Professional Documents
Culture Documents
الركن الرابع حقوق الإنسا1 (3030)
الركن الرابع حقوق الإنسا1 (3030)
عرفت حقوق األنسان مسيرة تاريخية طويلة ،قبل أن تص بح قض ية انس انية وعالمي ة ،وتش كل ج زءا" ال
يتجزأ من القانون العام .ان احترام حقوق األنس ان يش كل الي وم العم ود الفق ري لألنظم ة الديمقراطي ة في
العالم.
ان دراسة هذا المقرر في كليات الجامعة اللبنانية بشكل عام ،وفي كلية التربية بشكل خاص ،تأتي في اطار
مواكبة مسعى األمم المتحدة في اثارة مسألة االنتهاكات المتواصلة لحقوق االنسان في العالم ،وفي حماية
هذه الحقوق.
أهداف المقرر2
أ -فهم وتحلي ل مص ادر حق وق األنس ان ،ومض امينها ،وموقعه ا في بن اء المجتمع ات األنس انية من خالل
دراسة نِشأة هذه الحقوق ومراحل تطورها.
ب -فهم األبع اد األنس انية واألخالقي ة لحق وق األنس ان ،واالل تزام بالس لوكيات ال تي ت دعو الى حمايته ا
واحترامها.
ج -توضيح أثر حقوق األنسان في تنظيم العالقة بين الفرد المواطن والدولة ،وأهمية عنصر الحرية فيه ا،
ضمن قاعدة معرفة الحقوق والواجبات.
د -االطالع على دور المؤسسات والمنظمات الدولية في تعزيز حقوق األنسان والدفاع عنها ،ورصد كل م ا
يعترض تطبيقها في الدول والمجتمعات.
ه -تنمية ثقافة حقوق األنسان لدى الطالب (ة) ،وحثه (ه ا)على اتخاذه ا منهج ا" وس لوكا" ،وعلى الرب ط
بين هذه المكتسبات وكيفية األستفادة منها في التعليم.
و -مقاربة حقوق األنسان كمادة تعليمية ضمن المناهج التعليمي ة على جمي ع مس توياتها ،واب راز أهميته ا
في بناء الروح األنسانية ،وتنمية الثقافة المدنية والمواطنية.
ز -التوعية على واقع حقوق االنسان في لبنان ،وسبل تطبيقها ،وحمايتها.
النواتج المتوقعة
بنهاية هذا المقرر نتوقع أن يصبح الطالب – المعلم (ة) قادرا" (ة)على:
-استيعاب التشريعات والنصوص المتعلقة بحقوق االنسان (على المس توى الع المي وال داخلي) واس تنتاج
مكونات المواد القانونية الضامنة لحقوق االنسان.
-توعية المتعلمين على حقوق األنسان من اجل بناء مجتمع حريص على حقوق األنسان.
محتوى المقرر
مقدمة :
-تحديد بعض المصطلحات والمفاهيم ذات الصلة :حقوق األنسان -القانون الدولي األنساني -العالق ة بين
حقوق األنسان والقانون الدولي األنساني- -التربية على حقوق األنسان -تعليم حقوق األنسان...
-حقوق األنسان كقضية أنسانية عالمية ،تستوجب ضمان هذه الحقوق وحمايتها.
العنوان الثاني :مجاالت حقوق األنسان وتصنيفها ،واشكالية حقوق الفرد والجماعة.
العن وان الث الث -األجه زة الض امنة لحق وق األنس ان :أج راءات تطبيقي ة لحماي ة حق وق االنس ان ورص د
انتهاكاتها
أ -أجهزة األمم المتحدة
ب -المحاكم الدولية
ج -الدول ومسؤوليتها تجاه مواطنيها
ه -واقع حقوق األنسان في لبنان اليوم :المناهج التربوية -وسائل حماية الحقوق -تقييم...
-نصوص ومناقشات
-رصد حاالت
-زيارات
-تحقيقات
-محاضرات
تمهيد
ثالثا" :وسائل ونماذج عملية لنقل مبادىء وثقافة حقوق اإلنسان في العملية التعليمية
الخاتمة
قائمة المراجع
تمهيد
حقوق االنسان ،كما نعرفها اليوم ،لم تتبلور اال بفض ل "منظمة األمم المتح33دة" 1ال تي اق رت
بداية "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنس ان ( )1948والحق ا" العه ود والمواثي ق الدولي ة دات الص لة،
وهي متعددة .ومنذ إعتماد "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان" أضحت "حق وق اإلنس ان" قض 3يّة
ل إنسان ،من حيث اعتبار هذه الحقوق أص يلة في طبيع ة االنس ان "وال مك ّعالميّة وإنسانيّة ته ّ
تمثّل بالنسبة إلى أيّ بلد ،وافدا ً غريبا ً عليه بل هي تضرب بج ذورها في كي ان جمي ع األمم " وأن ّ ه
"بدون حقوق اإلنسان لن يُكتَب للسالم أو الرخاء الدوام أبداً" على حد قول األمين العام الس ابق
لألمم المتحدة كوفي أنان (في الذكرى السنوية الخمسين لهذا اإلعالن) .لذا كان ال بد ان تستدعي
حقوق االنسان ضمانات قانونية عالمية لحماية األفراد والجماعات .في هذا السياق ،وعلى مستوى
منظومة األمم المتّحدة ،يجري دعم حقوق اإلنسان بحشد كبير من اآلليات واإلجراءات المختلفة .
وتقوم هيئات دولية وإقليميّة ووطنيّة أخرى – حكوميّة وغير حكوميّة– بالعمل أيضا ً في سبيل تعزيز
صة بأدخالها في برامج التدريب في المدارس والمعاه د حقوق اإلنسان .كما وتوجه الدول عناية خا ّ
والجامعات ،وذلك في اطار مواكبة مسعى األمم المتحدة في اثارة مس ألة االنتهاك ات المتواص لة
لحقوق االنسان في العالم ،وفي محاوالت حماية هذه الحقوق.
الفصل األول
حقوق االنسان
1تأسست منظمة األمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو في والية كليفورنيا بتاريخ 24تشرين االول ،1945في
أعقاب الحرب العالمية الثانية .في البداية كانت تضم 51دولة (منها لبنان) .اما اليوم فهي تضم 193دولة ممثلة فيها
من خالل بعثاتها الدبلوماسية .اشارة الى أنه بين 1919و 1945كان هناك "عصبة االمم" ،وهي منظمة شبيهة
بمنظمة األمم المتحدة من حيث االهداف ،ولكنها فشلت في مهامها.
يمتلك االنسان بصفته هذه ،وبمع زل عن الزم ان والمك ان ،والجنس والنس ب ،والع رق ،والل ون،
والمعتقدات الدينية والسياسية ،والمركز األجتماعي ،يمتل ك امكان ات وحص انات لص يقة بطبيعت ه،
متأصلة فيها ،ليس ألي فرد أو جماعة ،أو سلطة أنتهاكها ،أو نزعها عنه.
نتتناول في هذا العنوان ،فكرة القانون الدولي لحقوق األنس ان ،من حيث أص ولها ،ومص ادرها
وتطوره ا والمب ادىء ال تي تق وم عليه ا ،والجه ات القيم ة على ض مانها وحمايته ا ،وبعض
األشكاليات التي يطرحها واقع حقوق األنسان في عالم اليوم.
منظمة األمم المتحدة حددت حقوق األنسان على أنها حقوق 3أصيلة في طبيعة االنسان،
وهي حقوق تستدعي ضمانات قانونية عالمية ،لحماية األفراد والجماعات .2أما بالنسبة لمكتب
"المفوضية السامية لحقوق اإلنسان" ،فيجوز تعريف حقوق اإلنسان بأنها "ضمانات
قانونية عالمية ،تخص كل البشر ،وتحمي األفراد والمجموعات من األفعال ،أو األمتناع عن
األفعال ،ما يؤثر على كرامتهم اإلنسانية .وهكذا يمكن تناول حقوق اإلنسان كأحقية لكل الناس
بظروف أساسية ،تدعم جهودهم للعيش بكرامة ،وبسالم ،إلنماء قدراتهم الكامنة كبشر إلى أقصى
قدر ممكن".
هي حق وق واح دة لجمي ع البش ر ،وق د وُل دنا جميع ا ً أح رارا ً ومتس اوين في الكرام ة
والحقوق ...وهكذا فأن حقوق اإلنسان هي عالمية.
2نقرأ في ديباجة االعالن العالمي لحقوق االنسان الذي اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة لالمم المتحدة 217ال ف
المؤرخ في 10كانون االول ،1948ما يلي" :لما كان االقرار بما لجميع االسرة البشرية من كرامة اصيلة فيهم،
ومن حقوق متساوية وثابتة ،يشكل اساس الحري ة والع دل والس الم في الع الم ."...وفي الم ادة االولى من االعالن ،
نقرأ "يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق"...
هي حقوق ال يمكن انتزاعها ،وليس من حق أحد أن يحرم شخصا ً آخر من حقوقه ،حتى لو
لم تعترف بها قوانين بلده ،أو عندما تنتهكها تلك القوانين ...فحقوق األنسان ثابت ة "وغير
قابلة للتصرف".3
هي حقوق "غير قابلة للتجزئة" بمعنى أنها تشكل وحدة مترابطة.
هي حق وق في أس اس الحري ة والعدال ة والس الم ،واحترامه ا ي تيح إمك ان تنمي ة الف رد
والمجتمع تنمية كاملة.
الجي33ل األول من الحق وق ويتمث ل في الحق33وق 3السياس33ية والمدنية (الح ق بالحي اة،
الكرامة االنسانية ،الحرية والمساواة ،الحق بالملكية ،الحق بالجنسية ،الحق بالتجمع وتأس يس
الجمعيات )...وهي مرتبطة بشكل عام بالحريات ،وتسمح للفرد أن يعارض ،في ح ال انتهاكه ا
من قبل السلطات الحاكمة.
الجيل الثاني من الحق وق ويتمث ل في الحق33وق االقتص33ادية واالجتماعي3ة 3والثقافية
وهي مرتبطة باألمن األجتماعي (العمل والتعليم والمستوى الالئق للمعيشة؛ والمأكل والم أوى
والرعاية الصحية والحقوق النقابية واالضراب عن العمل .)...هي حقوق تستوجب تدخل الدولة
لوضعها موضع التنفيذ.
الجيل الثالث من الحقوق (أو“حقوق التضامن” -منذ بداية السبعينات) وهو يتعلق بالحقوق3
البيئية والثقافية والتنموية ( حق األجيال المقبلة ببيئة نقية ومصانة من التدمير ،والح ق
في التنمية الثقافية والسياسية واألقتصادية ،اضافة الى الحق بنظام ديمقراطي والتساوي بين
المواطنين )...وفي اطار هذه الحق وق ،يمكن ايض ا" ادخ ال الح ق بالس الم واألمن الجم اعي
(مكافح ة االره اب ،والجريم ة المنظم ة ،والح د من انتش ار أس لحة ال دمار الش امل،)...
3نشير في هذا السياق الى ان بعض الحقوق المعنوية (كالحق بالحياة على سبيل المثال) هي حقوق مطلقة ال تقب ل
االنفصال عن شخص صاحبها؛ يمتلكها الشخص بذاته ،وال يمكنه التنازل عنها بالرض ى أو ب اإلكراه؛ هي حق وق ال يمكن
التصرف به ا لش خص آخ ر ،كم ا وان ه ال يمكن أن تك ون موض وع ّ نقلها من شخص آلخر ،وال يمكن لصاحبها تفويض
مصادرة أو حجز ،وال يسري عليها التقادم أو مرور الزمن.
4أن الجيل االول والجيل الثاني من الحقوق منصوص عليها في االعالن العالمي لحقوق االنسان ،في حين أنه ال وجود
لنص جامع وعالمي واحد لحقوق الجيل الثالث والرابع.
والمحافظ ة على األرث االنس اني المش ترك ،5وحق وق األش خاص ذوي األوض اع الخاص ة،
كالحقوق الثقافية لألقليات ،6وحقوق األجانب...7
جيل رابع من الحقوق )بحسب بعض أصحاب األختصاص) وهي تشمل الحق33وق الخاص33ة
بالضعفاء كالمسنين ،واألطف ال ،والفق راء ،والمه اجرين العم ال وأف راد أس رهم .8وحقوق3
الشعوب األصيلة .9بالمقابل أقرت االتفاقية الدولية لحقوق ذوي الحاجات الخاص33ة
كرست أالعتراف بموضوع االعاقة ،وضرورة تمتع ذوي اإلعاقة بهذه كمعاهدة شاملة (ّ )2006
الحقوق ،اضافة الى توضيح كيفي ة تط بيق ه ذه الحق وق ،وادم اج ذوي الحاج ات الخاص ة في
المجتمع ،10وفي المدرسة (حق المعوق باأللتحاق بالم دارس العادي ة ،به دف الوص ول الى الغ اء
جميع أشكال التمييز بينه وبين المتعلمين اآلخرين).
