You are on page 1of 38

‫قراءة منهجية جديدة في النص القرآني‬

‫تطبيقات‬
‫إبليس والشيطان والجن – ‪3‬‬
‫قصي الموسوي‬

‫هذه المحاضرة أُلقيت بتاريخ‬


‫لندن ‪ 28 -‬نوفمبر ‪2014‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪1‬‬


‫ملخص وتذكير ‪1-‬‬
‫استعرضنا في المحاضرتين السابقتين من هذه المجموعة فهمنا للفظة (إبليس) ويمكن‬
‫تلخيص ما تعرضنا له بما يلي‪:‬‬
‫س‪ :‬يعني اإلحاطة والحصر ومحاولة تقييد الحرية‪.‬‬ ‫• ال َبلَ ُ‬
‫• إبليس‪ :‬يمكن ان يكون إسم آله أو إسم مفعول أو إسم فاعل ولكنها جميعا تشير إلى ما‬
‫تحاول قوة معينة سواء أكانت ذاتية او خارجية أن تبلسه وتقييده وتسيطر عليه لهدف‬
‫معين‪.‬‬
‫• قلنا بأن األمر ال يتعلق بشخص رفض اإلنصياع ألوامر هللا وإ َّنما لمجموعة من الصفات‬
‫المعينة الموجودة في الحمض النووي االنساني أو في الجينات او المورثات أو الجينومات‬
‫‪ -‬طبقا للتعريف ‪ -‬والمراد تنحيتها إما في بدنه أو في تركيبته النفسية أو قاعدته المنطقية‬
‫أو العقلية او غير ذلك من أجل تطوير النسخة اإلنسانية‪.‬‬
‫• العبارة (أخرج منها) تشير إلى عملية السماح لتلك الصفات المبلسة بالظهور الحقا مع‬
‫مواصلة عملية دفع تلك الصفات في الجينومات او المورثات ومحاصرتها الى مستوى أقل‬
‫واوطأ فهي كلما ظهرت وجدت قوة أعلى منها ستحد من أثرها‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪2‬‬


‫ملخص وتذكير ‪2 -‬‬
‫• قلنا كذلك بأن العبارة (أخرج منها مذؤما مدحورا) تعني السماح ببقاء هذه الصفات ولكن‬
‫ضمن قيود وضوابط وهي وإن عاودت الظهور في النسخ الجديدة فإنَّ مصيرها الذأم‬
‫والدحور‪.‬‬

‫• حاولنا ان نثبت بأن إبليس ال يشير إلى شخص وإ َّنما إلى جنس وأ َّنه ليس مخلوقا مثل‬
‫يكون االنسان او غيره‪.‬‬
‫اإلنسان وانما هو نوع من انواع المالئكة الدنيا التي تمثل كل ما ّ‬

‫• وهذا النوع من المالئكة هي كائنات تشبه الحواسيب الصغيرة وتقوم باعمال نمطية‬
‫ويجري تطويرها عبر تزويدها احيانا ببرامج جديدة او بنائها اساسا على نسخ جديدة من‬
‫البرامج التي تشغلها‪ ،‬أو تطوير برامجها ومادتها في النسخ الجديدة من االنسان او من‬
‫اي مخلوق تشارك في تكوينه ضمن إطار عملية التطور التي تمثل قانونا الهيا حتميا‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪3‬‬


‫تحذير ضروري‬
‫هذي المحاضرة وسابقتها والحقتها مختلفة تماما عن المحاضرات السابقة لألسباب التالية‪:‬‬
‫• موضوع هذه المحاضرة يرتبط بمفاهيم متداولة بكثافة‪ ،‬وعرض فهم جديد عنها قد ُيصيب‬
‫المنظومة الثقافية للفرد إصابة مباشرة‪ ،‬ما قد يؤدي الى رفض نفسي للموضوع غير‬
‫مبني على دليل علمي‪.‬‬

‫• موضوع المحاضرة يعتمد على مجموعة من الموضوعات التي تحتاج الى دراسة‬
‫مستوعبة وبحث مستمر لكي يتم التأكد من كل شيئ‪ .‬بمعنى أ َّننا في مرحلة وضع فرضية‬
‫قد يؤدي النجاح في اختبارها الى تحويلها الى نظرية‪.‬‬

‫• عدم القبول باالفكار المؤسِ سة لهذه المحاضرة ال يعني فشلها في اإلقناع وإ َّنما قد يعني‬
‫صعوبة تغيير الموروث حول موضوع المحاضرة ما يعني بدوره الحاجة إلى الوقت‬
‫لمواصلة البحث من أجل التأكد قبل القبول أو الرفض النهائي‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪4‬‬
‫مواصلة المشوار‬

‫• في المحاضرة السابقة قدمنا فرضية جديدة إفترضنا فيها أنَّ إبليس هو الصفات الوراثية‬
‫الحادة والقوية المراد السيطرة عليها وتنحيتها الى حد بعيد للسماح للصفات األهدأ‬
‫واالقرب الى التحضر للثبات في نسخة االنسان العاقل التي جرى تطويرها بمختلف الطرق‬
‫عن نسخ مختلفة تنتمي الى الغابة‪.‬‬

‫• هذه الفرضية ستضطرنا للبحث مجددا في معنى (الشيطان) فمن هو الشيطان إن لم يكن‬
‫هو إبليس؟ وما عالقته باإلنس والجنِّ ؟ وما دوره في مصير االنسان يوم القيامة؟ وهل هو‬
‫مطلق اليد؟ و‪ ...‬و‪ ...‬الى العشرات من االسئلة األخرى‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪5‬‬


‫الشيطان‬
‫دعونا ‪ -‬وجريا على عادتنا ‪ -‬نتعرف أوال على الجذر الذي ت َّم إشتقاق كلمة (الشيطان) منه‪.‬‬
‫ش َطنَ )‪ :‬عل ِّيه فسوف نتناول بالبحث والدراسة ما‬‫المشهور أنَّ الجذر لكلمة الشيطان هو ( َ‬
‫اوردته كتب اللغة عن معنى هذا الجذر والمعنى المشتق منه وهو لفظة (شيطان)‪.‬‬
‫وسوف نحاول التدرج في البحث كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬بحث الكلمة معجميا‪.‬‬
‫‪ .2‬التعرف على بعض مشاكل المعنى المعجمي‪.‬‬
‫النص القرآني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ .3‬التعرف على مشاكل تطبيق هذا المعنى على‬
‫‪ .4‬تقديم المعنى المقترح‪.‬‬
‫‪ .5‬محاولة اختبار صحته على النصوص القرآنية‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪6‬‬


‫شطَ َن)‬
‫شيَطَ) و ( َ‬
‫الشيطان بين ( َ‬
‫لم يختلف ارباب اللغة كثيرا حول الجذر الذي تعود إليه كلمة (الشيطان) وإ َّنما قالوا بوجود‬
‫ش َي َط)‪ .‬مثال يقول إبن فارس (المتوفي سنة‬ ‫رأي يذهب إلى أنَّ لفظة (شيطان) مشتقة من ( َ‬
‫‪ 395‬هـ) في معجم مقاييس اللغة ‪:‬‬

‫• الشين والياء والطاء أصل يدل على َذهاب الشيء‪ ،‬إ ّما احتراقا وإما َغ ْي َر ذلك‪ .‬فال َّ‬
‫ش ْيط مِنْ‬
‫شي ُء‪ ،‬إِذا احترق‪ .‬يقال ش َّيطت اللَّحم‪ .‬ويقولون‪َ :‬‬
‫ش َّيطه‪ ،‬إذا َد َّخنه ولم ُي ْنضِ ْجه‪.‬‬ ‫شاط ال َّ‬

‫شيطان‪ ،‬يقارب الياء فيه الواو‪ ،‬يقال‬ ‫ضبا‪ .‬ومن الباب ال َّ‬ ‫الرجل ُ‪ ،‬إذا احت َّد غ َ‬
‫• واستشاط َّ‬
‫فالن‪ ،‬إِذا أب َطلَه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫شاط َيشِ يط‪ ،‬إِذا َب َطل‪ .‬وأشا َط السلطانُ د َم‬
‫َ‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪7‬‬


‫شطَ َن)‬
‫شيَطَ) و ( َ‬
‫الشيطان بين ( َ‬
‫ش َي َط)‪:‬‬
‫وقال الصغاني (المتوفي سنة ‪ 650‬هـ) في العباب الزاخر تحت مادة ( َ‬

