Professional Documents
Culture Documents
2 5249485891629483967
2 5249485891629483967
[]2
يثبت رمضان إما: )1
ٍ
بثبوت عام ،وذلك في صورتين: أ-
روية ٍ
عدل الهالل.
يوما.
إكمال عدة شعبان ثالثين ا
خاصا ،ويكون بأمور منها:
ب -أو ثبوتًا ً
رؤية الهالل في حق من رآه ٍ
كعبد أو امرأةٍ أو فاسق.
فاسق إن وقع في القلب صدقهم. إخبار نحو صبي أو امرأة أو ٍ
اية [وهو من اجتمعت فيه شروط الشهادة إال الحرية والذكورة] إخبار عدل رو ٍ
سواء وقع في القلب صدقه أم ال.
)4تبييت النية:
نية صوم الفرض يجب تبيتها في كل ٍ
ليلة ،فال تصح من النهار ،سواء كان صوم رمضان
أو نذر أو كفارة ،ويجب تعيين المنوي من الفرض ،لكن ال تجب نية الفرضية.
أما نية صوم النفل فتصح من النهار قبل الزوال ،وال يجب فيها التعيين على المعتمد،
وال يشترط فيها قصد النفلية.
)6بخاخ الربو:
يفرر به الصائم ،وقد أفتى بذلك الدكتور نوح القضاة مفتي األردن ،وهو شافعي
المذهب ،ونص فتواه( :أخذ البخاخ عن طريق األنف أو الفم مفرر؛ ألن الدواء في
هذه البخاخات ير ُاد له الوصول إلى الرئتين ،وهما من الجو.)،
[]5
وفي مناهل العرفان من فتاوى وفوائد الشيخ فضل بن عبد الرحمن (ص( ،)083ت:
نهارا ،هل يبرل
0420هـ) ،ما نصه( :يسأل الناس عن استعمال البخاخة في رمضان ا
ذلك الصوم ؟ ونحن نجيبهم باإلبرال ،ويجوز استعماله للضرورة مع القضاء؛ ألن
عين سائل تبخره اآللة عند االستعمال)اهـ
الدواء وسط البخاخة ٌ
عددا من األطباء عن مكونات هذه البخاخ ،فقالوا :إنه يتكون من ماء،
ـألت ا
وقد س ـ ـ ـ ـ ُ
وأكس ـ ــجين مركز ،ومواد دوائية تعمل على توس ـ ــيع الشـ ـ ـ َعب الهوائية ،وهذا الدواء
يتنــاول عن طريق الفم ،حيــث يض ـ ـ ـ ـ ــع المريض العبوة في فمــه ثم يض ـ ـ ـ ـ ــغط عليهــا
لتنرلق بخـةٌ إلى جوفــه ،وهــذه البخـة تتوجـه النسـ ـ ـ ـ ـ ـبــة األكبر منهـا إلى رئتيــه وجزء
يس ـ ـ ــير إلى معدته؛ ولكونه يس ـ ـ ـ اـيرا قال بعض الفقهاء المعاصـ ـ ـ ـرين؛ يُعفى عنه وال
يفسد الصوم.
[]6
إال أن مــا ذكره فقهــاؤنــا من الفرر بــالبخــاخ هو الــذي يجري على تقريرات المــذهــب؛
ألمرين:
األول :أنهم ذكروا أن البرن جو - ،وهذا بال خال ،في المذهب – سـواء وصـلت
العين إلى الجهاز التنفسـ ـ ـ ـ ــي أو الهضـ ـ ـ ـ ــمي فال فر ؛ لكونها عيناا وصـ ـ ـ ـ ــلت إلى
الجو ،من منفذ مفتوح.
الثاني :وعلى التس ـ ــليم بأن الجزء الواص ـ ــل إلى الجهاز الهض ـ ــمي يس ـ ـ ٌـير ا
جدا ،ف ننا ال
نس ــلم العفو عنه ،وقد قال الفقهاء( :لو بل خيراا بر فيق فه فرده إلى فمه وعليه رطوبةٌ
فيفرر ،بخال ،ما لو لم يكن على الخيط ما ينفصـ ـ ــل لقلتف فه أو
تنفصـ ـ ــل وابتلعها ُ
لعصره أو لجفافه؛ ف نه ال يضر ،كأثر ماء المضمضة)()2اهـ
الدخان السيجارة و (المداعة) تفطر الصائم: )7
عين كرائحة التتن ،يعني التنباك ،لعن الله من
ففي بغية المسترشدين( :ما فيه ٌ
أحدثه؛ ألنه من البدع القبيحة ،ف نه يفرر به)اهـ.
وفي رسالة وضوح البرالن بالحكم بعدم الفرر باإلبرة بالحقن في نهار رمضان
عين كرائحة التنباك فيفرر به؛ ألنه لكثافته تنفصل منه عين)
ما نصه( :بخال ،ما فيه ٌ
اهـ.
وفي إفادة السادة العمد شرح نظم الزبد ما نصه( :الدخان الذي يُشرب في
جمع متأخرون ،وليس ذلك كريح البخور
البوصة (المداعة) ،ف نه مفرر كما أفاد ذلك ٌ
الصاعد من نحو المجمرة؛ ألنه لقلته ال يتولد منه عي ٌن ،فلذا جزم الشيخ ابن حجر
بعدم الفرر به ،بخال ،الدخان الصاعد من البوصة المسماة بالمداعة ،ف نه يتولد منه
اكم مشاه ٌد ،فال يحل تناولها للصائم)اهـ ،وانظر للفائدة عمدة
وسخ متر ٌ
عين ،وهو ٌ ٌ
المفتي والمستفتي ،للعالمة محمد بن عبد الرحمن األهدل.
في الفقه المنهجي( :الحقنة الشرجية مفررة ،ألن الشرج منفذ مفتوح)اهـ ،وقد نص
أيضا.
على ذلك الفقهاء المتقدمون ا
وقال د .محمد الزحيلي في المعتمد في الفقه الشافعي( :إذا قرر في اإلحليل أو في
قُبل المرأة ف نه يفرر)اهـ.
أيضا القسررة البولية تفسد الصوم.
و ا
[]8
)9تذوق الطعام:
قال الخريب الشربيني رحمه الله تعالى في المغني( :ويستحب أن يتحرز عن ذو
الرعام ،خوفاا من وصوله إلى جوفه ،أو تعاطيه لغلبة شهوته)اهـ.
وفي بغية المسترشدين للعالمة عبد الرحمن المشهور رحمه الله تعالى( :ال يضر وصول
يح ف
بالشم ،وكذا من الفم كرائحة البخور أو غيره إلى الجو ،وإن تعمده؛ ألنه ليس رٍ
عيناا)اهـ
قال شيخنا علي اسماعيل القديمي الشافعي نفع الله به في منظومته في المفررات
المعاصرة ،في ما ال يفرر مع الكراهة:
تفرر. ف
التعرر … مكروهةٌ وهي ال ُ
تذو ُ الرعام و ُ
[]9
قال الخريب الشربيني في المغني( :فال يضر وصول الدهن) إلى الجو ،بتشرب
المسام وهي ثقب البدن ..كما لو طلى رأسه أو برنه به ،كما ال يضر اغتساله بالماء
أثرا بباطنه بجامع أن الواصل إليه ليس من منفذ)اهـ.
البارد وإن وجد له ا
دار اإلفتاء األردنية – وهي تلتزم المذهب الشافعي غالباا – بعدم ضرر
وأفتت ُ
مرطب الشفاه ال يفسد الصوم؛ لعدم وصوله إلى الجو.،
ُ اللصوقات الجلدية ،وكذا
[]01
)13ما يدخل إلى العين:
مفتوحا إلى الجو ،،وبالتالي ال يفرر
ا المعتمد في المذهب أن العين ليست منف اذا
الصائم بالقررة فيها ،ولو وجد طعمها في حلقه.
