You are on page 1of 39

‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر‬

‫وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر‬


‫وليلة َ‬
‫الق ْدر‬
‫حقوق الطبع والنرش لكل مسلم‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫الحمد هلل‪ ،‬والصـــاة والســـام على رسول اهلل‪،‬‬


‫أمــا بعد‪:‬‬
‫فـــهذه فـوائد وخالصات مـــجموعة يف‪ :‬العشر‬
‫األواخــر مــن رمضــان وليلــة ال َقـ ْـدر‪ ،‬نســأل اهلل‬
‫كل َمــن شـ َ‬
‫ـارك‬ ‫أن ينفــع هبــا‪ ،‬وأن يجــزي خيـ ًـرا َّ‬
‫ِ‬
‫إعدادهــا و َن ْشـ ِـرها‪.‬‬ ‫وأعـ َ‬
‫ـان يف‬

‫‪3‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ورفــع‬ ‫ــه‪،‬‬ ‫فاضــل اهلل تعالــى بيــن مخلوقاتِ‬‫َ‬


‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫ففضــل‬‫بعــض درجــات‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعضهــا علــى‬ ‫َ‬
‫ـهور علــى بعـ ٍ‬
‫ـض‪ ،‬فجعـ َـل‬ ‫ـض األ َّيــا ِم والشـ ِ‬‫بعـ َ‬
‫األيــام الع ْشــر األُول مــن ذي ِ‬
‫الح َّجــة أفضـ َـل‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫أ َّيــا ِم ُّ‬
‫الدنيــا‪ ،‬وأفضــل أ َّيــام األســبوع يــوم‬
‫ـهر رمضـ َ‬
‫ـان علــى ســائر‬ ‫وفضـ َـل شـ َ‬
‫الج ُمعــة‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫وجعــل أفضــل الليالــي‪ :‬ليالــي‬ ‫َ‬ ‫الشــهور‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ال َع ْشـ ِـر األواخـ ِـر منــه‪ ،‬وأفضلهــا ليلــة ال َقـ ْـدر‪،‬‬
‫ُ‬
‫أفضــل مــن ألــف شــهر‪.‬‬ ‫فهــي‬

‫يجتهــد يف العشــر‬ ‫ِ‬ ‫النبــي ‪H‬‬ ‫كان‬


‫ُّ‬ ‫‪2‬‬
‫تحريا لليلــة ال َق ْدر‬
‫ً‬ ‫عظيمــا؛‬
‫ً‬ ‫األواخــر اجتهــا ًدا‬
‫واغتنامــا لفضلهــا؛ كمــا قالــت أ ُّم المؤمنيــن‬
‫ً‬
‫ان رس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ــول اهلل ‪H‬‬ ‫َعائ َشــ َة ‪َ « :J‬ك َ َ ُ‬

‫‪4‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ــد‬ ‫اخ ِ‬
‫ــر َمــا َل َي ْج َت ِه ُ‬ ‫ــر ْالَو ِ‬
‫ِ‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ــي‬ ‫ــد فِ‬
‫َي ْج َت ِه ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فِــي َغ ْيـ ِـر ِه»(‪.)1‬‬
‫ــي ‪ H‬إِ َذا‬ ‫ُّ‬
‫ان النَّبِ‬
‫وتقــول ‪َ « :J‬ك َ‬
‫ــد مِ ْئ َ‬
‫ــز َر ُه‪َ ،‬و َأ ْح َيــا َل ْي َلــ ُه‪،‬‬ ‫ــر؛ َش َّ‬
‫ــل ال َع ْش ُ‬‫َد َخ َ‬
‫ــد‬
‫«وج َّ‬‫ــظ َأ ْه َلــ ُه»‪ ،‬ويف روايــة لمســلم‪َ :‬‬ ‫َو َأ ْي َق َ‬
‫ــزر»(‪.)2‬‬ ‫ــد ِ‬
‫الم ْئ َ‬ ‫وش َّ‬ ‫َ‬
‫واجتهــد يف العبــادة زيــاد ًة علــى‬
‫َ‬ ‫شــم َر‬ ‫ه)‪:‬‬‫ر‬ ‫ــز‬
‫َ‬ ‫ئ‬‫ْ‬ ‫[(شــد مِ‬
‫َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫عادتــه‪ H‬يفغيــرالعشــر‪،‬وقيــل‪:‬كنايــةعناعتــزال‬
‫النِّســاءلالشتغالبالعبادة]‪.‬‬

‫ـم‬ ‫العشــر األواخــر مــن رمضــان سـ ٌ‬


‫ـوق عظيـ ٌ‬ ‫‪3‬‬
‫ــس فيــه الصالحــون‪ ،‬ويجتهــد فيــه‬ ‫يتنا َف ُ‬

‫((( رواه مسلم (‪.)1175‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)2024‬ومسلم (‪.)1174‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ويتقربــون إلــى اهلل تعالــى بأنــواع‬


‫َّ‬ ‫العابــدون‪،‬‬
‫الطاعــات وال ُق ُربــات‪ ،‬والمســلم يحــرص‬
‫علــى َخ ْتــم رمضــان بأفضــل األعمــال؛ فـــ‬
‫ـال بِ َخواتِ ِ‬
‫يم َهــا»(‪ ،)1‬والخيــل إذا‬ ‫«إِ َّن َمــا ْالَ ْع َمـ ُ‬
‫َ‬
‫ـت أحس ـ َن مــا‬
‫أخرجـ ْ‬
‫َ‬ ‫الســباق‬
‫قار َبــت هنايــة ِّ‬
‫عندهــا‪.‬‬
‫فالمســلم ال ُيــرى يف هــذه األ َّيــام والليالــي‬
‫قائمــا يص ِّلــي‪ ،‬أو تال ًيــا للقــرآن‪،‬‬
‫الفاضلــة إال‪ً :‬‬
‫أو ذاكـ ًـرا هلل‪ ،‬أو داع ًيــا ر َّبــه‪ُ ،‬مني ًبــا خاض ًعــا له‪،‬‬
‫ال يرضــى أن يسـبِ َقه إلــى اهلل أحـ ٌـد‪.‬‬
‫قـــال أبـــو ُعثمـــان النَّهـــدي ‪« :V‬كانـــوا‬
‫َ‬
‫ثالث عشـــرات‪ :‬العشـــر األخير‬ ‫ُي َع ِّظمـــون‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)6493‬ومسلم (‪.)112‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫مـــن رمضـــان‪ ،‬والعشـــر األُ َول مـــن ذي‬


‫محـــرم»(‪.)1‬‬ ‫مـــن‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫والعشـــر‬ ‫ـــة‪،‬‬‫ج‬ ‫ِ‬
‫الح‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫ِ‬
‫والعمـــل فيهـــا‬ ‫َف ْض ُ‬
‫ـــل ال َع ْشـــر األواخـــر‬ ‫‪4‬‬
‫ي ُع ُّم ال َّليـــل والنهـــار‪ ،‬لكن لياليهـــا أفضل؛‬
‫الشـــتمالها علـــى ليلـــة ال َق ْ‬
‫ـــدر‪.‬‬

‫االعتــكاف يف العشــر األواخــر مــن رمضــان‬ ‫‪5‬‬


‫ـول اهلل ‪H‬‬ ‫ُسـنَّة و ُقربــة‪َ ،‬ع ِمـ َـل هبــا رسـ ُ‬
‫وأصحا ُبــه مــن بعــده‪.‬‬
‫المســلم يف أحــد المســاجد التــي‬ ‫ــف‬ ‫فيعتكِ‬
‫ُ‬
‫كــث فيــه‪،‬‬ ‫الم َ‬ ‫ُتص َّلــى فيهــا ُ‬
‫الج ُمعــة‪ ،‬ناو ًيــا ُ‬
‫بن َّيــة التقـ ُّـرب إلــى اهلل تعالى بالعبــادة‪ُ ،‬من َقطِ ًعا‬

