Professional Documents
Culture Documents
Abstract :
I try in this essay to prove that the position of Plato against a Greek
tragedy is'nt against pure poetry As suggested by a many actual studies .we
seek too to prove that the Plato's position was against tragedy as a narrative
art, and then try to update Plato's position by linking it to the contemporary
narrative theory,that is to say a Literary and cinema narratives.
مقدمة:
ال زال موقف أفالطون من الش عر والشعراء التراجي ديين ،ونحن في بدايات
األلفية الثالثة للميالد ،يستدعي كثيرا من البحث والدرس شرقا وغربا* .ومن المسلم
به ،عادة ،عند سواد المثقفين أن موقف أفالطون من الشعر التراجيدي هو العداء الذي
بلغ حد طرد الشعراء من جمهوريته ،فهل كان أفالطون ضد الشعر والشعراء
فعال أم أن ه ض د نم ط معين من الش عر ه و الش عر التراجي دي؟ وم ا قيم ة وم ا
مس وغات مث ل ه ذا االس تدعاء لموق ف أفالط ون من الش عر التراجي دي ونحن في الق رن
الواح د والعش رين؟ ه ل ثم ة م ا يمكن إض افته إلى الس جال الش ديد ال ثراء ح ول ه ذه
القض ايا بعي دا عن االج ترار ،أي ه ل يمكن إع ادة تأوي ل موق ف أفالط ون وتحيين ه على
ضوء فرضيات جديدة مغايرة جزئيا أو كليا لما سبق طرحه بما يجعله وثيق
الصلة بواقعنا الثقافي المعاصر؟
لقد ُع َّد الموقف األفالطوني من شعراء التراجيديا نموذجا للصراع األزلي
بين الفلسفة والشعر بوصفه صراعا بين الوهم و الحقيقة ،أو بين الصدق و الكذب،
1
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
من جه ة ،كم ا ُع َّد ،من جه ة أخ رى ،تناقض ا أو على األق ل مفارق ة في موق ف
أفالطون تحتاج إلى تسويغ :فهو محب للشعر التراجيدي ،متأثر بأسلوب هوميروس
في ص ياغة محاورات ه الفلس فية ح تى ق ال لونجين وس في الق رن األول للميالد عن
أفالطون أنه " األكثر هوميرية من بين كل الكتاب" 1وهو الرأي نفسه الذي ذهب إليه
ماكسيموس التيري في القرن الميالدي الثاني ،بينما تذهب األفالطونية الجديدة إلى حد
2
أفالطون ،ولكنه رغم ذلك ال يتورع عن طرد "هوميروس" المطابقة بين هوميروس و
والشعراء التراجيديين في الكتاب العاشر من الجمهورية.
إن الفهم التقلي دي لموق ف أفالط ون من الش عر يظ ل اختزالي ا لح د بعي د،
وين درج في س ياق س وء الفهم الع ام ال ذي مس فلس فة أفالط ون في مجمله ا وتول دت
عنه فلسفات ال أفالطونية ،وال سيما في القرنين التاسع عشر والعشرين .لقد هيمنت
على أوروب ا في هذه الحقبة ،كم ا يق ول أالن ب اديو نزع ة ال أفالطونية عام ة بداي ة
من <<ال أفالطوني ة نيتش ه ال ذي يؤك د أن أوروب ا ال ب د أن تش فى من م رض
أفالط ون ،وال أفالطونية الفلس فة التحليلية التي ترى أن نظام موض وعات الفكر ال
يحيل إلى أية أفكار بل إلى بنى لغوية ،وال أفالطونية الفينومينولوجيا "الظاهراتية"
الوجودي ة ال تي ت رى أن أفالط ون يغالطن ا حين يفص ل بين الماهي ة والوج ود،
والالأفالطوني ة الماركس ية ،حيث أن ق اموس الفلس فة لالتح اد الس وفييتي "الس ابق"
ِ
"المنظر األيديولوجي ل ُـمـاّل ك العبيد" ثم ال أفالطونية هايدغر عرف أفالطون بوصفه
ّ
الذي يرى في أفالطون بداية العهد الميتافيزيقي للفلسفة ،العهد الذي قاد إلى نسيان
3
الكينونة وإ لى العدمية>>.