بالخالصة ،يمكن تناول حقوق اإلنسان على أنها المعايير األساسية التي ال يمكن للناس ،من دونه ا،
أن يعيشوا بكرامة كبشر .وهي حقوق متأصلة بكل فرد ،ال يمكن التنازل عنه ا ،أو انتزاعه ا ،وهي
متساوية ومترابطة ،وعالمية.
5
في مجال الحقوق البيئية هناك اليوم ما ال يقل عن مئتي اتفاقية متعددة األطراف.
6لقد اهتمت األمم المتحدة بحقوق األقليات من نواح عديدة :إنشاء اللجن ة الفرعي ة لمكافح ة اإلج راءات التمييزي ة
وحماية األقليات (.)1947نص المادة 27من "العهد الدولي للحقوق المدني ة والسياس ية" يق ر بح ق االقلي ات في أن
يكون لها حياة ثقافية خاصة بها وممارسة شعائرها الدينية ،واستخدام لغاته ا الخاص ة .ق رار الجمعي ة العام ة ( )1992
الخاص بـ "إعالن حقوق األشخاص المنتمين الى اقليات وطني ة أو عرقي ة ،ديني ة أو لغوي ة وال ذي نص خصوص ا ً على
حماية الدول لألقليات المتواجدة فوق أراضيها.حق األقلية في التمتع بخصوصياتها .حق االقلية في التمت ع بك ل حق وق
اإلنسان والحريات االساسية المعترف بها عالميا ً .التأكيد على أن تمتع األقلية بحقوق خاصة ،ال يخالف مبدأ المس اواة.
يجب لفت النظر الى أن اعطاء مثل هذه "الحقوق الخاصة" لألقليات ،ال يعد تمييزا ً بالمقارنة مع باقي الس كان ،وإنم ا
وسيلة للمحافظة على خصوصية مجموعة ،وعاداتها ،وتقاليدها.
7تتضمن بحدودها الدنيا كما جاء في إعالن حقوق اإلنسان لألف راد ال ذين ليس وا من رعاي ا البل د :الح ق بالشخص ية
القانونية.حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية.حرمة المسكن والذات.حق اللجوء الى القضاء.الحق في الحياة وفي
األمن الشخصي وحماية الحياة الخاصة ،األسرة ،المسكن ،المراسالت.حق المساواة أمام المحاكم.الحق في ال زواج
وتأسيس األسرة.الحق في حرية التفكير والرأي واالعتقاد والدين.الحق في تحوي ل األم وال الى الخ ارج م ع مراع اة
النظم الوطنية.الحق في المغادرة ،والحق في االنتقال داخل اإلقليم مع مراعاة االنظمة المرعية.الح ق في ظ روف
عمل صحية وآمنة.
8اتفاقية عقدت في سنة ،1990ودخلت حيز التنفيذ في األول من تموز من سنة .2003
9أنشاء مجموعة عمل خاصة في األمم المتحدة ،في سنة ، 1982ووضع برنامج لألهتمام بالشعوب األصلية في
العالم في .1995
10بعد صدور أعالن حقوق المعوقين عقليا" ( )1971واعالن حقوق المع وقين ( )1975ج اءت ه ذه االتفاقي ة للتأكي د
على النهج االجتماعي لمقاربة الموضوع .وقد ركزت الم ادة /3/من اإلتفاقي ة ،ع ددا ً من المب ادئ ل دعم ه ذه الرؤي ا:
احترام الكرامة اإلنسانية واالستقالل الذاتي ،والحق باالختيار لألشخاص ذوي االعاقة -المس اواة وع دم التمي يز-كفال ة
المشاركة بصورة كاملة وفعّالة في المجتم ع وتيس ير امكاني ة الوص ول-اح ترام الف وارق واعتباره ا ج زءا ً من التن وع
البشري (تكافؤ الفرص )
ث :األسس التاريخية والفلسفية لحقوق االنسان
شغلت حقوق األنسان حيزا" كبيرا" عبر التاريخ ،وتداخلت عوامل كثيرة في عملية تطوير الحق وق
والحري ات .ويعت بر الكث يرون أن ج ذور حق وق األنس ان تع ود الى أرث الحض ارات القديم ة .لكن
عمليا" ،تمتد جذور تنمية حقوق اإلنسان في الصراع من أج ل الحري ة والمس اواة ،في ك ل مك ان
من العالم .ونجد األساس الذي تقوم عليه حقوق اإلنسان ،مثل احترام حياة اإلنسان وكرامته ،في
أغلبية الديانات والفلسفات.
والحريات
ّ )1المسيرة التاريخية للحقوق3
لقد تأثرت مسيرة حقوق اإلنسان باألعراف وبالتقاليد االجتماعي ة ،والتي ّ ارات الفكري ّ ة ،واألح داث
السياسيّة لتمر بخمس مراحل أساسيّة.
مرحلة األعراف :وهي المرحلة التي سبقت تدوين العادات والتقاليد.
مرحلة القوانين المكتوبة :وهي المرحلة التي دُوّنت فيها األعراف والعادات ،وص يغت
في أحكام إلزامية ،مثل شريعة حمورابي ،وقانون األل واح اإلث ني عش ر (أو ق انون األل واح
الرومانية )11ويقال أن أول "ميثاق لحقوق األنسان" يعود الى "اسطوانه" المل ك الفارس ي
قورش( 12في القرن السادس قبل الميالد) وق د ق امت األمم المتح دة (في س نة )1971
بنشر ترجمة الميثاق المشمول في األسطوانة ،بجميع اللغات الرسمية في األمم المتحدة.
مرحلة الشرائع الدينية :وفيها ظهرت كتب ،وتعاليم ،وسنن ،واجته ادات انط وت على
قيم روحيّة وأخالقيّة .وقد ساهمت األديان في تأسيس ال وعي بحري ة اإلنس ان ،وفي حق ه
في العيش الحر الكريم ،و تحريره من كل القيود.
مرحلة الدساتير :وفيها حقّقت مسيرة الحقوق مكاسب كبرى .مع بداي ة عص ر النهض ة
(في القرن الثالث عشر) صدرت في إنكل ترا الش رعة العظمى (الماجنا كارتاMagna
)Carta 1215على أثر ثورة معادية لطغي ان المل ك .وق د نص ت ه ذه الش رعة على
تحريم القبض على رجل حر ،أو تشريده أو نفيه او قتله ...بغير سند قانوني .أما عريضة
الحقوق ( )Petition of rightsالتي أرس لها البرلم ان اإلنكل يزي إلى المل ك (ع ام
،)1628فقد نصت على مبدأين أساسيين هما :احترام الحري ة الشخص ية ،ومن ع التوقي ف
التعسفي بدون محاكم ة .بالمقاب ل رك زت مذكرة ( )Habeas Corpus 1679على
حماية الحرية الشخصية من األدارة وتعس فها ،وعلى حق وق المتهم ،وأص ول المحاكم ات،
ومعاملة السجناء .كما أتت شرعة الحقوق ( ) Bill of rights1689لتضمن بشكل
خ اص ع دم ج واز ف رض األحك ام العرفي ة في زمن الس لم ،وح ق الرعاي ا في تق ديم
األلتماسات وعدم جواز فرض ضرائب إال بموافقة البرلمان...
11
تعتبر األلواح االثني عشر من أقدم أثار الحق الروماني (وَضعت في أواسط القرن الخامس قبل الميالد)
12
لكن بداية التشريع الوضعي لحقوق األنسان تعود الى "وثيقة اعالن استقالل الوالي33ات
المتح33دة )1776( 133والى الث ورة الفرنس ية )1789( 14م ع "اعالن حق33وق 3االنس33ان
والمواطن " ،كون هاتين الوثيقتين لعبتا دورا" بالغ األهمية في تطوير نظرية حقوق اإلنس ان،
وتنامي حركات حماية هذه الحقوق في كافة مناطق العالم.15
تعتبر مساهمات بعض الفالسفة والمفكرين بارزة ،في مجال تمهيد الطريق أمام االعتراف
بحقوق اإلنسان.
في الحضارة االغريقية ،أعتبر ارسطو أن مبدأ المس اواة ه و من المب ادئ األساس ية ال تي
تنطوي تحت لوائه جميع الحقوق والحريات المعترف بها لألثنين (شعب اثينا) ،وبهذا ف أن مب دأ
المساواة هذا يحتم معاملة جميع الناس بشكل متساو ،سواء أمام القانون ،أو حتى فيما يتعلق
بحقوقهم السياسية والوظيفية ،وممارسة الحق في ابداء الرأي ،وحرية التعبير .اال أنه أك د في
13ورد في مقدمة "وثيقة إعالن استقالل الواليات المتحدة" ،إنه من الحق ائق البديهي ة أن جمي ع الن اس خلق وا
متساوين ،وقد وهبهم الله حقوقا" معينة ال تتنزع منهم .ومن هذه الحقوق حقهم بالحياة ،وبالحرية وبالس عي الى
بلوغ السعادة .وتنص الوثيقة ايضا" على انه كلما عملت اية حكومة من الحكومات بشكل نتتهك فيه هذه الغايات،
فمن حق الشعب أن يغيرها أو يلزمها ،وأن ينشئ حكومة جديدة ترسي أسس تلك المبادئ.
14في فرنسا صدر إعالن حقوق اإلنسان والمواطن على أثر ثورة ،1789والحق اإلعالن بدستور ،1791وقد تضمن
اإلعالن مبادئ الثورة الفرنسية واشار إلى أن الشعب مصدر المسلطات ،وأن الناس خلقوا ويظلون متساوين في
الحقوق .ونص القانون الصادر سنة 1946في مقدمته على هذه الحقوق ،ونص الدستور الصادر في تشرين األول
1958على تبني إعالن حقوق اإلنسان والمواطن .
15ان الثورتين الفرنسية واالميركية كانت لتفجر ثورات في اوروبا وفي اميركا الالتينية وغيرها .وتوالت االتفاقيات
والنظم الدولية حول احترام حقوق االنسان وحرياته :تحريم االتجار بالرقيق (اتفاقية بروكسل 1890واتفاقية باريس
-1904اتفاقية باريس حول العناية الصحية ومكافحة االوبئة (.)1903
16على س بيل المث ال ال الحص ًر" :اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان في اإلس الم" الص ادر عن وزراء خارجي ّ ة
المؤتمر اإلسالمي( ،)1990و"الميث اق الع ربي لحق وق اإلنس ان " ال ذي أُع د ّ في إط ار جامع ة ال دول العربي ة (
.)2004
مذهبه أن فريق ا" من الن اس ه و مخل وق للعبودي ة (يعمل ون على اآلالت ال تي يتص رف فيه ا
األحرار) .وهكذا كانت حقوق اإلنسان ال تشمل كل الفئات اإلجتماعية .
في العصور الوسطى والحديثة تمثلت حقوق االنسان بعدد من الوثائق والق وانين ،والكتاب ات
مع مونتسكيو ،وفولتير ،وجان جاك روسو ،وجون لوك...20والمنطلقات الفلسفية التي ارتك ز اليه ا
بناء منظومة حقوق االنسان اعتمدت على مجموع ة من القيم المرجعية وال تي يمكن ايجازه ا
كالتالي:
الكرامة :كما األديان ،كرست الفلسفة والعقيدة مبدأ الكرامة في نصوص ومعاهدات -
ودساتير ليصبح صون الكرامة البشرية المحور األساس الذي تقوم عليه النظرية العامة
لحقوق االنسان.
المساواة :تعتبر الحق الطبيعي األول بدون منازع ،ويقصد بها المساواة بالكرامة، -
وبالصفة االنسانية والتي تترجم بالمساواة أمام القانون ،والحمابة المتساوية ،التي يؤمنها
القانون لكل الناس ،وكذلك المساواة في الحقوق والواجبات داخل المجتمع.
الحرية :وهي وضعية عدم الخضوع في مجتمع منظم ،وفي حدود القوانين المعتمدة، -
وعلى قاعدة عدم االضرار بالغير .وتتجلى تطبيقاتها في حرية التعبير ،وحرية المعتقد،
وحرية التجمع وحرية التعليم ،وحرية التنقل ،وغيرها من الحريات.
م عناص ر ه ذه البيئ ة
والحريات بيئة سياسية – قانونيّة يترعرع فيها ،وتتلخّص أه ّ
ّ ان لنظام الحقوق
بالتالي:
الديمقراطية :إن الديموقراطية ،في أبسط معانيها ،تتلخّص في توافر أمرين :ترك يز -
والحري ات ،وتوف ير الض مانات لممارس تها
ّ الس لطة في ي د الش عب ،وت أمين الحق وق
وحمايتها .واعتماد الديمقراطية يرتكز على:
الحوار بين الحكّام والمحكومين. -
المشاركة في الشأن العام ،وفي مراقبة عمل السلطات ،والمؤسسات السياسية. -
المعارضة المقبولة والمشروعة. -
17تجاوزت روما كل الحدود في انتهاكات حقوق االنسان ( رق ،غزو واستعباد للسكان ،مبدأ أستباحة اآلخرين ،المرأة
عدو ال حقوق مدنية لها ،فاقدة لالهلية من الناحية القانونية ،ويسري عليها ما يسري على القصار والمجانين.
