You are on page 1of 20

4102 ‫ جوان‬- 83 ‫عدد‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫ بين شرعية النص و مشروعية الضرورة‬:‫حظر استخدام القوة في العالقات الدولية‬


‫الطاهر رياحـي‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬
‫ سوق أهراس‬-‫جامعة محمد الشريف مساعدية‬

‫ممخص‬
‫ إال ما استثني صراحة‬،‫إف استخداـ القوة في العالقات الدولية ىو انتياؾ خطير لمقواعد المكرسة في ميثاؽ األمـ المتحدة‬
‫بموجب النصوص القائمة فيما تعمؽ بالدفاع المشروع أو في إطار ما يقرره مجمس األمف لدواعي حفظ السمـ و األمف‬
‫ يمكف فييا‬-‫ وجيية في بعض األحياف‬-‫ في اآلونة األخيرة تعالت أصوات تنادي بوجوب االعتراؼ بحاالت أخرى‬.‫الدولييف‬
‫المجوء إلى استخداـ القوة و ىي المسألة التي ت تعارض مع صريح قواعد و ضمانات ميثاؽ األمـ المتحدة ويتعمؽ األمر‬
‫ يتناوؿ ىذا المقاؿ عرض حاؿ محيف لمبد حظر‬.‫ و الحروب الوقائية‬،‫ التدخؿ لدواعي إنسانية‬،‫بمكافحة اإلرىاب الدولي‬
.‫استخداـ القوة بيف موجبات القانوف الدولي و الممارسة الدولية‬

.‫ العالقات الدولية‬،‫ القوة‬،‫ حظر‬: ‫الكممات المفاتيح‬

Résumé
Le recours à la force dans les relations internationales est une violation grave des règles
établies par la Charte des Nations Unies, hormis les cas liés à l’exercice du droit naturel de
la légitime défense, ou selon une résolution injonctive du conseil de sécurité des nations
Unies. De nos jours, un mouvement milite assidument pour convaincre de la pertinence
d’autres faits susceptibles de justifier l’usage de la force, s’agissant de lutte contre le
terrorisme international, l’intervention humanitaire, et la guerre préventive. Cet article
présente une étude actualisée du principe de l’éviction de l’utilisation de la force, entre les
exigences du droit international et la pratique des Etats.

Mots clés : Force, Eviction, Eviction, Internationale, Guerre.

Abstract
The recourse to force in international relations is a grievous violation of the rules established
by the United Nations Charter, unless for self defense, or when it is decided by a Security
Council resolution. Nowadays some claims are militating to convince about the worthiness of
some facts which would justify the use of force, and it is about fighting international
terrorism, humanitarian intervention, and preventive war. The present study attempts to bring
up to date the principle of the prohibition of the use of force as it is consecrated in the
international law and the international States practice.

Keywords: Recourse to force, prohibition, the United Nations charter international


terrorism.

193
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫غزو جميورية جورجيا ‪2008‬‬ ‫فيدرالية روسيا‬ ‫المـقــدمــــة‪:‬‬


‫وتفكيؾ ىذه الدولة بفعؿ استقالؿ كؿ مف إقميمي‬ ‫قد يتبادر إلى األذىاف مف خالؿ العنواف تساؤؿ‬
‫أبخاسيا و أوسيتيا الجنوبية عنيا (‪.)4‬‬ ‫حوؿ مكانة األخالؽ في القانوف بصفة عامة‬
‫فيذه الممارسات المجانبة لمبادئ األمـ المتحدة‬ ‫والقانوف الدولي بصفة أخص‪ ،‬وىو تساؤؿ يمكف أف‬
‫فإف مف شأنيا أف تجرد القانوف‬
‫إذا ما تكرست ّ‬ ‫أف القانوف الدولي ىو‬
‫يكوف مجافيا لمواقع متى عممنا ّ‬
‫الدولي مف أىدافو لسامية ليرجع شيئا فشيئا نحو‬ ‫أف ىذه األخيرة ال تكترث‬
‫قانوف الدوؿ في األساس و ّ‬
‫أف القوة‬
‫حالة الطبيعة التي الزمتو في بداياتو عمى ّ‬ ‫إال بالمصالح وتبادؿ المنافع دوف أف يكوف لألخالؽ‬
‫والبأس ىما الوجو الطبيعي أو الفطري لمقانوف حيث‬ ‫دور في إدارة ىذه العالقات‪.‬‬
‫كاف قرار الحرب ىو أحد مظاىر اختصاصات‬ ‫فإف ميثاؽ األمـ المتحدة ال يخمو مف‬
‫مع ذلؾ ّ‬
‫الدولة صاحبة السيادة (‪.)5‬‬ ‫اإلشارات التي تحث عمى تيذيب العالقات الدولية‬
‫فستوف سنة بعد إنشاء األمـ المتحدة‪ ،‬كانت‬ ‫ويبث فييا نوعا مف األخالقيات والمبادئ التي ىدؼ‬
‫كافية إلثبات ىشاشة اإلطار القانوني الذي حاولت‬ ‫الميثاؽ انطالقا منيا إلى خمؽ الظروؼ وارساء‬
‫المنظمة تشييده‪ ،‬و كانت ىذه المدة ميمة أيضا‬ ‫أف‬
‫الضوابط الضرورية التي تضمف تحقيؽ العدؿ‪ ،‬و ّ‬
‫إلثبات طبيعتو المتفردة والضرورية‪ ،‬إذ ال يمكف‬ ‫القانوف الدولي يدعـ القواعد التي تم ّكػف مف العيش‬
‫تعويضو أو تجاوزه‪ .‬ىذا اإلطار القانوني الذي يجمع‬ ‫المشترؾ عف طريؽ‪ " :‬األخذ بالتسامح و العيش معا‬
‫وتمتؼ حوؿ مبادئو وأىدافو ما يناىز ‪ 190‬دولة‪،‬‬ ‫في سالـ وحسف الجوار" (‪ .)1‬ومف ثـ يكوف الميثاؽ‬
‫يستمد كافة أحكامو مف قاعدة حظر المجوء إلى‬ ‫قد خمؽ تالزما و تفاعال بيف مفيومي العدالة والسمـ‬
‫القوة‪.‬‬ ‫بحيث تتحقؽ العدالة بتحقيؽ السمـ‪ ،‬ويتحقؽ السمـ‬
‫ىذا ويستمد الموضوع أىميتو الخاصة مف انتشار‬ ‫بتحقيؽ العدالة‪ ،‬وفي ىذا السياؽ يع ّػرؼ الفقيو " ليوف‬
‫بؤر النزاعات المسمحة التي ما تكاد أف تخمد في‬ ‫السػمـ بقولو‪" :‬‬
‫بورجوا ‪ّ "Léon BOURGEOIS‬‬
‫منطقة مف العالـ حتى تنشب في منطقة أخرى‪ ،‬فإذا‬ ‫السمـ ىو الزمف الذي يدوـ فيو القانوف" (‪.)2‬‬
‫كاف قرار الحرب يتسـ بالشرعية في أغمب األحياف‬ ‫لكف سرعاف ما فقد ىذا التعريؼ زخمو مع اندالع‬
‫فإف مخاطر‬
‫وفؽ ما يقضي بو ميثاؽ األمـ المتحدة‪ّ ،‬‬ ‫الحرب العالمية األولى‪ ،‬وعجز عصبة األمـ عف‬
‫الوقوع في عدـ الشرعية واردة متى اتصؿ األمر‬ ‫الحيمولة دوف نشوب الحرب العالمية الثانية حتى‬
‫بانتياكات قواعد القانوف الدولي اإلنساني خاصة إذا‬ ‫النظاـ الذي اجتيدت منظمة األمـ المتحدة مف أجؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫طاؿ أمد النزاع‪ ،‬فضال عف تبعات عدـ االستقرار‬ ‫إرسائو قد آؿ إلى حالة الجمود والتحييد بفعؿ الحرب‬
‫أو تفكؾ الوحدة السياسية في الدوؿ التي لحقيا‬ ‫الباردة عف طريؽ تضاعؼ األزمات المسمحة في‬
‫التدخؿ العسكري (‪.)7‬‬ ‫مدار الكتمتيف في آسيا والشرؽ األوسط و إفريقيا‪ .‬أما‬
‫وعميو تيدؼ ىذه الدراسة إلى تسميط الضوء عمى‬ ‫اليوـ فيذا النظاـ بات يعاني أزمة أخرى بفعؿ‬
‫بعض جوانب مبدأ حظر استخداـ القوة في العالقات‬ ‫الفوضى الدولية‪ ،‬والمجوء إلى استخداـ القوة خارج‬
‫الدولية وفؽ النصوص الدولية ذات العالقة‪ ،‬وكذلؾ‬ ‫اإلطار األممي بموجب ق اررات أحادية الجانب كقرار‬
‫الواليات المتحدة احتالؿ العراؽ ‪ ،)3(2003‬أو قرار‬

‫‪194‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫الممارسة الدولية المخالفة لمقواعد القائمة والناظمة‬ ‫عمى بعض الممارسات الدولية التي تـ فييا المجوء‬
‫لممبدأ‪.‬‬ ‫إلى استخداـ القوة و أثبتت وجاىة خاصة‪.‬‬
‫بناء عمى ما تقدـ نحاوؿ تقسيـ الموضوع إلى‬ ‫أف اإلطار الدراسي لمبدأ‬
‫وفي األخير نسجؿ ّ‬
‫مطمبيف‪ ،‬بحيث نتعرض في المطمب األوؿ إلى‬ ‫حظر استخداـ القوة قبؿ كؿ شيء يأخذ بالحسباف‬
‫موقؼ القانوف الدولي مف استخداـ القوة‪ ،‬وفي‬ ‫أف ىذا المبدأ يندرج في صميـ العالقات الدولية‬
‫فكرة ّ‬
‫المطمب الثاني نتعرض إلى االتجاىات الحديثة نحو‬ ‫بيف الدوؿ صاحبة السيادة حص ار وىو في ذلؾ‬
‫استثناءات جديدة‪.‬‬ ‫مؤطر بقواعد قانونية مستقرة وواضحة‪ ،‬أما‬
‫المطمب األول‪ :‬موقف القانون الدولي من استخدام‬ ‫فإنيا ما لبثت‬
‫مستجدات المجتمع الدولي المعاصر ّ‬
‫القوة‬ ‫تكشؼ مف جية عف وجود كيانات وتنظيمات جديدة‬
‫وجب التنويو في ىذا المقاـ أف التطور القانوني‬ ‫تنشط عمى المستوى الدولي والمقصود ىنا ىو‬
‫لمبدأ حظر استخداـ القوة في القانوف الدولي يتميز‬ ‫حركات التحرر الوطني‪ ،‬والتنظيمات اإلرىابية‬
‫عف غيره مف المبادئ التي تحكـ العالقات الدولية‬ ‫الدولية‪ ،‬ومف جية أخرى عف وجود وقائع مادية ذات‬
‫بكونو و إف شيد حركة تقييد تصاعدية مضطردة إال‬ ‫االمتدادات الدولية كالتدخؿ اإلنساني‪ ،‬والحروب‬
‫أنيا ال تزاؿ إلى اليوـ غير مكتممة‪ ،‬فالتنظيـ الحالي‬ ‫االستباقية‪ ،‬وقد أثبتت الممارسة الدولية بشأنيا جميعا‬
‫وعمى الرغـ مف نصوص الميثاؽ ال يسمح في حقيقة‬ ‫وفي العديد مف المناسبات أنيا كانت وراء استخداـ‬
‫األمر بالحديث عف حظر المجوء إلى القوة بالقدر‬ ‫القوة خارج شرعية ميثاؽ األمـ المتحدة‪.‬‬
‫الذي نكوف فيو بصدد تنظيـ مقيد لمجوء إلى القوة‪،‬‬ ‫وعميو نالحظ أنو في مراحؿ متأخرة برزت تيارات‬
‫مع ذلؾ فاستخداـ القوة سواء مف الناحية النظرية أو‬ ‫تقوؿ بضرورة إضفاء الشرعية عمى بعض مف ىذه‬
‫الممارسة يبقى مف الفرضيات المستقرة في القانوف‬ ‫المستجدات إلى جانب الحفاظ عمى المبدأ وأف‬
‫الدولي‪.‬‬ ‫يحسب ذلؾ عمى فكرة توسيع دائرة االستثناءات التي‬
‫وعميو نحاوؿ في ىذا المطمب تخصيص فرع‬ ‫يقرىا الميثاؽ‪.‬‬
‫دراسي يعنى بمختمؼ األبعاد التي رافقت المبدأ في‬ ‫فاإلشكالية الراىنة تدور حوؿ حظر استخداـ القوة‬
‫تطوره و استق ارره‪ ،‬ثـ نتطرؽ في الفرع الثاني إلى‬ ‫في العالقات الدولية‪ ،‬بيف الحفاظ عمى المبدأ‬
‫القواعد المادية التي أفردىا ميثاؽ األمـ المتحدة‬ ‫باألشكاؿ المنصوص عمييا في ميثاؽ األمـ المتحدة‬
‫صيانة لممبدأ‪ ،‬وفي الفرع الثالث نبيف االستثناءات‬ ‫وىو الضمانة الستقرار العالقات الدولية‪ ،‬و بيف‬
‫التي أوردىا الميثاؽ عمى المبدأ المكرس‪.‬‬ ‫ضرورة توسعة دائرة االستثناءات بحيث تستوعب‬
‫الفرع األول‪ :‬األبعاد النظرية التي رافقت مبدأ حظر‬ ‫ضرورات ومتطمبات التطور الطبيعي لمقانوف‬
‫استخدام القوة‬ ‫الدولي(‪.)8‬‬
‫ارتبط المجوء إلى استخداـ القوة في العالقات‬ ‫وعميو يحاوؿ المقاؿ تقديـ عرض محيف لمبدأ‬
‫الدولية بذلؾ المظير المشيف لمحروب و مآسييا‬ ‫حظر استخداـ القوة وفؽ مقتضيات القانوف الدولي‬
‫وانتياكيا لمكرامة البشرية‪ ،‬وتضاعؼ ىذه النتائج مف‬ ‫بكافة أبعاده ومراحؿ تطوره دوف أف ننسى استعراض‬
‫حيث الخسائر البشرية والمادية كمما تقدمت القدرات‬