واختار بعض الشافعية المعاصرين أن قررة العين تفرر الصائم ،بناءا على اتفا أهل
مفتوحا ،ففي الفقه المنهجي( :القررة في العين مفررة ،ألنه
ا التشريح بأن لها منف اذا
منفذ غير مفتوح)اهـ.
لكن هذا المنفذ يشبه المسام ،ولذا فال يؤثر ما دخل منه حتى ولو وصلت العين إلى
حلقه بأن وجد لون الكحل في نحو نخامته وطعمه بحلقه ،قال السيد عمر البصري
جاب:
في حاشيته على التحفة( :أهل التشريح يثبتونه – أي :منفذ العين ،-وقد يُ ُ
ملحق بالمسام)اهـ.
أنه لخفائه وصغره ٌ
)14اإلبر:
حاصل األقوال في اإلفرار باإلبر [عند الشافعية المعاصرين] ثالثة:
كثير من فقهاء الشافعية في حضرموت،األول :اإلفرار بها مرل اقا ،وهو الذي أفتى به ٌ
سالم بن سعيد بكير رحمه الله تعالى رسالةا في الرد على
الد شيخي العالمةُ ُ وألف و ُ
من قال بعدم التفرير بها ،سماها( :وضوح البرالن بالحكم بعدم الفرر باإلبرة بالحقن
في نهار رمضان)ُ ،وطبعت مذيل اة برسالة أخرى بعنوان( :حكم اإلبرة في نهار رمضان)،
ٍ
نقوالت عن فقهاء المذاهب: للشيخ محمد عوض بن طاهر باوزير ،جاء فيها بعد
(وبهذا يتضح :أن الدواء المعرَى للصائم بواسرة اإلبرة مفس ٌد للصوم على المذاهب
[]00
األربعة سواء كان في العضالت أو الوريد أو تحت الجلد أو قناة النخاع ،وسواء كان
للتغذية وللتقوية وإكثار الدم ،أو لتخدير األعصاب أو لعالج مرض)اهـ
الثاني :التفصيل ،قال الشيخ حسن بن أحمد الكا( :،وقول فيه تفصيل – وهو
األصح – وهو:
إذا كانت مغذية فتبرل الصوم ،وإذا كانت غير مغذية فننظر:
أ -إذا كانت في العرو المجوفة – وهي األوردة – فتُبرل.
ب -وإذا كانت في العضل – وهي العرو غير المجوفة – فال تبرل) اهـ
الثالث :عدم اإلفرار باإلبر مرل اقا ،وممن قال بذلك د .محمد حسن هيتو في فقه
الصيام ،حيث قال( :الحقنة العضلية أو التي تكون في الوريد أو ما يسمى “باإلبرة”
ف نه يجوز التداوي بها في نهار رمضان للصائم ،وبكل أنواع الدواء ،وال تؤدي إلى
مفتوح ،كما أن العضل أو الوريد ال يسمى
منفذ ٍالفرر ،وذلك ألن الدواء ال يدخل من ٍ
جوفاا ،فمن أراد التداوي بها في نهار رمضان فال حرج عليه) اهـ.
ضـا عالمة مدينتي محمد بن سالم البيحاني رحمه الله تعالى، وممن قال بذلك أي ا
ونص كالمـه( :والحقنـة :اإلبرة في العض ـ ـ ـ ـ ــد والفخـذ وفي كـل مك ٍ
ـان من الجس ـ ـ ـ ـ ــم ال
تفرر ،وإن انتشر الدواء منها إلى الجسد ف
كله وإن َو َج َد طعمه في لسانه)()3اهـ.
وهذا أقرب االقوال إلى الضابط المذهبي؛ ألن الفتحة التي تحدثها اإلبرة كفتحة
مفتوحا ،ولذا قال العالمة ابن قاسم معل َقا على قول النووي ا المسام ،فليست منف اذا
درك) اهـ.
فتحا يُ َ
رحمه الله تعالى(( :شرط الواصل كونه في منفذ مفتوح) أي :عرفاا أو ا
ابع ،وهو :أن اإلبر في العض ـ ــل ال يبرل بها ص ـ ــوم الص ـ ــائم مرل اقا،
وهناك رأي ر ٌ
واإلبر في الوريــد إن لم تكن غــذائيــة فكــذلــك ،وإال فــاألقرب :أنهــا يبرــل بهــا ص ـ ـ ـ ـ ــوم
وأمــا إذا كــان التخــدير عن طريق األنف من خالل الغــازات (البخــاخــة) ،نُظر فيهـا
)4ولم أقف عليها ،لكن ذكر خالصة رأيه ابنُه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بكير في تعليقه على شرح
والده على سفينة النجا الموسوم بـ(نسيم الحياة) (ص.)055
[]03
ف ن كانت مجرد أثر ال عين ف نها ال تؤثر وإال ف نها تُفس ـ ـ ــد الص ـ ـ ــوم إذا وص ـ ـ ــلت إلى
الجو ،،والــذي يقولــه كثير من األطبــاء :إنهــا – أي :الغــازات – تص ـ ـ ـ ـ ــل إلى الــدمــاغ
والمعدة فتسبب الحالة التي تشبه اإلغماء ،وعليه ف نها تفسد الصوم.
)16العلك والحبة تحت اللسان:
العل ك يفسد الصوم إذا سرى إلى الحلق ،قال د .محمد حسن هيتو( :وأما العلك
معرو ،في العلك
ٌ ف ن كان يتحلل منه شيء يختلط مع الريق ،ويبتلعه الصائم ،كما هو
الحالي المعاصر ،فهذا حرام باإلجماع ،ويفرر به الصائم ،وأما إذا كان ال يتحلل منه
أبدا ،كقرعة الرخو المراط مثالا ،ف ن هذا يكره وال يحرم)اهـ.
شيء ا
وأما الحبة التي تُوض ع ع ععع تحت اللس ع ع ععان ويسـ ـ ـ ــتعملها مرضـ ـ ـ ــى القلب؛ ألنها تمنع
حـدو الـذبحـات الص ـ ـ ـ ـ ــدريـة – عـافـانـا الله وإياكم آمين – والتي يقول األطباء :إنها
تُوض ـ ـ ــع تحت اللس ـ ـ ــان؛ ألن تلك المنرقة يُس ـ ـ ــرع من االمتص ـ ـ ــاص ،فهي تدخل إلى
الجســم من مســامات في تلك المنرقة ال عن طريق الفم ،لكن قد يتحلل منها ش ــيء
ويسري مع الريق إلى الجو ،عبر البلعوم ،وبناءا على كالمهم ،أقول:
-إن امتص ـ ـ ـ ــاص هذه الحبة من منرقة ما تحت اللس ـ ـ ـ ــان دون أن يسـ ـ ـ ـ ــري من
أجزائها شــيءٌ مع الريق إلى الجو ،ال يفســد الصــوم؛ ألن الفم بالنســبة لدخول
غير الريق منه يعتبر من الظاهر ال من الباطن( ،)5وامتص ـ ـ ـ ــاص األجزاء المتحللة
عبر المس ـ ـ ـ ــامات التي تحت اللس ـ ـ ـ ــان ال يؤثر على الص ـ ـ ـ ــوم؛ ألنه ليس منف اذا
مفتوحا.