ولكن هن اك أيض ا ال أفالطوني ة الش عراء مث ل إي ف بونف وا ص احب النص
المطول "ضد أفالطون" الذي قرأه بعض النقاد -مع القصائد الالحقة للشاعر أيضا
2
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
3
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
لق د الح ظ أفالط ون في الكت ابين الث اني و الث الث من الجمهوري ة أن م ا ُيلقَّن
لألطف ال في مرحل ة مبك رة ينطب ع فيهم و له ذا انتق د ،على لس ان س قراط،
التراجي ديات ال تي من ش أنها أن تفس د الناش ئين من خالل تمثي ل اآلله ة و األبط ال
بطريقة باطلة كما فعل "هزيود" حين صور انتقام "كرونوس" من "أورانوس" أبيه ،
ألننا هكذا نعلم الناشئ أنه حين يثأر من أبيه ،إن كان ظالما ،فإنه إنما يقتدي بما
س بق أن فعل ه أول اآلله ة و أعظمه ا .كم ا أن تص وير اآلله ة و هي تقتت ل و تكي د
لبعضها ال يالئم تربية حراس المستقبل إذا أردنا لهم أن ينظروا إلى مقاتلة بعضهم
بعض ا على أنه ا ع ار ينبغي تجنب ه....و س واء أك ان المف روض أن له ذا القص ص
مع نى أس طوريا أم لم يكن ،ذل ك ألن الطف ل ال يس تطيع أن يم يز األس طوري من
ال واقعي ،و ال يالئم ح راس المس تقبل أيض ا تص وير الع الم اآلخ ر بتل ك الص ورة
ناس ا
الكالحة الكئيبة الشائعة مادامت ال تنطوي على نصيب من الحقيقة ،و ال تفيد ً
7
. مهمتهم ممارسة الحروب
أما في الكتاب العاشر فقد سعى أفالطون ،على لسان معلمه سقراط ،إلى
إثب ات أن الش عر ،مث ل الرس م ،محاك اة لمحاك اة أي أن ه محاك اة من الدرج ة الثاني ة،
فالس رير مثال يخلق ه اهلل بوص فه الص انع الحقيقي لس رير حقيقي ال الص انع الج زئي
لسرير خاص ،والنجار يقلد صنعه أي أنه يحاكي خلق اهلل ،ويأتي الرسام والشاعر
التراجي دي في المح ل األخ ير ليحاكي ا ص نع النج ار مم ا يجعلهم ا يحتالن المرتب ة
الثالثة بالقياس إلى عرش الحقيقة .الشاعر التراجيدي مثل الرسام هو مجرد صانع
للصورة ،لظاهر األشياء ،فهو ال يحاكي الشيء الحقيقي كما هو موجود بل الشيء
الظاهر كما يظهر .وبما أنه ال يعرف إال ظاهر األشياء فإنه يقتصر على محاكاة ما
يب دو خ يرا للك ثرة الجاهل ة من الن اس .إن ش عر المحاك اة يمث ل الن اس في أفع الهم
4
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
5
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
"براغم اتي" يس تبطن غاي ات تربوي ة وسياس ية ،وه و حين يوظ ف البرهن ة الفلس فية
األنطولوجية في نقد المحاكاة فذلك لتصب نتائج هذه البرهنة في الوعاء التربوي أي
أن المحاك اة ليس ت مرفوض ة في ذاته ا ولكن لنتائجه ا على عق ول ح راس المدين ة
المستقبليين.
المس رح الفلس في :إن أفالط ون ،إذن ،ال يعتم د على معي ار الحقيق ة مثلم ا
يذهب إليه جمهور المعلقين ،بل على معيار المنفعة كما الحظت ذلك الباحثة ليتيسيا
م وز9،وق د استقص ت بحث الموق ف األفالط وني من الش عر في كت اب "الق وانين "بوص ف
الش عر يحت ل مكان ة مركزي ة في ه ذا الكت اب ،أي أن مح اورة "الق وانين " هي قلب
لمح اورة "الجمهوري ة" ال تي طُ رد الش عراء التراجي ديون منه ا في الكت اب العاش ر،
للمشرع الذي أصبح هو نفسه شاعرا ،بعبارة
ّ فالشاعر أصبح األداة المفضلة
أخ رى ،والق ول للكاتب ة ،فالمس ألة الش عرية << هي مفت اح لتفس ير كت اب
10
القوانين>>.
ونتساءل كيف ذلك؟
الجواب في مقالة للكاتبة نفسها تحلل فيها الفقرة اآلتية من المحاورة:
<< ....أم ا الش عراء ال ذين يق دمون أنفس هم على أنهم ج ادون ،وال ذين
تخصص وا في التراجي ديا ،فق د ي أتي بعض هم ،افتراض ا ،إلين ا ويق دمون لن ا ،تقريب ا،
الطلب اآلتي ":أيها الغرباء ،أيكون لنا الحق أم ال أن نكون في م دينتكم وبلدكم ،وأن
نحمل إليهما أعمالنا ،فماذا قررتم في هذا الشأن؟ ما الجواب األنسب لهؤالء الرجال
اإللهيين؟ في رأيي إنه اآلتي " :أيها الغرباء الرائعون ،كتاب التراجيديا ،نحن أيضا
مثلكم ،وعلى ق در اس تطاعتنا كت اب التراجي ديا األجم ل واألفض ل .ك ل تنظيمن ا
السياسي يشكل محاكاة للحياة األجمل واألفضل ،وهذا ما ندعي ،نحن على األقل،
6
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
7
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
لق د تح دثت الكاتب ة عن الق وانين الج ديرة وح دها بوص ف "البوليتي ا"***حس ب
أفالط ون وهي الق وانين ال تي ته دف إلى الس الم عكس ق وانين األنظم ة التقليدي ة
الديموقراطي ة واألرس تقراطية والملكي ة..الخ ال تي يض عها من هم في الس لطة لتث بيت
حكمهم مم ا ينتج حال ة الح رب بين الحك ام والمحك ومين 13.أال يمكن أن نق ول هن ا :أن
ه ذه الق وانين الج ديرة وح دها بص فة "البوليتي ا" هي مج رد ق وانين تخييلي ة حالم ة
طالم ا أنه ا تس عى الس تبعاد أي ص راع ممكن؟ وأن ه ذا البع د التخ ييلي ه و القاس م
المش ترك بين التراجي ديا األفالطوني ة والتراجي ديا الكالس يكية؟ فم اذا يبقى من
المشرع إذن؟!