‫((( لطائف المعارف البن رجب (ص‪.)35‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ـاة و ُملهياتِهــا‪،‬‬
‫الدنيــا ومشــاغلِها‪ ،‬والحيـ ِ‬ ‫عــن ُّ‬
‫ً‬
‫منشــغل‬ ‫وحــده‪،‬‬
‫َ‬ ‫جاعــا ُأ َ‬
‫نســه بــاهلل تعالــى‬ ‫ً‬
‫ــر اهلل تعالــى‪،‬‬ ‫القــرآن ِ‬
‫وذ ْك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتــاوة‬ ‫ِ‬
‫بالصــاة‬
‫ُمجتن ًبــا الحــرا َم ومــا ال يعنيــه مــن األقــوال‬
‫واألفعــال‪.‬‬
‫وإصالحــا‬
‫ً‬ ‫فيكــون اعتكا ُفــه‪َ :‬خلــو ًة بر ِّبــه‪،‬‬
‫لشــ ْعثِه‪ ،‬و ُمحاســب ًة لنفســه‪،‬‬ ‫ولمــا َ‬‫لقلبــه‪ًّ ،‬‬
‫و ُمحافظـ ًة علــى وقتــه‪ ،‬وتقويـ ًة ل َعالقتــه بر ِّبه‪،‬‬
‫وحف ًظــا لصيامِــه‪ ،‬وتربي ـ ًة علــى اإلخــاص‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الدنيــا‪.‬‬
‫ــدا يف ُّ‬
‫وز ْه ً‬
‫المبــاح‪ُ ،‬‬ ‫وتق ُّل ً‬
‫ــا مــن ُ‬

‫ووح ُيــه ورســالته‬


‫القــرآن كالم اهلل تعالــى َ‬‫ُ‬ ‫‪6‬‬
‫إلــى َخ ْلقــه‪ ،‬وبــه ُتر َفــع الدرجــات‪ ،‬وتك ُثــر‬
‫اإلكثــار مــن تالوتــه يف‬
‫ُ‬ ‫الحســنات‪ ،‬وينبغــي‬

‫‪8‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫المبــاركات‪ ،‬و ْلتكــن للمســلم‬


‫هــذه العشــر ُ‬
‫السـ َلف‬
‫ـض َّ‬ ‫فيــه عـ َّـدة ختمــات‪ ،‬فقــد كان بعـ ُ‬
‫كل ثــاث َّ‬
‫وكل ســبع‪،‬‬ ‫يختمــون يف رمضــان َّ‬
‫بعضهــم َّ‬
‫كل ليلــة‪.‬‬ ‫ختــم ُ‬
‫َ‬ ‫العشــر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫دخــل‬ ‫فــإذا‬

‫آن‬ ‫ــر َأ ا ْل ُق ْ‬
‫ــر َ‬ ‫ــن َق َ‬
‫«م ْ‬‫النبــي ‪َ :H‬‬ ‫ِّ‬ ‫قــول‬ ‫‪7‬‬
‫ـم َي ْف َق ْه ـ ُه»(‪ )1‬محمـ ٌ‬
‫ـول‬ ‫ـ‬‫ل‬‫َ‬ ‫فِــي َأ َقـ َّـل ِمــن َثـ َـا ٍ‬
‫ث‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علــى َمــن يــدوا ُم علــى ذلــك‪ ،‬أمــا األوقــات‬
‫خاصــة العشــر‬ ‫المفضلــة ‪-‬كشــهر رمضــان َّ‬ ‫َّ‬
‫المفضلــة ‪-‬كمكــة‬ ‫َّ‬ ‫األواخــر‪ ،-‬أو األماكــن‬
‫ب‬‫لمــن دخلهــا مــن غيــر أهلهــا‪-‬؛ ف ُيســ َت َح ُّ‬
‫َ‬
‫اإلكثــار فيهــا مــن تــاوة القــرآن اغتنا ًمــا‬
‫ُ‬
‫للزمــان والمــكان‪ ،‬وهــو قــول اإلمــام أحمــد‬
‫وصححه األلباني في‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪ ،)1390‬واإلمام أحمد (‪،)6499‬‬
‫الصحيحة (‪.)601/5‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ُ‬
‫عمــل‬ ‫وإســحاق وغيرهمــا‪ ،‬وعليــه ُّ‬
‫يــدل‬
‫ِ‬
‫غيرهــم(‪.)1‬‬

‫الدعــاء هــو العبــادة‪ ،‬وهــو ســاح المؤمــن‪،‬‬‫ُّ‬ ‫‪8‬‬


‫ٌ‬
‫وامتثــال ألمــر اهلل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫شــيء علــى اهلل‪،‬‬ ‫وأكــرم‬
‫َ‬
‫(ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ) [غافــر‪.]60:‬‬
‫والصائــم يف هــذه العشــر يدعــو ر َّبــه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ذليــا‪ ،‬من َك ِ‬
‫ــرا بيــن‬ ‫ً‬ ‫س‬ ‫ً ُ‬ ‫متضر ًعــا‪ ،‬خاشــ ًعا‪،‬‬‫ِّ‬
‫القبلــة‪،‬‬‫مســتقبل ِ‬
‫ً‬ ‫يديــه‪،‬‬
‫يــدي ر ِّبــه‪ ،‬راف ًعــا َ‬ ‫َ‬
‫متطهـ ًـرا يف الظاهــر والباطــن‪ ،‬حاضـ ًـرا قل ُبــه‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫طــاب َم ْط َع ُمــه‪ ،‬وصد َقــت حاج ُتــه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وقــد‬
‫ـات الفاضلــة‪ ،‬داع ًيــا باألدعيــة‬ ‫متلمســا األوقـ ِ‬
‫ِّ ً‬
‫الجامعــة‪ُ ،‬ملِ ًّحــا علــى ر ِّبــه‪ ،‬يدعــوه خو ًفــا‬
‫((( ينظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)171‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫وطم ًعــا؛ فكيــف ُيـ َـر ُّد ُدعــا ُء َمــن هــذا حا ُلــه؟!‬
‫فــا ْد ُع اهلل بالقبــول‪ ،‬و ُكــ ْن ل َقبــول العمــل‬
‫أشـ َّـد اهتما ًمــا منــك بالعمــل‪ ،‬لع َّلــك تكـ ُ‬
‫ـون‬
‫مــن أه ـ ِ‬
‫ل هــذه اآليــة‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ) [املؤمنــون‪ ،]60:‬وهــم «ا َّل ِذي ـ َن َي ُصو ُمـ َ‬
‫ـون‬
‫ــون َأ ْن‬
‫ــم َي َخا ُف َ‬
‫ــون‪َ ،‬و ُه ْ‬ ‫َو ُي َص ُّل َ‬
‫ــون َو َي َت َص َّد ُق َ‬
‫ــم‪( ،‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ْه‬ ‫ن‬‫ــل مِ‬
‫َل ُت ْق َب َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ﭢَ)» [املؤمنــون‪.)1(]61:‬‬

‫اإلكثــار يف َّأيــام العشــر‬


‫ُ‬ ‫ب للمســلم‬
‫ُي ْســ َت َح ُّ‬ ‫‪9‬‬
‫ولياليهــا ِمــن الطاعــات وال ُق ُربــات التــي‬
‫يرجــى بهــا المغفــرة ِ‬
‫والع ْتــق مــن النــار‪،‬‬ ‫ُ َ‬
‫ومنهــا‪ :‬اإلكثــار مــن التهليــل؛ َّ‬
‫فــإن شــهاد َة‬
‫((( رواه الترمذي (‪ ،)3175‬وابن ماجه (‪ ،)4198‬وهو في الصحيحة (‪.)162‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫الذنــوب‪ ،‬وتمحوهــا محـ ًـوا‪،‬‬‫ال َّتوحيــد «هتـ ِـدم ُّ‬


‫وال ُت ْبقــي ذن ًبــا‪ ،‬وال يســبقها عمــل‪ ،‬وهــي‬
‫الرقــاب الــذي يوجــب العتــق‬ ‫تــق‬ ‫تعــدل ِ‬
‫ع‬
‫ِّ‬
‫مخلصــا مــن قلبــه‬
‫ً‬ ‫مــن النــار‪ ،‬و َمــن قالهــا‬
‫حرمــه اهلل علــى النــار»(‪.)1‬‬‫َّ‬