ا
-أما لو تحللت أجزاء فدخلت مع الريق إلى الجو ،ف نها تفس ـ ــد الص ـ ــوم؛ ألن
صـ ـا ،فلو اختلط بما يغير لونَهُ أو طعمهُ
الريق ال يفرر الصـ ــائم بشـ ــرط كونه خال ا
)17القات َّ
والشمة:
يفسدان الصوم إن سرى منهما شيء إلى الجو.،
قال العالمة محمد بن أحمد األهدل في إفادة السادة العمد( :ومنه اللبان الذي يُبل
قلت [أي
بالماء ويمضغ ،ف ن ازدرد[ابتلع] الريق وهو متغيـٌر بلون ما يمضغه أفررُ ،
القات المعرو ،باليمن ،ف ن صار متفتتاا بحيث يصير
العالمة األهدل] :ومن العلك ُ
إلى الحلق ،ف نه يفرر به ،كما يفرر بالنشو المسمى بالبردقان الذي يُوضع في الفم؛
ألن أجزاءه تسري في الريق حتى يصل إلى الحلق ،ثم إلى الباطن ،ومن زعم إلحاقه
بالعلك فقد وهم)اهـ.
البردقان :الشمة.
)18السباحة :قد تفسد الصوم ،وذلك إذا وصل الماء إلى جوفه أو دماغه أو باطن
أذنه ،حتى ولو دخل الماء سب اقا بال قصد.
قال الرملي( :لو عر ،من عادته أنه يصل الماء منه إلى جوفه أو دماغه باالنغماس
قرعا)اهـ
ويفرر ا
وال يمكنه التحرز عنه أنه يحرم االنغماس ُ
)19معجون األسنان:
ال يفرر به الصائم ،إن لم يدخل شيءٌ منه ،أو ابتلع الريق الذي اختلط به ،قال السيد
[]05
عبد الله بن محفوظ الحداد ،وقد ُسئل عنه( :ال يضر ذلك مع المحافظة أال يدخل
شيءٌ من نفس المعجون وال الريق المختلط به ،وال يضر بقاء النكهة؛ ألنها أثر ال
عين)اهـ
وأما ما يتخلل بين األسنان من بقايا الرعام فيفرر به إذا ابتعله ،قال د .محمد حسن
هيتو( :ما يبقى في خلل األسنان من الرعام ف نه يجب عليه أن يتحراه ويخرجه ،ف ن
عمدا أفرر عند الشافعية بال خال)،اهـ.
ابتلعه ا
[]07
الثانية :أن يشهد برؤيته من ال تقبل شهادته كامرأة ٍ
وعبد وصبي وفاسق.
ٍ
كقضاء أو نذ ٍر ،أو ورد. ويحرم صوم يوم الشك بال سبب يقتضي صومه،
شخص صوم يوم بعينه كاألحد مثال فصادف أنه يوم الشك فهل
ٌ )24لو نذر
ينعقد نذره ويصح صومه ؟
قال الشبراملسي في حاشية النهاية( :تبين عدم انعقاد نذره فال يصح صومه)اهـ
وفي التحفة ( )407/3ما يخالفه ،حيث قال مع المتن( ( :وله) من غير كراهة ..
والنذر كأن نذر صوم يوم كذا فوافق يوم الشك ،أما نذر صوم يوم الشك فال ينعقد)اهـ
قال الشرواني( :وهذا – أي :ما قاله الشبراملسي – مخالف لقول الشارح – أي :ابن
مخلصا.
ا حجر – ولعله لم يرلع عليه فليراجع)اهـ
وانظر حاشية الجمل ()324/2
[]08
التعزير إن لم ف
يأت تائباا. ح-
)26االستمناء للصائم:
إنزال المني باالستمناء يفسد الصوم مرل اقا ،سواء بحائل أو بغيره ،بيده أو بيد حليلته.
بلمس أو ٍ
قبلة فأنزل ننظر: وإذا باشر زوجته ٍ
ف ن كان بمباشرة (أي :من غير حائل) ف نه يفرر بذلك ،وإن كان بغير مباشرٍة
فال يفرر.
وإذا نظر أو فكر فأنزل بمجرد ذلك ،ننظر:
جرت عادته باإلنزال من ذلك أفرر ،على المعتمد عند الرملي خالفاا البن
فن ْ
حجر.
وإن لم تج فر عادته باإلنزال من ذلك لم يفرر.
ومع ذلك يحرم عليه تكرير النظر والفكر وإن لم ينزل كما اعتتمد الخريب
والرملي.
ٍ
باحتالم فال يفرر به الصائم. أما خروج المني
وهذه المسألة فيها تشعب واختلفت فيها تقريرات العالمة ابن حجر في كتبه ،وهذه
خالصتها.
[]09
على األصح.
ولو أخرج لسانه وعليه الريق ثم رده وابتلع ما عليه ف نه ال يفرر ا
أيضا على
المعتمد.
نجسا.
طاهرا أو ا
ويفرر إذا ابتلع ريقه ،وهو مختلط بغيره سواء كان ا
ويفرر إذا أخرج ريقه إلى ظاهر الشفة ثم رده وابتلعه.
ويفرر إذا بل خيراا بريقه ورده إلى فمه وعليه رطوبة تنفصل.
)28االستقاءة:
يفرر الصائم إذا تعمد إخراج القيء ،حتى ولو تيقن أنه لم يرجع شيءٌ إلى جوفه ،ألن
تعمد إخراجه مفرر بنفسه كاالستمناء ،وأما من ذرعه القيء أي :غلبه ،بأن خرج بغير
اختياره ،فال يفسد صومه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم( :من ذرعه القيء –غلبه–
ف
فليقض) أخرجه أبو داود ،وقال النووي: وهو صائم ،فليس عليه قضاء ،ومن استقاء
(حسن بمجموع طرقه).
قال الترمسي في حاشيته (( :)547/5لو احتاج المريض إلى التقيؤ ألجل التداوي
بقول طبيب أفرر) أي :وعليه القضاء.
وحكم ال َقلَس حكم القيء ،قال النووي( :هو بفتح القا ،والالم وبالسين المهملة،
يقال :قلس يقلس بكسر الالم ،أي :تقايا ،والق ْلس باسكان الالم القئ ،وقيل :هو ما
خرج من الجو ،ولم يمأل الفم قاله الخليل بن أحمد)اهـ.
[]21
عدل بذلك جاز له أن يفرر ،واألحوط أال يفرر
ظن انقضاء النهار باجتهاد أو أخبره ٌ
إال بعد اليقين.
وإذا أكل وتبين له بقاء النهار ،فسد صومه ذلك اليوم ،وعليه القضاء ،لتحقق خال،
ما ظنه ،وال عبرة بالظن إذا تبين خرؤه.
أما إذا لم يتبين له شيء أو بان له أن األمر كما ظنه من غروب الشمس فصومه
صحيح.
قال الشبراملسي :واألقرب أنه ال يجب عليه السؤال عما يبين غلره أو عدمه.
[]20
السبع يؤمر ندباا ،ويضرب على تركه بعد العشر السنين ،خالفاا للرملي الذي اعتمد أنه
يضرب في أثناء العشر ،ويكون أمره وضربه مقيدان ب طاقة الصوم ،أما إذا لم يرق
الصوم ف نه ال يؤمر وال يضرب.
والتمييز ،قيل :أن يأكل وحده ،ويلبس وحده ،ويستنجي وحده ،وأفضل منه :أنه من
يفهم الخراب ويحسن الجواب.
قياسا على ما جاء في الصالة ،والله أعلم.
وما قرره الفقهاء هنا ا
)32إفطار المريض:
يضا أو علىى
يجوز للمريض أن يفرر في رمضان؛ لقوله تعالى( :فمن كان منكم مر ا
سف ٍر) أي :فأفرر (فعدة من أيام أخر) ،تقدير اآلية :فعليه صوم عدة أيام المرض
فحذ ،المضا ،والمضا ،إليه ،وإنما يجوز الفرر للمريض والسفر من أيام أُخرُ ،
إذا كان الصوم يشق عليه مشقةا ظاهرةا ،أي :المشقة التي تبيح التيمم.
