You are on page 1of 6

‫الظواهر اﻻجتماعية وعﻼقتها بالصحه و المرض وكيفيه‬

‫التقليل منها‬
‫تختلف الظواهر اﻻجتماعية المتنشرة في مجتمع معين عن مجتمع أخر باختﻼف‬
‫توجهات اﻷفراد والعادات السائدة في ذلك المجتمع‪ ،‬كما أن للتطور الحضاري دور‬
‫كبير في وجود هذا اﻻختﻼف‪ ،‬ولكن في عصرنا الحالي وبسبب التطور التكنولوجي‬
‫الكبير أصبح العالم بأسرة مكون من مجتمع واحد تقريبا ً فأصبحت الظواهر مشتركة‬
‫في كل المجتمعات مع وجود بعض الفروقات التي تسببها المعتقدات الدينية المختلفه‬
‫وفيما يلي ظاهره انتشرت باﻻونه اﻻخيرا كثيرا اﻻ وهي المخدرات‪.‬‬
‫المخدرات ‪:‬‬
‫إن تعاطي المخدرات من الظواهر الجديد على المجتمعات حيث أ ﱠنها لم تعرف في‬ ‫ﱠ‬
‫العصور القديمة‪ ،‬ولكن شأنها شأن المسكرات مع وجود بعض الفروقات‪ ،‬ومن‬
‫الفوارق التي يمكن ذكرها شدة اﻻدمان‪ ،‬إذ أن تعاطي المخدرات يسبب للمرء ادمانا ً‬
‫أشد من شرب المسكرات والتدخين وذلك بسبب التركيز العالي للمواد التي تدخل‬
‫جسم المتعاطي‪.‬من اﻷضرار أو المخاطر التي تترتب على تعاطي المخدرات هي‬
‫محاولة المدمنين الحصول على اﻷموال بأي طريقة من أجل تأمين المخدرات وهذا‬
‫قد يدفعهم ﻻرتكاب مختلف أنواع الجرائم من قتل وسرقة‪ ،‬و يضاف إلى ذلك ﱠ‬
‫أن‬
‫تعاطي المخدرات يذهب العقل أيضا ً وبالتالي يصبح لدى المدمن قابلية لﻺقدام على‬
‫أي فعل كان ‪.‬‬
‫عﻼقة المخدرات بالصحه والمرض ‪:‬‬
‫تنقسم عﻼقة المخدرات بالصحه والمرض الى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -1‬عامل نفسي‬
‫‪ -2‬عامل جسدي‬
‫العامل النفسي ‪:‬‬
‫أكد العلماء المختصون في علم النفس واﻷطباء النفسيين أن ظاهرة اﻻدمان على‬
‫المخدرات في حد ذاتها " مرض نفسي " حيث يتحول الشخص إلي أداة تسوقه‬
‫المادة المخدرة ويكون ذليل لها ﻻ يستطيع التحكم في ذاته وﻻ مشاعره وﻻ يستطيع‬
‫السيطرة علي نفسه فيكون بمثابة جسد بﻼ روح وكأنه خرقة من اللحم النتن الذي‬
‫يعيش بﻼ كرامة وﻻ هدف وﻻ غاية وﻻ مستقبل‪.‬‬
‫كما أكد اﻷطباء النفسيون أن تعاطي المخدرات ﻻ يتوقف عن حد التعاطي فحسب‬
‫لكنه يمتد ويصل الي اﻻدمان علي المخدرات بحيث تكون شغله الشاغل وتشغل‬
‫تفكيره بشكل أساسي مما ينتج عن ذلك أسوأ اﻵثار في الجانب الخلقي والنفسي‬
‫فيتميز أغلب اﻷشخاص باﻷثرة وحب النفس وعدم اﻹحساس والشعور باﻵخرين‬
‫وتبلد المشاعر واﻷحاسيس وعدم الشعور بالمسؤولية اﻷسرية وﻻ اﻻجتماعية مع‬
‫ضعف اﻹرادة الشخصية والجبن وكراهية العمل‪.‬‬
‫ﻻ شك أن للمخدرات تأثيرات سلبية كبرى سواء كانت في مراحل التعاطي‬
‫اﻷولية أو في المراحل المتأخرة من التعاطي فﻼ يستطيع الشخص المدمن التفكير‬
‫بطريقة سوية سليمة وﻻ يحسن التميز ويكون شخص سريع اﻻنفعال واﻻستثارة‬
‫ويصير شخصا ً كسوﻻً منعدم النشاط والحيوية مضياعا ً لوقته بأحﻼم اليقظة التي‬
‫يغرق فيها وكونه ﻻ يستطيع إخفاء هذه المشاعر واﻷحاسيس والسلوكيات عن‬
‫المجتمع فيلجأ إلي الكذب والغش والخداع والتزوير والحيل اﻷخرى لخرج من‬
‫مأزقه المتكررة‪.‬‬
‫العامل الجسدي‪:‬‬
‫اضرار المخدرات علي جسم اﻻنسان تختلف بين اجهزة الجسم المختلفة ونظرا‬
‫ﻷن أضرار المخدرات متعددة ومتنوعة فسوف نوضحها على شكل نقاط‪:‬‬
‫‪ -‬أضرار المخدرات على العقل‪:‬‬

