You are on page 1of 8

‫آيات قرآنية عن البيئة‬

‫‪ )1‬االستخالف‪:‬‬
‫قولو تعالى‪( :‬واذ قال ربك لممالئكة إني جاعل في األرض خميفة قالوا أتجعل فييا من يفسد فييا ويسفك الدماء‬
‫ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني اعمم ما ال تعممون) البقرة‪03 :‬‬
‫‪ )2‬التسخير‪:‬‬
‫(وسخر لكم ما في السموات وما في األرض جميعا منو إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون الجاثية‪30 :‬‬
‫(ألم تروا أن ا﵀ سخر لكم ما في السموات وما في األرض وأسبغ عميكم نعمو ظاىرة وباطنة …) لقمان‪.03:‬‬
‫(وسخر لكم الميل والنيار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره‪ ،‬إن في ذلك آليات لقوم يعقمون) النحل‪30:‬‬
‫(وىو الذي سخر البحر لتأكموا منو لحما طريا وتستخرجوا منو حمية تمبسونيا وترى الفمك مواخر فيو ولتبتغوا من‬
‫فضمو ولعمكم تشكرون) النحل‪31:‬‬
‫(ا﵀ الذي خمق السموات واألرض وأنزل من السماء مآء فأخرج بو من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفمك لتجري‬
‫في البحر بأمره وسخر لكم األنيار) إبراىيم‪00:‬‬
‫(لتستووا عمى ظيوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عميو وتقولوا سبحان الذي سخر لنا ىذا وما كنا لو مقرنين)‬
‫الزخرف‪30 :‬‬
‫(فسخرنا لو الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب) ص‪03 :‬‬
‫(والبدن جعمناىا لكم من شعائر ا﵀ لكم فييا خير‪ ،‬فاذكروا اسم ا﵀ عمييا صواف‪ ،‬فإذا وجبت جنوبيا فكموا منيا‬
‫وأطعموا القانع والمعتر ‪.‬كذلك سخرناىا لكم لعمكم تشكرون) الحج‪03:‬‬
‫‪ )3‬اإلعمار‪:‬‬
‫قال تعالى‪( :‬والى ثمود أخاىم صالحا‪ .‬قال‪ :‬يا قوم اعبدوا ا﵀ ما لكم من إلو غيره‪ .‬ىو أنشأكم من األرض‬
‫واستعمركم فييا‪ ،‬فاستغفروه ثم توبوا إليو‪ ،‬إن ربي قريب مجيب) ىود‪33 :‬‬
‫‪ )4‬سموك الناس السمبي‪ ،‬ماديا وروحيا‪ ،‬يؤدي إلى الكوارث الطبيعية‪:‬‬
‫(ويرسل الصواعق ويصيب بيا من يشاء )الرعد‪30 :‬‬
‫(فيرسل عميكم قاصفا من الريح) اإلسراء‪36:‬‬
‫(كمثل ريح فييا صر أصابت حرث قوم ظمموا أنفسيم فأىمكتو) آل عمران‪334 :‬‬
‫(أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عميكم حاصبا) اإلسراء‪35 :‬‬
‫ففي قصة نوح عميو السالم ربط واضح بين الطوفان والكفر‪( :‬حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قمنا احمل فييا من‬
‫كل زوجين إثنين وأىمك إال من سبق عميو القول ومن آمن‪ .‬وما آمن معو إال قميل) ىود‪13 :‬‬

‫‪ )5‬كان اإلسالم سباقا لمفهوم "المحمية الطبيعية" ولكنيا بأمر رب العالمين‪( :‬يا أييا الذين آمنوا ليبمونكم ا﵀‬
‫بشيء من الصيد تنالو أيديكم ورماحكم ليعمم ا﵀ من يخافو بالغيب فمن إعتدى بعد ذلك فمو عذاب أليم‪ .‬يا أييا‬
‫الذين آمنوا ال تقتموا الصيد وانتم حرم ومن قتمو منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم بو ذوا عدل منكم‬
‫ىديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا ا﵀ عما سمف ومن عاد فينتقم‬
‫ا﵀ منو وا﵀ عزيز ذو إنتقام) المائدة‪62 - 61:‬‬
‫اد ِفي ا ْل َبر َوا ْل َب ْح ِر)‬ ‫سُ‬‫ظ َه َر ا ْلفَ َ‬
‫‪ )6‬اإلعجاز العممي في آية واحدة ( َ‬
‫القرآن ىو كتاب المعجزات‪ ،‬ففيو معجزات إليية ال تُحصى‪ ،‬فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياتو عن ىذه‬
‫ض الَِّذي‬ ‫الن ِ ِ ِ‬
‫اس لُيذيقَيُ ْم َب ْع َ‬ ‫ت أ َْي ِدي َّ‬
‫اد ِفي ا ْلَبر َوا ْلَب ْح ِر بِ َما َك َسَب ْ‬ ‫النتائج الثالثة بدقة مذىمة‪ ،‬يقول تعالى‪( :‬ظَيَ َر ا ْلفَ َس ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ون) [الروم‪ .]13 :‬فقد تضمنت ىذه اآلية الكريمة إشارة إلى النتائج الثالثة التي اتفق عمييا‬ ‫َعممُوا لَ َعميُ ْم َي ْرِج ُع َ‬
‫العمماء اليوم وىي‪:‬‬
‫اد ِفي ا ْلَبر َوا ْلَب ْح ِر) اتفق العمماء عمى أن الفساد في البيئة وكممة الفساد تشمل التموث والتغيرات‬
‫‪( -3‬ظَيَ َر ا ْلفَ َس ُ‬
‫(الجدب) أي التصحر‪ ،‬وىو ما يحدث اليوم عمى األرض‬ ‫ْ‬ ‫الحد‪ ،‬ومن معاني الفساد‬‫المناخية وكل شيء جاوز ّ‬
‫حيث يؤكد العمماء أن المساحة الخضراء تتقمص بفعل البشر وسوف تزداد األراضي الجافة والمتصحرة في األعوام‬
‫القادمة بسبب زيادة التموث‪ .‬ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل ال ّبر والبحر‪ ،‬تماماً كما جاء في اآلية الكريمة‪.‬‬
‫اس) يؤكد العمماء أن التموث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن اإلنسان‪ ،‬فالناس‬ ‫ت أ َْي ِدي َّ‬
‫الن ِ‬ ‫‪( -0‬بِ َما َك َسَب ْ‬
‫ىم المسؤولون عن ىذا التغير البيئي الخطير‪ ،‬تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِِ‬
‫ون) وتتضمن ىذه اآلية تحذي اًر لمناس في أن يرجعوا إلى اإلصالح في‬ ‫ض الذي َعممُوا لَ َعميُ ْم َي ْرِج ُع َ‬
‫‪( -0‬لُيذيقَيُ ْم َب ْع َ‬
‫األرض وتدارك ىذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزىم الحدود التي خمق ا﵀ األرض عمييا وأن يعيدوا‬
‫لمغالف الجوي توازنو ويقمموا من كمية المموثات التي يطمقونيا كل يوم والتي تقدر بماليين األطنان!! ىذا التحذير‬
‫ىو نفسو الذي أطمقتو منظمة األمم المتحدة قبل أيام!!‬
‫عبر القرآن عن ذلك بكممة (ظَيََر) بالماضي‬
‫إذن اآلية الكريمة تحدثت ظيور الفساد الذي يشمل البر والبحر‪ ،‬وقد ّ‬
‫ألن القرآن ال ينطق إال بالحق فالمستقبل بالنسبة ﵀ تعالى ىو حقيقة واقعة ال مفر منيا وكأنيا وقعت في الماضي‬
‫وانتيى األمر‪ ،‬ولذلك جاء التعبير عن ىذه الحقيقة العممية بالفعل الماضي‪ .‬كذلك تحدثت اآلية الكريمة عن‬
‫وحددت الفاعل وىو اإلنسان‪ ،‬وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق‬
‫ّ‬ ‫المسؤول عن ىذا الفساد البيئي‬
‫والى العمل عمى إعادة التوازن لألرض‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬أليس القرآن كتاب معجزات!!‬

