You are on page 1of 42

‫توصيف مقرر حقوق األنسان‬

‫عرفت حقوق األنسان مسيرة تاريخية طويلة‪ ،‬قبل أن تص بح قض ية انس انية وعالمي ة‪ ،‬وتش كل ج زءا" ال‬
‫يتجزأ من القانون العام‪ .‬ان احترام حقوق األنس ان يش كل الي وم العم ود الفق ري لألنظم ة الديمقراطي ة في‬
‫العالم‪.‬‬

‫ان دراسة هذا المقرر في كليات الجامعة اللبنانية بشكل عام‪ ،‬وفي كلية التربية بشكل خاص‪ ،‬تأتي في اطار‬
‫مواكبة مسعى األمم المتحدة في اثارة مسألة االنتهاكات المتواصلة لحقوق االنسان في العالم‪ ،‬وفي حماية‬
‫هذه الحقوق‪.‬‬

‫أهداف المقرر‪2‬‬

‫يهدف مقرر حقوق األنسان الى‪:‬‬

‫أ‪ -‬فهم وتحلي ل مص ادر حق وق األنس ان‪ ،‬ومض امينها‪ ،‬وموقعه ا في بن اء المجتمع ات األنس انية من خالل‬
‫دراسة نِشأة هذه الحقوق ومراحل تطورها‪.‬‬

‫ب‪ -‬فهم األبع اد األنس انية واألخالقي ة لحق وق األنس ان‪ ،‬واالل تزام بالس لوكيات ال تي ت دعو الى حمايته ا‬
‫واحترامها‪.‬‬

‫ج‪ -‬توضيح أثر حقوق األنسان في تنظيم العالقة بين الفرد المواطن والدولة‪ ،‬وأهمية عنصر الحرية فيه ا‪،‬‬
‫ضمن قاعدة معرفة الحقوق والواجبات‪.‬‬

‫د‪ -‬االطالع على دور المؤسسات والمنظمات الدولية في تعزيز حقوق األنسان والدفاع عنها‪ ،‬ورصد كل م ا‬
‫يعترض تطبيقها في الدول والمجتمعات‪.‬‬

‫ه‪ -‬تنمية ثقافة حقوق األنسان لدى الطالب (ة)‪ ،‬وحثه (ه ا)على اتخاذه ا منهج ا" وس لوكا"‪ ،‬وعلى الرب ط‬
‫بين هذه المكتسبات وكيفية األستفادة منها في التعليم‪.‬‬

‫و‪ -‬مقاربة حقوق األنسان كمادة تعليمية ضمن المناهج التعليمي ة على جمي ع مس توياتها‪ ،‬واب راز أهميته ا‬
‫في بناء الروح األنسانية‪ ،‬وتنمية الثقافة المدنية والمواطنية‪.‬‬

‫ز‪ -‬التوعية على واقع حقوق االنسان في لبنان‪ ،‬وسبل تطبيقها‪ ،‬وحمايتها‪.‬‬

‫النواتج المتوقعة‬
‫بنهاية هذا المقرر نتوقع أن يصبح الطالب – المعلم (ة) قادرا" (ة)على‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة واقع حقوق األنسان على الصعيد الدولي‪ ،‬واألقليمي‪ ،‬واللبناني‪.‬‬

‫‪ -‬استيعاب التشريعات والنصوص المتعلقة بحقوق االنسان (على المس توى الع المي وال داخلي) واس تنتاج‬
‫مكونات المواد القانونية الضامنة لحقوق االنسان‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق مبادىء حقوق األنسان في المناهج الدراسية‪.‬‬

‫‪ -‬توعية المتعلمين على حقوق األنسان من اجل بناء مجتمع حريص على حقوق األنسان‪.‬‬

‫محتوى المقرر‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد بعض المصطلحات والمفاهيم ذات الصلة ‪ :‬حقوق األنسان‪ -‬القانون الدولي األنساني‪ -‬العالق ة بين‬
‫حقوق األنسان والقانون الدولي األنساني‪- -‬التربية على حقوق األنسان‪ -‬تعليم حقوق األنسان‪...‬‬

‫‪ -‬حقوق األنسان كقضية أنسانية عالمية‪ ،‬تستوجب ضمان هذه الحقوق وحمايتها‪.‬‬

‫العنوان األول‪ :‬األسس التاريخية لحقوق األنسان ومصادرها‬

‫أ‪ -‬الجذور التاريخية لحقوق األنسان‬

‫ب‪ -‬مصادر قانون حقوق االنسان‬

‫العنوان الثاني‪ :‬مجاالت حقوق األنسان وتصنيفها‪ ،‬واشكالية حقوق الفرد والجماعة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مجاالت حقوق األنسان‬

‫ب‪" -‬أجيال" حقوق األنسان‬

‫ج‪ -‬اشكالية حقوق الفرد والجماعة‬

‫العن وان الث الث‪ -‬األجه زة الض امنة لحق وق األنس ان‪ :‬أج راءات تطبيقي ة لحماي ة حق وق االنس ان ورص د‬
‫انتهاكاتها‬
‫أ‪ -‬أجهزة األمم المتحدة‬
‫ب‪ -‬المحاكم الدولية‬
‫ج‪ -‬الدول ومسؤوليتها تجاه مواطنيها‬

‫د‪ -‬ألمنظمات األقليمية‬

‫ه‪ -‬المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني‬

‫العنوان الرابع‪ :‬لبنان وحقوق االنسان‬

‫أ‪ -‬الجذور التاريخية لحقوق األنسان في لبنان‬

‫ب‪ -‬الحقوق التي كفلها الدستور (الحريات العامة) واألحوال الشخصية‬

‫ج‪ -‬التزامات لبنان الدولية وتعاونه مع آليات حقوق االنسان‬

‫ه‪ -‬واقع حقوق األنسان في لبنان اليوم ‪ :‬المناهج التربوية‪ -‬وسائل حماية الحقوق‪ -‬تقييم‪...‬‬

‫* األنشطة حول حقوق األنسان‬

‫تنوع في اختيار النشاطات المدرسية والتربوية‪: ‬‬

‫‪ -‬نصوص ومناقشات‬

‫‪ -‬رصد حاالت‬

‫‪ -‬زيارات‬

‫‪ -‬تحقيقات‬

‫‪ -‬محاضرات‬

‫مقرر حقوق اإلنسان‬


‫المحتوى‬

‫تمهيد‬

‫الفصل األول‪ :‬حقوق االنسان‬


‫اوال"‪ :‬تعريف حقوق االنسان‪ ،‬خصائصها‪ ،‬وأسسها التاريخية والفلسفية‬

‫ثانيا" ‪ :‬مصادر القانون الدولي لحقوق االنسان والجهات الضامنة للحقوق‬

‫ثالثا"‪:‬حقوق وحريات‪ ،‬واشكاليات‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حقوق االنسان في لبنان‬


‫اوال"‪ :‬حقوق االنسان في الدستور اللبناني‬

‫ثانيا" ‪ -:‬التزامات لبنان الدولية والتعاون مع آليات حقوق االنسان‬

‫ثالثا"‪ :‬تطوير االطار المؤسساتي والتشريعي لتعزيز حقوق االنسان في لبنان‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التعليم والتربية على حقوق االنسان‬


‫اوال"‪ :‬مفهوم التعليم والتربية على حقوق االنسان وأهميتها‬

‫ثانيا"‪ :‬دور المعلم في تدريس حقوق االنسان‬

‫ثالثا"‪ :‬وسائل ونماذج عملية لنقل مبادىء وثقافة حقوق اإلنسان في العملية التعليمية‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫تمهيد‬
‫حقوق االنسان‪ ،‬كما نعرفها اليوم‪ ،‬لم تتبلور اال بفض ل "منظمة األمم المتح‪33‬دة"‪ 1‬ال تي اق رت‬
‫بداية "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس ان (‪ )1948‬والحق ا" العه ود والمواثي ق الدولي ة دات الص لة‪،‬‬
‫وهي متعددة‪ .‬ومنذ إعتماد "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان" أضحت "حق وق اإلنس ان" قض ‪3‬يّة‬
‫ل إنسان‪ ،‬من حيث اعتبار هذه الحقوق أص يلة في طبيع ة االنس ان "وال‬ ‫مك ّ‬‫عالميّة وإنسانيّة ته ّ‬
‫تمثّل بالنسبة إلى أيّ بلد‪ ،‬وافدا ً غريبا ً عليه بل هي تضرب بج ذورها في كي ان جمي ع األمم " وأن ّ ه‬
‫"بدون حقوق اإلنسان لن يُكتَب للسالم أو الرخاء الدوام أبداً" على حد قول األمين العام الس ابق‬
‫لألمم المتحدة كوفي أنان (في الذكرى السنوية الخمسين لهذا اإلعالن)‪ .‬لذا كان ال بد ان تستدعي‬
‫حقوق االنسان ضمانات قانونية عالمية لحماية األفراد والجماعات‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬وعلى مستوى‬
‫منظومة األمم المتّحدة‪ ،‬يجري دعم حقوق اإلنسان بحشد كبير من اآلليات واإلجراءات المختلفة ‪.‬‬
‫وتقوم هيئات دولية وإقليميّة ووطنيّة أخرى – حكوميّة وغير حكوميّة– بالعمل أيضا ً في سبيل تعزيز‬
‫صة بأدخالها في برامج التدريب في المدارس والمعاه د‬ ‫حقوق اإلنسان‪ .‬كما وتوجه الدول عناية خا ّ‬
‫والجامعات‪ ،‬وذلك في اطار مواكبة مسعى األمم المتحدة في اثارة مس ألة االنتهاك ات المتواص لة‬
‫لحقوق االنسان في العالم‪ ،‬وفي محاوالت حماية هذه الحقوق‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫حقوق االنسان‬
‫‪ 1‬تأسست منظمة األمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو في والية كليفورنيا بتاريخ ‪ 24‬تشرين االول ‪ ،1945‬في‬
‫أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ .‬في البداية كانت تضم ‪ 51‬دولة (منها لبنان)‪ .‬اما اليوم فهي تضم ‪ 193‬دولة ممثلة فيها‬
‫من خالل بعثاتها الدبلوماسية‪ .‬اشارة الى أنه بين ‪ 1919‬و‪ 1945‬كان هناك "عصبة االمم"‪ ،‬وهي منظمة شبيهة‬
‫بمنظمة األمم المتحدة من حيث االهداف‪ ،‬ولكنها فشلت في مهامها‪.‬‬
‫يمتلك االنسان بصفته هذه‪ ،‬وبمع زل عن الزم ان والمك ان‪ ،‬والجنس والنس ب‪ ،‬والع رق‪ ،‬والل ون‪،‬‬
‫والمعتقدات الدينية والسياسية‪ ،‬والمركز األجتماعي‪ ،‬يمتل ك امكان ات وحص انات لص يقة بطبيعت ه‪،‬‬
‫متأصلة فيها‪ ،‬ليس ألي فرد أو جماعة‪ ،‬أو سلطة أنتهاكها‪ ،‬أو نزعها عنه‪.‬‬

‫نتتناول في هذا العنوان‪ ،‬فكرة القانون الدولي لحقوق األنس ان‪ ،‬من حيث أص ولها‪ ،‬ومص ادرها‬
‫وتطوره ا والمب ادىء ال تي تق وم عليه ا‪ ،‬والجه ات القيم ة على ض مانها وحمايته ا‪ ،‬وبعض‬
‫األشكاليات التي يطرحها واقع حقوق األنسان في عالم اليوم‪.‬‬

‫أوال"‪ -‬تعريف حقوق‪ 3‬االنسان‪ ،‬خصائصها‪ ،‬أسسها التاريخية والفلسفية‬

‫مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫أ)‬

‫منظمة األمم المتحدة حددت حقوق األنسان على أنها حقوق‪ 3‬أصيلة في طبيعة االنسان‪،‬‬
‫وهي حقوق تستدعي ضمانات قانونية عالمية‪ ،‬لحماية األفراد والجماعات‪ .2‬أما بالنسبة لمكتب‬
‫"المفوضية السامية لحقوق اإلنسان"‪ ،‬فيجوز تعريف حقوق اإلنسان بأنها "ضمانات‬
‫قانونية عالمية‪ ،‬تخص كل البشر‪ ،‬وتحمي األفراد والمجموعات من األفعال‪ ،‬أو األمتناع عن‬
‫األفعال‪ ،‬ما يؤثر على كرامتهم اإلنسانية‪ .‬وهكذا يمكن تناول حقوق اإلنسان كأحقية لكل الناس‬
‫بظروف أساسية‪ ،‬تدعم جهودهم للعيش بكرامة‪ ،‬وبسالم‪ ،‬إلنماء قدراتهم الكامنة كبشر إلى أقصى‬
‫قدر ممكن‪".‬‬

‫عمليا" يرتكز مفهوم حقوق االنسان على ثالثة محاور أساسية‪:‬‬

‫االنسان المنتفع بالحقوق‪ :‬وهو يختلف بطبيعة الحال عن "الفرد"‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫نوعية الحقوق وخصائصها‪ :‬وهي حقوق قائمة على معيارين‪ :‬معيار قانوني‪ ،‬ومعيار‬ ‫‪‬‬
‫زمني من حيث أنها صنفت الى أجيال (أنظر الحقا")‬
‫حماية الحقوق‪ 3:‬اذ أنه ال معنى القرار حقوق وحريات‪ ،‬ما لم تتم حمايتها على‬ ‫‪‬‬
‫المستويين الوطني‪ ،‬والدولي‪.‬‬

‫خصائص حقوق‪ 3‬االنسان وتصنيفها‬ ‫ب)‬

‫تتميز حقوق األنسان بخصائص عدة‪ ،‬أبرزها‪:‬‬

‫هي حق وق واح دة لجمي ع البش ر‪ ،‬وق د وُل دنا جميع ا ً أح رارا ً ومتس اوين في الكرام ة‬ ‫‪‬‬
‫والحقوق ‪ ...‬وهكذا فأن حقوق اإلنسان هي عالمية‪.‬‬

‫‪ 2‬نقرأ في ديباجة االعالن العالمي لحقوق االنسان الذي اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة لالمم المتحدة ‪ 217‬ال ف‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬كانون االول ‪ ،1948‬ما يلي‪" :‬لما كان االقرار بما لجميع االسرة البشرية من كرامة اصيلة فيهم‪،‬‬
‫ومن حقوق متساوية وثابتة‪ ،‬يشكل اساس الحري ة والع دل والس الم في الع الم‪ ."...‬وفي الم ادة االولى من االعالن ‪،‬‬
‫نقرأ "يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪"...‬‬
‫هي حقوق ال يمكن انتزاعها‪ ،‬وليس من حق أحد أن يحرم شخصا ً آخر من حقوقه‪ ،‬حتى لو‬ ‫‪‬‬
‫لم تعترف بها قوانين بلده‪ ،‬أو عندما تنتهكها تلك القوانين ‪ ...‬فحقوق األنسان ثابت ة "وغير‬
‫قابلة للتصرف"‪.3‬‬
‫هي حقوق "غير قابلة للتجزئة" بمعنى أنها تشكل وحدة مترابطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هي حق وق في أس اس الحري ة والعدال ة والس الم‪ ،‬واحترامه ا ي تيح إمك ان تنمي ة الف رد‬ ‫‪‬‬
‫والمجتمع تنمية كاملة‪.‬‬

‫بالمعيار الزمني‪ ،‬صنفت حقوق االنسان الى أربعة أجيال متتالية‪:4‬‬

‫الجي‪33‬ل األول من الحق وق ويتمث ل في الحق‪33‬وق‪ 3‬السياس‪33‬ية والمدنية (الح ق بالحي اة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الكرامة االنسانية‪ ،‬الحرية والمساواة‪ ،‬الحق بالملكية‪ ،‬الحق بالجنسية‪ ،‬الحق بالتجمع وتأس يس‬
‫الجمعيات‪ )...‬وهي مرتبطة بشكل عام بالحريات‪ ،‬وتسمح للفرد أن يعارض‪ ،‬في ح ال انتهاكه ا‬
‫من قبل السلطات الحاكمة‪.‬‬
‫الجيل الثاني من الحق وق ويتمث ل في الحق‪33‬وق االقتص‪33‬ادية واالجتماعي‪3‬ة‪ 3‬والثقافية‬ ‫‪‬‬
‫وهي مرتبطة باألمن األجتماعي (العمل والتعليم والمستوى الالئق للمعيشة؛ والمأكل والم أوى‬
‫والرعاية الصحية والحقوق النقابية واالضراب عن العمل‪ .)...‬هي حقوق تستوجب تدخل الدولة‬
‫لوضعها موضع التنفيذ‪.‬‬
‫الجيل الثالث من الحقوق (أو“حقوق التضامن”‪ -‬منذ بداية السبعينات) وهو يتعلق بالحقوق‪3‬‬ ‫‪‬‬
‫البيئية والثقافية والتنموية ( حق األجيال المقبلة ببيئة نقية ومصانة من التدمير‪ ،‬والح ق‬
‫في التنمية الثقافية والسياسية واألقتصادية‪ ،‬اضافة الى الحق بنظام ديمقراطي والتساوي بين‬
‫المواطنين‪ )...‬وفي اطار هذه الحق وق‪ ،‬يمكن ايض ا" ادخ ال الح ق بالس الم واألمن الجم اعي‬
‫(مكافح ة االره اب‪ ،‬والجريم ة المنظم ة‪ ،‬والح د من انتش ار أس لحة ال دمار الش امل‪،)...‬‬

‫‪ 3‬نشير في هذا السياق الى ان بعض الحقوق المعنوية (كالحق بالحياة على سبيل المثال) هي حقوق مطلقة ال تقب ل‬
‫االنفصال عن شخص صاحبها؛ يمتلكها الشخص بذاته‪ ،‬وال يمكنه التنازل عنها بالرض ى أو ب اإلكراه؛ هي حق وق ال يمكن‬
‫التصرف به ا لش خص آخ ر‪ ،‬كم ا وان ه ال يمكن أن تك ون موض وع‬ ‫ّ‬ ‫نقلها من شخص آلخر ‪ ،‬وال يمكن لصاحبها تفويض‬
‫مصادرة أو حجز‪ ،‬وال يسري عليها التقادم أو مرور الزمن‪.‬‬

‫‪ 4‬أن الجيل االول والجيل الثاني من الحقوق منصوص عليها في االعالن العالمي لحقوق االنسان‪ ،‬في حين أنه ال وجود‬
‫لنص جامع وعالمي واحد لحقوق الجيل الثالث والرابع‪.‬‬
‫والمحافظ ة على األرث االنس اني المش ترك ‪ ،5‬وحق وق األش خاص ذوي األوض اع الخاص ة‪،‬‬
‫كالحقوق الثقافية لألقليات‪ ،6‬وحقوق األجانب‪...7‬‬
‫جيل رابع من الحقوق )بحسب بعض أصحاب األختصاص) وهي تشمل الحق‪33‬وق الخاص‪33‬ة‬ ‫‪‬‬
‫بالضعفاء كالمسنين‪ ،‬واألطف ال‪ ،‬والفق راء‪ ،‬والمه اجرين العم ال وأف راد أس رهم‪ .8‬وحقوق‪3‬‬
‫الشعوب األصيلة‪ .9‬بالمقابل أقرت االتفاقية الدولية لحقوق ذوي الحاجات الخاص‪33‬ة‬
‫كرست أالعتراف بموضوع االعاقة‪ ،‬وضرورة تمتع ذوي اإلعاقة بهذه‬ ‫كمعاهدة شاملة (‪ّ )2006‬‬
‫الحقوق‪ ،‬اضافة الى توضيح كيفي ة تط بيق ه ذه الحق وق‪ ،‬وادم اج ذوي الحاج ات الخاص ة في‬
‫المجتمع‪ ،10‬وفي المدرسة (حق المعوق باأللتحاق بالم دارس العادي ة‪ ،‬به دف الوص ول الى الغ اء‬
‫جميع أشكال التمييز بينه وبين المتعلمين اآلخرين)‪.‬‬