‫فمــن أعتـ َـق رقب ـ ًة‬ ‫الجــزا ُء مــن ِجنْــس ال َع َمــل‪َ ،‬‬ ‫‪10‬‬
‫أعتـ َـق اهلل رقب َتــه مــن النــار‪َ « :‬أ ُّي َمــا َر ُج ـ ٍل َأ ْع َتـ َـق‬
‫اهلل بِ ُك ِّل ُع ْضـ ٍـو مِنْ ُه ُع ْض ًوا‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫اس‬
‫ْ‬ ‫ا؛‬ ‫م‬‫ً‬
‫امــر ًأ مســلِ‬
‫ْ َ ُْ‬
‫الســ َلف‬ ‫بعــض‬ ‫كان‬ ‫ولــذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ (‪)2‬‬
‫»‬ ‫َّــار‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ــ‬‫مِنْــه مِ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫ُيعتــق يف آخــر شــهر رمضــان جاريــة حســناء‬
‫العتــق مــن النــار(‪.)3‬‬ ‫بعتقهــا ِ‬ ‫مزينــة‪ ،‬يرجــو ِ‬
‫َّ‬
‫((( لطائف المعارف (ص‪ ،)214‬باختصار‪.‬‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)2517‬ومسلم (‪.)1509‬‬
‫((( ينظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)213‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫واإلكثــار مــن ِذكــر اهلل بالتهليــل وتحقيــق‬ ‫ُ‬


‫يؤجــر عليــه المســلم بأجــرِ ِعتــق‬ ‫التوحيــد َ‬
‫العتــق مــن‬ ‫وجــب ِ‬ ‫الرقــاب ُي ِ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫الرقــاب‪ِ ،‬‬
‫وع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ـال‪ :‬ال إِ َل ـ َه‬ ‫النِّيــران؛ ففــي الحديــث‪َ « :‬م ـ ْن َقـ َ‬
‫ــك‬ ‫الم ْل ُ‬ ‫يك َلــ ُه‪َ ،‬لــ ُه ُ‬ ‫ــر َ‬‫ــد ُه َل َش ِ‬ ‫اهلل‪َ ،‬و ْح َ‬ ‫إِ َّل ُ‬
‫يــر‪،‬‬ ‫د‬ ‫ــد‪ ،‬و ُهــو َع َلــى ُك ِّل َشــي ٍء َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫َو َلــ ُه ا ْ‬
‫ل‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــر‬‫ــد َل َع ْش ِ‬ ‫ــت َلــ ُه َع ْ‬ ‫ــو ٍم مِا َئــ َة َم َّــر ٍة؛ َكا َن ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ي‬ ‫ــي‬ ‫فِ‬
‫ـت َلـه مِا َئـ ُة حسـن ٍَة وم ِ‬ ‫ـاب‪ ،‬و ُكتِ‬
‫ـت َعنْ ُه‬ ‫ح َيـ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِر َقـ ٍ َ‬
‫ان‬‫الش ـي َط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ـت َل ـه ِحــر ًزا مِ‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬‫ن‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫مِا َئ ـ ُة س ـي َئ ٍ‬
‫ة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ِّ َ‬
‫ــد‬ ‫ت َأ َح ٌ‬ ‫ــك ح َّتــى يم ِســي‪ ،‬و َلــم ي ْــأ ِ‬ ‫َ‬ ‫يومــه َذل ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ــل َأ ْك َث َــر‬ ‫ــد َع ِم َ‬ ‫ــه إِ َّل َأ َح ٌ‬‫ــل مِمــا جــاء بِ ِ‬
‫بِ َأ ْف َض َ َّ َ َ‬
‫ــك»(‪.)1‬‬ ‫مِــ ْن َذل ِ َ‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)3293‬ومسلم (‪.)2691‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫وتيســر لــه الطواف‪،‬‬ ‫الحرم َّ‬ ‫َمــن كان قري ًبــا من َ‬ ‫‪11‬‬
‫يعــدل ِعتــق رقبــة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فلي ُطــف بالكعبــة؛ فهــذا‬
‫ـاف بِهـ َـذا البيـ ِ‬
‫ـت ُأ ْسـ ُبو ًعا‪َ ،‬ف َأ ْح َصــا ُه؛‬ ‫َْ‬ ‫« َمـ ْن َطـ َ َ‬
‫ان َك ِع ْتـ ِـق َر َق َبـ ٍـة»(‪.)1‬‬
‫َك َ‬
‫[(أسبو ًعا)‪ :‬سبع مرات‪.‬‬
‫( َأ ْح َصا ُه)‪ :‬أكم َله ورا َعى ما فيه من الشروط واآلداب]‪.‬‬

‫بالعتــق‬ ‫الدعــاء ِ‬ ‫علــى المســلم أن ُيكثِــر مــن ُّ‬ ‫‪12‬‬


‫لعــل اهلل ُيعتــق رقبتــه‪ ،‬ففــي‬ ‫َّ‬ ‫مــن النــار؛‬
‫الحديــث‪« :‬إِ َّن ل ِ َّلــ ِـه ُع َت َقــا َء فِــي ُك ِّل َيـ ْـو ٍم َو َل ْي َلـ ٍـة‬
‫ــو ٌة‬ ‫ــد مِ‬‫[يعنــي‪ :‬يف رمضــان]‪ ،‬لِــ ُك ِّل َعب ٍ‬
‫ــم َد ْع َ‬ ‫ْ‬ ‫ْه‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ُم ْســ َت َجا َب ٌة»(‪.)2‬‬
‫((( رواه الترمذي (‪ ،)959‬وهو في صحيح الجامع (‪.)6380‬‬
‫وصححه األلباني فــي صحيح الجامع‬
‫َّ‬ ‫((( رواه اإلمــام أحمــد (‪،)7450‬‬
‫(‪.)2169‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫يختم رمضــان باإلكثار‬ ‫َ‬ ‫ب للمســلم أن‬ ‫ُي ْسـ َت َح ُّ‬ ‫‪13‬‬
‫يف هــذه العشــر مــن االســتغفار؛ فهــو ُدعــا ٌء‬
‫ـال‬‫ـتجاب حـ َ‬
‫ٌ‬ ‫بالمغفــرة‪ ،‬و ُدعــاء الصائــم ُمسـ‬
‫صيامِــه وعنــد فِ ْطــره‪.‬‬
‫واالســتغفار ختــا ُم األعمــال الصالحــة؛‬
‫والحــج وقيــام الليــل‬
‫ّ‬ ‫ف ُتخ َتــم بــه الصــاة‬
‫و ُتخ َتــم بــه المجالــس‪ ،‬فكذلــك ينبغــي أن‬
‫ـلم صيــا َم رمضــان باالســتغفار‪.‬‬
‫ـم المسـ ُ‬
‫يختـ َ‬
‫ولــذا كتــب عمـ ُـر ب ـ ُن عبــد العزيــز ‪ V‬إلــى‬
‫بخ ْتــم رمضــان باالســتغفار‬ ‫األمصــار يأ ُم ُرهــم َ‬
‫ــرة‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ــر‬‫ط‬‫ْ‬ ‫فــإن صدقــة ِ‬
‫الف‬ ‫َّ‬ ‫ــر؛‬ ‫ط‬‫ْ‬ ‫وصدقــة ِ‬
‫الف‬
‫ْ َ‬
‫والر َفث‪ ،‬واالســتغفار ُي َر ِّقع‬ ‫للصائــم مــن ال َّل ْغو َّ‬
‫والر َفــث(‪.)1‬‬ ‫الصيــام باللغــو َّ‬‫مــا تخـ َّـرق مــن ِّ‬
‫((( ينظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)214‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫أنفــع االســتغفار‪ :‬مــا قارنتــه التوبــة‪ ،‬باإلقــاع‬ ‫‪14‬‬


‫عــن المعاصــي‪ ،‬والنــدم عليهــا‪ ،‬والعــزم علــى‬
‫عــدم العــودة إليهــا‪ ،‬ور ِّد المظالــم إلــى أهلهــا‬
‫إن كان الذنــب متعلقــا بآدمــي‪.‬‬