‫من االيات ايضا‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫• {والَ تُ ْف ِس ُدوْا ِفي األ َْر ِ‬
‫ين}‪[ .‬األعراف‪]52 :‬‬ ‫صالَحيَا َذل ُك ْم َخ ْيٌر ل ُك ْم إِن ُكنتُم ُّم ْؤ ِمن َ‬ ‫ض َب ْع َد إِ ْ‬ ‫َ‬
‫ون}‪[ .‬الروم‪.]13 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض الذي َعممُوا لَ َعميُ ْم َي ْرج ُع َ‬ ‫ت أ َْيدي الناس لُيذيقَيُم َب ْع َ‬ ‫اد في ا ْلَبر َوا ْلَب ْحر ب َما َك َسَب ْ‬ ‫• {ظَيَ َر ا ْلفَ َس ُ‬
‫يعا}‪[ .‬المائدة‪.]00 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ض فَ َكأََّن َما قَتَ َل َّ‬ ‫س أ َْو فَ َس ٍاد ِفي األ َْر ِ‬ ‫{من قَتَ َل َن ْف ًسا بِ َغ ْي ِر َن ْف ٍ‬
‫اس َجم ً‬ ‫الن َ‬ ‫• َ‬
‫ان}‪[ .‬المائدة‪.]0 :‬‬ ‫اإلثِْم َوا ْل ُع ْد َو ِ‬
‫• {وتَ َعاوُنوْا َعمَى ا ْلبر والتَّ ْقوى والَ تَ َعاوُنوْا َعمَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الن ِار}‪[ .‬غافر‪.]10 :‬‬ ‫اب َّ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫ين ُى ْم أ ْ‬ ‫َن ا ْل ُم ْس ِرِف َ‬ ‫{وأ َّ‬‫• َ‬
‫ين} [األعراف‪.]03 :‬‬ ‫• {و ُكمُوْا َوا ْش َرُبوْا َوالَ تُ ْس ِرفُوْا إَِّنوُ الَ ُي ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُم ْس ِرِف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضٌر}‪[ .‬القمر‪.]05 :‬‬ ‫َن ا ْل َماء ق ْس َمةٌ َب ْيَنيُ ْم ُك ُّل ش ْر ٍب ُّم ْحتَ َ‬ ‫{وَنب ْئيُ ْم أ َّ‬‫• َ‬
‫ين}‪[ .‬البقرة‪.]33:‬‬ ‫ق المَّ ِو والَ تَعثَوْا ِفي األَر ِ ِ ِ‬ ‫• { ُكمُوْا وا ْش َرُبوْا ِمن رْز ِ‬
‫ض ُم ْفسد َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْْ‬ ‫َ‬
‫ير}‪[ .‬لقمان‪.]36 :‬‬‫ت ا ْل َح ِم ِ‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ل‬
‫ََ ْ ْ َ َ َ ْ ُ‬‫ات‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫األ‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫َن‬
‫أ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ك‬‫َْ َ‬‫ِ‬
‫ت‬‫و‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫اغ‬
‫َْ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ِ‬‫ي‬‫ش‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫د‬
‫صْ‬ ‫• {وا ْق ِ‬
‫َ‬
‫ون}‪[ .‬الحجر‪.]36 :‬‬ ‫َنب ْتَنا ِفييَا ِمن ُكل َشي ٍء َّم ْوُز ٍ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ي‬
‫َ ََ َ َ َ‬ ‫اس‬‫اىا وأَْلقَْيَنا ِفييا رو ِ‬
‫• َ ْ َ َ َ َْ َ َ‬
‫ن‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬
‫{و‬
‫ْ‬
‫يد ا ْل ِعقَا ِب}‪[.‬البقرة‪.]033 :‬‬ ‫{و َمن ُيَبد ْل نِ ْع َمةَ المّ ِو ِمن َب ْع ِد َما َجاءتْوُ فَِإ َّن المّوَ َش ِد ُ‬ ‫• َ‬
‫ق وامسحوْا بِرؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاغ ِسمُوْا ُو ُج َ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْرُجمَ ُك ْم إِلَى‬ ‫• {يا أَيُّيا الَِّذين آمُنوْا إِ َذا قُمتُم إِلَى الص ِ‬
‫وى ُك ْم َوأ َْيدَي ُك ْم إِلَى ا ْل َم َراف ِ َ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫َّالة ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ين}‪[ .‬المائدة‪.]3:‬‬ ‫ا ْل َك ْعَب ِ‬
‫استَ ْكَب ُروْا َو َك ُانوْا قَ ْو ًما ُّم ْج ِرِم َ‬
‫ين}‪.‬‬ ‫ات ُّمفَ َّ ٍ‬
‫صالَت فَ ْ‬
‫الدم آي ٍ‬
‫ع َو َّ َ َ‬ ‫• {فَأ َْر َس ْمَنا َعمَْي ِي ُم الطُّوفَا َن َوا ْل َج َر َاد َوا ْلقُ َّم َل َوالضَّفَ ِاد َ‬
‫[األعراف‪.]300 :‬‬
‫َّماء َماء لُيطَي َرُكم بِ ِو}‪[ .‬األنفال‪.]33:‬‬ ‫{وُيَنز ُل َعمَْي ُكم من الس َ‬ ‫• َ‬
‫ت َىذا ب ِ‬ ‫ات واأل َْر ِ‬ ‫ق الس ِ‬ ‫• {ويتَفَ َّكر ِ‬
‫ك}‪[ .‬آل عمران‪.]363 :‬‬ ‫اطالً ُس ْب َح َان َ‬ ‫َ‬ ‫ض َربََّنا َما َخمَ ْق َ‬ ‫َّم َاو َ‬ ‫ون في َخ ْم ِ َ‬ ‫ََ ُ َ‬

