Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
روايات متعددة أهمها القول بوالدت ِه في جيالن في شمال إيران حاليا ً على ضفاف بحر قزوين ،والقول اآلخر أنه
ولد في جيالن العراق وهي قرية تاريخية قرب المدائن التي تبعد حوالي 40كيلو متر جنوب بغداد ،وهو ما
أثبتته الدراسات التاريخية األكاديمية وتعتمده العائلة الكيالنية ببغداد ]4[]3[،وقد نشأ عبد القادر في أسرة وصفتها
المصادر بالصالحة ،فقد كان والده أبو صالح موسى معروفا ً بالزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها
[]5
باألعمال الصالحة ولهذا كان لقب ُه "محب الجهاد".
نسبه وأسرته[عدل]
أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبدهللا بن يحيى بن محمد بن داود[ ]6بن موسى بن عبد هللا بن موسى بن عبد
هللا بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن
[]7
مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أنجب عبد القادر عدداً كبيراً من األوالد ،وقد عنى بتربيتهم وتهذيبهم على يديه واشتهر منهم عشرة:
عبدهللا : أكبر ولد الشيخ ،سمع من ابن الحصين وأبي غالب بن البناء ،روى الحديث ،توفي في صفر
سنة سبع وثمانين وخمسمائة وولد سنة ثمان وخمسمائة[.]8
عبد الو ّه اب :وكان في طليعة أوالده ،والذي درس بمدرسة والده في حياته نيابة عنه ،وبعد والده وعظ
وأفتى ودرس ،وكان حسن الكالم في مسائل الخالف فصيحا ً ذا دعابة وكياسة ،ومروءة وسخاء ،وقد
جعله الخليفة العباسي أحمد الناصر لدين هللا على المظالم فكان يوصل حوائج الناس اليه ،وقد توفي
سنة 573 هـ ودفن في رباط والده في الحلبة.
عيسى :الذي وعظ وأفتى وصنف مصنفات منها كتاب "جواهر األسرار ولطائف األنوار" في
علم الصوفية ،قدم مصر وحدث فيها ووعظ وتخرج به من أهلها غير قليل من الفقهاء ،وتوفي فيها
سنة 573 هـ.
عبد العزيز :وكان عالما ً متواضعاً ،وعظ ودرّ س ،وخرج على يديه كثير من العلماء ،وكان قد
غزا الصليبين في عسقالن وزار مدينة القدس ورحل جبال الحيال ومنها الجبل المعروف بأسمه جبل
عبد العزيز ،وتوفيـ فيها سنة 602 هـ.
عبد الجبار :تفقه على والده وسمع منه وكان ذا كتابة حسنة ،سلك سبيل الصوفية ،ودفن برباط والده في
الحلبة.
عبد الرزاق :وكان حافظا متقنا حسن المعرفة بالحديث فقيها على مذهب اإلمام أحمد بن حنبل ،ورعا
منقطعا ً في منزله عن الناس ،اليخرج إال في الجمعات ،توفي سنة 603 هـ ،ودفن بباب الحرب
في بغداد.
إبراهيم :تفقه على والده وسمع منه ورحل إلى واسط في العراق ،وتوفيـ بها سنة 592 هـ.
يحيى :وكان فقيها محدثا انتفع الناس به ،ورحل إلى مصر ثم عاد إلى بغداد وتوفي فيها سنة 600 هـ،
ودفن برباط والده في الحلبة.
موسى :تفقه على والده وسمع منه ورحل إلى دمشق وح ّدث فيها واستوطنها ،ثم رحل إلى مصر وعاد
إلى دمشق وتوفي فيها وهو آخر من مات من أوالده.
صالح : وبه يكنى في أغلب البلدان وذكرته أغلب المصادر المتخصصة في سيرته وهو مدفون قرب
والده في بغداد.]9[
األحوال في بغداد[عدل]
كان عبد القادر الجيالني قد نال قسطا ً من علوم الشريعة في حداثة سنه على أيدي أفراد من أسرته ،ولمتابعة
طلبه للعلم رحل إلى بغداد ودخلها سنة 488 هـ الموافق1095 م وعمره ثمانية عشر عاما ً[ ]10في عهد الخليفة
العباسي المستظهر باهلل .وبعد أن استقر في بغداد انتسب إلى مدرسة الشيخ أبو سعيد المخرمي التي كانت تقع
في حارة باب األزج ،في أقصى الشرق من جانب الرصافة ،وتسمى اآلن محلة باب الشيخ.
وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيالني إلى بغداد تسوده الفوضىـ التي عمت كافة أنحاء الدولة العباسية ،حيث
كان الصليبيون يهاجمون ثغور الشام ،وقد تمكنوا من االستيالء على أنطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلقا
كثيرا من المسلمين ونهبوا أمواالً كثيرة .وكان السلطان التركي "بركياروق" قد زحف بجيش كبير
يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره "ابن جهير" فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي "محمد بن ملكشاه"
ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجاال ،وكلما انتصر احدهما على
اآلخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة.
وكانت فرقة الباطنية قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت أن تقضيـ على عدد كبير من أمراء المسلمين
وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشا ً كبيراً سار به إلى إيران فحاصر قلعة "أصفهان" التي كانت مقراً لفرقة
الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين ،وكان
"صدقة بن مزيد" من أمراء بني مزيد من قبيلة بني أسد قد خرج بجيش من العرب واألكراد يريد االستيالء على
بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السالجقة فتغلب عليه .وكان المجرمون وغيرهم من
العاطلين واألشقياء ينتهزون فرصة انشغال السالطين بالقتال فيعبثون باألمن في المدن يقتلون الناس ويسلبون
أموالهم فإذا عاد السالطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين.
األحوال االجتماعية[عدل]
لقد تدهورت الحياة االجتماعية في القرن السادس الهجري بسبب الفساد السياسي الذي استنزف القدرات
االجتماعية والمادية والمعنوية ،كما يرجع األمر إلى الفتن المختلفة وإلى األزمات االقتصادية وانتشار األوبئة،
وهذه العوامل كلها ساهمت في تدمير البنيات االجتماعية المادية والمعنوية التي كانت من مقومات القوة والنماء،
لذلك خربت المدن وانقطعت الطرق وانتشرت السرقة ،ولم تسلم منها حتى قوافل الحجاج ،حيث يغار عليها
جهارا نهارا ،لذلك ساءت العالقات االجتماعية المختلفة .ويشهد على ذلك ما وقع خالل هذه السنوات:
ففي سنة 538 هـ زاد أمر العيّارين[ ]11بسبب ابن الوزير وابن قاروت[ ]12اللذين كان لهما نصيب مما
[]13
يأخذه العيارون.
وفي سنة 552 هـ أغار الجنود الخراسانية على الحجاج الخراسانية وقتلوا منهم نفرا ،وسلبوهم أموالهم
وأمتعتهم ،ولما تقدموا في المسير قليال ،هاجمتهم االسماعيلية ،فقتلوهم إال من هرب ،وقتل منهم كثير
[]14
من العلماء والزهاد ،وتلك مصيبة عظيمة حلت بالحُجاج وباألمن العام في ذلك الزمان.
وفي سنة 556 هـ اندلعت فتنة أخرى ببغداد بسبب ابن هبيرة والغلمان والفقهاء ،حيث أمر الخليفة
[]15
بضرب الفقهاء وتأديبهم ،فمضى إليهم أستاذ الدار وعاقبهم.