‫َ‬
‫يشيط أي هل َك؛‬ ‫• والش ْيطانُ واح ُد الشياطينْ ‪ .‬واختلفواّ في اشتقاقهِ‪ ،‬فقال قو ّم‪ :‬إنه من شا ّط‬
‫جبير وأبي‬
‫ْ‬ ‫واألعمش وسعي َد بن‬
‫ْ‬ ‫البصري‬
‫ّ‬ ‫الحسن‬
‫ِ‬ ‫ووزنه فعالن؛ ويدل على ذل َك قراءةُ‬
‫نزلت به الشياطينَ "‪ .‬قال قو ّم‪ :‬إنه من شطنَ أي بع َد؛ ووزن ُه‬‫َ‬ ‫وطاووس‪( :‬وما‬
‫ٍ‬ ‫البرهس ِم‬
‫حرف النونْ ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وسيذك ُر إنْ شاء هللا تعالى‪ -‬في‬ ‫فيعال ّ‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪8‬‬


‫شطَ َن‬
‫َ‬
‫اآلن لننظر في المعاجم التالية للتأمل فيما قيل حول الجذر اآلخر للفظة الشيطان‪:‬‬

‫• يقول الراغب االصفهاني (المتوفي سنة ‪ 502‬هـ) في مفردات القرآن‪ :‬شطن أي‪ :‬تباعد‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫بئر شطون‪ ،‬وشطنت الدار‪ ،‬قال أبو عبيدة (انظر‪ :‬مجاز القرآن ‪ : )1/32‬الشيطان اسم لكل عارم‬
‫لإلنسان شيطانا‪ ،‬فقال عليه السالم‪( :‬الحسد‬
‫ِ‬ ‫ذميم‬
‫ٍ‬ ‫من الجن واإلنس والحيوانات‪ .‬وس ِّمي كل ُخلُ ٍق‬
‫شيطان والغضب شيطان)‪.‬‬

‫• وقال ابن فارس (المتوفي سنة ‪ 395‬هـ) في معجم مقاييس اللغة‪ :‬الشين والطاء والنون أصل‬
‫الح ْبل‪ .‬وهو القياس‪ ،‬أل َّنه بعي ُد ما بينَ َّ‬
‫الط َرفين‪َ .‬وأ َّما‬ ‫َ‬ ‫ش َطنُ ‪:‬‬
‫مطرد صحيح يدل على ال ُبعد‪ .‬وال َّ‬ ‫ّ‬
‫الحق وتمرده‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫س ِّمي بذلك ل ُبعده عن‬ ‫شيطان فقال قوم‪ :‬هو من هذا الباب‪ ،‬والنون فيه أصل ّية‪ ،‬ف ُ‬ ‫ال َّ‬
‫س َر قولُ ُه تعالى‪َ :‬ط ْل ُعها‬
‫والدواب شيطان‪ .‬وعلى ذلك فُ ِّ‬
‫ّ‬ ‫متمر ٍد من الجنّ واإلنس‬ ‫ّ‬ ‫وذلك أنّ كلَّ عا ٍ‬
‫ت‬
‫ش َياطِ ين [الصافات ‪ .]65‬وقيل إ ّنه أرادَ الح ّيات‪ :‬وذلك أنَّ الح َّية تس َّمى شيطانا‪.‬‬ ‫َكأ َ َّن ُه ُرؤُ ُ‬
‫وس ال َّ‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪9‬‬


‫شطَ َن ‪ ...‬الشيطان‬
‫َ‬
‫ش ْطنُ تعبير عن االبتعاد عن حدود معينة او عن نقطة محددة من نطاق‬
‫• ملخص القول ان ال َ‬
‫مع ّين‪.‬‬
‫• وأنَّ الشيط تعبير عن‪ :‬اإلحتراق والهالك وعدم النضج‪.‬‬

‫• وكالهما يؤدي الغرض في التعبير عن كائن سيئ‪ .‬إال أنَّ هناك إتفاقا ملحوظا في المعاجم‬
‫ش َطنَ )‪.‬‬
‫على ربط (الشيطان) بالجذر ( َ‬

‫النص القرآني ‪ 88‬مشتقة‪ .‬توزعت بالشكل التالي‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫ش َطنَ ) في‬
‫• بلغت مشتقات الجذر ( َ‬
‫شيطان‪ )63،‬مرة و(شياطين)‬ ‫• (شيطان) بصيغة النكرة (‪ )6‬مرات وبصيغة المعرفة (ال ِّ‬
‫مقترنة بضمير ظاهر (‪ )1‬مرة واحدة و(الشياطين) معرفة (‪ )18‬مرة‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪10‬‬


‫أوصاف الشيطان‬
‫• وصف الشيطان بانه مريد‪ /‬مارد‪ /‬رجيم‪ /‬عدو لالنسان‪ /‬عدو مبين‪ /‬كيده ضعيف‪ /‬عمله رجس‪ /‬له‬
‫رجز‪ /‬عنده قبيل‪ /‬ينزغ‪ /‬يمس الناس بطائف‪ /‬يع ُد ويخلف‪ /‬كفور لربه‪ /‬عصي للرحمن‪ /‬يدعو الى‬
‫عذاب السعير‪ /‬له حزب‪ /‬يصد الناس‪ /‬يستحوذ على البعض‪ /‬ينسي ذكر هللا‬
‫ف اوليائه‪ /‬قرين سيئ‪/‬‬ ‫• وصف أيضا‪ :‬له خطوات‪ /‬يتخبط االنسان‪ /‬يع ُد بالفقر‪ُ /‬ي ِزل ُ االنسان‪ُ /‬ي َخ ِّو ُ‬
‫له اولياء‪ /‬له كيد‪ُ /‬يضِ ل ُ الناس ويمنيهم‪ /‬متوليه يخسر خسرانا مبينا‪ /‬يأمر الناس ان يبتكوا اذان‬
‫االنعام‪ /‬يريد ان يوقع العداوة والبغضاء بين الناس‪ /‬يزين بعض االعمال‪ُ /‬ينسي الناس‪ /‬يوسوس‬
‫للناس‪ /‬يصيب الناس بالغرور‪ /‬يفتن الناس‪ /‬ينزع عن ابوي بني آدم لباسهما‪ /‬من يتبعه الشيطان‬
‫يكن من الغاوين‪ُ /‬ينسي الناس ذكر ربهم‪ /‬يستفزز الناس بخيله ورجله‪ُ /‬يلقي في امنية الرسل‬
‫يمس الناس بنصب وعذاب‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫واالنبياء اذا تمنوا‪ُ /‬يلقي‪ /‬بعض اعمال الناس من عمل الشيطان‪/‬‬
‫حزبه خاسرون‪ /‬يقول لالنسان اكفر ثم بتبرأ منه‪ /‬الشيطان يخاف هللا رب العالمين‪.‬‬
‫• وفي كل هذا شبه إشارة إلى أنَّ الشيطان مرتبط بكل موضوعات الحياة التي يعيشها اإلنسان‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪11‬‬


‫وزن لفظ (الشَّيطان)‬
‫• في اللغة العبرية كلمة شيطان مشتقة من (שָׂ טָׂ ן شطن) بمعنى مقاوم أو متهم‪ .‬وهو تقريبا نفس المعنى‬
‫العربي‪ ،‬أو قريب منه في كونه وصفا لكائن سيئ الطبيعة‪.‬‬

‫ش َي َط)‬
‫ش َطنَ ) بمعنى‪َ :‬ب ُع َد أو َب ِع َد فهو بعيد‪ .‬أو ( َ‬
‫شيطان) قد يكون مشتقا من ( َ‬ ‫• والخالصة ‪ :‬أن لفظ (ال َّ‬
‫بمعنى‪َ :‬هلَ َك أو َب َطل َ وهو معنى مأخود بالنتيجة من البعد ‪..‬‬

‫عليه يكون الوزن المشهور لكلمة (شيطان) هو التالي‪:‬‬


‫شيطان من شطن (بمعنى َب ُع َد) فهي على وزن ( َف ْيعال)‪.‬‬‫• َ‬
‫شيطان من شاط يشيط (بمعنى َهلَ َك و َب َطل) فهي على وزن ( ْ‬
‫فعالن)‪.‬‬ ‫• َ‬

