قد تجد من يبرر السرقة د .توفيق شومر* أحياناً بحجج قد تكون تقسم األحكام على القضايا المعرفية في العادة بين منطلقة من الموروث أحكام ذاتية وأحكام موضوعية ويتحدد الموقف من هذه الثقافي واألخالقي عينه األحكام بربط هذه األحكام مع الموقف العام للذوات العارفة .ففي الحاالت التي تعبر عن قضايا حسية الذي يعتبر أن "السرقة واضحة كأن نقول إن "السمك يعيش في الماء" هذه حرام" الحقيقة ال يختلف عليها اثنان ،ويمكن التحقق منها بأن نقوم بتجربة بسيطة مفادها أن نقوم بسحب السمك من الماء وبالتالي التأكد من حقيقتها .فإذا لم تتمكن السمكة المسحوبة من الماء من الحياة خارج الماء فهذا يدعم حقيقة أن السمك يعيش في الماء. هذا النوع من األحكام الثابتة والمطلقة يعتبر حكما موضوعيا إذ مهما اختلفت الذوات العارفة الناظرة إلى القضية "السمك يعيش في الماء" فإنها ستتفق على حقيقة هذه القضية ولن تختلف عليها. ً ولكن عندما يكون الحكم مرتبطا بقضية قيمية معينة فإنه يتحول من أن يكون حكما يمكن االتفاق عليه إلى حكم يتنوع بتنوع الذوات العارفة الناظرة إلى القضية .فعلى سبيل المثال إذا افترضنا أن مجموعة من األشخاص ذهبوا لحضور فيلم سينمائي فهل سيخرجون جميعاً بنفس االنطباعات عن هذا الفيلم؟ بالتأكيد ال فالبعض يمكن أن يعجب بالفيلم بينما سيعتقد البعض اآلخر بأنه سيئ.
ارتباط الذوق العام بالمورثات
هناك بالتأكيد بعض السمات التي يمكن أن يتفق عليها مجتمع ما حول الحكم على قضية معيارية وهذا ما يمكن أن يسمى بالذوق العام .والذوق العام يتحدد بمجموعة الموروثات الثقافية واالجتماعية التي يتلقاها أفراد المجتمع منذ نعومة أظفارهم ويعتقدون بالتالي أنها من المسلمات القيميّة التي يجب أن يقروا بها. ومثال على هذه القضية هي لبس السواد في الحداد. فهذه القضية هي قضية قيميّة ولكنها تحولت في بعض المجتمعات إلى نوع من الذوق العام الذي يقر به كل األفراد في مجتمع ما .ولكن هذا الحكم القيمي ال يعني بأن قضية لبس السواد في الحداد قضية موضوعية .فالكثير من المجتمعات ال تقر بهذه العادة وحتى ضمن مجتمعنا العربي هناك الكثير من المناطق ال تقبل بالسواد كرمز للحداد .وبالتالي فال يمكن تعميم القضية القيميّة هذه إلى قضية موضوعية. اآلن هذه األمور التي تتعلق باألحكام على القضايا المباشرة هي بشكل عام مقبولة وال تشكل قضية خالفية على المستوى الفلسفي بالرغم من تعدد الطرق التي يمكن أن تقدم بها ،أو التي تبررها كأحكام .لكن في حاالت التراكم الكمي عندما تتعلق األحكام بقضايا أكثر تعقيداً تبدأ المعضلة وتبدأ الصعوبة في تحديد مقدار االتفاق الجمعي حول والتغير النوعي ،يتم التغير الحكم حتى لو كان الحكم يرتبط بقضية علمية "بحتة النوعي حتى لو كان التراكم أو تطبيقية" .ولكن قبل الدخول إلى معضلة الذات ال قضية الذاتوالموضوع في القضايا العلمية لنتناول أو ً الكمي ناتجا عن مجموع والموضوع في القضايا األخالقية. حاالت فردية منفصلة أو بالتأكيد يجمع معظم الفالسفة على أن القضايا األخالقية هي قضايا قيميّة تعتمد بشكل أساسي على تراكم لحالة واحدة مستقلة قناعات األفراد والمجتمعات .ففي حالة المجتمع الواحد نجد نوعا من االتفاق العام حول ما هو أخالقي وما هو غير أخالقي ،لكن الكثير من أفراد المجتمع قد ال يتفقون مع الحس العام حول القضايا األخالقية ومدى تطبيق الحكم القيمي حولها. فعلى سبيل المثال قد يعتبر مجتمع ما أن ارتياد المقهى من العادات السيئة وبالتالي ينظر المجتمع إلى رواد المقهى على أنهم من أهل السوء .