You are on page 1of 2

‫فيما قبل وبعد وفاة النيب (‪)7‬‬

‫توقفنا يوم اجلمعة املاضية يف االجتماع الذي تداعى له األنصار يف سقيفة بين ساعده بعد أن‬
‫استجمعوا شتات أنفسهم من املصيبة اليت أصابت اجلميع بوفاته صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد استمعنا‬
‫يومها إىل خطبة زعيم األنصار سعد بن معاذ‪ ،‬أراد عمر بن اخلطاب أن يصعد املنرب إال أن أبو بكر‬
‫الصديق قال له‪ :‬على رسلك يا عمر فجلس عمر فصعد أبو بكر فقال بعد أن محد اهلل تعاىل وأثىن‬
‫‪:‬عليه مبا هو أهله وبعد أن صلى على النيب عليه الصالة‪ W‬والسالم قال‬
‫أيها الناس‪ ،‬حنن املهاجرين‪ ،‬أول الناس إسالما‪ ،‬وأكرمهم أحسابا‪ ،‬وأوسطهم دارا‪ ،‬وأحسنهم وجوها‬
‫(مكانة)‪ ،‬واكثر الناس والدة يف العرب‪ ،‬وأمسهم رمحا برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أسلمنا‬
‫قبلكم وقدمنا يف القرآن الكرمي عليكم‪ ،‬فقال تبارك وتعاىل‪ :‬والسابقون‪ W‬األولون من املهاجرين‬
‫واألنصار والذين اتبعوهم بإحسان‪ ،‬فنحن املهاجرون وانتم األنصار إخواننا يف الدين‪ ،‬وشركاؤنا يف‬
‫الفي‪ ،‬وأنصارنا على العدو‪ ،‬آويتم وواسيتم فجزاكم اهلل خريا‪ ،‬فنحن األمراء‪ ،‬وانتم الوزراء‪ ،‬ال تدين‬
‫‪.‬العرب إال هلذا احلي من قريش‪ ،‬فال تنفسوا‪ W‬على إخوانكم ما منحهم اهلل من فضله‬
‫يقول عمر واهلل ليس هناك شئ يف نفسي كنت أود قوله إال قاله‪ ،‬مث أضاف أبو بكر وإين ارتضيت‬
‫لكم أحد هذين الرجلني فامسك بيد عمر وبيد أيب عبيده فبايعوا‪ W‬أيهما شئتم‪ ،‬يقول عمر واهلل ما‬
‫‪.‬كرهت من كالمه إال هذه‪ ،‬إذ كيف أتوىل على قوم فيهم أيب بكر‬
‫سعد بن معاذ رضي اهلل عنه كان مريضا عندما ألقي خطبته‪ ،‬فالتف بثيابه واستلقى‪ W‬يف ركن من‬
‫السقيفة‪ W،‬فوقف احلباب بن املنذر فقال بعد أن محد اهلل وأثىن عليه‪ :‬احلل عندي منا أمري ومنكم أمري‪،‬‬
‫وبدأ اللغط وارتفعت‪ W‬وترية اجلدل‪ ،‬هنا وقف عمر بن اخلطاب وصرخ يف الناس وقال‪ :‬أيها الناس هذا‬
‫أبو بكر الصديق‪ ،‬صاحب النيب صلى اهلل عليه وسلم إذ مها يف الغار‪ ،‬ذكره اهلل تعاىل يف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬وارتضاه‪ W‬رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم للصالة بكم‪ ،‬فمن منكم يرضى أن يصلى إماما بأيب‬
‫بكر؟‪ ..‬فما قام أحد‪ ،‬لقد وضعهم عمر يف نقطة ال رجوع عنها أو منها‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا أبا بكر‬
‫أبسط يدك فبسط يده‪ ،‬وقبل أن يبايعه قفز بشري بن سعد رضي اهلل عنه من األنصار فبايع‪ ،‬لقد أراد‬
‫‪.‬أن يكون‪ W‬أول من يبايع وكان له ما أراد‪ ،‬وبدأ الناس يتدافعون للمبايعة‬
‫اجتماع السقيفة كان يوم االثنني وما زال النيب صلى اهلل عليه وسلم يف بيته مل يغسل ومل يدفن‪ ،‬يوم‬
‫الثالثاء‪ W‬اجتمع الناس بعد صالة الظهر أراد أبو بكر أن يصعد املنرب فجاء عمر وقال له انتظر يا أبا‬
‫بكر فصعد املنرب وقال‪ :‬إن مقاليت اليت قلت باألمس فإهنا زلة من الشيطان‪ ،‬وان أهل شوراكم قد‬
‫اجتمعوا على صاحب نبيكم إذ مها يف الغار‪ ،‬فقوموا وبايعوا‪ W‬فقام الناس يتدافعون‪ W‬على بيعة أيب بكر‬
‫الصديق‪ ،‬وبعد أن متت البيعة‪ W‬صعد أيب بكر املنرب فحمد اهلل تعاىل وأثىن عليه مبا هو أهله مث صلى على‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم فقال‪ :‬أما بعد أيها الناس فإين قد وليت عليكم‪ ،‬ولست خبريكم (وهذا‬
‫تواضع منه رضي اهلل عنه‪ ،‬هو خري منهم بشهادة النيب صلى اهلل عليه وسلم فقد قال املصطفى‪ :‬ما‬
‫‪.‬وطئ األرض بعد األنبياء‪ W‬خري من أيب بكر)‪ ..‬ونكمل اخلطبة يوم اجلمعة القادمة حبول اهلل‬

You might also like