قال فقهاؤنا الشافعية رحمهم الله تعالى( :يجوز للمريض الفرر بالمرض المذكور حتى
قصدا ،ومثله جواز القعود
نهارا ا
وإن تعدى بتسببه لنفسه ،كأن تناول ليالا ما يمرضه ا
في صالة الفرض لمن تعدى بكسر رجله؛ النتهاء المعصية)اهـ بتصر ،يسير من
حاشية الترمسي (.)613/5
[]22
وإن كان وقت الشروع في الصوم [قبل الفجر] غير مريض فيجب عليه النية
نهارا بسبب اشتداد المرض فله الفرر.
والصوم ،ف ن احتاج إلى الفرر ا
ولو أفرر المريض بسبب مرضه ،ثم ُشفي في النهار ،فال يجب عليه اإلمساك بقية
النهار ،لكن يسن له ذلك.
[]23
باألضعف ،ولو قلنا إن اللحظة منه تضر كالجنون أللحقنا األضعف باألقوى ،فتوسرنا
وقلنا إن اإلفاقة في لحظة كافية ،والثاني يضر مرلقا ،والثالث ال يضر إذا أفا أول
مثاال لقياس الشبه الذي هو تردد فرٍع بين أصلين.
النهار)اهـ ،وهذا يصلح ا
)37سفر المقيم:
قول عامة أهل العلم أن من كان مقيما في أول الشهر ثم سافر في أثنائه ف ن له اإلفرار
بعذر السفر؛ لما ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج في شهر
رمضان لغزوة الفتح ،فسار حتى بلغ الكديد ،ثم أفرر ،وأمر الناس بالفرر .متفق عليه.
من طلع عليه الفجر وهو صائم ثم سافر فال يجوز له اإلفرار في ذلك اليوم؛ ألن
العبادة إذا ابتُدت في الحضر استصحب لها حكم الحضر.
صباحا ،حيث يصبح بعضهم
ومن هنا يتبين خرأ كثير من الناس الذين ممن سيسافر ا
صائما ،وكل ذلك
مفررا مع أن سفره في أثناء النهار ،وبعضهم يفرر بعدما أصبح ا
ا
خرأ.
[]24
)38الشخص إذا نوى اإلقامة :فله حالتان:
أن تكون أقل من أربعة أيام عدا يومي الدخول والخروج ف نه ٍ
حينئذ يعتبر مسافرا، أ-
وله أن يترخص باإلفرار وغيره من رخص السفر.
فصاعدا ،فليس له الترخص باإلفرار.
ا ب -أما إذا نوى اإلقامة أربعة ٍ
أيام
وإذا لم ينو اإلقامة بل أقام في بلد النتظار حاجة يتوقعها فاألصح عند الشافعية :أنه
يوما فقط.
يترخص إلى ثمانية عشر ا
[]25
بعضه.
والفر بينهما :أن اإلغماء مرض ويخالف الجنون ف نه نقص ،ولهذا ال يجوز الجنون
على األنبياء صلوات الله وسالمه عليهم ويجوز عليهم اإلغماء ،قاله الشيخ أبو إسحا
الشيرازي في المهذب.
ف ن قيل :أليس المذهب عدم وجوب قضاء الصالة على المغمى عليه ،فلماذا يجب
قضاء الصوم عليه؟
فالجواب :أن الفر بين الصوم والصالة أن الصالة تتكرر فيشق قضاؤها بخال،
الصوم ،وهذا هو الفر بين قضاء الحائض الصوم دون الصالة.
واألصل أن كل إنسان متعبد بما يراه ،فالذي يسكن في أرض منخفضة – كأهل
السواحل – يرى غروب الشمس قبل أن يراها من يسكن الجبال ،وإن تقاربت المسافة
بينهم ،فال يجوز ألهل الجبال الفرر مع من يرون غروب الشمس أوال من أهل
الساحل ،وإن كانوا في نفس البلدة.
وبناءا عليه :فالذين يسكنون األبراج العالية سيتأخر إفرارهم عمن يسكن في ذات
األبراج لكن في الروابق السفلية.
وقد ُحكى عن ابن أبي موسى الضرير من فقهاء الحنفية (ت334:هـ) أنه ُسئل عن
صعد منارة اإلسكندرية ،فيرى الشمس بزمن طويل بعدما غربت عندهم في البلد،
[]26
أيحل له أن يفرر ؟ فقال :ال ،ويحل ألهل البلد ،ألن كالا مخاطب بما عنده.
[]27
بقدح من ماء فرفعه ،حتى نظر الناس إليه ،ثم شرب ،فقيل له بعد ذلك :إن بعض
الناس قد صام ،فقال( :أولئك العصاة ،أولئك العصاة) أخرجه مسلم.
أنه إذا ترك اإلتمام إلى القصر فقد تركه إلى غير بدل ،وهنا يترك الصوم إلى بدل وهو
القضاء.
[]28
الفر أنه في الصوم ال يوجد خال ،يعتد به في إيجاب الفرر ،فكان أفضل،
بينما هناك من قال بوجوب القصر كاإلمام أبي حنفية رحمه الله تعالى.
والفر الثاني :بأن في القصر فيه إبراء للذمة ،أما الفرر ففيه إشغال الذمة
القضاء.
والفر الثالث :أن الغالب في أحوال النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في
السفر ،بينما ولم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه أتم الصالة في السفر.
[]29
وقال أبو حنيفة في المريض كقولنا وقال في المسافر يصح ما نوى ،دليلنا القياس على
المريض) اهـ.
)48التتابع في القضاء:
ال يجب التتابع على من عليه قضاء من رمضان ،لكنه يستحب تعجيالا لبراءة الذمة،
وقد يجب التتابع في حالتين:
األولى :إذا تضيق عليه وقت القضاء ،بأن كان عليه خمس أيام ولم َ
يبق من رمضان
إال خمسة أيام.
الثانية :إذا تعمد الترك للصيام ،بأن أفرر بغير عذر؛ ألنه ٍ
حينئذ يجب عليه القضاء
فورا.
ا
[]31
)51الفدية في قضاء رمضان:
بدال عن الصوم غالباا ،وتسمى ” الكفارة الصغرى” و “الكفارة تجب الفدية ا
ٍ
بشروط ،والتي المخففة” لمقابلتها “الكفارة المغلظة” الواجبة بالجماع أثناء الصوم
تفصيال إن شاء الله تعالى.
ا سيأتي الكالم عليها في منشورات الحقة
موجبات الفدية:
تجب الفدية بأحد ثالثة أسباب ،هي:
كونها بدالا عن نفس الصوم. أ-
كونها لفوات فضيلة الوقت. ب-
كونها لتأخير القضاء عن وقته. ت-
دائما” ألن فدية الهرم ومن ال يُرجى
وإنما كانت الفدية بدال عن الصوم “غالباا” ال “ ا
بدال عن الصوم على األصح ،ومقابله (الصحيح) :أنها بدل عنبرؤه تجب ابتداءا ال ا
الصوم ،ويترتب على هذا الخال ،مسائل سأشير إليها في المنشور القادم إن شاء الله
تعالى.
[]30
وإذا تكلف الصوم فال فدية عليه؛ ألن محل مخاطبته بالمد ابتداءا إن لم يرد
الصوم ،وإال خوطب به.
)52مقدار الفدية:
مقدار الفدية عمن عجز عن الصوم مد عند الشافعية والمالكية وهو تقريباا (611
صاع (كيلوان
جرام) ،وعند الحنفية – كما في البحر الرائق ( )318/2أنها :نصف ٍ
وربع تقر ايبا) ،وعند الحنابلة :مد من ب ٍر ( 611جرام) أو نصف ٍ
صاع من غيره (كيلو
وربع).
تنبيه :الصاع عند الحنفية نحو أربعة كيلو ونصف تقريباا ،بينما عند الجمهور كيلوان
ونصف.