أما عالقة محاوررات أفالطون بالتراجيديا فليست اكتشافا إذ طالما أشار
إليه ا الب احثون مث ل إمي ل برهيي ه ال ذي يق ول<< أنه ا ت دخل ب ادئ ذي ب دء في ع داد
األدب التمثيلي >> 14كما الحظ أن عدة محاورات تتميز << بنفس درامي متصاعد
وبأزمات ما تفتأ تتعقد وتتفاقم على منوال التمثيليات التي تقدم على خشبة المسرح
أن جمي ع نص وص أن ُنق ر َّ 15
>> .أم ا "ج ون فرانس وا ماتيي ه" فيق ول <<:ينبغي ْ
الم ْس رحة التش كيلية و
أفالط ون ،بم ا في ذل ك (ال دفاع عن س قراط) تس اهم في َ
الموس يقية للوج ود.....فحيث ك ان س بينوزا وكان ط وفتغنش تاين مهندس ي الفلس فة ف إن
16
أفالطون كان السينوغراف (مصور المشاهد)>>.
أم ا عن عالق ة التراجي ديا نفس ها بالتش ريع ،فهي في واق ع األم ر مس ألة لم
تنف رد بإبرازه ا ليتيس يا موزفالمس رح اليون اني كل ه ك ان مس خرا لنش ر وتك ريس قيم
المدين ة الديموقراطي ة كم ا الح ظ ذل ك بعض الب احثين<< ،فلم يكن من الص دفة أن
يزدهر المسرح اإلغريقي تحديدا في أثينا القرن الخامس في وقت كانت فيه مدينة
بريكلس**** Périclèsتمارس هيمنة سياسية واقتصادية وثقافية على مجموع العالم
8
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
اإلغ ريقي .المس رح حينه ا ك ان إح دى الم آثر له ذا الت ألق األثي ني .....لق د ك ان م ع
المجلس الني ابي والمحكم ة أح د أعم دة الس لوك السياس ي للجماع ة ،أح د األمكن ة
الثالثة التي تتعرف الجماعة فيها على نفسها بوصفها كذلك" ، 17ومما يؤكد البعد
السياس ي للمس رح ت دخل الدول ة في ه حيث أنه ا ك انت<< تنهض بأعب اء مجم وع
االحتفاالت :حيث تختار الكتاب المقبولين للمنافسة ( أربعة كتاب تراجيديين يقدم كل
منهم ثالثية ودراما هجائية وخمسة كتاب كوميديين يقدم كل منهم مسرحية هزلية )
وتح دد [الدول ة] لك ل منهم راعي ا يتكف ل بمص اريف التحض ير للمش هد
المس رحي.....وتختار بواسطة القرع ة أعض اء لجن ة التحكيم التي تعين الف ائزين،
وتك افئ [أي الدول ة] الممثلين والكت اب والموس يقيين ،وت دفع أيض ا ثمن الت ذاكر عن
18
المواطنين األشد فقرا >>.
لق د ك انت التراجي ديا إذن ،ومن ذ ب دايات تألقه ا في المش هد المس رحي
اإلغ ريقي ،مكفول ة وموجه ة من ط رف الدول ة أي من ط رف المش رع الحقيقي
والفعلي ال المش رع/الفيلسوف في محاورة "القوانين" ،وكان الش اعر التراجيدي أداة
فعلي ة في ي د ه ذا المش رع ،يخ دم قيم ه المديني ة الديموقراطي ة ويتج انس طائع ا أو
مكره ا م ع بقي ة المؤسس ات ،وعلى ه ذا فلم تكن مح اورة "الق وانين " انزياح ا عن
الواقع اإلغريقي حين ربطت بين المشرع والشاعر التراجيدي بقدر ما كانت امتدادا
مكر س ،ولكنه في الوقت نفسه امتداد مضاد للمجرى السابق حيث أن مشروع لتقليد ّ
أفالط ون السياسي/الفلسفي ك ان جمهوري ة بديل ة عن الجمهوري ة الديموقراطية ال تي
تسعى للحرب ال للسالم كما أسلفنا اإلشارة إليه ،وفي سبيل هذه الغاية وظف الفن
التراجي دي ،تمام ا مثلم ا وظفت ه الدول ة اليوناني ة في س بيل غاياته ا السياس ية
والتشريعية ،وقد وظف ه من خالل محاوراته نفسها التي بنيت على النمط الحواري
9
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
المس رحي ،فم ا قدم ه أفالط ون ه و مس رح فلس في ب ديل عن المس رح التراجي دي،
وبذلك يتجلى لنا بوضوح أن معركته الفعلية لم تكن مع الشعر بما هو شعر بل مع
التراجيديا السائدة في عصره ،أي مع الشعر التمثيلي أو المسرحي الذي َّ
يؤدى أمام
جمهور من المتابعين ويشتمل على سرد وحوار ،وليس الشعر حسب مفهومه السائد
منذ عصر النهضة األوروبية وما بعده أي الشعر الغنائي ،فهذا النوع يكاد يكون
غائبا في األدب اإلغريقي مثلما أثبت ذلك بعض الدارسين المعاصرين ومن أبرزهم
الفرنس ي كل ود ك االم 19ال ذي الح ظ أن ه رغم تع ود الم ؤرخين على تقس يم عص ور
ٍ
ثالثة هي العصر الملحمي الهوميري ثم العصر الغنائي وأخيرا األدب اإلغريقي إلى
العص ر التراجي دي ،وتقس يم األن واع األدبي ة إلى ث الوث تم تقنين ه ،ويش مل الن وع
الغن ائي والن وع الملحمي والن وع التراجي دي ،ورغم أن المص ادر تش ير إلى وج ود
ش عر غن ائي في اليون ان القديم ة بوص فه أغني ة يلقيه ا ف رد ه و الش اعر نفس ه
وتصحبه في أدائه أنغام القيثارة ،إال أن بعض الدراسات التي استأنس بها كاالم
أثبتت ل ه أن الكلم ة Lyriqueال تي تع ني الغن ائي و المش تقة من الرباب ة Lyreتع ود
*****،
للعه د اإلس كندري المت أخر حيث أحص ت "األنطولوجي ا الباالتيني ة اإلغريقي ة"
المؤلفة آنذاك ،تسعة شعراء ُعرفوا بتأليف قصائد ُغ نيت بمصاحبة الربابة هم "
ألكمان وسافو وألكايوس وستسيخوروس وأناكريون وإ يبيكوس وس يمونيديس (من كيوس)
وبن داروس وباكخيلي دس" ،ولكن األنطولوجي ا لم تش ر إلى تل ك القص ائد بوص فها
نوعا شعريا محددا بل هي فقط تنشد بمصاحبة موسيقى الربابة ،كما أن بعض
ه ؤالء الش عراء ق د ع رف عنهم ت أليف قص ائد أخ رى ليس ت من الن وع الغن ائي ب ل
تتن وع من النش يد إلى قص ائد الط واف إلى القص ائد ال تي تق ال في م دح األبط ال
الرياض يين ( )L’épinicieأو ال تي تق ال في تمجي د اآلله ة...الخ ،وبعض ها ك انت
10
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
تنشد بمصاحبة الناي مما دفع بالمؤلفين اإلس كندريين لألنطولوجي ا إلى التخلي عن
ٍ
تقسيم تصنيف بعض الشعراء على أساس النوع الذي تنتمي إليه قصائدهم واعتماد
20
أساسه الوزن الشعري.