وفي سنة 581 هـ وقعت فتنة بين التركمان واألكراد في بديار الجزيرة والموصلـ ،قتل فيها خلق كثير،
ونهبت األموال ودامت سنين عديدة ،حيث انقطعت فيها الطرق بين بالد كثيرة ،من الشام إلى أذربيجان.
[]16
وفي مطلع القرن السابع الهجري ،تواصلت الفتن بين أهل البالد المختلفة ،وكذلك بين أهل األحياء في
المدينة الواحدة ،مثل فتنة ببغداد بين أهل باب األزج وأهل المأمونية ]17[،وفتنة بهراة بين أهل السوقين
الحدادين والصفارين ]18[.وأما األزمات االقتصادية فهي ال تعد وال تحصى ،وقد أدت إلى الغالء الشديد
في البالد اإلسالمية كافة ،ولم يسلم منها بلد ،وقد أدت إلى المجاعة في أحيان كثيرة ،فعمت هذه
األزمات البالد اإلسالمية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ،مثل الذي وقع سنة 543 هـ ،وهي سنة
[]19
والدة الرازي ،حيث عم الغالء جميع البالد من خراسان إلى العراق وإلى الشام وإلى بالد أفريقيا.
وفي سنة 574 هـ اشتد الغالء أيضا وعم سائر البالد ودام إلى السنة التالية ]20[.وقد دفعت هذه األزمات
الناس إلى أكل الدواب المحرمة والمكروهة ،وهناك روايات كثيرة في كتب التاريخ تتحدث عن أكل
[]21
اآلدميين!
األحوال الطبيعية[عدل]
الخالفات الفكرية[عدل]
كان الصراع الفكري على أشده في هذا القرن بين الفرق الكالمية وبينها وبين المذاهب الفقهية ،وما وقع في هذا
القرن إنما هو استمرار لالختالف القديم في مسائل السياسة والعقائد ،مع العلم أن االختالف الفكري في حد ذاته
ليس نقمة بكامله ،وال هو ميزة خاصة بالثقافة اإلسالمية ،ألن جميع الديانات األخرى عرفت أشكاال وأنواعا من
االختالفات في األصول والفروعـ معا .وقد نشأ علم الكالم من االختالف في األصول ،ونشأ علم الفقه من
االختالف في الفروع،ـ وكان االختالف في األصول في أربع مسائل كبرى :أوال :الصفات والتوحيد ،ثانيا:
القضاء والقدر ،ثالثا :الوعد والوعيد ،ورابعا :النبوة واإلمامة ]23[.ويتميز القرن السادس الهجري من الناحية
الفكرية باتساع موضوعـ التفكير في العلوم الشرعية ،وكذلك الحال في العلوم األخرى ،كالعلوم العقلية والطبيعية
واالجتماعية ،كما تتميز بكثرة اإلنتاج في جميع تلك العلوم ،وبنمو سلطة الفرق والمذاهب في ضم وتجنيد الناس
في صفوفها .أما كثرة العلماء المناصرين للفرق والمذاهب فقد عمقت مجال الصراع الفكري وأعطته حماسا
كبيرا ،ولم يكن الهدف عندهم إال االنتصار على الخصم .ويتميز هذا القرن أيضا بوجود كثرة
الزهاد والمتصوفة ،وهذا يعني أن المسلمين صاروا يندفعون إلى البحث عن الخالص الفردي ال الجماعي،
اندفاعا جعل الحياة االجتماعية مشلولة ،وفتحوا بذلك بابا على مصراعيه أمام اليهود والنصارى ،الذين تغلغلوا
في وظائف الدولة ،وشؤون الحياة المختلفة ،وهذا من األمور التي ساهمت في انتشار األهواء والبدع .ويشعر
الخلفاء واألمراء في بعض األحيان بهذا التغلغل ،فيأمرون بعزل اليهود والنصارى من دواوين الدولة ،مثلما أمر
الخليفة العباسي الناصر لدين هللا أن ال يستخدم في الديوان يهودي أو نصراني ،وأن ال يستعان بهم مهما كانت
الحاجة ملحة .مع العلم أن هذه األوامر النهاية عن استخدام اليهود قليلة وتعد على األصابع ]24[.ونتيجة لسوء
األحوال االجتماعية سياسيا واقتصاديا مال الناس إلى التقليد ورفضوا االجتهاد والتجديد ،ألن أفهامهم صماء
وعقولهم جدباء في بعض العهود كهذا العهد ،وكان ذلك كله من عالمات بداية االنحطاط .وأدى الصراع الفكري
بدوره إلى إثارة فتن دموية في بعض األحيان ،مثل الفتنة التي نشبت بين العلويين الشيعة والشافعية في
سنة 554 هـ باستراباذ[ ]25وفتنة أخرى سنة 560 هـ في أصفهان بسبب التعصب للمذاهب وهي فتنة قتل فيها
كثير من الناس ]26[.وهذا أما محاكمات العلماء تعسفا وطردهم من البالد أو حملهم على الخروج منها أو
تحريض العامة عليهم أو حرق كتبهم ،فلم يسلم منها إال القليل ،ومنها على سبيل المثال ال الحصر ،محاكمة
الركن عبد السالم بن عبد الوهاب الكيالني ( 611-548هـ) الذي كان حنبليا ،عارفا بالمنطق والفلسفة ،وقد اتهم
بأقوال الفالسفة ،لذلك وقعت له محنة في عهد الوزير ابن يونس فأحرقت مكتبته في رحبة ببغداد ،وخرجت
مدرسة جده من يده ويد أبيه عبد الوهاب ،وفوضتـ إلى أبي الفرج ابن الجوزي( ت 597 هـ) ،وأدخل السجن
مدة ثم أفرج عنه سنة 589 هـ لما قبض على الوزير ابن يونس فرد إليه ما سلب منه ]27[.وهناك خروج سيف
الدين اآلمدي 631-551( هـ) من العراق إلى الشام ثم إلى مصر سنة 592 هـ ألنه متهم بفساد العقيدة
ومذهب الفالسفة لما أظهر من علوم األوائل ،ومرة أخرى انتقل خفية من مصر إلى الشام ولم يكن حظه سعيدا
هنالك ،حيث عزل عن التدريس وأقام مختفيا في بيته حتى توفى ]28[.هذا في المشرق وأما في المغرب فقد
عاش ابن رشد 595-520( هـ) محنة شديدة فأحرقت كتبه وأخرج من قرطبة .وأما فخر الدين الرازي فطرد
من بالد كثيرة بسبب آرائه الفلسلفية والدينية ألنها ليست متحجرة وال مقلدة ،كما كان حال الفقهاء وأشباه العلماء
في عصره ،وإنما كان مجتهدا ومجددا في العلوم العقلية والنقلية معا ،وكان جريئا ومدافعا بقوة عن آرائه .يذكر
المؤرخين أن أعظم فتنة وقعت له سنة 595 هـ بهراة ،وقد قيل :لما بنى ابن أخت غياث الدين مدرسة له ،نزل
ذلك كالصاعقة على الكرامية ،وفي راوية أخرى :أن الفتنة حصلت بسبب مناظرة الرازي البن القدوة ،وهو
[]29
مقدم الكرامية ولم تخمد إال بإخراج الرازي من هراة.