‫ايات في خمق الكون‪:‬‬


‫استمع إلى القرآن الكريم ُيحرك مستمعيو ومتمقيو‪ ،‬مؤمنيم وكافرىم‪ ،‬إلى النظر في الكون ورؤيتو‪ ،‬ولكنيا نظرة‬
‫ورؤية تختمف عما سبق‪ ،‬تعطي لحياتيم أبعادا أخرى غير مجرد البحث عن كسرة خبز أو جرعة ماء‪ ،‬أو انتظار‬
‫الموت أي كان شكمو ليقضي فييم أمره‪.‬‬
‫ت‬ ‫ف ُن ِ‬
‫صَب ْ‬ ‫ت {‪ }35‬وِالَى ا ْل ِجَب ِ‬
‫ال َك ْي َ‬ ‫ف ُرِف َع ْ‬
‫َّماء َك ْي َ‬ ‫ف ُخمِقَ ْ‬
‫اإلبِ ِل َك ْي َ‬
‫ون إِلَى ِْ‬
‫َ‬ ‫ت}‪َ {17‬وِالَى الس َ‬ ‫قال تعالى [ أَفَ َالَينظُ ُر َ‬
‫ف ُس ِط َحت {‪)03‬‬ ‫}‪{19‬وِالَى ْاأل َْر ِ‬
‫ض َك ْي َ‬ ‫َ‬
‫آيات أخر فييا داللة واضحة إلى ما نشير إليو‪ ،‬وىي مفتتح سورة الشمس التي تبمغ عدد آياتيا خمس عشرة أية‪،‬‬
‫اىا‬
‫اءو َم َابَن َ‬ ‫اج َّال َىا }‪ {3‬والمَّْي ِ ِ‬ ‫النيَ ِِا‬
‫اىا {‪َ }3‬وا ْلقَ َم ِِار َذاتَ َال َىا }‪َ {2‬و َّ‬ ‫قال تعالى‪ [ :‬و َّ ِ‬
‫َّم َ‬ ‫اىا {‪َ }1‬والس َ‬
‫ِل َذ َاي ْغ َش َ‬ ‫َ‬ ‫ار َذ َ‬ ‫ض َح َ‬
‫الش ْمس َو ُ‬ ‫َ‬
‫اىا‪{6‬‬ ‫}‪{5‬و ْاألَر ِ‬
‫ض َو َماطَ َح َ‬ ‫َ ْ‬
‫َّماوات واأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض أََّنى َي ُك ُ‬
‫ون لَوُ َولَ ٌد َولَ ْم تَ ُك ْن‬ ‫﴿بديعُ الس َ َ َ‬ ‫آن بالكون ىو حقيقة أنو خمق من عدم‪َ :‬‬ ‫أول برىان يربط القر َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫احَبةٌ و َخمَ َ َّ‬‫لَو ص ِ‬
‫يم﴾(األنعام‪ ،)333:‬إال أن ىذا الخمق لم يكن بالصدفة‪ ،‬بل بعمم‬ ‫ق ُكل َش ْيء َو ُى َو بِ ُكل َش ْيء َعم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫الخالق وقدرتو وارادتو‪ .‬ومفيوم الخمق ىو أحد المفاىيم األساسية في التصور اإلسالمي ‪.‬‬
‫ان * أَالَّ تَ ْ‬
‫ط َغ ْوا‬ ‫ِ‬
‫ض َع ا ْلم َيز َ‬
‫اء َرفَ َعيَا َوَو َ‬
‫َّم َ‬
‫ان * َوالس َ‬
‫الن ْجم و َّ‬
‫الش َج ُر َي ْس ُج َد ِ‬ ‫ان * َو َّ ُ َ‬
‫َّ‬
‫﴿الش ْم ُس َوا ْلقَ َم ُر بِ ُح ْسَب ٍ‬ ‫وقولو تعالى‪:‬‬
‫ان﴾(الرحمن‪ )5-2:‬يشد االنتباه إلى التوازن الموجود في الطبيعة‪ ،‬ويعمن أن الحفاظ عمى التوازن من‬ ‫ِفي ا ْل ِم َيز ِ‬
‫القواعد الكونية التي يجب عمينا مراعاتيا‪.‬‬
‫ات واأل َْر ِ‬
‫ض طَ ْو ًعا‬ ‫وعندما يتحدث القرآن عن الكون يعمن أنو مسمم ﴿أَفَ َغ ْير ِد ِ ِ‬
‫ا﵀ ي ْب ُغون ولَو أَسمَم م ْن ِفي الس ِ‬
‫َّم َاو َ‬
‫َ‬ ‫ين َ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ون﴾(آل عمران‪ .)50:‬بمعنى أن كل الوجود أسمم إلرادة ا﵀ بشكل مطمق‪ .‬فكل الوجود الذي‬ ‫ِ‬
‫َو َك ْرًىا َوِالَْيو ُي ْر َج ُع َ‬
‫نسميو الطبيعة‪ ،‬كأنو جنود تسمع وتطيع‪ ،‬وتنفذ واجباتيا الفطرية؛ أما المتوقع من المسمم‪ ،‬فيو التسميم بإرادتو‬
‫الحرة لِلرادة األليية في جو من التوافق والتناغم مع الكون‪.‬‬