وسواء أسلَّمنا مع كلود كاالم بأن الشعر الغنائي غير موجود تقريبا ،أم مع
غ يره مث ل أحم د عثم ان 21أو محم د ص قر خفاجة 22بأن ه موج ود ،أو ح تى م ع
أفالطون نفسه بوجود هذا الشعر حيث يسميه ضمن األنواع األخرى في الجمهوري ة
حين يق ول على لس ان س قراط ":يجب أن يمث ل اإلل ه دائم ا كم ا ه و ،أي ا ك ان ن وع
الشعر ،أعني سواء أكان شعرا غنائيا أم شعرا ملحميا أم شعرا مسرحيا" 23فإن هذا
ال يغير حقيقة أن أفالطون لم يكن ضد هذا النوع من الشعر على افتراض وجوده
وشيوعه ،بل توحي العبارة السابقة المقتبسة منه بأنه يقصد نوعا آخ ر من الشعر
التمثيلي الذي يصور اآللهة ،فأفالطون كان ينتقد فنا س رديا حواريا جماهيريا هو
التراجيديا التي كانت تؤدى أمام جمهور أثيني من كل األعمار والطبقات .فهو في
الواق ع ال ينق د هوم يروس وهزي ود وغيرهم ا بوص فهم ش عراء ب المعنى ال ذي نفهم ه
الي وم لكلم ة "ش عراء" ب ل بوص فهم<< أعظم رواة القص ص الك اذب ال ذي ال ي زال
شائعا بين الناس>> ،24ولفظتا "القصص" و"األقاصيص" ال الشعر هي التي توصف
بها أعمال كبار التراجيديين وذلك حسب ترجمة فؤاد زكريا ،وهي هكذا في أشهر
ترجمات الجمهورية إلى بعض اللغات الحية ،ففي الفرنسية يترجمها كل من روبار
ب اكو وإ مي ل ش امبري ب récits :أي قص ص أو Fablesأي حكاي ات خرافي ة ،
وفي اإلنجليزي ة يترجمه ا ج ويت وش وري ب stories:أي قص ص أو talesأي
حكايات وينفرد شوريبإضافة ،Fablesأما الرسن فيترجمها دائما بStoriesوفي
النس ختين اإلس بانيتين من الجمهوري ة لك ل من ك ونرادو إيغ رس الن ،وماريس ا
11
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
12
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
أفالط ون والنظري ة الس ردية المعاص رة :لق د تم تن اول نظري ة المحاك اة أو
"الميم يزيس" ،كم ا ص اغها أفالط ون وطوره ا من بع ده أرس طو ،بوص فها الحلق ة
األولى في تطور النظرية السردية ،وملخص نظرية أفالطون كما تظهر من خالل
الح وار بين "س قراط" و"أديم انتوس" في الكت اب الث الث من "الجمهوري ة" أن ك ل
األس اطير واألش عار ليس ت إال س ردا ألح داث وقعت في الماض ي ،أو تق ع في
الحاضر ،أو ستقع في المستقبل ..والسرد قد يكون مجرد سرد ،أو تصوير وتمثيل،
أو كليهما معا ..فحديث الشاعر يكون سردا حين يقص الحوادث من آن آلخر ،أو
حين يص ف م ا يتخلله ا من وق ائع ..أم ا حين يتكلم بلس ان ش خص آخ ر ،فإن ه يتش به
بتلك الشخصية التي يقدمها إلينا على أنها هي المتحدثة ،وهذا التشبه بغيره سواء
في الكالم أو في الحرك ات ه و محاك اة ،فهوم يروس وبقي ة الش عراء يلج ؤون إلى
المحاكاة فيما يروونه ..أما إذا كان الشاعر ال يخفي ذاته مطلقا لما كان للمحاكاة في
أش عاره أي نص يب والقتص ر ك ل ش عره على الس رد البحت....كم ا أن هن اك نوع ا
آخ ر للس رد على عكس الن وع األول في ه يح ذف الش اعر الكالم ال ذي يفص ل بين
الح وار ،فال يتبقى إال الح وار ذات ه فق ط وتل ك هي ص ورة المأس اة الش عرية
"التراجيديا".26
من الواض ح هن ا أن أفالط ون يف رق ،على لس ان س قراط ،بين نمطين هم ا
الس رد الخ الص ال ذي يك ون حين ي روي الش اعر التراجي دي األح داث أو يلخص
األقوال ،والمحاكاة التي تكون برواية أقوال الشخصيات على لسانها كما هو السائد
في الفن المسرحي التراجيدي.