18لقد انتهج الخطيب الروماني ششرون نفس النهج الرواقي حيث تبنيه القانون الطبيعي ،وأكد على أن الناس أمة
واحدة يستوي أفرادها في نظر الطبيعة.
19قال الفليسوف اإلنكليزي جون لوك ( :)1704 -1623إن اإلنسان كائن عقالني ،وإن الحرية ال تنفصل عن السعادة،
وأكد أن غاية السياسة هي البحث عند السعادة التي تكمن في السالم واإلنسجام واألمان ،وهي رهن بتوافر
الضمانات السياسية.
20يعتبر لوك المنظر االول لحقوق االنسان( دراستان حول الحكم المدني (1960-حيث اكد على الحقوق الطبيعية
لالنسان اي الحق في الحياة والحرية والمساواة والملكية .وكذلك كتابه “رسالة التسامح” حول حرية الرأي والتعبير
والعقيدة.
سيادة القانون :ان "القاعدة القانونيّة" تخضع السلطة السياسية لضوابط مح ددة، -
وب ذلك يك ون الق انون حكم ا ً بين الس لطة واألف راد ،والم ؤتَمن على تنظيم الحق وق
والحريات .في هذا االطار تلعب السلطة القضائية دورا" مميزا".
ّ
ثانيا" :مصادر القانون 3الدولي لحقوق اإلنسان والجهات الضامنة للحقوق
ان عهد التنظيم الدولي شكل نقلة نوعي ة في مج ال حق وق االنس ان ،وذل ك من خالل آلي ات
ومعاهدات غايتها توفير ضمان وحماية هذه الحقوق.21
* ميثاق األمم المتحدة ( 3:)1945تحدد المادة األولى من ميثاق األمم المتحدة أهدافها،
فتنص الفقرة األولى ،على حفظ السلم واألمن الدوليين ،ثم تتض من الفق رة الثالث ة ،عب ارات
ص ريحة واض حة عن مقص د األمم المتح دة ،في تعزي ز اح ترام حق وق اإلنس ان ،والحري ات
األساسية للناس جميعا ً،والتشجيع على ذل ك ،دون تمي يز بس بب الجنس أو اللغ ة أو ال دين أو
التفرقة بين الرجال والنساء .كما تؤكد المادتان الخامسة والخمسون ،والسادسة والخمس ون،
هذه المعاني ،عن حق الشعوب في تقرير المصير ،وفي احترام حقوق اإلنسان.
* اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( :)1948عمدت األمم المتح دة إلى إص دار اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنس ان ،22في مقدم ة وثالثين م ادة .تع دد الديباج ة األس باب ال تي دفعت ال دول
األعضاء إلصدار مثل هذا اإلعالن بالقول أن االعتراف بحقوق األفراد المتساوية والثابتة "هو أساس
الحرية والعدل والسالم في العالم" .وتتناول المواد بصورة تفصيلية هذه الحق وق ،فتتح دث عن
حق كل إنسان بالتمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن ،دون تمييز ألي س بب من
األسباب.
نشير ،في هذا السياق ،الى أن اإلعالن العالمي لحقوق االنسان ال يتصف بأية ص33فة الزامي33ة،
وال يأخذ صفة المعاهدة المحددة بالتزامات قانونية واضحة ،األمر الذي حدا بالمنظمة الدولي ة
لبذل جهود أكبر في سبيل التوصل إلى صيغ أخرى نابعة من روح اإلعالن ،وترت دي طابع ا ً إلزامي ا،
ترجمت في" :العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية" ( )1966و"العه د
الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" ( )1966وهما معاهدتان ملزمتان قانونا ً للدول
االطراف.
وهك ذا يش كل "اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان" والعه دان الم ذكوران الش33رعة الدولي33ة
لحقوق اإلنسان.
21بداية قامت "عصبة األمم" بتقري ر ص يغة دولي ة لحماي ة حق وق االنس ان ،وال تزام حق وق األقلي ات في األق اليم
الخاضعة للحماية أو لألنتداب .من جهتها ،تناولت "منظمة العمل الدولية" رعاي ة ش ؤون العام ل ،وتوف ير األج ر...
الى أن تم تأسيس األمم المتحدة ،وصدور ميثاقها الذي مهد لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان.
22
التمييز بينها ،وحقوق الشعوب بالتصرف الح ر بثرواته ا وموارده ا الطبيعي ة .ك ذلك تتن اول
م واد اإلتف اق الح ق بالعم ل والت دريب والتوجي ه ،والح ق ب التمتع بش روط عم ل عادل ة
ومرضية ،والحق في تشكيل النقاب ات واالنض مام اليه ا والح ق في اإلض راب ،والح ق في
الضمان االجتماعي ،واألمن الغذائي الصحي ،وحق األسرة واألمهات واألطفال والم راهقين
كاف ،والحق في ٍ في أكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة ،والحق في مستوى معيشي
الص حة البدني ة والعقلي ة ،وح ق ك ل ف رد في الثقاف ة والحي اة الثقافي ة والح ق في تعليم
ابتدائي إلزامي ومتاح بالمجان للجميع ،وتيسير التعليم الثانوي ،والمه ني ،والف ني والتعليم
العالي.
الميثاق أو العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ( 3 :)1966تح دد
مواد الميثاق حقوق اإلنسان المدنية والسياسية ،فتضمن لكل إنسان حقا ً أصيال ً في الحياة.
وتنص على عدم الخصوع للتعذيب ،وع دم توقي ف أح د أو اعتقال ه تعس فاً ،وحري ة التنق ل
واختيار مكان االقامة ،والحق في عدم إبعاد األجنبي بشكل تعسفي ،والح ق في المس اواة
ص في الق انون ،وحرم ة الحي اة الخاص ة، أمام الق انون ،ومب دأ ال جريم ة وال عقوب ة إال بن ّ
وحرية التفكير والضمير والدين ،وحرية التعب ير ،والح ق في التجم ع الس لمي ،وفي إنش اء
الجمعيات والنقابات ،واإلنضمام اليها .كما يؤكد الميث اق على خط ورة ال رق ،وع دم ج واز
حبس اإلنسان لمجرد عجزه عن الوفاء بالتزام تعاقدي ،وعدم رجعية القوانين الجزائية.
مفهوم حقوق الطفل عرف تطورا" ملحوظا" عبر التاريخ ،وجاء ليتناول حق الطفل باالس تفادة
من حماية خاصة .23واضافة الى االعالن العالمي لحقوق االنسان ،وال ذي يش مل األطف ال أيض ا"،
كون الحقوق الواردة فيه هي حقوق تكتسب منذ الوالدة ،كان من الطبيعي لمنظمة األمم المتحدة
أن تولي إهتماما ً خاصا ً اض افيا"باألطف ال ،فق امت الجمعي ة العام ة لألمم المتح دة بإص دار إعالن
حقوق الطفل (.)1959
وتتلخص ه ذه الحق وق بح ق الطف ل ب التمتع بكاف ة الحق وق ال واردة في اإلعالن ب دون تمي يز ،
وباإلستفادة من حماية خاصة ،وبح ق (من ذ والدت ه) الحص ول على إس م وهوي ة ،وباإلس تفادة من
الضمان االجتماعي والحصول على الغذاء ،والسكن ،والعناية الطبي ة المناس بة ،والتربي ة المجاني ة
وااللزامي ة في المس تويات اإلعدادي ة على األق ل ...وللطف ل الح ق بالحماي ة ض د ك ل أش كال
اإلهمال ،والقسوة واالستغالل وال يجب استخدام الطف ل في أي عم ل ،قب ل أن يص ل إلى الس ن
األدنى المالئم .وال يجب في أي حال من األح وال أن يج بر ،أو يس مح ل ه ،بممارس ة عم ل يض ّر
بصحته أو بتربيته ،أو يعيق نموه الجسدي ،والعقلي ،واألخالقي .وللطفل المعاق جس دياً ،أو عقلي اً،
أو اجتماعيا ً،الحق بتلقي العالج ،والتربية ،والعناية الخاصة التي تفرضها حالته أو وضعه.
23من اعالن جنيف ( ) 1924الذي نص على حماية االطفال ،الى اتفاقية 1930ال تي ح ددت س ن االطف ال ب18
سنة ،وحرمت تشغيل االطفال في االعمال الخطيرة او المضرة بنم وهم الجس دي والمعن وي واالخالقي ،الى اتفاقي ة
منع جريمة االبادة الجماعية ( )1948والتي تش مل في م ا تش مل تح ريم نق ل االطف ال من جماع ة الى اخ رى ،الى
االعالن الصادر عن األتحاد الدولي لرعاية االطف ال ( )1948بغض النظ ر عن االعتب ارات المتعلق ة ب العرق والجنس ية
والمعتقد.
الحقا" ،وبمبادرة من الجمعية العامة لألمم المتحدة ،تم اقرار " االتفاقية الدولية لحقوق الطفل" (
) 1989والتي أنشأت لجنة خاصة به ذه الحق وق ،مهمته ا مراقب ة ال دول في مج ال تطبيقه ا .
الجدي د أيض ا" في مض مون ه ذه االتفاقي ة ،اقام ة ن وع من الت33وازن بين حق33وق 3األطف33ال
وحقوق األهل المسؤولين عنهم ،ومنح الطفل حق المشاركة في القرارات ال تي تعني ه ،وتع ني
مستقبله ،كما طالبت هذه االتفاقية بعدم فصل الطفل عن أهل ه رغم ارادت ه .ك ذلك تن اولت حق ه
في حرية التعبير والرأي ،وحمايته من األستغالل األقتصادي ومن العنف الجنسي.
من خارج االتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل ،وفي اطار حماي ة األطف ال خالل النزاع ات المس لحة
نشير الى اربعة قرارات صادرة عن مجلس األمن الدولي :القرار )1999( 1261والق رار 1314
( )2000والقرار )2001( 1379والقرار .)2003( 1460اضافة الى ذلك ،تقر المحكمة الجنائية
الدولية (اتفاقية روما) أن مشاركة األطفال ،ما دون ال 15سنة ،تعتبر جريمة حرب.
إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة ( )1967و اتفاقية القضاء على جميع
أشكال التمييز ضد المرأة" ( سيداو )1979
بعد اتفاقية حظر البغاء واستغالله ( )1949واتفاقية الحقوق السياسية للم رأة ( ،)1952واتفاقي ة
جنسية المراة المتزوجة ،وحقه ا باالحتف اظ بجنس يتها األص لية ( ،)1957واتفاقي ة األونيس كو ض د
التمييز في التعليم ( ، )1962تبنت الجمعية العامة لألمم المتحدة (في 7تشرين الثاني ) 1967
إعالن القضاء على التمييز ضد المرأة .ويمثل ه ذا اإلعالن مرحل ة جدي دة في أعم ال األمم
المتحدة ،لتحقيق المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة .وه و ينص على اتخ اذ جمي ع الت دابير
المناسبة لتأمين تمتع المرأة ،على قدم المساواة مع الرجل ،ودون أي تمييز بالحقوق وأبرزها :
· حق تملك األموال وإدارتها ،والتمتع بالتصرف بها ،ووراثتها ،بما في ذلك األموال ال تي تم تملكه ا
اثناء قيام الزواج .
ان الحقوق الواردة اعاله قد زيدت إسهابا ً في اتفاقية القضاء على جميع أش33كال التمي33يز
ضد المرأة" ( سيداو )1979التي دخلت حيز التنفيذ في 3ايلول ،1981والتي قضت باتخاذ
تدابير القضاء على التمييز ضد المرأة في مجاالت الحي اة السياس ية والعام ة ،والتعليم ،والعمال ة،
والصحة ،والزواج ،واألسرة... ...وفي هذا السياق ،نذكر باالعالن الصادر عن الجمعي ة العام ة لألمم
المتح دة (في 20ك انون االول ،) 1993وال ذي يط الب بالقضاء على العنف تج اه الم رأة،
وبالبروتوكول االختياري االضافي التفاقية القضاء على جميع اش كال التمي يز ض د الم رأة (
. )1999هذا البروتوكول يشتمل على اجرائين :االجراء األول يتعلق بقن وات االتص ال ال تي ت تيح
للمرأة الفرد أو لمجموعات نساء ان تقدم شكواها حول انتهاك حقوقها الى لجنة القض33اء على
التمي33يز ض33د الم33راة ،واالج راء الث اني يتعل ق بح33ق التحقيق ال ذي يمكن اللجن ة من اث ارة
الموضوع لالستتفسار حول االوضاع ،واالنتهاكات لحقوق المراة.
ان الجهاز الخاص بتحسين أوضاع المراة ،والذي أقر انشاؤه باالجماع من جانب الجمعية العامة
لألمم المتحدة في 2تموز ،2010بدأ يعمل منذ شهر كانون الثاني .2011
من مصادر القانون الدولي لحقوق االنسان" ،القانون الدولي األنساني" وهو ب ديل لمص طلح
"قانون الحرب" والذي أستمر أس تخدامه ح تى وض ع ميث اق األمم المتح دة ( )1945ال ذي ح رم
الحرب .هذا القانون تطور مع تطور مفهوم األمن الدولي نحو أمن األنسان ،ليطال محاور ع دة.