‫بالخالصة‪ ،‬يمكن تناول حقوق اإلنسان على أنها المعايير األساسية التي ال يمكن للناس‪ ،‬من دونه ا‪،‬‬
‫أن يعيشوا بكرامة كبشر ‪ .‬وهي حقوق متأصلة بكل فرد‪ ،‬ال يمكن التنازل عنه ا‪ ،‬أو انتزاعه ا‪ ،‬وهي‬
‫متساوية ومترابطة‪ ،‬وعالمية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫في مجال الحقوق البيئية هناك اليوم ما ال يقل عن مئتي اتفاقية متعددة األطراف‪.‬‬

‫‪ 6‬لقد اهتمت األمم المتحدة بحقوق األقليات من نواح عديدة‪ :‬إنشاء اللجن ة الفرعي ة لمكافح ة اإلج راءات التمييزي ة‬
‫وحماية األقليات (‪.)1947‬نص المادة ‪ 27‬من "العهد الدولي للحقوق المدني ة والسياس ية" يق ر بح ق االقلي ات في أن‬
‫يكون لها حياة ثقافية خاصة بها وممارسة شعائرها الدينية‪ ،‬واستخدام لغاته ا الخاص ة‪ .‬ق رار الجمعي ة العام ة ( ‪)1992‬‬
‫الخاص بـ "إعالن حقوق األشخاص المنتمين الى اقليات وطني ة أو عرقي ة‪ ،‬ديني ة أو لغوي ة وال ذي نص خصوص ا ً على‬
‫حماية الدول لألقليات المتواجدة فوق أراضيها‪.‬حق األقلية في التمتع بخصوصياتها‪ .‬حق االقلية في التمت ع بك ل حق وق‬
‫اإلنسان والحريات االساسية المعترف بها عالميا ً‪ .‬التأكيد على أن تمتع األقلية بحقوق خاصة‪ ،‬ال يخالف مبدأ المس اواة‪.‬‬
‫يجب لفت النظر الى أن اعطاء مثل هذه "الحقوق الخاصة" لألقليات‪ ،‬ال يعد تمييزا ً بالمقارنة مع باقي الس كان‪ ،‬وإنم ا‬
‫وسيلة للمحافظة على خصوصية مجموعة‪ ،‬وعاداتها‪ ،‬وتقاليدها‪.‬‬

‫‪ 7‬تتضمن بحدودها الدنيا كما جاء في إعالن حقوق اإلنسان لألف راد ال ذين ليس وا من رعاي ا البل د ‪:‬الح ق بالشخص ية‬
‫القانونية‪.‬حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية‪.‬حرمة المسكن والذات‪.‬حق اللجوء الى القضاء‪.‬الحق في الحياة وفي‬
‫األمن الشخصي وحماية الحياة الخاصة‪ ،‬األسرة‪ ،‬المسكن‪ ،‬المراسالت‪.‬حق المساواة أمام المحاكم‪.‬الحق في ال زواج‬
‫وتأسيس األسرة‪.‬الحق في حرية التفكير والرأي واالعتقاد والدين‪.‬الحق في تحوي ل األم وال الى الخ ارج م ع مراع اة‬
‫النظم الوطنية‪.‬الحق في المغادرة ‪ ،‬والحق في االنتقال داخل اإلقليم مع مراعاة االنظمة المرعية‪.‬الح ق في ظ روف‬
‫عمل صحية وآمنة‪.‬‬

‫‪ 8‬اتفاقية عقدت في سنة ‪ ،1990‬ودخلت حيز التنفيذ في األول من تموز من سنة ‪.2003‬‬
‫‪ 9‬أنشاء مجموعة عمل خاصة في األمم المتحدة‪ ،‬في سنة ‪ ، 1982‬ووضع برنامج لألهتمام بالشعوب األصلية في‬
‫العالم في ‪.1995‬‬
‫‪ 10‬بعد صدور أعالن حقوق المعوقين عقليا" (‪ )1971‬واعالن حقوق المع وقين (‪ )1975‬ج اءت ه ذه االتفاقي ة للتأكي د‬
‫على النهج االجتماعي لمقاربة الموضوع‪ .‬وقد ركزت الم ادة ‪ /3/‬من اإلتفاقي ة‪ ،‬ع ددا ً من المب ادئ ل دعم ه ذه الرؤي ا‪:‬‬
‫احترام الكرامة اإلنسانية واالستقالل الذاتي‪ ،‬والحق باالختيار لألشخاص ذوي االعاقة‪ -‬المس اواة وع دم التمي يز‪-‬كفال ة‬
‫المشاركة بصورة كاملة وفعّالة في المجتم ع وتيس ير امكاني ة الوص ول‪-‬اح ترام الف وارق واعتباره ا ج زءا ً من التن وع‬
‫البشري (تكافؤ الفرص )‬
‫ث‪ :‬األسس التاريخية والفلسفية لحقوق االنسان‬

‫شغلت حقوق األنسان حيزا" كبيرا" عبر التاريخ‪ ،‬وتداخلت عوامل كثيرة في عملية تطوير الحق وق‬
‫والحري ات‪ .‬ويعت بر الكث يرون أن ج ذور حق وق األنس ان تع ود الى أرث الحض ارات القديم ة‪ .‬لكن‬
‫عمليا"‪ ،‬تمتد جذور تنمية حقوق اإلنسان في الصراع من أج ل الحري ة والمس اواة‪ ،‬في ك ل مك ان‬
‫من العالم‪ .‬ونجد األساس الذي تقوم عليه حقوق اإلنسان‪ ،‬مثل احترام حياة اإلنسان وكرامته‪ ،‬في‬
‫أغلبية الديانات والفلسفات‪.‬‬

‫والحريات‬
‫ّ‬ ‫‪ )1‬المسيرة التاريخية للحقوق‪3‬‬

‫لقد تأثرت مسيرة حقوق اإلنسان باألعراف وبالتقاليد االجتماعي ة‪ ،‬والتي ّ ارات الفكري ّ ة‪ ،‬واألح داث‬
‫السياسيّة لتمر بخمس مراحل أساسيّة‪.‬‬

‫مرحلة األعراف‪ :‬وهي المرحلة التي سبقت تدوين العادات والتقاليد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة القوانين المكتوبة‪ :‬وهي المرحلة التي دُوّنت فيها األعراف والعادات‪ ،‬وص يغت‬ ‫‪‬‬
‫في أحكام إلزامية‪ ،‬مثل شريعة حمورابي‪ ،‬وقانون األل واح اإلث ني عش ر (أو ق انون األل واح‬
‫الرومانية‪ )11‬ويقال أن أول "ميثاق لحقوق األنسان" يعود الى "اسطوانه" المل ك الفارس ي‬
‫قورش‪( 12‬في القرن السادس قبل الميالد) وق د ق امت األمم المتح دة (في س نة ‪)1971‬‬
‫بنشر ترجمة الميثاق المشمول في األسطوانة‪ ،‬بجميع اللغات الرسمية في األمم المتحدة‪.‬‬
‫مرحلة الشرائع الدينية‪ :‬وفيها ظهرت كتب‪ ،‬وتعاليم‪ ،‬وسنن‪ ،‬واجته ادات انط وت على‬ ‫‪‬‬
‫قيم روحيّة وأخالقيّة‪ .‬وقد ساهمت األديان في تأسيس ال وعي بحري ة اإلنس ان‪ ،‬وفي حق ه‬
‫في العيش الحر الكريم‪ ،‬و تحريره من كل القيود‪.‬‬
‫مرحلة الدساتير‪ :‬وفيها حقّقت مسيرة الحقوق مكاسب كبرى‪ .‬مع بداي ة عص ر النهض ة‬ ‫‪‬‬
‫(في القرن الثالث عشر) صدرت في إنكل ترا الش رعة العظمى (الماجنا كارتا‪Magna‬‬
‫‪ )Carta 1215‬على أثر ثورة معادية لطغي ان المل ك‪ .‬وق د نص ت ه ذه الش رعة على‬
‫تحريم القبض على رجل حر‪ ،‬أو تشريده أو نفيه او قتله ‪ ...‬بغير سند قانوني ‪ .‬أما عريضة‬
‫الحقوق (‪ )Petition of rights‬التي أرس لها البرلم ان اإلنكل يزي إلى المل ك (ع ام‬
‫‪ ،)1628‬فقد نصت على مبدأين أساسيين هما‪ :‬احترام الحري ة الشخص ية‪ ،‬ومن ع التوقي ف‬
‫التعسفي بدون محاكم ة‪ .‬بالمقاب ل رك زت مذكرة ( ‪ )Habeas Corpus 1679‬على‬
‫حماية الحرية الشخصية من األدارة وتعس فها‪ ،‬وعلى حق وق المتهم‪ ،‬وأص ول المحاكم ات‪،‬‬
‫ومعاملة السجناء‪ .‬كما أتت شرعة الحقوق (‪ ) Bill of rights1689‬لتضمن بشكل‬
‫خ اص ع دم ج واز ف رض األحك ام العرفي ة في زمن الس لم‪ ،‬وح ق الرعاي ا في تق ديم‬
‫األلتماسات وعدم جواز فرض ضرائب إال بموافقة البرلمان‪...‬‬

‫‪11‬‬
‫تعتبر األلواح االثني عشر من أقدم أثار الحق الروماني (وَضعت في أواسط القرن الخامس قبل الميالد)‬
‫‪12‬‬
‫لكن بداية التشريع الوضعي لحقوق األنسان تعود الى "وثيقة اعالن استقالل الوالي‪33‬ات‬
‫المتح‪33‬دة‪ )1776( 133‬والى الث ورة الفرنس ية‪ )1789( 14‬م ع "اعالن حق‪33‬وق‪ 3‬االنس‪33‬ان‬
‫والمواطن "‪ ،‬كون هاتين الوثيقتين لعبتا دورا" بالغ األهمية في تطوير نظرية حقوق اإلنس ان‪،‬‬
‫وتنامي حركات حماية هذه الحقوق في كافة مناطق العالم‪.15‬‬

‫* مرحلة المواثيق واإلعالنات واإلتفاقي‪33‬ات الدوليّة‪ :‬وفيه ا أص بحت رعاي ة وحماي ة‬


‫مات المجتمع ال دولي‪ .‬فمنظّم ة األمم المتّح دة تتح دّث في ميثاقه ا‬ ‫والحريات من مه ّ‬
‫ّ‬ ‫الحقوق‬
‫والحري ات األساس يّة‪ .‬وهي بع د أن أص درت "اإلعالن الع المي لحق وق‬ ‫ّ‬ ‫عن حق وق اإلنس ان‬
‫ص ب الحقوق المدني ّ ة‬
‫اإلنسان " (‪ ،)1948‬أتبعته في الع ام ‪ 1966‬بعه دين ع الميين‪ ،‬األوّل خ ا ّ‬
‫ص ب الحقوق اإلقتص اديّة واالجتماعي ّ ة والثقافي ّ ة‪ ،‬وبروتوك ول اختي اري‬‫والسياسيّة‪ ،‬والثاني خ ا ّ‬
‫ملحق بالعهد األوّل‪ .‬كما وأصدرت األمم المتّحدة تباعا" عشرات اإلتفاقيات‪ ،‬وظهرت إعالن ات‬ ‫ُ‬
‫ومواثيق إقليمية في مختلف مناطق العالم‪.16‬‬

‫‪ )2‬األسس الفلسفية والقيم المرجعية لحقوق اإلنسان‬

‫تعتبر مساهمات بعض الفالسفة والمفكرين بارزة‪ ،‬في مجال تمهيد الطريق أمام االعتراف‬
‫بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫في الحضارة االغريقية‪ ،‬أعتبر ارسطو أن مبدأ المس اواة ه و من المب ادئ األساس ية ال تي‬
‫تنطوي تحت لوائه جميع الحقوق والحريات المعترف بها لألثنين (شعب اثينا)‪ ،‬وبهذا ف أن مب دأ‬
‫المساواة هذا يحتم معاملة جميع الناس بشكل متساو‪ ،‬سواء أمام القانون‪ ،‬أو حتى فيما يتعلق‬
‫بحقوقهم السياسية والوظيفية‪ ،‬وممارسة الحق في ابداء الرأي‪ ،‬وحرية التعبير‪ .‬اال أنه أك د في‬

‫‪ 13‬ورد في مقدمة "وثيقة إعالن استقالل الواليات المتحدة"‪ ،‬إنه من الحق ائق البديهي ة أن جمي ع الن اس خلق وا‬
‫متساوين‪ ،‬وقد وهبهم الله حقوقا" معينة ال تتنزع منهم‪ .‬ومن هذه الحقوق حقهم بالحياة‪ ،‬وبالحرية وبالس عي الى‬
‫بلوغ السعادة‪ .‬وتنص الوثيقة ايضا" على انه كلما عملت اية حكومة من الحكومات بشكل نتتهك فيه هذه الغايات‪،‬‬
‫فمن حق الشعب أن يغيرها أو يلزمها‪ ،‬وأن ينشئ حكومة جديدة ترسي أسس تلك المبادئ‪.‬‬

‫‪ 14‬في فرنسا صدر إعالن حقوق اإلنسان والمواطن على أثر ثورة ‪ ،1789‬والحق اإلعالن بدستور ‪ ،1791‬وقد تضمن‬
‫اإلعالن مبادئ الثورة الفرنسية واشار إلى أن الشعب مصدر المسلطات‪ ،‬وأن الناس خلقوا ويظلون متساوين في‬
‫الحقوق‪ .‬ونص القانون الصادر سنة ‪ 1946‬في مقدمته على هذه الحقوق‪ ،‬ونص الدستور الصادر في تشرين األول‬
‫‪ 1958‬على تبني إعالن حقوق اإلنسان والمواطن ‪.‬‬
‫‪ 15‬ان الثورتين الفرنسية واالميركية كانت لتفجر ثورات في اوروبا وفي اميركا الالتينية وغيرها‪ .‬وتوالت االتفاقيات‬
‫والنظم الدولية حول احترام حقوق االنسان وحرياته‪ :‬تحريم االتجار بالرقيق (اتفاقية بروكسل ‪ 1890‬واتفاقية باريس‬
‫‪ -1904‬اتفاقية باريس حول العناية الصحية ومكافحة االوبئة (‪.)1903‬‬
‫‪ 16‬على س بيل المث ال ال الحص ًر‪" :‬اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان في اإلس الم" الص ادر عن وزراء خارجي ّ ة‬
‫المؤتمر اإلسالمي(‪ ،)1990‬و"الميث اق الع ربي لحق وق اإلنس ان " ال ذي أُع د ّ في إط ار جامع ة ال دول العربي ة (‬
‫‪.)2004‬‬
‫مذهبه أن فريق ا" من الن اس ه و مخل وق للعبودي ة (يعمل ون على اآلالت ال تي يتص رف فيه ا‬
‫األحرار)‪ .‬وهكذا كانت حقوق اإلنسان ال تشمل كل الفئات اإلجتماعية ‪.‬‬

‫وفي س ياق تط ور حق وق اإلنس ان في الحض‪33‬ارة الرومانية‪ 17‬نج د ت أثر الروم ان ب الفكر‬


‫الفلس في اليون اني‪ .18‬ففي أواخ ر العه د الروم اني‪ ،‬منحت الم رأة بعض الحق وق المتعلق ة‬
‫بالملكية والميراث‪ ،‬دون ان تنعتق من مبدأ عدم المساواة مع الرج ل‪ ،‬ومن األض طهاد‪ .‬اال ان‬
‫أهم ما يميز الحضارة الرومانية وإسهاماتها على صعيد التط ور الفك ري البش ري ه و إقراراه ا‬
‫بمبدأ الديمقراطية‪.19‬‬

‫في العصور الوسطى والحديثة تمثلت حقوق االنسان بعدد من الوثائق والق وانين‪ ،‬والكتاب ات‬
‫مع مونتسكيو‪ ،‬وفولتير‪ ،‬وجان جاك روسو‪ ،‬وجون لوك‪...20‬والمنطلقات الفلسفية التي ارتك ز اليه ا‬
‫بناء منظومة حقوق االنسان اعتمدت على مجموع ة من القيم المرجعية وال تي يمكن ايجازه ا‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫الكرامة ‪ :‬كما األديان‪ ،‬كرست الفلسفة والعقيدة مبدأ الكرامة في نصوص ومعاهدات‬ ‫‪-‬‬
‫ودساتير ليصبح صون الكرامة البشرية المحور األساس الذي تقوم عليه النظرية العامة‬
‫لحقوق االنسان‪.‬‬
‫المساواة‪ :‬تعتبر الحق الطبيعي األول بدون منازع‪ ،‬ويقصد بها المساواة بالكرامة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبالصفة االنسانية والتي تترجم بالمساواة أمام القانون‪ ،‬والحمابة المتساوية‪ ،‬التي يؤمنها‬
‫القانون لكل الناس‪ ،‬وكذلك المساواة في الحقوق والواجبات داخل المجتمع‪.‬‬
‫الحرية‪ :‬وهي وضعية عدم الخضوع في مجتمع منظم‪ ،‬وفي حدود القوانين المعتمدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وعلى قاعدة عدم االضرار بالغير‪ .‬وتتجلى تطبيقاتها في حرية التعبير‪ ،‬وحرية المعتقد‪،‬‬
‫وحرية التجمع وحرية التعليم‪ ،‬وحرية التنقل‪ ،‬وغيرها من الحريات‪.‬‬

‫م عناص ر ه ذه البيئ ة‬
‫والحريات بيئة سياسية – قانونيّة يترعرع فيها‪ ،‬وتتلخّص أه ّ‬
‫ّ‬ ‫ان لنظام الحقوق‬
‫بالتالي‪:‬‬

