جانب هذا هناك أيضا استفحال ظاهرة التهرب‬
‫الضريبي مقابل ضعف آليات الرقابة‪. 56‬‬

‫مقابل هذه االكراهات التي تعانيها الجماعات الترابية على مستوى مواردها المالية والتي تقع عائقا أمام‬
‫تفعليها لمبادئ التدبير الترابي وترجمتها على أرض الواقع‪ ،‬هناك أيضا إشكاالت مرتبطة بصفة أساسية‬
‫بتدبير اإلنفاق الترابي باعتبارها اآللية األساسية لممارسة الجماعات الترابية الختصاصاتها وتعزيز‬
‫قدراتها على المستوى العملي وترسيخ مبادئ التدبير الترابي التي تحكمها ‪.‬‬

‫‪ - 56‬سناء حمرالراس‪" ،‬التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة " ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2016/2017‬‬

‫‪42‬‬
‫وتتجلى هذه اإلشكاالت باألساس في المراقبة المالية المفرطة التي تفرض على الممارسة المالية‬
‫للجماعات الترابية‪ ،‬من خالل التأشيرة القبلية للسطلة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تفرض على ميزانية‬
‫الجماعات الترابية والمقررات ذات الوقع المالي على النفقات والمداخيل والسيما االقتراضات‬
‫والضمانات وتحديد سعر الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق وتفويت أمالك العمالة أو اإلقليم‬
‫وتخصيصها‪ ،57‬وبذلك تبقى تقوية الموارد المالية للجهة وتوجيهها نحو تغطية نفقات محددة مرهونة‬
‫بالتأشيرة القبيلة للسطلة الحكومية المكلفة بالداخلية ما يفرغ مبادئ التدبير الترابي خصوصا مبدأي‬
‫التفريع والتدبير الحر من محتواهما القانوني ويحد من إمكانية الممارسة على المستوى العملي والواقعي‪.‬‬

‫أيضا عندما نرجع للقوانين التنظيممية للجماعات الترابية ونأخذ كمثال القانون التنظيمي للجماعات‬
‫خصوصا المادة ‪ 181‬من هذا القانون نجدها تدرج مجموعة من النفقات اإلجبارية والتي تندرج في‬
‫معظمها ضمن نفقات التسيير مقابل تواضع نفقات التجهيز‪ ،‬وبالرجوع إلى المادة ‪ 154‬من هذا القانون‬
‫نجدها تنص على كون أن الفائض المسجل في ضل الجزء األول من ميزانية الجماعة والمتعلق بمداخيل‬
‫ونفقات التسيير يتم رصده بالجزء الثاني المتعلق بعمليات التجهيز‪ ،‬وبذلك تبقى النفقات الموجهة للتجهيز‬
‫واالستثمارات رهينة بمردودية وعقلنة النفقات الترابية على مستوى التسيير مما يطرح إشكالية تفاوت‬
‫اإلمكانات بيين الجماعات الترابية وبذلك تبقى الجماعات الفقيرة هي المتضرر األول في هذا الصدد ‪.‬‬

‫أيضا على مستوى الموارد المالية هناك إشكالية مرتبطة بتحويل الموارد المرصدة من طرف الدولة التي‬
‫الزالت لحد اآلن ضعيفة ولم تصل للحدود المقررة في القوانين التنظيممية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫كما نعرف جميعا تبقى الموارد المالية هي المحدد األساسي لتقوية صرح الجماعات الترابية والجعل منها‬
‫وحدات المركزية قوية متمتعة بشكل فعلي باستقاللية مالية وإدارية وبإمكانية الممارسة لكافة‬
‫اختصاصاتها وتفعيلها لمبادئ التدبير الترابي سواء على مستوى التدبير الحر لمداوالتها ومقرراتها أو‬
‫على مستوى تطبيق مبدأ التفريع من خالل ممارستها الختصاصاتها سواء الذاتية أو المشتركة مع الدولة‬
‫او المنقولة إليها من طرف هذه األخيرة ‪ ،‬كذلك على مستوى مبدأ التضامن والتعاضد سواء مابين‬
‫الجماعات الترابية في مابينها أو ما بين الجماعات الترابية وفعاليات أخرى سواء على المستوى الوطني‬
‫أو الخارجي‪ ،‬إلى جانب االنفتاح على الساكنة وإشراك المواطنين في التدبير الشأن المحلي ‪.‬‬

‫كل هذه األمور لن تتأتى بدون موارد مالية ذاتية تتوفر عليها الجماعات الترابية وتعمل على تحصيلها‬
‫مما يعزز من حضورها على المستوى المحلي ويحقق استقالليتها بشكل فعلي ويترجم مبادئ التدبير‬
‫الترابي بشكل قوي على أرض الواقع ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إشكاالت تشريعية‪.‬‬


‫يعد ربط تنزيل مبادئ التدبير الترابي وتفعيلها الجيد بمراسيم تطبيقية‪ ,‬من أبرز اإلشكاالت‬
‫التشريعية في ظل عدم إسراع المشرع على إصدارها الى حدود اليوم‪ .‬ورغم المبادرات التي يقوم بها‬
‫الفاعلون السياسيون على المستوى المحلية على قلتها تضل رهينة مصادقة السلطة المكلفة بالداخلية‪.‬‬
‫وكذا ضعف عزيمة النهوض بالمجال المحلي نظرا لإلشكاالت الواردة أعاله‪.‬‬