24
و"القانون الدولي األنساني" هو ف3رع من ف3روع الق3انون ال3دولي الع3ام لحق3وق األنس3ان
.
ان مص3ادر الق انون الق انون ال دولي األنس اني متع ددة ،25أم ا قواع3ده فهي تض من حماي ة
األش خاص المتض ررين في ح ال ن زاع مس لح ،وحماي ة الممتلك ات ،والمنش ئات ،والمواق ع
غيرالمرتبط ة مباش رة بالعملي ات العس كرية .ويق ع ه ذا الق انون في مرتب ة وس طية بين حماي ة
األنسان ،والضرورات العسكرية.
أن نطاق تطبيق "القانون الدولي األنساني" تطور من النزاع المسلح الدولي (بين دول تين
أو أكثر) ليش مل ال نزاع المس لح غ ير ال دولي (النزاع ات المس لحة الداخلي ة ،ك الحرب األهلي ة)،
وبالتالي فهو عالمي على مستوى نطاق حماية ضحايا النزاعات المسلحة ،وذلك بغض النظ ر عن
أطراف النزاع ،وعن من تسبب باألعتداء بداي ة .وتتمثل المب33ادىء األساس3ية للق انون ال دولي
األنساني في:
مبدأ التمييز بين المقاتلين والسكان المدنيين ،وبين األهداف العس كرية والمدني ة ،وتح ريم -
الهجمات العشوائية والهجوم على دور العبادة ،وتدمير المعالم األثرية والثقافية...
مبدأ الضرورة الحربية :الضرورة الحربية عرفها فقهاء القانون الدولي بالحالة الملحة ال تي -
ال تترك مجاال" ألختيار الوسيلة المستخدمة في العم ل العس كري الف وري ،وال تي تف رض
نفسها بسبب الظرف االستثنائي الناشىء .ان الضرورة الحربية هي ذات طابع م ؤقت ،وال
يمكن التذرع بها ألستخدام أسلحة محرمة دوليا"،على سبيل المثال.
مبدأ التناسب :هذا المبدأ يفرض مالءمة العمليات العسكرية مع الهدف ،أو األهداف ،وفقا" -
لمبدأ الضرورة الحربية .وليس ألطراف النزاع ،أو القوات المسلحة حق مطلق في اختي ار
وسائل وأساليب الحرب ،والتي من شأنها احداث خسائر ،وأضرار مفرطة ،وال مبرر لها.
24يتمايز القانون الدولي لحقوق االنسان عن القانون الدولي األنساني لجهة سريان التنفيذ .فاألول يسري في وقت
السلم (حماية االفراد من انتهاك حقوقهم من قبل حكوماتهم ،أو من قبل المؤسسات واألفراد) ،والث اني يطب ق في
أوقات النزاعات المسلحة (وهو ال يسري على اعمال الشغب والمظاهرات واعمال العنف العرضية).
25قانون الهاي (لعام 1899و ،)1907قوانين جنيف وبروتوكوالتها ،المعاهدات الدولية ،العرف الدولي ،القضاء
الدولي ،والفقه الدولي( الفقه هو مجموع المبادىء المستقاة من اراء كبار المختصين في مجال القانون واجتهاداتهم
والمتبناة من قبل الدول).
في أسلوب الرقابة ،تعتبر اللجنة الدولية لتقصي الحقائق ،26واللجنة الدولية للص ليب األحمر،27
ومحاكم مجرمي الحرب 28من األدوات التي يطبق من خاللها القانون الدولي األنساني .من جهتها،
تتعهد الدول األطراف المتعاقدة ادراج احك ام الق انون ال دولي في برامج التعليم العس33كرية
والمدنية ،والتقيد بقواعده وأتخاذ األجراءات القانونية والعملي ة لمالحق ة مرتك بي ج رائم الح رب.
اشارة الى أن ما تقوم به السلطات الوطنية ال يمنع المالحقة القضائية الدولية.
يدعو القانون الدولي لحقوق األنسان الى العمل على تعزي ز ه ذه الحق وق والحري ات األساس ية
وحمايتها.
في هذا االطار ،تتعدد الجهات الضامنة لحقوق األنس ان .فباألض افة الى األمم المتح دة (وأجهزته ا
ووكاالتها المتخصصة) هناك هيئات ولجان قائم ة على معاه دات ،ومنظم ات غ ير حكومي ة ،تعم ل
كلها في اطار تعزيز وضمان هذه الحقوق .وفي هذا السياق ايض ا" ،تبقى ال دول االط ار الط بيعي
لتطبيق حقوق األنسان ،والحد من انتهاكاتها.
انتخبتها الدول المصدقة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدني ة والسياس ية في الع ام
.1966مهمة هذه اللجنة 30النظر في التقارير الواردة التي تعرضها الدول عليها ،في مجال حقوق
26هذه اللجنة التي أنشأها المؤتمر الدبلوماسي في سنة ،1974والتي أقرت بموجب البروتوكولين األضافيين
ألتفاقيات جنيف ،من مهامها التحقيق في حاالت أنتهاك القانون الدولي االنساني ،والمساعي الحميدة لتيسير العودة
الى التقيد باحكامها.
27هي منظمة محايدة وغير حكومية ،تم تأسيسها سنة .1863من مهام هذه المنظمة البحث عن المفقودين ،زيارة
اسرى الحرب ،توفير الطبابة والغذاء والمياه ،مراقبة تطبيق القانون ورصد االنتهاكات...
28بموجب ميثاق روما ،تم تأسيس المحكمة الجنائية الدولية (تموز )2002وهي أول محكمة تحظى بوالية
عالمية مؤهلة لمحاكمة األفراد المتهمين بجرائم االبادة الجماعية ،والجرائم ضد االنسانية ،وجرائم الحرب واالعتداء.
وكان ان سبقت تأسيسها محاكم خاصة كالمحكمة الخاصة برواندا ،وتلك الخاصة بيوغوسالفيا (انظر الحقا")
29استحداث الكثير من اإلجراءات لتعزيز حقوق اإلنسان وحمايتها :فِ َرق عاملة ولجان؛ -تقارير ودراسات وبيانات؛ -
مؤتمرات وخطط وبرامج؛ -تنظيم عقود العمل؛ -إجراء بحوث وتدريب؛ -إنشاء صناديق طوعية وصناديق ائتمانية؛ -
تقديم مساعدات مختلفة على األصعدة العالمية واإلقليمية والمحلّية؛ -اتخاذ تدابير محدّدة؛ -إجراء تحقيقات؛ .-كذلك
المتخصصة والبرامج والصناديق
ّ إنسان تحظى بالدعم من الوكاالت
ٍ ن اإلجراءات الرامية إلى بناء ثقافة حقوق فإ ّ
التابعة لألمم المتّحدة.
30عدد أعضائها 18عضوا وهي تابعة للمجلس اإلقتصادي واإلجتماعي.
ال ذي 31
اإلنسان .في عام 2006أنشأت الجمعية العامة لألمم المتحدة مجلس حقوق اإلنسان
حل محل هذه اللجنة.
مجلس حقوق االنسان هو هيئة حكومية دولية ،داخ ل منظوم ة األمم المتح دة ،مك ون من
47عضوا" منتخبا" من الجمعية العامة التي يتبع لها .يقوم بالترويج لحق وق اإلنس ان ،ومس ؤوليته
األساسية تدعيم تعزيز جمي ع حق وق اإلنس ان ،وحمايته ا في جمي ع أرج اء الع الم ،وتن اول ح االت
انتهاك ات ه ذه الحق وق وتق ديم توص يات بش أنها .للمجلس الق درة على مناقش ة جمي ع القض ايا
والحاالت التي تتطلب اهتمامه ،طوال العام.
أنشأت الدول األعضاء في األمم المتحدة المفوضية السامية لحقوق اإلنسان بق رار
من الجمعي ة العام ة في س نة .1993تق وم المفوض ية ب دور الموج ه والمف اوض ،وتض ع نظم ا"
وقواعد ،كما تقوم بدور رقابي ،وتدرس أوضاع الدول ،وفي حالة الخ رق الفاض ح للحق وق ،تتمت ع
بالحق بالتحقيق .هذه الهيئة (المنتخبة لثالث س نوات) ،تض م 53عض وا" ،ويرأس ها مف وض معين
ألربع سنوات ،يعتبر المسؤول الرئيس ي عن حق وق اإلنس ان في األمم المتح دة .مكتبه ا اإلقليمي
للشرق األوسط موجود في بيروت ،وهو يغطي تسعة بلدان عربية.
31
عن طري ق رف ع مس توى التع اون بين دول الع الم في مج االت التعليم والثقاف ة ،واحالل
احترام حقوق األنسان والحريات.
بعد انشاء المحكمة الجنائية الدولية الخاص ة بيوغوس الفيا 32بس بب التطه ير الع رقي خالل
الحرب (قرار رقم 808تحت الفصل السابع )1993 -والمحكمة الجنائية الدولي ة الخاص ة
برواندا (قرار رقم ، 955في سنة ،)1994على أثر المجازر المروعة التي حصلت في هذا
البلد ،33تم في روما انشاء المحكمة الجنائية الدولية في س نة ( ،1998ه ذه االتفاقي ة
دخلت حيز التنفيذ في األول من شهر تموز .)2002
هي محكمة ذات طابع ع33المي ،مس33تقلة عن األمم المتح33دة ،لكن يمكن لمجلس
األمن ال دولي تعلي ق أعماله ا اذا أعت بر أن أعماله ا تش كل تهدي دا" لض مان الس لم .ه ذه
المحكمة ،التي تضم ثماني عشر قاضيا" ،تنظر في جرائم األبادة الجماعية ،والجرائم
ضد األنسانية ،وجرائم الحرب والعدوان .وهي تحاكم األشخاص ،ال الدول.34
-3الدول
ن واجب الدولة ،في مجال حقوق االنسان ،ال يقتصر على اإلحالة إلى المواثيق الدولي ة أو إ ّ
التصديق عليها ،إن ّما يقتضي عليها أن تبذل ما في وسعها لتفعيل وتطبيق تلك المواثيق ،عبر تعديل
أو إلغاء النصوص التشريعية الداخلية ،أو إستحداث تشريعات جديدة ،ومواءمة التشريعات الوطنية
مع اإلتفاقيات الدولية ،بالشكل الذي يضمن فاعليّة ،وشموليّة تطبيق األحكام الدولية .كما يقتض ي
عليها تخصيص الموارد الالزمة لتأمين تنفيذها ،بالتعاون والتنسيق م ع القط اعين األهلي والخ اص؛
ل منوال ب د ّ أن يُراف ق (أو يلي) ذل ك ص دور مراس يم وق رارات تطبيقي ة .وبع د ذل ك ،ال ب دّ ،لك ّ
32هذه المحكمة قامت بمحاكماتها بسبب األنتهاك ات الص ارخة ألتفاقي ات ج نيف وأحك ام الق انون ال دولي
االنساني التي قام بها اشخاص النزاع (وليس الدول) ،والتي أعتبر مجلس األمن الدولي أنها تشكل أيضا"
تهديدا" لألمن والسلم الدوليين.
33
كانت هذه المحكمة أولى المحاكم التي تصدر احكاما" في ما سمي باالبادة (في سنة .)1988
34اشارة الى وجود محاكم اقليمية :المحكمة األوروبية ،والمحكمة األفريقية ،والمحكم ة األميركي ة ...تس اهم
في الرقابة ،وفي النظر في انتهاكات حقوق األنسان على المستوى األقليمي.
المحكمة الخاصة بلبنان :أنشئت المحكمة الخاصة بلبنان بموجب قرار مجلس األمن ال دولي رقم 1757 -
تاريخ 13آيار ،2007المتخ ذ تحت الفص ل الس ابع لميث اق االمم المتح دة ،وموض وعها مقاض اة االش خاص
المسؤولين ،عما أسماه مجلس األمن في قراره المذكور ب "العملية االرهابية" (في 14شباط )2005التي
أدت الى مقتل رئيس مجلس الوزراء اللبناني األسبق رفيق الحريري وواحد وعش رين شخص ا ً آخ ر ،وإص ابة
سواهم بجروح جسدية وأضرار مختلفة ( 231شخص) .وما زالت هذه المحكمة تنظر في القضية.
الس لطة التنفيذي ة ،والس لطة القض ائية ،وجمه ور الش عب أن يل تزموا مض مون تل ك النص وص
وروحيّتها.
ان المعايير والمبادىء الدولية لحقوق االنسان ،والتي تستخلص من مض مون االعالن الع المي
لحقوق االنسان والمعاهدات واالتفاقيات ذات الصلة ،والتي تصدر عن منظم ة االمم المتح دة،
بش كل خ اص تب دو وكأنه ا ترس م سياس ة حقوقي ة عالمي ة موح دة .اال ان هن اك تباين ات في
التطبيق اسبابها متعددة .أبرز هذه األس باب اس تناد الدس اتير والق وانين الوطني ة الى مص ادر
اجتماعية ،وثقافية ،وعقائدية ،وسياسية خاصة بالدولة وبمجتمعها .بالت الي ليس ب األمر الس هل
دوما" الخروج من التناقض القائم.