‫الديمقراطية‪ :‬إن الديموقراطية‪ ،‬في أبسط معانيها‪ ،‬تتلخّص في توافر أمرين‪ :‬ترك يز‬ ‫‪-‬‬
‫والحري ات‪ ،‬وتوف ير الض مانات لممارس تها‬
‫ّ‬ ‫الس لطة في ي د الش عب‪ ،‬وت أمين الحق وق‬
‫وحمايتها‪ .‬واعتماد الديمقراطية يرتكز على‪:‬‬
‫الحوار بين الحكّام والمحكومين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة في الشأن العام‪ ،‬وفي مراقبة عمل السلطات‪ ،‬والمؤسسات السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعارضة المقبولة والمشروعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 17‬تجاوزت روما كل الحدود في انتهاكات حقوق االنسان ( رق‪ ،‬غزو واستعباد للسكان‪ ،‬مبدأ أستباحة اآلخرين‪ ،‬المرأة‬
‫عدو ال حقوق مدنية لها‪ ،‬فاقدة لالهلية من الناحية القانونية‪ ،‬ويسري عليها ما يسري على القصار والمجانين‪.‬‬
‫‪ 18‬لقد انتهج الخطيب الروماني ششرون نفس النهج الرواقي حيث تبنيه القانون الطبيعي‪ ،‬وأكد على أن الناس أمة‬
‫واحدة يستوي أفرادها في نظر الطبيعة‪.‬‬
‫‪ 19‬قال الفليسوف اإلنكليزي جون لوك (‪ :)1704 -1623‬إن اإلنسان كائن عقالني‪ ،‬وإن الحرية ال تنفصل عن السعادة‪،‬‬
‫وأكد أن غاية السياسة هي البحث عند السعادة التي تكمن في السالم واإلنسجام واألمان‪ ،‬وهي رهن بتوافر‬
‫الضمانات السياسية‪.‬‬
‫‪ 20‬يعتبر لوك المنظر االول لحقوق االنسان( دراستان حول الحكم المدني ‪ (1960-‬حيث اكد على الحقوق الطبيعية‬
‫لالنسان اي الحق في الحياة والحرية والمساواة والملكية‪ .‬وكذلك كتابه “رسالة التسامح” حول حرية الرأي والتعبير‬
‫والعقيدة‪.‬‬
‫سيادة القانون‪ :‬ان "القاعدة القانونيّة" تخضع السلطة السياسية لضوابط مح ددة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وب ذلك يك ون الق انون حكم ا ً بين الس لطة واألف راد‪ ،‬والم ؤتَمن على تنظيم الحق وق‬
‫والحريات‪ .‬في هذا االطار تلعب السلطة القضائية دورا" مميزا"‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا"‪ :‬مصادر القانون‪ 3‬الدولي لحقوق اإلنسان والجهات الضامنة للحقوق‬
‫ان عهد التنظيم الدولي شكل نقلة نوعي ة في مج ال حق وق االنس ان‪ ،‬وذل ك من خالل آلي ات‬
‫ومعاهدات غايتها توفير ضمان وحماية هذه الحقوق‪.21‬‬

‫مصادر القانون الدولي لحقوق‪ 3‬االنسان‪3:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫* ميثاق األمم المتحدة ( ‪ 3:)1945‬تحدد المادة األولى من ميثاق األمم المتحدة أهدافها‪،‬‬
‫فتنص الفقرة األولى‪ ،‬على حفظ السلم واألمن الدوليين‪ ،‬ثم تتض من الفق رة الثالث ة‪ ،‬عب ارات‬
‫ص ريحة واض حة عن مقص د األمم المتح دة‪ ،‬في تعزي ز اح ترام حق وق اإلنس ان‪ ،‬والحري ات‬
‫األساسية للناس جميعا‪ ً،‬والتشجيع على ذل ك‪ ،‬دون تمي يز بس بب الجنس أو اللغ ة أو ال دين أو‬
‫التفرقة بين الرجال والنساء ‪.‬كما تؤكد المادتان الخامسة والخمسون‪ ،‬والسادسة والخمس ون‪،‬‬
‫هذه المعاني‪ ،‬عن حق الشعوب في تقرير المصير‪ ،‬وفي احترام حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫* اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( ‪ :)1948‬عمدت األمم المتح دة إلى إص دار اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنس ان‪ ،22‬في مقدم ة وثالثين م ادة‪ .‬تع دد الديباج ة األس باب ال تي دفعت ال دول‬
‫األعضاء إلصدار مثل هذا اإلعالن بالقول أن االعتراف بحقوق األفراد المتساوية والثابتة "هو أساس‬
‫الحرية والعدل والسالم في العالم"‪ .‬وتتناول المواد بصورة تفصيلية هذه الحق وق‪ ،‬فتتح دث عن‬
‫حق كل إنسان بالتمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن‪ ،‬دون تمييز ألي س بب من‬
‫األسباب‪.‬‬

‫نشير‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬الى أن اإلعالن العالمي لحقوق االنسان ال يتصف بأية ص‪33‬فة الزامي‪33‬ة‪،‬‬
‫وال يأخذ صفة المعاهدة المحددة بالتزامات قانونية واضحة‪ ،‬األمر الذي حدا بالمنظمة الدولي ة‬
‫لبذل جهود أكبر في سبيل التوصل إلى صيغ أخرى نابعة من روح اإلعالن‪ ،‬وترت دي طابع ا ً إلزامي ا‪،‬‬
‫ترجمت في‪" :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية" ( ‪ )1966‬و"العه د‬
‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" ( ‪ )1966‬وهما معاهدتان ملزمتان قانونا ً للدول‬
‫االطراف‪.‬‬

‫وهك ذا يش كل "اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان" والعه دان الم ذكوران الش‪33‬رعة الدولي‪33‬ة‬
‫لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫الميثاق أو العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ 3‬والثقافي‪33‬ة‬ ‫‪‬‬


‫(‪ 3: 3)1966‬مواد هذا الميثاق تتن اول ح ق الش عوب بتقري ر مص يرها‪ ،‬والمس اواة وع دم‬

‫‪ 21‬بداية قامت "عصبة األمم" بتقري ر ص يغة دولي ة لحماي ة حق وق االنس ان‪ ،‬وال تزام حق وق األقلي ات في األق اليم‬
‫الخاضعة للحماية أو لألنتداب‪ .‬من جهتها‪ ،‬تناولت "منظمة العمل الدولية" رعاي ة ش ؤون العام ل‪ ،‬وتوف ير األج ر‪...‬‬
‫الى أن تم تأسيس األمم المتحدة‪ ،‬وصدور ميثاقها الذي مهد لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التمييز بينها‪ ،‬وحقوق الشعوب بالتصرف الح ر بثرواته ا وموارده ا الطبيعي ة‪ .‬ك ذلك تتن اول‬
‫م واد اإلتف اق الح ق بالعم ل والت دريب والتوجي ه‪ ،‬والح ق ب التمتع بش روط عم ل عادل ة‬
‫ومرضية‪ ،‬والحق في تشكيل النقاب ات واالنض مام اليه ا والح ق في اإلض راب‪ ،‬والح ق في‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬واألمن الغذائي الصحي‪ ،‬وحق األسرة واألمهات واألطفال والم راهقين‬
‫كاف‪ ،‬والحق في‬ ‫ٍ‬ ‫في أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة‪ ،‬والحق في مستوى معيشي‬
‫الص حة البدني ة والعقلي ة‪ ،‬وح ق ك ل ف رد في الثقاف ة والحي اة الثقافي ة والح ق في تعليم‬
‫ابتدائي إلزامي ومتاح بالمجان للجميع‪ ،‬وتيسير التعليم الثانوي‪ ،‬والمه ني‪ ،‬والف ني والتعليم‬
‫العالي‪.‬‬
‫الميثاق أو العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (‪ 3 :)1966‬تح دد‬ ‫‪‬‬
‫مواد الميثاق حقوق اإلنسان المدنية والسياسية‪ ،‬فتضمن لكل إنسان حقا ً أصيال ً في الحياة‪.‬‬
‫وتنص على عدم الخصوع للتعذيب‪ ،‬وع دم توقي ف أح د أو اعتقال ه تعس فاً‪ ،‬وحري ة التنق ل‬
‫واختيار مكان االقامة‪ ،‬والحق في عدم إبعاد األجنبي بشكل تعسفي‪ ،‬والح ق في المس اواة‬
‫ص في الق انون‪ ،‬وحرم ة الحي اة الخاص ة‪،‬‬ ‫أمام الق انون‪ ،‬ومب دأ ال جريم ة وال عقوب ة إال بن ّ‬
‫وحرية التفكير والضمير والدين‪ ،‬وحرية التعب ير‪ ،‬والح ق في التجم ع الس لمي‪ ،‬وفي إنش اء‬
‫الجمعيات والنقابات‪ ،‬واإلنضمام اليها‪ .‬كما يؤكد الميث اق على خط ورة ال رق‪ ،‬وع دم ج واز‬
‫حبس اإلنسان لمجرد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي‪ ،‬وعدم رجعية القوانين الجزائية‪.‬‬

‫إعالن األمم المتحدة‪ 3‬لحق‪33‬وق‪ 3‬الطف‪33‬ل (‪ )1959‬واألتفاقي‪33‬ة الدولي‪33‬ة لحق‪33‬وق‪3‬‬ ‫‪‬‬


‫الطفل (‪)1989‬‬

‫مفهوم حقوق الطفل عرف تطورا" ملحوظا" عبر التاريخ‪ ،‬وجاء ليتناول حق الطفل باالس تفادة‬
‫من حماية خاصة ‪ .23‬واضافة الى االعالن العالمي لحقوق االنسان‪ ،‬وال ذي يش مل األطف ال أيض ا"‪،‬‬
‫كون الحقوق الواردة فيه هي حقوق تكتسب منذ الوالدة‪ ،‬كان من الطبيعي لمنظمة األمم المتحدة‬
‫أن تولي إهتماما ً خاصا ً اض افيا"باألطف ال‪ ،‬فق امت الجمعي ة العام ة لألمم المتح دة بإص دار إعالن‬
‫حقوق الطفل (‪.)1959‬‬

‫وتتلخص ه ذه الحق وق بح ق الطف ل ب التمتع بكاف ة الحق وق ال واردة في اإلعالن ب دون تمي يز ‪،‬‬
‫وباإلستفادة من حماية خاصة‪ ،‬وبح ق (من ذ والدت ه) الحص ول على إس م وهوي ة‪ ،‬وباإلس تفادة من‬
‫الضمان االجتماعي والحصول على الغذاء‪ ،‬والسكن‪ ،‬والعناية الطبي ة المناس بة‪ ،‬والتربي ة المجاني ة‬
‫وااللزامي ة في المس تويات اإلعدادي ة على األق ل‪ ...‬وللطف ل الح ق بالحماي ة ض د ك ل أش كال‬
‫اإلهمال‪ ،‬والقسوة واالستغالل وال يجب استخدام الطف ل في أي عم ل‪ ،‬قب ل أن يص ل إلى الس ن‬
‫األدنى المالئم‪ .‬وال يجب في أي حال من األح وال أن يج بر‪ ،‬أو يس مح ل ه‪ ،‬بممارس ة عم ل يض ّر‬
‫بصحته أو بتربيته‪ ،‬أو يعيق نموه الجسدي‪ ،‬والعقلي‪ ،‬واألخالقي‪ .‬وللطفل المعاق جس دياً‪ ،‬أو عقلي اً‪،‬‬
‫أو اجتماعيا‪ ً،‬الحق بتلقي العالج‪ ،‬والتربية‪ ،‬والعناية الخاصة التي تفرضها حالته أو وضعه‪.‬‬

‫‪ 23‬من اعالن جنيف ( ‪ ) 1924‬الذي نص على حماية االطفال‪ ،‬الى اتفاقية ‪ 1930‬ال تي ح ددت س ن االطف ال ب‪18‬‬
‫سنة‪ ،‬وحرمت تشغيل االطفال في االعمال الخطيرة او المضرة بنم وهم الجس دي والمعن وي واالخالقي‪ ،‬الى اتفاقي ة‬
‫منع جريمة االبادة الجماعية (‪ )1948‬والتي تش مل في م ا تش مل تح ريم نق ل االطف ال من جماع ة الى اخ رى‪ ،‬الى‬
‫االعالن الصادر عن األتحاد الدولي لرعاية االطف ال (‪ )1948‬بغض النظ ر عن االعتب ارات المتعلق ة ب العرق والجنس ية‬
‫والمعتقد‪.‬‬
‫الحقا"‪ ،‬وبمبادرة من الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬تم اقرار " االتفاقية الدولية لحقوق الطفل" (‬
‫‪ ) 1989‬والتي أنشأت لجنة خاصة به ذه الحق وق‪ ،‬مهمته ا مراقب ة ال دول في مج ال تطبيقه ا ‪.‬‬
‫الجدي د أيض ا" في مض مون ه ذه االتفاقي ة‪ ،‬اقام ة ن وع من الت‪33‬وازن بين حق‪33‬وق‪ 3‬األطف‪33‬ال‬
‫وحقوق األهل المسؤولين عنهم‪ ،‬ومنح الطفل حق المشاركة في القرارات ال تي تعني ه‪ ،‬وتع ني‬
‫مستقبله‪ ،‬كما طالبت هذه االتفاقية بعدم فصل الطفل عن أهل ه رغم ارادت ه‪ .‬ك ذلك تن اولت حق ه‬
‫في حرية التعبير والرأي‪ ،‬وحمايته من األستغالل األقتصادي ومن العنف الجنسي‪.‬‬

‫من خارج االتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل‪ ،‬وفي اطار حماي ة األطف ال خالل النزاع ات المس لحة‬
‫نشير الى اربعة قرارات صادرة عن مجلس األمن الدولي‪ :‬القرار ‪ )1999( 1261‬والق رار ‪1314‬‬
‫(‪ )2000‬والقرار ‪ )2001( 1379‬والقرار ‪ .)2003( 1460‬اضافة الى ذلك‪ ،‬تقر المحكمة الجنائية‬
‫الدولية (اتفاقية روما) أن مشاركة األطفال‪ ،‬ما دون ال‪ 15‬سنة‪ ،‬تعتبر جريمة حرب‪.‬‬

‫إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة (‪ )1967‬و اتفاقية القضاء على جميع‬ ‫‪‬‬
‫أشكال التمييز ضد المرأة" ( سيداو ‪)1979‬‬

‫بعد اتفاقية حظر البغاء واستغالله (‪ )1949‬واتفاقية الحقوق السياسية للم رأة (‪ ،)1952‬واتفاقي ة‬
‫جنسية المراة المتزوجة‪ ،‬وحقه ا باالحتف اظ بجنس يتها األص لية ( ‪ ،)1957‬واتفاقي ة األونيس كو ض د‬
‫التمييز في التعليم ( ‪ ، )1962‬تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة (في ‪ 7‬تشرين الثاني ‪) 1967‬‬
‫إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة‪ .‬ويمثل ه ذا اإلعالن مرحل ة جدي دة في أعم ال األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬لتحقيق المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة‪ .‬وه و ينص على اتخ اذ جمي ع الت دابير‬
‫المناسبة لتأمين تمتع المرأة‪ ،‬على قدم المساواة مع الرجل‪ ،‬ودون أي تمييز بالحقوق وأبرزها ‪:‬‬

‫· حق االقتراع في االنتخابات‪ ،‬والترشّ ح لمقاعد جميع الهيئات المنبثقة عن االنتخابات العامة‪.‬‬

‫· حق تقلد المناصب العامة‬

‫· حق تملك األموال وإدارتها‪ ،‬والتمتع بالتصرف بها‪ ،‬ووراثتها‪ ،‬بما في ذلك األموال ال تي تم تملكه ا‬
‫اثناء قيام الزواج ‪.‬‬

‫· حق المساواة في التمتع باألهلية القانونية وممارستها ‪.‬‬

‫· مساواة مع الرجل في الحق بالتعليم على جميع مستوياته‪.‬‬

‫ان الحقوق الواردة اعاله قد زيدت إسهابا ً في اتفاقية القضاء على جميع أش‪33‬كال التمي‪33‬يز‬
‫ضد المرأة" ( سيداو ‪ )1979‬التي دخلت حيز التنفيذ في ‪ 3‬ايلول ‪ ،1981‬والتي قضت باتخاذ‬
‫تدابير القضاء على التمييز ضد المرأة في مجاالت الحي اة السياس ية والعام ة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والعمال ة‪،‬‬
‫والصحة‪ ،‬والزواج‪ ،‬واألسرة‪... ...‬وفي هذا السياق‪ ،‬نذكر باالعالن الصادر عن الجمعي ة العام ة لألمم‬
‫المتح دة (في ‪ 20‬ك انون االول ‪ ،) 1993‬وال ذي يط الب بالقضاء على العنف تج اه الم رأة‪،‬‬
‫وبالبروتوكول االختياري االضافي التفاقية القضاء على جميع اش كال التمي يز ض د الم رأة (‬
‫‪ . )1999‬هذا البروتوكول يشتمل على اجرائين ‪ :‬االجراء األول يتعلق بقن وات االتص ال ال تي ت تيح‬
‫للمرأة الفرد أو لمجموعات نساء ان تقدم شكواها حول انتهاك حقوقها الى لجنة القض‪33‬اء على‬
‫التمي‪33‬يز ض‪33‬د الم‪33‬راة‪ ،‬واالج راء الث اني يتعل ق بح‪33‬ق التحقيق ال ذي يمكن اللجن ة من اث ارة‬
‫الموضوع لالستتفسار حول االوضاع‪ ،‬واالنتهاكات لحقوق المراة‪.‬‬

‫ان الجهاز الخاص بتحسين أوضاع المراة‪ ،‬والذي أقر انشاؤه باالجماع من جانب الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة في ‪ 2‬تموز ‪ ،2010‬بدأ يعمل منذ شهر كانون الثاني ‪.2011‬‬

‫القانون الدولي االنساني‬ ‫‪‬‬

‫من مصادر القانون الدولي لحقوق االنسان‪" ،‬القانون الدولي األنساني" وهو ب ديل لمص طلح‬
‫"قانون الحرب" والذي أستمر أس تخدامه ح تى وض ع ميث اق األمم المتح دة ( ‪ )1945‬ال ذي ح رم‬
‫الحرب‪ .‬هذا القانون تطور مع تطور مفهوم األمن الدولي نحو أمن األنسان‪ ،‬ليطال محاور ع دة‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫و"القانون الدولي األنساني" هو ف‪3‬رع من ف‪3‬روع الق‪3‬انون ال‪3‬دولي الع‪3‬ام لحق‪3‬وق األنس‪3‬ان‬
‫‪.‬‬

‫ان مص‪3‬ادر الق انون الق انون ال دولي األنس اني متع ددة‪ ،25‬أم ا قواع‪3‬ده فهي تض من حماي ة‬
‫األش خاص المتض ررين في ح ال ن زاع مس لح‪ ،‬وحماي ة الممتلك ات‪ ،‬والمنش ئات‪ ،‬والمواق ع‬
‫غيرالمرتبط ة مباش رة بالعملي ات العس كرية‪ .‬ويق ع ه ذا الق انون في مرتب ة وس طية بين حماي ة‬
‫األنسان‪ ،‬والضرورات العسكرية‪.‬‬

‫أن نطاق تطبيق "القانون الدولي األنساني" تطور من النزاع المسلح الدولي (بين دول تين‬
‫أو أكثر) ليش مل ال نزاع المس لح غ ير ال دولي (النزاع ات المس لحة الداخلي ة‪ ،‬ك الحرب األهلي ة)‪،‬‬
‫وبالتالي فهو عالمي على مستوى نطاق حماية ضحايا النزاعات المسلحة‪ ،‬وذلك بغض النظ ر عن‬
‫أطراف النزاع‪ ،‬وعن من تسبب باألعتداء بداي ة‪ .‬وتتمثل المب‪33‬ادىء األساس‪3‬ية للق انون ال دولي‬
‫األنساني في‪:‬‬