لكن هذا الموقف رسم للفيلسوف االلماني ايمانويل كانت ( -ارشيفية) العام قد ال يتفق معه كل أف��راد المجتمع وقد يحتج الكثير على الحكم القيمي االجتماعي عن قضية ارتياد من دون استئذان هو فعل "سرقة" كان ذلك عن شجرة وجد أمامه الثمرة فقطفها .بينما من دخل إلى البستان ال ينقل الفرد من متذوق للثمرة إلى سارق بينما أخذ المقهى .هنا وعلى الرغم من أن حكم األغلبية يقتضي متدلية على قارعة الطريق أو من كومة عند بائع الثمار كان عنده القصد بأن يعتدي على حرمة البستان حتى مجموعة من الثمار يحوله من فرد يأخذ ثمرة واحدة في اعتبار من يرتاد المقهى على أنه من أهل السوء إال أن في السوق .كال الفعلين واحد والظروف التي تحيط ولو لم يأخذ الثمرة وبالتالي فأخذه للثمرة بعد القفز عن كل مرة بشكل تراكمي يصل إلى القول بأنه شخص هذا الحكم ال يمكن تبريره حسياً وال عقلياً إال من خالل بهما ال تبرر تصنيف أحد الفعلين بأنه سرقة بينما يتم سور البستان يعتبر فعال قصديا يؤدي بالضرورة إلى أخذ مجموعة من الثمار على التوالي مما يحوله إلى منظومة القيم التي يعتقد هذا المجتمع بأنها منظومة تصنيف اآلخر بشكل مغاير. تصنيفه على أنه "سارق". االنتقال من الكم الى النوع ،أي أنه يتحول في النوع من صحيحة. بالتأكيد أنا هنا أوضح التعقيد الذي يمكن أن يشوب بالتأكيد قد يقول بعضهم ما هذا النقاش العقيم، "متذوق" إلى "سارق" وهذا االختالف في النوع ناتج عن قضية بسيطة جداً مرتبطة بأخذ أحدهم لثمرة فاكهة، فهذه القضية محسومة في تراثنا وال بد من أن نتقبل اختالف في الدرجة أو الكم ،أي اختالف في عدد الثمار االحكام والمعتقدات فكيف إذا كانت القضية األخالقية ترتبط باإلجهاض، بأن من يأخذ الثمار عن شجرة متدلية على قارعة التي أخذت من الشجرة. اآلن وبانفصال عن الحكم القيمي للمجتمع هل يمكن أو باالستنساخ؟ التحليل بالتأكيد يصبح أكثر تعقيداً الطريق ال يمكن اعتباره "سارقاً" ألنه ليس عنده النية بالفعل اعتبار من يرتاد المقهى بأنه من أهل السوء؟ ويحتاج بالضرورة إلى صفحات تفوق ما يمكن اختزاله والقصد للسرقة وبالتالي فلنوقف النقاش عند هذا التراكم الكمي والتغير النوعي بالتأكيد يتفق معظم القراء على أن هذا الحكم هو حكم في مقال محدد. الحد .هذا بالتأكيد قصر نظر ال مثيل له فالقضية هنا اآلن يتم طرح السؤال األهم :كيف يمكن الختالف متطرف ال يتفق مع العقل فال رابط موضوعيا بالفعل قد يعتقد بعضهم أن هذا النقاش مرتبط فقط ال تتعلق بثمرة ما وإنما بالطريقة التي نفكر بها عند الدرجة أن يؤدي إلى اختالف النوع؟ هنا ،ولكي تكون بين ارتياد المقهى وفعل السوء .وبالتالي فال يمكننا بالقضايا األخالقية لكون أن مواقف األفراد من القضايا أخذ ما يمكن أن يتيسر لنا على قارعة الطريق بشكل القضية واضحة ،ال يتم الحديث عن التراكم الكمي اعتبار هذا الحكم القيمي األخالقي على أنه حكم جمعي األخالقية قد يختلف من فرد إلى فرد وال يوجد إجماع أو قصدي أو بغير ذلك .فالموقف بالتأكيد سيكون مختلفاً والتحول النوعي .أي أن تراكم أخذ الثمار ال يؤدي مقبول ألنه يتناقض مع معتقدات الكثيرين وال يمكن حكم معياري حقيقي يمكن لجميع األفراد أن يعتقدوا في العقل الجمعي إذا قال أحدهم إن صاحب محل وضع بالضرورة إلى تحول نوعي في تعريف عملية األخذ هذه. اعتباره حكماً معيارياً. به ويقبلوا به للوصول إلى حكم نهائي حول قضية مجموعة من الفاكهة على الرصيف بغرض بيعها ،فهل ولكننا نتحدث عن قضية ال ترتبط بالضرورة بالتراكم ه��ذا يدخلنا مباشرة إل��ى النقاش ال��ذي قدمه لنا أخالقية .