‫إسم املادة ‪:‬‬

‫رسم والضبط القرآن‬

‫( ‪(QSI16102‬‬

‫موضوع ‪:‬‬

‫املصاحف العثمانية‬

‫اسم الطالبة ‪:‬‬

‫نور شزلني أوجي بنت نور يسري‬

‫( ‪)049543‬‬

‫اسم احملاضر ‪:‬‬

‫الدوكتور الشيخ حممد فتحي حممد عبد اجلليل‬

‫‪IJAZAH SARJANA MUDA ALQURAN DAN ASSUNAH‬‬

‫‪(QIRAAT) DENGAN KEPUJIAN‬‬

‫‪‬‬

‫‪1‬‬
 ‫المقدمة‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫احلمدهلل حنمده ونستعينه ونعوذبه من شرور أنفسنا ومنه سيئات أعمالنا من‬
‫يهده هللا فال مضل له ومن يضلله فال هدى له أشهد ان ال إله إال هللا وأشهد أن‬
‫حممد عبده ورسوله وعلى اله وصحبه ومن دعا وإىل يوم الدين‪.‬‬
‫فإن فضل القرآن الكرمي على سائر الكالم كفضل هللا تعاىل على سائر خلقه‬
‫‪ ,‬فقد جعله هللا تعاىل آخر رساالته إىل األرض ‪ :‬هلداية البشرية ‪ ,‬وإرشادها إىل‬
‫صراط املستقيم‪.‬‬
‫يف هذا البحث سأشرح عن املصاحف العثمانية إن شاء هللا‪ .‬شكرا إىل‬
‫حماضران ‪ ،‬وهو الدوكتور الشيخ حممد فتحي حممد عبد اجلليل ألن يساعدوين يف‬
‫تكميل هذا البحث‪ .‬وأصدقاء األعزاء وكل من ساعدوان يف إعداد وتقدمي البحث‬
‫وإىل الذين أشهروا ليلهم واجهدوا هنارهم يف احلب اخلري وبذل النصيحة وإىل الطلبة‬
‫العلم وحمي اخلري‪.‬‬
‫وأخريه‪ ,‬وأسأل هللا أن يرزقنا العلم النافع ‪ ,‬وأن ينفعنا وينفع بنا ‪ ,‬إنه مسيع‬
‫جميب ‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫املصاحف العثمانية‬

‫تعريفه ‪:‬‬

‫مصحف عثمان أو املصحف اإلمام هو املصحف الذي مجعه اخلليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان‪،‬‬
‫وأمر بكتابته وإرسال نُسخ منهُ إىل األمصار اإلسالمية‪ .‬بعد وفاة النيب حممد‪ُ ،‬مجع القرآن يف مصحف واحد أبمر‬
‫من اخلليفة األول أبو بكر الصديق‪ ،‬وملا آلت اخلالفة لعثمان بن عفان اتسعت الفتوحات اإلسالمية وانتشر‬
‫الصحابة يف البالد املفتوحة يعلمون الناس القران كل بقراءته‪ .‬وملا الحظ الصحايب حذيفة بن اليمان اختالف‬
‫املسلمني يف القراءة وبعض هذا االختالف مشوب ابللحن‪ ،‬أخرب اخلليفة بذلك‪ ،‬فأمر عثمان جبمع املصحف‬
‫على ٍ‬
‫حرف واحد‪ ،‬وأرسل إىل حفصة بنت عمر أبن تسمح له ابستخدام املصحف الذي حبوزهتا ليجمع القران‬
‫منه‪ ،‬وأمر عثمان بنسخ عدة من املصحف لتوحيد القراءة وأمر أن توزع على بالد املسلمني‪ ،‬كما أمر إبعدام ما‬
‫خيالف هذا املصحف ‪.‬‬

‫اإلسباب التىي أدت إىل نسخ املصاحف ‪:‬‬

‫‪ )1‬اختالف أهل األمصار واألقاليم يف القراءات ‪:‬‬

‫وقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقرأ هبذا اإلحرف كلها ‪ ,‬إال أن صحابة رضى هللا عنه مل يتلقوا‬
‫هذه األحرف مجيعها ‪ ,‬فمنهم من أخذ حبرف من هذه األحرف ‪ ,‬ومنهم من أخذ حبرفني ‪ ,‬ومنهم من زاد على‬
‫ذلك ‪ ,‬فلما تفرقوا يف البال ‪ ,‬أخذ التابعون عنهم حسبما أخذوا عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬ولذلك‬
‫اختلف الناقلون للقراءات ‪ ,‬فمنهم من نقل قراءة معينة ‪ ,‬ومنهم من مل ينقلها ‪ ,‬ألنه مل يسمعها ممن أخذ عنه ‪.‬‬