ما جدليًا حظي بأهمية فائقة لتحدي د طبيع ة الرواب ط ال تي ترب ط تعتبر فكرة حقوق اإلنسان مفهو ً
ً
بين مفهومي الحرية والحقوق .واذا كانت الحرية تعني امكانية الفرد التصرف وفقا إلرادت ه ،فإنه ا
تفترض على المستوى التطبيقي ،استبعاد الوضعية التي تحول دون تحقيق ذلك.
وان تركن ا جانب ا" ح االت االس ترقاق او العبودي ة وال تي تم تجاوزه ا (في النص وص الدولي ة
والوطنية)) ، 35اال ان اشكالية حقوق 3الفرد تبقى موضع نقاش.
35أبرزها اإلتفاقية الخاصة بإلغاء الرق وتجارته (1965والتي طالبت الدول االطراف فيها باتخاذ جميع االجراءات ووضع التشريعات الضرورية
للوصول الى االلغاء الكامل للرق ومؤسساته وممارساته.
36في هذا السياق ،يذهب جان جاك روسو الى أبعد من ذلك ،ليقول بأن الدافع في احترام القانون (المقبول من خالل االنتخابات) هو تحقيق= الحرية.
فبالنسبة اليه ان االرادة العامة (ان مصدر الحق في الديمقراطيات= يأتي من االرادة العامة ).ال تعني مجموع= مصالح االفراد المختلفة ،انما هي جزء من
مصالح يتشارك فيها الجميع.
ان القانون هو من يحمي من القانون الجائر وغير العادل ،وهو من يحمي الفرد ممن يحاول أذيته،
وهو من يحمي الجماعة .من هنا أهمية النظام السياسي المعتمد في الدولة .فعلى عكس النظ ام
الديكتاتوري ،ان النظام الديمقراطي يعني حرية المشاركة في الحياة العامة ،وفي وضع الق وانين.
انها الديمقراطية التمثيلية التي تمارس من خالل االنتخاب واالس تفتاء ،والتظ اهر واألض راب،
وكافة أشكال حرية التعبير السلمي.
ان كون الديمقراطية هي ديمقراطية سياسية ،هنا نتكلم على دولة الحق ،حيث الدس تور يش كل
اطارا" للقوانين ،وحيث القانون يحترم مبدأ المس اواة ،وحيث الدول ة تبقى معني ة ،اوال" وأخ يرا"،
بأمن المواطن وأمن الوطن.
في هذا االطار تحديدا" ،هناك " حاالت استثنائية قد تستدعي ع33دم اح33ترام الحق33وق 3من
قبل السلطات العامة ،كحال اعالن الطوارىء لفرض األمن ،او حالة محاربة األره اب ...عملي ا"ان
للدول الحق في الخروج عن الموجبات الملقاة على عاتقها في احترام الحريات ،من خالل اتخاذها
اجراءات خاصة وضرورية في سبيل المحافظة على األمن القومي والنظام العام ،والصحة العامة،
واآلداب العامة ،والحفاظ على حقوق اآلخرين .هذا ما جاء في "األتفاقية الدولية الخاصة ب الحقوق
المدنية والسياسية".
ولكن الخطر يكمن اليوم في دول قائمة أك ثر ف أكثر على األمن ،حيث ق د تس تفيد بعض األنظم ة
من استنسابيتها في تحديد مفهوم تهديد األمن والنظام العام ،فتتذرع باألعتبارات األمنية للح د من
الحقوق (كاألحتجاز التعسفي ) )37ولخنق الحريات.
" لكل فرد الحق في الحياة ( "...م 3من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ).
الحياة هبة الخالق ،والحق األساسي والمقدس لالنس ان ،واألعت داء عليه ا إنم ا ه و اعت داء على
جوهر وجود اإلنسان وكينونته .من هنا التشدد بتأمين الوس ائل الض امنة له ذا الح ق ،وحمايت ه من
األخطار ،سواء كان المصدر :
37تنص المادة 9من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( )1948على أن ه" :ال يج وز القبض على اي إنس ان او حج زه
تعسفيا ً" .وتكرس هذا التوجه في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ( )1966حيث ورد في المادة 9منه" :ان
لكل فرد الحق في الحرية والسالمة وال يجوز حرمان أحد من حريته اال على أساس القانون" .هذا الموقف هو ما عبر
عنه في المادة 8من الدستور اللبناني "الحرية الشخصية في حمى القانون ،وال يمكن تحديد حرم او تع يين عقوي ة اال
بمقتضى القانون".
واذ تتمظهر حماية الحق بالحياة في المجال 3العام (بالمساواة أمام القانون) ،وفي المجال
الجنائي (بحظر التعذيب وحماية الحياة والسالمة البدنية )...وفي المجال 3الطبي (حديثا"من
خالل حظر االستنساخ البشري ،وترشيد الهندسة البيولوجية) ،اال إن الحق المطلق بالحياة،الذي
أعطي لإلنسان ،تعتريه موانع وإستثناءات تفرضھا قوانین وضعیة ،وشرعات سماویة ،ومن أبرز
ھذه اإلستثناءات :اإلعدام ،اإلجهاض ،والقتل الرحیم.
اإلعدام
38
القانون الدولي لحقوق اإلنسان يحرم عقوبة اإلعدام ،ويعتبرها من أع راض ثقاف ة العن ف،
وليست حال ً لها ،وهي وصمة عار على جبين الكرام ة اإلنس انية .وتعتق د منظم ة العف و الدولية أن
عقوبة اإلعدام "تشرعن" فعال ً عنيفا ً على يدي الدولة ال يمكن الرجوع عنه .39وبالرغم من أن أك ثر
من ثلثي دول العالم قد ألغت عقوبة اإلعدام في القانون أم في الممارس ة ،فق د س جلت منطق ة
الشرق األوسط وشمال أفريقيا أعلى معدالت عالمية لإلعدام.
تبرر بعض السلطات ،في البلدان التي تفرض عقوب ة اإلع دام ،تطبيقه ا بأس باب متع ددة،
منها الردع واغالق األبواب أمام التفكیر باإلنتقام ،أو األخذ بالثأر.
اإلجهاض3
مع أن الش رائع الس ماوية أجمعت كله ا على تح ريم اإلجه اض ،ف إن التش ريعات الحديث ة
إختلفت في ما بينها حيال هذه القضية ،التي غالبا ً ما ترتدي صفة نوعية خاصة بعادات وتقالي د ك ل
بلد.
لقد ذهب جانب من الفقه إلى القول بوجوب إباحة اإلجهاض ،إذا ما طلبت الم رأة الحام ل
ذلك ،على أن يتم ذلك بمعرفة طبيب متخصص في أمراض النساء والوالدة .ويس تند أص حاب ه ذا
الرأي إلى إحترام حرية المرأة الحامل.
مقابل ه ذا ال رأي ،يح رم ج انب آخ ر من الفق ه اإلجه اض ويعت بره جريم ة يع اقب عليه ا
القانون .وفي هذا المجال تتفق األديان السماوية مع التشريعات الجنائية العربية ،وتشريعات ع دة
دول أخرى ،على أن رضا الحامل باإلجهاض ليس سببا إلباحته ،كون الجنين ليس ملكا ً لألم الحامل
حتى تتصرف به كيفما تشاء بل إن له حرمة ،منذ لحظة إس تقراره في ال رحم ،وال يج وز اإلعت داء
عليه ،وتعريض حياته للخطر.
38في العاشر من شهر أكتوبر من كل عام تنظم حركة المطالبين بإلغاء عقوبة اإلعدام أنشطة على مستوى
عالمي من أجل حث الحكومات التي لم تلغ هذه العقوبة في قوانينها على إيقاف تنفيذ أحكام اإلع دام ال تي أص درتها
المحاكم الوطنية لمدة سنة كخطوة نحو اإللغاء التام للعقوبة.
أخصام نظرية الم وت ال رحيم ي دعمون رأيهم ،من جه ة ،بإعتب ار الم وت ال رحيم مفه وم
خطير ويستشهدون بمئات الحاالت من المرض ى المي ؤوس من ش فائهم ،ال ذين تم اثلوا للش فاء
وعاشوا عش رات الس نين بع د أن ك انوا يُحتض رون ،وفي عص ر ي أتي العلم ك ل ي وم بجدي د ،من
الممكن للمريض الذي العالج له اليوم أن يشفى غداً .أما األديان ،فإنها تعتبر الله هو الوحيد ال ذي
يحيي ويميت.
بالرغم من تحريم أغلبية التشريعات في العالم للموت الرحيم ،إال أن بعض الدول كهولن دا
وسويسرا ،وعدد قليل آخر من الدول يجيزه .أما بالنس بة للم وت الس ريري (األكلي نيكي) فهنال ك
رأي مختلف يس مح بمن ع تع ذيب الم ريض المحتض ر باس تعمال أي ة أدوات ،أو أدوي ة ،م تى ت بين
للطبيب أن هذا كله ال جدوى منه .وهذا م ا أق ّره مؤتمر ج33نيف ال33دولي ( ،)1979إذ ع ّرف
ض النظر عن نبض القلب باألجهزة الصناعية. الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل ،بغ ّ
تعددت الوثائق الدولية التي تعني بحقوق الالجئين .41وقد تمح ورت معظم المعالج ات على توف ير
الحد األدنى من الحقوق لالجئين ،كعدم جواز معاقبتهم ،أو مع املتهم بس وء بس بب وج ودهم غ ير
المشروع في بلد اللجوء ،وتمتعهم بكامل الحق وق المدني ة األساس ية المع ترف به ا ،ومنحهم ك ل
مساعدة ضرورية ،وعدم التمييز بينهم استنادا ً الى الجنس أو الدين ،واحترام وح دة األس رة،وايالء
حماية خاصة لالطفال،واتخاذ كل التسهيالت لرجوعهم االختياري...
بالنظر الى الواقع الذي يعيشه الالجئون والنازحون اليوم ،ان لناحية رفض استقبالهم من بعض
ال دول (ومنه ا بعض ال دول الغربي ة الديمقراطي ة) أو لناحي ة التق اعس عن ايج اد الحل ول
ألوضاعهم (المساعدة في انهاء الحروب والنزاعات ،ما يسمح بع ودتهم الى دي ارهم ،أو تق ديم
العون لهم للعيش بكرامة في الدول المستقبلة ) ...أين نحن اليوم من احترام وضمان حقوق
41
اإلتفاقية الدولية الخاصة بوضع الالجئين (.)1950
البروتوكول الخاص بوضع الالجئين (.)1966 -
النظام األساسي لمفوضية األمم المتحدة لشؤون الالجئين (.)1950 -
إعالن بشأن الملجأ اإلقليمي (.)1967 -
قرار الجمعية العامة ( )1996الخاص بمش اكل الالج ئين ووض عهم الق انوني وال ذي أدان اس تغالل الالج ئين -
القصر الذين ال يصحبهم ذووهم بما في ذلك استخدامهم كدروع بشرية أو كجنود أو تجني دهم اإلجب اري أو أي
أفعال أخرى تعرض للخطر سالمتهم وأمنهم الشخصي.
االنسان ،مقابل األعتبارات السياسية واألمنية ،واألقتصادية( ،والعنصرية احيانا" )...ال تي تت ذرع
بها الدول؟
في لبن ان ،تص ل نس بة ع دد الن ازحين الس وريين الى نح و 37بالمئ ة بالمقارن ة م ع نس بة
اللبن انيين 70 .في المئ ة منهم من المهمش ين والفق راء ،و75بالمئ ة يحت اجون الى الرعاي ة
الص حية .ك ذلك 350الف ا" منهم ،هم في س ن ال دخول الى المدرس ة .ه ذه األزم ة تحم ل
تداعيات اقتصادية ،ومالية ،واجتماعية .تتسبب بخسائر مباشرة ،وغير مباش رة ،على األقتص اد
اللبن اني ،تص ل الى عش رين ملي ار دوالر (نهاي ة ،)2016في حين لم تتج اوز المس اعدات
الدولية ،في هذه الفترة ،أربع مليارات ونصف المليار .42من هنا ض رورة تك ثيف المس اعدات
الدولية للبنان والمساعدة على عودتهم الى بالدهم.
أو ليس33ت الجماع3ات المس3لحة االرهابي33ة مخاطب33ة باحك3ام الق3انون 3ال33دولي د)
االنساني؟
ان األعت داء على الج رحى ،واألس رى ،واغتص اب النس اء ،واألعت داء على األطف ال (أو تجني د
االطفال) والمدنيين غير المشاركين في األعمال القتالية ،وارتكاب المجازر بح ق المجموع ات
القومية والدينية وتدمير المنشآت المدنية والطبية والثقافية ،والمواقع األثري ة التاريخي ة ،ودور
العبادة ،تعتبر افعاال" غير مشروعة بنظر القانون الدولي االنساني .من جهتها أعتبرت المحكمة
الجنائية الدولية الدائمة ان تعمد توجيه هجم ات ض د الس كان الم دنيين يش كل جريم ة ح رب
(المادة الثامنة من النظام االساسي).