لق د توق ف المش تغلون بالنظري ة الس ردية المعاص رة عن د ه ذا المقط ع
الحواري من "الجمهورية" وناقشوه بعمق ومنهم "جيرار جينيت" في مقاله الموسوم
13
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
ب"ح دود الس رد" ،27حيث ق ارن بين مفه ومي المحاك اة عن د ك ل من أرس طو
وأفالط ون ،فبينم ا ع ّد أرس طو الس رد الخ الص أو ال دييجيزيس( )diègèsisأح د
صيغتي المحاكاة الشعرية ،والصيغة األخرى هي التقديم المباشر لألحداث بواسطة
ممثلين متكلمين وف اعلين أم ام الجمه ور ،ف إن أفالط ون ال ذي ك ان األس بق إلى ه ذا
التفريق بين الصيغتين نفى ،على لسان سقراط ،صفة المحاكاة عن السرد ،فبالنسبة
ألرسطو كل "الشعر" محاكاة فهو يفرق ،فحسب ،بين صيغتين من صيغ المحاكاة:
المرويَّة
الصيغة المباشرة وهي التي يخصها أفالطون بوصف المحاكاة ،والصيغة ْ
narratifال تي يس ميها مث ل أفالط ون الس رد الخ الص (28 .)diègèsisويخلص
"جي نيت" إلى أن أفالط ون وأرس طو متفق ان في الواق ع ومختلف ان في القيم فهم ا يتفق ان
على التع ارض بين ال درامي(أي الح واري) ،والم روي ،فكالهم ا يع دان األول أش د
محاك اة من الث اني .لكن أفالط ون ي دين الش عراء بوص فهم مح اكين...وال يس تثني
هوم يروس ،بينم ا يض ع أرس طو التراجي ديا في مرتب ة أعلى من مرتب ة الملحم ة
29
الدرامي(أي الحوار). ويمتدح لدى هوميروس كل ما ُيقَرب كتابته من القول
ويالحظ "جينيت" ،مستشهدا بعشرة أبيات من إلياذة هوميروس نصفها األول
س رد ونص فها اآلخ ر ح وار ،أن أفالط ون وأرس طو أغفال مالحظ ة تعي د للس رد ك ل
قيمت ه "فالمحاك اة التام ة بوص فها عرض ا على المس رح تق وم على حرك ات وأفع ال،
وبوصفها قائمة على حركات فإنها تستطيع ،طبعا ،أن تمثل أفعاال ،لكنها تفلت هنا
مارس ،من خالله ،النشاط المميز للشاعر ،أما بوصفها
من المستوى اللغوي الذي ُي َ
عرض ا لألق وال (أي الخطاب ات على ألس نة الشخص يات) فهي ليس ت ،بالتحدي د،
تمثيلي ة ،ألنه ا تقتص ر على إع ادة إنت اج الخط اب ال واقعي أو الخي الي
بحرفيت ه.......ف إذا س مينا محاك اةً ش عرية تمثي َل واق ع غ ير لفظي بوس ائل لفظي ة،
14
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
******
فينبغي أن نق ر ب أن المحاك اة موج ودة تثناء ،واقع ا لفظي ا (بوس ائل لفظي ة)
واس ً
في أبيات هوميروس الخمسة المروية ال في أبياته الخمسة الدرامية ،فهذه األخيرة
مجرد ٌإقحام ،داخل نص يمثل األح داث ،لنص مس تعار من األحداث نفسها كما لو
َّ
أن رس اما هولن ديا في الق رن الس ابع عش ر .....وض ع في وس ط لوح ة تمث ل طبيع ة
ميتة ،ال ص ورة محارة ،بل مح ارة حقيقية " 30وهذا المثال ال ذي يورده جينيت هنا
يوض ح فعال نظريت ه .فالرس ام حين يقتط ع من الواق ع المح ارة ويقحمه ا في
لوحة مرسومة يشبه السارد حين يقحم مقطعا حواريا مأخوذا من الواقع (الت اريخي
الحقيقي أو المتخيل) في عمل سردي ،وهو حين يقحم الحوار ال يحاكي الواقع بل
ينقل ه كم ا ه و ،ومن هن ا يص ل جي نيت إلى نتيج ة غ ير منتظ رة كم ا س ماها وهي أن
الص يغة الوحي دة ال تي يعرفه ا األدب بوص فه تم ثيال (أي محاك اة) هي الس رد أي
المعادل اللفظي ألحداث غير لفظية ،وكذلك المعادل اللفظي ألحداث لفظية أي الحوار
(بشرط أن يكون الخطاب الحواري هنا ملخصا وهو ما يؤكد عليه جينيت مستشهدا
بأفالطون).
وهك ذا تص بح المحاك اة هي نقيض م ا تص وره أفالط ون في رأي "جي نيت"
فالسارد يحاكي الواقع حين يحاول تمثيله بواسطة اللغة وهنا يضطر النتقاء عناص ر
من القص ة وإ هم ال أخ رى ،كم ا يخت ار من بين "وجه ات النظ ر" المتاح ة...الخ .أي
31
أن السرد هو نفسه المحاكاة ال الحوار.