‫‪ - 57‬القوانين التنظيمية الثالت للجماعات الترابية ‪ ،‬المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي للجهات ‪ ،‬المادة ‪ 109‬من القانون التنظيمي للعماالت واألقاليم‬
‫‪ 118 ،‬من القانون التنظيمي للجماعات ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وبخصوص إشراك السكان في التدبير الترابي والتنمية المحلية هناك فجوة كبيرة بين غنى‬
‫الترسانة القانونية المؤطرة لعالقة المؤسسات المنتخبة بالمجتمع المدني‪ ،‬و شح التجارب الميدانية على‬
‫أرض الواقع؛ فعلى الرغم من العالقة المثمرة لكثير من الجماعات على المستوى الوطني مع جمعيات‬
‫المجتمع المدني إال أن هذه العالقة تقتصر على جوانب تقليدية منها على وجه الخصوص تقديم الدعم‬
‫المالي السنوي‪ ،‬و الدعم اللوجستي‪ ،‬واإلشراك في األنشطة التكوينية والتحسيسية‪ ،‬وبالتالي فما راهن‬
‫عليه المشرع‪ ،‬وما ُت َراهِنُ عليه فعاليات المجتمع المدني ال زال بعيد المنال‪ ،‬ذلك أن اإلشراك الفعلي‬
‫للجمعيات في إعداد برنامج عمل الجماعة‪ ،‬أو في مخطط التنمية الجهوي‪ ،‬وتقييمهما وتتبعهما ‪ ،‬يعتبر‬
‫مظهرا من مظاهر العمل المشترك المفضي إلى تدبير أمثل للشأنين العام و المحلي اللذين لم يعودا أرضا‬
‫مشاعا يحتكرها الفاعل السياسي المنتخب‪ ،‬ويتصرف فيها‪.‬‬

‫وبالتالي فمن الصعب معرفة ما إذا كانت آراء األشخاص المشاركين في صنع القرار ‪ ،‬تتأسس على‬
‫اعتبارات موضوعية أو أنها تعبير فقط عن مصالح شخصية أو فئوية ‪.‬هذا إضافة إلى أن االنخراط‬
‫المتزايد والمكثف للجمعيات في مسلسل الديمقراطية التشاركية ‪ ،‬يؤدي إلى تحجيم دور الفاعلين‬
‫التقليديين ( المنتخبين وممثلي اإلدارة ) بل ويخفي أحيانا التأثير الغير المباشر للمنظمات الدولية إذا‬
‫أخذنا بعين االعتبار التمويل الكبير الذي تتلقاه الجمعيات من هذه المنظمات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الخاتمة‬

‫إن تمتع الجماعات الترابية باالستقاللية رهين بتوفر الموارد البشرية المؤهلة و كذلك على الموارد‬
‫المالية الالزمة للممارسة االختصاصات الموكولة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫وقد اضاف دستور ‪ 2011‬مبادئ جديدة على مستوى التدبير الترابي لتعزيز نجاعة فعالية التدبير‬
‫الترابي‪ ،‬لكن الواقع يفرض على أنه هناك مجموعة من االختالالت على مستوى التدبير الترابي منها ما‬
‫هو مرتبط بالموارد البشرية العاملة بالوحدات الترابية‪ ،‬وضعف اإلمكانيات المالية للجماعات الترابية‬
‫خاصة الجماعات القروية‪ ،‬إضافة إلى غياب المراسيم التطبيقية و النصوص التنظيمية‪ ،‬كالمرسوم‬
‫المتعلق بإحداث المجموعات الترابية‪.‬‬

‫لتجاوز االختالالت البد من تكوين الموارد البشرية‪ ،‬و رفع من الموارد الذاتية للجماعات الترابية‪ ،‬حتى‬
‫يتم تفعيل مبادئ التدبير الترابي الجديد على أحسن وجه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الكتب‬
‫ذ‪ .‬محمد عمراوي‪ ,‬الفاعلون المحليون والسياسات العمومية المحلية دراسة في القرار المحلي‪ ,‬الطبعة األولى‬

‫مجالت‬
‫التدبير المحلي والحكامة الترابية على ضوء القوانين التنظيمية الجديدة‪ ،‬مجلة العلوم القنونية‪ ،‬سلسلة الدراسات الدستورية والسياسية‬

‫مجلة مسالك العدد ‪33/34‬‬

‫أطروحات ورسائل‬

‫سناء حمرالراس‪" ،‬التدبير المالي الترابي بين إكراهات الواقع ومتطلبات الحكامة " ‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ‪ ،‬السنة الجامعية ‪2016/2015‬‬

‫حميد الماموني‪ ،‬العالقة بين الدولة والجماعات الترابية على ضوء الجهوية المتقدمة‪ ،‬دراسة تحليلية لمقتضيات دستور ‪ ،2011‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون العام‪ ،‬جاكعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ -‬أكدال ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2013/2014‬‬

‫محمد الصابري‪ ،‬مبدأ التفريع وتوزيع االختصاصات بالمغرب في أفق الجهوية المتقدمة ‪،‬بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫جاكعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪2011/2012‬‬

‫القوانين‬
‫دستور ‪2011‬‬

‫القانون ‪ 47.96‬المتعلق بتنظيم الجهات‬

‫القانون رقم ‪ 79.00‬المتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم‬

‫القانون ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‬

‫قانون تنظيمي رقم ‪ ,112.14‬المتعلق بالعماالت و األقاليم‬

‫قانون تنظيمي رقم ‪ ,113.14‬المتعلق بالجماعات‬

‫مواقع‬
‫‪http://glasgowdailytimes.com‬‬

‫‪www.villedesale.ma‬‬

‫‪WWW.CR-RSK.org‬‬

‫‪46‬‬

You might also like