‫ميكانيك التربة‬

‫علم قائم بحد ذاته يدرس املشاكل التي تتعلق بالتربة من خالل تطبيق‬
‫القوانين امليكانيكية والهدرولوجية والجيولوجية على املسائل الهندسية‬
‫املتعلقة بالتربة الهندسية‪ ،‬ونعني بالتربة الهندسية التربة بمفهومها في‬
‫الهندسة املدنية والتي تعبر عن الرسوبات املتبقية او املنقولة والناتجة عادة‬
‫عن تفكك الصخور ولتمييزها عن التربة بمفهومها الزراعي والتي هي املادة‬
‫الرخوة التي ينمو فيها النبات ويستند عليها‪.‬‬
‫ويعتبر ميكانيك التربة جزءا من مجموعة من العلوم نطلق عليها مجتمعة‬
‫اسم الجيوتكنيك (هندسة التربة) والتي نستطيع تحديدها بـ‪:‬‬
‫‪ .1‬الجيوهندسية‬
‫‪ .2‬علم التربة الهندسية‬
‫‪ .3‬ميكانيك التربة‬
‫‪ .4‬ميكانيك الصخور‬
‫‪ .5‬االساسات‬
‫والتي من املفترض ان ندرج املعلومات املستقاة من الدراسات الخمس هذه‬
‫في تقرير الجيوتكنيك (هندسة التربة) الذي اصبح ضروريا جدا بعد تطور‬
‫حركة البناء بشكل ملحوظ واالبنية متعددة الطوابق (األبنية العالية)‬
‫وإقامة املصانع الضخمة والسدود لذلك فقد أصدرت العديد من القوانين‬
‫في كل انحاء العالم وحتى في أقاليم وطننا العربي تنص على ضرورة اعداد‬
‫تقرير جيوتكنيكي يتضمن تحر ودراسة كاملة للتربة في مواقع األبنية‬
‫وغيرها من املنشآت الهندسية الضخمة‪.‬‬
‫فمن خالل دراسة وافية للتربة الهندسية يمكن للمهندس الجيوتكنيكي ان‬
‫يقترح النوع املالئم من االساسات الذي يتناسب مع طبيعة املنشأة‬
‫الهندسية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم لقد مر علم ميكانيك التربة الى ان اهتمام الهندسة‬
‫املدنية بميكانيك التربة ناجم عن كل املنشآت الهندسية من سدود‬
‫وجسور وابنية وطرق وغيرها يستند على تربة‪.‬‬

‫ان علم ميكانيك التربة حديث العهد ولم يظهر كعلم مستقل اال في‬
‫النصف األول من القرن العشرين من خالل الحاجة املاسة لدراسته لحل‬
‫املشاكل الهندسية التي ظهرت في مجال االنشاءات الترابية في القرن الثامن‬
‫عشر وتصدى لها علماء فرنسيون مثل فوبان (‪ )vobane‬وكوبليه‬
‫(‪ )couplet‬في النصف األول من القرن الثامن عشر وكانت في حقل بناء‬
‫الجدران االستنادية (الساندة) ثم تبعهما العالم الفرنس ي املشهور‬
‫كولومب(‪ )coulomb‬عام ‪ 1737‬الذي قدم بحثا في قوانين االحتكاك‬
‫ونظرية االجسام املفككة والذي بقي ملدة طويلة نظرية هندسية وحيدة‬
‫استخدمت بنجاح في حساب الجدران االستنادية‪.‬‬
‫ولقد قدم العالم فوس (‪ )fouss‬عام ‪ 1789‬عضو اكاديمية بطرس بيرغ اول‬
‫بحث في مجال العالقة بين التشوه والحمولة على التربة الذي يستخدم‬
‫حتى االن في مجال حساب البالطات على قواعد مرنة‪.‬‬
‫وال تزال الحاجة الى هذا العلم تزداد ففي منتصف القرن التاسع عشر‬
‫انتشرت السكك الحديدية في العالم وجلبت معها مشاكلها وكذلك اثناء‬