‫واألمر ال يغير كثيرا في المعنى الذي قد يكون مترابطا إذا ما غ ّيرنا نسبة االبتعاد‪ ،‬فلو كنا في النقطة ألف‬
‫ش َطنَ ) فاذا ابتعد أكثر بحيث إعتقدنا بأ َّنه سيتعرض‬
‫شيطان من َ‬ ‫ونظرنا الى الشخص الذي ابتعد ع َّنا نسميه ( َ‬
‫ش َي َط) أل َّنه سيهلك نتيجة ابتعاده‪.‬‬
‫لخطر نقول إ َّنه (شيطان مِنْ َ‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪12‬‬


‫إبليس والشيطان‬

‫• تشير المقوالت المختلفة في الديانات الثالث اليهودية والنصرانية واإلسالم إلى إنَّ‬
‫إبليس إسم لشيطان واحد‪ ،‬ويقولون بأ َّنه كان إسمه عزازيل إلى أن عصى هللا‪.‬‬
‫• بما أنَّ (الشيطان) هو (إبليس) فكل ما ذكرناه من مشاكل تثور عند طرح قضية إبليس‬
‫ينطبق على (الشيطان) مضافا إليها‪:‬‬
‫‪ .1‬أنَّ كون إبليس ‪ -‬أو الشيطان ‪ -‬مختارا وقادرا على القرار يجعله مختلفا عن المالئكة‬
‫الذين يفترض أ َنهم يفتقرون لإلرادة اإلختيارية وأ َّنه ت َّم تزويدهم باإلرادة التنفيذية‬
‫المق ّيدة‪ .‬وإرتفاع إبليس أو الشيطان إلى مصاف المالئكة في الحقيقة هو هبوط وليس‬
‫إرتفاع‪.‬‬
‫‪ .2‬لو إفترضنا أنَّ (الشيطان) تمكن ‪ -‬كما هو معروف ‪ -‬من عبادة هللا تعالى بطريقة‬
‫مالئكية وت َّمت ترقي ُت ُه الى ُرتبة أعلى نتيجة هذا األداء فكيف ت َّمت عملية إخراجه من‬
‫بين المالئكة وإلغاء الرتبة التي وصل إليها؟‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪13‬‬
‫إبليس والشيطان – ‪2‬‬
‫• كيف يعيش هذا الشيطان (إبليس) وهل لديه حضارة مثل حضارة االنسان؟ سيما وان‬
‫الشائع هو انه يعيش في مجموعات أو مجتمعات مثلنا؟‬
‫• ما فائدة الخيار الذي ت َّم تفويضه له إذا كان الشيطان أو إبليس هو تعبير عن مخلوق سيئ‬
‫وشرير؟ فاإلنسان مثال لديه خيار وهو يختار أن يكون شريرا أو خيرا بينما الشيطان أو‬
‫إبليس محكوم بصفة السوء والشر‪.‬‬
‫س َوا ْل ِجنِّ ) فإذا ُك ّنا نفهم أنَّ الشيطان هو من‬ ‫ش َياطِ ينَ ْاإلِ ْن ِ‬ ‫• ورد في القرآن الكريم تعبير ( َ‬
‫الجنِّ فيكون هناك معنى مقبول لعبارة (شياطين الجنِّ ) فما معنى (شياطين اإلنس)؟‪.‬‬
‫ش َياطِ ينَ َعلَى ا ْل َكاف ِِرينَ َتؤُ ز ُه ْم أَ ّزا) فمن‬
‫س ْل َنا ال َّ‬‫• ورد في القرآن الكريم تعبير (أَلَ ْم َت َر أَ َّنا أَ ْر َ‬
‫هم هؤالء الشياطين؟ هل هم شياطين اإلنس أم شياطين الجنِّ ؟‬
‫• ثم إذا كان هؤالء الشياطين مرسلين من قبل السماء ضد الكافرين فهم يقومون بدور إلهي‬
‫جيد فهل هم هنا جيدون أم ماذا؟ ‪.‬‬
‫• وكيف يمكن ان يكون هناك شياطين جيدين؟ وهل سيدخلون الج ّنة مثال؟‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪14‬‬


‫إبليس والشيطان – ‪3‬‬
‫صونَ لَ ُه َو َي ْع َملُونَ َع َمال دُونَ َذلِ َك َو ُك َّنا َل ُه ْم‬ ‫ين َمنْ َي ُغو ُ‬ ‫ش َياطِ ِ‬ ‫• في النص القرآني ( َومِنَ ال َّ‬
‫َحافِظِ ينَ (‪82‬األنبياء‪ ))21‬يبدو أنَّ الشياطين هنا يقومون بدور إيجابي للنبي سليمان‬
‫النص فكيف يصح أن يقوم الشياطين بعمل إيجابي‬ ‫ِّ‬ ‫والسماء تحفظهم كما هو واضح من‬
‫لنبي وتكون السماء أيضا حافظة لهم؟‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫س‬ ‫ش َياطِ ينَ ْاإلِ ْن ِ‬ ‫• ثم إال يتعارض هذا مع النص القرآني التالي ( َو َك َذلِ َك َج َع ْل َنا لِ ُكل ِّ َن ِبي َعد ُّوا َ‬
‫شا َء َرب َك َما َف َعلُوهُ َف َذ ْر ُه ْم َو َما‬ ‫ف ا ْل َق ْو ِل ُغ ُرورا َولَ ْو َ‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫ض ُه ْم إِلَى َب ْع ٍ‬
‫َوا ْل ِجنِّ ُيوحِي َب ْع ُ‬
‫َي ْف َت ُرونَ (‪112‬األنعام‪ ))6‬فهنا نوع من اإلطالق في العداوة بين االنبياء وبين شياطين‬
‫اإلنس والجنِّ ؟‪.‬‬
‫اء ُب ُروجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (‪16‬الحجر‪)15‬‬ ‫س َم ِ‬ ‫• النص القرآني التالي ( َو َل َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ‬
‫س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين‬
‫اس َت َر َق ال َّ‬‫يم (‪17‬الحجر‪ )15‬إِ َّال َم ِن ْ‬ ‫ان َر ِج ٍ‬ ‫ش ْي َط ٍ‬
‫َو َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ َ‬
‫(‪18‬الحجر‪ ))15‬يشير إلى أنَّ الشياطين يؤثرون حتى على أنظمة السماء ‪ -‬مع تصور أنَّ‬
‫المعنى هو هذه السماء التي نعرفها ‪ -‬بينما المفترض أ َّنهم خلق ت َّم خلقه إلبتالء االنسان‪،‬‬
‫فكيف نفسر هذا؟‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪15‬‬


‫إبليس والشيطان – ‪4‬‬
‫• وردت لفظة (إبليس) مفردة وكأنها إسم جنس بينما وردت لفظة (شيطان) مفردة‬
‫ومجموعة‪ .‬والحال أنَّ كلمة (شيطان) تصلح ان تكون إسم جنس حالها حال لفظة (إنسان)‬
‫تصلح ان تكون إسم جنس؟ فلماذا هذا الفرق بين اللفظتين؟‪.‬‬
‫• المعروف ان الشيطان ‪ -‬والمفترض أن يكون هو إبليس أيضا ‪ -‬كفر بربه منذ اللحظة التي‬
‫رفض فيها السجود‪ ،‬فلماذا يوصف في بعض اآليات بأ َّنه يكفر؟ كما في النص التالي‬
‫ش َياطِ ينَ َك َف ُروا ‪...‬‬ ‫سلَ ْي َمانَ َو َما َك َف َر ُ‬
‫سلَ ْي َمانُ َو َلكِنَّ ال َّ‬ ‫ش َياطِ ينُ َعلَى ُم ْلكِ ُ‬ ‫( َوا َّت َب ُعوا َما َت ْتلُو ال َّ‬
‫اآلية)؟ جزء من اآلية (‪102‬البقرة‪.)2‬‬
‫• لماذا إقترن لفظ الشيطان في النصوص القرآنية بوصف (الرجيم) أي المطرود والمستبعد؟‬
‫في حين أ َّنه يوصف في أحيان كثيرة بأ َّنه قادر على التأثير بشكل كبير كما في النص‬
‫ش ْي َطانَ إِ َّال َقلِيال )؟ جزء من اآلية‬ ‫ضل ُ َّ ِ‬
‫هللا َعلَ ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه َال َّت َب ْع ُت ُم ال َّ‬ ‫التالي (‪َ ....‬ولَ ْو َال َف ْ‬
‫(‪83‬النساء‪.)4‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪16‬‬