‫الماء كمصدر لمحياة‬


‫اء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي﴾(األنبياء‪ .)03:‬والمطر ينـزل من‬
‫يؤكد القرآن عمى أن الماء مصدر الحياة ﴿وجع ْمَنا ِمن ا ْلم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َََ‬
‫اء بِقَ َد ٍر﴾(المؤمنون‪ ،)35:‬والماء الذى ىو أىم‬ ‫السماء بقياس وقدر معموم‪ ،‬يقول تعالى‪﴿ :‬وأ َْن َزْلَنا ِمن الس ِ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طينا‪ ،‬نعمة في حد ذاتو‪ ،‬كما أنو سبب ظيور كثير من النعم‪.‬‬ ‫ضرورات اإلنسان الحياتية منذ أن كان ً‬
‫البحار والمحيطات‬
‫ك‬‫ونيَا َوتََرى ا ْل ُف ْم َ‬ ‫ط ِرِّيا َوتَ ْستَ ْخ ِرُجوا ِم ْنوُ ِح ْمَيةً تَْمَب ُس َ‬
‫﴿ى َو الَِّذي َس َّخ َر ا ْلَب ْح َر ِلتَْأ ُكمُوا ِم ْنوُ لَ ْح ًما َ‬
‫إن ا﵀ تعالى يقول ‪ُ :‬‬
‫ون﴾(النحل‪ .)31:‬وينبينا ا﵀ إلى الفائدة التي تحققيا البحار لِلنسان‪:‬‬ ‫يو ولِتَْبتَ ُغوا ِم ْن فَ ْ ِ ِ َّ‬
‫ِ ِِ‬
‫ضمو َولَ َعم ُك ْم تَ ْش ُك ُر َ‬ ‫َم َواخ َر ف َ‬
‫ير ِم َّم ْن َخمَ ْقَنا‬
‫اى ْم َعمَى َكثِ ٍ‬ ‫اىم ِمن الطَّيب ِ‬ ‫آدم وحم ْمَن ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َوفَ َّ‬
‫ض ْمَن ُ‬ ‫َ‬ ‫اى ْم في ا ْلَبر َوا ْلَب ْح ِر َوَرَزْقَن ُ ْ َ‬ ‫﴿ولَقَ ْد َكَّرْمَنا َبني َ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ضيالً﴾(اإلسراء‪).33:‬‬ ‫تَ ْف ِ‬
‫السحب والمطر‬
‫ق الس ِ‬
‫ات واأل َْر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض‬ ‫عندما طمب أىل مكة من الرسول صمى ا﵀ عميو وسمم المعجزات نزلت آية ﴿إ َّن في َخ ْم ِ َ‬
‫َّم َاو َ‬
‫َحَيا بِ ِو‬ ‫اء فَأ ْ‬ ‫اء ِم ْن م ٍ‬
‫َ‬
‫الناس وما أ َْن َز َل ا﵀ ِمن السَّم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫النيَ ِار َوا ْل ُف ْمك التي تَ ْج ِري في ا ْلَب ْح ِر ب َما َي ْنفَعُ َّ َ َ َ‬ ‫ف المَّْي ِل َو َّ‬ ‫اختِالَ ِ‬
‫َو ْ‬
‫ات لِقَ ْوٍم‬ ‫ض َآلي ٍ‬
‫َّماء َواأل َْر ِ َ‬
‫اب ا ْلمس َّخ ِر ب ْين الس ِ‬
‫َ‬ ‫َّح ِ ُ َ َ َ‬ ‫اح َوالس َ‬ ‫يف الرَي ِ‬ ‫َّة وتَص ِر ِ‬ ‫ٍ‬
‫ث فييَا م ْن ُكل َداب َ ْ‬
‫األَرض بع َد موتِيا وب َّ ِ ِ‬
‫ْ َ َ ْ َْ َ ََ‬
‫ون﴾(البقرة‪ .)331:‬وىذا يعني أن أكبر معجزات ا﵀ وأدوميا ىي العالم الذي حولنا ويحيط بنا‪ ،‬إذ يوجد فيو‬ ‫ِ‬
‫َي ْعقمُ َ‬
‫اح ُب ْش ًار َب ْي َن‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫﴿و ُى َو الذي ُي ْرس ُل الرَي َ‬ ‫دالئل ال حصر ليا عمى وجود ا﵀ ووحدانيتو ومن ضمنيا المطر‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫ك ُن ْخ ِرُج‬ ‫ات َك َذلِ َ‬ ‫َخر ْجَنا بِ ِو ِم ْن ُكل الثَّمر ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت َس َح ًابا ثقَاالً ُس ْقَناهُ لَبمَد َميت فَأ َْن َزْلَنا بِو ا ْل َم َ‬
‫اء فَأ ْ َ‬ ‫ي َر ْح َمتِ ِو َحتَّى إِ َذا أَ َقمَّ ْ‬ ‫َي َد ْ‬
‫َّ‬
‫ون﴾(األعراف‪).24:‬‬ ‫ا ْل َم ْوتَى لَ َعم ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ‬
‫والقرآن عند الحديث عن المطر يوجو النظر إلى الكائنات برؤية كمية ويصور العالم كأنو َمن ِـزل‪﴿ :‬الَِّذي َج َع َل لَ ُك ُم‬
‫ات ِرْزقًا لَ ُك ْم فَالَ تَ ْج َعمُوا لِمَّ ِو أ َْن َد ًادا َوأ َْنتُ ْم‬ ‫َخرج بِ ِو ِمن الثَّمر ِ‬
‫َ ََ‬ ‫اء فَأ ْ َ َ‬
‫األَرض ِف ار ًشا والسَّماء بَِناء وأ َْن َز َل ِمن الس ِ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ً َ‬
‫ون﴾(البقرة‪ .)00:‬فاألرض التي ىي جزء من ىذا الكون تم تمييدىا لِلنسان وأقيمت وفق نظام معين‪ ،‬وتم‬ ‫تَ ْعمَ ُم َ‬
‫تزويد األرض بالماء لتنمو الكائنات الحية وتعيش ‪.‬‬
‫الرعد والبرق‬
‫﴿وُي َسب ُح‬
‫الرعد والبرق والصواعق ‪-‬من منظور قرآني ‪-‬مخموقة ﵀‪ ،‬تذ ُكره وتسّبحو؛ فالقرآن الكريم قرنيا بالمالئكة َ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ويسمع بعده مدويا في الفضاء‬ ‫الر ْع ُد بِ َح ْمده َوا ْل َمالَئ َكةُ م ْن خيفَتو﴾(الرعد‪ .)30:‬فيذا الرعد الذي يكون مع البرق ُ‬
‫َّ‬
‫ق آخر يسبح ا﵀‬‫كأنما ينـزع القموب من مكانيا‪ ..‬وىذا االنشقاق والصوت الرىيب المتجاوب من أفق إلى أف ٍ‬
‫ويعظمو معمنا نعمتو ورحمتو وعظمتو وكبرياءه‪.‬‬
‫الجبال‬
‫إن الذي خمق الكائنات وخمق السماوات بغير عمد ىو الذي خمق الجبال أيضا وأرساىا عمى األرض لئال يتضرر‬