نالحظ مما سبق أن عصر الجيالني يتميز باضمحالل الخالفة العباسية ،وتفككـ السلطة المركزية إلى دول
كثيرة ،حيث تتناحر هذه الدول على استقطاب الخلفاء ،ويدخلون في حروب فيما بينهم وبين الخليفة ،مما أثر
سلبا على جميع ميادين الحياة .باإلضافة إلى ذلك فهذا العصر لم ينج من الكوارث الطبيعية الكثيرة كزالزل
والجفاف التي اهتم المؤرخون بذكرها وإحصاء الخسائر المترتبة عنها وآثارها على المسيرة الحضارية .كما
يتميز أيضا بظهور العلماء األعالم في كل علم وفن ،ويمكن اإلشارة إلى أهم الظواهر التي سادت هذا العصر،
وإلى العوامل التي كانت سببا في االضمحالل والتقوقع ،وهي بإيجاز:
مبنى مدرسة باب األزج التي تسمى اآلن جامع الشيخ عبد القادر وفيها ضريحه ببغداد
عقد الشيخ أبو سعيد الم َُخ ِر مي لتلميذه عبد القادر مجالس الوعظ في مدرسته بباب األزج في بداية 521 هـ،
فصار يعظ فيها ثالثة أيام من كل أسبوع ،بكرة األحد وبكرة الجمعة وعشية الثالثاء ،ولقد كان أول كالمه:
غو اص الفكر يغوص في بحر القلب على درر المعارف ،فيستخرجها إلى ساحل الصدر ،فينادي عليها سمسار " ّ
ترجمان اللسان ،فتشترى بنفائس أثمان حسن الطاعة ،في بيوت أذن هللا أن ترفع" ،واستطاع الشيخ عبد
القادر بالموعظة الحسنة أن يرد كثيراً من الحكام الظالمين عن ظلمهم وأن يرد كثيراً من الضالين عن ضاللتهم،
حيث كان الوزراء واألمراء واألعيان يحضرون مجالسه ،وكانت عامة الناس أشد تأثراً بوعظه ،فقد تاب على
يديه أكثر من مائة ألف من قطاع الطرق وأهل الشقاوة ،وأسلم على يديه ما يزيد على خمسة اآلف
من اليهود والمسيحيين .والجيالني ألتقى بالغزالي وتأثر به حتى أنه ألف كتابه "ال ُغنية لطالبي طريق الحق" على
نمط كتاب "إحياء علوم الدين"[ . ]33[]32وكان الشيخ عبد القادر يسيطر على قلوب المستمعين إلى وعظه حتى أنه
استغرق مرة في كالمه وهو على كرسي الوعظ فانحلت طية من عمامته وهو ال يدري فألقى الحاضرون
عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم اليشعرون.
وبعد أن توفي أبو سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته إلى الشيخ عبد القادر الجيالني فجلس فيها للتدريس
والفتوى ،وجعل طالب العلم يقبلون على مدرسته إقباال عظيما حتى ضاقت بهم فأضيف إليها من ما جاورها من
المنازل واألمكنة ما يزيد على مثلها وبذل األغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بأنفسهم حتى تم
بناؤها سنة 528 هـ الموافق1133 م .وصارت منسوبة إليه.
وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثالثة عشر علما ً من علوم اللغة والشريعة ،حيث كان الطالب
يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحديث والمذهب والخالف واألصولـ واللغة ،وكان
يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب اإلمام الشافعي واإلمام أحمد بن حنبل وهناك رواية تقول أنه أفتى
على مذهب اإلمام أبي حنيفة النعمان.]34[
منهجه في التربية[عدل]
يضع عبد القادر الجيالني لتحقيق ذلك ،باالتصاف بصفات أساسها المجاهدة ،والتحلي باعمال عشرة هي:
ال يحلف المتعلم باهلل عز وجل صادقا وال كاذبا ، عامدا وال ساهيا ؛ ألنه إذا احكم ذلك من نفسه ،دفعه
ذلك إلى ترك الحلف بالكلية ،وبذلك يفتح هللا له بابا من أنواره يدرك أثره في قلبه ،ويمنحه الرفعة
والثبات والكرامة عند الخلق .
أن يجتنب المتعلم الكذب هازال أو جادا ؛ فإذا اعتاد ذلك شرح هللا صدره ،وصفا علمه ،وصار حاله
كله صدق و ظهر أثر ذلك عليه .
أن يفي بما يعد ،وأن يعمل على ترك الوعد أصال ؛ ألن ذلك أضمن له من الوقوعـ في الحلف
والكذب ؛ فإذا فعل ذلك ،فتح له باب السخاء ،ودرجة الحياء ،وأعطي مودة في الصادقين .
أن يجتنب لعن أي شيء من الخلق ، وإيذاء ذرة فما فوقها ؛ فذلك من أخالق األبرار والصديقين ،ألن
ثمرة ذلك حفظه من مصارع الهالك ،والسالمة ،ويورث رحمة العباد ،مع ما يهبه هللا من رفيع
الدرجات .
أن يجتنب الدعاء على أحد ، وإن ظلمه فال يقطعه بلسانه ،وال يقابله بقول أو فعل ؛ فإن فعل ذلك
وجعله من جملة آدابه ارتفع في عين هللا ،ونال محبة الخلق جميعا .
أن ال يشهد على أحد من أهل القبلة بشرك ، أو كفر ،أو نفاق ،فذلك أقرب للرحمة ،وأقرب ألخالق
السنة ،وأبعد من ادعاء العلم ،وأقرب إلى رضا هللا ،وهو باب شريف يورث العبد رحمة الخلق
أجمعين .
أن يجتنب النظر إلى المعاصي ، وأن يكف جوارحه عنها ،ألن ذلك مما يسرع في ترقية النفس إلى
مقامات أعلى ،ويؤدي إلى سهولة استعمال الجوارح في الطاعة .
أن يجتنب االعتماد على الخلق في حاجة صغرت أو كبرت ؛ فإن ذلك تمام العزة للعابدين ،وشرف
المتقين ،وبه يقوى على األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ويستغني باهلل ،ويثق بعطائه ،ويكون
الخلق عنده في الحق سواء ،وذلك أقرب إلى باب اإلخالص .
أن يقطع طمعه من اآلدميين ، فذاك الغنى الخالص ،والعز األكبر ،والتوكل الصحيح ؛ فهو باب من
أبواب الزهد ،وبه ينال الورع .
التواضع ،وبه تعلو المنزلة ؛ فهو خصلة أصل االخالق كلها ،وبه يدرك العبد منازل الصالحين
الراضين عن هللا في السراء والضراء ،وهو كمال التقوى.]35[
مفرداته[عدل]
تتجسد أهم هذه المفردات فيما يلي:
التوحيد : من ال توحيد له وال إخالص ،ال عمل له .دع عنك الشرك بالخلق ،ووحد الحق عز وجل ،
هو خالق األشياء جميعها ،وبيده األشياء جميعها ،يا طالب األشياء من غيره ما أنت عاقل .هل شيء
ليس هو في خزائن هللا عز وجل ؟ أنتم عبيد الخلق ! عبيد الرياء والنفاق ! عبيد الخلق والحظوظ
والثناء ! ما فيكم من تحققتـ له العبودية إال ن يشاء هللا عز وجل : آحاد ،أفراد .هذا يعبد الدنيا ويحب
دوامها ويخاف زوالها ،وهذا يعبد الخلق ويخاف منهم ويرجوهم ،وهذا يعبد الجنة يرجو نعيمها وال
يرجو خالقها ،وهذا يعبد النار يخاف منها وال يخاف خالقها .ما الخلق وما الجنة وما النار ومن سواه ؟
قال هللا عز وجل “وما امروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء ”.