‫إبليس والشيطان – ‪5‬‬
‫• في النص القرآني الذي يتحدث عن الربا ويقول (الَّذِينَ َيأْ ُكلُونَ ِّ‬
‫الر َبا َال َيقُو ُمونَ إِ َّال َك َما‬
‫س ‪ ...‬اآلية) (جزء من اآلية (‪275‬البقرة‪ ))2‬واضح‬ ‫ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ‬
‫َيقُو ُم الَّذِي َي َت َخ َّب ُط ُه ال َّ‬
‫س) ولك َّنه ال يتحقق إال بعد ان يقوم اإلنسان بعمل‬ ‫أن تأثير الشيطان هو تأثير نفسي ( َم ّ‬
‫هي اآللية التي يمكن من خاللها فهم عمل الشيطان وتأثيره على االنسان؟‪.‬‬ ‫معين؟ فما ّ‬
‫صن ضد تأثيرات هذا‬ ‫• كذلك فإنَّ التحذير سابق ألثر الشيطان فالمطلوب من االنسان التح ّ‬
‫الشيطان فإذا لم يتحصن أصابته هذه اآلثار‪ .‬فكيف يتم إبالغ الشيطان بما يقوم به‬
‫االنسان؟ ولماذ ال يقوم بدور سابق للتحذير؟ بمعنى ما هي حقيقة دور الشيطان إذا كان‬
‫أثره ال يتحقق إال من خالل قرار آدمي سابق؟‪.‬‬
‫• ولماذا يعتبر هللا تعالى االنسان مسؤوال عن العمل السيئ ما دام للشيطان دور فيه وقدرة‬
‫بنص القرآن الذي يقول بان الرحمة اإللهية هي التي تعصم‬ ‫ِّ‬ ‫على التأثير في االنسان‬
‫االنسان من أثره؟ (إشارة إلى مضمون اآلية ‪ 83‬من سورة النساء)‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪17‬‬


‫إشكاالت جوهرية‬
‫• إذا قبلنا بأنَّ إبليس هو الشيطان وأ َّنه من الجنِّ وأ َّنه مكلف حاله حال اإلنسان ولديه خيار أيضا‬
‫كما لالنسان‪ ،‬فلماذا لم تحصل للمالئكة حالة مشابهة عند خلق الشيطان؟ أعني ان يتساءلوا عن‬
‫إمكانية ان يؤدي خلق هكذا مخلوق عاقل ومختار الى قتل وإفساد في االرض بينما هم يسبحون‬
‫بحمد هللا ويقدسون له؟‬
‫• فالشيطان حاله حال اإلنسان الذي ت َّم خلقه على اساس االستخالف وفشل في اول امتحان‪ ،‬فهو‬
‫أيضا – أقصد الشيطان أو إبليس ‪ -‬فشل في اول امتحان أيضا حينما ُطلب منه السجود ولم يسجد‬
‫فلماذا هذا الفرق ولماذا لم يتعرض القرآن الكريم الى قضية خلق واستخالف ابليس في هذه‬
‫االرض؟ او عندما وضعه في الج ّنة؟‬
‫• ما هي قضية هذه الحالة الغريبة التي يخلق فيها ابليس وهو مختار ولكنه يختار االرتفاع الى‬
‫مصاف المالئكة ويصبح عضوا منهم بحيث ان الخطابات الموجهة إليهم تشمله معهم؟‬

‫• وبماذا كان هذا الشيطان مشغوال في الوقت الذي رافق فيه المالئكة؟ فهو مختلف بالنتيجة عنهم‬
‫وقدراته مختلفة عنهم؟ أقصد هل كان يقوم بمهام مشابهة لما يقومون به؟ وكيف تق ّيض له ذلك؟‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪18‬‬


‫تذكير بمفهوم (إبليس)‬

‫• لو شئنا ان نواصل عرض المشكالت الناجمة عن الفهم السائد حول معنى الشيطان‬
‫وإبليس ألستغرق األمر وقتا طويال‪ .‬لذا سنكتفي بما ق ّدمنا ونحاول ان نعرض البديل لذلك‪.‬‬

‫• نتذكر أ َّننا اعتبرنا (إبليس) في المحاضرة األولى هو تلك الصفات البشرية التي أريد‬
‫المطورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تنحيتها في كل نسخة جديدة من نسخ اإلنسان‬
‫• وكان القص ُد عد َم إلغاء تلك الصفات تماما نتيجة الحاجة اليها وإ َّنما الحد من أثرها‪.‬‬
‫• إلسباب تتعلق بطبيعة التركيب اإلنساني والحاجة إلى وجود ذلك القدر من تلك الصفات‬
‫النارية القوية الفعالة في التكوين اإلنساني ظهرت صعوبات ع َّقدت عملية بلس تلك‬
‫المطورة من بني آدم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصفات وتنحيتها‪ ،‬فكانت تلك الصفات تعاود الظهور في األجيال‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪19‬‬


‫محاولة فهم الشطن أكثر‬
‫أورد أرباب اللغة مثال عربيا في البين من توضيحهم لمعنى (الشيطان) فقال إبن منظور في لسان‬
‫العرب‪:‬‬
‫القوي‪ ،‬وذلك أَن‬
‫ّ‬ ‫ش َط َنين؛ يضرب مثال لإلنسان األَشِ ر‬ ‫• ويقال للفرس العزيز ال َّن ْفس‪ :‬إنه ل َي ْن ُزو بين َ‬
‫شطون‪( .‬إنتهى)‬ ‫شدَّه بح َبلين من جانبين‪ ،‬يقال‪ :‬فرس َم ْ‬ ‫الفرس إذا استعصى على صاحبه َ‬ ‫َ‬
‫ويعرفون (النزو) على أ َّنه مطلق الوثب‪ ،‬أو الوثب للسفاد بين الحيوانات‪ ،‬أي وثب الذكر منها على‬ ‫ِّ‬
‫أنثاه‪.‬‬
‫• عليه فإنَّ الفرس (المشطون) هو الفرس الذي يتمكن من النزو رغم أ َّنه مربوط بحبلين لتقييد‬
‫حركته في حدود معينة إ ّما لمنعه من الوثب إجماال أو لمنعه من السفاد‪.‬‬
‫ش َطن بمعنى (الحبل)!‪.‬‬ ‫ش َطنُ ) وصف لقدرة الفرس وليس أل َّنه مربوط ب َ‬ ‫• ومن ذلك يتضح أنَّ (ال َ‬
‫ش َطن أو بمقاومة‬ ‫ش ْط َنا من باب تسمية األداة التي ترتبط أو تقوم بفعل ال َ‬ ‫سمي َ‬
‫َّ‬ ‫• ويبدو أنَّ الحبل‬
‫ص) وكما‬ ‫ص من الجذر ( َق َف َ‬ ‫ص في تسمية األداة التي تقوم بعملية ال َق ْف ُ‬ ‫ذلك الفعل‪ .‬كما لو قلنا ال َق َف ْ‬
‫الس َقفِ )‪.‬‬
‫س ْقف) للتعبير عن أداة تقوم بعملية ( َ‬ ‫لو قلنا ( َ‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪20‬‬


‫مقارنة لفهم الشطن – ‪1‬‬
‫ش َطنَ )‪ .‬ولناخذ‬
‫دعونا نقوم بعملية مقارنة بين االفعال التي تبدأ بنفس الحرفين األولين من الجذر ( َ‬
‫الجذور التالية‪:‬‬

‫الشجر‪ :‬ما َخرج حول أَصله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْطأَه‪ .‬و َ‬