‫‪195‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫حقيقة األمر بيف قانونيف‪ ،‬األوؿ يعنى بتحديد‬ ‫العممية لإلنساف‪ ،‬ما أدى إلى ظيور وعي دولي‬
‫الشروط والمالبسات الواجب توافرىا حتى تمجأ الدوؿ‬ ‫شامؿ يقضي بنبذ الحرب والعمؿ عمى تحقيؽ السالـ‬
‫‪Jus ad‬‬ ‫الستخداـ القوة أو ما يعبر عنو بػ‬ ‫عبر حركة واعية لـ تكف وليدة الصدفة إنما كانت‬
‫فيتعمؽ بالشروط والقواعد‬ ‫‪ ،bellum‬وأما الثاني‬ ‫ليا ثالثة أبعاد أو خمفيات‪.‬‬
‫التي يجب أف تسير وفقيا الحرب تبعا لمتعبير‬ ‫أوال‪ :‬البعـد التاريـخي‬
‫(‪)11‬‬
‫‪.‬‬ ‫الالتيني ‪Jus in bello‬‬ ‫كانت أولى محاوالت تقييد وتأطير النشاط‬
‫إف التطور المضطرد لفكرة عدـ شرعية الحرب‬
‫ّ‬ ‫الحربي في أوروبا‪ ،‬بحيث وضع آنذاؾ تصور‬
‫أدت بالقانوف الدولي بأف يكوف قانوف السمـ‬ ‫أخالقي لمعنؼ المسمح مف طرؼ القساوسة‬
‫والحرب‪ ،‬وىي الفكرة التي سادت لقروف مف‬ ‫المجدديف في الكنيسة‪ ،‬وعمى رأسيـ القديس‬
‫الزمف(‪.)12‬‬ ‫أوغسطيف الذي قاؿ‪ " :‬نحف نخوض الحرب‬
‫وألوؿ مرة كرس عيد العصبة‪ " :‬بعض‬ ‫لمحصوؿ عمى السالـ"(‪ ،)9‬ىذه المقولة تختزؿ فكرة‬
‫االلتزامات بعدـ المجوء إلى الحرب" وذلؾ بحظر‬ ‫الحرب العادلة التي تبناىا الفقو الكنسي و أوحى‬
‫حرب العدواف وتقرير‪" :‬مدة ثالثة أشير قبؿ أي‬ ‫بيا إلى األباطرة الروماف‪ ،‬إال أنو و في وقت الحؽ‬
‫لجوء إلى الحرب" (‪ ،)13‬وىي ذات الفكرة التي تزاؿ‬ ‫تبيف غموض و مثالية مفيوـ ىذه الحرب فحاوؿ‬
‫قائمة ولكف بوجو مغاير عند الحديث عف مفاوضات‬ ‫فريؽ متأخر مف الفقياء الكنسييف وعمى رأسيـ‬
‫الفرصة األخيرة (‪.)14‬‬ ‫توماس األقويني تجديد الفكرة و إخراجيا إلى الواقع‬
‫أما عف حظر المجوء إلى الحرب فميثاؽ األمـ‬ ‫العممي بأف وضع مجموعة مف المعايير الموضوعية‬
‫المتحدة ال يكتفي بالنص عميو بؿ يستوعب المبدأ‬ ‫لمحرب حتى تكوف عادلة‪ ،‬منيا‪:‬‬
‫إلى أبعد ما يمكف بنصو في المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 4‬منو‪:‬‬ ‫* أف تكوف ىذه الحرب بأمر مف الممؾ وأف يقوـ ىو‬
‫"يمتنع أعضاء الييئة جميعا في عالقاتيـ الدولية‬ ‫ذاتو بقيادتيا‪.‬‬
‫عف التيديد باستعماؿ القوة أو استخداميا ضد سالمة‬ ‫* أف تكوف الحرب في خدمة قضية عادلة‪ ،‬وأف‬
‫األراضي أو االستقالؿ السياسي ألي دولة‪ ،‬أو عمى‬ ‫يوجو اليجوـ ضد طرؼ استوجب العقاب و بسبب‬
‫ّ‬
‫أي وجو آخر ال يتفؽ و مقاصد األمـ المتحدة "‪.‬‬ ‫خطأ ارتكبو‪.‬‬
‫تتضمف صياغة ىذا النص حدودا واضحة لحظر‬ ‫* أف تكوف نوايا األطراؼ المتحاربة تقودىا‬
‫استخداـ القوة‪ ،‬فمف حيث الشكؿ ىذا النص ال‬ ‫االستقامة ومستميمة مف ترقية الخير و تطويره أو أف‬
‫يخاطب إال الدوؿ األعضاء في المنظمة فيما بينيـ‬ ‫تكوف تمؾ النوايا بدافع ردع الشر و درئو (‪.)10‬‬
‫وىذا يحجر عمى المبدأ في إطار نسبية المعاىدات‪-‬‬ ‫أف الفكر الكنسي قد‬
‫بناءا عمى ما سمؼ نالحظ ّ‬
‫مع األخذ باالعتبار الفقرة ‪ 6‬مف المادة ‪ 2‬مف‬ ‫شابو اختالؼ في الرؤى بيف أىداؼ الحرب و بيف‬
‫الميثاؽ‪ ،-‬ودوف أف ننسى ما ورد بالمادة ‪ 107‬مف‬ ‫تقنيف المجوء إلييا عف طريؽ وضع قواعد ممموسة‬
‫ذات الميثاؽ مف إشارة إلى التيديد الصريح لمدوؿ‬ ‫لحرب تمارس في إطار سمطة أخالقية عميا‪.‬‬
‫المنيزمة في الحرب العالمية الثانية (‪.)15‬‬ ‫أما عف مساىمة القانوف الدولي في مرافقتو لفكرة‬
‫الحرب‪ ،‬فقد حاوؿ شيئا فشيئا اإللماـ والجمع في‬

‫‪196‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫مشروعة وأخرى مارقة عف المشروعية‪ .‬وىذا موقؼ‬ ‫فإف التاريخ كاف كفيال بإزاحة ىذيف‬
‫مع ذلؾ ّ‬
‫يغيب فيو عنصر الحياد كما ىو شأف الحرب التي‬ ‫االستثناءيف‪ ،‬فكؿ الدوؿ انضمت لمميثاؽ‪ ،‬ىذا وتبقى‬
‫تشف ضد السيطرة االستعمارية و االحتالؿ األجنبي‬ ‫مسألة التمييز قائمة بيف العالقات الدولية الصرفة‬
‫أو ضد األنظمة العنصرية‪ ،‬في إطار حؽ الشعوب‬ ‫أف نص المادة ‪2‬‬ ‫وبيف الشؤوف الداخمية لمدوؿ‪ ،‬ذلؾ ّ‬
‫في تقرير مصيرىا(‪ ،)19‬وىنا تبرز العقبة األولى‬ ‫فقرة ‪ 4‬ال يشير بالحظر الصريح الستخداـ القوة أو‬
‫المتعمقة بكيفية ضماف إلزاـ الطرفيف المتحاربيف‬ ‫التمويح بيا إال في العالقات الدولية‪ ،‬و ىي المسألة‬
‫بقواعد القانوف الدولي اإلنساني دوف أف يكوف ىناؾ‬ ‫التي أثارت جدال كبي ار خالؿ المناقشات التاريخية‬
‫اعت ارؼ رسمي بالخصـ أو عمى األقؿ االعت ارؼ‬ ‫حوؿ تصفية االستعمار (‪.)16‬‬
‫بمشروعية الحرب التي يقودىا ىذا األخير‪.‬‬ ‫في ىذه الحدود تبقى الحرب محظورة في‬
‫أف القانوف‬
‫بناءا عمى ما سمؼ‪ ،‬نالحظ إذف ّ‬ ‫الخاصة‬ ‫الحاالت‬ ‫باستثناء‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫العالقات‬
‫الدولي كما يواصؿ في منطؽ حظر الحرب‬ ‫المنصوص عمييا بالمادة ‪ 51‬مف الميثاؽ المتعمقة‬
‫فإنو يعمؿ‬
‫بمفيوميا التقميدي أي فيما بيف الدوؿ‪ّ ،‬‬ ‫بالحؽ الطبيعي في الدفاع المشروع‪ ،‬أو االستعماؿ‬
‫عمى توسيع دائرتو بأف بات يمتد إلى حروب ذات‬ ‫الجماعي لمقوة باسـ األىداؼ و المبادئ األممية في‬
‫طبيعة أخرى‪ ،‬وىو في ىذا الصدد في تطور‬ ‫إطار الفصؿ السابع مف ذات الوثيقة (‪.)17‬‬
‫(‪)20‬‬
‫التي‬ ‫سيما مع تحديات اإلرىاب الدولي‬
‫مضطرد ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬البعـد القانونـي‬
‫وسعت مف دائرة التيديدات وظيور أشكاؿ جديدة مف‬
‫ّ‬ ‫إف المتمعف في نصي كؿ مف عيد عصبة األمـ‬ ‫ّ‬
‫النزاعات المسمحة ما جعؿ البعض يطرح جديا فكرة‬ ‫و ميثاؽ األمـ المتحدة‪ ،‬سرعاف ما يالحظ الفروؽ‬
‫عقد بروتوكوؿ إضافي جديد التفاقيات جنيؼ األربع‬ ‫في الصياغة‪ ،‬فاألوؿ أورد مصطمح {الحرب}‪ ،‬فيما‬
‫لعاـ ‪ 1949‬يعنى مبدئيا بالنزاعات المسمحة التي‬ ‫الثاني استعمؿ مصطمح {المجوء إلى القوة}‪ ،‬ىؿ يفيـ‬
‫يكوف أحد أطرافيا كيانا أو تنظيما إرىابيا دوليا (‪.)21‬‬ ‫أف الوعي القانوني العالمي عندما عجز عف‬
‫مف ذلؾ ّ‬
‫ثالثا‪ :‬البعـد السياسـي‬ ‫ألف في‬
‫تغيير الواقع لجأ إلى تغيير لغة الخطاب؟ ّ‬
‫يعرؼ‬
‫يكتسي ىذا البعد أىمية بالغة ألنو ّ‬ ‫ذلؾ تبايف و اختالؼ كبيريف سواء مف جية تفسير‬
‫باألفكار والفمسفات التي أدت إلى صياغة قواعد‬ ‫المصطمحيف أو مف جية اآلثار‪ ،‬ففي ذلؾ إما‬
‫القانوف ذات الصمة‪ ،‬فالحرب العالمية األولى‬ ‫تحجيـ لمبتغى النص أو إما توسعة لو بأف يشمؿ‬
‫خاضتيا الديمقراطيات الغربية عمى أنيا "حرب‬ ‫جوانب أخرى لمظاىر استخداـ القوة‪.‬‬
‫قدسية المعاىدات] أما الحرب العالمية‬
‫ّ‬ ‫قانوف" [ فكرة‬ ‫وعميو تحولنا مف قانوف الحرب إلى قانوف‬
‫الثانية فقد قدمت عمى أنيا "حممة مف أجؿ الحرية"‬ ‫وسع مفيومو بأف‬
‫النزاعات المسمحة‪ ،‬الذي بدوره ّ‬
‫قادىا بما بات يسمى تحالؼ األمـ المتحدة الذي‬ ‫بات يشمؿ نزاعات مسمحة دولية‪ ،‬ونزاعات مسمحة‬
‫شكمتو أولى الدوؿ الموقعة عمى ميثاؽ المنظمة‪.‬‬ ‫غير دولية(‪ ،)18‬كما تـ تجاوز مبدأ الحياد التقميدي‬
‫فخوض الحربيف كاف مف أجؿ ىدؼ إنياء كافة‬ ‫الذي اتسـ بو قانوف الحرب ‪ -‬بأف يقؼ عمى مسافة‬
‫الحروب‪ ،‬ونبذ الحرب و وضعيا في خانة الخارج‬ ‫واحدة مف األطراؼ المتحاربة عمى أساس المعاممة‬
‫عف القانوف لفائدة عمميات يبررىا حفظ السمـ واألمف‬ ‫بالمثؿ وعمى قدـ المساواة‪ -‬إلى التأسيس لحروب‬