القضاء والقدر : إن جميع الحوادث خيرها وشرها كائنة بقدر هللا ،ولكن المؤمن مأمور أن يدفع ما قدر
من الشر بما قدر من الخير ؛ فيزيل الكفر باإليمان ،والبدعة بالسنة ،والمعصية بالطاعة ،والمرض
بالدواء ،والجهل بالمعرفة ،والعدوان بالجهاد ،والفقر بالعمل … فنازعوا اقدار الحق بالحق للحق ،
فالرجل هو المنازع للقدر ال الموافق له .
اإليمان : العمل واإلخالص ؛ فالبعمل ينتفي النفاق ،وباإلخالص ينتفي الرياء ،واإلخالص المقصود ،
هو التوجه بالعمل هلل وحده … المؤمن بصره هللا بعيوب الدنيا بطريق الكتاب والسنة فجاءه الزهد ..
فحينئذ ال تضره عمارة الدنيا ولو بنى ألفا من الدور ؛ ألنه يبني لغيره ال له ،يتمثل أمر هللا في ذلك ،
ويوافق قضاءه وقدره ،يقيمه في خدمة الخلق وإيصال الراحة إليهم ،ويواصل الضياء بالظالم في
الطبخ والخبز ،وال يأكل من ذلك ذرة .يصير له طعام يخصه ال يشاركه فيه غيره .
األمر بالمعروف والنهي عن المنكر : إذا دعوت الخلق ولست على باب الحق ،كان دعاؤك لهم وباال
عليك ،كلما تحركت بركت ،وكلما طلبت الرفعة اتضعت ؛ فأنت لسان بال حنان ،وظاهر بال باطن ،
وجولة بال صولة ،سيفك من خشب ،وسهامك من كبريت.]36[
لقد أسس اإلمام الجيالني طريقته وفق الكتاب والسنة ووضع لها ضوابط شرعية حتى ال يكثر الشطط والنقصان
والتغيير واالبتداع ويدعي المشيخة من يقدر ومن ال يقدر ومن يعلم ومن ال يعلم .فوضع الشيخ ضوابط وشروط
ينبغي أن تتوفر بالشيخ المرشد الذي يتصدر لإلرشاد وهذه الشروط هي[:]37
وإال فدجـا ٌل يقــود إلى جهل إذا لم يكن للشيخ خمـس فوائـد
ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل عليم بأحكام الشريعة ظـــاهراً
و يخضع للمسكين بالقـول والفعل ويظهر للورَّا ِد بالبشر والقــرى
عليم بأحكام الحـرام من الحــل فهذا هو الشيخ المعظم قـــدره
مهذبـة من قبل ذو كـرم كلـي يهذب طـالب الطــريق ونفسه
لقد بين الشيخ في هذه األبيات بعض شروط الشيخ المربي وهي خمس .فإن لم تتوفر فيه فليس لديه األهلية
لإلرشاد وهذه الشروط هي:
أن يكون عالما ً بأحكام الشريعة والدين عالم بالحالل والحرام عالم بحدود الشرع وعالم بالسنة النبوية
وعالم بما علم من الدين بالضرورة وهذا معنى قول الشيخ (عليم بأحكام الشريعة ظاهراً)
أن يكون عالما ً بعلم الحقيقة والطريقة وعالم بأحوال القلوب والنفوس وطرق تزكيتها وخبير بأحوال
السالكين وتدرجهم في الطريق إلى هللا ويكون قد أخذ هذا العلم من شيخ مرشد كامل عبر سند متصل
إلى رسول هللا وهذا معنى قول الشيخ (ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل).
أن يكون كريما ً سخيا ً مع ضيوفه والسخاء من صفات رب العالمين ومن خلق الرسول الكريم
والصالحين فال يليق بالمرشد أن يكون بخيالً كما جاء في الحديث ما جبل ولي هللا إال على السخاء
وحسن الخلق فيكرم ضيوفه ورواد زاويته دون التقصير بحق ضيافتهم وأن تدوم البسمة على وجهه
وان يكون رحب الصدر وهذا معنى قول الشيخ(ويظهر للورَّ ا ِد بالبشر والقرى).
أن يكون متواضعا ً للمؤمنين يخضع لهم بالقول والفعل وهذه الخصلة هي من خصال النبي حيث أمره
ِين)[ .]38وكان الشيخ عبد القادر الجيالني معروفا ً بتواضعه للفقراء اح َك ل ِْلم ُْؤ ِمن َ (و ْ
اخفِضْ َج َن َ هللا فقال له َ
وكان يجلس معهم ويطاعمهم ويتجنب مجالسة األغنياء والكبراء واألمراء والوزراء إال إذا أراد نصح
لهم وهذا معنى قول الشيخ (ويخضع للمسكين بالقــول والفعل).
أن يكون قد ناجحا ً في تربية المريدين وتزكية نفوسهم ولن يكون له هذا إال إذا كان قد زكى نفسه قبل
ذلك على يد شيخ خبير بارع وأن يكون قد أذن له باإلرشاد والمشيخة من قبل شيخه وفق سند متصل
وهذا معنى قول الشيخ (يهذب طالب الطريق ونفسه مهذبة من قبل ذو كرم كلي)[.]40[]39
كما أن الجيالني استفاد من تجارب المدارس اإلصالحية التي سبقته كمدرسة أستاذه“ أبي حامد الغزالي” التي
كانت ضمن المدرسة الفكرية النظامية ،حيث كان الداعم لمدرسة الغزالي ،الوزير السلجوقي نظام الملك وهنا
استفاد الجيالني من فكرة المدرسة النظامية وبنفس المنهج التزكوي ،الجيالني رفع شعاره “لكل مذهبه....في
إطار الكتاب والسنة” .]44[.
مؤلفاته[عدل]
جزء من سلسلة مقاالت
التصوف
المفاهيم˂
الممارسات˂
أعالم التصوف˂
كتب التصوف˂
طرق صوفية˂
تصوف
ع
ن
ت
صنف عبد القادر الجيالني مصنفات كثيرة في األصولـ والفروع وفي أهل األحوال والحقائق والتصوف ،منها
ما هو مطبوع ومنها مخطوط ومنها مصوّ ر ،منها:
مختارات من كالمه[عدل]
قال : طِ ر إلى الحق بجناحى الكتاب والسنة.
تضركم.
ُّ وقال :أخرجوا الدنيا من قلوبكم إلى أيديكم فإنها ال
وقال : االسم األعظم أن تقول هللا وليس في قلبك سواه.
بو ابين على باب قلوبكم ،وأدخلوا ما يأمركم هللا بإدخاله ،وأخرجوا ما يأمركم هللا وقال : كونوا َّ
بإخراجه ،وال ُتخلوا الهوى قلوبكم فتهلكوا.