‫ـن يف هــذه األيــام‬ ‫العنايــة بإصــاح الظاه ـرِ والباطـ ِ‬


‫‪15‬‬
‫وبــر‪:‬‬ ‫كل ٍ‬
‫خيــر ٍّ‬ ‫أصــل ِّ‬ ‫ِ‬
‫القلــب ُ‬ ‫ُ‬
‫فعمــل‬ ‫مطلــوب‪،‬‬
‫ٌ‬
‫ف ُي ْســلِ ُم َو ْج َهــه هلل‪ُ ،‬م ْخلِ ًصــا لــه‪ ،‬مني ًبــا إليــه‪،‬‬
‫ـب‬
‫يديــه‪ ،‬مــع كمــال الحـ ِّ‬ ‫خاض ًعــا ذليـ ًـا بيــن َ‬
‫والخضــوع‪.‬‬
‫مســاوئ َع َملِــه‬
‫ِ‬ ‫ــد اهلل ويشــ ُك ُره‪ ،‬ومــن‬
‫َي ْح َم ُ‬
‫ُ‬
‫يســتعيذه ويســتعينُه‪ ،‬ويتــو َّكل‬ ‫ِ‬
‫يســتغف ُره‪،‬‬
‫عليــه‪ ،‬وال يلجــأ إال إليــه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫يخــاف ر َّبــه ويرجــوه‪ ،‬والخــوف والرجــاء‬


‫الص َّحــة‬
‫يقــوي يف ِّ‬
‫كالجناحيــن للطائــر‪ِّ ،‬‬
‫َ‬ ‫لــه‬
‫َ‬
‫حــال‬ ‫جانــب الخــوف‪ ،‬و ُي َغ ِّلــب الرجــاء‬
‫َ‬
‫(ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‬ ‫االحتضــار‪:‬‬
‫[الزمــر‪ ،]9:‬يرجــو رحمتــه وجنَّتــه‪ ،‬ويكــون مــع‬
‫ِ‬
‫يحتســب‬ ‫رجائــه عمـ ٌـل صالـ ٌ‬
‫ـح يرضــاه ر ُّبــه‪،‬‬
‫األجــر والثــواب‪.‬‬
‫َ‬ ‫فيــه‬

‫ليلــة ال َقـ ْـدر ليلـ ٌة مباركـ ٌة‪ ،‬وهــي أفضـ ُـل ليالــي‬ ‫‪16‬‬
‫العــام مطل ًقــا؛ فهــي أفضـ ُـل مــن ألــف شــهر‪،‬‬
‫وفيهــا ُأنـ ِـزل القــرآن جملـ ًة واحــد ًة مــن ال َّلوح‬
‫العـ َّـز ِة يف الســماء ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫المحفــوظ إلــى بيــت ِ‬

‫أصــاب الخيــر‬
‫َ‬ ‫أصــاب فضلهــا فقــد‬ ‫َ‬ ‫فمــن‬ ‫َ‬
‫ك َّلــه‪ ،‬و َمــن قا َمهــا إيما ًنــا واحتســا ًبا لثواهبــا‬

‫‪17‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫تقــد َم مــن ذنبــه‪ ،‬و َمــن ُح ِ‬


‫ــر َم‬ ‫ــر لــه مــا َّ‬ ‫ُغ ِ‬
‫ف‬
‫َ‬
‫خيرهــا فهــو المحــروم‪.‬‬
‫قــال اهلل تعالــى‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬
‫ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) [القــدر‪ ،]٥-١:‬وقــال عــن‬
‫القــرآن‪( :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)‬

‫[الدخــان‪.]3:‬‬
‫ويف الحديــث‪َ « :‬م ـ ْن َقــا َم َل ْي َل ـ َة ال َقـ ْـد ِر إِ َ‬
‫يما ًنــا‬
‫احتِ َســا ًبا؛ ُغ ِفـ َـر َل ـ ُه َمــا َت َقـ َّـد َم مِ ـ ْن َذ ْنبِـ ِـه»(‪.)1‬‬
‫َو ْ‬
‫حق وطاعــة‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫[(إيما ًنــا) أي‪ :‬تصدي ًقــا بـ َّ‬
‫ـأن قيا َمهــا ٌّ‬
‫ـرع قيا َمهــا ور َّغــب فيهــا‪.‬‬
‫اهلل تعالــى هــو الــذي شـ َ‬
‫و(احتســا ًبا) أي‪ :‬طلــب الثــواب مــن اهلل تعالــى‪،‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2014‬ومسلم (‪.)760‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫فيقو ُمهــا عزيمـةً‪ ،‬علــى معنــى الرغبــة يف ثواهبــا‪ ،‬ط ِّيبــة‬


‫مســتثقل لقيامِهــا‪ُ ،‬مخلِ ًصــا يف‬
‫ِ‬ ‫نفســه بذلــك‪ ،‬غيــر‬‫ُ‬
‫وحــده]‪.‬‬
‫َ‬ ‫ذلــك هلل تعالــى‬
‫وقــال ‪َ « :H‬قـ ْـد َجا َء ُك ْم َر َم َض ُ‬
‫ان َشـ ْـه ٌر‬
‫مبــار ٌك ‪ ...‬فِيـ ِـه َلي َلـ ٌة َخيــر مِـن َأ ْلـ ِ‬
‫ـف َشـ ْـه ٍر‪َ ،‬م ْن‬ ‫ٌْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ َ‬
‫ُحـ ِـر َم َخ ْي َر َهــا ف َق ْد ُحـ ِـر َم»(‪.)1‬‬

‫ابـــن تــيــمـ َّيــة ‪V‬‬


‫ـخ اإلســــام ُ‬
‫ُســئــل شــيـ ُ‬ ‫‪17‬‬
‫ع ــن «لــيــلــة الــــ َق ْ‬
‫ــــدر» و«لــيــلــة اإلســــراء‬
‫بالنبي ‪ُّ :»H‬أيهما أفضل؟‬
‫ِّ‬
‫فأجـــاب‪« :‬ليلـــ ُة اإلســـراء أفضـــل يف ِّ‬
‫حـــق‬
‫النبـــي ‪ ،H‬وليلـــة ال َق ْ‬
‫ـــدر أفضـــل‬
‫فحـــظ النبي ‪H‬‬ ‫ُّ‬ ‫بالنســـبة إلى األ َّمة‪،‬‬
‫وصححه األلباني في‬
‫َّ‬ ‫((( رواه اإلمام أحمد (‪ ،)7148‬والنسائي (‪،)2106‬‬
‫صحيح الجامع (‪.)55‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ص بـــه ليل َة المعـــراج منها ُ‬


‫أكمل‬ ‫الـــذي اخ ُت َّ‬
‫ُّ‬
‫وحـــظ األ َّمة‬ ‫مـــن ح ِّظه مـــن ليلـــة ال َق ْ‬
‫ـــدر‪،‬‬
‫ُ‬
‫أكمـــل من ح ِّظهـــم من ليلة‬ ‫من ليلـــة ال َق ْدر‬
‫أعظم ٍّ‬
‫حظ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المعـــراج‪ ،‬وإن كان لهـــم فيهـــا‬
‫والرتبـــة ال ُعليا إ َّنما‬
‫لكـــن الفضل والشـــرف ُّ‬
‫ـــري به ‪.)1(»H‬‬ ‫لمن ُأ ْس ِ‬
‫حصلت فيها َ‬

‫ــدر بهــذا االســم؛ ل ِ ِع َظ ِمهــا‬


‫ــميت ليلــة ال َق ْ‬‫ُس ِّ‬ ‫‪18‬‬
‫وشـ َـرفِها عنــد اهلل تعالــى‪ ،‬فهــي ليلـ ٌة‬‫و َق ْد ِرهــا َ‬
‫ذات َقـ ْـد ٍر‪ ،‬لنــزول القــرآن فيهــا‪ ،‬أو لِمــا يقــع‬‫ُ‬
‫فيهــا مــن تنـ ُّـزل المالئكــة‪ ،‬أو لِمــا ينــزل فيهــا‬
‫مــن الربكــة والرحمــة والمغفــرة‪ ،‬أو َّ‬
‫أن الــذي‬
‫ُيحييهــا يصيــر ذا َقـ ْـدر‪.‬‬
‫((( مجموع الفتاوى (‪.)286/25‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ألن اهلل تعالــى ُي َقـ ِّـدر فيهــا ما يشــاء من‬


‫وقيــل‪َّ :‬‬
‫أمـ ِـره إلــى مثلهــا مــن الســنة القادمــة‪ ،‬وقيــل‬
‫غير ذلــك(‪.)1‬‬