‫وكان أهل كل بلد أوإقليم أيخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة ‪ ,‬فأهل الشام أيخذون بقراءة‬
‫أيب بن كعب رض ى هللا عنه ‪ ,‬وأهل الكوفة بقراءة عبد هللا بن مسعود رضى هللا عنه ‪ ,‬وغريهم بقراءة أيب موسى‬
‫(‪)1‬‬
‫األشعري رضى هللا عنه وهكذا ‪.‬‬

‫روى البخاري بسنده عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه ‪ (( :‬أن حذيفة بن اليمان قدم على‬
‫عثمان ‪ ,‬وكان يغازي أهل الشام يف أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ‪ ,‬فإفزع حذيفة اختالفهم يف القراءة ‪ ,‬فقال‬

‫‪ 1‬شعبان محمد إسماعيل ‪ ,‬رسم المصحف وضبطه بين التوقيف واإلصطالحات الحديثة ‪ ,‬ص ‪20‬‬

‫‪3‬‬
‫حذيفة لعثمان ‪ :‬اي أمري املؤمنني ‪ ,‬أدرك هذه األمة قبل أن خيتلفوا يف الكتاب اختالف اليهود والنصارى ‪,‬‬
‫فأرسل عثمان إىل حفصة أن أرسلي إلينا ابلصحف ننسخها يف املصاحف ‪ ,‬مث نردها إليك ‪ ,‬فأرسلت هبا حفصة‬
‫إىل عثمان ‪ ,‬فأمر زيد بن اثبت ( ت ‪45‬ه )‪ ,‬وعبد هللا بن زبري ( ت ‪73‬ه )‪ ,‬وسعيد بن العاص (ت ‪58‬ه )‪,‬‬
‫وعبد الرمحن بن احلارث بن هشام ( ت ‪43‬ه )‪ ,‬فنسخوها يف املصاحف‪ .‬ؤقال عثمان للرهط القرشيني الثالثة ‪:‬‬
‫إذا اختلفتم أنتم وزيد بن اثبت يف شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ‪ ,‬فإمنا نزل بلساهنم ‪ ,‬ففعلوا خىت إذا‬
‫رد عثمان الصحف إىل حفصة ‪ ,‬وأرسل إىل كل أفق مبصحف مما تسخوا‪ ,‬وأمر مبا‬
‫نسخوا الصحف يف املصاحف َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫سواه من القرآن يف كل صحيفة أو مصحف أن حيرق ‪))...‬‬

‫‪ )2‬اختالف املعلمني للقرآن(‪: )3‬‬

‫لقد كان القراء املعلمون للقرآن الكرمي يعلمون الغلمان ويقرئون تالميذهم على حسب ما تلقوه من األحرف ‪,‬‬
‫فنشأ – تبعا لذلك – جيل من أهل القرآن يقرؤون برواايت خمتلفة ‪ ,‬ووقر يف أذهاهنم أن ما تلقوه هو الصحيح ‪.‬‬

‫روى ابن جرير بسنده عن أيب قالبة قال ‪ (( :‬ملا كان يف خالفة عثمان ‪ ,‬جعل املعلم يعلم قراءة الرجل ‪,‬‬
‫واملعلم يعلم قراة الرجل ‪ ,‬فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون ‪ ,‬حىت ارتفع ذلك إىل املعلمني‪.‬‬

‫قال أبو أيوب ‪ :‬فال أعلمه إال قال ‪ :‬حىت كفر بعضهم بعضا بقراءة بعض ‪ ,‬فبلغ ذلك عثمان ‪ ,‬فقام‬
‫خطيبا فقال ‪ (( :‬أنتم عندي ختتلفون فيه وتلحنون‪ ,‬فمن أنى عين من أهل اإلمصار أشد فيه اختالفا ‪ ,‬وأشد‬
‫إماما ))‬
‫حلنا ‪ ,‬اجتمعوا اي أصحاب حممد ‪ ,‬فاكتبوا للناس ً‬