والمد عند الحنفية كيلو و 051جرام تقريباا ،بينما عند الجمهور ( 611جرام تقريباا).
)53جنس الفدية:
جنس الفدية هو جنس ما يُخرج في زكاة الفرر ،فيجب إخراج المقدار المتقدم ذكره
في المنشور السابق من غالب قوت البلد ،والجمهور أنه ال يجزئ إخراجها نق ادا بل
طعاما.
يجب ا
وعند الحنفية( :تجزئ القيمة) ،وإذا قلد الشخص مذهب الحنفية فيلزمه إخراج قيمة
المقدار الواجب عندهم ،وهو كيلوان وربع تقريباا كما تقدم.
وتُعرى الفدية للفقراء والمساكين؛ لقوله تعالى (ففدية طعام مسكين) ،والفقير أشد
حاجة منه ،فهو من باب أولى ،وال تُعرى لغيرهما ممن يستحقون الزكاة.
[]32
احد ،بل يجوز إعراء فدية جميع رمضان يجوز إعراء فدية يومين أو أكثر لمسكين و ٍ
احد ،وإن كان خال ،األفضل ،قال العز بن عبد السالم رحمه الله( :سدلمسكي ٍن و ٍ
سد جوعة و ٍ
احد عشرة أيام) اهـ. جوعة عشرة مساكين أفضل من ف
احد ،والصوم ال يتجزأ. بدل عن صوم ٍ
يوم و ٍ وال يجوز إعراؤه أقل من ٍ
مد؛ ألن المد ٌ
أما وقت إخراج الفدية :ف ن فدية اليوم تُخر ُج بعد طلوع فجره أو في ليلته ،وال يجزئ
إخراجها قبل دخول رمضان وال في أوله عن جميع الشهر ،وتجزئ في آخر يوم منه
أو بعده عن جميع الشهر.
[]33
اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في الحامل والمرضع على أقوال:
مذهب الشافعية والحنابلة :أنهما إذا خافتا على نفسيهما أو مع الولد عليهما أ-
القضاء فقط ،وإذا أفررتا خوفاا على الجنين أو الرضيع فعليهما القضاء واإلطعام.
ب -ومذهب الحنفية :أن عليهما القضاء فقط.
وللمالكية أربعة أقوال. ت-
وروي عن بعض الصحابة أن عليهما اإلطعام فقط ،عكس مذهب الحنفية. ُ -
قال ابن رشد في بداية المجتهد( :سبب اختالفهم :تردد شبههما بين الذي يجهده
الصوم وبين المريض ،فمن شبههما بالمريض قال :عليهما القضاء فقط ،ومن شبههما
بالذي يجهده الصوم … وأما من جمع عليهما األمرين فيشبه أن يكون رأى فيهما
شبها) اهـ.
من كل واحد ا
قال الفقهاء المتقدمون( :الحامل ال يتصور فيها االستئجار والتروع) ،كما في حاشية
موجودا – وإن كانت المجامع الفقهية
ا الترمسي ( ،)760/5وفي عصرنا أصبح ممكناا
حكما بتحريمه – إال أن له نفس حكم المرضع المستأجرة والمتروعة ،والله
أصدرت ا
أعلم.
[]34
الخو ،المعتبر الذي يُشرع معه الفرر :أن تخا ،الحامل من إسقاط الجنين،
ٍ
وحينئذ والمرضع من أن يقل اللبن ،وقد يجب عليهما الفرر إذا خيف تضرر الولد،
تجب الفدية والقضاء.
مثال أشر،
شخص اٍ ويلحق بالحامل والمرضع في التفصيل السابق من أفرر إلنقاذ
ُ
على الهالك ،كغريق ،ف ن خا ،على الغريق فقط الهالك ،ولم يمكن تخليصه إال
بفرره وجب عليه ،وعليه القضاء والفدية؛ ألن فرر ارتفق به شخصان ،وإن وخا،
على نفسه فقط ،أو على ٍ
مال فعليه القضاء فقط؛ فعليه القضاء فقط؛ ألنه فرر ارتفق
مثال.
به شخص واحد؛ إال أنه ال يجب الفرر إلنقاذ المال بخال ،اآلدمي ا
)59تعين اإلرضاع:
تقدم أن المرضع يجوز لها اإلفرار سواء كانت اأما أو مستأجرةا أو متروعةا باإلرضاع،
فهل يشترط تعين اإلرضاع عليهم ؟! بمعنى أنه ال يجوز لهم الفرر إذا ُوجدت مرضعة
مفررة أو صائمة ال يضرها الرضاع .
أما األم فال يشترط في حقها ذلك.
وأما المتبرعة والمستأجرة فالذي اعتمده شيخ اإلسالم زكريا األنصاري والخريب
الشربيني وابن حجر في المنهج القويم وشرح اإلرشاد أنه يشترط ذلك في حقهم،
بمعنى أنه :ال يجوز لهما الفرر إذا ُوجدت مفررة أو صائمةا ال يضرها اإلرضاع.
والذي اعتمده ابن حجر في التحفة أنه يجوز لهما الفرر وإن لم يتعين اإلرضاع عليهما
بأن تعددت المراضع ،على العالمة الكردي في الحواشي المدنية( :وهذا هو منقول
[]35
المذهب) اهـ.
[]36
شجاع ،وجوب الفدية مرل اقا ،وهو ما نقله عنه الترمسي في حاشيته ،ونقل عنه صاحب
المنهل النضاخ :أنه ال تلزمهما.
[]37
باإلطعام ضعيف ،ومع ضعفه فاإلطعام ال يمتنع عند القائل بالصوم) اهـ.
مسكينا)
ا يشير إلى حديث( :من مات وعليه صيام شهر فليرعم عنه مكان كل يوم
رواه الترمذي.
[]38
)65صوم األجنبي عن الغير:
تقدم أنه يُندب للولي – وهو القريب البالغ العاقل – أن يصوم عمن مات وعليه صوم،
وأن هذا هو القديم المعتمد ،وإذا أراد أجنبي أن يصوم عن الميت فال يجوز له ذلك
وال يصح إال إذا أذن له الميت – أي :قبل موته – أو أذن له الولي كما يجوز لقر ٍ
يب
أن يرلب من أجنبي أن يصوم عن الميت ولو بأجرةٍ ،قال في قوت الحبيب
ف
الميت أو من الولي ،بأجرةٍ أو دونها (ص( :)082ويجوز لألجنبي ذلك ب ٍ
ذن من
بخالفه بال إذن)اهـ.
[]39
فقال الباجوري في حاشيته ما نصه( :ولألجنبي ولو من غير ٍ
إذن اإلطعام من أ-
ماله عن الميت؛ ألنه من قبيل وفاء دين الغير)اهـ ،وبه صرح الشيخ عوض في تقريراته
على اإلقناع للخريب.
صوم وال
ب -والذي اعتمده العالمتان ابن حجر والرملي أنه ال يصح من األجنبي ٌ
إطعام إال ب ذن ،قال الرملي في النهاية( :وهل له – أي :األجنبي – اإلطعام؛ ألنه
مال كالدين أو يفر بأنه هنا بدل عما ال يستقل به ؟ األقرب لكالمهم –محض ٍ
وجزم به الزركشي – الثاني) أي :ال يستقل به .
وهذه من المسائل القليلة التي قرر فيها العالمة الباجوري في حاشيته خال ،معتمد
ابن حجر والرملي رحم الله الجميع.
)68الصوم عن الحي:
[]41
قول النبي صلى الله عليه وسلم( :من مات وعليه صوم صام عنه وليه) ،يدل بمفهوم
المخالفة أنه ال يصح الصوم عن الحي مرل اقا ،وهو ما صرح به فقهاؤنا الشافعية
رحمهم الله تعالى ،قال العالمة الخريب الشربيني (ال يصح الصوم عن حي بال خال،
معذورا كان أو غيره) اهـ.