‫التقـ ُّـرب إلــى اهلل تعالــى بالعبــادة والطاعــة يف‬ ‫‪19‬‬


‫ـم جزيـ ٌـل‪.‬‬
‫ليلــة ال َقـ ْـدر ثوابــه عظيـ ٌ‬
‫(ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ )‬ ‫قــال اهلل تعالــى‪:‬‬
‫ـح يف ليلة‬ ‫أن العمـ َـل الصالـ َ‬ ‫[القــدر‪ ،]4:‬ومعنــاه‪َّ :‬‬
‫ـف شــهر ليــس فيهــا‬ ‫ال َقـ ْـدر خيــر مــن َعمـ ِل ألـ ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ليلــة ال َقـ ْـدر؛ فالعبــادة يف ليلــة ال َقـ ْـدر خيـ ٌـر مــن‬
‫ـادة ألــف شــهر(‪.)2‬‬‫عبـ ِ‬

‫((( ينظر‪ :‬تفسير البغوي (‪ ،)482/8‬والقرطبي (‪ ،)130/20‬وفتح الباري‬


‫البن حجر (‪.)255/4‬‬
‫((( ينظر‪ :‬تفســير الطبري (‪ ،)546/24‬والبغــوي (‪ ،)491/8‬وابن كثير‬
‫(‪.)443/8‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫«وهــذا ممــا تتح َّيــر فيــه األلبــاب‪ ،‬وتندهــش‬


‫لــه العقــول‪ ،‬حيــث َمـ َّن تبــارك وتعالــى علــى‬
‫هــذه األمــة ‪-‬الضعيفــة القــوة وال ُقــوى‪ٍ -‬‬
‫بليلة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يكــون العمــل فيهــا ُيقابــل ويزيــد علــى ألــف‬
‫شــهر‪ُ ،‬عمـ ِـر رجـ ٍل َّ‬
‫معمــر عمـ ًـرا طويــا أكثــر‬
‫مــن ثمانيــن ســنة»(‪.)1‬‬

‫ــدر تكــون يف العشــر األواخــر مــن‬ ‫ليلــة ال َق ْ‬ ‫‪20‬‬


‫شــهر رمضــان‪ ،‬وتتن َّقــل بينهــا‪ ،‬وهــي باقيـ ٌة يف‬
‫ِّ‬
‫كل ســنة إلــى قيــام الســاعة‪ ،‬فعلــى المســلم‬
‫تحريهــا يف العشــر األواخــر مــن‬
‫أن يجتهـ َـد يف ِّ‬
‫رمضــان؛ طل ًبــا لألجــر والثــواب واغتنا ًمــا‬
‫لفضلهــا؛ كمــا قــال النبـ ُّـي ‪« :H‬إِ ِّنــي‬
‫((( تفسير السعدي (ص‪ ،)931‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ـوها‬
‫ـ‬‫س‬ ‫ِ‬
‫ـت َل ْي َلـ َة ال َقـ ْـد ِر‪َ ،‬وإِ ِّني ُن ِّســي ُت َها‪َ ،‬فا ْل َت ُ َ‬
‫م‬ ‫ُأ ِريـ ُ‬
‫اخـ ِـر فِــي ِو ْتـ ٍـر»(‪.)1‬‬ ‫فِــي الع ْشـ ِـر األَو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫تكــون يف العشــر األواخــر مــن‬


‫ُ‬ ‫ليلــة ال َق ْ‬
‫ــدر‬ ‫‪21‬‬
‫رمضــان‪ ،‬يف ِ‬
‫الو ْتــر منهــا‪ ،‬وتتن َّقــل بينهــا‪ ،‬فــا‬
‫ـص بليلــة مع َّينــة يف جميــع األعــوام؛ فقــد‬
‫تختـ ُّ‬
‫تكــون يف عــا ٍم ليلــ َة ســبع وعشــرين‪ ،‬ويف‬
‫عــا ٍم آخــر ليل ـ َة إحــدى وعشــرين‪ ،‬ويف آخــر‬
‫ليلــة ثــاث وعشــرين أو غيرهــا‪ ،‬كمــا يف‬
‫ـوها فِــي الع ْشـ ِـر األَو ِ‬
‫اخـ ِـر‬ ‫الحديــث‪َ « :‬فا ْل َت ِم ُسـ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فِــي ِو ْتـ ٍـر»(‪.)2‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2036‬ومسلم (‪.)1167‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)2036‬ومسلم (‪.)1167‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫الســ ْبع‬ ‫ــدر يف َّ‬ ‫تحــري ليلــ َة ال َق ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫ُيســ َت َح ُّ‬ ‫‪22‬‬
‫األواخــر؛ فهــي ْأر َجــى مــن غيرهــا؛ لحديث‪:‬‬
‫ــأ ْت فِ‬ ‫ــد َت َوا َط َ‬
‫الســ ْب ِع‬
‫َّ‬ ‫ــي‬ ‫ــم َق ْ‬ ‫« َأ َرى ُر ْؤ َيا ُك ْ‬
‫ان ُم َت َح ِّر َيهــا َف ْل َي َت َح َّر َهــا‬‫ــر‪َ ،‬ف َمــ ْن َك َ‬ ‫اخ ِ‬ ‫األَو ِ‬
‫َ‬
‫ــر»‪ ،‬ويف روايــة لمســلم‪:‬‬ ‫اخ ِ‬ ‫فِــي الســب ِع األَو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ــر‪َ ،‬فــإِ ْن‬ ‫اخ ِ‬ ‫ــر ْالَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ــي‬ ‫ــوها فِ‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫«ا ْل َت ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـم َأ ْو َع َجـ َـز‪َ ،‬فـ َـا ُي ْغ َل َب ـ َّن َع َلــى‬
‫ـف َأ َح ُد ُكـ ْ‬
‫َض ُعـ َ‬
‫الســ ْب ِع ا ْل َب َواقِــي»(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫والســبع األواخــر تبــدأ مــن ليلــة ثــاث‬
‫َّ‬
‫وعشــرين أو أربــع وعشــرين‪ ،‬علــى خـ ٍ‬
‫ـاف‬
‫بيــن العلمــاء(‪.)2‬‬

‫((( رواه البخاري (‪ ،)2015‬ومسلم (‪.)1165‬‬


‫((( ينظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)195‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫تكون فيهـــا ليلة ال َق ْدر‪:‬‬


‫ُ‬ ‫الســـ ْبع‬ ‫ِ‬
‫أوتار َّ‬ ‫ْأر َجى‬ ‫‪23‬‬
‫ليلة ســـبع وعشـــرين مـــن رمضـــان‪ ،‬وهو‬
‫كثيـــر مـــن الصحابـــة والعلمـــاء‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مذهـــب‬
‫ـــي ب ُن‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫منهـــم ابـــن ع َّبـــاس ‪ ،L‬وكان ُ‬
‫أ‬
‫ُّ‬
‫َك ْعـــب ‪َ I‬ي ْحلِـــف على ذلـــك‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫ان‬‫«واهللِ ا َّل ِذي َل إِ َلـــ َه إِ َّل ُه َو‪ ،‬إِ َّن َها َل ِفي َر َم َض َ‬ ‫َ‬
‫ـــف َما َي ْســـ َت ْثنِي‪َ ،-‬و َواهللِ إِ ِّنـــي َلَ ْع َل ُم‬ ‫‪َ -‬ي ْحلِ ُ‬
‫ـــي ال َّل ْي َلـــ ُة ا َّلتِـــي َأ َم َر َنا بِ َها‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫َأي َلي َل ٍ‬
‫ـــة ِهـــي‪ِ ،‬‬
‫ُّ ْ‬
‫ـــي َل ْي َلـــ ُة‬ ‫ـــول اهللِ ‪ H‬بِ ِقيامِهـــا‪ِ ،‬‬
‫ه‬ ‫َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ـــري َن»(‪.)1‬‬ ‫يح ِة ســـب ٍع َو ِع ْش ِ‬ ‫َصبِ َ‬
‫ــاس ‪،L‬‬ ‫ــن َع َّب ٍ‬ ‫ــد اهللِ ْب ِ‬ ‫وثبــت َعــن َعب ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ــا َأ َتــى النَّبِــي ‪َ ،H‬ف َق َ‬
‫ــال‪َ :‬يــا‬ ‫ً‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َأ َّ‬
‫ن‬
‫َّ‬
‫((( رواه مسلم (‪.)762‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫َنبِـ َّـي اهللِ‪ ،‬إِ ِّنــي َشـ ْي ٌخ َكبِيـ ٌـر َعلِيـ ٌـل‪َ ،‬ي ُشـ ُّـق َع َلـ َّـي‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ِقيــام‪َ ،‬ف ْأمرنِــي بِ َلي َلـ ٍ‬
‫يهــا‬‫اهلل ُي َو ِّف ُقنــي ف َ‬‫َ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ُْ‬
‫الســابِ َع ِة»(‪.)1‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ــك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫ــال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫‪.‬‬‫ر‬‫ِ‬ ‫ــد‬
‫ْ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل ِ َلي َل ِ‬
‫ــة‬ ‫ْ‬
‫حديــث آخــر‪َ « :‬مــ ْن َك َ‬
‫ان ُم َت َح ِّر َي َهــا؛‬ ‫ٍ‬ ‫وثبــت يف‬ ‫َ‬
‫ور ِو َي يف‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ــر‬‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫َف ْلي َتحر َهــا َلي َلــ َة ســب ٍع و ِ‬
‫ع‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫تعيينهــا هبــذه ال َّليلــة أحاديــث مرفوعــة كثيــرة‪.‬‬
‫لكــن كو ُنهــا ليلــ َة َســ ْبع وعشــرين هــو ٌ‬
‫أمــر‬
‫أن ليلــة ال َق ْدر‬
‫فالصحيح َّ‬
‫دائمــا؛ َّ‬
‫ـب‪ ،‬وليــس ً‬ ‫غالـ ٌ‬
‫تتن َّقــل يف العشــر األواخــر مــن شــهر رمضــان‪.‬‬