 ‫حفر قناة السويس في اإلقليم املصري ظهرت العديد من املشاكل التي‬
‫تتعلق بالتربة وخاصة االنهيارات وفي الربع األول من القرن العشرين ظهرت‬
‫الطرق البسيطة لتصنيف التربة الناعمة املتماسكة من خالل لدونتها‬
‫وقوامها وترجع تلك الطرق للعالم السويدي اتربرغ (‪ )aterberg‬عام ‪.1911‬‬
‫وتعتبر احداث كوردومور (‪ )kordumor‬و منييايف (‪ )miniyaev‬عام‬
‫‪ 1918_1912‬في مجال توزع االجهادات في التربة وإمكانية استخدام نظرية‬
‫املرونة فيها وكذلك فان لجنة ميكانيك التربة لسكك حديد السويد عام‬
‫‪ 1913‬والتي بحثت أسباب انهيارات جسور السكك الحديدية في السويد‬
‫وظهرت خاللها طرق حساب املنحدرات للعالم وملر فيلينيوس ( ‪wolmar‬‬
‫‪ )fellenius‬وفي عام ‪ 1925‬تم طباعة كتاب متكامل في علم ميكانيك التربة‬
‫اسمه (ميكانيك التربة االنشائية) للعالم األمريكي الشهير كارل ترزاغي‬
‫(‪ )k.terzaghi‬ومن اخر (ميكانيك التربة النظري) ويعود لهذا العالم‬
‫وزميله جيلبوي (‪ )gilboy‬وكزاغرندي (‪ )casagrande‬الفضل الكبير في‬
‫ظهور علم ميكانيك التربة كعلم مستقل في الواليات املتحدة االمريكية‪.‬‬
‫وال ننس ى في هذا املجال باملقابل ظهور العالم تستيوفيتش (‪ )tsitovitch‬في‬
‫االتحاد السوفييتي آن ذاك مؤسس علم ميكانيك التربة الحديثة الذي‬
‫تمكن من ادراج ميكانيك التربة كمقرر مستقل يدرس في الجامعات‬
‫واملعاهد العليا ومنذ ذلك التاريخ تطور علم ميكانيك التربة بشكل كبير‬
‫على يد الكثير من العلماء أمثال سكيمبتون (‪ )skimbton‬و بيشوب‬
‫(‪ )beshoub‬و بوسينيشك (‪ )boussinesque‬و هينكل (‪ )henkel‬و تايلور‬
‫(‪ )taylor‬حتى وصل الى ما وصل اليه من تطور في الوقت الحاضر فهو‬
‫كعلم اآلن يهتم بحل املعضالت‬
 ‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬قابلية تحمل التربة‪ :‬فعندما تكون هذه القابلية عالية لتحمل‬
‫التربة يمككن عندها استعمال اساسات قليلة األعماق وقد تكون‬
‫هذه االساسات منفصلة او متصلة حسب الحموالت املطبقة على‬
‫التربة اما عندما تكون التربة رخوة وسميكة وتتوضع فوق تربة‬
‫متماسكة وقوية عنها يتوجب عمل ركائز او اوتاد لنقل الحمولة‬
‫الى الطبقة املقاومة‪.‬‬
‫‪ .2‬هبوط املنشآت‪ :‬يعتبر خطيرا إذا تجاوز الحد املسموح به وإذا كان‬
‫هذا الهبوط غير متجانس اما إذا كان متجانس او ضمن الحدود‬
‫املسموح بها فال خطورة في ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬انتفاخ التربة تحت االساسات‪ :‬عندما تكون التربة املتوضعة تحت‬
‫االساسات طينية قابلة لالنتفاخ عند تواجد املياه وتعود‬
‫لالنكماش بالجفاف االمر الذي يؤدي الى حدوث مشاكل قد تؤدي‬
‫إذا لم تؤخذ بعين االعتبار الى انهيار املنشأة التي تقوم على مثل‬
‫هذا النوع من التربة‪.‬‬