الجاد في قلب نظريته أمران:
ّ المالحظ على نقد جينيت ألفالطون وسعيهُ
األول :أن ه – وه و أح د أهم أقط اب النظري ة الس ردية المعاص رة-ق د فهم
أفالط ون بوص فه منظرا للسرد وليس للشعر وه ذا تأكي د آخ ر لطرحن ا الس ابق :فم ا
قدمه أفالطون ال عالقة له مطلقا بالشعر الخالص.
15
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
16
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
والمس رح أيض ا ب الطبع ،مث ل دراس ة ج ان كلي در ،33و ج اك رانس يار ،34و دراس ات
رائد السيميولوجيا السينمائية كريستيان متز .35
والمتص فح للمص طلح الس ينمائي النظ ري ي درك حجم الت داخل بين ه وبين
مص طلحات الس رديات والس يميائيات الحديث ة فمن ذل ك المش ترك االص طالحي ،كم ا
يبينه القاموس الذي أعدته ماري تيريز جورنو :الداللة اإليحائية ،التفكيك ،الداللة
الحافة ،السرد ،الخطاب ،جمالية التلقي ،العبر نصية...الخ.36
المنوه بها ،وأمثالها ،أن الصلة بين السينما والسرد
إن ما تبينه هذه الدراسات َّ
ليس ت مح ل ج دل في اإلس تيطيقا المعاص رة فالس ينما مدين ةٌ لألدب وهي في مطل ق
األحوال ال تستغني عن النص السردي التخييلي فهو أصلها األول سواء أكان رواي ة
تم تحويلها لسيناريو أم كان السيناريو نفسه أصليا ولم يؤخذ عن رواية أو قصة أو
مس رحية ،لكن الس ينما تنف رد بالص ورة المتحرك ة ،وهي ،وإ ن ك انت تتق اطع م ع
التراجيديا اإلغريقية في ذلك ،إال أن مجال الحركة فيها أوسع بكثير التساع المك ان،
لكن أك بر م يزة للس ينما هي جمهوره ا ،لق د س رقت الس ينما من المس رح واألدب
المكت وب كث يرا من جمهورهم ا ،فع دد من ش اهدوا األفالم المقتبس ة عن رواي ات أو
مسرحيات أكبر بكثير من عدد الذين قرأوا تلك الروايات أو المسرحيات نفسها ،فال
يمكن أن يك ون من ق رأوا مس رحيات شكس بير أو ش اهدوها على خش بة المس رح إال
فئ ة قليل ة قياس ا على من ش اهدوا األفالم المقتبس ةعن مس رحياته ،واألم ر نفس ه
يصدق ،مثال ،على عن قرأوا روايات نجيب محفوظ قياسا على من شاهدوا األفالم
المقتبسة عن رواياته ،وهذه المالحظات السابقة تقودنا إلى استنتاج أن السينما ،هي
الوريثة الفعلية للتراجيديا اإلغريقية في المجتمع المعاص ر ،أو فلنقل بعبارة أخرى
أن "القص ص الك اذب" في الس ينما ه و الب ديل عن القص ص الك اذب في تراجي ديات
17
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
هوم يروس وغ يره ،أي أن ه الذريع ة المالئم ة لتح يين موق ف أفالط ون بإس قاط نق ده
للتراجيديا اإلغريقية على الفيلم السينمائي.
في مثل هذا السياق التحييني استعاد بعض النقاد السينمائيين موقف أفالطون
من الش عر التراجي دي بوص فه موقف ا من الطبيع تين االنفعالي ة و"المحاكاتي ة" للس ينما
نفس ها ومنهم ج ون إبس تاين حيث ُي برز طبيع ة الفيلم ال تي تجعل ه قريب ا من الحلم أو
حلم اليقظ ة على ح د وص فه ،وبالت الي ف الفيلم حس ب إبس تتاين يس تطيع أن ُيثْ ري
ويح ِّرك ال ذاكرة والتخي ل البص ريين للمش اهدين دون حاج ة إلى الوس يط اللغ وي،
ولهذا فهو يبدو بتركيبته "ناقال للشعر" .ومما ُيسهِّل انتشار عدوى "الشعر السينمائي"
ظالم الص االت الس ينمائية والس كون االض طراري للمش اهدين ،واس تبعاد ك ل م ا من
ٍ
قطيعة مع شأنه تحريك األحاسيس إال ما يأتي من الفيلم مما يضع المشاهد في حالة
الح وادث الخارجي ة ،وتعلي ٍ
ق لك ل نش اط س طحي ،وه ذه هي ش روط حلم اليقظ ة...
وإ ن ك ان ك اتب القص يدة والق ارئ أو المش اهد أو المس تمع له ا مض طرين لالنفص ال
ذهنيا عن الواقع ونسيان"روتين" الحياة...فإن مشاهد السينماال شيء يمكنه أن يلهيه
ويم المغناطيس ي37.وألن عن مرك ز اهتمام ه :الشاش ة ،حيث ُي ْمنح م ع الش ِ
عر التن َ
الس ينما ذات طبيع ة ش عرية ف أفالطون << ال ذي نفى الش عراء من مدينت ه الش مولية
ك ان حري ا بمن ع الس ينما .....أليس (الش عر) خط را على النظ ام الع ام ال ذي يح ِّرم
38
اإلشباع الخيالي للرغبات األكثر حميمية ،والتي ال تتالءم مع معايير الدولة؟ >>.