‫ِ‬
‫بليلــة الســابع والعشــرين‬ ‫ُ‬
‫االحتفــال‬ ‫ال يجــوز‬ ‫‪24‬‬
‫تخصيص هــذه الليلة‬
‫ُ‬ ‫علــى أ َّنهــا ليل ُة ال َقـ ْـدر‪ ،‬أو‬

‫((( رواه اإلمــام أحمد (‪ ،)2149‬وإســناده على شــرط البخاري كما قال‬
‫الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص‪.)199‬‬
‫وصححه محقِّقو المسند‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه اإلمام أحمد (‪،)4808‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ب ُع ْمـ َـرة ُيعت َقــد لهــا فضـ ٌـل خـ ٌّ‬


‫ـاص؛ فليلــة القــدر‬
‫غيــر مجــزوم بأهنــا يف ليلــة الســابع والعشــرين‪.‬‬
‫ولــو ُجــزم بذلــك‪ ،‬فــا يجــوز تخصيصهــا‬
‫باحتفــال أو عمــرة‪.‬‬

‫ليلــة ال َقـ ْـدر ‪-‬وإن كان لهــا فضـ ٌـل مخصـ ٌ‬


‫ـوص‪-‬‬ ‫‪25‬‬
‫لكنَّهــا ال ُتط َلــب بــأداء العمرة فيها‪ ،‬بــل بقيامها؛‬
‫لقولــه ‪َ « :H‬مـ ْن َقــا َم َل ْي َلـ َة ال َقـ ْـد ِر إِ َ‬
‫يما ًنــا‬
‫احتِ َســا ًبا؛ ُغ ِفـ َـر َلـ ُه َمــا َت َقـ َّـد َم مِـ ْن َذ ْنبِـ ِـه»(‪.)1‬‬
‫َو ْ‬

‫ُّ‬
‫الحــث علــى‬ ‫جــاء يف بعــض األحاديــث‬ ‫‪26‬‬
‫تحـ ِّـري ليلــة ال َقـ ْـدر فيمــا تبقــى مــن َّ‬
‫الشـ ْـهر‪،‬‬
‫باعتبــار مــا مضــى منــه؛ كمــا يف حديــث‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫((( رواه البخاري (‪ ،)2014‬ومسلم (‪.)760‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ـوها فِــي‬
‫ابــن ع َّبــاس ‪ L‬مرفو ًعــا‪« :‬ال َت ِم ُسـ َ‬
‫ــد ِر‪،‬‬ ‫ــر مِــ ْن َر َم َض َ‬
‫ــان َل ْي َلــ َة ال َق ْ‬ ‫اخ ِ‬‫ــر األَو ِ‬
‫ال َع ْش ِ َ‬
‫اســ َع ٍة َت ْب َقــى‪ ،‬فِــي َســابِ َع ٍة َت ْب َقــى‪ ،‬فِــي‬
‫فِــي َت ِ‬
‫ــة َت ْب َقــى»(‪.)1‬‬‫َخامِس ٍ‬
‫َ‬
‫ويف حديــــــث أبي ســــــعيد ‪ I‬مرفو ًعا‪:‬‬
‫الســــــابِ َع ِة‬ ‫َ َ َّ‬‫و‬ ‫اســــــع ِ‬
‫ة‬ ‫ــــــوها فِي ال َّت ِ‬‫َ‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫«ا ْل َت ِ‬
‫م‬
‫َو ا ْل َخا مِ َس ِة » ( ‪. )2‬‬
‫نفســه‪ ،‬فقــال‪« :‬إِ َذا‬ ‫وفســره أبــو ســعيد ‪ُ I‬‬ ‫َّ‬
‫ون‪َ ،‬فا َّلتِــي َتلِ َيهــا ثِنْ َت ْي ِن‬‫احـ َـد ٌة َو ِع ْشـ ُـر َ‬‫ـت و ِ‬
‫َم َضـ ْ َ‬
‫ث‬ ‫ـت َث َل ٌ‬ ‫اسـ َع ُة‪َ ،‬فــإِ َذا َم َضـ ْ‬ ‫و ِع ْشـ ِـرين و ِهــي ال َّت ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الســابِ َع ُة‪َ ،‬فــإِ َذا َم َضى‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ون‪َ ،‬فا َّلتِــي َتل َِ‬
‫يه‬ ‫َ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫وِ‬
‫ع‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ون َفا َّلتِــي َتلِ َيهــا ا ْل َخامِ َسـ ُة»‪.‬‬ ‫ـس َو ِع ْشـ ُـر َ‬ ‫َخ ْمـ ٌ‬
‫((( رواه البخاري (‪.)2021‬‬
‫((( رواه مسلم (‪.)1167‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫فاألمــر كمــا قــال شـ ُ‬


‫ـيخ اإلســام ابـ ُن تيم َّية ‪:V‬‬
‫«الو ْتــر يكــون باعتبــار الماضــي‪ ،‬ف ُتط َلــب‬‫ِ‬
‫ليلــة ‪ 21‬وليلــة ‪ 23‬وليلــة ‪ 25‬وليلــة ‪27‬‬
‫وليلــة ‪.29‬‬
‫ويكــون باعتبــار مــا بقـ َـي‪ ،‬فعلى هــذا‪ :‬إذا كان‬
‫الشــهر ثالثيــن يكــون ذلــك ليالــي األشــفاع‪،‬‬
‫وتكــون االثنيــن والعشــرين تاســع ًة تبقــى‪،‬‬
‫وليلــة أربــع وعشــرين ســابع ًة تبقــى‪.‬‬
‫وإن كان الشــهر تسـ ًعا وعشرين؛ كان التاريخ‬
‫بالباقــي كالتاريخ الماضي‪.‬‬
‫يتحراهــا‬
‫وإذا كان األمــر هكــذا؛ فينبغــي أن َّ‬
‫ِ‬
‫جميعــه‪ ،‬وتكــون‬ ‫المؤمــن يف العشـرِ األواخـرِ‬

‫‪29‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫يف الســبع األواخــر أكثــر»(‪)1‬؛ أل َّنــه ال يمكــن‬


‫بكمــال الشــهر أو ُنقصانِــه‪ِ ،‬‬
‫فالع ْبــرة‬ ‫ِ‬ ‫الج ْــز ُم‬
‫َ‬
‫برؤيــة الهــال‪.‬‬