‫مبدأ التمييز بين المقاتلين والسكان المدنيين‪ ،‬وبين األهداف العس كرية والمدني ة‪ ،‬وتح ريم‬ ‫‪-‬‬
‫الهجمات العشوائية والهجوم على دور العبادة‪ ،‬وتدمير المعالم األثرية والثقافية‪...‬‬
‫مبدأ الضرورة الحربية ‪ :‬الضرورة الحربية عرفها فقهاء القانون الدولي بالحالة الملحة ال تي‬ ‫‪-‬‬
‫ال تترك مجاال" ألختيار الوسيلة المستخدمة في العم ل العس كري الف وري‪ ،‬وال تي تف رض‬
‫نفسها بسبب الظرف االستثنائي الناشىء‪ .‬ان الضرورة الحربية هي ذات طابع م ؤقت‪ ،‬وال‬
‫يمكن التذرع بها ألستخدام أسلحة محرمة دوليا"‪،‬على سبيل المثال‪.‬‬
‫مبدأ التناسب ‪ :‬هذا المبدأ يفرض مالءمة العمليات العسكرية مع الهدف‪ ،‬أو األهداف‪ ،‬وفقا"‬ ‫‪-‬‬
‫لمبدأ الضرورة الحربية‪ .‬وليس ألطراف النزاع‪ ،‬أو القوات المسلحة حق مطلق في اختي ار‬
‫وسائل وأساليب الحرب‪ ،‬والتي من شأنها احداث خسائر‪ ،‬وأضرار مفرطة‪ ،‬وال مبرر لها‪.‬‬

‫‪ 24‬يتمايز القانون الدولي لحقوق االنسان عن القانون الدولي األنساني لجهة سريان التنفيذ‪ .‬فاألول يسري في وقت‬
‫السلم (حماية االفراد من انتهاك حقوقهم من قبل حكوماتهم‪ ،‬أو من قبل المؤسسات واألفراد)‪ ،‬والث اني يطب ق في‬
‫أوقات النزاعات المسلحة (وهو ال يسري على اعمال الشغب والمظاهرات واعمال العنف العرضية)‪.‬‬
‫‪ 25‬قانون الهاي (لعام ‪ 1899‬و‪ ،)1907‬قوانين جنيف وبروتوكوالتها‪ ،‬المعاهدات الدولية‪ ،‬العرف الدولي‪ ،‬القضاء‬
‫الدولي‪ ،‬والفقه الدولي( الفقه هو مجموع المبادىء المستقاة من اراء كبار المختصين في مجال القانون واجتهاداتهم‬
‫والمتبناة من قبل الدول)‪.‬‬
‫في أسلوب الرقابة‪ ،‬تعتبر اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‪ ،26‬واللجنة الدولية للص ليب األحمر‪،27‬‬
‫ومحاكم مجرمي الحرب‪ 28‬من األدوات التي يطبق من خاللها القانون الدولي األنساني‪ .‬من جهتها‪،‬‬
‫تتعهد الدول األطراف المتعاقدة ادراج احك ام الق انون ال دولي في برامج التعليم العس‪33‬كرية‬
‫والمدنية‪ ،‬والتقيد بقواعده وأتخاذ األجراءات القانونية والعملي ة لمالحق ة مرتك بي ج رائم الح رب‪.‬‬
‫اشارة الى أن ما تقوم به السلطات الوطنية ال يمنع المالحقة القضائية الدولية‪.‬‬

‫ب ‪-‬الجهات الضامنة لحقوق اإلنسان‬

‫يدعو القانون الدولي لحقوق األنسان الى العمل على تعزي ز ه ذه الحق وق والحري ات األساس ية‬
‫وحمايتها‪.‬‬

‫في هذا االطار‪ ،‬تتعدد الجهات الضامنة لحقوق األنس ان‪ .‬فباألض افة الى األمم المتح دة (وأجهزته ا‬
‫ووكاالتها المتخصصة) هناك هيئات ولجان قائم ة على معاه دات‪ ،‬ومنظم ات غ ير حكومي ة‪ ،‬تعم ل‬
‫كلها في اطار تعزيز وضمان هذه الحقوق‪ .‬وفي هذا السياق ايض ا"‪ ،‬تبقى ال دول االط ار الط بيعي‬
‫لتطبيق حقوق األنسان‪ ،‬والحد من انتهاكاتها‪.‬‬

‫‪ --1‬األمم المتحدة‪ 3‬كضامن عالمي لحقوق‪ 3‬اإلنسان‬


‫تبقى األمم المتحدة القيمة األولى والدائمة في موضوع حقوق اإلنسان‪ .‬وقد أنشات هيئات‬
‫ولجان متعددة تطال مختلف موضوعات ومجاالت حقوق اإلنسان‪ .‬هذه اللجان الدولية تعرف باسم‬
‫هيئات المعاهدة التابعة لألمم المتح‪33‬دة‪ 3‬تعم ل على تنفي ذ معاه دات حق وق اإلنس ان‪ ،‬وإن‬
‫حصل أن انتهكت إحدى الدول حقوق اإلنسان‪ ،‬ورفضت التعاون مع جه ود األمم المتح دة‪ ،‬تتح رك‬
‫هذه األخيرة‪.29‬‬

‫لجنة حقوق االنسان‬ ‫‪‬‬

‫انتخبتها الدول المصدقة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدني ة والسياس ية في الع ام‬
‫‪ .1966‬مهمة هذه اللجنة‪ 30‬النظر في التقارير الواردة التي تعرضها الدول عليها‪ ،‬في مجال حقوق‬

‫‪ 26‬هذه اللجنة التي أنشأها المؤتمر الدبلوماسي في سنة ‪ ،1974‬والتي أقرت بموجب البروتوكولين األضافيين‬
‫ألتفاقيات جنيف ‪ ،‬من مهامها التحقيق في حاالت أنتهاك القانون الدولي االنساني‪ ،‬والمساعي الحميدة لتيسير العودة‬
‫الى التقيد باحكامها‪.‬‬
‫‪ 27‬هي منظمة محايدة وغير حكومية‪ ،‬تم تأسيسها سنة ‪ .1863‬من مهام هذه المنظمة البحث عن المفقودين‪ ،‬زيارة‬
‫اسرى الحرب ‪ ،‬توفير الطبابة والغذاء والمياه‪ ،‬مراقبة تطبيق القانون ورصد االنتهاكات‪...‬‬
‫‪ 28‬بموجب ميثاق روما‪ ،‬تم تأسيس المحكمة الجنائية الدولية (تموز ‪ )2002‬وهي أول محكمة تحظى بوالية‬
‫عالمية مؤهلة لمحاكمة األفراد المتهمين بجرائم االبادة الجماعية‪ ،‬والجرائم ضد االنسانية‪ ،‬وجرائم الحرب واالعتداء‪.‬‬
‫وكان ان سبقت تأسيسها محاكم خاصة كالمحكمة الخاصة برواندا‪ ،‬وتلك الخاصة بيوغوسالفيا (انظر الحقا")‬
‫‪ 29‬استحداث الكثير من اإلجراءات لتعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها ‪ :‬فِ َرق عاملة ولجان؛ ‪ -‬تقارير ودراسات وبيانات؛ ‪-‬‬
‫مؤتمرات وخطط وبرامج؛ ‪ -‬تنظيم عقود العمل؛ ‪ -‬إجراء بحوث وتدريب؛ ‪ -‬إنشاء صناديق طوعية وصناديق ائتمانية؛ ‪-‬‬
‫تقديم مساعدات مختلفة على األصعدة العالمية واإلقليمية والمحلّية؛‪ -‬اتخاذ تدابير محدّدة؛ ‪ -‬إجراء تحقيقات؛ ‪ .-‬كذلك‬
‫المتخصصة والبرامج والصناديق‬
‫ّ‬ ‫إنسان تحظى بالدعم من الوكاالت‬
‫ٍ‬ ‫ن اإلجراءات الرامية إلى بناء ثقافة حقوق‬ ‫فإ ّ‬
‫التابعة لألمم المتّحدة‪.‬‬
‫‪ 30‬عدد أعضائها ‪ 18‬عضوا وهي تابعة للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي‪.‬‬
‫ال ذي‬ ‫‪31‬‬
‫اإلنسان‪ .‬في عام ‪ 2006‬أنشأت الجمعية العامة لألمم المتحدة مجلس حقوق اإلنسان‬
‫حل محل‪  ‬هذه اللجنة‪.‬‬

‫مجلس حقوق االنسان‬ ‫‪‬‬

‫مجلس حقوق االنسان هو هيئة حكومية دولية‪ ،‬داخ ل منظوم ة األمم المتح دة‪ ،‬مك ون من‬
‫‪ 47‬عضوا" منتخبا" من الجمعية العامة التي يتبع لها‪ .‬يقوم بالترويج لحق وق اإلنس ان‪ ،‬ومس ؤوليته‬
‫األساسية تدعيم تعزيز جمي ع حق وق اإلنس ان‪ ،‬وحمايته ا في جمي ع أرج اء الع الم‪ ،‬وتن اول ح االت‬
‫انتهاك ات ه ذه الحق وق وتق ديم توص يات بش أنها‪ .‬للمجلس الق درة على مناقش ة جمي ع القض ايا‬
‫والحاالت التي تتطلب اهتمامه‪ ،‬طوال العام‪.‬‬

‫مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق‪ 3‬االنسان‬ ‫‪‬‬

‫أنشأت الدول األعضاء في األمم المتحدة المفوضية السامية لحقوق اإلنسان بق رار‬
‫من الجمعي ة العام ة في س نة ‪ .1993‬تق وم المفوض ية ب دور الموج ه والمف اوض‪ ،‬وتض ع نظم ا"‬
‫وقواعد‪ ،‬كما تقوم بدور رقابي‪ ،‬وتدرس أوضاع الدول‪ ،‬وفي حالة الخ رق الفاض ح للحق وق‪ ،‬تتمت ع‬
‫بالحق بالتحقيق‪ .‬هذه الهيئة (المنتخبة لثالث س نوات)‪ ،‬تض م ‪ 53‬عض وا"‪ ،‬ويرأس ها مف وض معين‬
‫ألربع سنوات‪ ،‬يعتبر‪ ‬المسؤول الرئيس ي عن حق وق اإلنس ان في األمم المتح دة‪ .‬مكتبه ا اإلقليمي‬
‫للشرق األوسط موجود في بيروت‪ ،‬وهو يغطي تسعة بلدان عربية‪.‬‬

‫بعض برامج ومنظمات األمم المتحدة‬ ‫‪‬‬


‫برنامج األمم المتحدة االنمائي‪United Nations Development programme- ( 3‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )UNDP‬هو ش بكة تط وير عالمي ة تابع ة لألمم المتح دة‪ ،‬تعم ل في ‪ 166‬دول ة‪ ،‬من خالل‬
‫المساعدة في ايجاد الحلول لتحديات التنمية‪ ،‬وتعمل على تنسيق الجهود العالمية للوصول‬
‫الى خفض الفقر‪ ،‬والحكم الديمقراطي‪ ،‬وتحديات البيئ ة‪ ،‬والطاق ة‪...‬ه ذا البرن امج يس اعد‬
‫الدول النامية في الحصول على المساعدات‪ ،‬ويشجع على حماية حقوق االنسان‪ ،‬وتط وير‬
‫المرأة ونمكينها‪.‬‬
‫برن‪33‬امج منظم‪33‬ة األمم المتح‪33‬دة لألغذي‪33‬ة والزراع‪33‬ة الع‪33‬المي (‪Food and‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )Agriculture Organization of The United Nations-FAO‬هي أك بر منظم ة‬
‫انسانية لمكافحة الجوع في العالم‪ ،‬من خالل تق ديمها المس اعدات الغذائي ة الى أك ثر من‬
‫‪ 90‬مليون شخص في العالم‪.‬‬
‫منظم‪333‬ة الص‪333‬حة العالمية ( ‪ )WHO-World Health Organization‬هي وكال ة‬ ‫‪-‬‬
‫متخصصة في مجال الص حة تابع ة لألمم المتح دة‪ ،‬أنش ئت من ذ س نة ‪ .1947‬هي منظم ة‬
‫تس هر على مكافح ة األم راض الس ارية‪ ،‬وتق دم ب رامج التلقيح‪ ،‬ومكافح ة الس ل‪ ،‬وش لل‬
‫األطفال‪ ،‬ومرض السيدا‪ ،‬وغيرها من األمراض‪.‬‬
‫‪United‬‬ ‫منظم‪33333‬ة األمم المتح‪33333‬دة للتربي‪33333‬ة والعلم والثقافة (‪Nations‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )Educational,Scientific and Cultural Organization-UNESCO‬هي وكال ة‬
‫متخصصة‪ ،‬تأسست في سنة ‪ ،1945‬من أبرز أه دافها المس اهمة ب احالل الس الم واألمن‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫عن طري ق رف ع مس توى التع اون بين دول الع الم في مج االت التعليم والثقاف ة‪ ،‬واحالل‬
‫احترام حقوق األنسان والحريات‪.‬‬

‫‪ -2‬المحكمة الجنائية الدولية‬

‫بعد انشاء المحكمة الجنائية الدولية الخاص ة بيوغوس الفيا‪ 32‬بس بب التطه ير الع رقي خالل‬
‫الحرب (قرار رقم ‪ 808‬تحت الفصل السابع‪ )1993 -‬والمحكمة الجنائية الدولي ة الخاص ة‬
‫برواندا (قرار رقم ‪، 955‬في سنة ‪ ،)1994‬على أثر المجازر المروعة التي حصلت في هذا‬
‫البلد‪ ،33‬تم في روما انشاء المحكمة الجنائية الدولية في س نة ‪( ،1998‬ه ذه االتفاقي ة‬
‫دخلت حيز التنفيذ في األول من شهر تموز ‪.)2002‬‬

‫هي محكمة ذات طابع ع‪33‬المي‪ ،‬مس‪33‬تقلة عن األمم المتح‪33‬دة‪ ،‬لكن يمكن لمجلس‬
‫األمن ال دولي تعلي ق أعماله ا اذا أعت بر أن أعماله ا تش كل تهدي دا" لض مان الس لم‪ .‬ه ذه‬
‫المحكمة‪ ،‬التي تضم ثماني عشر قاضيا"‪ ،‬تنظر في جرائم األبادة الجماعية‪ ،‬والجرائم‬
‫ضد األنسانية‪ ،‬وجرائم الحرب والعدوان‪ .‬وهي تحاكم األشخاص‪ ،‬ال الدول‪.34‬‬

‫‪ -3‬الدول‬
‫ن واجب الدولة‪ ،‬في مجال حقوق االنسان‪ ،‬ال يقتصر على اإلحالة إلى المواثيق الدولي ة أو‬ ‫إ ّ‬
‫التصديق عليها‪ ،‬إن ّما يقتضي عليها أن تبذل ما في وسعها لتفعيل وتطبيق تلك المواثيق‪ ،‬عبر تعديل‬
‫أو إلغاء النصوص التشريعية الداخلية‪ ،‬أو إستحداث تشريعات جديدة‪ ،‬ومواءمة التشريعات الوطنية‬
‫مع اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬بالشكل الذي يضمن فاعليّة‪ ،‬وشموليّة تطبيق األحكام الدولية‪ .‬كما يقتض ي‬
‫عليها تخصيص الموارد الالزمة لتأمين تنفيذها‪ ،‬بالتعاون والتنسيق م ع القط اعين األهلي والخ اص؛‬
‫ل من‬‫وال ب د ّ أن يُراف ق (أو يلي) ذل ك ص دور مراس يم وق رارات تطبيقي ة‪ .‬وبع د ذل ك‪ ،‬ال ب دّ‪ ،‬لك ّ‬

‫‪ 32‬هذه المحكمة قامت بمحاكماتها بسبب األنتهاك ات الص ارخة ألتفاقي ات ج نيف وأحك ام الق انون ال دولي‬
‫االنساني التي قام بها اشخاص النزاع (وليس الدول)‪ ،‬والتي أعتبر مجلس األمن الدولي أنها تشكل أيضا"‬
‫تهديدا" لألمن والسلم الدوليين‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫كانت هذه المحكمة أولى المحاكم التي تصدر احكاما" في ما سمي باالبادة (في سنة ‪.)1988‬‬
‫‪ 34‬اشارة الى وجود محاكم اقليمية‪ :‬المحكمة األوروبية‪ ،‬والمحكمة األفريقية‪ ،‬والمحكم ة األميركي ة‪ ...‬تس اهم‬
‫في الرقابة‪ ،‬وفي النظر في انتهاكات حقوق األنسان على المستوى األقليمي‪.‬‬

‫المحكمة الخاصة بلبنان‪ :‬أنشئت المحكمة الخاصة بلبنان بموجب قرار مجلس األمن ال دولي رقم ‪1757‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ ‪ 13‬آيار ‪ ،2007‬المتخ ذ تحت الفص ل الس ابع لميث اق االمم المتح دة‪ ،‬وموض وعها مقاض اة االش خاص‬
‫المسؤولين‪ ،‬عما أسماه مجلس األمن في قراره المذكور ب "العملية االرهابية" (في ‪ 14‬شباط ‪ )2005‬التي‬
‫أدت الى مقتل رئيس مجلس الوزراء اللبناني األسبق رفيق الحريري وواحد وعش رين شخص ا ً آخ ر‪ ،‬وإص ابة‬
‫سواهم بجروح جسدية وأضرار مختلفة (‪ 231‬شخص)‪ .‬وما زالت هذه المحكمة تنظر في القضية‪.‬‬
‫الس لطة التنفيذي ة‪ ،‬والس لطة القض ائية‪ ،‬وجمه ور الش عب أن يل تزموا مض مون تل ك النص وص‬
‫وروحيّتها‪.‬‬

‫‪ -4‬المنظمات الدولية غير الحكومية المستقلة‬


‫للمنظمات الدولية غير الحكومية (‪ )NGOs‬دور كب ير في نش ر حق وق اإلنس ان‪ ،‬ورص د انتهاكاته ا‬
‫وحمايتها‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬وعلى سبيل الذكر ال الحص ر‪ ،‬إن المنظم ات غ ير الحكومي ة "كمنظم ة‬
‫العفو الدولية"‪ ،‬والمنظمة الدولي ة لل دفاع عن الطف ل"‪ ،‬والمنظم ة الدولي ة لمناهض ة التع ذيب"‪،‬‬
‫و"منظمة أطباء بال حدود"‪ ،‬و"لجنة التنسيق الدولية لمنظمات حقوق اإلنسان"‪ ،‬و"منظم ة مراقب ة‬
‫حقوق اإلنسان" ال تألوا جهدا في رصد اتنهاكات حقوق اإلنسان ومحاولة معالجتها‪.‬‬

‫ثالثا"‪ :‬حقوق‪ 3‬وحريات‪ ،‬واشكاليات‬

‫ان المعايير والمبادىء الدولية لحقوق االنسان‪ ،‬والتي تستخلص من مض مون االعالن الع المي‬
‫لحقوق االنسان والمعاهدات واالتفاقيات ذات الصلة‪ ،‬والتي تصدر عن منظم ة االمم المتح دة‪،‬‬
‫بش كل خ اص تب دو وكأنه ا ترس م سياس ة حقوقي ة عالمي ة موح دة‪ .‬اال ان هن اك تباين ات في‬
‫التطبيق اسبابها متعددة‪ .‬أبرز هذه األس باب اس تناد الدس اتير والق وانين الوطني ة الى مص ادر‬
‫اجتماعية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬وعقائدية‪ ،‬وسياسية خاصة بالدولة وبمجتمعها‪ .‬بالت الي ليس ب األمر الس هل‬
‫دوما" الخروج من التناقض القائم‪.‬‬