‫اس َي َوأ َْنيَ ًارا﴾(الرعد‪ .)0:‬وأيضا فالجبال كانت تسبح ا﵀ مع داود‬ ‫اإلنسان ﴿و ُىو الَِّذي م َّد األَرض وجع َل ِفييا رو ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ َ َََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضالً َيا جَبا ُل أَوبي َم َعوُ َوالط ْي َر َوأَلََّنا لَوُ ا ْل َحد َ‬ ‫ِ‬
‫يد﴾(سبأ‪ .)33:‬فكأنو يصل أثناء‬ ‫ود مَّنا فَ ْ‬
‫﴿ولَقَ ْد آتَْيَنا َد ُاو َ‬
‫عميو السالم ‪َ :‬‬
‫التسبيح إلى درجة القرب إلى ا﵀ والبعد عن نفسو حتى إن كل الحجب التي بينو وبين الكون تزول‪ ،‬وتستكمل‬
‫خواصو بخصائص الكون وتتحد تسبيحاتو بتسبيحاتو‪ ،‬ونتيجة ىذا تردد الطيور والجبال تسابيحو‪.‬‬
‫األنعام‪:‬‬
‫﴿و َما ِم ْن‬
‫وينبو القرآن الكريم إلى أن الحيوانات ىي أجزاء ىامة في المنظومة الكونية المتكاممة‪ ،‬وأنيا أمم أمثالنا َ‬
‫اب ِم ْن َش ْي ٍء ثَُّم إِلَى َرب ِي ْم‬
‫طَنا ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ُم ٌم أ َْمثَالُ ُك ْم َما فََّر ْ‬ ‫ض والَ طَائِ ٍر ي ِطير بِجن ِ ِ َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫اح ْيو إال أ َ‬
‫َ ُ ََ َ‬ ‫َدابَّة في األ َْر َ‬
‫ون﴾(األنعام‪ .)05:‬أي إن الحيوانات مثل اإلنسان؛ خمقت في بادئ أمرىا من تراب‪ ،‬وأخذت مظير الحياة‪،‬‬
‫ُي ْح َش ُر َ‬
‫وتم تحديد أرزاقيا وآجاليا‪ ،‬حسب تقدير معين‪ ،‬وىي تعيش مجتمعة مثمكم‪ ،‬وتتقارب أو تتباعد من بعضيا البعض‬
‫وفق قوانين حاكمة ونظم خاصة في دائرة التقدير اإلليي‪ ،‬وىي في خصائصيا المرئية والخفية تعد أمما أمثالكم‪.‬‬
‫والقرآن الكريم يريد من العرب وىم أول المخاطبين أن ينظروا بدقة وتفحص إلى اإلبل التي عرفوىا جيدا وىي جزء‬
‫ت﴾(الغاشية‪). 35:‬‬ ‫ف ُخمِقَ ْ‬
‫اإلبِ ِل َك ْي َ‬
‫ون إِلَى ِ‬
‫ال ينفصل عن حياتيم اليومية‪ ،‬فيقول‪﴿ :‬أَفَالَ َي ْنظُ ُر َ‬
‫طبون بالقرآن الكريم كانوا يرون بكل تأكيد إبمَيم‪ ،‬ولكن القرآن الكريم يدعو اإلنسان إلى أن ينظر إلى‬ ‫والمخا َ‬
‫الطبيعة وكل ما تحويو بعين جديدة بإصرار واطراد كإشارات عمى وجوده سبحانو وتعالى‪.‬‬
‫ون * َوَذلَّْمَن َ‬
‫اىا‬ ‫ِ‬ ‫وحينما يوبخ ا﵀ تعالى الكافرين يقول ‪﴿:‬أَولَم يروا أََّنا َخمَ ْقَنا لَيم ِم َّما ع ِممَ ْ ِ‬
‫اما فَيُ ْم لَيَا َمال ُك َ‬
‫ت أ َْيد َينا أ َْن َع ً‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ ََ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون﴾(يس‪). 40-43:‬‬ ‫ب أَفَالَ َي ْش ُك ُر َ‬ ‫وبيُ ْم َو ِم ْنيَا َي ْأ ُكمُ َ‬
‫ون * َولَيُ ْم فييَا َمَنافعُ َو َم َش ِار ُ‬ ‫لَيُ ْم فَم ْنيَا َرُك ُ‬
‫والواقع أن الشيء الذي يريده المولى تعالى في مقابل إنعامو عمى اإلنسان بتمك الحيوانات ما ىو إال شيء بسيط‬
‫يستطيع أي إنسان أن يقوم بو‪ .‬وذلك بأن يذكره جل وعال ويشكره ويقو َل‪﴿ :‬س ْبح َِّ‬
‫ان الذي َس َّخ َر لََنا َى َذا َو َما ُكَّنا لَوُ‬‫ُ َ َ‬
‫ين﴾(الزخرف‪ .)30-30:‬ويمفت القرآن النظر إلى الخيل أيضا فيي مخموقات أصمية وىامة حيث يقسم بيا‬ ‫ُم ْق ِرنِ َ‬
‫ط َن بِ ِو‬
‫ص ْب ًحا * فَأَثَْرَن بِ ِو َن ْق ًعا * فَ َو َس ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ض ْبحا * فَا ْلم ِ ِ‬
‫ورَيات قَ ْد ًحا * فَا ْل ُمغ َيرات ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً‬
‫المولى عز وجل‪﴿ :‬وا ْلع ِادي ِ‬
‫َ َ َ‬
‫َج ْم ًعا﴾(العاديات‪).2-3:‬‬
‫وفي سياق قصة سيدنا سميمان يشير إلى وجود تواصل بين النمل واإلنسان وبين النمل وبعضو البعض؛ فإنو‬
‫عميو السالم كان يتقدم بجيشو من الجن واإلنس والطير‪ ،‬وكان النم ُل يتجو نحو واد بو حشد كبير من النمل عمى‬
‫﴿يا أَيُّيَا َّ‬
‫الن ْم ُل ْاد ُخمُوا‬ ‫رأسو نممة‪ ،‬فقالت بمُغة مقبولة ومتداولة فيما بينيا من خالل تواصل وتخابر خاص‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون﴾(النمل‪ .)35:‬فف ِيم سيدنا سميمان ما قالتو النممة‪ّ ،‬‬
‫وتبسم‬ ‫ودهُ َو ُى ْم الَ َي ْش ُع ُر َ‬ ‫َم َساكَن ُك ْم الَ َي ْحط َمَّن ُك ْم ُسمَْي َم ُ‬
‫ان َو ُجُن ُ‬
‫وشكر ربو عمى تمك النعمة التي أنعم بيا عميو حيث عمّمو لغة الحيوانات‪.‬‬
‫والقرآن الكريم قد ذكر في كثير من اآليات الطيور أيضا؛ إنو يتعجب من أولئك الذين يطمبون من النبي إثبات‬
‫﴿ما ُي ْم ِس ُكيُ َّن إِالَّ َّ‬
‫الر ْح َم ُن‬ ‫ض َن﴾‪ ،‬ثم يضيف‪َ :‬‬
‫وجود ا﵀ تعالى‪ ،‬فيتساءل‪﴿ :‬أَولَم يروا إِلَى الطَّ ْي ِر فَوقَيم صافَّ ٍ‬
‫ات َوَي ْقبِ ْ‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ‬
‫إَِّنو بِ ُكل َشي ٍء ب ِ‬
‫ص ٌير﴾‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬

‫االرض ‪:‬‬

‫وقد ورد ذكر األرض وما فييـا مـن نظـام بـديع يحكـم مـا تحويـو األرض فيي باطنيـا‪ ،‬و مـا يعمـو فوقيـا مـن‬
‫أحياء وجماد‪ ،‬أو ما يحيطيا من كواكب ونجوم‪ ،‬وىواء وفضاء‪ ،‬وذلك في عشرات اآليات من القرآن الكـريم‪ .‬فقـد‬
‫ذكرت األرض فيي القـرآن ‪054‬م َّـرة إجمـاال‪ ،‬وأكثـر مـن نصـف ىـذا العـدد لـو صـمة بموضـوع البيئية‪ .‬إذ نجـد تمـك‬
‫أي خمـل فيي‬ ‫اآليات َّ‬
‫تتحدث عن تسخير ا﵀ لمـا فيي الكـون لصـالح اإلنسـان‪ ،‬وأنـَّو خمقـو بمقـدار وأنزلـو بمقـدار‪ ،‬و ُّ‬
‫ىذه المقادير يعد ناقوس خطر ييدد الحكمة من الخمق‪ ،‬ويعطل ىذه المخموقات عن أداء وظيفتيا‪ ،‬وسـيرىا وفـق‬
‫النظام المرسوم‪.‬‬
‫ـار َوا ْل ُف ْمـ ِـك‬ ‫ف المَّْيـ ِـل َو َّ‬
‫النيَـ ِ‬ ‫اخــتِالَ ِ‬ ‫ق َّ ِ‬
‫ات واأل َْر ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫السـ َـم َاو َ‬
‫وميين هييآلي ا يييات الكريميية قييول البيياري ‪" :‬إِ َّن ِفــي َخ ْمـ ِ‬
‫ـث ِفييَـا‬ ‫ض َب ْع َـد موتِيـا وَب َّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َر ْر َ‬
‫اء فَأ ْ ِ ِ‬
‫َحَيـا بـو األ َ‬
‫اء ِم ْن م ٍ‬
‫َ‬
‫َنز َل المَّو ِمن السَّم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اس َو َما أ َ‬ ‫الَّتِي تَ ْج ِري ِفي ا ْلَب ْح ِر بِ َما َينفَعُ َّ‬
‫الن َ‬
‫ـات لِقَ ْـوٍم َي ْعِقمُـون" (سـورة البقـرة‪ :‬اآليـة‬ ‫ض الَي ٍ‬ ‫ـخ ِر ب ْـين الس ِ‬
‫َّـماء َواأل َْر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫اب ا ْل ُم َس َّ َ َ‬ ‫َّـح ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِـريف الرَيـا ِح َوالس َ‬
‫ٍ‬
‫م ْن ُكل َدابَّة َوتَ ْ‬
‫ِ‬
‫‪.)331‬‬
‫َخرج بِ ِـو ِمـ ْـن الثَّمــر ِ‬
‫ات ِرْزقًـا لَ ُكـ ْـم فَـالَ‬ ‫الســماء بَِنـاء وأ َْنـ َـز َل ِمــن الس ِ‬ ‫"الَّ ِـذي جعـ َل لَ ُكـم األَرر ِ‬
‫ََ‬ ‫ـاء فَـأ ْ َ َ‬
‫َّـماء َمـ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض ف َار ًشــا َو َّ َ َ ً َ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ََ‬
‫ون"(سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪)00‬‬ ‫تَ ْج َعمُوا لِمَّ ِو أ َ‬
‫َند ًادا َوأَنتُ ْم تَ ْعمَ ُم َ‬
‫ق ُغ ْمبا وفَ ِ‬‫ِ‬ ‫ض َشقِّا فَأ َْنَبتَْنا ِفييَا َحبِّا َو ِعَنًبا َوقَ ْ‬
‫اكيَةً‬ ‫ونا َوَن ْخالً َو َح َدائ َ ً َ‬ ‫ضًبا َوَزْيتُ ً‬ ‫صبِّاثَُّم َشقَ ْقَنا ْاأل َْر َ‬
‫اء َ‬ ‫"أََّنا َ‬
‫صَب ْبَنا ا ْل َم َ‬
‫ام ُك ْم" (سورة عبس‪ :‬اآلية ‪.)00-02‬‬ ‫وأَبِّا متَاعا لَ ُكم وأل َْنع ِ‬
‫َ َ ً ْ َ َ‬
‫ـات لِقَ ْـوٍم َيتَفَ َّك ُـرون" (سـورة الجاثيـة‪:‬‬
‫ك الَي ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫يعا م ْنوُ إِ َّن في َذلـ َ َ‬
‫ض ج ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْاأل َْر ِ َ ً‬
‫"وس َّخر لَ ُكم ما ِفي الس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ ْ َ‬
‫اآلية ‪.)30‬‬
‫وتوعَّد ا﵀ الذين يفسدون في األرض بالوعيـد الشـديد‪ ،‬ونعـى عمـييم ىـذا المسـمك المـذموم‪"َ ،‬وِا َذا تَ َـولَّى َس َـعى‬
‫اد" (سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.)032‬‬ ‫الن ْس َل َوالمَّوُ الَ ُي ِح ُّ‬
‫ب ا ْلفَ َس َ‬ ‫ث َو َّ‬ ‫ض لُِي ْف ِس َد ِفييَا َوُي ْيمِ َ‬
‫ك ا ْل َح ْر َ‬ ‫ِفي ْاأل َْر ِ‬

‫ونيى عن الفساد في األرض‪ ،‬وعاب عمى أىمو فعمتيم‪ ،‬وان زعمـوا أنيـم يصـمحون َ"وِا َذا ِقي َـل لَيُ ْـم الَ تُ ْف ِس ُـدوا‬
‫ون" (سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.)33‬‬ ‫ض قَالُوا إَِّنما َن ْحن م ِ‬
‫ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫صم ُح َ‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪2 1‬‬

‫آيات قرآنية (‪)2‬‬

‫َسقَ ْي َنا ُك ُموي ُر) (الحجر‪،)00:‬‬ ‫‪ -1‬قولو تعالى‪(:‬وأَرس ْم َنا الرياح لَو ِاقح فَأَ ْن َزْل َنا ِم ْن َّ ِ‬
‫اء فَأ ْ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫س ْق َنايُ إِلَى َبمٍَد َمي ٍت فَأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َب ْع َد‬ ‫َح َي ْي َنا ِبه ْ‬
‫األر َ‬ ‫س َح ًابا فَ ُ‬
‫ير َ‬
‫اح فَتُث ُ‬ ‫‪ -2‬كما جاء قولو تعالى‪َ (:‬والمَّ ُه الَّآلي أ َْر َ‬
‫س َل الرَي َ‬

‫الدور‬
‫جميا ّ‬
‫لمرياح جاء في القرآن الكريم وفي اآليتين يبدو ّ‬
‫الميم ّ‬
‫ّ‬ ‫البيئي‬
‫ّ‬ ‫َم ْوِت َها) ( فاطر‪ ،)6:‬ىذا ّ‬
‫الدور‬

‫عناصر ونظاما ‪.‬‬


‫َ‬ ‫لمرياح في التّكوين البيئي‬
‫المي ّم ّ‬

‫َخر ْج َنا ِب ِه أ َْزواجا ِم ْن َنب ٍ‬ ‫َنز َل ِم ْن َّ ِ‬


‫شتَّى]‪ُ (53‬كمُوا َو ْار َع ْوا أَ ْن َع َ‬
‫ام ُك ْم[‬ ‫ات َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫اء فَأ ْ َ‬
‫الس َماء َم ً‬ ‫‪ -3‬قوله تعالى‪َ ] :‬وأ َ‬
‫(طه‪،)54-53:‬‬