‫أخفــى اهلل تعالــى ليلــ َة ال َق ْ‬


‫ــدر وأ ْب َه َمهــا‬ ‫‪27‬‬
‫ليجتهــد المســلمون يف‬ ‫َ‬ ‫األمــة؛‬ ‫علــى هــذه َّ‬
‫ـي العشــر األواخــر مــن رمضــان‪،‬‬ ‫تحريهــا ليالـ َ‬ ‫ِّ‬
‫ويتنافســوا يف األعمــال الصالحــة والطاعــة‬
‫«اسـ َـمه‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫أخف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫كم‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫فيهــا؛ َطمعــا يف إدراكِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ً‬
‫األعظــم يف األســماء‪ ،‬ورضــاه يف الطاعــات‬
‫ـخ َطه يف المعاصــي‬ ‫وسـ َ‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫جميع‬ ‫يف‬ ‫ـوا‬‫ـ‬‫ب‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫لِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جميعهــا‪ ،‬و َأ ْخ َفــى قيــا َم الســاعة‬ ‫ِ‬ ‫ل ِ َينْ َت ُهــوا عــن‬
‫الطاعات َح َذ ًرا مــن قيامها»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫لِيج َت ِهــدوا يف‬
‫((( مجموع الفتاوى (‪ ،)284/25‬باختصار‪.‬‬
‫((( تفسير البغوي (‪.)490/8‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫اإلكثــــــار يف ليلــــــة ال َق ْدر من‬


‫ُ‬ ‫ب‬‫ســــــتح ُّ‬
‫َ‬ ‫ُي‬ ‫‪28‬‬
‫ك ع ُفو‪ُ ،‬ت ِ‬
‫ب‬‫ُّ‬ ‫ح‬ ‫ــــــم إِ َّن َ َ ٌّ‬
‫الدعاء المأثور‪« :‬ال َّل ُه َّ‬‫ُّ‬
‫ف َعنِّي»؛ ف َعــــــ ْن أ ِّم المؤمنين‬ ‫ا ْل َع ْف َ‬
‫ــــــو‪َ ،‬فا ْع ُ‬
‫ول اهلل‪،‬‬ ‫َعائِ َشــــــ َة ‪َ J‬قا َل ْت‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول‬ ‫َأ َر َأ ْي َت إِ ْن َعلِ ْم ُت َأ ّي َل ْي َل ٍة َل ْي َل ُة ال َق ْد ِر َما َأ ُق ُ‬
‫ب‬ ‫فِيها؟ َق َال‪ُ « :‬قولِي‪ :‬ال َّلهم إِ َّن َك َع ُفو‪ُ ،‬ت ِ‬
‫ح‬
‫ُّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ا ْل َع ْف َو‪َ ،‬فا ْع ُ‬
‫ف َعنِّي»(‪.)1‬‬

‫ِ‬
‫االجتهـــاد يف الطاعة يف‬ ‫العفو بعد‬ ‫ســـؤال اهلل‬
‫َ‬ ‫‪29‬‬
‫ِ‬
‫كمال‬ ‫يدل على‬ ‫ليلة ال َق ْدر ويف ليال العشـــر؛ ُّ‬
‫الذ ِّل واالنكســـار بين َ‬
‫يـــدي اهلل تعالى‪ ،‬فال‬ ‫ُّ‬
‫صالحا وال ً‬
‫حال‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عمـــا‬ ‫العابد لنفســـه‬
‫ُ‬ ‫يرى‬
‫ً‬
‫مقـــال‪ ،‬فيرجع إلى ســـؤال العفو كحال‬ ‫وال‬

‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه الترمذي (‪ ،)3513‬وابن ماجه (‪،)3850‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫المقصـــر! كمـــا قـــال يحيـــى بن‬


‫ِّ‬ ‫المذنـــب‬
‫ٍ‬
‫بعـــارف َمـــن لـــم‬ ‫معـــاذ ‪« :V‬ليـــس‬
‫يكـــن غايـــ ُة أملِـــه مـــن اهلل العفـــو»‪ ،‬وكان‬
‫ارض‬
‫«اللهم َ‬
‫َّ‬ ‫مطرف ‪ V‬يقـــول يف دعائه‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫فاعـــف عنَّا»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫ترض عنَّا‬
‫عنَّا‪ ،‬فـــإن لم َ‬

‫ــد يف ليالــي‬ ‫ِ‬


‫يجته َ‬ ‫ينبغــي علــى المســلم أن‬
‫‪30‬‬
‫اغتنامــا لفضــل ليلــة ال َقـ ْـدر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العشــر األواخــر‪،‬‬
‫ويـرِي اهلل مــن نفســه خيـ ًـرا‪ :‬قيا ًما لليــل‪ ،‬قراء ًة‬ ‫ُ‬
‫يذكــر ر َّبــه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اســتغفارا باألســحار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫للقــرآن‪،‬‬
‫يتوســل إليــه‪ُ ،‬ينيــب‬ ‫يتضــرع إليــه‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َي ْد ُعــوه‪،‬‬
‫إليــه‪ ،‬يرجــو رحمتــه ويخشــى عذا َبــه‪ ،‬ي ُكثِــر‬
‫ـب ا ْل َع ْفـ َـو‪،‬‬ ‫ـك َع ُفــو‪ُ ،‬ت ِ‬‫ـم إِ َّنـ َ‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬‫ح‬ ‫ٌّ‬ ‫مــن ُدعــاء «ال َّل ُهـ َّ‬
‫ـف َعنِّــي»‪.‬‬ ‫َفا ْعـ ُ‬
‫((( ينظر‪ :‬لطائف المعارف (ص‪.)206‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫أن الشــمس تط ُلع يف‬ ‫مــن عالمــات ليلــة ال َق ْدر‪َّ :‬‬ ‫‪31‬‬
‫صبيحتهــا بيضــاء ال ُشــعاع لهــا؛ فقــد ذكـ َـر ُأ َب ُّي‬
‫اب ـ ُن كعــب ‪ I‬أ َّنــه َي ْع ِر ُفهــا «بِا ْل َع َل َمـ ِـة ‪َ -‬أ ْو‬
‫ـول اهللِ ‪،H‬‬ ‫بِ ْال َيـ ِـة‪ -‬ا َّلتِــي َأ ْخ َب َر َنــا َر ُسـ ُ‬
‫اع َل َهــا»(‪.)1‬‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َأ َّنهــا َت ْط ُلــع يومئِـ ٍ‬
‫ـذ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َ‬
‫المجتهــد يف تلــك الليلــة ويقــوى‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫فيستبش ُــر‬
‫إيما ُنــه وتصدي ُقــه‪ ،‬ويع ُظــم رجــاؤه فيمــا فعـ َـل‬
‫فيهــا مــن طاعــات وعبــادات(‪.)2‬‬

‫أيضــا‪ :‬أ َّنهــا ليلــ ٌة‬ ‫مــن عالمــات ليلــة ال َق ْ‬


‫ــدر ً‬ ‫‪32‬‬
‫ـارة وال بــاردة‪ُ ،‬مضيئــة ُمشـرِقة‪،‬‬ ‫معتدلــة ال حـ َّ‬
‫فقــد قــال ‪ H‬فيهــا‪َ « :‬ل ْي َلــ ٌة َط ْل َقــ ٌة‪َ ،‬ل‬

‫((( رواه مسلم (‪.)762‬‬


‫((( ينظر‪ :‬الشرح الممتع البن عثيمين (‪.)497/6‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ــم ُس َي ْو َم َهــا‬ ‫ــح َّ‬


‫الش ْ‬ ‫ــار َد ٌة‪ُ ،‬ت ْصبِ ُ‬ ‫ــار ٌة َو َل َب ِ‬ ‫َح َّ‬
‫حديــث آخــر‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ــرا َء َض ِعي َفــ ًة»(‪ ،)1‬ويف‬ ‫َح ْم َ‬
‫ــي َل ْي َلــ ٌة َط ْل َقــ ٌة َب ْل َجــ ٌة»(‪.)2‬‬ ‫«و ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬
‫[( َط ْلقة)‪ :‬سهلة ط ِّيبة‪ ،‬ليس فيها ٌّ‬
‫حر وال بر ٌد يؤذيان‪.‬‬
‫( َب ْلجة)‪ُ :‬م ِ‬
‫شرقة]‪.‬‬

‫مــن العالمــات التــي ال تث ُبــت‪ :‬أ َّنهــا ليلــ ٌة ال‬ ‫‪33‬‬


‫ـاح الــكالب‬ ‫ـح فيهــا الــكالب‪ ،‬أو يقـ ُّـل نبـ ُ‬ ‫تن َبـ ُ‬
‫فيهــا‪ ،‬أو أ َّنهــا ال ينــزل فيهــا َم َطـ ٌـر‪ .‬فهــذا ك ُّلــه‬
‫غيـ ُـر صحيــح وال يســتقيم‪.‬‬