‫قال أبو قالبة ‪ (( :‬فحدثين أنس بن مالك قال ‪ :‬كنت فيمن ميلي عليهم ‪ ,‬قال ‪ :‬فرمبا اختلفوا يف اآلية ‪,‬‬
‫فيذكرون الرجا قد تلقاها من رسول هللا ‪ ,‬ولعله أن يكون غائبًا يف بعض البوادي ‪ ,‬فيكتبون ما قبلها وما بعدها ‪,‬‬
‫ويدعون موضعها حىت جي يء أو يرسل إليه ‪ ,‬فلما فرغ من املصحف ‪ ,‬كتب عثمان إىل أهل األمصار ‪ :‬إين قد‬
‫صنعت كذا وكذا ‪ ,‬وحموت ما عندي ‪ ,‬فاحموا ما عندكم ))‪ .‬‬

‫‪ ‬محمد علي ال َّ‬

‫‪2‬‬
‫صبوني‪ ,‬التبيان في علوم القرآن ‪ ,‬ص ‪57‬‬
‫‪ 3‬انظر ‪ :‬شعبان محمد إسماعيل ‪ ,‬رسم المصحف وضبطه بين التوقيف واإلصطالحات الحديثة ‪ ,‬ص ‪21‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ )3‬أن بعض الصحابة كانوا يكتبون ألنفسهم مصاحف خاصة مشتملة على األحرف السبعة‬
‫مجيعها ‪ ,‬وفيها بغض األحرف الىت نسخت ابلعرضة األخرية ‪ ,‬ومل يطلعوا على هذا النسخ ‪ ,‬كما‬
‫أهنا كانت تشتمل على األلفاظ الىت كانت من قبيل التفسري من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪4‬‬
‫فظلوا حيتفظون هبذه املصاحف ألنفسهم ‪ ,‬مع خمالفتها ملا مجعه أبو بكر رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫ومن اشهر هذه املصاحف ‪ :‬مصحف أُيب بن كعب ‪ ,‬ومصحف عبد هللا بن مسعود‪ ,‬ومصحف أيب‬
‫موسى األشعري ‪ ,‬ومصحف املقداد بن عمرو وغريهم ‪ .‬فوجود هذه املصاحف ‪ ,‬وقراءة أصحاهبا‪‬منها‪,‬وتعلم‬
‫البعض منهم – أدى إىل االختالف‪ .‬كل هذه العوامل وغريها أدت إىل اختالف املسلمني يف القراءة ‪ ,‬وإىل‬
‫ا لتنازع حيثما يلتقون يف بعض املواقع احلربية وغريها‪ ,‬األمر الذي دعا اخلليفة الثالث عثمان بن عفان رضى هللا‬
‫عنه أن أيمر بنسخ املصاحف من املصحف الذى كتبه اخلليفة األول أبو بكر الصديق رضى هللا عنه وإحراق ما‬
‫عداه من املصاحف‪ ‬سدًّا لباب الفتنة‪ ,‬واختالف املسلمني يف قراءة القرآن الكرمي‪.‬‬

‫وما فعله عثمان رضى هللا عنه كان مبشهد من الصحابة رضى هللا عنهم فأقروه عليه‪ ,‬ومل ينازع يف ذلك‬
‫إمجاعا منهم على صحة ما فعل‪.‬‬
‫أحد‪ ,‬فكان ً‬

‫عدد املصاحف ‪:‬‬

‫اختلفت الرواايت يف عدد املصاحف الىت نسخت وأرسلت إىل األمصار املختلفة ‪:‬‬

‫فقد ذكر السجستاين– يف إحدى الروايتني‪ -‬أهنا كانت سبعة‪ ,‬أرسل واحد منها إلىمكة‪ ,‬وآخر إىل الشام‪ ,‬واثلث‬
‫إىل اليمن‪ ,‬ورابع إىل البحرين‪ ,‬وخامس إىل البصرة‪ ,‬وسادس إىل الكوفة‪ ,‬وحبس ابملدينة واحد‪ ,‬وهو الذي احتفظ‬
‫به عثمان رضي هللا عنه لنفسه‪ ,‬وكان يطالق على هذه النسخة‪ (( :‬املصحف اإلمام ) ابعتبار أن اخلليفة هو‬
‫املرجع للمسلمني مجيعا‪ ,‬فهي أشبه ابلنسخة األصلية اليت تكون يف حوزة الدولة‪.‬‬

‫ويف رواية للقرطيب‪ :‬أن عثمان رضى هللا عنه وجه للعراق والشام أبمهات‪ .‬ومل يوضح ذلك العدد‪ .‬‬

‫‪ 4‬انظر ‪ :‬شعبان محمد إسماعيل ‪ ,‬رسم المصحف وضبطه بين التوقيف واإلصطالحات الحديثة ‪ ,‬ص ‪21‬‬