يبدو استدعاء إبستاين لموقف أفالطون هنا امت دادا لبعض المواقف التقليدية
ال تي رأت في موقف ه من التراجي ديا موقف ا من الش عر الخ الص ،فم ا يتح دث عن ه
إبستاين هنا ليس الشعر التراجيدي ولكنه الشعر الذاتي ،الحميمي ،وإ ن كان أخطأ،
18
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
ربما ،في استكناه "الشعر" الذي قصده أفالطون ،فإنه أصاب في وصف التماثل بين
الطبيعتين االنفعاليتين ألثر كل من السينما و "الشعر" على المشاهد
وهو ما نقده أفالطون وامتدحه إبستاين.
لكننا نشعر بأن رؤية إبستاين مثالية حالمة–أو كما يقول عنها جاك رانسيار
في سياق مغاير << -تنتمي إلى زمن خارج زمننا>> ، 39فالسينما اليوم ال شك
أنها ابتعدت كثيرا عن الشعر.
وبعيدا عن مثل هذا الجنوح الحالم ي رى إيمانويل بارو أن الس ينما ال تجعل
الص ورة انعكاس ا للفك رة وخاض عة له ا كم ا ط الب ب ذلك أفالط ون ،ب ل إنه ا ال
أفالطونية ترفض شفافية الواقع والصور معا ،وهذه الالأفالطونية هي االسم اآلخر
للج وهر ال ديموقراطي للس ينما :فال الش كل وال المض مون معطي ان (مح ددان س لفا)
40
فمن المستحيل ،من حيث المبدأ ،تحديد نظام اشتغالهما داخل الفيلم.
لكن هذه الق راءة السياسية لموقف أفالطون تتجاهل الطبيعة النمطية للسينما
وهيمنة موضوعات محددة ومكررة عليها ،كما أنها تبسيط مخل لموقف أفالطون،
فهو كما أسلفنا مرارا لم يكن مشغوال بالهم األنطولوجي أي عالقة الصورة بالحقيقة
الغيبية المثالية بقدر انهمامه بالمشروع التربوي السياسي للمدينة.
وفي س ياق مش ابه تحل ل فل ورنس برن ار دوكورفي ل موق ف أفالط ون من
المحاك اة بلهج ة تس تبطن نق دا ،ال للبرهن ة األفالطوني ة ،ب ل للموق ف نفس ه وله ذا
ابتع دت ربم ا عن فهم حقيق ة المحاك اة في تص ور أفالط ون ،فهي ترك ز على إب راز
الموق ف األفالط وني بوص فه رفض ا لمنط ق المش ابهة ،للم زدوج أو المنش طر عن
األصل بواسطة فعل المحاكاة ،فهذه األخيرة تلوث األصل وتحتله وتجعله متعددا،
بدءا ليطعن فيه
ثانويا...لقد امتدح أفالطون-حسب ما تقوله دوكورفيل" -المزدوج" ً
19
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
فن الرسامين و الشعراء الذين ال يفعلون شيئا سوى الخداع و تحويلتالي ا بوصفه َّ
ً
41
األنظار عن الحقيقة والمعرفة.
المالح ظ على الناق دة أنه ا ال تستقص ي مس ار البرهن ة األفالطوني ة إلى
نهايتها ،فهذا المسار يفضي ،كما الحظنا سابقا ،إلى رفض المحاكاة في التراجيديا،
ال لصلتها الشائهة بالحقيقة تحديدا كما تلح عليه دوكورفيل ،بل لتأثيرها على أخالق
المش اهدين وت أجيج انفع االتهم الس لبية ،كم ا أنه ا حين تقحم الرس امين م ع الش عراء
تنسى أن أفالطون لم يذكر الرسامين إال من باب ضرب المثل وتقريب المعنى وإ ال
اتين وهم أيض ا ِ
امين والنح َ
فلم اذا لم يط رد ص احب الجمهوري ة ،م ع الش عراء ،الرس َ
"متهمون" بالمحاكاة؟!
الخاتمة :لق د توص لنا من خالل ه ذا البحث إلى جمل ة من النت ائج ربم ا ك انت
سبقا وتجاوزا لنمط التناول السائد لموقف أفالطون من "الشعر" ،ونوجز أهمها فيما
ْ
يأتي:
-1لم ينتقد أفالطون الشعر الخالص ،بل انتقد التراجيديا بوصفها فنا سرديا
أدائيا جماهيريا ،فالشعر الخالص أي الغنائي نوع يكاد يكون مفقودا ضمن األنواع
األدبية اإلغريقية ،كما أنه غائب تماما عن األفق الفلسفي األفالطوني .ولهذا فحكم
الطرد الشهير من الجمهورية لم يكن يعني الشعراء بل الكتاب التراجيديين.
-2لق د ق دم أفالط ون مس رحيا فلس فيا ب ديال عن المس رح التراجي دي،
فمحاوراته نمط من األدب التمثيلي.
-3موق ف أفالط ون من المحاك اة ليس موقف ا انطولوجي ا خالص ا ،أو موقف ا
استيطيقيا ،بقدر ما هو موقف تربوي.
20
الخطاب :المجلد 13العدد 2 المسرح الفلسفي :في سرديات أفالطون
-4تح يين موق ف أفالط ون هو م برر اس تعادة موقف ه من التراجي ديا و قد تم
ذل ك التح يين بوص فه منظ را للس رد بنوعي ه األدبي والس ينمائي وه ذان النوع ان
المعاصران من السرد هما اللذان يتقاطعان مع التراجيديا اإلغريقية.