‫الحق بالحرية واشكالية حقوق الفرد والجماعة‬ ‫أ)‬

‫ما جدليًا حظي بأهمية فائقة لتحدي د طبيع ة الرواب ط ال تي ترب ط‬ ‫تعتبر فكرة حقوق اإلنسان مفهو ً‬
‫ً‬
‫بين مفهومي الحرية والحقوق‪ .‬واذا كانت الحرية تعني امكانية الفرد التصرف وفقا إلرادت ه‪ ،‬فإنه ا‬
‫تفترض على المستوى التطبيقي‪ ،‬استبعاد الوضعية التي تحول دون تحقيق ذلك‪.‬‬

‫وان تركن ا جانب ا" ح االت االس ترقاق او العبودي ة وال تي تم تجاوزه ا (في النص وص الدولي ة‬
‫والوطنية))‪ ، 35‬اال ان اشكالية حقوق‪ 3‬الفرد تبقى موضع نقاش‪.‬‬

‫عمليا" ان المصلحة العامة تح د من ممارس ة الحق وق ال تي كفلته ا االتفاقي ات والمعاه دات‬


‫لالنسان‪ .‬والحرية تصبح مقيدة بفعل الحق‪ ،‬والعدل‪ ،‬والواجب‪ ،‬وذلك بمقتضى القانون‪.36‬‬

‫وهنا يطرح السؤال‪ :‬لماذا نحترم القانون؟ أخوفا" من العقاب؟‬

‫‪ 35‬أبرزها اإلتفاقية الخاصة بإلغاء الرق وتجارته (‪1965‬والتي طالبت الدول االطراف فيها باتخاذ جميع االجراءات ووضع التشريعات الضرورية‬
‫للوصول الى االلغاء الكامل للرق ومؤسساته وممارساته‪.‬‬
‫‪ 36‬في هذا السياق‪ ،‬يذهب جان جاك روسو الى أبعد من ذلك‪ ،‬ليقول بأن الدافع في احترام القانون (المقبول من خالل االنتخابات) هو تحقيق= الحرية‪.‬‬
‫فبالنسبة اليه ان االرادة العامة (ان مصدر الحق في الديمقراطيات= يأتي من االرادة العامة‪ ).‬ال تعني مجموع= مصالح االفراد المختلفة‪ ،‬انما هي جزء من‬
‫مصالح يتشارك فيها الجميع‪.‬‬
‫ان القانون هو من يحمي من القانون الجائر وغير العادل‪ ،‬وهو من يحمي الفرد ممن يحاول أذيته‪،‬‬
‫وهو من يحمي الجماعة‪ .‬من هنا أهمية النظام السياسي المعتمد في الدولة‪ .‬فعلى عكس النظ ام‬
‫الديكتاتوري‪ ،‬ان النظام الديمقراطي يعني حرية المشاركة في الحياة العامة‪ ،‬وفي وضع الق وانين‪.‬‬
‫انها الديمقراطية التمثيلية التي تمارس من خالل االنتخاب واالس تفتاء‪ ،‬والتظ اهر واألض راب‪،‬‬
‫وكافة أشكال حرية التعبير السلمي‪.‬‬

‫ان كون الديمقراطية هي ديمقراطية سياسية‪ ،‬هنا نتكلم على دولة الحق‪ ،‬حيث الدس تور يش كل‬
‫اطارا" للقوانين‪ ،‬وحيث القانون يحترم مبدأ المس اواة‪ ،‬وحيث الدول ة تبقى معني ة‪ ،‬اوال" وأخ يرا"‪،‬‬
‫بأمن المواطن وأمن الوطن‪.‬‬

‫في هذا االطار تحديدا"‪ ،‬هناك " حاالت استثنائية قد تستدعي ع‪33‬دم اح‪33‬ترام الحق‪33‬وق‪ 3‬من‬
‫قبل السلطات العامة‪ ،‬كحال اعالن الطوارىء لفرض األمن‪ ،‬او حالة محاربة األره اب‪ ...‬عملي ا"ان‬
‫للدول الحق في الخروج عن الموجبات الملقاة على عاتقها في احترام الحريات‪ ،‬من خالل اتخاذها‬
‫اجراءات خاصة وضرورية في سبيل المحافظة على األمن القومي والنظام العام‪ ،‬والصحة العامة‪،‬‬
‫واآلداب العامة‪ ،‬والحفاظ على حقوق اآلخرين‪ .‬هذا ما جاء في "األتفاقية الدولية الخاصة ب الحقوق‬
‫المدنية والسياسية"‪.‬‬

‫ولكن الخطر يكمن اليوم في دول قائمة أك ثر ف أكثر على األمن‪ ،‬حيث ق د تس تفيد بعض األنظم ة‬
‫من استنسابيتها في تحديد مفهوم تهديد األمن والنظام العام‪ ،‬فتتذرع باألعتبارات األمنية للح د من‬
‫الحقوق (كاألحتجاز التعسفي‪ ) )37‬ولخنق الحريات‪.‬‬

‫ب) الحق بالحياة واشكالية التباين في التفسير والتطبيق‬

‫" لكل فرد الحق في الحياة ‪ ( "...‬م ‪ 3‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان )‪.‬‬

‫الحياة هبة الخالق‪ ،‬والحق األساسي والمقدس لالنس ان‪ ،‬واألعت داء عليه ا إنم ا ه و اعت داء على‬
‫جوهر وجود اإلنسان وكينونته‪ .‬من هنا التشدد بتأمين الوس ائل الض امنة له ذا الح ق‪ ،‬وحمايت ه من‬
‫األخطار‪ ،‬سواء كان المصدر ‪:‬‬

‫‪.‬صاحب الحق نفسه ‪:‬في حالتي االنتحار‪ ،‬والموت الرحيم‪-‬‬

‫اآلخرين‪ :‬في حالتي القتل‪ ،‬واالجهاض‪-‬‬

‫‪ .‬السلطة السياسية‪ :‬في حالة انزال عقوبة االعدام‪-‬‬

‫‪ 37‬تنص المادة ‪ 9‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (‪ )1948‬على أن ه‪" :‬ال يج وز القبض على اي إنس ان او حج زه‬
‫تعسفيا ً"‪ .‬وتكرس هذا التوجه في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ( ‪ )1966‬حيث ورد في المادة ‪ 9‬منه‪" :‬ان‬
‫لكل فرد الحق في الحرية والسالمة وال يجوز حرمان أحد من حريته اال على أساس القانون"‪ .‬هذا الموقف هو ما عبر‬
‫عنه في المادة ‪ 8‬من الدستور اللبناني "الحرية الشخصية في حمى القانون‪ ،‬وال يمكن تحديد حرم او تع يين عقوي ة اال‬
‫بمقتضى القانون"‪.‬‬
‫واذ تتمظهر حماية الحق بالحياة في المجال‪ 3‬العام (بالمساواة أمام القانون)‪ ،‬وفي المجال‬
‫الجنائي (بحظر التعذيب وحماية الحياة والسالمة البدنية‪ )...‬وفي المجال‪ 3‬الطبي (حديثا"من‬
‫خالل حظر االستنساخ البشري‪ ،‬وترشيد الهندسة البيولوجية)‪ ،‬اال إن الحق المطلق بالحياة‪،‬الذي‬
‫أعطي لإلنسان‪ ،‬تعتريه موانع وإستثناءات تفرضھا قوانین وضعیة‪ ،‬وشرعات سماویة‪ ،‬ومن أبرز‬
‫ھذه اإلستثناءات ‪ :‬اإلعدام‪ ،‬اإلجهاض‪ ،‬والقتل الرحیم‪.‬‬

‫اإلعدام‬ ‫‪‬‬
‫‪38‬‬

‫القانون الدولي لحقوق اإلنسان يحرم عقوبة اإلعدام‪ ،‬ويعتبرها من أع راض ثقاف ة العن ف‪،‬‬
‫وليست حال ً لها‪ ،‬وهي وصمة عار على جبين الكرام ة اإلنس انية‪ .‬وتعتق د منظم ة العف و الدولية أن‬
‫عقوبة اإلعدام "تشرعن" فعال ً عنيفا ً على يدي الدولة ال يمكن الرجوع عنه‪ .39‬وبالرغم من أن أك ثر‬
‫من‪ ‬ثلثي دول العالم قد ألغت عقوبة اإلعدام في القانون أم في الممارس ة‪ ،‬فق د س جلت منطق ة‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ‬أعلى معدالت عالمية لإلعدام‪.‬‬

‫تبرر بعض السلطات‪ ،‬في البلدان التي تفرض عقوب ة اإلع دام‪ ،‬تطبيقه ا بأس باب متع ددة‪،‬‬
‫منها الردع واغالق األبواب أمام التفكیر باإلنتقام‪ ،‬أو األخذ بالثأر‪.‬‬

‫‪ ‬اإلجهاض‪3‬‬
‫مع أن الش رائع الس ماوية أجمعت كله ا على تح ريم اإلجه اض‪ ،‬ف إن التش ريعات الحديث ة‬
‫إختلفت في ما بينها حيال هذه القضية‪ ،‬التي غالبا ً ما ترتدي صفة نوعية خاصة بعادات وتقالي د ك ل‬
‫بلد‪.‬‬

‫لقد ذهب جانب من الفقه إلى القول بوجوب إباحة اإلجهاض‪ ،‬إذا ما طلبت الم رأة الحام ل‬
‫ذلك‪ ،‬على أن يتم ذلك بمعرفة طبيب متخصص في أمراض النساء والوالدة‪ .‬ويس تند أص حاب ه ذا‬
‫الرأي إلى إحترام حرية المرأة الحامل‪.‬‬

‫مقابل ه ذا ال رأي‪ ،‬يح رم ج انب آخ ر من الفق ه اإلجه اض ويعت بره جريم ة يع اقب عليه ا‬
‫القانون‪ .‬وفي هذا المجال تتفق األديان السماوية مع التشريعات الجنائية العربية‪ ،‬وتشريعات ع دة‬
‫دول أخرى‪ ،‬على أن رضا الحامل باإلجهاض ليس سببا إلباحته‪ ،‬كون الجنين ليس ملكا ً لألم الحامل‬
‫حتى تتصرف به كيفما تشاء بل إن له حرمة‪ ،‬منذ لحظة إس تقراره في ال رحم‪ ،‬وال يج وز اإلعت داء‬
‫عليه‪ ،‬وتعريض حياته للخطر‪.‬‬

‫ن حقّ الطفل في الحياة ال يؤخذ بعين اإلعتبار‬


‫اما بنظر القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬فإ ّ‬
‫إال بعد والدته‪ ،‬كما وان حماية الحياة منذ اإلخصاب‪ ،‬أو منذ مرحلة معيّن ة من الحم ل‪ ،‬ه و مب دأ لم‬
‫دولي‪.40‬‬ ‫عيد ال‬ ‫ل على الص‬ ‫يقب‬

‫‪ 38‬في العاشر من شهر أكتوبر من كل عام تنظم حركة المطالبين بإلغاء عقوبة اإلعدام أنشطة على مستوى‬
‫عالمي من أجل حث الحكومات التي لم تلغ هذه العقوبة في قوانينها على إيقاف تنفيذ أحكام اإلع دام ال تي أص درتها‬
‫المحاكم الوطنية لمدة سنة كخطوة نحو اإللغاء التام للعقوبة‪.‬‬

‫‪ 39‬هذا ما ضمنّته في تقريرها الصادر في آذار من العام ‪2010‬‬


‫‪ 40‬سارت المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في هذا االتجاه بحيث أنّها رفضت إعتبار الجنين "شخصا" أو "مواطنا" له‬
‫ن عبارة "كل شخص" ال تنطبق على الطفل الذي سيولد‪.‬‬ ‫نصت اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان على أ ّ‬
‫حقوق‪ .‬وقد ّ‬
‫في لبنان‪ ،‬يعاقب القانون على اإلجهاض‪ ،‬إال أنه يمكن أن يسمح باإلجهاض بناءً على تقري ر‬
‫الطبيب المختص‪ ،‬في حالة تأكده من خطر الحمل على صحة األم‪ ،‬أو في حالة تشخيصه لتش ويه‪،‬‬
‫في تكوين الجنين‪ ،‬ال يمكن عالجه‪.‬‬

‫الموت الرحيم‬ ‫‪‬‬


‫إذا كان القتل بدافع الرحمة يعني إنهاء حياة إنسان أو مساعدته على اإلنتحار‪ ،‬ف إن‬
‫أغلبية التشريعات الوضعية في العالم‪ ،‬وكذلك األدي ان‪ ،‬كلّه ا تح ّرم ذل ك تحريم ا ً مطلق اً‪ ،‬وتعت بره‬
‫جريمة قتل‪.‬‬

‫أخصام نظرية الم وت ال رحيم ي دعمون رأيهم‪ ،‬من جه ة‪ ،‬بإعتب ار الم وت ال رحيم مفه وم‬
‫خطير ويستشهدون بمئات الحاالت من المرض ى المي ؤوس من ش فائهم‪ ،‬ال ذين تم اثلوا للش فاء‬
‫وعاشوا عش رات الس نين بع د أن ك انوا يُحتض رون‪ ،‬وفي عص ر ي أتي العلم ك ل ي وم بجدي د‪ ،‬من‬
‫الممكن للمريض الذي العالج له اليوم أن يشفى غداً‪ .‬أما األديان‪ ،‬فإنها تعتبر الله هو الوحيد ال ذي‬
‫يحيي ويميت‪.‬‬

‫بالرغم من تحريم أغلبية التشريعات في العالم للموت الرحيم‪ ،‬إال أن بعض الدول كهولن دا‬
‫وسويسرا‪ ،‬وعدد قليل آخر من الدول يجيزه‪ .‬أما بالنس بة للم وت الس ريري (األكلي نيكي) فهنال ك‬
‫رأي مختلف يس مح بمن ع تع ذيب الم ريض المحتض ر باس تعمال أي ة أدوات‪ ،‬أو أدوي ة‪ ،‬م تى ت بين‬
‫للطبيب أن هذا كله ال جدوى منه‪ .‬وهذا م ا أق ّره مؤتمر ج‪33‬نيف ال‪33‬دولي ( ‪ ،)1979‬إذ ع ّرف‬
‫ض النظر عن نبض القلب باألجهزة الصناعية‪.‬‬ ‫الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل‪ ،‬بغ ّ‬

‫ج) حقوق الالجئين والنازحين‪ :‬مسؤولية المجتمع الدولي على المحك؟‬

‫تعددت الوثائق الدولية التي تعني بحقوق الالجئين‪ .41‬وقد تمح ورت معظم المعالج ات على توف ير‬
‫الحد األدنى من الحقوق لالجئين‪ ،‬كعدم جواز معاقبتهم‪ ،‬أو مع املتهم بس وء بس بب وج ودهم غ ير‬
‫المشروع في بلد اللجوء‪ ،‬وتمتعهم بكامل الحق وق المدني ة األساس ية المع ترف به ا‪ ،‬ومنحهم ك ل‬
‫مساعدة ضرورية‪ ،‬وعدم التمييز بينهم استنادا ً الى الجنس أو الدين‪ ،‬واحترام وح دة األس رة‪،‬وايالء‬
‫حماية خاصة لالطفال‪،‬واتخاذ كل التسهيالت لرجوعهم االختياري‪...‬‬

‫بالنظر الى الواقع الذي يعيشه الالجئون والنازحون اليوم‪ ،‬ان لناحية رفض استقبالهم من بعض‬
‫ال دول (ومنه ا بعض ال دول الغربي ة الديمقراطي ة) أو لناحي ة التق اعس عن ايج اد الحل ول‬
‫ألوضاعهم (المساعدة في انهاء الحروب والنزاعات‪ ،‬ما يسمح بع ودتهم الى دي ارهم‪ ،‬أو تق ديم‬
‫العون لهم للعيش بكرامة في الدول المستقبلة ‪ ) ...‬أين نحن اليوم من احترام وضمان حقوق‬

‫‪41‬‬
‫اإلتفاقية الدولية الخاصة بوضع الالجئين (‪.)1950‬‬
‫البروتوكول الخاص بوضع الالجئين (‪.)1966‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظام األساسي لمفوضية األمم المتحدة لشؤون الالجئين (‪.)1950‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعالن بشأن الملجأ اإلقليمي (‪.)1967‬‬ ‫‪-‬‬

‫قرار الجمعية العامة (‪ )1996‬الخاص بمش اكل الالج ئين ووض عهم الق انوني وال ذي أدان اس تغالل الالج ئين‬ ‫‪-‬‬
‫القصر الذين ال يصحبهم ذووهم بما في ذلك استخدامهم كدروع بشرية أو كجنود أو تجني دهم اإلجب اري أو أي‬
‫أفعال أخرى تعرض للخطر سالمتهم وأمنهم الشخصي‪.‬‬
‫االنسان‪ ،‬مقابل األعتبارات السياسية واألمنية‪ ،‬واألقتصادية‪( ،‬والعنصرية احيانا"‪ )...‬ال تي تت ذرع‬
‫بها الدول؟‬

‫في لبن ان‪ ،‬تص ل نس بة ع دد الن ازحين الس وريين الى نح و ‪ 37‬بالمئ ة بالمقارن ة م ع نس بة‬
‫اللبن انيين‪ 70 .‬في المئ ة منهم من المهمش ين والفق راء‪ ،‬و‪75‬بالمئ ة يحت اجون الى الرعاي ة‬
‫الص حية‪ .‬ك ذلك ‪ 350‬الف ا" منهم‪ ،‬هم في س ن ال دخول الى المدرس ة‪ .‬ه ذه األزم ة تحم ل‬
‫تداعيات اقتصادية‪ ،‬ومالية‪ ،‬واجتماعية‪ .‬تتسبب بخسائر مباشرة‪ ،‬وغير مباش رة‪ ،‬على األقتص اد‬
‫اللبن اني‪ ،‬تص ل الى عش رين ملي ار دوالر (نهاي ة ‪ ،)2016‬في حين لم تتج اوز المس اعدات‬
‫الدولية‪ ،‬في هذه الفترة‪ ،‬أربع مليارات ونصف المليار ‪ .42‬من هنا ض رورة تك ثيف المس اعدات‬
‫الدولية للبنان والمساعدة على عودتهم الى بالدهم‪.‬‬

‫أو ليس‪33‬ت الجماع‪3‬ات المس‪3‬لحة االرهابي‪33‬ة مخاطب‪33‬ة باحك‪3‬ام الق‪3‬انون‪ 3‬ال‪33‬دولي‬ ‫د)‬
‫االنساني؟‬

‫ان األعت داء على الج رحى‪ ،‬واألس رى‪ ،‬واغتص اب النس اء‪ ،‬واألعت داء على األطف ال (أو تجني د‬
‫االطفال) والمدنيين غير المشاركين في األعمال القتالية‪ ،‬وارتكاب المجازر بح ق المجموع ات‬
‫القومية والدينية وتدمير المنشآت المدنية والطبية والثقافية‪ ،‬والمواقع األثري ة التاريخي ة‪ ،‬ودور‬
‫العبادة‪ ،‬تعتبر افعاال" غير مشروعة بنظر القانون الدولي االنساني‪ .‬من جهتها أعتبرت المحكمة‬
‫الجنائية الدولية الدائمة ان تعمد توجيه هجم ات ض د الس كان الم دنيين يش كل جريم ة ح رب‬
‫(المادة الثامنة من النظام االساسي)‪.‬‬

‫كيف يمكن تفسير عدم تطبيق األحكام على الجماعات المسلحة األرهابية المنظمة من‬
‫منطلق مبدأ عدم األفالت من العقاب‪ ،‬ووفقا" لمقتضيات العدالة الدولية‪ ،‬كون القانون يك رس‬
‫مسؤولية األفراد على الصعيد الدولي‪ ،‬عن األنتهاكات الخطيرة للقانون الدولي األنساني؟‬