‫‪197‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫أف المادة ‪ 4/2‬لـ تحصر حظر المجوء إلى‬ ‫* ّ‬ ‫الدولييف‪ ،‬لـ يكف إال مناورة الصطفاؼ القانوف إلى‬
‫استعماؿ القوة في المجوء المباشر لمدوؿ إلى القوة‬ ‫جانب النظاـ الدولي الذي أسستو الدوؿ المنتصرة‪.‬‬
‫العسكرية‪ ،‬بؿ منعت حتى التمويح أو التيديد بو‪.‬‬ ‫ىذا الطرح أخؿ مرة أخرى بمبدأ حياد قانوف‬
‫مع ذلؾ ففي التوصية رقـ ‪XXV /2625‬‬ ‫الحرب اتجاه األطراؼ المتحاربة‪ ،‬ألنو يجعؿ مف‬
‫المتضمنة إعالف المبادئ المتعمؽ بالعالقات الودية‬ ‫حرب أحد األطراؼ حربا أخالقية عادلة‪ ،‬وىو األمر‬
‫والتعاوف بيف الدوؿ‪ ،‬طبقا لميثاؽ األمـ المتحدة‬ ‫الذي مف شأنو تجريـ الطرؼ المعادي بأنو أقدـ عمى‬
‫المصادؽ عمييا مف الجمعية العامة في ‪ 24‬أكتوبر‬ ‫المساس بالنظاـ العاـ الدولي‪ ،‬وىو ما أشارت إليو‬
‫موسعا لمبدأ حظر المجوء‬
‫‪ ،1970‬ما يفيد تعريفا ّ‬ ‫المادة ‪ 227‬مف معاىدة فرساي ‪" :1919‬االنتياؾ‬
‫إلى القوة‪ ،‬وذلؾ بأف تمتزـ الدوؿ‪ " :‬باالمتناع عف‬ ‫الجسيـ لألخالؽ الدولية و قدسية المعاىدات" (‪.)22‬‬
‫تنظيـ أو تشجيع تنظيـ قوات غير نظامية‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ حظر استخدام القوة في ميثاق‬
‫أو جماعات مسمحة‪ ،‬سيما جماعات المرتزقة وذلؾ‬ ‫األمم المتحدة‬
‫بيدؼ إحداث خروقات عمى إقميـ دولة أخرى"‬ ‫يمثؿ ميثاؽ األمـ المتحدة النص الرئيسي لمنظاـ‬
‫أو تشجيع‬ ‫باإلضافة إلى‪" :‬االمتناع عف تنظيـ‬ ‫القانوني لمبدأ حظر استخداـ القوة في العالقات‬
‫أعماؿ حرب أىمية أو أعماؿ إرىابية عمى إقميـ دولة‬ ‫الدولية وعميو عند دراسة المبدأ ال يجب التقيد‬
‫أو المشاركة أو‬ ‫أخرى‪ ،‬كما تمتنع عف المساعدة‬ ‫بالنصوص ذات العالقة في الميثاؽ فحسب‪ ،‬إنما‬
‫القبوؿ عمى إقميميا بنشاطات منظمة بيدؼ ارتكاب‬ ‫وجب النظر إلى مواد الميثاؽ كافة عمى أنيا تشكؿ‬
‫مثؿ ىذه األعماؿ‪ ،‬عندما تستمزـ األعماؿ المذكورة‬ ‫وحدة متماسكة و منسجمة‪.‬‬
‫أو‬ ‫القوة‬ ‫باستعماؿ‬ ‫التيديد‬ ‫الفقرة‬ ‫ىذه‬ ‫في‬ ‫فميثاؽ األمـ المتحدة الذي يعتبر في حد ذاتو‬
‫استعماليا"(‪.)24‬‬ ‫نتاجا و تراكما مضطردا لألعراؼ والممارسات‬
‫أف المادة ‪ 4/2‬تنص عمى‬‫مف جانب آخر يسجؿ ّ‬ ‫المستقرة في العالقات الدولية – واف كاف البعض‬
‫أف مبدأ حظر استخداـ القوة ال ينطبؽ إال في حالة‬
‫ّ‬ ‫ينكر عميو ىذه الصفة و يرى فيو اتفاقية دولية تتمتع‬
‫العالقات الدولية بمفيوميا الضيؽ أي بيف دولة‬ ‫بالكفاية الذاتية‪ ،)23(-‬حاوؿ إرساء نظاـ أمف جماعي‬
‫وأخرى‪ ،‬دوف أف يتعدى ذلؾ إلى مسألة استعماؿ‬ ‫تحظى فيو جميع الدوؿ بالتساوي في إطار نبذ‬
‫العنؼ المسمح الذي قد تمارسو الدولة ضد شعبيا أو‬ ‫استعماؿ القوة‪ ،‬وىذا ما ورد بالمادة ‪ 2‬فقرة ‪ 4‬التي‬
‫أف‬
‫إف القانوف الدولي قد يتفيـ ّ‬
‫ضد فئة منو‪ ،‬بؿ ّ‬ ‫نصت‪ " :‬يمتنع أعضاء الييئة جميعا في عالقاتيـ‬
‫الدولة في إطار ممارستيا السيادية عمى إقميميا‬ ‫الدولية عف التيديد باستعماؿ القوة أو استخداميا‬
‫(‪)25‬‬
‫‪ Dominium‬أو عمى شعبيا ‪Imperium‬‬ ‫ضد سالمة األراضي أو االستقالؿ السياسي ألية‬
‫يمكنيا أف تستخدـ القوة لحفظ النظاـ العاـ‪ ،‬وىذا ما‬ ‫دولة‪ ،‬أو عمى أي وجو آخر ال يتفؽ و مقاصد األمـ‬
‫أكدت عميو المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 7‬مف الميثاؽ حيف نصت‪:‬‬ ‫المتحدة"‪ ،‬مع ذلؾ وجبت اإلشارة تعقيبا عمى ىذا‬
‫" ليس في ىذا الميثاؽ ما يسوغ لألمـ المتحدة أف‬ ‫نص إلى مسألتيف ىامتيف‪:‬‬
‫تتدخؿ في الشؤوف التي تكوف مف صميـ السمطاف‬ ‫أف الميثاؽ لـ يع ّػرؼ مصطمح "المجوء إلى القوة"‪.‬‬
‫* ّ‬
‫الداخمي لدولة ما‪ ،‬وليس فيو ما يقتضي األعضاء أف‬

‫‪198‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫حالة الدفاع المشروع‪ ،‬وحالة قرار مجمس األمف‬ ‫يعرضوا مثؿ ىذه المسائؿ ألف تحؿ بحكـ ىذا‬
‫باستخداـ القوة تحت الفصؿ السابع مف ميثاؽ األمـ‬ ‫أف ىذا المبدأ ال يخؿ بتطبيؽ تدابير‬
‫الميثاؽ‪ ،‬عمى ّ‬
‫المتحدة‪.‬‬ ‫القمع الواردة في الفصؿ السابع"‪.‬‬
‫الدفاع‬ ‫وعميو نتناوؿ تباعا االستثناءيف‪ :‬أوال‬ ‫مع ذلؾ مف الميـ جدا أال نفصؿ بيف الفقرتيف ‪4‬‬
‫المشروع‪ ،‬وثانيا استخداـ القوة في إطار التدابير‬ ‫و‪ ،7‬سواء مف حيث الشكؿ ألنيما وردتا في نفس‬
‫القيرية التي يقررىا مجمس األمف‪.‬‬ ‫ألف موضوعييما‬
‫المادة ‪ ،02‬أو مف حيث الموضوع‪ّ ،‬‬
‫أوال‪ :‬الدفاع المشروع‬ ‫وردا في ذات السياؽ‪ ،‬وعميو ال يمكف أف تكوف‬
‫بحسب المادة ‪ 51‬مف ميثاؽ األمـ المتحدة‪:‬‬ ‫مظاىر السيادة التي تمارسيا الدولة عمى إقميميا ىي‬
‫"ليس في ىذا الميثاؽ ما يضعؼ أو ينتقص الحؽ‬ ‫مظاىر مطمقة وتخضع لمحض سمطتيا التقديرية‪،‬‬
‫الطبيعي لمدوؿ‪ ،‬فرادى أو جماعات‪ ،‬في الدفاع عف‬ ‫إنما يكوف عمؿ الدولة داخؿ إقميميا في إطار ما‬
‫(‪)26‬‬
‫أنفسيـ إذا اعتدت قوة مسمحة عمى أحد أعضاء‬ ‫أف‬
‫سيما و ّ‬
‫ّ‬ ‫التزمت بو في مجاؿ حقوؽ اإلنساف‬
‫األمـ المتحدة‪ ،‬وذلؾ إلى أف يتخذ مجمس األمف‬ ‫انتياكات الدولة لبعض مف ىذه القواعد يكوف ليا‬
‫التدابير الالزمة لحفظ السمـ و األمف الدولي والتدابير‬ ‫بعدا دوليا‪ ،‬فتكوف الدولة بذلؾ قد أخمت بالتزامات‬
‫التي اتخذىا األعضاء استعماال لحؽ الدفاع عف‬ ‫‪Jus‬‬ ‫دولية تفرضيا قواعد قانونية دولية آمرة‬
‫النفس تبمغ إلى مجمس األمف فورا‪ ،‬وال تؤثر تمؾ‬ ‫‪ ،Cogens‬أي قواعد في مواجية الجميع ‪Erga‬‬
‫التدابير بأي حاؿ فيما لممجمس ‪ -‬بمقتضى سمطتو‬ ‫‪.)27( omnes‬‬
‫ومسؤولياتو المستمدة مف أحكاـ ىذا الميثاؽ‪ -‬مف‬ ‫ىذا وتبقى قاعدة عدـ المجوء إلى استخداـ القوة‬
‫الحؽ في أف يتخذ في أي وقت ما يراه ضروريا مف‬ ‫ىي أحد الركائز‪ -‬إف لـ نقؿ أىميا‪ -‬التي يقوـ‬
‫األعماؿ لحفظ السمـ واألمف الدولي أو إعادتو إلى‬ ‫أف ىذه القاعدة‬
‫عمييا القانوف والنظاـ الدولييف‪ ،‬غير ّ‬
‫نصابو"‪.‬‬ ‫افتقدت إلى التطبيؽ األمثؿ فالدوؿ ليا مصالحيا‬
‫فإف ميثاؽ األمـ المتحدة يعترؼ صراحة‬
‫وعميو ّ‬ ‫ومآربيا الخاصة ما تجعميا تمتؼ عمى المبدأ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بوجود حؽ طبيعي لمدفاع المشروع عف النفس ‪ -‬أو‬ ‫عف طريؽ تفسيرىا النصوص بما يالئميا أو‬
‫عف الغير‪ -‬أصمو القانوف العرفي‪ ،‬لكف الميثاؽ ال‬ ‫استغالليا لالستثناءات التي أوردىا ميثاؽ األمـ‬
‫يورد تعريفا لذلؾ العدواف الذي يبرر رد فعؿ بالدفاع‬ ‫المتحدة صراحة‪ ،‬وىو ما سوؼ نتناولو في الفرع‬
‫عف النفس‪ ،‬وىو الذي يعبر عنو في النص‬ ‫الموالي‪.‬‬
‫أف‬
‫االنجميزي و االسباني بػ [اليجوـ العسكري] ذلؾ ّ‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االستثناءات الواردة عمى المبدأ وفق‬
‫مؤتمر ساف فرانسيسكو أسقط عف جدوؿ أولوياتو‬ ‫ميثاق األمم المتحدة‬
‫إقامة تعريؼ لمعدواف و كاف ذلؾ لسببف‪:‬‬ ‫إف ميثاؽ األمـ المتحدة واف كاف يحث عمى‬ ‫ّ‬
‫أف قائمة العمميات التي مف شأنيا أف تشكؿ‬
‫* ّ‬ ‫تسوية الدوؿ لمنازعاتيا بالطرؽ السممية و يردؼ‬
‫عمؿ عدواف قد لف تكوف جامعة‪.‬‬ ‫ذلؾ بحظر الستخداـ القوة أو التيديد بيا حفاظا‬
‫عمى السمـ واألمف الدولييف‪ ،‬فإنو وصونا ليذا اليدؼ‬
‫كذلؾ أجاز استثناءا المّجوء القوة إال في حالتيف‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫إبراـ العديد االتفاقيات في مجاؿ الدفاع المشترؾ بيف‬ ‫أف وضع تعريؼ غامض و فضفاض قد يكوف‬ ‫* ّ‬
‫أف إقباؿ الدوؿ عمى مثؿ ىذه التفاىمات‬
‫الدوؿ‪ ،‬مع ّ‬ ‫غير موائـ أماـ تعقيدات األوضاع الدولية ما بعد‬
‫شكؿ في حد ذاتو انتكاسة ورجوعا بالعالـ إلى‬ ‫الحرب‪.‬‬
‫وىو سموؾ فيو‬ ‫التحالفات العسكرية الكالسيكية‪،‬‬ ‫وىو األمر الذي تـ في ‪ 14‬ديسمبر ‪ 1974‬حيف‬
‫الكثير مف خيبة األمؿ نظ ار لمتطمعات الطموحة التي‬ ‫اعتمدت الجمعية العامة لألمـ المتحدة تعريفا‬
‫حمميا الميثاؽ في مجاؿ نظاـ األمف الجماعي في‬ ‫لمعدواف بموجب التوصية رقـ ‪.)XXIX( 3314‬‬
‫إطار المؤسسة األممية (‪.)31‬‬ ‫فيذه األخيرة ال تنظر إلى العدواف إال كونو استخداـ‬
‫فإف حؽ الدفاع‬
‫في األخير بحسب المادة ‪ّ 51‬‬ ‫لمقوة المسمحة مف طرؼ دولة‪ ،‬ضد السيادة‪ ،‬السالمة‬
‫المشروع الفردي أو الجماعي يمارس‪ ..." :‬إلى أف‬ ‫اإلقميمية أو االستقالؿ السياسي لدولة أخرى‪ ،‬كما‬
‫يتخذ مجمس األمف التدابير الالزمة لحفظ السمـ‬ ‫وردت في التوصية قائمة مفتوحة لألعماؿ التي‬
‫فإنو يقع عمى الدولة التي‬
‫واألمف الدولي‪ ،"...‬وعميو ّ‬ ‫تجتمع فييا شروط عمؿ العدواف (‪. )28‬‬
‫تطبؽ المادة ‪ 51‬واجب تبميغ مجمس األمف عف كافة‬ ‫ويعطى مجمس األمف في ىذا الصدد صالحية‬
‫أف ىذه التدابير ال تؤثر بأي‬
‫التدابير التي اتخذتيا‪ ،‬و ّ‬ ‫نظر وجود عدواف مف عدمو‪ ،‬أو أف يقرر بوجود‬
‫حاؿ‪ ..." :‬فيما لممجمس ‪ -‬بمقتضى سمطتو‬ ‫حالة معينة لـ ترد بالقائمة و لكنيا في قناعتو تشكؿ‬
‫ومسؤولياتو المستمدة مف أحكاـ ىذا الميثاؽ‪ -‬مف‬ ‫عدوانا‪ ،‬و السبب في ذلؾ تبايف الظروؼ التي تتـ‬
‫الحؽ في أف يتخذ في أي وقت ما يرى ضروري‬ ‫فييا تمؾ األعماؿ‪ ،‬أو جسامتيا‪ ،‬آثارىا الفعمية‬
‫التخاذه مف األعماؿ لحفظ السمـ واألمف الدولي أو‬ ‫أو المتوقعة‪ ،‬فكميا عوامؿ تكوف محؿ اعتبار عند‬
‫إعادتو إلى نصابو‪."..‬‬ ‫تكييؼ حالة العدواف‪ ،‬الذي يبرر المجوء إلى الدفاع‬
‫أف حرية الحركة التي تتمتع بيا‬ ‫بمعنى آخر ّ‬ ‫المشروع الفردي أو الجماعي (‪.)29‬‬
‫الدوؿ حيف تعرضيا لعدواف‪ ،‬ما ىي إال حرية مؤقتة‬ ‫أما فيما تعمؽ باآللية القانونية لتفعيؿ حؽ الدفاع‬
‫(‪)30‬‬
‫‪ -‬مف وجية نظر الميثاؽ‪ -‬وفي ىذا الفرض تكوف‬ ‫أف الدوؿ كثي ار‬
‫المشروع ‪ ،‬فالممارسة الدولية أثبتت ّ‬
‫القضية محؿ نظر مجمس األمف‪ ،‬إذ تفتح بشأنيا‬ ‫ما تثير ىذا الحؽ لتبرير عممياتيا العسكرية‪ .‬و في‬
‫المناقشات ويتخذ المجمس بشأنيا ما يراه مف ق اررات‬ ‫سبيؿ ذلؾ توجو سمطات الدولة خطابا لألميف العاـ‬
‫كؿ ذلؾ في إطار الصالحيات التي يكفميا لو‬ ‫لألمـ المتحدة توضح فيو الظروؼ والمالبسات التي‬
‫الميثاؽ (‪. )32‬‬ ‫أدت بيا إلى تمسكيا بالمادة ‪ 51‬مف الميثاؽ‪ .‬يخطر‬
‫ىذا ويعتبر الدفاع المشروع ىو المنفذ الوحيد‬ ‫مجمس األمف بيذا الخطاب ولممجمس واسع‬
‫المتاح لمدوؿ الستخداـ القوة بصفة شرعية ويبقى‬ ‫الصالحية في مناقشة مضموف الخطاب وجدية‬
‫تدخؿ مجمس األمف في ىذا السياؽ ىو صماـ‬ ‫االدعاءات التي يتضمنيا‪ ،‬إذا طمب ذلؾ عضو مف‬
‫األماف الذي يحوؿ دوف استعماؿ ىذا الحؽ بشكؿ‬ ‫أعضاء المجمس‪.‬‬
‫تعسفي‪ ،‬مع ذلؾ فيذه الرقابة المخولة لمجمس األمف‬ ‫فإف‬
‫وفيما اتصؿ بالدفاع الجماعي المشروع‪ّ ،‬‬
‫ال يمكف أف تحقؽ األىداؼ التي توخاىا الميثاؽ إال‬ ‫الميثاؽ لـ يحدد شروط ممارستو‪ ،‬لكف السنوات‬
‫باتفاؽ القوى العظمى في المجمس‪ ،‬حيث تتجو‬ ‫األولى التي أعقبت الحرب العالمية الثانية شيدت‬