‫شي ٍء َم ْوُز ٍ‬
‫ون]‪َ [19‬و َج َع ْم َنا لَ ُك ْم‬ ‫اسي وأَ ْنبتْ َنا ِف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها م ْن ُكل َ ْ‬
‫َ‬ ‫يها َرَو َ َ َ‬
‫اها َوأَْلقَ ْي َنا ف َ‬
‫ض َم َد ْد َن َ‬ ‫األر َ‬‫‪ -4‬وقوله تعالى‪َ ] :‬و ْ‬
‫لمدور البيئي لم ّنبات متمثّال في مدخمه‬ ‫ين[ (الحجر‪19:‬ي‪ ،)22‬ففي ا يتين بيان ّ‬ ‫ستُ ْم لَ ُه ِب َر ِازِق َ‬ ‫يها َم َعا ِي َ‬ ‫ِ‬
‫ش َو َم ْن لَ ْ‬ ‫ف َ‬
‫الحية‪.‬‬
‫الغآلائية لمبيئة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدورة‬
‫في ّ‬
‫آي ِات ِه َخ ْم ُ‬
‫ق‬ ‫ف أَْل َوا ُن ُه[ (فاطر‪ ،)28 :‬وقوله تعالى‪َ ] :‬و ِم ْن َ‬ ‫َّواب َواأل ْن َع ِام ُم ْختَمِ ٌ‬
‫اس َوالد َ‬ ‫‪ -5‬قوله تعالى‪َ ] :‬و ِم ْن َّ‬
‫الن ِ‬
‫ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ير (الشورى‪ ،)29:‬ففي ا يتين معنى‬ ‫ض َو َما َب َّث في ِه َما م ْن َدابَّة َو ُه َو َعمَى َج ْمع ِه ْم إِ َآلا َي َ ُ‬
‫اء قَد ٌ‬ ‫األر ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬
‫وزع واالنتشار عمى وجه األرض‪.‬‬ ‫بالبث وهو إشارة إلى التّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫التّن ّوع الحيواني‪ ،‬وفيهما التّعبير‬
‫بيئي‬
‫يشيدي اإلنسان وما يكون له من دور ّ‬ ‫‪ -6‬من اإلشارات القرآنية إلى هآلا العنصر البيئي االصطناعي الآلي ّ‬
‫ود الَِّآل َ‬
‫ين‬ ‫الد(‪َ )8‬وثَ ُم َ‬ ‫ق ِمثْمُها ِفي ا ْل ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ات ا ْل ِع َم ِاد(‪)7‬الَِّتي لَ ْم ُي ْخمَ ْ‬
‫ُّك ِبع ٍاد(‪ )6‬إِرم َآل ِ‬
‫ََ‬ ‫ف فَ َع َل َرب َ َ‬
‫قوله تعالى‪]:‬أَلَ ْم تََر َك ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األوتَ ِاد(‪ )12‬الَِّآل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َّب‬
‫اد(‪ )12‬فَ َ‬ ‫سَ‬ ‫ين طَ َغ ْوا في ا ْل ِبالد(‪ )11‬فَأَ ْكثَُروا ف َ‬
‫يها ا ْلفَ َ‬ ‫الص ْخ َر ِبا ْل َواد (‪َ )9‬وِف ْر َع ْو َن آلي ْ‬
‫َج ُابوا َّ‬
‫اب[ (الفجر‪6:‬ي‪.)13‬‬ ‫س ْوطَ َع َآل ٍ‬ ‫َعمَ ْي ِه ْم َرُّب َك َ‬
‫آالء المَّ ِه َوال‬ ‫ور َوتَ ْن ِحتُ َ‬
‫ون ا ْل ِج َبا َل ُب ُيوتًا فَا ْآل ُكُروا َ‬ ‫س ُهولِ َها قُ ُ‬
‫ص ًا‬ ‫ض تَتَّ ِخ ُآل َ ِ‬
‫ون م ْن ُ‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -7‬قوله تعالى‪َ ] :‬وَب َّوأَ ُك ْم في ْ‬
‫ين[ (األعراف‪ ،)74:‬ففي هآلي ا ية نهي عن الفساد في األرض عن طريق األمر‬ ‫ض ُم ْف ِس ِد َ‬ ‫األر ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْعثَْوا في ْ‬
‫الصحيح الآلي يج ّنب آللك الفساد‪ ،‬ويتمثّل آللك المسمك في أن يقيم ال ّناس عالقة باألرض تقوم عمى‬ ‫بالمسمك ّ‬
‫ركيزة روحية أُشير إليها هنا بآلكر نعم اهلل المتجمّية في األرض‪ ،‬فهآلا الآلّكر يجعل العالقة باألرض أرفع من أن‬
‫مادي صرف‪ ،‬إآل هو ينحو باإل نسان إلى أن يجعل من األرض مشهدا لعبادة اهلل‪ ،‬وتمك‬
‫تكون عالقة استثمار ّ‬
‫عالقة روحية تج ّنبه أن يسمك فيها مسالك اإلفساد‪.‬‬

‫‪ -8‬ويمفت القرآن الكريم انتباي اإلنسان إلى مظاهر الجمال في البيئة‪ ،‬ويعرض نماآلج من آللك عميه‪ ،‬وحثّه‬

‫شتَِب ًها َو َغ ْيَر‬


‫ان ُم ْ‬
‫الرَّم َ‬
‫ون َو ُّ‬ ‫حاسته الجمالية منها‪ ،‬وآللك في مثل قوله تعالى‪َ ] :‬و َّ‬
‫الزْيتُ َ‬ ‫أمل فيها وتغآلية ّ‬
‫عمى التّ ّ‬
‫ِ‬ ‫يها ِد ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫متَ َ ِ ٍ‬
‫ف ٌء َو َم َنافعُ‬ ‫شابه انظُُروا إلَى ثَ َم ِري إ َآلا أَثْ َم َر َوَي ْنعه[ (األنعام‪ ،)99:‬وقوله تعالى‪َ ] :‬واأل ْن َع َ‬
‫ام َخ َمقَ َها لَ ُك ْم ف َ‬ ‫ُ‬
‫ون[ (النحل‪5:‬ي‪.)6‬‬ ‫س َر ُح َ‬ ‫ون َو ِح َ‬
‫ين تَ ْ‬ ‫يح َ‬ ‫ال ِح َ‬
‫ين تُ ِر ُ‬ ‫يها َج َم ٌ‬ ‫ِ‬
‫)ولَ ُك ْم ف َ‬
‫ون(‪َ 5‬‬ ‫َو ِم ْن َها تَأْ ُكمُ َ‬
‫اس م ْن يع ِجب َك قَولُ ُه ِفي ا ْلحي ِ‬ ‫الرفق بالبيئة ما جاء في قوله تعالى‪َ ] :‬و ِم ْن َّ‬
‫ش ِه ُد‬ ‫اة ُّ‬
‫الد ْن َيا َوُي ْ‬ ‫ََ‬ ‫الن ِ َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫‪ -9‬ومن شواهد ّ‬
‫س َل َوالمَّ ُه‬ ‫يها َوُي ْهِم َك ا ْل َح ْر َث َو َّ‬
‫الن ْ‬
‫المَّ َه عمَى ما ِفي َق ْم ِب ِه و ُهو أَلَ ُّد ا ْل ِخص ِام(‪)224‬وِا َآلا تَولَّى سعى ِفي األر ِ ِ ِ ِ‬
‫ض ل ُي ْفس َد ف َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫بيئي بما هو تعطيل لما‬ ‫ِ‬
‫اد[ (البقرة‪224:‬ي‪ ،)225‬فالفساد في األرض في هآلي ا ية الآلي هو فساد ّ‬
‫سَ‬ ‫ال ُيح ُّب ا ْلفَ َ‬
‫خمقه اهلل في هآلا العالم لحكمة صالح ال ّناس‬
‫الص ْي َد َوأَ ْنتُ ْم ُح ُرٌم[ (المائدة‪)95:‬فقد جاء هآلا التّوجيه تأسيس‬
‫آم ُنوا ال تَ ْقتُمُوا َّ‬ ‫ُّها الَِّآل َ‬
‫ين َ‬ ‫‪ -12‬قوله تعالى‪َ ]:‬ياأَي َ‬
‫البيئية التي لم يعرفها اإلنسان إالّ حديثا‪ ، ،‬فالحرم الم ّكي يتقاطر إليه ال ّناس من أصقاع‬ ‫ّ‬ ‫المحميات‬
‫ّ‬ ‫لفكرة‬
‫محمية‬
‫ّ‬ ‫ي منه؛ ولآللك ُجعل أرضا‬
‫البر ّ‬
‫الصيد النتهى األمر إلى انقراض أنواع الحيوان ّ‬
‫األرض‪ ،‬ولو أُبيح فيه ّ‬
‫مكوناتها االنقراض‪.‬‬
‫صيان ًة لمبيئة من أن ينال بعض ّ‬
‫ِ‬ ‫الشي ِ‬ ‫ين َكا ُنوا إِ ْخ َو َ‬
‫‪ -11‬قال تعالى‪] :‬إِ َّن ا ْل ُم َبآل ِر َ‬
‫يرا[‬ ‫اط ِ‬
‫ين[ (اإلسراء‪ ،)27:‬وقال تعالى‪َ ] :‬وال تَُبآل ْر تَ ْبآل ً‬ ‫ان َّ َ‬
‫مقدرات البيئة وعدم التّجاوز إلى اإلسراف توجيها‬
‫(اإلسراء‪ ،)26:‬جاء التّوجيه إلى التزام القصد في استهالك ّ‬
‫وع ّد اإلسراف في القرآن الكريم إفسادا في األرض‪ ،‬وهو‬
‫السموك في دائرة الحالل والحرام‪ُ ،‬‬
‫مؤّكدا يندرج به هآلا ّ‬
‫البيئية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ما جاء في الحديث عن قوم صالح عميه السالم الآلين أسرفوا في مالآلّهم باالستهالك المبآلّر لممرافق‬
‫ون ِم ْن ا ْل ِج َب ِ‬
‫ال ُب ُيوتًا‬ ‫فوصفوا بآللك اإلسراف بأ ّنهم مفسدون في األرض كما جاء في قوله تعالى‪َ ]:‬وتَ ْن ِحتُ َ‬
‫ُ‬
‫ين ي ْف ِس ُد َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األر ِ‬
‫ض َوال‬ ‫ون في ْ‬ ‫ين(‪)151‬الَّآل َ ُ‬
‫س ِرِف َ‬
‫يعوا أ َْم َر ا ْل ُم ْ‬ ‫ين(‪ )149‬فَاتَّقُوا المَّ َه َوأَط ُ‬
‫يع ِ‬
‫ون(‪َ )152‬وال تُط ُ‬ ‫ارِه َ‬‫فَ ِ‬