‫عمالة األطفال‪ ،‬وأطفال الشوارع‪ :‬مخاطر واعتداءات‬ ‫ه)‬

‫لكل طفل الحق في الحياة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والحماية من سؤ المعاملة واألستغالل ‪.‬‬

‫دراسات وتق ارير عدي دة تظه ر حجم ظ اهرة عمال ة األطف ال المخيف ة‪ .‬في دراس ة لمنظم ة‬
‫العمل الدولية من ضمن ‪ 21‬ملي ون ش خص ض حية العم ل الج بري ‪ 26،‬في المئ ة منهم (أي‬
‫‪ 5،5‬ماليين) هم دون الثامنة عشر (تقرير ‪ )2012-‬مع ما يستتبع ذل ك من ت اثيرات س لبية‪ ،‬أن‬
‫لناحي ة التط ور والنم و الجس دي‪ ،‬أو التط ور المع رفي‪ ،‬والع اطفي‪ ،‬واألجتم اعي‪ ،‬واألخالقي‬
‫للطفل‪ ،‬ناهيك عن المخاطر النفسية‪.‬‬

‫بغض النظر عن الفقر‪ ،‬والذي يشكل السبب الرئيسي لعمالة األطفال‪ ،‬من األس باب‪ ،‬أحيان ا"‪،‬‬
‫ترك المدرسة بسبب سؤ معاملة المعلم (أو الخوف من ه)‪ ،‬أو موق ع المرس ة البعي د‪ ،‬وفق دان‬
‫تسهيالت األنتقال في المناطق النائية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫غازي وزني‪،‬خبير اقتصادي ومالي‪ ،‬انظر جريدة السفير ‪ 24‬ايلول ‪.2016‬‬
‫ان موافقة ال دول على االل تزام باتفاقي ة حق وق الطف ل تبقى ش كلية لناحي ة حماي ة وض مان‬
‫حقوق األطفال‪ ،‬اذا لم يرافقها تطوير‪ ،‬وتنفيد جميع سياساتها‪ ،‬واالج راءات الالزم ة‪ ،‬على ض ؤ‬
‫المصالح الفضلى للطفل‪.‬‬

‫تدريس حقوق االنسان في المدرسة‪ :‬اشكالية التطبيق؟‬ ‫و)‬

‫ان تدريس حقوق اإلنسان يطرح عد ّة قضايا معقّدة وإشكاليات‪ ،‬حول طبيعة المادة بالنسبة لبعض‬
‫الدول‪ .‬هل هي مادة علمية؟ ام أيديولوجي ة؟ ويط رح الس ؤال أيض ا" ح ول المرجعي ة الفلس فية‬
‫المتغيرة بتغيير الزمان والمكان‪ ،‬السيما أنها حقوق كرستها القوانين الوضعية‪.‬‬

‫بالمقابل‪ ،‬كون بعض القائمين على تدريس حقوق اإلنسان قد تنقصهم ثقافة حقوق اإلنسان‪ ،‬أو ان‬
‫بعض المدرس ين غ ير م دربين‪ ،‬وال يتمتع ون بالق درات والكف اءة الالزم ة في إيص ال المعلوم ات‬
‫المتعلقة بحقوق اإلنسان للمتعلمين‪ ،‬بش كل يع زز العالق ة القائم ة بين المه ارات (التع اون وح ل‬
‫المشكالت واألعتراض حيث يلزم‪ ،‬واألصغاء لآلخر‪ )...‬والمعارف (معرفة الحقوق لحمايتها‪ ،‬ومعرفة‬
‫عواقب انتهاكها‪ ) ...‬والمواقف (مسؤولية عن األفعال‪ ،‬المشاركة والتواصل والتفاعل والتع اون‪)...‬‬
‫يبقى تعزيز اندماج حقوق االنسان بالقيم العامة‪ ،‬وبالممارسة الديمقراطية منقوصا"‪.‬‬

‫حقوق ذوي األحتياجات الخاصة‪ ،43‬واشكالية الدمج‪ 3‬في المدرسة‬ ‫ذ)‬

‫إن ظهور التشريعات والقوانين الدولية واإلقليمية والمحلية‪ ،‬والتي أكدت على أهمية النظر‬
‫إلي اإلنسان المعوق ضمن معيار اإلنسان العادي‪ ،‬من حيث الحقوق والواجبات‪ ،‬ومن حيث ضرورة‬
‫إتاحة كافة الفرص له لإلستفادة من البرامج‪ ،‬والخ دمات التربوي ة والتعليمي ة‪ ،‬واإلجتماعي ة‪ ،‬ش أنه‬
‫شأن أي إنسان عادي يعود إلى ضغط محلي‪ ،‬إقليمي‪ ،‬ودولي‪ ،‬وعلى رأسها األمم المتح دة‪ ،‬نتيج ة‬
‫جهود المنظمات الدولية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وجمعيات أهالي األفراد المعوقين والمع وقين أنفس هم‪،‬‬
‫وكذلك جهود العلماء‪ ،‬والباحثين في مجال التربية الخاصة‪.44‬‬

‫تش ير الدراس ات إلى تع دد أش كال وأس اليب رعاي ة المع وقين‪ ،‬والطالب ذوي االحتياج ات‬
‫الخاصة‪ ،‬ومن بين هذه األساليب‪ ،‬التي حظيت بانتشار واسع في الكثير من دول العالم‪" ،‬أسلوب‬
‫الدمج "‪ .‬فكلما قضى الطالب المعوقون وقتا ً أطول في فصول المدرسة العادية في الصغر‪ ،‬كلم ا‬
‫زاد تحصيلهم تربويا‪ ً،‬ومهنيا ً مع تقدمهم في السن‪.‬‬

‫‪ 43‬عرفت إتفاقية حقوق ذوي اإلحتياجات الخاصة لعام ‪ 2006‬مصطلح ”األشخاص ذوي اإلعاقة“ بأنهم كل من يعانون‬
‫سي َة‪ ،‬قد تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة‬
‫من عاهات طويلة األجل بدنية أو عقلية أو ذهنية أو ح ّ‬
‫بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع اآلخري‪ .‬األمر الذي يتطلب إجراءات تربوية تعليمية خاصة‬
‫تنسجم مع الحاجات التي يتطلبها كل نوع من أنواع اإلعاقة‪.‬‬
‫‪. 44‬في مؤتمر سالمنكا المنعقد من قبل منظمة اليونسكو بإس بانيا في ش هر حزي ران ع ام ‪،1994‬بحض ور ‪300‬‬
‫شخصا يمثلون ‪ 92‬دولة و ‪ 25‬منظمة دولية‪ ،‬أوصى المؤتمرون أن األطفال المعوقين من ذوي الحاجات الخاصة يجب‬
‫أن تتاح لهم فرص اإللتحاق بالمدارس العادية التي ينبغي أن تهييء لهم تربية محورها الطفل وق ادرة على تلبي ة‬
‫تلك اإلحتياجات‪ ،.‬كون المدارس العادية التي تأخذ هذا المنحى الجامع هي أنجح وسيلة إلقامة مجتم ع متس امح وبل وغ‬
‫هدف التعليم للجميع‪.‬‬
‫ورغم اإلنتشار‪ ،‬الذي يحققه أسلوب الدمج في م دارس بعض ال دول‪ ،‬إال أن البح وث والتق ييم‬
‫للممارسات التطبيقية جاءت متناقضة حول نجاح هذه السياسة في تحقيق األهداف اإليجابية ال تي‬
‫تس عى إلى تحقيقه ا‪ ،‬وم ا زال مفه وم اإلدم اج وممارس ته يمثالن مج اال ً واس عا ً في أي دراس ة‪،‬‬
‫والواق ع ي بين أن اإلدم اج يمث ل مش كال ً أساس يا ً يط رح نفس ه فيم ا يتعل ق بتنظيم تعليم ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬بشكل خاص والمعوقين‪ ،‬بشكل عام‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫لبنان وحقوق االنسان‬


‫إن إلتزام لبنان (المساهم في وضع اعالن حقوق االنسان) المواثيق الدولية‪ ،‬وفي مقدمها‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬بصورة صريحة‪ ،‬يُعتبر إنج ازا ً تاريخي اً‪ ،‬رغم حداث ة عه د الدس تور‬
‫فيه‪ ،‬وهو أمر يجعل من لبنان جزءا ً من الورشة العالمية القائم ة‪ ،‬ان من خالل التش ريع والتع اون‬
‫مع آليات حقوق االنسان أو من خالل تدريس حقوق االنسان في المدرسة الرسمية وفي الجامع ة‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫أوال"‪ :‬موقع حقوق االنسان في الدستور اللبناني‬

‫لقد جاء في مقدمة الدستور في الفق رة ب (التع ديل الدس توري ‪" ) 1990-9-21‬لبن ان عض و‬
‫مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية ومل تزم مواثيقه ا‪ ،‬كم ا ه و عض و مؤس س وعام ل في‬
‫منظمة األمم المتح دة وملتزم مواثيقه‪33‬ا‪ 3،‬واالعالن الع‪33‬المي لحق‪33‬وق‪ 3‬االنس‪33‬ان‪ .‬وتجس د‬
‫الدولة اللبنانية هذه المبادىء‪ ،‬في جميع الحقوق والمجاالت دون استثناء‪ .‬من هنا فأن هذا االل تزام‬
‫له القوة الدستورية‪.‬‬

‫وقد جاء في مقدمة الدستور ان لبنان جمهورية‪ 3‬ديمقراطية برلماني‪3‬ة تق‪3‬وم على اح‪3‬ترام‬
‫الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد‪ ،‬وعلى العدالة األجتماعي ة والمس‪33‬اواة في‬
‫الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل‪ .‬وفي الدستور اللبناني أيضا"‪ ،‬فص ل‬
‫كامل يح دد حق وق اللبن انيين‪ ،‬وواجب اتهم (ب اب اول‪ -‬فص ل ‪( )2‬م واد ‪ 7‬الى ‪ )15‬وتل تزم الدول ة‬
‫بالمساواة أمام القانون ‪،‬وبحق التمتع بالحقوق السياسية والمدنية‪ ،‬وكافة الحريات العامة‪.‬‬

‫ثانيا"‪ :‬إلتزامات لبنان الدولية والتعاون مع آليات حقوق‪ 3‬االنسان‬

‫تشكل المعاهدات واإلتفاقيات الدولية لدى لبن ان ج زءا ً هام ا ً من إلتزامات ه الدولي ة‪ ،‬بحيث‬
‫تسمو على القوانين‪ ،‬وتتقدم عليها في التطبيق‪ ،‬كما تلزم المحاكم ﺑﻬا‪.‬‬
‫الصكوك الدولية المصادق عليها من جانب الدولة اللبنانية‬
‫إتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها (‪.)1948‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أش كال التمي يز العنص ري لع ام ‪( 1966‬انض مام‬ ‫‪-‬‬
‫لبنان الى هذه االتفاقية بالقانون رقم ‪44‬في ‪)1971-6-24‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية (‪)1966‬‬ ‫‪-‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية( ‪.)1966‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬إتفاقية القضاء على جمي ع أش كال التمي يز ض د الم رأة لع ام ‪ (.1979‬انض مام لبن ان‬ ‫‪-‬‬
‫بالقانون رقم ‪ 572‬بتاريخ ‪)1996-7-24‬‬
‫إتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاس ية أو الالإنس انية‬ ‫‪-‬‬
‫أو المهينة (‪)1984‬‬
‫إتفاقية حقوق الطفل( لعام ‪.)1989‬‬ ‫‪-‬‬
‫البروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل المتعلق ببيع األطف ال واس تغالل األطف ال‬ ‫‪-‬‬
‫في البغاء وفي المواد اإلباحية (‪)2000‬‬
‫البروتوكول اإلختياري إلتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوب ة‬ ‫‪-‬‬
‫القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ( ‪).2002‬‬
‫الميثاق العربي لحقوق اإلنسان (‪ -2004‬إنضم إليه لبنان في عام ‪.)2008‬‬ ‫‪-‬‬

‫اش ارة الى ان ه ينبغي العم ل على تص ديق لبن ان‪ ،‬أو إنض مامه‪ ،‬إلى العه ود والمواثي ق‬
‫األخرى‪ 45‬إستكماال ً إللتزاماته بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫على مستوى التعاون مع هيئات وآليات حقوق االنسان‪ ،‬يستضيف لبن ان العدي د‬
‫من المكاتب والهيئات الدولية التي تعمل في مختلف مجاالت حقوق االنسان‪ ،‬وعلى رأسها‬
‫المكتب االقليمي للمفوض السامي لحقوق االنسان الذي يقدم المشورة‪ ،‬ويعمل‬
‫‪ - 45‬الصكوك الدولية غير المصادق عليه من جانب الدولة اللبنانية‬
‫اإلتفاقية الخاصة بوضع الالجئين لعام ‪.1951‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬البروتوكول اإلختياري األول للعه د ال دولي الخ اص ب الحقوق المدني ة والسياس ية لع ام ‪ 1966‬الخ اص‬ ‫‪-‬‬
‫بإختصاص لجنة حقوق اإلنسان بإستالم الرسائل من األش خاص ال ذين ي دّعون إنته اك حق وقهم المدني ة‬
‫والسياسية‪.‬‬
‫البروتوكول الخاص باإلتفاقية الخاصة بوضع الالجئين لعام ‪.1967‬‬ ‫‪-‬‬
‫البروتوكول اإلختياري الثاني للعهد الدولي الخاص ب الحقوق المدني ة والسياس ية لع ام ‪ ،1989‬في ح ال‬ ‫‪-‬‬
‫اإلتفاق على إلغاء عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫اإلتفاقية الدولية لحماية جميع العمال المهاجرين وأفراد أســرهم لعام ‪.1990‬‬ ‫‪-‬‬
‫البروتوكول اإلختياري التفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام ‪.1999‬‬ ‫‪-‬‬
‫البروتوكول اإلختياري إلتفاقية حقوق الطفل المتعل ق بإش تراك األطف ال في النزاع ات المس لحة لع ام‬ ‫‪-‬‬
‫‪( 2000‬وقَّع عليه لبنان في ‪.)11/2/2002‬‬
‫اإلتفاقي ة الدولي ة لحماي ة جمي ع األش خاص من اإلختف اء القس ري لع ام ‪( 2006‬وقَّع عليه ا لبن ان في‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)6/2/2007‬‬
‫إتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لعام ‪( 2006‬وقَّع عليها لبنان في ‪.)14/6/2007‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال بروتوكول اإلختي اري التفاقي ة حق وق األش خاص ذوي اإلعاق ة لع ام ‪( 2006‬وقَّع علي ه لبن ان في‬ ‫‪-‬‬
‫‪.)14/6/2007‬‬
‫البروتوكول اإلختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية لعام ‪.2008‬‬ ‫‪-‬‬
‫على تعزيز امكانيات المراقبة الفاعلة لحقوق االنس ان‪ ،‬وحمايته ا‪ .‬اض افة الى ذل ك‪ ،‬نخص‬
‫بالذكر بعض البرامج والوكاالت العاملة في لبنان وأبرزها‪:‬‬

‫لجنة األمم المتح‪33‬دة األقتص‪33‬ادية واألجتماعي‪33‬ة ل‪33‬دول غ‪33‬رب آس‪33‬يا‪ -‬األس‪33‬كوا (‬ ‫‪‬‬
‫‪)ESCWA‬‬

‫انش ئت ه ذه اللجن ة في ب يروت‪ ،‬وهي تض م ‪ 14‬بل دا" عربي ا"‪ .‬ه ذه اللجن ة تعم ل على تب ادل‬
‫المعلومات حول التجارب الناجحة‪ ،‬وتقدم مساعدات تقنية في مجاالت ش تى كاألنتاجي ة‪ ،‬والتنمي ة‬
‫المستدامة‪ ،‬والتنمية األقتصادية واألحصاء‪ ،‬وكذلك في مجال قضايا الم رأة والنزاع ات‪ ،‬وغ ير ذل ك‬
‫من القضايا األجتماعية‪.‬‬

‫وكالة غوث الالجئين الفلس‪3‬طينيين ‪-‬األون‪3‬روا (‪ :)UNRWA‬هي وكال ة تعم ل في‬ ‫‪‬‬
‫لبنان‪ ،‬وتوفر للالجئين الفلسطينيين خ دمات التعليم المج اني والرعاي ة الص حية‪ ،‬في أك ثر‬
‫من مركز صحي وبالتعاقد مع بعض المستشفيات في لبنان‪ ،‬كما توفر المساعدات الغذائية‬
‫والمالية‪ .‬وهي كذلك تعمل على تحسين البنى التحتية والمساكن في المخيمات‪.‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة األونيسكو ‪ :UNESCO‬لها في‬ ‫‪‬‬
‫لبنان حضور متميز من ذ س نوات طويل ة‪ ،‬وهي‪ ،‬وباألض افة الى نش اطاتها في مج ال العلم‬
‫والثقافة والتربية‪ ،‬تعمل خاصة على توجيه أطفال الشوارع نح و التعليم‪ ،‬كم ا تنظم العدي د‬
‫من ورش العمل‪ ،‬بهدف ادخال مفهوم التنوع الثقافي‪.‬‬
‫منظمة الصحة العالمية (‪ 3 :)WHO‬تقدم دعما" كبيرا" لعدة برامج مشتركة م ع وزارة‬ ‫‪‬‬
‫الصحة اللبنانية بهدف تحسين نظام القطاع الص حي‪ ،‬وتعزي ز قدرات ه األداري ة‪ ،‬الى ج انب‬
‫البرامج الخاصة بصحة األطفال والمسنين بشكل خاص‪.‬‬
‫منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراع‪3‬ة (‪ )FAO‬تق وم بمش اريع وب رامج ع دة في‬ ‫‪‬‬
‫لبنان لتعزيز االنتاج وتسويقه‪ ،‬وتعزيز القدرات األدارية‪ ،‬والتنظيمية في هذا القطاع‪.‬‬
‫القوة المتعددة الجنسيات ‪ ) )UNIFIL‬العاملة في جن وب لبن ان‪ :46‬دوره ا يكمن في‬ ‫‪‬‬
‫اس تعادة الس لم‪ ،‬بع د الح رب العدواني ة األس رائيلية على لبن ان (في تم وز ‪ )2006‬وفي‬
‫مس اعدة الحكوم ة اللبناني ة على اس تعادة س لطتها‪ ،‬كم ا وأنه ا تعم ل على رص د وق ف‬
‫العمليات العدائية‪ ،‬ودعم القوات المسلحة اللبنانية‪.‬‬

‫ثالثا"‪ :‬تطوير اإلطار المؤسساتي‪ 3‬والتشريعي لتعزيز حقوق اإلنسان‬

‫اتخذت الدولة اللبنانية عددًا من اإلجراءات والمبادرات التي ترمي إلى تحقيق حماية أفضل‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬من ضمنها ما هو مؤسساتي‪ ،‬وما هو تشريعي‪.‬‬

‫‪ -‬أعداد مشروع قانون يهدف إلى استحداث مديرية عام ة لحق وق اإلنس ان في وزارة‬
‫العدل‪.،‬‬