وقال : ال تظلموا أحداً ولو بسوء ظ ِّنكم فإنَّ ر َّبكم ال يجاوز ظلم ظالم.
النفس وقتلتها بالطاعات حييت وكلَّما أكرمتها ولم تنهها في مرضاة هللا ماتت قال َ وقال : كلَّما جاهدتَ
وهذا هو معنى حديث رجعنا من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر.
وقال : ليس الرجل الذي ُيسلّم لألقدار ،و إنما الرجل الذي يدفع األقدار باألقدار.
وقال : اعمل الخير لمن يستحق ولمن ال يستحق و االجر على هللا.
وقال : فتشت األعمال كلها ،فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام ،أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها
الجياع.
وقال : ال تثق بمودة إنسان حتى ترى موقفه منك أيام الشدة.
التحسر على ما فاتك ألنه لن يعود ،ومقارنة نفسك بغيرك ألنه لن ّ وقال : ثالث امور تض ّيع بها وقتك:
يفيد ،ومحاولة إرضاء كل الناس ألنه لن يكون
وقال : إذا مألت عقلك بصغائر األمور فلن يبقى فيه مكان لكبارها فالعقل كالحقل إن لم تتعاهده
بالنباتات الجيدة نمت فيه الحشائش الضارة.
وقال : عالمة إخالصك أنك ال تلتفت إلى حمد الخلق ،وال إلى ذمهم ،وال تطمع فيما في أيديهم ،بل
تعطي الربوبية حقها ،تعمل للمنعم ال للنعمة ،للمالك ال للملك ،للحق ال للباطل.
وقال : إن الطيور ال تطير اال في سرب يشبهها ،فابحث دائما ً عن سربك حتى تطير بحرية ،فمن كان
مثلك سيحملك إن كسر جانحك ،أما من ليس من سربك فسيأكلك إن رآك ضعيفا ً.
وقال« : لقمة في بطن جائع خير من بناء ألف جامع ...وخير ممن كسا الكعبة وألبسها البراقع ...
وخير ممن قام هلل راكع ...وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع ...وخير ممن صام الدهر والحر
واقع ...وإذا نزل الدقيق في بطن جائع له نور كنور الشمس ساطع ...فيــــــا بشرى لمن أطعم
جائع».]47[.
شعره[عدل]
"لم يكن الجيالني شاعرا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ،وإنما كان الشعر عنده أداة تناسب التعبير عن المعاني
الصوفية الدقيقة ،ال تكمن في قيمتها األدبية ،بقدر ماترجع إلى خطورتها في التعبير عن الحقائق الصوفية والتي
إختبأت بين حروف الكلمات ،ويشار إليها تلويحا وتلميحا لنفس األسباب ،التي جعلت شعر الصوفية رمزياً،
والبد من اإلشارة إلى أن بعض القصائد المنسوبة إلى الجيالني ،غير صحيحة في نسبتها إليهِ ،وذلك لما حوته
من خروج على المنهج المعروف للجيالني الملتزم .]48[،ومن أجمل قصائد ديوان الجيالني رائعته المعروفة باسم
"بلبل األفراح" ،وهي تعبير "كما يقول الشاعر فالح الكيالني الذي قام بشرح ديوان الجيالني" عن فرط المحبة
[
وفيضان الوجد ،وقد عمد الجيالني فيها إلى الرمزية الصوفية ،التي طالما أشار بها الصوفية لمعانيهم الذوقية.
.]49
طيَبُ إالّ َولِي فِي ِه ْاألَلَ ُذ األَ ْ الصبابَ ِة َم ْنهَ ٌل ُمسْت ْع َذبُ َما فِي َ
إالَّ َو َم ْنزلَتي أَع َُّز َوأَ ْق َربُ صةٌصا ِل َم َكانَهُ َم ْخصوْ َ أَوْ فِي ْال ِو َ
اب ْال َم ْش َربُ ت َمنَا ِه ْلهَا َوطَ َ فَ َحلَ ْ ص ْف ِوهَا ق َ ت لِ َي األَيّا ُم َروْ نَ َ َوهَبَ ْ
الَ يَ ْهتَدي فِيهَا اللَّبِيبُ فَيَ ْخطُبُ ت َم ْخطُوبا ً لِ ُك ِّل َك ِريم ٍة َو َغدَوْ ُ
ْب ال َّز َما ِن َوالَ يَرى َما يَرْ هَبُ َري َ أَنَا ِم ْن ِر َجا ِل الَ يَ َخافُ َجلي ُسهُ ْم
طَ َربا ً َوفِي ْال َع ْليَا ِء بَا ٌز أَ ْشهَبُ اح أَ ْمألَ دَوْ َحها أَنَا ب ُْلبُ ُل األَ ْف َر ِ
طَوْ عا ً َو َم ْه َما ُر ْمتُهُ الَ يَ ْع ُزبُ ت ُجيُوشُ الحُبِّ تَحْ تَ َم ِشيئَتي أَضْ َح ْ
ت َم َكانَةً الَ تُوهَبُ َحتَّى بَلَ ْغ ُ ت أَرْ تَ ُع فِي َميَا ِدي ِن الرِّ َ
ضا َما ِز ْل ُ
ْ ِّ
ن َْزهُو َونَحْ نُ لهَا الط َراز ال ُمذهَبُ
ُ َ أَضْ َحى ال َّز َمانُ َك ُحلَّ ٍة َمرْ قُو َمة
ك ْال ُعلَى الَ تَ ْغرُبُ أَبَداً َعلَى فَلَ ِ لت ُش ُموسُ األَ َّولِينَ َو َش ْم ُسنَا أَفَ ْ
[}| ]50
نثره[عدل]
لقد تعددت موضوعاتـ النثر عند الشيخ عبد القادر الجيالني فكانت عبارة عن خطب ووصايا ورسائل وحكم
وأقوال وأدعية ومناجاة ومحاورات وأهتم في أكثرها بموضوعاتـ يكثر فيها القولـ عن التصوف السليم وأحواله
ومقاماته وعن المناجاة والحب االلهي والورع والتقوى ،هذا فضال عن مؤلفاته الكثيرة وأقواله التي تنم عن فكر
واسع ومنهج سليم وخطوات متوازنة في التأليف والكتابة ،ومن روائع خطبه التي يتجلى فيها أسلوبه "أيها
الناس ،يا ابن آدم ،عش ماشئت في الدنيا فإن الموت سيأتيك ،وشيد القصور ما أردت فإن التراب سيواريك
،وأحبب الدنيا ما أستطعت فأنك ستفارقها وهي تعاديك ،وأعمل ما أستطعت فإن هللا بعملك سيجازيك ،
وأضحك ما قدرت ،ففراق األحباب يحزنك ويبكيك ،يا ابن آدم أقتنع من الدنيا بمنزل يأويك ورزق يكفيك ،
والتكسل من طلب الرزق ،فإن الذي تكفل به يطعمك ويسقيك ،ولو ملكت الدنيا بأكملها فعن هللا ال تغنيك ،
فأحذر أن تغرك بنعيمها ،فأنه يشغلك عن ذكر هللا ويلهيك وصالح أعمالك فأنها ستالقيها وهي تالقيك".]34[
ومن جميل نثره دعائه " اللهم من ال تراه العيون وال تخالطه الظنون وال يصفه الواصفون ،وال يخاف الدوائر
،وال تفنيه العواقب ...اللهم اجعل خير عملي خواتمه ،وخير أيامي يوم ألقاك فيه ،أنك على كل شيء قدير"
لقد اختار الجيالني في موضوعاته النثرية االلفاظ والمعاني التي تناسب مقام دعوته فظهرت الفاظ تنم عن قدرة
بالغية عالية وظهرت معان توضح لنا حسن أختيار المعنى المناسب في المكان المناسب ،فكانت الفاظه
ومعانيه تشح صدقا عظيما نتج عنه عاطفة متأججه بتأجج الوضع الذي عاصره.]51[.