‫ش ْط ُء‬ ‫ش ُطوءا‪ :‬أَخرج َ‬ ‫ش ْطأ و ُ‬ ‫ش َطأ ُ َ‬ ‫ش َطأ َ َّ‬
‫الز ْر ُع والنخل ُ َي ْ‬ ‫شطأ‪َ :‬‬
‫ش ْطأَهُ؛ أَي َط َر َفه‬
‫كز ْر ٍع أَ ْخ َر َج َ‬
‫وط َرفُه‪ .‬وفي التنزيل‪َ :‬‬ ‫هر‪ :‬جانِ ُبه َ‬ ‫ِ‬ ‫شطاء‪ ... .‬وشاطِ ُئ ال َّن‬ ‫والجمع أَ ْ‬
‫ضه ببعض‪،‬‬ ‫وس ْبعا‪ ،‬ف َي ْق َوى بع ُ‬‫شرا وثمانيا َ‬ ‫الح َّب ُة َع ْ‬
‫ش ْطؤُ ه الس ْن ُبل ت ْن ِبت َ‬ ‫ش ُطوء‪ .‬وقال ّ‬
‫الفرا ُء‪َ :‬‬ ‫وجمعه ُ‬
‫فآز َره أَي فأَعا َنه‪(.‬لسان العرب)‪ .‬فالشطأ ‪ :‬ما خرج حول االصل‪.‬‬ ‫فذلك قوله تعالى‪َ :‬‬

‫ت السنام‬ ‫ش َط ْب ُ‬
‫َ‬ ‫ش ْطبا‪َ :‬ق َط َعهما‪ .‬ويقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ش ُطبهما‬
‫والسنام‪َ ،‬ي ْ‬ ‫َّ‬ ‫ب األَدي َم‬ ‫ش َط َ‬
‫ب‪ :‬و َ‬ ‫ش َط َ‬‫َ‬
‫ش ْطبة‪ ،‬وقالوا‬‫صلَها‪ ،‬احدتها ُ‬ ‫نام أَن ُت َق ِّط َعه قِدَدا‪ ،‬وال ُت َف ِّ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ُ‬
‫ش‬ ‫‪:‬‬‫زيد‬ ‫بو‬ ‫ش ْطبا‪ .‬أَ‬
‫َ‬ ‫به‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫واألَدي َم أَ‬
‫َ‬ ‫ْ ِ‬
‫ش َّرحه‪ .‬فالشطب ‪ :‬ما‬ ‫َّ‬
‫شطبه َ‬ ‫شطِ ـيبة‪ .‬و َ‬ ‫ديم ُتقد طوال َ‬ ‫َ‬ ‫ِب‪ .‬وكل قِط َع ِة أ ٍ‬ ‫شطِ ـيبة‪ ،‬وجمعها َ‬
‫شطائ ُ‬ ‫أَيضا َ‬
‫أخرج من أصل‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪21‬‬


‫مقارنة لفهم الشطن – ‪2‬‬
‫شطح به خيالُه ‪ /‬تفكي ُره ‪.‬‬ ‫السير ونحوهما تباعد واسترسل ‪َ -:‬‬ ‫شطح في َّ‬ ‫شطح في القول ‪َ /‬‬ ‫ش َط َح‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫(معجم العربية المعاصر ‪ /‬المعجم الوسيط)‪ .‬فالشطح‪ :‬ما َب ُعد عن االصل‪.‬‬
‫ش ُطورا‪ :‬كأنه ينظ ُر إلي َك وإلى َ‬
‫آخ َر‪.‬‬ ‫ش َط َر َب َ‬
‫ص َرهُ ُ‬ ‫الشيء و ُج ْزؤُ هُ‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫ش ْط ُر‪ :‬ن ُ‬
‫ِصف‬ ‫ش َط َر‪ :‬ال َّ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫ريب‪.‬‬ ‫َ‬
‫والغ ُ‬ ‫شطِ ي ُر‪ :‬ال َبعيدُ‪،‬‬ ‫شطارة‪َ :‬ن َز َح عنهم ُم َراغِ ما‪ .‬وال َّ‬ ‫ش ُطورة و َ‬ ‫ش ُطورا و ُ‬‫ش َط َر عنهم ُ‬ ‫و َ‬
‫(القاموس المحيط)‪ .‬فالشطر‪ :‬إبعاد لجزء من االصل عن جزئه اآلخر‪.‬‬
‫ش َّط عليه‬
‫شيء‪ .‬و َ‬‫ٍ‬ ‫جاوزةُ ال َقدْ ِر في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك من كل‬ ‫ش َط ُط ُم َ‬
‫شطط‪ :‬وال َّ‬ ‫•‬
‫جار في قض َّيتِه‪ .‬والش َط ُط مجاوزةُ القدْ ِر في كل‬ ‫َ‬ ‫ش َت َّط وأَ َ‬
‫ش َّط‪:‬‬ ‫ش َططا وا ْ‬‫في ُح ْكمِه َيشِ ط َ‬
‫ش َّط بمعنى ب ُعدَ ‪( ..‬لسان العرب)‪ .‬فالشط‪ :‬البعد عن العدل‬ ‫شط‪ :‬شاطِ ُئ النهر وجانبه‪ ،‬و َ‬ ‫شيء‪ .‬وال َّ‬
‫والقصد وأطراف األصل‪.‬‬
‫ب إذا َذهب‬ ‫ش َط َ‬ ‫ف و َ‬ ‫ش َط َ‬‫ف عن الشيء‪َ :‬عدل عنه؛ عن ابن األَعرابي‪ .‬األَصمعي‪َ :‬‬ ‫ش َط َ‬ ‫ف‪َ :‬‬‫ش َط َ‬ ‫َ‬ ‫•‬
‫سل َ‪ .‬فالشطف‪:‬‬ ‫باعدَ ‪ ،‬و َغ َ‬
‫َب‪ ،‬و َت َ‬‫ف‪َ :‬ذه َ‬‫ش َط َ‬‫وتباعد‪( .‬لسان العرب) وجاء في (القاموس المحيط) ‪َ :‬‬
‫ابعاد وابتعاد عن أصل ‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪22‬‬
‫حسم الموضوع‬
‫• يتبين معنا بأنَّ الشطن هو‪ :‬الخروج عن اإلطار المحدد مع بقاء أثر معين يتعلق بذلك‬
‫اإلطار سواء سلبا أو إيجابا ‪..‬‬

‫• المهم ان يكون الشطن في الغالب هو خروج غير منظم وغير مرغوب فيه‪ .‬وقد يكون‬
‫نافعا أحيانا لتفوقه على الحركات الروتينية المعتادة‪.‬‬

‫ش َطن يكون مشيرا إلى‪ :‬ذلك األثر الناجم عن صعوبة‬


‫مشتق من ال َ‬
‫ُ‬ ‫• عليه ولمـّا كان الشيطان‬
‫السيطرة على الصفات المبلسة فيظهر منها ما يبتعد عن اإلطار المراد البقاء ضمنه‬
‫المروضة وذلك بشكل متكرر‪.‬‬‫ّ‬ ‫بالصفات األخرى الحسنة أو‬
‫• هذا الخروج قد يؤدي أحيانا الى تكوين برامج جديدة غير أصل ّية وغير منسجمة مع مجمل‬
‫قوانين هللا تعالى‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪23‬‬
‫َّطن‬
‫أمثلة لفهم معنى الش ُ‬
‫ولفهم هذا األمر دعونا نتصور عربة تجرها مجموعة من األحصنة‪ ،‬طبعا ومن أجل اإلستفادة من‬ ‫•‬
‫تلك األحصنة ومن قوتها في سحب العربة من ناحية والحفاظ عليها من ناحية ثانية ُيصا ُر الى‬
‫ربطها بنوع من األحزمة الجلدية بشكل متتالي بعضها الى بعض وإلى العربة بطريقة تسمح لتلك‬
‫بجر تلك العربة ولكن دون ان تكون تلك األحزمة مشدودة بقوة بحيث تؤدي الى خنق‬ ‫األحصنة ِّ‬
‫األحصنة وال أن تكون مرخية تؤدي إلى انفالتها عن العربة أوعن بعضها البعض‪.‬‬
‫لحث قائد العربة وهي منسجمة في‬ ‫ِّ‬ ‫اآلن لو تخيلنا أنَّ األحصنة كانت تجري باقصى طاقتها نتيجة‬ ‫•‬
‫حركتها غاية اإلنسجام وكل واح ٍد منها يحاول ان تكون حركته منسجمه مع سائر األحصنة ومع‬
‫توجيهات قائد العربة في السرعة واإلبطاء‪.‬‬
‫وفجأة ينقطع أحد االحزمة الرابطة ألحد األحصنة ما يؤدي إلى إرباك حركة البقية وتدهورها‬ ‫•‬
‫جر تلك العربة‪ ،‬ما قد يؤدي‬‫وسقوط العربة او إنفالت أحد االحصنة وفقدان العربة له ولطاقته في ِّ‬
‫إلى زيادة الضغط على بقية األحصنة من جهة وفسح المجال أمام حرية حركتها نسبيا من جهة‬
‫ثانية فتكون النتيجة اما تسارع العربة لفترة أقل وإصابة األحصنة باالعياء او تباطؤها‬
‫واضطرابها‪.‬‬
‫ش َطن ألحد األحصنة‪.‬‬
‫ما حدث يمكن وصفه لغويا بأ ّنه عملية َ‬ ‫•‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪24‬‬