‫‪ -‬أنشاء قسم حقوق اإلنس ان في المفتش ية العام ة لقوى األمن ال‪33‬داخلي‪ ، 3‬وتش كيل‬
‫لجنة من ضباط قوى األمن الداخلي للتخطيط اإلستراتيجي وحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ 46‬هي اليوم قوة عسكرية قوامها ‪ 12‬ألف عنصر‪ ،‬آتين من ثماني وعشرين بلدا" اضافة الى قوة بحرية لحماية المياه األقليمية‪.‬‬
‫إنشاء اللجنة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في العام ‪ ،1995‬عمال ً بقرارات المؤتمر ‪-‬‬
‫العالمي الرابع للمرأة في بينجيغ‪ .‬والهيئة الوطنية لشؤؤن المراة اللبنانية (قانون رقم‬
‫‪ 720‬بتاريخ ‪)1998-11-5‬‬

‫اصدار مرسوم حظر استخدام األحداث ما دون ال ‪ 16‬سنة‪ ،‬في اعمال خطرة (‪- 1995‬‬

‫‪ -‬إنش اء اﻟﻤﺠلس األعلى لحق‪33‬وق الطفل (‪ )1994‬في إط ار وزارة الش ؤون األجتماعي ة‪،‬‬
‫‪3‬وقين (‪ .)1993‬والهيئ‪33‬ة الوطني‪33‬ة الدائم‪33‬ة لرعاي‪33‬ة‬
‫وكذلك الهيئة الوطنية لشؤون المع‪ّ 3‬‬
‫شؤون المسنين (‪)1999‬‬

‫‪ -‬اقرار قانون حماية النساء وسائر أفراد االسرة من العنف األسري (قانون رقم ‪ 293‬بتاريخ ‪-7‬‬
‫‪)2014-5‬‬

‫‪ -‬تأسيس اللجنة النيابية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ضمن مجلس النواب اللبناني‪ ،‬وهي تقوم بالعم ل‬
‫التش ريعي والرق ابي‪ ،‬ودراس ة مش اريع واقتراح ات الق وانين المحال ة إليه ا ‪،‬من قب ل الحكوم ة‬
‫والنواب‪ ،‬ورفع التقارير واإلقتراحات بشأﻧﻬا‪ ،‬ﺑﻬدف تعزيز حقوق اإلنسان في لبنان مدنيًا‪ ،‬وسياسيًا‪،‬‬
‫وأقتصاديًا‪ ،‬وثقافيًا‪.‬‬

‫* في الحقوق الخاصة بذوي االحتياج‪3‬ات الخاصة ح دد الق انون اللبن اني (رقم ‪)2000-220‬‬
‫الحق بالحصول على الخدمات الصحية واعادة التأهيل (المادة ‪ ،) 27‬ونص على الحق ببيئة مؤهل ة‬
‫(الم ادة ‪ ،)33‬وعلى الح ق بالتنق ل (الم ادة ‪ )44‬والح ق بالس كن (الم ادة ‪ )55‬والح ق ب التعليم‬
‫والرياضة (المادة ‪ )59‬والح ق بالعم ل وبالتق ديمات األجتماعي ة (‪ .)68‬ه ذا وق د ص در‪ ،‬في س نة‬
‫‪ ،2009‬مرس وم (رقم ‪ )2214‬يتعل ق ب األجراءات والت دابير الالزم ة لتس هيل مش اركة ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة في األنتخاب ات النيابي ة والبلدي ة‪ .‬ك ذلك ص درت البطاق ة الشخص ية للمع وق‪،‬‬
‫وتالها بطاقة الموقف الخاص باألشخاص المعوقين حاملي هده البطاقة (‪)2015‬‬

‫في نيسان ‪ ، 2014‬تم اطالق دليل المدارس الدامجة لذوي الص عوبات التعلمي ة‪ ،‬ليك ون اداة في‬
‫أيدي األهالي الذين يعاني أوالدهم ص عوبات تعلمي ة‪ ،‬ويحت وي ال دليل أس ماء‪ ،‬وعن اوين الم دارس‬
‫المختصة والجمعيات غير الحكومية التي توفر خدمات‪ ،‬ومساعدة التالميذ ذوي الحاجات الخاصة‪.‬‬

‫* في التدابير الالزمة لحماية األطفال‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم وزارة التربية‪ ،‬بالتعاون م ع منظم ة اليونيس يف والبن ك ال دولي‪ ،‬ب دور وق ائي من خالل‬
‫محاولة معالجة الرسوب‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم وزارة الشؤون االجتماعية بوضع برامج لمحو األمية‪،‬‬

‫‪ -‬تقوم وزارة العمل‪ ،‬وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية والبرنامج ال دولي للقض اء على عم ل‬
‫األطفال‪ ،‬من خالل دورات تدريبية في مجال التوعية‪ ،‬وبمحاوالت لتطوير قانون العمل‪ ،‬كم ا تق وم‬
‫بدور رقابي حول تطبيق قانون العمل‪ ،‬عبر دائرة التفتيش‪ ،‬والوقاية والصحة‪ ،‬والسالمة المهنية‪.‬‬

‫‪ -‬تعمل وزارة الداخلية والبلديات على سحب األطفال من الشوارع‪ ،‬واحالتهم الى الجمعي ات‬
‫األهلية‪.‬‬
‫‪ -‬تدريس حقوق‪ 3‬االنسان‪ 3‬في مراحل التعليم ما قبل الجامعي والجامعي‪:‬‬

‫في مراحل التعليم ما قبل الجامعي‪ ،3‬يتم تدريس حقوق االنسان في إطار منهج مادة‬
‫التربية الوطنية والتنشئة المدنية (الصادر بالمرسوم رقم ‪ 10227/97‬تاريخ ‪ 8‬أيار ‪)1997‬‬

‫وقد هدف المنهج‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬إلى تنمية مفهوم األعتراف بوج ود اآلخ رين في المجتم ع‪ ،‬ووعي‬
‫المتعلم لحقوقه‪ ،‬مقابل وعيه لحدود حقوقه‪ ،‬واحترام حريات اآلخرين‪ ،‬وملكياتهم كشرط ض روري‬
‫لتمتعه بحريته والحفاظ على ملكيته‪ ،‬وتنمية وعيه لمفه وم الديموقراطي ة (حري ة ال رأي والتعب ير‪،‬‬
‫حرية المعتقد‪ ،‬ح ق الترش ح واالنتخ اب‪ ،‬ح ق تأس يس الجمعي ات واألح زاب‪ ،‬ح ق مقاوم ة الظلم‬
‫واألستبداد‪ ،‬حق مقاومة األحتالل والعدوان‪ )...‬ومفهوم المواطنية‪ ،‬واالل تزام ب القوانين‪ ،‬واألنظم ة‪،‬‬
‫وتطويرها‪ ،‬وتأدية الضرائب‪ ،‬وخدمة العلم والدفاع عن الوطن‪...‬‬

‫ولقد تضمن منهج التربية الوطني‪33‬ة والتنش‪33‬ئة المدني‪3‬ة اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان‪،‬‬
‫وأبرز االتفاقات الدولية الراعي ة لحق وق اإلنس ان‪ ،‬وق د أُ ب رزت نص وص من ه ذه االتفاقي ات في‬
‫سلسلة كتب التربية الوطنية والتنشئة المدنية‪.‬‬

‫ان المناهج التي يقوم بتطويره ا المركز ال‪33‬تربوي للبح‪33‬وث واالنم‪33‬اء تص ب في نش ر ثقاف ة‬
‫حقوق االنسان وتعزيزها وهي عديدة‪ ،‬أبرزه ا (على ص عيد ال ذكر ال الحص ر)‪ :‬المواطن ة الحاض نة‬
‫للتنوع الديني (منهاج اقر تعميم وزاري تحت رقم ‪ 8‬م ‪ 2014‬تاريخ ‪ ) 2014-4-14‬كمادة مندمج ة‬
‫في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية في مرحلتي التعليم األساسي والثانوي‪ ،‬ومواد الفلسفة‬
‫والحضارات‪ ،‬وعلم االجتماع‪ .‬كدلك تم العمل على وضع األس تراتيجية الوطني ة للتربي ة البيئي ة في‬
‫لبن ان‪ ،‬وانت اج منه اح للحلق تين األولى والثاني ة في مرحل ة التعليم األساس ي‪ ،‬م ع جمعي ة ال ثروة‬
‫الحرجية والتنمية اضافة الى مشروع التربية على التنمية المس تدامة حيث تم اع داد رزم تعليمي ة‬
‫تعلمية لكل حلقة من حلقات التعليم األساس ي‪ ،‬تتض من أنش طة تنس جم م ع الم واد األكاديميي ة‪،‬‬
‫وته دف الى التوعي ة ح ول المواطني ة‪ ،‬وحق وق االنس ان‪ ،‬وحق وق وواجب ات التالم دة (وتحملهم‬
‫المسؤولية) والنماء‪ ،‬والمحافظة على البيئة الوطنية والكونية‪...‬‬

‫على المستوى الجامعي‪ ،‬س بق أن أدخلت م ادة "الحري ات العام ة" في ب رامج كلي ة الحق وق‬
‫والعلوم السياسية واإلدارية في الجامعة اللبنانية (في نهاي ة الخمس ينات من الق رن الماض ي) ‪.47‬‬
‫وقد ج رى الحق ا" تط وير ب رامج ومن اهج حق وق اإلنس ان والحري ات العام ة‪ ،‬وج رى التوس ع في‬
‫تدريسها لجهة إضافة مواد جديدة‪ ،48‬وذلك قبل ان تعتمد الدول ة اللبناني ة‪ ،‬حاض را" ‪ ،‬م ادة حق وق‬
‫اإلنسان كمقرر الزامي للتدريس في جميع كليات الجامعة اللبنانية (مرسوم رقم ‪ -2225‬في ‪-11‬‬
‫‪ )2009-6‬وهو يدرس في معظم الجامعات في لبنان‪.‬‬

‫صحيح أن لبنان التزم في دس توره األعالن الع المي لحق وق األنس ان‪ ،‬كم ا أنض م الى العدي د من‬
‫الصكوك الدولية‪ ،‬وقام بعدة مبادرات في مجال تعزيز حقوق االنسان‪ ،‬اال ان الواقع يظه ر تباين ات‬
‫في التطبيق‪ .‬غني عن الذكر بأنه‪ ،‬في هذا األطار‪ ،‬يمكن رصد الكثير من الحاالت ‪ .49‬ولكن ال بد في‬
‫‪47‬‬
‫قد اعتُمد المنهج نفسه المعتمد في تدريس هذه المادة في جامعة القديس يوسف‪ ،‬وهو المنهج المعتمد في الجامعات في فرنسا‪.‬‬

‫‪ 48‬بحيث شمل تدريسها مفهوم حقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬والضمانات الدستورية والقانونية والدولية لهذه الحقوق والحريات‪،‬كما= جرى تدريس‬
‫القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬
‫‪ 49‬على سبيل الذكر ال الحصر‪:‬‬
‫هذا السياق من األشارة الى أن ت دريس حق وق اإلنس ان س اهم‪ ،‬ول و نس بيا"‪ ،‬في إنتش ار ثقاف ة‬
‫حقوق اإلنسان في بلدنا ‪ .‬وهذا ما تظهر من خالل مدى مش‪33‬اركة خ‪33‬ريجي مق‪33‬ررات حق‪33‬وق‪3‬‬
‫اإلنسان في أنشطة المجتمع‪ 3‬المدني (انخراط الطالب) ومن خالل طروحات هيئات ه ذا‬
‫المجتمع ‪ ،‬والتحول في سلوك هيئات المجتمع األهلي‪ ،‬وفي تعدد األحزاب السياسية‪.‬‬

‫تخلف في مجال مساواة المرأة بالرجل‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫عدم التطبيق= الفعلي والكامل للقانون الخاص بالمعوقين‪ .‬فرغم مرور ‪ 9‬سنوات على اقرار االتفاقية لم تصدر المراسيم التطبيقية للقانون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وخاصة فيما يتعلق باالنتخابات= النيابية والبلدية‪.‬‬
‫على مستوى التعليم وتوفير العلم للجميع وجعله إلزامي=ا ً في المرحل=ة اإلبتدائي==ة على األٌق=ل‪ ،‬وإص==الح التعليم الرس==مي والمه==ني والتق==ني‬ ‫‪-‬‬
‫وتعزيزه وتطويره بما يلبي ويالئم حاجات البالد اإلنمائية واإلعمارية‪( .‬وثيقة الوفاق الوطني اللبن==اني‪ ،‬الموقع==ة بت==اريخ ‪)22/10/1989‬‬
‫لم تقم الدولة اللبنانية بتحقيق= اإلص=الحات الالزم=ة كم==ا‪ ،‬وان إلزامي=ة التعليم تبقى غ==ير مطبق=ة ح==تى اآلن‪ ،‬وع==دد الم=دارس الرس==مية ال‬
‫يستوعب العدد المتزايد لألطفال الذين بلغوا سن الدراسة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫التعليم والتربية على حقوق االنسان‬

‫لقد نص من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان (‪ )1948‬على أنه «يجب أن يستهدف التعليم التنمية‬
‫الكاملة لشخصية اإلنسان وتعزيز احترام حقوق‪ 3‬اإلنسان والحريات األساسية ونص العه د‬
‫تقر الدول األط راف في ه ذا‬
‫الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (‪ )1966‬على أن " ّ‬
‫العه د بح‪3‬ق ك‪3‬ل ف‪3‬رد في التربي‪3‬ة والتعليم‪ .» ...‬من جهته ا‪ ،‬اك دت الجمعي ة العام ة لالمم‬
‫المتحدة ان التثقيف في مجال حقوق االنسان يجب ان ينطوي على اك ثر من تق ديم معلوم ات‪،‬‬
‫انها عملية تدريب ونشر لتشكيل المواقف‪ .‬في هذا االط ار يبقى الم‪33‬درس ص احب ال دور‬
‫األكبر في نقل رسالة حقوق االنسان‪.‬‬

‫اوال"‪ :‬مفهوم التربية على حقوق االنسان وأهميتها‬

‫ان التربية على حقوق اإلنسان هي سيرورة يتعرف الن اس على حق وقهم وعلى حق وق اآلخ رين‪،‬‬
‫ض من إط ار من التعلم ال ذي يق وم على المش اركة والتفاع ل‪ ،‬ومن خالل سلس لة من األنش طة‬
‫التربوية التي ته دف الى التوعي ة على المف اهيم‪ ،‬والقيم‪ ،‬والمه ارات المتعلق ة بحق وق االنس ان‪،‬‬
‫وتعزيز تبادل المعارف في هذا االطار‪ ،‬وهي تخلق مجاال ً للحوار والتغيير‪.‬‬

‫ان المحاور والعن اوين ال تي تتناوله ا التربي ة على حق وق االنس ان‪ ،‬يمكن اختص ارها على الش كل‬
‫التالي‪ :‬التربية الفردية واألجتماعية‪ ،‬التربية على المواطنية‪ ،‬التربية المدنية‪ ،‬التربية على الس الم‪،‬‬
‫التربية حول تعدد الثقافات وعدم العنصرية والتمييز‪ ،‬التربية على التنمية المستدامة‪ .‬والتربية على‬
‫حقوق االنسان تتميز بأنها تربية انسانية (توعي ة االنس ان بحقوق ه) وتربية عقالني‪33‬ة‪ -‬نقدية‬
‫(اعادة النظر بموروثات وس لوكيات تتن افى وحق وق االنس ان) وتربية قيمي‪33‬ة س‪33‬لوكية (تع نى‬
‫بتغيير المواقف والسلوك ايجابا")‪.‬‬

‫ان الوعي بالحقوق وممارستها في الحياة اليومية تترتب عليه مجموعة من اآلثار االيجابية منها‪:‬‬

‫الوعي الذاتي‪ 3‬بالحقوق يتيح لالفراد افضل الحظوظ لحماية حقوقهم‬ ‫‪-‬‬
‫الفردية والدفاع عنها‪.‬‬
‫الوعي الجماعي بالحقوق يكسب المجتمع حصانة ضد االنتهاكات‬ ‫‪-‬‬
‫واالعتداءات ويجعله يملك وسائل درء التعدّي على حقوق االفراد ‪.‬‬
‫تعزيز الحوار في مجتمع عقالني‪ .‬فالحوار هو وسيلة عبور في اتجاه‬ ‫‪-‬‬
‫اآلخر (احترامه وحفظ حقه في االختالف)‪.‬‬
‫الوعي بحقوق‪ 3‬االنسان على الصعيد العالمي وهو يؤدي الى تعزيز‬ ‫‪-‬‬
‫التفاهم الدولي وعدم اللجؤ الى القوة والعنف واالعتداء‪ ،‬والى قبول حل‬
‫النزاعات بالطرق السلمية ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫ثانيا"‪ :‬دور المعلم في عملية التربية على حقوق االنسان‬

‫م حول حقوق اإلنس انً وه و تعليم من أج ل حق وق اإلنس ان‪ .‬إن‬ ‫إن تعليم حقوق اإلنسان هو تعلي ً‬
‫تعليم الناس حول القانون الدولي أو حول انتهاكات حقوق اإلنس ان (كالتع ذيب والتطه ير الع رقي‬
‫مثال") هو تعليم حول حقوق االنسان‪ .‬اما تعليم الناس كبفبة اح ترام الحق وق وحمايته ا فه و تعليم‬
‫من اجل حقوق االنسان‪.‬‬

‫درب ووعي ه‪ ،‬والمام ه ب المواثيق الدولي ة المتعلق ة بحق وق االنس ان‪،‬‬


‫ان مواق ف المعلم او الم ّ‬
‫ً‬
‫وتسلحه بالثقافة الحقوفية تمثل عامال رئيسيا"في عملي ة التربي ة على حق وق االنس ان ‪ .‬ف المعلم‬
‫الناجح في مجال التربية على حقوق االنسان هو ذاك الذي يمتل ك المع ارف االساس ية النظري‪33‬ة‬
‫منها والتطبيقية ول ه الق درة على اس‪33‬تعمالها وتطويعها في الس‪33‬ياق المناسب لبل وغ‬
‫االهداف المرسومة ‪.‬‬

‫في هذا االطار ان األداء المميز للمعلم يتركز في ‪:‬‬

‫وعيه بأهداف التربية على حقوق االنسان ووجود حوافز انسانية لدىه توجه‬ ‫‪-‬‬
‫سلوكه في الصف ‪.‬‬
‫كفاية اخالقية ومهنية تؤهله لترجمة االهداف العامة للتربية على حقوق‬ ‫‪-‬‬
‫االنسان الى اهداف نوعية – اجرائية‪.‬‬

‫عمليا"‪ ،‬ان الوحدة الدراسية تهدف الى ما يلي ‪:‬‬

‫إحساس المتعلم بموضوع حقوق االنسان واثارة رغبته وشد انتباهه اليه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية التعاون مع اآلخر والتعاطف معه واحترامه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية روح المودة والسالم‪ ،‬والعمل على تخفيف النزعات والميول االنانية‬ ‫‪-‬‬
‫والعدوانية‬
‫تنمية القدرات لتحديد المفاهيم األساسية لحقوق االنسان والتمييز بين مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫اصناف الحقوق وبيان الصالت الوثيقة بينها ‪.‬‬
‫معرفة النصوص المرجعية لحقوق االنسان والحريات االساسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ان األساليب التربوية لنقل وتعزيز ثقافة حقوق األنسان عديدة‪ .‬ومن المهم إتب اع نهج داعم ل ذلك‬
‫في جميع األوقات وجعل كل نشاط نشاطا ً يتضمن معنى في هذا االطار‪ ،‬حتى ولو لم يكن متصال ً‬
‫على وجه التحديد بتدريس حقوق اإلنسان‬
‫ثالثا"‪ :‬وسائل ونماذج عملية لنقل مب‪33‬ادىء وثقاف‪3‬ة حق‪33‬وق‪ 3‬اإلنس‪33‬ان في العملي‪33‬ة‬
‫التعليمية‬