ربع العبادات كالصالة والزكاة والحج موضحا ً لبعض التفاصيل الدقيقة المتعلقة بأثر العبادات هذه على
قلب اإلنسان
ربع العادات كالزواج والعمل الكتساب الرزق
ربع المهلكات كالغرور والتكبر وحب الدنيا والجاه واإلفراط شهوتي الطعام والجنس وجعلهما بابا ً واحداً
ربع المنجيات بدأه بالتوبة وأن حقيقتها معرفة هللا ثم الخجل منه فالندم واالعتذار ،ثم تكلم عن الصبر
والخوف من هللا وعبادة التفكر.
معظم ما كتبه الجيالني في الغنية يبدأ عادة بشرح واستدالل بآية من القرآن الكريم ثم بحديث ثم بأخبار الصحابة
ثم بأخبار الصالحين .إن الجدال والنقاش والرد على استدالالت أصحاب الفرق يعد أبرز معالم منهج اإلمام
الجيالني في الغنية .فقد اشتهر بمناظراته ألصحاب الملل والمذاهب المختلفة
مثل المعتزلة ،والمرجئة ،والخوارج ،والشيعة ،والكرامية ،والفالسفة ،وغيرهم ،والمتتبع للكتاب يجد كثيراً من
رده على أصحاب هذه المذاهب ]54[.فقد كان مجادالً ماهراً حيث كان يثير األسئلة ويسرد أدلة الخصم بكل دقة
وأمانة ،ثم يرد عليها وينقضها بأسلوب يتمثل بالعلمية والمنهجية والموضوعية ]55[.قد بنى الجيالني كتابه على
أربعة أرباع ،على النحو االتي:
قال أبو أسعد عبد الكريم السمعاني :هو إمام الحنابلة وشيخهم في عصره فقيه صالح ،كثير الذكر دائم
الفكر ,وهو شديد الخشية ,مجاب الدعوة ،أقرب الناس للحق ،وال يرد سائال ولو بأحد ثوبيه.
قال اإلمام ابن حجر العسقالني الكناني : كان الشيخ عبد القادر متمسكا ً بقوانين الشريعة ,يدعو إليها
وينفر عن مخالفتها ويشغل الناس فيها مع تمسكه بالعبادة والمجاهدة ومزج ذلك بمخالطة الشاغل عنها
غالبا كاألزواج واألوالد ,ومن كان هذا سبيله كان أكمل من غيره ألنها صفة صاحب الشريعة صلى هللا
علية وسلم[.]59
قال ابن قدامة المقدسي :دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة فإذا الشيخ عبد القادر بها انتهت إليه
بها علما وعمال وحاال واستفتاء ,وكان يكفي طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من
العلوم والصبر على المشتغلين وسعة الصدر .كان ملئ العين وجمع هللا فيه أوصافا ً جميلة وأحواالً
عزيزة ,وما رأيت بعده مثله ولم أسمع عن أحد يحكي من الكرامات أكثر مما يحكى عنه ,وال رأيت
احداً يعظمه الناس من أجل الدين أكثر منه[.]60
قال ابن رجب الحنبلي : عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ثم البغدادي ,الزاهد شيخ العصر وقدوة
العارفين وسلطان المشايخ وسيد أهل الطريقة ,محيي الدين ظهر للناس ,وحصل له القبول التام,
وانتصر أهل السنة الشريفة بظهوره ,وانخذل أهل البدع واألهواء ,واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته
ومكاشفاته ,وجاءته الفتاوى من سائر األقطار ,وهابه الخلفاء والوزراء والملوك فمن دونهم[.]61
قال الحافظ ابن كثير : الشيخ عبد القادر الجيلي ،كان فيه تزهد كثير وله أحوال صالحة ومكاشفات[.]62
قال اإلمام اليافعي : قطب األولياء الكرام ،شيخ المسلمين واإلسالم ركن الشريعة وعلم الطريقة ,شيخ
الشيوخ ,قدوة األولياء العارفين األكابر أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي قدس سره ونور
ضريحه ,تحلى بحلي العلوم الشرعية وتجمل بتيجان الفنون الدينية ,وتزود بأحسن اآلداب وأشرف
األخالق ,قام بنص الكتاب والسنة خطيبا على األشهاد ,ودعا الخلق إلى هللا سبحانه وتعالى فأسرعوا إلى
االنقياد ,وأبرز جواهر التوحيد من بحار علوم تالطمت أمواجها ,وأبرأ النفوس من أسقامها وشفى
الخواطر من أوهامها وكم رد إلى هللا عاصياً ,تتلمذ له خلق كثير من الفقهاء[.]63
قال اإلمام الشعراني : طريقته التوحيد وصفا ً وحكما وحاال وتحقيقه الشرع ظاهرا وباطنا ً[.]64
قال اإلمام أحمد الرفاعي : الشيخ عبد القادر من يستطيع وصف مناقبه ,ومن يبلغ مبلغة ,ذاك رجل بحر
الشريعة عن يمينه ,وبحر الحقيقة عن يساره من أيهما شاء اقترف ,ال ثاني له في وقتنا هذا[.]65
قال الشيخ بقا بن بطو : كانت قوة الشيخ عبد القادر الجيالني في طريقته إلى ربة كقوى جميع أهل
الطريق شدة ولزوما وكانت طريقته التوحيد وصفاـ وحكما وحاالً[.]66
قال ابن السمعاني عنه :إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ،فقيه صالح ،ديِّن خيِّر ،كثير الذكر ،دائم
الفكر ،سريع الدمعة.
قال عنه محيي الدين ابن عربي :وبلغني أن عبد القادر الجيلي كان عدالً قطب وقته .
[]67
وفاته[عدل]
توفي اإلمام الجيالني ليلة السبت 10 ربيع الثاني سنة 561 هـ،جهزه وصلى عليه ولده عبد الوهّاب في جماعة
من حضر من أوالده وأصحابه ،ثم دفن في رواق مدرسته ،ولم يفتح باب المدرسة حتى عال النهار وهرع الناس
للصالة على قبره وزيارته ،وبلغ تسعين سنة من عمره .ذكر العالمة سالم االلوسي ،ان الرئيس أحمد حسن
البكر في بداية حكمه ،طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد ،كونه رمز لبغداد في عصرها
الذهبي ،وذلك بدعوة وحث من المرحوم عبد الجبار الجومرد وزير الخارجية العراقي السابق في عهد عبد
الكريم قاسم ،ولكن إيران امتنعت ،وبالمقابلـ طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيالني ،كونه من
مواليد كيالن في إيران ،وعندها طلب الرئيس من العالمة مصطفى جواد، بيان االمر ،فاجاب مصطفى جواد:
ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيالن في إيران ،مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها
بدون دراسة وتحقيق ،اما االصوب فهو من مواليد قرية تسمى (الجيل) قرب المدائن ،والصحة كونه
من إيران أو ان جده اسمه جيالن ،وهو ما اكده العالمة حسين علي محفوظ في مهرجان جلوالء الذي اقامه
اتحاد المؤرخين العرب وكان االلوسي حاضرا أيضا سنة ،1996وفعال أبلغت مملكة إيران بذلك ولكن بتدخل
من دولة عربية اغلق الموضوع ،]68[.بل في عام1958 م و1960 مُ ذ ْ
كرت ُنسبته إلى الجيلي[ ]69فقط حيناً ،ولم
[]70
يُكتب (الكيالني) إال بين قوسين.