تتمة:
لو مات وعليه صالة أو اعتكا .. ،فال قضاء عنه وال فدية.
ولو مات ولم يحج ولم يكن قد استراع في حياته فيُسن لقريبه وأجنبي أن يحج عنه
سواءا أوصى بذلك أم ال.
ولو مات وعليه صوم صام عنه وليه أو أطعم ،ويجوز ذلك لألجنبي ب ٍ
ذن .فالحاالت
ثال .
[]40
إجماعا سكوتياا.
ا فصار
)71سنن الصيام:
سنن الصوم كثيرةٌ ،وإن كانت أقل من سنن الصالة التي بلغت نحو ( )611سنة كما
قال الحافظ ابن حبان رحمه الله تعالى ،وللصوم درجات ثال ،ذكر حجة اإلسالم
أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في إحياء علوم الدين ،هي:
األولى :صوم العموم ،وهو االمتناع عن المفررات.
الثانية :صوم الخصوص ،وهو كف السمع والبصر وسائر الجوارح عن اآلثام..
الثالثة :صوم خصوص الخصوص ،وهو صوم القلب عن الهمم الدنية واألفكار
[]42
الدنيوية.
)72تعجيل ِ
الفطر:
من سنن الصيام تعجيل الفرر إذا تحقق غروب الشمس؛ لحديث( :ال تزال أمتي
بخير ما عجلوا الفرر) ،واألفضل أن يفرر قبل صالة المغرب ،لحديث( :كان صلى
برطب ٍ
وماء فيأكل) أخرجه البيهقي. الله عليه وسلم ال يصلي إذا كان صائما حتى يُؤتى ٍ
ا
ولتعجيل الفرر ثال حاالت:
مثال. ٍ
بمشاهدة ا األولى :االستحباب ،إذا تحقق غروب الشمس
الثانية :اإلباحة ،بأن ظن غروب الشمس.
الثالثة :التحريم ،بأن شك في غروب الشمس أو ظنه غير اجتهاد؛ ألن األصل بقاء
النهار.
)73سنن اإلفطار:
يسن اإلفرار على ٍ
رطب فتمر فبسر فماء فحلو فحلوى.
والبسر :ثمر النخل األصفر قبل أن يرطب بالكلية ،والحلو :ما لم تمسه النار كالزبيب،
والحلوى ما عملت بالنار.
قال الناظم:
فحلو ثم حلوى لك الفرر فمن ٍ
زمزم … فماءٌ ٌ
رطب فالبُسر فالتمر ُ
إال أنه قدم البُسر على التمر.
ويسن كون اإلفرار على وت ٍر ،وفي الحديث( :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفرر قبل أن يصلى على رطبات ،ف ن لم تكن فعلى تمرات ،ف ن لم تكن حسا
حسوات من ماء).
[]43
وقد ذكر الفقهاء أن الحكمة في البدء في التمر أنه لم يمسه نار مع إزالته ضعف
البصر الحاصل من الصوم؛ إلزالته فضالت المعدة ،وألنه يغذي األعضاء الرئيسية،
والله أعلم.
)74الدعاء عند اإلفطار:
يسن أن يقول بعد فرره( :ذهب الظمأ ،وابتلت العرو ،وثبت األجر إن شاء الله
تعالى) ،رواه أبو داود والنسائي ،وهو حسن ،ويقول( :اللهم لك صمت ،وعلى رزقك
أيضا وهو مرسل ،وله شواهد.
أفررت) ،رواه أبو داود ا
صمت) قدم الجار والمجرور إلفادة اإلخالص.
ُ وقوله( :لك
أفررت) أي :بمحض فضلك ،ال بحولي وال بقوتي.
ُ وقوله( :وعلى رزقك
قال بعض العلماء( :وإنما قال( :ذهب الظمأ) ،ولم يقل( :ذهب الجوع)؛ ألن أرض
الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الرعام ال العرش)اهـ
ومعنى ثبوت األجر :أن يتقبل الله الصوم ويجازي عليه ،والله أعلم.
)75تفطير الصائمين:
صائما فله مثله
يستحب تفرير الصائمين –في رمضان وغيره– لحديث( :من فرر ا
ف
للمفرر مثل أجر أجره ،وال ينقص من أجر الصائم شيءٌ) ،قال بعض العلماء :أي
ناقصا الرتكابه ما ينقص او يبرل ثواب الصوم كالغيبة
صوم الصائم ،وإن كان ثوابه ا
ونحوها ،وهذا هو الالئق بسعة فضل الله تعالى.
ولتفرير الصائم مرتبتان:
– األولى :أن يكون على نحو تم ٍر وشربة ٍ
ماء.
– واألكمل :أن يشبعهم ،وفي الحديث( :من أشبع ا
صائما سقاه الله من حوضي
شربة ال يظمأ حتى يدخل الجنة) أخرجه البيهقي في الشعب.
[]44
)76السحور:
يستحب السحور ألحاديث واردة في الترغيب فيه كحديث( :تسحروا ف ن في السحور
أجرا التباع السنة ،وتقوي اة للبدن ،وتنشيراا على الصوم،
بركة) ،ومن وجوه البركة :أن فيه ا
ومخالفةا ألهل الكتاب.
ويحصل فضل السحور ولو بجرعة ٍ
ماء ،ويستحب أن يتسحر بتمر ،ووقته :ما بين
نصف الليل إلى طلوع الفجر ،فاألكل قبل نصف الليل ليس بسحوٍر فال تحصل به
السنة ،ويسن تأخيره ما لم يقع في شك في طلوع الفجر.
وإذا أكل ظاناا بقاء الليل ثم تبين أنه أكل بعد الفجر ،لزمه اإلمساك لحرمة اليوم،
وعليه القضاء؛ إذ ال عبرة بالظن إذا تبين خرؤه ،والله أعلم.
[]45
قال فقهاؤنا الشافعية رحمهم الله تعالى( :يسن ترك الشهوات المباحة ،كالتلذذ بشم
الرياحين والروائح الزكية ،ولمسها والنظر إليها ،ألن الكف عن الشهوات هو المقصود
األعظم من الصوم ،إذ هو كسر النفس عن كل ما تشتهيه ،وهل يترك الصائم الريب
شرعا كيوم الجمعة ؟!
إذا كان مرلوباا ا
قال ابن حجر في اإلمداد :األقرب أن المراد ترك الشهوة التي تريدها النفس من حيث
كونها ال من حيث األمر برلبها.
تقديما للنهي الخاص على التريب فيه
وقال الرملي :يترك الريب ،ولو يوم الجمعة؛ ا
ملخصا من حاشية الترمسي (.)651/5
ا العام) اهـ
)81الرفث للصائم:
[]46
يسن للصائم ترك الرفث – وهو الفحش في الكالم – والصخب – وهو الخصام
والصياح – ف ن تعرض له أح ٌد بالشتم فيسن أن يقول( :إني صائم ،إني صائم) ،وهل
يقولها بقلبه أو بلسانه ؟
– نقل الرافعي عن األئمة أنه يقولها بقلبه؛ ليصبر نفسه.
– ورجح النووي في األذكار أنه يقولها بلسانه؛ لينزجر خصمه عن ذلك.
وقال النووي في المجموع :إن القولين حسنان ،والقول باللسان أقوى.
قرعا ،وأنه في النفل
فرضا قال ذلك بلسانه ا
وفصل بعض الفقهاء بأنه لو كان الصوم ا
يقوله بقلبه.