‫‪5‬‬
‫بينما ينص أبو عمرو الداين أن املصاحف أرسلت إىل‪ :‬املدينة ‪ ,‬ومكة‪ ,‬والكوفة‪ ,‬والبصرة‪ ,‬والشام‪ ,‬وسائر‬
‫العراق‪.‬‬

‫وذكر السيوطي أن عددها مخسة‪ ,‬أرسلت إىل‪ :‬مكة‪ ,‬والشام‪ ,‬والكوفة‪ ,‬والبصرة‪ ,‬واملدينة‪ ,‬ابإلضافة إىل النسخة‬
‫(‪)5‬‬
‫اليت أبقاها عثمان رضي هللا عنه لنفسه‪ ,‬واليت عرفت ابملصحف اإلمام‪.‬‬

‫وملا أراد عثمان إذاعة املصاحف وإرساهلا إىل األمصار‪ ‬مل يرسلها وحدها لتكون املرجع الوحيد‪ ,‬بل أرسل مع كل‬
‫إماما عدال ضابطًا‪ :‬فأمر زيد بن اثبت أن يقرءى ابملدين‪ ,‬وبعث عبد هللا بن السائب مع املصحف‬
‫مصحف ً‬
‫املكي‪ ,‬وأاب عبد الرمحن السلمي مع الكويف‪ ,‬وعامر بن عبد القيس مع البصري‪.‬‬

‫فقرأ أهل كل مصر مبا يوافق مصحفه م تلقيا عن هؤالء الصحابة الذين تلقوه من يف رسول هللا فقام التابعون مقام‬
‫الصحابة‪ ,‬مث تفرغ مجاعة للقراءة واإلقراء‪ ,‬والتعليم والتلقني‪ ,‬حىت صاروا أئمة يقتدى هبم ويؤخذ عنهم‪ ,‬وتعتمد‬
‫(‪)6‬‬
‫رواايهتم‪ ,‬ومن هنا نسبت القراءة إليهم وأمجعت األمة على ما يف هذه املصاحف وعلى ترل ما سواها‪.‬‬

‫قواعد الرسم العثماين(‪:)7‬‬

‫ألصل يف املكتوب أن يكون موافقا للمنطوق‪ ،‬من غري زايدة وال نقص‪ ،‬وال تغيري وال تبديل‪ ،‬مع مراعاة‬
‫االبتداء به والوقف عليه‪ ،‬والفصل والوصل‪ ،‬وقد مهد له العلماء أصوال وقواعد‪ ،‬وقد خالفها يف بعض احلروف‬
‫خط املصحف اإلمام ولذلك قيل‪ :‬خطان ال يقاس عليهما خط املصحف وخط العروض‪ ،‬وينحصر أمر الرسم يف‬
‫ستة قواعد ‪:‬‬

‫الوجه األول احلذف‪ :‬حذف األلف يف قوله تعاىل‪( :‬العلمني) حيث ُحذفت األلف بعد العني‪ ،‬وقد ُكتبت‬
‫كذلك يف مجيع مواضعها يف القرآن‪ ،‬واألصل يف كتابتها حسب الرسم اإلمالئي (العاملني)‪ .‬حذف الواو يف قوله‬
‫تعاىل‪( :‬الغاون) وقد وردت يف موضعني من القرآن‪ ،‬واألصل فيها (الغاوون)‪ .‬حذف الياء يف قوله تعاىل‪( :‬النبني)‬
‫موضعا‪ ،‬واألصل يف كتابتها (النبيني)‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقد وردت كذلك يف مجيع مواضعها يف القرآن‪ ،‬وعدد مواضعها ثالثة عشر‬
‫موضعا‪ ،‬واألصل‬
‫ً‬ ‫حذف الالم يف قوله تعاىل‪( :‬اليل) وقد ُكتبت كذلك يف مجيع مواضعها‪ ،‬وعددها ثالثة وسبعون‬

‫‪ 5‬انظر ‪ :‬شعبان محمد إسماعيل ‪ ,‬رسم المصحف وضبطه بين التوقيف واإلصطالحات الحديثة ‪ ,‬ص ‪22‬‬
‫‪ 6‬حسني شيخ عثمان ‪ ,‬حق التالوة ‪ ,‬ص ‪144‬‬
‫‪ 7‬محمد فاروق النبهان ‪ ,‬المدخل إلى علوم القرآن الكريم ‪ ,‬ص ‪17‬‬