رثاءه[عدل]
وقيل في رثاء الشيخ عبدالقادر قصيدة لنصر النميري قالها غداة دفن الشيخ عبدالقادر ،فيها دالالت على مكانة
الجيالني في الفقه و التصوف ،فمنها قوله:
ال ينكـر قـول المحب فيه الحســود ذو المقــام العلـ ّي فـي الزهـــد
لـه فـي الـورى جميعـــا ً نديـ ُد والفقيـه الـذي تـعـذر أن يلقــى
وبالحكـــم فـي الفتــوى الوفـود تتـرامــى إليه فـي العلـم باللـه
الـدمـع يجـري وتقشعــر الجلـود يخشــع القـلـب عنــده ويظــل
عنــده غـايــة المـراد المريــد يلتقـي النجــح ملتقيــه ويُعطــى
لغيـث أغـوارهــا بـه و النجـود مـات مـن كانـت األقاليم تُسقـى
وبـحــر الفضــائــل المـورود سيـد األولياء في الشـرق والغـرب
[}| .]71
مصادر[عدل]
^ المنتظم ،ابن الجوزي ،الجزء ،10صفحة .219 .1
^ كتاب المختصر في تاريخ شيخ اإلسالم -عبد القادر ،إبراهيم الدروبي ،باكستان -طبعة عام .2
،1959صفحة 52
^ كتاب :جغرافية الباز االشهب ،تحقيق مكان والدة الشيخ عبد القادر الكيالني ،د.جمال الدين فالح .3
الكيالني ،مكتبة الجليس -بيروت ،طبعة عام ،2012صفحة 14
^ كتاب من بعض أنساب العرب ،د.خاشع المعاضيدي ،دار الرشيد ،بغداد، 1997 ،الجزء 2صفحة .4
. 77
^ سير أعالم النبالء -اإلمام الذهبي - مؤسسة الرسالة -الطبعة :الثالثة 1405 ،هـ 1985 /م -الجزء .5
- 20الصفحة 439
^ كتاب من الشك إلى اليقين (كتاب) ،دراسة في نسب الشيخ عبد القادر الجيالني ،بحث نقدي في .6
مصادر التاريخ اإلسالمي الوسيط ،تقديم الدكتور حسين علي محفوظ ،دار الزنبقة ،القاهرة.2013 ،
^ التاريخ الكبير ،تأليف :الحافظ الذهبي. .7
^ ذكره الذهبي في وفيات سنة 587من تاريخ االسالم وابن الدبيثي في المختصر المحتاج اليه من .8
تاريخ بغداد بتحقيق مصطفى جواد ج 2ص ، 149انظر : الشيخ عبد القادر الكيالني رؤية تاريخية
معاصرة د .جمال الدين فالح الكيالني ،دار مصر مرتضى للكتاب ،بيروت 2011ص 43
^ المختصر في تاريخ شيخ األسالم عبد القادر الكيالني ،عبد الغني الدروبي ،باكستان ،كراجي ، .9
، 1972ص.12
^ الذيل على طبقات الحنابلة ،ابن رجب الحنبلي ،ج ،1ص290 .10
ً
^ مفرد َعيّار يعني من يكون عاطال عن العمل ،ويتجول ويطوف كثيرا ويترك نفسه وهواها ،ومعناها .11
في وقتنا الحاضر المنحرف.
^ كان عقيدا العيارين ،األول ولد الوزير ،والثاني أخو امرأة السلطان ،ولما استفحل األمر ،أمر .12
السلطان بصلبهما إال أن األول هرب والثاني قبض عليه وصلب.
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.7 .13
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.56 .14
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.72 .15
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.170 .16
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.268 .17
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.270 .18
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص .23وأبو الفداء ،المختصر في أخبار البشر ،ج(،2د.ط)، .19
دار الكتاب اللبناني ،بيروت (د.ت) ،ص.31
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.145 .20
^ أنظر ما قاله المؤرخون كابن األثير في الكامل ،وأبو الفدا في المختصر ،والذهبي في العبر ،ألن .21
هؤالء رصدوا هذه الظاهرة مرات عديدة في القرن السادس الهجري.
^ راجع سنوات- 597 - 590 - 573 - 571 - 556 - 552 - 544 - 533 - 532 - 529 : .22
605 - 604 - 600للهجرة عن ابن األثير ،وسبط ابن الجوزي ،وأبي الفداء ،وابن الوردي.
^ ابن العبري ،مختصر تاريخ الدولة ،ص.96 .23
^ سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان ،قسم ،1ج ،8ط ،1مطبعة دائرة المعارف العثمانية ،الهند( ،د.ت)، .24
ص.378
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.66 .25
^ ابن األثير ،الكمال في التاريخ ،مج ،9ص.92 .26
^ ابن العماد ،شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،مج ،3ج( ،5د.ط) ،مكتبة القدسي ،القاهرة1351 ، .27
هـ ،ص . 46-45والقفطي ،تاريخ الحكماء ،مكتبة المثنى ببغداد ،ومؤسسة الخانجي بمصر( ،د.ت)،
ص.229-228
^ القفطي ،تاريخ الحكماء ،ص .241وابن العماد ،شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،مج ،3ج ،5ص .28
.145وابن خلكان ،وفيات األعيان ،مج ،3ط ،1مطبعة النهضة المصرية ،القاهرة ،1948 ،ص
.294-293
^ ابن األثير ،الكامل ،مج ،9ص .247والذهبي ،العبر ،ج ،4ص .285وأبو الفداء ،المختصر ،مج،9 .29
ص.126
^ الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د .جمال الدين فالح الكيالني ،مؤسسة مصر .30
مرتضى للكتاب ،بغداد ، 2011 ،ص211
^ جغرافية الباز االشهب ،في سيرة الشيخ عبد القادر الكيالني ،د.جمال الكيالني ،صفحة 23 .31
^ هكذا ظهر جيل صالح الدين وهكذا عادت القدس ،تأليف :ماجد الكيالني ،ص.184 .32
^ الشيخ عبد القادر الجيالني وآراؤه االعتقادية والصوفية للشيخ سعيد بن مسفر القحطاني ،مكتبة .33
المدينة المنورة ،الطبعة األولى 1418هـ1997/م ،ص. 76
↑ تعدى إلى األعلى ل:أ ب كتاب بهجة االسرار ومعدن االنوار في مناقب الباز االشهب الشيخ عبد القادر .34
الكيالني ،تأليف علي بن يوسف الشطنوفي المنوفي 713هـ { ،نسخة جديدة تحتوي ما رجح نسبته له }