‫مثال ثاني‬
‫• كلنا نعرف كيفية عمل مكائن اإلحتراق الداخلي في السيارات وأغلبنا ربما شاهد ماكنة‬
‫إحدى السيارات عند فتحها من إجل إصالحها‪.‬‬
‫• ويمكن ان يعرف الكثيرون عن بعض األجزاء العازلة التي توضع تحت الغطاء الرئيسي‬
‫في الماكنة أو بين اجزاء بدن الماكنة وظيفتها عزل محيط الماكنة الداخلي وعزل حركة‬
‫الماء والزيت الذي يساعد بعض األجزاء على سهولة الحركة فضال عن عزل الوقود في‬
‫مسارات محددة وهو ما يسمى (الواشرات) أو (الكاز كيت)‪.‬‬

‫• أحيانا يحصل ان تتمزق هذه العوازل وتبدأ عملية تسرب الزيت الى الوقود واإلختالط معه‬
‫ش َطنْ ) أيضا وهي تؤدي الى زيادة سرعة السيارة احيانا‬
‫وهذه العملية يمكن أن تسمى ( َ‬
‫نتيجة احتراق الزيت مع (الوقود) ما يضيف طاقة الى الماكنة ولكن لفترة وجيزة حتى‬
‫تصاب الماكنة إصابة أقوى وتتعطل الحقا‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪25‬‬


‫مثال ثالث‬
‫• في الحواسيب الحالية التي تعمل في داخلها برامج مختلفة ونتيجة تجاور البرامج في الذاكرة‬
‫ش ُطنُ ) عن‬
‫الرئيسية‪ ،‬يحصل أن تنفلت بعض التكوينات الجزئية من البرامج بمعنى اوضح ( َت ْ‬
‫إطاراتها المحددة‪ ،‬ما يؤدي إلى خلل بسيط وأثر على كفاءة عمل البرامج إ ّما منفصلة أو مجتمعة‪.‬‬

‫• هذه االجزاء المنفلته قد ترتبط مع بعضها البعض بشكل عشوائي لتكوين برامج عشوائية جديدة‬
‫تتحرك بشكل غير منتظم وتكوين نوع من انواع الفايروسات‪ .‬فتبدأ بالتأثير على عمل البرامج‬
‫األصلية في الحاسوب وتحد من قدرتها وكفاءتها ومن قدرة وكفاءة الحاسوب بالنتيجة‪.‬‬

‫• فإذا اصيب الحاسوب بعدد أكبر من عمليات اإلنفالت وتكونت نتيجة ذلك برامج عشوائية عديدة‪،‬‬
‫فإنَّ األمر قد يؤدي إلى تعطيل الحاسوب بالكامل وهو ما يمكن ان نسمية عملية (إستحواذ‬
‫الفايروسات) على الحاسوب ما قد يؤدي إلى توقف الحاسوب تماما عن العمل او إصابته بحالة‬
‫من فقدان الوعي والغيبوبة فتالحظ أنَّ الحاسوب ال يتمكن من القيام بأ ّية فعالية عندما يتم تشغيله‬
‫مثال‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪26‬‬


‫نتائج أولية‬
‫• نستخلص من كل ِّ ذلك بأنَّ (الشطن) يعني‪ :‬إنفالت بعض العناصر من بعض األُطر المحددة‬
‫مع بقاء أثرها على تلك األطر نتيجة إرتباطها بها أصال‪.‬‬
‫• وقد تتظافر البرامج المنفلته عن أطرها المحددة مع بعضها البعض وتكون برامج جديدة‬
‫يصبح خطرها اكبر واكبر‪.‬‬
‫• وهذه الحالة اذا تكررت أصبحت سج ّية عند صاحبها وسميت الحالة هي بذاتها (شيطان)‬
‫نتيجة تكرارها وقيل أنَّ صاحبها مصاب بشيطان معين كما هو الحال حينما نقول أ َّنه‬
‫مصاب بحال ٍة من الوسواس القهري أو اإلحباط أو فقدان الثقة المؤقت بالنفس وأمثالها‬
‫من األمور النفسية‪.‬‬
‫• كذلك فإنَّ صاحب النفس التي تتعرض لعمليات شطن متكررة سيتحول هو بعد قبوله لهذه‬
‫الحالة وإتباعه طوعا للبرامج الفايروسية التي تخرج عن السيطرة وعن المقرر لها من‬
‫دور‪ ..‬يتحول هو إلى شيطان أل َّنه سيصبح خارجا بذاته عن اإلطار المحدد للمجموعة‬
‫البشرية وما قررته له قوانين هللا تعالى‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪27‬‬
‫النتيجة العامة‬

‫• عليه نفترض أنَّ معنى لفظة (الشيطان) تشير إلى‪ :‬خروج ذلك التكوين األساسي في بناء‬
‫اي تكوين اكبر من الحدود المق ِّيدة له بحيث ال تكون فعال ّية ذلك التكوين األصغر مطابقة‬
‫ِّ‬
‫للبقرنامج الموضوع له‪ .‬ما يؤدي الى ظهور أثر سلبي متعلق بالتكوين األكبر‪.‬‬

‫• ويكون الشيطان المشار إليه فيما يتعلق باإلنسان وتحذيره منه بمختلف النصوص القرآنية‬
‫هو‪ :‬ما ينتج عن خروج ذلك التكوين عن قيوده وعدم العمل بطريقة قياسية ما ينتج عنه‬
‫خروج بعض التصورات واألفكار والمشاعر والنوازع والدوافع وما إلى ذلك عن ُ‬
‫األطر‬
‫المحددة لها في داخل النفس والتراكب مع بعضها البعض في تكوين جديد يؤثر بدوره‬
‫على النفس وعلى البرامج األصل ّية فيها‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪28‬‬


‫إستجابة النفس االنسانية‬
‫• فإذا إستجابت النفس لهذا التكوين الغريب فقد اتبعت الشيطان وإذا واصلت اإلستجابة له‬
‫فقد إستحوذ عليها الشيطان‪ .‬وإذا تحولت إلى برامج ثابتة في النفس أصبح الضحية بذاته‬
‫شيطانا أل َّنه سيخرج عن العبودية هلل تعالى من خالل الخروج عن القوانين االلهية‬
‫القياسية‪.‬‬
‫• أ ّما إذا لم تستجب النفس لهذا التكوين الجديد فقد عصمت النفس ذاتها عن أثر ذلك‬
‫التكوين ما سيؤدي بالنتيجة الى زوال هذا التكوين‪.‬‬
‫• اإلنسان لديه القدرة على عدم اإلستجابة لهذه البرامج التي سيشعر بها بسهولة نتيجة‬
‫وجود برامج التشخيص الفطري في النفس‪.‬‬
‫• كذلك فإنَّ اإلنسان يتمكن من نصب برامج حماية جديدة عبر عمليات التقوى ومحاربة‬
‫الهوى واإلبتعاد عن الشبهات وما شابه ذلك من البرامج التي طرحها القرآن الكريم‬
‫واشبعها تفصيال‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪29‬‬


‫إختبار الفرضية وفائدتها‬
‫اإلختبار‪:‬‬
‫• ال ب َّد لنا اآلن من إختبار صحة هذا التعريف الذي نقدمه عن معنى لفظ (الشيطان) من‬
‫خالل تطبيقه على عدد كبير من النصوص القرآنية وكلَّما زاد عدد النصوص التي تقبل‬
‫بإالنطباق على هذا المعنى فإنَّ هذا سيعطينا ثقة أكبر بصحة التعريف‪.‬‬