‫‪200‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫أما مف الصالحيات ذات األىمية القصوى التي‬ ‫اإلرادة الجماعية في المجمس إلى التحرؾ في سبيؿ‬
‫يتمتع بيا مجمس األمف ىي تمؾ الواردة بالفصؿ‬ ‫توقيؼ بعض العمميات التي يمجأ فييا إلى استخداـ‬
‫‪ VII‬مف الميثاؽ حصرا‪ ،‬فيي تمنحو سمطة التوصية‬ ‫القوة (‪. )33‬‬
‫وسمطة القرار‪ ،‬وعمى ذلؾ األساس أمكف لمجمس‬ ‫ثانيا‪ :‬استعمال القوة في إطار الفصل ‪ VII‬من‬
‫األمف أف يتخذ ق اررات ممزمة لكافة الدوؿ األعضاء‬ ‫ميثاق األمم المتحدة‬
‫في المنظمة وذلؾ تحقيقا لممادة ‪ 25‬مف الميثاؽ‪،‬‬ ‫إف أحد أىداؼ ميثاؽ األمـ المتحدة بعد الحرب‬
‫ّ‬
‫وىذه مف االستثناءات المالحظة عمى مبدأ التوافؽ‬ ‫العالمية الثانية ‪ -‬إف لـ يكف اليدؼ الرئيس‪ -‬ىو‬
‫في القانوف الدولي‪ ،‬حتى و لو كانت ىذه الصالحية‬ ‫ضماف السمـ واألمف في العالقات الدولية‪ ،‬وعميو‬
‫تستمد قوتيا مف اتفاقية [الميثاؽ] وىي التعبير‬ ‫ففي ديباجة الميثاؽ صرحت حكومات الدوؿ‬
‫الصادر عف إرادة الدوؿ األعضاء (‪.)34‬‬ ‫األعضاء في األمـ المتحدة عمى لساف شعوبيا بأنيا‬
‫يفعػؿ‬
‫إف أوؿ إمكانية متاحة لمجمس األمف حتى ّ‬‫ّ‬ ‫عازمة‪ .." :‬بقبوؿ المبادئ ورسـ الخطط التي تضمف‬
‫إجراءاتو القيرية‪ ،‬تكمف في إعمالو لممادة ‪ 39‬مف‬ ‫عدـ استخداـ القوة المسمحة في غير المصمحة‬
‫الميثاؽ التي تخوؿ المجمس سمطة التكييؼ القانوني‬ ‫أف ىذه الحكومات في ما ورد مف‬
‫المشتركة‪ ،"...‬و ّ‬
‫(‪)35‬‬
‫وعمى ضوء ىذا التكييؼ يتخذ‬ ‫لحالة معينة‬ ‫مواد الحقة مف متف الميثاؽ تنازلت عف ىذه‬
‫المجمس ما يراه مف تدابير إما بإصدار توصياتو‬ ‫الصالحية لمجمس األمف وكاف ذلؾ بموجب المادة‬
‫لمدوؿ أو أف ينتقؿ إلى المواد الالحقة مف الفصؿ‬ ‫‪ 24‬منو التي تنص‪ " :‬يعيد أعضاء الييئة إلى‬
‫‪ VII‬لمميثاؽ‪ ،‬ولممجمس في استعماؿ ىذه المواد‬ ‫مجمس األمف بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السمـ‬
‫صالحية كبيرة وحرية واسعة‪ ،‬حيث تسمح المادة ‪40‬‬ ‫أف ىذا المجمس يعمؿ‬
‫واألمف الدولي ويوافقوف عمى ّ‬
‫مف الميثاؽ لمجمس األمف باتخاذ تدابير احت ارزية‬ ‫نائبا عنيـ في قيامو بواجباتو التي تفرضيا عميو ىذه‬
‫مؤقتة‪ ،‬والمادة ‪ 41‬تخولو اتخاذ تدابير قسرية غير‬ ‫التبعات"‪.‬‬
‫عسكرية‪ ،‬أما المادة ‪ 42‬فيي تتحدث عف تدابير‬ ‫واف كانت اختصاصات مجمس األمف محددة‬
‫قيرية ذات طابع عسكري‪.‬‬ ‫بالفصميف ‪ VI‬و‪ VII‬مف الميثاؽ‪ -‬ولو اختصاصات‬
‫أف المادة ‪ 41‬قد تناولت قائمة مف‬
‫نالحظ ّ‬ ‫يبقى دوره‬ ‫أخرى واردة بالفصميف ‪ VIII‬و‪-XII‬‬
‫يوقع‬
‫التدابير و اإلجراءات يمكف لمجمس األمف أف ّ‬ ‫األىـ ىو الحفاظ عمى السمـ و األمف الدولييف‪ ،‬ولما‬
‫منيا ما يراه مواتيا لمموقؼ(‪ ،)36‬كما تجدر اإلشارة‬ ‫لـ يورد الميثاؽ تعريفا لممفاىيـ {الحفاظ‪ ،‬السمـ‪،‬‬
‫أف ىذه القائمة ليست حصرية وال تغؿ يد مجمس‬
‫إلى ّ‬ ‫األمف‪ ،‬الدولي} ألحقت بالمجمس ميمة تكييؼ‬
‫األمف بأي حاؿ في اتخاذ تدابير أخرى ذات الطبيعة‬ ‫الوقائع والحاالت التي مف شأنيا تشكيؿ خطر عمى‬
‫نفسيا ‪ -‬إجراءات قيرية غير عسكرية‪ -‬إذا اعتقد‬ ‫السمـ واألمف الدولييف‪ ،‬وىو األمر الذي يتيح‬
‫المجمس بوجاىتيا‪ ،‬وىو األمر الذي ثبت في‬ ‫ألعضاء المجمس سمطة التكييؼ القانوني لموقائع‬
‫ممارسات المجمس مثؿ‪ :‬منع المسؤوليف مف السفر‪،‬‬ ‫السياسية التي ينظرونيا‪ ،‬كما يمكنيـ بصفة جماعية‬
‫تجميد أرصدة كبار المسؤوليف و ذوييـ‪ ،)37( ...‬بيد‬ ‫ممارسة سمطات توفيقية أو قيرية‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫التطرؽ ليما وىما عمى سبيؿ الربط الحؽ في الدفاع‬ ‫أف التدبير الشائع في ىذا المجاؿ يبقى العقوبات‬
‫ّ‬
‫عف النفس(الفردي أو الجماعي)‪ ،‬أو في إطار‬ ‫االقتصادية‪.‬‬
‫اإلجراءات القيرية التي يوقّعيا مجمس األمف بموجب‬ ‫أف المّجوء مباشرة إلى المادة ‪ 42‬مف الميثاؽ‬
‫كما ّ‬
‫الفصؿ السابع مف ميثاؽ األمـ المتحدة‪.‬‬ ‫دوف المرور بالمادة ‪ 41‬أمر وارد‪ ،‬فال يوجد مبدأ‬
‫أف حركات التحرر أو ما يطمؽ‬
‫مع المالحظ ّ‬ ‫لمسػممية في العقوبات المسمطة في ىذا‬
‫لمتصعيد أو ُ‬
‫عمييا بممارسة الشعوب حقيا في تقرير مصيرىا‬ ‫المجاؿ‪ ،‬فاستنفاد العمؿ بالمادة ‪ 41‬ال يرتيف تطبيؽ‬
‫فيي حالة خاصة في القانوف الدولي يكوف فييا‬ ‫المادة ‪ 42‬التي تقوؿ بإمكانية العمؿ العسكري‪ " :‬إذا‬
‫استخداـ القوة خارج األطر المسموح بيا في الميثاؽ‬ ‫أف التدابير المنصوص عمييا في‬
‫رأى مجمس األمف ّ‬
‫متقبؿ إلى حد معيف‪ ،‬و قد خرجت إلى الوجود بفعؿ‬ ‫المادة ‪ 41‬ال تفي بالغرض أو ثبت أنيا لـ تؼ‬
‫الحركات التاريخية المناىضة لالستعمار و االحتالؿ‬ ‫فإف لمجمس األمف لوحده سمطة تقدير‬‫بو‪ ،"...‬وعميو ّ‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫طبيعة اإلجراء العقابي و المفاضمة بيف إعماؿ المادة‬
‫وعمى الرغـ مف توصيات الجمعية العامة لألمـ‬ ‫‪ 41‬أو‪.)38(42‬‬
‫(‪)41‬‬
‫التي واف أضفت حماية خاصة ليذه‬ ‫المتحدة‬ ‫أف الميثاؽ ينص عمى االستعماؿ‬
‫نستنتج إذف‪ّ ،‬‬
‫الشعوب إال أنيا لـ تعترؼ ليا بتمتعيا بحؽ مباشر‬ ‫المباشر لمقوة العسكرية تحت مسؤولية مجمس األمف‬
‫في استخداـ القوة بمفيومو الوارد بالفقرة ‪ 04‬مف‬ ‫باالستعانة بوحدة إدارة تقنية لمقوات الموضوعة تحت‬
‫المادة ‪ 02‬مف الميثاؽ(‪ ،)42‬مع ذلؾ ظيرت في‬ ‫أف ىذه التدابير لـ‬
‫أف المالحظ ّ‬
‫(‪)39‬‬
‫تصرفو ‪ ،‬إال ّ‬
‫اآلونة األخيرة توجيات وتصورات جديدة تقضي‬ ‫تفعػؿ بيذا الوضوح إلى اليوـ‪ ،‬إنما الممارسة تتجو‬
‫ّ‬
‫بمشروعية المجوء إلى القوة وىذا تحت عناويف‬ ‫نحو الترخيص الذي يمنحو مجمس األمف إلى الدوؿ‬
‫مختمفة أبرزىا مكافحة اإلرىاب الدولي والتدخؿ‬ ‫األعضاء مف أجؿ استعماؿ القوة بموجب ق اررات‬
‫اإلنساني ومنيا ما تعمؽ بالحرب الوقائية أو‬ ‫صادرة عنو احتوت في ُجمّػيا ترتيبات يشوب أغمبيا‬
‫اإلستباقية‪.‬‬ ‫الكثير مف مواطف الغموض أدت في بعض األحياف‬
‫وعميو نخصص فيما يمي فرعا دراسيا لكؿ واحد‬ ‫إلى تفسيرات متطرفة استعممت بموجبيا القوة بصفة‬
‫مف ىذه المظاىر التي برز فييا استخداـ القوة بشكؿ‬ ‫مفرطة‪ ،‬وصمت إلى حد اإلطاحة بأنظمة كانت‬
‫(‪)40‬‬
‫ممفت‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قائمة‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلرهاب الدولي و حق استخدام القوة‬ ‫ىذا عف موقؼ القانوف الدولي بخصوص مبدأ‬
‫لقد كاف لالعتداءات التي وقعت في ‪ 11‬سبتمبر‬ ‫حظر استخداـ القوة واالستثناءات التي أوردىا عميو‬
‫‪ 2001‬وقعيا الخاص سواء في بعدىا الرمزي أومف‬ ‫ميثاؽ األمـ المتحدة‪ ،‬ونتناوؿ فيما يمي االتجاىات‬
‫حيث العدد الكبير مف الضحايا التي خمفتيا في دولة‬ ‫الحديثة التي تنادي بتوسيع دائرة االستثناءات‪.‬‬
‫كاف يعتقد أنيا في مأمف‪ ،‬ومف آثارىا أف شكمت ىذه‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االتجاهات الحديثة نحو توسيع‬
‫األحداث قطيعة في الحياة الدولية حيث تمخضت‬ ‫دائرة االستثناءات‬
‫عنيا ردة فعؿ قوية مف طرؼ الواليات المتحدة‬ ‫أف حظر استخداـ القوة في‬
‫وجب التنويو ىنا ّ‬
‫األمريكية ومف طرؼ دوؿ أخرى كانت عرضة‬ ‫القانوف الدولي ال يعترؼ إال باستثناءيف سبؽ‬