)81السواك للصائم:
نفال ،وعلل ذلك الفقهاء
فرضا أو ا
يكره السواك للصائم بعد الزوال سواء كان الصوم ا
الخلو ،الذي
بأن السواك يزيل النغير الذي ينشأ من أثر فراغ المعدة من الرعام ،وهو ُ
قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم( :لخلو ،في الصائم أطيب عند الله من ريح
المسك) ،وإنما خص الفقهاء الكراهة ببعد الزوال ألن التغير الذي ينشأ من عبادة
الصيام يكون غالباا بعده.
وتزول الكراهة بغروب الشمس ،ولو قبل تناول المفرر ،واختار اإلمام النووي رحمه
الله تعالى عدم الكراهة.
[]47
األولى :قال الحافظ ابن حجر العسقالني رحمه الله تعالى في فتح الباري( :ويؤخذ
من قوله( :أطيب من ريح المسك) أن الخلو ،أعظم من دم الشهادة؛ ألن دم الشهيد
ُشبفه ريحه بريح المسك ،والخلوُ ،و فصف بأنه أطيب ،وال يلزم من ذلك أن يكون
الصيام أفضل من الشهادة لما ال يخفى ،ولعل سبب ذلك النظر إلى أصل كل منهما،
يحا) اهـ.
ف ن أصل الخلو ،طاهر ،وأصل الدم بخالفه ،فكان ما أصله طاهر أطيب ر ا
الثانية :إن كراهة السواك للصائم بعد الزوال من مفردات المذهب الشافعي ،وهذا غير
أيضا ،قال في اإلنصا – ،وهو من الكتب المعتمدة
صحيح ،بل هو مذهب أحمد ا
عند الحنابلة – (( :إال للصائم بعد الزوال .فال يستحب) … يحتمل أن يكون مراده
الكراهة .وهو إحدى الروايات عن أحمد ،وهو المذهب) اهـ.
)83حكم االعتكاف:
مما اختصت به العشر األواخر من رمضان :االعتكا.،
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف
العشر األواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ،ولما فاته صلى الله عليه وسلم
االعتكا ،قضاه فاعتكف في شوال ،وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم
قرعا ألشغاله ،وتفريغاا للياليه ،وتخلياا
في هذه العشر التي يُرلَب فيها ليلة القدر ا
فاالعتكا ،حقيق اة هو عكو ،القلب على الله تعالى،
ُ لمناجاة ربه وذكره ودعائه،
كف نفسه عن الشهوات ٍ
بحاجة إلى ف األنس به ،فالمسلم
الفكر في تحصيل مرضاته ،و ُ و ُ
المباحة ،ورياضتها بحب الله تعالى ،وتربيتها على البُعد عن ملذات الدنيا بين حي ٍن
وآخر ،وهذه غاية االعتكا.،
وقت في رمضان وغيره ،وهو سنةٌ مؤكدةٌ في العشر واالعتكا ،مستحب في كل ٍ
ٌ
األواخر من رمضان؛ لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليه ،وهو من شرائع القديمة؛
[]48
لقوله تعالى إلبراهيم وإسماعيل عليهما الصالة والسالم( :أن ف
طهرا بيتي للرائفين
والعاكفين) ،أي :المعتكفين.
)84مدة االعتكاف:
أقل االعتكا ،أن يلبث في المسجد فو طمأنينة الصالة ،ولذا يمكن للشخص أن
يعتكف ليل اة أو بعض الليالي أو بعض الساعات ،بل إذا لبث في المسجد لدقائق
ناوياا االعتكا ،حاز فضيلته ،قال اإلمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم:
جالس في المسجد النتظا فر ٍ
صالة أو ٍ
لشغل آخر من آخرة أو دنيا أن ٍ (ينبغي لكل
ينوي االعتكا ،،فيُحسب له ،ويُثاب عليه ما لم يخرج من المسجد ،ف ذا خرج ثم
فعل آخر سوى اللبث
مخصوص ،وال ٌ
ٌ ذكر
دخل جدد ني اة أخرى ،وليس لالعتكاٌ ،
في المسجد بنية االعتكا ،،ولو تكلم بكالم دنيا أو عمل صنع اة من خياطة أو غيرها
لم يبرل اعتكافه)اهـ.
)85شروط االعتكاف:
ٍ
وحينئذ تجب نية الفرضية ،ف ن نذر اعتكا، قد يكون االعتكا ،واجباا ،وذلك بالنذر،
معينة على سبيل التتابع لم يجز له الخروج من المسجد إال لحاجة :كقضاء مدةٍ ٍ
تتابع اعتكافه. حاجة ،ووضوء وغسل ٍ
ينقرع ُ
ْ جنابة ،ف ن خرج لذلك لم يحرم ولم
فمحرم ،وينقرع تتابع اعتكافه ،ويجب عليه استئنا، أما خروجه لغير عذر ٍ
كنزهة
ٌ
االعتكا ،،ويجوز له أن يقرع اعتكافه المستحب متى شاء.
اس.حيض ونف ٍ ف
المعتكف :اإلسالم ،والعقل ،والنقاء من ٍ وشرط
ف
للمعتكف أن يشتغل براعة الله تعالى كقراءة القرآن والصالة والذكر والدعاء، وينبغي
والنظر في عيوب نفسه وإصالحها ،وأن يبتعد عن مخالرة الناس والتواصل بهم خاصة
[]49
مقصود االعتكا ،وتُضي ُع فائدته. عبر مواقع التواصل التي تُ ف
فس ُد
َ
)87زكاة الفطر:
هي قدر معين من المال ،يجب إخراجه عند غروب الشمس آخر يوم من أيام رمضان،
ٍ
بشروط معينة ،ولها أسماء منها( :صدقة رمضان)( ،زكاة البدن)( ،صدقة الفرر).
وهي واجبة ،وفُرضت في السنة الثانية من الهجرة في العام الذي فُرض فيه صوم
رمضان ،ودل على وجوبها حديث ابن عمر رضي الله عنهما :أن رسول الله فرض
صاعا من شعير ،على كل حر
صاعا من تمر ،أو ا
زكاة الفرر من رمضان على الناس ا
أو عبد ،ذكر أو أنثى من المسلمين.
وجبرا للصوم من ٍ
خلل قد يقع فيه ،فهي كسجود ترهيرا للنفس ،ا
وشرعت زكاة الفرر ا ُ
السهو للصالة ،وطُعمةا للمساكين.
[]51
)88شروط وجوب زكاة ِ
الفطر:
تجب زكاة الفرر بأربعة شروط ،هي:
اإلسالم.
الحرية.
الوقت :وذلك ب دراك ٍ
جزء من رمضان وجزء من شوال ،بأن تغرب عليه شمس آخر
يوم من رمضان ،وهو موجود متصف بصفات الوجوب ،فال تجب على من مات قبل
غروب الشمس أو ُولد بعد غروبها ،وال على من أسلم بعد غروب الشمس ،وتجب
على من مات بعد غروب الشمس أو أسلم قبل غروبها أو ُولد قبل غروب الشمس؛
إلدراكه جزءاا من رمضان ومن شوال.
اليسار :والمراد به هنا :أن يكون عنده ما يزيد عن نفقته ونفقة من يجب عليه نفقتهم
معسرا بذلك عند غروب الشمس فال تجب عليه. يوم العيد وليلته ،ف ن كان ا
[]50
لجنون أو ٍ
إعاقة كما تقدم. ٍ ب ذنه بخال ،غير البالغ ،أو البالغ العاجز عن الكسب
)91مقدار زكاة ِ
الفطر:
صاع من قوت البلد ،والصاع :أربعة أمداد ،والمد يعادل ( 611جرام
يجب إخراج ٍ
تقريباا) ،فالصاع 2411( :جرام) ،أي :كيلوين ونصف تقريباا ،ويكون إخراجه من قوت
البلد من البر أو الشعير أو األرز أو التمر أو غير ذلك مما يقتاته الناس ،والبر أنفعها،
ويجزئ الجنس األعلى كـ(البر) عن الجنس األدنى
ُ واألرز أكثر انتشار في عصرنا،
مثال ،وال يجزئ الجنس األدنى عن األعلى ،وال تجزئ
الذي هو قوت البلد كـ(األرز) ا
زكاة الفرر مما ليس قوتاا كـ(السكر) و (الشاي) ،وال يجزئ الدقيق على المعتمد في
المذهب وإن اقتاته ،وال يجزئ المسوس والمبلول والمعيب الذي ال يمكن ادخاره.