دراسة وتحقيق الدكتور /جمال الدين فالح الكيالني ،المنظمة المغربية للتربية والثقافة والفنون ،
المغرب ،فاس ،2014 ،ص 131
^ الغنية لطالبي طريق الحق ،عبدالقادر الجيالني ،تحقيق فرج توفيق الوليد ،مكتبة الفكر ،بيروت ، .35
، 1998ج ،3ص 312
^ الغنية لطالبي طريق الحق ،عبدالقادر الجيالني ،تحقيق فرج توفيق الوليد ،مكتبة الفكر ،بيروت ، .36
، 1998ج ،3ص 311
^ كتاب الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د/جمال الدين فالح الكيالني ،ص23 .37
^ سورة الحجر ،آية .88 .38
^ كتاب الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د/جمال الدين فالح الكيالني ،ص28 .39
^ الغنية لطالبي طريق الحق للشيخ عبدالقادر الجيالني بتحقيق فرج توفيق الوليد ج 3ص 4 .40
^ جغرافية الباز االشهب ،د.جمال الكيالني ،المنظمة المغربية للثقافة والعلوم ، 2014 ،ص 122 .41
^ كتاب الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د/جمال الدين فالح الكيالني ،ص213 .42
^ ^ هكذا ظهر جيل صالح الدين وهكذا عادت القدس ،تأليف :ماجد الكيالني ،ص.251 .43
^ الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د .جمال الدين فالح الكيالني ،مؤسسة مصر .44
مرتضى للكتاب ،بغداد ، 2011 ،ص214
^ باز هللا االشهب ،يوسف زيدان ،دار المعارف ،مصر ، 1999 ،ص. 31 .45
^ كتاب:جغرافية الباز االشهب ،تحقيق مكان والدة الشيخ عبد القادر الكيالني ،د.جمال الدين فالح .46
الكيالني ،مكتبة الجليس -بيروت،2012،ص107
^ هكذا تكلم الشيخ عبدالقادر الكيالني ،د.جمال الدين الكيالني ،مركز االعالم العالمي ،بنغالدش ، .47
دكا ، 2014 ،ص 35-16
^ بهجت،مجاهد مصطفى،بحث منشور في مجلة التجديد التي تصدرها الجامعة اإلسالمية العالمية .48
بماليزيا بعنوان:اإلمام عبدالقادر الجيالني وشعره من منظور إسالمي ،العدد2008،
^ شرح ديوان الشيخ عبد القادر الكيالني ،د.فالح الحجية الكيالني ،دار المصطفى ،القاهرة ، .49
.2009
^ هجت،مجاهد مصطفى،بحث منشور في مجلة التجديد التي تصدرها الجامعة اإلسالمية العالمية .50
بماليزيا بعنوان:اإلمام عبدالقادر الجيالني وشعره من منظور إسالمي ،العدد2008،
^ عبدالقادر الجيالني أديبا ،إيمان كمال مصطفى المهداوي ،رسالة ماجستير بإشراف الدكتور أحمد .51
شاكر غضيب ،كلية التربية ابن رشد -جامعة بغداد ،1996ص118
^ نشرة عدة نشرات تجارية ونشر محققا ايضا ولكن أهم تحقيق له هو ما قام بتحقيقه الدكتور فرج .52
توفيق الوليد أستاذ الفكر االسالمي -كلية الشريعة بجامعة بغداد ،سنة 1983أستنادا إلى مخطوطات
عديدة مع شروحات وتخريجات في الهامش وتعد أكبر تحقيق لهذا الكتاب و بتكليف من إدارة األوقاف
القادرية ببغداد.
^ الشيخ عبد القادر الجيالني وآراؤه االعتقادية والصوفية للشيخ سعيد بن مسفر القحطاني ،مكتبة .53
المدينة المنورة ،الطبعة األولى 1418هـ1997/م ،ص. 133
^ جمال الدين الكيالني ،اإلمام عبد القادر الكيالني تفسير جديد ،ص.29 .54
^ الجيالني عبد القادر ،الغنية ،تح :د .الوليد ،مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر ،ط :األولى .55
1992م ،ص.101 :
^ قالئد الجواهر ،تأليف :محمد بن يحيى التادفي ،ص .137نقال عن بستان العرافين ،تأليف :النووي. .56
^ سير أعالم النبالء ،تأليف :الذهبي ج 20ص.443 .57
^ سير أعالم النبالء ،تأليف :الذهبي .ج 20ص439 .58
^ قالئد الجواهر ،تأليف :محمد بن يحيى التادفي ،ص .23 .59
^ قالئد الجواهر ،تأليف :محمد بن يحيى التادفي ،ص.6 .60
^ الطبقات ،تأليف :ابن رجب الحنبلي. .61
^ البداية والنهاية ،تأليف :ابن كثير .62
^ قالئد الجواهر ،تأليف :محمد بن يحيى التادفي ،ص .136 .63
^ الطبقات الكبرى ،تأليف :الشعراني.1/129 ، .64
^ قالئد الجواهر ،تأليف :محمد بن يحيى التادفي ،ص.66 .65
^ الطبقات الكبرى ،تأليف :الشعراني.1/127 ، .66
^ الفتوحات المكية ،ابن عربي ،بتحقيق عثمان يحيى ،ج ، 5ص 123 .67
^ كتاب الشيخ عبدالقادرالكيالني رؤية تاريخية معاصرة ،د/جمال الدين فالح الكيالني ،ص24 .68
^ مصطفى جواد و أحمد سوسة ،دليل خارطة بغداد المفصل في خطط بغداد قديما ً وحديثاً،ص207 .69
^ محمود فهمي درويش ،مصطفى جواد ،أحمد سوسة،دليل الجمهورية العراقية لسنة ،1960ص .70
277،211
^ كتاب : ثورة الروح قراءات تفكيكية في فلسفة عبد القادر الكيالني ،د.جمال الدين الكيالني ،مكتبة .71
المصطفى القاهرة ،2014 ،ص 96
وصالت خارجية[عدل]
اقرأ اقتباسات متعلقة بـ عبد القادر الجيالني في ويكي االقتباس.
˂
ع
ن
ت
ع
ن
ت
أعالم صوفية
˂
ع
ن
ت
ع
ن
ت
أعالم الحنابلة
بوابة العراق
بوابة الدولة العباسية
بوابة إيران
بوابة تصوف
بوابة أعالم
بوابة اإلسالم
بوابة بغدادـ
WorldCat
VIAF: 71359982
LCCN: n90650670
ISNI: 0000 0000 9169 1521
GND: 118859315 ضبط استنادي
SELIBR: 175603
)BNF: cb12223571t (data
NKC: mzk2003197496
في كومنز صور وملفات عن :عبد القادر الجيالني
= "https://ar.wikipedia.org/w/index.php?titleمجلوبة من
"&oldid=38449232عبد_القادر_الجيالني
:تصنيفات
:تصنيفات مخفية
قائمة التصفح
أدوات شخصية
نطاقات
مقالة
نقاش
المتغيرات
معاينة
اقرأ
عدل
تاريخ
المزيد
بحث
الموسوعة
تصفح
المواضيع
أبجدي
بوابات
مقالة عشوائية
تصفح بدون إنترنت
مشاركة
تواصل مع ويكيبيديا
مساعدة
الميدان
تبرع
أدوات
طباعة/تصدير