You are on page 1of 2

‫بندكت الخامس عشر‪( ‬بالالتينية‪ ،Benedictus XV :‬وباإليطالية‪ )Benedetto XV :‬هو‪ ‬بابا الكنيسة‬

‫الكاثوليكية‪ ‬ب الرتتيب‪ ‬الث امن واخلمس ون بع د املائت ان‪ ‬من ‪ 1914‬وح ىت ‪ ،1922‬يف حربي ة تعت رب ث الث أقص ر‬
‫حربيات‪ ‬القرن العشرين‪ ،‬وسيطرت عليها‪ ‬احلرب العاملية األوىل‪ ‬وآثارها الكارثية على العامل وأوروبا‪ ،‬وقد اعتربها‬
‫البابا "انتحار أوروبا املتمدنة"‪ .‬أعلن البابا حياد الكنيسة‪ ‬والكرسي الرسويل‪ ‬خالل احلرب‪ ،‬ورغم ذلك فكل طرف‬
‫من طريف النزاع أي‪ ‬احملور‪ ‬واحللفاء‪ ‬اهتمه مبحاباة الطرف اآلخر‪ .‬حاول البابا إقرار اتفاقيات سالم تنهي احلرب غري‬
‫أن الدول املتحاربة مل تقبل هبا‪ ،‬تزامنً ا كانت جهوده منصبة على العمل االجتماعي خالل احلرب‪ ،‬فأبرم برعايته‬
‫عدد من اتفاقيات إطالق سراح األسرى يف احلرب‪ ،‬ومساعدة النازحني ومعاجلة الضحايا من جرحى ومعاقني‪.‬‬
‫على الصعيد الدبلوماسي‪ ،‬فقد أدت‪ ‬الثورة البلشفية‪ ‬يف‪ ‬روسيا‪ ‬إىل قطع عالقات الكرسي الرسويل معها‪ ،‬يف املقابل‬
‫فإن العالقات املقطوعة مع‪ ‬اجلمهورية الفرنسية الثالثة‪ ‬منذ ‪ 1905‬عادت عام ‪ ،1921‬كما أن العالقة مع‪ ‬مملكة‬
‫إيطاليا‪ ‬بدأت تتحسن‪ ،‬وهو ما سيثمر‪ ‬اتفاقية التران‪ ‬يف عهد خلفه‪ .‬أهنى البابا حالة احلياد السليب اليت فرضت على‬
‫كاثوليك إيطاليا مبقاطعة السياسة منذ أيام‪ ‬بيوس التاسع‪ ،‬ودعم األحزاب الوطنية الكاثوليكية فيها‪ ،‬مقابل األحزاب‬
‫الش يوعية واالش رتاكية‪ ،‬املعادي ة لل دين والكنيس ة‪ .‬على ص عيد الكنيس ة ال داخلي‪ ،‬متم الباب ا م ا ك ان س لفه‪ ‬بي وس‬
‫العاشر‪ ‬قد بدأه من ناحية توحيد وحتديث القانون الكنسي أو الشرع اخلاص بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية عام‬
‫‪ 1917‬وه و م ا س يعرف الح ًق ا باس م الق انون ال بيو ‪ -‬بن دكيت‪ .‬ت ويف الباب ا يف ‪ 22‬ين اير ‪" 1922‬فاحتً ا الكنيس ة‬
‫الكاثوليكية على العامل احلديث"‪ ،‬وقد وصف بكونه "رجال السالم" من قبل عدد من الشخصيات غري املسيحية‬
‫أيض ا فإن سياسة الكنيسة احلديثة يف احلروب‪ ،‬جتد‬ ‫حىت كما يف‪ ‬تركيا‪ ‬واليت نصبت متثاالً على امسه يف‪ ‬إسطنبول‪ً .‬‬
‫ج ذورها التطبيقي ة يف حربي ة بن دكت اخلامس عش ر‪ ،‬وه و م ا ال تزم ب ه‪ ‬بي وس الث اين عشر‪ ‬خالل‪ ‬احلرب العاملي ة‬
‫الثانية‪ ،‬وبولس السادس‪ ‬خالل‪ ‬حرب الفيتنام‪ ‬ويوحنا بولس الثاين‪ ‬خالل‪ ‬حرب العراق‪.‬‬