‫‪202‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫أما عف تطرؽ القرار إلى حؽ الدفاع المشروع‬ ‫لمخاطر اإلرىاب الجماعي [ ‪Terrorisme de‬‬
‫الجماعي‪ ،‬فمف آثاره أف يترؾ لمدوؿ األعضاء في‬ ‫‪. ]masse‬‬
‫منظمة األمـ المتحدة حرية التصرؼ بحسب‬ ‫عقب وقوع األحداث مباشرة‪ ،‬اجتمع مجمس‬
‫مصالحيا ودوف رقابة مف مجمس األمف‪ ،‬فالقرار‬ ‫األمف في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 2001‬وكانت رئاستو فرنسية‬
‫يفتح الباب أماـ عمميات عسكرية انتقامية تقودىا‬ ‫وأصدر توصية كاف ليا بعد استثنائي وىي التوصية‬
‫ويقزـ دور المجمس في توفير‬
‫ّ‬ ‫الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫إف مجمس األمف اعترافا‬
‫‪ ،1368‬حيث جاء فييا‪ّ " :‬‬
‫الغطاء الشرعي ليا‪ ،‬وكؿ ذلؾ في إطار واسع‬ ‫منو بالحؽ الثابت في الدفاع المشروع الفردي أو‬
‫وفضفاض‪.‬‬ ‫الجماعي طبقا لمميثاؽ‪ ،‬يديف صراحة بأقوى العبارات‬
‫في ذات السياؽ اكتفت الواليات المتحدة بتوجيو‬ ‫اليجمات اإلرىابية المروعة التي وقعت في ‪11‬‬
‫إخطار إلى مجمس األمف في ‪ 06‬نوفمبر ‪2001‬‬ ‫أف مثؿ ىذه األعماؿ ‪-‬‬ ‫سبتمبر ‪ ...2001‬ويعتبر ّ‬
‫عشية بدءىا عممياتيا العسكرية في أفغانستاف و فيو‬ ‫كأي عمؿ إرىابي آخر‪ -‬تشكؿ تيديدا لمسمـ واألمف‬
‫تمسكت منذ البداية بالمادة ‪ 51‬مف الميثاؽ التي‬ ‫الدولييف‪.‬‬
‫أف نص عمييا القرار‪.1368‬‬
‫سبؽ و ّ‬ ‫ويناشد المجمس كافة الدوؿ لمعمؿ معا حتى‬
‫بتاريخ ‪ 18‬سبتمبر ‪ 2001‬أصدر مجمس األمف‬ ‫يحاكـ الذيف ارتكبوا‪ ،‬خططوا‪ ،‬و أمروا بيذه اليجمات‬
‫القرار ‪ 1373‬تحت الفصؿ السابع مف الميثاؽ وفيو‬ ‫اإلرىابية‪ ،‬كما يدعو المجمس الجماعة الدولية‬
‫تطرؽ إلى مسألة تمويؿ اإلرىاب وكيفية التصدي‬ ‫لمضاعفة الجيود حتى تتـ الوقاية والقضاء عمى‬
‫لألشخاص الذيف يساىموف في ىذا التمويؿ‪ ،‬حيث‬ ‫األعماؿ اإلرىابية" (‪.)43‬‬
‫يطمب القرار مف الدوؿ تجميد أرصدة األشخاص‬ ‫أف تكييؼ األعماؿ اإلرىابية الدولية‬‫المالحظ ّ‬
‫الذيف يرتكبوف أو يحاولوف ارتكاب أعماؿ إرىابية مع‬ ‫بكونيا تيديد لمسمـ واألمف الدولييف لـ يكف ابتكا ار‬
‫حظر معامالت األشخاص اآلخريف معيـ‪ ،‬كما ورد‬ ‫خاصا مرتبطا بأحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬ولكف سبؽ‬
‫بالقرار النص عمى تشكيؿ لجنة خاصة لمحاربة‬ ‫لممجمس أف اعتمده في ق ارريو ‪ 748‬و‪ 883‬حوؿ‬
‫اإلرىاب‪ ،‬ميمتيا دراسة مجموع التقارير التي ترسميا‬ ‫ليبيا [قضية لوكاربي والطائرة الفرنسية] وكذلؾ الشأف‬
‫الدوؿ في سبيؿ تطبيؽ ىذا القرار(‪. )45‬‬ ‫بالنسبة لمقرار ‪ 1269‬الخاص بأفغانستاف(‪.)44‬‬
‫عمى صعيد آخر أصدر مجمس األمف القرار رقـ‬ ‫فإف التنظيمات والكيانات اإلرىابية يمكف‬
‫وعميو ّ‬
‫‪ 1378‬في ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،2001‬وىو أوؿ قرار مف‬ ‫أف تشكؿ مف اآلف فصاعدا تيديدا لمسمـ واألمف‬
‫نوعو يستيدؼ الوضع الداخمي األفغاني حيث جاء‬ ‫الدولييف‪ ،‬وكذلؾ الشأف بالنسبة لمدوؿ التي توفر ليا‬
‫إف مجمس األمف يعرب عف تأييده الكامؿ‬ ‫فيو‪ّ " :‬‬ ‫الحماية والدعـ ‪ -‬دوف أف يتضمف القرار ‪1368‬‬
‫لجيود الشعب األفغاني التي تيدؼ إلى تأسيس إدارة‬ ‫ذلؾ صراحة‪.-‬‬
‫انتقالية تميد إلى تشكيؿ الحكومة‪ ،‬كما يؤكد المجمس‬ ‫أف القرار ‪ 1368‬ال يكيؼ‬ ‫كما تجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫عمى الدور المحوري الذي ينبغي لألمـ المتحدة أف‬ ‫اليجمات التي تعرضت ليا الواليات المتحدة بكونيا‬
‫تمعبو في ىذا الصدد‪...‬و يطمب المجمس مف الدوؿ‬ ‫أف لمواليات المتحدة‬
‫عدوانا‪ ،‬ولكنو يوحي ضمنيا ّ‬
‫أعضاء األمـ المتحدة دعـ ىذا المسار‪ ،‬ويشجعيا‬ ‫الحؽ في الرد طبقا لممادة ‪ 51‬مف الميثاؽ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫وىو التاريخ الالحؽ عمى سقوط نظاـ طالباف لفائدة‬ ‫عمى دعـ الجيود التي تيدؼ إلى ضماف الحماية‬
‫السمطات األفغانية الجديدة‪.‬‬ ‫واألمف في المناطؽ األفغانية التي لـ تعد في يد‬
‫أبعد مف ذلؾ‪ ،‬ال نجد في ق اررات المجمس‬ ‫طالباف‪ ،‬بما في ذلؾ العاصمة" (‪.)46‬‬
‫ترخيصا لمدوؿ المتحالفة ما يفيد اتخاذىا " كافة‬ ‫أما في القرار ‪ 1386‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫التدابير الضرورية" إلنياء النشاطات اإلرىابية‬ ‫‪ 2001‬فإف مجمس األمف بموافقة السمطات األفغانية‬
‫المنطمقة مف أفغانستاف‪ ،‬فالترخيص األوحد الصادر‬ ‫الجديدة يقرر نشر قوة دولية لحفظ األمف"القوة الدولية‬
‫عف مجمس األمف يتعمؽ بمساندة القوة الدولية لدعـ‬ ‫‪Force‬‬ ‫‪internationale‬‬ ‫األمف‬ ‫لدعـ‬
‫األمف في ىذا البمد‪ ،‬والتي بدورىا تتمتع بصالحية‬ ‫‪ " d’assistance à la sécurité‬بغرض مساعدة‬
‫حصرية وىي مساعدة السمطات األفغانية فحسب‪.‬‬ ‫السمطة االنتقالية األفغانية في حفظ النظاـ بالعاصمة‬
‫واذا ما أردنا التعمؽ في دراسة الحقبة التي عقبت‬ ‫كابوؿ ومحيطيا‪.‬‬
‫فإف حكومة طالباف لـ تكف محؿ‬
‫‪ 11‬سبتمبر ‪ّ 2001‬‬ ‫فإف العمميات‬
‫أما عمى صعيد النشاط العسكري‪ّ ،‬‬
‫أية عقوبة أممية عسكرية‪ ،‬وال أخرى خاصة جديدة‬ ‫اليجومية التي شنتيا الواليات المتحدة و بريطانيا‬
‫اقتصادية‪ ،‬أو سياسية‪.‬‬ ‫ودوؿ حميفة أخرى عمى أفغانستاف كانت قد بدأت‬
‫وىنا يتبادر سؤاؿ مشروع‪ ،‬ىؿ مجمس األمف في‬ ‫‪ -‬عمى ضوء‬ ‫في ‪ 07‬أكتوبر ‪ ،2001‬في حيف‬
‫غياب قرار صريح منو باستعماؿ القوة ضد‬ ‫نالحظ وجود فجوة‬ ‫النصوص السالفة أعاله‪-‬‬
‫أفغانستاف‪ ،‬يكوف قد وافؽ عمى حرب الواليات‬ ‫قانونية كبيرة‪ ،‬فالمجمس لـ يأخذ عمما بصفة رسمية‬
‫المتحدة ضد ىذا البمد؟‪ ،‬ألنو بالعودة إلى الق اررات‬ ‫إال بالعمميات العسكرية التي بدأت في ‪ 07‬نوفمبر‬
‫ذات العالقة ال توجد إشارة البتة إلى ىذه العمميات‬ ‫‪ 2001‬وفقا لإلخطار الموجو لمجمس األمف مف‬
‫العسكرية‪ ،‬و ىنا يصعب الجزـ بالموافقة الصريحة‬ ‫طرؼ حكومة الواليات المتحدة‪ ،‬و ىنا يثار التساؤؿ‬
‫لمجمس األمف (‪.)47‬‬ ‫عف مدى مشروعية العممية العسكرية " الحرية‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التدخل اإلنساني‬ ‫المستديمة ‪ " Enduring freedom‬التي شنت‬
‫أف مفيوـ التدخؿ في‬ ‫يتفؽ الفقو الدولي عمى ّ‬ ‫عمى أفغانستاف[ما بيف ‪ 07‬أكتوبر و‪ 07‬نوفمبر‬
‫العالقات الدولية ينصرؼ إلى مدلوليف(‪:)48‬‬ ‫‪ ،]2001‬فمجمس األمف لـ يرخص بيذه العمميات‬
‫‪ :1‬ويقصد بو العمؿ العسكري أحادي الجانب الذي‬ ‫ولـ يدنيا‪ ،‬ولـ يتبناىا‪ ،‬ولـ يحدد نطاقيا أو يقننيا‪،‬‬
‫تقوده الدوؿ حماية لرعاياىا وبنفس المناسبة حماية‬ ‫ويبدو أف المجمس قد تجاىميا عمى الرغـ مف‬
‫أف مثؿ ىذه التدخالت يمكف‬
‫لرعايا دوؿ أخرى‪ ،‬عمى ّ‬ ‫خطورتيا‪.‬‬
‫أف تحدث بموجب طمب أو رضا الدولة التي يكوف‬ ‫فضال عف ىذه المفارقة الغريبة‪ ،‬حتى العمميات‬
‫إقميميا مسرحا ليذه األخيرة‪ ،‬مثؿ تدخؿ القوات‬ ‫التي تمت اإلخطار لـ تحظ بترخيص مف مجمس‬
‫الفرنسية في شابا(الزائير‪ -‬الكونغو الديموقراطية)‬ ‫أف الدوؿ المشاركة فييا لـ تتقدـ بطمب بذلؾ‬
‫األمف و ّ‬
‫سنة ‪ ،1975‬تدخؿ وحدات عسكرية ألمانية في‬ ‫إلى المجمس في أية مرحمة مف المراحؿ وكما ىو‬
‫مطار مقديشو سنة ‪.)49( 1977‬‬ ‫مبيف لـ يتخذ مجمس األمف ق ار ار بشأف الوضعية في‬
‫أفغانستاف قبؿ ‪ 14‬نوفمبر ‪( 2001‬القرار‪)1378‬‬

‫‪204‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫أما فريؽ آخر فيرى أنو في الوضع الحالي لـ‬ ‫أف ىذه األعماؿ‬
‫ىذا وقد أثبتت الممارسة الدولية ّ‬
‫تزؿ المسألة محؿ جدؿ فالتدخؿ اإلنساني مف جية‬ ‫العسكرية قد تحدث دوف رضا الدولة صاحبة اإلقميـ‬
‫لـ يحظ باالعت ارؼ القانوني الصريح‪ ،‬ومف جية‬ ‫كما ىو الشأف بالنسبة لتدخؿ الواليات المتحدة في‬
‫فإف إدانتو لـ ترؽ كذلؾ إلى اإلجماع‬ ‫أخرى ّ‬ ‫سانتو دو مينغو ‪ 1965‬والتدخؿ العسكري األمريكي‬
‫المطموب حتى نستطيع إرساء رأي أو معيار قانوني‬ ‫في إيراف ‪.)50( 1980‬‬
‫لممسألة – ‪ -Opinio juris‬يقضي بعدـ مشروعية‬ ‫‪ :2‬وىو العمؿ العسكري الذي تقوـ بو دولة معينة‬
‫(‪)55‬‬
‫‪.‬‬ ‫ىذا الشكؿ مف التدخؿ‬ ‫عمى إقميـ دولة أخرى مف أجؿ وقؼ المعامالت‬
‫عمى صعيد آخر فمنذ مطمع تسعينيات القرف‬ ‫المنافية لمقوانيف اإلنسانية التي تمارسيا دولة اإلقميـ‬
‫الماضي‪ ،‬خرجت إلى الواجية أزمات دولية خطيرة‬ ‫ولو عمى ذات رعاياىا‪.‬‬
‫احتوت عمى انتياكات ممنيجة وجسيمة لممعايير‬ ‫وعميو يتعمؽ األمر بضماف حماية األشخاص‪-‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬اقترفتيا بعض الحكومات في حؽ‬ ‫ولو لـ يكونوا مف رعايا الدولة المتدخمة‪ -‬مف خطر‬
‫شعوبيا‪ ،‬ىذا األمر أدى بمجمس األمف إلى إصدار‬ ‫محدؽ أو واقع (‪.)51‬‬
‫ق اررات تجيز استخداـ القوة وذلؾ في إحدى عشرة‬ ‫ىذا النوع مف التدخالت يحدث في أغمب‬
‫مناسبة عمى األقؿ (‪.)56‬‬ ‫األحياف في ظروؼ الحروب األىمية ومتى كانت‬
‫في كؿ ىذه الحاالت تـ التدخؿ العسكري‬ ‫سمطة الحكومة الشرعية منتقصة‪ ،‬و المثاؿ التاريخي‬
‫المرخص بو مف األمـ المتحدة وتضمف عمميات‬ ‫كاف حوؿ العمميات العسكرية التي قادتيا الدوؿ‬
‫مسمحة تجاوزت النشاطات التقميدية لحفظ األمف وفي‬ ‫األوروبية عمى اإلقميـ التركي خالؿ القرف التاسع‬
‫ذلؾ تجاوز لممادة ‪ 2‬فقرة ‪ 7‬مف الميثاؽ‪.‬‬ ‫عشر (‪.)52‬‬
‫نستنتج مما سمؼ أنو في تصور مجمس األمف‬ ‫أف الفقو ال يزاؿ منقسما‬
‫ونسجؿ في ىذا الصدد ّ‬
‫ىناؾ بعضا مف الشؤوف الداخمية لمدوؿ يمكف أف‬ ‫حوؿ إيجاد المبررات القانونية والواقعية التي تشفع‬
‫تشكؿ خط ار عمى السمـ واألمف الدولييف‪ ،‬متى‬ ‫أف األىداؼ‬
‫ليذه التدخالت‪ ،‬فمنيـ مف يرى ّ‬
‫اإلنساف‬ ‫لحقوؽ‬ ‫جسيمة‬ ‫انتياكات‬ ‫تضمنت‬ ‫اإلنسانية النبيمة يمكف أف تبرر ىذه التدخالت بمعنى‬
‫أو القانوف الدولي اإلنساني‪ ،‬وىو التكييؼ الذي لـ‬ ‫أف مف شأنيا أف ترفع عنيا عدـ المشروعية‪ ،‬في‬
‫ّ‬
‫يمؽ دوما إجماعا داخؿ ذات المجمس‪.‬‬ ‫بأف عدـ مشروعية‬
‫حيف يقر ىذا الفقو ويتمسؾ ّ‬
‫(‪)53‬‬
‫ىكذا وعمى خمفية ىذا الجدؿ‪ ،‬شكمت األمـ‬ ‫‪.‬‬ ‫التدخؿ يظؿ ىو المبدأ‬
‫المتحدة لجنة خاصة بناءا عمى طمب تقدمت بو كندا‬ ‫ويعتقد فريؽ آخر أنو يثبت لمدولة الحؽ في‬
‫سميت بالمجنة الدولية حوؿ التدخؿ والسيادة‬ ‫حماية أشخاص رعاياىا ‪ -‬وليس ممتمكاتيـ‪ -‬متى‬
‫‪ ،)57(ICISS‬حيث قدمت ىذه المجنة أوؿ تقاريرىا‬ ‫وجد خطر محدؽ بحياتيـ و أمنيـ (‪.)54‬‬
‫سنة ‪ 2001‬وكاف بعنواف " مسؤولية الحماية‬ ‫وتتحقؽ ىذه الفرضية عندما تعزؼ أو تعجز‬
‫‪ ،" Responsibility to Protect‬وفيو اقترحت‬ ‫السمطات المحمية عف ضماف ىذه الحماية‪ ،‬وأنو ال‬
‫المجنة إرساء مبدأ حوؿ المسؤولية الجماعية الدولية‬ ‫يوجد حؿ بديؿ عف التدخؿ‪.‬‬
‫لمتحرؾ مف أجؿ حماية رعايا الدولة عندما يكوف‬