فحتى من يؤمنون بأحكام دينية محددة، إذا جاء فرد ما وقام بأخذ ثمرة واحدة من المجموع يمكن الكمي والتغير النوعي .ففي حال كان الحديث عن أكثر الفيلسوف األلماني كانط .فقد اعتبر كانط بأن هناك فإنه من الممكن أن ال يتفقوا في الحكم على قضية اعتباره بأنه "متذوق" ما لم يكن صاحب المحل هو من من شخص يقوم كل واحد منهم بأخذ ثمرة من ثمار إمكانية عملية أن يتفق المجتمع على مجموعة من أخالقية م��ا .وه��ذا مرتبط بالضرورة بتفسيرهم سمح له بذلك؟ بالتأكيد العقل الجمعي سيقول وبشكل الشجرة كل على حدة وحتى لو كان العدد الكلي للثمار األحكام األخالقية المعيارية التي يمكن اعتبارها أنها وتأويلهم للحكم الديني حول القضية األخالقية .وما فوري :إذا لم يقدمها صاحب المحل للفرد ذاك فما قام المأخوذة يوازي عدد تلك الثمار المأخوذة من فرد واحد أحكام عامة للمجتمع .فهو يقول بأن السرقة منبوذة أكثر األمثلة التي يمكن للفرد أن يفكر بها والتي توضح به الفرد هو سرقة ال محالة. والتي حولته في التصنيف من "متذوق" إلى "سارق" في كل المجتمعات ،بغض النظر إن كانت منبوذة مقدار االختالف في تفسير الحكم الديني بين معتنقي اآلن لنفكر مرة أخرى بالشجرة المتدلية على قارعة فإن هذا العدد من الثمار ال يحول هؤالء األف��راد إلى نتيجة لحكم قيمي ديني أو نتيجة لحكم وضعي .أي أن الديانة الواحدة. الطريق .بالتأكيد لهذه الشجرة صاحب وقد يكون هذا "لصوص" .وبالتالي فالعدد هنا ال يؤدي بالضرورة إلى المجتمعات المختلفة دينية كانت أو غير ذلك تتفق في وم��ع ذل��ك يمكن القول ب��أن هناك مجموعة من الصاحب معتمداً اعتماداً كلياً على أشجاره في حقله اختالف النوع. الحكم على السرقة .فإذا كان التعبير الذي يستخدمه الشروط األولية التي يمكن لمجموعة بشرية أن تتفق الصغير .وبالتالي فإذا قامت مجموعة من األفراد "بتذوق" في حاالت التراكم الكمي والتغير النوعي ،يتم التغير المجتمع هو "السرقة حرام" أو "السرقة إثم" كتعبير عن من خاللها على الحكم الذي يمكن إطالقه على الفعل ثماره كلما مروا من قرب الحقل الصغير فإن هذا الرجل النوعي حتى لو كان التراكم الكمي ناتجا عن مجموع الحكم الديني على السرقة أو التعبير القائل "السرقة حتى من يؤمنون بأحكام وهذه المجموعة من الشروط األولية إذا تحققت في لن يتمكن من توفير متطلبات حياته العتماده على حاالت فردية منفصلة أو تراكم لحالة واحدة مستقلة. جريمة يعاقب عليها القانون" وهو التعبير الوضعي عن كل مرة فإن الحكم سيكون نفسه .وفي هذه الحالة الدخل المتحصل من بيع الثمار .فهل بعد هذا التوصيف ففي حالة الماء المغلي المتحول إلى بخار :ال يهم أن كانت الحكم القيمي على قضية السرقة .في كال الحالتين دينية محددة ،فإنه من يمكن أن نقول بأن هذه األحكام هي أخالق معيارية. يمكن االستمرار باعتبار أخذ الثمار على أنه فعل عادي؟ عملية التسخين قام بها فرد واحد أو مجموعة أفراد أو إذا يتفق الذوق العام أو الحس العام مع نبذ السرقة وعلى الممكن أن ال يتفقوا في وبدأ البشر منذ قرون بإدراك هذه الحقيقة ولذلك فقد أم أننا سنبدأ بالتفكير به على أنه صنف من "السرقة"؟ كان ما تم استخدامه في عملية التسخين جهاز تسخين اعتبارها قضية سلبية. وضعت القوانين التفصيلية حول األحكام القضائية اآلن لنفكر من زاوية أخرى في القضية .