‫ِ‬
‫يجتهــد يف العشــر األواخــر‬ ‫ـب‬‫ـلم اللبيـ ُ‬
‫المسـ ُ‬ ‫‪34‬‬
‫رمضــان ك ِّلــه‪ ،‬ويكــون ُّ‬
‫همــه‬ ‫َ‬ ‫ك ِّلهــا‪ ،‬ويف‬
‫ِ‬
‫عمــره ك ِّلــه‪.‬‬ ‫مرضــا َة اهلل تعالــى يف‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه ابن خزيمة (‪،)2192‬‬
‫وصححه األلباني‪.‬‬‫َّ‬ ‫((( رواه ابن خزيمة (‪،)2190‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ـواب ليلـ ِـة ال َقـ ْـدر‬ ‫ِ‬


‫الع ْبــرة يف حصـ ِ‬
‫ـول أج ـرِ وثـ ِ‬
‫‪35‬‬
‫واحتســاب األجــر فيهــا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫هــو‪ :‬االجتهــا ُد‬
‫العبــد أو لــم َي ْع َل ْمهــا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َع ِل َمهــا‬
‫فمــن وافـ َـق قيا ُمه إيما ًنا واحتســا ًبا هــذه الليلة‬
‫َ‬
‫وحصــل لــه فض ُلهــا‪ ،‬وإن لــم‬
‫َ‬ ‫أجرهــا‬ ‫َ‬
‫نــال َ‬
‫َ‬
‫أدرك ليلــة ال َقـ ْـدر‬ ‫َي ْع َل ْمهــا‪ ،‬فــا ُيشـرَط َ‬
‫لمــن‬
‫ـض َمــن‬
‫ـم أ َّنــه أصا َبهــا‪ ،‬وقــد يكــون بعـ ُ‬‫أن يعلـ َ‬
‫لــم يعلــم بليلــة ال َقـ ْـدر أفضـ َـل عنــد اهلل وأعلى‬
‫ـض مــن َعلِمهــا؛ لقــوة اجتهـ ِ‬
‫ـاده‬ ‫َّ‬ ‫منزلـ ًة مــن بعـ ِ َ‬
‫ِ‬
‫وإخالصــه يف طاعــة ر ِّبــه‪.‬‬

‫َمــن و ِّفــق لليلــة ال َقـ ْـدر؛ فلتكــن باقــي لياليــه‬ ‫‪36‬‬


‫فتــورا عــن طاعتــه‪ ،‬وال ي ُكــن‬
‫ً‬ ‫ُش ً‬
‫ــكرا هلل‪ ،‬ال‬
‫مــن المث ِّبطيــن عــن طاعــة اهلل‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫شــرع للمــرأة الحائــض والنُّفســاء إحيــا ُء‬


‫ُي َ‬ ‫‪37‬‬
‫ليالي ال َع ْشــر األواخر بالعبــادات والطاعات‪،‬‬
‫ـكاف‬
‫ـواف بالكعبــة واالعتـ َ‬
‫إال الصــا َة والطـ َ‬
‫يف المســجد‪.‬‬
‫ـس المصحــف)‪،‬‬ ‫فتقــرأ القـ َ‬
‫ـرآن (دون أن تمـ َّ‬
‫وتذ ُكــر اهلل تعالــى‪ ،‬وتســتغفر ر َّبهــا‪ ،‬و َت ْدعــوه‬
‫وتتضـ َّـرع إليــه‪ ،‬وال تحـ ِـرم َ‬
‫نفســها مــن َف ْضـ ِل‬
‫ـواب وخيـ ِـر ليلــة ال َقـ ْـدر‪.‬‬
‫وثـ ِ‬

‫ـرعي قــد من َعهــا قيــا َم هــذه‬


‫ـذر الشـ ُّ‬
‫وإذا كان ال ُعـ ُ‬
‫قيامهــا‬ ‫هــا‬‫الليالــي الفاضلــة‪ ،‬وكان مــن عادتِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كل عــام؛ فلهــا األجـ ُـر بن َّيتهــا ‪-‬إن شــاء اهلل‪-‬؛‬
‫ــد َأ ْو‬ ‫ففــي الحديــث‪« :‬إِ َذا َم ِ‬
‫ــر َض ا ْل َع ْب ُ‬

‫‪36‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫يمــا‬ ‫ان يعمـ ُـل م ِ‬


‫ق‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫م‬ ‫ُ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬‫ث‬‫ْ‬ ‫ســا َفر؛ ُكتِــب َل ـه مِ‬
‫ََْ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫يحــا» ( ‪. )1‬‬ ‫ح‬‫ص ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬

‫المســـلم زكاة فِ ْطـــرِه‪ ،‬عـــن نفســـه‬


‫ُ‬ ‫ُيخـــرِ ُج‬ ‫‪38‬‬
‫يومين‪،‬‬ ‫أو‬ ‫م‬‫ٍ‬ ‫بيـــو‬ ‫ـــر‬‫ط‬‫ْ‬ ‫قبـــل ِ‬
‫الف‬ ‫ومـــن يعول‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولـــو دف َعها قبل صـــاة العيد فهـــو أفضل؛‬
‫لتكـــون لـــه ُط ْهـــر ًة مـــن ال َّلغـــو َّ‬
‫والر َفـــث‪،‬‬ ‫َ‬
‫و ُط ْع َمة للمســـاكين‪ ،‬ففي الحديث‪َ « :‬ف َر َض‬
‫ـــر ًة‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫ـــر‬ ‫ْ‬
‫ط‬ ‫ـــول اهلل ‪َ H‬ز َكا َة ا ْل ِ‬
‫ف‬ ‫َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ـــث‪َ ،‬و ُط ْع َمـــ ًة‬‫ـــو والر َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫غ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ـــ‬‫ـــم مِ‬
‫ِ‬ ‫لِلصائِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ل ِ ْل َم َســـاكِ ِ‬
‫ين » ( ‪. )2‬‬

‫((( رواه البخاري (‪.)2996‬‬


‫وحسنه األلباني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫((( رواه أبو داود (‪ ،)1609‬وابن ماجه (‪،)1827‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫ف‬ ‫ــر َب رحي ُلــه‪ِ ،‬‬


‫وأز َ‬ ‫«شــهر رمضــان َق ُ‬
‫شــاهد لكــم أو عليكــم بمــا‬
‫ٌ‬ ‫تحوي ُلــه‪ ،‬وإ َّنــه‬
‫أو َد ْعتمــوه مــن األعمــال‪.‬‬

‫صالحــا فـــي ختــام‬ ‫ً‬ ‫فمــن أود َعــه عمـ ًـا‬ ‫َ‬
‫الشــهر؛ ف ْل َي ْحمــد اهلل علــى ذلــك‪ ،‬و ْليس َت ْب ِشــر‬
‫فــإن اهلل تعالــى ال ُيضيــع‬ ‫ــن الثــواب؛ َّ‬ ‫بِ ُح ْس ِ‬
‫أجـ َـر َمــن أحس ـ َن عمـ ًـا‪.‬‬

‫عمــا ســ ِّي ًئا؛ َفلي ُت ْ‬


‫ــب إلــى‬ ‫ً‬ ‫ومــن أو َدعــه‬
‫يتــوب‬
‫ُ‬ ‫نصوحــا؛ َّ‬
‫فــإن اهلل تعالــى‬ ‫ً‬ ‫ر ِّبــه توبــ ًة‬
‫علــى َمــن تــاب»(‪.)1‬‬

‫((( مجالس شهر رمضان البن عثيمين (ص‪ ،)224‬بتصرُّ ف يسير‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ 38‬فائدة يف العشر األواخر وليلة َ‬
‫الق ْدر‬

‫نسأل اهلل تعالى أن يب ِّل َغنا ليلة ال َق ْدر‬


‫وأن ُيعينَنا فيها على طاعته‪ ،‬وعلى اغتنام‬
‫يختم لنا رمضان بمغفرته‬
‫َ‬ ‫ثوابها‪ ،‬وأن‬
‫ورضوانه والعتق من نيرانه وأن يجع َلنا‬
‫فيه من الفائزين المقبولين‪ ،‬آمين‬

‫رب العالمين‬
‫والحمد هلل ِّ‬

‫‪39‬‬

You might also like