‫‪6‬‬
‫فيها (الليل)‪ .‬حذف النون يف قوله تعاىل‪( :‬جني) من سورة األنبياء‪ ،‬وهو املوضع الوحيد يف القرآن الذي حذفت‬
‫فيه النون من ثالثة مواضع وردت فيه الكلمة‪ ،‬واألصل يف رمسها (ننجي)‪.‬‬

‫الوجه الثاين الزايدة‪ :‬وتكون يف األلف والواو والياء‪ .‬الزايدة يف األلف يف قوله تعاىل‪( :‬وجائ) وردت يف‬
‫موضعني‪ ،‬واألصل فيها (وجيء)‪ .‬الزايدة يف الواو يف قوله تعاىل‪( :‬سأوريكم) وردت يف موضعني‪ ،‬واألصل فيها‬
‫(سأريكم)‪ .‬الزايدة يف الياء يف قوله تعاىل‪( :‬أبييد) وهو املوضع الوحيد يف القرآن‪ ،‬واألصل فيها (أبيد)‪.‬‬

‫الوجه الثالث اهلمزة‪ :‬إما أن تكون يف أول الكلمة‪ ,‬أو يف وسط الكلمة‪ ,‬أو يف أخر الكلمة‪ .‬اهلمزة يف أول‬
‫الكلمة ترسم على األلف مطلقا‪ ,‬سواء كانت مرفوعة أو مفتوحة أو مكسورة (أولئك ‪ ,‬أنت ‪ ,‬إايك )‪ .‬اهلمزة يف‬
‫وسط الكلمة ترسم حبسب حركة ما قبلها ( يؤفك‪,‬أتكل‪,‬بئر )‪ .‬اهلمزة يف آخر الكلمة ترسم حبسب حركة ما قبلها‬
‫( اقرأ‪ ,‬نيبء )‬

‫الوجه الرابع البدل‪ :‬ويقع برسم األلف واواً أو ايءً‪ .‬جميئها واواً يف قوله تعاىل‪( :‬الصلوة) وهي كذلك يف مجيع‬
‫مواضعها األربعة والستني‪ ،‬واألصل (الصالة) ومثلها (الزكاة)‪ .‬جميئ رمسها ايءً يف قوله تعاىل‪( :‬أيسفى) واألصل‬
‫فيها (اي أسفا)‪ .‬ومن ذلك أيضاً قوله تعاىل‪( :‬والضحى) ومل ترد إال يف هذا املوضع‪ ،‬واألصل فيها (والضحا)‪.‬‬

‫الوجه اخلامس املقطوع واملوصول‪:‬الكلمات اليت قطعت يف املصاحف اتفاقا ‪ ,‬فمثال ‪( :‬عن) مع (من) من ذلك‬
‫قوله تعاىل‪( :‬فأعرض عن من توىل)‪ .‬الكلمات اليت وصلت يف املصاحف اتفاقا ‪ ,‬فمثال ‪( :‬لكي) مع (ال)‬
‫متصلتني يف مواضع‪ ،‬من ذلك قوله تعاىل‪( :‬لكيال حتزنوا على ما فاتكم) ‪ .‬الكلمات اليت وقع فيها اخلالف‪ ,‬فمثال‬
‫‪( :‬أم) مع (من) رمسا مفصلتني ( أم من يكون عليهم وكيال) ‪ ,‬ورمسا متصلتني (أمن ال يهدي )‪.‬‬

‫الوجه السادس ما فيه قراءاتن(‪ : )8‬مر فيما سبق إن النظر إىل نسخ املصحف اإلمام جمتمعه وجدها مشتمله‬
‫على األحرف السبعة ‪ ,‬ووجد هذه األحرف مبثوثة فيها ذلك ألن الصحابة الذين كتبوا املصحف اإلمام نسخوا‬
‫عنه مصاحف متعددة‪ .‬وكذلك متفاوتة يف احلذف واإلثبات الواحد صاحلًا هلا مجيعا‪,‬ورمبا ختالف القراءات‪.‬‬
‫وتنحصر هذه القاعدة يف ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫‪ 8‬انظر ‪ :‬حسني شيخ عثمان ‪ ,‬حق التالوة ‪ ,‬ص ‪164‬‬

‫‪7‬‬
 ‫‪ )1‬صالح الرسم للقراءتني ‪ :‬قد ترسم الكلمة يف املصحف برسم يوافق كال القراءتني كقوله ( ملك يوم الدين )‬
‫فيوافق قراءة ملك ومالك‪.‬‬