‫‪205‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫* بمناسبة الصراع القائـ بيف االنفصالييف الكندييف‬ ‫الجياز السياسي لتمؾ الدولة عاجز عف ذلؾ‪ ،‬مع‬
‫والتاج البريطاني‪ ،‬قامت القوات البريطانية بتحطيـ‬ ‫بأف المسؤولية األصيمة عف حماية ىؤالء‬‫االعتراؼ ّ‬
‫واغراؽ السفينة " كارولينا" التي كانت راسية في‬ ‫تعود إلى السمطات السياسية لتمؾ الدولة‪.‬‬
‫أف ىذه السفينة‬
‫إحدى الموانئ األمريكية بدعوى ّ‬ ‫كما تؤكد المجنة أنو في حاؿ عجز ىذه السمطة‬
‫تسير لتمويف المتمرديف في كندا وأماـ‬
‫ّ‬ ‫كانت‬ ‫فإف مبدأ عدـ التدخؿ يجب‬
‫عف تأميف حماية السكاف ّ‬
‫االحتجاج الذي أبدتو حكومة الواليات المتحدة عمى‬ ‫أف يتنحى تاركا المجاؿ أماـ مسؤولية الجماعة‬
‫لساف كاتب الدولة لمخارجية‪ ،‬أثار ممثؿ بريطانيا‬ ‫الدولية بعرض الحماية‪ ،‬بحيث يقع عمى مجمس‬
‫لدى الواليات المتحدة ضرورة الدفاع الشرعي وواجب‬ ‫األمف والمنظمات اإلقميمية عمال بالفصؿ ‪VIII‬‬
‫الحماية الذاتية‪.‬‬ ‫مف الميثاؽ عبء التحرؾ في ىذه الظروؼ‪.‬‬
‫أما الحكومة األمريكية التي لـ تقتنع‪ ،‬فقد أجابت‬ ‫ىذه في المجمؿ أىـ المحطات القانونية التي‬
‫عف طريؽ تحديدىا لممعايير التي تعتقد أنيا تشكؿ‬ ‫يثيرىا التدخؿ الدولي كأحد المبررات الوجيية‬
‫شروط المجوء الشرعي لمدفاع عف النفس وىي‪" :‬أف‬ ‫الستخداـ القوة دوف أف ترقى بعد إلى مصؼ‬
‫تكوف ىناؾ ضرورة لمدفاع عف النفس‪ ،‬والبد أف‬ ‫يبقى أف نتطرؽ فيما يمي إلى مسألة‬ ‫الشرعية‪،‬‬
‫يكوف االعتداء حاال‪ ،‬ساحقا‪ ،‬ال يدع وسيمة لالختيار‬ ‫الحرب الوقائية كذريعة الستخداـ القوة أثبتت‬
‫سوى بالرد عميو‪ ،‬وال يدع مجاال لمتفكر أو التدبر‪.‬‬ ‫الممارسة الدولية أنيا واردة الوقوع و لكف في غياب‬
‫ورد الفعؿ ال يجب أف يكوف غير معقوؿ أو زائد‬ ‫النصوص أو االتفاؽ بشأنيا تظؿ موصومة بعدـ‬
‫عف المطموب‪ ،‬ويجب أف ينحصر في ضرورة الدفاع‬ ‫الشرعية‪.‬‬
‫عف النفس و يستقر بكؿ وضوح في إطاره‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحرب الوقائية أو الحرب اإلستباقية‬
‫(‪)59‬‬
‫أف الطرؼ االنجميزي لـ يعترض‬
‫فقط‪ ، ".‬المالحظ ّ‬ ‫ّإنو وإلثارة و تفعيؿ الحؽ في الدفاع المشروع مف‬
‫عمى ىذه الشروط وعمى ىذا التصور األمريكي‬ ‫طرؼ الدولة‪ ،‬ال بد وبالضرورة أف تكوف ىذه الدولة‬
‫لمدفاع المشروع‪.‬‬ ‫ضحية اعتداء حقيقي و واقع‪ .‬و عميو فرد فعؿ ىذه‬
‫أف التيديد‬
‫أما الممارسات الدولية فقد أوضحت ّ‬ ‫الدولة يكوف عف طريؽ استعماليا لمقوة وذلؾ‬
‫أو التمويح باستخداـ القوة كاف غالبا ما يثار عمى أنو‬ ‫لضرورة دفع االعتداء بشكؿ آني و متناسب‪ .‬وىذا‬
‫شرط كاؼ لمجوء إلى الدفاع المشروع‪ ،‬ولعؿ أبرز‬ ‫ىو الطرح والتصور الذي يمتؼ حولو كؿ مف الفقو‬
‫سابقة يمكف إثارتيا في ىذا الصدد تمؾ العممية‬ ‫أف محكمة العدؿ‬
‫والممارسة والقانوف الدولي‪ ،‬حتى ّ‬
‫العسكرية التي شنيا الكياف اإلسرائيمي ضد المفاعؿ‬ ‫الدولية في قرارىا نيكاراغوا‪ /‬الواليات المتحدة ‪1986‬‬
‫النووي العراقي ‪ Osirak‬في ‪ 07‬جواف ‪ 1981‬حيث‬ ‫قد ربطت بيف إعماؿ الدفاع الشرعي و بيف وجود‬
‫أثار المعتدي حيثيات جديدة لمدفاع المشروع بقولو‪:‬‬ ‫عدواف مسمح مسبؽ (‪.)58‬‬
‫إف مجاؿ الدفاع عف النفس بات أوسع تمشيا مع‬‫"ّ‬ ‫أما القانوف العرفي بيذا الصدد ‪ -‬قبؿ ميثاؽ‬
‫اتساع قدرات اإلنساف في إلحاؽ األذية بأعدائو‪،‬‬ ‫األمـ المتحدة‪ -‬قد استميـ في جزء كبير مف موقفو‬
‫فمفيوـ الدفاع عف النفس أخذ بعدا جديدا وأكثر‬ ‫مف حادثة السفينة " كارولينا" ‪ 1837‬التي تتمخص‬
‫شمولية مع حموؿ العيد النووي‪."...‬‬ ‫وقائعيا كالتالي‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫المشروع (المادة ‪ )51‬أو الترخيص الجماعي بالقوة‬ ‫أما مجمس األمف فمـ يساير ىذه المبررات‬
‫(الفصؿ ‪ )VII‬و منيا‪:‬‬ ‫واعتمد باإلجماع ق ار ار قويا أداف فيو بشدة‪ " :‬اليجوـ‬
‫‪ -‬جدية التيديد‪ ،‬استنفاد اإلجراءات القيرية األخرى‪،‬‬ ‫العسكري المتعمد مف طرؼ إسرائيؿ والذي يشكؿ‬
‫التناسب‪ ،‬و معالجة الوضع عمى األرض بعد التدخؿ‬ ‫انتياكا صريحا لميثاؽ األمـ المتحدة ولقيـ السموؾ‬
‫العسكري‪. ...‬‬ ‫الدولي" (‪.)60‬‬
‫وأما بالنسبة إلى المجوء إلى التدخالت الوقائية‬ ‫وىنا تجدر المالحظة أف مسألة تحػ ّوؿ اإلجراء‬
‫فإف المجنة تعتقد‬
‫التي قد يرخص بيا مجمس األمف ّ‬ ‫الدولي المتعمؽ بالتصديؽ عمى استخداـ القوة مف‬
‫فإف مجمس‬‫أنو في معزؿ عف فكرة الدفاع المشروع ّ‬ ‫إجراء سابؽ عمى العمؿ العسكري إلى إجراء الحؽ‬
‫األمف يمكنو الترخيص عمى أساس أدلة قوية‬ ‫عميو‪ ،‬يطرح إشكاال قانونيا كبي ار خاصة حوؿ دور‬
‫بعمميات عسكرية إستباقية في سبيؿ القضاء عمى‬ ‫مجمس األمف في ىذا الصدد‪ ،‬حيث يبقى المجمس‬
‫تيديد يكتسي مف العنؼ ما يجعؿ نتائجو كارثية‪.‬‬ ‫الدائرة المختصة التي يمكف أف تعتمد فييا ّقيـ‬
‫حيث و أماـ ىذا الخطر يمكف لمدولة التي تعتقد‬ ‫ومعايير جديدة لمجوء إلى القوة في مواجية‬
‫ّأنػيا مستيدفة بمثمو (التيديد) أف تطمب ذلؾ مف‬ ‫التيديدات المستجدة‪.‬‬
‫مجمس األمف‪.‬‬ ‫وعمى ذكر ىذه التيديدات‪ ،‬ففي بداية ‪2004‬‬
‫أوكؿ األميف العاـ لألمـ المتحدة إلى لجنة شكمت‬
‫خـاتمـــة‬ ‫لمغرض ‪ Adhoc‬عناية صياغة تقرير خاص يشتمؿ‬
‫إف المّجوء إلى استخداـ القوة في العالقات الدولية‬
‫ّ‬ ‫عمى التيديدات المحتممة لمسمـ و األمف الدولييف(‪،)61‬‬
‫يبقى قطعا مف الممارسات المحظورة‪ ،‬وىو المبدأ‬ ‫وأ ّف مما رشح عف األعماؿ التحضيرية ليذه المجنة‬
‫المستقر في نظاـ األمـ المتحدة فيما عدا الحاالت‬ ‫‪ -‬في طور المشروع‪ -‬قد أظير بروز أفكار جديدة‬
‫أف ىذا‬
‫التي يجيزىا الميثاؽ‪ ،‬إال أف الكثير يعتقد ّ‬ ‫فيما تعمؽ باستخداـ القوة مف بينيا‪:‬‬
‫النظاـ قد تجاوزتو األحداث بدليؿ أنو في حاالت‬ ‫‪ -‬ترسيخ قاعدة الترخيص مف مجمس األمف بالمجوء‬
‫عديدة تـ استخداـ القوة لدواعي إنسانية ‪-‬‬ ‫أف مصداقية المجمس رىينة بيذا‬
‫إلى استخداـ القوة و ّ‬
‫بالخصوص‪ -‬خارج اإلطار المتفؽ عميو أمميا ودوف‬ ‫أف‬
‫العمؿ القانوني‪ ،‬حيث جاء في نص المشروع‪ّ " :‬‬
‫أف يرتب ذلؾ إدانة مف األمـ المتحدة‪ ،‬وىو ما‬ ‫مصداقية مجمس األمف تتضاءؿ إذا لـ يرخص‬
‫اعتبره البعض أزمة ميثاؽ والبعض اآلخر استشؼ‬ ‫باستعماؿ القوة مف أجؿ وقؼ اإلبادة الجماعية كما‬
‫فيو اعتراؼ ضمني بوجود حاالت أخرى تقتضي‬ ‫وقع في رواندا ‪ ،1994‬وتتدعـ ىذه المصداقية أكثر‬
‫استخداـ القوة‪.‬‬ ‫عندما يرفض بترخيص الحرب كما ىو الحاؿ‬
‫وعميو يرى البعض أنو بات مف الضرورة بما‬ ‫أف عدـ وجود مسوغات‬
‫بالنسبة لمعراؽ ‪ 2003‬سيما و ّ‬
‫كاف‪ ،‬وأنو آف األواف بعد نضج ىذه األفكار في‬ ‫ليذه الحرب قد تأكد فيما بعد‪.‬‬
‫الوعي الجماعي الدولي‪ ،‬بأف تحظى ىذه الحاالت‬ ‫بيذه الروح يقترح المشروع بعض الشروط ‪-‬‬
‫أف ىذا األمر مف‬
‫باالعتراؼ و وجوب التقنيف‪ ،‬عمى ّ‬ ‫التقميدية في أصميا‪ -‬التي ينبغي أف تراعى عند‬
‫شأنو أف يحقؽ ىدفيف جوىرييف‪:‬‬ ‫المجوء إلى استخداـ القوة سواء في إطار الدفاع‬