كيف يمكن تفسير عدم تطبيق األحكام على الجماعات المسلحة األرهابية المنظمة من
منطلق مبدأ عدم األفالت من العقاب ،ووفقا" لمقتضيات العدالة الدولية ،كون القانون يك رس
مسؤولية األفراد على الصعيد الدولي ،عن األنتهاكات الخطيرة للقانون الدولي األنساني؟
دراسات وتق ارير عدي دة تظه ر حجم ظ اهرة عمال ة األطف ال المخيف ة .في دراس ة لمنظم ة
العمل الدولية من ضمن 21ملي ون ش خص ض حية العم ل الج بري 26،في المئ ة منهم (أي
5،5ماليين) هم دون الثامنة عشر (تقرير )2012-مع ما يستتبع ذل ك من ت اثيرات س لبية ،أن
لناحي ة التط ور والنم و الجس دي ،أو التط ور المع رفي ،والع اطفي ،واألجتم اعي ،واألخالقي
للطفل ،ناهيك عن المخاطر النفسية.
بغض النظر عن الفقر ،والذي يشكل السبب الرئيسي لعمالة األطفال ،من األس باب ،أحيان ا"،
ترك المدرسة بسبب سؤ معاملة المعلم (أو الخوف من ه) ،أو موق ع المرس ة البعي د ،وفق دان
تسهيالت األنتقال في المناطق النائية.
42
غازي وزني،خبير اقتصادي ومالي ،انظر جريدة السفير 24ايلول .2016
ان موافقة ال دول على االل تزام باتفاقي ة حق وق الطف ل تبقى ش كلية لناحي ة حماي ة وض مان
حقوق األطفال ،اذا لم يرافقها تطوير ،وتنفيد جميع سياساتها ،واالج راءات الالزم ة ،على ض ؤ
المصالح الفضلى للطفل.
ان تدريس حقوق اإلنسان يطرح عد ّة قضايا معقّدة وإشكاليات ،حول طبيعة المادة بالنسبة لبعض
الدول .هل هي مادة علمية؟ ام أيديولوجي ة؟ ويط رح الس ؤال أيض ا" ح ول المرجعي ة الفلس فية
المتغيرة بتغيير الزمان والمكان ،السيما أنها حقوق كرستها القوانين الوضعية.
بالمقابل ،كون بعض القائمين على تدريس حقوق اإلنسان قد تنقصهم ثقافة حقوق اإلنسان ،أو ان
بعض المدرس ين غ ير م دربين ،وال يتمتع ون بالق درات والكف اءة الالزم ة في إيص ال المعلوم ات
المتعلقة بحقوق اإلنسان للمتعلمين ،بش كل يع زز العالق ة القائم ة بين المه ارات (التع اون وح ل
المشكالت واألعتراض حيث يلزم ،واألصغاء لآلخر )...والمعارف (معرفة الحقوق لحمايتها ،ومعرفة
عواقب انتهاكها ) ...والمواقف (مسؤولية عن األفعال ،المشاركة والتواصل والتفاعل والتع اون)...
يبقى تعزيز اندماج حقوق االنسان بالقيم العامة ،وبالممارسة الديمقراطية منقوصا".
إن ظهور التشريعات والقوانين الدولية واإلقليمية والمحلية ،والتي أكدت على أهمية النظر
إلي اإلنسان المعوق ضمن معيار اإلنسان العادي ،من حيث الحقوق والواجبات ،ومن حيث ضرورة
إتاحة كافة الفرص له لإلستفادة من البرامج ،والخ دمات التربوي ة والتعليمي ة ،واإلجتماعي ة ،ش أنه
شأن أي إنسان عادي يعود إلى ضغط محلي ،إقليمي ،ودولي ،وعلى رأسها األمم المتح دة ،نتيج ة
جهود المنظمات الدولية وحقوق اإلنسان ،وجمعيات أهالي األفراد المعوقين والمع وقين أنفس هم،
وكذلك جهود العلماء ،والباحثين في مجال التربية الخاصة.44
تش ير الدراس ات إلى تع دد أش كال وأس اليب رعاي ة المع وقين ،والطالب ذوي االحتياج ات
الخاصة ،ومن بين هذه األساليب ،التي حظيت بانتشار واسع في الكثير من دول العالم" ،أسلوب
الدمج " .فكلما قضى الطالب المعوقون وقتا ً أطول في فصول المدرسة العادية في الصغر ،كلم ا
زاد تحصيلهم تربويا ً،ومهنيا ً مع تقدمهم في السن.
43عرفت إتفاقية حقوق ذوي اإلحتياجات الخاصة لعام 2006مصطلح ”األشخاص ذوي اإلعاقة“ بأنهم كل من يعانون
سي َة ،قد تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة
من عاهات طويلة األجل بدنية أو عقلية أو ذهنية أو ح ّ
بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع اآلخري .األمر الذي يتطلب إجراءات تربوية تعليمية خاصة
تنسجم مع الحاجات التي يتطلبها كل نوع من أنواع اإلعاقة.
. 44في مؤتمر سالمنكا المنعقد من قبل منظمة اليونسكو بإس بانيا في ش هر حزي ران ع ام ،1994بحض ور 300
شخصا يمثلون 92دولة و 25منظمة دولية ،أوصى المؤتمرون أن األطفال المعوقين من ذوي الحاجات الخاصة يجب
أن تتاح لهم فرص اإللتحاق بالمدارس العادية التي ينبغي أن تهييء لهم تربية محورها الطفل وق ادرة على تلبي ة
تلك اإلحتياجات ،.كون المدارس العادية التي تأخذ هذا المنحى الجامع هي أنجح وسيلة إلقامة مجتم ع متس امح وبل وغ
هدف التعليم للجميع.
ورغم اإلنتشار ،الذي يحققه أسلوب الدمج في م دارس بعض ال دول ،إال أن البح وث والتق ييم
للممارسات التطبيقية جاءت متناقضة حول نجاح هذه السياسة في تحقيق األهداف اإليجابية ال تي
تس عى إلى تحقيقه ا ،وم ا زال مفه وم اإلدم اج وممارس ته يمثالن مج اال ً واس عا ً في أي دراس ة،
والواق ع ي بين أن اإلدم اج يمث ل مش كال ً أساس يا ً يط رح نفس ه فيم ا يتعل ق بتنظيم تعليم ذوي
االحتياجات الخاصة ،بشكل خاص والمعوقين ،بشكل عام.
الفصل الثاني
لقد جاء في مقدمة الدستور في الفق رة ب (التع ديل الدس توري " ) 1990-9-21لبن ان عض و
مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية ومل تزم مواثيقه ا ،كم ا ه و عض و مؤس س وعام ل في
منظمة األمم المتح دة وملتزم مواثيقه33ا 3،واالعالن الع33المي لحق33وق 3االنس33ان .وتجس د
الدولة اللبنانية هذه المبادىء ،في جميع الحقوق والمجاالت دون استثناء .من هنا فأن هذا االل تزام
له القوة الدستورية.
وقد جاء في مقدمة الدستور ان لبنان جمهورية 3ديمقراطية برلماني3ة تق3وم على اح3ترام
الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد ،وعلى العدالة األجتماعي ة والمس33اواة في
الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل .وفي الدستور اللبناني أيضا" ،فص ل
كامل يح دد حق وق اللبن انيين ،وواجب اتهم (ب اب اول -فص ل ( )2م واد 7الى )15وتل تزم الدول ة
بالمساواة أمام القانون ،وبحق التمتع بالحقوق السياسية والمدنية ،وكافة الحريات العامة.
تشكل المعاهدات واإلتفاقيات الدولية لدى لبن ان ج زءا ً هام ا ً من إلتزامات ه الدولي ة ،بحيث
تسمو على القوانين ،وتتقدم عليها في التطبيق ،كما تلزم المحاكم ﺑﻬا.
الصكوك الدولية المصادق عليها من جانب الدولة اللبنانية
إتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها (.)1948 -
-اإلتفاقية الدولية للقضاء على جميع أش كال التمي يز العنص ري لع ام ( 1966انض مام -
لبنان الى هذه االتفاقية بالقانون رقم 44في )1971-6-24
العهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ()1966 -
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية( .)1966 -
-إتفاقية القضاء على جمي ع أش كال التمي يز ض د الم رأة لع ام (.1979انض مام لبن ان -
بالقانون رقم 572بتاريخ )1996-7-24
إتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاس ية أو الالإنس انية -
أو المهينة ()1984
إتفاقية حقوق الطفل( لعام .)1989 -
البروتوكول اإلختياري التفاقية حقوق الطفل المتعلق ببيع األطف ال واس تغالل األطف ال -
في البغاء وفي المواد اإلباحية ()2000
البروتوكول اإلختياري إلتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوب ة -
القاسية أو الالإنسانية أو المهينة ( ).2002
الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ( -2004إنضم إليه لبنان في عام .)2008 -
اش ارة الى ان ه ينبغي العم ل على تص ديق لبن ان ،أو إنض مامه ،إلى العه ود والمواثي ق
األخرى 45إستكماال ً إللتزاماته بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان.
على مستوى التعاون مع هيئات وآليات حقوق االنسان ،يستضيف لبن ان العدي د
من المكاتب والهيئات الدولية التي تعمل في مختلف مجاالت حقوق االنسان ،وعلى رأسها
المكتب االقليمي للمفوض السامي لحقوق االنسان الذي يقدم المشورة ،ويعمل
- 45الصكوك الدولية غير المصادق عليه من جانب الدولة اللبنانية
اإلتفاقية الخاصة بوضع الالجئين لعام .1951 -
-البروتوكول اإلختياري األول للعه د ال دولي الخ اص ب الحقوق المدني ة والسياس ية لع ام 1966الخ اص -
بإختصاص لجنة حقوق اإلنسان بإستالم الرسائل من األش خاص ال ذين ي دّعون إنته اك حق وقهم المدني ة
والسياسية.
البروتوكول الخاص باإلتفاقية الخاصة بوضع الالجئين لعام .1967 -
البروتوكول اإلختياري الثاني للعهد الدولي الخاص ب الحقوق المدني ة والسياس ية لع ام ،1989في ح ال -
اإلتفاق على إلغاء عقوبة اإلعدام.
اإلتفاقية الدولية لحماية جميع العمال المهاجرين وأفراد أســرهم لعام .1990 -
البروتوكول اإلختياري التفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام .1999 -
البروتوكول اإلختياري إلتفاقية حقوق الطفل المتعل ق بإش تراك األطف ال في النزاع ات المس لحة لع ام -
( 2000وقَّع عليه لبنان في .)11/2/2002
اإلتفاقي ة الدولي ة لحماي ة جمي ع األش خاص من اإلختف اء القس ري لع ام ( 2006وقَّع عليه ا لبن ان في -
.)6/2/2007
إتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لعام ( 2006وقَّع عليها لبنان في .)14/6/2007 -
ال بروتوكول اإلختي اري التفاقي ة حق وق األش خاص ذوي اإلعاق ة لع ام ( 2006وقَّع علي ه لبن ان في -
.)14/6/2007
البروتوكول اإلختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية لعام .2008 -
على تعزيز امكانيات المراقبة الفاعلة لحقوق االنس ان ،وحمايته ا .اض افة الى ذل ك ،نخص
بالذكر بعض البرامج والوكاالت العاملة في لبنان وأبرزها:
لجنة األمم المتح33دة األقتص33ادية واألجتماعي33ة ل33دول غ33رب آس33يا -األس33كوا (
)ESCWA
انش ئت ه ذه اللجن ة في ب يروت ،وهي تض م 14بل دا" عربي ا" .ه ذه اللجن ة تعم ل على تب ادل
المعلومات حول التجارب الناجحة ،وتقدم مساعدات تقنية في مجاالت ش تى كاألنتاجي ة ،والتنمي ة
المستدامة ،والتنمية األقتصادية واألحصاء ،وكذلك في مجال قضايا الم رأة والنزاع ات ،وغ ير ذل ك
من القضايا األجتماعية.
وكالة غوث الالجئين الفلس3طينيين -األون3روا ( :)UNRWAهي وكال ة تعم ل في
لبنان ،وتوفر للالجئين الفلسطينيين خ دمات التعليم المج اني والرعاي ة الص حية ،في أك ثر
من مركز صحي وبالتعاقد مع بعض المستشفيات في لبنان ،كما توفر المساعدات الغذائية
والمالية .وهي كذلك تعمل على تحسين البنى التحتية والمساكن في المخيمات.
منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة األونيسكو :UNESCOلها في
لبنان حضور متميز من ذ س نوات طويل ة ،وهي ،وباألض افة الى نش اطاتها في مج ال العلم
والثقافة والتربية ،تعمل خاصة على توجيه أطفال الشوارع نح و التعليم ،كم ا تنظم العدي د
من ورش العمل ،بهدف ادخال مفهوم التنوع الثقافي.