‫‪ )2‬اقتصار الرسم على إحدى القراءتني ‪ :‬قد ترسم الكلمة يف املصحف اقتصارا على قراءة واحدة ‪ ,‬كقوله (‬
‫اهدان الصراط املستقيم ) ابلصاد ‪ ,‬مع أنه يوجد قراءة أخرى ابلسني ( سراط )‬

‫‪ )3‬الزايدة أو النقص يف قراءة ال ميكن للرسم أن جيمع بينهما ‪ :‬قد يكون للكلمة أكثر من كلمة ال ميكن للرسم‬
‫أن جيمع بينها‪,‬كما يف قوله تعاىل ( جتري حتتها األهنار ) حيث توجد قراءة أخرى ( جتري من حتنها األهنار )‬

‫‪8‬‬
 ‫اخلامتة‬

‫احلمد هلل الذي هداان هلذا فما كنا لنهتدي لو ال أن هداان هللا‪ ،‬اللهم صلى سيدان حممد وعلى آله حممد‬
‫كما صليت على سيدان إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك محيد جميد‪.‬‬

‫أما بعد‪،‬‬

‫ملا كانت اخلامتة جزءا مهما من كل حبث‪ ،‬ملا حتتوية من نتائج تلفت انتباه القارئ‪ ،‬فإننا يف هذه اخلامتة‬
‫أورد ما ذكرته يف خالل هذا البحث الوجيز بصفة موجزة‪ ،‬فقد روى البخاري يف صحيحه أن الصحابة ملا كتبوا‬
‫املصاحف أرسل عثمان إىل كل أفق مبصحف مما نسخوا وأمر مبا سواه من القرآن يف كل صحيفة أو مصحف أن‬
‫حيرق‪ ،‬ويف رواية للطرباين وابن أيب داود‪ :‬وأمرهم أن حيرقوا كل مصحف خيالف املصحف الذي أرسل به‪.‬‬

‫وقد ذكر ابن حجر يف الفتح أنه مل ينكر ذلك أحد من الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬فذكر عنمصعب بن‬
‫سعد أنه قال‪ :‬أدركت الناس متوافرين حني حرق عثمان املصاحف فأعجبهم ذلك أو قال مل ينكر ذلك منهم‬
‫أحد‪ .‬ونقل عن ابن بطال قال‪ :‬يف هذا احلديث جواز حتريق الكتب اليت فيها اسم هللا ابلنار وأن ذلك إكرام هلا‬
‫وصون عن وطئها ابألقدام ‪.‬وقد ثبت أن الصحف اليت كانت عند حفصة مل حيرقها عثمان ولكن‬
‫أحرقها مروان بعد وفاة حفصة‪.‬‬

‫وهذا‪ ،‬وهللا أسال أن يوفقين يف مثابريت وجهدي املتواضع‪ ،‬ويتقبل مننا ومنكم كل أعمالنا‪ ،‬وصلى هللا‬
‫وسلم على نبينا حممد وآله وأصحابه أمجعني‪ .‬آميـن‬

‫جزا كم هللا خرياً جزاء ‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫الفهرس‬
‫املقدمة ‪2 ..................................................................................‬‬

‫تعريف املصحف العثمانية ‪3.................................................................‬‬

‫األسباب اليت أدت إىل نسخ املصاحف ‪3.....................................................‬‬

‫عدد املصاحف ‪5...........................................................................‬‬

‫قواعد الرسم العثمانية ‪6 .....................................................................‬‬

‫اخلامتة ‪9...................................................................................‬‬

‫ثبت املصادر‬
‫‪ ‬القرآن الكرمي‬
‫‪ ‬شعبان حممد إمساعيل ‪ ,‬رسم املصحف وضبطه بني التوقيف واإلصطالحات احلديثة (دار‬
‫السالم للطباعة وانشر والتوزيع والرتمجة‪ ,‬ط ‪ 1438‬ه )‬
‫الصبوين‪ ,‬التبيان يف علوم القرآن ( مؤسسة مناهل العرفان ‪ ,‬ط ‪ 1400‬ه )‬
‫‪ ‬حممد علي َّ‬
‫‪ ‬حسين شيخ عثمان ‪ ,‬حق التالوة ( مكتبة املنار ‪,‬ط ‪ 1401‬ه )‬
‫‪ ‬حممد فاروق النبهان ‪ ,‬املدخل إىل علوم القرآن الكرمي (دار عامل القرآن ‪ ,‬ط ‪ ‬ه )‬

‫‪‬‬

‫‪10‬‬