الهوامش :
21
، عيد الدحيات:)من الدراسات الصادرة في األلفية الجديدة و التي تناولت موقف أفالطون من الشعر و الفنون (تمثيال ال حصرا **
نظرية، فؤاد المرعي. 2007، 1 ط. بيروت، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، النظرية النقدية الغربية من أفالطون إلى بوكاشيو
سمير، 2007 ، دمشق، لونجينوس دار المركز الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع-هوراس-أرسطو- أفالطون: الشعر في النقد األوربي القديم
.2001 أبريل، 26 عدد، مجلة نزوى العمانية، حكاية أفالطون والشعراء، اليوسف
Létitia Mouze,Le Législateur et le poète: Une interprétation des Lois de Platon,Presses Universitaires Septentrion, 2005-
Fulcran Teisserenc:Langage et image dans l'oeuvre de Platon Vrin,paris, 2010- Zdravko Planinc, Plato Through Homer.
Poetry and Philosophy in the Cosmological Dialogues,University of Missouri Press, 2003.
1
Jean-François Mattéi, L'inspiration de la poésie et de la philosophie chez Platon, Noesis, 4 , 2000,p77
2
ibid, p 78
3
Alain Badiou, Maria Kakogianni, Entretien platonicien, Éditions Lignes, 2015, p11.
بتصرف يسير
: ينظر 4
Daniel Acke :Yves Bonnefoy, essayiste: modernité et présence ,Rodopi,Amesterdam -Atlanta GA, 1999 ,pp 24-25.
Agnès Minazzoli: Un rêve pour Piero.in Murielle Gagnebin(Ed):Yves Bonnefoy, lumière et nuit des images,Editions
Champ Vallon, 2005, pp 194-195.
، منشورات وزارة الثقافة، ترجمة أدونيس، األعمال الشعرية الكاملة، إيف بونفوا:و ينظر نص "ضد أفالطون" بالعربية ضمن
.39-31 ص ص، 1986 ، دمشق
****
Mousikè و ال يعني الموسيقى تحديدا بل سائر الفنون.
5
Claude Obadia,Les Beautés de Platon,Le Philosophoire,Vrin,2013/1 n 39,p 235
6
Arnaud Macé,Que l’art ne peut pas tout pour la cité : la dissonance de l’art, du spectateur et de l’acteur selon
Platon ,Cahiers du Centre Gustave Glotz, Vol. 18 ,N 1,2007,p 306.
.246-237 ص ص،2004، االسكندرية، دار الوفاء، ترجمةودراسة فؤادزكريا،جمهورية أفالطون 7
13
Ibid , p 86
135 ص، 1987 ، دار الطليعة بيروت،2 ط، جورج طرابيشي، تر، الفلسفة اليونانية، 1 ج، تاريخ الفلسفة، إميل برهييه 14
16
Jean-François Mattéi, L'inspiration de la poésie et de la philosophie chez Platon , p 77
قبل الميالد لمنصب يشبه منصب الوزير األول و قد كرس الديموقراطية و دعم461 بريكلس الذي تنسب إليه أثينا انتخبه األثينيون سنة ********
88- 65 ص ص،1956 ، مكتبة النهضة المصرية، تاريخ األدب اليوناني،محمد صقر خفاجة 22
Platon, La république. Traduit par Robert Baccou .Librairie Garnier frères.Paris. 1936, pp 68-70
Platon, La république livre II-III, Traduit par Emile Chambry , Les Belles Lettres , paris , 1932 , pp 81-82
The Dialogues of Plato ,Vol III, translated by B.Jowett, M.A, Oxford 1931, pp 60-61
Plato ,The Republic,Translation by Paul Shorey ,Books I—V,Cambridge ,Harvard, 1937 , pp -179-183
PLATO ,The Republic,Translated By Raymond Larson ,Harlan Davidson,Inc.1979,pp 49-50
Platon, Republica, Traduccion de Marisa Divenosa y Claudia Marisco,1e ed, Buenos Aires,Losada,2005,pp 198-201
Platon – Dialogos IV – La Republica,Traduccion por Conrado Eggers Lan , Editorial Gredos, Madrid,reimpresion 1988, pp
137-138
. و بتصرف يسير، بإيجاز257-255 ص ص، سبق ذكره، الجمهورية، أفالطون 26
27
Genette Gérard. Frontières du récit. In: Communications, 8, 1966. Recherches sémiologiques : l'analyse structurale du
récit. pp. 152-163
منش ورات إتحاد كتاب،والمقال م ترجم إلى العربية بعنوان"حدود السرد" من طرف بنعيسى بوحمالة ضمن كتاب طرائق تحليل الس رد األدبي
.1992 الرباط،1 ط،المغرب
28
Genette Gérard. Frontières du récit , pp 152-153
29
Ibid , p 154
.ليس من كالم جينيت بل هو لإليضاح ************
Ibid, p 154-155
30
31
Ibid, pp 155-156
32
Ibid, p156
33
Jean Cléder,Entre littérature et cinéma ,Armand Colin,2012
34
Jacques Rancière,La Fable cinématographique,Éditions du Seuil,2001
35
Christian Metz, Langage et Cinéma,Éditions Albatros,1977
36
Marie-Thérèse Journot ,Le Vocabulaire du Cinéma,Armond Colin,2006 voir: Connotation p26 déconstruction
p31dénotation pp 32-33 diégése p34 discours p35 Esthétique de la réception p46 transtextualité p 119 etc....
37
Jean Epstein écrits sur le cinéma,tome 2 , Éditions Seghers, Paris,1975, pp 54-55
بتصرف و إيجاز
38
Ibid, p55
39
Jacques Rancière,La Fable cinématographique,op cit, p 9
40
Emmanuel Barot,Camera Politica.Dialectique du réalisme
dans le cinéma politique et militant,Vrin,Paris,2009, P 123
41
Florence Bernard de Courville,Le Double Cinématographique, Mimèsis et cinéma,L’Harmattan,Paris, 2011, pp 17-18