Professional Documents
Culture Documents
تعتبر ظاهرة اإلعاقة من الظواهر المألوفة ،وال يكاد مجتمع يخلو منها ،وتلقى اإلهنمام من جانب المجتمعات
والمؤسسات والمنظمات الدولية .لقد ظهرت في األونة األخيرة من هذا القرن اتفاقا ً دوليا ً على محو أي
مصطلحات عن التخلف العقلي أو النقص العقلي أو الضعف العقلي ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات التي
تعبر بطريقة ما عن مفهوم اإلعاقة العقلية ،فنحن نميل إلى استخدام مصطلح أكثر حداثة وهو المعاقين عقليا ً ،
وتبدو لي مبررات استخدام هذا المصطلح حيث يعبر عن اتجاه إيجابي في النظرة إلى هذه الفئة ،في حين
عبرت المفاهيم القديمة عن اتجاه سلبي ضد هذه الفئة.
التعريفات التربوية
تعتمد هذه التعريفات على مدى القصور في القدرة التحصيليه وعلى اكتساب مهارات التعلم الجيد القائم على
التذكر والتحليل والفهم والتركيب وذلك من خالل سنوات البحث التي يتلقون التعليم من خاللها.
وتتناول قدرة الفرد المعاق عقليا ً على التعلم والتحصيل ومن هذه التعريفات :تعريف كيرك)Kirk (1972
المراهق المعاق (المتخلف) عقليا ً القابل للتعلم هو الذي بسبب بطء نموه العقلي يكون غير قادر على االستفادة
من برامج المدارس العادية ويتميز بسمات النمو التالية :
-1تعلم بسيط في القراءة والكتابة والتهجي والحساب وغيرها.
-2إمكانية التوافق االجتماعي الذي يمكنه من أن يمضى في المجتمع معتمداً على نفسه.
-3مالئمة مهنية في الحدود الدينامية فيما بعد على أن يعول نفسه ولو بشكل جزئي.
وتشير التعريفات المستخدمة في الوقت الحاضر إلى اعتبار الفرد معاقا عقليا ً إذا بلغت نسبة ذكائه 70على
مقياس الذكاء أو أقل وإذا أظهر قصورا واضحا في القدرة على التكيف.
يعرف عبد الرقيب البحيرى ( )2003أنها إعاقة تظهر في سن مبكر وينتج عنها قصور في المهارات التكيفية
اليومية ،ويقاس هذا التخلف في األساس باألداء بين ( )75 -70درجة ،وما ينتج عنها يقاس باألداء الوظيفي
التكيفي ،من خالل اختبارات سيكومترية مقننة في المهارات التكيفية ،ويحتاج هذا (المعاق )المتخلف إلى
الدعم والمساندة من قبل مانحي الرعاية ،لتخفيف حدته على المستويين الذهني واالجتماعي ،ومن هنا تتحول
النظرة من مجرد أن التخلف العقلي سمة موجودة في الفرد إلى عملية تغير في تفاعل الفرد مع البيئة والتأكيد
على احتياجات الفرد بدال من التركيز على عجزه
ويتبنى البحث الحالي تعريف اإلعاقة العقلية المقدم من الجمعية االمريكية للتخلف العقلى ،والجمعية االمريكية
للطب النفسى والذى يشير إلى وجود قصور في الوظائف العقلية والتكيفية لدى الطفل ،مما يؤثر على أدائة
التعليمى والسلوكى .
إن المستعرض لتصنيفات اإلعاقة العقلية يجد اختالفا ً بين علماء الطب والتربية واالجتماع وعلم النفس في
تصنيفاتهم لذوى اإلعاقة العقلية ،بسبب اختالفهم في المعيار الذي اتخذه كل منهم أساسا ً لتصنيف اإلعاقة
العقلية والذي يتفق مع خلفيته العلمية وتخصصه ،وسنعرض هنا التصنيف التربوي واالجتماعي واللذين
يعتبران من أكثر التصنيفات شيوعاً:
التصنيف تبعا ً للبعد التربوي:
يشيع استخدام هذا التصنيف بين التربويين ،ويستند إلى ما يمكن أن نطلق عليه مبدأ الصالحية التربوية ،حيث
يهدف الى وضع األفراد المعاقين عقليا ً في فئات تبعا ً لقدرتهم على التعلم ،وذلك من أجل تحديد أنواع البرامج
التربوية الالزمة لهم ’ ويبدو ذلك واضحا ً في تقسيم الفئات التي يتضمنها التصنيف ،ووفقا ً لهذا التصنيف يمكن
توزيع ذوى اإلعاقة العقلية إلى الفئات الثالث التالية:
-القابلون للتعليم:
تتراوح معامالت ذكاء أفراد هذه الفئة ما بين 70-55 وتقابل هذه الفئة وفق هذا التصنيف حاالت اإلعاقة
العقلية البسيطة ،ويتم التركيز في هذه الفئة على البرامج التربوية الفردية .حيث أنهم ال يستطيعوا االستفادة
من البرامج التربوية في المدارس العادية بشكل يماثل الطلبة األسوياء ،ويتضمن محتوى مناهج األطفال
القابلين للتعلم المهارات االستقاللية ،و الحركية ،و اللغوية ،و األكاديمية كالقراءة والكتابة والحساب ،و
المهنية ،واالجتماعية.
-القابلون للتدريب:
وتتراوح معامالت ذكاء أفراد هذه الفئة ما بين ،55 -25وتتضمن هذه الفئة ذوى اإلعاقة العقلية الذين يعتقد
أنهم غير قادرين على تعلم المهارات األكاديمية ،ولذا فإن برنامجهم التعليمي يهدف أساسا ً للتدريب على
المهارات االستقاللية كالعناية بالنفس،إضافة إلى مهارات التأهيل المهني.
-االعتماديون:
هي حاالت اإلعاقة العقلية الشديدة وهي أكثر مستوياته تدنيا ً وتدهوراً وتقل معامالت ذكائهم عن ( )25وهم
عاجزون كليا ً حتى عن العناية بأنفسهم أو حمايتها من األخطار ،لذا يعتمدون اعتماداً كليا ً على غيرهم طوال
حياتهم ويحتاجون رعاية إيوائية متخصصة في النواحي الطبية والصحية والنفسية واالجتماعية إما داخل
مؤسسات خاصة أوفى مراكز عالجية أو في محيط أسرهم.