منظمة الصحة العالمية ( 3 :)WHOتقدم دعما" كبيرا" لعدة برامج مشتركة م ع وزارة
الصحة اللبنانية بهدف تحسين نظام القطاع الص حي ،وتعزي ز قدرات ه األداري ة ،الى ج انب
البرامج الخاصة بصحة األطفال والمسنين بشكل خاص.
منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراع3ة ( )FAOتق وم بمش اريع وب رامج ع دة في
لبنان لتعزيز االنتاج وتسويقه ،وتعزيز القدرات األدارية ،والتنظيمية في هذا القطاع.
القوة المتعددة الجنسيات ) )UNIFILالعاملة في جن وب لبن ان :46دوره ا يكمن في
اس تعادة الس لم ،بع د الح رب العدواني ة األس رائيلية على لبن ان (في تم وز )2006وفي
مس اعدة الحكوم ة اللبناني ة على اس تعادة س لطتها ،كم ا وأنه ا تعم ل على رص د وق ف
العمليات العدائية ،ودعم القوات المسلحة اللبنانية.
اتخذت الدولة اللبنانية عددًا من اإلجراءات والمبادرات التي ترمي إلى تحقيق حماية أفضل
لحقوق اإلنسان ،من ضمنها ما هو مؤسساتي ،وما هو تشريعي.
-أعداد مشروع قانون يهدف إلى استحداث مديرية عام ة لحق وق اإلنس ان في وزارة
العدل.،
-أنشاء قسم حقوق اإلنس ان في المفتش ية العام ة لقوى األمن ال33داخلي ، 3وتش كيل
لجنة من ضباط قوى األمن الداخلي للتخطيط اإلستراتيجي وحقوق اإلنسان.
46هي اليوم قوة عسكرية قوامها 12ألف عنصر ،آتين من ثماني وعشرين بلدا" اضافة الى قوة بحرية لحماية المياه األقليمية.
إنشاء اللجنة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في العام ،1995عمال ً بقرارات المؤتمر -
العالمي الرابع للمرأة في بينجيغ .والهيئة الوطنية لشؤؤن المراة اللبنانية (قانون رقم
720بتاريخ )1998-11-5
اصدار مرسوم حظر استخدام األحداث ما دون ال 16سنة ،في اعمال خطرة (- 1995
-إنش اء اﻟﻤﺠلس األعلى لحق33وق الطفل ( )1994في إط ار وزارة الش ؤون األجتماعي ة،
3وقين ( .)1993والهيئ33ة الوطني33ة الدائم33ة لرعاي33ة
وكذلك الهيئة الوطنية لشؤون المعّ 3
شؤون المسنين ()1999
-اقرار قانون حماية النساء وسائر أفراد االسرة من العنف األسري (قانون رقم 293بتاريخ -7
)2014-5
-تأسيس اللجنة النيابية لحقوق اإلنسان ،ضمن مجلس النواب اللبناني ،وهي تقوم بالعم ل
التش ريعي والرق ابي ،ودراس ة مش اريع واقتراح ات الق وانين المحال ة إليه ا ،من قب ل الحكوم ة
والنواب ،ورفع التقارير واإلقتراحات بشأﻧﻬا ،ﺑﻬدف تعزيز حقوق اإلنسان في لبنان مدنيًا ،وسياسيًا،
وأقتصاديًا ،وثقافيًا.
* في الحقوق الخاصة بذوي االحتياج3ات الخاصة ح دد الق انون اللبن اني (رقم )2000-220
الحق بالحصول على الخدمات الصحية واعادة التأهيل (المادة ،) 27ونص على الحق ببيئة مؤهل ة
(الم ادة ،)33وعلى الح ق بالتنق ل (الم ادة )44والح ق بالس كن (الم ادة )55والح ق ب التعليم
والرياضة (المادة )59والح ق بالعم ل وبالتق ديمات األجتماعي ة ( .)68ه ذا وق د ص در ،في س نة
،2009مرس وم (رقم )2214يتعل ق ب األجراءات والت دابير الالزم ة لتس هيل مش اركة ذوي
االحتياجات الخاصة في األنتخاب ات النيابي ة والبلدي ة .ك ذلك ص درت البطاق ة الشخص ية للمع وق،
وتالها بطاقة الموقف الخاص باألشخاص المعوقين حاملي هده البطاقة ()2015
في نيسان ، 2014تم اطالق دليل المدارس الدامجة لذوي الص عوبات التعلمي ة ،ليك ون اداة في
أيدي األهالي الذين يعاني أوالدهم ص عوبات تعلمي ة ،ويحت وي ال دليل أس ماء ،وعن اوين الم دارس
المختصة والجمعيات غير الحكومية التي توفر خدمات ،ومساعدة التالميذ ذوي الحاجات الخاصة.
-تقوم وزارة التربية ،بالتعاون م ع منظم ة اليونيس يف والبن ك ال دولي ،ب دور وق ائي من خالل
محاولة معالجة الرسوب.
-تقوم وزارة العمل ،وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية والبرنامج ال دولي للقض اء على عم ل
األطفال ،من خالل دورات تدريبية في مجال التوعية ،وبمحاوالت لتطوير قانون العمل ،كم ا تق وم
بدور رقابي حول تطبيق قانون العمل ،عبر دائرة التفتيش ،والوقاية والصحة ،والسالمة المهنية.
-تعمل وزارة الداخلية والبلديات على سحب األطفال من الشوارع ،واحالتهم الى الجمعي ات
األهلية.
-تدريس حقوق 3االنسان 3في مراحل التعليم ما قبل الجامعي والجامعي:
في مراحل التعليم ما قبل الجامعي ،3يتم تدريس حقوق االنسان في إطار منهج مادة
التربية الوطنية والتنشئة المدنية (الصادر بالمرسوم رقم 10227/97تاريخ 8أيار )1997
وقد هدف المنهج ،بشكل خاص ،إلى تنمية مفهوم األعتراف بوج ود اآلخ رين في المجتم ع ،ووعي
المتعلم لحقوقه ،مقابل وعيه لحدود حقوقه ،واحترام حريات اآلخرين ،وملكياتهم كشرط ض روري
لتمتعه بحريته والحفاظ على ملكيته ،وتنمية وعيه لمفه وم الديموقراطي ة (حري ة ال رأي والتعب ير،
حرية المعتقد ،ح ق الترش ح واالنتخ اب ،ح ق تأس يس الجمعي ات واألح زاب ،ح ق مقاوم ة الظلم
واألستبداد ،حق مقاومة األحتالل والعدوان )...ومفهوم المواطنية ،واالل تزام ب القوانين ،واألنظم ة،
وتطويرها ،وتأدية الضرائب ،وخدمة العلم والدفاع عن الوطن...
ولقد تضمن منهج التربية الوطني33ة والتنش33ئة المدني3ة اإلعالن الع المي لحق وق اإلنس ان،
وأبرز االتفاقات الدولية الراعي ة لحق وق اإلنس ان ،وق د أُ ب رزت نص وص من ه ذه االتفاقي ات في
سلسلة كتب التربية الوطنية والتنشئة المدنية.
ان المناهج التي يقوم بتطويره ا المركز ال33تربوي للبح33وث واالنم33اء تص ب في نش ر ثقاف ة
حقوق االنسان وتعزيزها وهي عديدة ،أبرزه ا (على ص عيد ال ذكر ال الحص ر) :المواطن ة الحاض نة
للتنوع الديني (منهاج اقر تعميم وزاري تحت رقم 8م 2014تاريخ ) 2014-4-14كمادة مندمج ة
في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية في مرحلتي التعليم األساسي والثانوي ،ومواد الفلسفة
والحضارات ،وعلم االجتماع .كدلك تم العمل على وضع األس تراتيجية الوطني ة للتربي ة البيئي ة في
لبن ان ،وانت اج منه اح للحلق تين األولى والثاني ة في مرحل ة التعليم األساس ي ،م ع جمعي ة ال ثروة
الحرجية والتنمية اضافة الى مشروع التربية على التنمية المس تدامة حيث تم اع داد رزم تعليمي ة
تعلمية لكل حلقة من حلقات التعليم األساس ي ،تتض من أنش طة تنس جم م ع الم واد األكاديميي ة،
وته دف الى التوعي ة ح ول المواطني ة ،وحق وق االنس ان ،وحق وق وواجب ات التالم دة (وتحملهم
المسؤولية) والنماء ،والمحافظة على البيئة الوطنية والكونية...
على المستوى الجامعي ،س بق أن أدخلت م ادة "الحري ات العام ة" في ب رامج كلي ة الحق وق
والعلوم السياسية واإلدارية في الجامعة اللبنانية (في نهاي ة الخمس ينات من الق رن الماض ي) .47
وقد ج رى الحق ا" تط وير ب رامج ومن اهج حق وق اإلنس ان والحري ات العام ة ،وج رى التوس ع في
تدريسها لجهة إضافة مواد جديدة ،48وذلك قبل ان تعتمد الدول ة اللبناني ة ،حاض را" ،م ادة حق وق
اإلنسان كمقرر الزامي للتدريس في جميع كليات الجامعة اللبنانية (مرسوم رقم -2225في -11
)2009-6وهو يدرس في معظم الجامعات في لبنان.
صحيح أن لبنان التزم في دس توره األعالن الع المي لحق وق األنس ان ،كم ا أنض م الى العدي د من
الصكوك الدولية ،وقام بعدة مبادرات في مجال تعزيز حقوق االنسان ،اال ان الواقع يظه ر تباين ات
في التطبيق .غني عن الذكر بأنه ،في هذا األطار ،يمكن رصد الكثير من الحاالت .49ولكن ال بد في
47
قد اعتُمد المنهج نفسه المعتمد في تدريس هذه المادة في جامعة القديس يوسف ،وهو المنهج المعتمد في الجامعات في فرنسا.
48بحيث شمل تدريسها مفهوم حقوق اإلنسان والحريات العامة ،والضمانات الدستورية والقانونية والدولية لهذه الحقوق والحريات،كما= جرى تدريس
القانون الدولي اإلنساني.
49على سبيل الذكر ال الحصر:
هذا السياق من األشارة الى أن ت دريس حق وق اإلنس ان س اهم ،ول و نس بيا" ،في إنتش ار ثقاف ة
حقوق اإلنسان في بلدنا .وهذا ما تظهر من خالل مدى مش33اركة خ33ريجي مق33ررات حق33وق3
اإلنسان في أنشطة المجتمع 3المدني (انخراط الطالب) ومن خالل طروحات هيئات ه ذا
المجتمع ،والتحول في سلوك هيئات المجتمع األهلي ،وفي تعدد األحزاب السياسية.
لقد نص من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( )1948على أنه «يجب أن يستهدف التعليم التنمية
الكاملة لشخصية اإلنسان وتعزيز احترام حقوق 3اإلنسان والحريات األساسية ونص العه د
تقر الدول األط راف في ه ذا
الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( )1966على أن " ّ
العه د بح3ق ك3ل ف3رد في التربي3ة والتعليم .» ...من جهته ا ،اك دت الجمعي ة العام ة لالمم
المتحدة ان التثقيف في مجال حقوق االنسان يجب ان ينطوي على اك ثر من تق ديم معلوم ات،
انها عملية تدريب ونشر لتشكيل المواقف .في هذا االط ار يبقى الم33درس ص احب ال دور
األكبر في نقل رسالة حقوق االنسان.
ان التربية على حقوق اإلنسان هي سيرورة يتعرف الن اس على حق وقهم وعلى حق وق اآلخ رين،
ض من إط ار من التعلم ال ذي يق وم على المش اركة والتفاع ل ،ومن خالل سلس لة من األنش طة
التربوية التي ته دف الى التوعي ة على المف اهيم ،والقيم ،والمه ارات المتعلق ة بحق وق االنس ان،
وتعزيز تبادل المعارف في هذا االطار ،وهي تخلق مجاال ً للحوار والتغيير.
ان المحاور والعن اوين ال تي تتناوله ا التربي ة على حق وق االنس ان ،يمكن اختص ارها على الش كل
التالي :التربية الفردية واألجتماعية ،التربية على المواطنية ،التربية المدنية ،التربية على الس الم،
التربية حول تعدد الثقافات وعدم العنصرية والتمييز ،التربية على التنمية المستدامة .والتربية على
حقوق االنسان تتميز بأنها تربية انسانية (توعي ة االنس ان بحقوق ه) وتربية عقالني33ة -نقدية
(اعادة النظر بموروثات وس لوكيات تتن افى وحق وق االنس ان) وتربية قيمي33ة س33لوكية (تع نى
بتغيير المواقف والسلوك ايجابا").
ان الوعي بالحقوق وممارستها في الحياة اليومية تترتب عليه مجموعة من اآلثار االيجابية منها:
الوعي الذاتي 3بالحقوق يتيح لالفراد افضل الحظوظ لحماية حقوقهم -
الفردية والدفاع عنها.
