‫يا خسارتك يا أم جنيب‬

‫عائلة أبو نجيب عائلة لبنانية مهاجرة تسكن في والية أوهابو األمريكية‪ ،‬كانت من العائالت الميسورة في جنوب لبنان‪ ،‬ثم تبدل الحال بعد األزمة اللبنانية‪ ،‬وتغير الثراء إلى‬
‫فقر‪ ،‬مما اضطر أبا نجيب للهجرة مع أسرته إلى الواليات المتحدة‪ ..‬استطاع أبو نجيب بعصاميته هو وأبناؤه أن يبدأوا من الصفر‪ ،‬ويقفوا على أقدامهم دون الحاجة إلى‬
‫أحد‬
‫عمل نجيب بإحدى الشركات الكبرى‪ ،‬واكتسب خبرة عالمية‪ ،‬جعلته عملة نادرة‪ ،‬يحرص عليها الكثير من الشركات األمريكية‪ ،‬وحصل بعد ذلك على الجنسية‬
‫األمريكية‪ ..‬ثم تزوج وكبر األبناء والبنات‪ ،‬وخشي عليهم من اإلنجراف بتيار العادات الغربية التي ال تتوافق مع عاداتنا وقيمنا‪ ،‬فأحب أن ينتقل إلى بلد عربي يحافظ فيه‬
‫على أبنائه وبناته ووالديه بعد أن هدهما الكبر‪ ..‬فراسل بعض الشركات الخليجية‪ ،‬ووافقت إحدى الشركات النفطية الكبرى في الخليج بعقد قيمته ‪ 7‬آالف دوالر شهريا‪،‬‬
‫وشقة وسيارة مجانا‪ ..‬وافق نجيب على العرض‪ ،‬وطار إلى تلك البقعة من الخليج‪ ،‬وما أن وطئت قدماه مكاتب تلك الشركة‪ ،‬وبدأ الحديث بالعربية‪ ،‬حتى جاءته المفاجأة‬
‫التي لم يتوقعها بعد أيام قليلة من بدء عمله‪ ..‬ورقة رسمية من المكتب الرئيسي مدون فيه راتبه ربع المبلغ الذي اتفق عليه من قبل‪ ،‬وإشراكه مع آخرين في الشقة نفسها‪،‬‬
‫وسحب السيارة‪ ..‬فلما استفسر عن هذا التصرف‪ ..‬جاء الرد بكل صالفة‪ ..‬أنت عربي ولست أمريكيا‪ ..‬قدم استقالته حاال ليرجع إلى نعيم الواليات المتحدة التي تقدر‬
‫كفاءة اإلنسان ال لسانه وعائلته‬
‫وترك ديار اإلسالم التي ما زالت تغرق في عقدة الخواجة‪ ،‬وتعيش في االنهزامية الكاملة أمام كل ما هو مستورد من الخارج‪ ..‬وما دمنا هكذا فال نلم اإلعالم الغربي عندما‬
‫يتدخل في تفاصيل حياتنا‪ ،‬وقراراتنا السياسية الداخلية‪ ،‬كقضية االختالط‪ ،‬وقضية الخادمات‪ ،‬وما دمنا نحن أنفسنا ال نحترم أنفسنا‪ ،‬وال نحترم مبادئنا وقيمنا‪ ..‬ومن اعتز‬
‫بغير اهلل أذله اهلل‪ ..‬ويا خسارتك يا أم نجيب‬

‫أعلى الصفحة‬