‫‪207‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫والنظاـ الدولي‪ ،‬إنيا باتت تخمؽ نفوذية قانونية‬ ‫‪ .1‬الحيمولة دوف خروج ىذه التدخالت عف نصابيا‬
‫إف مسألة العمؿ الدولي يجب أف تطرح‬ ‫جديدة‪ّ ...‬‬ ‫أو أف يتعسؼ في استخداميا بحيث تكوف تحت‬
‫أف الدولة قد أخفقت في ميمتيا وتبيف‬
‫عندما يتكشؼ ّ‬ ‫رقابة و وصاية األمـ المتحدة‪.‬‬
‫أنيا لـ تكف جديرة بالدور الموكؿ إلييا‪."...‬‬ ‫‪ .2‬تعديؿ الميثاؽ بما يسمح بمواكبة تطور وعي‬
‫عمى الرغـ مف ىذه الجيود عمى مستوى‬ ‫شعوب األمـ المتحدة بمشكالتيا وتعزيز تطمعاتيا‬
‫التطمعات التي تسمح بالمضي قدما في إعادة تشكيؿ‬ ‫وىذا ما يحقؽ المصداقية واالستم اررية لمنظاـ القائـ‪.‬‬
‫أف‬
‫نظاـ األمـ المتحدة واعطائو زخما جديدا‪ ،‬إال ّ‬ ‫ولعؿ ىذا ىو التوجو الذي ساد الذكرى الستوف‬
‫األفكار التي طرحت حممت تطورات جديدة إبتداءا‬ ‫لقياـ منظمة األمـ المتحدة‪ ،‬بعد سمسمة الجيود‬
‫مف إخراج فكرة الحرب العادلة مف مفيوميا‬ ‫والتوجيات التي بدأت منذ ‪ ،1993‬وىي السنة التي‬
‫األخالقي الثيوقراطي كفكرة "محور الشر ‪axis of‬‬ ‫افتتح فييا األميف العاـ لألمـ المتحدة السابؽ بطرس‬
‫‪ "devil‬إلى مفيوـ أكثر واقعية و موضوعية‪.‬‬ ‫بطرس غالي‪ ،‬المؤتمر العالمي المنعقد بفيينا في‬
‫وفي انتظار ما قد يأتي بو المستقبؿ يبقى النظاـ‬ ‫كممة أشار فييا إلى ما بدى لديو مف تحديات في‬
‫القائـ ضروري لضماف عمى األقؿ حد أدنى مف‬ ‫مواجية نظاـ األمـ المتحدة‪ ،‬حيث جاء في بعض ما‬
‫الشرعية واالستقرار في العالقات الدولية‪.‬‬ ‫أف حقوؽ اإلنساف‬
‫قاؿ‪..." :‬إنني أميؿ إلى االعتقاد ّ‬
‫بطبيعتيا تمغي الفرؽ التقميدي بيف النظاـ الوطني‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1-C.f, Emmanuel DECAUX, De la guerre juste à la responsabilité de protéger, Cours de droit‬‬
‫‪polycopiés, Université Panthéon-Assas, Paris II, 2005, p 02.‬‬
‫‪ Léon BOURGEOIS - 2‬و ىو الفقيو الفرنسي الذي نادى بنظرية المصالحة و التضامف الدولييف‪ ،‬و كاف مف أصحاب األفكار‬
‫التي أدت إلى نشأة عصبة األمـ‪.‬‬
‫‪http//Theses.enc.Sorbonne.fr/2006/zeyer‬‬ ‫‪ -‬لممزيد حوؿ الموضوع‪ ،‬تفحص الموقع‪،‬‬
‫‪3-C.f, Philippe WECKEL, L’Usage Déraisonnable de la Force, In : R.G.D.I.P, N° 2003/2 pp 378,‬‬
‫‪388.‬‬
‫‪4- Florence NGUYEN-ROUAULT, L’Intervention Armée en Irak et son occupation au regard du‬‬
‫‪Droit International, In : R.G.D.I.P, N° 2003/4, pp 857, 861.‬‬
‫‪5- « Le droit international classique n’a jamais cherché à restreindre l’usage de la guerre. Du XVI e au‬‬
‫» …‪XIXe siècle, les Etats apprécient librement l’opportunité de son déclenchement‬‬
‫‪C.f, Nguyen QUOC DINH, Patrick DAILLIER, Alain PELLET, Droit International Public, 5 éme éd,‬‬
‫‪L.G.D.J/DELTA, 1994, p 876.‬‬
‫‪ -6‬مف األمثمة عف عدـ االستقرار‪ ،‬ن ّذكر بحالة العراؽ بعد احتاللو مف قوات التحالؼ‪،‬‬
‫‪ -‬راجع بيذا الشأف‪،‬‬
‫‪- Jean-Marc SOREL, L’ONU et l’Irak : Le Vil plomb ne s’est pas transformé en Or pur, In :‬‬
‫‪R.G.D.I.P, N°2004/4, pp 846, 853.‬‬
‫‪ -7‬مف األمثمة عمى تفكؾ الوحدة السياسية لمدوؿ بفعؿ التدخؿ‪ ،‬نذكر حالة جورجيا بعد التدخؿ العسكري لفيدرالية روسيا ‪ 08‬أوت‬
‫‪ ، 2008‬و استقالؿ كؿ مف أوسيتا الجنوبية‪ ،‬و أبخاسيا عف جورجيا‪ ،‬لممزيد حوؿ ىذا النزاع‪ ،‬راجع‪،‬‬
‫‪-Olivier CORTEN, Le rapport de la commission d’enquête internationale indépendante sur le conflit‬‬
‫‪en Géorgie : Quel apport au Jus Contra Bellum ?, In : R.G.D.I.P, N°2010/1, pp 36, 60.‬‬

‫‪208‬‬
‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪8-La problématique saisie serait: L’éviction de l’utilisation de la force dans les relations‬‬
‫‪internationales , entre la consolidation du principe selon les modalités édictées dans la charte des‬‬
‫‪Nations Unies ce qui constitue une garantie de la stabilité des relations internationales, et la nécessité‬‬
‫‪d’élargir le spectre des exceptions dans le sens qu’elles assumeraient les exigences de l’évolution‬‬
‫‪naturelle du droit international.‬‬
‫أف حياة الدوؿ مثؿ حياة الناس‪ ،‬فكما‬
‫‪ - 9‬و ىي ذات الفمسفة التي ت أثر بيا الفقيو مونتسكيو في كتابو روح القوانيف ‪ ،1748‬بقولو‪ّ " :‬‬
‫فإف لمدوؿ حؽ الحرب لحفظ بقائيا‪"...‬‬
‫لمناس حؽ القتؿ في حالة الدفاع الطبيعي‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬راجع‪ ،‬د‪ /‬إبراىيـ العناني‪ ،‬المنظمات الدولية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،1990‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -11‬لممزيد راجع‪ ،‬بف عامر تونسي‪ ،‬قانوف المجتمع الدولي المعاصر‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ 2000‬ص ‪.43‬‬
‫‪11 -Emmanuel DECAUX, Op.Cit, p 03.‬‬
‫‪ -12‬ماىر عبد المنعـ محمد أبو يونس‪ ،‬استخداـ القوة في فرض الشرعية الدولية في ظؿ السوابؽ الدولية‪ ،‬رسالة لمحصوؿ عمى درجة‬
‫دكتوراه في الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -13‬المادة ‪ 12‬مف عيد عصبة األمـ‪.‬‬
‫‪ – 14‬ىنا تجدر اإلشارة إلى تثميف المساىمة الميمة التي قدميا اتفاؽ برياف‪-‬كيموغ ‪ 1928‬في مسألة تدارؾ الفراغات القانونية التي‬
‫شابت عيد عصبة األمـ حوؿ حظر استخداـ القوة في العالقات الدولية‪ ،‬حيث انضمت إلى ىذا االتفاؽ حوالي ستوف دولة‪ ،‬و بالنسبة‬
‫إلى تمؾ الحقبة يعتبر ىذا الرقـ مرادفا إلجماع دولي عالمي‪ ،‬ما سمح فيما بعد بمحاكمة مجرمي الحرب أماـ محكمة نورنبرغ ‪1946‬‬
‫استنادا إلى نصوص اتفاؽ برياف‪-‬كيموغ‪.‬‬
‫‪-A propos du Pacte Briand-Kellogg 1928:‬‬
‫‪- C.f, Jean COMBACAU, Serge SUR, 5éme éd, Domat/ Montchrestien, 2001, p 621.‬‬
‫‪ -15‬الفقرة ‪ 06‬مف المادة ‪ 02‬ميثاؽ األمـ المتحدة‪ " :‬تعمؿ الييئة عمى أف تسير الدوؿ غير األعضاء فييا عمى ىذه المبادئ بقدر‬
‫ما تقتضيو ضرورة حفظ السمـ و األمف الدولي"‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 107‬مف ميثاؽ األمـ المتحدة‪ " :‬ليس في ىذا الميثاؽ ما يبطؿ أو يمنع أي عمؿ إزاء دولة كانت في أثناء الحرب العالمية‬
‫الثانية معادية ألحدى الدوؿ الموقعة عمى ىذا الميثاؽ إذا كاف ىذا العمؿ قد اتخذ أو رخص بو نتيجة لتمؾ الحرب مف قبؿ الحكومات‬
‫المسؤولة عف القياـ بيذا العمؿ"‪.‬‬
‫‪éme‬‬
‫‪16- Cf, Pierre-Marie DUPUY, Droit international public, 5‬‬ ‫‪éd, DALLOZ, Paris, 2000 pp 47, 48, pp‬‬
‫‪132, 133.‬‬
‫‪ - 17‬د‪ /‬عبد اهلل األشعؿ‪ ،‬األمـ المتحدة و العالـ العربي‪ ،‬دراسة حالة تطبيقات الجزاءات الدولية‪ ،‬دار شمس المعرفة‪ ،‬طبعة ‪،1994‬‬
‫ص ‪ 76‬و ما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -18‬بروتوكولي ‪ 1977‬اإلضافييف التفاقيات جنيؼ األربع لعاـ ‪.1949‬‬
‫‪ -19‬راجع المادة ‪ ،01‬فقرة ‪ 01‬مف البروتوكوؿ اإلضافي األوؿ ‪ 1977‬التفاقيات جنيؼ ‪.1949‬‬
‫‪ - 21‬قد وردت اإلشارة ألوؿ مرة إلى الوالية الجنائية الدولية فيما تعمؽ بالجرائـ اإلرىابية ‪ -‬عمى الرغـ مف عدـ وجود تعريفا جامعا‬
‫لإلرىاب‪ ،‬أو أنو بات مف ميددات السمـ و األمف الدولييف‪ -‬بالنظاـ األساسي لممحكمة الخاصة بمبناف التي أنشأت بالقرار ‪1757‬‬
‫المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪ 2007‬الصادر عف مجمس األمف و تحت الفصؿ السابع مف الميثاؽ حيث جاء في ديباجة نظاـ المحكمة‪:‬‬
‫"‪...‬إنشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة جميع مف تثبت مسؤوليتيـ عف الجريمة اإلرىابية التي أودت بحياة رئيس الوزراء المبناني‬
‫السابؽ رفيؽ الحريري‪.". ...‬‬
‫)‪S/RES/1757 (2007‬‬ ‫‪ -‬راجع بشأف النظاـ األساسي لممحكمة الخاصة بمبناف الوثيقة األممية تحت رقـ‬
‫‪ - 21‬لممزيد طالع‪ ،‬أمؿ يازجي‪ ،‬محمد عزيز شكري ‪ ،‬اإلرىاب و النظاـ العالمي الراىف‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬دمشؽ ‪ ،2002‬ص ‪24‬‬
‫و ما بعدىا‪.‬‬
‫‪ - 22‬لممزيد‪ ،‬النص األصمي لممادة ‪ 227‬مف معاىدة فرساي ‪1919‬‬
‫» ‪«Pour offense suprême contre la morale internationale et l’autorité sacrée des traités‬‬
‫‪23- Jean COMBACAU, Serge SUR, Op.Cit, pp 622, 623.‬‬

‫‪- 209 -‬‬


‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪ - 24‬حوؿ كؿ ما تعمؽ بالتوصية رقـ ‪ ،XXV /2625‬راجع‪،‬‬


‫‪- Hubert Thierry, Droit et relations internationales, Montchrestien, 1984, p 548 et s.‬‬
‫‪ - 25‬راجع عموما‪ - ،‬د‪ /‬مانع جماؿ عبد الناصر‪ ،‬القانوف الدولي العاـ‪ ،‬المجاؿ الوطني لمدولة‪ ،‬دار العموـ‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪- C.f, Pierre Marie DUPUY, Op.Cit, p 60.‬‬
‫‪ -26‬حوؿ ىذا النقاش‪ ،‬راجع عموما‪،‬‬
‫‪- Mohammed BEDJAOUI, Nouvel ordre mondial et contrôle de la légalité des actes du conseil de‬‬
‫‪sécurité, Ed Bruylant, 1994.‬‬
‫‪ - 27‬حوؿ طبيعة ىذه القواعد راجع‪ ،‬قرار محكمة العدؿ الدولية في قضية " برشمونة تراكشف" الصادر في ‪ 05‬فبراير ‪.1970‬‬
‫‪ -‬راجع كذلؾ التعميؽ عمى ذات القرار‬
‫‪- Jean CHARPENTIER, Cour Internationale de Justice,- Affaire de la Barcelona Traction, Arrêt du 05‬‬
‫‪Février 1970, In: A.F.D.I, 1970, p 315.‬‬
‫‪ -‬في نفس السياؽ راجع‪ ،‬التوصية رقـ ‪ 83/56‬لمجمعية العامة لألمـ المتحدة في دورتيا ‪ 56‬المتضمنة مشروع تقنيف المسؤولية‬
‫الدولية عف العمؿ غير المشروع دوليا في قراءتو النيائية ‪ ،2001‬المنجز مف طرؼ لجنة القانوف الدولي أو ما بات يعرؼ بمشروع‬
‫‪ Crawford‬إذ تنص المادة ‪ 40‬منو‪ - " :‬يسري ىذا الفصؿ عمى المسؤولية الدولية المترتبة عف إخالؿ خطير مف جانب دولة‬
‫بالتزاـ ناشئ بموجب قاعدة مف القواعد القطعية‬
‫‪ - impératives -‬لمقانوف الدولي‪.‬‬
‫ير إذا كاف ينطوي عمى تخمؼ جسيـ أو منيجي مف جانب الدولة المسؤولة عف أداء االلتزاـ"‪.‬‬
‫‪ -‬يكوف اإلخالؿ بيذا االلتزاـ خط ا‬
‫‪ -28‬راجع النص األصمي لمتوصية‪،‬‬
‫‪-GTDIP, Grands textes de Droit International Public, Vol N°03 et 21, éd Dalloz, Paris.‬‬
‫‪ -29‬لممزيد راجع‪،‬‬
‫‪-J. ZOUREK, La notion de légitime défense en droit international, In: A.I.D.I, 1975, pp 01, 80.‬‬
‫‪ -31‬راجع‪ ،‬حوؿ تفعيؿ حؽ الدفاع المشروع مف ضمف التدابير المضادة‪،‬‬
‫‪- Joaquin Alcaide FERNANDEZ, Contre mesures et Règlement de différends, In:‬‬
‫‪R.G.D.I.P, Tome 108/2004/2, A. Pédone , Paris , pp 356,359.‬‬
‫‪ -31‬مف اتفاقيات الدفاع المشترؾ نذكر‪ :‬ميثاؽ بروكسؿ ‪ ،1948‬معاىدة ريو دي جنيرو ‪ ،1948‬ميثاؽ األطمسي الشمالي ‪،1949‬‬
‫معاىدة حمؼ وارسو ‪.1955‬‬
‫ص ‪ 22‬و ما‬ ‫‪ -‬راجع‪ ،‬بوزناد معمر‪ ،‬المنظمات اإلقميمية و نظاـ األمف الجماعي‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫‪ -32‬لممزي د حوؿ السمطة التقديرية لمجمس األمف في تقرير حالة العدواف و غيرىا‪ ،‬راجع‬
‫‪- Gérard CAHIN, La notion de pouvoir discrétionnaire appliqué aux organisations Internationales, In:‬‬
‫‪R.G.D.I.P, Tome 107/2003/3, pp 536, 600.‬‬
‫‪-C.f, Emmanuel DECAUX, Conseil de sécurité : des nouvelles compétences, In: L’ingérence‬‬
‫‪humanitaire : vers un nouveau droit international, In: Revue mensuelle, Paris, 2006/2, p 7 et s de‬‬
‫‪l’article.‬‬
‫‪ -33‬راجع‪ ،‬حوؿ اعتداء إسرائيؿ عمى لبناف صيؼ ‪ 2006‬و المخاض العسير الذي سبؽ صدور قرار مجمس األمف رقـ ‪1701‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬أوت (تموز) ‪ 2006‬الذي يمزـ إسرائيؿ بتوقيؼ عممياتيا العسكرية‪ ،‬بسبب عدـ موافقة الواليات المتحدة و إعطاء الميؿ‬
‫الكافية إلسرائيؿ عمى أمؿ قضائيا عمى المقاومة المبنانية‪.‬‬
‫الموسوعة االلكترونية ‪http://fr.wikipédia.org‬‬
‫‪ - 34‬راجع‪ ،‬حوؿ مبدأ الرضائية في االلتزاـ بالمعاىدات الدولية‪،‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬مانع جماؿ عبد الناصر‪ ،‬القانوف الدولي العاـ‪ ،‬المدخؿ و المصادر‪ ،‬د ار العموـ لمنشر و التوزيع‪ ،‬عنابو الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ -‬راجع‪ ،‬مف المادة ‪ 10‬إلى المادة ‪ 18‬مف اتفاقية فيينا لقانوف المعاىدات لعاـ ‪.1969‬‬