‫الفائدة‪:‬‬
‫• ولكن وقبل أن نبدأ بعملية إختبار المعنى الذي توصلنا إليه على النصوص القرآنية ال ب َّد‬
‫لنا من اإلشارة إلى أنَّ المعنى الذي نفترضه كمعنى إصطالحي للفظة (الشيطان) ولمعنى‬
‫س ِهل وبشكل كبير عملية توحيد المعاني المطروحة في المعاجم‬ ‫(الشطن) عموما س ُي َ‬
‫اللغوية وسينظمها في خيط واحد ويزيل عنها الفوضى التي أصابتها نتيجة إفتراض وجود‬
‫مخلوق خاص له مواصفات بشرية ولكنه ليس بشرا‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪30‬‬
‫توضيح‬
‫ال بدَّ لنا هنا من توضيح مسائل أساس ّية وهي‪:‬‬ ‫•‬
‫إنَّ تقديم الفرضية ال يعني الوصول الى الحقيقة او معرفة قصد قائل النص‪ ،‬حتى إذا أمكن‬ ‫•‬
‫تطبيقها على طيف واضع من النصوص‪ .‬فما نقدمه هو ظنون مبنية على قدر استيعابنا من علوم‬
‫الحياة‪ .‬وقصد قائل النص ال يعرفه إال هو‪.‬‬
‫المعنى الذي نريده هو‪ :‬ان هناك معنى أصلي واحد للنص يعرفه قائله‪ ..‬بينما يبقى النص مفتوحا‬ ‫•‬
‫على سيناريوهات مختلفة تمثل فهم من يقرأ النص الحقا‪.‬‬
‫إنَّ إختبار الفرضية يتم من خالل محاولة استبدال االلفاظ بالمعاني المتكونة نتيجة الفرضية‬ ‫•‬
‫ورؤية بماذ يمكننا الخروج من النص‪.‬‬
‫إنَّ كل ما نضعه من سيناريوهات إ َّنما هي محاوالت لالنتفاع من النتائج التي توصل إليها العلم‬ ‫•‬
‫ومحاولة النظر الى العالم بمنظار إلهي اوسع وعدم تحديد معنى النص بمقتضى تصورات‬
‫موروثة‪.‬‬
‫إذا صحت السيناريوهات التي نفترضها فبها ونعمت وإال فإنَّ علينا بذل المزيد من الجهد والقيام‬ ‫•‬
‫بالمزيد من البحث والتنقيب والتأمل والدراسة للوصول إلى اتصور أكثر انسجاما س ّيما مع فكرة‬
‫عدم وجود إختالف في النصوص القرآنية‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪31‬‬
‫إختبار صحة المعنى في النص القرآني‬

‫دعونا نقوم بعملية إختبار لصحة المعنى في النصوص القرآنية وكما يلي‪:‬‬
‫أوال النص الذي يقول ‪:‬‬
‫ش ْي َط ٍ‬
‫ان‬ ‫اء ُب ُروجا َو َز َّي َّناهَا لِل َّناظِ ِرينَ (‪16‬الحجر‪َ )15‬و َحف ِْظ َناهَا مِنْ ُكل ِّ َ‬ ‫• َولَ َقدْ َج َع ْل َنا فِي ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫س ْم َع َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب ُم ِبين (‪18‬الحجر‪.)15‬‬ ‫يم (‪17‬الحجر‪ )15‬إِ َّال َم ِن ْ‬
‫اس َت َر َق ال َّ‬ ‫َر ِج ٍ‬
‫إشارة الى النظام الذي ُبنيت على أساسه المجرات واألنظمة القوية التي تقود حركتها‬
‫وبرامج الحماية التي نصبت لها أصال لتثبيت حركتها واالنظمة األخرى التي وضعت‬
‫لحمايتها من البرامج المحتملة الحدوث‪.‬‬
‫وإلى كل برنامج من هذا النوع تكون فيه المكونات مرتبة ومنسجمة مع بعضها البعض في‬
‫تكوينات خاصة تشكل بروجا في سمائها وبحيث تكون محم ّية من خالل الحفاظ على مكونات‬
‫مكو ٍن من مكوناتها حينما يجد برنامجا يمكن توظيفه‬ ‫ألي ّ‬ ‫ش َط ٍن أو إنفالت ِّ‬ ‫بروجها من كل ِّ َ‬
‫للقيام بدور خارج المنظومة وهذا هو مفهوم (إستراق السمع)‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪32‬‬
‫نص مشابه‬
‫ٌّ‬
‫ومثل النص أعاله هناك نص مشابه‪:‬‬
‫ار ٍد (‪7‬الصافات‪)37‬‬ ‫ش ْي َط ٍ‬
‫ان َم ِ‬ ‫ب (‪6‬الصافات‪َ )37‬و ِح ْفظا مِنْ ُكل ِّ َ‬ ‫اء الد ْن َيا ِب ِزي َن ٍة ا ْل َك َوا ِك ِ‬ ‫• إِ َّنا َز َّي َّنا ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫ب (‪8‬الصافات‪ُ )37‬د ُحورا َولَ ُه ْم َع َذاب َواصِ ب‬ ‫س َّم ُعونَ إِلَى ا ْل َم َ ِأل ْاألَ ْعلَى َو ُي ْق َذفُونَ مِنْ ُكل ِّ َجانِ ٍ‬ ‫َال َي َّ‬
‫ف ا ْل َخ ْط َف َة َفأ َ ْت َب َع ُه شِ َهاب َثاقِب (‪10‬الصافات‪.)37‬‬ ‫(‪9‬الصافات‪ )37‬إِ َّال َمنْ َخطِ َ‬
‫• الحديث اعاله عن نفس الحالة المشار إليها وإلى البرامج التي تحفظ حركة الكواكب في المجرات‬
‫والبرامج الشيطانية المؤثرة عليها كما هو واضح من النص برامج قوية وصفت بالماردة إال ان‬
‫برامج الحماية أيضا هي برامج قوية‪.‬‬
‫• إستعمال (السمع) للتعبير عن خطورة تلك البرامج الشيطانية ألنَّ السمع يعني (بلوغ األمر مرحلة‬
‫اإلدراك التام‪ ،‬او وصول األمر إلى اقرب نقطة من اإلدراك‪ ،‬أو بلوغ نقطة يمكن عبرها تشغيل‬
‫برامج اخرى وسوف نتعرض لهذه المعاني في موضوعات الحقة ان شاء هللا)‪.‬‬
‫• فهي إذن إشارة إلى قوة برامج الحماية وخطورة برامج التهديد أصال‪.‬‬
‫• وال يخفى أنَّ األمر ينطبق على كل تكوين له سمائه الخاصة حتى في أصغر الذرات التي يمكن‬
‫الوصول إليها باالبصار المختبري أو بالرؤية الذهنية‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪33‬‬


‫مثال آخر‬
‫س َذلِ َك ِبأ َ َّن ُه ْم‬
‫ش ْي َطانُ مِنَ ا ْل َم ِّ‬
‫الر َبا َال َيقُو ُمونَ إِ َّال َك َما َيقُو ُم الَّذِي َي َت َخ َّب ُط ُه ال َّ‬ ‫• الَّذِينَ َيأْ ُكلُونَ ِّ‬
‫الر َبا َف َمنْ َجا َءهُ َم ْو ِع َظة ِمنْ َر ِّب ِه َفا ْن َت َهى‬ ‫هللا ُ ا ْل َب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬ ‫الر َبا َوأَ َحل َّ َّ‬ ‫َقالُوا إِ َّن َما ا ْل َب ْي ُع ِم ْثل ُ ِّ‬
‫ار ُه ْم فِي َها َخالِدُونَ (‪275‬البقرة‪)2‬‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫اب‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫نْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ف َوأَ ْم ُرهُ إِلَى َّ‬ ‫سلَ َ‬ ‫َفلَ ُه َما َ‬
‫ِ‬
‫ِيم (‪276‬البقرة‪.)2‬‬ ‫ث‬ ‫ار أَ‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت َو َّ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫الر‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َي ْم َح ُق َّ‬
‫هللا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫• دعونا نضع البرنامج األصلي المتفق مع قانون هللا تعالى أوال نصب أعيننا وهو التالي‬
‫رنامج يخرج عن إطار هذا القانون‬ ‫ب‬ ‫أي‬ ‫فإنَّ‬ ‫عليه‬ ‫)‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫الر‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫( َي ْم َح ُق ُ‬
‫هللا‬
‫ٍ‬
‫ش َط َنا)‪.‬‬ ‫سيكون ( َ‬
‫• والنتيجة فإنَّ الذين يأكلون الربا ستكون حركتهم مضطربة نتيجة إصابتهم بفايروس يؤثر‬
‫على برامجهم الحيوية‪.‬‬
‫س) وتأمل كيف أ َّنه يشير إلى شبه تماس كهربائي بفولتيه غير قاتلة‬ ‫• الحظ التعبير (ا ْل َم ِّ‬
‫لك ّنه خارج عن السيطرة ما يؤدي الى عملية إضطراب بالعمل‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪34‬‬