الوعي الجماعي بالحقوق يكسب المجتمع حصانة ضد االنتهاكات -
واالعتداءات ويجعله يملك وسائل درء التعدّي على حقوق االفراد .
تعزيز الحوار في مجتمع عقالني .فالحوار هو وسيلة عبور في اتجاه -
اآلخر (احترامه وحفظ حقه في االختالف).
الوعي بحقوق 3االنسان على الصعيد العالمي وهو يؤدي الى تعزيز -
التفاهم الدولي وعدم اللجؤ الى القوة والعنف واالعتداء ،والى قبول حل
النزاعات بالطرق السلمية .
-
ثانيا" :دور المعلم في عملية التربية على حقوق االنسان
م حول حقوق اإلنس انً وه و تعليم من أج ل حق وق اإلنس ان .إن إن تعليم حقوق اإلنسان هو تعلي ً
تعليم الناس حول القانون الدولي أو حول انتهاكات حقوق اإلنس ان (كالتع ذيب والتطه ير الع رقي
مثال") هو تعليم حول حقوق االنسان .اما تعليم الناس كبفبة اح ترام الحق وق وحمايته ا فه و تعليم
من اجل حقوق االنسان.
وعيه بأهداف التربية على حقوق االنسان ووجود حوافز انسانية لدىه توجه -
سلوكه في الصف .
كفاية اخالقية ومهنية تؤهله لترجمة االهداف العامة للتربية على حقوق -
االنسان الى اهداف نوعية – اجرائية.
إحساس المتعلم بموضوع حقوق االنسان واثارة رغبته وشد انتباهه اليه . -
تنمية التعاون مع اآلخر والتعاطف معه واحترامه . -
تنمية روح المودة والسالم ،والعمل على تخفيف النزعات والميول االنانية -
والعدوانية
تنمية القدرات لتحديد المفاهيم األساسية لحقوق االنسان والتمييز بين مختلف -
اصناف الحقوق وبيان الصالت الوثيقة بينها .
معرفة النصوص المرجعية لحقوق االنسان والحريات االساسية . -
ان األساليب التربوية لنقل وتعزيز ثقافة حقوق األنسان عديدة .ومن المهم إتب اع نهج داعم ل ذلك
في جميع األوقات وجعل كل نشاط نشاطا ً يتضمن معنى في هذا االطار ،حتى ولو لم يكن متصال ً
على وجه التحديد بتدريس حقوق اإلنسان
ثالثا" :وسائل ونماذج عملية لنقل مب33ادىء وثقاف3ة حق33وق 3اإلنس33ان في العملي33ة
التعليمية
ان أول مؤسسة يحتك فيها الطفل هي اس رته ,من هن ا أهمي ة ال وعي في العائل ة للتنش ئة على
حقوق االنسان .اال انه يقضي وقتا" اكبر في المدرسة حيث تأسيس القيم المرتبطة بهذه الحق وق
ال تقوم فقط على التربية ،وانما على تكوين قناعات تتجسد في الممارسة.
إن األساليب والنماذج المقترحة أدناه وتطبيقه ا على األنش طة توض ح كي ف يمكن للمدرس ين أن
يستثيروا التجاوب الوجداني ،والتخيل األخالقي ل دى التالمي ذ ،وتح دي افتراض ات التالمي ذ ،وإدراج
مفاهيم مثل الكرامة اإلنسانية في خبرتهم اليومية بالناس ،والسلطة ،والمسؤولية .وقد أثبتت هذه
األساليب مالءمتها بوجه خاص من حيث أنها تش جع التفك ير النق دي ،والتعلم اإلدراكي والوج داني
على الس واء ،واح ترام االختالف ات في التج ارب واآلراء ،والمش اركة النش طة ،من ج انب جمي ع
المشاركين في عملية التعلّم الجارية.
يمكن للفن أن يس اعد على جع ل المف اهيم ملموس ة بق در أك بر ،وي ؤثر على المواق ف
باستثارة ردود فعل عاطفية وفكري ة إزاء حق وق اإلنس ان .ويمكن أن تش مل األس اليب المطبق ة
استخدام القصص والشعر والفن التصويري (الغرافيكي) والنحت ،واألعمال المس رحية ،واألغني ة،
والرقص .وال يلزم أن يكون المدرسون أنفسهم فنانين بل عليهم تحديد مهام تقوم على المشاركة
وأن يتيحوا طريقة للتالميذ للتشارك في أعمالهم اإلبداعية.
النقاش
يوجد كثير من األساليب الستثارة مناقشات هادفة بين مجموعات من اثنين أو مجموعات صغيرة
أو الفصل الدراسي بأكمله .وإليجاد جو من الثقة واالحترام ،قد يقوم التالميذ بوضع "قواعد
المناقشة" الخاصة بهم.ويمكن تنظيم المناقشات بمجموعة شتى من الطرق الفعالة .فقد تكون
بعض المواضيع مناسبة للشكل المتمثل في إجراء نقاش رسمي أو نقاش خبراء أو شكل "قصعة
السمكة (أي مجموعة صغيرة تناقش بينما يستمع باقي الفصل الدراسي ثم يبدي بعد ذلك
تعليقات ويطرح أسئلة) .ويكون من األنسب أن تتخذ مواضيع أخرى شكل "دائرة الكالم" (أي أن
يجلس التالميذ في دائرتين إحداهما تجلس في اتجاه الخارج واألخرى تجلس في اتجاه الداخل.
وإلشراك الفصل الدراسي بأكمله في موضوع ما ،قد يستخدم المدرس أساليب مثل "الكالم
المفتوح" (أي أن يسأل المدرس سؤاال ً مفتوحا ً مثل "ماذا تعني الكرامة في نظرك؟" أو أشعر
بالسعادة عندما "...ويقوم كل تلميذ من التالميذ باإلجابة تباعا).
المقابالت
تتيح المقابالت فرصة للتعلّم المباشر وتضفي الطابع الشخصي على القضايا والتاريخ .وق د
يكون من تجري مقابلتهم من أفراد األسرة والمجتمع المحلي أو من النشطاء أو الزعماء أو شهود
العيان على األحداث المتعلقة بحقوق اإلنسان .ويمكن أن تسهم هذه الروايات الشفوية في توثيق
وفهم قضايا حقوق اإلنسان في المجتمع المحلي.
يمكن ت دعيم التعلّم عن طري ق اس تخدام الس بورات وش فافات أجه زة الع رض العلوي ة،
والملصقات ،واألشياء المعروضة ،والرس وم البياني ة المتتالي ة الص فحات ،والص ور الفوتوغرافي ة،
والشرائح ،وأش رطة الفي ديو ،واألفالم .وكقاع دة عام ة ،ف إن المعلوم ات المنتج ة على ش فافات
ورسوم بيانية ينبغي أن تكون موجزة ومقتض بة ،وأن تك ون في ش كل مخط ط إجم الي أو ش كل
قائمة .وإذا لزم عرض مزيد من النص فاستخدم حينئذ عالمات اليد التفصيلية .استعمال المعين ات
البصرية ينبغي أال تحل أبدا ً محل المناقشة التي تنم عن االهتمام والمشاركة المباش رة من ج انب
التالميذ.
تكلم على وجود إتفاقية خاصة بحقوق الطف ل ،ش ارحا ً أنه ا تكف ل لألطف ال األش ياء ال تي
وآمن وس عيدً ،بحيث يص بحون مواط نين ص الحين في ً حي
ً يحتاجون إليها من اجل نم و ص
مجتمعهم .ساعد األطفال على فهم العالقة بين اإلحتياجات والحقوق.
توضح األشياء التي يحتاج إليها األطفال لكي يكونوا سعداء .ساعدهم على وضع عناوين
للبطاقات .تقوم كل مجموعة بشرح وعرض بطاقاتها تحت العنوان "اإلحتياجات
والرغبات".
يقوم األطفال ،وهم يعملون في مجموعات صغيرة ،برسم الخطوط -
العريضة لجسم طفل ،ثم يحددون الصفات العقلية والبدنية والروحية والخُلُقية التي
يريدونها أن تتوفر في هذا الطفل عندما يكون بالغا ً (مثالً :أن يتمتع بصحة جيدة ،وبروح
الفكاهة ،والطيبة) ويكتبون هذه الصفات داخل هذا الرسم .وقد تضع المجموعة على رسم
الطفل أو حوله أو خارج إطار الرسم ،قائمة بالموارد البشرية والمادية التي يحتاج إليها
الطفل لتحقيق هذه الصفات (مثالً :إذا كان للطفل أن يتمتع بالصحة ،فإنه سيحتاج إلى
الطعام والرعاية الصحية).
50يمكن لألشكال المختلفة ألداء األدوار أن تشمل المحاكمات الهزلية ،والمقابالت التصورية ،وألعاب المحاكاة،
وجلسات المحاكمات ،والمحاكم.
ناقش مسؤولية حماية الطفل:
ثمة طرق كثيرة تجعل حجرة الدراسة مكانا ً يقبل التعدد العرقي والجنسي ويباركه .فالعوامل
الثقافية تؤثر على ردود فعل الطالب ،فإذا ما نشأ نزاع ٌ عنصري أو تمييزي في حجرة الدارسة،
عالجه وال تصرف النظر عنه.
علِّم طالبك سبل التعرف على السلوك الذي يكرس العنصرية (المرفوضة) .وادرس -
قصص المشاهير الذين حاربوا العنصرية.
ِّ -
عرف التالميذ باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ض د الم رأة ...ومن المهم
الحص ول على مجل دات جذاب ة تص وّر اإلن اث وال ذكور على الس واء في هيئة شخص يات
متعددة الثقافات ونشطة وليس كشخصيات نمطية.
يتم في بعض أنحاء العالم ،تجنيد االطفال في الحروب والنزاعات المس لحة .كم ا يتم أخ ذ
أولئك األطفال رهائن وإجبارهم على أداء اعمال خطرة قد تودي بحياتهم ،وتشويههم وتغريبهم عن
مجتمعاتهم األصلية ومجتمعهم ككل.51
أبحث عن تاريخ ودور الصليب األحمر والهالل األحمر االنساني (لصالح ضحايا الحرب) -
لماذا يتم استخدام "األطفال الجنود" في الحروب؟ -
ما هي حقوق أولئك األطفال التي تم انتهاكها؟ -
51يحظر بروتوكول اختياري جديد ملحق باتفاقية حقوق الطفل إشراك األطفال في مثل هذا النزاع المسلح (،)2000
كما أن اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن أسوأ أشكال عمل األطفال ( ،)1999تحظر ذلك.
اكتب رسالة تشجع من خالله ا الحكوم ات على حظ ر إش راك األطف ال في النزاع ات -
المسلحة وضمان حمايتهم..
اسأل :على عاتق من تقع مسؤولية التأكد من أنهم يتلقون تعليما ً أو ال؟
-حول الحق بالمساواة وعدم التمييز :زيارة مس ؤول من اح دى المؤسس ات ال تي تهتم ب ذوي
الحاجات الخاصة ،أو زيارة ألحدى هذه المؤسسات .
-حول الحق باألمن والسالمة العامة :دعوة األهل وطبيب أطفال أو مساعدة اجتماعي ة للح ديث
عن وضع األطفال في لبنان ...عن واق ع الالجئ يين الس وريين من األطف ال...؟ دع وة أح د رج ال
الشرطة الى الصف :كيف يعمل؟
ألخاتمة
كان تعبير الحقوق الطبيعية هو المستخدم بشكل أكبر ،الى ج انب تعب ير الحق وق الفطري ة او
األصلية قبل دخول حقوق األنسان في أطار االعالنات الوطني ة والدولي ة ،وأيض ا ً في المواثي ق
الدستورية ،حيث شاعت مصطلحات الحقوق ،والحريات األساس ية ،أو الحري ات العام ة ،وهي
مصطلحات لها مدلول سياسي كبير .وهكذا تبلور مفه وم حق وق األنس ان ،وتط ورت األلي ات
لحمايته ،ولم تبق حقوق اإلنسان مج رد فك رة ،ب ل اض حت نظري ة واس عة التط بيق ،ال يمكن
تصور وجود للحرية ،والعدالة ،والسالم من دونها.
إن الحجم ال ذي ش غلته حق وق اإلنس ان على الص عيد ال دولي ،ونش اط المؤسس ات التابع ة
لمنظمة األمم المتحدة ،والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومي ة ،أس هما إلى ح د ٍّ كب ير
في إشاعة مناخ مالئم لحقوق اإلنسان .وإن استمرت األنتهاكات لهذه الحقوق ،في العدي د من
البلدان ،اال أن هذه األنتهاكات ال تزال تحفز النضال في س بيل حق وق اإلنس ان ،لتأكي د أهمي ة
نشر ثقافة الديموقراطية ،وحقوق اإلنسان كأحد أهم الوسائل للتشبث به ذه الحق وق وال دفاع
عنها ،والسعي ألكتساب غير المتوافر منها.
بالتالي ،تحديات كبرى ال تزال تواجه المجتم ع ال دولي على مس توى اح ترام حق وق االنس ان،
وأمن األنسان..
1