‫‪- 210 -‬‬


‫عدد ‪ - 83‬جوان ‪4102‬‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

‫‪- A propos du principe de l’autonomie de la volonté, C.f, M.VILLEY, philosophie de droit, Tome I,‬‬
‫‪2eme éd, Dalloz Sirey, 1984, p 133.‬‬
‫‪ - 35‬نص المادة ‪ 39‬مف الميثاؽ‪ " :‬يقرر مجمس األمف ما إذا كاف قد وقع تيديد لمسمـ أو اإلخالؿ بو أو كاف ما وقع عمال مف‬
‫أعماؿ العدواف‪."...‬‬
‫‪ - 36‬تنص المادة ‪ 41‬مف الميثاؽ‪ ..." :‬لمجمس األمف أف يقرر ما يجب اتخاذه مف التدابير التي ال تتطمب استخداـ القوات المسمحة‬
‫لتنفيذ ق ارراتو‪...‬و يجوز أف يكوف مف بينيا‪ :‬وقؼ الصالت االقتصادية و المواصالت الحديدية و البحرية و الجوية‬
‫و البريدية و البرقية و الالسمكية و غيرىا مف وسائؿ المواصالت وقفا جزئيا أو كميا و قطع العالقات الدبموماسية"‪.‬‬
‫‪ -37‬حوؿ تنوع التدابير الواردة بالمادة ‪ 41‬مف الميثاؽ‪ ،‬راجع‬
‫العربية‪،‬‬ ‫النيضة‬ ‫دار‬ ‫الدولية‪،‬‬ ‫والشرعية‬ ‫الجديد‬ ‫الدولي‬ ‫ا لنظاـ‬ ‫سرحاف‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫العزيز‬ ‫د‪/‬عبد‬ ‫‪-‬‬
‫القاىرة‪ ،‬طبعة ‪ 1996‬ص ‪ 35‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -38‬راجع‪ ،‬قرار مجمس األمف رقـ ‪ )2011( 1970‬المؤرخ في ‪ 26‬فبراير ‪ ، 2011‬المتعمؽ بتوقيع عقوبات متنوعة عمى النظاـ‬
‫الميبي و بعضا مف مسؤوليو‪،‬الوثيقة‪S/RES/1970(2011 :‬‬
‫‪ -39‬بشأف التدخؿ العسكري الدولي في شبو جزيرة كوريا ‪ ،1950‬راجع‬
‫‪ -‬قراري مجمس األمف‪ :‬رقـ ‪ 83‬المؤرخ في ‪ 27‬جواف ‪ ،1950‬و رقـ ‪ 84‬المؤرخ في ‪ 07‬جويمية ‪.1950‬‬
‫‪ -‬لممزيد حوؿ الموضوع راجع‪،‬‬
‫‪-Albane GESLIN , Réflexions sur la réparation de la responsabilité entre l’Organisation Internationale‬‬
‫‪et ses Etats membres, In: R.G.D.I.P, Tome 109/2005/3 ,A.Pédone, Paris, pp 553, 559.‬‬
‫‪ -41‬سمح التدخؿ الدولي بميبيا بموجب القرار ‪ 1973‬المؤرخ في ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬باإلطاحة بالنظاـ القائـ‪.‬‬
‫فعػمت فييا المادة ‪: 42‬‬
‫‪ -‬راجع الموقع‪ - http : // fr.wikipedia.org 24/03/2011 ،‬مف الق اررات التي ّ‬
‫‪ o‬سماح مجمس األمف باستعماؿ القوة في إطار تحالفات عسكرية قادتيا الواليات المتحدة [ كوريا ‪ 1950‬العراؽ‪ /‬الكويت ‪،1990‬‬
‫الصوماؿ ‪ ،1992‬ىايتي ‪].1994‬‬
‫‪ o‬سماح مجمس األمف لدوؿ أخرى بقيادة عمميات عسكرية‪ - :‬فرنسا في رواندا ‪ - / 1994‬إيطاليا في ألبانيا ‪ - / 1997‬أستراليا في‬
‫تيمور الشرقية ‪ - / 1999‬فرنسا في ساحؿ العاج ‪ - / 2011‬فرنسا و بريطانيا أوال في ليبيا ‪.2011‬‬
‫‪ -41‬فيذه الحركات أدت إلى تغيرات عميقة في فكر القانوف الدولي و لكف دوف أف تؤثر في األسس التي يقوـ عمييا فكاف مطموبا مف‬
‫الييئة األممية كي ترفع الحظر عف استخداـ القوة في ىذه الحاالت أف تكيؼ طبيعة ىذا النزاع المسمح‪ :‬ىؿ ىو نزاع دولي أـ مجرد‬
‫نزاع داخمي بيف السمطة المستعمرة و شعوب مستعمراتيا؟‬
‫ألف ىذه الحركات في أغمبيا كانت مصحوبة بأنواع مف مظاىر العنؼ الداخمي و الدولي اكتست في بعض األحياف طابع الثورات‬‫ّ‬
‫الكبيرة( عمى غرار الثورة الجزائرية ‪)1962-1954‬‬
‫حيث تمت اإلجابة عمى ىذا السؤاؿ بموجب التوصية ‪ ، XXVII/2918‬ومف بعدىا المادة ‪ 01‬فقرة ‪ 04‬مف بروتوكوؿ جنيؼ اإلضافي‬
‫األوؿ لعاـ ‪ 1977‬و منو حؽ الشعوب في تقرير مصيرىا و مشروعية ‪ Légitimité‬العمؿ المسمح التي تقوده ىذه الشعوب في سبيؿ‬
‫أف كؿ مساعدة تتمقاىا الدولة االستعمارية لقمع ثورات‬
‫استرجاع استقالليا و أىميتيا استقباؿ المساعدات العسكرية الدولية‪ ،‬كما تقرر ّ‬
‫شعوب المستعمرات الطامحة إلى االستقالؿ ىي مف قبيؿ المساعدة عمى العدواف‪(.‬توصية الجمعية العامة رقـ ‪ XXII /2465‬المؤرخة‬
‫في ‪ ،1968/12/20‬التوصية رقـ ‪ 2918‬لعاـ ‪.)1972‬‬
‫‪-‬لممزيد‪ ،‬راجع‬
‫‪- Antonio CASSESSE, Le Droit International dans un Monde Divisé, éd Berger- Levrault, Paris, 1986,‬‬
‫‪pp 85, 90.‬‬
‫‪- Nguyen QUOC DINH, Patrick DAILLIER, Alain PELLET, Op.Cit, pp 888, 889.‬‬
‫‪42- Jean COMBACAU, Serge SUR, Op.Cit, p 631.‬‬
‫‪43 -W.M. RAISMAN, In defense of world public order, In: A.J.I.L, Vol 95, 2001, pp 833, 835.‬‬
‫‪44- J.CHARNEY, The use of force against terrorism and international law, in, A.J.I.L, Vol 95, 2001,‬‬
‫‪pp 835, 839.‬‬

‫‪- 211 -‬‬


4102 ‫ جوان‬- 83 ‫عدد‬ ‫التواصل في االقتصاد واإلدارة والق انون‬

45- Thomas FRANK, Terrorism and right of self-defense, In: A.J.I.L, Vol 95, 2001, pp 839, 843.
46- O.CORTEN & F.DUBUISSON, Opération « Liberté immuable » : une extension abusive du
concept de légitime défense, In: R.G.D.I.P, Tome 106/2002/1, p 53 et s.
‫ راجع‬،‫ لممزيد حوؿ مشروعية الحرب عمى أفغانستاف‬-47
- O.CORTEN & F.DUBUISSON, Op.Cit, p 53, p 54.
:‫ و ىما‬،‫أف المصطمح العربي لعدـ التدخؿ يقابمو في المّغة الفرنسية مصطمحاف مختمفاف في الداللة و اآلثار‬
ّ ‫ وجبت اإلشارة ىنا‬-48
.‫ و يقصد بو عدـ التدخؿ في الشؤوف الداخمية لمدوؿ‬:non-ingérence o
‫ و يقصد بو التزاـ كافة الدولة باحت ارميا االختصاصات التي تمارسيا الدولة عمى إقميميا عمى وجو‬:non-intervention o
.‫استئثاري‬
‫ و يختمؼ المفيوماف مف حيث طريقة التدخؿ فبالنسبة لألوؿ فيو يسمؾ سبيؿ غير الس بيؿ العسكري أما الثاني فالطابع العسكري‬o
.‫ىو ميزتو األساسية‬
،‫ لممزيد راجع‬-
- Emmanuél Décaux, Sécurité et coopération en Europe, Collection « retour aux textes », La
documentation Française, 1993, p 46.
49-A propos de la notion de l’intervention sollicitée, et l’intervention d’humanité -C.f, Pierre Marie
DUPUY, Droit international public, Op.Cit, p108.
51 - idem, p 109.
.43 ‫ ص‬،‫ بدوف سنة‬،‫ القاىرة‬،‫ دار النيضة العربية‬،‫ التدخؿ الدولي اإلنساني‬،‫ حساـ أحمد محمد ىنداوي‬/‫ د‬-51
.46 ،21 ‫ ص ص‬،1990 ،‫ الجزائر‬،‫ المؤسسة الوطنية لمكتاب‬،‫ مبدأ عدـ التدخؿ في القان وف الدولي المعاصر‬،‫ بك ار إدريس‬-52
‫ الطبعة األولى‬،‫ الشركة الوطنية لمنشر و التوزيع‬،‫ االحتالؿ الحربي و قواعد القانوف الدولي المعاصر‬،‫ مصطفى كامؿ شحاتة‬/‫ د‬- 53
.‫ و ما بعدىا‬92 ‫ ص‬،1981
.‫ و ما بعدىا‬93 ‫ ص‬،‫ المرجع نفسو‬- 54
55 -Olivier PAYE, Sauve qui veut, Le droit international face aux actions humanitaires Bruylant,
Bruxelles, 1996, pp 10, 12.
،‫ بدوف تفويض مف مجمس األمف راجع‬1999 ‫ حوؿ تدخؿ الحمؼ األطمسي في كوسوفو‬- 56
-M. KOHEN, L’emploi de la force et la crise du Kosovo : vers un nouveau désordre juridique
international, In: R.B.D.I, 1999, p 133 et s.
57 – A propos de La commission internationale de l’intervention et de la souveraineté des Etats, -C.f,
Laurence BOISSON DE CHAZOURNE, Luigi CONDORELLI, De la « Responsabilité de protéger »,
ou d’une nouvelle parure pour une notion déjà bien établie, In: R.G.D.I.P, Tome CX/2006, pp 12, 13.
58 - C.f, Cour International de Justice, Recueil des arrêts, Avis consultatifs et Ordonnances (1947-
1989), leyden, A.W.Sijthoff/C.I.J- Arrêt du 27 juin 1986, portant sur Les activités militaires et
paramilitaires au Nicaragua. (Nicaragua vs United States), p 14, p 15.
59- Thomas FRANK, Recourse to force, State action against threats and armed attack, Cambridge,
Cambridge University Press, 2003, pp 140 and further on.
.1981 ‫ جواف‬19 ‫ الصادر في‬487 ‫ راجع قرار مجمس األمف رقـ‬- 61
.‫ بشأف إدانة الغارات الجوية اإلسرائيمية ضد المفاعؿ النووي العراقي‬XXVII/36 ‫ راجع توصية الجمعية العامة رقـ‬-
- C.f, D’Amato, Israeli’s air strike upon the Iraqi nuclear reactor, In: A.J.I.L., Vol 77, 1983, pp 584
and further on.
.129 ‫ ص‬،‫ المرجع السابؽ‬،‫ محمد خميؿ الموسى‬/‫ د‬،‫ لممزيد راجع‬-
61- C.f, Emmanuel DECAUX, Les nouvelles menaces contre la paix et la sécurité internationale, In:
Société Française pour le droit international, A.Pédone, Paris, 2004, pp 35, 36.

- 212 -

You might also like