‫ون[ (الشعراء‪149:‬ي‪)152‬‬ ‫صِم ُح َ‬


‫ُي ْ‬
‫س ِرفُوا[ (األعراف‪ ،)31:‬ويكون‬ ‫س ِج ٍد َو ُكمُوا َوا ْ‬
‫شَرُبوا َوال تُ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ -12‬قوله تعالى‪َ ] :‬يا َب ِني َ‬
‫آد َم ُخ ُآلوا ِزي َنتَ ُك ْم ع ْن َد ُكل َم ْ‬
‫شريعة اإلسالمية اقتصادا في االستهالك الفعمي لتمك الموارد‪ ،‬وآللك‬
‫توجه إليه ال ّ‬
‫االقتصاد في موارد البيئة الآلي ّ‬
‫الستر والحماية‬
‫الص ّحة ويضمن ّ‬
‫الحد الآلي يحفظ ّ‬
‫شرب والمّباس وما في حكمها عند ّ‬
‫بأن تقف حدود األكل وال ّ‬
‫الزينة دون أن يتجاوز آللك إلى التّخمة أو إلى المخيمة‪.‬‬
‫وشيئا من ّ‬
‫‪ -13‬نبي اهلل سميمان عميه السالم والرفق بدواب االرض قال تعالى‪( :‬حتى إذا أتوا عمى واد النمل قالت نممو يا‬
‫أييا النمل أدخموا مساكنكم ال يحطمنكم سميمان وجنوده وىم ال يشعرون فتبسم ضاحكا من قوليا وقال رب أوزعني‬
‫الدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخمني برحمتك في عبادك الصالحين)‬‫عمي وعمى و ّ‬
‫أن أشكر نعمتك التي أنعمت ّ‬
‫النمل‪ - 19 35 :‬وليس ىذا بمستبعد عمى دين يقوم أحد أنبيائو ورسمو بتحويل مسيرة جيش حتى ال ييدموا بيت‬
‫النمل ‪.‬فيذا موقف بين ممك عظيم آتاه ا﵀ سعة في الرزق وجند لو الجنود حتى الجن وأعطاه عمما واسعا ولكن‬
‫كل ىذه القوى في اإلمكانات والجنود والعمم لم تدفعو ألن يعتدي عمى مخموقات صغيرة ضعيفة كالنمل‪.‬‬
‫‪ -14‬نبي اهلل نوح عميه السالم ورعاية الحيوان(قمنا إحمل فيها من كل زوجين إثنين …) ىود‪ 1 :‬بل في قصة‬
‫نوح عميو السالم ما يدل عمى الرعاية لمحيوان والحرص عميو أن ينقرض‪ ،‬فقد أمر ا﵀ سبحانو وتعالى نوحا عميو‬
‫السالم ببناء السفينة ثم‪ ،‬قبل الطوفان‪ ،‬أمره أن يجعل فييا من الحيوان ما يحفظو من االنقراض‪ :‬وكأني بيذه‬
‫القصة تعمم اإلنسان أن يحافظ عمى الحيوان‪ ،‬فعميو حين يرسم اإلنسان السياسات البيئية أخذ ىذا بعين اإلعتبار‪.‬‬
‫وينغي أن ننوه إلى أن رعاية الحيوان في اإلسالم وان كانت تشمل الغالبية العظمى من الحيوان‪،‬‬
‫‪ -15‬اصحاب الجنتين(وأحيط بثمري فأصبح يقمب كفيه عمى ما أنفق فيها وهي خاوية عمى عروشها ويقول يا‬
‫ليتني لم أشرك بربي أحدا) الكيف‪ 10:‬وفي المثل الذي ضربو ا﵀ سبحانو وتعالى في سورة الكيف عن الرجمين‬
‫صاحبي الجنتين عبرة! فبستاناىما كانا مثمرين‪ ،‬ولكن سوء خمق أحدىما وتكبره‪ ،‬وعدم ربط صالح بستانو بمشيئة‬
‫ا﵀‪ ،‬أدى إلى ىالك ثمره‪.‬‬
‫‪ -33‬اصحاب الجنة(قالوا يا ويمنا إنا كنا طاغين ) القمم‪:‬فقد أدى جشعيم وعدم استثنائيم إلى دمار جنتيم‪ ،‬فقد‬
‫(أصبحت كالصريم) وعرفوا أن العقوبة التي حمت بيم ىي من جراء ما عممتو أيدييم‪.‬‬

‫‪2 1‬‬

You might also like