‫هناك العديد من التجارب والدراسات العلمية التي أجريت على العديد‬


‫من المتعاطين‪.‬والتي ثبت من خﻼلها تراجع مستوى اﻹدراك والتذكر‪،‬‬
‫وغيرها من المهارات التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالقوى العقلية‪.‬‬

‫‪ -‬أضرار المخدرات على المخ واﻷعصاب‪:‬‬

‫الجهاز العصبي يتكون من مجموعة من المستقبﻼت الحسية‪ ،‬والتي يختص‬


‫دورها باستقبال مجموعة من اﻹشارات التي تأتيه من مختلف أنحاء الجسم‪،‬‬
‫ومن أضرار المخدرات انها تؤثر تأثيرا مباشرا على عمل وظائف المخ‪،‬‬
‫وبمرور الوقت نجد أن المخ اعتاد على وصول هذه المخدرات إليه‪.‬وتدريجيا‬
‫تتدخل هذه المخدرات في عمل وظائف المخ‪ ،‬وهنا يختل دور المخ ككل‪ .‬ومن‬
‫المعروف أن المخ يتحكم في مجموعة من اﻷجهزة‪ ،‬واﻷعضاء ‪،‬الجهاز‬
‫الهضمي‪ ،‬و التنفسي‪ ،‬والجهاز الدوري وغيرها‪.‬ولذا نجد أن المتعاطين يحدث‬
‫لهم نوعا من ضمور وتلف الخﻼيا العصبية للمخ‪ ،‬فنجد أن المدمن يعاني من‬
‫ضعف التذكر‪ ،‬التهتهة‪ ،‬مضطربا‪ ،‬وغيرها من الوظائف التي ترتبط بالمخ‪.‬‬
‫‪ -‬أضرار المخدرات على الكبد‪:‬‬

‫من المعروف أن الكبد من أهم اﻷجهزة الموجودة في جسم اﻹنسان‪ ،‬بعد المخ‬
‫والقلب‪ .‬حيث انه يقوم بأكثر من ‪ 90‬وظيفة‪ ،‬فهو المصدر اﻷول في جسم اﻹنسان‬
‫‪.‬للتخلص من السموم داخل جسم اﻹنسان‬
‫وحيث أن المخدرات تعتبر احد اكثر السموم ضررا في جسم اﻹنسان‪ ،‬فإن العبء‬
‫‪.‬يزداد على الكبد للتخلص من هذه السموم‬
‫وهناك العديد من الدراسات التي أجريت والتي أثبتت أن مدمني الخمور والمواد‬
‫المخدرة معرضون إلي اﻹصابة بتلف الكبد بنسبة تزيد ‪ 7‬أضعاف عن اﻷشخاص‬
‫العاديين‪ .‬ومن هنا يتضح مدى أضرار المخدرات الشديد على مثل هذا العضو‬
‫الهام داخل الجسم‪ ،‬كما أن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الغير معقمة‪ ،‬أو‬
‫التي يتم استخدامها أكثر من مرة‪ ،‬يؤدي إلى اﻹصابة باﻻلتهاب الكبدي الوبائي‪.‬‬

‫‪ -‬أضرار المخدرات على اﻷنف واﻷذن والحنجرة‪:‬‬

‫إن تعاطي المخدرات عن طريق اﻷنف‪ ،‬يؤدي إلى أضرار أكثر بمراحل عن تلك‬
‫‪.‬التي يتم تعاطيها من خﻼل الحقن‬
‫حيث أن عملية امتصاص المواد المخدرة من خﻼل اﻷنف تكون أسهل‪ ،‬حيث أن‬
‫اﻷنف تحتوى على مجموعة كبيرة من الشعيرات الدموية والتى تعمل على نقل‬
‫المادة المخدرة بشكل سريع الى باقي اجزاء الجسم‪ .‬حيث تتشعب داخل أنحاء‬
‫الجسم‪ ،‬وبالتالي فإن المادة المخدرة تبدأ من اﻷنف‪ ،‬ثم تبدأ بالتشعب واﻻنتشار إلي‬
‫باقي أنحاء الجسم‪ ،‬وربما هناك العديد من المتعاطين الذين يلجئون إلى هذه‬
‫الطريقة‪ ،‬ﻻعتقادهم أنها توفر لهم مزيدا من السرية‪ ،‬ومن أضرار تعاطي‬
‫المخدرات عن طريق اﻷنف‪ ،‬أنها تؤدي إلى تدمير الغشاء المخاطي لﻸنف‪ ،‬ومع‬
‫‪.‬استمرار التعاطي يحدث ثقب في الحاجز اﻷنفي‬
‫ومع تكرار المحاوﻻت تحدث تشوهات في اﻻنف‪ ،‬يؤدي إلى تكوين قشور على‬
‫سطح اﻷنف من الداخل والخارج‪ ،‬وعند الرغبة في تقشيرها‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلي‬
‫‪.‬حدوث نزيف متكرر‪ ،‬وﻻ اﻵم مبرحة‬
‫كما أنه من الممكن أن يؤدي إلى فقدان حاسة الشم‪ ،‬ومن ثم عدم القدرة على تذوق‬
‫اﻷطعمة‪ .‬ومن مضاعفات تناول المخدرات من خﻼل اﻷنف صعوبة واستحالة‬
‫التنفس‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على فلترة الميكروبات واﻷتربة التي تدخل إلى‬
‫الجهاز التنفسي من خﻼل اﻷنف‪ ،‬فضﻼ عن شهور المدمن بالتهابات الحلق‪،‬‬
‫وطنين في الصوت‪ ،‬والذبحة في الصوت وتؤدي الى اضرار مضاعفة على‬
‫جهاز التوازن باﻷذن‪ ،‬و إحساس بالقيء والغثيان‪ ،‬وعدم القدرة على التحكم في‬
‫‪.‬العضﻼت أثناء المشي والحركة‪.‬‬