مالحظة :يجزئ الدقيق عند الحنفية والحنابلة إذا كان يساوي الحب في الوزنُ ،
ويسع
من يصعب عليه غيره أن يقلدهم.
[]52
تنبيه :إذا أراد الشخص أن يخرج القيمة ا
تقليدا لإلمام أبي حنيفة رحمه الله فعليه أن
يخرج قيمة المقدار الواجب عنده؛ إذ الواجب عنده نصف صاع من ب ٍر (وهو كيلوان
وربع) أو صاعٌ من غيره (وهو أربعة كيلو ونصف).
)93مستحقو زكاة ِ
الفطر:
تُعرى زكاة الفرر إلى من يستحقون الزكاة ،وهم األصنا ،الثمانية المذكورون في قوله
ات لفْل ُف َقر فاء والْمساكفي فن والْع فاملفين َعلَْيـها والْم َؤل َف فة قـُلُوبـهم وففي ال فرقَ ف
اب ف
ُُ ْ َ َ َ َ َ َ ُ تعالى( :إن َما الص َدقَ ُ َ َ َ َ
يضةا فم َن الل فه َواللهُ َعلف ٌيم َح فك ٌيم) ،والمذهب أنه ف والْغا فرفم ف
ين َوفي َسبف فيل الله َوابْ فن السبف فيل فَ فر َ
َ َ َ
أيضا.
يجب استيعاب هذه األصنا ،بزكاة الفرر ا
احد من صنف و ٍ
احد شخص و ٍ ٍ لكن اختار جماعةٌ من فقهاء الشافعية جواز صرفها إلى
كالشيخ أبي إسحا الشيرازي والروياني ،قال الخريب الشربيني( :وهو مذهب األئمة
الثالثة) اهـ.
[]53
قال ابن عجيل اليمني( :ثال مسائل في الزكاة يُفتى فيها على خال ،المذهب:
نقل الزكاة.
ودفع زكاة واحد إلى واحد.
ودفعها إلى صنف واحد) اهـ.
وابن عجيل من مشاهير فقهاء الشافعية في اليمن اشتهر بالزهد وكثرة العبادة ،اسمه
أحمد بن موسى بن علي وكنيته أبو العباس توفي سنة 791هـ ،وبيت الفقيه -المنرقة
المشهورة في تهامة – تُنسب إليه.
[]54
كيل قبل يوم العيد كفى
شخصا يقبض له زكاة الفرر ،فقبضها الو ُ
ا إذا وكل الفقير
ذلك ،ولو تأخر وصولها إلى الفقير.
يجوز للمستحق إذا أخذ زكاة الفرر أن يبيعها أو يهديها؛ ألنه مالك لها.
)96ليلة القدر:
مما اختصت به العشر األواخر :ليلة القدر.
وسميت بذلك لعظيم قدرها ومكانتها ،وألن الله يقدر فيها ما أراده في السنة القادمة، ُ
وهي ليلة نزول القرآن الكريم ،قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم {إفنا أَنْـَزلْنَاهُ ففي لَْيـلَ فة
ف َش ْه ٍر ( )3تَـنَـزُل الْ َق ْد فر ( )0وما أ َْدر َاك ما لَْيـلَةُ الْ َق ْد فر ( )2لَْيـلَةُ اْل َق ْد فر َخْيـر فمن أَلْ ف
ٌ ْ ََ َ َ
وح فف َيها بفف ْذ فن َربف فه ْم فم ْن ُك فل أ َْم ٍر (َ )4س َال ٌم فه َي َحتى َمرْلَ فع الْ َف ْج فر (})5 الر
َ ُ و ة
ُ ك
َ الْم َالئف
َ
[سورة القدر]5-0 :
وقال النبي صلى الله عليه وسلم( :من قام ليلة القدر إيماناا واحتساباا غُفر له ما تقدم
من ذنبه) متفق عليه.
حق.
ومعنى (إيماناا) أي :تصدي اقا بأن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بها ٌ
و(احتساباا) أي :إراد اة لثواب الله ال رياءا.
وقيامها :هو إحياؤها بالتهجد فيها والصالة والقراءة والذكر.
[]55
وإذا قامها حصل له ثوابها ،وإن لم يَـَرها ،لكن ثواب من رآها أكمل ،وفي المجموع
خالص ٍ
ونية ٍ شرح المهذب( :يستحب لمن رأى ليلة القدر أن يكتمها ،ويدعو ب
ف
وصحة يقي ٍن بما أحب من دي ٍن ودنيا ،ويكون أكثر دعائه للدين واآلخرة) اهـ.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول في
فاعف عني) أخرجه الترمذي.
عفو تحب العفوُ ،
ليلة القدر( :اللهم إنك ٌ
[]56
)99تكبيرات العيد:
يشرع للمسلمين التكبير إذا غربت شمس آخر ٍ
يوم من رمضان؛ لقول الله تعالى:
(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).
والتكبير نوعان :مقي ٌد ومرسل (ويسمى مرلق) ،فالمقيد ما كان عقب الصلوات ،وهو
ال يسن على المعتمد في عيد الفرر ،وقال بعض الشافعية :يسن بعد صالة المغرب
والعشاء والفجر ،وأما في عيد األضحى فيسن من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق،
أيضا خلف الصلوات المقضية والنوافل ٍ أي :ثالثاا وعشرين صال َة ٍ
فرض مؤداة ،ويسن ا
الراتبة والمرلقة وصالة الجنازة.
وصيغة التكبير( :الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،ال إله إال الله ،والله أكبر ،الله أكبر،
أصيال ،ال إله إال
كثيرا ،وسبحان الله بكراة و ا
كبيرا ،والحمد لله ا
ولله الحمد ،الله أكبر ا
الله وحده ،صد وعده ،ونصر عبده ،وأعز جنده ،وهزم األحزاب وحده).
قال اإلمام الشافعي رحمه الله في األم( :وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببته)اهـ.
[]57
تتمة: )111
شخص آخر أن يخرج عنه زكاة الفرر ،وكان الوكيل في بلد غير بلد الموكفل،
ٌ لو وكل
وقوتهم الغالب يختلف عن القوت الغالب في بلد المزكفي ،فمن أي القوتين تُخرج ؟
الجواب :قال العالمة ابن حجر الهيتمي في التحفة (( :)306/3ولو كان المؤدى
عنه ببلد والمؤدي باآلخر وجب من قوت بلد المؤدى عنه)اهـ ،هذا هو األصح بناءا
على أن التحمل كالحوالة ،انظر مغني المحتاج (.)005/2
وبناء عليه :فمن كان سيُخرج عنه القيمة – كما تقدم في المنشور (،)90/011
ً
ٍ
كشخص في السعودية وكل من يخرج زكاة الفرر عنه في اليمن ،فيجب إخراج قيمة
الصاع في السعودية؛ ألنه البلد الذي يقيم فيه المؤدى عنه ،ال قيمة الصاع في اليمن
الذي هو بلد المؤدي ،ف ذا كان – مثال – قيمة الصاع في السعودية ( 01ر .س)
تعادل باليمني ( 0511ر .ي) ،بينما قيمة الصاع في اليمن ( 0111ر .ي) ،
فالواجب أن تخرج فررة هذا الشخص الذي في السعودية ( 0511ر.ي) ال (0111
ر.ي) ،والله أعلم.
[]58