يقول من بعينه أو مجموعة من األجهزة ففي نهاية المطاف سيتم بالتأكيد قد تجد من يبرر السرقة أحياناً بحجج قد الحكم على قضية أخالقية ومتى يمكن اعتبار فعل معين أنه جريمة ومتى يمكن يعتبر أن أخذ الثمرة من الشجرة المتدلية هو "تذوق" وصول درجة حرارة الماء إلى درجة الغليان ويتم تحول تكون منطلقة من الموروث الثقافي واألخالقي عينه ما .وهذا مرتبط بالضرورة العفو عن الشخص الذي قام بالفعل .فحتى القتل يمكن بأن هذا الفعل يختلف إذا حاول الفرد أن يأخذ أكثر من الماء من حالته السائلة إلى حالته البخارية. ال��ذي يعتبر أن "السرقة ح��رام" ك��أن يقول ب��أن أخذ تصنيفه بأنه قتل عمد ،قتل عن غير عمد ،حادث ،دفاع ثمرة .اآلن هل يستطيع أن يقول لنا كم هو عدد الثمار اآلن لنعود إلى حالة الثمار .لتحليل القضية ال بد من فاكهة من شجرة مملوكة ألحدهم ومتدلية على قارعة بتفسيرهم وتأويلهم عن النفس ،دفاع عن الدين ،دفاع عن الوطن ،دفاع عن التي يجب أن يأخذها الفرد لنغير التصنيف من كونه تحديد العديد من العوامل المرتبطة مع القضية .أو ً ال: الطريق ال تعتبر سرقة ،بينما يمكن لصاحب الشجرة أن للحكم الديني حول القضية العائلة ......،إلخ من قائمة طويلة يتم توسيعها باستمرار متذوقا إلى كونه سارقا؟ وهل هذا العدد يختلف باختالف هل يمكن اعتبار الشخص الذي يأخذ ثمارا من شجرة يعتبر هذا التصرف في صميم السرقة ألنه يعتبر ،وعلى بتحديدات كثيرة تعتمد على الشروط المحددة للفعل. نوعية الثمار ،كأن نقول أن يأخذ أكثر من تفاحة واحدة متدلية على قارعة الطريق مساوياً في الفعل لذلك األخص إذا كان سعر بيع الثمار عاليا ،أنه قد خسر ما ً ال األخالقية أي أن الشروط المحددة للفعل هي التي في النهاية تحدد هو سرقة بينما أن يأخذ أكثر من أربع حبات تين هو الذي يقفز فوق سور البستان ليقطف ثمرة من شجرة من خالل أخذ الفاكهة وبالتالي فهذه سرقة .ولماذا يجب الحكم القيمي الذي يمكن إطالقه على الفعل. سرقة ولكن يحق له أن يأخذ عشر حبات أو عشرين حبة داخل البستان؟ قد يقول البعض أن كال الحالين واحد أن نعتبر أن هناك اختالفا بين أخذ ثمرة واحدة وأخذ الحقيقة أنه من الممكن تعميم االستنتاج السابق إلى توت؟؟؟!!! هنا تصبح الحجة المقدمة بأن العدد هو الذي ففي الحالين لم يأخذ الشخص أكثر من ثمرة واحدة. ال إن أخذ أحدهم مجموعة من الثمرات ،كأن يقال مث ً القضايا التي يمكن أن تصنف على أنها قضايا "علمية" يحدد نوع الفعل حجة سخيفة ،ويتضح أن الحكم على وبالتالي لماذا يجب أن أعتبر من أخذ الثمرة عن الطريق لثمرة فاكهة واحدة من الشجرة ال يعتبر سرقة بينما مرتبطة بالعلوم الطبيعية .يعتقد العديد من الماديين الفعل يجب أن ال يختلف باختالف العدد. "متذوقا" بينما يصنف من أخذ الثمرة من داخل البستان إذا أخذ أحدهم مجموعة كبيرة من الثمار من الشجرة والواقعيين بأن القوانين التي نضعها عن الطبيعة هي "سارقا"؟ هنا يقول آخرون إن هناك "القصد" وهناك عدد عينها ،تلك المتدلية على الطريق ،فإن أخذه لهذه الثمار قوانين الطبيعة التي نقوم بالكشف عنها .أترك هذه التباس الحكم على االفعال من الظروف المخففة التي تخفف فعل األول بينما تعتبر المتعددة هو سرقة؟! القضية هنا تتحدد في العالقة القضية لمقال قادم. هذا المثال يوضح صعوبة أن يتم تحديد فعلين فعل الثاني مشينا .فالمار على قارعة الطريق لم يقصد بين الفرق في الدرجة والنوع .هذا يعني أن الحكم * رئيس قسم العلوم اإلنسانية -جامعة فيالدلفيا متشابهين على أنهما من نوعين مختلفين .فأخذ ثمرة السرقة ولم يقصد أن يعتدي على حرمة البستان لكنه القيمي يرتبط بدرجة السرقة أي أن أخذ ثمرة واحدة