‫موقفه من الحرب العالمية األولى[عدل]‬


‫أعلن بندكت حياد الكرسي البابوي يف‪ ‬احلرب العاملية األوىل‪ ،‬وحاول من ذلك املوقع احليادي التوسط يف حماولة‬
‫عقد سالم عامي‪ 1916 ‬و‪ ،1917‬غري أن األملان والفرنسيني على حد سواء رفضوا هذا "السالم البابوي"؛ إذ‬
‫اعتربت‪ ‬أملانيا‪ ‬ذلك السالم "مهينًا"‪ ،‬بينما وصف السياسي الفرنسي‪ ‬جورج كليمانصو‪ ‬هذه املبادرة البابوية باهنا ال‬
‫تتوافق مع املصاحل الفرنسية‪.‬‬
‫ولدى فشل مبادرات البابا الدبلوماسية‪ ،‬شرع البابا يركز جهوده على النواحي اإلنسانية‪ ،‬حماواًل تقليل وقع احلرب‬
‫على األطراف املتحاربة‪ ،‬فكان يقوم بزيارة‪ ‬أسرى احلرب‪ ،‬ويتوسط يف تبادل اجلنود اجلرحى وتوصيل املواد الغذائية‬
‫إىل السكان املتضررين من احلرب يف‪ ‬أوروبا‪ ،‬وبعد أن وضعت احلرب أوزارها عمل البابا على إصالح العالقات‬
‫املتعثرة مع‪ ‬فرنسا‪ ،‬فعادت العالقات الدبلوماسية بني‪ ‬فرنسا‪ ‬والفاتيكان‪ ‬سنة‪ .1921 ‬كما حتسنت‬
‫أيض ا أثناء حربية بندكت اخلامس عشر‪ ،‬بعد أن مسح البابا للسياسيني الكاثوليك ـ بقيادة‬ ‫عالقات‪ ‬الفاتيكان‪ ‬وإيطاليا‪ً  ‬‬
‫الدون لوجيي ستورزو ـ باملشاركة يف احلياة السياسية اإليطالية‪.‬‬
‫إصدار القوانين الكنسية[عدل]‬
‫يف سنة ‪ 1917‬أصدر البابا بندكت اخلامس عشر أول جمموعة من‪ ‬القوانني الكنسية‪ ‬للكنيسة الرومانية‬
‫الكاثوليكية‪ ،‬واليت أعد لوضعها بندكت نفسه ـ بالتعاون مع بييرتو غاسباري وأوجينيو باتشيللي ـ أثناء حربية‬
‫البابا‪ ‬بيوس العاشر‪ .‬ويُنظر إىل هذا القانون املكتوب باعتباره عاماًل ساعد على حتفيز احلياة واألنشطة الدينية يف‬
‫الكنيسة الكاثوليكية‪ .‬وقد عني بندكت اخلامس عشر بييرتو غاسباري وزير دولة كاردينااًل وقام بنفسه برتسيم‬
‫كبريا لألساقفة يف ‪ 13‬مايو ‪ .1917‬وقد عمل بندكت اخلامس عشر هبمة على‬ ‫القاصد الرسويل أوجينيو باتشيللي ً‬
‫إحياء أنشطة إرساليات الكنيسة الكاثوليكية يف خمتلف مناطق العامل بعد أن كانت قد تضررت بشدة من‬
‫جراء‪ ‬احلرب العاملية األوىل‪.‬‬
‫وفاته[عدل]‬
‫تويف البابا بندكت اخلامس عشر يف‪ ‬القصر الرسويل‪ ‬يف ‪ 22‬يناير ‪ 1922‬من جراء‪ ‬التهاب رئوي‪ ‬أصابه يف مطلع‬
‫الشهر الذي تويف فيه‪ ،‬بعد أن قضى مدة تزيد قلياًل عن سبعة أعوام يف منصب البابا‪.‬‬

You might also like