‫ان أول مؤسسة يحتك فيها الطفل هي اس رته‪ ,‬من هن ا أهمي ة ال وعي في العائل ة للتنش ئة على‬
‫حقوق االنسان‪ .‬اال انه يقضي وقتا" اكبر في المدرسة حيث تأسيس القيم المرتبطة بهذه الحق وق‬
‫ال تقوم فقط على التربية‪ ،‬وانما على تكوين قناعات تتجسد في الممارسة‪.‬‬

‫إن األساليب والنماذج المقترحة أدناه وتطبيقه ا على األنش طة توض ح كي ف يمكن للمدرس ين أن‬
‫يستثيروا التجاوب الوجداني ‪،‬والتخيل األخالقي ل دى التالمي ذ‪ ،‬وتح دي افتراض ات التالمي ذ‪ ،‬وإدراج‬
‫مفاهيم مثل الكرامة اإلنسانية في خبرتهم اليومية بالناس‪ ،‬والسلطة‪ ،‬والمسؤولية‪ .‬وقد أثبتت هذه‬
‫األساليب مالءمتها بوجه خاص من حيث أنها تش جع التفك ير النق دي‪ ،‬والتعلم اإلدراكي والوج داني‬
‫على الس واء‪ ،‬واح ترام االختالف ات في التج ارب واآلراء‪ ،‬والمش اركة النش طة‪ ،‬من ج انب جمي ع‬
‫المشاركين في عملية التعلّم الجارية‪.‬‬

‫في الوسائل‬ ‫أ‪-‬‬

‫شحذ الفكر‬ ‫‪‬‬


‫يمكن استخدام هذا األسلوب إليجاد حلول للمش اكل النظري ة والعملي ة على الس واء‪ .‬وهو‬
‫يتطلب تحليل المشكلة ثم وضع حلول لها‪ .‬ويتطلب شحذ الفكر درج ة عالي ة من المش اركة‪ ،‬وهو‬
‫يحفز من يشاركون فيه على التحلي بأقصى قدر من اإلبداعية‪.‬‬

‫رصد ودراسة حاالت إفرادية‬ ‫‪‬‬


‫يتناول التالميذ في مجموعات صغيرة حاالت حقيقية أو تخيلية تتطلب منهم أن يطبق وا مع ايير‬
‫حقوق اإلنسان‪ .‬وينبغي أن تس تند دراس ات الح االت اإلفرادي ة إلى س يناريوهات معقولة وواقعي ة‬
‫تركز على اثنتين أو ثالث من القضايا الرئيسية‪ .‬ويمكن تقديم سيناريو الدراسة إلى التالميذ للنظ ر‬
‫فيه برمته أو عرضه عليهم مسلسال ً كحالة متطورة ("الفرض ية المتط ورة") يجب أن يص در عنهم‬
‫جع على تنمية مهارات التحليل وحل المشاكل والتخطيط‪ ،‬فضال ً‬ ‫رد فعل إزاءها‪ .‬وهذا األسلوب يش ّ‬
‫عن التع اون وتش كيل الف رق‪ .‬ويمكن اس تخدام دراس ات الح االت اإلفرادية إلج راء من اظرات أو‬
‫مناقشات أو مزيد من البحوث‪.‬‬

‫التعبير االبداعي‪3‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن للفن أن يس اعد على جع ل المف اهيم ملموس ة بق در أك بر‪ ،‬وي ؤثر على المواق ف‬
‫باستثارة ردود فعل عاطفية وفكري ة إزاء حق وق اإلنس ان‪ .‬ويمكن أن تش مل األس اليب المطبق ة‬
‫استخدام القصص والشعر والفن التصويري (الغرافيكي) والنحت‪ ،‬واألعمال المس رحية‪ ،‬واألغني ة‪،‬‬
‫والرقص‪ .‬وال يلزم أن يكون المدرسون أنفسهم فنانين بل عليهم تحديد مهام تقوم على المشاركة‬
‫وأن يتيحوا طريقة للتالميذ للتشارك في أعمالهم اإلبداعية‪.‬‬
‫النقاش‬ ‫‪‬‬

‫يوجد كثير من األساليب الستثارة مناقشات هادفة بين مجموعات من اثنين أو مجموعات صغيرة‬
‫أو الفصل الدراسي بأكمله‪ .‬وإليجاد جو من الثقة واالحترام‪ ،‬قد يقوم التالميذ بوضع "قواعد‬
‫المناقشة" الخاصة بهم‪.‬ويمكن تنظيم المناقشات بمجموعة شتى من الطرق الفعالة‪ .‬فقد تكون‬
‫بعض المواضيع مناسبة للشكل المتمثل في إجراء نقاش رسمي أو نقاش خبراء أو شكل "قصعة‬
‫السمكة (أي مجموعة صغيرة تناقش بينما يستمع باقي الفصل الدراسي ثم يبدي بعد ذلك‬
‫تعليقات ويطرح أسئلة)‪ .‬ويكون من األنسب أن تتخذ مواضيع أخرى شكل "دائرة الكالم" (أي أن‬
‫يجلس التالميذ في دائرتين إحداهما تجلس في اتجاه الخارج واألخرى تجلس في اتجاه الداخل‪.‬‬

‫وإلشراك الفصل الدراسي بأكمله في موضوع ما‪ ،‬قد يستخدم المدرس أساليب مثل "الكالم‬
‫المفتوح" (أي أن يسأل المدرس سؤاال ً مفتوحا ً مثل "ماذا تعني الكرامة في نظرك؟" أو أشعر‬
‫بالسعادة عندما‪ "...‬ويقوم كل تلميذ من التالميذ باإلجابة تباعا)‪.‬‬

‫الرحالت الميدانية‪/‬الزيارات المجتمعية‬ ‫‪‬‬


‫يستفيد التالميذ من تمدد المدرسة في المجتمع المحلي‪ ،‬فيتعلمون من األماكن ال تي تظهر‬
‫فيها قضايا حقوق اإلنسان (مثال ً المحاكم والسجون والح دود الدولي ة) أو ال تي يعم ل فيه ا الن اس‬
‫للدفاع عن الحقوق أو تخفي ف محن ة الض حايا (مثال ً المنظم ات ال تي ال تس تهدف ال ربح‪ ،‬ومراك ز‬
‫التوزي ع الخ يري لألغذي ة أو المالبس‪ ،‬والعي ادات المجاني ة)‪.‬وينبغي ش رح الغ رض المقص ود من‬
‫الدراسة مقدماً‪ ،‬كما ينبغي اإليعاز إلى التالميذ ب إيالء اهتم ام دقي ق وبتس جيل مالحظ اتهم لغ رض‬
‫ة عقب الزيارة)‪.‬‬‫إجراء مناقشة الحقة أو تدوين أفكارهم كتاب ً‬

‫المقابالت‬ ‫‪‬‬
‫تتيح المقابالت فرصة للتعلّم المباشر وتضفي الطابع الشخصي على القضايا والتاريخ‪ .‬وق د‬
‫يكون من تجري مقابلتهم من أفراد األسرة والمجتمع المحلي أو من النشطاء أو الزعماء أو شهود‬
‫العيان على األحداث المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ .‬ويمكن أن تسهم هذه الروايات الشفوية في توثيق‬
‫وفهم قضايا حقوق اإلنسان في المجتمع المحلي‪.‬‬

‫مشاريع البحوث‬ ‫‪‬‬


‫تتيح مواضيع حقوق اإلنسان كثيرا ً من الفرص إلجراء تحريات مستقلة‪ .‬وقد يكون ذلك بحثا ً‬
‫رسميا ً باس تخدام تس هيالت المكتب ات أو ش بكة اإلن ترنت أو بح وث معلوم ات تعتم د على إج راء‬
‫المقابالت واستطالعات الرأي ومالحظات وسائط اإلعالم وأساليب أخ رى لجم ع البيان ات‪ .‬وت ؤدي‬
‫البحوث‪ ،‬سواء ك انت مش اريع فردي ة أو جماعي ة‪ ،‬إلى تنمي ة مه ارات التفك ير المس تقل وتحلي ل‬
‫مق فهم التعقيد الذي تتسم به قضايا حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫البيانات كما تع ِّ‬

‫أداء األدوار‪/‬المحاكاة‬ ‫‪‬‬


‫عرض قبل الحصة‪ .‬وهي تكون مرتجلة إلى ح د كب ير‬
‫أداء األدوار هو مثل مسرحية صغيرة ت ُ َ‬
‫ويمكن تق ديمها على أنه ا قص ة أو تق ديمها كوضع متح رك (تتفاع ل في ه الشخص يات الرئيس ية‬
‫وتدخل في حوار مباشر ‪ -‬ربما بمساعدة المدرس وباقي الفصل)‪ .‬ويمثل أداء األدوار قيم ة خاص ة‬
‫لجعل التالميذ يحسون بمشاعر ووجهات نظر الجماعات األخرى وبأهمية قضايا معنية‪.50‬‬

‫المعينات البصرية‬ ‫‪‬‬

‫يمكن ت دعيم التعلّم عن طري ق اس تخدام الس بورات وش فافات أجه زة الع رض العلوي ة‪،‬‬
‫والملصقات‪ ،‬واألشياء المعروضة‪ ،‬والرس وم البياني ة المتتالي ة الص فحات‪ ،‬والص ور الفوتوغرافي ة‪،‬‬
‫والشرائح‪ ،‬وأش رطة الفي ديو‪ ،‬واألفالم‪ .‬وكقاع دة عام ة‪ ،‬ف إن المعلوم ات المنتج ة على ش فافات‬
‫ورسوم بيانية ينبغي أن تكون موجزة ومقتض بة‪ ،‬وأن تك ون في ش كل مخط ط إجم الي أو ش كل‬
‫قائمة‪ .‬وإذا لزم عرض مزيد من النص فاستخدم حينئذ عالمات اليد التفصيلية‪ .‬استعمال المعين ات‬
‫البصرية ينبغي أال تحل أبدا ً محل المناقشة التي تنم عن االهتمام والمشاركة المباش رة من ج انب‬
‫التالميذ‪.‬‬

‫نماذج تطبيقية‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪‬في التوعية على الحقوق‪ 3‬الخاصة بالطفل‪" :‬احتياجات وحماية"‬

‫تكلم على وجود إتفاقية خاصة بحقوق الطف ل‪ ،‬ش ارحا ً أنه ا تكف ل لألطف ال األش ياء ال تي‬
‫وآمن وس عيدً‪ ،‬بحيث يص بحون مواط نين ص الحين في‬ ‫ً‬ ‫حي‬
‫ً‬ ‫يحتاجون إليها من اجل نم و ص‬
‫مجتمعهم‪ .‬ساعد األطفال على فهم العالقة بين اإلحتياجات والحقوق‪.‬‬

‫أطلب من األطفال ان يعملوا في مجموعات صغيرة على إعداد بطاقات‬ ‫‪-‬‬

‫توضح األشياء التي يحتاج إليها األطفال لكي يكونوا سعداء‪ .‬ساعدهم على وضع عناوين‬
‫للبطاقات‪ .‬تقوم كل مجموعة بشرح وعرض بطاقاتها تحت العنوان "اإلحتياجات‬
‫والرغبات"‪.‬‬
‫يقوم األطفال‪ ،‬وهم يعملون في مجموعات صغيرة‪ ،‬برسم الخطوط‬ ‫‪-‬‬

‫العريضة لجسم طفل‪ ،‬ثم يحددون الصفات العقلية والبدنية والروحية والخُلُقية التي‬
‫يريدونها أن تتوفر في هذا الطفل عندما يكون بالغا ً (مثالً‪ :‬أن يتمتع بصحة جيدة‪ ،‬وبروح‬
‫الفكاهة‪ ،‬والطيبة) ويكتبون هذه الصفات داخل هذا الرسم‪ .‬وقد تضع المجموعة على رسم‬
‫الطفل أو حوله أو خارج إطار الرسم‪ ،‬قائمة بالموارد البشرية والمادية التي يحتاج إليها‬
‫الطفل لتحقيق هذه الصفات (مثالً‪ :‬إذا كان للطفل أن يتمتع بالصحة‪ ،‬فإنه سيحتاج إلى‬
‫الطعام والرعاية الصحية)‪.‬‬

‫‪ 50‬يمكن لألشكال المختلفة ألداء األدوار أن تشمل المحاكمات الهزلية‪ ،‬والمقابالت التصورية‪ ،‬وألعاب المحاكاة‪،‬‬
‫وجلسات المحاكمات‪ ،‬والمحاكم‪.‬‬
‫ناقش مسؤولية حماية الطفل‪:‬‬

‫• ما هي اإلحتياجات الخاصة لحماية الطفل في مجتمعك؟‬

‫من الذي يتحمل مسؤولية حماية الطفل؟‬

‫من هم األشخاص أو المجموعات التي تقدم الحماية للطفل؟‬

‫ماذا يحدث عندما يفشل المسؤولون عن حماية الطفل في القيام بذلك؟‬

‫هل هناك سبل يمكنك أنت وصفك من المشاركة في هذه الحماية؟‬

‫نبذ التمييز والعنصرية‬ ‫‪‬‬

‫ثمة طرق كثيرة تجعل حجرة الدراسة مكانا ً يقبل التعدد العرقي والجنسي ويباركه‪ .‬فالعوامل‬
‫الثقافية تؤثر على ردود فعل الطالب‪ ،‬فإذا ما نشأ نزاع ٌ عنصري أو تمييزي في حجرة الدارسة‪،‬‬
‫عالجه وال تصرف النظر عنه‪.‬‬

‫علِّم طالبك سبل التعرف على السلوك الذي يكرس العنصرية (المرفوضة)‪ .‬وادرس‬ ‫‪-‬‬
‫قصص المشاهير الذين حاربوا العنصرية‪.‬‬
‫‪ِّ -‬‬
‫عرف التالميذ باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ض د الم رأة‪ ...‬ومن المهم‬
‫الحص ول على مجل دات جذاب ة تص وّر اإلن اث وال ذكور على الس واء في هيئة شخص يات‬
‫متعددة الثقافات ونشطة وليس كشخصيات نمطية‪.‬‬

‫استنكار مشاركة "األطفال الجنود" في الحرب‬ ‫‪‬‬

‫يتم في بعض أنحاء العالم‪ ،‬تجنيد االطفال في الحروب والنزاعات المس لحة‪ .‬كم ا يتم أخ ذ‬
‫أولئك األطفال رهائن وإجبارهم على أداء اعمال خطرة قد تودي بحياتهم‪ ،‬وتشويههم وتغريبهم عن‬
‫مجتمعاتهم األصلية ومجتمعهم ككل‪.51‬‬

‫أبحث عن تاريخ ودور الصليب األحمر والهالل األحمر االنساني (لصالح ضحايا الحرب)‬ ‫‪-‬‬
‫لماذا يتم استخدام "األطفال الجنود" في الحروب؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي حقوق أولئك األطفال التي تم انتهاكها؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 51‬يحظر بروتوكول اختياري جديد ملحق باتفاقية حقوق الطفل إشراك األطفال في مثل هذا النزاع المسلح (‪،)2000‬‬
‫كما أن اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن أسوأ أشكال عمل األطفال (‪ ،)1999‬تحظر ذلك‪.‬‬
‫اكتب رسالة تشجع من خالله ا الحكوم ات على حظ ر إش راك األطف ال في النزاع ات‬ ‫‪-‬‬
‫المسلحة وضمان حمايتهم‪..‬‬

‫التأكيد على الحق بالتعليم للجميع‬ ‫‪‬‬

‫من الغائب عن مدرستنا؟‬


‫أطلب من التالميذ أن يفكروا في األشخاص غير الممثلين في مدرستهم‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫بإعاقات بدنية؟ ذهنية؟‬


‫ٍ‬ ‫األطفال المصابين‬ ‫‪-‬‬
‫األطفال المشردين؟ أطفال الالجئين؟ األطفال الفقراء ممن تلجأ أسرهم إلى تشغيلهم‬ ‫‪-‬‬
‫بدافع الحاجة؟‬

‫اسأل ‪ :‬على عاتق من تقع مسؤولية التأكد من أنهم يتلقون تعليما ً أو ال؟‬

‫‪ -‬حول الحق بالمساواة وعدم التمييز‪ :‬زيارة مس ؤول من اح دى المؤسس ات ال تي تهتم ب ذوي‬
‫الحاجات الخاصة‪ ،‬أو زيارة ألحدى هذه المؤسسات ‪.‬‬

‫‪ -‬حول الحق باألمن والسالمة العامة ‪ :‬دعوة األهل وطبيب أطفال أو مساعدة اجتماعي ة للح ديث‬
‫عن وضع األطفال في لبنان‪ ...‬عن واق ع الالجئ يين الس وريين من األطف ال‪...‬؟ دع وة أح د رج ال‬
‫الشرطة الى الصف ‪:‬كيف يعمل؟‬

‫ألخاتمة‬
‫كان تعبير الحقوق الطبيعية هو المستخدم بشكل أكبر‪ ،‬الى ج انب تعب ير الحق وق الفطري ة او‬
‫األصلية قبل دخول حقوق األنسان في أطار االعالنات الوطني ة والدولي ة‪ ،‬وأيض ا ً في المواثي ق‬
‫الدستورية‪ ،‬حيث شاعت مصطلحات الحقوق‪ ،‬والحريات األساس ية‪ ،‬أو الحري ات العام ة‪ ،‬وهي‬
‫مصطلحات لها مدلول سياسي كبير ‪ .‬وهكذا تبلور مفه وم حق وق األنس ان‪ ،‬وتط ورت األلي ات‬
‫لحمايته‪ ،‬ولم تبق حقوق اإلنسان مج رد فك رة‪ ،‬ب ل اض حت نظري ة واس عة التط بيق‪ ،‬ال يمكن‬
‫تصور وجود للحرية‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والسالم من دونها‪.‬‬

‫إن الحجم ال ذي ش غلته حق وق اإلنس ان على الص عيد ال دولي‪ ،‬ونش اط المؤسس ات التابع ة‬
‫لمنظمة األمم المتحدة‪ ،‬والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومي ة‪ ،‬أس هما إلى ح د ٍّ كب ير‬
‫في إشاعة مناخ مالئم لحقوق اإلنسان‪ .‬وإن استمرت األنتهاكات لهذه الحقوق‪ ،‬في العدي د من‬
‫البلدان‪ ،‬اال أن هذه األنتهاكات ال تزال تحفز النضال في س بيل حق وق اإلنس ان‪ ،‬لتأكي د أهمي ة‬
‫نشر ثقافة الديموقراطية‪ ،‬وحقوق اإلنسان كأحد أهم الوسائل للتشبث به ذه الحق وق وال دفاع‬
‫عنها‪ ،‬والسعي ألكتساب غير المتوافر منها‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬تحديات كبرى ال تزال تواجه المجتم ع ال دولي على مس توى اح ترام حق وق االنس ان‪،‬‬
‫وأمن األنسان‪..‬‬
1

You might also like