‫‪ -‬أضرار المخدرات على الدم‪:‬‬

‫‪ -1‬ثبت علميا أن تناول المواد المخدرة يقلل من نسبة وعدد كرات الدم‬
‫البيضاء داخل الدم‪.‬‬
‫‪ -2‬المخدرات تؤثر على الشرايين‪ ،‬وتجعلها تغلظ‪ ،‬وتفقد مرونتها حتى تحدث‬
‫الجلطات‪.‬‬
‫‪ -3‬في حاﻻت أخرى تؤدي إلي حدوث تصلب الشرايين‪ ،‬والتى ينتج عنها‬
‫الوفاة فجأة‪.‬‬
‫‪ -4‬من أضرار المخدرات في الدم‪ ،‬حدوث جلطات في اﻷوعية الدموية للمخ‪.‬‬
‫‪ -5‬من أضرار المخدرات أنها تساعد في اﻹصابة بمرض اﻹيدز‪ ،‬والذي ينشأ‬
‫نتيجة ﻻستعمال حقن ملوثة بالدماء‪.‬‬
‫كيفية التقليل والحد من ظاهره انتشار المخدرات‪:‬‬

‫الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية عملت على عدّة مشاريع لمكافحة‬


‫تعاطيها‬
‫ضر بالمجتمع ككل وليس ُم ِ‬ ‫ظاهرة المتفشيّة بكثرة والتي ت ُ‬ ‫هذه ال ّ‬
‫أن إزالة تس ُمم ال ُمخدّرات‬ ‫ومدمنها فقط‪ ،‬وأخيراً‪ّ ،‬‬
‫فإن الكثير من الناس يعتقد ّ‬
‫لكن يجب تحفيز‬ ‫خاطئ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫دمنين هي كافية للشفا‪ ،‬فهذا مفهوم‬
‫من أجساد ال ُم ِ‬
‫المرضى على مواصلة التأهيل وال ِعﻼج لفترات طويلة ‪.‬‬

‫وللحد من ظاهرة انتشار المخدرات ينبغي علينا اﻻخذ بعين اﻻعتبار اﻻمور‬
‫اﻻتيه‪:‬‬

‫ترك وقت‬ ‫‪ ‬العمل على إشغَال ال ّ‬


‫شباب بالكثير من اﻷ ُمور وعدم ْ‬
‫فراغ ل ُهم‪.‬‬

‫هربين ال ُمخ ّدرات‪ ،‬والت ّ‬


‫شهير بهم وتطبيق ُحكم‬ ‫‪ُ ‬مﻼحظة ُم ّ‬
‫شرع في ُمعاقبتهم‪.‬‬‫ال ّ‬

‫‪ ‬زيادة اﻻهتمام بالتّعليم وتضمين المنا ِهج ال ّدراسية بدروس‬


‫خاطر ال ُمخ ّدرات‪.‬‬
‫توعيّة عن أضرار و َم ِ‬

‫تعاطي ال ُمخ ّدرات‬


‫ِ‬ ‫المخاطر التي تن َجم عن‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬توعيّة ال ّ‬
‫شباب بأهم‬
‫س علمية مدروسة‪.‬‬ ‫س ْ‬
‫على أ ُ‬

‫صد‬
‫شباب الذي يُسافر إلى بﻼد أخرى بق ْ‬‫‪ ‬العمل على توعيّة ال ّ‬
‫ال ّدراسة أو التنّ ُزه بأضرار ال ُمخ ّدرات‪ .‬العمل على عﻼج‬
‫ُمدمني المخدرات من ناحية طبية ونفسية واجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬نشر اﻷخﻼق والتعاليم الدينية‪ ،‬وتطوير برامج التّعليم بحيث‬


‫تتناسب مع جميع ال ِفئات العُمريّة وتتضمن معلومات عن‬
‫مخاطر ال ُمخ ّدرات‪.‬‬
‫ِ‬

You might also like