‫مثال آخر‬
‫اج َتنِ ُبوهُ‬ ‫ان َف ْ‬ ‫اب َو ْاألَ ْز َال ُم ِر ْجس مِنْ َع َم ِل ال َّ‬
‫ش ْي َط ِ‬ ‫ص ُ‬‫َيا أَي َها الَّذِينَ آ َم ُنوا إِ َّن َما ا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْيسِ ُر َو ْاألَ ْن َ‬ ‫•‬
‫ضا َء فِي ا ْل َخ ْم ِر‬ ‫ش ْي َطانُ أَنْ ُيوق َِع َب ْي َن ُك ُم ا ْل َعدَ َاو َة َوا ْل َب ْغ َ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحونَ (‪90‬المائدة‪ )5‬إِ َّن َما ُي ِري ُد ال َّ‬
‫الص َال ِة َف َهلْ أَ ْن ُت ْم ُم ْن َت ُهونَ (‪91‬المائدة‪.)5‬‬ ‫هللا َو َع ِن َّ‬ ‫صدَّ ُك ْم َعنْ ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫َوا ْل َم ْيسِ ِر َو َي ُ‬
‫الخمر‪ :‬شراب خارج عن الشراب الطبيعي الذي ينسجم مع حاجات الجسم وطبيعته فيكون خمارا‬ ‫•‬
‫على العقل‪.‬‬
‫الميسر‪ :‬نوع من الكسب الخارج عن الكسب الطبيعي الذي يأتي عن طريق العمل النافع للجميع‬ ‫•‬
‫وتبادل الخدمات والحاجات‪.‬‬
‫االنصاب‪ :‬أمر خارج عن حدود العبادة والتقرب الى هللا تعالى‪.‬‬ ‫•‬
‫االزالم‪ :‬خارج عن طبيعة اإلختيار الحر المبني على فهم األمور‪.‬‬ ‫•‬
‫ان) وال يبدو أ َّنها مصادفة لغوية أن نرى قدرا من التقارب بين‬ ‫ش ْي َط ِ‬‫وبذا فكلها ( ِر ْجس مِنْ َع َم ِل ال َّ‬ ‫•‬
‫اللفظين (رجس) العربية و(‪ )Virus‬اإلنجليزية وكل ّ ما ورد فيه إشارة الى كيفية تكون هذه‬
‫الفايروسات التي نشأت في األصل من خروج عن حدود التعامل الطبيعي مع األمور‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪35‬‬
‫عصمة النبي المرسل‬
‫س ُخ َّ‬
‫هللاُ َما ُي ْلقِي‬ ‫ش ْي َطانُ فِي أ ُ ْمنِ َّيتِ ِه َف َي ْن َ‬
‫ول َو َال َن ِبي إِ َّال إِ َذا َت َم َّنى أَ ْل َقى ال َّ‬
‫س ٍ‬ ‫س ْل َنا مِنْ َق ْبلِ َك مِنْ َر ُ‬ ‫َو َما أَ ْر َ‬ ‫•‬
‫ش ْي َطانُ فِ ْت َنة لِلَّذِينَ فِي‬ ‫هللاُ َعلِيم َحكِيم (‪52‬الحج‪ )22‬لِ َي ْج َعل َ َما ُي ْلقِي ال َّ‬ ‫هللاُ آ َياتِ ِه َو َّ‬
‫ش ْي َطانُ ُث َّم ُي ْح ِك ُم َّ‬
‫ال َّ‬
‫اق َبعِي ٍد (‪53‬الحج‪.)22‬‬ ‫الظالِمِينَ لَفِي شِ َق ٍ‬ ‫وب ِه ْم َم َرض َوا ْل َقاسِ َي ِة قُلُو ُب ُه ْم َوإِنَّ َّ‬ ‫قُلُ ِ‬
‫عملية اإلرسال إلى الرسول أو إلى النبي تجعلهما رسولين بالنتيجة‪.‬‬ ‫•‬
‫فإذا تمنى الرسول أمرا متعلقا برسالته كان ممكنا أن يحدث الشطن من خالل تلك األمنية‪.‬‬ ‫•‬
‫ولما كان كالهما مرسال من قبل السماء فإنَّ عملية اإلرسال تقتضي أن يتم تزويد نفس الرسول‬ ‫•‬
‫ببرامج خاصة متعلقة بالرسالة وللحفاظ عليها‪.‬‬
‫منها برنامج لنسخ ‪ -‬مسح ‪ -‬ما نشأ من الشطن وتثبيت البرامج األصلية المتعلقة بحفظ وحماية‬ ‫•‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫هذه الحماية ستستثني المرسلين وتحفظهم من أثر الشيطان ويبقى أثر ذلك الشطن كنوع من‬ ‫•‬
‫االختبار لفئة من مرضى القلوب وقساتها وللظالمين‪.‬‬
‫فاآليات فيها إشارة إلى سالمة قلوب المرسلين من المرض والقسوة والظلم نتيجة الطبيعة‬ ‫•‬
‫الخاصة لقوانين هللا تعالى في حماية الرساالت والرسل الحاملين لها‪.‬‬
‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪36‬‬
‫طرق الوقاية‬
‫ث َغ ْي ِر ِه َوإِ َّما ُي ْنسِ َي َّن َك‬ ‫ض َع ْن ُه ْم َح َّتى َي ُخو ُ‬
‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬ ‫ضونَ فِي آ َياتِ َنا َفأ َ ْع ِر ْ‬ ‫ت الَّذِينَ َي ُخو ُ‬ ‫• َوإِ َذا َرأَ ْي َ‬
‫الظالِ ِمينَ (‪68‬األنعام‪.)6‬‬ ‫الذ ْك َرى َم َع ا ْل َق ْو ِم َّ‬
‫ش ْي َطانُ َف َال َت ْق ُعدْ َب ْعدَ ِّ‬‫ال َّ‬
‫• هنا يتعرض النص الى سبل الوقاية من الفايروسات الشيطانية ويلخصها بالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلعراض عمن يقومون بعمليات خوض (وهو تناول غير علمي وال منهجي) في آيات هللا‬
‫تعالى ألنَّ ذلك قد يشجع األفكار على الشطن‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا حصل والحظ االنسان أنَّ عمليات الخوض في آيات هللا قد انتهت يمكنه المشاركة بعد ذلك‬
‫وان كان الحديث خوضا ولكنه لن يكون خطيرا باعتبار انه ليس في آيات هللا‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا حصل وعجز االنسان عن اإلعراض عن األحاديث التي تجري في بعض المجالس وتكون‬
‫غير مبنية على اسس معرفية واضحة بأن ينسى عدم المشاركة فيها وذلك نتيجة لشطن‬
‫فكري‪ ،‬فإنَّ عليه أن‪.‬‬
‫‪ .4‬يلجأ إلى اإلبتعاد عن تلك المجالس بالمرة أل َّنها حتما ستؤدي إلى إثارة أفكار غير صحيحة قد‬
‫ال يمكن السيطرة عليها‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬اآليات خاصة بالنبي ولكننا تفاعلنا معها على اساس العبرة والعظة‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪37‬‬


‫نهاية القسم األول من معنى اللفظ (شيطان)‬

‫• نكتفي بهذا القدر ونوكل الباقي الى القسم الثاني من البحث في معنى كلمة (الشيطان)‬
‫ونحاول اخذ عدد أكبر من التطبيقات على الفرضية التي قدمناها وهللا المستعان‪.‬‬

‫‪16/12/2014‬‬ ‫تطبيقات المنهج اللفظي الترتيلي ‪/‬قصي الموسوي‬ ‫‪38‬‬

You might also like